آخر 10 مشاركات
4 - لعنة الماضي - بيني جوردان (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          النضـــال ( الجزء الثانى من مذكرات مصاص الدماء ) - كامل - (الكاتـب : Dalyia - )           »          هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )           »          سجل حضورك ببيت شعر ^^ * مميزة * (الكاتـب : ميار بنت فيصل - )           »          اصديق (انت)ام عدو؟ (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )           »          458 - صباح الجراح - كاتي ويليامز (عدد جديد) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جديدة .. من الرعيل الأول (الكاتـب : enaasalsayed - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أي الثنائيات تُفضل
ليليان وجواد 146 77.25%
جسور وليلى 23 12.17%
معاذ ونيجار 32 16.93%
صهيب وأوليفيا 31 16.40%
صهيب وميتشا 9 4.76%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 189. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree2458Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-11-21, 07:06 AM   #2161

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي


فجر الخير
سيتم تنزيل الفصل السادس والأربعون من قيود العشق
قراءة ممتعة مقدمًا

Nana.k likes this.

pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 05-11-21, 07:07 AM   #2162

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل السادس والأربعون

منذ ذلك اليوم الذي قرروا فيه الاتفاق مع تلك الشركة الأجنبية, والتي تستورد لحوم ومنتجات مزرعة جواد, وهو منشغل للغاية, بين البلدة, المزرعة, والعاصمة..
شهران مرا وهو على هذا الحال,
تهدأ كثيرًا حين يبقى بالبلدة, تجد الطمأنينة,
أما حين يذهب للمزرعة, أو العاصمة, تكون على أتون مشتعل, تتحول لشعلة حرفيًا,
تتصل به طوال الوقت, بل تكاد ببعض الأوقات الذهاب معه للعاصمة,
إلا أن الوضع يكون صعبًا, فهو لا يبقى سوى يومين ويعود..
لكن عندما يذهب للمزرعة تصر على الذهاب, تلازمه كظله, وحين يهم بالرفض, تشتعل نظراتها, حد توجسه, كأنها ستحرقه حيًا..
وكل ذلك بسبب تلك المرأة الأجنبية, المسئولة عن متابعة المشروع,
تلك اللزجة, الحرباء المتلونة, ذات الشعر الأملس الأشقر..
وذلك كان اسمها الذي أطلقته عليها ليليان, وعرفه كل من بالمزرعة..
واليوم لم يختلف, لكن كان الجميع بالمزرعة, جواد وعائلته, خاصةً مع عطلة أسماء وأمنية,
وباليوم التالي سيأتي معاذ وعائلته, كي يبقوا بضع أيام معهم..
وهي بالمنزل تتآكل من الغيظ, بل تنظر لأنيسة بعينين غاضبتين, معاتبتين,
وأنيسة تغض الطرف عنها وعن جنونها, وتتابع عملها بالمطبخ..
وأسماء مع ليان بالخارج,
أما امنية فجلست مع ليليان, تأكل ثمرة من الفاكهة, ترمقها بملل, وهي تتابع ليليان,
والتي تقف بجسد متشنج متخصرة, تهز ساقها بعصبية,
مع قولها الساخط بحدة:" هذا ما كان ينقصنا.. يقوم أبا الكرم الحاتمي بدعوتها للعشاء..
والله لأجعل يومه كسواد الليل.."
قلبت أنيسة عينيها بضجر, تتابع تقليب الحساء, ترد عليها بهدوء:" لا أرى بالأمر مشكلة ليليان.. إنها ضيفتنا.."
فتتسع عينا ليليان أكثر, تنتفض بوقفتها, مع هتافها, ملوحة بكلتا يديها:" أي ضيفة تلك؟.. إنها كالغراء.. تلتصق بالمزرعة طوال الوقت.. وتتصل به.."
تتغير ملامح وجهها, مع تلون نبرتها لمائعة بلكنة عربية متكسرة:" مستر جواد هذا حدث.. هذا لا يجوز.. هل انتظرك؟.. متى ستأتي؟.."
تزفر أنفاسًا ملتهبة كتنين يستعد لحرق من أمامه, مُكملة من بين أسنانها بغضب منفعل:" ومستر جواد المُهذب, اللبق يجاريها بكل لُطف.."
تبرق عيناها بجنون,
مُرددة بعصبية:" الجلف.. عديم اللباقة والذوقيات يتحدث معها بلطف.. ويبتسم لها.. بل ويضحك..
تلك الحرباء المتلونة.."
ترتفع ضحكات أمنية من خلفها,
فتلتف إليها ليليان بحدة, تزجرها بنظراتها المشتعلة,
فترفع إليها يدًا مُعتذرة, تزم شفتيها بقوة تحاول كبح الضحكات,
فيما أنيسة توبخها بضيق:" اهدئي ليليان.. ما تفعلينه لا يصح.. هي مجرد ضيفة, وتُشرف على العمل.."
فتدعو مبتهلة:" أشرفت عليها عربة بحِمار, دهسها بحوافره, تلك الحرباء.."
وأمنية من الخلف تضحك ضحكات مكتومة, تمسح الدموع من عينيها, قبل أن تشهق,
فتعود ليليان لتهتف بها بغيظ:" توقفي عن الضحك.. أنا أموت غيظًا.."
_بل غيرة ليليان.. اعترفي.. أنتِ تغارين من تلك ذات العود الفرنسي..
وكلمات أمنية المستفزة, متلاعبة بحاجبيها بمرح,
جعلها تنتصب بظهرها كوتر مشدود, قائلة باستنكار مغرور,
وقد ارتفعت شفتها العليا:" أغار من تلك الصفراء!.. لا حبيبتي.. لست أنا.."
اتسعت ابتسامة أمنية, تميل برأسها للجانب قليلاً, تهزه باستهزاء,
مُرددة بسخرية:" أجل.. أجل.."
تنهض من مكانها, بعد أن أنهت ثمرة الفاكهة,
لتقف بمواجهة ليليان,
هامسة بأذنها بتهكم:" لا تغارين.. فقط تكادين تُصابين بالجلطة كلما رأيتها بالقرب منه.."
ثم تحركت تُلقي بباقي الثمرة, قائلة بتسلية:" سأذهب لأرى ليان وأسماء عمتي.."
تخرج من المطبخ, تاركة تلك المشتعلة لتعود لأنيسة,
قائلة بوجه بائس:" أرأيتِ ما تقوله أمنية خالتي؟.."

تنهيدة منهكة خرجت من أنيسة, تترك
ما بيدها بعد أن أخفضت النيران أسفل الأواني..
تتجه إليها, قائلة بروية:" ما تفعلينه ليليان يزيد عن الحد.. لا داعي لكل هذا الجنون.. تعرفين جواد ليس كغيره لينظر لأخرى, أو يعبث معها.."
عبست بلا رضا, قائلة باستهجان حانقة بغيرتها:" إنه يجاريها..
يتحدث معها بكل أريحية.. تلتصق به كلما رأته.. وهو..."
قاطعتها أنيسة, وهي تجلس على أحد الكراسي المتواجدة بالمطبخ:" هو لا يفعل شيء.. مجرد عمل..
ماذا تريدينه أن يفعل؟.. كلما حدثته يتجاهلها!.. إنه عمل.."
لا يُعجبها الحديث, يهتز جسدها بانفعال, ووجهها يتغير باحتقان,
قائلة بحدة:" ليس عمل.. إن كان كذلك لم يكن ليدعوها للعشاء, أنا سـ......"
وكلماتها المتوعدة قطعتها أنيسة, وهي تُخبرها بجدية:" ما تفعلينه أنتِ غباء.. ستجعلينه ينتبه إليها..
إن لم تكن بباله, ولا يهتم بها, بحديثكِ, وغيرتكِ المُفرطة هذه ستجعلينه ينتبه.. تجعلينه يُقارن بينكِ وبينها.."

عقدت ليليان حاجبيها باستنكار, تفغر فاها, كي تتحدث ببوادر جنون,

إلا أن أنيسة أكملت بنفس نبرتها الجادة, وإن كان شابها بعض اللين بالنُصح:" أنتِ من ستجعلينه يفعل ليليان.. المرأة تغار على زوجها هذا طبيعي..
لكن حين تجن وتقلب حياته لجحيم دون داعٍ, وتختلق المشاكل تحشر بها امرأة أخرى, تجعل زوجها ينتبه, يُدقق بتفاصيل الأخرى.."

صمتت أنيسة للحظات, وليليان تنتبه لحديثها,
ثم تابعت بروية:" الرجل فضولي بطبعه, ربما ينتشي بغيرة زوجته,
لكن حين تغار من أنثى أخرى, ينجذب لمعرفة صفات تلك التي تغار منها زوجته, ما المُميز بها كي تجعل زوجته تخشى عليه أن تجذبه؟.."

سكنت ليليان تمامًا تتابع كلمات أنيسة, بل تجلس أمامها تفصلهما الطاولة الخشبية, الموضوع عليها بعض الخضروات,
وأنيسة تُضيف مبتسمة:" بعض الغيرة تكون من شعور المرأة بالنقص, أن من أمامها أفضل منها.. لا تُقللي من شأنكِ.. ثقي بنفسكِ.."
تهدل كتفا ليليان, مع وجهها المتجهم, تتحرك حدقتاها بتفكير,
ثم تعود بنظراتها لأنيسة,
تسألها بحيرة بائسة:" لكنني أغار.. هل أتركه هكذا!.. لا أتحدث.. لن أستطيع.."
أمسكت أنيسة بسكين, تقوم بتقطيع ما أمامها من الخضروات,
ترد عليها بزفرة ممتعضة:" ليس هذا.. فقط لا تكوني مجنونة بغيرتكِ.. واشغلي زوجكِ بما تعرفينه يُحبه منكِ..
ليليان تعقلي.."
زمت ليليان شفتيها تمطهما للجانب بعدم رضا,
فأمرتها أنيسة:" ساعديني في تحضير الطعام.. أريد أن ننتهي منه سريعًا.."
فتنفذ ما أمرتها به, مع تمتمتها
المتضرعة:" عسى أن يتوقف الطعام بحلقها وتختنق.. والله أتمنى أن أضع السُم لها.."
هزت أنيسة رأسها بيأس منها, وهي لا تزال تتمتم بأدعية..

*******
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 05-11-21, 07:08 AM   #2163

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



أما أمنية وأسماء, فقد استوليتا على ليان البالغة من العُمر سبعة أشهر إلا أيام,
وقد فتنت الصغيرة الجميع,
بجمالها الطفولي, وجنتيها المكتنزتين, ضحكاتها, بل وتباسطها مع الجميع,
فهي تضحك لمن تراه, وحين يحملها أحد
لا تبكي, بل وكأنها تعرف الجميع,
عيناها الواسعتيّن بلونهما البني المُشابهتيّن لعينيَّ جواد, تلمعان بشقاوة..
أسماء وأمنية تنشغلان بها كلما عادتا من الجامعة, يبقيان معها,
أمنية تشتري لها الكثير والكثير من الملابس, والحُليَّ ولا تكتفي,
مُثيرة جنون أنيسة, والتي تتغاضى عن الأمر لأجل الصغيرة,
تبقى معهما بغرفتهما, وتمارسان عليها جميع الفنون,
خاصةً تسريحات الشعر الطفولية, بألوان الأطواق المُبهرجة,
وتلطيخ وجهها الجميل بمستحضرات التجميل, كما الآن,
فقد صعدتا بها للغرفة, يُجلساها بمنتصف الفراش, وهما يحلقان حولها,
يُلبساها فستان شتوي خفيف بلون وردي, مع جوارب وردية طويلة,
وحذاء صغير لطيف صوفي بنفس لون الفستان..
يجمعان شعرها القصير الذي يُغطي أذنيها بتسريحة طفولية مُعقدة,
يُجربانها عليها بعد أن شاهدتها أمنية على هاتفها,
أسماء تُغني مع أغنية ترتفع بالخلفية من هاتفها, تدندن بانسجام شديد, تُمسك بيدها فرشاة صغيرة, تداعب بها أنف ليان,
وأمنية تُتابع عمل تسريحة الشعر, والصغيرة مُستكينة لهما, تُمسك بدورها فرشاة تضع شعيرات الفرشاة بفمها, تمضغها,
وحين تداعب أسماء أنفها, ترفع لها عينيها البنيتين مبتسمة بجمال, فتميل أسماء إليها بلا شعور, مُقبلة وجنتها المُكتنزة بشراهة,
مغمغمة بحب:" حبيبتي أنتِ.. ما هذه الوجنة؟.. سآكلها.."
تطوق وجنتيها تقبلها وتقبلها,
وأمنية تنهرها بحنق حين تحرك رأس ليان, وتبعثر شعرها الخفيف بنعومته:" توقفي.. دعيني أكمل التسريحة.."
تدفع شقيقتها, فتتراجع أسماء على مضض,
وليان تُناغي بغمغمة غير مفهومة, إلا أنها مُحببة للقلب,
وحين انتهت أمنية, رفعتها إليها تواجهها, تنظر لعملها بتقييم, وليان تبادلها النظر مبتسمة,
فتنكمش ملامح أمنية بهيام, هامسة:" ما أجملكِ.."
تمد يدها لتنزع شعيرات انتُزعت من الفرشاة, وعلقت على شفتيَّ ليان الرطبتين بلعابها السائل,
مقبلة وجنتها بدورها,
ثم تُجلسها على الفراش مُجددًا, تفتح هاتفها, وتصورها العشرات من الصور بوضعيات مختلفة, تنضم لها أسماء, يتصور ثلاثتهم صورمتعددة أغلبها مُضحكة..
ترتفع ضحكاتهم, يشاكسان ليان, يداعباها بدغدغة, تنطلق لها ضحكات الصغيرة بصخب, يخطف القلب,
حين فُتح الباب لتطل منه أنيسة الحانقة من اختفائهما وترك باقي العمل,
تنظر إلى ثلاثتهن, فتجد كالعادة وجه ليان ملطخ بمستحضرات التجميل,
فترمقهما بغضب, تتجه إليهن,
هاتفة:" ألم أحذركما من وضع تلك الأشياء على وجهها؟.. هذا يضر بها.."
حملت أمنية ليان, تضمها إليها, تدغدغ عنقها بأنفها, قائلة بمرح:" إنها مستمتعة.."
ومع دغدغتها تنطلق ضحكات ليان الصاخبة,
سارقة نبضات أنيسة, والتي رقت نظراتها, هامسة بحب:" حماكِ الله يا حبيبتي.."
متمتمة بآيات التحصين, وهي تجذب ليان من أمنية, تحملها, مقبلة وجنتها برقة,
ثم تأمر أمنية وأسماء:" اذهبا الآن لتنظيف الأواني.. لقد أنهينا الطعام.."
فتتأفف الفتاتان بكلمات حانقة,
تزجرهما أنيسة, مع قولها الصارم:" هيا.. واخرجا بعض الطباق من الخزانة.. أطباق التقديم ذات الإطار الفضي.."
فتتحركا بحركات متذمرة, وقد انقلب وجهيهما,
وحين مرا بجوارها, أكملت بوعيد:" والله لو رأى جواد ما فعلتماه بوجه ليان, لعلقكما من قدميكما.."
تتحرك أنيسة للداخل, متجهة لطاولة الزينة, تجذب منديل مُبلل, تمسح به وجه الصغيرة برفق, محوقلة بضيق,
عبست أمنية بحنق غير راضية, إلا أنها لم تعترض بكلمة,
متابعة طريقها للأسفل,
وهي تتذكر جنون جواد حين وجدهما
قد لطخا وجه ليان بمستحضرات تجميل, وأحمر شفاه فاقع,
يوبخهما بتحذير أن يفعلا ذلك مُجددًا, يأخذ منهما ليان, وهو يرمقهما شذرًا,
لكنهما لم تكترثان لتحذيره, ويعيدان الكرة بغرفتهما, ثم ينظفان وجهها قبل أن يراهما..

************
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 05-11-21, 07:11 AM   #2164

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



في المساء كانت طاولة الطعام مُعدة, مُرتبة, عامرة بالكثير من الأطعمة المتنوعة,
يجلس جواد على رأس الطاولة, وبجواره أنيسة من جهته اليُمنى, وبجوارها ضيفتهم,
وليليان من الجهة اليُسرى, ترمقها بنظرات مشتعلة, كاتمة غضبها وثورتها بشق الأنفس,
خاصةً مع نظرات أنيسة المُحذرة, وبجوارها أمنية, وأسماء..
فيما يتناولون الطعام, وأنيسة تُضيّف أماندا, تضع لها أصناف الطعام بكرم, قائلة:" تناولي الطعام أماندا.. أتمنى أن يُعجبكِ.."
فتضحك الأخيرة, مع قولها بلكنتها:" يكفي سيدة أنيسة.. إن تناولت كل هذا الطعام.. لن أستطيع النوم.."
ومع كلماتها كان وجه ليليان يلتوي بغيظ متقزز,
تميل على أمنية,
هامسة بحنق:" عسى أن يطبق على أنفاسكِ.. تلك الأناكوندا الصفراء.."
كتمت أمنية ضحكتها, تطرق برأسها قليلاً, ثم تهمس بأذن ليليان بجذل:" ألم تكن حرباء متلونة؟.. أصبحت أناكوندا الآن!.."
تجهمت ملامح ليليان, ترد عليها بنفس همسها,
دون أن تفارق عيناها أماندا المبتسمة:" هي حرباء متلونة, لكنها بملابسها هذه تُشبه الأناكوندا الصفراء.."
بدورها تفحصتها أمنية, دون أن تفارقها ابتسامتها,
تراها ترتدي ملابس شبه مُحتشمة بناء على تعليمات جواد للجميع,
فستانها من قماش التايجر, بقصته المُغلقة من الأعلى, ويصل طوله لما بعد الركبة,
لكنه ينحسر لأعلى قليلاً عند جلوسها, فستان يُناسب أمسية كتلك..
وأمنية تعود لتطرق برأسها قليلاً تضحك بعد أن همهمت موافقة على كلمات ليليان,
فتزجرها أنيسة بتحذير:" تناولي طعامكِ أمنية.."
ثم تعود لتنبه أسماء التي تتلاعب بهاتفها على مائدة
الطعام:" اتركي الهاتف أسماء قليلاً.."
بامتعاض وضعت أسماء الهاتف جانبًا, تتناول الطعام ببلادة,
بعد ان قاطعت عمتها عنها حديثها مع صديقاتها على الواتس اب..
تتشاغل أماندا بالحديث مع جواد, والذي يتحدث معها بأريحية,
دفعت ليليان لضربه بساقه من أسفل الطاولة بعنف, جعلته يتأوه,
ينظر إليها بتعجب,
فتبتسم بوجهه بتكلف, مع ميلها لتقترب منه, وجهها يقارب وجهه,
تهمس إليه باعتذار بريء:" لم أقصد.. كنت أحرك قدمي لا أكثر.."
رمقها بنظرة مستخفة بمعرفة, لكنه لم يُعقب,
فيما تراقب أماندا تقاربهما بابتسامة, تتفحص بدورها ليليان, والتي كانت ترتدي فستان طويل بلون الكراميل الغامق,
مع حجاب ناعم بلون السكر, وحذاء بكعبٍ عالٍ كي يُضيف إليها بعض الطول..
وحين انتبهت إليها ليليان, وإلى تدقيقها, ارتفع حاجبها بنظرة مستفهمة, لم تخلو من التحدي,
دفع أماندا للابتسام بثقة, توجه حديثها إليها بفضول:" ليليان.. سمعت أنكِ كنت تعيشين في باريس!.."
دون أن تُبعد نظراتها عنها, أجابتها باقتضاب مصححة:" كنت أذهب إلى هناك لزيارة خالتي.. هي من تعيش هناك.. لكن لماذا تسألين؟.."
اتسعت ابتسامة اماندا قليلاً, تتنحنح, وهي تمرر نظراتها عليها, من أعلى رأسها, لأسفل, لما يظهر من جسدها بجلستها على الطاولة,
قائلة بخبث متنمرة:" لا شيء.. فقط كنت أظن أنكِ تعيشين هنا منذ الازل, فمظهركِ لا يختلف عن نساء المزرعة.. وباريس!.."
صمتت متعمدة, بنظرة ذات مُغزى,
أشعل ليليان المتحفزة,
تجز على أسنانها كابحة رغبتها في القيام ونتف شعرها,
تسألها بقتامة:" وما بهن نساء المزرعة؟.. ألسن نساء يستحققن التقدير؟.."
وأنيسة تهز رأسها إليها باستحسان,
رمشت أماندا بعينيها متصنعة الحرج, قائلة برقة مُبالغ فيها:" لم أقل شيئًا, بالطبع ما تقولينه صحيح.."
أما من تدخل بالحوار, ليزيد الطين بلة,
كان جواد, الذي نظر إلى ليليان ضاحكًا,
قائلاً بمرح مُمازحًا:" في الواقع كانت ليليان مثلكِ تمامًا,
لكنها تأقلمت مع المعيشة هنا.. وكأي زوجة أصيلة تحولت إلى ما ترينه الآن.."
إن كانت النظرات كفيلة بالإحراق, وتحويل الشخص إلى رماد؛
لكانت نظرات ليليان المستعرة بغل وغضب أسود كفيلة أن تُردي جواد صريعًا..
تسأله بقتامة مترقبة تحمل في طياتها التوعد:" ماذا جواد؟.. ألم أعد أعجبك!.."
فيضحك بخفة, قبل أن تتحول ضحكته لابتسامة, يرد عليها بهدوء مُسالم:" بالطبع حبيبتي.."
تصاعدت أنفاس ليليان بغضب عنيف, تعود لتُكمل طعامها مُفرغة فيه كبتها بغيظ, رُغم عدم شهيتها,
ينتقلون بعدها ليجلسوا يتناولون بعض الشراب,
حتى انتهت الأمسية, وبالطبع السيد اللبق عرض على أماندا أن يوصلها,
حيث أن الوقت قد تأخر قليلاً, وليليان تهتف بقهر طفولي:" سأصعد لأرى ليان.."
مهرولة من المكان سريعًا,
تحت أنظار أنيسة التي هزت رأسها بيأس, تأمر الفتاتيّن بمساعدتها,
لوضع الأطباق بالمطبخ, وترك كل ذلك للصباح..
أما ليليان بعد أن صعدت لغرفتها, وسط بركان غضبها, تحدث نفسها بكلمات مشتعلة,
تقف أمام المرآة, تنزع حجابها بحركة سريعة, تتطلع لهيئتها, جسدها المكتنز بوزنه الزائد, فتشهق وهي ترى بروز بطنها, تحاول سحبه للداخل, هامسة:" يا ويلي.."
تفك شعرها من عقدته, تُمسك به تقلبه مع تخلل أصابعها خصلاته,
فتنكمش ملامحها بأسى,
هامسة لنفسها:" ما هذا؟.. لقد أُفسد شعري تمامًا.. أجدله طوال اليوم ولا اعتني به.."
تمط شفتها السفلى, مع انحناء زاويتيَّ عينيها بحزن
مكملة:" له حق أن ينظر إلى تلك الحرباء.. يا إلهي أنا بحالة يرثى لها.. أين ذهب شعري الجميل؟.. حتى أن حمار جواد الأجرب, شعره أفضل من شعري.."
تُمسك بفرشاة الشعر, تُمشطه, محاولة إضفاء بعض الحيوية إليه,
لكن يتهدل ذراعها بالفرشاة بجانبها, منكسة رأسها, وقد تهدل كتفاها بدورهما بيأس,
مهمهمة بكآبة:" لن يجدي هذا نفعًا, إنه في حالة ميؤوس منها.. لألملم شعري لأحتفظ بماء وجهي, يكفي ما سمعته حتى الآن.."
تلملم خصلاتها, وتعقده بربطة مرفوعة,
تتحرك اتجاه الخزانة, مُخرجة ملابس للنوم, ترتديها, ثم تعود للمرآة, لتنظر لهيئتها ككل,
هامسة بحسرة:" أنا حقًا في حال سيئة.. ماذا حدث لي؟.. أبدو كسيدة متزوجة منذ سنوات, ولديها العديد من الأطفال.. لا أهتم بنفسي.. زاد وزني مؤخرًا..
أين ليليان الباريسية!.. أنا بحاجة إلى عناية مكثفة..
بل أحتاج إلى إعادة تهيئة من جديد, ولكن أين أحصل عليها!..
أنا حقًا بحاجة إلى مساعدة خارجية.."
تتسع عيناها, ضاربة وجنتها بكفها بخفة دون صوت, مردفة بارتياع:" يا إلهي.. يبدو جواد مُعجبا بتلك المتلونة, حتى أنه لم يعد يهتم بي, أو يمر عليَّ بين الفترات.."
أغمضت عينيها, عاقدة حاجبيها, تزفر بيأس, مكملة بتذمر شبه باكية,
مع قلة حيلتها:" ماذا سأفعل؟.."
لكنها انتبهت لصوت جواد الذي يصلها
هو يتحدث مع أنيسة من على الدرج, فأسرعت راكضة تندس بالفراش, متدثرة بالغطاء متصنعة النوم..
****************
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 05-11-21, 07:12 AM   #2165

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



باليوم التالي وصل معاذ مع نيجار, وكمالة, وقام بدعوة عائلة نيجار كي يقضون يومًا بالمزرعة,
فأتى معهم فاتن, فاضل وزوجته رنا, وأولاده, فيما اعتذر بكير لانشغاله,
وهناك سُحروا جميعًا بالمناظر الطبيعية الجميلة بالمزرعة,
مُثيرين حسد رنا بطريقة مُبالغ فيها,
خاصةً حين عرفت أن مُعاذ يمتلك بعض الأسهم بالمزرعة,
شاعرة بالحقد على نيجار, وحظها الذي يتعاظم طوال الوقت,
ترمق فاضل بنظرات ساخطة, تتمنى لو كان لديه بعض مما لدى جواد, أو وزوج شقيقته..
اصطحب معاذ عائلته وضيوفه إلى منزله المُخصص له بالمزرعة, كمالة, نيجار, فاتن, وفاضل وأسرته..
منزل بسيط دون بهرجة أو تكلف مكون من طابق واحد,
وحديقة صغيرة خارجية, وبه ثلاث غرف للنوم, وغرفة للضيوف, وبهو متوسط الحجم,
المنزل كان نظيف, ومُرتب يتم الاهتمام به, والحديقة يُعتنى بها باستمرار,
جلست كمالة وفاتن, مع رنا وفاضل بالحديقة, يستمتعون بصفاء الجو حولهم,
فيما انطلق الطفلان أولاده يلهوان بسعادة بالمكان, ويعلو صوتهما بابتهاج..
أما معاذ فقد دلف مع نيجار لغرفتهما كي تستريح من عناء السفر..
يُجلسها على الفراش, وهي مبتسمة بسعادة, تخبره بعد أن وضع الحقيبة بأحد الأركان,
وجلس مُقابلاً لها:" المكان رائع معاذ.. رائحته جميلة.. يبعث بالراحة.."
ابتسم لوجهها البهي, وسعادتها البادية, رُغم لهاثها البسيط من تقدم حملها بشهرها الأخير,
يرد عليها بمرح:" المكان هنا رائع حقًا.. كل شيء طبيعي.. حتى الهواء لم يلوثه أي شيء.."
تحسست الفراش بكفها بحذر للخلف, تتراجع حين قدرت المسافة لظهر الفراش,
فتجلس مستندة عليه متأوهة, تخلع حذائها المفتوح,
ترد عليه برقة:" أشعر بذلك.. الصوت حولي مُريح للنفس.."
بإشفاق نظر إليها, ينحني قليلاً, ليرفع قدميها, يضعهما على الفراش,
ثم يدلك ذلك التورم بهما,
فتتأوه بشعور مُحبب,
رُغم اعتراضها:" توقف معاذ.. لا تفعل.."
ابتسم بحب, هي تشعر بالحرج حين يُدلك قدميها منذ تورهما في حملها,
تشعر بخجل من اهتمامه بها, وهي لا تفعل شيئًا سوى الاستمتاع باهتمامه,
عنايته بها, يبتهج داخلها, يُضاعف حبها له,
يتفجر قلبها بعشقه, مع عشق صغيره الذي يُشاركها أنفاسها,
وجوده بداخلها يجعلها ترغب في البكاء سعادة,
وهي تتواصل معه باللمسات, والهمسات, شعورها به يتضخم يومًا بعد يوم,
كانت تخشى من الحمل, ووجود طفل لا تستطيع الاعتناء به,
لكن كل ذلك تبخر مع أول ركلة شعرت بها..
ركلة خفيفة تبعتها ركلات كرفرفة الفراشات, جعلتها تتجمد مشدوهة, قبل أن تشهق بضحكة مصعوقة, تبكي وشعور غريب يكتنفها,
تواصلها مع صغيرها بلغتها الخاصة, لغة هي الأقرب لها,
وكأنه يُمحي ما بداخلها من قلق, داخلها يتفاعل معها, يُشعرها بوجوده, بحماس يتزايد كلما مر الوقت,
تناغشه بلمسات يدها لبطنها, وهمسها بكلماتها,
فيرد عليها بركلاته, فتبكي ضاحكة معه..
لا ترى وجه معاذ المتأثر, لكنها تشعر بلمساته الحانية لبطنها, نبرته التي تتغير لمتأثرة, ثم يضحك معها..
هي حقًا تعيش بسعادة بالغة, تحمد الله عليها كل لحظة,
وقد حباها الله بعائلة أخرى تُحبها, وتهتم بها,
وشعورها بالارتياح النسبي هذه الفترة, مع بقاء فاتن بجوارها منذ بدأت شهرها التاسع,
تبيت مع كمالة بشقتها, والصباح يبقى ثلاثتهم سويًا بعد رحيل معاذ لعمله..
ابتسامتها المُضيئة برقة, دفعت معاذ للاقتراب منها, تشعر بأنفاسه بالقرب من وجنتها,
يسألها بشقاوة:" فيما تُفكرين؟.."
تتسع ابتسامتها, تشاركه مشاكسته:" بما سنأكله هنا.."
ارتفع حاجبه باستهجان, مُرددًا
بنزق:" الطعام!.."
تكبت ضحكاتها, وهي تستمع لصوته الحانق, لكنها تزيد من مشاكستها,
مؤكدة بهزة رأس:" أجل.. أنا جائعة للغاية.. وأنت أخبرتني أن كل الطعام بالمزرعة طبيعي..
بلا أي إضافات.. يكاد يسيل لُعابي لتذوق الجُبن, والزُبد.. واللحم المشوي الذي وعدتني به.."
رمقها بوجه حانق شبه طفولي, يود ضربها من شدة غيظه منها,
لكنه أجفل على ضحكاتها المستمتعة,
وهي تخبره بمرح:" يا إلهي أشعر بحرارة أنفاسك الغاضبة.. اهدأ معاذ.."
تهدأ ضحكاتها رويدًا,
تلتفت قليلاً بتأوه, ترفع يدها تتحسس طريقها إلى وجهه, تحتضن وجنتيه الخشنتين,
هامسة بنعومة:" كنت أفكر بأنني أشعر بسعادة بالغة.."
رقت نظراته بحب, يبتسم دون قدرة على البقاء حانقًا, يُخبرها بتبرم منه:" حقًا نيجار.. لكِ القدرة على إثارة حنقي.. وبعدها بلحظة جعلي مُتيمًا بكِ أكثر.."
تركت وجهه, تُسند رأسها لصدره, مربتة على قلبه كعادتها, قائلة بحنان:" بل أنا المُتيمة بك معاذ.. لم أكن لأحلم بأن تكون حياتي بهذا الجمال..
شكرًا لك.. شكرًا لك لأنك اخترتني لأكون زوجتك.."
ضمها إليه مغمض العينين, يتنفس بقوة, يهمس إليها بدوره:" أنتِ من جملتِ حياتي يا قرة عين معاذ..
وستُكملين بهجة أيامي بطفل منكِ.."
ويده انخفضت لبطنها تداعبها برقة, فتسكن إليه لبعض الوقت,
لا يقطعه سوى, صوت فاضل الذي يهتف من الخارج:" أين ذهب معاذ؟.. ألن نبدأ بشوي اللحم؟.. نحن نموت جوعًا.."
انقلبت ملامحه بامتعاض, يبتعد عن نيجار على مضض,
قائلاً بحنق:" مُفرق الجماعات السيد فاضل.. لماذا دعوته لا أدري!.."
فتضحك نيجار بمرح على قوله, خاصةً وقد تحسنت علاقة معاذ مع فاضل كثيرًا,
إلا من بعض الغيرة الطفولية بينهما, تفصلها كمالة بوعيدها لكلاهما, كأنها توبخ طفلين..
نهض من الفراش, وساعد نيجار على النهوض, يضع أمام قدميها حذائها, فترتديه,
وتتحرك معه بروية, تتحسس طريقها بالمكان الجديد عليها,
حتى خرجا للحديقة, فيجد فاضل مُتخصرًا,
يسأله بحنق:" هل انتهيت؟.. والله ظنناك قد نمت.."
يتحرك اتجاههما, يجذب منه نيجار, مُقبلاً رأسها,
يسألها بحنان:" هل أنتِ بخير حبيبتي؟.."
فيرد معاذ بدلاً عنها بفتور:" كانت ترتاح لولا صوتك الأشبه بصافرة قطار.."
تكتم نيجار ضحكاتها بكتف فاضل,
خاصةً وهو يرد عليه بسماجة:" ربما تحتاج لصافرة القطار كي تستيقظ من نومك الثقيل.. هيا هل أحضرتنا إلى هنا لتجعلنا نتضور جوعًا.."
يرمق شقيقته بأسى زائف, مع قوله الحزين بتصنع:" انظر لشقيقتي المسكينة.. لقد فقدت الكثير من وزنها.. حتى وجنتاها لم يعودا مكتنزتين.."
صاحب كلماته يرفع وجه نيجار, وبمباغتة, يُقرب فمه من وجنتها,
فيظن معاذ أنه سيقبلها, إلا أنه يفاجئه حين عض وجنتها كعادته, فتصيح نيجار, محاولة التخلص منه,
هاتفة:" توقف فاضل.."
ومعاذ يشهق بارتياع, يجذب زوجته من بين ذراعيَّ فاضل, هاتفًا بحدة:" يا لك من أحمق.."
يمسح وجنة نيجار بباطن كفه, يرمق فاضل بنظرة مغتاظة,
زافرًا بقوة, قائلاً باقتضاب:" هيا.. هيا لنشوي بعض اللحم قبل أن يتحول شقيقكِ لآكل لحوم البشر ويفترسنا.."
يُجلس نيجار على أحد الكراسي الخشبية, ثم يعد أدوات الشواء مع فاضل,
وكمالة تُرشد فاتن على أماكن الأشياء, تُخرج اللحوم التي تم إعدادها مُسبقًا,
وأمر جواد بوضعها بالبراد, بناء على طلب معاذ,
وفاتن تُخرج الأطباق من المطبخ, وتساعدها رنا على مضض نزقة, عيناها تدوران بتفحص للمكان بالداخل,
ومعاذ يتصل بجواد, يخبره بوصوله, فيرحب به بالهاتف, يتركه على راحته مع عائلته وعائلة زوجته..
تنتشر رائحة الشواء بحديقة المنزل,
يتقافز طفلا فاضل, بسعادة لتجربة جديدة, يُعطيهما فاضل بعض اللحوم التي نضجت بعد أن بردت قليلاً,
يتابع صغيريه بحنان, يتشاكس مع معاذ, الذي يُسرع ليُطعم نيجار من اللحم المشوي الساخن,
تعلو الضحكات, ورنا تراقب بسخط, مع ضحكاتها الزائفة, غير راضية, رُغم أن فاضل يُطعمها بدوره بسماحة,
إلا أن حقدها على نيجار أكبر من أن تبتهج بذلك الجو العائلي الجميل..
ومع حلول المساء, بعد صلاة العشاء قرر فاضل الرحيل لمنزله, رُغم إلحاح معاذ كي يبقى حتى لليوم التالي, إلا أنه رفض مُتعللاً بعمله, يصطحب زوجته وطفليه اللذين ودعا المكان ببكاء, ليناما بالطريق من إنهاك اللعب بالمزرعة..
وبقيت فاتن مع نيجار..
**********
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 05-11-21, 07:13 AM   #2166

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



في اليوم التالي كان جميع النساء مجتمعات بحديقة منزل جواد, وقد أصرت أنيسة على دعوتهن على الغداء اليوم,
وجواد منشغل بعمله, مُجبرًا معاذ على العمل, والذي تذمر أنه بعطلة,
إلا أنه أوكل إليه بعض الأعمال, فاندمج بها, يتابع هنا وهناك..
أسماء وأمنية يقومان بتنفيذ ما أمرتهما به أنيسة,
وأنيسة تجلس مع كمالة وفاتن,
وتستحوذ ليليان على نيجار, تجلسان سويًا, وليان تحبو على الأرض تلهو مع نفسها بمرح..
فيما ليليان تشتكي لنيجار المبتسمة على جنونها,
وقد توطدت علاقتهما, فلم تكتفي بلقاءات بل مكالمات هاتفية, تتحدثان سويًا كثيرًا,
وتُكمل ليليان لنيجار ما حدث بالمزرعة منذ قدومهم, وصولاً لأماندا,
فتقول ليليان بسخط:" البارحة كدت أن أدفعها بمياه الخيول بالإسطبل.."
تضحك نيجار عليها, تجاريها بمزاح كرفيقتين قديمتين:" أنا حقًا منبهرة بثباتكِ الانفعالي ليليان.."
تأففت ليليان بحنق, تنحني حين وصلت إليها ليان, تحملها, منظفة يديها من الأتربة, مقبلة وجنتها,
تعتدل بجلستها, ثم تضع ساقها أسفل جسدها, والصغيرة بحضنها,
ملتفتة لنيجار بكليتها, قائلة:" كانت شراكة سوداء.. لم يجدوا رجلاً ليتابع العمل, يرسلوا تلك الحرباء!.."
تضع نيجار كفها على صدرها, بوجه متورد بنضارة,
قائلة بقايا ضحك:" لا أفهم.. جواد لم يتغير معكِ كما تقولين..
والخالة أنيسة تحدثت معكِ.. ما الذي يُزعجكِ؟.."
عبست بشفتين مزمومتين, ترد عليها بحنق طفولي:" بل تغير.. لم يعد يمر بمنتصف النهار.. يبقى بمكتبه.."
حينها التوت زاويتا شفتيَّ نيجار بابتسامة ماكرة,
تخبرها بخبث:" إذا لم يمر هو, اذهبي أنتِ إليه.."
_وماذا سأقول له!..
وتساؤل ليليان,
أجابته نيجار بمكر مُحبب:" لا سبب.. ربما تفتيش مفاجئ.."
مذيلة كلماتها بضحكة مستمتعة,
لمعت لها عين ليليان, بابتسامة مريبة, نهز رأسها قائلة:" معكِ حق.. خذي.."
بعدم فهم أجفلت نيجار حين وجدت ليليان تضع ليان الصغيرة بين ذراعيها, وليان تناغيها بضحكة رقيقة..
وصوت ليليان يعلو بالقرب:" أنا سأذهب لأرى شيء ما خالتي.. انتبهي لليان.. إنها مع نيجار.."
ضمتها نيجار لصدرها, قائلة برقة:" مرحبًا ليان.."
فتنال غمغمة من الصغيرة, دفعتها للضحك بحنان,
تُجلسها على ساقيها بحذر,
تدعمها بذراعها وكفها,
وترفع يدها الأخرى, تُمررها بنعومة على وجه الصغيرة, وشعرها, زافرة أنفاسًا متهدجة,
بهمسها المرتجف:" أنتِ جميلة للغاية.."
وليان الصغيرة ترفع كفها المكتنز الصغير, المُزين بإسورتيّن ذهبيتين صغيرتين
تُمسك بوجه نيجار وكأنها تتلمسها بدورها..
*********
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 05-11-21, 07:14 AM   #2167

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



أما هي فتحركت بخطوات عازمة لمكتب جواد, تفتح الباب,
لتجده منهمكًا ببعض الأوراق, إلا أنه رفع وجهه عنها, حين فُتح الباب ليجدها ليليان,
فارتفع حاجبه بتعجب,
قائلاً بتساؤل:" ليليان!.. ماذا تفعلين هنا؟.. وأين ليان؟.."
عبست بضيق, هل هذا ما استطاع قوله!..
تنهدت بقوة, تتبع سبيل اللين,
تقترب بخطوات بطيئة, مبتسمة برقة,
قائلة:" ليان بالمنزل.. أنا أتيت إليك أريد شيئًا.."
نظر إليها بترقب مهتم, يسألها
مستفهمًا:" ماذا تريدين؟.."
رمشت بعينيها بوداعة, تخبره بأول ما جال بخاطرها:" أريد رؤية تلك البقرة التي أنجبت منذ يومين أريد رؤية صغيرها.."
تجمدت ملامحه يرمقها ببلاهة,
مُرددًا:" البقرة!.."
عضت شفتها السفلى, شاتمة نفسها,
بأنه لا بقرة سواها, هل هذا ما خطر ببالها,
خاصةً وجواد يخبرها ببرود:" اذهبي لرؤيتها.. إنها بالحظيرة.."
مغمغمًا بنزق لنفسه:" تريد رؤية البقرة وصغيرها, وأنا من أظنها قد أتت لأنها اشتاقت لي,
وأنا أكاد أغرق بهذه الأعمال الخانقة.."
زفرت بروية, قبل أن تعود لتبتسم, قائلة بنعومة:" لا أريد رؤيتها بمفردي.. أريدك معي.."
_لماذا؟..
وسؤاله الفاتر,
جعلها تتمايل قليلاً, قائلة بخفوت
ناعم:" تعرف ذكرياتي مع الحظيرة.. الثُعبان.."
قلب عينيه بملل, يجيبها بنزق:" ليس هناك شيء بالحظيرة هنا.."
_أنا خائفة..
وكلماتها كانت أكثر خفوتًا بنعومة مُقاربة للميوعة,
ضحك لها بهزء ناظرًا إليها باستخفاف, هامسًا بصوتٍ وصلها بوضوح:" خائفة!.. ألم يكن يجدر بي أن أتزوج واحدة مثلي, لا تخاف!..
وليست تلك الباريسية التي تشبه البسكويت, والدجاجة البيضاء الدائخة في فصل الصيف.."
عقدت حاجبيها, مضيقة عينيها بتركيز, مرددة بتعجب:" أشبه الدجاجة البيضاء!..
أهذا تشبيه مهين جواد!.."
زفر بضيق, يقلب عينيه بملل,
موضحًا:" الدجاج الأبيض لا يتحمل الحرارة.. هذا التشبيه يدل على مدى هشاشتك.."
زمت شفتيها بغيظ تنظر إليه بتوعد,
ذلك الغبي ينعتها بالدجاجة البيضاء,
وماذا تنعته هو!..
بالثور الهائج العنيد.. ستطرق رأسه حتمًا من حديثه المغيظ..
أخذت نفسًا عميقًا, تحاول التحكم بأعصابها, والعودة لما أتت لتفعله,
ابتسمت برقة, قائلة بدلال:" جواد أرجووووك.."
أغمض عينيه بيأس, قائلاً بنبرة شبه باكية:" يا إلهي.. وماذا أستطيع أن أقول بعد أرجوك هذه؟..
الرحمة يا ذات الأساور, أليس لديكِ أخوة ذكور تشفقين عليهم؟.."
اتسعت ابتسامتها تنظر بانتصار, أجل,
ها هي على الطريق الصحيح..
استمري ليليان..
دومًا تلك الطريقة, تجعله يذوب, ويفعل لها ما تريده..
دومًا الرجال هكذا, ببعض الدلال يصيروا طوع يديكِ, ولا ضير من إظهار بعض الضعف المصطنع للوصول لما تريدينه..
أشار لها بسبابته قائلاً بأمر:" تعاليَّ إلى هنا.."
اتجهت إليه تتهادى بغنج, تنظر لعينيه المشتعلتين التي تلتهماها تشعراها أنها ملكة متوجة بهودجها,
يراها العامة لأول مرة..
تتجدد ثقتها بنفسها, تتناسى تلك الحرباء, ترى حبه لها بعينيه,
وصلت إليه فأحاط خصرها بذراعيه, وأجلسها على ساقيه,
فرفعت يديها تلفهما حول عنقه, تميل برأسها قليلاً للجانب بابتسامة..
مبتسمًا تطلع لوجهها المُشرق, يسألها بهمس أجش, وهو يستنشق رائحتها المحببة لقلبه:" ماذا أفعل بكِ الآن؟.."
ضحكت بشقاوة, هامسة بمكر:" فعليًا لا تستطيع فعل أي مما تفكر به الآن, لأننا بمكتبك,
وإن دلف أحدهم ستكون فضيحة, خاصةً وأنك تفقد تعقلك دومًا.."
عقد حاجبيه بتبرم, وقال موافقًا بتذمر طفولي:" معكِ حق.. ولكن ماذا أفعل, وأنا أذوووب بكِ!.."
عضت على شفتها السفلى تحارب ابتسامتها, قائلة برقة تمسد بإصبعها ما بين حاجبيه تمحي تلك العقدة:" جوادي، في لحظات تجعلني بكلماتك أود نقع لسانك بمحلول لتنظيفه, وتعقيمه, وطرق رأسك العنيد..
وبأوقات أخرى تجعلني أذووب عشقًا بكلماتك رغم تعبيراتك المميزة.."
دفن وجهه بعنقها مغمض العينين, مهمهمًا بعشق:" ااااه منكِ يا ذات الأساور.. تلك الأساور التي تقبض على مرفقكِ تتراقص بدلال..
صوتها يجعل قلبي يرقص على نغماتكِ, تقيديه بحبال تحركيها بيديكِ كعروس الماريوت,
رغم عنف لحنكِ ولكنه محبب لدي..
ماذا فعلت بي يا خوختي؟.."
هذه المرة ارتفع وجيب قلبها, ليستمع إليه جواد, ويضع رأسه على صدرها..
يقول أنها تحرك قلبه بيديها!..
وماذا عنه هو؟..
لقد وهبته قلبها, وهو يتحكم بنبضاته..
لا تستطيع نبضة منه أن تنبض؛ إلا بأمره..
والآن تشعر بأن قلبها ينبض بجنون من حلاوة كلماته..
جوادها المجنون, روض قلبها الثائر, وجعله طوع أمره..
في حين هاج قلبه بصخب جنونه..
ارتفع حاجبه بتسلية في حين اتسعت ابتسامته العابثة,
هامسًا بمكر محبب:" ألا أستحق قبلة على تحسن ألفاظي!.."
عضت شفتها السفلى, تحاول كبح رغبتها في جذبه من مقدمة قميصه, وإشباعه قبلات توازي جنون ماتشعر به..
لكنها تعلم سيفتعلان فضيحة مؤكدة, ستحكي عنها المزرعة..
فكت ذراعيها من حول عنقه, وأحاطت وجهه بكفيها, تطبع قبلة رقيقة سريعة على شفتيه..
فهتف بسخط غاضب:" هذا ليس عدلاً.. أتسمين هذه قبلة!.. تغشين.."
والتمعت عيناه, يكمل بجموح:" سأعلمكِ كيف تكون القبلة الجيدة.."
اشتعل وجهها وهي تفهم مايرنو إليه, وكم تموت شوقًا لفعل ما يريده,
لكنها تنحنحت, تحاول رسم الجدية,
قائلة بحزم:" هذا يكفيك الآن, كن محترمًا ورب عمل يحتذى به.."
رفع حاجبه ينظر إليها بسخرية, قائلاً بتهكم:" لم يكن هذا حديثكِ منذ يومين بالمطبخ, وأنتِ تغوينني ياذات الأساور..
على الأقل هنا الباب مُغلق.. وليس مطبخنا الذي يتردد عليه بنات خالي البريئات, وخالتي.."
فغرت شفتيها من وقاحته, وهو يذكرها بتلك الليلة
حين هبطت للمطبخ تتناول بعض الطعام كعادتها,
وهبط خلفها, وجلس يراقبها بعينين مغويتين,
لم تدري كيف أصبحت بين أحضانه تقبله, وتعبث بشعره, وهو يذكرها بأول لقاء لهما بمطبخ عائلتها..
رمشت بعينيها زامًا شفتيها بحنق, هاتفة بغضب:" ليس صحيحًا.. حرفيًا أنت من أغويتني هذه المرة..
كف عن وقاحتك, ودع مرة واحدة بعمرك موقف عاطفي بيننا يمر بسلام, وينتهي برومانسية دون إفساده بصلفك.."
حاولت النهوض, لكنه منعها بصرامة..
فأشاحت بوجهها عنه, قائلة
بسخط:" وقح.."
ابتسم بتسلية يقربها إليه أكثر, يدفن أنفه بعنقها, بعد أن ارتخى حجابها, وانحسر قليلاً,
يهمس بنبرته المغوية التي
تعشقها:" خوختي.. لا تكوني قاسية لم أقصد.."
عقدت ذراعيها أمام صدرها, رافعةً ذقنها بامتعاض, ورفض مصطنع..
فأكمل مسترضيًا:" حسنًا أنا من أغويتكِ.. هل سامحتني الآن؟.."
لم يستطع أن يرى تلك الابتسامة على شفتيها, وهم بالحديث لولا
الباب الذي فُتح, دخول معاذ سريعًا, وهو يقول:" جواد الـ....."
قطع حديثه وهو ينظر إلى هيئتهما, وليليان جالسة على ساقيَّ جواد,
فالتفت يواليهما ظهره, وهو يشتم بخفوت,
شعرت ليليان بالحرج الشديد, وحاولت النهوض, لكن منعها جواد, وهتف بفظاظة:" ماذا تريد يا غبي؟.."
أغمض معاذ عينيه يهز رأسه بيأس, هاتفًا بفظاظة
مماثلة:" اتركها أيها الثور, ماذا تفعل بالمكتب وعلى الملأ؟.. ألا يكفيك فضائح!.."
هذه المرة اشتعلت وجنتا ليليان بالخجل, محاولة فك حصار ذراعيَّ جواد,
فهمس بجوار أذنها محذرًا:" اركضي الآن قبل أن أرى تورد وجنتيك خوختي, وأركل مؤخرة معاذ, وألقيه من النافذة.."
صاحب حديثه بإرخاء ذراعيه على مضض متذمرًا..
أسرعت ليليان تقف تتحرك بخطوات متعثرة سريعة..
ولكن صوت جواد صدح من خلفها قائلاً بجدية عابثة:" تدينين لي بواحدة.. أو ربما....."
اتسعت عيناها بذهول, تلتفت تنظر إليه بعدم تصديق مما يقوله,
صارخة بتعنيف:" اصمت أيها الوقح.."
ثم خرجت راكضة..
اتجه إليه معاذ وجلس على الكرسي, ينظر إليه قائلاً بتهكم ساخر:" أتمنى ألا أكون أفسدت عليك فضيحتك.."
ثم هتف معنفًا:" ألا تخجل يا رجل؟.. لقد أصبحت مثالاً يُحتذى به في الوقاحة والفضائح.. احترم سنك ومركزك.."
نظر إليه جواد بطرف عينه, وقال بلا مبالاة:" زوجتي وأفعل ما أريده.. ليس للقلب والحب سلطان.."
زفر معاذ بيأس ذلك الجواد حقًا لا يستطيع أحد ترويضه..
في حين أكمل جواد بفظاظة:" حسنًا ماذا تريد الآن؟.. أخبرني حتى لا أركلك خارجًا.."
اعتدل معاذ بجلسته يرمقه بنظرات حانقة من وقاحته وجلفه,
ثم هتف بغيظ:" لا أعمل عندك.. ولا تظنني سأتركك تفعلها.. سأركلك أنا أيضًا.. لا تتغالظ عليَّ جواد.. دع تفكيرك المنحرف الآن, وركز معي بالعمل.."
ابتسم جواد بعبث يتأوه بصمت, ورائحة ليليان لا تزال بأنفه..
فأمسك معاذ بقلم متواجد على المكتب, وقذف به جواد
, هاتفًا بنفاذ صبر:" قلت ركز معي يا أحمق, ودع الفتاة المسكينة وشأنها قليلاً.."
ومع حديثهما واستفسار معاذ عن بعض الأشياء الخاصة بالعمل,
أخبره جواد إن أراد أن يعرف شيئًا, فليسأل أماندا,
ومع نطقه لاسمها, ارتفع حاجب معاذ يسأله بتعجب:" أنت لا زلت توظف تلك الحرباء المتلونة!.."
عقد جواد حاجبيه بدهشة, يرمق معاذ بنظرات متفحصة,
يسأله بانشداه:" ماذا؟.. من أين عرفت هذا الاسم؟.. فليليان هي من تقوله.."
بالطبع لا يخفى عليه غيرتها من أماندا, بل وإطلاقها لهذا الاسم عليها,
والذي يتهامس به عمال المزرعة كلما مرت أماندا بأي مكان,
فيضحك معاذ بتسلية, بالطبع هو يعرف,
فنيجار أخبرته عن غضب ليليان من تلك الـ أماندا..
فيشاكس جواد بخبث:" اوه جواد إن المزرعة كلها تعرف بهذا الاسم..
ثم إن ليليان قد تقتلع شعرها الأملس.."
أظلمت نظرات جواد بغيرة, يرفع حاجبه بتوعد,
يسأله بقتامة بنبرة مشتدة:" يبدو أنك تجلس مع ليليان كثيرًا, وتحكي لك أكثر.."
اتسعت عينا معاذ بذهول, قبل أن يضحك متسائلاً بدوره:" هل تغار على ليليان مني!.. يا إلهي أيها الجواد المجنون بجنون فرس بري.."
وهو يزيد من استفزازه, يراه يكاد ينهض لينقض عليه,
فيوضح ضاحكًا:" لقد أخبرت نيجار بذلك.."
زم جواد شفتيه, يجز على أسنانه بغيظ, يتراجع بجلسته للخلف,
قائلاً بحنق:" ليليان وفمها الذي لا يغلق أبدا.. سأسحقها.."
فترتفع ضحكات مُعاذ, والذي شاكسه بتسلية:" ربما هي من ستفعل.."
*************
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 05-11-21, 07:15 AM   #2168

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



عاد الجميع إلى البلدة, وبعدها بأيام, كان الجميع بالمشفى, ينتظرون خروج نيجار من غرفة العمليات,
بعد أن حدد لها الطبيب لها موعد الولادة القيصرية, والتي كانت ترفضها, تريد أن تلد بطريقة طبيعية, كي تشعر بطفلها بكل لحظة,
لكن حجم الصغير لم يُساعد بالولادة الطبيعية, فقد كان حجمه كبيرًا,
فترضخ لهذه الولادة, ويدخل معها معاذ, للعمليات رافضًا رفضًا تامًا أن يتركها بصفته طبيب,
وفاتن معها التي كانت تتمسك بيدها, واليد الأخرى يمسكها معاذ, يتحدث معها,
يقرب وجهه من وجهها, يهمس إليها برقة
رُغم ارتعاش صوته:" كل شيء سيكون بخير حبيبتي.."
تبتسم باهتزاز, عيناها تسبحان بلا هدى, شاعرة بخوف, وتيه قليلاً,
إلا أن وجود معاذ, وفاتن معها يطمئنها,
تزفر بارتجاف, تهمس إليه:" سيكون بخير.. فقط اخبرني ما يحدث من فضلك معاذ.."
يزفر بدوره بتهدج, يُمسد على رأسها المُغطى بغطاء الشعر, مُقبلاً جبهتها, وعيناه تراقبان مؤشراتها الحيوية, يقيس حرارة جسدها,
يتابع كل شيء بعينين متأهبتين,
وفاتن تهمس إليها بصوت مختنق:" تبقى القليل حبيبتي.. بماذا تشعرين؟.."
ابتلعت ريقها بصعوبة, تلتفت بوجهها اتجاه صوت والدتها,
تهمس إليها بتلقائية:" خائفة.."
تتساقط دموع فاتن بلا شعور, تُشدد على قبضتها, تطمئنها,
وهي بداخلها مرتعبة:" لا تخافي.. نحن هنا معكِ.. ستكونين بخير.."
فيُضيف معاذ يبث إليها السكينة:" كلاكما ستكونان بخير.. دقائق وينضم إلينا الصغير.."
وبالفعل لم تمر سوى دقائق, حتى أخرج الطبيب الصغير,
وبلحظات صدح صوته باكيًا بقوة,
انهمرت لرؤيته دموع فاتن بسخاء, وشهقت نيجار بذهول, وهي تستمع لصوت البكاء, لا تعرف ماذا تفعل؟..
ومعاذ يراقب الجسد الصغير المقلوب, ثم يأخذونه لينظفوه قليلاً,
فيميل لنيجار التائهة,
هامسًا بانفعال:" لقد وصل الصغير.. وصل ابننا حبيبتي.."
فغرت شفتيها محاولة الحديث, إلا أنها لم تستطع تجميع كلمة واحدة,
ومعاذ يراقب ملامحها الحائرة, فيُشفق عليها مع غصة استحكمت بحلقه,
فيوجه حديثه للمُمرضة,
يخبرها بهدوء:" من فضلكِ.. أريد الصغير.."
فترد عليه المُمرضة:" لم نكمل تنظيفه.."
إلا أن معاذ ترك كف نيجار للحظات, يتجه للمُمرضة,
يأخذ منها الصغير, الملتف بمجرد قماشة بيضاء, وجسده لا يزال مُلطخ ببعض الدماء, والسائل الأبيض, يحمله برهبة,
ثم يتجه به إلى نيجار, التي تتحرك حدقتاها باضطراب بلا رؤية أو فهم,
لكنها شهقت مقطوعة الأنفاس حين شعرت بجسد صغير يُوضع على صدرها, ورأس صغير يتحرك مصطدمًا بذقنها, مع مواء,
ومعاذ يهمس بأذنها باختناق:" صغيرنا نيجار.. مُعتز.. اشعري به.."
رفعت يدًا مرتعشة, وقد تجمدت حدقتاها, تتلمس الجسد الصغير بحذر مرتعبة..
ظهره, ذراعه, كتفه, ثم رأسه,
رأسه الذي تحرك أسفل كفها, منتزعًا منها شهقة مطلقة مع أنفاسها,
وبداية لبكاء بصوتٍ مرتفع,
تضم الجسد الصغير إليها بقوة, تبكي بعنف أوجع قلب معاذ,
حد دمع عينيه تأثرًا, وهي تقبل رأس الصغير بلا توقف,
وفاتن لا تستطيع الاتيان برد فعل من فرط بكائها,
تنهد بقوة, يستجمع قوته, يميل ليأخذ الصغير منها,
فتجفل مُشددة من قبضتها عليه بخوف متحفزة,
إلا أن صوت معاذ يهدئها بقوله:" لا تخافي حبيبتي.. سنُكمل تنظيف مُعتز ونُعيده إليكِ.."
عادت لتُشدد أكثر عليه للحظات, ثم تركته بحزن,
ومعاذ يحمله ليُعطيه للمُمرضة, التي أخذته منه, تُكمل تنظيفه,
وحين انتهوا خرج معاذ مع نيجار الشبه واعية, يحمل الصغير,
وفاتن تتمسك بفراش نيجار تتبعها,
فيجد معاذ الجميع يلتف حوله,
فاضل وبكير اللذين شيعا شقيقتهما بنظرة ملتاعة,
ثم تركزت أنظارهما على معاذ والصغير, وجواره جواد بوجهه السعيد بفرحة
وكأنه طفله أيضًا, وكمالة التي أصرت على الحضور,
تنظر بلهفة, وضعه معاذ بين ذراعيها, شهقت مكبرة, تدعو بآيات التحصين,
تُعيده لمعاذ, تأمره:" كبر بأذنه.."
فينظر إليه معاذ, ثم لجواد,
قائلاً:" جواد.."
وجواد فهم تزلزل وارتباك صاحبه,
فدعم جسد معاذ المرتجف من فرط انفعاله,
يرفع مُعتز ليقربه من وجه أبيه,
وجواد يهمس إليه:" كبر بأذن ابنك يا معاذ.."
هز رأسه موافقًا:" يٌكبر بأذن ابنه اليُمنى, وباليُسرى الإقامة, يُخبره باسمه, ثم يُقبل وجنته برقة,
هامسًا:" مرحبًا بك يا مُعتز.."
فيبتسم جواد قائلاً:" بورك في الموهوب، وشكرت الواهب، وبلغ ‏أشده، ورزقت بره.."
وفاضل يتلقف ابن أخته من بين ذراعيَّ معاذ,
قائلاً بسعادة:" ما شاء الله.. اللهم احفظه واحميه.. مرحبًا بالغالي ابن الغالية.."
وبكير يتلمس رأس مُعتز, ينظر لفاضل شقيقه, قائلاً بخفوت متأثر:" الله أكبر.. ما أجمله.."
لكن صوت جواد يقصف فوقهما:" بل قبيحًا.. انظر إليه.. بشعًا.."
فيرمقاه بنظرة ساخطة,
فيما كمالة تضحك, بعد أن حملته بين ذراعيها, مؤكدة بدموع الفرحة:" أجل قبيح.. لا تنظرا لوجهه كثيرًا.."
فيضحك جواد معها, مع قوله:" ما شاء الله تبارك الله.. ليحميه رب العالمين.."
يتلفت حوله, لكنه لا يجد معاذ, فيعلم أنه قد تبع زوجته,
عنه الصغير,
فيتحرك الجميع اتجاه غرفة نيجار, تدخل كمالة والتي تحمل الصغير,
ومعها فاضل وبكير, أما جواد فقد استأذن كي يترك العائلة على راحتها,
ويُخبر ليليان التي كانت تريد الحضور إلا أن ليان وحرارتها المرتفعة منعتها من الحضور..
************
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 05-11-21, 07:16 AM   #2169

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



وكما العادة, انتقلت نيجار لشقتها,
تحت رعاية معاذ ووالدتها, وكمالة, يهتمون بها ويراعوها,
وهي تتمسك بالصغير معتز, تلتصق به, وكأنها إن تركته سيرحل عنها, تستنشق رائحته الطفولية المُحببة,
وتُشعرها بالسكينة, لكنها كلما بكى, بكت معه, تضحك عليها كمالة, وفاتن,
يخبراها أن ذلك بالبداية,
ويهدئها معاذ, يبقى ثلاثتهم بالليل, يهتمان بصغيرهما,
أو يهتم به معاذ بمعنى أدق, وهي تتألم من جُرح الولادة,
ومع عودتها زارتها ليليان, تنظر للصغير بعنين لامعتين بحنان,
وأنيسة تُبارك له, وتذكر آيات التحصين,
واليوم هو اليوم السابع, حيث سيتم ذبح العقيقة,
ويتنشر الهرج والمرج بشقة كمالة بالأسفل,
حيث بالأعلى بقيت نيجار ومُعتز مع فاتن التي تتركها لبعض الوقت كي تساعد كمالة,
وجواد قد ذبح العقيقة, مُلطخًا بدمائها قميص معاذ, الذي شتمه بغضب,
لكنه لم يكترث, فهو يشعر بالسعادة لمولد ابن صديقه,
وبالأعلى تعلو الزغاريد وكأنه حفل حناء, وليس عقيقة,
تشارك الجارات بإعداد الطعام, وتُباشرهن كمالة بحركتها التي ازدادت قوة,
وفاتن المُبتهجة,

أما بالأعلى فقد جلس فاضل مع شقيقته, يلتصق بها, يداعب رأس الصغير برقة بالغة,
يخبرها بحنان:" لا تعرفين ما هو شعوري نيجار.. أنا سعيد للغاية.."
اغرورقت عيناها بالدموع, تضم الصغير إليها, مستندة برأسها على كتف شقيقها,
تخبره بنبرتها المختنقة:" أنا أشعر بقلبي يرتجف فاضل.. كأنني أحمل قطعة من قلبي بين ذراعيَّ.."
ابتسم برقة لكلماتها, يفهمها,
فيخبرها بخفوت:" هذا طبيعي.. طفلكِ يسكن قلبكِ حين تحمليه بين ذراعيكِ.. وإن ابتعد عنكِ تشعرين الرعب.."
هو يفهم ما تشعر به, تهز رأسها موافقة, ودموعها تنهمر,
مع همسها برعب:" أنا خائفة.. أشدد من قبضتي عليه خوفًا من سقوطه مني.. إن سقط مني ماذا سأفعل؟.."
مصاحبة كلماتها بضمه إليها أكثر,
فيتأوه فاضل دون صوت, يُقبل رأسها هامسًا:" لا تخافي.. لن يسقط منكِ أبدًا.. إنه يعرف أنكِ أمه.. مصدر أمامه.. لن يبتعد عنكِ.. سيتشبث بكِ دومًا.."
ارتعشت شفتها السفلى, تشهق بتقطع, فيهدئها فاضل, يمسح على رأسها, فتهدأ قليلاً,
رأسها مُطرق للأسفل, وكفها الحر يتلمس وجه معتز,
قبل أن تهمس لشقيقها:" فاضل.. صف مُعتز لي.. لقد وصفه لي معاذ.. لكنني أريدك أنت أن تصفه لي كما كنت تفعل.."
فغر فاهه يأخذ أنفاسه بصعوبة, وقد تجمعت الدموع بعينيه,
وعاد ذلك الشعور الخانق إليه,
يود حقًا لو أعطاها من بصره كي ترى,
كي تضم صغيرها بنظرة, تحفظ به ملامحها,
فيبتلع غصته, مبتسمًا شبه ابتسامة, يقترب منها أكثر, يطوقها بذراع,
وكفه الأخرى يُمسك بيدها, يوجهها لجسد الصغير,
قائلاً بخفوت:" هذه قدمه, تبدو صغيرة جدًا كتلك الدُمية البلاستيكية التي كنتِ تجعلينني أبحث عن حذائها الأحمر حين تُضيعينه.."
فتضحك من بين دموعها,
يُمرر يدها مع يده على ساقه, وصولاً لأعلى فخذه, يُخبرها:" وهذا الجزء ما جعلنا نتأكد أنه ذكر, وسنقوم بطهـ....."
فتشهق توبخه بحرج:" فاضل.. أنت حقًا وقح.."
فيُصدر صوتًا مًمتعضًا, قائلاً بتبرم:" ماذا أنا أخبركِ بالتفصيل, لكن لا باس.. لندع هذا الجزء.."
فتزفر بحنق منه,
وهو يرفع يدها لبطنه, يُخبرها:" وهذا مكان حبله السُري الذي سقط,
واحتفظت به السيدة كمالة ولا أدري ما السبب!..
بالمناسبة.. تلك السيدة تُخيفني بعصاها وتُشعرني أنني مُخطئ على الدوام, وعليَّ تهذيب نفسي.."
ونبرته تلونت بالحنق,
دفعها للضحك, مُدافعة:" الجدة كمالة طيبة ورائعة.."
فيغمغم بموافقة كاذبة, مُردفًا:" لا علينا.. لنُكمل.. وهذا صدره الصغير, يبدو كضفدع أملس مقلوب على ظهره.."
فتشهق مُجددًا توبخه بحنق:" لا تنعت ابني بالضِفدع فاضل.."
فيُمصمص شفتيه بحركة النساء, مع تلويحه بيده باستخفاف,
قائلاً بتهكم:" ليته يُشبه الضفدع.. إنه أشبه بسحلية صلعاء رفيعة.."
احتقنت ملامحها بغضب منه, تزجره بشبه بكاء:" والله سأغضب منك.. لا تنعته بهذا الكلام.."
فيحاول التبرير مُصرًا:" والله استمعي إليَّ, ليس به أي شعر برأسه, حتى حاجبيه أملسان بشقار.."
فتحتضن صغيرها بذراعها, ثم تدفع فاضل بالآخر,
هاتفة بغضب:" ابتعد عني.. يكفي.. لا أريد منك أن تصفه.. سأكتفي بوصف معاذ.."
تراجع قليلاً, يرد عليها بامتعاض
ساخر:" إنه والده سيُجمله بالتأكيد, لكنني شقيقكِ وأنقل لكِ شكله بكل أمانة, وصدق.. إنه يُشبه السحلية الصلعاء.."
فتهتف بحدة, مُدافعة:" بل هو شديد الجمال.. لا تفهم.."
قلب عينيه بضجر, مُغمغمًا:" القرد بعين أمه غزال.."
_والله سأشكوك لأمي..
وتهديد نيجار,
وصل إلى فاتن التي دلفت تسألهما عما يحدث,
فتهتف نيجار تشكو إليها بشبه بكاء:" أمي.. فاضل يقول أن مُعتز يُشبه السحلية الصلعاء.. بلا شعر رأس أو حاجبين.."
فترمق فاضل بنظرة متوعدة, مع قولها الحانق:" إنه يستفزكِ لا أكثر.. مُعتز جميل جدًا.."
فتشهق نيجار باكية:" بلا شعر رأس أو حاجبين.."
فتشتم فاتن فاضل دون صوت, مع لكزها له بكتفه,
قائلة بلطف:" حبيبتي إنه صغير, وهذا طبيعي.. على الأقل بلا شعر رأس.. أما أولاد فاضل فكانوا بلا ملامح من الأساس.."
فيشهق فاضل, بعد أن وقف من مجلسه, هاتفًا:" أنا أولادي كانوا بلا ملامح!.."
فتهز فاتن رأسها مؤكدة:" أجل.. لقد لطف بهم الله لتتعدل ملامحهم لهذا الشكل.."
زم شفتيه بغيظ, يتحرك ليخرج,
لكنه هتف مُصرًا بطفولية حانقة:" حسنًا يا أمي.. لكن مُعتز يُشبه السحلية الصلعاء.. ولن أغير كلامي.."
فتهدر به فاتن متوعدة:" ارحل.. اذهب من هنا يا ديك البرابر.."
ومع رحيله,
عادت لنيجار, تخبرها برقة:" إنه أحمق.. يغار من ابنكِ.. إن معتز أشقر, لذلك يبدو شعره خفيف, لكنه جميل.."
نشجت بوجه عابس, تضم إليها مُعتز, هامسة:" أعلم إنه جميل.."
ولن تهتم بحديث فاضل, بل حين يعود معاذ ستجعله يصفه لها,
ويُمحي كل ما قاله فاضل عن ملامح الصغير..
***********
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 05-11-21, 07:17 AM   #2170

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



أسبوع آخر مر على العقيقة, والزيارات لا تنقطع لبيت معاذ,
وليليان تذهب لنيجار لزيارتها بطريقة دورية,
واليوم كان يوم الخميس, حيث الموعد الشهري لإعداد الطعام, الذي سيوزعونه على المُحتاجين, والجميع بالمنزل منشغل بالمطبخ,
خاصةً مع سفر أمنية وأسماء للجامعة,
تركت ليليان ليان الصغيرة كي تباشر العمل مع أنيسة, وبعض النساء اللاتي حضرن,
وليان لا تبقى بمكانها, تحبو, مستكشفة كل مكان, وعينا ليليان عليها طوال الوقت,
رمقتها ليليان بنظرة, قبل أن تلتف لتُحضر بعض التوابل التي طلبتها أنيسة, وحين عادت لتنظر إليها لم تجدها, بحثت عنها بالمطبخ, لكنها لم تكن موجودة,
فخرجت من المطبخ تبحث عنها, مُنادية عليها, فلا تجد رد,
بحثت عنها هنا وهناك, ثم عادت للمطبخ, متجهة للحديقة الخلفية علها زحفت إليها, لكنها لم تجدها,
فانقبض قلبها بخوف, تهرع لأنيسة تُخبرها بارتياع:" لا أجد ليان.."
تركت أنيسة ما بيدها, قائلة:" ربما زحفت للخارج.."
فتهز ليليان رأسها نفيًا قائلة:" بحثت عنها بالخارج, ليست هناك.."
ومع كلماتها المذعورة,
خرجت أنيسة تبحث معها, بل وأمرت النساء بالبحث عن الصغيرة,
لكنهن لم يجدنها,
وأنيسة تُخبرها:" اتصلي بجواد لربما أخذها كعادته.."
فأسرعت ليليان تُمسك بهاتفها, تتصل على جواد الذي,
رد عليها:" ماذا ليليان؟.."
فتعاجله بنبرتها الهجومية بحدة:" ألن تكف عن عادتك تلك جواد؟.. تأخذ ليان دون أن تُخبرني!.."
تلهث بعصبية, وهي تتذكر ما يفعله, حين يعود للمنزل,
ويجد ليان تزحف بلا هدى, يحملها, ويخرج بها قليلاً دون ان يُخبر أحد بالمنزل, مُثيرًا رعب الجميع..
إلا أن جواد عقد حاجبيه بحيرة,
يُخبرها:" لم آخذها ليليان.. أنا لم آت للمنزل.."
زفرت أنفاسًا ملتهبة, تستعر نظراتها, هادرة:" كف عن مزاحك.. متى أتيت وأخذتها؟.."
_لم آخذها.. أنا بمتجر اللحوم منذ ساعات..
تجمدت ليليان مع اتساع عينيها, تهمس إليه بغباء:" لم تأخذها؟.. إذًا أين ذهبت ليان؟.."
ومع كلماتها وقف من على كرسيه,
يسألها بحدة:" ما الذي تعنيه بـ أين ذهبت ليان؟.. أين ليان؟.. وأين كنتِ أنتِ؟.."
لم تستمع لحديثه,
وهي تُلقي بالهاتف, وتهرول بالمنزل, باحثة عنها بكل ركن, تسقط على الأرض,
تنظر أسفل المقاعد لربما تختبأ أسفلها, تهرول للمطبخ, وللحديقة لا تجدها, تفتح باب الحظيرة, صارخة باسم ليان, لكن لا مُجيب,
وجواد لم ينتظر, وهو يصرخ بليليان بالهاتف, فلا يجد منها رد,
يهرول من المتجر, لا يكترث بتساؤل المارة عما يدفعه للركض,
حتى وصل للبيت, فيجد ليليان تصرخ بهستيريا ولا تزال تبحث عنها,
وأنيسة تبحث مثلها بوجه شاحب, ومعها بقية النساء,
حيث هز صوت صراخ جواد أرجاء المكان بجنون:" أين كنتن حين اختفت؟.."
فترد عليه أنيسة بجسد مرتجف:" كانت تزحف أمامنا, وبلحظة اختفت.."
هرول من أمامهم حيث المطبخ, يصطدم بما حوله, غير مكترث بسقوط الأواني, حتى وصل لباب الحظيرة المفتوحة,
يهدر:" حسن.."
بعد لحظات وصل إليه حسن يهرول لاهثًا, فيسأله جواد:" أين كنت؟.."
فيرد عليه بخوف من هيئته:" هنا سيد جواد.. أمام باب الحظيرة.."
يتلفت بنظراته المكان, قبل أن يهدر مُجددًا:" ألم ترى ليان؟.."
نظر إليه بدهشة, مُرددًا:" الصغيرة؟.. لا.. ماذا ستفعل هنا؟.."
زاغت نظراته بذعر, يلهث بعنف, قبل أن يدفعه صادحًا:" ابحث عنها.."
يعود لداخل المنزل, يقابل بوجهه ليليان وأنيسة,
فيتوعدهما بجنون شرس:" فقط نجدها وحسابي معكما عسير.."
وليليان لا تكترث لحديثه, تبحث عن ليان,
صارخة باسمها:" ليان.. اخرجي في الحال.."
هرول جواد لخارج المنزل, يبحث بكل مكان, يسأل المتواجدين بالشارع إن كانوا قد شاهدوا ليان تخرج من المنزل, لكن أحدًا لم يُفده بشيء,
فيتحرك بلا هدى لكل اتجاه, لا يدري ماذا يفعل؟..
يُخرج هاتفه من جيبه, يتصل على معاذ,
الذي كان يجلس مع نيجار, وكمالة يتحدث,
رنين هاتفه قطع حديثه، فنظر ليجد المتصل جواد، والذي كان يُحدثه من ساعتين, فأسرع بالرد،
متسائلاً بابتسامة مرحة:" هل اشتقت إليَّ بهذه السرعة؟.. كنت أعـ...."
لكن جواد صرخ يقاطعه بهلع شديد:" لا أجد ابنتي يا معاذ.. ليان اختفت.."
اتسعت عينا معاذ مصعوقًا، ينتفض من جلسته،هادرًا بحدة:" ما الذي تقوله جواد؟.."
فيصله لهاث الآخر وكأنه لا يستطيع التنفس بصورة طبيعية، يتحرك بالطريق بشبه هرولة، يتلفت يمينًا ويسارًا كالمجاذيب،
مع صارخه بلا وعي:" لا أجدها.. لا أجدها.. اختفت.. تبخرت.."
****************




انتهى الفصل السادس والأربعون
قراءة ممتعة



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:41 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.