آخر 10 مشاركات
نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (الكاتـب : الحكم لله - )           »          صدمات ملكية (56) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الأول من سلسلة العائلة الملكية) ×كــاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          [تحميل] مكيدة زواج ، للكاتبة / سلمى محمد "مصرية " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          حرمتني النوم يا جمان/بقلمي * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : esra-soso - )           »          أحزان نجمة ( تريش جنسن ) 446 ـ عدد جديد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الوصية ـ ربيكا ونترز ـ 452 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          533 - مطلوب زوجة وام - بربارة ماكماهون - قلوب عبير دار النحاس ( كتابة - كاملة ) (الكاتـب : samahss - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree524Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-03-21, 02:14 PM   #861

ضى القمر
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ضى القمر

? العضوٌ??? » 471279
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 731
?  نُقآطِيْ » ضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond repute
افتراضي


ايه دا ايه القفله دى
مين مدين ده😱😱
ومصعب طلع برئ 😇😇
انتى لست سهله يا سمر
جبارة
👏👏👏👏👏👏


ضى القمر غير متواجد حالياً  
التوقيع
يارب
رد مع اقتباس
قديم 29-03-21, 12:27 AM   #862

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضى القمر مشاهدة المشاركة
ايه دا ايه القفله دى
مين مدين ده😱😱
ومصعب طلع برئ 😇😇
انتى لست سهله يا سمر
جبارة
👏👏👏👏👏👏
أي خدمة.. مدين الشهير بخرابة هههههههه تسلمي حبيبتي كملي


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-21, 02:02 AM   #863

أروى وليد

? العضوٌ??? » 483435
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 60
?  نُقآطِيْ » أروى وليد is on a distinguished road
افتراضي

بدايه جميله مفيش تحميل

أروى وليد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-21, 10:22 PM   #864

ضى القمر
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ضى القمر

? العضوٌ??? » 471279
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 731
?  نُقآطِيْ » ضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond repute
افتراضي

16 فصل مبهر
مدين شكله ناوى على نيه سودا لصبر الله يكون فى العون😇
منصور صعبان عليا جد مضغوط من كل ناحيه وزاد
ضميرها مألمها ومش عارفه تعيش حياتها اتمنى يكملوا بسلام
بيسان ليه كميه حب المال والورق اللى عندها دى
ليه تضيع حد بيحبها كده من ايديها
حدلاقى حد يحبه😏😏
أما آزا. عجبتنى جدا
احذرى يا فتاه 😱 مصعب مش بيهذر😉😉


ضى القمر غير متواجد حالياً  
التوقيع
يارب
رد مع اقتباس
قديم 29-03-21, 10:47 PM   #865

ضى القمر
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ضى القمر

? العضوٌ??? » 471279
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 731
?  نُقآطِيْ » ضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samar hemdan مشاهدة المشاركة
الفصل السابع عشر
***
يُحكى إنَّ نازيًّا قد افتعل محرقة
قديمة وما الجديد؟!
الجديد أن محرقة أخرى على وشك الحدوث..
تشربت معالم وجهها الصدمة أمام عينيه واستدارت دون تعقيب، استقلت سيارتها بآلية هرعت إلى المنزل باندفاعها الكبير، أوقفت السيارة بحدة وهبطت تطرق الباب بقوة آلمت كفها، كانت مرتعبة من داخلها ترتجف بلا حيلة، اندلعت ثورتها تتناضح أفكارها ومشاعرها خلال طريق العودة، مصطفى يضيع ولا يشعرون به ، ليس مقربًا من أحد فهو انطوائي نوعا ما حد أنها لا تراه كثيرًا بالمنزل، شعرت بغصة في حلقها وعجز رُغم سخطها عليه، تأخروا في فتح باب المنزل فعاودت طرقه بحدة أكبر حتى فتحته زوجة عمها وصاحت فيها بغضب:
- إن طرقتِ بابي بتلك الحدة مجددًا سأقطع يدك تلك.
اكفهر وجه عزة التي ناظرتها بكره واضح وبدلًا عن السباب قالت بغطرسة:
- ليس لكِ أبواب يا زوجة اللص. استشاطت الأخرى غضبًا ودفعت الباب في وجهها ومن ثم استدارت تسبها بغل وترحل، أوقفت الباب بكفها قبل انغلاقه في وجهها بقليل وفتحته على مصراعيه بقوة لتدلف وتصفقه بحدة، دلفت خلف زوجة عمها تتبع خطواتها الثقيلة وتهتف بلا تهذيب:
- نبتكم الخبيث أينعت له زهورٌ.
التفتت إليها المرأة بحدة تحدجها باستخفاف:
- ماذا تقصدين ياشمطاء.
زفرت عزة بحنق، أغضبتها تلك المرأة غضبًا فوق غضب، ما أرادت أن يؤول الأمر لذلك لكنها توجهت صوب غرفة مصطفى تطرقها بحدة بالغة فزوت أمه مابين حاجبيها توجسًا منها، تلك الفتاة المشئومة لا يأتي من خلفها سوى الشر، فتح مصطفى بابه وارتاب من وجودهما أمامه وأمه خلفها لاحظ شرارات البغض تتطاير حولهما، التفت صوب عزة متسائلا:
- ما الأمر؟
استندت بكفها إلى الحائط وردت عليه بسؤال بل باثنين:
- أين حبوبك المخدر، ومن أين تحصل على ثمنها؟
صابته صاعقة هو وأمه التي لطمت صدرها وشهقت بعنف، وقبل أن يجد مصطفى أي مبرر أو يتفوه بحرف تدخلت أمه تدفع عزة بع مشنف وتصيح بقسوة:
- كيف تتهمين ابني بذلك ياحقودة ياسوداء القلب.
اتسعت عينا عزة بلا استيعاب، كيف لتلك المرأة أن تكون وضيعة إلى ذلك الحد وهي من أتت بحمائية تزيل الغشاوة عن أعينهم جميعًا، وجدت نفسها دون سيطرة تدير الدفة عنه إليها وتهتف بتشفٍ:
- بالتأكيد يسرق أباه هو الآخر، لن تروا خيرًا بعد سرقة أموالي يالصوص.
ماحدث كان مباغتًا بل كان أقرب للعته أوالخبال، ف عزة وجدت نفسها بين مخالب المرأة تنهشها بلا رحمة، انهالت عليها صفعًا وركلًا حد أنها خلعت عنها حجابها من فرط جذبها منه، وعزة لن تقف مكتوفة الأيدي تتلقى كل هذا العدوان دون رد فعل، دافعت عن نفسها فكانت حربًا ضروسًا تدخل مصطفى الذي خار قلبه عند قدميه يحيل بينهما وفشل فشلًا ذريعًا، فتعالت الصيحات والسباب ومازال التشابك بالأيدي قائمًا تجمهر من بالمنزل مصعوقين مما يروه فمهما بلغت بينهما الضغينة لم تصل يومًا إلى ذاك الحد، تجاوز عمها صدمته وجذبها من خصلاتها بقسوة ودفعها بقوة لترتطم بالطاولة خلفها وتسقط، رماها بنظرة حاقدة فردت نظرته بكره العالم وبغضه، كانت ثائرة ملقاة على الأرض كخرقة بالية وجهها يكاد ينبثق منه الدم من فرط انفعالها، تقدم صوب زوجته التي تولت المسكنة والبكاء الحار، فالحق لها كما تنص كل المواثيق، هي في نظر الجميع امرأة كبيرة السن تتطاول عليها فتاة عديمة التربية والحياء، انصرف مصطفى مطرق الرأس يزدرد لعابه غير مسيطر على رجفة الخوف بداخله، قبل أن يختفي تمامًا حانت منه التفاتة صوب توأمته رفقة التي كانت مستندة للحائط تناظرهم بذهول كأنها هبطت للتو من كويكب مهجور، وسهيل كرههم جميعًا فلم تعد البيئة صالحة للحياة بعد أن تلوثت بكل هذا الكره الأسود، والراعي ليس راعيًا على أية حال، هدهد زوجته المسكينة وحدج عزة بنظرة كريهة قبل أن يرميها ب سُم الكلمات:
- أنتِ هنا بالمنزل لا تزيدين قيمة عن قطعة أثاث، إن لم يعجبك الحال في بيتها فالشارع موجود.
قالها مُشيرًا إلى الباب بيده ورأسه، تتبعت عينا عزة يد عمها بعدم فهم.. هل يطردها حقًا! لما يمهلها لتسأل وأخذ زوجته مستديرًا بها صوب غرفته..
شعرت بغيمة سوداء تلتهمها وتودي بها إلى مجهول قاتم، ماكانت تلك الغيمة سوى اغتراب تسربل إلى روحها، اغتربت معهم ومن داخلها، وجدت يد سُهيل تُمد إليها، سُهيل لم يخذلها قط، ناظرت كفه بجهل كانت غريبة لا تفهم لا تشعر بل تشعر، كانت غريبة تتألم، جثى على ركبتيه أمامها وحثها بأعين حزينة، لأول مرة يشعر بذلك الشعور نحوها، ود لو تكون طفلته فيحتضنها ويحميها، كانت طفلة تائهة بغير حيلة، مد يده يقبض على كفها وطلب منها بخفوت:
- انهضي معي.
زاغت عيناها فبتر التيه الذي ابتلعها بقبضته الحازمة على كفها وساعدها لتنهض معه عنوة، ساعدها لترتقى الدرج إلى شقتها العلوية، وهبط إلى رفقة يجذبها من وقفتها المستندة للحائط مغتربة بينهم هي الأخرى، ربت على وجنتيها بخفة فانتبهت له ونظرت إلى عينيه بنظرة حُفرت بذاكرته ستعاوده ذكراها حين تمر السنون ويأتي وقتها..
***
قضيتها قضية ملكية، وإثبات أحقية، لماذا تعرقلها الظروف ولا يلين لها كما يفترض، تحدته بأنه سيعود وسيرضخ لها، ما أجمل حياتها القديمة معه في فترة عقد القران، كان متيمًا طيعًا يسيره العشق، وتجبُره يرهبها بحق لكن هدفها يحتاج مثابرة، بكت بعد أن تركته، كانت تود منه ضمة تهديها سبيل العودة ويأست منه للحظات قبل أن يعاودها الإصرار ثانية، هاتفت أمها تبكي وتنتحب وتشكو لها ماحدث فتأففت الأخرى وغمغمت:
ـ غبية.
صمتت بيسان تستمع إليها بتركيز فأردفت الأم:
ـ تحديك له يستفزه ويستنفر جبروته وعناده.
أزاحت عبراتها بحدة قبل أن تسألها بحنق:
ـ وكيف أجعله يخضع.
سمعت زفرة والدتها قبل قولها الهادئ:
ـ تستغلين احتياجه لكِ دون الجهر بذلك.
شردت بيسان تفكر في سبيل لعودتهما كما السابق، فمنحتها أمها طرف الخيط:
ـ ركزي على علاقتكما أولًا دون الإتيان على ذكر الإرث.
قاطعتها بيسان بحماس:
ـ تقصدين أصرف تفكيره عن الماضي وكأنني لم أعد أريده وأريد علاقتي معه فقط؟
توسعت ابتسامة الأم بمكر وعقبت:
ـ بالضبط، معتصم غضب بشدة لأنه شعر بتدني مكانته..
تنهدت بيسان برقة:
ـ أجل فهمت..
أغلقت الخط وتمطت على فراشها تفكر في تغيير استراتيجيتها التي أثبتت فشلها، معتصم عاشق كان يريد الراحة جوارها فقط، والإرث جعله يكره أن يكون لعبة في يدها، هو رجل يرضيه أن يوضع في مكانه الصحيح، كانت غبية وتعترف عليها من الآن فصاعدًا التعامل مع الملك كملك..
***
عادت صبر إلى غرفتها واختلت بنفسها، بكل المقاييس وجودها خطأ فادح، كثرة التفكير تفتح ألف باب للتراجع، وهي اكتفت، لن تفكر أكثر ولن تتراجع، ستغادر ف جنح الظلام ودون أن تخبر أي منهم، مكثت بغرفتها حتى انسدالت حلكة الليل على الأفق، سويعات أخرى انتظرتها كي يخلد الجميع إلى النوم ولا يقابلها أحد، ارتدت ملابسها الثقيلة وأغلقت أزرار معطفها الأسود وجمعت خصلاتها دون رابطة مطاطية تحت قلنسوته، ارتدت حذاءً رياضيًا واكتفت فقط بحقيبة رياضية بها هاتفها وبطاقة هويتها ونقود بسيطة، ببساطة لاتريد شيئًا، ستهرب إن جاز التعبير، وستهرب دون جُرم، أغلقت باب غرفتها فور مغادرتها، وتلمست طريقها عبر باب خارجي، عبرته ودرات نصف دورة تطالع مهابة القصر فنبض قلبها بعنف، قضت سنوات طويلة به وتذوقت كل المشاعر فيه، ودعته وداعًا صامتًا دون دراما الدموع المعتادة فإن تركت زمام الأمر لهوى العبرات ما جفَّت أبدًا..
تعرف القصر بكل مداخله ومخارجه وفضلت المغادرة عبر بوابة خلفيّة، تسللت ونجحت تاركة القصر والنهر خلفها ومن أمامها التقاء الطرق، كانت تنتظرها سيارة أجرة استقلتها وجلست باسترخاء مزيف، ربما رحيلها يطمنئه على أخيه فيبتعد عن طريقها، لا تخافه قدر خوفها من كسر قلبها مرات تالية، كل كلمة أو فعل يصدر عنه يحطم منها جزءً، وتخاف الوجع أكثر مما تخافه..
انطلق بها السائق وقطع شوطًا كبيرًا مما جعل سريرتها تهدأ هدوءً حذرًا، أرخت رأسها إلى ظهر المقعد ومالت بعينيها تراقب الطريق المظلم إلا من أعمدة إنارة متفرقة، وما دار بخلدها كان عشوائيًا فالخطة أنه لا خطة، ستبيت الليلة ببيت والدها وزوجته وأولاده وفي الصباح ستتدبر حالها، ربما تبتاع شقة في العاصمة أو تبحث عن عمل..
ظلت الأجواء بالقصر هادئة بعد رحيلها، إلا من صوت ارتطام مجموعة مفاتيح مرتبطة بسلسلة واحدة يرفعها مدين أمام عينيه ويرقد على أريكة بغرفته المُضاءة بنور خافت، عاد بعد المغيب من مبارة تايكوندو فاز بها عن جدارة ومن وقتها لم يغادرها، وصلته رسالة هروبها منذ ربع الساعة ولم يحرك ساكنًا سوى مفاتيح سيارته بين أنامله برتابة، منحها الوقت لتتنفس بحرية قبل أن يعيدها إلى القفص ثانية حارمًا إياه تلك الرفاهية، خمسة عشر دقيقة قد مضت ومثلهم بعدهم وستكون في قبضته، نهض بغتة يلتقط سترة رياضية سوداء يرتديها ويضع القلنسوة فوق رأسه مثلها، غادر غرفته وتولى الركض فالوقت محسوب بالثانية دقيقتان ونصف يلزموه للوصول إلى مرأب السيارات ومثلهم بعد تفعيل المحرك وتجاوز بوابة القصر، وبالنهاية جنح بسيارة الدفع الرباعي خاصته يشق الرياح ولا تحتك عجلاتها بالأسفلت، مرت العشر دقائق ووصل إلى السيارة التي استأجرتها، تخطاها كالبرق ففزعت تنتفض محلها حين لمحته مما جعل السائق ينظر إليها مستغربًا ذاك الذعر الذي تملكها في وهلة، رآها تنظر أمامها لاهثة بنظرة متألمة فعقد حاجبيه والتفت إلى ما تنظر إليه أمامه فوجد شاب طويل القامة ببنية رياضية يلتحف بالسواد ويستند إلى سيارة سوداء ضخمة يقطع بها الطريق، والرجل بسيط حد غرقه في موقف كهذا دون قدرة على الإتيان بحل، بدا له أن الفتاة تعرفه جيدًا، رأى الشاب يتحرك صوب سيارة الأجرة بثقة وكأنه يمتلك وديان الأرض وصحاريها، تخطاه ووصل إلى الباب الخلفي يميل قليلًا ينظر للفتاة بابتسامة دبلوماسية ويكور قبضته يطرق زجاج السيارة بكياسة متجاهلًا السائق، ظلت الفتاة تنظر أمامها فطرق الباب ثانية لتلتفت صوبه وتمد أناملها وتخفض الزجاج بارتجاف، مال الشاب برأسه قليلًا وقال بثقة بالغة:
ـ آسف حبيبتي تأخرت قليلًا على موعدنا، هل اشتقتِ إليّ؟!
لم يرَ السائق عينيها ورآها مدين جيدًا، كانت تفيض بالتوسل مستحلفة إياه بكل نبضة نبضها قلبها لأجله أن يبتعد ويتركها، بادلها نظراتها بجمود لثوانِ قبل أن يشيح بوجهه عنها وينظر صوب السائق المتوتر قائلًا بلباقة:
ـ شكرًا لاهتمامك بزوجتي في فترة غيابي.
أتبع جملته بمد يده بحفنة من المال أثارت ريبة السائق واستدعت اتساع أحداق صبر، لقد جعل الأمر يبدو وكأنها تُباع له على قارعة طريق..
كتمت أنفاسها اللاهثة بأعجوبة ولتحفظ ماء وجهها جارت لعبته الحقيرة مبتسمة بتصنع ومدت يدها تدير المقبض ليبتعد مبتسمًا لها باتساع مفسحًا لها المجال كي تهبط من السيارة، قبل أن تخطو بقدمها خارجها سألها السائق باهتمام قلق:
ـ هل هو زوجك بالفعل؟
تدخل مدين متصنعًا المزح:
ـ هل تخاف أن يتهموك بقتلها بعد أن يجدوا جثتها مدفونة في تلك الصحراء.
تجهم وجه الرجل ولا ينكر أنه خاف من حدوث كارثة ويتورط بها
التفتت ترمق السائق المترقب لردها بصمت لعدة ثواني قبل أن تومئ إماءة بسيطة وتستأنف مغادرتها، كان مدين قد توجه صوب سيارته يستقل مقعد السائق ويزيحها من منتصف الطريق كي يمرر سيارة الأجرة، أتمَّ مهمته وعاد إلى صبر الواقفة إلى جانب الرصيف بوجهها المُحتقن الذي شع سخونة وغضب حد تعرق جبهتها في طقس بارد كهذا ، المنطقة مُنعزلة والأضواء مترامية بعيدة جدًا والليل نجومه سود أسدلت قتامة تقبض القلب، وقف أمامها مباشرة فرفعت رأسها تطالعه بيأس، أزاح عن رأسها قلنسوة معطفها فتطاير شعرها وتبعثر في كل اتجاه وارتجفت بخفة إثر دفعة البرد التي اجتاحتها فجأة، أزاح قلنسوته بدوره متهكمًا بلذوعة:
ـ لا بأس بأن نمرض سويًا؟
مد إبهامه وأزاح عبرة كالؤلؤ كانت قد تجمعت وعلقت على حافة رموش عينها اليسرى هامسًا كالفحيح:
ـ لا أحد يهرب من قدره الأسود.
رفعت كفها تزيح أنامله عن وجهها بكل عزم وحدة فباغتها بأسر خصرها بذراعه وضمها إليه مُكبلًا إياها، كانا متواجهين بأنفاس ثائرة بغضب حالك السواد، نبضها العنيف آلم قفصها الصدري، كرهت نفسها لمرة جديدة، بدلًا عن المقاومة اقتربت منه أكثر فأثارت جنونه وغضبه ليفلتها ويبتعد كالملسوع يعلو صدره ويهبط بثورة عارمة، دارت بهما الأرض دورة كاملة، اهتزت خلايا جسدها، تمزقت جدران قلبها كمدًا، كانت أمامه باكية منتحبة مقتولة من الوريد للوريد، تسأله بانهيار:
ـ هل لديكَ شقة قريبة أم أنَّ مقعد سيارتك الخلفي سيفي بالغرض.
قطع المسافة بينهما في طرفة عين وصفعها بقسوة فصرخت لتبدد صرختها في الأفق وتترنح، كانت الصفعة الثانية التي تتلقاها منه الأولى في شقة مصعب وتلك الثانية، يعاملها دومًا كمملوكة، يستحلها ومن ثم يصفعها، أكملت صراخها الهستيري:
ـ لقد تركت عالمك كله وهربت، ماذا تريد بعد.
ورُغمًا عنه وعنها لا يحمل لها في تلك الحظة سوى البُغض وتترجمه عيناه وكل تصرفاته بالقسوة:
ـ من تبقى من عائلتي لم تغويه؟
أطبقت شفتيها وسالت عبراتها دون إرادة فأردف ب غل:
ـ أبي!
هز رأسه يعض شفته السفلى بغير سيطرة وقلبه يضخ الدماء بجنون وعشوائية:
ـ حمدلله أنه لا يمكث بالقصر كثيرًا.
ودت أن تقسم أنها لم تغوِ أحدًا حتى أنها لم تغويه نفسه عن قصد لكن فرصتها الذهبية لقهره واتتها فهتفت متشفية:
ـ أغويت الجميع.
تصلب تمامًا كالصخر أو أشد منه قسوة وجمودًا، اقتربت خطوات عديدة حد وقوفها أمامه على مقربة من هسيس أنفاسه وهمست بقهر:
ـ دعني أذهب يا مدين سنقتل بعضنا بعضًا إن بقيت..
قبض على خصلاتها بعنف فتأوهت تتوسله بعينيها أن يرحم ضعفها ويتركها لحالها فلم يأبه و همس بجمود:
ـ كان عليكِ الهروب منذ زمن طويل.
ارتجفت شفتاها وتحشرجت أنفاسها فاستأنف بفحيح بغيض:
ـ ليس لديكِ سوى خيارين، إما قبر في تلك الصحراء أو تعودين معي إلى الجحيم الذي حضرته لكِ.
كرهت كونها مجرد فريسة يخيرها بين طريقتين للموت فانتفضت بعزم كلبؤة لا تلجمها أصفاد ليحررها رُغمًا عنه وتصيح بأقوى تردد صوتي ممكن:
ـ أو يتدخل سليمان زايد، علَّه يكون منصفًا ويروض كلابه.
لعجبها لم ينفعل كما توقعت، فقد أهدته الحل بنفسها، هدأ تمامًا حاجبًا عنه نظرة الظفر، ستعود معه إلى الجحيم وتحترق به كما خطط، هروبها كان مجرد انتفاضة يائسة لا تجدي نفعًا أمام طاغية انتوى أسرها، هي فريسة تلمست الخلاص برعونة وهربت في جنح الليل غافلة بأن الليل ليل الثعالب..
***
غاب يوم وليلة عن القصر وعاد، كان حري به أن يغيب بعدما تحدته بيسان برضوخه الوشيك لها، أي امرأة متبجحة تزوج، وما هذا التناقض بالأصل، هي البريئة أم الساعية إلى إرث بغيض عبر أقذر الطرق، ركضها خلف المال يغشي عينيها عنه وعن حبه الكبير لها، استيقظ متأخرًا عدة ساعات عن ميقاته اليومي فاقدًا اهتمامه بروتينه الذي اعتاده بمكانه الخاص، ارتدى ملابسه استعدادًا للعمل فلن يدور في فلك بيسان وجشعها إلى الأبد، هبط إلى غرفة الطعام الرئيسية، رُغم دهشة الخادمة أحضرت له فطوره في الحال، جلس على مقعده، يلوك طعامه ببطء، دلف جده فاسترعى ابتسامة ساخرة إلى ثغر معتصم الثابت في محله، دكَّ السيد سليمان الأرض الأرض بعكازه قبل أن يقصد مقعده على رأس الطاولة، جلس متحفزًا ينظر عن يمينه صوب معتصم الذي قابل نظرته الحادة بأخرى لا مبالية، زمجر الجد قبل أن يشرع في توبيخه:
ـ كنت أثق بك، وأثق أنك ستحميها مهما حدث.
ندت عن الحفيد ضحكة هازئة :
ـ آسف خيبت آمالك بي.
وتوريته واضحة، إن كان قد خيب آمالهم قيراطًا فقد خيبوا آماله ألفًا،
زفر جده بحنق فعدم اكتراث الآخر يصعب عليه الأمر، طرق بيده على الطاولة بحدة مغمغمًا من بين أسنانه:
ـ إهانتك لها أمام العائلة شيء بغيض لا يُغتفر.
كان معتصم يهدئ من فوران دمه بنفسه، سيقتلونه كمدًا بغيِّهم هذا ولم يعد يحتمل بعد، زفر باختناق وناظره بصلابة:
ـ لم أكن أنا من استغل جشعها.
لم يأتيه الجد حتى يسمع توبيخًا أو يجلس في موضع المدافع، اعتاد أن يُهاحم ويقلب الموازين، مال إليه يهمس برصانة:
ـ أتى منصورإليّ بشكوك حول زاد.
احتدت عينا معتصم وعلم أن في التتمة كارثة، فراوغه جده بمكر أصيل في الثعالب:
ـ لكنني كنت لشكه بالمرصاد.
لم تتحرك عضلة في وجه الحفيد الذي فهم مايرمي إليه جده، جده الذي أردف مؤكدًا:
ـ تعلم أن حفيدتيّ الاثنتين أهم منكم جميعًا.
تنهد وتلك المرة ارتخت أوتاد جبروته قليلًا:
ـ هما أكثركم ضعفًا، بل على النقيض منكم تمامًا، مجرد زهرتين رقيقتين بين وحوش البراري.
أضرم النار فالعدل قد لقي مصرعه على عتبة هذا القصر، زفر الحفيد بقوة وسأله بقسوة:
ـ هل تضع بيسان مع زاد في نفس الكفة؟!
لم يمهله ليجيب وراح يستنكر بغضب مكتوم:
ـ بيسان التي باركت خداعها وجشعها.
صمت هنيهة يسيطر على غضبه كيلا يرتفع صوته وتحدث كارثة:
ـ وزاد الضحية؟
باغته جده بضربة موجعة:
ـ ألم تخطط بنفسك لخداع منصور؟
وحجة معتصم حاضرة، أخته عفيفة وما فعل سوى أن قدم لها حماية من تقاليد بالية، لم تخطئ كي يكون جلّادها، رد سؤاله بوضوح وصراحة:
ـ إن لم أكن على حق ما كنت لتدعم خداعه وتباركه.
تنهد السيد سليمان وأغمض عينيه بقنوط، معتصم محق ولو عاد الزمن سيفعل ما فعل دون حتى أن يقترحه معتصم، لكنه الآن يستخدم الأمر كورقة ضغط على معتصم كي يضمن عودته إلى بيسان، والآخر عصيّ يابس الرأس وكأن حبه لها قد تبخر فجأة، جذبه إلى بيت القصيد بوجه جامد:
ـ كما طلبت من منصور يطلقها سأطلب منك أيضًا.
تنفس بعمق والتمعت عيناه بعزم جم:
ـ لن أقبل بإهانة أي منهما.
وكأن الكون يدور حول زايد وأميرتيه، إن كان قد اختار درب الخداع من أجل أخته فلن يقبل لنفسه دور المخدوع كضريبة لذلك، اغتصب ابتسامة متهكمة:
ـ ذاك منصور، أنا معتصم.
كز الجد على أسنانه وكاد يفتك به غيظه، تحجرت مقلتاه بقسوة وغمغم بصوت مكتوم:
ـ إذًا لا تهجرها هكذا، لا يليق بابنتي ما تفعله..
قهقه معتصم بقوة حد ميل رأسه للخلف، وظل يضحك بهستيريا، من فرط الوجع ضحك بخبال، بيسان مازالت تحطُّ من قدرها وقدره وجدها يتحدث عما يليق وما لا يليق!
خيّم الحزن العميق على قلب الجد الذي يشعر به ويتمنى له أن يتجاوز، يعول على قوة وحش تكمن بداخله، ولسوء حظه فالوحوش لا تغفر، كما بدأت هسترة الضحك بغتة تلاشت كذلك بغتة وتوحشت عيناه البنيّة تتوهجان بظلال اللهب وهمس بغضب كالجمر:
ـ هل ستكون سعيدًا إن قيدتها و......
وصمت قبل أن تزل قدمه إلى الوحل أكثر صمت يزفر مرات متتابعة، صدره المشتعل بجمر الجحيم أخذ يعلو ويهبط حد الألم، لوح بكفه بقوة ونهض بغتة فأشاع الفوضى وتهشم الطبق الخزفي وتناثر الطعام، رماه بنظرة لن ينساها جده ما تبقى له من عمر ورحل، مستحلفًا بكل غالٍ ونفيس ألا يرضخ مادام يتنفس..
***
عينه المتلصصة أخبرته بكل ماحدث، من رعونة منصور إلى انفعال معتصم وحتى هبوط مدين من اللامكان في لحظة مباغتة وانقضاضه على المسكينة صبر، هكذا نعتتها روضة بالمسكينة صبر حيث رأت شحوبها والكدمات الصغيرة تغطي رقبتها وجيدها وجرح صغير على جانب شفتها حين أحضرت لها ملابسًا، استغلال الوضع دناءة والدنيء كالفخ كلاهما لا يعترف؛
وجدها فرصة لرأب الصدع، وترميم صداقة الماضي، هاتف معتصم الذي لم يتأخر برده النزق:
ـ ماذا تفعل بالعاصمة، أليس لديك عمل في برلين؟!
زفر مصعب وصمت ليتوجس منه الآخر ويسأله باهتمام :
ـ ماذا... هل هناك مشكلة؟
المراوغة لاتجوز في حضرة معتصم فأجابه بهدوء حذر:
ـ لقد عاد إليها؟
انقبضت كف معتصم على هاتفه غريزيّا، كان بمكتبه جالسًا بمهابة مر يوم على لقاء جده وقد هدأ قليلًا ابتعاده عن الجميع يريحه نوعا ما، يجبرونه على أن يكون سيئًا، مهما حاول يفشل، تلك العائلة لا يتركون له متنفسًا يحافظ به على إنسانيته، سأله بتهكم بارد:
ـ من عاد إلى من!
على الطرف الآخر شرد مصعب يعود بذاكرته إلى حيث لا يجب العودة، ماضٍ كريه فقد فيه أقرب أصدقائه وأبناء عمومته إليه والذي استبدله بمعتصم فيما بعد، أن تكون مجرد لعبة في يد امرأة تستغل كونك اشتهيها لهو شي صعب، والأصعب منه أن تكون جاهلًا، مصعب لم يكن يعرف ما دار بين مدين وصبر قبلًا، مدين لم يحكِ عنها قط، لكنها كانت تعرف بالصداقة جيدًا، هدمتها بقصد، لقد كانت خبيثة جدًا معه، لن يشفق عليها اليوم مثقال ذرة فمدين يأخذ منها ثأرين وتستحق، حين طال شروده هتف به معتصم بسخط:
ـ من عاد إلى من يا مصعب؟
كز مصعب على أسنانه وضغط بكفه على كرة مطاطية صغيرة بقوة وأجابه بخفوت:
ـ مدين عاد إلى صبر.
امتعض منهم بشدة، حاله كحال صبر، تتحمل ما لا تطيق مثله، أشفق عليها وما بيده حيلة، مُكبلة بعشقها وخلاصها في موتها، زفر باحتراق أتعبه، تعب من كونه يحترق ولا يحرقهم معه:
ـ أنتم جمع من الفجرة.
أطرق مصعب فالواقع أنهم كذلك، لن يتجمل أمام من يحفظهم ككف يده، ازدرد لعابه بعسر:
ـ لا تتدخل بينهما أرجوك.
استشاط غضبا وقاطعه:
ـ ماذا؟!.. اتركها تكون صبر كبش الفداء؟
ومعتصم فاض كيله وبارع في التسديد والقسوة:
ـ إليكَ الخطة، أنتما مدعوان الليلة، لن يكون عقد قران فقط، سيكون زواجًا كامل الأركان.
انتفض مصعب من جلسته على الأريكة كالممسوس بالجن وتوسله وتلك لحظة لم ولن تحدث في غير موضع، مصعب متعالٍ لا يتوسل لكن الأمر هنا استثناء :
ـ أرجوكَ معتصم لا تفعل.
في وقت كهذا المزاح لا محل له من الإعراب، وصاحب الضربة يحترف كيف يوجع، قبض مصعب على رقبته بأنامله فتألم، لابد له أن يتألم هو الأحمق الذي نال لحظة محرمة لم تكن له بالأصل، سأله معتصم باستخفاف:
ـ ما الذي سيمنعني، هل تظنها سترفض؟
أجابه بقنوط بعد زفرة حارة:
ـ أنتَ تستطيع فعلها وهي لن ترفض.
صمت برهة محتار كيف يقولها، نادم بحق عما سلف وانتهت الحيل، استجمع بعثرته وقالها بخفوت:
ـ لكنه لن يتحمل.
سمع ارتطام قبضة معتصم بشيء صلب قبل صياحه المستنكر بحدة:
ـ وهي تتحمل!
عاجله بما اعتقده حجة:
ـ هي تحبه.
لافائدة فالظلم يجري في تلك العائلة مجرى الدم:
ـ لم ولن أفعل فقط لأنها تحبه.
سمع تنهيدة مصعب متبوعة بتوسل جديد:
ـ اتركهما دون تدخل ربما تخمد نيرانه.
تهكم تلك المرة فالوضع لا يتقبله عاقل لديه القليل من المروءة:
ـ آاااه وهي المطفأة!
مسد جبهته بصمت فكل كلمة يسمعها أو يتفوه بها ترهقه:
ـ يكفي يا مصعب، صبر تهمني وحمايتها واجبي.
أغلق الهاتف وقطع عليه الاسترسال.
قذف الهاتف على طاولة المكتبة بغضب مكتوم ومال يسند رأسه إلى ساعده المستكينة أمامه على المكتب، رباه تعب الجميع يحمله ما لا يطيق وقد ضاقت به أصقاع الأرض واشتهى الرقود تحت الثرى عله روحه المتألمة تبرأ..
***
هناك طرق اتجاه واحد
طرق اللاعودة إن خطوت فيها خطوة فلزامًا عليكَ المضي حتى النهاية ..
في أسطورة قميئة الوجع لاينتهي والكابوس يظل مستمرًا، عزة دون عِزة، نامت يومين كاملين واستيقظت خاملة وحيدة فرفقة تصارع أشباحها الخاصة بغرفتها وحيدة أيضًا، تحممت وفرّشت أسنانها خمس مرات بديناميكية، تناولت خبز يابس وجبن، وفراااااااااغ
الكثير والكثير من الفراغ
فراغ وغربة
إحساس بغيض
لا أحد أمامك لا أحد خلفك، لا أحد يهتم بك لا أحد ينتظرك..
ارتدت ملابسها والتقطت مظلتها وغادرت المنزل، من باب خلفي فباب المنزل الرئيسي ملك لأصحاب المنزل هي لاتزيد عن قطعة أثاث به، تركت السيارة وارتقت رصيف المُشاة وسارت بلا هدى، الشمس غاربة بلا شفق، الجو بار والطقس يجود بزخات مطر طفيفة، سارت لوقت طويل جدًا، جالت بخاطرها أمل، أمل لديها همومها ومسئوليات يكفيها ما بها، وطافت ليلى، ليلى رقيقة كأوراق الورد ستبكي عليها ويتألم قلبها، لاتريد من أحد البكاء عليها، جذبت دفقة هواء بارد إلى صدرها امتلأت رئتيها به وفاضت حد زفير مُتعب، تجسدت صورة دميانة في مُخيلتها، دميانة حنون تشفق تهتم وأيضًا تتألم..
لا تريد إزعاج أحد ولا البكاء ولا الشفقة
تريد وطنًا ينسيها غربتها
هبطت الرصيف إلى الشارع نفسه حين توغلت إلى المدينة، المتاجر عن يمينها وعن شمالها لكل يحاول حماية نفسه من المطر، أُناس تهرول هاربة والبعض تغويه حالمية المسير تحت المطر، وهي تمضي فقط دون هدف، شيء ما جعلها ترفع عينيها إلى نقطة أمامها عالية نوعًا ما، لم يكن غيره..
توقفت محلها وتقبضت يدها على يد المظلة الساكنة فوق رأسها تحميها بلل المطر، كان وحده بلا مظلة وكأنه لا يهتم إن غرق وغرقت ملابسه، دنا منها بالتدريج، تعلقت عيناها به، لفظها العالم وكانت تتألم وكان هو بالجوار!
ترك بينهما خطوة وانحنى يشاركها رحاب المظلة، جذبها منها ورفعها فوقهما أكثر لتناسب طوله، عطره نفّاذ كان له تأثير على حواسها، كان متناظرين، تتجاذب العينان حتى العُمق، لم يتوقف أمام عيني امرأة قط وعيناها كون، كون لم تتوهج به شموس ذات يوم..
كان هادئًا دون تبغ ودون علكة، عيناه غامضتين تناظرانها باهتمام، هناك شخص ينتظر ويهتم!
لهو شيء مثير فعلًا في حالة مثل حالتها، مد قبضته مضمومة لها فأخفضت عيناها تنظر إليها بتيه، انتشلها منه بسؤال هادئ:
ـ أصدقاء؟
كانت على الحافة، لا تمتلك ما تخسره، غريبة تقابل غريب على قارعة الطريق، حاصرها مرارًا ولم ييأس منها أو يمل، دون مقدما مدت قبضتها لترتطم بقبضته بخشونة مؤكدة:
ـ صديقات..
انتهى الفصل
قراءة ممتعة💙🌸
17
عزة
قطعت قلبى ايه كميه الظلم من عمها دى
دى لحمك ودمك ازاى يعمل كده
وطبعا عمنا مصعب اختار الوقت ده عشان يكون صديق
يا خوفى من الصداقه دى
مدين بيحب صبر 😮😮 عجيب
لما بيحبها مبهدلها ليه
ضرب وكهربا ايه يابنى خف شويه على البنيه😥😥😥
معتصم مش عارف يتجاوز صدمته
لا منه عايش ولا مرتاح


ضى القمر غير متواجد حالياً  
التوقيع
يارب
رد مع اقتباس
قديم 30-03-21, 12:15 AM   #866

ألشن

? العضوٌ??? » 481858
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 44
?  نُقآطِيْ » ألشن is on a distinguished road
افتراضي

فيه فصل سمر ؟ 🙆🏻‍♀️💜

ألشن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-21, 12:28 AM   #867

بنت سعاد38

? العضوٌ??? » 403742
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 524
?  نُقآطِيْ » بنت سعاد38 is on a distinguished road
افتراضي

فيه فصل الليلة ولا لا

بنت سعاد38 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-21, 12:38 AM   #868

hedia1

? العضوٌ??? » 398560
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 208
?  نُقآطِيْ » hedia1 is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 102 ( الأعضاء 23 والزوار 79)
‏hedia1, ‏ASIAH, ‏ألشن, ‏Fatima Altaan, ‏أميرة أبيها 28, ‏حبة الكراميل, ‏فارس اكرام, ‏سوووما العسولة, ‏nonog, ‏Sama h, ‏Nidal Bayrakdar, ‏مراهيف, ‏زهورات العربي, ‏As.S, ‏Om noor2, ‏Kemojad, ‏ميرو حامد, ‏سهير مراد, ‏samar hemdan, ‏Sm-alamri, ‏اريج القران, ‏بشا, ‏حلاوه بالحمص


تسجيل حضور بإنتظار الفصل


hedia1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-21, 01:18 AM   #869

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث والأربعون
***
لكل حكاية وجهان، نصف حزن ونصف سعادة وبين كل وجه ووجه قصة عشق..
***
تنفست الصعداء وهدأت سريرتها بعدما رحلت صبر، بدايتهما كانت خطأ وما يُبنى عليه فهو باطل دون شك، من تُفرط في نفسها لا تستحق أن تكون زوجة ولا أمًا، مدين بأسوأ حال منذ عودته من عمله الطويل بالعاصمة لكنه سيتعافى ويتجاوز وبعد وقت معقول ستجد له من تناسبه، لقد تعمدت إهانة صبر كي ترحل، صبر التي لم تخيب ظنها وفعلت، الأمور الآن في مرحلة هدوء وستهدأ أكثر بالانفصال التام، كانت بغرفتها تصفف خصلاتها أمام مرآتها براحة بال حين فتح باب جناحها زوجها ودلف، نهضت تقابله ببسمة رائقة، قابلته في منتصف الطريق تساعده في خلع سترته، تحفز جسده حين لمسته وترك لها السترة متراجعًا، مطت شفتيها بهدوء وزفرت تسأله:
ـ ما زلت غاضبًا؟.
أشاح بوجهه عنها وسألها في نزق:
ـ كيف تجدين الراحة بعد ما فعلته بابنك وزوجته!
وضعت السترة على الأريكة جانبها وتقدمت منه في هدوء، رفعت يدها تمسد كتفه برفق:
ـ زيجة فاشلة من بدايتها يا أمجد.
تقول ذلك ولاتعرف كل التفاصيل التي يعرفها، تفكر بذكورية تفوق الرجال ذاتهم، قد علم بكل ما حدث ماضيًا وحاضرًا ولم يجد في نفسه غضاضة من استمرار صبر كزوجة لابنه، ابنه المخطئ في حقها وحق نفسه قبلها، حبها وصبرها عليه يشفعان لها والماضي رغم بشاعته انتهى بالفعل، لبيبة تغوص بأقدامها في الضلال ولا ترى أبعد من مراهقة فرطت في نفسها، وتناست عامدة أن ابنها أيضًا انزلق في ذات الخطيئة وكان سبب سقوط الفتاة معه في ذات البئر العميق، وقف قبالتها ومعالم وجهه جامدة تنذر عن شيء ثقيل عليها سيطرحه عليها حالًا، ضيقت عينيها تسأله باهتمام:
ـ ماذا تريد أن تقول يا أمجد..
افتر ثغره عن بسمة مشفقة، يشفق عليها ويعلم ما ستفعله بعد أن تسمع، تنهد بهدوء:
ـ أخبرك عن شيء يغير خططك كلها؟
تأففت وردت بعصبية:
ـ ليس لدي خطط..
تجاهل نزقها وألقى في وجهها قنبلته المدوية:
ـ إذا طلق صبر سيتنازل تلقائيًا عن أسهمه في المجموعة، هناك وثيقة عليها إمضائه تنص على ذلك...
غمغمت في استنكار:
ـ وثيقة تنازل عن حقه!
أومأت بتعبير محايد فثارت ثورتها تسأله بلا استيعاب:
ـ ولماذا.. ومن أجبره على ذلك؟!..
أجابها بهدوء:
ـ أبي..
زعقت بحده:
ـ ولماذا يفعل أبوك ذلك، لماذا يظلم ابني..
صاح فيما يقبض على رسغها بقوة:
ـ انتبهى لما تتفوهين به..
خلصت يدها منه وابتعدت ساخطة:
ـ لماذا يفعل به ذلك ومن أجل من؟!
أجابت نفسها
ـ يربطه بها كيلا ينفصل عنها مهما حدث..
صمتت تلتقط أنفاسها وتعاود الهتاف الساخط:
ـ ما هذا الظلم..
نهرها في حدة:
ـ ظلم!.. أنتِ من تتحدثين عن الظلم!
احتبست ثورتها بداخلها وصمت كليًا، هدأت قليلًا تحاول التنفس ببطء حتى لا تهدم كل شيء بتهورها:
ـ لم أظلمها، كنت أصحح مسارات فقط..
سألها متهكمًا:
ـ وكيف تعرفين أن هناك مسار أصح مما اختاره ابنك..
تأففت تشيح بوجهه عنه:
ـ ما الحل الآن يا أمجد، كيف يتم الانفصال ولا يخسر شيئًا..
ود إرشادها أن حالة ابنها ستسوء أكثر إن تم ما تطمح إليه، لكن المشكلة أنها تضع عقلها فوق كل شيء، لذا فالأصح ألا يجادلها هز رأسه بأسف مصطنع:
ـ لا يوجد حل، إما هي وأمواله أو لا شيء..
تركها ترغي وتزبد ودلف إلى الحمام، والنار اشتعلت في صدرها أكثر، ازدادت نقمتها وغضبها من صبر، مر يوم كامل أخذت فيها حرائقها وقتها وأخمدتها بأعجوبة وفي صباح اليوم التالي كانت قد قررت، بعض التنازلات لازمة في أوج العاصفة كي تمر بأقل الخسائر الممكنة، تعرف الثغرة التي يمكن استغلالها..
..
على جانب آخر كانت صبر قد استيقظت لروتين كل يوم، تقتل الشعور والفكر وتغرس نفسها وسط الأعمال المنزلية بطريقة مبالغ فيها، ترتب فراشها عدة مرات وتنظف الطابق الثاني النظيف أصلًا وتتجه إلى السفلي في غياب والدها، تولت كل يوم تحضير الطعام في المطبخ العلوي ببطء حتى لا ينضب العمل كما نضب صبرها، لا تكل ولا تمل من العمل إلا حين النوم وعندها لا تترك عقلها للعودة للخلف، لا تتركه لمدين ولا ما يخصه..
كانت ترتب ملابسها في خزانتها بعد فطورها الخفيف، ملابسًا اختارتها قطنية بسيطة ألوانها بين الأبيض والشاحب من كل شيء، سمعت رنين هاتفها واستمرت في ترتيبها، لعلها زاد أو رحيمة، ربما يكون معتصم، أو مدين.. كلا لن تفكر فيه لن تترك له مساحة يتسربل من خلالها إليها ثانية، التفتت تنظر إلى الهاتف الموضوع فوق فراشها فتجد شاشتها تضيء وتنطفئ، انتهى الرنين وعاد ثانية، إن كان مدين ستغلق هاتفها وتبدل خطها بآخر لا يعرفه، ظلت شاردة إلى أن أضاءت الشاشة للمرة الثالثة، توجهت صوبه ورفعته ليحفر الذهول طريقه إلى وجهها، دون ديباجات استرسالية كانت والداته!
صدمة بالغة
استدارت تجلس على الفراش وتفتح الخط، ليست جبانة لتتهرب من أي مواجهة، طالما ليس صوته ما ستسمعه فكل شيء مقدور عليه، رفعت الهاتف إلى أذنها وردت بصوت واثق رغم كل شيء:
ـ نعم!
سألته السيدة لبيبة بثقة مماثلة:
ـ كيف حالك يا صبر..
أجابتها ببرود:
ـ في أحسن حال..منتظرة الطلاق، أرجوكِ ساعديني في هذا الأمر..
كانت ساخرة في طريقتها غاضبة في نبرتها، فصمتت الآخرى لحظة قبل أن تسألها مترفعة:
ـ هل تريدين الطلاق بالفعل!
سؤال لا يقل غرابة عن المكالمة ذاتها فكتمت صبر غيظها وتسلحت بالبرود ثانية:
ـ ولماذا أتمسك به..
والتبرير مُر كمرارة الصبر:
ـ لأنك تحبينه يا صبر..
ضحكت صبر بتقطع لاذع، متهكم أغضب والدة زوجها التي أخبرتها كأنما تعطيعها ورقة رابحة:
ـ بإمكانك البقاء زوجة له، لمَ الطلاق لا أفهم..
تجمدت صبر محلها، تفهم أهداف الأم وتدرك أنها تريد التخلص منها، ما لا تفهمه هو هذا الطلب والآن بالذات، سألتها مباشرة:
ـ وما الذي تغير..
زفرت السيدة لبيبة، صراحتها الشديدة جعلتها تنتهج الحقيقة دون مواربة، ولماذا تراوغ أصلًا، صبر تحبه وبإمكانها البقاء من أجله:
ـ هناك وثيقة تنازل عن أسهمه في المجموعة سيتم تطبيقها إذا طلقك..
ألجمتها الصدمة، مؤكد تلك المرأة تمزح، أي وثيقة تلك ولماذا!
أجابت لبيبة أسئلتها غير المنطوقة ففهمت صبر كل شيء، تمتمت بشرود مختنق:
ـ لهذا لا يطلقني!
رغم أن الأم تعرف سبب تمسكه الذي تراه واهيًا من وجهة نظرها تجاهلت المشاعر وأجابتها:
ـ لا أفهم أسبابه بالتأكيد، لكن واجبك أن تسانديه..
تساءلت في ذهول:
ـ أساند من!
تلفتت حولها تسألها مباشرة:
ـ تريديني أن أسانده، لا أنفصل عنه حتى يحافظ على حقوقه وهو يتزوج عدن وينجب منها وأنا أظل بقية عمري مجرد عاهرة تفرضون عليها ألا تنجب!
كبحت نحيبها قبل أن يتسربل عبر حروفها، عليها الحفاظ على جمود صوتها، ستلعن نفسها إن شعر أحد بضعفها مرة جديدة، جاوبها صمت الأم فبترت كل شيء حين هتفت في سخط:
ـ فليحترق ابنك المدلل في الجحيم، أنا لا أريد شخص لا يستطيع التصرف كرجل..
أغلقت في وجهها قبل أن تسمع شيئًا، تركت الهاتف ينزلق من يدها على الفراش كما انزلقت تتكور في وضع الجنين، هطلت عبراتها وتلك المرة لأجل نفسها، كلما حطمت طوق تكوّن آخر، القيود لا تتركها واللعنات تنصب عليها بلا توقف..
ظلت محلها ربما ساعة أو أكثر، واعتدلت تجلس على الفراش، بحثت عن الهاتف الذي سقط تحتها ورفعته تهاتف والده، السيد أمجد الذي لم يتركها مؤخرًا، كان يهاتفها كل يوم ويحدثها برفق أبوي، أظهر لها اهتمامه وطلب منها أن تعتبره والدها، لا يناسبها الأمر وكانت تغلق السبل أمامه متذرعة بأنها لا تحتاج منه شيئًا وأنها بخير طالما مدين بعيد عنها، فتح الخط وكان يعلم سبب مهاتفتها، سألها وهو موقن من الإجابة:
ـ هل طلبت منك البقاء معه..
تجاهلت سؤاله وأخبرته بقلة تهذيب:
ـ اليوم زاد إصراري على الانفصال..
تنهد وأخبرها في لين:
ـ حقك يا صبر، لا أحد يلومك ولا يطلب منك فوق طاقتك..
صمت لحظة واستدرك مترفقًا:
ـ لكن...
قاطعته يائسة:
ـ لكن ماذا..
أجابها ويعلم أن الأمل يرتحل بلا عودة:
ـ فكري في فرصة، ليس لأجله بل لأجلك أنتِ ولأجل.....
قاطعته هاتفه وقد انفلتت عبراتها من عقالها مع أسفها:
ـ لا أريده..لا أطيقه.. لم أطمئن معه.. لم يكن لي..
تقطع صوتها وهلك صبرها، ذيلت انهيارها في إصرار:
ـ سأنفصل ولا تراجع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-21, 01:20 AM   #870

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


أصعب شيء على المكبلين بخيوط العاطفة أن تحرمهم المسافات من تأدية واجبهم..
أرّق الجد إصابة مصعب، والأمر يقتضي الكتمان، لم ينم ليلتين فترة مكوث حفيده في المشفى حتى ظهرت أثار الإعياء عليه وقتها، وصى مدين ألا يفارقه لحظة واحدة وفشلت محادثات مصعب معه في طمأنته، سبه على تهوره والتقط الحفيد وهن الصوت والخوف الشديد الذي لا يليق بالحاكم من اعتادوا منه السيطرة والبأس، لم تغب تفاصيل المحادثات عن ذهن مصعب لاسيما تلك الأخيرة التي حدثت في المطار بعد تعافيه الجزئي وانتظار طائرته، لمس راحة طفيفة في صوت العجوز حين رأى صورته بجانب مدين قبل أن يهاتفه، لامه جده قائلًا:
ـ تسلك الطرق الشائكة لتصل إلى أهدافك..
مازحه مصعب ضاحكًا:
ـ الطرق المستقيمة مملة جدًا..
يتوقع إجابته، روحه جامحة والجنون سبيله، أخبره مترفقًا:
ـ لم يكن عليك تقديم نفسك وتعريضها للأذى بتلك الطريقة..
زفر مصعب وعلق بصدق:
ـ لا تنسَ النصف الخبيث، ربما أردت وضعه في خانة المدين لي بحياته..
شعر ببسمة الجد، الجد الذي يفهمه جيدًا:
ـ ربما، وربما أيضًا فعلتها دون تفكير..
استطرد بعد برهة:
ـ لم يكن عليك فعل أي شيء مما حدث من أجل أوهام لا صحة لها..
صمت مصعب يسأله عما فهمه جيدًا ويراوغ:
ـ ماذا تقصد بأوهام..
تنهد الجد تنهيدة رجل يقرأ ما وراء السطور:
ـ الوهم الذي لا يعرف به أحد، مصعب المنبوذ نصف الدم الحار..
ضحك مصعب وأخبره:
ـ أهديتك نصف جديد دمه يغلي..
وهذا بيت القصيد ضحك الجد واعترف:
ـ عزة وطفلها أروع هدية لكن ليس بطريقتك البشعة..
توقف مصعب عن المراوغة وتقاطر الصدق من صوته:
ـ لو كان هناك طريقة أخرى تأتي بثمار مع عزة كنت فعلتها، لم تكن لتوافق قط، الصدمة علاجها الوحيد..
أنهى مكالمته يومها بعد سماعه لنداء الطائرة الأخير، واستجاب للكمة مدين في كتفه قبل عناق وداع، عاد من ذكرياته المحببة إلى الصورة التي يناظرها على هاتفه من مكتبه في برلين، صورته التقطها مع مدين يوم سفره، لحظتها اندفع صوبه دون تنبيه مسبق فدفعه الآخر كرد فعل مناسب وكلما رمي مصعب نفسه جهته رده مدين بقوة حتى نظرا لبعضهما ضاحكين بقوة رُغم شعور مصعب بالألم من أثر الطعنة، استغل موجة الضحك العارمة وحاوط رقبته بذراعه رافعًا الهاتف لأعلى ملتقطًا صورة هي الأقرب لقلبه الآن، وعن مدين فلم يدفعه بعد ذلك واستسلم لهدنة مع صديقه الأكثر جنونًا على الإطلاق..
..
تنهد مصعب يكفيه ولو نصف عودة للصداقة والأخوة القديمة معه فقط، صرف تفكيره إلى عزة، الأضداد تتجاذب وهذا واقع لكنه توصل إلى أن المتشابهات جزء من بعضها بعضًا، عزة ليست نصفه الآخر، هي متداخلة فيه لا تنفصم عنه، ناريتها وقود جموحه ولا يريد تكبيلها بلجام بل يريد إطلاق لجنونها العنان..
هاتف جود التي لا تفارقها مؤخرًا، ردت عليه وشعر أنها تمضع شيئًا:
ـ نأكل يا مصعب..
ضحك وسألها بعبث:
ـ وعزة ماذا تفعل.
رمقت عزة الجالسة أمامها تقطع الخبز لا تخفي غيظها:
ـ ستوجه السكين إلى وجهي الجميل..
رفعت عزة السكين وطلب منها ببرود:
ـ قولي له أنني سأستحم بدمه..
فغرت جود فاهها ضاحكة وأخفضت صوتها تنبهها:
ـ هل أنتِ مدركة نوعية رده حين يسمع تلك الجملة..
ومصعب سمعهما وقهقه حتى اهتز جسده قال لجود التي مازالت تضع الهاتف على أذنها:
ـ قولي لها..........
صرخت جود رافضة:
ـ لاااااااا لن أقول لها شيئًا، لا تُحفز خيالي المريض أرجوك..
ضحك بخفوت واستسلم:
ـ اطلبي منها أن تهتم بنفسها..
أنهى المكالمة راضيًا، المجنونة لا زالت على جنونها وهذا أكثر ما يغويه فيها..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:17 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.