آخر 10 مشاركات
فضيحة فتاة المجتمع الراقي (83) لـ:مورين شايلد (الجزء1 من سلسلة فضائح بارك أفينو)كاملة (الكاتـب : * فوفو * - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          سارية في البلاط الملكي * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : هديرر - )           »          نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree12065Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-03-21, 08:48 PM   #1031

هدى هدهد

? العضوٌ??? » 472768
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 109
?  نُقآطِيْ » هدى هدهد is on a distinguished road
افتراضي


يسعد مساكم
تسجيل حضور
😍😍😍


هدى هدهد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-21, 09:04 PM   #1032

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 89 ( الأعضاء 20 والزوار 69)

‏موضى و راكان, ‏روئيااااات, ‏Mayaseen, ‏لبنى أحمد, ‏وفيقة2003, ‏jadbalilo, ‏مريم المقدسيه, ‏وجدان1417, ‏Nour Tamer89, ‏هدى هدهد, ‏omniakilany, ‏Lovec1, ‏شموسه3, ‏noorhelmy, ‏fatma ahmad, ‏ولاء وحيد, ‏ميرا وليد, ‏روزا❤, ‏Ghadoosha, ‏Eman mmm


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسجيل حضور فى أنتظارك سولى


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-21, 09:07 PM   #1033

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

بعتذر للتأخير
سولافة عندها ظرف طارئ وانا هنزله بدالها

fatma ahmad and Ghadoosha like this.

rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 07-03-21, 09:08 PM   #1034

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي



الفصل الخامس عشر
أمريكا – الواحدة ظهرًا ...
دقت الباب لتدلف ببسمتها المضيئة كعادتها الأيام الماضية ، تحمل باقة أزهار بألوان زاهية مبهجة ودومًا زهرة عباد الشمس تسطع فوق الجميع ، تلك الزهرة التي اكتشف أنها تعشقها وتحبها دونًا عن بقية الأزهار في حديث عفوي نشأ بينهما أحد المرات ، هتفاها المرح مثل ضحكتها وهي تضع الباقة على الطاولة : كيف حالك اليوم يا زود ؟! مستعد للخروج .
ابتسم بامتنان يجذبه نحوها وهي التي رافقته الأيام الماضية منذ أن أنقذته حينما إنهار على أرضية شقته فأرسلها الله رحمة به ، وهو الذي كان سيلقى حتفه بسبب ارتفاع ضغط دمه الشديد ، همس بود : مستعد .
تمتمت جوان باهتمام : أخبرني هل مر عليك الطبيب اليوم ؟!
أومأ برأسه ليجيب : وماما أيضًا وأخبريني أني أصبحت بخير .
اقتربت منه لتبتسم برقة وهي تجاوره جلوسًا على حافة الفراش تحتضن كفيه : الحمد لله أنك أصبحت بخير .
ضغط على كفيها بامتنان لتقبل وجنته برقة وتهمس بصدق : حمد لله على سلامتك يا زود .
ابتسم بلطف ليهمس إليها : سلمكِ الله يا جوان ، أنا أريد أن أشكركِ على كل ما فعلته معي الأيام الماضية ، وإنقاذك لي فلولاكِ ما .
رفعت كفها لتضعه على شفتيه بعفوية وتهمس : لا تقل شيئًا يا زياد من فضلك ، لمعت عيناه بامتنان صادق فأكملت برجاء – فقط اهتم بصحتك وبنفسك .
لمع الأخضر بعينيه ليهمس باختناق : سأفعل لا تقلقي .
هزت رأسها : إذًا هيا انهض وبدل ملابسك بدورة المياه حتى أصحبك للبيت، أتبعت وهي تنهض – لا أعلم ماذا أفعل بباقة الورد ؟!
نهض ببطء : هاتيها معك ، لدي مزهرية بالبيت ستليق بباقتك الرائعة مثلك
أومأت برأسها موافقة : جيد هيا انتهي لننصرف .
هز رأسه بتفهم وهو يدلف لدورة المياه فتتنهد هي بقوة وتحمد الله كثيرًا على سلامته .
***
يراقبها وهي تحزم حقيبة جديدة تضع بها الهدايا التي ابتاعتها لعائلتها تتحرك بحماس كان اختفى على مدار أيام كثيرة ماضية وها قد عاد إليها ، بل هي نفسها عادت إلى ما كانت عليه قبيل سفره لوالدته السفرة الأخيرة ، عادت تالية كما كانت وكأن اقتراب موعد عودتها لعائلتها أنساها كل الحدث الأخير الذي مرا به ، ورغم أنه لم يخبرها عما تم في سفرته الأخيرة لوالدته وهي لم تلح أن تعرف وهي تلتهي بكل الأشياء التي تعدها لرحلتهما ،فتخرج يوميًا مع إيناس لتبتاع الأشياء وتعد الحقائب وتستعد لزفاف عادل وبعده زفاف شقيقتها التي تبتاع إليها الكثير من الأشياء ، تمزح مع آسيا التي تبدلت بدورها وأصبحت أكثر إشراقًا وتستعد بدورها لكلا الزفافين وهي تهتف بأنه زفاف اخويها الكبار ، تتحدثان سويًا بمرح وتتضاحكان مع أمير المنشغل بالبحث عن سكن وترتيبه لدراسته القادمة ولكنه يمازحهما بأخوة ويشاركهما بعض من اهتماماتهما في الاستعداد للعودة كما لقبتها آسيا .
تنهد بقوة وهو يبتسم بعشق لمع بمقلتيه وهو يراقب حركتها .. يتأمل جسدها الذي أصبح ممتلئًا عن ذي قبل ، منتفخ بحملها لطفلهما .. ولدهما، فآخر زيارة لدرى الطبيبة أخبرتهما أنه صبي .. ولد .. سيأتي ليبهج حياتهما ، ولد لم يخبر والدته عنه وهو الذي لا يهاتفها منذ أن غادر تركيا قاصدًا .. متعمدًا لعلها تدرك موقفه حيال ما فعلته به المرة الأخيرة !!
__عز الدين ، ندائها الأبح باسمه أنبهه للهاث أنفاسها فتحرك نحوها بسرعة وخاصة حينما أتبعت- هلا أغلقت الحقيبة فأنا لا أقوى على ذلك .
سحبها بعيدًا عن الحقيبة ليجلسها على الأريكة يجبرها أن تستلقي وهو يهتف بضيق : أخبرتك أن تتوقفي عن بذل الكثير من المجهود يا تالية ولكنكِ لا تستمعين لي .
برمت شفتيها بضيق وهي تحاول أن تجلس مستقيمة : لم أفعل شيئًا كنت أضع الأشياء التي ابتعتها مؤخرًا في الحقيبة ولم أقوى على إغلاقها .
رمقها بطرف عينه : والأشياء التي ابتعتها هذه تأتي بمفردها أم حضرتك دورت بالأسواق صباحًا لتبتاعيها ؟!
عبست بتعجب لتهمهم بحنق طفولي : أنت تتذمر من ابتياعي الأشياء إذًا .
ضحك بخفة ليجيبها : أبدًا وأنتِ تعلمين ولكني أتذمر حقًا لأنكِ لا تهتمين بصحتك جيدًا ، أشاحت بوجهها رافضة فأتبع بعدما تنهد بقوة ليجلس مجاورًا لها – ألا تهتمين بنفسك ؟! إذ لا تكوني مهتمة بنفسك يا تالية ، اهتمي بولدنا ام لا تهتمي أيضًا به ؟!
اعتدلت بجلستها لتجيب بجدية : ما هذا الذي تقوله يا عز ؟! أنا بالطبع أهتم ولكن أنت تدرك ..
تنهد وأكمل حديثها : كونك متحمسة للذهاب لعائلتك والفرحة بشقيقتك وزفافها أعلم ولكنكِ تبذلين مجهودًا كبيرًا يا تالية وأنا رافض لهذا الأمر .
تمتمت برقة طبيعية تخصها : حسنًا سأتوقف عن البحث بالأسواق فأنا بالفعل انتهيت .
أكمل بجدية : وأيضًا توقفي عن إعداد صنوف الطعام المهلكة التي تعدينها ، سنأكل الأيام القادمة من الخارج أو طعام أمريكي بسيط .
زمت شفتيها لتهمس باعتراض : ولكن هذا لا يصح يا عز الدين ، عائلتك هنا.
تمتم بجدية : لا أرى في الأمر شيئًا ، بل إذا طلبت منهما أن يساعداك سيفعلون ولكنكِ من لا ترتضي طلب المساعدة .
تمتمت سريعًا : إنهما ضيفتان .
ضحك بخفة ليشاكسها قاصدًا : بل أنتِ تخافين أن يفسدوا الطعام وخاصة وهما الاثنتان لا تستطيعا الطهو .
تضرجت وجنتاها بحمرة خجل لتهمس بخفوت : لا أفهم كيفما تربتا في الوطن ولا تستطيعان الطهو ولكن أعتقد انهما لم تكونا متفرغتان لذلك .
ضحك بخفة ليهمس إليها : الخالة ليلى أفسدت إيناس دلالًا لتفسد آسيا بدورها ،
هزت كتفيها لتغمغم بعد تفكير : ممكن ، رغم أني لا أعتقد ذلك ، فالأمر أولًا وأخيرًا قدرات ، فماما كانت تجبرنا أن نعد الأشياء ونساعدها ، أنا تعلمت وعالية أيضًا ولكن غالية لم تفلح أبدًا في صنع أي شيء ، حتى البيض المقلي لم تستطيع إعداده .
قهقه ضاحكًا ليغمغم بمرح : لك الله يا حسام .
فتجيب بكيد : بل الله يحبه لأن غالية رضيت عنه وتزوجت منه بالأساس ، لتتبع ببسمة مشرقة – يا الله كم أنا متحمسة لزفافهما ، وأخيرًا سيتزوجان .
عبس بتعجب ليغمغم سائلًا : لماذا أخيرًا لا أفهم ؟!
لوت شفتيها ووجهها يحتقن بحمرة قانية وكأنه أوقع بها فضيق عيناه وهمس باسمها في تساؤل لتجيب سريعًا : لا أعلم ولكن كما أعتقد أن هناك وقتا ما كانا مقربان جدًا من بعضهما ولكن فجأة فسد الأمر أو ماذا حدث لا أفهم بالضبط ، ولم يبوح أحدهما لي رغم أني حاولت معهما أن أفهم ما الذي حدث ، رمقها بتفكير لتكمل – لقد تفاجأت حينما أخبرتني ماما عن خطبتهما الذي اكتشفت مؤخرًا أنها كانت عقد قران .
ران الصمت قليلًا قبل أن تهمس وهي تنهض واقفة بعدما دفعته ليفسح لها مكانًا : ولكن بالأخير لا يهم ما حدث فالأهم أنهما سويًا الآن .
أومأ برأسه متفهمًا لتعبس هي وتتساءل : عز هل والدتك تخاصمك ؟!
اهتزت حدقتاه بتوتر انتابه ليسألها بصوت حشرج رغمًا عنه : لماذا تتساءلين؟!
مطت شفتيها لتجيبه بتفكير : لأنها لا تهاتفك على الإطلاق منذ أن عُدت من عندها ، وهذا أمر غريب بالنسبة لي فهي كانت تحدثك يوميًا أكثر من مرة، ابتسم لتتابع باستفسار – ما الذي حدث هناك لتتوقف عن مهاتفتك أو الحديث معك ؟!
تنفس بقوة ليبتسم مجيبًا وهو لا ينظر إليها بل يحرص إلا تتلاقا نظراتهما : لا شيء ، كانت متعبة والحمد لله أصبحت بخير .
راقبته بترقب انتابها لتغمغم بهدوء : حمدًا لله على سلامتها .
ابتسم ليقبل رأسها قبل أن يبتعد بخطواته : سلمكِ الله ، استريحي اليوم أنا سأعد الطعام .
راقبته وهو يبتعد وشعور غريب ينتابها فيؤلم قلبها وحدسها بأن هناك أمر غير مريح حدث يوخز روحها ولكنها تتجاهله وهي تنشغل بكل شيء يخص رحلتها القادمة .. رحلة العودة لعائلتها فهي قررت أن تمكث الأشهر الأخيرة إلى أن تضع حملها بجوار والدتها ، قررت ولم تخبره !!
***
مصر ليلًا ...
يستلقي نائمًا رأسه فوق فخذها يغمض عيناه مستمتعًا بمداعبتها الرقيقة لخصلاته فيتأرجح وعيه بين نوم ويقظة وهذا الذي لا يذكر اسمه مطربها القديم الذي تحبه يشدو بصوت قوي وبلغة عربية لا يدرك بعض من معاني كلماته يحيط جلستهما وخاصة وهي تدندن معه فيشعر بأنها تغني له مع الآخر الذي يتغزل على ما يبدو بحبيبته فيرفع ذراعيه ويحيط خصرها بهما يقربها منه أكثر قبل أن يدفعها بخفة فتنحني مجبرة نحوه وخصلاتها السوداء تنهمر فوق وجهه ليهمس بصوت أبح : قبليني .
تتورد بخجل وتنحني أكثر نحوه ببطء وتردد يحسمه وهو يدفعها أكثر ويقيم رأسه ليلتقط شفتيها في قبلة طويلة يلتهمها فيها فيتركها بأنفاس ذاهبة ووجه محتقن بقوة ليهمس بخفوت : طار النوم يا جوجو ، ذهب ولن يعد بسبب ذاك الذي يشدو فوق رأسينا وعليه تحملي تبعات عدم نومي .
تنفست بعمق لتغمغم بخفوت وخجل : لم أفعل شيئًا .
فيجيبها وهو ينهض على مرفقه ليجذبها نحوه فتستلقى فوق صدره بوضع مائل : ولكن أنا أفعل .
ضحكت برقة فيهم أن يلتهم شفتيها برغبة اتقدت بعينيه ليرن هاتفه فيزفر بملل ويغمغم بحديث لم تتبينه وهو يجلس باعتدال ليلتقط هاتفه من فوق الطاولة الجانبية لجلستهما ، عبس بتعجب وأشار إليها أن تخفض صوت الغناء فتستجب وهي تشعر بالترقب يخيم عليها وخاصةً مع عبوسه وغضبه الذي ومض بعينيه ، ترقب تحول لخوف وهي تسمع إجابته الخشنة : مرحبًا يا باشمهندس عاصم .
فركت كفيها وهي تتعجب من رسميته الشديدة مع ابن عمه الذي لم تستمع لما يقوله ولكنها راقبت تباين الانفعال على وجه أدهم الذي شحب تدريجيًا وهو يغمغم بعدم فهم : انتظر وأفهمني يا عاصم من فضلك ، ماذا تقول أنت؟!!
نهض واقفًا ووجهه يغدو شاحبًا كالأموات فتحركت بعفوية تشعر بأن الأمر جلل وخاصة مع دورانه حول نفسه بعجز لمع بعينيه فتقترب منه بدعم ومساندة تلقائية حينما همس بصوت ذهبت أنفاسه : ما باله بابي ؟! باي مستشفى ؟! ماذا حدث ؟! ليتبع هادرًا بصراخ - أخبرني .
رفت عيناه بعصبية ليغلق الهاتف وهو ينظر إليها بصدمة اكتنفت حواسه بأكملها ليهمس حينما احتضنت ساعديه تسأله دون صوت : بابي يا جود ، بابي بالمشفى .
فتحت فمها أكثر من مرة لتحاول أن تنطق ولكنها لم تقوى لينظر من حوله بتيه ألم به قبل أن يدور مرة أخرى يفرك خصلاته بكفيه وهو يغمغم بعدم وعي : ماذا علي أن أفعل ؟! ماذا علي أن أفعل ؟!
تحرك نحو الباب باندفاع لتركض خلفه وتتمسك به ، تسأله بجدية : أدهم هل ستغادر هكذا ؟!
نظر إلى نفسه بانتباه ليكتشف جذعه العاري وبنطلونه القطني وقدماه الحافيتان فيلتفت إليها هامسًا بعجز أبكاها رغمًا عنها : ساعديني لأرتدي ملابسي يا جود .
تمتمت بسرعة : حالًا ، تحركت لتأتي بملابس له ليلتفت من حوله يبحث عن أقرب كرسي ويجلس عليه فتهرع نحوه تساعده بالفعل في تبديل ملابسه وارتداء جوربيه وحذائه لتسأل بتلعثم : أصحبك .
هز رأسه نافيًا لينهض واقفًا فتتمسك به لينظر إليها فترفع جسدها على أطراف أصابعها تضمه إلى صدرها بحنان ودعم بثته لأوردته لتهمس بأذنيه : سيكون بخير لا تقلق ، سأصلي وأدعو له أن ينهض سالمًا.
اختنق حلقه بدموع كثيرة تراكمت بداخله ليبتلع غصته قوية قبل أن يقبل رأسها ويندفع مغادرًا فتنهمر دموعه وتغرق وجنتيه بعدما أطلق سراحها وقلبه يئن بذنبه الذي اقترفه في حق والده .
***
يجلس بتوتر ينتظر خاله الذي لا يعرف بوجوده ، فهو بعد عدد من المرات سأم من عدها حاول مقابلته .. زيارته .. أو الحديث معه فيرفض خاله بصرامة أن ينظر إليه حتى قرر أن يأتي إليه بمقر عمله ، يدرك أنه تصرُف غبي منه وأنه غير محمود العواقب ولكنه لم يجد مخرجًا إلا بتلك الطريقة حتى يجبر خاله على مقابلته والاستماع إليه ، هو الذي يعاني يوميًا بسبب نظرة الحزن التي تخللت نظراتها بأول الأمر .. ثم تحولت تدريجيًا لخذلان يستشعره قويًا في حديثها معه ، ثم استقرت بثبات بعمق مقلتيها مهما حاولت أن تخفيها عنه أو تتفاداها من حديثهما فتوقفت عن سؤاله عن أي شيء ، وفرحتها بزيارة عائلته لهما اندثرت وتطايرت ، بل إن حماسها لإعداد منزلهما خفت وأصبح معدومًا وهي تدرك ببطء أنه لا يقوى على تنفيذ وعده لها .
زفر بقوة وعيناه تلمع بضيق .. حلقه ينبض باختناق .. وعقله يزأر بحنق على خاله الذي يمتلك رأس صلب كحجر رشيد فلا يتزحزح عن موقفه أو يغير من رأيه أو يبدله .
انتبه من أفكاره على الباب الذي فتح وصوت خاله يحدث أحدهم على ما يبدو بسرعة : أرسل سيارة إسعاف متخصصة للعنوان الذي أمليته لك ، واصحب معك طبيب ومسعف متمرس وأعدوا جناح كبار الزوار ، فالحالة هامة وخاصة جدًا ، نهض واقفًا عندما التقط خاله وجوده ليشير لمن يحدثه : تفضل ، ثم يتبع وهو يغلق الباب من خلفه بعدما دخل للغرفة – ماذا تفعل هنا ؟!
شعر بالحرج يغزوه ليهمس باختناق : أتيت لاعتذر منك يا خالي وأتحدث معك .
رمقه محمود طويلًا لينطق بثبات : علام تعتذر يا سيادة القبطان ؟! هل ارتطمت بي دون قصد منك لا سمح الله ، أم دعست قدمي وأنت تسير ؟! علام تعتذر أخبرني ؟! عن كسرة نفسي .. عن انحناء هامتي .. أم عن قهرة قلبي؟! هل تعتذر عن اغواء ابنتي .. أم عن تحديك لي ؟! أتعتذر عن تخطيك لي أم عن تمزيق صلة الرحم ورابط الدم بيننا ؟! أخبرني يا محمود يا من سميت على اسمي دونًا عن أعمامك ، أسماك والدك الاسم الذي اختارته لك شقيقتي فصدق هو وبارك وانتعش وهو يخبرني بزهو حينما رزق بك أنه لن يجد أفضل مني ليسمي ابنه على اسمه ، فأنا الأخ .. الصديق .. الرفيق ، اخو الزوجة وزوج الشقيقة ، انا الخال الوالد الذي أول من رآك بعد أبيك .. أنا الذي حملتك قبل أطفالي ودللتك وراعيتك قبلهم ، انت من كبرت بين ذراعي وترعرعت أمام نظري ، التفيت من خلفي لتطعني بطعنة نافذة أسقطتني على وجهي ، أنت قتلتني يا محمود ، ولا أعتقد أبدًا أن أي اعتذار سيردني من موتي .
اختنق حلقه بكومة دموع احتلت مأقيه ليجيب بعتاب لون نبراته المحشرجه : أنت معك حق يا خالي ، معك حق في كل حرف نطقت به للتو، ومعك حق أيضًا أن اعتذاري لن يصلح ما كُسر .. ولن يعيد ما حدث ، ولكن ألا ترى أنك الآخر مدين لي باعتذار ؟! ومضت عينا محمود باستنكار ليكمل ابن اخته وهو يقترب منه بتؤدة – ألا استحق اعتذار عن كل مرة أهدرت كرامتي بها .. كسرت عزة نفسي بها .. عن كل مرة لوحت أني لا أليق بابنتك .. وعن كل مرة أخبرتني أني مرفوض ، ألا أستحق اعتذار لأن أبي الذي رباني .. كبرني .. وسميت على اسمه أن يشعرني بأني لا أستحق .. أني اقل من المفترض .. وأني غير مؤتمن ، لقد عاملتني وكأني حثالة يا خالي لا أليق بسمو الأميرة والآن غاضب لأني دافعت عن نفسي وعن حبي لابنتك التي أردت أن تزوجها لأخر نكاية بي فقط وتحدي أنت من دفعتني لخوضه أمامك دون أن تمنحني فرصة واحدة لعلني أخيب ظنك السيء بي .
كتف خاله ساعديه ليسأله بصلابة : وأنت برأيك يا سعادة القبطان ماذا فعلت ؟! أكدت ظني بك أم نفيته ؟!!
ازدرد محمود لعابه باختناق ليردد بصدق : أنا آسف يا خالي ، أنا أخطأت وأنت محق حتى في ظنك عني ولكن أنا أعتذر منك ليس لأجلي .. ليس لأن تغفر لي، بل لأجل خديجة ، أرجوك يا خالي اصفح عنها وأعدها لحضنك فخديجة تذوي يوميًا أمام عيني وأنا لا أقوى أن أراقبها وهي تذبل هكذا لأنها غير سعيدة في ابتعادها عنك .
أشاح خاله برأسه بعيدًا ليغمغم باختناق : هي من اختارتك وعليها أن تتحمل.
اقترب محمود يهمس بتوسل : لا لم تفعل ، أنا من رجوتها تارة وأجبرتها تارة، توسلت إليها مرة وغضبت منها العديد من المرات حتى توافق ، أنا من أوقعتها بفخ القبول يا خالي وخاصة بعدما أشعرتها أنت بتهديد قوي أنك ستزوجها ممن لا يرضى به قلبها ، فخضعت إلى وسواس أفكاري وقبلت بشياطينها، اختض قلبه وهو يشعر بوجع ابنته في بعاده فهو نفس الوجع الذي يشعر به يوميًا في غيابها ليكمل محمود وهو يشعر بأن صلابة خاله بدأت بالتصدع – أنا لم ألمس خديجة يا خالي لا الآن ولا من قبل ، خديجة تحيا بجواري في حكم ابنتك ، لم أشعر بأنها زوجتي دقيقة واحدة ، وأنا وعدتها أني لن أفعل إلا حينما أحصل على غفرانك ورضاك ، وهاك أنا أتوسل إليك أن تغفر .. تصفح .. تسامح .. وتقبل ، إذا أردت سأقبل كفاك لتفعل فقط اصفح عن خديجة وأعدها إلى حضنك واقبل أن أقيم لها زفاف كبير ، لأرفع رأسها ومن قبلها رأسك عاليًا يا خالي .
تطلع إليه محمود مليًا ويهم بأن يجيبه ليقتحم أحدهم المكتب وهو يصيح : دكتور محمود الحالة وصلت والطبيب شخصها جلطة لا ندرك للآن أبعادها، صمتت الممرضة لوهلة قبل ان تتبع - أعتقد أن دكتور أحمد يحتاجك .
هدر محمود وهو يسرع بخطواته : استدعي دكتور محمد المنصوري ودكتورة عالية ، ليتبع بحنق – يا الله يا عادل هل هذا وقت تكون غير متواجدًا به ، استدعي دكتور عبد الله ، فهو ذراع عادل الأيمن بم أن أحمد الجمّال لن يقوى على مباشرة الحالة بنفسه .
هدر محمود مستوقفًا قبيل أن يغادر : خالي .
أشار إليه بكفه : ليس الآن يا محمود ، المرة القادمة تعالى للبيت فأنا لا أستقبل الزوار بالمشفى .
تطلع إليه محمود بصدمة وهو يختفي عن عينيه ليقف لوهلة لا يفهم ما الذي حدث قبل أن يرتسم ثغره بسعادة وهو يسترجع جملة خاله العفوية ليهمهم بخفوت سعيد : أخبرني أن أزوره بالبيت ، سيصفح عنا بإذن الله ويرضى .
نفخ بقوة ليخطو هو الآخر مغادرًا وهو يفكر بأنه سيخبرها بهذا الإنجاز البسيط لعله يقوى على استعادة جزء من بريق عينيها المختفي .
***
تحركت لتقف باستقباله في اعتداد بعدما فتحت سحر الباب ، عيناها تومض بتحدي وجسدها مشدود لتهتف حينما طل من الخارج : مرحبًا يا زيد بك .
ابتسامة ماكرة ظللت ثغره لينظر للأسفل من خلفه وتتسع ابتسامته فتشعر بروحها تختلج انفعالًا وعيناها تقع على إسماعيل الذي ظهر بغته أمامها فتهمس بشوق غير مصدقة أنه معه : إسماعيل
رفع إسماعيل رأسه لينظر إليها فتردد بهتاف مشتاق وهي تتجه نحوه: إسماعيل .
لم يتحرك الطفل ساكنًا وهي التي حملته من فوق الأرض لتضمه بحضنها تلثمه في كل تقاسيم وجهه تشتم رائحته وتحتضنه بقوه وهي تهمس ببكاء انهمر من عينيها : إسماعيل يا حبيبي اشتقت لك يا قلب ماما ، اشتقت إليك كثيرًا .
لم يجبها ولم يرفع ذراعيه ليحتضنها بهما ، بل ظل جامدًا ولا ينظر لها فتشعر بالبرودة تحتل أوردتها تدريجيًا وهي تعدل من طريقة حمله لتجبره أن يواجهها بعينيه وتهمس بعدم تصديق : إسماعيل ، هل نسيت ماما ؟!
استدار إليها أخيرًا بعينيه ليجيب بطريقة جافة : لا ولكني غاضب منك .
انتفض قلبها بقوة لتهمس بصوت مرتعش وثباتها تفقده تدريجيًا : لماذا يا حبيبي ؟!
فيردد كالأعمى : لأنكِ تركتني ولا تريدين العودة لتكوني معي ،
همست بتردد : أنا ؟! أنا لا
هدر زيد مقاطعًا : إسماعيل ، تعالى .
تملص الولد من حضنها ليدفعها بقوة وهو يهدر بغضب : اتركيني .
استجابت مرغمة لتنزله بالفعل فيركض نحو زيد الذي حمله على ذراعه وهو يبتسم لها بلؤم ويهمس بجدية : أعجبني البيت ، من الذي اشتراه لكِ .
تمتمت باختناق : هل أتيت لترى البيت وتعرف من اشتراه ؟!
زم شفتيه ليجيب بهدوء : بالطبع لا ، أتيت لأن إسماعيل يريد رؤيتك ، وأنا لن أحرم ابني من رؤية أمه حتى لو هي لا تريد رؤيته.
اتسعت عيناها بجنون لتهتف : ولكني أريد رؤيته ، بل أريده كله .
ابتسم بخفة ليغمغم : حسنًا تعرفين أين تجدينا يا أسيل هانم ، المعذرة سننصرف الآن قبل أن يأتي حارسك الأمين ، تصبحين على خير
حرك ولده بخفة ليهمس إليه آمرًا : تمنى لماما ليلة سعيدة يا إسماعيل .
تحركت نحوه لتهتف بحرقة : اتركه لي يا زيد ، اتركه لي وسأفعل لك ما تريد.
أجابها زيد وهو يستدير ليجعل إسماعيل بعيدًا عنها : ولماذا أتركه أو أنتِ تتركيه ، ولماذا نترك بعض ، لماذا لا نحيا كلنا سويًا يا أسيل ؟!
هتفت بقهر : أنت تعلم لماذا ،
اتسعت عيناه ببراءة : حقًا ، لماذا فأنا لا أعلم .
انهمرت دموعها والبؤس يتجسد بهما لتتمتم باختناق : حقير .
ومضت عيناه بوعيد ليهمس ببسمة ماكرة : لن أجيبكِ حتى لا اؤذي الولد ، ليتبع بصوت عالٍ - فإذا كنتِ أنتِ لا يهمك صالحه ، أنا يهمني صالح ولدي الوحيد .
تمسكت بساعده وصرخت : اتركه يا زيد أنه ابني حقي .
ليهدر ببرود وعيناه تومض بغضب : وأنتِ حقي زوجتي ، ليس من حق رجل آخر ، ولكنك اخترت يا أسيل، هزت رأسها نافية وهي تصمت حتى لا يتحدث أمام ابنها بما ليس صحيحًا ليتبع بجدية - أنا مستعد أن أسامحك ولكن إذا عدتِ لنا ، لي ولإسماعيل.
حرك ولده لينظر إليها ويسأله بلطف : أليس كذلك يا قلب بابا ؟!
فيردد إسماعيل : سأحبك كالماضي وأحضنك وأقبلك فقط عودي يا ماما
ابتسم زيد بوجهها : أرأيتِ عودي يا ماما ، فقط عودي
لهف قلبها على ولدها الذي ابتسم بوجهها لتحرك عيناها نحوه فتنتفض روحها بإيباء ورفض لعودتها إليه فيتمتم هو بجدية : سنترك ماما تفكر وأنا متأكد من أنها ستأتي لنا فيما بعد ، ليتبع بجدية - سننتظرك يا ماما ، تصبحين على خير.
ألقاها وهو يغادر البيت الذي لم يدخله حرفيًا ويغلق الباب من خلفه فينتفض جسدها بقوة وتسرع خطواتها لتقف تتلمس الباب المنغلق خلف ابنها قبل أن تسقط أرضًا ببطء ونشيج بكاءها يتعالى فتهرع إليها سحر الشاهدة على الموقف بأكمله تضمها إلى صدرها وتبكي بدورها وهي ترتب على ظهرها بلطف : رددي يا ابنتي حسبي الله ونعم الوكيل .. حسبي الله ونعم الوكيل
فتردد أسيل من بين بكائها مع سحر التي تهدهدها كطفلة صغيرة وتبكي بقهر على تلك السيدة التي تلاقى عذاب لا يتحمله أحد وهو حرمانها من ضناها الذي تعيش لأجله وتتلهف عليه فتدعو من قلبها: حسبنا الله ونعم الوكيل
***
لندن – مساءًا
توقفت سيارة الإسعاف التي تنقله جانبًا ليرمق حكيم الجالس مقابلًا له من بين رموشه بطريقه يدرك أن من ينظر إليه لا يستطيع تحديد إذا كان نائمًا أم مستيقظًا ، حكيم الذي يرمقه بتفحص منذ أن وضعوه فوق الفراش ليتحدث أخيرًا هامسًا متحكمًا ببسمته : حمد لله على سلامتك يا دكتور عادل، أتبع بجدية عندما رف عادل بعينيه - بالطبع أنا اكتشفت منذ أن وقعت أنك لم تخدر لذا أوصلتك للفندق .
اعتدل عادل بجلسته ليرمقه مليا فيتبع حكيم : لم أمنحك الجرعة كاملة وأنا أراهن أنك أخذت مضادًا للمصل فلم تخدر ، وهاك بالفعل لقد فقدت الوعي أسرع مما كنت منتظر لذا لم نذهب لأي مكان .
تمتم عادل بجدية وهو يواجهه بثبات : لم نتفق على هذا الأمر يا دكتور حكيم ، وعليه أنا أريد العودة لبلادي ولن أستطيع مساعدتكم ، بل أنا أرفض مساعدتكم .
زفر حكيم قويًا ليجيبه : أنا أعترف أني مخطأ يا دكتور عادل ، وأعتذر منك ولكنك بالطبع تدرك أهمية السرية لدينا وعليه لن نقوى على كشف كل شيء أمامك وخاصة وأنت تمتلك ذاكرة فوتوغرافية ستحتفظ من خلالها بكل التفاصيل برأسك وعليه ستكون خطر علينا دومًا ، عبس عادل بعدم رضا فأكمل حكيم بجدية - لا أقصد شيئًا لا سمح الله ولكن أفكر في الجهات المعادية لنا وأنت تدرك الأمر جيدًا .
رمقه عادل مليًا ليساله : لماذا لم تغمي عيناي وتتفادى أمر الذاكرة الفوتوغرافية ؟!
ضحك حكيم بخفة ليجيبه : صدقًا لم أكن واثقًا أنك لا تقوى على حساب المسافة والسرعة من حركة السيارة أو من حركة الرياح أو بأي طريقة فأنت تحوي الكثير من التناقضات يا دكتور عادل .
أسبل عادل جفنيه ليسأله حكيم بفضول : لماذا لم تحاول أن تلتحق بجهازكم الأمني وخاصة أنكم عائلة ذات خلفية أمنية بحتة ، فأخوك ضابط بالجيش كما علمت ؟!
ابتسم عادل ليجيب بمرح : لأني أحب العلم أكثر يا دكتور حكيم ،
تمتم حكيم بصدق : كنت ستكون رائعًا كرجل استخباراتي ، فأنت جذاب للغاية ، كان من الممكن أن تصبح جيمس بوند المصري .
فيتمتم عادل بجدية : لدينا أفضل منه كثيرون يا سيد حكيم ولكننا لا نصدرهم بالسينما ، نذخرهم لأرض الواقع والمهمات الفعلية
ابتسم حكيم وأسبل جفنيه ليسأل بجدية بعد برهة : إذًا والحل ، لابد أن تذهب في الغد لترى كل شيء على الطبيعة يا دكتور عادل ،
زفر عادل بقوة ليجيبه بجدية : الحل أني أخلد للنوم حينما تأتي وتصحبني ، وأنا أعدك أني سأنام بالفعل فلن أقوى على حساب سرعة السيارة ولا تصوير الطريق بذاكرتي الفوتوغرافية
عبس حكيم ليسأله : كيف ستنام ؟!
أجاب عادل ببساطة : سأنام ، رمقه حكيم بتعجب ليكمل عادل بشرح - أنا استطيع أن أخلد للنوم حينما أريد يا دكتور لا تشغل رأسك بي .
رمقه حكيم بريبة فضحك عادل بخفة : لا تقلق أعدك أن أكون نائمًا .
أومأ حكيم ليغمغم بجدية : حسنًا سأمر عليك في الصباح .
ابتسم عادل وهو يستعد للترجل : سأوفيك في أقرب مقهى خارج الفندق، عبس حكيم بحيرة فأكمل عادل بجدية – نريد أن يظهر الأمر طبيعيًا يا دكتور حكيم ، لا نريد أن نلفت النظر اليس كذلك ؟!
أومأ حكيم برأسه فأكمل عادل ببساطة : إذًا لا يجب أن يلتقط وجودنا سويًا لقد أتيت لندن في زيارة عمل سريعة كما ستشير سجلات الطائرة والمشفى كما رُتبت وكما أخبرتني ، أومأ حكيم متفهمًا وهو يبتسم بإعجاب ليكمل عادل - أراك صباحًا بإذن الله .
عبس حكيم وهو ينظر لعادل الذي يحمل أشياءه فيغمغم : انتظر سأوصلك.
هز عادل رأسه نافيًا ليجيبه : لا سأستقل سيارة أجرة لأذهب إلى الفندق وكما اتفقنا في الغد سلام .
***
دلف إلى غرفته في الفندق ليدير عيناه بالمكان جيدًا قبيل ان يبتسم بمكر ويراجع حديث والده الذي ردده على مسامعه تلك الليلة ، لا ينكر أنه لأول مرة يشعر بالقلق يتسرب لأبيه الذي قابله بترحاب عندما دلف إلى غرفة المكتب بعدما دق باباها فهتف مرحبًا محتفيًا : تعالى يا عادل ، كنت أسأل عنك والدتك منذ قليل لأني لم أراك اليومان الماضيان فأخبرتني أنك منشغل بالتجهيزات الأخيرة للبيت والزفاف .
حينها رمق أباه بثبات قبيل أن ينطق بجدية : أنا أريدك يا بابا .
فانتبه أمير ليسأل بجدية : ما الأمر ؟!
زفر عادل بقوة : ما سنتحدث به هنا يا بابا سيكون بيني وبينك كأبي فقط لا سعادة المستشار ولا أي شيء آخر .
فيشير إليه أمير بجدية : اجلس وأخبرني بما تريد .
فيبوح بكل شيء تحت انصات والده الشديد وعيناه المترقبة ليسأله بعدما أنهى حديثه : وأنت ماذا قررت ؟!
فينفخ بقوة : سأساعدهم يا بابا .
فيبتسم ابوه بفخر : حسنًا ولكن عليك أن تتخذ حذرك جيدًا .
رفع عيناه بتساؤل فيبدأ والده ان يخبره عن اجراءات سلامته التي بدأ بتنفيذها بالفعل قبل الهبوط وهو يبتلع مضاد للمخدر المتعارف استعماله بهكذا وضع ، وقبلها ابتلاعه لتلك الحبة الصغيرة التي منحها له أبوه وهو يخبره أن لا يقلق بشأنها فهي لا تحوي آثارًا جانبيه ولكنها ستمنحهم القدرة على تتبع موقعه إذا أرادوا . ابتسم مرغمًا وهو يلامس هاتفه فيفعل ذاك البرنامج الذي أخبره عنه أبيه فيحجب هاتفه عن أي اختراق من المحتمل أن يتعرض له وأيضًا ، ليخطو نحو الشرفة ويرفع كفه ليلصق شريحة صغيرة تقوى على منع وصول صوته من خلال الزجاج للداخل قبل أن يخرج ويغلق الشرفة من خلفه وهو يهاتف والده الذي أجابه على الفور : أنت بخير ؟!
أجاب عادل بثبات :وبالفندق أيضًا ، سأذهب في الغد لأعاين الحالة .
تنفس أمير بقوة ليجيبه بثبات : جيد طمئني عليك دومًا ـ
فيتمتم عادل بنفس الثبات :لا تخف يا بابا .
أنهى الاتصال سريعًا وهو يحسب الثواني برأسه قبيل أن يدلف للداخل ثانية وهو يهاتفها فلا تجبه ليزفر بقوة ويسجل إليها مقطعًا صوتيًا مقتضبًا : أين أنتِ يا ملك ؟! هاتفيني لأطمئن عليكِ .
أرسله ليصمت قليلاً ثم يرسل إليها ثانيةً : غادرت في عمل وسأعود بعد غد بإذن الله .
***
يقف أمام الفراش بعينين متسعتين بهلع لا يقوى على التعبير عنه ، ينظر لجسد والده المستلقي لا حول له ولا قوة فوق فراش المرض ، غائب عن الوعي وحالته الصحية غير مستقرة ، ينبض عقله بعدم تصديق ويشعر بالخدر يتحكم بأطرافه وهو يفكر في والده الذي سقط مرة واحدة دون سابق إنذار ، يهمس صوت من داخله " أنه السبب فيما أصابه" فينتفض جسده برفض لم يقتنع به عقله ، يختنق حلقه فلا يقوى على التنفس وهو يفكر في كيف أنه أتى إلى المشفى في وقت قياسي فكاد أن ينقلب بسيارته بدل المرة مرات كثيرة ، تجمع العائلة خارجًا في مشهد لن يسناه أبدًا ، العائلة التي رغم موقفهما الأيام الماضية منه وإعلانهم لدعمه إلا أنهم الآن لم ينظروا إليه ، وكأنهم يحملوه ضمنيًا مرض والده ، بل يلومنه عليه ، نوران الغاضبة الباكية والتي ابتعدت عنه حينما وصل ، أميرة التي حاولت تهدأته رغم نظراتها العاتبة، عاصم الذي أشار عليه بالدخول إلى هنا في ظل ابتعاد أحمد عنه ، مازن يدعمه كعادته وعمار صامت بطريقة مريبة ، عميه يرتجفان رعبًا الأكبر فيهما لا يقوى على تمالك نفسه والصغير يكاد يبكي وكأنه يفقد والده مرة ثانيةً فتواسيه ابنته الي تتماسك مرغمة ، أما عمته وابنتها فتبكيان بنواح على السند الذي سقط ، لينتفض قلبه بألم وهو يتذكر وجه والدته المنتفخ ببكاء ودموعها التي تهطل مدرارًا وتمسكها الشديد بحضن عاصم وهي تشيح عنه فلا تريد النظر إليه .
ينتفض جسده أكثر وصوته الداخلي يتعالى بلوم " أنت السبب ، أنت من أغضبته .. أنت من ستميته غضبًا وخزيًا .. أنت لم تكن نعم الولد له يومًا .. ولن تكون أبدًا "
فينتفض ثانيةً ويتحرك بآلية ليجلس على ركبتيه أرضًا بجوار الفراش يحتضن كف والده بين كفيه ليهمس وهو يقبل ظاهرها : أعتذر يا بابي لم أقصد أن أغضبك .. لم أقصد أن أرفض مطلبك .. لم أقصد أبدًا أن أكسر كلمتك، أنا أحبك كثيرًا حب لدرجة التقديس ولكن لم أستطع أن أنكسر بضربة سوطك وحكمك الذي نفاني بعيدًا عنك ، لقد انتظرت دعمك .. مساندتك .. وحمايتك ولكنك لم تفعل ، ولكن كل هذا لا يهم الآن ، الهام هو أنت فلتحترق روحي وأموت وأندثر وأنت لا ، أنا لا أقوى على العيش دونك يا بابي، لا أستطع ، إذا كان اعتذاري سيعيدك فأنا آسف ، وإذا كان اعتذاري سيساهم في علاجك فأنا آسف ، وإذا كان انكساري سيرضيك فلأنكسر لأجلك ولأجل راحتك فقط لا تذهب أرجوك .
نشج ببكاء قوي لم يعي له إلا حينما دلف عمه أحمد واتبعه عمار إلى الغرفة سريعًا ليقترب منه يحاول أن يساعده ليقف فيحدثهما بإصرار وهذيان ألمّ به وهو يحرك رأسه برفض مستمر : هل سيكون بخير يا عمار ؟! هل سيكون بخير يا عماه ؟! أحدًا منكما يخبرني أنه سيكون بخير ، سيعود .. سينهض متعاليًا كعادته ، سيعود شامخًا كما عهدته، أخبروني أنه سيفيق حتى إن ظل غاضبًا مني ، وأنه سيكون بخير حتى إن لم يصفح عني ، أخبروني أني لم أقتله.
أغمض أحمد عيناه وهو يشعر بقلبه سيتوقف عن الخفقان بينما جذبه عمار إلى صدره ليجبره أن يستكين وهو يدفعه للخارج فيساعده مازن الذي يحدثه بخفوت يحاول أن يهدأه ولكن نشيج بكاءه المتزايد أجبر عمار إلى دفعه أكثر قبل أن يهتف به حينما قاومه أدهم بصلابه وجسده يتشنج بعنف : سيصاب بنوبة هياج عصبي ادعو التمريض يا مازن .
ركض مازن بسرعة ليتحرك عاصم نحو أخيه ليحاولا السيطرة على جسد أدهم المنتفض بقوة إلى أن وصل المسعفين فطرحوه فوق الفراش ليتم إسعافه تحت توجيهات الطبيب الذي أوصى بوضعه تحت الملاحظة .
***
تمتمت ببكاء : كيف حاله يا أحمد أخبرني ولا تخبئ عني شيئًا ؟!
زفر أحمد الواقف بجوارها وهي الجالسة بجوار فراش أدهم تنظر لولدها النائم بفعل المهدأ الذي حقنوه به فلا تستطيع أن تقرر ماذا عليها أن تفعل أتبقى بجواره أم تذهب لتطمئن على زوجها المريض بدوره ليحدثها أحمد أخيرًا : بخير والحمد لله ، لا تقلقي عليه سينهض بعد قليل أفضل من ذي قبل .
نهنهت في بكاء خافت قبل أن ترفع رأسها وتسأل : ووائل ؟!
زم أحمد شفتيه ليجيبها : سيكون بخير يا فاطمة ، الحمد لله الجلطة لم تكن قوية ولم تترك أثرًا بالغًا على جسده وخاصة أننا استطعنا السيطرة عليها فالطبيب بالفعل بدأ بمعالجته بسيارة الإسعاف ، سيوضع تحت الملاحظة الليلة وفي الغد نقرر هل سيغادر أم يبقى لدينا يومان آخران .
نهضت واقفة وهي تمسح وجهها بكفيها : بل سيغادر يا أحمد ، وإذا أردت سأقلب البيت لمشفى ولا يبقى ليلة واحدة بعيدًا عن فراشه ، تكفي الليلة .
ابتسم أحمد ليهادنها : فقط نطمئن عليه وبعدها نفعل ما نريد .
أومأت برأسها ليغمغم بجدية : هيا فأحمد ينتظرك ليعود بكِ إلى البيت .
اتسعت عيناها برفض : أترك وائل ؟! وأترك أدهم ، بالطبع لن أعود .
نفخ أحمد بقوة : المشفى لن تسمح ببقائكم يا فاطمة وأنتِ تدركين هذا جيدًا ، ثم حتى إن سمحت بوجود مرافق لن يكون أنتِ ولا إحدى الفتيات ، هاك مازن سيمكث مع أدهم ، وعاصم أصر أن يبقى بجوار وائل ، فلا فائدة من وجودكِ أنتِ وبناتك ، عليكم الانصراف والعودة في الصباح .
هزت رأسها بنفسي فتنفس أحمد بقوة وهمس إليها : لا تتعبين قلبي معكِ يا فاطمة ، فأنا يكفيني ما أمر به ، ارفقي بي قليلًا يا صديقتي .
تساقطت الدموع من عينيها ثانيةً لتهمس بحشرجة : لا أقوى على تركه هنا يا أحمد ، لا أقوى أن أفعلها .
ابتسم احمد ليحتضن كفيها براحتيه : تماسك لأجل البنتين ، فنوران تكابر وأميرة تكاد أن تنهار وخاصة مع وقوع أدهم ، الاثنتان بالكاد تماسكتا ، فمن فضلك تماسكي وغادري حتى تحذوان حذوك وتغادرا معك .
اختنق حلقها برفض لم تعلنه لتومئ برأسها متفهمة وهي تسير بجواره وهي يكمل إليها – يكفي وليد ورفضه ومشاجرته معنا لولا ياسمين ما كان ارتضى بالانصراف .
تمتمت وهما يغادران الغرفة التي دلف إليها مازن ليبقى بجوار أدهم : فقط أنظر إليه مرة واحدة بعدها سأغادر .
أومأ برأسه متفهمًا ليشير لعمار بعينيه فينحني عمار لأبيه هامسًا برجاء : هيا يا بابا من فضلك علينا أن نغادر جميعًا .
لوى وليد شفتيه بضيق ليكمل عمار – حتى تغادر عائلة عمي يا بابا ، لنغادر ونطمئن عليهم ولأعود بك ثانيةً إذا أردت .
رمقه وليد فأشار إليه عمار بعينيه :لا تقلق سأفعل لك ما تريده كله ولكن الآن علينا الانصراف .
أومأ وليد برأسه بينما عادت فاطمة لتحدث ابنتيها بجدية : هيا بنا ، سنعود في الصباح .
***
بعد مرور ثلاث ساعات...
يشعر بجفاف حاد بحلقه وغيوم ضبابية تحيط بعقله ، يرف بعينيه ينظر من حوله غير مدرك لمكانه ليستوعب ببطء أنه بالمشفى وخاصة مع هذا الجهاز الموضوع فوق أنفه ، يستمع إلى صوت أنفاسه العالية فيشعر بالاختناق وتلك الإبرة المغروسة بوريده تضايقه ، استدار برأسه لعله يجد أحدهم بجواره لتقع عيناه على بكريه فيبتسم مرغمًا قبل أن يعبس بتساؤل عن وحيده ، أزاح قناع التنفس من فوق وجهه ليهمس بصوت خافت : عاصم ،
تنبه عاصم الجالس قريبًا بجواره فانتفض نحوه ليجلس بجوار الفراش على ركبتيه هامسًا : أؤمر يا عمي ، أنا هنا حمدًا لله على سلامتك ، حرك وائل كفه باحثًا عن كفه فاحتضن عاصم كفه بين راحتيه متبعًا – أنا هنا يا عماه .
لامس وائل أصابعه ببحث مضني ليغمغم بصوت مختنق : ألم ترتدي الخاتم ؟!
أجاب عاصم بمهادنة : سأفعل يا عماه فقط انهض سالمًا .
دفع وائل كفه بحنق ليغمغم : أخبرتك أن تفعل .
احتضن عاصم كفه بين راحتيه ليضغط عليها برجاء : أعتذر يا عماه سأفعل لأجلك ولكن أرجوك لا تغضب .
تسارعت أنفاس وائل ليضغط على كف عاصم بجدية ليتبع بثرثرة خافتة : أريد أن أطمئن عليكم يا عاصم .
همس عاصم بصوت مختنق وهو يجاهر إلا يشعره بتأثره : جميعنا بخير يا عماه ، لا تقلق .‎
تنفس وائل بصعوبة ليهمس باختناق متسائلًا : أدهم ؟! أين هو ؟! ألم يأتي؟!
تنفس عاصم بعمق وهو يجاهد إلا يبكي : بل كان هنا يا عماه وأنا من أصريت على البقاء جوارك ، وهو بخير يا عماه ، لا تقلق .
أغمض وائل عيناه لتتسع عينا عاصم بصدمة وهو يراقب تلك الدمعة التي انزلقت ببطء شديد من جانب عين عمه الذي أتبع باختناق : أنت طبعًا لا تعلم أني فقدت طفلًا ذكرًا من قبل ، كان بكريّ ، كان أول فرحتي مع فاطمة ولكن الله لم يشأ له أن يكتمل ويقر عيني به ، كان عادلًا معي فافقدني إياه لا تعلم أن أرضى بما وهبني وأحافظ عليه أيضًا ، استدار برأسه لعاصم وأتبع بكلمات بطيئة – وأنا تعلمت ، وأدركت إشارته حينما أتت فاطمة بالفتاتين ، فرحت وسعدت بهم ورغم أني كنت أتمنى أن يرزقني الله بذكر من صلبي إلا أني رضيت وامنت بما منحني الله وقررت أن اكتفي بهما ، إلى أن همس لي جدك وهو في آخر أيامه أن أسعى للرزق فالله سيمنحني ما يبهج قلبي ،
اختنق صوته بتأثر قوي فهدر عاصم بتوسل : أرجوك يا عماه توقف عن الحديث هذا ليس جيدًا لأجلك .
ضغط وائل على كفه برجاء وهو يجاهد ليتنفس قبل أن يتحدث إليه من جديد : بعد موت جدك تذكرت حديثه وأخبرت فاطمة ليرزقني الله بوحيدي، بأدهم من أتى وجلب معه الخير الوفير ، سبحان الله دومًا كانت ماما تخبرني أن الفتيات رزقها واسع وأنهن حياة جديدة وأبواب تفتح على جنان الله في الأرض ، ولكنه أتى محملًا برزق وفير لم أره أبدًا من قبله ، ليس رزق في الأموال فقط ، بل بكل شيء ، وكأن الله يكافئني به وبم أتى به محملًا، ولأنه أخر العنقود ولأنه الذكر الذي أتى بعد فتاتين ولأنه من سيحمل اسمي وضعته بمكانة خاصة جدًا ، بنيت له عرش ونصبته من فوقه وحملته بين عيني ، فرحت به وافتخرت وامتلأت زهوًا بمن سيرث اسمي وفعلي أيضًا
ضغط كفه دون وعي فوق كف عاصم ليغمغم بألم : لم أتخيل يومًا أن يمتكله جبروتي .. وكبري .. وعنفواني الذي أخذ سنوات لأستطيع تهذيبه والسيطرة عليه ، وها هو سيتكبر ويتجبر من فوق عرشه غير مدركًا أنه سيسقط سقوطًا مدويًا يا عاصم ، ليفتح عيناه وينظر لعاصم متبعًا – أنا لا أقوى على مراقبته وهو يتهشم هكذا يا عاصم ، عمك أصبح عجوزًا ولن يقوى على تحمل المزيد.
تساقطت دموع عاصم رغمًا عنه ليحتضن كف وائل بين راحتيه يضغط عليهما بوعد لمع بعينيه وصدح بصوته : لن يسقط يا عمي ، لن أتركه يفعل ولن أسمح له ، أنا معه سأسنده وأدعمه وأظل بظهره ولن أفلته أبدًا .
ابتسم وائل بامتنان لمع بعينيه ليتمسك بكف عاصم ويهمس : عشت لنا ذخرًا يا ابن أخي .
تمتم عاصم بصدق : بل بارك الله في عمرك يا عماه وظللت لنا سندًا ودعمًا وغطاء ، نحن دونك لا شيء يا عماه .
تطلع إليه وائل بحب أبوي ليمس بهدوء : انهض واذهب لزوجتك ، لا تمض ليلتك هنا ، هز عاصم رأسه نافيًا ليتبع وائل آمرًا – انهض يا ولد ، اذهب لامرأتك أمضي ليلتك بجوارها ،
ليصمت لوهلة قبيل أن يغمغم وهو يسبل عينيه : امنح نوران ما تريد يا عاصم ، وقر قلبها بعزوة هي تريدها ، سيمنحك الله رزقًا وفيرًا ويهبك اطمئنان يسكن لوعة روحك ، ضغط على كفه – وأبهج قلبي بذرية لطالما حلمت بها .
ترك وائل كفه ليدفعه بلطف من كفه القريب : هيا انهض وعد لبيتك وفي الصباح تعالى لتصحبني للبيت ، سأكون بخير لا تقلق .
اهتزت حدقتي عاصم برفض صريح لينتبها سويًا على صوت الباب الذي فتح فيتطلع عاصم لأبيه الواقف بباب الغرفة ويبتسم وائل براحة لوجود أخيه الذي اقترب بوجه مكفهر وبكاء يحدد ملامحه ليغمغم عاصم بعدم فهم : بابا ما الذي أتى بك ألم تغادروا جميعًا ؟!
همهم وليد وهو يقترب من أخيه وعيناه لا تغفل عن وجه وائل المرحب به : أوصلت والدتك وعدت ، غادر سأبقى أنا مع عمك .
همس وائل بصوت خفيض وأنفاس ذاهبة : كنت أطلب منه الرحيل الآن .
تحدث عاصم بضيق : بابا لن تقوى على قضاء ليلتك هنا ،
أشاح له وليد بجدية : غادر يا عاصم ، سأمضي الليلة بجوار أخي ،
أشار له وائل بجدية : مكانك محفوظ يا أخي ، تطلع إليهما عاصم بذهول ليتبع وائل بجدية – هيا غادر يا عاصم ولا تنسى ، الرزق سيكون وفيرًا يا ابن أخي.
تحرك وليد نحو الفراش ليهمس إليه وائل : فقط ساعدني لأفسح لك مكانًا لتجاورني .
استجاب وليد ليهم عاصم بالاقتراب منهما فيهدر وليد بغضب : أخبرتك أن تغادر ، اتركنا سويًا ، أنا وهو دومًا كنا سويًا .
ابتسم وائل ووليد يجاوره بالفعل فيهمس إليه : اشتقت إليك يا قدري .
فيغمغم وليد وهو يركن رأسه على كتفه : لا تتركني يا وائل .
تنفس وائل بثبات قدر ما استطاع : لن أفعل يا أخي بإذن الله .
توقف عاصم يتطلع لهما سويًا متجاوران في الفراش الضيق كفيهما متشابكان وأبوه يركن رأسه لكتف عمه الذي همس : أتذكر حينما كنت تتسلل دومًا لغرفتي لتنام جواري ،
ابتسم وليد دون أن يفتح عيناه المغمضة : نعم كما أتذكر أنك كنت تأتي لي متسللًا أيضًا حينما تكون مقبلًا على أي شيء هام فتثرثر لي عنه وتستشيريني.
ران الصمت عليهما قليلًا قبل أن يسأل وائل بجدية : ماذا أفعل مع أدهم يا وليد ؟!
فتح وليد عيناه ليجيبه باتزان : اتركه يتعلم يا وائل ، مهما نصحت وآزرت الآن لن يجدي الأمر نفعًا ، أوهمه أنك رفعت غطاءك عنه واتركه يسير دربه كاملًا بمفرده ، لابد أن يأتي طالبًا النصح ومتمنيًا المساعدة حينها ضمه لكنفك من جديد .
غمغم وائل باختناق : سيكون فقده قويًا يا وليد ،
ليجيب وليد بحزن : الله لن يحمله شيئًا لا يقوى عليه ، ولكن لابد أن يشعر يا وائل .. ويتذوق مرار الفقد ، ليحس فيما بعد بروعة المنح والعطاء .
أغمض وائل عيناه لتنتظم أنفاسه بنوم من الواضح أنه داهمه فجأة ليغمض وليد عيناه بعدما أشار لعاصم الواقف ينظر لهما لا يقوى على الرحيل برأسه أن يغادر ، فيمتثل بعدما اطمئن عليهما ليخطو نحو غرفة ابن عمه الذي وجده مستيقظًا ومازن يساعده على ارتداء ملابسه فيسأله بعدم فهم : ماذا تفعل ؟!
فيجيب أدهم ببرود : أغادر ،
تمتم عاصم بصلابة: بأمر من يا أدهم باشا ؟!
أشاح أدهم بعينيه بعيدًا لينطق بتعب : لا أريد البقاء يا عاصم ، اتركني أعود لبيتي من فضلك .
زم عاصم شفتيه بتفكير ليهمس إليه أخيرًا : عمي أصبح بخير ،
أشرقت عينا أدهم بلهفه بددت عتمة حدقيته التي سرعان ما عادت ثانيةً ليغمغم بجدية : حمدًا لله على سلامته ، أتبع وهو يتطلع لمازن – هل ستأتي معي لأوصلك للبيت ؟!
تطلع إليه مازن بعدم فهم ليرمق عاصم الذي همس : اتركه فأنا سأوصله .
استدار إليه سائلًا : ستترك أبوك الروحي بمفرده .
ضيق عاصم عيناه قليلًا ليهمس إليه من بين أسنانه : لا تحشر نفسك بهذه الزاوية يا أدهم ، لطالما كنت واضحًا مع نفسك ومع الجميع فلا تتعلق بوهم لتخفف عن نفسك جلد ذاتها ، جمدت ملامح أدهم ليكمل عاصم بجدية – ولا تقلق على أبي الروحي ، تركته مع تؤام روحه بعدما طرداني سويًا .
غمغم مازن بصدمة : عمو وليد عاد ثانية ، أومأ عاصم برأسه فأتبع مازن – توقعت أنه سيفعل ، لقد غادر ليجبرنا على الصمت فقط .
أشار عاصم برأسه : حسنًا هيا بنا نحن أيضًا .
ابتسم مازن بود ليغمغم بطفولية : لا تغضب مني يا عاصم ولكني سأجاور أدهم الليلة .
سأل عاصم : سيعود لبيته ، ستذهب معه لبيته ؟!
ابتسم مازن وهو يرمق أدهم الصامت ليجيب : بل سيعود لشقته ، أليس كذلك يا أدهم ؟!
أومأ أدهم برأسه إيجابًا فيغمز مازن بعينه البعيدة ويهمهم لعاصم : فهو لن يعود أبدًا لأي من زوجتيه وهو بهذا الحال .
ابتسم عاصم رغمًا عنه وهو يلتقط شقاوة الصغير التي تلمع بعينيه ليربت على كتفه هامسًا : إذًا اهتم به .
تمتم أدهم بضجر : أنا أسمعكما بالمناسبة .
كتم مازن ضحكته ليستدير عاصم إليه مجيبًا بملل : نحن نعلم ، ولا نخافك بالمناسبة ، زفر أدهم بقوة ليتبع عاصم آمرًا – سأنتظرك في الصباح، لتشرب قهوتك معي في حديقة قصر آل الجمال يا أدهم بك ، لا تتأخر عن العاشرة حتى نقوى على المجيء سويًا .
عبس أدهم بتساؤل : هذا استدعاء رسمي من الكبير .
تطلع إليه عاصم مليًا ليجيب بجدية : لا يا أدهم ، تطلع إليه أدهم ليكمل عاصم وهو يستدير مغادرًا – بل سأنتظرك لنأتي لعمي سويًا
راقبه أدهم وهو يغادر بالفعل قبل أن يستدير لمازن الذي ابتسم بود في وجهه هامسًا : من رأيي أن نغادر يا أدهم .
أومأ أدهم بالموافقة ليغمغم بصوت خافت : فقط سأنظر لبابي قبيل مغادرتي .
ابتسم مازن ليشاكسه بتعمد : لن تنهار ثانية فأنا لن أقوى على حملك .
هز أدهم راسه نافيًا : لن أفعل ، لا تقلق .
ربت مازن على كتفه بمساندة ليسيرا سويًا متجهان لغرفة وائل فيتسمر أدهم أمام بابها الزجاجي وهو ينظر لأبيه النائم يجاوره عمه وأمه الجالسة على الكرسي القريب من اتجاه أبيه تحتضن كفه النائم وتطلع إليه دون صوت ، فقط تملئ عيناها بصورة أبيه كما استنتج .
دمعت عيناه ليرفع رأسه بعنفوان مانعًا نفسه من البكاء ليغمغم باختناق : هيا بنا يا مازن .
تطلع مازن لما رآه أدهم من قبل ليتبع أدهم الذي غادر بخطوات متسارعة وهو يراسل والده الذي راسله منذ قليل يخبره بآخر تطورات الأمر ويطمئنه .
***
نهضت واقفة وهي تنظر لزوجها الذي دلف إلى الغرفة فانتفضت واقفة تطلع إليه بعينيها المتورمة ببكاء لم ينتهي كما يبدو : ما الذي أتى بك ، هل بابا أصابه شيء ؟!
جذبها من ساعدها إلى صدره ليحتضنها بقوة وهو يجيبها : لا يا حبيبتي ، بل هو بخير والحمد لله .
نظرت إليه بعدم فهم : لماذا تركته ؟!
احتضن وجهها بين كفيه ليغمغم بنبرة ثقيلة : طردني لأعود هو وبابا .
تمتمت بذهول : عاصم أنا لا أفهم شيئًا .
لامس وجنتاها بإبهاميه يمسح آثار دموعها : ولا أنا ، سوى أن بابا أصر على البقاء بجوار عمي وطرداني سويًا .
تمتمت نوران بلهفة : هل أصبح بخير ؟!
أومأ عاصم برأسه ليغمغم إليها ببسمة شقية : نعم وأوصاني بشيء قبيل أن يطردني من عنده .
تطلعت إليه بتساؤل فيجيبها : أن أرتدي خاتمه ، وأمنحكِ ما تريدين .
ازداد عبوسها لتسأل بعفوية : وأنا ماذا أريد ؟!
ابتسم بمكر ليهمس إليها أمام شفتيها قبيل أن يهم باقتناصها : تريدين عزوة لن أمنعكِ عنها بعد ذلك أبدًا .
اهتزت حدقتاها بصدمة لتهمس باسمه متقطعًا من بين قبلاته فيغمغم إليها بتوحد شعره معها : رزق وفير يا حبيبتي سأستقبله بقلب فرح وابتهاج سيخيم علينا سويًا .
***
نظر مازن بعدم فهم إلى السيارة التي وقفت بجوار بيت عائلته ليسأله : لا تريدني معك .. إلى جوارك الليلة ؟!
تنهد أدهم بقوة : سأعود لبيتي يا مازن ، لن أقوى على ترك جود بمفردها ، ستموت قلقًا وهي من أحرقت الهاتف باتصالاتها .
تمتم مازن بجدية : أجبها وطمئنها عليك .
ران الصمت قليلًا ليهمس أدهم ببوح : أنا أحتاجها ، أحتاج أن أكون بقربها .
ابتسم مازن بفرحة حقيقية ليربت على كتف أدهم ويهمس بأخوة : حسنًا يا أخي ، اذهب لزوجتك ولكن طمئني عليك إذا استطعت وبالغد ستجدني بالمشفى إلى جوارك ولأطمئن على عمي .
رفع أدهم عيناه ليسأل ببؤس : سيكون بخير يا مازن ، أليس كذلك ؟!
تمتم مازن ببساطة : بل هو بخير يا أدهم وإلا لم يكن عاصم ليتركه أبدًا ، هون عليك يا أخي .
أومأ أدهم برأسه ليترجل مازن من السيارة ويشير إليه مودعًا فينطلق أدهم بسيارته ومازن يخطو نحو البيت ليصدح رنين هاتفه فيرمق الشاشة قبل أن يجيب بمرح : مرحبًا يا عريس ، أين أنت يا بني ؟! وأين مختفي ؟!
أتاه صوت علي القلق : مازن هل ما سمعته صحيح ؟!
تنفس مازن بقوة ليغمغم بجدية : عمي بخير لا تقلق .
عبس علي ليسأل بترقب : عمك من ؟! هل خالو أصابه شيئًا ؟!
زم مازن شفتيه بعدم فهم : انتظر إذ لا تسأل عن عمو وائل عم تتحدث أنت؟!
تمتم علي من بين أسنانه : عن الشهريار الذي تزوج ثانيةً .
مط مازن شفتيه ليتحدث بجدية : لا تكن شديد الانتقاد يا علي الدين ، فلا أحد منا يدرك ما يمر به أدهم .
انفجر علي بصياح خافت : وما الذي يمر به أدهم باشا يا مازن ليفعل ما يفعله .
تنهد مازن بقوة : لا نعرف ولكن من المؤكد أن أفعاله لها سببًا ، أصدر علي الدين صوتًا ضجر ليكمل مازن بجدية – دعك من أدهم وما يفعل أخبرني متى ستعود ؟!
تمتم علي بحنق : بل أخبرني أنت ماذا أصاب خالو من تحت رأس الباشا الذي تدافع عنه كعادتك ؟!
مط مازن شفتيه : عمو بخير الحمد لله أصبح بخير .
ران الصمت عليهما ليتمتم علي بضيق : كنت سأمكث اسبوعًا آخر ولكن لن أفعل ، سأعود لأجل أن أكون بجوار ماما وأطمئن على خالي .
تمتم مازن دون نقاش : تعد سالمًا يا علي ، أبلغني بموعد عودتك لآتي وأصحبك من المطار .
زفر علي بقوة : سأفعل ، تصبح على خير سلامي للعائلة .
تمتم مازن قبل أن يغلق الهاتف : وأنت من أهل الخير ، يصل بإذن الله.
***
دلف إلى بيته ليجدها بمنتصف البهو الواسع وكأنها تنتظره الهاتف فوق أذنها وعلى ما يبدو تتصل به فهاتفه أصدر أزيزًا متتالي إلى أن رمت الهاتف من كفها وركضت نحوه تنظر إليه بخشية وتسأله بلهفة : أنت بخير ؟! والدك بخير ؟! لماذا لم تكن تجب اتصالاتي ؟!
ضمها إلى صدره بقوة يغمض عيناه وهو يشعر بالراحة تتغلغل إلى أوردته وهي هناك تحتل أضلعه فيهمس إليها بصوت محشرج : ضميني يا جود .
ضمته على قدر ما استطاعت لتنتفض بخفة وهي تشعر بقبلاته التي حطت على رأسها قبل أن ينثرها على كل خلايا وجهها نزولًا لعنقها وتجويف رقبتها ليهمس بخفوت شديد : أنا أحتاج إليكِ .
تمتمت بسرعة : أنا كلي ملك لك يا أدهم ، أنا معك ولن أتركك أبدًا يا حبيبي .
التقط شفتيها في قبلة تائقة وهو يدفعها للأريكة من خلفهما ليغرقها في موجة وصال عالية شعرت أنه لا يريدها أن تنتهي ليخفق قلبها بوجل عندما استلقى بجوارها على بطنه دون أن يضمها إلى صدره كما يفعل دومًا فتطلع إليه مليًا قبل أن تسأله بصوت مختنق : أدهم هل كنت تودعني ؟!
عبس بتعجب وهو يرفع رأسه إليها مرددًا : أودعك ؟!!
رفت بعينيها لتسأله بخفوت : هل مرض والدك بسبب زواجك مني ، هو يرفضني كزوجة لك أليس كذلك ؟!
تنفس أدهم بعمق ليعتدل على ظهره قبل أن يجذبها بلطف لتستلقي فوق صدره ويهمس : بابا غضب مني لأني لم أخبره قبل أن أتزوج بكِ ، ليس لأجل رفضه لكِ ولكني .. صمت وصوته يختنق فيكمل بحشرجة – بشكل ما أنا أجبرته ، وأنا فعلت لأني أردت أن أكون معكِ يا جود ، كما أني رفضت طلبه لأول مرة بحياتي .
رفعت عيناها تنظر إليه ليتطلع إلى عمق عينيها : أنا لن أترككِ اب أبدًا يا جود ، أنا أحتاج إليكِ بجواري .. معي .. تتوسدين صدري هكذا وتضميني إليكِ ،
تمتمت بعينين دامعتين : ولكنه والدك .
تنفس بعمق : بابا سيرضى يا جود ، وسيتقبل إن عاجلًا أو آجلًا .
لوت شفتيها وعيناها تهتز بخوف فطري ليضمها أكثر إلى صدره : لا تخافِ أنا معك ولن أترككِ أبدًا ، أسمعتِ ؟!
أومأت برأسها متفهمة ليشاكسها بطرف أنفه بأنفها فتبتسم رغمًا عنها وتهم بالنهوض من فوق صدره فيتسمك بها بتساؤل لمع بعينيه فتهمهم إليه : سآتي لك بالطعام .
هز رأسه نافيًا : لا أريد فقط ظلي بجانبي هكذا ، معي فأنا أريد النوم ولن أقوى على النوم وأنتِ بعيدة عني .
ابتسمت برقة وتوردت وجنتاها لتعود الاستلقاء بحضنه وهي تجذب الغطاء الخفيف لتدثرهما به ليبتسم بخفة ويقبل رأسها قبل أن يضمها أكثر ويغمض عيناه ليغرق في النوم ، نوم جفاها وهي تطلع إليه تخاف أن تغلق جفنيها فتفقده في موجة أحلامها .
***
اليوم التالي ...
دلفت إلى الغرفة بعدما توسلت للممرضة بالخارج أن تدعها تدلف إليه وهي التي أتت مبكرا قبل موعد الزيارة فهي لم تستطع المكوث بالبيت بعدما علمت عن نقله للمشفى فانهارت من البكاء وهي تقرر أنه لابد أن تزوره .. تطمئن عليه وتراه بنفسها ، فهي لن تحتمل فقد جديد ، فقد من يمثل إليها أب راعاها واحتضنها تحت ذراعه ، اقتربت من الفراش وهي التي تعلم أن الغرفة فارغه سوى منه فأخيه غادر للكافتيريا كما أخبرتها الممرضة وزوجته غادرت قبله لتعود وتأتي بموعد الزيارة ، ارتجفت بوجل وهي تنظر لوجهه الشاحب ، والمرض الذي ترك أثره على ملامحه ، استلقاءه على فراش المرض يثير أقسى ذكرياتها فتنهمر دموعها من جديد وتقترب منه دون وهي لتجلس بجواره على الفراش تحتضنه بعفوية واحتماء ابنة لا تجد الأمان سوى بحضنه
رف بعينيه وذراعيه ترتفعان تلقائيًا ليضم من ظنها إحدى ابنتيه لتهمس بخفوت : أعتذر أني أيقظتك .
ابتسم وائل ليربت على رأسها الذي لم يرتفع عن حضنه : لا عليكِ يا ابنتي ، كيف حالك أخبريني ؟!
اعتدلت بجلستها لتحتضن كفه بين راحتيها وتهمس بخفوت : أنا بخير ينقصني أن أطمئن عليك يا عماه .
اتسعت ابتسامة وائل ليهمس بمشاكسة : بالطبع أنا بخير ، يكفي أن أستيقظ على هذا الوجه الصبوح فأصبح بخير .
ابتسمت برقة ليرمقها بذنب اعتلى هامته ليغمغم بجدية : أخبريني عنك يا مريم ، أنتِ بخير ؟!
عبست بعدم فهم لتجيبه : نعم يا عماه ، لماذا لا أكون بخير ؟!
اهتزت حدقتي وائل بحيرة ليجيبها ببساطة : لأجل ما فعله أدهم معكِ .
امتقع وجهها لتغمغم باختناق : أدهم لم يفعل شيء معي يا عمي ، هو أخبرني وأنا وافقت .
اتسعت حدقتي وائل بصدمة ليجيبها بجدية : إذا كان أدهم يرهبك ، أو يؤذيك أخبريني يا مريم ، وإذا كان رافض أن يطلقك أنا سأرغمه أن يفعل إذا أردتِ .
بهت وجهها لتهمس بخفوت : ألم يخبرك أدهم عن سبب زواجه الثاني يا عمي؟!
رمقها وائل باهتمام ليجيب باختناق : بل أخبرني أنكما غير متوافقان وأنه .. صمت واختناقه يتزايد ليكمل بعد برهة - أهناك سببًا آخرًا غير هذا ؟!
احتقن وجهها بحمرة قانية لتهمس بخفوت : نعم بالطبع يوجد ، ظننته سيخبرك أنت بالأخص ولكن .. صمتت وتنهدت قبل أن تتحدث بحرج - من الواضح أنه أوفى بوعده لي .
ضيق وائل عيناه ليسألها بجدية : وما هو وعده لكِ ؟!
تنفست بعمق لتجيبه : أن لا يخبر أحد عن أسباب زواجه وعما حدث بيننا ، وعن كوني أنا من أرفض الطلاق ليس هو .
اعتلت الصدمة ملامح وائل لتهمس بتوسل : فقط لا أريد أن أتعبك أو أثقل عليك ولكن .
قاطعها وائل بحزم : بل أريد أن أعرف كل شيء يا مريم، رمقته مليًا باستجداء ليكمل بحنان - لن أغضب منكِ يا ابنتي لا تخافِ ستظلين تحت رعايتي طالما حييت.
نطقت بوجل : بعيد الشر عنك يا عمي ، حفظك الله وبارك لنا بعمرك .
صمتت قليلا لتهمس باتزان : سأخبرك بكل شيء فأدهم يستحق أن أبرأ ذمته أمامك .
***
هدر بحزم وهو يحدثها عن طريق الهاتف : أين أنتِ يا ملك ؟! منذ البارحة وأنا أحاول أن أتواصل معكِ والهاتف مغلق .
أتاه صوتها الباكي : أنا هنا ، أين أنت ؟! وكيف تغادر دون أن تخبرني ؟!!
صمت قليلًا قبل أن يسأل باهتمام : هل كنتِ تبكين ؟! هل أنتِ بخير ؟! ماذا حدث ؟!
تساقطت دموعها بغزارة وهي تجيبه بصوت أشبه بالنواح : خالو وائل مريض ، نقلوه للمشفى البارحة وأخبرونا أنه أصيب بجلطة .
اتسعت عيناه بصدمة ليجيب بسرعة : لا حول ولا قوة إلا بالله لا حول لا قوة إلا بالله ، ألف سلامة عليه .
تمتمت بضيق وصله جيدًا : كانوا يبحثون عنك البارحة لأجله يا عادل ولكن تفاجئنا جميعًا أنك ليس متواجد ، حتى خالو أحمد لم يكن يعلم أين أنت !!
مط شفتيه ليجيب باقتضاب : لقد أبلغتهم بالمشفى أني سأسافر يومان من الواضح أنهم لم يبلغوه ، عامةً سأعود الليلة لأباشر حالة سعادته بنفسي .
تمتمت بضيق : لا تشغل رأسك لقد أصبح بخير ، وخالو أحمد أخبرنا أنه سيغادر اليوم أو غدًا على الأكثر .
عم الصمت عليهما قليلًا قبل أن يزفر بقوة وينطق بجدية : سآتي الليلة بإذن الله حتى أكون معكِ حتى لو حالة سيادته لا تحتاجني ، أعتقد أنكِ تفعلين .
شعر بها تبكي فيهمس بلطف : اهدئي يا ملك ، اهدئي سيكون بخير .
تمتمت باختناق : تعد سالمًا يا عادل .
أجاب بضيق : سلمك الله ، أراكِ على خير .
أجابته وهي تنهض لتستعد للذهاب للمشفى : بإذن الله .
أغلق الهاتف لينظر إلى ساعته ويحمل حقيبته وهو يغادر ليلحق بموعده مع حكيم صفوان وهو يقرر أنه سيمنحهم رأيه الطبي اليوم ويعود ليكون بجوارها فهو موقن من احتياجها له حتى إن لم تصرح به .
***
فتح الباب دون أن يطرقه ليهتف باهتمام : صباح الخير يا عماه .
صمت وهو يتسمر أمام الباب وهو يتطلع لعمه الذي يحتضن إحداهن لم يتبينها ليكح بحرج فيستطيل أدهم قليلًا من فوق رأسه لينظر ألآم أوقف عاصم عن الدخول ليهمس بعدم فهم وهو يدلف للغرفة بعدما أفسح له عاصم المكان : مريم ؟!
رف عاصم بعينيه وهو يتعجب من كون ابن عمه التقط وجود زوجته ليردد بخفوت وهو يشعر بالغباء : طبيعي أن يدركها فهى زوجته .
تحركت مريم من حضن وائل الذي ابتسم بوجهها لتكفكف دموعها قبل أن تجيبه : أتيت لأطمئن على عمي .
أومأ برأسه ليقترب منها متسائلًا بجدية : أنتِ بخير ؟! أشارت إليه برأسها فيتابع بحزم – اصطحبت الحرس كما طلبت منكِ أليس كذلك ؟!
توترت نظراتها ليهدر بحنق : يا الله يا مريم ، لقد أخبرتك ألا تتحركي دونهم.
تمتمت بخفوت : لم أفكر جيدًا فعندما علمت بالأمر هرعت إلى هنا حتى دون أن أدرك أن هناك مواعيد للزيارة .
رمقها بغضب قبل أن يسألها : وكيف دخلت ؟!
تمتمت سريعًا : بكيت للممرضة فأدخلتني .
ابتسم مرغمًا ليهمس بمشاكسة : تأثير دموعك جبار ولا يقوى أحدًا على الإفلات من تأثيرها .
توردت لتهمس بخفوت : حسنًا سأغادر فانا اطمأننت على عمي .
أشار اليها بجدية : انتظري قليلًا وسأوصلك حتى لا تعودي بمفردك .
تمتمت سريعًا : معي السيارة .
رمقها من بين رموشه لتومئ برأسها في تفهم قبل أن تسرع لتغادر بعدما حيت عاصم برأسها فيلتفت هو نحو والده الذي رمقه مطولًا فتطلع إليه أدهم قبل أن يقترب منه هامسًا باختناق : أنا آسف يا بابي .
ابتسم وائل باتساع ليشير إليه أن يقترب فيهرع إليه أدهم يستكين بحضنه وهو يقاوم نفسه ألا يبكي ليربت وائل على ظهره : لا تعتذر ، لا تفعل أبدًا .
تمتم أدهم بجدية : أنا أحبك يا بابي ، فلا تغضب مني .
تنهد وائل بقوة ليربت على ظهر ولده ثانيةً قبل أن يتدخل عاصم هاتفًا بحزم : كيف حالك الآن يا عمي ؟!
أجاب وائل بثبات : أنا بخير والحمد لله أريد العودة للبيت .
تمتم عاصم بجدية : فقط يطمئنا الطبيب أولًا وبعدها سنفعل كل ما تريده يا عماه .
أومأ وائل رأسه بتفهم قبل أن يهمس لأدهم بخفوت : انهض واذهب لزوجتك .
عبس أدهم بتعجب : لماذا سأبقى لجوارك حتى أعود بك مع عاصم للقصر .
ابتسم وائل قبل أن يسأله : ستتركها بالخارج وتغادر معي ، ألم تخبرها أنك ستعيدها للبيت .
رف أدهم بعينيه ليهمس بتفهم : آها أنت تقصد مريم ، حسنًا سأفعل .
رمقه وائل مليًا ليشحب وجه أدهم تدريجيًا ليبرر دون داعي – ظننتك تريدني أن أعود لزوجتي الأخرى .
تحكم وائل في ضحكته بضراوة ليؤثر الصمت فيكح أدهم بحرج قبل أن يقفز واقفًا : حسنًا سأعيد مريم للبيت وآتي يا عاصم ، لا ترحلوا من غيري .
تمتم عاصم بجدية : بل سنتقابل بالمؤسسة يا أدهم ، هل نسيت ؟!
انتبه أدهم ليغمغم بضيق : لقد نسيت مكالمة رمزي نهائيًا ، ليمط شفتيه بتفكير – حسنًا سأطلب من رمزي يوصل مريم للبيت وسأبقى معكم .
تمتم متبعًا لابن عمه وهو يغادر الغرفة : امنحني دقيقتين وسأرتب الأمور كلها .
راقبه عاصم بعينيه ليستدير لعمه الذي ناداه بخفوت فيشير إليه بالاقتراب وهو يتطلع لكفيه متطلعًا فيشير إليه عاصم على الخاتم فيبتسم وائل براحة ليكمل عاصم مشاغبًا : نفذت النصيحة كاملة يا عماه .
ابتسم وائل ليسبه بخفوت فيقهقه عاصم ضاحكًا قبل أن يجلس مجاورًا إليه فيضربه وائل بقوة على ساقه فيتأوه عاصم ضاحكًا ويهمس إليه : لقد وعدتك يا عماه وأنا لا أخلف وعدي أبدًا .
سبه وائل ثانيةً قبل أن يلكزه بخفة فيقهقه عاصم ضاحكًا من جديد ليتطلع إليه وائل ويهمس : لا تنسى وعدك الآخر .
تنفس عاصم بقوة : أبدًا لن أنسى ، وعدت فاطمة وهو صغير ووعدتك وهو كبير ، وحتى إن لم أفعل يا عماه ، أدهم سأحمله داخل عيناي ، أنه الصبي الذي أتى لينصفنا بعد الكثير من الإناث .
ربت وائل على ركبته : لا حرمني الله منك يا عاصم .
احتضن عاصم كفه بين راحتيه ليضغط عليها بود : ولا منك يا أبي وعمي وصديقي وحماي .
جذبه وائل ليحتضنه فيضمه عاصم وهو يحمد الله سرًا على عودة عمه له .
***
وصل للتو مع والده الذي يزور وائل الجمال بالمشفى بعدما انتشر خبر مرضه في وسائل الإعلام كلها ليلتقط وجودها بجوار هنا التي تتحدث مع فاطمة ومن الواضح أنها تطمئن على صحة زوج خالتها فيصافح الجميع ويطمئن من عمار على صحه عمه قبل أن يقترب منهم يلقي السلام وعيناه تحدثها بلطف ، يتحمد لفاطمة سلامة زوجها ويسأل هنا عن أخبارها قبل أن يشير إليها فتتورد وتخفض رأسها بخجل يصحبها معه مؤخرًا وخاصة بعدما ارتديا خواتم خطوبتهما في تلك الليلة التي لا يعلم للآن كيف سارت بكل هذا التوفيق الذي غمره حينها ، تحدث إليها بأريحية وهو يسألها عن أحوالها قبل أن يشير إليها بأنه سيدلف ليطمئن على سعادة المستشار مع أبيه فتشير إليه بأنها ستنصرف مع والدتها ، عبس بضيق ليشير إليها برفض حازم قبل أن يلتفت لهنا متحدثًا : لا تغادرا يا هنا من فضلك ، انتظراني .
تمتمت هنا سريعًا وهي تنتحي به جانبًا بعيدًا عن فاطمة : بل سنفعل فأنا لا أريد أن أثير ضيق تيم أكثر من ذلك وأنت تعلم موقفه حيال أدهم ، لقد استشاط غضبًا عندما وصلنا ووجدنا مريم هنا ، ورغم أن الفتاة حاولت التحدث إليه إلا أنه لم يعرها اهتمامًا فهو يخاصهما هي الأخرى ، لأنها لم تتخذ موقفًا أمام أدهم كما المفترض أن تفعل .
مط نادر شفتيه بضيق ليهمهم : كنت أريد أن أعود بسو ولكن حسنًا لا مشكلة .
تمتمت هنا سريعًا : حسنًا سأترك سو لتعود بها أنت وأنا سأغادر مع تيم .
رمقها مطولًا : تيم لن يعترض ؟!
هزت رأسها نافية : لا أعتقد أنت الآن بحكم خطيبها نعم الخبر ليس معلنًا ولكن لا يصح أن نفعل أي شيء الآن وخاصة مع حالة سعادته .
أومأ نادر بالموافقة : حسنًا فقط أخبري ابنتك أن لا تحتمي بأبيها مني ، فأنا لا أفهم ما سر هروبها مني الآن .
ضحكت هنا لتشاكسه : هل أخجلتها يوم الحديقة يا نادر بك ؟!
ابتسم نادر ليجيب ببراءة : أنا ، أبدًا .
كتمت هنا ضحكتها لتضربه بلطف على كفه : من الواضح أنك فعلت يا ولد، سأحاسبك فيما بعد فقط تمهل مع سهيلة فهي خجول للغاية .
لوى شفتيه بإحباط : أعلم .
ابتسمت وهي ترمقه بعينيها في عتاب ليغمغم بسرعة : سأدلف لسعادته وآتي ثانيةً ، لا تجعليها تغادر معكما .
أومأت هنا موافقة فيسرع هو بخطواته ليدلف بجوار أبيه لغرفة وائل ليتحمدا سلامته .
***
استقبلها بمكتبه كما اتفق مع رمزي الذي أخبره اليوم صباحًا عن رغبتها في مقابلته ومقابلة نبيل أيضًا فأخبر عاصم الذي قابل نبيل بالمشفى وصحبه معه لهنا بعدما أخبره أن هناك أمر هام عليهما الحديث عنه ، نبيل الذي أتى متجهم المحيا يتحرك بجوار عاصم الذي استقبله أدهم أمام باب غرفة الاجتماعات التي تخصه ليتبادلا النظر لثواني قبل أن يهتف أدهم مُرحبًا : مرحبًا يا باشمهندس أنرتنا بوجودك اليوم ، تفضل .
أشار إليه أدهم فتقدمه عاصم ليدلف من خلفه ويتبعه أدهم ، تصلب جسده وعيناه تقع على من تتصدر الجلسة الجانبية فتومض غيوم عيناه ببريق أسود ولهفة اشتعلت بزرقاويتيه وأنفاسه تتلاحق سريعًا ويختنق بين رغبة في الانصراف وتوق حارق في الاطمئنان عليها صراع انتهى عندما همست بصوتها الباكي : باشمهندس نبيل ، اختنق حلقه أكثر لتتبع وهي تتحرك من مكانها تقترب منه - سعيدة أني قابلتك من جديد لأوضح لك موقفي السابق .
رف بجفنيه كثيرًا ليقترب بدوره منها هامسًا : لا يهم يا أسيل هانم ، أنتِ لم تخطئي معي بشيء .
ابتسمت بألم : بلى فعلت .
أتبعت باختناق : أخفيت عنك أهم شيء ، ظننت أني أخبئه وأتغافل عنه وأنساه ، سيذهب من تلقاء نفسه .. سيختفي وينتهي من حياتي ، ولكن للأسف لم أستطع التخلص منه ،
جلست بتعب : زيد هو جاثوم حياتي كما أخبرني من قبل وأنا لا أقوى على الفرار منه .
لانت ملامحه وهو يجلس على مقربة منها بينما جلس الاثنان الآخران على الأريكة المقابلة لتكمل هي بوجع بعدما خلعت نظارتها الشمسية : نعم أنا حرم زيد باشا الحريري لم أتزوجه برضاي ولا أحيا معه برضاي ولا أريد الاستمرار معه ولكنه يجبرني ، كان ولازال يفعل .
اختنقت أنفاسه وهو يتطلع إليها ملامحها المتبدلة .. عيناها المنطفئة وخصلاتها المقصوصة بطريقة سيئة شعر بالقهر وهو يلتقط تلك العلامة بجانب عينها والتي حاولت إخفائها بخصلات غرتها ولكنها لم تستطع لينتبه لمعصمها الذي يحمل علامة تدل على محاولة انتحار بالكاد أنقذوها منها سابقًا أدمعت عيناه ليهمس بعفويه وهو ذاهلًا من تلك التفاصيل الجديدة عليه : يا الله ماذا فعل بك ؟!
قاومت أن تبكي أمامهم ليسب أدهم بخفوت بينما يزفر عاصم دون رضا ليقترب نبيل أكثر بجلسته ويهمس باهتمام : أخبريني ماذا فعل بك ؟! أخبريني يا أسيل .
تمتمت باختناق وصوت خافت : ما تراه هين كثيرًا يا نبيل بك ؟! ولكن لا يهم أنا لم آتي لاستدر شفقة أيًا منكم ولا أبغى مساعدة، أتيت فقط ورجوت أدهم بك لأشرح لك الأمر ، نعم أنا زوجة زيد ولكن زوجته على الورق فقط ، نحن منفصلان منذ أكثر من أربعة سنوات وأنا طلبت منه الطلاق مرارًا وتكرارًا ولكن هو لا يرضخ ولا يقبل ، والآن يتهمني بالخيانة وسيجردني من ولدي ، انهمرت دموعها رغمًا عنها لتتابع - وأنا لا أقوى على الاستغناء عن ولدي لقد أتى وأخبرني أن أعود لهما ، لوي ذراعي وكسره بإسماعيل وأنا لا أقوى أن أترك إسماعيل له أو أبتعد عن ابني ، أنا أموت يوميًا وأنا بعيده عنه .
بللت شفتيها لتهمس باختناق : لذا سأرضخ كالعادة ، سأقبل وأحيا بقية حياتي معه فقط كل ما أردت توضيحه أني لست خائنة ، ولم أقصد خداعك ، أنا فقط .. تهدج صوتها - ظننت أن من حقي فرصة ثانية أرتب بها حياتي كما أريدها وليس كما فُرضت علي .
ران الصمت عليهم لتستطرد بعد برهة : عامةً لقد قلت ما أردته ، شكرًا يا أدهم بك أنا ممتنة لك على الفرصة الذهبية التي منحتها لي واعذرني إن كنت أزعجتك .
نهضت فنهض ثلاثتهم ونبيل ينظر إليها برفض بينما أدهم يجيبها سريعًا : أبدًا يا هانم أنا تحت أمر حضرتك بأي وقت ولكن أنا لست راضيًا عن قرارك ، ما تريدينه يعد انتحار، زيد المرة القادمة سيقتلك ولن يقوى أحدًا منا على الدفاع عنكِ .
همت بالرد ليهتف نبيل بحدة : لماذا نعيش في الغابة لن نقوى على الدفاع عنها ؟!
أجاب عاصم بحنق : ولا حتى سجنه ، لن نقوى على شيء
رمقه نبيل بغضب وتساؤل أجابه عاصم : أنه يعالج نفسيًا ومن السهل إثبات أنه مجنون ، مع إتهام السيدة أسيل أنها ..
صمت عاصم فدمعت عيناها ليكمل بعد قليل : حتى لو عاقل حينها سيقول أنه كان يدافع عن عرضه.
هدر نبيل : ولكنها لم تخنه.. لم يحدث أي شيء وعلاقتنا لم تتعدى حدود الصداقة .
مط عاصم شفتيه ليتبادل النظرات مع أدهم قبيل أن ينطق بهدوء : هلا هدأت يا نبيل بك وجلست فلابد أن تدرك ما نحن بصدده قبيل الانفعال .
همس أدهم بحنو : فقط اجلسي واستمعي لي يا أسيل هانم وأنا أعدك أننا سنجد حلًا بإذن الله .
جلست فجلس نبيل بجوارها في حمية استنفرت جسده ليكتم أدهم ضحكته في حين كح عاصم بخفوت قبل أن يتحدث برزانة : للأسف ما أخبرتنا به أسيل هانم غير مطمئن بالمرة بل يشي أن زيد كان يرتب للأمر منذ عودته، بل أنا أجزم أنه كان يعلم عن عملها معك وهذا ما أعاده من الأصل .
عبس نبيل بعدم فهم لتهتز حدقتيها بحيرة فيكمل أدهم شارحًا : زيد عاد ليأخذ ولده يا أسيل هانم ، وكان يعد للأمر من أوله بل أنه أثث بيتًا بغرفة أطفال وملعب خلفي لولد بعمر إسماعيل ، كان سيأخذه بنفس السيناريو فقط أمر عملك مع الباشمهندس نبيل منحه طبقًا ذهبيًا ليأخذه بطريقه قانونيه ، وأعتقد حتى إن لم تكوني صديقة لنبيل أو أي بشري كان سيلفق لكِ نفس الاتهام حتى يرحل بإسماعيل بوجودك أو عدمه ،
تمتم نبيل : شيطان ؟!
ضحك أدهم هازئًا: الشيطان بجوار زيد ملاك يا نبيل ، أنا أكثر من احتككت به وتعاملت معه ، شرير بفطرته .. ذكي لدرجة العبقرية .. ليس لديه أخلاق ولا ثوابت ، يبطش لأجل البطش ، وأسهل شيء لديه القتل ، يلوي ذراع كل شيء لأجل أغراضه ، ومجنون بشهادة الأطباء النفسيين ، السيدة أسيل معه هالكة لا محال ، أتبع وهو ينظر لأسيل - سيتخلص منكِ فأنتِ أصبحتِ دون فائدة له .
تمتمت بقهر : أعلم .
رفت بعينيها وحلقها يختنق فتطفر دموعها رغمًا عنها وهي تتذكر كل ما فعله بها على مدار أيام لا تعرف عددها وهمسه الدائم بجوار أذنها بفحيح يقشعر له بدنها : لم أعد أريدك ، لقد زهدت بكِ أيتها الوضيعة الخائنة ، ابنة أبيكِ قولًا وفعلًا
انتبهت على صوت نبيل الحاني : أسيل أرجوكِ توقفي عن البكاء .
رفعت عيناها إليه وانتبهت فهمست برجاء : لا تزج بنفسك في هذا الجحيم يا نبيل ، لا يفعل أيًا منكم ، لو كان قتلي سيريح الجميع ، لا يهم أنا لم أحيا من قبل قط ، أنا أعيش ميتة .. ميتة من الخوف .. من القهر .. من الظلم .. ومن الإجبار ، أنه قدري وأنا راضية به ، لكن أنتم لديكم حيوات تخصكم عليكم خوض غمارها لا تضحوا بأنفسكم لأجل من هي مثلي .
تمتم نبيل وعيناه تتعلق بها : لا أحد مثلك .
تمتمت ببسمة متشنجة عكست حزنها : أنت ترى الناس بانعكاس روحك يا نبيل ، لذا ترى الجميع يماثلونك بهاء ، ولكن في الحقيقة أنت لا يوجد من يماثلك أو يشبهك ،
أتبعت برجاء صادق : أرجوك لا تقترب منه أو تحتك به ولا تزج نفسك بدوامتي فأنا لن أتحمل أن تصاب بمكروه لأجلي .
تعلقت نظراتهما ليهمهم أدهم لعاصم بخفوت شديد : أشعر أننا عقبي نخل
تمتم عاصم زاجرًا إياه متحكمًا في ضحكته : احترم نفسك.
أخفض أدهم عيناه ليغمغم بضيق : لو دخل زيد الآن يا عاصم وقتلها سيكون معه حق ، صديقك هائم على وجهه وهي الأخرى تبادله مشاعره كما يبدو لنا.
أخفض عاصم عيناه ليهمهم : لا تكن شديد الانتقاد يا أدهم أنت بالذات لا تفعل ذلك ،
تجمدت ملامح أدهم ليبتسم ساخرًا : لماذا لأني كثير الأخطاء؟!
تنهد عاصم ليجيب ببساطة : بل لأنك تعرف أن القلوب لا تخضع لأوامرنا مهما حاولنا إخضاعها ، نبيل يحبها ولم ينكر ولكنه لم يكن يدرك بأنها متزوجة وهي .. أتبع وعيناه تشرد بالحديث الدائر بينها وبين نبيل وكأنها تقص له الأمر برمته في صوت خفيض تبرر له ما اقترفته في حقه – هي أرادت تغيير قدرها .. تمسكت بحلم داعب خيالها فأرادت تحويله لحقيقة ولكنها فوجئت به كابوس كبير سيبتلعها ويجردها من ولدها .
أتبع وهو يعود بنظره لأدهم : زيد مجنون لن يترك أحدًا منا على قيد الحياة إذا ساعدناها على الإفلات منه .
رمقه أدهم مليًا : إذًا ؟!
أسبل عاصم جفنيه ليهمس بإقرار : سنساعدها ، ولكن إياك أن تذكر الأمر ولو خطأ أمام نوران ، وإذا حدث شيء لي اعتني بنور كولدك يا أدهم .
همهم أدهم بحمية وجسده ينتفض : بعد الشر عنك ، صمت لوهلة قبيل أن يتبع – هل ستعتني بولدي إذا أصابني مكروه يا عاصم ؟!
ابتسم عاصم بحنان أخوي : بك وبولدك لأني لن أتركك لزيد أبدًا يا أدهم .
اختنق حلقه ليتمالك نفسه حتى لا ينتفض محتضنًا عاصم الذي ابتسم له بدعم مكملًا : أنت أخي الصغير ، الصبي الذي أتى في عالم الفتيات الذي كنا نعيش فيه أنا وعمار ، وما أدراك من فتيات يعتني بهن آل الجمّال ، ابتسم أدهم ليتبع عاصم - أنت الوتد الجديد الذي شد ظهر عمي وقواه ، أنت العضد الذي أتى لنستقوي بوجودك ونزيد عدة وعتاد ، أنت الولد الذي أتى برزق وفير ومنصب كبير وعوض عمن رحل وأثر برحيله في الجميع . أنت من كبر أمام عيني ونمى بين ذراعي ، كنت أسندك لتمشي وأدللك لترضى واحتضنك لتغفو ، كنت ولدي وأخي قبل أن تدرك الأشياء وتنهشك غيرة لم أساهم في وجودها أبدًا ، وستظل مهما فعلت يا أدهم ومهما اخطأت ولدي وأخي سأحاسبك ولكني أبدًا لن اكسرك ، وعلى جثتي أن أتركك لزيد حتى ينهشك .
ابتسم ادهم ليغمغم : حفظك الله لنا يا كبير .
تمتم عاصم : وأصلح حالك يا أخي ، صمت ليتابع بعد قليل – هل زوجتك حامل ؟!
ضحك أدهم بخفوت : لم يكتمل على زواجنا شهر يا باشمهندس .
تمتم عاصم بجدية : كنت أسأل عن مريم ، فأنا أعلم أنك تزوجت منذ أيام قليلة من جود .
هز أدهم رأسه نافيًا : لا كلتاهما لسن حوامل ، ضيق عاصم عيناه فأكمل أدهم – كنت أرى فقط هل ستدافع عني وعن ابني أيًا كان هوية والدته أم لا؟!
هز عاصم رأسه بيأس ليجيبه : لا تهمني من تكون والدته الهام أنه ابنك أنت.
أومأ أدهم بتفهم ليشر إليه بعينيه على نبيل وأسيل اللذان لازالا يتهامسان ويهمس : هل علينا الانصراف أم ماذا نفعل؟!
ابتسم عاصم رغمًا عنه ليكح بخفوت فينتبها سويًا إليه ، ليتضرج وجهها بحمرة قانية ونبيل يهمس بحرج : المعذرة انزلقنا بالحديث ولم ننتبه .
أجابه ادهم بلباقة : لا عليك يا باشمهندس ، ليتبع وهو ينظر لأسيل – ماذا قررتِ يا هانم ؟!
أخفضت أسيل رأسها : سأعود لأجل ولدي يا أدهم بك ، فكما أخبرت نبيل هو الأهم هو الأبقى لي .
تبادلوا النظرات فيما بينهم ليشيح نبيل عيناه برفض ليجيب أدهم : كما تريدين يا هانم ، وإذا أردتِ هناك حارس شخصي ممتاز تستطيعي الاستعانة به .
ابتسمت أسيل لتجيب باختناق : سيحميني بالخارج يا بك ، ومن سيحميني بالداخل ، خلف الأبواب المغلقة يا أدهم بك لا تستطيع أن تجزم عما يحدث بداخلها .
انتفض نبيل واقفًا ليهدر برفض : لا تعودي يا أسيل ، لا تعودي وستأتي إليكِ بولدك ، سنفعل لا تقلقي ، سنرفع القضية ونستغل مرضه النفسي لتضمي الولد لحضنك .
أومأت برأسها لتهمس ببكاء صدح بصوتها : نعم نستطيع أن نفعل ، فيلوح هو بأني خائنة .
وقفت فوقفا الآخران معها فتتبع ببكاء انهمر من عينيها وهي تشعر بالعجز يكبلها– ويفضحني بكل مكان فضيحة لن تنمحي أبدًا ، طفلي لن يدركها الآن ، ولكنه سيفعل عندما يكبر سيفعل ، أنا لا أقوى أن أؤذه بهذه الطريقة يا نبيل.
نفخ نبيل وعيناه تلمع بغضب أحال زرقتهما لسواد ليهمس برجاء : لا تعودي إليه ، لا تفعلي يا أسيل ، سيؤذيك .
أشاحت بوجهها بعيدًا عنه لتهمس باختناق : أراكم على خير إذا كتب لنا الله لقاء آخر ،
تطلع إليها عاصم بشفقة ليقترب أدهم منها يصافحها محتضنًا كفها بين كفيه: إذا أردت أي شيء اطلبيه يا هانم سنفعله لكِ .
ابتسمت برقة في وجهه : أنت فعلت الكثير بالفعل يا أدهم بك ، ولكن إذا سمحت لي سأصحب سحر معي .
تمتم سريعًا : على راحتك يا هانم ، لو لا أني أحتاج رمزي لحمايتي لكنت منحته لك .
ابتسمت بلطف : سأستعين بالحارس الذي رشحته لي .
أومأ أدهم بالموافقة : جيد ، وأنا سأحرص على التواصل معهما دومًا لنقوى على حمايتك عن بعد .
مسحت دموعها بكفيها لتستدير لمن أولاها ظهره فتهمس باسمه في خفوت بينما أشار أدهم لعاصم أن يبتعدا عنهما فاستجاب عاصم ليقفا بعيدًا رغم أنهما لم يغادرا الغرفة ، لتردد همستها ثانيةً : نبيل ، أرجوك لا تغضب مني ، فقط تفهم موقفي .
زفر بقوة ليستدير إليها مواجها ويجيب : لست غاضبًا منك ، بل غاضبًا لأجلك، أريد حمايتك وأشعر بأني مكبل فلا أجد طريقًا لإنقاذك وهذا ما يغضبني .
أحنت رأسها ليتأمل خصلاتها المقصوصة بعشوائية فيزأر الغضب بعقله ليهمس بجدية وهو يقترب منها : أرجوك يا أسيل لا تترددي لحظة واحدة أن تتواصلي معي إذا احتجت أي شيء ، فقط أخبريني .. هاتفيني .. وإذا وصل الأمر أن تأتي لي افعلي ، سأكون بجواركِ دومًا .. سأحميكِ .. سألوذ عنكِ .. وأخبئك بين جفني ، لن أتردد لحظة واحدة أن أحملك فوق كتفي وأعدو بك.
ابتسمت من بين دموعها التي انهمرت فأغرقت وجهها لتهمس إليه : شكرًا لك.
هدر بغضب : لا أريد شكرك ، أريدك أن تعديني أن تفعلي .
رفعت عيناها إليه لتهمس باختناق : أعدك أني إذا احتجت إليك سأخبرك .
تطلع الى عينيها الباكتين ليهمس بخفوت : لا تعودي .. لا تفعلي .
همست بقهر : يجب أن أفعل، أغمض عيناه برفض لتتبع ببكاء – أراك على خير .
لهثت أنفاسه وهو يشعر بأن صدره سينفجر ليهم بالاقتراب منها ليتسمك ببقائها وهو يشعر بأنها المرة الأخيرة التي سيراها بها لكنها لم تمنحه لفرصة وهي تغادر بخطوات شبه راكضة تكتم فمها بكفها حتى لا يصدح صوت بكائها فيهم باتباعها ليمنعه عاصم الذي زعق به : تمالك نفسك يا نبيل .
تمتم بهذر : سيقتلها يا عاصم ، أنا أشعر بذلك .
نفخ عاصم بقوة وهو يمرر كفه في خصلاته : أعانها الله على مصابها .
ليتمتم أدهم بضيق وهو ينظر لنبيل الذي يدور من حول نفسه بغضب : سنضع أعيننا عليها لنطمئن عليها ، لا تقلق يا باشمهندس نبيل .
ابتسم نبيل ساخرًا ليتحرك نحو النافذة الزجاجية ينظر للأسفل يودعها بعينيه وهي التي دلفت إلى سيارة سوداء مظللة فاستقلتها أمام عينيه لتحملها وتبتعد عنه وكأنها تخبره أنه لن يراها ثانيةً .
***
أغلقت الهاتف وهي تشعر بالغضب يندفع بأوردتها وخاصة عندما أجابتها مديرة مكتبه أنه غادر المؤسسة بعدما أنهى الاجتماع للإذاعة ، فهو لديه عمل هناك ، فتدور من حول نفسها وهو المتغيب رغم عودته من ذاك المهرجان الذي كان يتحجج به فكان يمكث معظم أوقاته بالخارج وبالإذاعة تحديدًا لأجل ترتيبات المهرجان المزعومة ، زمت شفتيها وعيناها تومض ببريق خطر وخاصة ورنين هاتفه ينتهي دون إجابة منه كعادته مؤخرًا ، فتلقي الهاتف على الأريكة وعيناها تبرق بغضب شديد تملك منها لتهمس بخفوت : حسنًا يا سليم ، أنت من بدأت وعليك أن تتحمل النتائج كاملة .
استدارت تنظر لهاتفها مليًا قبيل أن تلتقطه وتبحث بجهات اتصالاتها عن اسم ما وتتصل به .. تحدثه بخفة وتسأل عن أحواله قبل أن تحدثه بلطف : أريد منك خدمة ، لا شيء بسيط أعتقد أنك تقوى على فعله .
استمعت إلى الترحاب من الجهة الأخرى فتهمس بخفة : جيد ، شكرًا لك مقدمًا ، سأخبرك عما أريد بالتفصيل .
***





rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 07-03-21, 11:35 PM   #1035

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 170 ( الأعضاء 50 والزوار 120)
‏موضى و راكان, ‏حالمة, ‏شجن المشاعر, ‏33Zain, ‏checoolaw, ‏ميمو٧٧, ‏اسرار الزمان, ‏redrose2014, ‏Malak assl, ‏yasser20, ‏ليلى محمد الشبراوي, ‏فرح العمدة, ‏boosyzyad, ‏Basmaa masoud, ‏وجدان1417, ‏اني عسوله, ‏tamy, ‏Omsama, ‏بثينه حسن, ‏Wafaa elmasry, ‏Seham elhenawy, ‏mango20103, ‏ديناعواد, ‏حبيبيه, ‏لولو73, ‏Tokagahrieb, ‏sayedaa, ‏shimaa saad, ‏hibatalrahmane, ‏آية ماضى, ‏omniakilany, ‏سحاب الشام, ‏لبنى أحمد, ‏روزجار, ‏Hagora Ahmed, ‏tota55, ‏روئيااااات, ‏روزا❤, ‏المتفائله بالله, ‏ام فارس 19, ‏Lamia1234, ‏halimayhalima, ‏Dodowael, ‏noorhelmy, ‏princess sara, ‏برد المطر, ‏ايه الشرقاوي, ‏اسمااء محمد, ‏nagwa ibrahem



تسلمى سولى على الفصل الممتع و تسلمى رونتى الجميلة على تنزيل الفصل


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-21, 11:54 PM   #1036

ديناعواد

? العضوٌ??? » 412620
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,188
?  نُقآطِيْ » ديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond repute
افتراضي

فان باقي الفصل لو سمحتي
fatma ahmad and Ghadoosha like this.

ديناعواد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-21, 12:02 AM   #1037

fatma ahmad

? العضوٌ??? » 341296
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 688
?  نُقآطِيْ » fatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond repute
افتراضي

اقر واعترف اني معجبة بتصرف مريم جدا جدا وأنها كبرت في نظري لما فكرت بغيرها وده يدل علي تطور شخصيتها وأنها ابتدت تنضج نتيجة للتجارب والمواقف اللي مرت بيها
وبرضه ده دليل أن الإنسان لما بيلاقي حد يثق فيه ويقف في ضهره ويسمعه بيطلع احلي ما فيه جملة مريم أن أدهم لا يستحق أنه يتحمل اللوم عجبتني جدا أنا بحب أن العلاقات بشكل عام تكون هات وخد أن الإنسان يدي زي ما بياخد وهي لما شافت إن أدهم وفي بوعده واتحمل اللوم قررت انها تتحمل نصيبها وتقول الحقيقية مع أن ادهم ما طلبش منها كده وده قمة النضوج بجد شابووووه يا مريم 👏👏👏👏
أنا بقي وائل وتفهمه لمريم ده حاجة تانية حقيقي وائل ده شخصية عظيمة جدا ومليان حنان ❤️

Diego Sando and Ghadoosha like this.

fatma ahmad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-21, 12:17 AM   #1038

samar mohammd
 
الصورة الرمزية samar mohammd

? العضوٌ??? » 396381
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » samar mohammd is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
انتظرتك بـ أمل في قلبـ♥ ـي .. ان تقتحم تلك السدود لتترأس أنت فوقها،، وتقل ها انا.. انتصرت وفزت بــقلبــ♥ــك وحطمت احجاره،، لكنها فقط #أحلام
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





الجزء رووووووعة يا سولي ودسم وحبيت ان مريم قالت لوائل الحقيقة وانه عرف ادهم بيمر بايه ..
تاليه مشفقة عليها هي وعز وياخوفي من القادم واللي مخبيه عز
اسيل دي بتقطع قلبي ياعيني والجاثوم منه لله بقي ... نبيل بعيونه الزرقاء دي مش راحم البنيه وشكلنا هنشوف ايام فل بس حبيت اووووي انها ظهرت مشاعرها لنبيل صراحة وفهمته انه كان املها للحياة جمب اسماعيل ..
بحب اححتوااااء عاصم وفهمه للي حواليه وانه فاهم زيد كويس اووي هو وادهم
ادهم وجود ياعيني ياعيني ياعيني ..
بحب مشاكسة وائل لادهم ولعاصم ..
عادل هو والامير ياقلبي عليهم قلووووب كتير


ابدعتي يا سولي وربي يسهلك امورك دوما






samar mohammd غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-21, 12:56 AM   #1039

المتفائله بالله

? العضوٌ??? » 472585
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 124
?  نُقآطِيْ » المتفائله بالله is on a distinguished road
افتراضي

رائعة دوما ودعواتي لكي بالتوفيق 💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓
fatma ahmad and Ghadoosha like this.

المتفائله بالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-21, 01:42 AM   #1040

روزا❤

? العضوٌ??? » 414422
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 80
?  نُقآطِيْ » روزا❤ is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك على الفصل😍
❤❤😘😘 بدايه من محاولة محمود مع. خاله وتحمله للذنب لوحده ودفاعه عن خديجه وظهور بوادر للصلح 😍😍😍 وانا مستنية الفرح 🙊😂😂
وظهور جوان في الوقت ده هيكون دعم لزياد عشان يتخطى الحالة اللي هو فيها واتمنى انه ينجح ويسعد في حياته ❤
اما المشهد بتاع ويلي ووليد لتاني مرة أعيط فيه المشهد رهيييييب وعلاقتهم وتطورها جمييييل جداً 😍😍❤❤ وحبيبي عاصم بحب علاقته بوائل جداً جداً واهم حاجة تنفيذ طلب عمه بخصوص نوران🙊🙈😍😍😍😍 ( يا. واد يا مطييع🙊😂😂😂)
وكمان علاقة عاصم بأدهم وتفهمه لغيرته وتوضيحه انه هو مش سبب فيها وحنانه عليه ودعمه الجميل خطف قلبي لما قاله المهم انه ابنك مش مهم مين امه😍😍😍❤❤❤
(كبير ابن وليد😍❤)

أدهم حبيب قلبي المنهار 💔 انهيار كان لازم يحصل لشعوره ان هو السبب في اللي حصل لأبوه 😢💔 مشهده في المستشفى عيطني 😭😭 ،

حبيت رجووعه لحضن مرااته هو محتاج ليها كدعم وسند نفسي ومعنوي ❤❤ راحته في حضنها وهي قلبها معاه روحها فيه ❤❤❤عشان كدة بتدي بإخلاص وتفاني❤ ، هي سكن ومودة ليه ❤❤❤
اما شعورها بالخوف فده طبيعي جداً في حالتها دي ومش لأنها مش واثقة فيه !! ابدا.ً بس لأنها عارفة ان الظروف ممكن تكون أقوى منه ومنها ما تعرفش الزمن مخبي ايه 💔
مريم حبيت تصرفها وانها قالت الحقيقة لوائل 😍😍 هي احترمت تصرف أدهم وحست انه يستاهل تقول الحقيقة عشان تبين موقفه 😘
عدوولة الخيال الحمدلله على السلامه يا بطل😂🙈😂😂
أما أسيييل دائما مشاهدها بتجي معايا ببيت بقصيدة نزار قباني
بلقيس يا وجعي ويا وجع القصيدة
اناا لساني. بيقولها

أسيل يا وجعي ويا وجع القصيدة💔💔💔💔
لأنها حقيقي بتوجع قلبي بكمية البؤس والظلم اللي هي فيه ، ده يهد جبال 😢💔💔💔 منك لله يا زيد الك.ل.ب 😤😤

ونجي للختمة مع الست العقربة. جيجي _ سقوط سماوات عليها هي وزيد_ هتعمل ايه ؟؟؟!!! هنشوف بس مش عارفة ليه مش. خايفة منها 🙊😂😂حاسة ان الامبراطور هيقدر عليها ان شاء الله 😎😎😎


❤❤❤❤❤❤❤شكراً من القلب. ❤❤❤❤❤❤


روزا❤ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:15 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.