آخر 10 مشاركات
زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          398 - لن تسامح - داي لوكلير (الكاتـب : سيرينا - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )           »          رواية الورده العاشقه " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : sapphire - )           »          أنثى من ضوء القمر **مميزة ** (( كاملة )) (الكاتـب : هالة القمر - )           »          أنات في قلوب مقيدة (1) .. سلسلة قلوب مقيدة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          الآتية من بعيد - مارغريت روم - ع.ج** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          رواية أنت لي للدكتورة منى المرشود النسخة الأصلية الكاملة (الكاتـب : مختلف - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree22Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-07-20, 12:23 AM   #1

Nareman fawzy

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 390018
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 826
?  نُقآطِيْ » Nareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond repute
Rewitysmile3 ياعصيّ القلب *مميزة ومكتملة *








يسعد مساكم صبايا ⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩

والله طالت الغيبة واشتقت لهذا المنتدى الرائع وحبيباتى اللى نلت منهم كل الحب والتشجيع
مش عارفة هتفتكرونى ولا خلاص نسيتونى 😭😭😭
أفكركم بنفسي عادى ..هو احنا ورانا ايه 🙄🙄
أنا كاتبة رواية أحببت طفلا ..ورواية وانفرطت حبات العقد ..ورواية وظننت أنه خيال 🙈🙈
جايالكم بعمل جديد اتمنى ينال رضاكم كأعمالى السابقة ..
روايتى (يا عصيّ القلب )



وكم من قلب عاصي على المحب فى هذه الرواية 🙄🙄🙄
أعدكن برواية تمتلئ بالكثير من المشاعر .. لكن ...وضعوا خطا عريضا تحت لكن
عرضوا الخط كمان شوية 🤣⁦✌️⁩⁦✌️⁩
لكن القلب العاصى لابد أن يمر بالكثير من العثرات ..والمطبات ..
ياترى العاصي سيلين ؟؟؟
يمكن أيوة يمكن طبعا 🤣🤣
أبطالى الهاديين الكيوت هيطلوا عليكم بإذن الله يوم ١٦من هذا الشهر ..
استقبلوهم بالافراح ...والليالى الملاح ..واستعدوا لفصول قوية ⁦✌️⁩⁦✌️⁩⁦✌️⁩
وقفلات نارية ⁦✌️⁩⁦✌️⁩⁦✌️⁩⁦✌️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩
انتظرونى ⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩
ارجوا من المشرفات على المنتدى يكبرولى الخط شوية ..ويلونوه أخضر غامق 🤣🤣 علشان داخلة من الموبايل والمموضوع صعب
فينك أم سوسو كتير اشتاقتلك ⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩


روابط الفصول

المقدمة والفصول 1، 2، 3، 4 .... بالأسفل
الفصول 5، 6، 7، 8 نفس الصفحة
الفصول 9، 10، 11 نفس الصفحة
الفصل 12
الفصول 13، 14، 15 نفس الصفحة
الفصول 16، 17، 18، 19، 20 نفس الصفحة
الفصل 21، 22 نفس الصفحة
الفصل 23، 24، 25، 26 ج1 نفس الصفحة
الفصل 26 ج2، 27، 28 نفس الصفحة
الفصل 29، 30
الفصل 31، الخاتمة




ندى تدى and tntn2020 like this.


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 19-11-20 الساعة 12:40 AM
Nareman fawzy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-20, 12:32 AM   #2

Nareman fawzy

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 390018
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 826
?  نُقآطِيْ » Nareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond repute
افتراضي

ايه ياجماعة سرعة الأداء دى 🤣🤣فى حد يخض حد كدة ⁦❤️⁩🤣⁦✌️⁩

Nareman fawzy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-20, 01:54 AM   #3

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

ليلتك سعيدة.... مبارك افتتاح روايتك الجديدة....

بما ان موعد بدء التنزيل بعد 9 ايام سيتم نقل الرواية ل قسم شرفة الاعضاء وقبل التنزيل ب يومين ارجو تنبيه الإشراف لإعادة الرواية إلى الصفحة الرئيسية....


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 15-07-20, 11:23 PM   #4

Nareman fawzy

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 390018
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 826
?  نُقآطِيْ » Nareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond repute
افتراضي

يسعد مساكم صبايا ⁦❤️⁩⁦❤️⁩
ان شاء الله موعد التنزيل كل سبت وأربعاء الساعة الثامنة ..
أتمنى الرواية تعجبكم ⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩
انتبهوا 💀💀💀🔦🔦🔦🔦
تحذير هام 👈🔫🔫🔫🔫🔫🔫🔫🔫🔫
تقروا بتركيز 📒📒📒📒
نهاية الفصل عايزة آرااااء👍 هارتات ❤ كومنتات ✏✏✏مجاملات اوعى ✖✖✖
r u ready 💪💪💪💪💪
gooooooooooooooooo

تعريف بالأبطال
#يا_عصيّ_القلب
(هو رجل يحب الحياة وواقعها ..يحب لهفة العين عند اللقاء وملامح الوجه عند الحديث ..يجيد الكلام كما يجيد الصمت ولكن لا يجيد الكتابة عندما يريد البوح !!)......فادى صفوان

(كان يحدث نفسه وهو يتأمل صورتها ..عيناه تمر على حجابها ..عينيها ..وآه من تلك العينين ..ومن ثم إلى طابع الحسن بذقنها ..
لا يؤنب نفسه إطلاقا على طول النظر ..أليست هى من وضعت صورتها وأحلت له الإطالة !!) .....فرح عز الدين

(لا تعلم أن أكثر ما أوقعه بحبها سواد عينيها الذى يماثل لون شعرها ..وأكثر مايثيره بها بشرتهاالسمراء البرونزية التى تبذل النساء الكثير من الأموال حتى يحصلن عليها ) أميرة عز الدين

(ألا يحق لى أن أتغزل بتلك العينين البنية المُهلكة ؟؟ وااااه من خصلاته البيضاء المستترة خلف ذاك السواد ..وماذا عن جاذبيته !!وقاره !!هيبته !!! اااااااه ستقتلنى يوما )نادين

(لم تشعر بنفسها وهى تبادله النظرات ..كيف لا وقد خطفها بطلته !! من ينظر لزرقة عينيه لن يشبع من النظر إليهما ..ومن تقع أسيرة وسامته هالكة لامحالة !! ..لماذا تشعر أنها تريد ملامسة خصلات شعره الشقراء المستفذة هذه !!! ) ...فرح

(تظنين أننى سأتخلى عنك !!! تظنين أنك انتصرت !!! والله لأقيمن حربا وأخرج منها بك ..) طلال العايدى

( تبدو للناظر إليها عادية ..بل أكثر من عادية ..أما له فالأمر مختلف ..براءة وردة لم تتفتح بعد !! نعومة طفلة مازالت فى مهدها ..سمرتها بعينيه تشبه حمرة الشمس وقت المغيب ..وخجل عينين تم إغراقهما بالعسل لا يملك إلا أن يغمضهما حتى لايراهما سواه .. ....).حازم عز الدين

( بمن تستنجد حتى يوقف دقات قلبها !! نظرة ..فقط نظرة يا حبيب القلب وليتنى أموت بعدها ..ولكن كيف لمن يخطف كل تلك القلوب أن يرانى أنا !!
أتذكر لقاءنا الأول ...صرخات الفتيات .يا له من جسد رياضى ممشوق !! اااه لو يخلع هذا الشئ الغريب الذى يمنع به خصلات شعره الخشنة من أن تتقافز مسرعة فتخفى عينيه وتحجبهما عنى !! تتنهد بغرام ....أحب سمرة بشرته و عينيه العسليتين المشاغبتين ...ألن يحن الوقت كى ترانى أنا ؟؟!!!) زهرة
( تلك العينين البنيتين ملكى أنا ..وهذا الشعر الكستنائي القصير الذى سأقتلك إن فعلتها مرة أخرى سيستطيل مرة أخرى وينام مسافرا فوق صدرى ..كل ذلك الدلال يخصنى وحدى ... وهذا القلب الطيب حمايته فى عهدتى أنا ) ..يامن
(إن كنت تبحث عن الأمان فأنا أمَانك !! وإن تخلى عنك الجميع فأنا مَعك ..أغرق فى ظلمة عينيك وأمحو حزنهما ..
لن أكون لغيرك وإن وقف بوجهك كل من أعرفه أو لا أعرفه ..ثقتك بى أبدا لن أخذلها ..فقط انظر إلى دائما هكذا !! أعشق كل تفاصيلك ..وأعشق طولك الذى يشعرنى أننى ضئيلة بجوارك ..وقسوتك االتى تغلف ملامحك أراها أنا بعين المُحبة قمة الحنان ..) عاليا
(يقولون وراء كل رجل عظيم امرأة !)
ولكننى أردت أن أبدل الأدوار هنا
فوراء كل امرأة سعيدة رجل !!
ووراء كل إمرأةحزينة ..تعسة ..بائسة ..متمردة ..رجل !!
لم يخلق الله المرأة كى تُقهر ..ولا لتُظلم ..ولكن خلقها من ضلع رجل ..
تستظل به ..تحتمى به ..تستمد كل ما أوتيت من قوة منه !
ولكن من قال أن كل ذكر رجُل !!
فبئسا لذاك الذى حمل الصفة دون أن يتحلى بها !)

(المقدمة )
مترددة ككل ليلة وهى تبالغ فى إظهار مفاتنها ..تنتهى من وضع أحمر شفاه صارخ وتنثر بسخاء عطر مثير إن تسلل لأنف رجل ما سيخر راكعا عند قدميها ..
ولكنه ليس كأى رجل !!
ألقت نظرة أخيرة غير واثقة بالمرآة ثم التفتت تنظر للساعة المعلقة على حائط ما بغرفة نومها ..
مرت أكثر من ساعة منذ وصوله وهو يدّعى انشغالا بغرفة مكتبه تعرف أنه هروباً لا أكثر !
وبرغبة أنثى تحركت قدماها الحافية سعيا إليه ..كعادتها ..
ولكن قبل أن تخطو خارج حدود غرفتها كان هو يدير مقبض الباب وهو يترنح كعادته !!
ينظر لها فيجدها بعيدة ...يضيق عينيه وكأنه يتأكد من وجودها ..يراها بشكل ضبابى مشوش فيقترب منها وهو يرفع سترته خلف ظهره يسندها بسبابته ..
يفتح أزرار قميصه حتى منتصف صدره ..وسلساله الفضى يبرق كبريق عينيها وهى تنظر له ..
اقترب واقترب ...حتى تأكد أنها أمامه فمال على وجنتها ببطء غير مقصود أثارها ثم طبع قبلته وهو يسألها بثقل
"تأخرت ؟؟؟ "
تهز رأسها يمينا ويسارا بضعف ..بيأس ..ثم تمد يدها لتأخذ سترته تضعها جانبا ..
يجذب مرفقها بحركة خاطفة فتشهق وهو يضمها لصدره يشم عطرها ..وأنامله تمتد لمؤخرة رأسها يداعب شعرها ..تبتعد قليلا رغم تأثرها وتسأله بقلة حيلة
"هل شربت اليوم أيضا ؟؟! "
ينظر لعينيها فيدرك حاجتها !!
يجذبها مرة أخرى ويبدأ بتقبيل عنقها وهو يقول بتذمر دون تأثر حقيقى يشعره !
"لاتفسدى مزاجى الليلة "
تبعده بوهن وقد اختنقت أنفاسها بأنفاسه ذات الرائحة التى اعتادتها !
لايسمح لها بابتعاد فى محاولة منه لأن يتأثر بها حتى أصبحت متلهفة له ..مرحبة بأحضانه رغم ضيقها منه !! أصبحت هى الراغبة ..المطالبة .. تناديه بخفوت ناعم وهى تقبله "طلال "
لايسمعها ..ولا توقفه ندائاتها ..يحاول ويحاول !..دقائق قليلة "جدا "!
وكان يستلقى بجوارها على ظهره بينما هى تشد غطائها عليها كما تشد أذيال أنوثتها المهدرة فى كل مرة يعاشرها ..
لم ينتظر أن تنتقص منه .. فباغتها وهو ينهض بعنف وينعتها "بالباردة تعلم أنه ربما كان بأحضان أخرى !! وتعلم أنها تهين نفسها كل مرة احتاجته فيها كأنثى ..
وقبل أن يستكمل سلسلة اتهاماته التى تعلم تماما أنه سيلقيها على مسامعها نادته بعنف "طلاااال "
يلتفت لها فتلتقى نظراتهما ..
نظرة امرأة يائسة يقابلها نظرة رجل يلقى أسباب نقصه عليها ..
نظرة امرأة راغبة يقابلها نظرة رجل ذو مشاعر باردة تجاهها !
لايجد مفرا سوى إلقاء اللوم عليها !
النظرة بالنظرة والرغبة بالعجز والقلب اليائس يلعن نفسه على طول الصبر !!
وبعنف احتياجها بتلك الليلة قالتها
"طلقنى طلال "
أرى الآن وجوهكم المشفقة ..ومشاعركم الغاضبة ..
وأكاد اسمع تساؤلاتكم المتهكمة ..من تكون تلك الأنثى الضعيفة الخانعة ..المستسلمة !!
وها أنا أوفر عليكم عناء تلك الهمهمة ..
أنا الأنثى التى أُهدِرت أنوثتها ..ومن قبل أهدرت طفولتها ..
أنا الأنثى التى تركها رجلها الأول فى الصغر فتركته هى بالكبر !!
أنا الطفلة التى ولدت لتجد أبيها قد تركها دون سببا تعلمه !

كنت أحلم به ، حلمت بأحضانه ، حلمت به يربت على ظهرى ويصفف لى شعرى ، حلمت به يأخذنى لرحلة أنا وأمى ..
ولكنى استفقت لأجد أنها مجرد أحلام ،،لم يشأ القدر أن أراها تتحقق !!

كنت بالعاشرة عندما وجدت أمى تتوسل أبى البقاء !!
تبكى وتبكى بتوسل بينما هو يلملم حاجاياته بقسوة وكأنه سيتخلص من عبء يثقل كاهله !

رأيت دموعها وهى تشهق ببكائها والحروف تتقطع على شفتيها
(لاتتركنى ..ليس لى سواك )
لم يهتم ، لم يلتفت لها ، بينما أقف أنا بباب غرفتهم المفتوح على مصراعيه !!
تتوسله وتستجدى عطفه بينما هو يتمتع بقسوة لم أرها من قبل !
ورده كان سهم فى صدرى (لا )
لا !!! ماذا يعنى بها ؟؟! ماذا تعنى تلك ال (لا )اللعينة التى هدمت حياتنا !!

لا أتذكر بعدها سوى أم بدرجة رجل !!

أنثى فُرِضت عليها الوحدة وقُتِلت بسكين بارد بيد رجل أعطاها ظهره ورحل !!
نعم ..رحل ، ليتنى ما أدركت سبب الرحيل !
ليتنى ما أدركت أنه باعنا بثمن بخس من أجل امرأة استحوذت على مشاعره بكل ماتملك من أنوثة ، ليتنى ما أدركت أنه تزوج أمى إرضاءا لوالده فقط !!
أليس الجهل نعمة !!
ليتنى ماجئت لهذه الحياة لأرى الرجل الوحيد بحياتى عبدا لشهواته !
ليتنى وليتنى ....وليتنى نلت القليل من اسمى ...فرح
الفصل الأول
بشرفة أحد أحياء القاهرة القديمة الراقية كانت تجلس براحة وهى تستند بظهرها على وسادة تفصل بينها وبين ذاك المقعد بينما تفرد ساقيها على مقعد آخر و حاسوبها الشخصى تضعه على فخذيها تتفحص شاشته المفتوحة أمامها ..
تمسك كوب كبير من القهوة علّه يمنحها بعض من الراحة بعد ليلة طويلة متعبة قضتها مع ذكريات أبت أن تفارقها ..
تروق لها زقزقة العصافير التى تحلق فوق الأشجار،الكثيرة التى تظلل شرفة بيتها ..
شرفة مميزة تماما كذلك الحى الهادئ الراقى والذى يقطنه أناسا أكثر رقيا ..
رقيا قد تفتقده المجتمعات السكنية الحديثة أو مايطلقون عليه "كومباوند " والذى أصبح يسكنه من يملك الثمن !
تتحرك أوراق الشجر بفعل رياح فبراير الباردة فتنثر عبير الزهور حولها ..
المشهد يبدو رائعا لمن يمعن النظر ..ولكن من تتوسط ذاك المشهد كانت تشرب قهوتها ببرود يوازى برود نظراتها وهى تقرأ كلمات الحب المرفق معها صورة حبيبين متعانقين ..أو قلوبا حمراء غزت موقع التواصل الإجتماعى احتفالا بما يسمونه "عيد الحب "
نظرة ..وأخرى ..التواء شفتين بسخرية ..ودمعة خائنة أجبرتها ألا تغادر مقلتيها ..
تتصفح بملل والكلمات تمر أمام عينيها كأنها مجرد كلمات ساخرة !!
"حب ". أى حب وأى عيد ! ..تحدث نفسها ..
وضعت كوب القهوة جانبا وبدأت بكتابة بضع كلمات تعبيرا عن حالتها ..
"ما الحب إلا وهم ..سراب نلهث خلفه "
وماهى إلا دقائق وانهالت عليها التعليقات مابين تعليقات مواسية ..وأخرى غاضبة من نبرة الألم التى تنطق بها حروفها ..
قشعريرة سرت بجسدها فأغلقت سحاب سترتها حتى أعلى عنقها ورفعت غطاء الرأس تحتمى به من تلك البرودة التى أصابتها ..
تقرأ الردود على كلماتها بابتسامة ساخرة ..ثم رغما عنها وجدت نفسها تفتح الصفحة الخاصة به !
كل مرة تقسم ألا تفعلها وفى كل مرة تحنث قسمها..وتبرر لنفسها أنه مجرد إرضاء لفضولها ..
وليتها ما فعلتها ..تتسع عيناها غضبا ..ربما قهرا وهى ترى ابنتها بأحضان أخرى وهى تقبل وجنتها ..بينما يقف هو بجوار تلك التى تستمتع بقرب ابنتها ..
وكأنه يعلم أنها سترى ..وكأن نظرته كانت موجههة لها ..
أغلقت الحاسوب بعنف وقد اختض جسدها برعشة لم تكن بسبب برودة الجو تلك المرة ..
وقفت تمسك حافة سور الشرفة بكلتا يديها وهى تأخذ نفسا وتطلقه بقوة ..وماهى إلا دقائق وكانت تغلق باب بيتها فى طريقها إلى وجهة لاتعلمها ..
ترتدى بنطالا قطنيا باللون الأسود وسترة تماثله ..أرادت أن تستمتع بحرية كانت تفتقدها ..
تضع كلتا يديها بجيبى سترتها ..تمشى بشوارع هادئة ..لا تتعرض لمن يضايقها أو يقتحم خلوتها بنفسها ..
خطواتها أصبحت أسرع فأسرع حتى أصبحت تركض وهى تضم ساعديها لجانبيها وتضم قبضتيها وهى تركز نظرها على الطريق أمامها ..
ترى نظراته المعجبة بها ..تتذكر كلماته العاشقة لها ..
تركض أكثر ..
زفافها ..نظرات الحسد التى تراها فى عيون كل من حولها ..
تركض أكثر وأكثر ..
كل ما مرت به .. تجاوزاته معها ..إهاناته لها ..أصابعه التى كانت تترك أثرا على وجهها ..وطلاقها !!
تركض وتركض وتركض حتى أنهكها التعب فاستندت على جدار وهى تخفى وجهها بكلتا كفيها وقد علا صوت بكائها ..
"هل أنت بخير " صوته أجفلها فأزاحت كفيها لتصعقه تلك العين الباكية ..تلك الخضرة الداكنة التى تشبه خضرة الأشجار من حولها ..
لم تجبه وماهى إلا ثانية واحدة وكانت قد اختفت من أمامه .
بينما هو يلتفت برأسه ناحيتها حتى فقد أثرها !
*****************************
"أين ذهبت فى هذا الوقت المبكر يا فرح ؟! "قالتها أمها بنبرة جامدة ما إن رأتها تدخل وتغلق الباب خلفها ..
تتقدم فرح دون رد لتجلس على أريكة كلاسيكية كمعظم أثاث ذاك البيت والذى لم يتغير منه شئ منذ أن غادرته ..
أثاث راق ..لوحات فنية رائعة ..تحف ثمينة هنا وهنا. .وثريا تتدلى لتعلن عن بيت ثرى ماديا ..فقير جدا جدا عاطفيا !
"أين كنتِ ؟ "كررتها والنبرة حملت توبيخا مبطنا ..
ردت فرح وهى تمد يدها لتأخذ كوب الماء من على الطاولة :
"كنت أتنفس الهواء يا أمى "
وبجدية كانت تحذرها أمها قائلة " فرح ..حاسبى على تصرفاتك ..أنت لست فرح الفتاة المراهقة "
ضحكت فرح وهى تقول بسخرية "أعرف ..لقد أصبحت امرأة مطلقة "
زفرت وفاء بضيق ثم رققت نبرتها وهى تهادنها بخفوت
"لا اعلم لماذا تسرعت بقرار الطلاق ..كان من الممكن ...."
قاطعتها فرح بحدة وهى تستقيم لتقف
"كفى ..لاتكملى..."
ثم تركتها وهى تلوح لها بيدها خلف ظهرها "تأخرت على عملى ..أراك لاحقا "
***********************************
تقود سيارة والدتها وهى تستمع لمسجل السيارة الذى يذيع برنامجا احتفاليا بعيد الحب ..
تستمع للمداخلات الهاتفية للمستمعين ..
(أحب أن أهدى أغنية ......لزوجى وأقول له أحبك أحبك أحبك ...)
(خطيبتى ......كل عيد حب وأنت معى )
(للأسف أنا ...(سنجل ) ..)
ضحكت مع آخر مداخلة ..فقد كانت تعبر عن حالتها ولكن دون الأسف !!!
تتجاهل اتصالات والدتها بعد أن تشاجرا قبل مغادرتها !!!
(دعوة لحفل خاص بزوج أختها ..رفض منها ..وإصرار من والدتها !!)وهكذا تركتهاتغادر وهى تلقى عليها كل عبارات اللوم التى اعتادت عليها منذ عودتها ..
وأخيرا ضغطت مكابح سيارتها لتوقفها بمرآب البناية التى تعمل بها ..
نظرت لساعتها لتجد أن كل هذا العناء منذ أن استيقظت والوقت لم يتعد العاشرة !!!
وبمرآة المصعد كانت تنظر لنفسها بغير رضا ..بنطال من الچينز المحدد لكل تفاصيلها الأنثوية تعلوه بلوزة باللون الأحمر يعلوها سترة جلدية قصيرة بالكاد تصل لخصرها ..وللغرابة كانت ترتدى حجابها !!
صفير وصول المصعد للطابق الذى تتواجد به شركة الxxxxات التى تعمل بها نبهها لانفتاح الباب فاستدارت لتخرج مسرعة دون النظر لكل من كان يراقب خروجها ..
دوما كانت ملفتة للنظر بجمالها ..ودوما تتهافت عليها نظرات الإعجاب والتى كانت ترضى غرورها ..وشتان مابين ماكان وما أصبح !!
فلا هى أصبحت راضية !!ولا لغرورها مكان بعد مافقدت ثقتها بنفسها ..... !!!
دخلت بهالة من الجاذبية كعادتها فى أى مكان تدخله فالتفتت أنظار زميلاتها مابين نظرة تقيمية ساخرة وأخرى حاسدة خاصة بوجود زملاء،من الرجال يتلهفون دوما لوجودها دونا عن كل من يعمل معها بتلك الشركة ..
صيحة إعجاب أطلقها جمال زميلها وهو يقول بإعجاب
(لقد ظهر القمر ..happy valentine's day يافرح )
جلست فرح على مكتبها وردت بعملية وهى تفتح الحاسوب الخاص بها
(مرحبا جمال )
وبسخرية قالت مريم وهى تغمز لصديقتها التى بجوارها
(تأخرت اليوم ؟؟ هل كنت بموعد غرامى )
بشراسة ردت فرح دون أن تكلف نفسها عناء النظر لها
(احترمى نفسك )
ثم ضغطت أحد الأزرار أمامها ليأتيها بعد دقائق عامل البوفيه الخاص بالشركة فأشارت له بود قائلة
(فنجان قهوة يا عم فتحى ارجووووك )
أشار العم فتحى بسبابته ناحية عينه اليمنى وتبعها باليسرى وهو يقول بمرح
(أجمل قهوة لأجمل آنسة فرح )
ضحكة صاخبة من مريم أخرستها فرح بقولها
(مدام فرح يا عم فتحى ..لن أذكرك المرة القادمة )
لوت مريم شفتيها وهى تنظر لصديقتها مى ثم غمزتها بخبث لتقول مى بنبرة ماكرة
(أستاذ وليد سأل عنك ثلاث مرات حتى الآن ..يبدو أنه يريدك بأمر هام )..
وقفت فرح وهى تلملم بعض الاوراق التى طبعتها منذ وصولها ثم وضعتهم بملف واستدارت حول مكتبها لتتقدم ناحية مكتب مى وهى تميل عليها وتهمس لها
(أعرف أن الأمر صعب جدا بالنسبة لك ..ولكن حاولى ألا تحشرى أنفك فيما لايخصك علك تتقدمى فى عملك بدلا من وجودك كمقعد مكمل لأناقة تلك الشركة )
نظرة مى العابثة تحولت لنظرة غاضبة بعد أن تركتها فرح وكأنها لم تثير غيظها وكأن كل ماقالته لها مى ومريم لم يحرك شعرة من رأسها ..
ضحكات جمال العالية جعلتها تعود برأسها التى كانت تتابع دخلوها لمكتب صاحب تلك الشركة وتقول بغيظ
(مغرورة ..)
(بل واثقة ) قالها جمال بإعجاب لايخفى على أنثى مثلها فقالت مريم بحقد
(قصيرة وممتلئة وتعتقد نفسها ملكة جمال الكون )
رفع جمال حاجبيه بدهشة وهو يقول بتأكيد
( هل تصدقين نفسك !! هى بالفعل جميلة ..ويليق بها أن تكون ملكة جمال )
لم ينتهى الحديث بينهما وكأن شغلهم الشاغل تلك ال ..فرح اللامبالية سوى بعملها ..
*************************
تميل قليلا على مكتبه وهى توضح له بعض الاعمال التى أنجزتها بينما هو غارق بكل تفاصيلها ..
تتجاهل نظراته الغامضة لها وتستمر بعرض الأوراق بينما هو يدور بمقعده يمينا ويسارا وهو غير قادر على إزاحة عينيه عنها !!
توقفت هى بينما باغتها هو بسؤاله
(لماذا انفصلت عن زوجك يا فرح ؟؟ )
ارتعشت أناملها للحظة وقد لاحظ ذلك قبل أن تخمش فضوله بأظافر كلماتها
(وهل من شروط العمل بشركتك الخوض فى تفاصيل خاصة لا شأن لك بها ؟! )
تعجبه ..يعجبه قوتها ..ويثيره غموضها ..
لن تستطع أحداهما الرد عليه هكذا ..ولكن كيف لا تفعلها وقد تم تعيينها بتوصية من أحد شركائه دون الإفصاح عن درجة قرابتها له !
ضحك وهو يسبل أهدابه ويقول دون أسف
(ليس شرط ..ولكنه الفضول ..كيف لأمرأة جميلة مثلك أن تفشل !!)
أخذت ملف الأوراق من أمامه وهى تضحك قائلة
(ومن قال أن الجمال سبب قوى لنجاح أى علاقة !! )
ثم قالت بسخرية وهى تبتسم له
(سامحنى ..نظرتك للأمور من زاوية ضيقة )
وبنظرة رجولية لاتخطئها أخفض عينيه مرورا على جسدها ثم رفع عينيه ليواجهها قائلا ببطء
(ومن أى زاوية تحبين أن أنظر للأمور !! )
ارتبكت فرح وقد أوشكت أن تفقد صبرها وقالت بحزم
(هل تريد منى شيئا آخر سيد وليد ؟؟؟ )
تنهد وهو يعود بظهره للووراء ليستند بأريحيه على ظهر مقعده ثم دون أن ينظر لها أشار لها بقلمه كى تنصرف !!
خرجت فرح وأغلقت الباب خلفها لتمشى بالرواق المؤدى لغرفة مكتبها هى وزملائها حتى دخلت لتلقى الملف على مكتبها بعنف وتغادر تلك الغرفة التى شعرت بالإختناق ما إن دخلتها ورأت نظراتهم الصامتة المتهمة لها !!
وبحمام تلك الشركة كانت تبكى بعد أن نزعت قناع تماسكها أمام مرآتها .. تملأ كفيها بالماء لتلقيه على وجهها ..وتسحب منديلا ورقيا تجفف وجهها استعدادا لاستكمال يوم آخر من معاناتها !
************************
رغم سنوات عمرها الخمس وثلاثون إلا أن من سيراها اليوم وهى تتهادى بفستانها الأسود الذى يظهر طول قامتها ورشاقة قدها لن يصدق سوى أنها فتاة لم تصل للعقد الثالث بعد !
تمر على طاولات الطعام الممتدة بطول حديقة بيتها وقد اعتنت بها وأشرفت عليها بنفسها لتبدو بأناقة تضاهى تماما أناقتها ... تلقى تعليماتها هنا وهناك وتتأكد من أن كل مظاهر ذاك الإحتفال تبدو مبهرة ..
دقائق قليلة ويبدأ الإحتفال الذى كانت هى صاحبة فكرته بعد شراكة زوجها لأكبر رجال الأعمال والذى يمتلك مصانع شهيرة للحديد بينما زوجها يمتلك شركة مقاولات ذات صيت وسمعة ذائعة ..
لم تكن تعلم أنها ستدخل ذلك المجتمع المخملى ..ولم تكن تعلم أنها أيضا ستعانى بدخولها به !
صفقات ..حفلات ..وسهرات ..ونظرات معجبة ! فبعد أن كانت تعيش حياة هادئة رغما عنها أصبحت صاخبة ..ورغما عنها لاتستطع إخفاء قلقها !
وعند ذكر ذاك القلق نظرت نحوه لتجده يبدأ باستقبال المدعويين لحفله ..
وبحذائها ذو الكعب العالى كانت تتحرك ناحيته حتى وقفت جواره تستقبل اصدقائه ..تبتسم بكلاسيكية تماثل ملابسها وبتملك تتأبط ذراعه ..
يضاحك هذا ويجامل هذه وهو ما يقتلها !!
يمر الوقت وهى ترسم ابتسامات مجاملة تخفى خلفها نارا تكاد تحرقها
ملل شديد أصابها فابتعدت لتجلس بجوار تلك التى لم تبتسم منذ مجيئها ..
ومن بين أسنانها قالت وهى تبتسم حتى لايلاحظ الموجودين غضبها
(ابتسمى بالله عليك ..ستجلطيننى ..هل أتيت رغما عنك لتجلسي هكذا )
ردت فرح وهى تبادلها ابتسامتها المتكلفة
(نعم ..أتيت رغما عنى هل ارتحت ؟؟ )
زفرت أميرة بضيق وهى تنظر لوالدتها وتشكوها قائلة
(هل يعجبك ردها ؟؟ )
قالت وفاء وهى تربت على ظاهر كف فرح والتى تنقر بأظافرها المطلية على الطاولة
(حبيبتى ..استمتعى بوقتك هنا ..كيف كنت سأتركك بمفردك وآتى أنا ؟ )
فردت فرح ذراعيها واستنشقت الهواء البارد حولها وهى تقول بسخرية
(ها أنا استمتع ..الله ..الجو رائع ..والناس متكلفة ..والابتسامات كلها متصنعة )
قامت أميرة وهى تقول لها بيأس
(لافائدة ..حقا لافائدة )
اجفلت وهو يحيط خصرها بيده و يقول ضاحكا
(مالها ملكة جمال الحفل غاضبة ؟! )
وكأنه ألقى تعويذة سحرية على مسامعها جعلت غضبها يتلاشى ويحل محله ابتسامة ناعمة وهى تنظر له وتقول بنعومة تتناقض تماما مع نبرة القسوة التى كانت تتحدث بها
(فرح ياهشام ..لم تكن تريد حضور الحفل هل تتخيل ؟؟ )
رفعت فرح حاجبها وهى تميل برأسها مستنكرة ثم قامت أخيرا من مقعدها لتتأبط ذراع زوج أختها وتهمس له قائلة
(أعانك الله ...كيف تحملتها !! )
قهقه هشام وهو يميل على أذنها هامسا
(ستقتلك إن سمعتك )
(ماذا تقول لك ؟؟ ) قالتها بغضب تخفي خلفه غيرتها !
ابتعدت فرح وهى ترفع كفها باستسلام وتقول بمرح مصطنع ككل ما حولها
(قلت سأتمشى واتعرف على سيدات هذا المجتمع )
وتركتهم وهى تمشى بخطوات متألمة بسبب حذائها العالى الذى تصر دوما على ارتداؤه رغم مايسببه لها من ألم ..
وبركن بعيد عن كل ذاك الصخب كانت تخلع حذائها وتمسكه بيديها بينما تتمشى على الحشائش الباردة بقدميها الحافيتين
تضع حذائها أرضا ثم تفرد ذراعيها وترتفع على أطراف أصابعها وهى تدور وتدور حول نفسها ..

..لاتدرى أن هناك زوجا من العيون تراقبها ..
..صاحبهما كان لايؤمن بالصدف ..ولكن بعد رؤيته لها أصبحت الصدف مذهبه ولن ينكر بعد ذلك إيمانه بها !!

انتهى الفصل الأول
سعدنا بكم ونرجو أن نكون قد أسعدناكم 🙌🙌🙏
أرجو تعديل الخط واللون 🙈🙈



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 18-07-20 الساعة 11:17 PM
Nareman fawzy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-20, 12:20 AM   #5

نهله صالح

? العضوٌ??? » 425707
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 166
?  نُقآطِيْ » نهله صالح is on a distinguished road
افتراضي

سعيدة جدا بإعادة نشر الرواية علي منتدي روايتي
الف مبروك يا جوجو
قراءة الرواية مرة اخري اروع من قراءتها اول مرة
توقيعات الابطال رائعة
استوقفني توقيع يامن وعاليا


نهله صالح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-20, 10:28 PM   #6

Nareman fawzy

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 390018
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 826
?  نُقآطِيْ » Nareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير كيكاتى
اشتقتلكن ..
مش هقول عايزة لايكات ولا تعليقات ولا اراء ارااااااء (بصوت هنيدى )
هقول كان فى تساؤلات كتير بعد الفصل الأول
ممكن الاجابات تلاقوها فى الفصل التانى ..وربما يثير تساؤلات تلاقوها بالفصل التالت وهكذا
لاحظوا انى بطلع بتساؤلات فى الأول انزل بتساؤلات فى التانى بحيث ماتبقاش التساؤلات كلها فى فصل واحد،ونزهق 😂😂
يلا اتمنى لكم قراءة سعيدة وممتعة 🙈🙈🙈
الأحداث بين الماضى والحاضر،ومش هنسمع كلام الهضبة ونقول مابلاش نتكلم فى الماضى
لا ده احنا هنفتح،ونجيب ناس تفتح ..
يلا بينا

الفصل الثانى
#يا_عصيّ_القلب
وبركن بعيد عن كل ذاك الصخب كانت تخلع حذائها وتمسكه بيدها بينما تتمشى على الحشائش الباردة بقدميها الحافيتين ..لاتدرى أن هناك زوجا من العيون كانت تراقبها ..
..صاحبهما كان لايؤمن بالصدف ..ولكن بعد رؤيته لها أصبحت الصدف مذهبه ولن ينكر بعد ذلك إيمانه بها..
يقف دون حراك وهو يضع يداه بجيبى بنطاله يتابع حركتها الطفولية وهى تمشي على أطراف أصابعها ..ثم تفرد ذراعيها على اتساعهما وهى مازالت تمسك حذائها بينما ترفع رأسها للسماء تستنشق الهواء البارد باستمتاع رهيب وكأنها كانت تنتظر لحظة هروبها من ذاك الحفل حتى تطير وتحلق فى سماء منفردة لا تضم سواها !!
لم تشعر بخطواته التى باتت قريبة جدا منها !! ولا بدقات قلبه المضطربة التى لا سبب واضح لها !! ولا برغبته الشديدة فى الاقتراب منها ...لمسها ..أحتضانها ليتأكد أنها حقيقة ملموسة أمامه...
وبصوت خفيض ثابت أراد أن يتأكد من أن هلاوس الصدفة الأولى لم تعصف بعقله فقال بهدوء
(لماذا كنت تبكين ؟ )
التفاتة سريعة صاحبها صوت شهقتها فقال وهو يرفع كفه أمام وجهها
(آسف ..لم أقصد أن ترتعبى هكذا )
ثوان قليلة سحبت بها نفسا عميقا مغمضة عينيها واضعة كفها فوق صدرها ومالبثت أن عادت لطبيعتها وهى توبخه قائلة
(هل هذه طريقة حديثة للتحرش بالفتيات !!؟ )
رفع حاجبه بدهشة من تلك التهمة التى ألقتها عليه فقال بتعجب
(نعم ؟؟ تحرش !! )
ألقت حذائها على الأرض وهى تضع به قدما بعد أخرى وهى تقول بضيق :
(نعم ..كما سمعت ..وهل رأيتنى أبكى ؟ بدلا من هذا الأسلوب الرخيص كان يمكنك التعرف علىّ بكل بساطة !!..... )
ثم استقامت بكبرياء وهى تمد كفها له تحت نظراته الثابتة الغامضة وقالت ببساطة جمدته :
(أهلا بك ..أنا فرح عز الدين ..مطلقة ..لا أصلح للحب ..ولا الإعجاب ..ولا الزواج ..ما رأيك ؟! )
عيناه تنخفضان ناحية الشق الذى يزين ذقنها ..ثم يرفعها ليأخذه الحنين وهو يرى عينيها ! ودون أن يكلف نفسه عناء أن يخرج يده من جيبه حتى يسلم عليها نظر ليدها التى مازالت ممدودة أمامه ثم استدار ليتركها مغادرا بينما هى تتبعه بنظراتها الساخطة ..
عادت لتستكمل ليلة طويلة الضجيج والتكلف عنوانها... انتهت كما كان مخطط لها ..مباراة فيمن يرتدى أجمل !! وسباق بينهما تفوز به من تقتنى أكثر !!
مجتمع من المجاملات الامنتهية ..وصراع على المناصب حتى إن كان بطرق ملتوية !! وبين كل هذا وذاك كانت أختها تخطط للفوز بإعجاب زوجها غير سامحة له بالنظر لأى امرأة أخرى !
***********************************
فى غرفة كلاسيكية أنيقة كصاحبتها اختلطت الروائح لتصنع مزيجا فريدا من رائحة الزهور التى تصاحب عدة شموع متناثرة وعطر فرنسى مثير يميزها !
تجلس أمام مرآتها وهى تمرر أناملها بإعجاب على خصلات شعرها التى تصل لمنتصف ظهرها ..لطالما كانت تغار من جمال أختها ..ولطالما تمنت أن تمتلك خضرة عينيها التى دوما كان الكل يفتن بها ..
لا تعلم أن أكثر ما أوقعه بحبها سواد عينيها الذى يماثل لون شعرها ..وأكثر مايثيره بها بشرتهاالسمراء البرونزية التى تبذل النساء،الكثير من الأموال حتى يحصلن عليها !!
خطوات وصوله نبهتها فنفضت عن رأسها تلك الأفكار واستمرت بوضع أحمر الشفاه ببطء وتأن بينما هو يتقدم ناحيتها ليقف خلفها مباشرة فيرفع يده ويمررها على خصلات شعرها ثم يميل فيقبل جانب عنقها وهو يقول بخفوت
(كنت أجمل امرأة اليوم )
تغاضت عن كلماته منحية مشاعرها الغاضبة منه جانبا والتفتت بوجهها لتلامس جانب وجهه بوجهها وهى تسأله بدلال :
( أعجبتك ؟؟! )
يداعب رقبتها بأصابعه وهو يؤكد لها
(دوما تعجبيننى حبيبتى..... )
ثم ابتعد عنها وهو يخلع سترته بتعب ويرتمى بجذعه فوق سريره بينما تتدلى رجليه فتقف مسرعة وهى تقول بنبرة ذات مغزى
(جهزت لك حمامك ..تحتاج لحمام دافئ حتى تستعيد نشاطك ...)
ثم اقتربت و جلست على ركبتيها لتخلع عنه حذائه ..
استقام وهو يشاكسها قائلا
(لا أحتاج سوى النوم يا أميرة ..)
استقامت لتقف على ركبتيها وهى تفك أزرار قميصه وتقبله بإغواء وهى تهمس له
(وأنا احتاجك ....)
وهاهو يستجيب لدعوتها الصريحة مغلقا عليه باب حمام غرفته مستمتعا بدفء المياه التى تغمر جسده ..
بينما هى تتفقد هاتفه كعادتها التى لاتنقطع !!
تفتح صندوق رسائله بحثا عن أى دليل إدانة له فلا تجد ما يؤجج ظنونها ..
تقلب صعودا ونزولا بقائمة اتصالاته فلا تجد سوى اتصالاته العادية بأسماء تعلمها جيدا ..
تترك الهاتف وتشعر ببعض الإرتياح إلا من تلك التى لم ترفع عينيها عن زوجها رغم أنها امرأة متزوجة ..
تتوعدها بسرها ..لن تمرر نظراتها له ..تعرفها تمام المعرفة وفضائحها بالنادى الإجتماعى الذى يتشاركان به علكة تلوكها كل الألسنة ..
دقائق ورأته يخرج فأسرعت تجفف له شعره بالمنشفة التى كانت تقف وتنتظره بها !!
عشر سنوات عمر زواجهما لم تتوقف عن تدليله ..وإغوائه ..وبذل كل مابوسعها حتى تحتفظ به ..وحتى لاينظر لغيرها ..وحتى لا يكون مصيرها نفس مصير أمها !!
لاتعلم أنه كان شاهدا على كل سنوات عمرها..طفولتها ..مراهقتها ..والأكثر سنوات انهيارها والتى قرر بها أن تكون مهمته إصلاح ما أفسده عمه والخراب الذى تركه بقلبها ..
عندما ارتمت بأحضانه تبكى وهى بالثامنة عشر تشكوه كصديق لها ..لم تكن تعلم أنها حركت به رجولته التى لم يختبرها قبلها !!وهاهى أصبحت امرأته كما وعدها ..
قال بسخرية وهو مستسلم تماما لها :
(فتشت هاتفى واطمئننت !! ....)
توقفت يداها عما كانت تفعله وتمالكت أعصابها وهى تهمس له بأذنه وهى تحتضنه فتذيب كل جليد غضبه من شكها به
(أحبك ..وأغار ..وتعلم !! ....)
وهل يستمر الحب عندما يقترن بقلة الثقة !!
وهل نظافة هاتفه دليل على إخلاصه لها !!
تعرف نقاط ضعفه ..وتستغل أنه رجل حار متطلب فتعطى أكثر مما ينتظره ..لم تترك له فرصة عتابها ..تقترب ..تلامسه ..تهمس له بحبها ودون مقاومة منه كان يبادلها غرامها ..ترضى غروره كرجل ولكن متى يشعر أنه ينال ثقتها !
*************************
لم تكن أبدا ليلة عادية بالنسبة له فمنذ رؤيته لها وللمرة الثانية وصورتها تحتل ذاكرته ..أما كلماتها التى ألقتها بوجهه بأقل من دقيقة واحدة فكانت شيئا آخر مختلفا بالنسبة له ..ليته لم يتبعها وليتها لم تتحدث فيرى كل ذلك التمرد والقوة بعينيها !
كيف تتحدث مع رجل لا تعرفه هكذا ..بل كيف أتت بكل تلك الجرأة وهى تعلنها أمامه ..(أنا مطلقة !!....)
هى حكاية غير كل الحكايا التى عرفها ..
يجلس بنصف ذهن ..ونصف عقل ..وبلاقلب !
تحاول أمه معرفة أى اخبار جديدة تخصه وتهفو هى إلى سماعها ..
قالت لتقطع عليه خلوته بشرفة بيته :
(ألم تعجبك ولا واحدة فى هذا الحفل ..إلى متى ستظل هكذا ؟ ماذا تنتظر وقد أصبحت بالخامسة والثلاثون ...)
عقد ساعديه أمام صدره وهو يستعد لذاك الحوار المتكرر الذى لا فائدة منه سوى ازدياد الهوة بينه وبينها ..
لم يجبها فاقتربت لتربت على ظهره وهى تقول بحسرة :
(أريد أن أفرح بك قبل أن أموت )
غصة مؤلمة استحكمت بقلبه ما إن ذكرت الموت فقال بلهفة صادقة :
(بارك الله فى عمرك ..لاتقولى هذا الكلام يا أمى.... )
تحشرج صوتها بالبكاء وقالت تستعطفه
(فادى ..لن أعيش لك العمر كله ياحبيبى ..وأبيك يريد أن يرى أبنائك قبل أن ...)صمتت قبل أن تكررها فقام لينحنى ويقبل رأسها وهو يقول بجمود :
( لم يأن الأوان بعد )
وتركها تدعو له بأن يشفى الله قلبه ويمنحه سلاما هو فى حاجة شديدة له !
*****************
لم يكن أبدا ممن يهتمون بمواقع التواصل الإجتماعى ..يمتلك حسابا عليه ولكنه لا يمتلك تلك اللهفة ليتابع كل ماهو جديد بالعالم الإفتراضى ..
هو رجل يحب الحياة وواقعها ..يحب لهفة العين عند اللقاء وملامح الوجه عند الحديث ..يجيد الكلام كما يجيد الصمت ولكن لا يجيد الكتابة عندما يريد البوح !!
ولكن رغما عنه تلك الليلة قادته تلك القصيرة لأن يفعل مالايهواه ..فوجد نفسه شغوفا لأن يعرف المزيد عنها ..
يغلق إضاءة غرفته إلا من ضوء خفيف تسلل برقه من وحدة الإضاءة الجانبية ل سريره ..يفتح حاسوبه الشخصى ويتذكر جيدا كلمة السر التى لاتفارق ذاكرته مهما طال الزمن ..
يكتب اسمها بالمربع الخاص بالبحث أملا فى أن يجدها ..فرح عز الدين !
تتراءى أمام عينيه عدة صور ولكن عينيه تستقر على أحدهما ..يفتح حسابها بلهفة فتملأ صورتها شاشته !
صورة مغايرة تماما لما رآه حياً أمامه !
فبدلا من نظرة الحزن التى رآها بالمرة الأولى كانت نظرة مجنونة شقية هو مايتجلى له ..وبدلا من ابتسامة التهكم المريرة التى رآها بالمرة الثانية كانت ابتسامة صافية تعبر عن امرأة لاتحمل للدنيا هما !
أهكذا نخفى أحزاننا !! أهكذا نفرض حياة أخرى مغايرة تماما لما نتعايش معه بواقعنا !!
كان يحدث نفسه وهو يتأمل صورتها ..عيناه تمر على حجابها ..عينيها ..وآه من تلك العينين ..ومن ثم إلى طابع الحسن بذقنها ..
لا يؤنب نفسه إطلاقا على طول النظر ..أليست هى من وضعت صورتها وأحلت له الإطالة !!
يردد اسمها ببطء وما زالت صورتها أمامه
(فرح عز الدين ..)
********************
(فرح) ..تردد اسمها بسخرية وهى تتمنى أن تنال بحياتها بعض من صفة اسمها ..تشعر بالملل بعدما نامت أمها وخلى البيت ككل ليلة إلا منها ..
ملل تحاول القضاء عليه بكل الطرق ..
كفنجان القهوة بعد منتصف الليل وسيجارة تدخنها خلسة بعيدا عن مراقبة أمها والتى لو علمت من الممكن أن تعلقها من قدميها كطفلة مذنبة ..
مجت من سيجارتها وهى تتذكر كم مرة عاقبتها أمها على أخطائها ! كم مرة نهرتها ..سبتها ..لعنت اليوم الذى أنجبتها به ..وتذكرت كم مرة احتوتها أمها فلم تخرج من تلك الحسبة سوى ب.(صفر )
صفر احتواء وصفر تفهم وصفر تعويض عن أب تخلى عنها ...
تنحى تلك الذكريات البعيدة جانبا وتستحضر ذكريات أقرب منها ..
هل يفتقدها ؟؟!
هل يشعر بفراغ بعد هجرها !
هل اشتاقها ؟؟
هل وهل ولا إجابة ترضى فضولها ..
تطفئ تلك السيجارة التى احترقت كما يحترق قلبها ..
أمسكت بهاتفها لتفتح صفحتها الشخصية على موقع التواصل الإجتماعى فيسبوك لتجد إشعارا بوصول عدة رسائل ..
اعتادت وجود تلك الإشعارات دون أن تهتم بأن تفتحها ..ولكن ماتعانيه تلك الليلة يجعلها تبحث عن أى وسيلة تتسلى بها ..
تفتح صندوق رسائلها فتتسع عيناها وتتقافز دقات قلبها وهى ترى اسمه بمقدمة رسائلها ..
وبأصابع مرتعشة فتحت رسالته وهى تمر بعينيها على كل حرف من حروف رسالته
( اشتقت إليك يا فرح ..ألا لقاء آخر يجمعنا ؟! )
ألقت هاتفها بتوتر ثم رفعت أصابعها لتقضم أظافرها بغيظ..
رنين يعلن عن وصول رسالة فنظرت للهاتف الملقى أمامها فتمد يدها لتأخذه وبداخلها رغبة رهيبة لإيذائه وصده ..تفتح الهاتف بتحفز لتجد رسالة من اسم لا تعرفه ..
لا تهتم بها وتعود لتلك الرسالة الأولى وتبدأ بإطلاق قذائفها :
( لا أريد أن أرى أسمك على صفحتى ..أنا اكرهك ..اكرهك )
ترسلها وهى تعض باطن شفتها السفلى بتوتر يشنج كل جسدها وكأن مس أصابها ..
صدرها يعلو ويهبط وهى ترى الطرف الآخر يكتب ردا فتنتظره حتى يظهر لها رده
(أنت كاذبة ..تشتاقين مثلى ..وتحبيننى كما أحبك أنا يا فرح )
تطبق جفنيها بقوة مانعة نفسها من بكاء يكاد يخنق صدرها ..
تعاود فتحهما على وصول إشعارا آخر بطلب صداقة جديد تحاول الهروب من مربع تلك الرسالة اللعينة فتفتح الإشعار لتجد اسم من يؤرق منامها !
تتجاهل كل ما يصل منه تضم ركبتيها لصدرها وتستند بذقنها عليهما ..
كيف يخفق القلب حبا وكرها !! وكيف يجعلها مشوشة هكذا ما إن رأت رسالته !!
يشتاقها !!! وما أدراه بالاشتياق !
رنين هاتفها جعلها ترفع رأسها وتديرها لترى اسمه على شاشة هاتفها لأول مرة بعد أربعة أشهر من الإنقطاع !!
أربعة أشهر انقطاع وأربع سنوات تمنت وصال !
بكل ما بقلبها من قهر أمسكت الهاتف لتجيب اتصاله قائلة بجفاء :
(نعم )
صمت من جانبه للحظات ثم قال بخفوت :
(متى ستعودين ؟؟ تركتك كما طلبت ولكن طال الغياب يا فرح )
ضحكت بسخرية وهى تقول بمرارة
(من الواضح أنك تتغافل عن طلاقنا ياطلال ..هل نسيت بتلك السرعة ؟! .....)
أنفاسه تتسارع وهو يهدر بها :
(تحلمين ..تركتك حتى تخمد النيران التى أشعلتها بجنونك )
ثم شدد على كل حرف وهو يؤكد لها :
(ورددتك قبل أن تنتهى أيام العدة ..لامهرب لك منى يافرح ..شئت أم أبيت أنت زوجتى.... )
عيناها اتسعت بصدمة ولسانها عجز عن الكلام فهادنها قائلا :
( ابنتنا بانتظارك ..هل ستأتين طواعية أم آتى لآخذك أنا ؟؟! )
صرخت به بجنون :
(أنت كاذب ...كااااذب ولايحق لك أن تردنى دون علمى ..على جثتى أن أعود لك.... )
ضحك بسخرية يخفى خلفها جرح كرامته ورفضها له :
(ستعودين ...صدقينى يا فرح ستعودين ...) ثم أغلق الهاتف بوجهها ليتركها تنظر للفراغ أمامها ..ثم تقسم بقسوة من بين أسنانها
(أقسم لك لن أعود ..أقسم لك ياطلال أن انتقم من كل لحظة خذلتنى بها )
تتحرك بعشوائية ذهابا وإيابا بغرفتها وهى تضع يدها بخصرها بينما يدها الأخرى تضعها فوق رأسها ثم تقول بتوتر وقد خانتها دموعها
(مازلت زوجته !!! يا إلهى ..هل يكذب علىّ ؟؟... )
تلقى نفسها فوق سريرها فتجلس وهى تستند بمرفقيها على فخذيها وتضع رأسها بين كفيها وهى تهزها بنفى قائلة بحرقة لايشعر بها سواها
( لن أعود مرة أخرى ..أموت ولا أفعلها... )
ثم ترفع رأسها وهى تتحدى ضعفها وتمسح دموعها بظاهر يدها وتشجع نفسها بالقول
(ستتخلصين من كل هذا يا فرح ..لاتجعليه يقهرك مرة أخرى... )
يقطع حديثها وصول إشعارات الرسائل على هاتفها عبر موقع التواصل ..تسحب هاتفها ظنا منها أنه يراسلها مرة أخرى لتجد رسالة على شاشة هاتفها من حساب شخصى غريب عنها محتواها أصابها بغضب مضاعف ما إن قرأت تلك الرسالة :
(أعجبتنى بطاقة التعريف الخاصة بك ..مممممم مطلقة لذيذة لاتصلح للحب ولا الزواج وتتهمنى بالتحرش دون حتى أن ألمسها ؟؟....)
تضغط على صورته الشخصية فتجد صورة رمزية لرجل يجلس أرضا ويستند برأسه على جدار خلفه مغمضا عينيه بألم ..ينتابها الفضول فترد على رسالته :
(من أنت ؟؟! )
لحظات تراءت لها فى مربع الحديث الخاص بهما إشارة بأنه يكتب لها ..تنتظر طويلا ثم تفاجئها وقاحته :
(لا أجيد الكتابة بصفة عامة ..هلا أعطيتنى رقمك للتواصل !!؟ ...)
تشتم من بين أسنانها وتلقى بهاتفها بعصبية لتعود إلى مخاوفها ..وعقدة حياتها ..طلال
تسحب نفسا محملا بكل همومها ..لطالما تمنت أن تنتهى غربتها وتعود لوطنها ...

(الغربة ليست الخروج عن حدود الوطن ..فقد تكون الغربة داخل حدود جدران غرفتك )
وهذا تماما ماتشعر به وهى تدور بعينيها داخل غرفتها الخاوية !!
لا سبيل لها الليلة سوى بما تفعله دائما لتخرج من أحزانها ..امتدت يدها لتغلق ضوء غرفتها إلا من إضاءة خافتة بجوار سريرها ..ثم أمسكت بهاتفها بحثا عن موسيقى هادئة ..
نفس هادئ ..ثم آخر ..ترفع رأسها تزامنا مع وقوفها على أطراف اصابعها ..كلتا يديها مضمومتان للأعلى ..تغمض عينيها ...واحد ..اثنان ..ثلاثة ...وهاهى تحلق فى سمائها ..تتحرك بتناغم مع إيقاع الموسيقى الهادئ تدور وتدور وكأن روحها قد هاجرت من تلك الغرفة الخانقة ..
هاجرت إلى البعيد ..إلى حلم ظنت أنه اقترب ليأخذها من كابوس حياتها السابقة !
.......................
(قبل أربع سنوات )
تضحك بصخب فتلتفت الرؤوس ناحيتها ..توبخها صديقتها قائلة :
(فرح اخفضى صوتك ..كل الرجال حولنا ينظرون لك.. )
تضع ساقا فوق أخرى بخيلاء تليق بجمالها ..فتنظر حولها لتجد من يبتسم لها فتعود برأسها لصديقتها وتميل على الطاولة لتقرب رأسها منها هامسة :
( اترك من ينظر لى وهيا اخبرينى ..ما آخر أخبارك مع العاشق الولهان... )
تتنهد عاليا ويكسو الضيق ملامحها فتكاد فرح ترى لمحة حزن طفيفة بعينيها وهى تجيبها بيأس
(رفضه والدى وأخى للمرة الثانية.... )
ترفع فرح حاجبها بسخرية وهى ترد مؤكدة
( هذا أقل ما يفعلوه معه ..كيف يوافقون على شاب عاطل لم يعمل بعد ومسؤل عن أسرة كاملة ..كان من الأولى أن يحافظ على كرامته ولايتقدم مرة أخرى.... )
تغضب منها عاليا وتدافع عنه بانفعال نابع من عشقها له فتأمرها بحزم :
(فرح من فضلك ..لا اسمح لك أن تتحدثى عنه بهذه الطريقة ..لا اعرف ماسبب عداوتك له !! )
تمسك بفنجان قهوتها لترتشف منه وهى ترد ببساطة
(لا ارتاح له ..وأنا لا أكذب إحساسى أبدا ...)
تقف عاليا وقد انتابها الضيق الحقيقى من صديقتها وقالت بغضب :
(يامن ينتظرنى بالخارج ..عن إذنك )
توقفها فرح وهى تمسك بساعدها لتجلسها مرة أخرى وقد شعرت بسخافة حديثها الذى لايتناسب مع الضيق الذى تعانى منها صديقتها فتعتذر منها بود :
(عاليا ..لاتغضبى منى ..والله كل همى أنت ..لا أريد أن يصدمك او يجرحك...... )
تؤكد عاليا بثقة اكتسبتها بعد خمس سنوات من الارتباط بالجامعة
(يامن يحبنى يا فرح ..صدقينى يحبنى )
ثم تقول بإصرار (ولن اتزوج غيره ابدا حتى لو رفضوه ألف مرة.... )
تتنهد فرح بفراغ صبر وتهادنها قائلة :
( أتمنى أن يخلف ظنى يا عاليا...)
تنظر عاليا لهاتفها الذى لايفارق يدها فيعلو رنينه فتقف مسرعة وهى تودعها قائلة بلهفة
(يامن يتصل مرة اخرى ..سلام يا فرح )
تلوى فرح شفتيها بسخرية وهى تتمتم قائلة
( سلام يا عاليا )
وماهى إلا لحظات إلا وكانت طاولتها قد امتلأت بالعديد من أصدقائها ..
دوما كانت إجتماعية فى أى محيط تتواجد به ..
تنعم بالعديد من الأصدقاء،..
أصدقاء دراستها ..أصدقاء عملها الجديد الذى التحقت به ..أصدقاء،النادى الإجتماعى الذى تشترك به ..
الكثير والكثير حولها بينما الفراغ بداخلها !!
(فرح عز الدين !!! يا مرحبا يا مرحبا ) قالها أكرم أحد اصدقائها فاردا ذراعيه وهو يقف أمامها ..
انتفضت واقفة وهى تقول بلهفة
(أكرم ابن الناس المحترمين !!! )
ثم ضربته بقبضة يدها بكتفه وهى تمازحه قائلة
(أتنتظر أن ارتمى بأحضانك ؟!مالك تفرد ذراعيك هكذا ؟؟؟ )
يضحك باستمتاع وهو يغمز لها و يشاكسها قائلا
(مممممم ليتك ترتمين بأحضانى )
تسبه وهى تضربه مرة أخرى (وقح )
يقترب بوجهه يهمس لها بشقاوة :
(جدا جدا )
تضحك ضحكتها الصاخبة فيرد قائلا :
( يا مغييييث )
لحظة والثانية وكان هناك من يقف بجواره ..لايحيد عينيه عنها بينما يعاتب صديقه قائلا :
(ألن تعرفنى على الجميلة ؟!)
تنظر له باستنكار ولكن لم يخفى عليه نظرة الإعجاب التى ارتسمت لثوان على ملامحها فتسأل أكرم بسخرية :
(من الظريف ؟؟! )
ينقل أكرم نظره بينهايمينا وبين صديقه يسارا ثم يمازحهم قائلا :
(أنا أكرم )
ويشير ناحية فرح قائلا (صديق الآنسة ..فرح )
ثم يلتفت ليفرد كفه ويميل بوجهه ناحية صديقه قائلا وصديق لقاهر قلوب العذاراوات ..طلال )
يمد طلال يده لفرح دون أن يرف له جفن وكأن عينيه أصبحت أسيرة لعينيها ويهمس بنبرة خافتة :
(مرحبا فرح ..)
تبادله التحية فتمد يدها ليضغط عليها فتسحب يدها بينما تترك عينيها تطيل النظر لزرقة عينيه الساحرة وترد بثقة مزعومة :
(مرحبا طلال ....)
انتهى الفصل التانى


Nareman fawzy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-20, 12:47 AM   #7

جنا البحر

? العضوٌ??? » 310176
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 386
?  نُقآطِيْ » جنا البحر is on a distinguished road
افتراضي

يعطيك العافية بالتوفيق يارب الكاتبه الجميلة المبدعة كل رواياتك روعة

جنا البحر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-20, 10:30 AM   #8

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي




نونو حبيبتي انت هنا وانا معرفش
ياهلا والف مليون هلا

حبيبتي اخبارك امورك
هو في حد ينساك حتى تقعدي تفكريني

ده البك بوس ياسين لايمكن ان ينسى

ولا يحيى او الاخ ابو التاتوهات اللي فرحان يخلف هو بناته في ذات الوقت

اروح اقري وارجع لك

امواااااااه


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 22-07-20, 08:55 PM   #9

Nareman fawzy

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 390018
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 826
?  نُقآطِيْ » Nareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا كيكاتى ..وحشتونى ..❤❤
طبعا الفصل اللى فات وعدتكم ان بعض اسئلتكم هتلاقوا اجاباتها فى الفصل ده ..لكن بعد ما أعدت قراءة الفصل لقيت التساؤلات كترت لذلك انا حبيت نفسي كتير تدروا ليش ؟؟
لأنى ماكذبت عليكم وقلتلكم هتلاقوا اجابات النهاردة
حد يقولى امال فصل النهاردة فيه ايه يانيمو
هقولكم فيه بداية لظهور بعض الحلويات وفى بارقة أمل مش عارفة هى فين بالظبط بس هنحاول نطلعها
وعدتكم برومانسية حالمة ؟؟
لحد الان كله ضرب،ضرب ؟
انى آسف
#يا_عصي_القلب
الفصل الثالث
يقف بانتظارها خارج النادى الرياضى قرابة النصف ساعة ..يزفر بضيق وهو ينظر باتجاه باب الخروج ترقبا لوصولها ..لطالما أخبرها بعدم رغبته باستمرار صداقتها لفرح التى يبادلها نفس شعورها ..فكما هى لا ترتاح له فهو أيضا لايتقبلها...
. و لطالما أخبرته أنها لاتستطيع الإستغناء عن صديقة طفولتها ..فصداقتهما استمرت لسنوات طويلة حيث كانا بنفس المدرسة ولكن فرقتهما الجامعة ..وبالرغم من ذلك لم تستطع إحداهما الإستغناء عن الأخرى ..
يستند بظهره على إحدى السيارات المصطفة جانبا وكلتا يديه بجيبى بنطاله ..
يعتدل ما إن رآها قادمة ..تمشي مسرعة فتتطاير خصلات شعرها لتتراقص دقات قلبه ..
ترتدى بنطالا من القماش الاسود تعلوه بلوزة بيضاء قصيرة ..وتخفى بعضا من مفاتنها بكنزة من الچينز التى بالكاد تتعدى خصرها ..
تكاد تركض نحوه وهى تبتسم حتى اقتربت منه وباغتته قائلة تقلد صوته بخشونة زائفة :
(تأخرت يا عاليا ..كم مرة قلت لك أننى لا أحب الإنتظار ياعاليا ..صديقتك ليست أهم منى يا عاليا.... )
ثم استندت على السيارة بظهرها مثلما يفعل لتأخذ أنفاسها وتستريح قليلا فتحرك ليقف أمامها ينظر لها من علو نظرا لطوله الذى يفوقها فحجب عنها تماما أشعة الشمس فلم يتبقى منها الا القليل الذى ظلل عينيها فيتحول لونها البنى إلى لون آخر سحرى يأسر عينه ..ثم مال قليلا فنظرت حولها بقلق وهى تهمس له متوسلة :
(يامن ..ابتعد )
(اشتقت إليك يا عاليا ) قالها وهو يرفع كفيه مستسلما وقد ابتعد عنها بمسافة تسمح له بالاستمتاع بقربها ..
تمسك يده وهى تجره بعيدا وتقول بفضول
(تعالى ..احك لى بالتفصيل ماذا قال لك والدى... )
قلبه ينقبض وعقله يجن فيضغط على كفها المتمسك بكفه فتشعر بتوتره ..ولكنها كعادتها تبسط له أكبر مشاكله فتمازحه بالقول ( حبيبى المرفوض مرتين ..أنا سأختبر مدى صمودك ..أخبرنى متى ستأتى المرة الثالثة ؟؟...)
يلتفت برأسه وينظر لها فيهتز قلبه لضحكتها ..ثم يعاود النظر للطريق أمامه بينما مازالا كفيهما يتعانقا ..
ينظران للطريق أمامهما وكل شارد فى بحر من الافكار والمخاوف ..
مخاوفه من فقدها ..مخاوفه من تحمل مسؤلية أخوته ووالدته بعد تقاعد والده بعد أن كان يعمل موظف بسيط فى أحد المصالح الحكومية ..أخته التى تكبره وترفض خاطب بعد آخر نظرا لظروفهما وأخيه الأصغر المتخرج حديثا ومازال هو الآخر يبحث عن عمل ..أى تعقيد هذا الذي يواجهه !!
لايلوم رفض والدها أبدا وهى الابنة الوحيدة له ..
سنوات ارتباطهما و دراستهما معا بالصيدلة جعلت فكرة فراقها غير قابلة لاحتمالاته ..
وعند هذه الفكرة التفت ينظر إليها مرة أخرى فيلمح بطارف عينيه من يتهامس عليها وهو ينظر لها نظرة رجولية تقيمية لم تعجبه ..
شهقت متفاجئة وهو يهجم فجأة على أحدهما والذى كان يستند على حائط بالقرب منهما ..يكيل له لكمة بعد أخرى بوجهه بينما هى تتشبث بذراعه ووتتوسله بصراخ مكتوم
(يامن أرجوك كفى ..ارجوووووك )
يدفعه الشاب بصدره ثم يرفع يده ليمسح الدم المتدفق من جانب فمه ..
يلهث يامن أمامه وهو يسبه بينما هى تتركه وتمشي فيلحقها ويجذبها من ساعدها فتتأوه بألم فيهمس من بين أسنانه بغضب :
(ليتك تحترمين نفسك وترتدى ملابس طويلة تخفى أشيائك هذه )
تتلون وجنتيها وتبتعد بوجهها عنه فيزفر بضيق ثم يتحرك بها ناحية الطريق وهو يجرها خلفه ثم يشير إلى إحدى سيارات الاجرة ..يفتح بابها ثم يدخلها ويغلق الباب بقوة أجفلتها ..
يستقيم ويمد يده بجيبه ليخرج حافظة نقوده ليخرج منها بضع ورقات ثم يمد يده للسائق قائلا بحزم
(اوصلها لمنطقة ......)
يهز السائق رأسه بينما هى تخرج يدها لتمسكه وتستدير بجذعها فيميل ليهمس لها أمام نافذتها قائلا
(المرة الثالثة عندما أكون جدير بك يا عاليا ...)
يدير السائق محرك سيارته فيتحرك بينما هو يبتعد ..تلتفت برأسها تنظر له بينما هو يضع كلتا يديه بجيبى بنطاله ناظرا لها بيأس ..بألم ..والقليل القليل من الأمل !!

**********************
لاتعرف كيف استدرجها لكل تلك الأحاديث وكأنها منذ زمن تعرفه !!لن تنكر جاذبيته ..وتأكد هو من مدى حضورها ..
يكاد يجزم أن حولها هالة من الجاذبية الممغنطة تخطف من يكون فى محيطها ..تلك العينين لم يرى مثلهما ..ورغم ضوء الشمس الساطع إلا أنه فشل فى تحديد لونهما ..هل يخيل له أنه امتزاج لونان ببعضهما !!يحتاج جدا أن يقترب ..
استطاعت هى بسهولة اكتشاف جنسيته الغريبة عن بلدها ..ولم تجد حرجا فى معرفتها ..يجلس معهم أكرم غارقا فى احاديث جانبية فكاهية مع صديقاتها اللاتى يغرقن بالضحك من خفة ظله ..بينما هى مأخوذة بذاك الذى لم يرفع عينيه عنها ..
دوما جريئة ..غير مبالية !!
هكذا اعتادت بعدما واجهت الحياة وحدها ..أليست من فقدت أبيها تعتمد بشكل كلى على نفسها !!
هى فقدته روحا لاجسدا ..
فارقها بينما هو على قيد حياتها ..
انتقل يجلس على المقعد المجاور لها فسألها بلهجة عملية خالصة :
(وماذا تعملين يا فرح ؟؟)
ثم استطرد دون انتظارا لردها :
(اخمن أن مجال عملك يخص أحد مجالات الجمال ..ممممم عارضة أزياء ربما !! )
ضحكت بغرور ثم قالت بثقة :
(مرشدة سياحية )
رفع حاجبيه بدهشة وهو يقول بإعجاب :
(أوووووه ..رائع ..وأى لغة تجيدين ؟ )
ضيقت عينيها تدعى التفكير ثم قالت وهى تضم قبضة يدها ثم ترفع إبهامها :
(الفرنسية لغتى التى اتقنها جيدا )
كيف لا وهى تربية مدارس الراهبات الفرنسية !!
ثم رفعت سبابتها وهى تستكمل بخيلاء :
(والانجليزية )
تلته بالوسطى تزامنا مع قولها (وتعلمت الاسبانية )
ثم مطت شفتيها بسخرية وهى تؤكد قائلة (وبالطبع العربية )
إعجابه يتزايد بها ..فيرد برزانة لا تنكر أنها تعجبها
( bravo )
تضحك وهى تمازحه بلغتها الفرنسية (Merci )
يتدخل أكرم أخيرا وهو ينبههم لوجوده قائلا
(أنا أكرم ..صديقكم )
تضحك فرح وهى تقف لتستعد للانصراف قائلة
( سعدت بلقائك أكرم ..ثم تمد يدها ناحية صديقه (وسعدت بمعرفتك طلال )
يهز طلال رأسه وهو يقف ليبادلها التحية ف تلتفت فجأة ما إن سمعت جلبة خلفها وصراخ فتيات فتجد ماتوقعته !!
الشاب الرياضى الوسيم الذى ما إن يظهر بجنبات ذاك النادى الرياضى إلا ويحدث ضجيجا صاخبا حوله ..كيف لا وهو محاط بمعجبات لاحصر لهم !! لاهم لهن سوى الإلتفات حوله لالتقاط الصور معه ولفت انتباهه بكل الطرق ..
تتابعه وهو يجامل هذه ..ويضحك مع هذه ..ويمازح تلك ويلتصق بالأخرى وهى تأخذ صورة شخصية له معها ..
تتابعه وقد اكتست ملامحها بألم اشتياق لم تستطع أن تخفه بينما يتابعها طلال وقد أثار فضوله انتباهها لذاك الشاب،بتلك الصورة الملفتة ..
اقتربت من الجمع الملتف حوله فاخترقت طابور المعجبات بثقة حتى اقتربت منه وهى تفتح ذراعيها ليرتمى بأحضانها ..تقبل وجنته وتهمس له بنبرة خافتة
(مازلت فاسد عابث تستمتع بالتفاف الفتيات حولك )
يقبل وجنتها و يهمس بأذنها بنبرة ساخرة ( كلهن قطط يحمن حولى حتى أهتم ..وأنا ابن أبيك )
لن تخفى عليها المرارة المغلفة بسخريته ..تبتعد به قليلا وهو يلوح للفتيات فيسلب قلوبهن ..تعاتبه قائلة
( متى آخر مرة زرتنا بها ..)
يزفر بضيق وهو يرفع نظارته الشمسية يخفى بها عينيه عنها ويحذرها بحزم قائلا
(فرح ..لن نبدأ هذا الحوار مرة أخرى ..أنا ارتاح هكذا )
تتأبط ذراعه فتصل بالكاد لكتفه فترفع رأسها وهى تهادنه قائلة
(أمك تشتاقك ياغبى ..فقط اسبوع واحد بالشهر لنا ثم اعثوا فسادا فى شقتك )
يضمها له فيقبل رأسها ثم يبرر لها قائلا
(تعرفين ان وقتى ليس ملكى ..تمارين ومباريات وسفر
.اعدك سآتى قريبا )
ودون انتظار المزيد من محاكمتها لوح لها بكفه واختفى كالزئبق من أمامها ..
****************

يمر بأحد ممرات النادى المؤدية لبوابة الخروج ..يرتدى ملابس التدريب خاصته بينما يعلق حقيبة رياضية خلف ظهره ..
و تختبئ هى خلف جدار نهاية هذا الممر تتابع مشيته وهو يضع سماعات الهاتف بأذنيه ..
تفرد كفها فوق صدرها علها تهدئ من تلك الخفقات التى تتسارع تحت كفها ..تضحك صديقتها منها وهى تدفعها ناحيته قائلة
(زهرة ؟؟؟هل ستظلى تراقبيه ؟؟تحركى ياغبية ..الطريق خالى أمامك ..كيف سيراك وأنت تختبئين منه كقطة مذعورة هكذا ؟؟ )
تهمس لها وهى تضع سبابتها فوق فمها
(شششش لقد اقترب اقترب ...يا الله ..أنا فداء لطوله وعرضه وارتفاعه ولحيته ونضارته و....)ثم تضع كفها فوق صدرها وهى تقول بخفوت (اااااه قلبي يا سما ..قلبي سيتوقف )
مر أمامها دون حتى أن يلتفت فكادت أن يغشى عليها وعطره النفاذ يخترق أنفها ..
تستند بظهرها على الجدار ومازالت تضع كفها فوق صدرها الذى يعلو ويهبط بانفعال تأثرها به ..
تنظر سما لهيئتها ..ملابسها الطفولية ..قامتها القصيرة وجسدها النحيف وتلك الضفيرة الطويلة التى تتهادى فوق ظهرها ثم تؤنبها بسخرية
(بالله عليك انظرى لنفسك !!!كيف ينتبه حازم عز الدين لك بشكلك الطفولى هذا وهو يقابل يوميا صواريخ أرض جو ترتمى تحت أقدامه ..)
ثم تلف سما خصلة من شعرها حول سبابتها وتقول مازحة
( اااااه لو كان فى قلبي شيئا ناحيته ..لكنت لفت انتباهه بنظرة واحدة ..ولكنه مغرور عينه زائغة ولايشبع من مصاحبة كل كلبة تمر من أمامه... )
حزن يطفو على ملامحها البريئة فتسألها بسذاجة
(تعتقدى اننى من الممكن أن أعجبه ..ثم تتنهد وهى تقول بحسرة (نظرة واحدة فقط منه وأموت بعدها.. )
تمد سما كلتا يديها فتفك ضفيرتها بينما زهرة مستسلمة تماما لها ..
تفرد خصلات شعرها الذهبية حول كتفيها ثم تقول بإعجاب
(نعم ...هكذا ..تبدين أكبر قليلا ..)
ثم تهز رأسها بتعجب وهى تقول مؤكدة
(والله من يراك لن يصدق أنك بالسنة الثانية بالجامعة . تبدين كفتاة لم تتعدى السادسة عشر،..انه شئ مؤسف فى حالتك العاطفية هذه ..)
ترى اليأس والحزن يكسو ملامحها فتقترب منها وتحمسها قائلة
(اترك لى نفسك وأنا سأجعله رغما عن أنفه يهتم بك )
( اقسمى يا سما ..هل تتحدثين صدقا ؟؟ )
تومئ برأسها مؤكدة
( ثق بقدراتى . لن أكون سما إن لم أجعل رأسه تلتفت يمينا ويسارا بحثا عنك يا جميلة الجميلات )
*********************
( صباح اليوم التالى )
تشرب قهوتها بعد أن ارتدت ملابسها استعدادا لرحلتها مع فوج سياحى تابع للشركة التى تعمل بها ..
تؤنبها أمها قائلة
( فرح ..حجابك غير لائق بما ترتدينه ..اخلعيه أفضل لك ..)
تقضم لقمة من المربى ثم تحتسي رشفة أخرى من قهوتها وهى ترد بلامبلاة تعتادها
(سنعود لذلك الموضوع مرة أخرى ..أنت من أجبرتنى على ارتداؤه ..ولن تجبريننى على خلعه ..)
ترد أمها بعصبية
(استغفر،الله العظيم ..سئمت منك ومن اسلوبك ..لا أجد من يريحينى يا ربي ..أبليتنى بها وبأخيها الذى لايعرف معنى المسؤلية )
تقلب فرح عينيها للأعلى بملل ثم تأخذ حقيبة صغيرة تلفها حول خصرها وتحكم غلقها ..تقف أمام المرآة فتعدل خصلاتها التى تخرج من أسفل حجابها الذى تلفه فى عقدة خلف رأسها ..
ثم تلوح لها ببرود
(سلام )
ساعات قليلة وكانت تقف تحت أشعة الشمس الحارقة فى يوم ساخن من أيام أغسطس الحارقة ..تشرح للفوج السياحى المعلومات التاريخية عن أهم مايميز بلدها ..تشير للأهرامات وهى تسرد المعلومة بعد الأخرى ببراعة وثقة .
(لم أكن أعرف أنك بارعة هكذا ) جاءها صوته فالتفتت تنظر خلفها لتجده يقف بين أفراد الفوج السياحى فسألته بتعجب قائلة
(طلال ؟؟؟؟ ماذا تفعل هنا ؟؟)
نظر للاهرامات وهو يقول دون أن يلتفت لها ..
(أريد أن اعرف المزيد عن بلدك ..)
ردت بفخر وهى تضع يدها بخصرها
(بلدى غنية عن التعريف سيد طلال ...)
يقاطعهما أحد السائحين وهو يستفسر فتجيبه وهى تتحدث بطلاقة بينما هو يزداد إعجابا بها ..
تنشغل مع أفراد الفوج السياحى فيجفلها وهو يقف خلفها تماما ويهمس لها بنبرة اثارت رجفتها
( أريد أن أعرف المزيد عنك ..وعن اهلك ..وبلدك.. )
التفتت تنظر له فتغرق فى عينيه فيكمل بنبرة خافتة واثقة
(بلد أم أولادى ...)
لم يربكها أحدا من قبل كما يفعل هو منذ أن رأته ..نظراته ..كلماته ..وصراحته الغريبة هذه !!
احمرت وجنتيها رغما عنها فبدت له جميلة بشكل غير طبيعى فأومأ برأسه مؤكدا وابتسامته لاتفارقه
وبعد لحظات من الصمت فاجئها بطلبه
(أنا أريد الزواج منك ...)
ضيقت عينيها باستغراب ثم استجمعت قوتها وهى تؤكد له بثقة (أنت مجنون...! )
يقاطعهم أحد السائحين مرة أخرى فتستجيب هربا من محاصرته لها ..
ساعات وهى تتجاهل وجوده لكنها لم تستطع تجاهل أفكارها ..
تتزوجه !!!
****************
لم تدرك كم مر من الوقت وهى تتراقص على أنغام الموسيقى !!تدور وتدور ويدور أمامها كل مامرت به..
أنهكها التعب فارتمت بظهرها على فراشها وهى تفرد ذراعيها على اتساعهما ..تتأمل السقف فى شرود حزين ..تعاند عقلها وترفض التفكير فى كل ماهو قادم فتغمض عينيها بحثا عن ساعات نوم هادئة ..ربما دقيقة ..دقيقتان مرتا وكانت تحصل
على ما تمنته !
(صباح اليوم التالى )
تقف بملل متذمرة بانتظار المصعد حتى استقر بالطابق الارضى وفُتحت أبوابه فتدخل وهى تعطى ظهرها لمن خلفها ثم تلتفت وهى تمد سبابتها لتضغط على زر الطابق الذى توجد به الشركة التى تعمل بها ..وقبل أن تفعلها كان يضع قدمه داخل المصعد ليشاركها الصعود ..
تتذكر ملامحه جيدا ولكنها تتجاهله ..بينما هو ينظر لها بجرأة وقد لاحت على ملامحه ابتسامة غامضة ..
ضغطت زر الطابق ببرود وهى تتجنب النظر له ..
يشعر أنها سحبت كل ما بهذا المكان الضيق من أكسجين فلم يعد قادرا إلا على أن يتنفسها !!
صمت منهما استمر لحظات صعودهما حتى وصلا للطابق المنشود فخرجت وهى تطرق الأرض بكعبى حذائها المستفز جدا وهو خلفها !!
يلوم نفسه وهو يتفحص قوامها بنظراته الخبيرة الثاقبة !!..
كيف لهذه القصيرة أن تشعل نيران عبثه التى أطفأها !!
تشعر به خلفها فتغتاظ دون أن تلتفت لتسأله إن كان يتتبعها ..
ويصيبها الذهول عندما يدخل معها من نفس باب شركتها ..
تتجه الأنظار ناحيتهما ..
نظرة نارية قاسية تعبر عن غيرة تنهش بقلب صاحبها ..
يتقدم جمال ليستقبلها فيسأل دون أن يحيد عينيه عنها
(هل تعرفين السيد فادى ؟؟... )
دون أن تظهر أى تعجب أو دهشة تسأله بعدم اهتمام
(من فادى ؟؟؟... )
يمد يده قائلا بثقة زائدة
(مرحبا جمال ..) ثم يتركهما دون انتظارا لإذن أو سماح لمقابلة رئيس عملها ...
لم يثيرها الفضول لحظة واحدة لتسأل عن سبب تواجده هنا ..بينما تترامى على مسامعها الكلمات المعجبة به من زميلاتها ..تبا لهم ولثرثرتهم الفارغة !
دقائق وكان وليد يستدعيها كعادة صباحية اعتادتها !
طرقات على باب مكتبه تبعها صوته ليأذن لها بالدخول فتفتح الباب وتستقبل زوجان من العيون تراقبها !!
تمتمت بهمس لنفسها وهى تستدير لتغلق باب مكتبه
( يارب اعطنى الصبر لمواجهة هذان الرجلان ...)
ثم تعاود الالتفات وهى ترسم ابتسامة متصنعة وتتقدم لتقف قبالة مكتبه قائلة برسمية شديدة
(نعم سيد وليد ...)
يشير لها أن تجلس فلحظها العثر أن تجلس بالمقعد المقابل له بينما كان هذا هو حسن الحظ بالنسبة له ..
مازالت تتجاهله ...يقسم أنه مستعد تمام الاستعداد لترويضها ...سيعلمها فيما بعد كيف تكون مهذبة ..
يقدمه وليد لها وهو يقول بعملية
(السيد فادى صفوان ..مدير شركة .(.....)طبعا غنية عن التعريف ..
وتعاملاتنا مستمرة منذ زمن ولكنه اليوم يريد الإضطلاع على ملفات إنشاء وحدات المنطقة (.......)
ستجلسين معه وتوضحين كل ماسيطلبه منك ..
ثم نظر لفادى الذى يضع ساقا فوق أخرى وهو يؤكد لفرح قائلا
(لك مكافأة رائعة إن رست المناقصة على شركتنا ...)
هزت فرح رأسها ثم قالت بعملية دون حتى أن ترحب به
(منذ متى يتم إرسال مندوب للإضطلاع على اعمالنا !! ...)
يرفع فادى حاجبه بتعجب وهو يقول بسخرية
(مندوب !!!!...)
حدجها وليد بنظرة مؤنبة ثم أمرها بحزم
( جهزى الملفات وتفضلى مع السيد فادى بغرفة الإجتماعات ...)
وقفت وهى تومئ برأسها وتقول بتهذيب مصطنع
( حسنا سيد وليد ..كما تحب !!)
ينظر بطرف عينيه لرحيلها عنه فيتمتم لنفسه (كما تحب !!!وهل الامور هنا تسير بالحب !!)
(فرح ذكية جدا وستجيب عن كل تساؤلاتك ومخاوفك ) قالها وليد مسترعيا انتباهه الذى يتركز مع فرح فعاود النظر له وهو يهز رأسه مؤكدا ( اعتقد ذلك )
وتلاعبت الابتسامة على شفتيه بانتصار ..دقائق وستكون معه بمفردها !!
حسنا ..إنها مجرد جلسة عمل!!
**********************

يجلس قبالتها على طاولة مستديرة لم يفصله عنها سواها ..
تستمر بالشرح بعملية شديدة ..يتابع حركة أصابعها وهى توضح له كل تفاصيل تلك المنطقة السكنية ..يداها ترتفع وتنخفض ..تتكلم بكل جوارحها ..لكن الثابت والغير قابل للحركة هو عيناه المثبتتان على عينيها !!
شيئا ما فيهما يجعله غير قادر على مغادرتها !!وكأنها تأسر كل من ينظر إليها فيرفع كلتا يديه معلنا الإستسلام دون أى مقاومة !
قطعت نظراته الوقحة بالنسبة لها وهى تقول بغيظ
(انتهيت ...أى أسئلة أخرى !! )
هز رأسه يمينا ويسارا ينفى ومازال متعلقا بعينيها لتتحول نظرته إلى شجن ...
أدخل يده بجيب داخلى لسترته الانيقة ليخرج بطاقة يضعها أمامها
ثم يميل بجذعه ويستند بمرفقيه،على الطاولة ويشير بعينيه للبطاقة قائلا بجد غير قابل للمزاح
(هذه كل أرقامى ..سأكون أكثر من سعيد عندما تتركين هذا المكان العفن والذى يديره أكثر رجال الأرض تحرشا بال .....تركها معلقة لثوان ثم استكمل بسخرية ...بالمطلقات ...
اتسعت عيناها غضبا وقبل أن تفتح فمها لتسمعه سيلا من سباب يتوقعها منها قال مؤكدا بثقة
(من الا فضل والاكرم لك العمل بشركة يمتلك زوج أختك أسهما بها )
ثم وقف دون انتظار لرد وقال وهو يغمز لها
(سأنتظرك ...متأكد أنك ستجدين ألف سببا لتقديم استقالتك.... )
وتركها واستدار ليخرج من تلك الغرفة قبل أن يأخذها قسرا رغما عن ذاك الوليد الذى يعرف أخلاقه جيدا فتوقفت خطواته قبل أن تتوقف دقات قلبه عندما علا صوتها قائلا بغيظ
(لم أعد مطلقة سيد فادى ...)
انتهى الفصل سعدنا بكم ونرجو أن نكون قد أسعدناكم



Nareman fawzy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-07-20, 09:08 PM   #10

Nareman fawzy

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 390018
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 826
?  نُقآطِيْ » Nareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond repute
افتراضي

يسعد مساكم يا قمراتى ⁦❤️⁩
ليه حاسة انى هنا انا وصوت صرصور الحقل فقط ..من أنتم وأين أنتم ؟؟
بين أيديكم الفصل الرابع ...قبل ماتقروا قولوا الجملة الشهيرة اللى اسمعها بعد كل فصل (منك لله يا طلال )

#يا_عصيّ_القلب
الفصل الرابع
تمشط شعرها أمام المرآة بعصبية وهى تلومه بغضب
(أنت تساندها وتؤيدها فى قراراتها المتسرعة بشكل مستفز ..لم تكد تكمل شهران بالشركة التى توسطت لها بها حتى تركتها !! هل عادت كى تزعجنا جميعا كما كانت تفعل سابقا !!
تنهد هشام وهو يهز رأسه يمينا ويسارا غير مقتنع بعصبيتها الغير مبررة ثم سألها متعجبا
(ومايضرك يا أميرة إن عملت بهذه الشركة أو بغيرها !!هجومك عليها هو الغير مبرر بالنسبة لى !!إنها أختك بالمناسبة ..)
ترمى فرشاة الشعر خاصتها بعصبية ثم تلتفت بمقعدها لتنظر له وهو يستلقى على فراشه فترد بإندفاع
(أنت تدللها ..وهى سعيدة جدا بذلك وصدقنى ستتنقل من هنا لهنا ولن تستقر بمكان ..هذه فرح ولن تتغير ..أليست هى من تركت عملها كمرشدة سياحية متعللة بأنها لم يعد لديها نفس الشغف لتلك المهنة مثلما كانت من قبل !!)
هجومها بهذا الشكل على أختها أثار استيائه منها ف رغما عنه سألها بحيرة
(لماذا تكرهينها ؟؟...)
اكتسى وجهها بملامح غاضبة مستنكرة وسألته بجمود وهى تضع سبابتها بمنتصف صدرها
(أنا ؟؟؟أنا أكره أختى !!!)
ثم وقفت بانفعال وقالت مدافعة عن نفسها
(أنا فقط أكره تصرفاتها ...)
اقتربت منه لتستمر بالدفاع عن نفسها والصاق كل العيوب بأختها قائلة بتساؤل منفعل
(أنا من اخترت رجلا غريبا عنا وعن عادتنا وتزوجته !!أنا من طلبت الطلاق وتركت ابنتى بكل سرور وعدت بحثا عن الحرية وكأننى فتاة صغيرة مراهقة ؟؟؟أنا من اتمرد على أمى منذ أن وعيت على الدنيا و......)
( توقفى ...) قاطعها صوته المستاء مما قالته فصمتت غير مصدقة أنه ينفعل عليها لأجل أختها
نظرة مستنكرة منه جعلتها تدرك غضبه فأخذت نفسا عميقا تهدئ به نفسها ثم زفرته بهدوء وهى تتقدم ناحيته حتى جلست على حافة سريرهما ووضعت يدها على يده تمسدها برفق قائلة بخفوت
(أنا آسفة هشام ..صدقنى أنا لا أكرهها ولكن أنا لا أعرف ما هى نهاية ماتفعله !! ولا أعرف ماهو الحل لإصلاح حياتها التى أفسدتها بنفسها...
قال وهو ينظر لعمق عينيها وكأنه يدرس رد فعلها لما سيقوله لها
(ألست أنت اول من شجعها على تلك الزيجة وقتها !!)
ارتبكت قليلا ثم أجابته بنبرة حزينة
(كنت أظن أنها ستجد السعادة التى افتقدتها.. )
لانت نظراته لها فجذبها لصدره يضمها إليه فاستندت برأسها على صدره وهى تشدد من ضمه بامتلاك وقالت بألم
(أنت لاتعرف كيف عانت كل منا ...)
مسد على ذراعها العارى ثم قبّل مقدمة رأسها وهو يقول بحنان صادق
(أعرف حبيبتى ....أعرف )
انحدرت دمعة على وجنتها وهى تهمس لنفسها بصوت غير مسموع
(لا تعرف ...أبدا لن يشعر بنا أحد ...)
تغمض عينيها وكأن أمان الدنيا كله بالنسبة لها وهى تتوسد صدره هكذا ..ولكن كان للذكريات رأى آخر حيث أفسدت عليها تلك اللحظات الآمنة لتعود بها لتلك الفترة التى تبدلت بها حياة أختها.....
(قبل سنوات )
(تسألهم بحيرة وهى غير قادرة على اتخاذ قرار بشأن طلبه الصريح للزواج منها ..شهران فقط هى مدة إقامته ويغادر بعدها .. وهل شهران كافيان لعلاقة ارتباط وزواج يتبعها رحيلها لمدة لا يعلمها إلا الله !!
(شهران !!! ) كان ردها عليه وهو يطلب موافقتها حتى يستدعى أسرته للتقدم رسميا لها ..

(ما رأيك حازم ؟؟) كان سؤالها لأخيها الغير مهتم سوى بهاتفه الذى لم يرفع رأسه عنه وهو يجيبها بلامبالاة
(كما تحبين ..أنت من سيتزوج لا أنا !! )
لم يفاجئها بروده فقد اعتادت البرودة حولها !!
التفتت تطلب العون من أختها وتسألها نفس السؤال أملا أن يساعدها أحد فى الرفض ..أو يجد لها مبررا للقبول
فردت عليها بحماس غريب !!
(ولم لا ؟؟ كما تقولين ..شاب ووسيم وميسور الحال وستسافرين معه وتستمتعين بحياتك وربما تلفين دول العالم معه ؟! )
لاتنكر أنها انجذبت له ..أن به مميزات تغرى أى فتاة بالقبول ولكن بتلك السرعة !!
أما والدتها فرأيها لم يختلف عن إبنتها الكبرى !!
لماذا شعرت أنها عبء يريدون التخلص منه !!
لم ينصحها بالتروى سواه ..زوج أختها الذى كان يحضر تلك الجلسة فقال بعقلانية وحنان تفتقده !
(رأيي أن تفكرى جيدا يا فرح ..)فترمقه زوجته بنظرة مؤنبة !!
فيستكمل ناصحا بود حقيقى
(الأمر ليس بتلك السهولة ..أنت ستتركين بلدك ..ستعاشرين عائلة غريبة عنك فهل أنت مستعدة لهذه التجربة ؟؟...)
وقتها ضحكت بسخرية وكادت أن تنطقها مسموعة لهم
(ربما الغريب سيكون أحن عليّ من قريب تركنى !! ...)
ودون لحظة تردد نطقتها لهم
(أنا موافقة ..سأتزوجه.... )
أعادها من شرودها عندما بدأ يداعب خصلات شعرها وهو يسألها بخفوت
(أميرة ..هل نمت ؟؟ )
رفعت وجهها تنظر له فرأى طبقة رقيقة شفافة من الدموع تحجب جمال عينيها عنه فأبعدها عنه قليلا ليسألها بقلق
( مابك؟؟ لما هذه الدموع ؟؟ )
(أنا أحبك جدا ..لاتغضب منى ) كانت كلماتها الملهوفة ردا على سؤاله وهى تعاود النوم فوق صدره مرة أخرى فضحك وهو يضمها قائلا
(أنت ماكرة جدا ) ثم رفع رأسها ليمسك وجهها بكلتا كفيه ويقبل شفتيها برقة مكررا بين كل قبلة وأخرى
(وأنا أحبك جدا ....جدا ....جدا ....)
يتبدد خوفها وتنسى الدنيا ومن عليها ولاتتذكر سوى أنها لاتريد سوى أن تظل هنا ..فوق صدره ..أكثر الأماكن أمانا لها )
******************************
(قد تكون اللحظات السعيدة بالماضى سببا فى كل آلام الحاضر ..الكلمة ذكرى ..واللمسة ذكرى ..الصورة ذكرى ..ويأتى علينا يوما لانلوم أنفسنا ونبكيها إلا على تلك الذكريات )
لا تطيق الإنتظار منذ أن هاتفها لتقابله فى مكانهما المفضل ..
(قبل سنوات )
تجلس بأحد المطاعم المطلة على نيل القاهرة العظيم تنظر لساعة يدها بين الحين والآخر ..ما الأمر العاجل الذى جعلها تكذب كذبتها على أهلها حتى تقابله !!
تشعر بالضيق وقد وعدت أخيها ألا تخفى عليه شيئا بعد أن اعترفت له بحبها ليامن طلبا لمساندته لها ..
وهاهى تخلف وعدها معه فهل يستحق الأمر !!
ملت الإنتظار حتى وجدته يجلس أمامها مبتسما ابتسامته التى تسرق قلبها ..
رغما عنها ابتسمت فقال بخفوت وهو ينظر لها
(اشتقت إليك ..)
أخفضت عينيها خجلا فقال بصوت خافت بعثر مشاعرها رأسا على عقب
(انظرى إلي ..قلت أننى اشتقت إليك.. )
نظرت له فظل مثبتا عينيه عليها فقالت بتوتر لاحظه
(يامن أرجووووك ..ما الأمر الذى يجعلك تصمم على مقابلتى ..لقد وعدت عمرو ألا أأقابلك ..لو عرف أنى فعلتها صدقنى سيقتلنى... )
مازال مبتسما بهدوء ولا تعرف السبب فاقترب ليضع يده فوق كفها المستريح على الطاولة ثم قال بثقة
( الخميس القادم سأكون أنا وأسرتى ببيتكم ..و قسما بربي لن أخرج منه إلا وأنت لى وليفعل أخيك مايفعل لن يحرك شعرة من رأسي ..إما أنت أو قسم الشرطة غالبا )
سحبت كفها بذهول لتغطى فمها بكلتا يديها واتسعت عيناها بغير تصديق ثم صرخت به
(احلف لى أنك صادق !!... )
( ورب قلبي الذى لايخفق لغيرك لا أكذب... )
دمعت عيناها تأثرا بقسمه الغريب فسألته بلهفة
(كيف ..ماذا فعلت ؟؟مع من تحدثت ؟؟ أبى أم أخى ؟! )
عاد للخلف ليستريح بظهره على ظهر مقعده ثم راوغها ممازحا
( ماذا سترتدين ؟؟... )
وضعت يدها على قلبها الخافق بجنون وهى تغمض عينيها متخيلة روعة تلك الليلة إن انتهت كما تريدها ثم أرادت إغاظته كما يفعل بها فقالت بدلال
(ممممممممم سأرتدى فستانا باللون الذى لا تحبه ..ويكون قصيرا جدا كما لا تحبه ...)
اقترب بجذعه ليميل على الطاولة فيقبض على كفها فتصرخ بتأوه مكتوم فيهددها قائلا
(لا تختبرى جنونى ..والله إن فعلتها لن أمررها لك ..وليكن بعلمك أخى سيحضر معنا ..وأبى ..فاحترمى نفسك عاليا ...)
ثم رقت قبضته على كفها وأصبحت نظراته عابثة فقال وهو يغمز لها
(اترك كل الأشياء التى لا أحبها للوقت المناسب ... )
ضربة على ظاهر يده كانت نصيبه منها فضحك برضا فسألته بجد
(يامن ..أخبرنى ما الذى تغير لاتتركنى للفضول أنت تعرفنى أكره اسلوب التشويق الذى تلاعبنى به )
هز رأسه يمينا ويسارا وهو يشاكسها قائلا بفرحة
(يوم الخميس تعرفين كل شئ ..استمتعى بالمفاجأة... )

طرقات قوية على باب غرفتها أعادتها من تلك الذكرى التى ابتسمت بحنين لها ..فلم يعد لها سوى تلك الذكريات التى تهون عليها يومها ..
تكررت الطرقات بشكل أجفلها فاقتربت من الباب تسأله بانفعال
(ماذا تريد ؟؟ ابتعد عنى )
همس لها وهو يقرب وجهه من الباب قائلا
(لا استطيع الابتعاد أكثر من ذلك ..افتحى الباب )
استندت بظهرها الباب وهى تعقد ساعديها فوق صدرها وردت بعناد
(لن افتح )
رقق صوته وهو يهادنها قائلا بخفوت
( عاليا ..افتحى الباب ..)
ردت بتأكيد
(لا )
كز على أسنانه بغيظ وقال بصوت مكتوم من بين أسنانه
(سأكسره... )
تعرف أنه يفعلها ..قادر جدا أن يفعلها فاستدارت لتضع يدها فوق مقبض الباب وبالأخرى تدير المفتاح لتفتحه ثم تبتعد لتعطيه ظهرها ..
ما إن دخل الغرفة حتى استمر فى التحديق بها ..ينظر لها بقميصها الأسود القصير والذى يعلوه روب شفاف يظهر بسخاء ماتحته فاقترب منها حتى أصبح ملاصقا لها واقترب برأسه ليهمس قرب أذنها
(واضح جدا أنك غاضبة ..جميل جدا الغضب إن كان سيجعلك ترتدين هذا ال ....)
صرخت وهو ينزع عنها روبها فالتفتت لتشعل به ثورة من نوع آخر ..ليتها ما استدارت له ليشاهد العرض الكريم جدا جدا منها ..
رفعت حافتى ال روب الذى أسقطه عن كتفيها وقالت محذرة
(يامن ماذا تريد منى ؟ ..قلت لك اتركنى حتى أهدأ... )
اقترب منها بخطورة وهو يعتقل خصرها فيضمهابقوة بينما هى تبتعد بجذعها فقال بصوت خطير وعيناه تستبيح النظر،لكل مفاتنها
(أريدك ..والآن... )
تذكرت فعلته التى أغضبتها منه فابتعدت تعطيه ظهرهاوهى متسارعة الأنفاس فى محاولة منها للسيطرة ولو لمرة واحدة على ضعفها أمامه ..زفر بضيق ما إن ابتعدت عنه ومشط خصلات شعره بأصابعه ثم اقترب منها ليضم كتفيها بيديه وهو يتنهد هامسا بجوار أذنها
(عاليا ..لماذا تفسدين علينا حياتنا ..)
تميل برأسها بعيدا عن ملامسة شفتيه لجانب عنقها فيديرها إليها مرة أخرى ثم يترجاها قائلا
( مهما اختلفنا أرجووووك لاتتركى غرفتنا ..ثم استند بجبهته فوق جبهتها وهو يقول بخفوت لم تستطع بعده مقاومة نبرته المتوسلة
(أنا لا أطيق هجرك لى ..)
تعرف أنها ذات تأثير عليه. وتعرف أنه يصدقها القول فتحتضن وجنتيه بين راحتى يديها وهى تعاتبه قائلة
(وأنت تعرف أنى لا أحب الكذب... )
يميل بوجهه ليقبل راحة يدها فيغمض عينيه تأثرا من قربها المتعب له بعد ليال من بعدها عنه فيشعر بتأثرها ولايسمح لها بابتعاد فيضمها لصدره بقوة لم تستطع بعدها سوى أن تستجيب لعاطفته الجامحة القوية التى أغرقها بها
وقبل أن تعترض كان ينهل من عسل شفتيها المتمنعة منذ أيام عنه ..دقائق من الاعتراض تلاها وقت طويل جدا من الاستسلام له ..وما أغبى لحظات ضعفها !
****************************************
يقف بجوار سيارته متوترا مشتعلا ..يضع يد بخصره والأخرى يفردها فوق ظهر سيارته ثم تتحرك أصابعه لتطرق فى تتابع عنيف طرقات متتالية ..
عشر دقائق مرت منذ أن أرسل لها رسالة على هاتفها يهددها إن لم تقابله سيصعد لها ولن يهمه عواقب ماسيفعله ..
اتخذ شارعا جانبيا لشارعها منعا لفضيحة مدوية وهو يستسلم لجنونه ويأتى فى هذا التوقيت المبكر جدا كى يراها ويتحدث معها ..
لايعرف ما الذى أتى به ما إن حطت قدماه مطار أرض بلده فجر ذاك اليوم ..هل الشوق !!هل الخوف !!أم الإحساس بأنها بدأت تتسرب من بين يديه !!
عاصفة اقتحمت شروده فيسمع صوتها خلف ظهره عنيفا قاسيا ( هل جننت لهذه الدرجة ؟؟ ماذا تريد منى ؟؟ )
التفت لتصعقه بجاذبيتها التى لم تفتقدها ..وكأن مس كهربي أصابه ..قلبه يهدر فى صدره بقسوة تماثل تماما قسوة نظرتها التى قتلته ..
ظل يبحث فى عينيها عن لمحة اشتياق ..افتقاد ..لكن للأسف لم يجدها !!
قالت بغضب مكتوم وهى تخفض صوتها
(انطق ..هل ستظل تنظر لى ؟؟والله لولا خوفى من تصرفاتك الغير مسؤلة كعادتك ما كنت هنا الآن ..)
لم تربكها نظراته ..ولم يخفى عليها اشتياقه ولا التعب الذى بدا واضحا على ملامحه ..
ودون تباطؤ رفع هاتفه أمامها ليسألها بغضب أشبه بالعتاب
(هل هذا الخبر صحيح ؟! ...)
ودون أن تنظر للهاتف ردت مؤكدة وهى تعقد ساعديها أمام صدرها
(نعم صحيح ..وما الغريب فى ذلك ؟؟،وما شأنك أنت من الأساس ؟... )
قبضةقوية استحكمت ساعدها وهو يتوعدها بعنف اشتياقه لها (لن يحدث ؟ لن تكونين له يازهرة هل تفهمين ؟؟ )
مدت يدها الأخرى لتزيح قبضته بعنف وهى تقول بقوة
( لقد تمت خطبتنا ..وقريبا سنتزوج )
ضرب سيارته بقبضته فارتدت مرتعبة ليقترب هو منها ف تنظر حولها يمينا ويسارا خشية أن يراها أحد فتلفحها أنفاسه وهو يقول بجنون
(عاقبينى كما تشائين ولكن ليس بهذه الطريقة المؤلمة... )
تدفعه بصدره بكلتا قبضتيها وقد انهارت كل قناعات القوة التى ارتدتها فتصرخ به من بين أسنانها
( سأتزوج يا حازم ..وسأكون له بقلبي وعقلى وجسدى ..ابتعد عنى وإلا قسما بربي سأفضحك... )
يستدير فيركل سيارته بقدمه ثم يلتفت لها مرة أخرى ويباغتها وهو يمسك كفها ليبسطه فوق قلبها فتسحب يدها بعنف بينما هو يقول بخفوت
(على جثتى يا زهرة ..هذا القلب لى أنا )
تضحك وتقول بسخرية
(مسكين ..)
ودون وعود أو وداع تعطيه ظهرها وتبتعد ..تمشى قى خطى مسرعة وهو يتبعها ..لم يكن يعلم أنها تحولت لتلك القوة والقسوة منذ آخر مرة التقاها ..ولكنه إن تحرك خطوتين ليلحقها وأدارها ..سيجد الضعف والدموع فى عينيها ..
تسارعت خطواتها ودموعها تسبقها حتى وصلت لغرفتها فتجرى بلهفة لتختفى خلف ستائر نافذتها ..وكما توقعت وجدته جاء ليقف أمام بنايتها ..لا تستطيع إيقاف دموعها وهى ترى ذاك المنظر الذى تكرر سابقا ولكن شتان بين مشاعرها ..
ما أشبه الليلة بالبارحة ..ألم يكن من أسعد لحظات حياتها عندما يخبرها أنه سيظل مرابطا تحت شرفتها يلمح فقط طيفها !!
ليت الزمان ظل على ما كان ..
شدت تلك الستارة التى تكشفها له ما إن رفع عينيه ناحيتها واستندت بظهرها على تلك النافذة مغمضة عينيها تتذكر ما آل اليه حالها معه ..لماذا لم يتوقف بها الزمن عند أول مقابلة لهما !
(قبل أربع سنوات )
استسلمت تماما لكل نصائح صديقتها ..ولم لا وكل همها هو أن ينظر لها ..ترتدى بنطالا باللون الازرق وبلوزة وردية حالمة زادتها جمالا بعدما تخلصت من تلك الضفيرة الطفولية الخانقة فينطلق شعرها خلف ظهرها فى تموجات رقيقة هادئة ..
تغمزها سما وهى تقول بثقة (أراهن نفسي أنه لن يستطع رفع عينيه عنك ..أنت تبدين مبهرة يا زهرة ماشاء الله )
وقبل أن ترد زهرة كانت سما تتحرك مسرعة نحو مالك قلبها لتستوقفه وتقول بلهفة ( كابتن حازم ..صورة من فضلك ..صورة واحدة ..أرجووووك أرجوووووك )
يضحك لصديقتها فيخفق قلبها هى وتفتح عينيها على اتساعهما وهى تراقبه وقد وقف بجوار صديقتها التى نادتها بصوت مسموع تترجاها قائلة
(زهرة اقتربي من فضلك )ثم مدت يدها بالهاتف وهى تغمزها قائلة
(التقطى لنا صورة مميزة ..إياك أن تكون بالنهاية صورة معاقة كعادتك... )
أخذت منها الهاتف وكلها يرتجف ..ترفع الهاتف وتفتح الكاميرا بينما صديقتها بجواره تضحك بانتصار بينما هو ينظر للهاتف فتتعلق عينيها بصورته بالهاتف فترمش بعينيها وهى تراه يغمز لها !!
ترفع رأسها لتنظر له فيمازحها قائلا
(هل انتهيت يا زهرة ؟ ...)
هل نطق اسمها للتو ؟؟ لاتصدق نفسها
تضغط زر التصوير لتلتقط له صورة بمفرده بينما تتجاهل تماما وجود صديقتها فلايظهر سوى ذراعها ..
تومئ برأسها مؤكدة أنها التقطت تلك الصورة فتقترب منها سما لتأخذ الهاتف ثم تشكره قائلة
(شكرا كابتن ..أنا سعيدة جدا جدا )
ينظر للقريبة البعيدة ويشاكسها قائلا
(وأنت ؟؟؟ ألا تريدين التقاط صورة معى ؟! )
(نعم ...اقصد لا ...اقصد نعم نعم ) ردت بطفولية لاتليق أبدا بعمرها فضحك وهو يقترب منها ثم يطلب من سما التى تقف بجواره تفتح فمها كالبلهاء
(هيا ..التقطى لها صورة هى الأخرى ..واضح انها تريد ولكنها محرجة ) قالها وهو يلتفت برأسه فيغمز لها بينما هى ترفع رأسها تنظر له غير مصدقة ما يحدث وأنه بنفسه يطلب التقاط صورة معها ..
تلتقط سما الصورة فيظهر هو ناظرا أمامه بينما زهرة تلتفت ناحيته وتنظر له ...
فتحت عينيها والذكرى تشعل حرائق بصدرها فتتحرك ناحية خزانتها تفتحها ..ثم تفتح درجا داخل تلك الخزانة وتمد يدها أسفل مجموعة من الكتب لتسحب صورة فوتوغرافية تحتفظ بها منذ أربع سنوات ..صورة أول لقاء بينهما
تنظر للصورة وتتراءى أمامها كل تلك السنوات التى قضتها فى عشق ذاك الذى يقف أسفل شرفتها ..تخونها قدماها فتذهب للنافذة مرة أخرى لتجده قد اختفى فتحتضن تلك الصورة منحية كل مشاعرها القاسية التى اختارتها بإرادتها جانبا ..
وبينما هى كانت تحتضن صورته معها كان هو ينظر للطريق أمامه وهو يقود سيارته وصورتها لاتفارقه ..
كيف تغيرت لهذا الحد !! كيف لمن كانت تهيم به عشقا وتتغنى بحبه ليلا ونهارا أن تنتقم منه ومن نفسها هكذا ..
ماذا يفعل لها حتى ترضى !! يزفر بضيق وهو يتذكر صورتها مع من تدّعى محبته والتى نشرتها على موقع التواصل الإجتماعى لتعلن عن خطبتها له ..
وعند تلك الذكرى ضغط مكابح سيارته ليقودها بجنون يماثل تماما جنون تفكيره ومشاعره ..
لم يتوقف إلا عندما أدرك أنه أمام بناية والدته ..لن يجد من يساعده سوى فرح ..هى ورقته الأخيرة لإيقاف تلك المجنونة عن قرارها !
أدخل مفتاحه بباب تلك الشقة التى يهجرها منذ زمن ولا يأتيها إلا زائرا ..
هدوء قاتل وسكون هو أول ما لاقاه عندما دخل وأغلق الباب خلفه ..
صوت خطوات اقترابها منه هو ما حرك هذا السكون ليجد أخته التى صدمته ببرود استقبالها له وهى تسأله بفتور ( هل تذكرت أن لك أسرة وبيت ؟؟! )
صدمة أخرى تلقاها فى صباح ذاك اليوم الغريب ..هل هذه فرح !!
فرح التى كانت تركض لترتمى بأحضانه تستقبله بذاك الصقيع الذى يذيب حرارة اشتياقه لهم !!
هل أخطأ فى حق كل من يحبهم لتلك الدرجة التى تجعل وجوده معهم لايسبب فارقا لهم ؟!
اقترب منها يضمها رغما عنها وهو يقبل رأسها ويقول باستسلام غريب عليه (كيف حالك ؟ )
ابتعدت قليلا وهزت رأسها وهى تبتسم وترد بسخرية
(بخير ...كل شئ بخير )
التفت برأسه يمينا ويسارا ثم سألها بخفوت (أين أمى ؟؟)
تخطته وهى تضع حقيبتها بشكل عكسى فوق جذعها وقالت بلامبالاة ( نائمة بغرفتها )
لم يسمع بعدها سوى صوت إغلاق الباب ..
أهملته تماما كما كان يهملها !!
تحرك ناحية غرفة والدته ففتح بابها ببطء ليراها وهى فى سبات عميق حتى أنها لم تشعر به وهو يدخل ويغلق الباب خلفه حتى وقف أمام سريرها يتأملها ..
يرى خطوط وجهها وتلك التجاعيد حول عينيها ..جسدها الذى أصبح نحيلا ولا يعلم لذلك سبب !!هل هى مريضة !!
يخلع حذائه ..يندس تحت الغطاء بجوارها ..يقترب ببطء حتى أصبح ملاصقا لها ..وبدافع الاحتياج بداخله أحاط خصرها بذراعه واستند بوجنته على ظهرها ...يغمض عينيه وهو يستمتع بامتلاء رئتيه برائحتها ..
يسأل نفسه وقد ارتخت كل عضلات جسده المتحفزة ..منذ متى كانت آخر مرة نام بأحضانها !!
***************************
للحظات كانت تلوم نفسها لاستقبالها الخالى من أى مشاعر له ..ولكن أين كان هو عندما احتاجت له !
لقد اختار البعد هو الآخر هربا من حياة لايرغبها ..فما أن اصبح لاعبا مشهورا بكرة القدم التى يجيدها حتى استقل بحياته بعيدا عنهم
أصبحت تجيد ارتداء قناع اللامبالاة ببراعة ..وأصبحت تبادلهم إهمال المشاعر بإتقان ، هى حتى لم تخبرهم بما قاله زوجها لها وعند هذه الكلمة (زوجها ) مشاعر شتى تملكتها !
ليال يطلب وصالها وتصده غير مبالية باتصالاته المتكررة ومحاولاته للتواصل معها .
لاتصدق أنه فعلها وأعادها لتكون زوجته من جديد ..
مدت يدها لتفتح مسجل السيارة وتقوم بتعلية الصوت حتى التفت ناحيتها سائقى السيارات المجاورة لها ..
تغلق نافذة السيارة وتنعزل بعالم خاص بها ..
تعيش اللحظة الحالية وتنتظر التالية والتى ستقابل بها أغرب شخص قابلته بحياتها ..
*********************
ينتظر وصولها وحالة غريبة تنتابه لا يعلم لها سبب ..يشعر براحة ورضا ما إن هاتفه زوج أختها يوصه عليها ..
يرجع بظهره للوراء ليلتف بمقعده يمينا ويسارا ويبتسم وهو مغمضا عينيه ..الماكرة العنيدة اختارت ألا تتواصل معه بصورة مباشرة رغم أنها تمتلك كل أرقام هواتفه ..
ولكن حسنا ..كما تشاء ..بالنهاية ستكون بجواره هنا ..
مازال يتذكر جملتها التى ألجمته (لم أعد مطلقة ) وما إن قالتها حتى التفت وهو يبتسم لها بثبات يحسد عليه وقال بلهجة عملية باردة ( مطلقة أو غير مطلقة لايهمنى الأمر كثيرا )
كاذب ويعلم ذلك جيدا ..لقد أيقظته من حلم كان سيبذل الكثير حتى يحققه ..ولكنه لا يأمنها ..هى شخصية غامضة بالنسبة له ..ولديه الكثير من الفضول كى يكشف غموضها .،
طرقات على باب مكتبه جعلته ينتبه ليجد مديرة مكتبه تفتح الباب و تخبره بوصولها..
يشير لها بيديه بأن تسمح لها بالدخول ..وليته ماسمح لها !
تتهادى أمامه ببنطال أبيض تعلوه بلوزة باللون الأسود أظهرت جمال وجهها ..من قال أن الأسود هو لون الحزن !!
لقد غيرت هذا الاعتقاد تماما بطلتها ..
ترتدى حجابها وتظهر بعض خصلات من مقدمة شعرها ..يخفض عينيه فى محاولة لأن يغض بصره ولكن رغما عنه أعادها ليتفحصها ..
مدت يدها وهى تلقى عليه تحية الصباح قائلة بثقة
(صباح الخير )
لأول مرة تتطلع لملامحه ..شعره الأسود الناعم المصفف بعناية ..عينيه السوداوين الحادتين كعينى صقر ..حاجبيه الكثيفين والذى ما إن يرفع إحداهما متعجبا يبدو بقمة جاذبيته ..
يقوم من مقعده دون أن يتركه ليستقبلها فيمد يده وهو يرد بابتسامة غامضة
(مرحبا فرح )
جلست بالمقعد المقابل لمكتبه ووضعت حقيبتها على الطاولة ثم سألته بعملية خالصة
( هشام أخبرنى بالموعد الذى حددته لكنه لم يخبرنى عن طبيعة عملى هنا ؟؟ )
وبكل بساطة مدت يدها لتسحب حقيبتها تفتحها وتخرج منها ملف تضعه أمامه وهى تقول ببرود أغاظه
(هذا الملف به كل المعلومات التى قد تحتاجها عنى )
لماذا يشعر أنها رئيسة عمله وأن هو من يعمل عندها !!
مال بجذعه للأمام ليستند على مكتبه ويفتح الملف يقلب اوراقه فيسألها وهو يقرأ دون أن يرفع رأسه
(أنت مرشدة سياحية ؟!!! )
(كنت ) قالتها بنبرة جادة ثم استكملت دون أن يسألها
(لم تعد لدى الرغبة للتواصل والتعامل مع أحد كما اننى درست التسويق عبر الانترنت وتمكنت به )
هز رأسه ومازال يقلب بأوراقها ثم سألها قائلا
(عمرك ثمانية وعشرون عاما فقط !!! )
(وخمسة أشهر ) قالتها بثقة
ابتسم وهو يسألها بمكر
(الحالة الإجتماعية ..متزوجة !!! )
رفعت حاجبها وهى تجادله بقوة قائلة
(قلت انك لاتهتم بحالتى الإجتماعية !!! لماذا تسأل إذن ؟؟! )
ضحك بشدة فنظرت له وهى تتأفف وتلوى شفتيها بينما هو غير قادر على منع نفسه من الاستمرار بالضحك فقالت دون مواربة
(أرى انك لاتحتلف كثيرا عن سيد وليد ؟؟)
توقفت ضحكاته ووتلاشت حتى اختفت تماما ثم نظر لعينيها بغضب وهو يسألها بانفعال
(ولماذا قبلت العمل معى ؟؟..)
زفرت بضيق ثم اعتذرت بخفوت قائلة
(آسفة ولكن تساؤلاتك غريبة ..اعذرنى أنت شخص غريب ككل ..)
مالت شفتيه بابتسامة فسألته بصورة مباشرة
(سيد فادى .
ماهى طبيعة عملى تحديدا لأننا نتحدث بأمور لا فائدة منها؟ )
هز رأسه بيأس ثم قام من مقعده والتف حول مكتبه ليجلس بالمقعد المقابل لها لايفصل بينهما إلا طاولة ..
ورغما عنه انحدرت عيناه لساقيها التى تضع إحداهما فوق الأخرى ليظهر كاحلها الذى تزينه بخلخال تتدلى منه فراشة ناعمة فأنزلت ساقها لتضم ساقيها وتطويهما خلف الطاولة بينما يدّعى هو الإنشغال بقراءة ملفها الذى بيده
وبنبرة عملية حازمة قال وهو يغلق الملف ويضعه أمامها
(أنت مديرة مكتبى منذ الآن ..نجوى تزوجت ومنذ أشهر وضعت طفلها الاول ولم تعد قادرة على التوفيق بين بيتها وعملها ..ستجلس معك وتوضح لك كيف يسير العمل هنا )
(مديرة مكتبك ؟!!! ) سألته باندهاش
رد وهو يبتعد عن تأثيرها ويعود لمقعده مرة أخرى ويجيبها قائلا
(نعم ..زوج أختك أوصانى بألا أضعك بمكان لايليق بك ..وهذا أنسب مكان لك )
وبلحظة خاطفة تعلقت عيناه بصورة يضعها على حافة مكتبه ..وكأن صاحبتها تنظر له فظل متعلقا بعينيها غافلا عن فرح التى تراقبه وقد التمعت دموعا بعينيه أخفاها ببراعة كما أخفى تلك الصورة بعدما أخذها ليضعها بدرج مكتبه ثم يعاود الحديث معها قائلا بنبرة مختنقة قاتمة
(تفضلى يا فرح ..نجوى بانتظارك )
وقفت فرح فقال بلهجة صارمة
(وساطة زوج أختك لاتعنى التهاون فأنا لا أسمح بذلك ..مواعيد عملك من التاسعة حتى الخامسة ..وقد يمتد الوقت لأكثر من ذلك ان كان هناك اجتماعات طارئة )
رفعت حاجبيها بدهشة ثم قالت بابتسامة واثقة
(هذا فى حال إن قبلت العمل بالطبع )
استند بمرفقيه على مكتبه وشبك أصابع يديه ليستند عليهما ثم قال بثقة
(ستقبلين يا فرح ..إن لم يكن العمل هنا هو الأفضل لك ما كنت تركت وليد بتلك السرعة ..من الواضح أنه بالفعل من يتحرش بك !! )
شهقت وقد ازعجتها فظاظته فقالت بانفعال
(لم يخلق من يفعل ذلك بعد ..سأمسح الأرض بكرامته )
همس لنفسه بصوت غير مسموع (شرسة ..قوية ومزعجة )
رد بهدوء وهو يستند بظهره على ظهر مقعده ويتأرجح به
(جميل ..بداية طيبة يا فرح وتحذير شديد اللهجة ..)
ثم اشار بيده ناحية الباب ليأمرها قائلا بحزم
(هلا تفضلت لاستلام عملك ؟؟ )
انحنت لتأخذ حقيبتها ثم غادرته دون أى كلمة أخرى بينما هو يضحك وهى تخطو بعصبية فيصدر حذائها صوتا عاليا على الارضية الخشبية لمكتبه بينما تتراقص دقات قلبه لقربها الذى كان هو أكبرأهدافه....
*************************
ساعات طويلة مرت وهو يراقبها عبر كاميرات المراقبة بمكتبه ..تضحك ببساطة وتشرب قهوتها وتتعامل بأريحية مهلكة مع نجوى التى كانت تستجيب لها وكأنها تعرفها منذ زمن ..هل هى هكذا دائما !!تخطف قلب كل من يعرفها...
انتبه وهى ترفع هاتفها وتتحدث بطريقة عصبية ظاهرة له ..
تقف وتبتعد عن مديرة مكتبه وتتحرك يدها بانفعال وكل ملامحها غاضبة ..
تغلق الهاتف وتعود لتجلس بمقعدها ولكن تبدو شاردة ..
تمسك مقدمة رأسها بإبهامها وسبابتها وكأنها متألمة ..
ثم تقوم نجوى وتتركها وتخرج من الغرفة وتبقى هى بمفردها ..وبلحظة واحدة كانت تأخذ حقيبتها وتخرج مسرعة !!!
ترك مقعده وفتح باب مكتبه ليبحث عن أى أثر،لها فلم يجد إلا هاتفها !
يأخذه الفضول فيمسكه ويفتحه فيجد رقما سريا مطلوبا فلا يستطع معرفة ما حدث ليجعلها تنسى هاتفها وتخرج بتلك الطريقة الغريبة االمتسرعة ..
يخطو للخارج فيصصدم بنجوى والتى تمسك بيدها كوبا من الماء وبالأخرى علبة دواء،فتشهق بعد أن انسكب الماء،فاعتذر منها لتسأله بقلق
(أين فرح ؟؟ لقد بدت متعبة وطلبت مسكنا أحضرته لها )لم يجيبها وخرج مسرعا ليلحق بتلك التى فرت هاربة !!
تقود سيارتها بسرعة جنونية بينما هو خلفها وقد تمكن منه قلقا عليها ..
لا يريد أن تراه وبنفس الوقت قوة حمائية بداخله تريد أن توقف سرعتها الجنونية التى تقود بها سيارتها !
لم يهدأ إلا بعد أن وقفت بسيارتها أمام بناية لا يعلم إن كانت هذه البناية التى تسكنها !؛
ودون أن يتحرك من سيارته راقب من كان ينتظرها !
يتحدث معها ..يقترب منها ..يمسكها من ساعدها فتبعد يده عنها بقوة ..
وهنا لم يستطع الصبر فنزل من سيارته واتجه نحوهما ..
يمد يده بهاتفها وهو يقول لها (هاتفك يا فرح . لقد نسيته )
وجدت نفسها محاصرة بينهما !!
ينظر كل منهما للآخر فيقول الآخر لفادى الذى كان ينظر له بتحفز وكأنه على وشك الشجار معه
(وأين نسيت هاتفها ؟؟ ومن أنت حتى تأتى خلفها ؟ )
ترد فرح بخفوت وقد شعرت بدوار يصيبها
(السيد فادى هو صاحب الشركة التى أعمل بها )
ثم نظرت لفادى وهى تقول بنبرة مختنقة باكية وقد اوشكت على انهيار كانت تقاومه
(طلال ) وتوقفت فاستكمل طلال وهو يحاوط كتف زوجته بذراعه
(زوجها )

انتهى الفصل ...قراءة سعيدة 😁😁⁦✌️⁩⁦✌️⁩


Nareman fawzy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:36 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.