آخر 10 مشاركات
متزوجات و لكن ...(مميزة و مكتمله) (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          الدمــــية للكاتبة الجميلة blue me *متميزة* كاملة** (الكاتـب : ميرا جابر - )           »          حسناء ضوء القمر (47) للكاتبة: سارة كرايفن ... كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          2– التجربة - شارلوت لامب - ق.ع.قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          سراب الحب (8) للكاتبة الخلابة: نور الهدى *مميزة & كاملة* (الكاتـب : نور لينة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree524Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-12-20, 12:42 AM   #461

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


تحطمت أسوار الصمت باندفاع طلقات نارية عشوائية فبلغت عنان السماء لتخترق ستر الليل القاتم وتضيئه بومضات متتالية، جعلت قاطني قصر زايد ينتبهون أجمعين، خرجوا إلى الشرفات والمداخل متسائلين عن سبب ذلك، أخبرهم السيد سليمان الواقف أمام باب قصره الرئيسي فوق أعلى درجات السُلم من جديد كجبل تعشق الأرض شموخه:
- أول ورثتي على مشارف الوصول..
ازدادت التساؤلات من حوله عن أبوي الطفل..
لم يجيبهم ودلف إلى الداخل بخطواته الثقيلة فقد أوهنه الوقوف، كانت السيدة لبيبة والسيدة رحيمة قد هبطتا مثل الجميع إلى الأسفل، راقبتا تحرك السيد سليمان غير المكترث للجميع صوب غرفته، تساءلت السيدة لبيبة بفضول:
- بيسان هي الحامل أم زاد؟
التفتت إليها المجاورة لها:
- لا هذه ولا تلك..
اتسعت عينا لبيبة التي تمتمت بإعجاب ضاحك:
- ليس قليل هذا الولد، لقد قضى معها ليلة واحدة فقط..
قلب رحيمة الغض انتفض، لن تنكر السعادة التي غمرتها بذلك الخبر رُغم صعوبة ظروفه، شعرت للحظات بأن ذلك الطفل سيكون بوابة شفاء أمه فليس محالًا أن تنبت الزهور بين الحطام..
رمقتها بتنهيدة أمومية متعبة:
- معتصم أيضًا قضى ليلة واحدة مع بيسان..
مازحتها السيدة لبيبة بخفوت:
- قدرات الهجين فتاكة يا رحيمة، منصور متزوج من شهور ولم يحالفه الحظ إلى الآن..
اعتلى ملامح رحيمة التوتر قبل أن تخفيه ببراعة وتبتسم بدورها:
- هي قدرات بالفعل..
..
استأذنتها للحاق بعمها ولحقت به بالفعل، سألته بخوف دون مقدمات:
- لماذا لا تفترض بأنها ستجهضه..
نظر أمامه ببسمة هادئة غامضة دون إجابة مما جعلها تغادر بذات التخوف وظل التساؤل ينخر ثباتها، عزة مضطربة الآن وستكره طفلها ومن المحتمل أن تؤذيه..
***
كثر من يخوضون حروبًا والنتائج حسب المعطيات، وكل الأسلحة تنحني تقديرًا لسلاح العقل، ماذا إن كان جيشه الوحيد هو عقله أمام جيوش من الفوضى والعشوائية، حتمًا سيكون الفوز حليفه ولا عزاء لخصومه..
أخبرته روضة وأخبره والده الذي كان جامدًا يخفي انفعاله ببراعة، ومصعب جيد في قراءة ما وراء الأقنعة فالسيد أمين أوشك على إخباره بأنه أخيرًا قد فعل شيء مفيد..
دار بمقعده الوثير تاركًا مكتبه خلف ظهره شاردًا في الفضاء عبر الزجاج الشفاف، يسبل أهدابه بخمول وينفث تبغه ببطء ماضغًا علكته والنشوة تجتاح كيانه كليًا، الأهم من رسم الخطة وتنفيذها هو اختيار الوقت المناسب لها؛ فبعد اتفاقه معها على الزواج المدني وتوقيع العقد مرر عدة أيام وسافر إلى برلين لمدة شهر ليترك وقتًا كافيًا يتم فيه التوثيق وعاد يأخذها إلى منزل العائلة من أجل الزفاف، والمحصلة شهر كامل وأربعة عشر يومًا من تاريخ عادتها الشهرية، زاد احتمال حدوث الحمل إلى أقصى درجة ممكنة والثغرة الوحيدة هي ثغرة القدر، كل الظروف قد تهيئت والثغرة تم إغلاقها بمشيئة إلهية، والتي اتخذته صديقتها وتمادت في سحق رجولته بمقصلة لسانها السليط الآن تحمل في أحشائها طفله..
..
قطع احتفاله الصامت هجوم جود بعدما فتحت الباب دون إذن، وقفت أمامه تلهث وتهتف:
- عزة حامل!
هبط أرضًا وتقدم صوبها بتكاسل، طاف شبح بسمة على ثغره أخبرتها بأن ذلك كان بتخطيطه أيضًا، ناظرته باشمئزاز وكتفت ذراعيها أمام صدرها بتحفز:
- عزة تزوجت دون إرادة وحملت طفلك أيضًا رُغم أنفها!
رفع أنامله بلفافة التبغ إلى شفتيه، سحب دخانها ونفثه ببطء ولا تزال البسمة الكسول اللعينة عالقة بهما، كزت جود على أسنانه بغل، مصعب لم يترك للفتاة مخرج واحد، رمقته ببغض واستدارت بنية الرحيل:
- سأنهي بعض الأعمال هنا وأسافر لها، سأقدم لها الدعم الكامل في كل شيء حتى لو قررت الإجهاض..
***
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-20, 12:43 AM   #462

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

الشمس غاربة
والسماء تنزف شفقًا
وعلى أعلى نقطة فوق المنزل الصغير وسط مزارع النخيل الشاسعة الممتدة على مد البصر
كانت تدور حول نفسها تشارك الكون رقصة وداع
رقصة ماقبل احتراق النجم الأكبر
شعرها المظلم المجعد حولها ثائر بشراسة
كُحل عينيها المبالغ في سواده زاد عينيها الواسعة السوداء جنونًا
جسدها يغلي والعرق يغطيه رُغم صقيع الطقس وخفة ملابسها القطنية
كانت ترقص بعزم على نغم الدفوف في خيالها..
منتشية باندماجها مع النهاية، فلابد أن تكون هناك نهاية، وقتما تعود المجرات إلى العدم حيث أتت..
تفرد ذراعيها في الهواء وتدور ، تمد قدم وتنحني للأمام بجذعها ورأسها وتضع كفًا فوق أخر باستسلام
بالمارد مسكونة أو بالجنون ممسوسة
لا فارق
هي عروس من طمي وداي النيل
قُدمت روحها كأضحية في بلاط الفرعون
حول رقبتها طوق مطبوع باسم الملك
الملك الذي استشرى طيفه في دمها
فقد كانت سيئة الحظ بما يكفي لتكون قربان له في معبد هجره الكهنة كافرين بعهد الخيانة..
صعدت رفقة الدرج ركضًا حين غابت عن أنظارها عزة ، سقط قلبها عند أقدامها فزعًا حين رأتها تتمايل على حافة السور هكذا، مدت كفيها ترتجف وتهتف بذعر:
- اعطني يديكِ عزة..
توقفت عزة عمّا تفعله، تناظرها من علو بتشوش، تقدمت رفقة بحذر تتلاحق خفقاتها تناغمًا مع أنفاسها، حياة عزة على المحك وإن لم تستطع إنقاذها ستقفز خلفها، تصلب عزة في وقفتها ومدت يدها تحركها ببطء فوق بطنها وصولًا إلى موضع جنينها، انقبضت أناملها بقوة وامتعض وجهها، تنفست رفقة ببطء وحدثتها بصوت مختنق:
- خالتي دميانة قالت إن آلامك كلها ستشفى حين تحملين طفلك بين يديك..
اعترى الواقفة على شفا السقوط شعور مختلف، مختلف وعارم حد أنه أغرقها في الثمالة، ترنحت بخفة وانفردت أناملها تهدهد طفلنا ببطء، ارتعدت أوصال رفقة من ترنحها وشدت عودها للأعلى تتوسلها أن تطيعها وتهبط معها، ناولتها عزة كفها فساعدتها لتضع قدمها على الحجارة الضخمة التي ساعدتها للصعود وأنزلتها ببطء حذر حتى إذا ما حطت أقدامها على أرض ثابتة غمرتها رفقة في عناق حنون وأجهشت في بكاء ونشيج، كانت دميانة التي سمعت الجلبة من الأسفل قد صعدت بدورها وانخلع لبها على مرأى عزة تعاني ذلك الدمار حد استهانتها بحياتها، ضمتهما بين رحابة ذراعيها وراحت تهدهد الصغرى الغارقة في انهيارها والكبرى التي تعاني الخلل الأكبر..
أجبرتهما على الهبوط إلى الأسفل، أجلست عزة الشاردة على المقعد وجذبت آخر وجلست عليه، مدت يديها تعانق كفي عزة المستكينين فوق فخذيها، شملتها بنظرة غامضة واتشح وجهها بجدية بالغة:
- عليكِ بالوقوف على قدميك يا عزة، يكفي إلى هنا..
ناظرتها عزة بعينين من زجاج معتم، مازال جبينها ينضح بالعرق، استقبلت ما تفوهت به دميانة بلا شعور، ودميانة لن تيأس منها أبدًا شددت على يديها بقوة:
- لديك الآن طفل، جزء منك، وإن أردتِ مني الصدق سأقول أن هذا هو أشد ما تحتاجين..
اختلج فك عزة وهدرت بين أحداقها أمواج الظلام فعادت دميانة تردد بثقة:
- تحتاجين عائلة ل عزة وحدها، تحتاجين الأمومة يا ابنتي..
..
سمعتها عزة ولم تُعقب،
نهضت إلى غرفتها ودثرت نفسها بآلية وغفت، ليومين كاملين كانت تنام لساعات طويلة وتستيقظ من أجل الحمام أو بفعل يدي دميانة أو رفقة ليطعماها عنوة..
أيقظتها رفقة في الصباح وأخبرتها أن أمل وليلى وزوجها في طريقهم لزيارتهم، استجابت عزة وتحضرت للقائهم بديناميكية، وصلوا قرابة الظهيرة ففتحت لهم دميانة الباب واستقبلتهم، دلفتا الصديقتان وعانقتا الجميع، شعرتا بذبول عزة المتزايد وخبر حملها قد صدمهما قبل المجيء، طلبت منه ليلى بلين:
- هل بإمكان حذيفة التحدث إليكِ؟
كان حذيفة قد ظل بالخارج لم يجرؤ على رؤيتها دون إذن، عزة التي ما عادت تُصدم أومأت لها دون حتى البحث عن سبب له، دلف متهربًا بعينيه في البداية لكنه استجمع شتات نفسه سريعًا وواجهها، استغربت من تراه من ندم على مُحياه، وقف أمامها مباشرة وسألها بلين:
- كيف حالك يا عزة..
هزت كتفيها بلا معنى وأجابته:
- بخير..
توترت تفاحة آدم خاصته بشكل مثير للريبة، حمحم بخفوت قبل أو يخبرها:
- إن أردتِ أي مساعدة لا تترددي في طلبها مني، تعرفين أن مصعب صديقي..
استحالت عيناها إلى جمرتين من جحيم تومضان بقسوة:
- تبًا له لا أريد سماع شيء عنه..
هادنها بكفيه وهز رأسه يتفهمها:
- أنا آسف..
ظنته عزة يعتذر من أجل التلفظ باسم مصعب لكنه تبادل النظرات مع ليلى وأمل التي تعرفان تحديدًا سبب اعتذاره الحقيقي، تراجع للخلف وأخبرهم أنه سينتظرهما بالخارج وأن تأخذا وقتهما برفقة عزة..
..
انفردت أمل وليلى بها في غرفة مغلقة وكانت أمل قد حضرت نفسها بصعوبة لاقتراح على عزة أن تختار تلك المرة، تساءلت عزة الجالسة على فراشها:
- ماذا يا أمل أرى أنكِ متوترة.. أعتقد لديكِ شيء تقولينه..
ناظرتها أمل الواقفة أمامها بأمومة مشفقة وعزة تكره أن يشفق عليها أحد فأشاحت بوجهها عنها لتتقدم أمل وتقبض على كفها البارد:
- لم تختاري الزواج ولا الحمل يا عزة..
رفت أجفان عزة واجتاحها الوهن، مسدت أمل خصلات صديقتها وهمست بندم بعدما عضت شفتيها خزيًا:
- لم ينبض قلب الجنين بعد و......
توسعت أجفان عزة تدريجيا وتلاحقت أنفاسها فأطبقت أمل شفتيها وأجفانها قبل أن تفرقهم وتعاود الهمس:
- إن أردتِ عدم الاحتفاظ...
قاطعتها ليلى بهلع، ليلى التي كانت تراقب الأمر بلا تدخل حتى تفهم ما تضمره أمل، تقدمت ووقفت بجانبها كأنما تقرأ المستقبل وتعرفه عن ظهر قلب، ركعت على ركبتيها أمام عزة وهمست ببوادر بكاء:
- إن تخلت عن الطفل أنا سآخذه لي..
انتفضت عزة من جلستها بشراسة تحاوط بطنها بذراعها وتحدج ليلى بذهول:
- تأخذين من؟!
والتفتت إلى أمل تسألها بصدمة بالغة:
- وأنتِ كيف تتفوهين بهذا الجنون؟
رفعت رأسها للأعلى واتخذت قرارها وحدها:
- لن أقتل طفلي..
بين مقتها للحظة تكوينه واحتياجها لوجوده ستظل ممزقة لوقت طويل..



نهضت ليلى تزيح العبرات التي سالت على وجنتيها وابتسمت مثلها مثل أمل، احتضنتا عزة كل من جهة، مسدت أمل خصلات صديقتها بيدها الحانية:
- أجل عزة إنه طفلك..
***

يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-20, 12:45 AM   #463

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

تجمعهما صداقة طويلة، ستة من عمر السنون، تشاركا في أشياء عدة منها الإحجام عن العلاقات، أحدهما لم يتزوج لأنه لم يجد المرأة المناسبة والثاني لم يفعل لأنها موجودة..
حضر يوسف إلى الاجتماع بإلحاح من مدين الذي ود الانتهاء من أعماله العالقة قبل إجازة الزواج، تفاجئ يوسف بالزيجة لأن مدين لم يمهد له ذلك، بل لم يتحدث أمامه عن حياته العاطفية قط رُغم صداقتهما الطويلة، بعد انصراف العملاء كان يوسف جالسًا يراجع بعض تفاصيل مشروع مهم والآخر واقف بجانبه يشير له على بعض النقاط، سأله بهدوء:
- كيف حال جدك الآن..
تنهد مدين قبل أن يجيبه:
- يتحسن بالتدريج..
ابتسم يوسف الذي انتهى من عمله واضجع قليلًا إلى مقعده الوثير يقلب القلم بين أنامله:
- لماذا أتيت اليوم يفترض بك التحضر للزفاف..
كز مدين على أسنانه بضغط طفيف لا يُلاحظ، تشاغل بالتقليب في الأوراق وإمعان فيها النظر وأجاب بلا مبالاة:
- أفضل ترتيب أعمالي بنفسي..
أومأ له بتفهم وقد قرأ وجوم ملامحه:
- لماذا لستَ سعيدًا يا مدين؟
أشاح مدين بوجهه فمازحه الآخر بلطف:
– هل أجبروك؟، بإمكاني إقناع جدك بعدم الضغط عليك..
لم يكن مدين بحال تسمح له بتبادل المزاح، ليس سعيدًا كما لاحظ يوسف، بداخله شعور مبهم عاجز عن وصفه، ما انفك عن التخيل لو أن المكان والزمان مختلفان، لو أن الأوضاع طبيعية وسيتزوجها بعد كل تلك السنوات دون تلك الغصة التي تسيطر عليه، وجد في رنين هاتف يوسف ملاذًا يهرب به من أفكاره، استدار إليه كليًا فوجده يرد باسمًا وتنحسر ابتسامته تدريجيًا، تتحول مزاجيته للنقيض و يكز على أسنانه بغيظ ويغمغم:
- حليب ماذا يا أمي الذي سأترك عملي وأشتريه لكم الآن..
لم يردع الأم استنكاره وتفوهت بما لم يسمعه مدين، مدين الذي قهقه بقوة مع هتاف الآخر:
- أباءكم اشتروا لكم الحليب لأنهم كانوا أباءكم..
تنحنح قبل أن يجلي صوته ويردف بحزم:
- ارسلي الخادمة أو السائق يحضرونه..
أغلق يوسف هاتفه وحدج بشفتين ممطوطتين حنقًا مدين الضاحك والذي جلس قبالته وتندر كما تفعل والدته:
- احضر أم لأودك..
استند يوسف بساعديه إلى الطاولة، اتشح وجهه بهدوء كامل وعقب بعقلانية:
- وإن لم يحدث بيننا توافق؟
أجابه مدين برفعة حاجب ضاحكة:
- انفصلا..
تأفف يوسف فالمزحة سمجة:
- أنتَ سخيف في الحقيقة..
تخلى مدين عن تلك الطريقة وانتهج نهج صديقه الهادئ:
- تحتاج إلى زوجة بالفعل، مسئولية الخمسة أطفال ثقيلة عليك وحدك..
عاد يوسف يعدل من قلمه ويتشاغل بالأوراق قائلًا بعناد:
- سأتزوج إن وجدت المرأة الصحيحة..
كلمة يوسف العفوية اخترقت حصون مدين ودمرتها تمامًا، فلديه أسوأ امرأة صحيحة في الكون..
استأذن مدين في ترك يوسف يكمل وحده بقية أمور العمل وذهب إلى المنزل، كان قد قرر الزواج دون زفاف متعللًا بظروف جده الصحية وطلاق بيسان ومعتصم، أخبرها في رسالة أنه سيمر على غرفتها ويأخذها في تمام الثامنة والنصف، رأت الرسالة يومها ولم تجيبه بأي رد، اخترق بوابة المنزل الساكن وشعر باعتياد الوضع فيه، هو الذي طلب أن يمر الزواج دون صخب وشعر بانقباض في صدره حين حدث ذلك، يقرر ويصر على الأشياء وحين تحدث يبغض شعوره بها، صعد قاصدًا غرفته وقت العصاري، علمت أمه بعودته فلحقت به وحدجته بسخط على باب غرفته:
- ستفعل ما برأسك يا مدين..
تململ في وقفته أمامها، زفر بقوة وأطبق شفتيها صامتًا:
ازداد حنقها ومقتها لصبر، تجهم وجهها بغضب ما انفك عن الفوران بداخلها، ثمة شيء يوغر صدرها ضد صبر، لا تستسيغ اقترابها من ابنها بأي صورة:
- لن أرضى عن زواجك منها ولن أحضره كما قلت لك قبلا..
صمت أيضًا ولم يكلف نفسه حتى عناء استرضائها، فمنحته فرصة أخيرة ليعيد النظر:
- لم يفت الأوان بعد، بإمكانك تركها الليلة..
اشتعلت في أحداقه ثورة من رفض ترجمها لسانه سريعًا:
- لن أتركها يا أمي، لا الليلة ولا في أي ليلة تالية..
فقدت منه الأمل فاستدارت ساخطة ورحلت بخطوات حادة متسارعة، وقف لحظات يرمق رحيلها، تصعب عليه الأمر الصعب أصلًا، لا يريد الحديث، استهوى الصمت واتخذه سبيله حتى تمر تلك الليلة إن كُتب لها المرور أصلًا..
نظر في ساعة يده وزفر بغضب مازال هناك وقت طويل جدًا حتى الثامنة والنصف، خلع ثيابه وأخذ حمامًا دافئًا وقصد فراشه، مرت نصف ساعة وعقله لا يرحمه فيما ينظر للسقف، تحامل على نفسه لينعم بقسط بسيط من راحة العقل وبالفعل غفى حتى السادسة، أزاح الغطاء حين تبدد الوسن ونهض من فراشه، بدل ملابسه وهبط الدرج فوجد حركة مختلفة، الجميع يتحرك في عجالة ويحمل أشياء، انتهى من الدرج ووقف يسأل إحدى الخادمات وعيناه تتبع البقية:
- ماذا يحدث؟
أجابته بتهذيب:
- ضيوف سيدتي رحيمة يا سيدي..
أومأ بتفهم وسألها ثانية:
- أين معتصم؟
أشارت إلى محله الدائم:
- في مكانه الخاص..
تركها خلفه متقدمًا صوب مكان معتصم الذي لطالما وجد به صبر قبلًا..
تخطى الباب ليجد الأجواء تعج بدخان نارجيلة معتصم، وصل إليه وجلس على أريكة عمودية على خاصته دون تحية، رمقه الآخر بلا اهتمام واستمر ينفث دخانه بصمت..
سأل معتصم بحنق:
- والدتك تقيم عرسًا بالداخل وكأنني لم أطلب
عدم الاحتفال، من طلب منها ذلك..
رمقه معتصم بلا مبالاة وأجابه:
- أنا طلبت ذلك..
سأله محتدًا:
- هذا عرسي أنا ما شأنك أنت..
نفث معتصم دفقة دخان جديدة وعقب ببرود:
- إن لم يعجبك العرس لا تحضره..
تأفف مدين وأشاح بوجهه لبعض الوقت..



مال بجذعه يتمدد ويضع ساعديه أسفل رأسه وينظر للسقيفة المنمقة في الأعلى، طال وقت الفراغ ففضل أن يحادث معتصم لئلا يختنق، سأله دون مقدمات:
- من منكما أخطأ في حق الثاني أكثر يا معتصم..
الجميع بات يعرف قصة بيسان مع معتصم من بدايتها لنهايتها، وكلهم تحاملوا عليه أكثر في حين أنه التزم الصمت تمامًا..
التفت له معتصم بوجه جامد:
- نحن الاثنان أخطأنا في حق نفسينا..
رفرفت أهداب مدين فوق عينين تناظران الآخر وكأنه رأي جزء من نفسه فيه، زفر بقوة وسأله:
- لماذا لم تُعدها إليكَ، كان عليك حل الموقف قبل سفرها..
ارتكن معتصم برأسه للخلف إلى ظهر الأريكة وتمتم بشرود:
- كانت ستشعر بالقهر أكثر، تركتها حتى لا ندور في دائرة وجع مستمرة..
جاوبه صمت مدين مما شجع معتصم يسأله بجدية:
- ماذا عنك أنت؟.
ازدرد مدين لعابه بعسر، بغصة واختناق:
- اليوم سأتزوجها..
زفر معتصم بقوة فيما أمعن فيه النظر، لم يعرف هل يواسيه أم يبارك له اقتناصها فعاد إلى نارجيلته، هيئة مدين لا تحتاج تأويلًا، ولو أنه محله لكان تصرف مثله في أحيان عدة، ورغم أنه يؤازر صبر وكان قبلا يغبطه على حبها الفريد لكنه يدرك جيدًا بشاعة ما اقترفته صبر في حق نفسها..
راح يعبث مدين في هاتفه متشاغلًا عن التفكير الذي أرهقه، وصلته رسالة جعلته ينتفض جالسًا على مقعده، تفرقت أجفانه ذهولًا واندفعت الدماء ساخنة في أوردته، كانت رسالة من عمته رحيمة ب صورة لظهر صبر تم التقاطها أثناء وقوفها تعانق أختها وأخيها قبل دقيقة واحدة من القاعة الداخلية، ترتدي ثوب عرس أبيض فاضح لا يستر من ظهرها سوى مقدار خطين أبيضين رفيعين متقاطعين في المنتصف، ينسدل فوقهما طرحة عرس شفافة من نهاية خصلاتها المصففة كلها في ربطة خلفية..
نهض يبتعد عن معتصم إلى بقعة مظلمة في الحديقة، تلك الليلة لن تمر بسلام فبشرتها ال
سمراء تحكي عن نفسها دون حروف، مرر أنامله على الصورة ببطء وغصته تشتد مرارة، الأبيض يزيدها جاذبية، تبدو كالعروس التي ما تمنى غيرها، ليتها ليست هنا ولا تؤثر فيه مثلما تفعل، لن يحاسب نفسه على خياله، ففي خياله سيدلف الآن ويحملها إلى غرفتهما وسيعانقها ويقبلها بشغف مثلما كان يفعل حين كانا يافعين، لكنه في الواقع سيهينها إن رآها بذلك الثوب، لا يشك في ذكائها ويدرك أنها ستفعل أي شيء كيلا يراها في هيئة العروس..
مر الوقت ببطء شديد ولاحظ بداية انصراف ضيوف عمته رحيمة، نظر إلى ساعته فوجدها قد تخطت الثامنة بدقيقة، دلف إلى الداخل ليراها تصعد الدرج في عجالة وترتدي فوق ثوب الزفاف رداء أسود له قلنسوة تخفي رأسها كلها، كانت تتمسك بجانبي الرداء بكلا كفيها وتهرول لأعلى..
توجه صوب غرفة جده وطرق الباب قبل أن يسمح له ويدلف، استقبله الجد مبتسمًا:
- مبارك بني..
تقدم مدين وقبل كفه، كان مضطربًا لا تجد مشاعره المرسى الصحيح فزفر حين أشار له جده ليجلس، جلسا متحاورين على أريكة الجد الوثيرة، بادر مدين بتمتمة خافتة:
- أشعر بأنني أحترق..
قبض الجد على مسبحته وسأله بشرود:
- ومتى لم تفعل؟
تغضن جبين الحفيد وأجابه:
- ولا يوم، منذ علمت بأنها فرطت في نفسها وأنا أحترق..
مسد السيد سليمان لحيته لبعض الوقت وعلق بحكمة:
- من السهل أن أحكم عليها وأدينها..
انتبه له مدين كليًا، فأردف الجد بيقين:
- لكنها احترقت مثلك، لن أحاكم إنسانًا عاش في الجحيم كل تلك السنوات سأفقد إنسانيتي إن فعلت..
ربت الجد على ركبة حفيده بحب واهتمام شديدين:
- تجاوز بني، تجاوز حتى تعيش..
مرر مدين كفيه على جبهته مرورا إلى خصلاته:
- لا أستطيع أبدًا..
علق الجد بهدوء:
- امنحها فرصة تساعدك..
احتقن وجه مدين وكز على أسنانه بقوة، تخيل أن يتركها تبرد نيرانه وتطبب جروحه واحترق أكثر، تمتم بقسوة:
- ابتهل من أجلها، ليتها تتحمل حياتها معي..
نهض مدين ولوح له بصمت وانصرف وابتهل الجد، ابتهل من أجل حفيده أولًا..
...
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-20, 12:47 AM   #464

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

صعد إلى غرفته وبدل ملابسه، وهبط إلى غرفة صبر مباشرة، كانت الساعة المرتقبة قد حانت وعليه أن يأخذها إلى جناحهما، التفاصيل هزلية لكنها تستجلب لمشاعره القتامة، وقف أمام باب غرفتها وطرقه بخفوت ووضع يديه في جيبي سرواله..
كان أنيقًا بحلته الكلاسيكية السوداء رغم أنه يفضل عصرية الملابس، لكنها كان تليق به بشكل أضفى عليه جاذبية ونضجًا، فتحت زاد الباب ببشاشة وابتسم لها حين طلّت، قالت بسعادة:
- مبارك مدين أنا سعيدة من أجلك.
اتسعت ابتسامته ورد بكياسة:
- شكرا لكِ زاد.
فتحت له الباب على مصراعيه فدلف حين أفسحت له الطريق، وجد عمته رحيمة واقفة جوار صبر تعدل لها ثوبها الأسود، تلاقت العينان بنظرة تحكي بصمت، كانت زينتها مخملية راقية وعيناها مظللتان أظهرت غيمتيها أكثر جمالًا، اندهشت زاد في بداية الأمر من اختيار صبر لثوب أسود بعد الأبيض وأمها أخبرتها ألا تشغل بالها بهما فمطت شفتيها وصمتت، انتقلت عيناه من صبر إلى عمته رحيمة التي تحدته بعينيها أن يصمد أمام صبر، بادلها نظرتها بترفع يخبرها بأنه أكبر من ذلك، عاد ينظر إلى الواجمة وأشار للخارج مغتصبًا ابتسامة:
- هيا..
تصلبت محلها فشجعتها السيدة رحيمة بدفعة طفيفة فتقدمت للأمام حتى وصلته،
أجفلها بالقبض على كفها وجذبها ليغادر بها، حين شرعا في صعود الدرج ملصت يدها منه بحدة، فلم يعقب وتركها تسبقه..
..
وقفت جواره أمام باب جناحهما المفتوح، وذلك يشبه الوقوف على حافة النهاية خلفها ركام العالم وأمامها الهاوية، كلاهما لم تطعه قدماه البتة، ظلا واقفين أمام الباب المفتوح بعجز عن الإتيان بخطوة، مر الوقت بثقله وبعد ذلك سمعته يتندر بغلظة:
- هل تنتظرين مني أن أحملك وأنتِ بكل ذلك الوزن..
رفعت إليه حدقتين محتدتين وهتفت ذاهلة:
- هل تقصد أنني أعاني السمنة..
مط شفتيه باستهانة وأشاح بوجهه، هي تعاني الفتنة لا السمنة ووجودهما معًا سيتسبب في كارثة حضارية، تستفزه لأن يكون بربريًا ويفضل ذلك المسلك جدًا..
سألته حانقة بزفرة مختنقة:
- هل قصدت ذلك بالفعل؟!
التفت إليها يرمقها ببرود:
- أجل قصدت ذلك..
خطت خطوة واحدة للأمام استدارت تواجهه بلا مسافات، اتشحت عيناها الوقحتين بالمكر ورفعت كفها تجذب خصلاتها إلى أحد أكتافها فتكشف عن جيدها ورقبتها وتخاطبه بأسوأ لغة ممكنة:
- اعترف بإنك لا تقاوم..
وعن نظرته وقتها فقد وقفت أمامها الأبجدية بعجز، فشل في التعبير عنها كل سرد، نظرته مرة كالصبر، لهاثه حارق وغصته واجب، دفعها بعنف للدخل وصفق الباب بقوة، أزاحها من طريقه ودلف يخلع سترته ويلقيها أرضًا أتبعها برابطة عنقه، سمعته يصيح من خلفها متأففًا:
- ليس لدي وقت كافٍ لذلك الحديث الفارغ، لدي مباراة مهمة الآن..
استدارت له ذاهلة:
- مباراة!
تجاهل استنكارها وأشار إلى جسدها باستهانة يوبخها:
- قلت ملابس حداد وليست ملابس حداد مثيرة..
صدمها تعليقه فتخصرت ومالت تغويه أكثر:
- كانت ملابس حداد عادية قبل أن أرتديها..
حل أزرار قميصه بزفرة حارة وأولاها ظهره دون حروف، دلف إلى الداخل وفتح التلفاز على مباراة كرة القدم التي بدأت للتو، استمعت لصوت المعلق الحماسي من الخارج فقطبت جبينها للحظات قبل أن تتقدم وتميل برأسها وتنظر إليه،
كان قد جلس على أريكة وثيرة بأريحية وانتبه كليًا للمباراة، هزت رأسها ودلفت للداخل، المكان مرتب وهادئ لم تره من قبل وكان رائع التصميم والأثاث، ظلت تروح وتجيء بجانب الفراش تفكر، لا تستطع تخطي رجفة الرهبة التي تغمرها، زفرت ودلفت إلى غرفة الملابس بدلت ملابسها بغيرها حريرية سوداء وأحكمت ربط مئزرها جيدًا..
توجهت صوب المطبخ الملحق بالجناح وحضرت كوب أعشاب دافئة وغادرته به، مرت بمدين الذي ترك الأريكة وجلس أرضًا على ركبتيه يضرب الأرض مرات متتالية بكفيه في حالة يرثى لها، فهمت أن فريقه لا يبلي حسنًا، تبادلا النظرات هي متشفية وهو حانق مغتاظ..
تركته خلفها وتخطت الحائط متوجهة صوب النافذة، فتحت نصفها وصعدت تجلس على حاجزها الرخامي تحتسي أعشابها وتشرد بعينيها في الليل الحالك السواد ونجومه اللامعة، غريب أمر تلك الحياة ففي كل لحظة يتبدل الحال..
انتهت المباراة بخسارة فريقه فنهض يغسل رأسه الذي اندفع فيها الدم الساخن، ترك رأسه تحت الماء البارد حتى هدأت تمامًا اعتدلت وجفف خصلاته بمنشفة صغيرة، استند بظهره لحائط الحمام وأغمض عينيه للحظات، هو ليس بخير، قلبه ليس بخير ولا يدرى ما الذي يمكنه إخماد تلك النيران التي تقتات على روحه، أزاح عن كتفيه المنشفة وغادر الحمام إليها..
معها يغويه الارتجال، أن يشتهي عشتار في لحظة فيمتلكها في اللحظة التالية، فاقت من شرودها على يديه تحملانها من فوق حاجز النافذة فتتشبث به غريزيًا، هتفت بينما تحاول التملص منه:
ـ اتركني..
اقترب خطوة من النافذة وفك وثاقها جزئيًا لتصرخ وتتشبث أكثر حد لف ذراعيها حول رقبته وتلتصق بصدره فيغمغم بخشونة:
ـ جيد..
أغلق النافذة وشدد على اقترابها منه ودلف إلى الغرفة وأنزلها قرب الفراش، قبل أي تعليق منها أو هروب أغلق الضوء وسبحت الغرفة في عتمة، احتجزها بصلابة ذراعيه
: الملتفين حول خصرها، سألها بخفوت:
- وس.........
سمع تهدج أنفاسها فأعاد سؤاله الذي سأله لها منقوصًا ذي قبل:
ـ وستحبينني مهما حدث!
ـ لا لن أفعل ربما يومًا ما أتوقف..
قالتها سريعة باترة فاقترب أكثر حد تعانق الأنفاس:
ـ حين تتوقفين أبلغيني بذلك..
انتهت جملته بقبلة، ألجمها حصاره وقبلته، أخذ من قلبها النبض ومن جسدها الروح، ومن هي لترفض طوفان عشق يكتسح، ابتعد عن شفتيها يلهث، انتظر منها بادرة، شعور تمنحه إياه بإرادة غير الذي سلبه عنوة قبل لحظة، سألته ببحتها المثيرة:
ـ كم مرة سأخسر..
كان رجلًا آخر غير الذي يؤلم قلبها عمدًا، رجل عمرها الأول، مد يده يحرر خصلاتها وينثرها على كتفها ويمرر أنامله بين نعومتها الآسرة، همس بيقين صادم:
- كلانا سنخسر..
أضعفها فوق ضعفها فمدت ذراعيها بتردد تعانقه فشد ذراعيه يكمل بدلًا عنها تلك الخطوة زمجر بعدها بخشونة، باشتياق السنوات الماضية كدهر عجاف، منحته نفسها مع حبها بين طيّات الظلام ولا عزاء لقلب في حلكته ارتجف بل كانا قلبين فالرجفة تفضح الرابض خلف ضلوع صلبة مهما تمسك صاحبها
بالنكران والتحف..
..
بعد حين كانت جالسة على الفراش الوثير تحتضن ساقيها لصدرها تشرد في الظلام
أنفها مُحمر وعيونها كسيرة
خصلاتها فوق جيدها مبعثرة وقلبها قد اقترب من التضخم
التفتت صوبه وكان جالسًا على الأرض ويستند بظهره للفراش
أنفاسه هادرة وقلبه كحال قلبها
لقد اجتاحها بطوفان أهوج وهداه قلبها سبيل العشق مجددًا وكره ذلك
كره نفسه وكره الحياة برمتها
كانا غاضبين
مشتاقين
كانا عاشقين
حركت يدها وبأناملها السمراء الطويلة بحثت عن رأسه فوجدتها، غاصت بين خصلاته بتردد، مال برأسه قليلًا يستند على راحة كفها فغمرته بحنان
دقيقتين من الصمت والتفت صوب مكانها
يلوم نفسه ويلومها أيضًا
لقد دنسا حبهما منذ زمن
والحكاية الوردية تلطخت بخذلان وانتقام
سمعته يهمس بخشونة:
- صبر.
ازدردت لعابها بعسر وأطبقت شفتيها اللتان انفرجتا ل تتنفس ببطء وهمست بضعف:
- نعم مدين..
تنفس بصوت مسموح قبل أن يهمس:
- كرهت ما شعرت به، لا أريد السعادة معكِ..
باغتها بأن وثب إليها اجتاحها مجددًا بوحشية من يسترد أرضه، حقه الذي يأخذه عنوة، كانت تهدهد قلبه، تعانق ناره ومارد غضبه يعربد..
شعرت بأظافره تخترق لحم ذراعيها فيتدفق دمها الدافئ، كتمت أنينها وحين حررها ابتعدت عنه تتدثر بالغطاء وتدفن وجهها في وسادتها، تركها وذهب إلى الحمام وغاب لبعض الوقت، عاد واحتل الفراش بجانبها ولم يكفه إيلام جسدها وأتمها بمحادثة بينه وبين أخرى،
كان قد أشعل ضوءً جانبيًا للفراش وتوالت الرسائل المكتوبة إرسالًا وردًا حتى فتح أحد الرسائل الصوتية واستمعت إليها بنفسها
( ظننتك ستغلق هاتفك الليلة وتقضيها مع عروسك، سيقولون عدن تختطفك منها، بإمكاني ذلك إن أردت أنت)
نهضت صبر من رقدتها تناظره ذاهلة، حاوطت جسدها بشرشفها وراحت تهز رأسها تكذب ما يحدث حولها، لقد منحته الحب فقط، كيف يكون قاسيًا لعينًا إلى ذاك الحد، كانت مزرية الهيئة، مشعثة الشعر وآثار عدوانه تلطخ ذراعيها، بادلها نظرتها بأخرى قاسية متحجرة، وجدت ألا فائدة وبالأصل لا تنتظر منه شفقة، نهضت من فراشها بغتة إلى الحمام، تركت ماء المرش يزيل عنها


خيباتها ودمائها وتوسلتها أن تزيله من قلبها، لن تلتمس له العذر الليلة، لم يكن عليه الاقتراب منها إن كان سيمتهنها هكذا..
غادرت الحمام وجففت جسدها وخصلاتها وارتدت ملابسًا أخرى، لن تتهرب وتبكي منه أبد الدهر، توجهت صوب الفراش تحت تفحص عينيه وكان قد بدل أفرشته حين ذهبت إلى الحمام،


احتلت موضعها وأولته ظهرها وتظاهرت بأنه لم يحطمها من الداخل ولم يدعس قلبها وروحها تحت أقدامه، بعد عدة دقائق وجدته يغلق الضوء ويصدمها بأن يسند جبينه إلى التقاء كتفيها ويحاوطها بذراعيه ضامًا إياها إلى صدره، لمسته أشعرتها كم تبغض نفسها، كم كانت غير موفقة في اختيار من تحب تمتمت بقسوة:
- لن أجبر الشخص السيء بأن يعاملني
بغير طبيعته..

مرغ وجهه في خصلاتها ببطء ورد همسها:
- هل غششتك؟
هزت رأسها مرتين وأجابته:
- بل أنا من غششت نفسي..


انتهى الفصل
قراءة ممتعة💙🌸

ru'a, حلا هشام and egmannou like this.

samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-20, 02:09 AM   #465

Asmaa alibrAhim

? العضوٌ??? » 416915
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 3
?  نُقآطِيْ » Asmaa alibrAhim is on a distinguished road
افتراضي

😭😭😭 الجزء جدا جدا جدا رائع 💙

Asmaa alibrAhim غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-20, 01:51 PM   #466

Nidal Bayrakdar

? العضوٌ??? » 442924
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 257
?  نُقآطِيْ » Nidal Bayrakdar is on a distinguished road
افتراضي

رائع تسلم ايديكي الفصل حلو

Nidal Bayrakdar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-20, 03:20 PM   #467

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asmaa alibrahim مشاهدة المشاركة
😭😭😭 الجزء جدا جدا جدا رائع 💙
حبيبتي تسلمي يااارب💙💙💙💙💙


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-20, 03:21 PM   #468

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nidal bayrakdar مشاهدة المشاركة
رائع تسلم ايديكي الفصل حلو
الله يسلم قلبك يا نضال💙🌸


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-20, 03:22 PM   #469

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريما دودو حياتي مشاهدة المشاركة
اخيرا مصعب حد هيوقفه عند حده😆😆
القوي في الاقوى منه😂😂😂😂😂


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-20, 03:53 PM   #470

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة طيبة مشاهدة المشاركة
قصة رائعة جدا شدتني بقوة واحتوت افكارا جديدة وحبكة قوية ..
قصة عزة ومصعب رغم اني انثى واعي جرح الانوثة تماما ولكن لم دوما نصر ان المرأة على حق مهما كانت شيطان مريد .. عزة ليست الملاك الوديع بل اني اراها اسوأ شخصيات القصة على الاطلاق اتفهم غضبها من عمها وقهرها لاستيلائه على ورثها لكن شخصيتها بلا اخلاق تكره رفقة وسهيل رغم دعمهم اللا محدود معها تتعامل معهم بلؤم بالغ ومع ذلك لم يتوقفو ابدا عن مؤازرتها رغم اني اراها لاتستحق ونأتي لمصعب مافعلته معه واهانتها البالغة جدا لرجولته وعباراتها المتكررة والمستفزة له هل نتوقع ان تمر بلاعقاب نعم مافعله سيء وسيء جدا ولكن هي من فعلت ذلك بنفسها باستفزازها واعتدادها الغير معقول بنفسها وكأن الجميع يقع تحت سلطانها ولايستطيع ان يخرج عن طوعها احد واستغرب كمية التعاطف معها هي حتى لم تقدر الجد ولا الاعمام ولارحيمة وكانت تتكلم بصلف وسوء ادب معهم رغم انهم جميعا وقفو بصفها والغريب انهم تعاطفو معها ولم يسأله احد لم فعلت ذلك .. انا اتعاطف مع بيسان رغم انها اخطأت لكنها علمت خطأها واصلحت نفسها عزة لاترى اي خطأ في افعالها وبشكل عام كلمة اغتصاب لزوجين تعاشرا كلمة غريبة ولاتستساغ .
بدأت الاحظ قاعدة تنتشر الان بين النساء هي ان تساندي اي مرأة مهما اخطأت ومهما فعلت ومهما كانت ظالمة طالما ن الطرف المقابل رجل قاعدة عجيبة غريبة ..
قد اكون اسهبت لكن حقيقة تفاعلت جدا مع شخصيات قصتك سلمت يداك على هذا الابداع
مساء الورد حبيت التطرق للنقطة دي
خطأ عزة جسيم في حق نفسها وحق مصعب مقدرش أعفيها منه
مصعب اغتصب إرادتها هو عارف انها لو في ظروف طبيعة حترفض
فهنا الخطأ عليه أكبر
ملوش حق يسترد حق اهانته بالطريقة دي
هي دي الفكرة
سكوته من البداية كان غلط
حبييت كلامك جدا
أبطالي بشر خطائين وأنا بتقبل طبعا طبعا الآراء كلها
تسلمي مرورك مميز💙🌸


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:11 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.