18-07-20, 05:08 AM
| #45 | ||||
|  عقاب وصقر يحبون عمهم ويغارون من عهد صقر منقهر ان اخوه مقدم عهد عليه ويسانده عليه هل العم سيذهب ويطيب خاطر ولد اخوه ويطلب منه المسامحة عهد وان يبقى معه ولا يعاديه ايهم بيكشف سر بنت عمهم عهد وهل رئيس العصابه له دور مع عهد اتوقع لازم ان سر عهد رجل من السادة يعرفه وسالفه الغجريه وان صقر سيدفع ويدفع الكثير هل لديهاخطه | ||||
|
|
19-07-20, 12:41 AM
| #47 | ||||
| الفصل الثامن(عهدي انا) اللهم لك الحمد عدد ما كان وعدد مايكون وعدد الحركات والسكون الفصل الثامن اسم جعل ادراك سندس يتوقف واعينها تتسع وهي تسمعه يخرج من فاه رفيقة طفولتها -صقر ابن المنذر. كذبت اذنيها ، لا بد انها لم تسمع جيدا ، هل حقا سمعتها تقول صقر ابن المنذر ؟ بضحكة غير مصدقة سألت ميسم. تمزحين انت حتما تمزحين ، لا يمكن الا ان تكوني مازحة اليس كذلك ، فلا توجد عقلت تهوى صقر !!!! سكوت الاخرى وعيناها الغارقتين بعبرات تخشى النزول كان جوابا واضحا لسندس التي هبت من جلستها تمسك جانبي رأسها من هول ما علمت ، -الم تجدي غير صقر يا ميسم صقر ؟!!! انه شيطان بصورة انسان وحش بهيئة بشر ؟ لماذا هو دون عن غيره ، لماذا يا مجنونة؟ انفعال ميسم كان مساويا لانفعال الاولى ، لماذا تلومها على ما ليس لها به يد ومن منا له على قلبه حكم عندما يدق القلب فهو لا يختار لمن ، كالأسير لا يملك الا ان يمضي خلف سجانه مكبلا بسلاسل عشق ، وانا قد اسرني صقر بعشقه دون حتى ان يعلم او يدري ، ويبدو ان لا فكاك لي من هذا الأسر . ضمتها اليها تمسح على وتهمس . ادعي الله ان يبقى ما في قلبك طي الكتمان وان يبقى صقر غافلا عنه. ************************ عاد من المسجد بحال غير تلك التي خرج بها وللآن لم يفهم ماذا حدث له ، استعاذ بالله من الشيطان الرجيم وفتح باب مخدع ردينة ، وجدها نائمة بثياب الصلاة على السجادة وبجانبها المصحف الكريم مفتوحا ، اقترب منها بهدوء ، وهزها برفق مناديا باسمها . انتفضت في وقفتها حال رؤيتها اياه وسالته بلهفة ممزوجة بقلق -عقاب ماذا حدث لك ، هل فعلت شيئا ضايقك مني ؟ احس بتأنيب ضمير وهو يطالع اثار الدموع على وجنتيها فقال وهو يحتضن وجهها الجميل بين كفيه -لم تفعلي شيئا يا رديتني ، لا تشغلي بالك اختنق صوتها وقد عاودتها الدموع تلسع مقلتيها -كيف لا اشغل بالي وانت خرجت من غرفتنا كمن تطارده الشياطين -لابد انه من اثر الكابوس الذي رأيت لكنني الان بأفضل حال بعد صلاة الفجر قبلت كفه المستريحة على خدها وهي تهمس -لعله خير -هيا لتساعدي جليلة في تحضير الافطار حتى لا اتأخر عادت بسمتها تزين وجهها من جديد -حالا احلى والذ افطار لسيد الرجال وزينتهم تبخرت نشوتها وذهبت ادراج الرياح وهي تراقب بغل وحقد ما يحدث ولسان حالها يسأل كيف طار مفعول السحر بهذه السرعة وفي داخلها تصب اللعنات على ام مسعود وعلى سحرها . بعد ان انهى افطاره اخبرته الخادمة ان الشيخ يطلب رؤيته في مجلسه في التو واللحظة . -السلام عليكم يا أبا عقاب نطقها عقاب وهو يدخل مجلس المنذر ، ثم قبل يد هذا الاخير وجلس الى جانبه -طلبتني يا أبي حافظ المنذر على صمته لدقائق قبل ان يتنحنح بخشونة قائلا بشكل مباشر -زوجتاك الاثنتان يبدو ان لا رجى منهما في انجاب حفيد ذكر لي مسح عقاب وجهه بضيق من هذا الحديث -انها ارادة الله با ابي ولا لبشر القدرة في التدخل في مشيئته عز وجل هز المنذر راسه موافقا -نعم معك حق لكن الله امرنا بالأخذ بالأسباب ولهذا قررت ان تكون عروسك الجديدة في بيتنا قبل مهرجان الخيول باذن الله. ضاق عقاب ذرعا في تدخل والده الا يكفيه ان هو من اختار له جليلة ابنة الحبيب و بعدها ردينة ابنة السيد طه والان يريد ايضا اجباره على الزواج بالثالثة ، هو يحرص على البر بوالده و طاعته لكن فاض كيله معذرة منك يا ابا عقاب ، لا شيء يضمن لنا ان العروس الجديدة ستنجب الصبي ، كما قلت لك هي ارادة الله و لو اراد ان تكون ذريتي كلها اناثا فلا الف عروس سنقدر على مخالفتها ساله بنفاذ صبر -ماذا تقصد ، هل ستخالف قراري ؟ هم عقاب بالنهوض وهو ينهي النقاش -اخشى اني مضطر لمخالفته ضرب المنذر الارض بعصاه ووقف يواجهه -كيف تجرأ دخل العباس في تلك اللحظة مستأذنا -معذرة يا شيخ ، هناك ضيف يود رؤية السبد عقاب ************************** دهشت عندما راته يخرج من منزلهم فأسرعت اليه تهتف ببشاشة - صباح الخير يا وضاح ، اراك عدت باكرا رد تحيتها و قال وهو يلف عمامته البيضاء على رأسه -عدت في وقت متأخر ، كان الجميع نيام لكزته في كتفه وقالت مؤنبة -كيف تخاطر بنفسك وتأتي ليلا الم يخبرك ابي ان تعود صباحا ان طال عملك هناك تنهد وضاح بحالمية لا تليق بملامحه الرجولية الخشنة ولا بضخامته فبدا كطفل كبير -واخاطر بعمري وروحي الف مرة فقط كي انام تحت سقف يجمعني بميسم عدا انها لا تطيق المدعوة ميسم المغرورة التي تعيش حياتها بدلا عنها فهي الفتاة المدللة للجميع حتى والدها الحبيب استولت على جزء من وقته وجعلته يعلمها طب الاعشاب فهي لا تستحق شابا بطيبة قلب وضاح ونقاء سريرته و وتلاحظ جيدا ان تلك لا تحمل له في قلبها سوى معزة ابن الخالة فقط ، سمعت وضاح يسترسل وحالة الهيام مازالت متلبسة اياه -أدري يا عهد ، حتى الصباح احسه دون طعم ان لم ابدأه برؤية عينيها العسليتين يجب ان يستفيق من هذا الحلم الوردي قبل يتحول الى كابوس ينغص عيشه ، هكذا فكرت قبل ان تقترح بجدية وهما يسيران في اتجاه الاسطبل -ما رأيك ان تطلب يدها من عمي عابد ، لا اظنه يرفض فهو يحبك و حتى خالتك سعاد تعتبرك ابنها فقط طالت قصة عشقك المملة هذه كثيرا واصابتني بالجوع لم يضحك على مزحة عهد وانما اطرق برأسه يغمغم بخفوت -اخشى ان ترفضني ، ورفضها يعني الموت بالنسبة لي امسكته من تلابيبه وصاحت بشراسة -اياك ان تكررها ثانية ، ان رفضتك فهي الخاسرة وليس انت ، مهما كانت جميلة وفاتنة فهي لا تستحق ظفر اصبعك ، تعلم ان تعز قدرك قبل ان يفعل الاخرون. ندت عنه ابتسامة صغيرة وربت على يدها الممسكة يقول ممازحا كي يغير مجرى الحديث -اصبحت تتجرأ علي دون مراعاة لفرق حجمينا نفضت يدها عنه وبنبرة امر تقبلها منها برحابة صدر -تحرك امامي وكف عن ترهاتك الغبية عندما دخلا الى الاسطبل القى وضاح السلام باحترام على عمه شاهين وسحب حصانه بهدوء ودلف الى الخارج فيما هتفت عندما وجدت والدها ينظف حصانه -انت يا ابي من تنظف طوفان بنفسك تابع تمشيط خصلات حصانه الترابية وقال -لا تستصغر اي عمل مهما كان بسيطا وحصانك عليك ان تتعلم كيف تهتم بكل ما يخصه يا عهد -انت تحب الاحصنة كثيرا يا ابي مسح على راس حصانه بحب واجاب ابنته -الخيول ياعهد كائنات ذات عزة و شموخ ومخلصة ويكفي ان الله سبحانه وتعالى قد اقسم بها في سورة العاديات ورسولنا الحبيب قال " الخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامة" فكيف بعد كل هذا لا احبها واقدرها كم تحب حديث والدها وكم تتمنى لو ان الوقت لا ينقضي حين يتحدث ، قبلت يده المبللة وهمت باخراج حصانها وتجهيزه عندما طلب منها -اريدك ان تذهب الى دكان السجاد بدلا عني هذا اليوم تساءلت وقد وضعت السرج الثقيل على ظهر عنتر -هل لديك عمل خارج القرية -سيعقد مجلسا عرفيا في قرية النور ، شيخها طلب مني حضوره هزت راسها مستغربة جحود عمها في حين ان العديد من القرى تطلب حضور والدها لمجالسهم لاخذ مشورته ولثقتهم في بعد نظره يستثنى من مجالس قريته . -حاضر يا ابي سأذهب لدكان السجاد بعد ان احضر ثمن الزيتون من تجار القرية المجاورة اعتلت صهوة جوادها وقالت مودعة -وداعا يا ابا عهد اراك مساء ودعها بنظرات تشع فخرا فكل يوم تثبت له هذه الصغيرة ان قراره كان محقا . **************************** استلمت ثمن البضاعة من التجار و سارت بالسوق عائدة لقريتهم تسحب حصانها عنتر ومازال عقلها مع وضاح، تخاف عليه من عشق سيتعبه فميسم كانت له او لم تكن فهي ستتعبه حقا ، اصطدم بها جسد و كادا ان يقعا معا لولا تماسك عهد قالت الفتاة التي تبدو من هيئتها وملابسها غريبة عن القرية وهي تلتفت وراءها -اسفة وقبل ان تفر امسكها رجل من ذراعها وهو يقول -امسكت بك ايتها الغجرية اللصة حاولت ان تفلت منه وهي تقول -اتركني لم اسرق شيئا بدأ بسحبها بالقوة -قولي هذا الكلام امام الشيخ فشلت في تحرير ذراعها من قبضته ولم يعد امامها سوى حل واحد ، اطبقت بأسنانها على يده الممسكة بها لكن بدل ان يتركها صفعها حتى سالت الدماء من شفتها وانفها ورفع يده مرة لخرى ليصفعها ثانية في تلك اللحظة تدخلت عهد وامسكت بيده و تحدثت بخشونة -ما ذا تفعل ايها الرجل حتى لو سرقتك تبقى فتاة ولا يجوز ان تصفعها سحب الرجل يده ونظر لعهد بغضب -ومن انت ايها الفتى ، لا بد انك شريكها ، لص حقير مثلها اشارت عهد بسبابتها وقالت بلهجة تحذير -صن لسانك ايها الرجل قبل ان اجعلك تندم ضحك باستهانة وهو يطالع عهد -ابتعد قبل ان اسحبك معها الى الشيخ وحاول دفع عهد عن طريقه لكنه مسكت ذراعه وبكل قوتها لفتها الى ظهره بيد واحدة وهو يتلوى من الالم وقد ترك الفتاة الغجرية وحاول تحرير نفسه وعندما فشل بدا يتوسل لعهد ان تتركه دفعته ليسقط ارضا وقالت باشمئزاز -كم سرقت منك الفتاة قال بألم ويمسك يده التي شك انها كسرت -عشرون ...عشرون قطعة نقدية اخرجت كيس نقودها وعدت العشرين قطعة ثم رمتها اليه ثم التفتت للفتاة لتقول -ان كنت فعلا قد سرقت نقود هذا الرجل فاعلمي ان جرتك لن تسلم كل مرة وقد لا تجدي المرة القادمة من ينجدك وانصرفت تاركة الفتاة تحدق باندهاش واعجاب بعهد وحدثت نفسها وهي تشيعها بنظراتها بهيام -يا الهي ما اجمله وما اجمل عينيه . ********************* تعانق الصديقان اللذان طال غيابهما عن بعضهما البعض وتلقاه المنذر باستقبال حافل وامر بذبح الذبائح ، كيف لا وضيفهم الشيخ صخر شيخ قرية القيسيين احد اكبر واغنى قرى الشمال واوسعهم نفوذا بعد ان جلسوا في المجلس و امتدت الطاولة امامهم في التو واللحظة بشتى انواع الطيبات والذ المأكولات -لمن ندين بفضل هذه الزيارة يا شيخ صخر نطق بها عقاب وهو يربت على ركبة صديقه الجالس بهيبته التي لا تليق الا بالشيوخ امثاله -الحقيقة اني جئت لرؤية عمك السيد شاهين في امر مهم يخص أصغر اخوتي عروة تجهم وجه المنذر ككل مرة يأتي ذكر اخيه لكنه التزم الصمت مفسحا المجال لسؤال ابنه -خيرا يا صخر ، عسى ان لا مكروه قد اصابه اكتست عيناه اللبنيتان بحزن لم يجعل صرامتهما تخفت عندما قال -واي مكروه يا اخي ، فصغيرنا اصيب بحمى اذهبت بصره ولم يفلح اي حكيم في قريتنا ولا القرى المجاورة لنا في ايجاد علاج له لم يستطع المنذر على ان يكشف اللثام عن سمه -ما كنت تكبدت كل هذا العناء يا شيخ صخر ، يكفي ان ترسل اي مرسولا لشاهين ويحضر في الحين لم يتقبل عقاب تقليل وتلده من شأن عمه وهم بالرد لكن تولى عنه الضيف تلك المهمة عندا قال بشيء من الاستهجان ماهذا الكلام يا شيخ المنذر ، اليسيد شاهين قدره كبير عندي وعند كل قريتي ولا يليق به الا ان اتي بنفسي لحد بابه تناول عصاه وعدل عباءته على كتفيه وعلق مداريا سخطه -على كل حال انت ادرى ، انا سانصرف الان اراك لاحقا يا شيخ ووجه حديثه لولده -اكرم ضيفنا يا عقاب بعد مغادرة المنذر سأل صخر هل مازال والدك على عدائه للسيد شاهين لا تسال يا اخي والله اصابني السأم من هذا الامر ، المهم الان انه طعامك لارافقك عند عمي دخل عباس قاطعا حديثهم يخبر عقاب ان تاجرا من الحجاز ينتظره في دكانهم الكبير -قل له اني مشغول مع ضيفي تدخل صخر قائلا -لا والله لن تشغل نفسك بي ، اذهب لاشغالك فما جئت لأعطلكم - -طالما اقسمت فلنذهب سويا للسوق حتى السوق اذن وبعدها كل يمضي لعمله ********************* بينما تجلس تشرب مشروبها الساخن الصباحي والخادمة الصغيرة تدلك اكتافها ، ازعجها طرق الباب المتواصل على الباب الخارجي لتقول بصوت منزعج -من هذا المزعج الذي جاء بهذا الوقت المبكر ركضت خادمة اخرى لتفتح الباب وسمعتها ترحب بالضيفة لتقول المدلكة -انه صوت السيدة جليلة ابعدت يدا خادمتها عن كتفيها ووقفت لتستقبل اختها التي دخلت بوجه مكفهر سالتها قمر بتوجس -ما الامر جليلة مالذي اتى بك بهذا الوقت المبكر؟ هل زوجك بالمنزل ؟ رددت جليلة وعيناها تجولان بالمنزل -لقد غادر لعمله ، ما الأمر انت تخيفينني سحبتها جليلة وراءها وهي تقول -تعالي لنتحدث بغرفتك دخلتا الى الغرفة وحكت جليلة لأختها كل ما حصل لتقول هذه الاخيرة -من غير المعقول ان يكون سحر ام مسعود قد فك بهذه السرعة ، المرأة تتقن عملها وعقم ردينة يشهد على ذلك ضربت جليلة فخذها بضربات رتيبة وعي تقول بغيظ -هذا ما حدث يا قمر وانا اكاد اجن دون افهم شيئا فكرت قمر لبعض الوقت قبل ان تقول لها -اخبريني بالضبط كيف نفذت اوامر ام مسعود -ايعقل ان اكون قد اقترفت خطأ دون ان ادري ؟ بدات تخبرها بكل ما فعلته منذ عودتها من بيت ام مسعود ساحرة القرية وعندما انتهت صاحت اختها في وجهها -ايتها الغبية ، لماذا بصقت في الكانون بعد ان رميت الثوبين ها قد افسدت كل شيء بجزع ترجت جليلة اختها ومشجعتها على الشر -ساعديني يا قمر ارجوك اخاف ان ينقلب علي ذلك السحر طمأنتها فهي ذات خبرة بهذا المحال لفرط ما تعاملت مع ام مسعود التي جعلت زوجها كالخاتم في اصبعها -لن ينقلب عليك ، لا تخافي وانا سامر على العجوز لتجهز لك سحرا حديدا ، عودي انت الى منزلك كي لا ينتبه احد لغيابك *********************** لحقت بعهد حتى وصل الى دكان السجاد ، حتى انها سالت عنه لتعرف من هو وابن من ، ثم اتجهت لخارج القرية عندما وجد ت فرقتها ترقص وسط الساحة ، شاركتهم العزف حتى تقترب من فريستها وبكل مهارة استلت كيس نقود الرجل الذي وقع صريع فتنتها ثم انسلت بخفة بين الحشود تاركة رفيقاتها بالفرقة يرقصن ،لمعت عيناه بخبث وترجل عن حصانه ليلحق بها سيرا على الاقدام ، وصلت الى احد الازقة شبه الفارغة اجفلت عندما سحبها صقر من ذراعها ليلصقها بجسده و يطوق خصرها بذراعيه الصلبتين وقال بخفوت مغر -اهلا بالغجرية الفاتنة تماسكت من اجفالها وبثبات وضعت كلتا يديها على صدره بحركة مغوية وبصوت كله انوثة همست -اهلا بالوسيم البخيل قهقه ضاحكا ليقول بزاوية فمه وبنبرة مليئة بالعبث -اذن ترينني وسيم !!! مالت بفمها الى اذنه كأنها تخبره سرا -وبخيل ايضا . عض على شفته السفلة وهو يطالعها بنظرات وقحة ثم قال -ما اسمك تتلاعب اصابعها على صدره وهي تهمس -اسمي سيحرقك ايها البخيل تصنع الدهشة وهو يقول -حقا ؟ هل هو نار ليحرقني ؟ اعطته اجمل ضحكاتها قبل ان تقول -بل نيران ، اسمي نيران تحرق من يقترب منها في تلك اللحظة جاءته صرخت والده الغاضب الذي كان بالصدفة يمر مع احد ابناء عمومته ومرافقيه -صقر!!!! لم تهتز شعرة منه ، على العكس تماما ، ظل يوليه ظهره و شدد اكثر ذراعيه على الغجرية وقال بنبرة غامضة قبل ان يتركها -وانا صقر ولكي تتأكدي اني لست بخيلا فك حصار ذراعيه عنها واخرج كيس نقوده من جيب تنورتها الحمراء المزركشة بشتى الالوان ووضعها بيدها و تابع بلامبالاة -احتفظي بنقودي التي سرقتها واولاها ظهره وسار مبتعدا عنها ومتجاهلا والده الغاضب حد الانفجار والذي ستنفجر مرارته على يد هذا العاق في يوم من الايام. ******************** كان يخطو عبر حديقة منزل الشيخ وعلى وجهه ابتسامة تشفي وهو يتخيل منظر والده مؤكد ستنفجر مرارته من الغيظ ، وصلته ضحكات ابنتي اخيه اللتان كانتا تتناوبان على الارجوحة بينما تجلس زهرة الصغيرة وحيدة على احدى الارائك الخشبية وتنظر بحزن اليهما. وما ان انتبهت له حتى ركضت اليه ، انحنى اليها وتلقاها بين ذراعيه لتنفجر باكية وهي تدفن وجهها بصدره تلك الصغيرة هي الوحيدة التي تشعره بآدميته ، تحيي جزءا من القلب الذي قتله منذ سنوات وتجعل اقنعة القسوة والجمود و اللامبالاة تتساقط تباعا . استقام وسار بها الى الاريكة الخشبية ثم جلس واجلسها بحجره وظل يمسح على ظهرها بحنو حتى هدأت ورفعت وجهها المحمر تنظر اليه بعينان دامعتان ، احتضن وجهها الصغير بين كفيه ومسح عبراتها بإبهاميه وابتسم لها لتبتسم بالمقابل اشار لها لماذا تبكين لرفع سبابتها وتشير الى اختيها ، حملها مرة اخرى وسار الى حيث الصغيرتين اجفلتا عندما سألهما بنبرة حادة -لماذا لا تشركا زهرة باللعب معكما ؟ وقفت ضحى من على الارجوحة وقالت وقد بدا الخوف جليا على وجهها فهي ايضا تخاف عمها كباقي اهل القرية -نحن لا نفهم اشاراتها وهي لا تفهم ما نقول صاح بهما -ابتعدا وادخلا الى المنزل فرتا من امامه واصطدمتا بردينة التي كانت تراقب ما يحدث بابتسامة لطيفة ، زادت وهي ترى صقر يدفع الارجوحة بزهرة وهي تضحك بسعادة . صقر !!! هدر بها المنذر ليستعيد صقر الوجه الصخري اللامبالي وانزل زهرة من على الارجوحة واشار لها لتدخل المنزل ثم التفت ليقول بسخرية -اهلا بعودتك يا شيخ منذر كان الغضب قد بلغ اقصاه من هذا الاخير وسار باتجاهه بخطوات كادت تخترق الارض امسكه من تلابيبه وكز على اسنانه -ايها الوغد الا يكفي سهراتك الماجنة وافعالك الحقيرة التي بات اهل القرية كلهم يلكونها بأفواههم لتتمادى بمجونك بوضح النهار وبين ازقة القرية دون حياء اجاب صقر بتهكم -اسف يا والدي الحبيب سأحاول ان اصبح اكثر حياء المرة المقبلة رفع يده عاليا ينوي صفع صقر الذي امسكه من معصمه وانزلها بقوة وقال بفحيح مرعب -انصحك بالتروي قبل الاقدام على تصرفات طائشة يا والدي الحبيب ثم تحرك مغادرا فقد كانت نيته استفزاز المنذر وقد كان.... | ||||
|
|
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
352Likes
العرض العادي
