آخر 10 مشاركات
319 - زواج غير تقليدي - راشيل ليندساى - احلامي (اعادة تنزيل ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          307 – الحب والخوف - آن هامبسون -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          594- فراشة الليل -روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Just Faith - )           »          غزة والاستعداد للحرب القادمة (الكاتـب : الحكم لله - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          1199 - مرارة الغيرة - روايات عبير دار النحاس ( كتابة /كاملة)** (الكاتـب : samahss - )           »          أيام البحر الأزرق - آن ويـــل -عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          [تحميل]مذكرات مقاتلة شرسة// للكاتبة إيمان حسن، فصحى (على مركز الميديافاير pdf) (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree22Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-07-20, 06:08 AM   #11

Lautes flower

? العضوٌ??? » 434742
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 480
?  نُقآطِيْ » Lautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond repute
افتراضي


رووووووووعه يا نيمو ❤
في انتظارك حبيبتي 😘😍
تسلم الايادي 🌷🌺🌹


Lautes flower غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-07-20, 10:13 PM   #12

Nareman fawzy

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 390018
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 826
?  نُقآطِيْ » Nareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond repute
افتراضي

بنوتاتى حلواتى كيكاتى ..مرحبا

الفصل المرة دى اوعدكم هيجاوب عن تساؤلاتكم 😂😂
النسكافيه فى إيدك ..الشيكولاتة فى بقك ..اللى يقرب منك قوليله اوعى علشان بقرأ الفصل 😡
طبعا الأسبوع ده عيد وانشغالات وتنضيفات وحاجات ومحتاجات كل سنة وانتم طيبين وبخير ⁦❤️⁩

منتظرة ارائكم تعليقاتكم كل أشيائكم
ماتخلصى بقى وتنزلى الفصل ..
حاضر،


الفصل الخامس
ينظر كل منهما للآخر !! فيقول لفادى الذى كان ينظر له بتحفز وكأنه على وشك الشجار معه
(وأين نسيت هاتفها ؟؟ ومن أنت حتى تأتى خلفها ؟ )
ترد فرح بخفوت وقد شعرت بدوار يصيبها
(السيد فادى هو صاحب الشركة التى أعمل بها )
ثم نظرت لفادى وهى تقول بنبرة مختنقة باكية وقد أوشكت على انهيار كانت تقاومه
(طلال ) وتوقفت فاستكمل طلال وهو يمد يده له مصافحا
(زوجها )
يتصنع ابتسامة لامبالية وهو يراه يحاوط كتفها بذراعه دون رفض منها فيرد بثبات انفعالى لا يعبر عما يشعر به بتلك اللحظة
(مرحبا سيد طلال تشرفت بمعرفتك )
ثم يمد يده لها بالهاتف قائلا بجمود
(هاتفك سيدة فرح )
وما إن أخذت هاتفها حتى استدار عائدا لسيارته تاركا خلفه من جعلته يشعر بإحساس غريب .. لقد جعلته يشعر بإحساس الفقد مرة أخرى ..جعلته يتذوق مرارة الفراق وقد ظن أنه على مقربة من أن يستبدلها بحلاوة القرب !!
يقود سيارته ويعرف تماما إلى أين ستكون وجهته ..حيث البراح عندما تضيق الحياة من حوله !!
*******************************
يركن سيارته أمام مدفن عائلته فيركض نحوه رجل كبير السن يبدو فى نهاية العقد الخامس من عمره ..قصير القامة نحيف القوام يرتدى جلبابا باللون الأبيض وقد غزا الشيب رأسه ..يقف أمام باب سيارته ينتظر خروجه وابتسامة حنونة طيبة ارتسمت على شفتيه وهو يقف واضعا يده اليمنى فوق االيسرى مستندا بهما على بطنه ..
وما إن وضع فادى قدماه على الأرض حتى اقترب الرجل منحنيا على يده ليقبلها ..
سحبها فادى مسرعا وهو يربت على ظهر الرجل بحنان ويعاتبه ممازحا
(قلت لك لا تفعل ذلك يا عم سعد ..لماذا لاتسمع الكلام يا رجل ياعجوز )
يخفض الرجل رأسه فى إجلال وهو يقول بتقدير
(والله لو قبلتها حتى الممات لن أوفيك حقك )
يرد فادى بصوت مختنق وهو ينظر ناحية الباب المؤدى لمدفن عائلته وقد اشتاق للقاء
(افتح لى الباب يا عم سعد )
ينظر له العم سعد بتأثر وقد عرف ان حالته اليوم ليست هينة فيخفف عنه قائلا
(ادعو لها بالرحمة هى بين يدى كريم حليم غفور )
يهز فادى رأسه وهو يتقدم ناحية الباب الحديدى المغلق وقد أخرج من سيارته باقة من الورود يمسكها بيده ويتقدمه العجوز ليفتح له تلك البوابة الحديدية المغلقة ..
يدخل فادى بخطوات بطيئة وهو يركز عينيه على اللوحة الرخامية المدون عليها اسمها ..
يقف أمام قبرها ويضع باقة الورود فوقه ثم يرفع راحتيه وهو يتمتم بالفاتحة ثم يمسح براحتيه وجهه ..
يحضر له العم سعد مقعدا خشبيا وهو يقول له بفرحة
(طالت غيبتك علينا سيد فادى .. لم يرد.. فوضع له المقعد وتركه !!
ظل فادى واقفا مكانه دون حراك ...دون كلام ..ثم بلحظة واحدة جلس أرضا غير مباليا بالتراب الذى تربع فوقه ..
واضعا رأسه بين كفيه وقد بدأ حديثه قائلا بصوت خافت مختنق
(كيف حالك ؟؟ أخبرينى أنك بخير ..طمئنى قلبي أنك فى مكان أفضل من هنا ...قولى أنك سامحتنى ..)
اختنق صوته ببكاءمكتوم واستكمل وهو مازال مخفضا رأسه
(زينة ..هل سامحتنى ؟؟ إن كان نعم فأنا لم أسامح نفسي بعد ..وإن كان لا فلن أسامح نفسي حتى ألقاك ..)
ثم ضحك بسخرية وهو يتحدث معها وكأنها تجلس أمامه
(أى أننى بكل الحالات لن أسامح نفسي....!! )
صمت للحظة ثم استكمل بصوت هامس غلفه الألم
(اشتقت إليك ياحبيبتى ..اشتقت لشقاوتك ..لعنادك ..اشتقت يازينة والشوق داء لادواء له ..)
مد يده ليمسح دمعة انزلقت على وجنته
( أنا آسف يا حبيبتى لأننى لم أكن رجلا كفاية لحمايتك ..آسف ككل مرة أقولها لك هنا ..هل تسمعيننى ؟ )

صمت للحظات ثم ارتسمت ابتسامة على شفتيه وهو يخبرها قائلا
(تشبهك يازينة فى كل شئ .جمالها ..عنادها ..قوتهاوحتى ضعفها الذى تخفيه ..كل شئ يازينة ..حتى عينيها ..وآاه من عينيها لا أستطيع مفارقتهما ...)
ثم صمت وهو يهز رأسه برفض قائلا بأسى (ولكننى فقدتها اليوم ..تماما كما فقدتك ...!)
كف ربتت على كتفه فيلتفت ليجد العم سعد فقام من مكانه ليقف وهو يمسح دموعا أخرى ..
يواسيه العجوز بمحبة قائلا
( أهل الأرض هم الأموات ياسيد فادى ..رحمها الله وغفر لها وتقبل دعائك لها ....)
لم يرد فادى فقال العجوز برجاء
(أم هدية تستحلفك بالله أن تقبل دعوتها على الغداء )
ضيق العجوز عينيه وهو يقول بحرج
(اعلم أن المكان لايليق بك وأننا ...)
اسكته فادى بإشارة من كفه وهو يستوقفه قائلا
(وأنا قبلت الدعوة يا عم سعد ....)
يركض العم سعد بخطى سريعة ناحية الشقة التى يسكن بها بجوار ذاك المدفن وهو يهلل بفرحة
(يا هدية ..السيد فادى سيتناول غداءه عندنا... )
تخرج هدية من غرفتها لصالة الاستقبال المتواضعة وهى تضع وشاحا حول رأسها وقد احمرت وجنتيها ما إن سمعت اسمه
يقف فادى بالخارج فتخرج لاستقباله أم هدية وهى تقول بلكنتها القروية
(يا ألف أهلا وسهلا ..والله لا أصدق أنك قبلت دعوتى.. تفضل يا مرحبا.... )
ينزل درجتان يدخل بعدهما ذاك المسكن البسيط ..أريكتين فى أركان الغرفة وبساط يدوى بألوان برتقالية وزرقاء مبهجة ..طاولة خشبية بسيطة يحاط بها مقاعد خشبية ..نافذة تطل على الشارع يدخل منها الضوء ليعطى حياة لمكان يبدو متواضعا فى عين صاحبه ولكنه ملئ بالمحبة وبه روحا يفتقدها من يقف بحياء فى انتظار إذن الدخول !!
يدخل العم سعد ويدفعه برفق وهو يقول بفرحة
(تفضل ..)ثم ينظر لابنته وهو يقول لها (الغداء يا هدية.. )
تتقدم ناحيته وهى تنظر له بانبهار ثم ترحب به وهى تتلاعب بوشاحها بتوتر قائلة
(مرحبا سيد فادى ..كيف حالك ؟؟ )
يبتسم لها وويمازحها قائلا
(مرحبا بك يادكتورة ..)
لايصدق أن الطفلة المراهقة التى كانت ترافق أبيها أثناءتواجده بذاك المدفن منذ عشر أصبحت طبيبة ولم يتبقى لها على التخرج سوى سنة واحدة !
لن ينسى المرارة التى كانت تحدثه بها عندما التقاها أحد المرات تنزوى بأحد أركان المدفن تبكى بحرقة وعندما تحدث معها أخبرته أن مجموعها يؤهلها لتحقيق حلمها بأن تصبح طبيبة ولكن لن تستطع أن تحمل أبيها ما لا يتحمله !!
ومنذ تلك اللحظة قرر أن يتكفل بكل مصاريفهاحتى تحقق حلمها ..
قاطع شروده صوت والدها وهو يرد بامتنان
(لولاك ما كانت طبيبة ..جبر الله قلبك وأعطاك خير الدنيا والآخرة... )
(لافائدة بك يا عم سعد ...)
قالها فادى وهو يخلع حذائه فيمنعه العم سعد ولكنه يصر على خلعه ثم يتقدم ليجلس على الأريكة المقابلة للنافذة بينما تقف هى متسمرة بمكانها تنظر إليه ..
ينكزها والدها بكتفها موبخا
(هيا يا بنت ساعدى أمك ..)
يلتفت فادى برأسه ينظر لها ..نحيفة القوام كأبيها ..بشرتها شديدة البياض الممتزج بحمرة طبيعية وعيناها زرقاوان ..لم تترك من ملامح أبيها شيئا إلا وأخذته ..
كيف لا وهى إبنة عمره كله ..حرمه الله سنوات طوال من الذرية ..ولكنه رضىّ فأرضاه الله بها
تومئ برأسها لأبيها وتدخل لمساعدة والدتها ..
تخرج أطباق الطعام لتضعها على الطاولة فيفاجئها فادى وهو يخلع سترته ويضعها على الأريكة ثم يفترش الأرض مستندا بظهره على تلك الأريكة ببساطة وهو يرفع أكمامه حتى مرفقيه قائلا
(أنا ارتاح هنا ...)
لقد كان بحاجة إلى هذه الزيارة ..بحاجة إلى دفء يحتوى روحه الباردة ..
أطاعته بابتسامة هادئة وهى تضع أطباق الطعام أمامه ..
ثم يقفون ثلاثتهم يدعونه لتناول طعامه فيرفع رأسه وهو يتحدث معهم بتواضع قائلا
(هل تتركون ضيفكم يأكل بمفرده ؟؟ اجلس يا عم سعد ..هيا يا هدية ..اجلسى يا أم هدية )
تنظر له أم هدية وهى تضع طرف وشاحها على فمها وتقول بخجل
(لايصح سيد فادى ...)
ترك قطعة الخبز التى كان سيقضمها وقال بغضب مصطنع
(لن آكل إذن ..)
بسط سعد كفيه أمامه قائلا بتوسل
(لا ..سنأكل سنأكل ...) ثم جذب هدية من ساعدها ليجلسها قائلا
(اجلسي يا هدية ..ونظر لزوجته قائلا (اجلسي يا أم هدية.... )
يجلسون حوله يتناولون غداءهم البسيط وكأنه فرد منهم ..
لم يشعر بالوقت الذى داهمه إلا بعد اتصال من والده ..اتصال أنهاه ببعض الكلمات الغاضبة !!
لحظات وكان يخرج من بيتهم شاكرا العم سعد على استقبالهم له وما إن وصل لسيارته حتى سمع صوتها الرقيق يناديه وهى تقترب منه هامسة (سيد فادى لقد نسيت سترتك... )
نظر لسترته التى كانت تحتضنها فابتسم وهو يأخذها منها قائلا بحزم
(اهتمى بدراستك يا هدية ..أريدك أن ترفعى رأس والدك... )
ثم ركب سيارته ملوحا لها وقد تحرك بها ..بينما هى تتبعه بعينيها وهى تضع كلتا يديها على أنفها تستنشق بقايا عطره العالقة بهما !!
******************
اليوم هو فى حالة لن تسمح له بجدال عقيم مع والده كعادتهما ..لقد اتبع مبدأ التجاهل واعتاده ..اتخذ من الوحدة صديقا ويرتاح هكذا ..ولن يسمح لأحد بأن يتدخل بحياته أو يحاول تغييرها ..
يدخل بيته مرهقا متكاسلا بعد يوم لم يكن فى الحسبان أنه سينتهى....!! وما إن صعد بعض درجات الدرج المؤدى لغرفته حتى استوقفه صوته الحاد الجاف تماما كمشاعره
(إلى متى ستظل على هذا الوضع وكأنك تعيش بمفردك.....؟؟ )
تجمدت خطواته على تلك الدرجة وانقبضت يداه على سور ذاك السلم دون أن يستدير فاستكمل والده بعصبية
( قلت أنك كبرت بما يكفى ولكن من الواضح أنك مازلت صغيرا تحتاج لتربية )
التفت بجذعه بحدة وقال بلامبالاة
(ماذا فعلت لكل هذا ؟؟؟ )
اقترب والده حتى وقف أسفل الدرج ... لا يفرق بينهما سوى درجات السلم فقال وهو ينظر للأعلى
(تخرج وقتما تشاء وتعود وقتما تشاء ..لاتهتم بمن يعيش معك تحت سقف هذا البيت ..ألا يوجد أى اعتبار لنا ...؟؟)
نزل فادى درجات السلم التى تفرق بينهما حتى وقف أمامه تماما يواجه كل منهما الاخر ..نظرات الأب الغاضبة فى مواجهة نظرات الإبن الناقمة وبكل ما يحبسه فى صدره من مرارة هذا اليوم قال بجمود
(انتهيت ...؟؟ )
صرخ به أبيه قائلا بعنف
(لم ولن انتهى ..إن لم تحترم وجودى بهذا البيت ابحث عن مكان اخر لك ..كما فعلتها واخترت أن تعمل بعيدا عن شركتى.... )
ضحك فادى بسخرية قائلا
( فهمت ..هذا مايضايقك.. )
ثم قرب وجهه منه وقال بتحد
(شركتك وأعمالك التى كان ثمنها حياة أختى لن أدخلها ولن أعمل بها ..هل تفهم ...؟؟)
رفع صفوان يده منتويا أن ينزل بصفعة على وجهه ولكنه تحكم بنفسه وقبض كفه فرد فادى بألم
(هل تتذكرها ؟؟... )
ترنح الأب بوقفته ورجع خطوتين للخلف قائلا بخفوت
( لا أريد أن أراك هنا ..أغرب عن وجههى ..لافائدة منك ...)
التوت شفتى فادى بابتسامة ساخرة واستدار ليعطيه ظهره منهيا حواره معه صاعدا لغرفته مشتاقا لوحدته ..
دخل غرفته وهو يلقى سترته أرضا ويخلع حذاءه بإهمال ..جلس على طرف سريره وامتدت يده تفك أزار قميصه ليتركه مفتوحا ثم ارتمى بظهره على السرير خلفه مغمضا عينيه فلم تتراءى له سوى صورتها مع زوجها وهو يحاوطها بذراعه ..أين كان ولماذا ظهر اليوم تحديدا بعد تلك المكالمة !!
أطبق جفنيه بشدة وأمسك مقدمة رأسه بسبابته وإبهامه وقد شعر أن الصداع سيحطم رأسه ..ترى ماذا فعل زوجها بعدما غادرهما !!
*************************************
تفتح باب شقتها وهو خلفها فترمى حقيبتها بعصبية وهى تستدير له بعد أن أغلق الباب خلفهما وتصرخ به بجنون (ماذا تريد منى ؟؟هااااا ..انطق ماذا تريد ..ألم تكتف بما فعلته بى ...؟ )
يقترب منها ويمسك كتفيها بكلتا يديه فتدفعهما بعنف وهى تقول بانفعال
(ابتعد عنى ..لاتلمسنى.... )
تخرج أمها من غرفتها على صوت صراخها فتجد طلال فتهمس اسمه بتعجب
(طلال ..!!!)
يقترب منها ويمد يده يرحب بها فتنقل فرح نظراتها بينهما رافضة وجودهما معا وتقول بغضب
( الملاك البرئ هنا ..الامير الذى خطف الأميرة ليطير بها فوق السحاب ثم يخدعها ليسقطها أرضا هنا ...)
التفت طلال ليصرخ بها بتحذير
(فرح ..)
(فرح لاتريدك . فرح تكرهك تكرهك.... )
قالتها وهى تجلس على مقعد خلفها شاعرة بأن قدميها لم تعد قادرة على حملها ..
تقدمت أمها منها تربت على ظهرها وهى تحاول تهدئتها قائلة بهدوء
(اهدئي حبيبتى ما الذى حدث لتصل الأمور بينكما لهذا الحد...؟؟ )
ثم التفتت لطلال الذى مازال واقفا يعقد ساعديه أمام صدره وسألته قائلة (ماذا فعلت بها ..حتى الآن لم تخبرنا بأى شئ كل ماقالته أنك طلقتها ...)
رد بهدوء وهو ينظر ناحيتها
(رددتها.... )
انتفضت فرح واندفعت نحوه تدفعه بقبضتيها بجنون وهى ترفض بشدة
(حتى لو رددتنى لن أعود لك ..أليس لديك كرامة ؟؟ أقول لك أنى اكرهك يا طلال ..لم أكره بحياتى أحد كما أكرهك ..فهمت ؟؟؟)
أمسك قبضتيها فحاولت التملص من قبضته ولكنها فشلت فأخذت تتلوى بين يديه فقال وهو يقترب منها بوجهه حتى كاد أن يلمس بشرة وجهها
(ستعودين وإلا لن ترى ابنتك مرة أخرى.... )
اتسعت عيناها بدهشة ثم سبته قائلة
(نذل وحقير ..)
صرخت أمها بها تلومها
(فرح لايصح ماتقولينه..... !)
هزت فرح رأسها يمينا ويسارا بيأس ثم ارتدت قناع قوتها مرة أخرى وهى تسحب كلتا يديه من بين قبضتيه وهى تهدده قائلة
(طلقنى يا طلال وإلا قسما بربي سأفضحك... )
صدره يعلو ويهبط بانفعال مكتوم وهو يكز على نواجذه بينما تتسع عيناه والشر يبدو واضحا بهما فأومأ برأسه قائلا
( أطلقك !!!! حسنا ولكن كما قلت ..ابنتى معى ...)
دفعته مرة أخرى بكل ما تحمله من غل وغضب فارتد جسده قليلا وقالت بتحد
(سأرفع قضية وآخذها رغما عنك ..)
رد بجمود
(هذا آخر ماعندك يا فرح ...؟؟ )
وضعت كلتا يديها بخصرها وهى تواجهه بتحد قائلة
(هذا أوله سيد طلال.... )
ويمكننى فعل المزيد والمزيد إن أردت !!
نظر لها بحسرة ..ربما ضعف..ومن الممكن أن يكون يأس ثم قال بخفوت
(أنت طالق يا فرح ...)
شهقت وفاء وهى تقول بحسرة
(لا حول ولاقوة إلا بالله ..العوض منك يارب ..لا حول ولاقوة إلا بك )
ظلت تتمتم بها بيأس وهى فى طريقها لغرفتها بينما ألقى طلال نظرة أخيرة على تلك الجالسة على مقعدها وهو يقول لها بألم
(لاتنسى أننى أحببتك يا فرح ..تكرهيننى كما لم تكرهى أحدا من قبل وأحببتك كما لم أحب أحدا من قبل )
وتركها هو الآخر تاركا الباب مفتوحا خلفه !!
تنظر حولها فلا تجد أحد ..لا أحد يطيب جراحها ..لا أحد معها فى أقسى لحظات حياتها ..
تقف بجمود وهى تتحرك نحو غرفتها لتغلق بابها عليها .. عيناها متسعتان بشكل مخيف ..جامدتان بصورة قاتلة ..تخطو ببطء حتى تصل لمرآتها ..تنظر لنفسها ..تتلمس وجهها ..جسدها ..تتسائل بصوت غير مسموع
(هل هذه أنا !! كيف تحولت كل تلك البهجة التى كنت عليها إلى هذا الإنطفاء !! كيف تحول حلمى لهذا الكابوس المخيف ..كيف ؟؟... )
(عادت لما قبل أربع سنوات ..تستعيد ذكريات حلمها ..تفاصيل تلك الأيام التى كان الكل يحسدها عليها....!!)
(قبل أربع سنوات )
تجلس بغرفة الفندق الذى سيقام به حفل زفافها تنظر لنفسها بانبهار بعد أن انهت خبيرة التجميل عملها ..زينة وجه رقيقة تناسب جمالها وتزيدها جمالا وجاذبية ..لم تتخلى عن حجابها رغم ظهور مقدمة شعرها أسفل غطاء،الرأس المطرز الذى ترتديه ..فستان زفافها كان خلاب بصورة مبهرة ..يضيق حتى خصرها ثم ينزل باتساع بطبقات من الشيفون المطعم بماسات فضية براقة ..طرحة بطول فستانها تستقر أرضا خلفها ..تستدير أمام المرآة يمينا ويسارا وحولها صديقاتها وأختها التى كانت تشعر بفرحة حقيقية لها رغم تصرفاتها التى أحيانا تضايقها ..
لا تصدق أنها تزوجت بتلك الفترة القصيرة ..فما إن أعلنت موافقتها لطلال حتى استدعى والدته وبعض أفراد أسرته بعد إصرار فرح على إقامة حفل زفاف بين اهلها وأصدقائها ..
توقفت أمام المرآة بجمود ما إن رأته خلفها ..
التفتت لتقف قبالته فقال بابتسامة اعتبرتها مزيفة
(مبارك يا فرح.... )
أكثر ما يعكر صفو فرحتها هو رؤيتها له للمرة الثانية ..
ففى المرة الأولى تجاهلته عندما حضر تلك الجلسة التى حضرها طلال وأهله لطلب الزواج منها ...
وجوده صورة مكملة لا أكثر ..ولكنه وجود لايخفف ألم الغصة التى تشعر بها ..
تذكرت جملته يومها عندما استقبلته ببرود قائلة (هل تذكرت أن لك ابنة ..!!) فرد بنفس البرود قائلا (مازلت طويلة اللسان يا فرح ..)
فما كان منها إلا أن جرحته بنفس طريقته وهى تقول بسخرية (لم يكن لدى أب يهذب لسانى.. )
انتفضت وهو يناديها ويخرجها من شرودها قائلا
(فرح ؟؟ماذا بك !! )
عاودت الابتسام وهى تحاول ألا تفسد ليلتها بذكرياتها المؤلمة فقالت ببرود
(لا شئ ..أنا جاهزة ...)
كل صديقاتها خرجن لانتظارها بقاعة الاحتفال بينما هى مع أبيها استعدادا للنزول لزوجها
فقالت بنبرة قاسية وهى تنظر لذراعه التى يطويها كى تتأبطها
( كنت أريد هشام وكيلا لى ...)
أخفض الأب ذراعه وقال لها بجمود
( يمكنك فعل ذلك يا فرح ..)
ضحكت بسخرية وهى تتأبط ذراعه رغما عنه قائلة
( سأكون أفضل منك ..لن ألغي وجودك وأحرمك من تلك اللحظة ولو أنى أشك أنك مستمتعا بها .. )
وما هى سوى لحظات وكانت تتهادى على درجات السلم الذى يقف أسفله طلال بانتظارها ..تغطى وجهها بطرف طرحتها الشفاف فتظهر بصورة ملائكية تناسب جمالها ..تحاول جاهدة الابتسام لتخفى ارتعاش شفتيها وتكتم بكاءا لو سمحت لنفسها أن تستجيب له لن يستطع أحد إيقافها ..
تمنح السعادة لمن حرمها منها ..تظهر الصورة أنيقة وهو بجوارها ولكن من يبحث خلف تلك الصورة البراقة لن يجد سوى بغض ورفض لوجوده ..
قرع الطبول حولها يطغى على دقات قلبها المتسارعة ..لن تخفى تأثرها بطلال ووسامته ..وفخامة الزفاف الذى أقامه لها ..
قررت أن تستمتع بتلك اللحظات دون الالتفات لما يؤلمها ..
وما إن وصلت له حتى استقبلها وهو يمسك يدها بيده وبيده الأخرى يصافح والدها الذى أتقن دوره ..
يرفع طرحتها ويميل ليقبل جبهتها وسط الزغاريد والموسيقى التى تتراقص حولهما ..
وما إن بدأت مراسم حفل الزفاف حتى ظهرت فرح بشخصيتها المحبة للحياة بعيدا عن عقدها ..تتراقص بفرحة ودلال خطف الأنظار ..صديقاتها يرفعن هواتفهن يلتقطن الصور ومقاطع الفيديو لها ..ترقص ..تغنى ..تدور ..تتمايل على زوجها الذى يشاركها الرقص بفرحة وشقاوة جذابة جعلت صديقاتها يحسدنها ..يتهامسن معها مهنئين وحاقدين بممازحة
ترقص معها سما وهى تميل لتهمس قرب أذنها
(وقعت واقفة يا بنت المحظوظة ..قمر يا ربي قمر ..)
ترجع فرح رأسها للخلف وهى تضحك بصخب بينما الشباب يلتفون حول طلال يراقصنه ..
يقترب أخيها منها فيحتضن كل منهما الآخر وتدمع عيناها بتأثر ..يظلا على وضعهما حتى اقتربت سما لتأخذها من أحضانه وهى تراقصها ..بينما تقف زهرة عن بعد تتابع كل تفاصيل ذاك البعيد عنها ..
ابتسامته ..شقاوته ..رقصه الغريب الذى يرقصه بشقاوة مع أخته ..
تمر ساعات الحفل وهى تقف بعيدة دون مشاركة ..
ولكن ما إن لمحها أحد أصدقاء حازم حتى لكمه بمرفقه فى صدره قائلا
(انظر ..القمر نزل من السماء تقريبا... )
انتبه حازم لينظر ناحية من ينظر صديقه لها فوجدها ..
لم يتعرف عليها وقد ظهرت بصورة مغايرة تماما غير التى رآها سابقا ..ترتدى فستانا باللون الأسود يلتصق بقدها الصغير فيظهر بعض انحنائاته المغرية ..يصل فوق ركبتيها وذو حمالتين رفيعتين ..يتناقض تماما مع بياض بشرتها ..تطلق شعرها على كتف واحد وتزينه ببعض الورود البيضاء،الصغيرة ..كانت بحق رائعة !!
يطلق صفيرا ولايرفع عينيه عنها ثم يسأل صديقه دون أن يحيد عينيه
( من الصاروخ ؟؟... )
يضحك صديقه وهو يحذره قائلا
(سينفجر الصاروخ بوجهك إن اقتربت ..إنها زهرة معذبة شباب النادى ..لم يستطع أحد الوصول لها ...)
يفتح عينيه على اتساعهما فيتذكرها و يسأله بتعجب (زهرة.... !!! )
ثم يلتفت لصديقه برأسه وهو يغمزه قائلا
(سجل اللحظة التاريخية ....)
ودون انتظار كان يتقدم ناحيتها ومع كل خطوة يخطوها كانت دقات قلبها تضرب جدران صدرها ..تنظر حولها يمينا ويسارا بارتباك غير مصدقة أنه يقصدها ..
تيقنت عندما سمعت صوته المرافق ليده الممتدة لها (هل تسمح آنسة زهرة بتلك الرقصة معى ؟؟ )
(أنا ؟؟؟؟ ) قالتها وهى تشير بسبابتها لصدرها فانحنى بحركة مسرحية قائلا
(نعم أميرتى.... )
مدت يدها له ..ولم تدرك بعدها كم مر من الوقت وهى ترقص معه وهى قريبه منه هكذا !!
***********************
تدخل القاعة مسرعة وهى تلومه قائلة
(سامحك الله يا يامن أنت من أخرتنى ..)
قال وهو يسابق خطواتها
(ما كان لك أن ترسلى لى صورتك بذلك الفستان الفاضح ..أنت من أخرت نفسك ...)
تنظر له بغيظ وهى توبخه قائلة
(ها أنا قد بدلته هل ارتحت...؟ )
يومئ برأسه وهو يشاكسها (جدا جدا )
تمسك يده وهى تقول بلهفة
(هيا اسرع ..الحفل سينتهى )
قال وهو يبطئ من خطواته لتهدئتها (ما زال الليل بأوله اهدئي ...)
دخلا القاعة فارتج قلبها وهى ترى فرح تتراقص مع زوجها بفرحه فاقتربت منها حتى وصلت لها تحتضنها بفرحة حقيقية صادقة وقد تأثرت فرح بصدق مشاعرها فهمست لها ( العقبى لك مع ذلك الغيور الذى يراقبك كظلك.. )
تضحك عاليا وهى تميل على أذنها وتقول بفرحة (عقد قراننا الأسبوع القادم حتى الآن لا أصدق أن خطبتنا تمت يافرح....! )
تقبلها فرح فتقترب عاليا منها قائلة
(كنت أتمنى أن تحضرى زفافنا ولكن من يعرف ربما اسافر لك أو تأتى أنت لى... )
تتوقف الموسيقى وتأتى لحظة إلقاء باقة الورود الخاصة بالعروس. .تصطف صديقاتها خلفها انتظارا لتلقى تلك الباقة تشاكسهم فرح بها وهى توهمهم بإلقائها حتى قذفتها للخلف لتتلقفها عاليا فتقفز للأعلى وهى تلوح بها ليامن الذى يقف على يسارها بينما تنظر زهرة لمن يراقبها منذ انتهاء رقصتهما !!
***************************
تقف مرتبكة بجناحهما الذى سيبيتان به ليلتهما انتظارا لموعد طائرتهما ..
دقائق قضتها تبكى بأحضان أمها وأختها وهما يودعانها ..ساعات قليلة وتبدأ حياة أخرى جديدة عليها ..
تقف حائرة ينتابها إحساس غريب لايمكن وصفه ..
يقترب منها طلال فيقبل وجنتيها قائلا
(مبارك ياعروسي.. )
تخفض عينيها بخجل فيمسك كلتا يديها يقبلهما واحدة بعد أخرى وهو يقول لها ..
(لدينا حفل زفاف آخر ..استعدى )
تسأله باندهاش (كيف ؟ )
رد وهو يحيط خصرها بكلتا يديه
(أمى صممت على إقامة عُرس على طريقتنا فور وصولنا... )
تسأله بلهفة
(هل يختلف كثيرا عن حفل زفافنا... ؟ )
تمتد يده ينزع عنها غطاء رأسها برفق وهو يجيبها قائلا
(إلى حد ما... )،ثم يفرد خصلات شعرها حول كتفيها وهو يسألها
( هل أساعدك بتبديل ملابسك ؟؟... )
تنظر له متفاجئة ..فرغم خجلها منه إلا أنها لم تنتظر منه سؤالا كهذا ليلة زفافهما ..هزت رأسها نافية (لا ..لا أنا سأبدله... )
ابتسم وهو يتركها ويدخل الحمام الملحق بالغرفة بعد أن خلع سترته ..بينما هى تتابعه بطرف عينيها حتى أغلق الباب خلفه ..لوت شفتيها بإحباط ثم بدأت بخلع فستانها ..
مرت أكثر من نصف الساعة وهى بانتظاره ..ثوب أبيض ناعم كنعومتها ويصل حتى كاحلها ولكنه به من الإغراء مايجعله غير قادرا عن نزع عينيه عنها...وأخيرا خرج ليقف متأملا جمالها ..كل هذا الجمال ملكه هو ..
اقترب منها وهى تجلس على طرف السرير فجلس بجوارها يتلاعب بخصلات شعرها ..يلمس وجهها بظاهر أصابعه بينما هى تتأثر بلمساته وتخفض وجهها أرضا ..يميل عليها ليمسك ذقنها يرفع وجهها يقبلها بنعومة فأغمضت عينيها ..تستجيب له بخجل فيزداد تعمق قبلته لها ..
أحضان وقبلات ولمسات لانهاية لها
وبعد وقت طويل كان يبتعد عنها بينما هى تلملم الغطاء فوق جسدها وهو يقول بتوتر
(آسف يا فرح ..آسف ..)
انتهى الفصل الخامس 😁😁
قراءة سعيدة

اللينك المجمع

noor elhuda likes this.

Nareman fawzy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-07-20, 02:28 AM   #13

نهله صالح

? العضوٌ??? » 425707
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 166
?  نُقآطِيْ » نهله صالح is on a distinguished road
افتراضي

الفصل في غاية الروعة

تتمايل على زوجها الذى يشاركها الرقص بفرحة وشقاوة جذابة جعلت صديقاتها يحسدنها ..يتهامسن معها مهنئين وحاقدين بممازحة

أحضان وقبلات ولمسات لانهاية لها
وبعد وقت طويل كان يبتعد عنها بينما هى تلملم الغطاء فوق جسدها وهو يقول بتوتر
(آسف يا فرح ..آسف ..)🙈🙈🙈🙈🙈
عيون صديقاتها فلقت الحجر❓❓❓❓


نهله صالح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-20, 12:48 AM   #14

Nareman fawzy

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 390018
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 826
?  نُقآطِيْ » Nareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lautes flower مشاهدة المشاركة
رووووووووعه يا نيمو ❤
في انتظارك حبيبتي 😘😍
تسلم الايادي 🌷🌺🌹
شكرا حبيبتى تسلمى ⁦❤️⁩⁦❤️⁩


Nareman fawzy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-20, 12:49 AM   #15

Nareman fawzy

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 390018
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 826
?  نُقآطِيْ » Nareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهله صالح مشاهدة المشاركة
الفصل في غاية الروعة

تتمايل على زوجها الذى يشاركها الرقص بفرحة وشقاوة جذابة جعلت صديقاتها يحسدنها ..يتهامسن معها مهنئين وحاقدين بممازحة

أحضان وقبلات ولمسات لانهاية لها
وبعد وقت طويل كان يبتعد عنها بينما هى تلملم الغطاء فوق جسدها وهو يقول بتوتر
(آسف يا فرح ..آسف ..)🙈🙈🙈🙈🙈
عيون صديقاتها فلقت الحجر❓❓❓❓
🤣🤣🤣🤣فعلا عيونهم حلوة قوى ماشاء الله


Nareman fawzy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-20, 11:07 PM   #16

Nareman fawzy

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 390018
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 826
?  نُقآطِيْ » Nareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير بسكوتاتى
كل سنة وانتم طيبين وعيد سعيد يارب ⁦❤️⁩⁦❤️⁩
ياريت تقروا الفصل بتركيز فى كل كلمة وهمسة ولمسة وضحكة وياريت التعليقات تكون فى حدود الحدث لا تزيد ولاتقل اوعوا تشوهوا سمعة الرواية 😂
قراءة سعيدة 😎😎

#يا_عصي_القلب
الفصل السادس

اقترب منها وهى تجلس على طرف السرير فجلس بجوارها يتلاعب بخصلات شعرها ..يلمس وجهها بظاهر أصابعه بينما هى تتأثر بلمساته وتخفض وجهها أرضا ..يميل عليها ليمسك ذقنها يرفع وجهها يقبلها بنعومة فأغمضت عينيها ..تستجيب له بخجل فيزداد تعمق قبلته لها ..
أحضان وقبلات ولمسات لانهاية لها ....
وبعد وقت طويل كان يبتعد عنها بينما هى تلملم الغطاء فوق جسدها وهو يقول بتوتر
(آسف يا فرح ....)
يجلس على طرف السرير صامتا يعطيها ظهره ..بينما هى ترتدى ملابسها ..لاتجد الكلمات التى من الممكن أن تقولها فى تلك اللحظة وغير قادر هو على إيجاد كلمة واحدة تبرر إخفاقه فى أول ليلة له معها!! ..
الصمت طال بينهما فقال بخفوت دون أن يستدير لها قاطعا ذاك الهدوء المميت
( لم يتبق إلا ساعات على موعد الطائرة ....)
أومأت برأسها وهى ترد بهدوء
(نعم ..ما رأيك أن نرتاح قليلا... )
يأخذ بنطال منامته ليرتديه ..ثم يقترب من الكومود ليشعل سيجارة يمج منها أنفاسا متتالية ثم يزفرها بضيق دون أن يجيبها !!
يمشي حافيا حتى شرفة الغرفة فيفتح بابها ويقف مستقبلا الهواء وهو فى أشد الحاجة له ..
بينما هى مازالت تجلس حائرة ..عاجزة عن إيجاد وسيلة مناسبة للتحاور معه !! إنها حتى لاتجرؤ أن تسأله ....
تزحزحت قليلا حتى استلقت على ظهرها وقد بلغت من التعب مايكفى ليجعلها تغمض عينيها ... تحدث نفسها وقد هدأت أنفاسها المتسارعة
( لماذا ينفر منك يافرح !!! أم أن هذا نتيجة إرهاقه فى التحضير لليلة زفافنا ...)
لا تعرف إن كان العيب منها أم فيه !! لا تعرف إن كان يصح أن تعيد المحاولة مرة أخرى !
تفتح عينيها وهى تتنهد بتعب وتنظر ناحيته ..حائرة ..خائفة وشيئا فشيئا يرتخى جفناها ببطء ..حتى غابت عن وعيها هاربة من تلك اللحظات الغريبة الخانقة..
يغلق الشرفة ويتجه لحمام الجناح الخاص بهما ..يقف أمام المرآه مستندا بكفيه على الرخام البارد وهو ينظر لنفسه ..ثم يخفض وجهه مغمضا عينيه بألم ..
لحظات وكانت دفعات الماء البارد فوق رأسه داخل حوض الاستحمام وهو يستند على الحائط بكفيه ..
أتراها عرفت علته أم ماذا ظنت به !
دقائق قليلة وكان يتكئ بجوارها على جنبه مستندا بمرفقه على وسادته ..يتأملها ..ناعمة ..جميلة ..امتدت أنامله تلمس وجنتها ..ثم ارتفعت ليزيح خصلات شعرها المتناثرة خلف أذنها ..
يحدث نفسه بصوت غير مسموع ..(هل أحببتها ؟ أم أنك أردت إثبات أن امتناعك عن الزواج لم يكن إلا لعدم وجود من تستحق أن تكون زوجتك ؟! ..ماذا فعلت بنفسك وبها يا طلال ..وماذا سيكون مصيرها معك ؟!...... )
لم يكن أقل تعبا وإرهاقا منها ..استلقى على ظهره ينظر للسقف بشرود حتى غادر تلك الليلة الحزينة بذهنه ...
أخذهم النوم كثيرا حتى استيقظا على رنين الهاتف بجناحهما
يرفع سماعة الهاتف مجيبا بصوت خافت من أثر النوم
(نعم )
(سيد طلال ...هناك امرأتان بانتظارك !..... )
**********************
تجلسان بانتظارهما قرابة الساعة بعدما أصرت وفاء على زيارة ابنتها للاطمئنان عليها ووداعها قبل سفرها ..وما أن رأتها قادمة ناحيتهما وبجوارها زوجها وقفت تفتح لها ذراعيها فما كان من فرح سوى أن ركضت ناحيتها تحتضنها وتدفن وجهها بصدرها تبكى ..لم تعتاد من ابنتها هذا الضعف مطلقا !!
حتى أميرة كانت تنظر لها متعجبة من انهيارها هكذا فسألت طلال بقلق
(ماذا بها .....؟)
ثم مسدت على رأسها وهى ترفع وجهها باليد الأخرى تنظر لعينيها الباكيتين سائلة بخفوت
(هل أنت بخير ؟؟ ....)
تومئ برأسها دون رد بينما الواقف بجوارها يضع كلتا يديه بجيبه مدعيا ثباتا وثقة لاتليقان بليلتهما ..
تتعلق ذراعاها بخصر أمها فتمسح أمها دموعهاوتنظر لطلال وهى تقول برجاء
(فرح أمانة برقبتك يا طلال ...لن يكون لها بالغربة أحدا سواك ...)
يطمئنها قائلا ( فرح بعيونى وسيدة بيتى يا أم فرح )
تنتحب فرح ببكاء طفولى وهى تشعر كأنها طفلة تائهة ..
يأخذها من أحضان والدتها يضمها لصدره وهو يدللها قائلا برفق
(توقفى عن البكاء حبيبتى ..أهلى سيكونون عائلة ثانية لك ..)
تشعر أميرة بعدم ارتياح من حالة أختها التى لم تراها أبدا طوال حياتها تعلن ضعفها أمامهم هكذا ..دائما كانت قوية ..لامبالية ..فى أقصى درجات ضعفها تظهر قوتها ..
سحبتها من ذراعها وهى تبتسم لطلال قائلة
(بعد إذنك طلال ..أريد عروستى الحلوة دقيقة واحدة ..)
يتركها طلال وقد لاح توتر على صفحة وجهه أخفاه ببراعة وقال بهدوء
(خذى راحتك ..مازال أمامنا وقت حتى موعد الطائرة .....)
ثم ابتعد وهو يدّعى انشغالا بهاتفه بينما تهمس أميرة لفرح بعيدا عن أمها
(أخبرينى ماذا بك ؟؟ حالتك ليست طبيعية ..هل كل هذا البكاء لأنك مسافرة ؟! ......)
(أنا خائفة .....) قالتها فرح بعفوية تليق بما تشعر به ..رغم جرأتها فى اتخاذ قرار زواجها ..وقرار البعد عن أهلها وعن كل ماضي يؤلمها ..إلا أنها (خائفة ....)
سألتها أميرة بصراحة فجة
(فرح ...هل أتم زواجه بك ؟؟! ....)
دون مواربة ردت فرح وهى تهز رأسها يمينا ويسارا ببطء تنفى قائلة
(لم يحدث شئ ....)
وكأنها ارادت تفسيرا لما حدث بينهما ....تخشي السؤال ولكنها تتمنى إجابة ..
التفتت أميرة تنظر ناحيته وهى ترفع حاجبيها باندهاش ثم تعاود النظر لفرح وهى تسألها بخفوت
(ماذا تعنين بلم يحدث شئ هذه ؟؟ هل امتنعت عنه ...؟؟ )
تخفض فرح رأسها خجلا من طريقة أختها الصريحة الفجة خاصة أنهما لم يتحدثا أبدا من قبل فى أمور كهذه فتعيد أميرة سؤالها
(امتنعت عنه يا فرح ؟؟!!)
تنفى قائلة بخجل فظيع
( لا لم امتنع ولكنه ......)
عضت شفتيها بخجل رهيب غير،قادرة على مصارحة أختها فقالت أميرة وهى تهمس لها
( اسمعينى ..ربما يكون متوترا ..أو مرهقا ...)
ثم نظرت ناحيته بغيظ وهو يتحدث بالهاتف معطيا ظهره لهما وعاودت الحديث مع أختها قائلة
( لاتخجلى من زوجك ..افعلى كل مايجعله هائما بك غير قادر عن الاستغناء عنك ..حاربيه بكل ماتملكينه من أسلحتك كأنثى .هل تفهميننى ؟؟! ......)
اومأت فرح برأسها موافقة وقبل أن تستكمل أميرة حوارها معها كان طلال يحاوط خصرها بذراعه ويميل ليقبل رأسها قائلا
(هيا يا فرح ..أمى وصلت للمطار قبلنا وهى فى انتظارنا ...)
كانت أمه تقيم بفندقا آخر عندما وصلت لتخطبها له ولحضور زفافه
تمتمت أميرة بسرها بسخرية
(حفظك الله ياحبيب أمك .....)
تتسارع دقات قلبها وقد حان موعد فراق جربته من قبل ،،تحتضن أختها وأمها وتطيل العناق ..لماذا كانت تظن أن فراقهما كان سيمر عابرا !!
(تمر لحظات الوداع ..وتبقى ذكرى اللحظة .. ..تربط حزام الأمان وتسافر بروحها قبل جسدها ..تغمض عينيها وتستسلم لأحلام يقظتها ..تحلق الطائرة فى سماء واسعة ..وتحلق معها أمنياتها...ترمى الماضى خلف ظهرها وتتشبث بأمل المستقبل مع من يجلس بجوارها ..وبحركة لا إرادية تشبثت بذراعه وهى تضع رأسها على كتفه مسافرة بأحلامها عله يحققها لها... )
يوم واحد فقط كان الفاصل بين ليلة زفافهما للمرة الثانية والتى أصرت والدته على إقامتها بعد دعوة عامة لكل أفراد عائلته ..
عائلة العايدى ذات الصيت والسمعة الذائعة ..
لقد عرفت مكانة زوجها ما إن حطت قدماها بأرضه ..سيارات فارهة بانتظاره..رجال يحاوطونه لحراسته وآخرين لخدمته ..
تعرف أن والده صاحب سلسلة محلات ملابس وأخرى للعطور ومستحضرات التجميل وأنه الوريث الوحيد لوالده بعد أن توفاه الله منذ ست سنوات ولكنها لم تتخيل أن يكون وضعه مرموق لتلك الدرجة ..
منزل فخم أشبه بالقصر لايسكنه سواه وأمه وعدد لا بأس به من العاملين تحت خدمتهم ..طهاة للطعام ..خادمات ..سائق خاص به وآخر لوالدته ..
ولكن بذاك اليوم امتلأ منزلها الفخم بكل عائلته ..
مجلس للنساء وآخر للرجال ..
كانت كملكة الكل بخدمتها ..من تزين يديها وقدميها بالحناء،ومن تعطرها بالبخور ومن تضع لها زينة وجهها ببراعة ..
ترتدى عباءة باللون الذهبى وتطلق شعرها ذو الخصلات الشقراء التى قامت مصففة شعرمختصة باختياره لها...
نظرات الإعجاب حولها لاتفارقها ..بينما هناك نظرات أخرى مختلفة تماما تتفحص كل تفصيلة بها ..
قدها ..جمالها ..نعومتها ..ودلالها ..
منشغلة فرح بوضعها الجديد الذى أبهرها بينما تجلس تلك الفتاة البعيدة تراقبها ..ولم لا وقد كان من الأجدر أن تكون مكانها !!
تمر الساعات حتى جاء،وقت الاحتفال الذى أعدته نوال والدة طلال لها ..
تأتى إحدى الخادمات حاملة على كلتها يديها فستانا باللون الأخضر وتدعوها لارتدائه ..
تقف أمام المرآه منبهرة بجمالها فى ذاك الزى الغريب عليها
خاصة بعد أن وضع لها غطاءا من سلاسل ذهبية فوق رأسها ويتدلى جزء من تلك السلاسل فوق جبهتها ..
(ما شاء الله والحارس الله ما أروعك .....) قالتها مصففة الشعر بعد أن انتهت من تجهيزها بينما تقف نوال تنظر لها بإعجاب خفى عن ريانة ابنة أخيها التى تنهش الغيرة قلبها ..
اقتربت نوال من فرح وهى تقول بنبرة رسمية جادة
(مبارك يافرح ...تبدين رائعة ..)
ترد فرح بفرحة طفولية
(شكرا لك ....)
(طلال ذوقه رائع دائما ..مبارك يافرح )
ثم اقتربت منها لتميل مقبلة وجنتها اليمنى ثم اليسرى فتقول نوال بفخر
(إنها ريانة إبنة أخى ....)
ترحب بها فرح وهى تقول بإعجاب
(أحببت اسمك ريانة ..مرحبا بك .....)
تستعجلها نوال لبدء الحفل والذى أصرت أن يكون على الطريقة القديمة التقليدية رغم وجود أفراح مختلطة ببلدهم ولكنها أرادته مميزا ، مختلفا عن زفافها المختلط ببلدها ...
تجلس فرح فوق كرسي مرتدية ذاك الزى وفوق رأسها غطاء من الحرير الأخضر يمسك أطرافه نساء العائلة وأعضاء،الفرقة التى تغنى الأغانى المعروفة لهم فى منظر رائع لم تراه سابقا
يقمن النساء،برفعه وخفضه تزامنا مع القاء الأغانى الخاصة بالزفاف عندهم بينما فرح تتمايل بدلال على أنغامهم ناسية كل ما يشغل بالها ..
طلال بمجلس الرجال يرتدى كندورته (جلبابا ليس فضفاضا او ضيقا به ياقة تحكم الغلق عند الرقبة بعدة أزرار دون أن يوجد مثلها عند الأكمام )
يلقى غترة فوق رأسه يعلوها عقاله ..يتمايل أماما وخلفا مع رجال عائلته فى رقص تقليدى عندهم ..
وبعد ليلة ساهرة كانت العروس بغرفتها التى ينتظرها بها زوجها ..
ليلة أخرى كسابقتها !!
تقف أمامه وهو يرفع طرحتها الخضراء التى كانت تغطى وجهها ..
ما أجملها وما أحلاها تلك الليلة ..
ينظر،لها بإعجاب وهو يقول بنبرة خافتة
(يااااا الله ..ما أجملك... )
تدور يمينا ويسارا مستعرضة قوامها وتسأله بلهفة
(أعجبتك ؟؟؟.....)
يضحك وهو يجذبها لأحضانه قائلا
(جدا جدا ....)
تدور،بعينيها فى الغرفة الفخمة فترى السرير ذو الأربع الأعمدة الذهبية والذى تغطي فراغاته ستائر شفافة ناعمة ..ثم تعاود النظر له وتقول بشقاوة
( ألا تركتنى بمفردى خمس دقائق فقط ؟؟.....)
يخلع عقاله وغترته يلقيهم على أريكة بجواره فتضحك قائلة
(أحببتك بهذه الملابس جدا .....)
(حقا ؟؟؟! ...) يسألها متعجبا
تومئ برأسها موافقة فيقول لها وهو يتجه لغرفة مخصصة للملابس ملحقة بغرفة نومه
(خمس دقائق فقط ...)
تضحك فرح ثم تتجه للحمام الملحق بغرفتها ..
تستمع لنصيحة أختها وتستخدم كل أسلحتها ..
قميصا شفافا باللون الأسود لايترك مجالا للمخيلة ..
لم يخفى عليها وسامة زوجها ...(زوجها )ترددها بسرها سامحة لنفسها أن تستخدم كل أساليب الأنثى ودلالها لجذب،زوجها ..
بعد دقائق تخرج لتجده بانتظارها ...وما إن وقعت عيناه عليها حتى تصبب العرق من جسده ..
تقترب منه حتى اصبحت أمامه سامحة لعينيه أن تتعرف على مفاتنها ..
لحظة والثانية والثالثة ..قبلة فعناق ..ربما لم يمر الوقت الكافى وكان قد انتهى !!!
يلثم جبينها قائلا بخفوت (مبارك ياعروسي .....)
تخفى ألمها وتبتعد لتعطيه ظهرها ململمة الغطاء حول جسدها ...يتمدد بجوارها يحتضنها ..ولا يجد أى حركة منها !!
وبعد أن تأكد من أنها غفت كان يتركها ويتجه لغرفة أخرى بعييدة عن غرفتهما ..
لا صوت حوله سوى سكون الليل ...يحكم غلق غرفته المحرم دخول أى أحد بها ..
يفتح زجاجة من الخمر ويصب بكأس أمامه على طاوله رخامية يجلس أمامها على مقعد دائرى دون ظهر ..
يشرب ويشرب حتى ثمل وثقلت رأسه ..
وبقايا ماض عالقة بذاكرته ...
تتراءى الصورة أمامه مشوشة ومازال الكأس بيده ...
طفل لم يتعد العاشرة ..رجل ضخم البنية يمارس أفعالا لايفهمها وقتها .....صراخ الطفل استنجادا ويد قوية تكتم صراخه ..
يشرب ويشرب حتى فرغت الزجاجة ..يمسكها ناظرا لها ثم يقلبها ليفرغ بعض منها فى كأسه فلا يجد ما يذهب عقله
وبرمية واحدة ألقاها لتتناثر شظاياها محطمة السكون حوله ..
يضع جبهته فوق الطاولة الرخامية مستندا به على ساعده غائبا عن الدنيا وعن زوجته التى مؤكدا اكتشفت نقطة ضعفه...
******************************************
تجلس أمام شاشة التلفاز المعلقة على أحد جدران غرفتها انتظارا لبدء المباراة المنتظرة ..ليس حبا بكرة القدم ولا بالفريق الخاص به ولكن لتمتع عينيها برؤيته ..
لم تتوقف عن التفكير به لحظة واحدة منذ آخر مرة التقته بفرح أخته والذى أصرت سما أن تحضره وتصطحبها معها بعد أن عرفت بموعده من صديقات فرح المقربات بالنادى والتى بهن صديقة مشتركة بينهما ..
رائحة عطره مازالت عالقة بأنفها ....ومازالت لاتصدق أنها كانت قريبة منه ..يدها بيده ..يراقصها دونا عن غيرها ..
وما إن بدأت المباراة حتى انتبهت بكل حواسها ..
وما إن يستلم الكرة بقدمه وتراه عبر الشاشة حتى تتراقص دقات قلبها ..
يقع فيقع قلبها بقدمها ..تهتف الجماهير باسمه فتهتف له وكأنه أمامها ..
لا تريد أن تنتهى تلك المباراة ..يمر الوقت ولا هتاف سوى له ..
نجمها البعيد فى السماء العالية ..ولكن ألم يقترب !!ألم يبتسم لها ..تتذكر غزله الصريح وتغنيه بكلمات الإعجاب بجمالها ..
صرخت فجأة وهى تراه يقع أرضا متألما بشدة والكاميرا تركز على وجهه ..
تضع يديها فوق موضع قلبها وهى تقف على ركبتيها منتظرة انتهاء تلك اللحظة المرعبة ..
وما إن رأته محمولا فوق عربة متحركة ماسكا ركبته وهو يتألم حتى شهقت وهى تبكى لألمه ...
تنتظر بدء الشوط الثانى متمنية أن تراه بأرض الملعب حتى يطمئن قلبها ولكن كلمات المراسل الذى يذيع المباراة ألجمتها بعد أن أعلن عن إصابة خطيرة بركبته ..
تبكى وهى تمسك هاتفها لتتصل بسما وما إن أجابت اتصالها حتى قالت من بين بكائها
(هل رأيت المباراة ياسما ؟؟..حازم أصيب ياسما ...؟ )
جاءها الرد على الجانب الآخر من صديقتها تهدئها قائلة
(اهدئي يازهرة ..قد تكون إصابة بسيطة ..أنا لم أرى المباراة و.....)
قاطعتها وهى تنتحب بالبكاء وتترجاها قائلة
(ارجوكى ساعدينى ...أريد أن اطمئن عليه ...؟)
تتنهد سما قائلة بسخرية
(وكأن سما مديرة أعماله وتعرف كل تحركاته وأرقام هواتفه ....)
ثم صمتت للحظة وقالت بنبرة مؤكدة
(انتظرى ساعة واحدة وستتداول مواقع التواصل الاجتماعى كل ما حدث له )
اومأت برأسها موافقة وكأن صديقتها تراها ثم اغلقت بوجهها الهاتف لتفتح موقع التواصل الإجتماعى (فيسبوك )بحثا عن أى خبر يخص إصابته!!!
ثلاثة أيام وهى تتابع أخباره وتعرف المشفى الذى يرقد به ..
ترى صوره عبر مواقع التواصل الاجتماعى فيتألم قلبها شفقة عليه ..
ثلاثة أشهر هى فترة علاجه ..وثلاثة أيام هى فترة فقدان رغبتها فى أى شئ سوى متابعته ..
وهاهى تستجيب لقلبها ولجنون صديقتها بعد أن أقنعتها بزيارته كأى معجبة ...
تقف خارج الغرفة الخاصة به انتظارا لموافقة منه على مقابلتها بعد أن ألحت سما على الممرضة التى أخبرتها مرارا وتكرارا أنها لاتستطيع السماح لها ..
ولكن ما إن قالت اسمها حتى سمح لها ...
تدفعها سما لداخل الغرفة وهى تهمس لها
(بمفرده يامحظوظة ..تحركى )
تدخل زهرة بخجل وبيدها باقة من الزهور فيبتسم لها مرحبا
(أهلا زهرة ..تفضلى ....)
تنظر لقدمه المعلقة على حامل حديدى برباط طبى فتظهر ملامح التأثر على وجهها بينما كان هو ينظر لبنطالهاالچينز الملتصق تماما بجسدها وبلوزتها القطنية البيضاء،التى تصل لخصرها ..
تقترب فتنحنى لتضع باقة الورود على طاولة جانبه فينحنى برأسه معها رافعا حاجبيه بإعجاب فهمست بخفوت
(الحمد لله على سلامتك ....)
رد وهو ينظر لها بينما هى تقف بجوار سريره كطفلة بريئة مهذبة
(ليتنى أصاب كل مباراة حتى أراك ..اجلسي )
احمرت وجنتاها خجلا من كلماته فقالت بتوتر
(لا ...جئت لأطمئن عليك فقط ...)
حاول النهوض بجذعه فتأوه متألما لتسأله بلهفة
(هل أنت بخير ؟؟؟ )
قال وهو يستند بكفيه على السرير،خلفه
(لا لا ..انا فقط احتاج بعض المساعدة ..هلا وضعت لى الوسادة خلف ظهرى من فضلك ؟؟ .....)
ارتبكت وهى تومئ برأسها دون رد واقتربت ترفع الوسادة خلف ظهره فباتت قريبة جدا منه ...
عنقها الأبيض مقابل وجهه .. يعلو صدره ويهبط انفعالا من قربها ..
تبتعد عندما شعرت بأنفاسه تلفح بشرتها ..فمد يده وهو يقول بألم
(ساعدينى يا زهرة من فضلك ....)
تمد يدها لتمسك يده فيتحامل عليها ليتكئ على وسادته ..
( كيف حال الكابتن المدلل اليوم..... ) أجفلهما صوت صديقه بلال الذى فتح الباب فجأة ليراهما بهذا القرب فتوقفت الكلمات على شفتيه وهو يراها تبتعد عنه وتزيح خصلات شعرها خلف أذنها بتوتر فيقول بخفوت وقد تبدلت ملامحه
(زهرة ؟؟؟!!! )
نقل حازم نظراته بينهما وسأله بفضول
(هل تعرفها ؟؟؟!!!!)
ردت زهرة بنبرة متوترة من الموقف الذى وضعت به نفسها
(مرحبا بلال ...)
رد بلال وهو ينظر لها نظرة لائمة
(زهرة صديقة أختى ......)
تشعر أن البرودة أصابت جسدها ...ما الذى جعلها تخضع لجنون قلبها وتأتى هنا ..
قالت وهى توجه كلامها لحازم الذى رأى نظرات صديقه لها ويشعر أن هناك أمرا لايفهمه
(الحمد لله على سلامتك كابتن حازم ..)
هز رأسه وهو يقول لصديقه
(تعال بلال ..اجلس )
رد بلال بحزم وقد بدا الغضب على وجهه
(لا ..سأوصل زهرة ثم أعود لك ..هيا يا زهرة ....)
تحركت لتتخطيه وتتقدمه بينما هو ورائها ...لا تعرف أن قلبا اشتعل بلا سبب وهو يراها تستسلم لأوامر صديقه هكذا !!!
**************************************
مرت عشرة أيام منذ أن القى عليها يمين الطلاق الثانى ..عشرة أيام اعتزلت بها كل عالمها والتزمت غرفتها ..صديقاتها ..أمها ..حتى أخيها الذى عاود زيارتهما ثلاث مرات خلال تلك الفترة ..عملها الذى لم تبدئه بعد ...الوحدة أصبحت تكفيها ..تعيد ترتيب أوراقها من جديد ..وكلما فكرت مجرد لحظات بأنها من الممكن أن تضحى من أجل ابنتها وتعود له فتجد نفسها تهرب من واقعها إلى نوم لأيام متواصلة ..فقدت شهيتها للطعام وللكلام وللحياة بأكملها ..
وبعد كل هذه الفترة قررت أن تستعيد حياتها ..ستنفض الغبار الذى ردم به قلبها ..ستعود لعملها وتحارب الحياة التى تعاندها
وفى صباح اليوم العاشر ارتدت ملابسها واختارت العودة للعمل الذى لم تستلمه مرة أخرى ..
لاتضع زينة وجهها كالمعتاد وقد بدا إرهاق الأيام السابقة على ملامحها ..
جلست بشرفة منزلها تشرب فنجان قهوتها مكتفية بوحدتها وقهوتها و هاتفها الذى تتصفح عبره الحساب الخاص بها وسؤال أصدقائها عنها وعن سبب غيابها ..
تكتب حالة خاصة بها (Yes I can )
تنهى قهوتها وتستعد للخروج للحياة مرة أخرى ..منذ متى تعثرت ولم تنهض !!
تقف أمها بمواجهتها فتتأفف فرح وهى تبعد وجهها عنها ..
تقول أمها بغضب،
(هل ارتحت الآن يا فرح ؟؟ يعجبك وضعك هكذا ؟؟ )
وكأنها سكبت مادة حارقة على جرحها ..وكأنها استدعت كل شياطينها ..
قذفت الفنجان الذى كان بيدها وهى تصرخ بوجهها
(نعم ارتحت ....ارتحت ...)
اقتربت من امها لتقول بانفعال
(ماذا تريدين منى ؟؟ هااااا ؟؟ أن أكون مثلك .....)
قالت وفاء بعصبية
(ماذا بى ؟؟ تلوميننى على ماذا ؟؟؟ ....)
تضحك بسخرية وهى تفرد ذراعيها قائلة بسخرية
(لا شئ بك ؟؟ ولا ألومك يا أمى ....)
أغمضت عينيها وقد اوشكت على انهيار لن تقدر على النهوض منه ثم قالت بصراخ
(لا ألومك على زواجك من شخص لايحبك ..لا الومك على استسلامك له ولهروبه منك،...ولا ألومك على البقاء على ذمته كجارية يأتيك وقت فراغه ..ثم يتخلص منك بأمر من زوجته كما تخلص منا )
صفعة قوية نزلت على وجهها تزامنا مع قول أمها
(اخرسي ..أنت قليلة التربية )
ابتسمت بألم وهى تقول بنبرة شبه باكية
(قليلة التربية ؟؟؟ ربما ...ولكن لن أكون نسخة منك ....)
وتركتها لتركض تاركة لها المكان يدور برأسها فتهوى على المقعد خلفها ..يتردد صدى كلمات ابنتها بأذنها وتعلم تماما أن الحق معها ..وأنها هى من أخطأت بحقهم وحق نفسها ...
*************************************
عشرة أيام لم يحاول التواصل معها ..لن يسمح لنفسه أن يقترب من امرأة متزوجة ..لو كان فادى بنسخته القديمة ماكان أبدا سيتركها ..ولكن القلق يستبد به ..وللغرابة أنه يشتاقها ..يشتاق مشاكستها ..لايعرف لماذا يشعر أن الأمر بات معه أكبر من مجرد تشابه بينها وبين غاليته ..(أخته )
طرقات على باب مكتبه تبعها دخول نجوى التى لم تترك عملها بعد خاصة بعد امتناع فرح عن العودة كل الايام السابقة ..
تخبره بوجودها قائلة
(السيدة فرح بالخارج ..إنها ....)
وقبل أن تستكمل جملتها كان يسمح لها بأن تدخل له...
يحاول التحكم بفرحة قلبه بقدومها ..
ماسر غيابها كل هذه الفترة ؟؟ أتراها تشاجرت مع زوجها !!
أتراه منعها بعدما رآه يتبعها !!
يأخذ نفسا عميقا ثم يزفره محاولا أن يبدو هادئا غير مباليا ..
وما إن رآها تدخل مكتبه حتى تسمر مكانه!!
قلبه يضرب صدره بعنف وهو يراها بغير الهيئة التى تركها بها ..
يود لو يضرب قلبه بقبضته عله يهدأ ولايفضحه ..
(صباح الخير ....)قالتها بصوت أبح خافت قضى على المتبقى من عقله ..
قال دون أن يتحرك من مقعده وهو يشير لها بالجلوس
(مرحبا فرح ..تفضلى .....)
بنبرة خافتة ...مستسلمة ..على غير عادتها قالت بصورة مباشرة
(هل مازلت عند عرضك ؟؟! أم ابحث عن عمل بشركة أخرى ....؟ )
لم تفارق عينيه وجهها فلاحظ علامات حمراء على وجنتها ..كز على نواجذه وهو يفكر بأنه قد يكون صفعها !!!
قال بخفوت محاولا التركيز فى حوارها لا على وجهها
(نعم ..العرض قائما .....أين كنت ؟؟ )
لم ترد فسألها رغما عن إرادته
(آسف لتدخلى ولكن هل منعك زوجك من العمل )
ردت بحدة
(لم يعد زوجى ....؟؟! )
ستصيبه بالجنون بغموضها !!
رد بانفعال
(قلتى انك مطلقة. .ثم متزوجة ..ثم رأيت زوجك معك ..والآن لم يعد زوجى،...ماهى حالتك الإجتماعية بالضبط ...)
ردت دون تفكير او مراوغة
(طلقنى مرتين ...أنا الآن مطلقة ....)
الجمت لسانه بنبرتها اليائسة ..
قام من مقعده يلتف حول مكتبه ليجلس أمامها فيسألها بخوف حقيقى حاول اخفاؤه
(فرح ...هل أنت بخير ؟؟!....)
كان سؤاله البسيط هو القشة التى قصمت ظهر البعير ..فوضعت كفها فوق فمها وهى تهز رأسها يمينا ويسارا وهى تبكى بانهيار قائلة بصوت مختنق
(لا ....أنا لست بخير .....)
دموعها تجعله يريد الغاء العقل والمنطق وكل المبادئ التى يعرفها ويأخذها بأحضانه ليطمئنها ..
هو فقط يحتاج من يسيطر على قلبه !!
يمد يده لها بمنديلا قائلا باختصار
(اهدئي ....)
أخذت منه المنديل تمسح دموعها وتتأسف بخفوت
(آسفة فادى ...)
(يارب السماااااااء ...ماذا تنتظرين منى الآن يا فرح بعد تجريدك لاسمى من أى لقب ونطقه هكذا ...)
رفعت وجهها أخيرا لتجده ينظر لها بينما عيناها ممتلئة بدموعا أخرى فقال بصوت جامد
(ماذا فعل بك ليجعلك بكل هذا الإنطفاء يا فرح ؟؟؟!!!! ....)
**********************************
(بعد ساعات )
يركن سيارته أمام بناية قديمة ..لايصدق أنها وعدته أنها إن احتاجت أن تتحدث مع أحد سيكون هو أول من يخطر ببالها ..لا يصدق أنها عادت له بضعفها !!
ولن تصدق ماالذى ممكن أن يفعله كى يحميها حتى من نفسها !!
لايعرف نهاية ما يفعله لها ومعها ..
ولكنه يحتاج إلى هدوء ..يحتاج إلى ذاك البيت الذى يفتقده ...الحنان الذى لم يجده إلا هنا ..
يصعد درجات السلم ببطء حتى وصل لباب تلك الشقة التى كان يهجرها ..
ولكنه اليوم يحتاجها ...
فتح بابها فلم يجد سوى ظلاما!! ...تماما كما كان حال قلبه قبل أن يلتقيها ...
أغلق الباب خلفه وأضاء إنارة خافتة تسمح له بمعانقة كل ركن بها ..
وقف أمام صورة معلقة على جدار ..ينظر لها وابتسامة ترتسم على شفتيه ..
هنا راحته ..هنا أمانه ...هنا حياته ..
كف رقيقة حطت على كتفه فالتفت مجفلا ليجدها بابتسامتها التى تخطف قلبه وهى تعاتبه قائلة
(تأخرت علىّ يافادى ..تأخرت كثيرا وأنا اشتقت لك ....)
انتهى الفصل
قراءة سعيدة ....❤❤

noor elhuda likes this.

Nareman fawzy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-20, 05:32 PM   #17

نور علي عبد
 
الصورة الرمزية نور علي عبد

? العضوٌ??? » 392540
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 944
?  نُقآطِيْ » نور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond repute
افتراضي

كل عام وانت بخير يا جميله 🌼🌼
الف مبرووك على الروايه الجديده وبالتوفيق ان شاء الله

رواياتك لها لفتات مميزه تحكي قصص مختلفه بانتظار القادم بشوق سلمت الانامل ❤️


نور علي عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-20, 12:47 AM   #18

Nareman fawzy

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 390018
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 826
?  نُقآطِيْ » Nareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور علي عبد مشاهدة المشاركة
كل عام وانت بخير يا جميله 🌼🌼
الف مبرووك على الروايه الجديده وبالتوفيق ان شاء الله

رواياتك لها لفتات مميزه تحكي قصص مختلفه بانتظار القادم بشوق سلمت الانامل ❤️
وانت طيبة حبيبتى عيد سعيد عليكى وشكرا لذوقك ⁦❤️⁩⁦❤️⁩


Nareman fawzy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-20, 08:03 AM   #19

Nareman fawzy

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 390018
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 826
?  نُقآطِيْ » Nareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الخير بسكوتاتى ..أنا جييييت (لا داعى للتصفيق ✋)
آسفة انى منزلتش الفصل بالأمس خرجت ونسيت خالص 🙆🙆🙆🙆
اتمنى الفصل يعجبكم ❤
#يا_عصي_القلب
الفصل السابع

يصعد درجات السلم ببطء حتى وصل لباب تلك الشقة التى كان يهجرها ..
ولكنه اليوم يحتاجها ...
فتح بابها فلم يجد سوى ظلاما... تماما كما كان حال قلبه قبل أن يلتقيها ...
أغلق الباب خلفه وأضاء إنارة خافتة تسمح له بمعانقة كل ركن بها ..
وقف أمام صورة معلقة على جدار ..ينظر لها وابتسامة ترتسم على شفتيه ..
هنا راحته ..هنا أمانه ...هنا حياته ..
كف رقيقة حطت على كتفه فالتفت مجفلا ليجدها بابتسامتها التى تخطف قلبه وهى تعاتبه قائلة
(تأخرت علىّ يافادى ..تأخرت كثيرا وأنا اشتقت إليك......)
كما هى ..كآخر مرة رآها ..ينظر لها ملء عينيه ..الفستان الأبيض الذى ترتديه يجعلها تشبه الملائكة ..شعرها القصير الذى كان يكرهه نظرا لشدة قصره استطال وأصبح جذابا يعطيها مظهرا ناعما ..حتى ذاك القرط الذى كانت تضعه بأنفها ويستفزه لم يعد له أثر ..
حنين اجتاح عينيه وهو يهمس لها
( وأنا أموت شوقا لك ...)
ابتسامة هادئة لاحت على شفتيها وسألته بخفوت ناعم
(تحبها !!! أم أنها تذكرك بى !!.....)
لمعة خاطفة احتلت عينيه فقال دون تفكير
(لم أنساك لحظة واحدة ....)
رفعت يدها لتضع راحة كفها على وجنته وهى تهمس له قائلة (لاتعذب نفسك بذنبى ....كان الخطأ خطئي أنا ...)
يغمض عينيه بألم وهو يقول بنبرة معذبة
(أنا السبب ...ليتنى كنت معك وقتها ....)
قالت بنبرة خافتة مواسية
(كلانا كان يحتاج من يحتوى ضعفنا ...)
فتح عينيه وهو يهز رأسه يمينا ويسارا وهو يشبع حاجة عينيه لها
(كنت تلجئين لى لأسمعك ولكننى تهاونت بحقك ياحبيبتى ...كنت أنانيا لدرجة جعلتك تلجئين لغيرى ..)
ثم اختنق صوته وهو يقول بندم
(لن أسامح نفسي أبدا.... )
(لكن أنا سامحتك ....)قالتها وهى تمسد بيدها الأخرى فوق رأسه
رفعت رأسها لتنظر للصورة المعلقة فتقول بحزن
(لو عاد بى الزمن مرة أخرى ما كنت سأؤلمها !!! )
التفت ينظر لصورة جدته فبدا كلاهما وهما ينظران للأعلى حيث الصورة المعلقة كلوحة فنية حزينة ..
قال دون أن يلتفت برأسه ناحيتها
( تحملت الكثير منا ...)
ردت وهى تنظر لجدتها نظرة تمتلئ بالندم
( وكلانا تحمّل الكثير من جفاء ابنها ...)
التفتت ناحيته ثم داعبته بشقاوتها قائلة
(لم تجب سؤالى ..تحبها ؟؟ ...)
سؤالها لم يدهشه لأنه يسأله لنفسه كل لحظة يراها بها
(لماذا يخفق قلبه ما إن يراها ؟!!! ولماذا يريد أن يمحو كل أحزانها !! يخاف عليها ..كما أنه أصبح يشتاقها ...)
رد بنبرة حائرة تائهة وهو مازال ينظر لجدته الراحلة
(لا أعرف ....)
ابتعدت عنه قليلا فالتفت لها قائلا بلهفة
( لاتتركينى ..ابق معى ...)
لم ترد وتحركت خطوتين ليستوقفها متوسلا
(زينة ...ابق ..)
تعطيه ظهرها وهى تمشى بعيدا عنه فلحقها ليتجاوزها ويقف أمامها معترضا طريقها يترجاها بخفوت
( سامحينى ...)
ثم مد كلتا ذراعيه يحتضنها ليجد الفراغ أمامه ..فلم تحتضن ذراعاه سوى جسده ..يحتضن نفسه ..ينظر،يمينا ويسارا ..يلتفت خلفه ..ثم يعاود النظر أمامه ..سراب ..كل ما حوله سراب فيرتمى على المقعد دافنا رأسه بين راحتيه سامحا لنفسه ببكاء كان يسجنه ..بكاء لا يسمح له بالتحرر إلا هنا !!
هنا بيت جدته ، هنا من كانت تهتم به ، تخاف عليه ، تسعى لارضاؤه ..
ساعات مرت وهو مستند برأسه للوراء مستمتعا بالسكون حوله ..يحتاج الابتعاد عن كل الضجيج الذى ينسج خيوطه حوله ..ضجيج أبيه ...إلحاح أمه ..و ضجيج قلبه عندما يكون قربها ..
قام بعد فترة تفكير اتخذ فيها قراره ..سيعاود الرجوع لذاك البيت الذى تحتله الذكريات المؤلمة ..ولكن ربما أن يحيا مع أرواح غادرت أجسادها أفضل ألف مرة من أن يحيا مع أجساد تفتقد أرواحها !!
فى طريق عودته لبيته يفتح مشغل السيارة ليستمع إلى الصوت المحبب لقلبه ..(فيروز) لطالما كان يحبها ويسعده صوتها
كان يعشق تلك الكلمات و لايعرف سبب لتعلقه بها ولكنه الآن يسمعها بإحساس مختلف !

( سلملى عليه وقوله إنى بسلم عليه
وبوسلى عينيه وقله إنى ببوس عينيه
إنت يلى بتفهم عليه
سلملى عليه سلم....)
فى حرب وجهاد مع مشاعره السلبية التى تسيطر عليه ..لا يريد أن يعود لتلك الإنتكاسة التى أصابته لسنوات بعد وفاة أخته ..
يتذكر ذاك اليوم منذ رحيلها ..
(قبل سنوات )
( كان ككل ليلة فى سهرة ذكورية عابثة ..وكانت عابثة حتى رن هاتفه عندما سمع صراخ من الطرف الآخر وهو يستنجد به
( فادى ...زينة يافادى ...زينة ماتت ؟؟؟....)
للحظات ظن أنها مزحة سخيفة منها أو من صديقاتها ..
يرد ببرود وعقله لم يستوعب حقيقة ما سمعه
(ما هذا المزاح السخيف ؟؟؟ اعطها الهاتف تكلمنى ....)
صراخ صديقتها ، أصوات صاخبة حولها ،،وصدمة مريعة أفقدته صوابه ..
يقود سيارته بجنون قاصدا العنوان الذى أملته له صديقتها ..
يسابق الوقت وبداخله أمل أنها مجرد لعبة من أخته تسترعى بها اهتمامه ..
يطرق الباب بكلتا يديه بجنون. سيحطم رأسها ما إن يراها ..
يفتح الباب فيقف مشلولا عاجزا عن الحركة والتفكير والتصديق ..
أنها حقيقة. .ليست مزحة ...أخته ملقاة على أريكة بلاحراك ..
يينظر للوجوه حولها بصدمة لاتقل عن صدمتهم ..يرى دخانا كثيفا يملأ تلك الشقة من أثر التدخين ..الشقة التى تمتلئ بأصدقائها رجالا وإناثا !!!
يقترب منها وقلبه يضرب صدره بجنون ..
يربت على وجنتيها يمينا ويسارا يناديها بغير تصديق
(زينة ؟؟ أجيبينى ....زينة !!!...)
حالة اللاتصديق تتحول ليقين
يحملها ويركض بها ....مشفى ...طبيب ...وكلمات مختصرة تغير مجرى حياته ..
(البقاء لله ..) والسبب جرعة مخدر زائدة !!!
يضغط مكابح سيارته فجأة فيرتد للأمام ثم يعود للخلف وسياط الذكرى يجلده ...
تلك اللحظة التى بدلت حاله ..اللحظة التى كان فادى قبلها أكثر جنونا ..أكثر فسادا ..أكثر لامبالاة بأغلى الناس عنده ..
*******************************
يدخل (بيت والده ) بتثاقل ..يدعو الله أن يكون نائما ..أن يفعل ما انتواه دون مواجهة بلا فائدة ..
سيرحل من هنا ..سيعود للبيت الآمن الذى يفتقده ..بيت جدته الذى قضى به سنوات شبابه ..وعبثه ..
البيت الذى هجره منذ رحيلها ولم يدخله إلا نادرا ..
جدته التى كانت تسهر على خدمته هو وأخته المراهقة ..والتى لم تستطع فى كبرها أن تحكم السيطرة عليهما فى غياب ابنها وزوجته ..
ابنها الذى اختار الغربة وطنا له
(ما أقسى أن تسعى خلف طموحا لتحققه فتصبح عبدا له ! )
عاما يجر عام والتمنى بالأفضل يسحبك لهوة عميقة لاقرار لها ..
هذا العام سيكون الأخير ..ثم يأتى الذى بعده وبعده فتمر سنوات العمر خلسة ..وفجأة تجد نفسك فقيرا جدا لاتملك سوى الأموال التى أضعت عمرك فى جمعها !! )
ابن على مشارف دخول الجامعة ..وأخرى تصغره بثلاث سنوات تخطو أولى خطواتها على أعتاب سن المراهقة ..
الجدة تعتنى بهما بعدما أرسلهما ابنها لها ..والأم تبقى بجانبه مستجيبة لتعليمات الأنثى بداخلها بألا تترك زوجها الذى كافحت معه بمفرده !!
الوعد بالعودة لا يفى به ..ونداءات الأم بأن يكتفى لايستمع لها ...
وحصيلة كل تلك السنوات ذكرى ابنة أغرتها كثرة المال وغابت عنها كل وسائل المراقبة...وابن كاره ساخط على كل من حوله !!!
بئس المال وجامعه ...وملعونة تلك الغربة التى تفرق الأم عن أبنائها..
يتسلل ببطء لغرفته حتى لا يشعر به أحد ..سيرحل من هنا ..
لقد ظن أنه نسى ..ولكن ظهور فرح بحياته قلب حياته رأسا على عقب ..فتح الجرح الذى كان يحاول غلقه حتى يستطيع التعايش مع والديه خاصة بعدما توفت جدته ..
سنوات قضاها بعد وفاتهما تائها حائرا رافضا الحياة دافنا روحه مع من فقدهما..
يفتح خزانته على مصراعيها وكذلك حقيبتان فتحهما ..يأخذ أكواما من ملابسه يضعها دون ترتيب فوق بعضها ..
يلملم كل مايخصه ..حتى أصبحت الخزانة فارغة ..لايعرف كم من الوقت سيبعد عن والديه ..كم من الوقت سيحتاج لتقطيب جرحه منهما ..
(ماذا تفعل ؟؟! ) جاءه صوتها ملهوفا فالتفت ليجدها تقف على باب غرفته
رد وهو يعطيها ظهره ويحاول غلق حقائبه
(سأذهب لبيت جدتى ..أحتاج أن أعيش بمفردى ...)
اقتربت منه حتى وقفت بجواره وقالت وهى تفتح إحدى الحقائب
( لن اتركك تذهب ..أنت هنا أيضا تعيش بمفردك ..)
ثم ادارته ليقف بمواجهتها وهى تمسك مرفقيه تسأله
(ما الذى حدث لكل هذا ؟؟ ....ألم نتفق قبلا أن تنسى الأمر وتتجاوزه ؟؟ ...)
أدار رأسه يأخذ نفسا عميقا محملا بكل معاناته ثم قال من بين أسنانه
(لم أتجاوزه يا أمى ....هل تجاوزته أنت ؟؟ ...هل نسيتى زينة ..ابنتك !!! أم أن المسافات الطويلة بيننا جعلت مشاعرك قابلة للسيطرة عليها ...؟؟؟ )
صرخت به أمه تدافع عن نفسها
(كنت أبنى معه مستقبلكما ؟؟ هل أجرمت ؟؟ أجبنى يافادى لماذا تحملنى الذنب ؟ ...)
رد بنبرة تقطر ألم
(لست وحدك !! أنت ...وهو ...)
هزت رأسها يمينا ويسارا برفض وهى تعاتبه بصوت مختنق
(كان يؤمن لكما حياتكما ...لم يخطئ عندما أراد لكم الأفضل ..)
لحظات صمت مرت بينهما وقد صدمته بدفاعها الذى طالما سمعه ثم استدار يعيد ملابسه التى أخرجتها وأغلق حقيبته وهو يرميها بسهام كلماته التى يعرف أنها قاسية والتى نطقها بسخرية
(معك الحق ..ولم يخطئ أيضا عندما جاء ليدفن ابنته ثم يعود ليجمع المال مرة أخرى وكأنه لم يكتفِ... )
لم تجد كلمات تبرر بها مافعله زوجها حينها ..
تركها معه ومع جدته وعاد بحجة أن هناك عقودا لم تنته ...
وهذا ماجعله يلقى اللوم بل كل اللوم على أبيه الذى فضل البقاء بعيدا عنه فى أصعب فترات حياته ..
لم يجد منه برا وقتها فلماذا ينتظره منه !!!!!
يتحرك وبيده حقائبه فتستوقفه أمه وهى ترجوه قائلة
( سأتركك ولكن ستعود لنا يافادى ...لن أسمح لك أن تبقى بعيدا عنا المتبقى من عمرنا ...وأبيك أيضا لن يسمح لك ...)
ابتسامة ساخرة ارتسمت على شفتيه تزامنا مع ايماءة من رأسه ..ثم تغلبت عليه مشاعر الشفقة فمال يقبل رأسها دون أن يجيبها ...
تنظر لظهره وهو يرحل من غرفته وبيده حقائبه فتجلس على سريره ناظرة لكل ماحولها ...لقد أعطتها الغربة كل ما أرادته ..ولكن سلبت منها أبنائها !!
*****************************************
(بعد شهر )
شهر كامل مر على انتظامها فى العمل معه ...وشهر على اختياره وحدته بكامل رغبته
يتعامل معها برسمية لاتخلو من بعض التقارب المحدود بينهما ،يقضيا نهارهما فى العمل ويقضيا ليلهما مع ذكرياتهما ..
ما أشبه حاله بحالها ...
لا يريد أن يقتحم صمتها فيجعلها تعترف له بكل ماأحزنها وهو القادر على أن يفعلها، ولكنه يريد أن تفعلها من نفسها. .دون ضغوط ودون قرب غير واثق ان كان فضول منه أم رغبة أكيدة فى مشاركتها كل مامرت به ..
ربما يختبر حقيقة مشاعره ناحيتها ..فهو لا يريد أن يستسلم لتلك المشاعر والتى كان الأساس فيها الشبه الشديد بينها وبين أخته ..ولا يريد منها أن تقترب منه فى أقصى حالات ضعفها ..
مازال ماكرا ويحكم سيطرته !!
ومازالت هى فى حالة عدم اتزان وإن أبدت غير ذلك كعادتها !
ينظر فى ساعة معصمه وقد تأخرت عن موعد حضورها دون اعتذار ..يخفى قلقه والوقت يمر ولا اتصال منها ..
يمسك هاتفه فيفتح موقع التواصل الاجتماعى (فيسبوك ) والذى أدمن مراقبتها به خاصة فى ساعات الليل الطويلة والتى دائما ما تتواجد بها على هذا الموقع ..
يعتدل بجلسته وهو يركز بصورتها التى نشرتها منذ أكثر من ساعة حسب التوقيت الظاهر أمامه ..صورة لها مع طفلة وقد بدت أكثر طفولة منها وهى تقلد حركة تلك الطفلة بفمها ..
تضم شفتيها المطليتين بلون زهرى وترفع سبابتها مع الوسطى أمام وجهها !!
يركز على وجنتيها ،عينيها ،شفتيها ،ثم يتنهد وهو يرمى الهاتف على المكتب أمامه ويضع قبضته فوق فمه وهو يستند على مرفقه
يستكمل عمله مسيطرا على رغبته فى الاتصال بها !!
وبعد وقت طويل كانت تطرق باب مكتبه ثم تفتحه وهى تحمل بعض الملفات وتقول ببساطة
(صباح الخير ..هل تأخرت ؟؟!!! )
رفع حاجبه وهو يتحرك يمينا ويسارا بمقعده وأجابها ساخرا
(لا أبدا ....) ثم نظر لساعته وقال دون أن يرفع عينيه ناحيتها
(ثلاث ساعات فقط ....)
تبدو بمزاجا جيدا ..هذا ما لاحظه منذ دخولها ..
استدارت تجر جانبى باب مكتبه لتغلقه فسمح لعيناه أن ترى بتأن ما ترتديه ولا يعجبه !! ألا تحتاج من ينبهها أن تطيل بلوزتها بدلا من تلك القصيرة التى حتما تلفت الانتباه لها !
عاودت النظر له فأخفض عينيه مسرعا يدعى الإنشغال ببعض الأوراق أمامه ..
تقدمت ناحيته وهى تقول بحماس
(أنا حقا آسفة ..لكن كنزى هاتفتنى وقالت أنها لن تذهب حفل مدرستها إن لم أذهب معها !! )
(من كنزى ؟؟؟...)
سألها وهو يلمح نظرة فرح وحب لم يرها منذ عرفها ..
جلست على المقعد المقابل له تضع ساقا فوق أخرى فى حركة أنيقة تعجبه
(ابنة أميرة أختى ....)
ثم فتحت حقيبتها تخرج هاتفها وتفتح له صورها وهى تميل بجذعها قليلا ليرى تلك الصور فبالكاد يبعد عينيه عنها ليرى صورة ابنة أختها ..تقلب شاشة الهاتف بسبابتها مستعرضة كل الصور وهى تتكلم بطفولية
(كانت رائعة بالحفل..انظر هنا ؟؟؟ شقية وجذابة وكانت أكثر الأطفال تميزا ....)
يبتسم بتلقائية ويود لو يخبرها أنها تتكلم عن نفسها ..
ينظر لرأسها المنحنى ويقول بخفوت
(هى فعلا جميلة جدا ....)
نبرة صوته جعلتها ترفع رأسها بحدة ليخفض عينيه مرة أخرى ناحية الصور فتغلق هاتفها و تضعه جانبا ثم تسأله قائلة
(هل هناك رحلة بالفعل الأسبوع القادم ؟؟؟ أخبرتنى إحدى العاملات وأنا فى طريقى لمكتبى ....)
أجابها بجدية وكأنه ليس صاحب فكرة تلك الرحلة وأنه أعلنها خصيصا لأجلها ..يحتاج أن يرى بعض من راحتها بدلا من الحزن الذى يلازمها دائما ..
صمت للحظة ثم قال بعملية
(الجميع هنا يحتاج لفترة من الراحة بعد ضغط العمل بالفترة السابقة .....)
(فكرة جيدة ...أنا أحب هذه المدينة جدا جدا ..) قالتها وقد راقت لها فكرة الهدنة من ضغط العمل ..وقد راق له جدا موافقتها ..
وقفت تضع الملفات أمامه فسألها دون مواربة وقد انعقد حاجباه الكثيفين وانقضت عيناه السوداوان الحادتان كعينى الصقر المتربص بفريسته فبدا سؤاله إقرارا بمجيئها
(ستأتين ؟؟؟!!! )
ودون تفكير أجابته ( سأفكر ....ربما !!)
***********************************
بعد رفضها مصاحبته بسيارته السوداء الرياضية الأنيقة كان سيختار السفر معها بالحافلة التى ستقل العاملين بشركته لتلك المدينة الساحرة لولا خوفه أن تكثر الاقاويل حولها خاصة لامرأة بوضعهاوخاصة أنه بالمرات السابقة لم يسافر مع موظفيه كما فعلها الآن من أجلها ..لا يريد أن يثير شكوكا حولها وحول تواجدها معه فى كل ما يخص مقابلات عمله .
وهاهو يقود سيارته بالتوازى مع تلك الحافلة ..
يختلس النظر ناحية نافذتها فيجدها تستند برأسها على المقعد خلفها وكأنها نائمة !
بينما كانت هى تنظر للطريق عبر نظارتها ..شتان مابين النظر لأرض الطريق والنظر قبل أربع سنوات للسماء العالية عبر نافذة طائرتها ..

(تعود بذاكرتها لتلك الفترة القاسية ..والتى ظنت أنها ستكون أجمل لحظات حياتها ..)

أسبوع مر على زواجها منه ومازالت تشعر أنها لاتستطيع فهم زوجها !!
نفذت كل نصائح أختها لجذبه ..ونجحت فى ذلك ثلاث مرات غير متتالية ..
تبذل مجهودا كثيرا لإثارته كرجل ووقتا أكثر للحصول على استجابته !!
وما إن يستجيب لها حتى ينتهى منها بلمح البصر ..
مازالت هناك حلقة مفقودة فى علاقتهما ، لا تجد الجرأة لمواجهته بأسباب مايحدث بينهما ولا تمتلكها أيضا ل تسأل أختها عما يحدث له !!

(طلال ، والدتك تستعجلنا ومائدة الغداء جاهزة ..) قالتها وهى أمام المرآة تضع زينة وجهها ..
لايرد على ندائها له فيثيرها فضولها كأنثى من طول فترات تواجده بحمام غرفته !!
تتسحب على أطراف أصابعها حتى وقفت خلف الباب تستند بوجنتها عليه فتسمع تأوهات بعيدة خافتة !!
تحاول إبعاد الفكرة عن رأسها ..
تطرق الباب تناديه فتقطع عليه خلوته
(طلال ؟؟ ...)
لم يرد فأعادت النداء تزامنا مع طرقاتها ليأتيها رده بنبرة عصبية عالية
( نعم فرح ..ماذا تريدين ؟؟!!! )

(والدتك تريد ......؟؟!)
قاطعها صارخا بها
(سمعت ..انزلى وأنا سألحق بك ؟؟ )

يزاد الشك بداخلها فتسأله بفضول
(ماذا تفعل ؟؟ )
لحظات وكان يفتح الباب بعصبية وآثار التعرق على وجهه وهو يلتف بمنشفته ف تنظر له ولا تجد أثر لاستحمامه فقال يؤنبها
(وماذا يفعل الناس فى مكان كهذا ؟؟؟ قلت لك انزلى يا فرح !! )
تومئ برأسها بتوتر وتختفى من أمامه وهى تفكر ماذا تفعل معه وله كى تتخلص من ظنها !!
تجلس بالمقعد المجاور لمقعد والدته وبالمقعد المقابل لها تجلس ابنة خاله ذات الإحدى وعشرون ربيعا والتى تقيم معهما منذ مايقرب،من سبع سنوات بعد وفاة أبيها وأمها فى حادث مروع أثار ألم كل أفراد العائلة ..والذى قررت بعده عمتها أن تتكفل بتربيتها فى بيتها ..
تتحدث فرح معها ببساطة محببة جعلت ريانة رغما عنها تبادلها أطراف الحديث متناسية أنها زوجة حبيبها !!
تضع الخادمة أصناف كثيرة من الطعام أمامها فتأكل بذهن شارد تلاحظه والدة زوجها فتسألها قائلة
( ماذا بك يا فرح ؟؟ )
تنتبه لها فتبتسم بمجاملة وهى تقول بخجل
(لا شئ ..)
تمسح فمها بمنشفة صغيرة فتسألها باهتمام
(هل تفتقدين عائلتك ؟؟!!! .....)
كادت أن تضحك من سؤالها ..منذ متى وهى تشعر بدفء العائلة !!ولكنها تغلبت على سخريتها التى لم تظهرها وأكدت قائلة
( نعم ..افتقدهم كثيرا ....!! )
(مساء الخير ...) قالها طلال وهو يميل ل يقبل رأس،والدته ثم يتجه لمقعده الذى يرأس الطاولة ..
تنظر له ريانه بعشق بينما زوجته تتجنب النظر له !!!
لحظات صامتة يتجنب كل منهم الحديث وكلٌ يأكل فى رتابة قاتلة ..
يرن هاتفها فتنظر لاسم المتصل بها وتقفز من مقعدها وقد ارتسمت على ملامحها فرحة حقيقية صادقة !!!!
*************************
تقف خارج غرفة استقبال الضيوف لاتصدق أنه هنا للمرة الثالثة ..يطلبها ..يوفى بوعده لها ..يقاتل من أجل الحصول عليها .
لم يهمه رفضه مرتين ..ولم يخضع لكرامته كرجل بألا يأتى هذا البيت مرة أخرى ..قلبها يضرب صدرها بجنون وهى تسمع صوته الهادئ الواثق لهما المتوتر جدا والخائف بالنسبة لها ..يخاف فقدها ..يموت خوفا أن تكون لغيره
يتكلم بهدوء مع والدها و أخيها بينما هى تتصنت عليهما بالرغم من لكمات أمها لها بأن تنصرف من خلف الباب ولا تقف هكذا ..
تتشوق لمعرفة ما أخفاه عنها ..
يأتيها صوته قائلا
( أعرف أن هذه المرة الثالثة التى أجلس فيها أمامك وأعرف أنك تريد مستقبلا آمنا لابنتك ولا ألومك على هذا ...)
صمت للحظة وقلبه يخفق خوفا وهو يعرض الأمر عليهما
( لو كنت مكانك لما أعطيت ابنتى إلا لمن يستحقها ..ولكن أقسم لك أننى سأبذل ما بوسعى لإسعادها )
نظر لأخيها والذى سبق وأخبره بما ينتويه وحصل على مساندته فاومأ برأسه يحثه على استكمال كلامه
(لقد حصلت على فرصة عمل ببلد ( .....)وأمامى شهر واحد فقط سأسافر بعده ...
يستمع والدها له وكأنه يسمع هذا الخبر للمرة الأولى لا يعلم أن ابنه أخبره به وحصل على موافقة مبدئية منه كما حصل على موافقته لمقابلته ..
صمت والدها أرعبه ولكنه استكمل بعزم وملامح لاتلين
( إن اكرمنى الله وحصلت على موافقتك سنعقد قراننا قبل سفرى وما إن استقر هناك سأرسل لها... )
غصة استحكمت بقلب والدها ما إن خطرت على باله فكرة فراقها فسأله بحزم
(وماذا عن وجود شقة لكما هنا ؟؟؟ هل ستسافر هكذا ؟؟ دون زفاف ودون شقة تخصها ؟...)
تضع يدها على فمها وهى تستمع لتوسلاته والخبر الذى أوقف قلبها
لا تطمئن لموافقة والدها بسفرها وبعدها عنه !!
ترد والدة يامن وهى تدعو الله بسرها بأن يتمم فرحة ابنها
(اضمن لك يامن برقبتى ..فقط اعطه الفرصة لبناء مستقبله ..والذى لن ينجح به إلا بوجود ابنتك معه ..فلنبارك لهما وندعو الله أن يرزقهما بكل الخير وأعدك أنه لن يبخل بتنفيذ كل رغباتها ..)
ينظر والد عاليا لابنه وهو متردد لإعلان موافقته فيربت ابنه على كفه فيسأله ممازحا
(نقرأ الفاتحة يا والدى ؟؟؟ ...)
نظرات ترقب من يامن الذى يشعر أن قلبه يدفعه بأن يركع أمامه متوسلا الرضا ..نظرات رجاء وتمتمات غير مسموعة بالدعاء من والدته ..
ونظرة خائفة يرافقها خفقات قلب سريعة متتالية من تلك الواقفة بالخارج تنتنظر كلمة الموافقة ..
يرد الأب وكأنه مجبورا على الموافقة لأجل سعادة ابنته
(نسأل العروس أولا ...)
يتنهد يامن براحة ..كيف لا وهو متأكد من موافقتها ..
يخرج أخيها فيجدها بالخارج وجنتيها يكدن ينفجرن من احمرارهما ..ودون أن يسألها قالت بفرحة ولهفةوهى تدفعه للدخول مرة أخرى (موافقة ..موافقة ...)
تُرفع الأيدى وتُقرأ الآيات وتخفق القلوب ..لحظات لا تُنسى..ويوم يظل عالقا فى ثنايا القلب ..تحفظه العين ..ويشتاق له القلب ..ما أجمل بدايتهما ..

وما أشبه الليلة بالبارحة ..
ترفع نفس الأيدى ويتردد الدعاء
(بارك الله لكما ..وبارك عليكما ..وجمع بينكما فى خير )
ترددها بقلبها قبل لسانها ويرددها المدعوون و ترددها فرح التى ما إن فتحت هاتفها حتى ظهر لها بث مباشر من حفل عقد قران صديقتها ..
تدمع عيناها فرحا لصديقتها والتى ترى فرحتها ظاهرة بعينيها ..
تدعو لها بالسعادة مع من اختاره قلبها ..وتدعو الله أن يوفقها هى أيضا فى حياتها مع من اختارته بمحض إرادتها !!
********************************
يأتى الليل وقد عزمت ألا تسمح له بإفساد ليلتها ..لا تريد إرضاء رغباتها كأنثى بقدر رغبتها فى معرفة الخلل فى علاقتهما ..
تنتظره بغرفتها وقد ارتدت أكثر ما يمكن أن يثيره كرجل ..
فستان من الشيفون الأسود تنتشر عليه قلوبا حمراء لاتخفى شيئا عن عينيه ..
تضع احمر شفاه صارخ يماثل لون تلك القلوب الحمراء فتبدو للناظر لها فاتنة ..
تترك شعرها على كتفيها وغرة قصيرة تزين جبهتها ..
إضاءات خافتة ..وموسيقى شاعرية ساحرة ..
وخطواته تقترب فتنتبه له بكل حواسها !!
ينظر لها فيغمض عينيه فتظنه هى تأثرا ..
تلقى خجلها جانبا وتمشى على سريرها على ركبتيها حتى وصلت لطرفه فتقف على ركبتيها لتصبح فى مواجهته ..
تلف كلتا ذراعيها حول عنقه وهى تقول بنعومة مهلكة
(اشتقت إليك ...)
يفتح عينيه يتأملها ..يقبلها ..يميل بها ..وكعادته لم يستجيب لها ..تسأله بعنف
(ماذا بك ؟؟؟ ما سبب الذى يحدث بيننا ؟؟)
يعطيها ظهره وهو يلقى عليها أبشع التهم ويقول بثقة
(لم أكن أعرف أنك امرأة باردة ...)
**********************
تتململ فى نومتها على مقعد الحافلة وكأن كل ما تذكرته كان كابوسا مؤلما ..
يزداد الصخب من حولها والكل يغادر مقاعده ..تنظر عبر النافذة فتجده أمامها متكئا يستند على سيارته ..يرتدى غطاء للرأس وملابس رياضية بسيطة تليق به ..
تستعد مع زملائها لمغادرة الحافلة ولا تريد فى تلك اللحظة سوى غرفتها ..قهوتها ..موسيقى هادئة ..وسريرها !!
مرت ساعات طويلة جدا وهى تستسلم للنوم مستجيبة لنداءات جسدها المرهق لساعات راحة هادئة ..تفتح عينيها فتجد الضوء يتسلل عبر نافذة غرفتها التى تطل على البحر مباشرة !
تنزل قدميها بتثاقل لتلمس الأرض الباردة ..تمشى حافية حتى تقف أمام تلك النافذة تفتحها مستمتعة بنسمات الهواء المُحملة برائحة البحر المنعشة ..
الشاطئ خالى تماما ..والناس بالتأكيد مازالت نائمة !!
إن كان للتمرد والإنطلاق والجنون معنى فهى تمثله بجدارة ..لاتحسب للناس حساب ..لاتستمع إلا لنداء روحها ولاتستجيب إلا لما يأمرها به عقلها أو الأصح (جنونها )
وجنونها أمرها بأن تتسلل وهم نيام لتسرق بعض الخلوة مع نفسها وهو (بحرها وحدها !!)
وقفت تنظر لأشعة الشمس التى تتسلل بخجل وتغريها زرقة المياة فقررت أن تستمتع !
لم تلق بالا لشئ سوى الاستمتاع باللحظة وليكن مايكن ..
ارتدت ملابس السباحة خاصتها ولولا أنها مقيدة بالالتزام بحجاب رأسها ما كانت ارتدت تلك الملابس التى تغطي كامل جسدها ..ثم ارتدت فوقها فستان صيفى يماثل زرقة المياه التى أغرتها !!
دخلت شرفتها المطلة مباشرة على البحر والتفتت يمينا ويسارا لتتأكد من أن السكون فقط هو رفيقها ..

حدثت نفسها بجنون طفلة تخرج فى غفلة من أمها فقط لتلهو :
(ما المانع من بعض الجنون طالما هم نيام !! )

وهكذا اعتقدت !!
خلعت فستانها ورمته أرضا كما خلعت غطاء رأسها .. تقدمت لتحتضن بقدميها الرمال الرطبة ثم انتعشت وهى تلامس مياه البحر الباردة ..

تفرد ذراعيها كجناحى فراشة وتستنشق رائحة البحر وتعود برأسها للوراء مغمضة العينين..تاركةللهواء الحرية لمداعبة خصلات شعرها ..

تمشى وتمشى ثم تسبح بانطلاق تعشقه ..

لا تعلم كم مر من الوقت وهى تسبح ..لاتدرك من منهم مازال نائما ومن استيقظ !!

و بلحظة جنون كالتى بدأتها توقفت ..تستنجد ..تستغيث ..ثم تختفى !!

لم تكن تعلم أن جنونها أصابه ضعفه من الجنون وهو يراقبها !!
ماذا لو لم يكن يراقبها !!
و ماهى إلا لحظات وكان يسحبها للخارج وقلبه يكاد يهوى !!
وما إن وصل للشاطئ حتى فقدت وعيها تماما فطرحها أرضا وجثى على ركبتيه بجوارها ..

يربت على وجنتيها يتوسلها أن تفيق دون فائدة !

جسدها الذى كان مجسما أمامه تلتصق به ملابسها بارد لدرجة مرعبة ..
يضغط أعلى بطنها والجسد ساكن بلاحراك !
يناديها بنبرة مرتعبة خائفة
(فرح ...لا تفعليها أرجوكى ..)
لاحركة ولا رد يأتيه منها

لم يتردد لحظة واحدة فى أن يقبلها لإنعاش رئتيها ..

أول قبلة كانت محاولة لإنقاذها !!

لحظات وبدأت تتحرك بوهن والماء يتدفق من فمها ..

صرخ بجنون وهو يراها تفتح عينيها ببطء :

(اللعنة على غبائك وجنونك يا فرح ....)

التفت يبحث عن ما نزعته عن جسدها فيمد يده يسحب فستانها

يستند على ركبتيه ويرفع جذعها ليلبسه لها
ينظر لعينيها التى بدأت تعى وجوده ..ثم يحاول تهدئة صرخات قلبه وهو يرى حركتها البطئية ..
يشرد لحظات فيما فعلته به !!
أنقذها ليغرق هو !!!
ليته ماقبّلها !!!
انتهى الفصل ..قراءة ممتعة


Nareman fawzy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-20, 11:50 PM   #20

Nareman fawzy

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 390018
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 826
?  نُقآطِيْ » Nareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond repute
افتراضي

يسعد مساكم صبايا ❤❤
كيفكم ❤
تدرو ليش لسانى معوووج ؟؟؟
والله كنت برحلة خارج البلاد ولسة راجعة 😂😂
أنا تعبت كتييير فى الرواية دى ومحتاجة راحة وويك اند بلا تفكير بالابطال اللى تعبونى ..

ريت الفصل يعجبكم ...واللى حصل يعجبكم ..والقفلة تعجبكم ✋✋✋✋

الفصل الثامن
#يا_عصي_القلب

التفت يبحث عن ما نزعته عن جسدها فيمد يده يسحب فستانها

يستند على ركبتيه ويرفع جذعها ليلبسه لها
ينظر لعينيها التى بدأت تستوعب وجوده ..ثم يحاول تهدئة صرخات قلبه وهو يرى حركتها البطئية ..
يشرد لحظات فيما فعلته به !!
أنقذها ليغرق هو !!!
ليته ماقبّلها !!!
مستلقية على ظهرها تفتح عينيها ببطء ثم تعاود إغلاقهما مطبقة جفنيها بشدة
يناديها بخفوت
(فرح ...هل أنت بخير ؟؟؟ .....)
تفتح عينيها مرة أخرى فتجد وجهه يعلو وجهها وهو جاثيا على ركبتيه
خصلات شعره السوداء الناعمة تقطر مياه البحر الذى كاد أن يبتلعها فوق وجهها ..
تتسع عيناها بخوف فتدفعه بصدره وتنهض جالسة ..
يرفع حاجبه مندهشا من عنفها فينظر حوله ليجد غطاء رأسها فيستفزها وهو يمد يده ليرفعه أمام وجهها قائلا
( هل تعتادين خلع حجابك بالرحلات !!! ....)
بحركة تلقائية وضعت يدها فوق رأسها لتجده مكشوفا أمامه
فتخطف منه غطاء،الرأس وتدفعه مرة أخرى وهى تفر منه هاربة ..
يجلس على الرمال فاردا قدميه مستندا على كفيه خلف ظهره وهو ينظر لها تجرى بقدميها الحافيتين وقد نست حذائها ..
إلى متى تنسى أشيائها ليلحقها هو بها !!
اليوم يمر ولايراها مرة أخرى ، يتصل بها ولا رد منها ،
لا يريد التطفل ..حقا لا يريد ...لا ...بل يريد !!
كانت تلك الليلة التى سيقضونها على جبل بتلك المدينة الجميلة الهادئة ..لن يسمح لها بأن تنفرد بنفسها وتقضى الأيام القليلة لهما بمفردها ..
ضرب قراراته التى اتخذها بألا يقترب عرض الحائط وهاهو يقف أمام غرفتها يطرق بابها ..
يأتيه صوتها من خلف الباب وهى تقول بتكاسل
(من ؟؟؟.....)
رد بنبرة آمرة
(افتحى يا فرح ....)
تكز على أسنانها بغيظ وهى تنظر للسقف قائلة
(ياااااا الله ....)
يطرق الباب مرة أخرى فترد بانفعال
(لحظة واحدة .....)
ومرت اللحظة وفتحت الباب لتهمس من بين أسنانها وهى تنظر يمينا ويسارا برأسها وقد أخفت جسدها خلف الباب قائلة
(كيف تأتى وتقف هكذا أمام غرفتى ؟؟! أرجووووك لا أريد أن أكون علكة تلوكها الألسن هنا ...)
يرفع خفها المزركش بألوان متعدده أمام وجهها قائلا
(نسيتى هذا صباحا بعد أن أنقذتك من الغرق ....)
ثم رفع يده الأخرى بحلقة وردية مطاطية قائلا
(وهذا رباط شعرك على ما اعتقد ...)
ينعشه استفزازها لتظهر ردود فعلها العنيفة المتمردة ..وهذا أفضل له من صمتها ..وأفضل لقلبه من حزنها ..
فتحت الباب ومدت يدها تأخذ أشيائها ونست تماما أنها تقف أمامه بمنامتها !!
وما إن أخذت مايخصها حتى أغلقت الباب بوجهه فاقترب من الباب هامسا
(ارتدى ملابسك واستعدى لسهرة طويلة ..بالمناسبة أعجبنى الدب الذى على منامتك ...)
ودون تفكير قالت من بين أسنانها
( لا دُب بارد غيرك ..ولا أريد من أحد أن ينتظرنى ..لن أذهب ..)
قال بنبرة جادة هادئة
(لا تتأخرى ..وإلا سأرسل زملائك الذين ينتظرون منذ فترة وأنت السبب ...)
ودون انتظار ردها رحل ..رحل وهو يحدث نفسه ويلومها
ما هذا الذى يفعله !! ألم ينتهى من تلك التصرفات منذ زمن !!
يقف بباب غرفتها لاينقصه سوى أن يتوسل خروجها !!
ألم يبرم عهدا مع نفسه ألا يشغلها !! لماذا لم يف بعهده ..
لماذا يفعل معها مالم يفعله مع أحد من قبل !!
أعجبته الكثيرات ولكنه دوما كان هو محط الاهتمام ..لم يركض خلف فتاة من قبل بل هن اللاتى فعلن ..
لم يشعر بالمسؤلية تجاه إحداهن كما يشعر تجاه تلك القصيرة العنيدة !!
ينتظر قرابة النصف ساعة بملل ولكنه واثق أنها ستأتى ..
يتبادل الحديث مع العاملين بالشركة ببساطة لم يكن عليها من قبل ولكنه مطالب بها بعد أن أزال كل الحواجز بينه وبينها ..
وما إن ظهرت بمحيطه حتى تعلقت عيناه بها ولكن سرعان ما أبعدهما عنها ..
اقتربت من مجموعة من زملائها لتسألهم ببساطة
(إلى أين سنذهب ؟؟؟....)
قالت إحداهما وهى تمسك بيدها وتطلق صفير إعجاب وهى تديرها حول نفسها قائلة
(ما هذا الجمال يا فرح !! تبدين رائعة ...)
تخذله عيناه وترفض الاستماع لنصائح عقله فينظر لها بطرف عينيه وقد بدت مستعيدة لقوتها !!!
وضعت زينة وجهها لتضفى عليه جمالا فوق جمالها ....
فستان صيفى بلون السماء الصافية ووشاحا باللونين الأبيض والأسود أو مايطلق عليه (الشماغ الفلسطينى ) تلفه فوق رأسها بشكل أقرب لسكان البادية......
يدعى الإنشغال بحديثا لايسمع منه كلمة واحدة ،،وما إن بدؤوا بالصعود للحافلة حتى تبعهم ،،
لا ..لن يجلس بجوارها ..يكفيه أنه سيركب معهم الحافلة تاركا سيارته ..
تتجاذب أطراف الحديث مع كل من حولها إلا هو وكأنها تخشى أى تواصل معه ..لماذا تقترب وفجأة تبتعد !!!
كل ما يشعر به هو تخبط فى مشاعره ..ولكن الحقيقة الوحيدة المؤكدة بالنسبة له أنها فى حمايته ..
بأى صفة !!! وبأى منطق !! لايعرف ولكنها ستظل بحمايته ...
تصل الحافلة التى أقلتهم من الفندق الذى يقيمون به للجبل الذى سيقضون سهرتهم به ..
لم يكن الفوج الوحيد الذى وصل لهذا المكان ..شباب وبنات كبار وصغار ..أزواج وزوجات ..السهرة طويلة ..والليل حالك السواد ..والنجوم فى السماء براقة ولامعة ..والعيون فاضحة !!
تمتد سهرتهم لساعات مابين غناء لبعض مجموعات الشباب ومابين رقصات متبادلة بينهم ..
يجلسون فى حلقة دائرية وقد أشعل بعض سكان المدينة المتواجدين الحطب والتفوا حوله ليبدؤوا بغناء بعض الأناشيد التى لها لهجة مميزة خاصة بهم ..
النيران تضفى وهج يشبهها !! يجلس فى تلك الحلقة الدائرية مقابلا لها ..تضحك ..تصفق ..وأحيانا تتمايل مع نغمات غنائهم الممتعة ..
وعندما انتهى هولاء الرجال من غنائهم دعوا أحد الشباب المتواجد للغناء بمفرده ..
ينصتون له فيبدأ الغناء بموال بنبرة صوت ساحرة ثم يصاحبه صوت الدف الذى يضرب عليه شاب آخر يجلس بجواره

(فى عشق البنات انا فقت نابليون
طرمبيلى وقف عجلاتة بندريوم
قدمت شكوتى لحاكم الخرطوم
اجل جلستى لما القيامة تقوم
خضارك زى جنينة وطرحت تينات
عودك فى مشيتة عاملّو منحنيات
عضامك لينة لايقين على التنيات
تانية واتنين تلاتة واربع خمس تنيات
***
يا ست البنات ماحلى الجمال الفيكي
مهما اعمل واسوّي ف الوصف ما يكفيكي
الروح والجسد تاخدي وما يكفيكي
بسْ خلي العيون علشان تعاين فيكي
***

نعناع الجنينة المسقي في حيضانه
شجر الموز طرح ضلل على عيدانه
***

***
يا خولي الجنينة الفاكهة فيها أشكال
عنقود العنب على شجره طل ومال
والتين الخضّير من سحره بقى رمان
قوم الحق يا خولي ده أنا اللي قلبي مال
***
نعناع الجنينة عطرك فريد يتغنى
وصفوك للحبايب من روايح الجنة
والماشي معاك يحلم يا ناس يتمنى
وان ضاع عمري ضاع مايهمنيش أتهنى
***
***
تلتك من دهب تلتك من الفيروز
تلتك من عقيق من مكة جاني مفروز
لوين نويتي الرحيل يا نور عيوني الجوز
باصرخ من قليبي والله الفراق ما يجوز

***
يا ست البنات على ايه ما انتي نويتي
عايني وأنظري كيف الشباب سويتي
جننتي قلوب والعيون بكيتي
حرام أكبر حرام جرحتي وللا داويتي.....

ضربات الدف التى تتناغم مع صوت الشاب ارتج لها قلبه ..
لون النار الذى ينعكس على وجهها ولمعة عينيها جعلته تلك المرة يقسم ألا يفارقهما ..
ولكن اتسعت عيناه بصدمة وهو يرى مجموعة من البنات يجذبنها لترقص معهم على أنغام الأغنية التى تفاعل الحاضرين معها ..
يجلس على الأرض وهو يضم ركبتيه بكلتا يديه فيخفض رأسه وهو يغمض عينيه قائلا بصوت غير مسموع رافضا فكرة أنها ستفعلها
(لا ...لايمكن يا فرح ...)
وقبل أن يكمل تلك ال (لا ) كانت تتراقص فى صف من البنات والشباب يمسكون أيدى بعضهم البعض وهى وسطهم ترفع قدمها اليمنى ثم تتبعها باليسرى وهى تميل بجسدها يمينا ويسارا !!
بأى حق الآن يوقفها عند حدها !! لايملك سوى أن يجلس بصفوف المشاهدين الذين لفتت انتباههم دونا عن غيرها ..
تنتهى الأغنية وينتهى معها سيل من السباب التى نطقها دون أن يسمعها أحد ...
تعاود الجلوس وهى تأخذ أنفاسها وتضحك مع زميلاتها!!
ألم تعرف من قبل معنى التربية !! حتما سيعرفها لها ...
لن يتركها الليلة حتى تفى بوعدها وترضى فضوله وتحكى له قصتها !!!
بعد سهرة طويلة لن ينساها صعد كل من كان بالحافلة إلى غرفته إلا هى ..
وبعد فترة قصيرة قضاها بشرفة غرفته وهو يعلم أنها اتجهت لشاطئ البحر مرة أخرى اتخذ قراره بأن يتبعها ..
يرتدى بنطالا قطنيا تعلوه سترةمماثلة ذات غطاءللرأس وضعه فوق رأسه
وكما توقع ..تجلس أمام البحر تعطيه ظهرها ..لم تلتفت له عندما جلس بجوارها ..
تضم ركبتيها وتتشابك أصابع يديها فوقهما ..
ينظر للأرض فيجد علبة التبغ بجوارها ..وتلمح عيناه مرة أخرى خلخالها وقدمها الحافية تلامس الرمال الباردة ..
صوت أمواج البحر المتلاطمة المتتالية ...نسمات الهواء الباردة ..صورتها بتلك السهرة عندما كانت راقصة !! وخصلات شعرها التى انكشفت أمامه صباحا ..وهج النار فى عينيها ..كلها أشيائا التدقيق فيها ليس أبدا فى صالحه ..ولاصالحها ..
نحى كل ذلك جانبا وقال بصوت جامد
(تجاوزاتك لا حدود لها يا فرح !!! .....)
ودون أن تعيره أى اهتمام سحبت سيجارة من العلبة أمامها واشعلتها كما أشعلت نيرانا بصدره ..
تعانده !! ما أشبهها بما كانت تفعله به أخته ..
ولكن أليست الطريقة التى كان يتبعها معها سبب تمردها الأكبر وضياعها !!!
ابتسم بسخرية ثم طرق الحديد وهو ساخن قائلا
( هل طلقك زوجك بسبب سوء تصرفاتك هذه ؟؟؟ ...)
ثم ابتسم بسخرية وهو يجلدها بسياط كلماته المؤنبة قائلا
(لو كنت مكانه ورأيت .......)
صوت ضحكاتها أسكته ..وصمته جعلها تسخر قائلة
(لا اعتقد أنك تتمنى أن تكون مكانه .....)
غامضة وغموضها يدفعه للمعرفة
سألها بصراحة
(لماذا طلقك مرتين !!! )
مازالت على جلستها ..ومازالت تنظر للبحر أمامها ..ومازال هو ينتظر بوحها له
قالت وهى تقذف بالسيجارة التى لم تكملها بعيدا
( لأننى كنت حريصة على نجاح حياتنا معا ...)
حسنا ..إجابة غير واضحة ولكن يكفيه أنها تكلمت ..
سألها بخفوت
(ما الحلم الذى لم يتحقق بحياتك يا فرح ؟؟.....)
وهنا التفتت ناحيته !! كيف أخذها إلى ناحية مختلفة تماما عما تفكر به !
التقت أعينهما وقد ارتسمت ملامح انكسار على صفحة وجهها وهى تستند بكفها على الأرض لتقف أمامه ..
ترتفع على أطراف أصابع قدميها وترفع كلتا ذراعيها للأعلى وتدور حول نفسها قائلة
(أن أكون راقصة باليه .....)
وكأنها عروس البحر التى خرجت من المياه لتقف أمامه ..لم تفاجئه ..ألهذا كانت تحلق فى سماء عالية يوم التقاها للمرة الثانية !!
توقفت وهى تضم جسدها بذراعيها وكأنها أحست بالبرد بصورة مفاجئة فقال بإعجاب
(راقصة باليه !!! )
عادت لتجلس بجواره مرة أخرى وقالت بمرارة
( كنت سأحضر عرض عالمى عندما كنت بالعاشرة ..ولكن أمى رفضت أن أحضره ..ورفضت أن استكمل رحلتى فى الشئ الوحيد الذى أحببته !!...)
تذكرت عندما كانت ترتدى ملابس الباليه الخاصة بها ..تنظر لنفسها بالمرآة بانبهار ولاتطيق صبرا لحضور تلك الحفلة التى ستكون بطلتها ..وتذكرت عندما قضت أمها على حلمها عندما أخبرتها أنها لن تحضر ذاك الحفل ..كما قضى أبيها على أمنيتها بأن يكون داعما لها وقتها ..وكيف يدعمها وقد تخلى عنها وترك لها أم تعانى الفراق من بعده !!
بكت ..صرخت ..ضربت الارض بقدميها ..توسلت ..والإجابة وقتها (لست فى مزاج يسمح لى بالاهتمام بتلك التفاهات يا فرح ..اتركينى بحالى ..اتركونى كلكم ..)
لحظات مرت مع الذكرى قطعها فادى بسؤاله المباغت
(ألم تحبى زوجك !!!! )
ردت بانفعال
( ألا ترى أنك تعطى لنفسك حجم فى حياتى أكبر من حجمك ؟؟!! )
( أرى أنك وعدتنى سابقا أنك عندما تحتاجين الكلام أنا أول من ستلجئين له ...)
تنظر له وتستغرب إصراره ..ترى أنه لم يهتم بها أحد سواه !!
أين هى من حياة أمها...أختها ..أخيها!!
لماذا نلجأ للغرباء كى يستمعوا لنا بينما أقرب الناس لايشعرون بمعاناتنا !!!
عاود سؤاله بعزم لا يلين وتلك المرة لم يكن يريدها تبوح بقدر،ماكان يريد معرفة إن كانت فعلا تحبه
(أحببته ؟؟؟! ...)
لحظات صمت مرت بينهما ..وقفت بعدها فقام ليقف أمامها
رفعت رأسهها تواجهه فرأى بريق الدموع بعينيها وهى تهمس قائلة
(سأسافر له من أجل ابنتى ......)
*********************************************

(هكذا الحياة ..مابين حلم يتحقق ..وحقيقة نتمنى أن تعود حلم مرة أخرى ..وهى على ناصية الأحلام تمنت ..تمسكت ..وساندت ..
وعندما وقفت بقوة على أرض الواقع وجدت أن قدميها تغوص فى بحر وعود لا تنتهى ..فأصبحت بالمنتصف ..فلا هى ظلت مستمتعة بحلمها ولا هى قادرة على الصمود بواقعها !! )
قبل تلك الاربع سنوات التى مرت من عمرهما معا كانت تجلس ببيته بعد أن فقد الامل فى أن يختلى بها ببيتها بعد عقد قرانهما ..
يكاد يجزم أنه تزوجها كتوأم ملتصق هى وأخيها الذى بالكاد يفارق جلستهما ..وما إن يفارقهما حتى يحل مكانه والدها الذى يثرثر معه فى أى شئ وكل شئ يجعل الوقت يطول بهما حتى يمل ويستأذن منهما ..
ولم يتردد بانتهاز تلك الفرصة الأخيرة بأن يكونا بمفردهما قبل سفره ..
تجلس بصحبة والدته بعد أن أخذ السماح من والدها بأن يقضيا ذاك اليوم معا لشراء بعض احتياجاته الخاصة بالسفر ..
أمه التى تحبها بصدق وتسعد بصحبتها ..ولكن ألا يستحق الحصول على بعض من تلك السعادة !!
بعد أن بدل ملابسه خرج من غرفته ليجدهما يتبادلا الحديث والضحك ..تدمع عينا أمه من حكاياتها وشقاوتها ومواقفها مع ابنها أيام الجامعة ..
اقترب ليجلس بجوارها يلتصق بها فتتزحزح قليلا حرجا من والدته التى قامت وهى تسأله قائلة
(هل انتهيت من تجهيز حقائبك ؟؟ ....)
قال وهو يمد ذراعه حول كتفها ويشاكسها قائلا
(لم يتبق سوى حقيبة واحدة ...)
ثم التفت برأسه يغمزها قائلا
(زوجتى حبيبتى ستجهزها معى .....)
ضحكت أمه ورفعت كلتا يديها تدعو لهما
(اللهم وفقه واسعده ليسعدها ....)
تتأثر عاليا من دعائها فتنظر له وتبتسم وهى تقول بلهفة
(ياااااارب ..)
(سأعد لكما الغذاء قبل أن يأتى ياسر ويزعجنى بطلباته ...)
قالتها سمية وهى تتركهما وتتجه إلى المطبخ لإعداد قائمة الطعام التى جهزتها احتفالا بزوجة ابنها
يمسك يدها بلهفة وهو يقول لها بنبرة آمرة
(تعالى ....)
يجرها خلفه وهى تهمس من بين أسنانها
(يامن ...توقف ...والدتك ...)
لا يتوقف ويأخذها لغرفته فيدخلها ويغلق الباب خلفه ثم يدير المفتاح ليحكم غلقه ..
قالت وهى تقترب منه وعينيها ناحية ذاك المفتاح
(افتح يا يامن ....)
يسد الباب بطوله فيحجبه عنها فتزيحه بصعوبة قائلة برجاء
(يامن أرجووووك ..لايصح ...)
ودون المزيد من التوسل كان يحتجزها بجسده خلف هذا الباب فتدفعه بصدره هامسة
(سأصرخ وأفضح قلة حيائك هذه ....)
يستند بكفيه على الباب فيحتجزها بين ذراعيه فأصبحت لا حول لها ولاقوة فتنكمش على نفسها وهى تطبق جفنيها بقوة فيميل بوجهه يلامس وجهها هامسا
(قلة حيائي ؟؟؟؟ والله سبة فى حقى أننى لم أقبلك حتى الآن كما يجب ....)
تفتح عينيها فترى عينيه التى تلتهم تفاصيلها فتهمس بلوعة
(لا أصدق أنك ستسافر وتتركنى هنا !!...سأشتاق لك )
صدرها الذى يعلو وويهبط بانفعال قربه منها وهمسها له بشوقها جعله يقترب بوجهه أكثر يلامس وجنتها بشفتيه وهو يقول بخفوت أجش
(وأنا اشتاق من الآن ....)
تهمس بضعف
(يامن ....)
يخفض وجهه ليلمس بشفتيه تلك المرة جانب عنقها ويجيبها قائلا بنبرة غير مطمئنة
(نعم .....)
(يامن ...ابتعد ارجووووك.... )
فىهمستها بخفوت وهى تضع كفيها فوق صدره كحاجز بينهما فتشعر بضربات قلبه المتسارعة تحت كفها
تزداد قبلاته الرقيقة لها فتلتفت برأسها جانبا لتبعد وجهها عن شفتيه التى لاترحمها ..
أمسك وجهها بين راحتيه يمنعها الهروب وهمس أمام شفتيها
( قلت أنك ستشتاقين إليّ ؟؟؟ ...)
تغمض عينيها فلا يعطيها مجالا لإجابة سؤاله ..استسلامها يثير شهيته فيشبع شوقه لها ..ويروى عطش شفتيه التى أسرت شفتيها فاستسلمت دون مقاومة ..
لحظات يسرقاها فى غفلة من الزمن ..ذراعيها اللتان كانتا تضعهما حاجزا وتمنعان جسده من الاقتراب ارتفعتا لتلتفان حول رقبته تعانقه ..
ترتفع على أصابع قدميها نظرا لفارق الطول بينهما وويحتضن هو خصرها ..شيئا فشيئا يداه تجرأت أسفل بلوزتها ليخرجها من سكرة المشاعر الفياضة التى سيطرت عليهما معا
تمسك يده تبعدها فتمتد يده الأخرى فتتوسله بأنفاس متسارعة
(يامن ...ابتعد يا مجنون ....)
لايستمع لتوسلاتها فتبعد يده من هنا وهنا وقد تجاوز كل حدوده فتنفعل غاضبة وهى تبعده عنها بكل ماتملك من قوة
(يامن ..قلت لك توقف وابتعد ....)
يضمها لصدره و يستند على الباب بجبهته وهو يلهث قائلا
(من أين يأتى الصبر حتى تكونين معى ..أخبرينى ...)
وجهها تخفيه بصدره ويلتقط كل منهما انفاسه التى تسارعت أكثر عند سماعهما صوت أخيه ياسر وهو يطرق الباب ويشاكس أخيه قائلا
( يامن ...أنا جائع ..)
يسب أخيه بصوت منخفض فتخفى وجهها بكلتا يديها ويرد عليه بغيظ
( وماذا يفعل لك يامن يا ثور ....)
تضحك وهى تكتم فمها فيميل هامسا بجانب أذنها
(لم ننته بعد ...)
تضربه بقبضتها فى صدره فيبتسم لها بينما يطرق أخيه الباب مرة أخرى فيصرخ به قائلا
(أنا قادم ياقليل الذوق والاحترام ...)
كان ذلك ماقبل أربع سنوات ..والآن فقليل الذوق والاحترام يقف خلف باب غرفتها التى اعتادت غلقه طوال فترة تواجده يطرقه قائلا
(عاليا ..لدى مقابلة ..أخبرى يامن لأن هاتفه مغلقا ..سلام )
تزفر براحة عندما سمعت صوت إغلاق الباب ..وكأن الإقامة الجبرية التى فُرضت عليها حبل يطوق رقبتها ..
كيف لا وأخيه منذ قرابة الشهر يقيم معهما ببيتهما بعد أن دعاه يامن للإقامة بتلك البلد التى يعمل بها للتقدم لأكثر من وظيفة وفرها له ..
لن تسامحه بعد أن فاجئها بقراره دون الرجوع إليها ..
لم تكن االمرة الأولى التى تكتشف بها ما يفعله من خلف ظهرها ...
فطوال الأربع سنوات فترة زواجهما كانت محصلة وفائه بوعوده لها صفر !!
كيف لا وهو يسخر معظم راتبه لوالدته ولتجهيز أخته وإرسال مصروفاتها الشخصية هى وأخيه الذى حتى الآن لم يجد فرصة عمل واحدة بعدتخرجه من الجامعة !!
أكثر من وظيفة تقدم لها وبعد أن يتم قبوله يتركها نظرا لقلة راتبه ..
يتطلع لعقد عمل كأخيه الذى يظن أن الاموال التى يحصل عليها تجعله سعيدا هانئا
لايعرف أن للغربة ثمن ..تدفعه هى من أعصابها ووحدتها وبعدها عن أهلها ..
اختارته بكامل رغبتها ولكن التجربة قاسية خاصة أنهما حتى الآن لايملكا ثمن شقة تخصهما ..
تثور وتهجر وتخاصم ولكن بالنهاية تستسلم لقلبها ..
يهادنها ..يعاتبها ...يوضح لها أنه رب العائلة ولكن رصيد الصبر لديها قارب على أن ينفذ ..
وما زاد غضبها منه وجود أخيه الذى فجأة وجدته بينهما ..يسلب حريتها ..يقيدها ..
لم تكن الزيارة الأولى له ..بل تكررت خلال الأربع سنوات عدة زيارات متكررة لأهله ..
وكأنها برحلة للتنزه يدعوهم لها ..
تدثر ابنها ذو العامان جيدا خوفا عليه من مبرد الهواء بغرفتها
وتخلع الملابس المحتشمة التى ترتديها طوال فترة وجود أخيه لتشعر براحتها فى بيتها ولو لساعة واحدة ...
لاتنكر أنها تعشقه ..تشتاق وجودهما معا دون شريك لهما ..
بعد فترة ليست بالقصيرة كان يدير مفتاحه بالباب ليفتحه فيجدها فى استقباله ..
ستغير معاملتها الباردة معه حتى يتفهم وجهة نظرها ...أحيانا يتهمها بالأنانية وهذا أكثر مايؤلما ..
أليس ماتطلبه من حقها !!
أليس لغربتها معه حقوقا يجب أن يلتزم بها !!ولوعوده لأبيها موعدا ليفى بها ..
إلى متى ستنتظر !!!
(مساء الخير ...) قالها بنبرة مرهقة وتعرف أنه غاضب منها بعد شجارها الأخير معه ..
اقتربت منه تستقبله وتطبع قبلة ناعمة على وجنته فنظر لها باستغراب وهو يرى الفستان العارى القصير التى ترتديه على غير عادتها فقال بثقة
(ياسر خرج بالتأكيد !!!! )
استدارت لتقف خلفه تخلع عنه سترته ثم تعانقه من الخلف وتستند بوجهها على ظهره وهى تهمس قائلة
(لا ....بغرفته ....)
التفت بسرعة وقد اتسعت عيناه بدهشة ولم تدرك كيف سحبها بتلك السرعة وهو يقبض بعنف على ساعدها ليدخلا غرفتهما فيغلق الباب ويصرخ من بين أسنانه قائلا
(هل جننت ؟؟؟؛ ....)
وضعت سبابتها فوق شفتيها هامسة بخفوت
(ششششششش ..سيف نائم )
(كيف تخرجين من غرفتك هكذا ؟؟...) قالها فاقتربت منه تضع كفها فوق فمه وتشاكسه قائلة
(ليس هنا ...أنا فقط اشتقت لغيرتك ...)
أغمض عينيه وهو يتنهد براحه ثم ابتعد عنها ليخلع ملابسه فلم تسمح له ومدت يدها تفتح أزرار قميصه فأمسك كلتا يديها بيديه يبعدهما عنه قائلا
(أنا لست رهن إشارتك يا عاليا ..تهجريننى وقتما تشائين ..وتقررين الاقتراب وقتما تريدين ....)
ابتلعت إهانته لها ...تعرف أنها أغضبته بكلامها عندما وصفته بأنه كاذب ولم يف بما وعدها به ...
ولذلك اقتربت ترتمى بأحضانه فلم يرفع ذراعيه يحتضنها فرفعت وجهها وهى تعتذر له قائلة بنبرة حنونة ناعمة
(أنا آسفة ...رغما عنى ..أنت من استفزتنى ...)
وكما تحن له هى يفعل هو ...لانت نظرته فاستغلت ذلك واستكملت قائلة
(لا تحتاج إثبات لحبى لك ..وكلامى كله لمصلحتنا ..)
يعرف ان معها بعض الحق فيما تطلبه ..ولكن رغما عنه يضع عائلته بمكانة عالية ..يعتبرهم خط احمر لايمكنها تجاوزه ..
أرادت أن تستمع بذلك الوقت الذى تقضيه بمفردها معه فقالت بنبرة ذات مغزى
(ألم تشتاق لعاليا ؟؟!....)
يحاول جاهدا ألا يستسلم لنعومتها ككل مرة تغضبه بها ..
لم يرد فقالت بنبرة معاتبة
(يامن ..قلت آسفة ..)
شبه ابتسامة ارتسمت على شفتيها فعانقته بقوة فيحتضنها وهو يقول بخفوت
(هل متأكدة أن سيف لن يستقيظ ويفسد علينا فرحة اللقاء،ككل مرة ؟؟!!....)
تضحك بصخب فيفتح باقى أزرار قميصه وقبل أن يخلعه كان جرس،الباب قد وصل إليهما ليكون أخيه هو من يفسد لقائهما تلك اللحظة !!!!

********************************************

( أن تُجبر على فقد من تحب رغما عنك شئ ..وأن تكون أنت سبب فقده شيئا آخر ..)
آلام فقدها لاتبارحه ..وفكرة أنها ستكون لغيره تنهش فى قلبه الذى حطمه بيده ..كل محاولاته معها باءت بالفشل ..
لايصدق أن زهرة التى كانت تتمنى نظرة رضا منه وكلمة واحدة تشبع شوقها له أصبحت بتلك القسوة !!
ولكن للأسف ما أصبحت عليه من صنع يده !! هذا ماجناه بعدما أذاقها مُر فعله ..
إعلان موعد خطبتها كان ضربة قاسية موجعة ..
كان يظنها تهدده ..تعاقبه ..تنتقم من خذلانه لها وبعدها ستكون له ..
لم يكن يعرف أن السحر سينقلب عليه ويصبح هو الملتاع ..المشتاق...المنتظر الرضا منها هكذا
يقف خارج القاعة المقام بها حفل خطبتها ..يختلس النظر لها
ويقسم لنفسه أنها غير راضية ..نارا تحرق قلبه وهو يرى ملامسة خطيبها لها ..يدها التى بيده ..يده التى يضعها على خصرها ..قربه منها وهو يرقص معها ..لايطيق ..ان انتظر أكثر من ذلك سيرتكب أفعالا جنونية لايعرف عواقبها ..
يركض للخارج وهو يفك رابطة عنقه وقد شعر بأنه يختنق ..
وقف يشم الهواء عله يهدئ ما يشتعل بداخله
يفتح أول أزرار قميصه ويخلع سترته يلقيها داخل سيارته ثم يعتلى كرسي القيادة واضعا رأسه على ساعده فوق مقود السيارة ..
يغمض عينيه ..يقاوم الألم فى صدره ..والغصة التى يختنق بها حلقه ..
تتراءى أمامه صورتها وهى تبتسم لخطيبها ...وتتراءى له عدة صور لها قبل أربع سنوات ..قبل أن تضيع من يده ..
(قبل أربع سنوات )
مر شهر منذ زيارتها له بالمشفى وخروجها مع صديقه بلال مستسلمة لأوامره !!
من يكون لها حتى تخضع له وتخشاه هكذا !!
لم يحاول التواصل معها طوال تلك الفترة منتظرا أن تأتيه راكضة ..وهذا لم تفعله ..
فبعدما خرجت من عنده نالت لوما وعتابا لانهاية له من بلال الأخ الوحيد لأقرب صديقة لها والذى يعاملها بمثابة أخت صغرى له ..
وما إن كثرت الاقاويل حول علاقتها به حتى واجهها بحقيقته ..وحذرها من التعامل معه !!
ظنت أنه يكن مشاعر لها ويغار من أى تقارب بينها وبين حازم ..حبها الذى لم يخفق قلبها لأحدا قبله ..
ولكن بذاك اليوم شعرت أنها ضئيلة جدا أمامه ..كيف سمحت لنفسها أن تزوره وتضع نفسها بموقف قد ينال من سمعتها التى يشهد الكل بها ..
لم تجبه وقتها وهو يؤنبها بخشونة
(لقد حذرتك يا زهرة ..الاقتراب من حازم لم تجن منه سوى خيبة ستؤلمك ..وربما فضيحة تمس سمعتك )
استمر فى تحذيرها بكلمات قاسية حتى صرخت به غاضبة
(أنا لست صغيرة ..ولا شأن لك بى يا بلال ....)
لم يزد كلمة واحدة بعدها ..فقط نظرة ..نظرة حملت كل معانى الخوف ..القلق ..والرفض لتصرفاتها ..
تركها تحاسب نفسها حتى قررت بعدها الابتعاد عن حازم خوفا من أن يدفعها القرب منه للمزيد من التصرفات المتهورة ..
ولكنه لم يمهلها ..ظنها تركته من أجل بلال الذى ربما توجد علاقة بينهما ..واشتعل الغل بصدره ..وازدادت الرغبة فى إخضاعها ..
يقف أمام جامعتها مستندا على سيارته وقد ارتدى نظارة شمسية و طاقية للرأس حتى لا يعرفه أحد ..
لم تلحظ،وجوده ولا انتظاره لها وهى فى طريقها لسيارة إحدى صديقاتها ..
(مساء الخير ...)
قالها وهو يقف أمامها يعترض طريقها بينما غمزات ولمزات صديقاتها تبدو له واضحة ..
ردت إحداهما (أنت اللاعب حازم عز الدين صحيح ؟؟! )_
خلع نظارته بثقة وتفاخر وهو يؤكد قائلا
(صحيح ...)
ودون السماح لهم بالمزيد من الاسئلة كان يجذب زهرة من ساعدها ويأخذها بعيداعنهم هامسا لها
( اعتذرى منهم لأنك ستركبين معى سيارتى ....)_
دوما كانت تقرأ وتسمع أن الحب ضعف ..يجذبنا لمناطق غير آمنة ..ومعه تأكدت أنها بلا أدنى ذرة مقاومة ..
حققت له ماتمنى ..وهاهى تركب بجواره !!
دون أن يلتفت لها سألها دون مواربة
(ما الذى بينك وبين بلال ؟؟!!.....)
و بنبرة دفاعية وكأنها مطالبة بالرد والدفاع عن نفسها ردت قائلة
(أقسم لك لايوجد بيننا أى شئ ...)
ابتسم وقد أثبتت له أنها واقعة بحبه فقال بنبرة جادة أجاد تمثيلها
(متأكدة يا زهرة ؟؟صدقينى إن ثبت لى غير ذلك فلن يعجبك ما سأفعله ...)
يخفق قلبها غير مصدقة ما يدور بخاطرها ..هل يحبها ؟! يغار عليها من صديقه !!! هل حقا هى تمثل شيئا هاما له ؟؟!
تحتضن حقيبتها وتكاد تطير من سعادة زائفة تظن أنها حصلت عليها ..
التفت برأسه ناحيتها وهو يسألها ببراءة أجادها
(هل تناولت غدائك ؟؟ ...)
هزت رأسها يمينا ويسارا نافية فقال وهو ينظر للطريق أمامه
( لماذا لم تأت للنادى منذ شهر ؟؟! ...)
عضت على شفتيها بخجل ثم ردت بعفوية قائلة
(بلال قال ......؟! )
ضربته للمقود افزعتها واخرستها ..فقال بانفعال لم يعرف سببه
(لاتذكري بلال بيننا يا زهرة ....سمعت ؟؟؟ ...)
ردت بأسف
(آسفة ..لم أقصد ..اقصد أننى ......أننى ......)
(أنك ماذا ؟؟؟ ....) قالها بنبرة جادة حازمة
ردت وهى تنظر له وهى مازالت غير مصدقة بتهورها للمرة الثانية وأنها تركب هنا معه
(أننى لا أريد الاقتراب منك أكثر......)
ضحكته جعلت قلبها يخونها للمرة التى لا تعرف عددها فقال بنبرة خافتة
(ولكننى أريدك أن تقتربي ...)
ابتسامة لاحت على شفتيها تبعها احمرار،وجنتيها فمدت يدها تتزيح خصلات شعرها خلف أذنها ثم اعادتها لتضعها على فخذها ..
وسقط قلبها بقدميها وهو يأخذ يدها ليرفع كفها يقبل ظاهره !!!

يرفع رأسه وقد أرهقت قلبه الذكرى ...مازال الشعور بالاختناق يملأ صدره ..يفتح باب سيارته ويخرج مغلقا باب السيارة بقدمه ويستند بمرفقه فوق ظهر السيارة ماسكا بيده مقدمة رأسه ..
يد ربتت على ظهره فالتفت ليجده أمامه
نظرة المواساة التى رآها بعينيه كانت القشة التى قصمت ظهر تماسكه فانهار أمامه دون خجل قائلا وهو يرتمى بأحضانه
(أنا أحبها يا بلال ....)
*******************************************
منذ انتهاء رحلتها القصيرة وهى تفكر بقرارها ..
مُتعبة هى وبين شقى الرحى ..كان قرارا صائبا عندما قررت السفر للتفاوض مع طليقها (هذا ما أخبرتها به أمها وأكدته لها )
سترجوه وتتوسل له ..ستتنازل عن كرامتها من أجلها ..ألم تتنازل عنها من قبل دون مقابل!!
ولكن المقابل هذه المرة أغلى من حياتها ..
لاتريد لابنتها حياة مؤلمة ..لقد حاولت بكل قوتها أن تحيا ابنتها حياة طبيعية هادئة ..
همها الأول والأخير كان أن يكون لابنتها أب بجوارها ..يحميها ..يكون سندها ..ولكن ليته ساعدها ..و ليته كان الأب الذى تمنته لابنتها ..
لاتنكر أنه اظهر لابنته من الحب والحنان ماجعلها تتغاضى عن الكثير من تصرفاته المشينة معها ..تحملت ضعفه. ضربه ..إهانته ..وخيانته التى لم تراها ولكن هو من تباهى بها !!
يقود سيارته على أقصى سرعة أملا فى اللحاق بها ..
لا يعرف لماذا قرر أن يودعها !!
ربما تكون المرة الأخيرة التى من حقه أن يتحدث معها !!
ربما تكون آخر مرة ينفرد بها وبعدها ستكون إمرأة متزوجة !!
ربما !!! كل ما يعرفه أنه يريد أن يراها ...ولو دقيقة واحدة ..
تصدح تلك الاغنية الفيروزية التى لم يتوقف عن سماعها

(وبعدك يا حبيبي على بالي
آخر السهريي تطلعت عليي وبعينيها شفت النهايي
ودعتني بكلمي ودعتا بكلمي وخلصت الإيام اللي جايي
آخر السهريي وراحت الصيفيي وبعينيها لمحت شخص تاني
رحت و عم إطلع و الدنيي ما تسمع والبواب مسكرا وتعباني
سألوني عيوني أيمتي بنشوفا قلتلن ما فيي قول ما فيي قول بعرف تودعنا يمكن لبكرا
يمكن لبعدو
ويمكن على طول يمكن إتودعنا على طول)

يضغط مكابح سيارته ويأخذ دب كبير،باللون الوردى من على المقعد المجاور لمقعده ..
يركض ناحية الصالة المتواجد بها ركاب الطائرة بحثا عنها ..
ينظر يمينا ويسارا وكما كان يتوقع تماما ..تجلس وحيدة دون أحد يرافقها !!
لماذا قلبه يؤلمه لأجلها !!
اقترب منها حتى وقف امامها ووجدت هى دب كبير أمام عينيها ..
رفعت رأسها فوجدته يشاكسها قائلا
(يشبه الدب الذى كان على منامتك ...)
ثم ادعى التفكير وهو يسألها قائلا
(اعتقد كانت منامة وردية ؟؟؟! ....)
تنظر للدب ذو الفراء الناعم فتملس عليه بكفها وتسأله بخفوت
(ما هذا ؟؟ ولماذا جئت ؟؟..)
جلس على مقعد خالى بجوارها وقال يمازحها
(هذا هدية منى لابنتك ؟؟! ...وجئت لأودعك ...)
حقا ؟؟؟ هل تذكر ابنتها وتذكر أن يحضر لها هدية وهى لم تفكر بأن تفعلها!!
هل اهتم أحد بسفرها وجاء ليودعها !!
مكبر الصوت يعلن عن موعد إقلاع طائرتها فتقف وهى تأخذ الدب وتودعه قائلة بتأثر
(لا أعرف كيف أشكرك ؟؟! ...)
وقف قبالتها وأدار وجهه جانبا ثم نظر لعينيها وقال بنبرة جادة حازمة
(إن تأزمت الأمور معك واحتجت أى شئ ..)ثم كرر بتأكيد
(أى شئ يا فرح ..فقط اتصلى بى ...)
يتكرر النداء عبر مكبر الصوت فتلوح له بيدها وتجر حقيبتها بينما هو يقف واضعا كلتا يديه بجيبي بنطاله ..يتابعها عبر الزحام حتى اختفت من أمام ناظريه ..ولكنه مازال يراها بقلبه ..
تحكم حزام الأمان حول خصرها وتغمض عينيها كعادتها بكل سفرة ...تشعر أن الطائرة ماهى إلا رحلة حياتها ..مابين صعودا وهبوطا ..مابين بلد وأخرى .. ..
تحدث نفسها وقد بدأت إشارات عقلها استقبال كل الأحداث الممكنة ما إن تصل له ..
( إلى متى يا فرح ؟؟! ...متى ستهبط بك الطائرة على أرض آمنة !! )
(وماذا لو أجبرك على العودة له !! ....)
تغفو بجسدها ولكن عينيها ترى حياتها البائسة ..
ترى ما فعله بها ...وما عانته معه ..
تتذكر تلك الليلة التى واجهته بها ...
بعد أن أنهى علاقته الرتيبة معها ثم تركها !! دون مشاعر .ودون مراعاة لها ولرغباتها ..
انتظرته ...ولكنه ككل ليلة يعاشرها يهرب بعدها لتلك الغرفة التى اكتشفت أنه يحرم على أحد دخولها !!
لماذا يختلى بنفسه بعد كل علاقة معها !!
ولماذا يلقى عليها اللوم فى كل مرة بأنها لاتثير رغباته كرجل !!
عام كامل مر على زواجهما رزقها الله بطفلتها فى ليلة ربما كانت موفقة !!
قررت اقتحام خلوته ...والسماح لنفسها بتحليل ما حرمه ..
لا تعرف ان تلك الغرفة هى ملاذه الآمن من العالم الخارجى .
تلك الغرفة صديقته !! يظهر ضعفه ..يبكى ..يشرب الخمر الذى يسكره عما يؤلمه ..ينسى العالم البذئ الخارجى ..
لقد شهدت تلك الغرفة كل انكساراته ..كل هزائمه ...
يشرب الخمر وقد غاب عن وعيه ..
هنا بكى عندما تذكر ذاك السائق ضخم البنية الذى اختلى به فى ظلام سيارة والده ..يخلع عنه ملابسه ..يداعب مناطق لم تكن مكتملة النمو وقتها ..لايفهم مايفعله الرجل ..ويموت رعبا من تهديداته بإخبار والده ..
يدور بعينيه فى أنحاء الغرفة ..
هنا بكى عندما دعاه الرجل ليستلقى على بطنه ..فرفض وفر هاربا وهو يصرخ حتى ارتطم بحائط وتكسر أنفه ..
وعندما أتته الجرأة وحكى لوالده فعل ماهو اسوأ مما فعله ذلك الرجل ..
لن ينسى عندما ربط والده السائق عاريا وجعله يشهد لحظات تعذيبه ...
تثقل رأسه فيسندها على الطاولة ..
هنا حطم كل شئ حوله عندما كان يسترق النظر خلف باب غرفة مكتب والده ليجده يشاهد فيلما إباحيا أثار به شهوة لم يجد لها حلا سوى إدمان تلك العادة السرية التى ما إن دخل على اعتاب المراهقة حتى عرفها ولم يجد سواها لإشباع رغبة مكبوتة أثاروها بداخله !
هنا وهنا وهنا ...هنا فى هذا القصر تحطمت رجولته ..
تدير مقبض تلك الغرفة فتجدها مغلقة ...
تطرق الباب بغضب وهى تصرخ قائلة
(افتح الباب ياطلال ...لن امشى من هنا ...)
يحاول رفع رأسه ولكنها تخذله ...لايعرف أهى هلاوس أم أنها بالفعل تنادى اسمه !!
تطرق طرقات متتالية وهى تكرر بقوة
(افتح ياطلال ...)
لا يجيبها ...ولا يسمع صراخها ..وبضعف يشبه ضعفه تعلن ااستسلامها وتعود لغرفتها ..
تقف أمام مرآتها ..الوحيدة التى لم تكذب عليها !!
لاتصدق ما تراه بعينيها ..
الكثير من الكيلوجرامات الزائدة ..لقد اختفت ملامح وجهها ..هى نفسها لاتعرفها !!!
(انظرى لنفسك !! )
(ألا ترين أنك أصبحت أقل جمالا عن ذى قبل !! )
كلماته المسمومة لها كانت دافعا لأن تكون كما يصفها ..
تأكل بشراهة ..لاتهتم برشاقتها ...لا تهتم بالحياة كلها ..
ليتها تستطيع أن تمحو كل ذكرى آلمتها ....
ساعات من النوم استيقظت بعدها لتسمع إعلان الوصول لمقصدها ...طلال ..أتراه سيستجيب لأمومتها !!!
أخبرته بموعد حضورها ..وهو ماظنه خضوعا منها ..
يقف بانتظارها و ارتسمت على ملامحه ابتسامة الانتصار ..
تتقدم ناحيته ببطء وترتدى نظارة تخفى بها وجهها ..
يتقدم أحد رجاله منها فيأخذ حقيبتها ..
ويرحب بها بخيلاء قائلا
(مرحبا فرح ....كنت أعرف أنك ستأتين لى بالنهاية ؟!....)
خلعت نظارتها وقالت بنبرة حازمة
(المكان غير مناسب يا طلال للكلام هنا ...)
وضع كفه خلف ظهرها فشعر بنفورها وابتعادها فمد يده امامها قائلا
(تفضلى ..السيارة بانتظارك ...)
و بنبرة منتصرة متشفية
(وابنتك أيضا بانتظارك ...)
تتقدمه وهى لا تعرف كيف ستقنعه ...المجنون يظن أنها ستعود له !! )
وبعد اقل من ساعة كانت بقصره التى لم تراه سوى سجنا لها ..
يجلس بمفرده معها !! ولم تسأل بعد عن أمه ..هى حتى لا تهتم بأن تسأله ..كل مايهمها فقط ابنتها ..
تجلس أمامه ويضع هو ساقا فوق أخرى منتظرا مبادرتها فقالت بعملية خالصة
(طلال ..تعرف أن الحياة بيننا مستحيلة ...أنا هنا من أجل ابنتى.؟؟! )
رفع حاجبيه بدهشة وسألها بسخرية
(هل تذكرتها ؟!! ...)
لن يجرها لمنطقة لاترغبها ..ترقق صوتها وهى تستعطفه قائلة
(لا أريد لها أن تكرهك وهى ترانى اقاضيك من أجلها ..أنا لن أتنازل عن ابنتى يا طلال ....)
ضحكاته العالية أجفلتها ..تنظر له بحقد وكره تحاول جاهدة ألا يظهرا على وجهها
توقف فجأة وقست عيناه التى كانت أكثر مايجذبها ناحيته وهو يواجهها و يسألها قائلا
(وهل من الممكن أن تلجئين للقضاء يا فرح ؟!!....)

(نعم يا طلال ...لو لم أجد حلا سواه سالجأ له وانت تعرف أننى عاجلا أم آجلا سآخذها لحضانتى ...)قالتها بتحد
فرد بتساؤل
(وبأى حق تتحدثين بهذه الثقة ؟!! ...)
يريد إخراج أسوأ ما فيها !! حسنا فليتحمل رد فعلها
قالت وهى تميل بجذعها لتقترب منه وقالت بثقة
(بحق زوجى الذى يعجز عن معاشرتى ويلجأ لأساليب رخيصة لإشباع رغبته ..)
يدعى ثباتا لايملكه ...وتتملك منه قسوة رجل تعريه بعيوبه من كانت زوجته ..
لايعلم أن خلف الابواب المغلقة كانت تقف ابنة خاله تكتم فمها بكلتا يديها وتسبقها دموعها ..
سألها بعملية
(سأكرر عرضى لك يا فرح ...إما اعيدك لعصمتى وتربى ابنتك وإما أمامك المحاكم التى تتباهين بها أنها ستنصفك ....)
ردت برفض لا يقبل المجادلة
(على جثتى يا طلال ....)
اخفض رأسه وهو يبتسم بسخرية ثم مد يده بجيب سترته يخرج مظروفا يلقيه على الطاولة أمامها قائلا بثقة
(وقتها أنا مضطر لتقديم كل اوراقى التى تثبت أنك أم فاجرة لاتصلح لتربية ابنتى .....)

تنقل عينيها بينه وبين الظرف الذى ألقاه أمامها ..
تمد يدهاوتفتحه باصابع مرتعشة متوترة فتجد مجموعة من الصور ..
تخرجها دفعة واحدة وتتسع عيناها وهى تقلب صورة بعد أخرى ..
فادى يجثو فوق ركبتيه يقبلها وهى مستسلمة ...
وأخرى يرفع جذعها يضمها له ...
وثالثة وهى ترقص والشباب حولها ...
تتسارع دقات قلبها ويعجز لسانها عن الكلام او الدفاع عن نفسها ..
تترك الصور وتقف مترنحة وقد دارت الدنيا برأسها وبلحظة واحدة كانت ترتمى أرضا بين قدميه ...
انتهى الفصل
قراءة سعيدة وممتعة 😎


Nareman fawzy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:30 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.