آخر 10 مشاركات
سينابون(91) ج2 -قلوب شرقية -للمبدعة: نرمين نحمدالله(مميزة)-{كاملة&الروابط} (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          13- حب أم واجب - كاى ثورب - روايات ناتالي (حصرياً لروايتي ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          خادمة القصر 3 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر) *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : فاتن عبدالعظيم - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أثر تغزله النچمات (الكاتـب : Lamees othman - )           »          عادات خادعة - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة: Nor BLack(مكتملة&الروابط) (الكاتـب : Nor BLack - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الستائر السوداء (الكاتـب : ررمد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree12243Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-04-24, 01:41 AM   #3331

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 986
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي


يقف بشرفة غرفة المعيشة السفلية والتي رغم اعادة تجديدها إلا أن شقيقته أبقت على نفس طرازها القديم بشكل مثير للتعجب هو الذي وقف ينظر باندهاش قوي شتته صوت عاصم الذي ربت على ظهره وهو يجاوره وقوفًا بعدما أشار للعاملة أن تمنح أدهم فنجان قهوته: لا تتعجب نوران كانت تعشق تلك الغرفة فلم تشأ أن تبدل بها أي شيء بل هي طلبت من مصنع الأثاث نفس التصميم القديم للأرائك والكراسي
ضحك أدهم ساخرًا وهو يدور برأسه ثانيةً يتأمل كل ما حوله: حتى التحف لم تبدلها.
ابتسم عاصم ليغمغم بطرافة : وما لم تجده طلبته خصيصًا كي تظل الغرفة محتفظة برونقها الماضي.
مط أدهم شفتيه ليبتسم ساخرًا مشاكسًا عاصم بود: هل هناك سببًا لهذا الإصرار يا باشا لا يعلمه غيركما؟!
عبس عاصم ليكمل أدهم بغمزة عين مشاغبًا- هل تحمل تلك الغرفة ذكريات تجمعكما سويًا؟!
ضحك عاصم لينظر من حوله قبل أن يجيب بوضوح : لا هذه الغرفة لم تحمل إلينا أي ذكرى مميزة على عكس غرفة الميديا والألعاب تحمل الكثير وهذه أيضًا شقيقتك أبقت عليها مع إحداث بعض التغيرات تخص الأطفال.
ضحك أدهم ضحكة لم تخرج كاملة بل تحشرجت بمنتصفها قبل أن يدور من حوله ثانيةً هامسا بعفوية: ولكنها تحمل لي أنا ذكرى مميزة، انتبه عاصم على حديث ابن عمه فاستدار إليه باهتمام بينما أدهم يكمل وهو ينهي قدح قهوته- أول مرة رأيت جود كانت هنا بهذه الغرفة كنت نائمًا على أريكة تشبه هذه واستيقظت على وجودها.
ابتسامة بشجن خاص رسمت ثغره وومضت بعينيه ذكرى من الواضح أنها تعجبه ليسأله عاصم بجدية: لماذا تركت بيتك يا أدهم؟!
رفع أدهم عيناه نحوه ليجيب دون تردد: لأن سيدته لم تعد ترغب بي، وميض غاضب مر بعيني ابن عمه ليكمل أدهم باعتداد – ولست أنا الرجل الذي يفرض وجوده على أي شخص مهما كانت مكانته لدي.
تطلع إليه عاصم مليًا ليناقشه بهدوء: ولكن اسمح لي يا أدهم جود ليست تلك السيدة التي ترفض وجودك أو تصرح بعدم رغبتها في وجودك فما رأيته منها نحوك أو ما تكنّه هي لك أكثر بكثير من فعل لا معنى له عندي وخاصةً الآن.
ضيق أدهم عيناه ليستدير مرددًا بتساؤل: خاصةً الآن؟!! تبادل عاصم معه النظرات ليبتسم أدهم ساخرًا –آها تقصد بعد سفر آسيا؟!
ورغم أنه تحكم في اختلاج روحه إلا أن اسمها خرج بنبرة محشرجة خشنة أنبهت عاصم له ولكنه لم يشأ أن يقاطعه فأومأ بعينيه موافقًا ليستطرد أدهم بتعجب: وما دخل ذاك بتلك؟!
رفع عاصم حاجبه باستنكار فأكمل أدهم بسرعة – آسيا سافرت لأجل إيناس وستعود ثانيةً.
رفع عاصم حاجبيه بتعجب قبلما يهمس بضحكة ساخرة: لا والله بهذه البساطة ، آسيا سافرت وستعود.
أومأ أدهم برأسه ليسأله عاصم ببسمة سمجة : وإذ كان الأمر بهاتة البساطة ما الذي يُحزنك بهذه الطريقة يا أدهم؟!
هز أدهم كتفيه ليجيب بضجر: أنا بخير أنتم من يهيأ لكم الأشياء.
أومأ عاصم بتفهم ليهادنه : حسنًا أنت محق وبخير متى ستعود آسيا هانم لتتمما زفافكما؟!
استدار نحو عاصم متطلعًا له مليًا قبلما يجيب بتعجب: من أخبرك أننا لم نفعل.
ارتسمت البلاهة على وجه عاصم الذي ردد بعدم فهم حقيقي: فعلتما ماذا؟!
رمقه أدهم بتعبير مبهم ليرف عاصم بعينيه ووجهه يتضرح بتورد خفيف هو الذي همس بحرج متلعثمًا: أنا .. لم يفعل أحد، فقط توقعت هكذا فأنتما لم تقيما زفاف.
تحدث أدهم ببساطة: آسيا من رفضت ثم لماذا نفعل بعد ذاك الاحتفال الذي فعلناه وشهدت فيه على عقد القران يا كبير، كح عاصم بحرج وهو يشعر بأنه يوغل في حديث ليس لائقًا وكأن أدهم شعر بتشتته فأكمل متسائلًا – أنا لا أفهم لماذا مهتمون بسفر آسيا بهذه الطريقة نعم هي سافرت برفقة والدتها ولكنها ليست بعيدة عني لقد ذهبت لأمريكا وأنا سافرت لهناك ثلاثة مرات ما أدراكم أني لم أكن معها في هذه الأوقات بالأخير هي زوجتي وأنا عندما أرغب في عودتها سأفعل وهي ستستجيب حتى إن كانت إيناس لازالت تحتاجها ستتركها وتعود.
تطلع إليه عاصم بتشكك وعدم تصديق ومض بعينيه ليسأله من جديد : حسنًا إذ ما كان الأمر هكذا ما الذي يدور بينك وبين والدة آسر فتغادر بيتك وتترك زوجتك وولدك من خلفك يا أدهم.
أشاح أدهم بعينيه لينظر للحديقة المجتمع بها الأطفال حول علي الذي يحمل صغيره على ذراعه يلاعبهم جميعًا بينما يهتم بصغيره بشكلٍ واضح قبل أن يجيب عاصم بجدية: ولدي لم أتركه خلفي يا عاصم هاك هو معي بحضني وبوسط عائلته .
نطق عاصم بجدية: دون أمه.
ابتسم أدهم بتعجب: غريب أمرك يا عاصم أنا أذكر أنك لم ترحب بوجود جود أبدًا ولم تقوى على قبول زيجتي منها حتى بعد ولادة آسر لم تفعل رغم أنك تحتفي بالولد وتغليه ولكنك لم تمنحها أبدًا القبول حتى بعدما فعل عمك ظللت أنت على موقفك منها.
مط عاصم شفتيه برفض ليجيبه بجدية: نعم فعلت ورفضي لجود ليس لشيء إلا أن أردتك دومًا تتزوج من فتاة تضاهيك مكانة وقوة تتناغم معك وتدفعك في طريقك للأفضل، امرأة تكن نصفك الآخر وجود أبدًا لم تكن كذلك يا أدهم فلا تنكر ذلك.
اختنق حلق أدهم ليهمس بوضوح: لا لم تكن كذلك كانت أشياء كثيرة ومنحتني الكثير والكثير الذي إذ ما حييت عمري بأكمله لن أقوى على ايفاءه لها ولكنها لم تكن كذلك هي أدركت ذلك بنفسها لذا أرادت مني أن أحصل على تلك المرآة التي تتحدث عنها يا عاصم.
اقترب عاصم منه خطوة واحدة لينطق من بين أسنانه: وأنت فعلت وأنا لم أعارضك بل وقفت بجوارك دعمتك أمام الجميع بم فيهم والدينا، رف أدهم بعينيه ليكمل عاصم بجبروت وهو يقترب منه خطوة أخرى يجبره أن ينظر إليه – لذا علي الآن أن أسألك لماذا لست سعيدًا لماذا لست راضيًا لماذا لست مستقرًا ، لماذا وأنت تنظر لي الآن روحك باهته مختنقة جامدة؟!
ران الصمت عليهما قويًا سوى من أنفاس أدهم التي تعالت بشكل بدا يكن ملحوظًا ، تهتاج روحه بغضب مكتوم بداخله ، غضب حاول أن يتحكم فيه ولكنه فشل مع اختناق أنفاسه داخل رئتيه الأمر الذي أرعب عاصم للوهلة الأولى قبل أن يدرك ماذا يلم بابن عمه فهدر فيه زجره بخشونة وهو يبعده عن الشرفة يخفيه بداخل الغرفة حتى لا يلتقط أحدهم تعبه : تنفس بعمق وإياك وأن تفقد وعيك أو نفسك، أطاعه أدهم ليتبع عاصم بحدة وجبروت لم يكتشف مقداره داخل ابن عمه قبلًا – تجلد يا ولد.
ابتسم أدهم مرغمًا خاصة عندما دفعه عاصم ليجلس على الأريكة قبلما يمنحه كوب من الماء هادرًا : ارتشف القليل وسيطر على أنفاسك.
أطاعه ببسمة مخفاة تحولت لضحكة واسعة حزينة قبلما يختنق حلقه ثانيةً مهمها بخفوت : أين كنت البارحة فكدت أفقد حياتي لولا أن عامل توصيل الطعام وصل في وقته فدفع رمزي أن يدخل لي الطعام فأنقذني من الإغماء.
اتسعت عينا عاصم بجنون ليهدر فيه بغلظة: لماذا يا أدهم ما السبب وراء كل هذا بل ما الذي يستحق أن تفعل بنفسك ما تفعله الآن؟!
تنفس أدهم بعمق لينطق ببوح نادرًا ما يقوى على فعله وهو ينطوي على نفسه بجلسته فيركن مرفقيه لركبتيه: لا شيء ولا شخص وما يحدث معي ليس منوط بآخر سواي يا عاصم، صمت لوهلة قبلما يكمل وعيناه تتقد بغضب- أنا غاضبًا من نفسي.
تطلع إليه عاصم ليقترب منه متسائلًا: لماذا لأنك هُزمت.. لأنك خسرت أم لأنك تأثرت بالخسارة وشعرت بالهزيمة ما سبب غضبك يا أدهم ؟!
التقط علبة سجائره ليشعل أحدهم قبل أن يشير لابن عمه فيرفض عاصم باستياء لم يجبر أدهم على التراجع عن التدخين هو الذي نفث دخان سجائره بقوة قبل أن يجيب بوضوح : الاثنين لأني هُزمت ولأني تأثرت بتلك الهزيمة.
ابتسم عاصم ساخرًا ليربت على ركبته بجدية: بل لأنها هزيمة لم تكن متوقعة يا باشا، هزمتك تلك التي دورت من حولها .. ربطتها بك وتحكمت بقيدها لتأتي هي في غفلة منك وتكسر القيد وتطير عاليًا.
أشاح أدهم بعينيه بعيدًا ليسأله عاصم: هل طلبت منك أن تترك بيتك وزوجتك؟! هز أدهم رأسه نافيًا فعبس عاصم بتفكير – إذاً ما سبب الخلاف ما سبب الابتعاد؟!
رف أدهم بعينيه كثيرًا وآثر صمتًا احترمه عاصم ليساله: حسنًا هل سفرها السبب في انقلاب حال جود؟!
صمت آخر خيم عليهما قبل أن ينطق أدهم : جود طلبت الانفصال يا عاصم وأنا سأمنح جود كل ما ترغبه إذ كان هذا ما سيريحها ويسعدها.
زم عاصم فمه برفض ولكنه لم يشأ الاعتراض ليتحدث أخيرًا متسائلًا: وآسر يا أدهم والطفل القادم؟!
تنفس أدهم بعمق: لا تخف أولاد الجمال لا يتربين خارج آل الجمال.
تطلع إليه عاصم باستنكار: ستوقف حياة السيدة عليكم وعلى ولديك يا أدهم أم ماذا ؟! إنها سيدة صغيرة في السن حقها أن تُكمل حياتها.
تشنجت ملامحه برفض .. وومضت عيناه بغيرة لم يخطأها عاصم غيرة منافية لتلك الإجابة التي خرجت من فم ابن عمه الصغير: إذ ما أرادت سأمنحها حريتها وحقوقها كاملةً يا عاصم فأنا لن أحتفظ بها رغمًا عنها.
هدر عاصم بحنق: وولديك.
رد أدهم بإجابة قاطعة: سيظلان ولدي وسيظلان برفقة أمهما في حضنها إلا إذ ما تزوجت هذا أمرًا آخر.
لوى عاصم شفتيه بضيق ليسأله بهدرة زاعقة : وآسيا؟!
غامت عيني أدهم بنظرة غامضة لم يفهمها عاصم بينما أجاب أدهم ببساطة: ستعود بالطبع لن تظل طوال عمرها بالخارج.
رمقه عاصم بطرف عينه قبل أن يتراجع بجسده يجلس بسطوة مريحًا ظهره على مسند الأريكة : إذًا ستنتظرها إلى أن تعد بمفردها؟!
هز أدهم رأسه وكتفيه ببساطة وهو ينهي سيجارته يطفئها في المرمدة الكريستالية التي أمامه: ألم تذهب بمفردها ستعود بمفردها؟!
عبس عاصم بعدم اقتناع قبل أن يدفعه في رأسه بضيق ومشاكسة أخوية أضحكت أدهم الذي حرك الهواء من حوله عندما التقط قدوم علي الدين بصغيره وهو يهتف به : هاك هو بابا فلا تبكي يا ابن أدهم وكأني اختطفتك.
ضحك أدهم الذي انتفض واقفًا يحمل صغيره يقربه من حضنه يقبل رأسه ويلاطفه بينما يمازحه علي : هل أجلسك الكبير على كرسي الاعتراف ؟!
ابتسم أدهم مرغمًا : نعم بعدما هربت من الجميع وتحاشيت أميرة ونوران وزعق خالك بي وغضبت مني الحورية أتى هو ووقف بجواري وأجبرني على البوح بكل ما لا أرغب في قوله ليزجرني بالأخير ويحتد علي ولولا أنه أنيق ومهذب لكان أسمعني وصلة منتقاه من السُباب متشبهًا بعمه.
بالكاد تحكم علي الدين في ضحكته ليغمغم إليه : لقد هربت من عمار وانشغلت بالأولاد متعمدًا بعدما تركت مازن فريسة له .
غمغم أدهم بضحكة مشاغبة : أيها النذل.
شاكسه علي : الجري نصف الجدعنة يا بني وولدي عمك هذان يظهران لطيفان وهما يخفيان بداخلهما الكثير.
ضحكا سويًا ليهمس أدهم بخفوت : ولكن جيد أنك تركت مازن مع عمار لعله يستطيع أن يلين رأسه الصلب.
تطلع اليه علي الدين باستنكار ليسأله ساخرًا: لماذا هل استطاع الكبير أن يؤثر بك؟!
هز أدهم كتفيه : لا أنكر أنه حاول حقًا ومنحني منفس كنت أحتاجه ولكنه لم يدفعني لفعل أي شيء فهذا هو عاصم يمنحك الأفكار ويلوح إليك بالفرص ويتركك بأول الطريق لتعبر بنفسك.
صمت أدهم لوهلة قبلما يتابع: ولكن عمار سيمنح لمازن السبب والنتيجة ويدفعه للفعل يا علي الدين.
أومأ علي بتفهم قبلما يهتف بفكرة بزغت أمامه بعدما التقط ذاك الاشعار الذي وصل إلى هاتفه : ما رأيك لنذهب لحفل التجمع السنوي للجامعة أعتقد أننا نحتاجه ثلاثتنا .
هز أدهم كتفيه : لا مانع لدي.
تطلع إليه علي الدين : وآسر؟!!
تنفس أدهم بعمق بينما استدار آسر لعلي الذي لاعبه قليلًا قبلما يحمله من أدهم يرميه في الهواء ملاعبًا فيصدر الصغير أصواتًا ضاحكة صاخبة ليجيب أدهم الضاحك بسبب ضحكات ولده الصاخبة والتي لا يُخرجها إلا ملاعبة علي اليه: سأعيده لوالدته وأصحبكم للحفل.
أومأ علي موافقًا :حسنًا علينا الآن إقناع دكتور مازن الذي أصبح عابسًا نزقًا غضوبًا.
أومأ أدهم بالموافقة قبل أن يشاكس علي: أو نجبره لا فارق.
ضحك علي الدين قبل أن تلتقط عيناه ابنة أميرة التي أقبلت عليهما تطلب من أدهم أن يمنحها آسر فيفعل عن طيب خاطر وخاصة مع ميل ولده نحوها فتخبر أدهم بلطف : سألتقط معه الصور.
فيومئ بالموافقة بينما همس إلى أدهم بخفوت: ذكرني أن أخبرك أمرًا هامًا ولكن ليس الآن.
عبس أدهم قبل أن يتبادل مع علي النظرات فيومئ بطاعة وعيناه تومض باهتمام وجهه نحو ابنة شقيقته التي جلست أرضًا تحتضن آسر وتلتقط إليهما الصور بينما تحرك علي مبتعدًا وهو يخبره أنه سيخبر مازن كي يغادرون فيومئ موافقًا وعيناه لم تغفل عن صغيره المستمتع باهتمام الحورية الصغيرة التي تضاحكه تقبله تدغدغه وتشاكسه فتثير ضحكاته فيميل إليها مقبلًا بانجذاب ووله يثير غيرة شقيقيها الصغيرين اللذين اقتربا منها راغبان في دفع آسر بعيدًا، ليجلس أحدهما مكانه بينما الآخر يحتضن رقبتها بتملك، التصرف الذي دفعه أن يخطو نحو صغيره فيأتيه صوت أميرة التي منحته طبق الحلوى فأوقفته بعدما قبضت على ساعده: لا تخف عليه لن يؤذوه هو أخوهم وصغيرهم حتى إن حدث سيظل أخيهم الصغير سيحمونه ويحافظون عليه.
توقف بالفعل مستجيبًا لأمر شقيقته التي خطت مبتعدة تضايف البقية وتساعد شقيقتها كالعادة ليظل هو منشغلًا بالصغار ببسمة هادئة رزينة يراقب نورالدين الذي لا يعلم من أين بزغ ليقف بوجه ابن أميرة الصغير يأمره بعنجهية متوارثه كي لا يدفع آسر ، نور الدين الذي يستطيع التفرقة بين صغيرين ولدي خالته والذي لا يقوى الكثير منهم على تلك التفرقة فالصغيرين متشابهين بطريقة متماثلة فيهدر بحزم: توقف يا يونس لا تدفعه.
هدرة نور الدين الحازمة أتت بالمشاغبين الكبار فيعبس فارس برفض ظهر في صوته : لا تصيح به يا نور.
فيرفع نور الدين حاجبه بتحدي: عندما لا يدفع أخي سأفعل.
حاججه فارس بينما حمل سليمان أخيه الصغير : أخاك يجلس بحضن شقيقتي.
تطلع إليه نور الدين ببرود: وليكن تارا من ترغب في حمله وتدليله ما شأنكم أنتم؟!
تحدثت تارا بغيظ: أخبرهم يا نور حتى يتوقفوا عن خنقي بوجودهم المكثف من حولي.
ابتسم سليمان وهو يسبل جفنيه متحدثًا برزانة: معك حق يا نور ليس على يونس أو يوسف دفع الصغير فهو دونًا عن شقيقيك يُعد أصغرنا فالتوأم الصغار لا يستطيعا الحركة للآن وعليه أتبع وهو يرمق تؤامه بعتاب- علينا جميعًا تدليله ومراعاته.
استطرد وهو يرمق أخويه الصغيرين هاتفًا بهما : اجلسا من حول تارا لنلتقط الصور لنا جميعًا.
استجابا الصغيرين بالفعل ليشير سليمان برأسه إلى فارس الذي وقف من خلف شقيقته على ركبتيه بينما أشار سليمان لنور الدين : آت ببنتي عمك بينما أدعو أنا جيني فآتي بياسين وأنس.
أومأ نور الدين بالموافقة وهو يدعوا جاسمين التي اقتربت لتجلس بجوار يونس الذي نهض واقفًا ليقبل وجنتها عندما ربتت على رأسه فيغمغم نور بغيظ : أخوك هذا يحب التقبيل يا فارس.
يرمقه فارس باستياء متمتمًا : نعم من الواضح أنه سيغدو play boy.
ضحك نور الدين بينما هدرت تارا بغيظ : بل رهيف القلب وحساس يا بارد.
أقبل نور عائدًا يحمل لي لي بينما سليمان الذي أجبر خالته أن تترك إليه الصغيرين بعدما وعدها أنه سيحافظ عليهما فيوقف العربة جانبًا ويشير لأخيه أن يحمل أحدهما فيستجيب فارس ليحمل هو الآخر ليجاورا شقيقيهما اللذين جلسا بجوار تارا التي أجلست آسر بحضنها قبل أن يمنحها سليمان أنس فتحمله فوق ذراعها بينما وقفت جاسي على ركبتيها بجوار يونس وعلى الاتجاه الآخر وقفت جيني لتجلس شقيقها أمامها ليجاورها انضم نور الدين من الخارج وهو يحمل لي لي بحضنه ليهدر سليمان الذي خطى بتلقائية ليقف من خلف جنة بأخيه الواقف على طرف النصف دائرة الآخر : التقط الصورة يا فارس فأنت أكبرنا وأضخمنا بنية ستقوى أن تأتي بالجميع بعدسة هاتفك.
ليصدح صوت ملك التي أقبلت عليهم : بل أنا سأصوركم فقط انظروا نحوي.
استجاب الجميع لينفض الجمع بينما يخطو سليمان نحوها بعدما ترك ابن خالته الصغير في عربته بحرص : أريني الصورة يا موكا وأخبريني متى ستلدين لنستطيع الوقوف بسميترية مناسبة بدلًا من تلك السيمترية الناقصة.
ضحكت ملك مرغمة وهي تدفع رأسه بخفة تريه الصور التي التقطتها لهم قبل أن تجيبه: حسنًا لست بمفردي التي سألد قريبًا هناك نوجا زوجة مازن هكذا ستختل سمتريتك يا عبقري زمانك.
مط شفتيه لجيب ببساطة : وموني أيضًا ستأتي بفتاة هكذا نستطيع التقاط صورة متزنة ولائقة.
ضحكت ملك لتشاكسه: هذا إن لم تفاجئنا أمك بتوأم جديد يهدم السيمترية يا سولي.
كشر برفض بينما يهدر بجدية : بغض النظر أن السيمترية ستظل متكافئة ولكن نحن نكتفي بهذا القدر من الأطفال، فليأتي غيرنا بهم.
فرقعت بإصبعها : نسيت زوجة خالك ستأتي بولد هي الأخرى .
أحنى رأسه بانهزام مفتعل ليشاكسها برفق: حينها سأهاجر للدراسة مقتضيًا بزوجك الطبيب العبقري من أجل أن تتزن سميترية الصورة.
ارتعشت ابتسامتها ليتبع هو متغافلًا عن تراجع مرحها: أخبريني متى سيعود فجيني ضائقة للغاية من طول سفره هذه المرة؟!
انكتمت أنفاسها التي أخرجتها بصعوبة قبل أن تشاكس الصغير متعمدة وهي تلهو عقلها بحديثه: وما أدراك أنت بضيق جيني يا عبقري؟!
رف بعينيه ليتطلع إليها ببلاهة تعمدها قبل أن يجيب ببساطة : الأعمى نفسه إذ ما نظر لجيني سيدرك أنها ضائقة.
ضحكت ملك لتغمز له بشقاوة : نعم سيفعل ولكن الأعمى لن يقوى على معرفة سبب ضيق جيني إذ لم يهتم بها وبأحوالها يا ابن أميرة.
أشار إليها بهاتفها : الصور جيدة للغاية يا موكا أرسليهم لي من فضلك.
ألقى حديثه وهو يبتعد مستجيبًا لاشارة شقيقه بينما ملك تضحك برقة ضحك خفت تدريجيًا عندما استدارت لتواجه ابن خالها الذي وقف أمامها يشرف عليها من علٍ قبل أن يسألها بجدية : كيف حالكِ يا ملك ؟!
ابتسمت بلطف في وجهه قبل أن تجيب بزفرة قوية: مثل حالك يا أدهم.
صمت وهو يحدق بها مليًا قبلما ينطق بثبات ونبرة أقرب لليقين: سيعود قريبًا سالمًا بإذن الله.
اهتزت حدقتيها بلهفة طردت قتامة الأزرق من مقلتيها اللتين أشرقتا بوميض سرعان ما اندثر قبلما تهمس إليه : آسيا بخير أنا وهي على تواصل او لأكون صادقة تبدو بخير.
تنفس بعمق ليغمغم بجدية : تعد سالمة.
همهمت هازئة : سلمك الله .
استدار نحوها ليسالها : ما رأيك تصحبيننا لحفل التجمع السنوي للجامعة؟!
ضحكت برقة قبل أن تشير لبطنها: هكذا.
ابتسم بلطف : متى ستلدين؟!
هزت كتفيها بعدم معرفة قبل أن تهمس بعفوية قاتلة ارتدت بصدره الذي تألم لأجلها: فقط لا أرغب في أن يأتي وعادل غائب.
رفع ذراعه بعفوية ليلفها من حول كتفيها يضمها لصدره بأخوة وفي تصرف لم يبدر منه في السابق هامسًا لها بما يشبه الوعد: سيعود قريبًا بإذن الله.
أجفلت للوهلة الأولى قبل أن تبتسم لترتب على صدره ثم تدفعه بعيدًا وهي تهمس: اخترع طريقًا متعرجًا كعادتك وأعدها يا أدهم فهي ليست بخير حتى إن أظهرت عكس ذلك.
أشاح بعينيه بعيدًا ليشد جسده بصلابه هامسًا: ستصبح بخير لا تقلقي.
تعالى صوت علي مناديًا إياها ليشير هو إليها بالوداع قبل أن يهمس بمشاكسة : أرسلي سلامي للولا وأخبريها أني اشتقت لطعامها.
أومأت بعينيها متفهمة : سأفعل بإذن الله.
راقبته وهو يدور من حول نفسه يلملم أشياء ولده الصغير لم يعتمد على كلا السيدتين اللتين ترافقاه بل أنه هدر في إحداهما كي تترك إليه آسر ليحمله قبل أن يودع الجميع منصرفًا بعدما اتفق مع شقيقها الذي يجاور مازن بل يظهر وكأنه يدفعه لصحبتهما أن يلتقي بهم عند بوابة الجامعة.
***
يتبع ...


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-04-24, 01:44 AM   #3332

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 986
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

مستلقي على فراشه يستعد للنوم في موعده المعتاد وبعدما اطمئن على عودة أبيه الذي عاد متأخرًا دون سبب مفهوم إلا أنه كان في زيارة العمة تالية فعاد من عندها غاضبًا رغم أنه لم يُظهر غضبه بل أقبل عليهم بابتسامة رزينة ودودة كعادته إلا أنه شعر بأن هناك ما يغضب أباه هو الذي سأله باهتمام : أنت بخير يا بابا؟!
فأجابه نبيل ببسمة رزينة وهو يقبل رأسه: نعم يا حبيبي فقط متعب قليلًا ومرهق فاليوم كان ثقيلًا وختم بنهاية مضحكة رغم مأساويتها.
حينها عبس بتساؤل لم يجبه عنه نبيل الذي ربت على كتفه وهو يخبره أن عليه النوم فهو تأخر بموعد نومه لأنه ظل في انتظاره ليطمئن على عودته فلم يلح عليه بل استجاب وذهب لغرفته بالفعل ليخلد بالأخير لفراشه كي ينام ولكن رسائلها التي وردت إليه متتالية أنبهته فأوقظت عقله الذي رحب بصخب لتلك الصورة التي توالت عليه وهي تحمل الصغير الذي حدثته عنه من قبل تزيلها بجملتها الولهة كما بدى له: انظر إلى خصلاته الفحماء الناعمة لتدرك أن الأمر مختلف.
ضحك بخفة وهو يتفرس في ملامح الصغير الذي لم ينكر أنه مميز بملامحه الوسيمة بشرته السمراء الوضاءة وعيناه الكحيلتين بسواد رموشه الطويلة وخصلاته التي تزين جبينه في غرة ناعمة كثيفة سوداء فاحمة كما أخبرته من قبل وهي تشاكسه أن لون خصلاته لا يُعد أسود كما ينبغي.
حينها عبس باستنكار فأكملت بمشاغبة- نعم لون خصلاتك بنية غامقة أنت فقط الذي لا تدرك لونها الحقيقي لأنك لا تنظر لهالتها التي تزين ملامحك فتنعكس بلون بني قاتم ولكنه يظل بنيًا.
حينها قلب عيناه بملل وشاغبها بدوره: خصلاتي سوداء وأغمق من شقيقيك يا ملونة .
ضحكت برقة لتوافقه: لا أنكر أن خصلاتك أغمق من فارس وسليمان ولكنها لا تُعد سوداء.
لوى شفتيه باعتراض فهمست إليه: انتظر إلى أن يزورنا آسر لأريك الخصلات السوداء على حق يا سيد إسماعيل.
__ من آسر هذا ؟! سألها باقتضاب وعبوس طفيف زين جبينه فأجابته بمرح وتلقائية- ابن دومي.
ضيق عيناه بعدم معرفة فعضت شفتها بحرج : ابن خالي أدهم أعتقد أنك تتذكره هذا الذي التقينا أول مرة ببيته.
أومأ بادراك : نعم الذي أهدتني زوجته الكلب.
أومأت بالموافقة فأتبع – أذكرها تلك السيدة الطيبة التي احتضنتني ومنحتني الكلب كانت في حملها حينها.
همست تارا بمحبة : نعم أتت بآسر وجود جميلة أنا أحبها فهي طيبة و ودودة للغاية.
وافقها بإيماءة من عينيه لتكمل هي بعفوية- بالتأكيد سنجتمع بآخر الاسبوع حينها سألتقط إليه الصور لأريك لون خصلاته الذي ورثها من أدهم والذي ورثها بدوره من جدو ويلي.
حينها قهقه ضاحكا ليشاكسها بمحبة : أنتم عائلة مريبة يا تارا كيف يجتمعان سويًا جدو وويلي أفهم فقط.
أشاحت براسها في حركة مضحكة تزامنت مع قولها الذي أزاد من ضحكاته: هو الوحيد الذي أدعوه بجدو فديدو يرفض والخواجة أحب ان أدعوه بخالد منفردًا وهو لا يعترض.
سألها باهتمام : ولماذا تحبين أن تدعينه باسمه منفردًا.
رفت بعينيها لتهمس بتورد خفيف داعب وجنتيها : أنا أحب اسم خالد لذا أحب أن أدعوه به.
أومأ بعدم اقتناع لتحصل على انتباهه كاملًا عندما دعته باسمه في طريقة مميزة يدرك بعدها أنها ترغب في فعل شيء يرفضه شقيقها فاستدار إليها يوليها اهتمامه الكامل هي التي بللت شفتيها أكثر من مرة قبل أن تهمس إليه: أريدك أن تصحبني لمكانٍ ما هلا فعلت؟!
أومأ دون تردد : بالطبع سأفعل، فيم ترغبين؟!
تنفست بعمق لتثرثر إليه عن رغبتها في الذهاب لتجربة أداء تخص أحد الأفلام الموسيقية والذي يطلب راقصات باليه صغيرات في سنها ورغم رفضه للأمر إلا أنه أطاعها وذهب معها البارحة صباحًا مستغلًا الوقت كي يثرثر إليها عم يؤرقه في علاقته المتخفية بابيه وبذاك الرجل الذي أخبره ابوه بأنه جده ، رجل كبير سنًا مهاب مقامًا ورغم أنه حصل على احترامه إلا أنه يشعر بأمر يثير قلقه وتحفزه اتجاهه واتجاه أبيه الذي يراقبه بترقب منتظرًا متى سيغدر به حينها سألته بلطف : ألا تثق به؟!
سؤال عفوي ندى عنها هي التي استدارت تنظر نحوه بعدما دلكت قدميها بذاك المسحوق الأبيض فتطلع إليها مليًا قبل أن يجيب بصدق : لا .
عبست بتعجب وهي تدلك ساقها الأخرى : لماذا ؟! أنه أبوك .
ابتسم مرغمًا فعل، هو الذي انحنى بعفوية يساعدها في ارتداء ذاك الحذاء الضيق الذي يشكل قدميها بطريقة تثير حنقه عليها ولأجلها ولكنه يتكتم الأمر كي لا يحزنها وهو الذي أدرك أهمية تلك الهواية لها وشغفها القوي بها ليجيب بالأخير بعدما ساعدها على الانتهاء من ارتداء الحذاء: لأنه أبي لا أفعل.
تطلعت إليه بتيه أولي أنقذها منه عندها همس بخفوت: دورك هيا اذهبي وتألقي كالعادة.
ابتسمت برقة ونهضت واقفة فعبس بضيق وهو ينظر للتنورة القصيرة ولكن اكتساء ساقيها بذاك الجورب الثقيل نوعًا ما أسكن جزء من غيرته لتهمس برجاء لطيف وبلغة انجليزية تفضل الحديث بها : wish me luck
فيجيب وعيناه تتبع خطواتها التي أصبحت بخفة طير الفراشات: good luck darling.
راقبها بعينيه هو الذي تحرك ليصبح في موضع أفضل ليتمكن من رويتها وتصويرها كما طلبت منه عندما أرادته أن يرافقها هو دونًا عن أخويها فتعجب من رغبتها تلك فأسّرت إليه أنها لم تخبر أحد من عائلتها عن تقدميها في تجربة الأداء وأنها رأت إعلان التقديم بأحد مواقع التواصل الاجتماعي فأرادت أن تمر بالتجربة حينها سخر منها وأخبرها بتساؤل متعجب عن عدم إفصاحها لمن تدعوه بخالها عن رغبتها في التقديم فأخبرته أنها لا ترغب في تزكية من احد بل تريد أن تدرك هل هي تقوى على الأداء أم لازلت في طور التعلم!!
لقد تطلع إليها متعجبًا ولكنه لم يشأ أن يعاندها أو يثبط من همتها رغم أنه أخبرها بوضوح عن عدم موافقته على ذهابها دون إذن عائلتها حينها وضعت كفيها في خصرها ورفعت حاجبها برفض وضيق قابلته به قبل أن تسأله بعصبية : إذًا لن ترافقني؟!
تبادل النظرات معها قليلًا قبل أن يبتسم مجيبًا ببساطة: رغبتي في أن تخبري عائلتك لا دخل لها بأني سأرافقك بمفردي أو رافقوك معي .
ضحكت بخفة لتصافحه بطريقة رجولية كأخويها لتهتف به كما يفعل فارس: thanks bro.
عبس فضحكت وصححت : merci mon ami.
وهاك هو معها بجوارها يجلس متصلب دون أن يجرؤ على أن يرف بعينيه هو الناظر إليها متطلعا بها متفحصًا.. منجذبًا .. مدهوشًا .. غارقًا في تفاصيل حركتها ومنتشيًا برقصتها التي تؤديها ببراعة وتمكن أجبر الجميع وهو من ضمنهم على التصفيق عندما أنهت أدائها بطريقة صحيحة لا جدال فيها.
نهض واقفًا عندما أقبلت عليه خطواتها متسارعة لاهثة الأنفاس متسعة الضحكة بنظرات متلألأه بحبور تملكها هي التي صفقت بكفيها في سعادة غمرتها قبل أن تفرد ذراعيها فيحتضن كفيها الصغيرتين داخل كفيه ويجذبها بلطف نحوه فصرخت بسعادة وضحكتها تملئ عينيها بدموع كثيرة: قُبِلت.. قُبِلت.
انطلقت ضحكته يشاركها ضحكاتها هي التي بدأت بالقفز والصياح فتفاعل معها إلى أن تعلقت برقبته في رد فعل عفوي أخوي كما تفعل مع شقيقيها والذي كان حاضرًا فيه مرات عديدة وهي تهذر بمدى فرحتها .. سعادتها .. فاحتضنها بدوره ورتب على ظهرها إلى أن هدأت فاحتضن كتفيها بلطف ليقبلها بين عينيها هامسًا : مبارك يا حبيبتي.
حينها أجفلت.. تراجعت وترودت بحمرة خفيفة غزت وجنتيها قبل أن تهمس إليه بامتنان حقيقي : شكرًا يا إسماعيل حقًا لا أعلم ماذا كنت سأفعل دونك.
ضحك وأشار إليها ليغادرا : كل خير أنتِ تقوين على فعل الكثير يا توتا بل خُلقتِ لتفعلين الكثير وستفعلين.
انتبه على رسائلها التي أتت دفعة واحدة أحدهم صوتية تزجره فيها: أنت نمت؟!
ضحك بخفة ليجيبها بتسلية : أبدًا والله أنظر للصور التي ملأتِ هاتفي بها وأشعر بالغيرة من ذاك الصغير الذي تحتفين به أنتِ دونًا عن الجميع.
أجابت بوضوح : نعم لا أنكر أنا أحتفي به ولست بمفردي الجميع يفعل نحن نحبه كثيرًا فهو مدللنا الصغير.
تطلع للصغير الوسيم ليراسلها صوتيًا والنعاس يغلبه: بارك الله فيه وحفظه لكم.
لتجيبه بلطف: العقبى لك عندما يأتي اخوك وتدلله وتحتفي به هكذا.
تمتم بسعادة غزته من الفكرة هو الذي نطق بعفوية : اشتاق لوجوده منذ الآن.
***
يتطلع لأبيه بعدم فهم جلي رسم ملامحه هو الذي هز رأسه بعدم استيعاب ظهر في تساؤله هو الذي رمق زوج شقيقته بطرف عينه فالتقط عدم رضاه بدوره : اسمح لي يا بابا لا أفهم لماذا لا ترغب في شراء الأرض هذا حقك إذ ما كنت ستمنح خالي المال ليتبع محمد بعد برهة- بل وحقنا أيضًا وخاصةً وهو الذي عرض الأرض للبيع بالفعل.
تمتم محمود بتروي: لأني لا أرغب في شرائها.
عبس محمد بتعجب وأطبق فكيه بعدم رضا ظهر في عينيه بينما تحدث عبدالرحمن متسائلًا بصوته الرخيم: لماذا يا عمي أنت ستمنحه المال مقابل الأرض.
أشاح محمود بعينيه بعيدًا قبل أن يغمغم بضجر: بل سأمنحه المال دون مقابل، اتسعت عينا عبدالرحمن بصدمة بينما تطلع إليه محمد باستنكار فأكمل محمود بضيقٍ واضح- إنه ابن عمي وشقيق زوجتي عندما يضيق به الحال علي أن أساعده لا أن أستغل ظروفه لأجرده مما يملكه.
لوى محمد شفتيه ليهدر بحنق تملك منه: ولكنه لا يملك شيء يرد لك به أموالك يا بابا لذا ذات يوم ستأخذ منه الأرض مرغمًا.
رفع عيناه لابنه ليهمس بسماحة نفس: لن أفعل أبدًا لن اجرد ابن عمي من أرضه.
تطلع محمد لوالده الذي نظر لعمق عينيه فغمغم محمد بقسوة التمعت بحدقتيه: ولكنه يرغب في الأموال ليعالج حفيده ابن ولده الذكر الذي أنجبه من تلك السيدة التي تزوجها على أختي وأتى بها ليقهرها ويضيمها بعدما ادعى عليها بشين الفعل والقول يا بابا.
هز محمود رأسه بلامبالاة : لا يعنيني أسبابه يا محمد خالك في ضيقة مالية يا بني هل علي أن أتخلى عنه، زمجر محمد باعتراض فأكمل محمود برفق- لنفترض أنه ليس خالك ورجل عادي معرفة لنا ووقع في عرضنا وأخبرنا أنه محتاج هل سنتخلى عنه؟!
أشاح محمد برأسه بعيدًا فأكمل محمود بتروي ومهادنه : أنسيت يا محمد قول رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم قال" مَن نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومَن يسَّر على مُعسرٍ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومَن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة،
صمت محمود فأتبع محمد باختناق قوي داهمه ولكنه لم يستطع الصمت – والله تعالى في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"
تمتم محمود ببسمة رزينة فخورة بولده : صدق رسول الله صل الله عليه وسلم.
تمتم كلا من محمد وعبدالرحمن بالصلاة على الرسول قبلما يربت محمود على ركبة ولده : حول المال يا محمد لحساب خالك دون سؤال أو بحث عن حق أنا موقن أنه لن يأكله علينا.
ابتسم محمد باختناق ظهر في عينيه هو الذي نطق ساخرًا: هو لن يفعل وولده؟!
زفر محمود بقوة ليشيح برأسه : اترك ولده في حاله إذ ما نظرت إليه الآن يثير شفقتك وحزنك يكفيه ما يعانيه يا ولدي اصلح الله حاله وعفى له ولده.
هم محمد بالحديث ولكن نظرة محمود الصارمة أوقفته هو الذي أكمل- لا تأخذك العزة بالإثم يا محمد ولا تنسى ستظل شقيقتك مرتبطة به شئنا ام أبينا فهناك طفلة ستأتي لهذه الدنيا وبالأخير ستحمل اسم أبيها.
زفر محمد باختناق: ليفعل الله ما يريد.
ردد محمود بصرامة: حول الأموال الآن يا محمد فخالك يحتاجهم ليدفع تكلفة العملية الجديدة الذي يحتاجها الصغير والذي يجب أن يجريها في غضون أيام قليلة.
أطبق محمد فكيه كاتمًا رفضه.. غضبه .. مقته ليومئ بطاعة : أمرك يا بابا سأفعل رغم أني لست موافقًا ولكن لأجل خاطرك سأفعل.
ابتسم محمود باطمئنان : بارك الله فيك يا بني وحفظك لنا ولزوجتك وقر أعيننا بذرية صالحة تملئ علينا البيت.
لم يتفاعل مع دعاء أبيه رغم أنه أمن عليه مهمهمًا الأمر الذي استغله محمود ليشاكسه بعدما غمز لعبد الرحمن بطرف عينه البعيد فالتقط مشاكسة حميه لولده وخاصة عندما همهم محمود بتعجب مفتعل: ما بالك يا ولد تؤمن على الدعاء بنبرة مهتزة هكذا تنم عن عدم ثقتك بنفسك.
عبس محمد بعدم إدراك أولي قبل أن يردد بجزع صاحب إدراكه: عدم ثقتي بنفسي؟!! كيف ذلك؟!!
هز محمود رأسه بعدم معرفة شكل ملامحه : لا أعلم اسأل نفسك أنت من أمنت عن الدعاء دون حماس وكأن هناك ما يمنعه أن يتحقق.
تضرج وجه محمد بحمرة قانية هوالذي همس بتبعثر وهو يلتفت من حوله محرجًا من زوج شقيقته: ما هذا الذي تقوله يا بابا ؟! ما الذي يمنعني أن آتي بالأطفال سوى أنه رزق من الله.
ردد محمود بطريقة أجبرت عبد الرحمن أن يتحكم في ملامحه بصلابة كي لا يضحك على مشاغبة حميه لولده: لا أعلم اسأل نفسك، ليتبع محمود بتساؤل مهتم- هل أنت بخير أم أصحبك لدكتور عبد المحسن ليفحصك؟!
أشاح عبد الرحمن بوجهه بعيدًا قبل أن ينهض واقفًا يتحكم في ضحكته بضراوة مغمغمًا بسرعة كي لا يلتقط محمد ضحكاته المختزنة بداخلة : حسنًا اسمح لي يا عماه إذ ما وصل الأمر لدكتور عبد المحسن أعتقد أن هذا حديث خاص عليكما اجرائه بمفرديكما.
استدار محمد لعبد الرحمن الذي خطى بسرعة مغادرًا فهدر فيه: انتظر يا عبد الرحمن لا يوجد شيء من هذا القبيل ، ليعود لأبيه عندما لم يستطع أن يوقف عبد الرحمن مكملًا- ما هذا الحديث يا بابا وما الذي أتى بسيرة ذاك الرجل القميء.
أجابه محمود بلامبالاة : أنت .
ردد محمد باستنكار : أنا؟!! أومأ محمود بعينيه فهدر محمد بذهول- متى فعلت؟! ولماذا أفعل؟!
أجابه محمود ببساطة : لأنك تحتاجه.
اتسعت عينا محمد بصدمة قوية هو الذي قفز واقفًا : بالطبع أنا لا أفعل أنا بألف خير والحمد لله.
__ أنا أعلم بالطبع ، ألقاها وضحكة رزينة تناوش ثغر محمود أجبرت محمد على أن يزفر بحنق وقوة : يا الله يا بابا هل هذه طريقة للمزاح؟!
قهقه محمود ضاحكًا بينما يتبع محمد بضيق حقيقي : أخبرني بالله عليك ماذا سيظن في عبد الرحمن الآن؟!
تعالت ضحكات محمود بينما يصله صوت عبد الرحمن من الخارج : سأظن أنك تحتاج لأحجز لك موعدًا مع دكتور عبدالمحسن.
تعالت ضحكات محمود بينما صدح صوت رقية التي ترص طاولة الطعام : من هذا الذي يحتاج لدكتور عبد المحسن؟!
انطلقت ضحكة عبدالرحمن مجلجلة بطريقة ملفتة وهو الذي لا يضحك هكذا الا نادرًا فيزفر محمد بضيق قوي ويهدر بعصبية: لا أحد.
عبست رقية بعدم فهم هي التي استدارت تنظر لزوجها بينما عالية التي شبه فطنت لما يحدث شكلت ملامحها بأسى حقيقي هي التي سألته بلطف مبالغ فيه: حبيبي يا محمد هل قررت أخيرًا زيارة الطبيب؟!!
زعق بضيق : اصمتي يا عالية بالله عليكِ، ليهتف صارخًا بأبيه- هل مستمتع هكذا يا حاج ؟!
أقبل محمود من غرفة المعيشة ليشاكسه متعمدًا : زوجة ولدي وتخاف عليه وتريد صالحه.
برمت عالية شفتيها بطفولية: أرأيت يا عماه ولدك يزعق بي لأني أريد صالحه وأنا الصابرة المحتسبة لله.
اتسعت عيناه بجزع تحول إلى غضب: توقفي يا عالية هذه أمور لا يُمزح فيها.
هزت كتفيها ببساطة خرجت في إجابتها التي أتت هادئة واثقة : أنا لا أمزح .
انكتم عبد الرحمن بأنفاسه فشرق من الهوى بينما ذهل محمود الذي اتسعت عيناه يرمق ولده الذي تشكلت ملامحه بصدمة قوية لتتبع عالية ببسمة متلاعبة – فأنا واثقة أنك بألف خير فقط استنتجت أن عمي يشاكسك كالعادة.
انفجر محمود ضاحكًا قبل أن يخطو نحو المطبخ ينظر إلى ما تعده ابنته بينما عبد الرحمن استدار مغادرًا وهو يشفق على محمود الذي تصلبت ملامحه فهمهم إليها بضيق حقيقي :حسنًا لا تشكين فيم بعد من نتائج المشاكسة فأبي العزيز يرغب في ذرية كثيرة تملئ البيت .
اقتربت منه بتروي تنظر نحوه بعينيها الواسعتين ترفع كفها في حركة رقيقة مغوية لا تدرك مدى تأثيرها هي التي لامست قلبه بأطراف أناملها فدقت عليه بطريقة مميزة قبلما تهمس: لن أشكو فأنا ترعرعت ببيت مليء بالأطفال فنشأت معتادة على الكثرة من حولي لذا لن أشكو منها أبدًا.
قبض على مرفقيها ليقربها منه يلصقها بصدره يتطلع لعمق عينيها اللتين فاضتا بلونهما الغريب ليهمهم أمام شفتيها بخفوت شديد: سأمنحك الكثير منها إذًا.
شاكسته بطرف أنفها هي التي استطالت لتقف على أطراف أصابعها: وأنا أنتظر يا مُهمد.
ابتسم مقبلًا طرف أنفها لينتفضا سويًا على صرخة خديجة التي تقف بباب غرفتها هادرة بصدمة تملكتها وعينين جاحظتين من الألم : انجدني يا محمد فأنا ألد.
تصلب محمد بصدمة قوية ألمت به بينما تحركت عالية بسرعة نحوها وهي تهمهم : متأكدة يا خديجة أنكِ في شهرك الثامن.
تمتمت بأنفاس ذاهبة : الألم قوي للغاية وال..
صمتت وهي تشعر بذاك السائل الدافئ يغرق ساقيها محدثًا صوتًا التقطه عالية التي صاحت هذه المرة : اطلب الإسعاف يا محمد فشقيقتك تلد قبل وقتها.
**
دلفت إلى الغرفة التي ساقوها إليها بعدما أخبروها أن أحدهم قادم لزيارتها فاعتنوا بها فوق المعتاد، أبدلوا لها ملابسها لطاقم أنيق بلون زي المرضى الموحد ولكنه يخصها.. ينتمي لذائقتها ولبعض ملابس أحضروها لها وإحدى الممرضات تثرثر أنها محظوظة فأحدهم يشبه نجوم السينما أحضرهم لها.
حينها تساءلت عن هوية ذاك الشخص المهتم بها والذي يعتني بها كما أخبرتها أخرى غير تلك الثرثارة فأحجمن جميعهن عن البوح إليها عن هويته، ذاك المجهول الذي لا تريد أن تصدق حدسها بكونه هو وخاصة بعدما أنكر حديثها في تحقيقات النيابة وأمام المحكمة أيضًا عندما واجهوها به فأنكرها.. نفاها وأقصاها عن مملكتها وخاصة عندما حضر مستشاره القانوني وفي رواية أخرى زوج شقيقته الصغيرة ليخرج كل ما يُثبت كذبها.
عضت على نواجذها وهي تتذكر صوت الآخر الرخيم بهيئته الأنيقة وملامحه الأجنبية الباردة وهو يترافع في قاعة المحكمة الصغيرة بلغة فصيحة لم تظن يومًا أن ابن الخواجة كما يلقبونه يقوى على التحدث بها " كما ترى سعادتك الأوراق الثبوتيه تنفي كل إدعاءات السيدة إنجي في كونها لازالت زوجة موكلي السيد سليم كما يثبت أيضًا أن حالتها العقلية مضطربة وغير مستقرة وكما يبدو أصبحت في مرحلة متقدمة من الهلاوس التي تدفعها للإدعاء على موكلي بأشياء لم تحدث فالسيد سليم منذ طلاقه لها طلاقا بائنًا نادرًا ما تقاطعت طرقهما والتقيا بينما كانت هي تطارده بشكلٍ ملحوظ وهذا يؤكد تأخر حالتها العقلية"
حينها هاجت .. صرخت .. اتهمته بالكذب هو وموكله ليحاول القاضي السيطرة عليها ولكنها لم تقوى، الشيء الذي استغله عمر استغلالًا جيدًا فأثبت عليها جنون ليس أصيل بشخصيّتها ولكنه كان انفعالًا واضحًا بسبب تكذيبه لها هي التي حاولت استعطافه.. رجاءه.. توسلت إليه كي ينظر إليها أو يلتفت نحوها بل طلبت منه أن يتركها وشأنها وهي لن تقترب منه ولكنه لم يفعل بل لم يأبه لأمرها لينصرف من قاعة المحكمة دون أن يمنحها نظرة وداع واحدة بعدما حكم عليها القاضي بالإيداع في المشفى النفسي لتقييم حالتها النفسية والعقلية
الأمر الذي أخبرها عنه محاميها أنها إذ ما أرادت تفادي تهمة الشروع في قتل عليها أن تتقن الجنون فاحتجازها في مصحة نفسية أفضل كثيرًا من زجها في السجن لمدة لن تقل عن الخمسة عشر سنة وهذا مع رأفة القاضي بها وهذا إذ ما رأف بها القاضي ولم يحكم عليها بالمؤبد لأنها ترصدت لزوجة طليقها وأرادت أن تتخلص منها فحالتها النفسية والعصبية وخاصة مع انفصالها الذي حدث من وقتٍ طويل عن السيد سليم لن يشفع لها!!
حينها صرخت في وجهه: إنه زوجي ، لماذا لا تصدقونني ؟ سليم لم يتركني أنا زوجته هو بنفسه أخبرني بذلك، تطلع إليها المحامي بشفقة لم يستطع أن يتحكم بها فتصرخ من جديد بتشنج عصبي أصابها - لا تنظر لي هكذا أنا لم أجن بعد أنا زوجة سليم الرواي ولم يتركني قط، فقط ذهب ليتزوج من تلك التي ستنجب له لأنه يحق له إنجاب الأطفال الذين لا أستطيع منحهم له ولكني لم يتركني .. لم يتركني.
هذرت بها وكررتها كثيرًا دون وعي وهي التي كادت أن تنخرط في موجة انهيار عصبي أنقذتها منه الممرضة التي حقنتها بمهدئ وخاصةً أنه نهض متخوفًا من ردة فعلها ليهمهم بعدما بدأ المهدئ في السيطرة عليها : حسنًا سأنصرف أنا وسأزوركِ ثانيةً إذ ما جد جديد بالقضية وكما أخبرتكِ إتقانكِ للجنون أفضل كثيرًا فهذه المرة سيوجهون لكِ تهمة قوية لن نقوى على الإفلات منها سوى ببطاقة الجنون الذي يسهل إثباته
تطلعت إليه بتيه حقيقي لتنساب دموعها مرغمة قبل أن تهمهم: ولكني لست مجنونة ومستعدة أن اُلقى في السجن فقط لتدرك تلك الدخيلة أني زوجته وأنه لم يتركني لأجلها.
تشكلت ملامح محاميها بأسى قبل أن يزفر بقوة وينصرف مغادرًا دون أن يجيبها هو الذي تأخر كثيرًا عليها لتفاجأ اليوم بتلك الزيارة التي صدق حدسها فيها هي التي تسمرت بمكانها لربما دلفت للغرفة لتلتقط وجوده بوقفته المائلة ينظر من الشرفة للخارج كفه الموضوع في جيب بنطلونه وسترته المغلقة فوق جسده فتحدد عرض كتفيه وجزعه القوي، بطلته البهية التي تسرق أنفاسها من داخل صدرها وتسيطر على نظراتها وتجذبها نحوه وهي تتفحص تفاصيله كي تختزنها بداخلها لتستوعب فجأة أنه هنا بنفسه متواجدًا لأجلها فتهمس باسمه في لهفة أنستها كل ما فعله بها وهي تكاد تركض له: سليم .
استدار لها ليتراجع للخلف وهو يرمقها برفض قوي أجبرها على السكون فلم تقوى على الاقتراب أكثر منه هو الذي خطى مبتعدًا أكثر عنها ليجلس على الكرسي المنفرد الموضوع بركن الغرفة والبعيد قليلًا عن الأريكة المنفردة في تلك الغرفة الواسعة، يجلس باضطجاع بعدما فتح زر سترته يضع ساقًا فوق أخرى يرتكن بمرفقيه لذراعي الكرسي بينما يشبك كفيه أمام صدره، وهو يتأملها بشفقة مزجت بسخرية حادة مزجت بنبرة صوته العميقة هو الذي همس ببطء: مبارك يا جيجي.
تهللت ملامحها بفرحة قوية أخذتها لتسأله بلهفة: هل سيُفرجون عني بعدما تأكدوا أني لست مجنونة؟!
ضحكة قصيرة هازئة انفلتت منه وهو يرمقها بتسلية واضحة: هم لن يفرجوا عنكِ أبدًا، فإذ ما أخرجوكِ من هنا سيلقونكِ في الحبس ولكن القاضي كان رحيمًا بكِ فحسبك في المصحة مدى الحياة أو إذ ما عولجتِ وهذا الأمر الذي سأحرص ألا تطولينه أبدًا ، انتِ مجنونة بشهادة الأطباء وجنونك يدفعك لارتكاب الجرائم لذا من الافضل للجميع بقائكِ هنا.
تقدمت منه وهي تشعر باختناق قوي يداهمها : ولكني لست مجنونة يا سليم ، أنا مسئولة عن تصرفاتي وأفعالي ولم أقوى على الصبر على غيابك عني وعندما ذهبت إليك كي أذكرك بي وأترجاك لتعد لي رأيتك معها مع من سرقتك مني، نعم أنا أعترف أني ترصدت لكما وأردت قتلها كي أتخلص منها فعلتها عن عمد فأنا لست مجنونة أنا زوجتك وكنت أدافع عن حقي فيك، أليس كذلك؟!
نهض واقفًا بتكاسل هو الذي رمقها من خلف رموشه بجزل أضاء عينيه : لا لست كذلك.
اهتزت حدقتيها بتشتت لحظي انتابها قبل أن يتبع بصدق- أنتِ لستِ بزوجتي وأنا لم أعيدكِ أبدًا لعصمتي منذ تلك الليلة التي طلقتكِ بها يا إنجي.
همهمت بهزي وعدم تصديق: ولكن أنت أخبرتني .. أتيت بالعقود ووقعتها أمامي أيضًا.
ضحكة قصيرة انفلتت من حلقه هو الذي اقترب منها ينظر لعمق عينيها هامسًا بجزل: نعم فعلت، تطلعت إليه فأكمل بتشفي – خدعتك وزيفت العقود كما زيفت أنتِ حملك بطفلي وخدعتني بإجهاضك المزيف .
تراجعت ببعثرة قوية هو الذي أتبع بغل ومض بعينيه : أنتِ لم تعودي زوجتي قط فأنا رجل لامرأة واحدة ولن ألتفت لأخرى غيرها.
تراجعت إلى أن ارتطمت بطرف الكرسي الذي كان يجلس من فوقه مضجطعًا أولما دلفت للغرفة لتسقط جالسة بينما هو أشار إليها مودعًا: عمتِ مساء يا جيجي، مصاريف علاجكِ سأتكفل بها فتلك الأوراق التي وقعتها أنتِ من ضمنها كان تنازلًا عن البقية مما تمتلكينه سأخصص أرباحه لأجل رحلة علاجك الطويلة التي لن تنتهي أبدًا، الوداع.
ألقاها وهو يغادر ..يرحل .. يخلفها من بعده ويتركها في ذاك المكان الذي رغم عن ترفه إلا أنه موحش يقبض روحها لتصرخ بقوة وهي تهز رأسها بنفي تردد بتكرار لم يتوقف: سليم لم يتركني .. أنا زوجته وهو لم يتركني سليم لم يتركني.
انتهى الجزء الثاني من الفصل ال38
قراءة ممتعة ..


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-04-24, 08:07 AM   #3333

ام حارث

? العضوٌ??? » 513929
?  التسِجيلٌ » Aug 2023
? مشَارَ?اتْي » 19
?  نُقآطِيْ » ام حارث is on a distinguished road
افتراضي

تحياتي لكم

ام حارث غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-24, 01:39 AM   #3334

Sarah Sarah

? العضوٌ??? » 459045
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 65
?  نُقآطِيْ » Sarah Sarah is on a distinguished road
افتراضي

يامية مليون اهلا وسهلا
الله يتقبل منكم طاعاتكم ومبارك عيدكم ينعاد عليكم بصحة وعافية
سلافة القمر اشتقتلك والله
ياقلبي شوهالجمال والله انك اسرتيني من اول جزء بالسلسلة جد فخامة فخامة فخامة
كل جيل تحمسيني للجيل يلي بعده من اول الأجداد للأولاد للأحفاد هلأ صار عندي فكرة عن الكوبلز الجديد بالجيل الجديد بس للاسف قلتي انه هاد اخر جزء مابعرف إذا تطور الأحداث بيسمحلنا نعرف إذا رح يتحقق
اليوم انا جدا مبسوطة بظهور الملك حبيب قلبي عاصم الكبير يااخي تفهمه ونقاشاته وكلامه فخم مابقدر قول إلا أنه بعمري هاد بياسرني بمعنى الكلمه بشخصيته حواره مع أدهم حبيته جدا لو مهما قرأت بس يكون عاصم ماعد فيني احكي عن غيره????
الفصل الماضي وهاد الفصل حبكتهم آسرة حرفيا اكتر شي وجعني قلبي على العبقري ولما الأمير بيحكي لملك عليه ولما شفنا وضعه بالاسر عند المنظمة أو العصابة أو شوماكان المسمى لهالدرجة الهوس بالربح ممكن يخليهم يقضو على مستقبل شخص لمجرد رفضه يوافق على طلبهم جد شي بيقهر انه يعطبوله إيده يلي بلاها مهنته انتهت مارح قول مستقبله لان دماغه دهب مارح يغلب حتى لو إيده فايدتها قلت
كنت حابة اعرف بهالفصل اكتر عن ردة فعل باقي أعضاء المنظمة بعد مااختفى عادل وردة فعل الأمير ضدهم
المتاكدة منه انه رح يرجع كيف وايمت ناطرتك تخبرينا
حسام ردة فعله فاجاتني مع انه طبيعية بشكل من الأشكال بس هو كان بوقت أصعب متفهم اكتر لحتى بعد مايسافر يرجع يتذكر انه شكت فيه جد مافهمت موقفه
سهيلة الناعمة من قلبي بتمنى انه ترجع تسمع تستاهل هي من الشخصيات بالرواية يلي حضورها ناعم وسلس بس قوي
مازن وناجية شوصاير معهم ماكان في تفسير شوعمل مازن بس الواضح انه رافض وجود الطفل بشكل قوي يمكن إصابته وسبب موت أمه مأثر عليه بشكل أكبر ماكنت متصورة
حدا بيزعل الشوكولاته????
زيد ونبيل وتالية واسماعيل لوين رايحين، ياترى تدخل تالية بالموضوع رح يساعد ينحل الموضوع بشكل اسرع ولا رح تكون عبئ على نبيل وسير العملية خاصة انه القصة فيها ناس كتير كبار وهي ممكن تكون بالآخر ضحية
سليم الإمبراطور اسم على مسمى ضربة معلم كانت قاضية لانجي خلاها عايشة وهي هون ومو هون لاعارفة حالها عاقلة ولامجنونة ياشماتة قلبي فيها
واخيرا وليس اخرا أدهم وآسيا وجود يااخي مابعرف ليش الناس مابتحب أدهم والله انا بحبه رغم كل مغامرات وسيئاته يلي ماكتير شفتها بشعة في اولاد ناس عندن سلطة ومال تصرفو اسوء من هيك بكتير لحد هلأ شايفة تصرفه ضمن المعقول يمكن موكتير مقبول بس معقول وصدقا ما عمبررله تصرفاته بس شخصيته فيها من التعقيد يلي بيعجبني كشخصية برواية
يلي ماعاحبتني اسيا الكل وقفو ونصحوها قالتلا امها انه مارح تتحملي وهي عارفة ظروفه وماخبّا عنها شي كانت على دراية بادق التفاصيل يمكن ماحست بالشربة لوقت جربت وعرفت انه مارح تتحمل وانا معها بتفكيرها لانه فعلا صعب انه تتخيل وحدة تانية بنفس الوضع مع زوجها بس انا لومي عليها انه بتعرف وقال اكتر من مرة مابترك عيلتي وهي وافقت ماقدرت تخسر حبها المكتشف بعد سنين ليش بعدين صارت رح تكره نفسها إذا استمرت معه مايمكن لوهي بقيت جود رح تلمس الفرق فيه وتبعد بدون هالماساة يلي عايشة فيها وهنن عايشين فيها معها يا من الاول لاترضي يااما بعدين لاتقولي مافيني اتحمل
جود يلي الهجوم عليها قوي رح تجبر نفسها تبعد عن أدهم وصدقا صدقا احترامي لشخصيتها كبير مو اي انسان ممكن يبدي سعادة يلي بيحبه على سعادته هي كرمال سعادة أدهم لما شافته بهالوضع ماقبلت يبقى هيك بيقولو الحب تضحية اوالحب أنانية وانا برايي الحب الاتنين سوا بس جود كانت مضحية لابعد حد لما أدهم بيتذكر اول مرة شاف جود استعدت ذكرياتهم سوا من اول ماعرفو بعض (ياسي أدهم بيه) كتير مر عليهم ماتخيلت النهاية بهالشكل
أدهم ونوبات الهلع من أبشع الأشياء يلي ممكن تمر عالبني آدم لما بقرأ كيف بيضيق نفسه بختنق لان مريت فيها بشكل بشع وكنت حامل ببنتي الصغيرة كنت مارة بظرف صعب وانا حامل وانا بطبعي ماببكي ولابصرخ ولازم كون قوية لانه ماما بالذات كانت بحاجة دعم يلي حواليها
انكتم احساسي جواتي والحزن اكبر من اني اتحمله صارت تصيبني نوبات هلع بشكل متواصل كانت فترة عصيبة جدا والحمدلله مرت بس مشاهد أدهم بنوباته بتخنقني والله
وبالاخر حابة اشكرك ياقمر ابداعك مبهر أفكارك ترتيبك للأحداث قصصهم كل شي حلو ومميز الله يعطيكي الصحة وراحة البال ويسعدك بانتظارك دايما
تشكرات ❤️❤️❤️❤️❤️


Sarah Sarah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-04-24, 02:23 AM   #3335

gabrice
 
الصورة الرمزية gabrice

? العضوٌ??? » 356508
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 483
?  نُقآطِيْ » gabrice has a reputation beyond reputegabrice has a reputation beyond reputegabrice has a reputation beyond reputegabrice has a reputation beyond reputegabrice has a reputation beyond reputegabrice has a reputation beyond reputegabrice has a reputation beyond reputegabrice has a reputation beyond reputegabrice has a reputation beyond reputegabrice has a reputation beyond reputegabrice has a reputation beyond repute
افتراضي

مشكورة على المجهود عزيزتي

gabrice غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-05-24, 03:36 PM   #3336

Mon abdou

? العضوٌ??? » 449919
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 340
?  نُقآطِيْ » Mon abdou is on a distinguished road
افتراضي

والله سلافة كان نفسى اكون بعرف اكتب زيكو كدا كلام جميل عشان اعبر واشارك معاكو بس
بس كفاية اقولك بجد رائعة رائعة وفعلا اعذرينى انى مش مش عارفة اقول اكتر وبجد كتاباتك جميلة جميلة وشكرا
على تعبك وابداعك .


Mon abdou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-24, 12:04 PM   #3337

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 986
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الخير والسعادة
على متابعين رواية طوق نجاة السكر زيادة
Here we go
موعدنا اليوم مع الجزء ال٣ من الفصل ال٣٨
انتظرونا بعد منتصف الليل باذن الله
بتوقيت مصر ام الدنيا
اراكم على خير


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-24, 04:16 AM   #3338

وردة والديها

? العضوٌ??? » 475721
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 24
?  نُقآطِيْ » وردة والديها is on a distinguished road
افتراضي الكاتبة

الفصل؟؟؟؟

وردة والديها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-24, 04:47 AM   #3339

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 986
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الخير عليكم
بعتذر جدا جدا عن التاخير يا بنات
بس والله فعلا لسه مخلصة التعديلات دلوقتي
المشاهد الفصل دي تقيلة وحلوة
ومهمة
اقروا بتركيز
انجووووي

الفصل الثامن والثلاثون
الجزء الثالث
دلفت إلى ذاك المقهى الذي اتفقتا أن تتقابلان فيه هي التي التقتها مصادفةً منذ أيام قليلة فتفاجأت بوجودها في ذاك الحدث الذي كان مُعد لبعضٍ من الوجوه الدعائية صناع الميديا في الشرق الأوسط وغرب أوروبا وملتقاهم مع إعلاميين ومؤثرين من أمريكا ، بأول وهلة تحرجت وخجلت أن تذهب لتصافحها وهي متشككة من رد فعل الأخرى التي قابلتها بدهشة قبل أن تخطو نحوها بابتسامة سعيدة وترحاب ودود قابلته آسيا بلطف كعادتها وخاصة عندما احتضنتها مي قائلة بعتاب لطيف: أنتِ صديقة سيئة يا آسيا تدركين ذلك؟!
أومأت آسيا برأسها وهمست باعتذار لطيف : أُدرك وأعتذر ولكن .. زفرت بقوة وأتبعت وهي تضم مي ثانيةً – تعازي لكِ فأنا لم أدرك أمر أولجا إلا متأخرًا وحقًا خجلت أن أهاتفك أو أُراسلك فأجدد أحزانكِ من جديد .
ضمتها مي ثانيةً لتقبل وجنتها : لا عليكِ ، اشتقت إليكِ يا قاسية، اختلجت أنفاسها وتوترت فعبست مي بتعجب لتنتبه لوجودها وحيدة فسالتها- أنتِ هنا بمفردك؟!
ابتسمت وأومأت بعينيها فتساءلت مي بعينيها لتجيبها : برفقة ماما ولكن هي لم تحضر معي الايفينت.
هتفت مي بمرح : اووه الفنانة بأمريكا إذًا؟!
أومأت آسيا فأكملت مي سائلة- أتيتما برفقة أمير ؟! منذ متى ؟!
أومأت آسيا برأسها لتجيب : منذ ثلاثة أشهر تقريبًا.
تطلعت إليها مي مليًا لتسأل دون مراوغة: تركتِ أدهم أم ماذا حدث؟!
حينها لامست خاتمه الذي لم تخلعه أبدًا من بنصرها الأيسر تلقائيًا الحركة التي أنبهت مي للخاتم فاحتضنت كف آسيا لتنظر له وتهمس بمرح مزج بإعجابها : اووووه، أنه رائع، ذوقه وانتقاءه –للأسف- رائعين.
ضحكت آسيا مرغمة فتساءلت مي عن السبب فشرحت لها بثرثرة ضاحكة: ملك دومًا تكررها بنفس طريقتك .
ضحكت مي مشاكسة: موكا القمر دومًا آرائنا متشابهة، لتتابع بثرثرة نسوية وهي تجذب آسيا معها ليسيرا سويًا – لذا كنا نتفق سويًا على علي الدين ونثير جنونه.
ضحكت آسيا برقة لتسألها مي بعد برهة وبعدما تناولتا كأسين من العصير لترتشفاه على مهلٍ: إذًا كيف ترككِ تسافرين وتبتعدين عنه طوال هذه المدة ؟!
رفت بعينيها كثيرًا فانتبهت مي لتهمس بسرعة : أنا آسفة لم أقصد التطفل أنا فقط آخر ما وصلني أنكما عقدتما القران.
بللت آسيا شفتيها لتهمس بحرج: نعم وأقمنا حفل كان يعد زفاف.
ابتسمت مي بتفهم لتسألها: إذًا أنتِ أصبحتِ زوجة أدهم باشا الجمال؟!
توترت آسيا وتعرقت وهي تشيح بعينيها بعيدًا فهمست إليها مي: ما الأمر يا آسيا لماذا أنتِ متوترة بهذه الطريقة؟! تنفست بعمق وهزت رأسها بعدم معرفة فأكملت مي بجدية– اسمعي يا آسيا أنا لا أحكم عليكِ ولا أحاسبكِ باختصار أنا لست السيدة التي تفعل ذلك وخاصة وأنا التي عانيت كثيًرا من أحكام الناس المسبقة على شخصي ولازلت أعاني لذا ليس عليكِ التوتر بهذه الطريقة والخوف من ردة فعلي على زيجتك من أدهم والتي أدرك بشكلٍ أو بآخر ملابساتها.
ابتسمت آسيا بامتنان حقيقي قبل أن تسألها بجدية: إذًا أنتِ هنا بمفردك أيضًا أين الشيخ علي عنك ؟! ألن تعودا سويًا يا مي؟!
حينها تطلعت مي لها بتعجب لتضحك بخفة وتسألها: أنتِ يا ابنتي لا تحيين في هذه الدنيا أم مغيبة ام ماذا يحدث معكِ ؟! تطلعت إليها آسيا بتعجب فأكملت مي بتعجب - متى تركني علي الدين لنعود سويًا يا آسيا؟!!
تطلعت إليها بعدم معرفة حقيقة لتضحك مي بخفة: هذا أمر علينا المقابلة والثرثرة فأنا اشتقت إليكِ كثيرًا وأرغب في ملاقاتكِ ثانية.
__ بالطبع لنفعل ما مواعيدك؟!
سألتها بحماس فثرثرت مي يومها عن حملة دعائية تقوم بتصويرها لتتفقان سويًا أن تتقابلان الليلة لتناول العشاء وقضاء الأمسية معًا وهاك هي تبحث بعينيها عن مكانها فتشير إليها مي كي تلتقط مكان وجودها فتخطو نحوها تحتضنها مي برقة وترحاب قابلته هي بود قبل أن تجلسان سويًا لتناول الطعام والثرثرة .
...
ارتفعا حاجبيها بصدمة لتهمس بعدم تصديق: لم يطلقك كيف ذلك؟!
ضحكت مي التي ابتلعت ما في فمها قبل أن تتحدث: بل فعل ولكن ليس بالطريقة التي أرادها عارف، بل بطريقته الخاصة جدًا وأعادني بعدما تأكدت من براءته في ذاك الأمر الذي كان القشة التي أنهت كل ما بيننا، ولكن دون أن يخبرني.
تراجعت آسيا للخلف لتسألها: وأنتِ متأقلمة مع الأمر؟!
رفت مي بعينيها أكثر من مرة لتبتسم بتلك الطريقة المميزة التي تخصها فتتوهج ملامحها وتلمع شامتها بشقاوة ومضت بعينيها لتقترب من الطاولة فتجبر آسيا على الاقتراب والترقب وهي تهمس إليها: تريدين الحقيقة ؟! أومأت آسيا برأسها فأكملت مي بتوهج خاص- إذ لم يكن فعلها لم أكن سأعود إليه أبدًا، علي الدين طوال الفترة الماضية أثبت لي بكثير من الأفعال مدى تمسكه بي.
رفت آسيا بعينيها وحلقها يختنق ومي تتابع ببوح: فهو نحى كل شيء جانبًا وتشبث بي عاندني وعاند عارف بل وتشاجر معه أيضًا والأهم من كل هذا عاند نفسه وأجبر كبرياءه وكرامته أن يخضعا له كي يحتفظ بي مع موجة الرفض الكبرى التي كنت أقابله بها لذلك كل فعل قام به علي الدين معي ، وُضِع كرصيد له أزاد من أسهمه فبدد تلك الذكريات السيئة التي حملتها له بداخلي فوازنت الجيدة من أفعاله قبحها.
صمتت مي لبرهة وآسيا تتطلع إليها بانبهار حقيقي: لأجد نفسي بالأخير أقر وأعترف أني لا أريد الابتعاد عنه ليس لعدم مقدرتي عل الابتعاد بل لعدم رغبتي في ذلك فحب مثل الذي يحبه لي علي الدين لا يُعوض.
تنفست آسيا بعمق تحاول أن تجلي حلقها لتسألها : إذ ما كنتِ وصلتِ لهذه النقطة لماذا أنتِ هنا بمفردك لماذا لستما أنتما الاثنين معًا؟!
زفرت مي بقوة لتجيب بخفوت: بابا رافض للعودة وأنا لا أريد عصيانه.
عبست آسيا : دكتور عارف رافض أن تعودين له ولكنه زوجك.
ضحكت مي وأومأت برأسها : وهذا يثير غضب علي الدين لأقصاه ولكن ليس لي حيلة هو في عُرف بابا محتال وكاذب ومخادع أعادني لعصمته جبرًا وهذا حقيقي وفي عُرف علي الدين بابا متعنت في حقه وأنه لم يشئ إجباري ولكنه كان يسترد زوجته التي يحبها.
ابتسمت آسيا بدهشة لتسألها برفق: وأنتِ يا مي ما موقفك حيال هذا كله؟!
زفرت مي بقوة : لا أستطيع معارضة بابا يا آسيا، وخاصة بعدما حدث في عزاء أولجا وكاد أن يتشاجر مع علي ويطرده لولا أني فقدت الوعي حينها فأخبرهم الطبيب اني متعبة مستنزفة عاطفيًا من موت ماما وتجربة مرضها وأني لا أتحمل الضغط الآن هذا الأمر الذي أجبر علي الدين على التراجع فهو كان مصممًا أن أعود معه ورغم أنه عاند بابا وظل بجواري إلى أن خرجت من المشفى واستلمت ميراثي من ماما التي كانت تركت ربع البيت لزوجها والبقية لي فرفض رفضًا تامًا أن أبقى مع بول الذي استأثر بالبيت رافضًا مغادرته فأنهى بابا الأمر أني سأرافقه إلى أن أستعيد عافيتي.
ابتسمت آسيا برقة : ولكنكِ أصبحتِ بخير يا مي.
ضحكت مي وأومأت برأسها : ولا أنكر أبدًا ولكن يظل أمر بابا عالقًا.
عاتبتها آسيا وهي ترمقها بمشاكسة : أنتِ تتمسكين بأمر دكتور عارف لتزيدين من عذاب علي المسكين .
عبست مي باستنكار : من هذا المسكين؟!
شاكستها وهي تضحك : علي الدين.
أشاحت مي برأسها في ضجر لتزفر بحنق : والله أنتِ المسكينة يا آسيا، لتتابع مي هازئة – هذه العائلة لا يوجد مساكين فيها بل من يرزقهم الله بابتلاء حبهم هم المساكين.
قهقهت آسيا ضاحكة لتومئ برأسها موافقة: أوافقكِ نحن مساكين بالفعل.
تراجعت مي لترتكن لمسند الكرسي قبل أن تسألها: لماذا تركتِ أدهم يا آسيا؟!
ابتسمت بألم قوي خيم فوق رمادي مقلتيها بمظلته الكئيبة: لم أفعل يا ليتني فعلت أو استطعت ولكني لم أفعل كل ما استطعت فعله هو الهرب ولكن أنا مقيدة إليه رغم كل شيء.
اقتربت مي لتحتضن كفها في دعم وسألتها: تحبينه؟!
نفرت عروق رقبتها بألم ظهر جليًا في حلقها المختنق: للأسف أفعل وكثيرًا، بل لم أدرك مقدار حبي له إلا بعدما ابتعدت عنه.
نطقت مي بمواساة: هو الآخر يحبك وكثيرًا علي الدين ثرثر لي وهو مصدوم من ابن خاله الذي كان صامدًا فانهار فجأة ببوح عن جم مشاعره نحوكِ.
ضحكت آسيا ساخرة: نعم منذ كنا صغار يحبني وأنا لم أنتبه له الا في اسوء توقيت ممكن أن تتعلق سيدة برجل، لقد أخطأت وأدرك الآن حجم خطأي في كوني تقربت من رجل متزوج لديه زوجة محبة وولد جميل وهاك هو سيرزق بالثاني حفظهم الله له.
مطت مي شفتيها بتفكير: هل رفض أن يترك زوجته وبيته؟!
تطلعت إليها آسيا لتجيب بسرعة: لم أطلبها منه ولن أفعلها يا مي فبيته وأسرته، زوجته وولديه يستحقانه عني.
عبست مي بتساؤل : إذًا ؟!
فركت آسيا وجهها بتعب: أنا فقط أحاول أن أتأقلم على الابتعاد وعدم العودة لا أنكر أن الأمر صعب وموجع للغاية ولكن هذا أفضل للجميع.
زمت مي شفتيها بتفكير لتسألها بذاك السؤال الذي تتهرب منه فلا تحاول أن تمنح فرصة لعقلها كي يطرحه عليها: وإذ لم تستطيعين يا آسيا ماذا ستفعلين؟!
رفعت عيناها نحوها في صمت وتيه ألم بها للحظات فصمتت مي بانتظار وهي تتفحص ملامح صديقتها التي تعكس صراع داخلي لم تفهم مي سببه إلى أن أجابت آسيا بشرود: لقد أخطأت وأعتقد أن علي تحمل خطأي سواء بوجع البعاد أو بوجع القرب.
ضيقت مي عينيها بتفكير أفسده عليها أزيز هاتفها برنة خاصة أنبهتها لذاك الذي يشارك شيء عبر حسابه الرسمي تحت عنوان صاخب بأوجه الإيموجي الضاحكة والراقصة " لايف من الreunion ."
فتشير لآسيا بهاتفها تحاول أن تبدد ذاك الحزن الذي حدد ملامحها: انظري المسكين الذي تتحدثين عنه ذهب إلى حفل التجمع دوني وهاك هو فرح ويشارك أيضًا بعضًا من أحداث الأمسية.
ابتسمت آسيا مرغمة لتراقب صديقتها التي تنظر لذاك المقطع المصور الذي يشاركه علي الدين بالفعل لتهتف مي بمفاجأة: اوه إن ثلاثتهم هناك ليس علي الدين بمفرده.
تحركت آسيا بعفوية لتنظر لما تراه صديقتها وهي تسألها: حقًا أدهم برفقته؟!
فتجيب مي وهي تنظر للهاتف بغيظ: ومازن أيضًا.
...
استقروا ثلاثتهم على إحدى الطاولات البعيدة نسبيًا عن صخب المسرح وتجمع الأصدقاء بعدما التقوا ببعضٍ من الأصدقاء القدامى ورحب بهم مدير المدرسة باحتفاء اختص به سعادة النائب ورئيسة قسم مادة التاريخ ذات الجنسية الأمريكية والتي منحت أدهم قبلة وجنة وهي تشيد بنجاحه السياسي وتحدثت معه عن كونها ترغب في استضافته بإحدى تجمعات الطلاب فيومئ موافقًا ويحدثها مشاغبًا كعادته "بكل سرور ليراسلني مكتب سعادتك وأنا سأحدد موعدًا وآتي لأجل عيونك يا كريس"
أنهى حديثه بالعربية التي تفهمها مسز كريستين التي ضحكت برقة ورتبت على لحية أدهم بود لتجيبه بعربية مكسرة: شكرًا يا هبيبي.
لقد كتم علي الدين ضحكته بينما أصدر مازن صوتًا ساخرًا ليعلق علي الدين بعدما ابتعدوا عن السيدة: كانت تنتظر منك أن تدعوها على القهوة في مكتبك يا أدهم.
عاتبه بنظراته: تأدب يا شيخ علي فالسيدة تقارب تامي سنًا وكانت صديقتها في الماضي بالفعل وهي من كانت زميلتها عندما كانت ماما تحاضر بالجامعة.
سخر علي الدين بمرح: وهل هذا يوقف سعادتك عن المضي قدمًا؟!
رد أدهم بمشاكسة تعمدها: الحقيقة أن فارق السن ليس هامًا على الإطلاق وخاصة مع سيدة: مسز كريستين تحافظ على أنوثتها وجمالها فهي متوهجة للغاية ولا يُظهر سنها عليها، ضحك علي بينما أتبع هو – ولكني أخاف أن تخبر فاطمة في ثرثرة نسائية عن كوني أتودد لها فتغضب فاطمة وهي الغاضبة من الأساس.
قهقه على الدين ضاحكًا بينما يشاكسه: أذكر أنها أوقعت بك من قبل عندما غازلتها ونحن ندرس.
أومأ أدهم برأسه موافقًا لينطق بضحكة خافتة: حدث وأخبرتها أني غازلتها بسبب ملابسها وحينها عندما زعقت فاطمة بوجهي أجبتها بكوني محق فتنورتها الحمراء الضيقة ذات الفتحة الجانبية الكبيرة أجبرتني أن أغازلها وهي التي تمتلك سيقان رائعة حقًا.
تعالت ضحكاتهما بينما هز مازن رأسه بيأس سائلًا بسخرية لاذعة: لا أفهم مشكلتك مع السيقان يا أدهم؟!
أجاب وهو يرتشف عصير الكرز الذي يفضله: لا مشكلة على الإطلاق فقط هم .. أغمض عيناه بتأثر واضح أضحك علي – حقًا أنهم رائعين وأنا أقدر السيدات ذوات السيقان الانسيابية الممتلئة.
نطق علي الدين معلقًا بعفوية: سيقان ملفوفة رائعة المظهر تقودك لأشياء أخرى أكثر روعة.
قهقه أدهم بصخب بينما ضحك مازن مرغمًا والذي لكزه بعتاب: تأدب يا شيخ علي.
تأوه علي بخفوت بينما يشير بسبابته في وجه مازن: لم أفعل شيء كنت أتحدث في العموم فأنا لم أتطلع لأي من ذوات السيقان سواء كانت ملفوفة أم سيئة.
ليصمت لبرهة قبل أن يناقش مازن بجدية : أتعلم أدركت الآن أني لا ألتفت لأمر السيقان هذا ؟!
ضحك أدهم ليسأله ساخرًا: إذًا إلام تلفت يا علي بك ؟!
صمت علي الدين لبرهة قبل أن يجيب: للشعر الطويل وخاصة إذ ما كان بلونٍ أسود وخصلات غجرية منفوشة، كتم تنفسه ليتبع بوصف حي أظهر انفعاله على وجهه- هو أكثر ما يجذبني تليه العينين وخاصة إذ ما كانت بنية مرسومة بكحل عربي يظهر جمال المُقل.
__واو يا شيخ علي ، نطقها أدهم ليتبع مازن بجدية – برأيي يا علي اتصل بمي وأجبرها أن تعد أو اذهب أنت إليها فأنت أصبحت على الحافة وهذا شيء لا يشي بالخير لرجل ملتزم مثلك.
التمعت عيني علي بمكر هو الذي أخرج شيئًا من جيب سترته: سأذهب أنا، انتبه أدهم إليه بينما أتبع علي بعنفوان – وحينها سأختطفها حتى لو رفض عارف بك فقد فاض كيلي.
ضحكا اثنيهما ليسأل أدهم باهتمام : أنا لا أفهم للآن المشكلة بينكما يا علي فما لاحظته أن علاقتك بمي لم تنقطع أبدًا فلماذا لستما سويًا؟!
تنهد علي بقوة قبل أن يلتقط علبة سجائر أدهم الملقاة على الطاولة ليشير بها مستأذنًا فيومئ أدهم برأسه موافقًا، علي الدين الذي لم يشعل السيجارة بل تلاعب بها قبل أن ينطق باختناق: مي أبدًا لا تبتعد بعد تلك المرة ونحن صغار والتي تركتني وسافرت وتعنتت معي فانقطعت أخبارها، بعدها لم تفعل بل في عز الأزمة كانت بجواري ومعي تقف جانبي وتساندني، حتى بعدما فقدنا وليدتنا كانت تصرخ في وجههي تزعق بي تتشاجر معي ولكنها أبدًا لم تبتعد.
صمت ووجهه يتصلب بألم: حتى عندما سافرت مع والدها بعد طلاقنا لم تغب أبدًا لم تفعل فأنا كنت أراسلها.. حتى لو بشكلٍ غير مباشر كنت أرسل الأحاجي وهي كانت دومًا قادرة على الحل والفهم والإدراك .
تنفس بعمق ليبوح بثرثرة لم يفعلها قبلًا: وبعد عودتها ومن قبل أن أعيدها لعصمتي لم تغلق بابها يومًا في وجههي وبدوري أنا أبدًا لم أفعل، بل كنا نتشاجر دومًا نفعل، نغضب.. نزعق.. نصرخ ثم نتحدث حتى لو كانت غاضبة لا تنم قبل أن تُخرج كل ما بداخلها، لذا مع الوقت أجبرتني أن أفعل مثلها فتوقفت عن كبت مشاعري داخلي .. توقفت عن عدم التعبير عما أشعر به بل أصبحت أبوح أغضب وأثور أغار وأجن وأصرخ قويًا معبرًا فلا تهتز لا تغضب بل تتفهم وتدرك تحتوي وتدعم.
صمت وعيناه تغيم بشجن وشوق: أجبرتني على البوح.. على الحديث وخاصة عندما نصتها قاعدة واضحة وصريحة بعدما اكتشفت أني أعدتها لعصمتي "لا مزيد من التلاعب يا علي الدين لا مزيد من الإخفاء أخبرني ما يحدث معك لعلنا نجد حلًا يرضي كلينا وعليه أنا الأخرى لن أخفي عنك أي شيء دعنا نبدأ من جديد لعل هذه المرة ننجح معًا" وأنا استجبت لذا نحن سويًا ولم نفترق أبدًا، نتشاكس نتشاجر نتغازل ولكننا لم نبتعد.
صمت لبرهة قبل أن يستطرد بجدية وتفكير اعتلى ملامحه: أتدركان؟ بعد وقت من تنفيذي لما رغبته مي منذ بداية علاقتنا اكتشفت أن الصمت ركيزة أساسية لهدم العلاقات فالصمت يمنح الإنسان قسوة غير مفهومة ولا مبررة للطرف الآخر، الصمت يُعلم الجفاء ويزيد من الفجوات ويضاعف الشقاق لذا بعدما كنت أبوح بمشاعري فقط لإرضائها أضحيت أبوح لأني أرغب في ذلك.
ابتسم أدهم ليسأله ساخرًا: جيد أنها تستطيع فهم حديثك فهناك أناس لا يلتقطون أصل الحديث لا الصريح منه ولا المخفي ، بل حتى إذ ما أدركوا عم تتحدث يجابهونك بمنتهى الصفاقة أنهم حتى لو أدركوا معنى حديثك لن يعترفوا بأنهم فعلوا.
قهقه علي الدين ضاحكًا بينما سخر مازن: معهم حق يا أدهم فأنت شخص مربك حقًا حتى إذ ما تحدثت بوضوح تجبر المرء أن يفكر لماذا لم يراوغ هذه المرة أو لماذا أتى حديثه وضاحا بهذه الطريقة؟!!
ابتسم أدهم وأومأ برأسه : نعم من الواضح أن العيب بي أنا.
هز مازن رأسه إيجابًا: نعم أنت المشكلة بالأساس وإلا لم تكن ستتركك جود أبدًا، فسيدة مثل جود تحبك بهذا المقدار ما الذي يدفعها أن تتركك إلا لو لم تخطئ معها يا أدهم؟!
صمت أدهم قليلا لينطق ببوحٍ نادر: بل فعلت ولا أُنكر يا مازن.
أومأ مازن برأسه : هكذا تستطيع البدء من جديد فالاعتراف أكرم لك من الإنكار.
استدار علي الدين نحوه بينما رمقه أدهم من خلف رموشه ليزفر بقوة: كما أنا أخطأت مع ناجية ولكن هذا خطأ لا سبيل لإصلاحه للأسف.
لوى علي الدين شفتيه ليهمهم: لم أعهدك غبيًا يا مازن ما الذي حدث وأبدلك هكذا؟!
أشاح مازن برأسه بعيدًا: لقد تبدلنا جميعًا يا علي الدين لماذا سأشت أنا عن السرب؟!!
مط أدهم شفتيه ليناقشه علي الدين بتروي: لأنك تتبدل للأسوء يا مازن حقًا يا أخي ما الأمر إذ ما كانت زوجتك حامل ما المصيبة أو الكارثة التي حلت عليكما ؟! صمت علي لوهلة قبل أن يتبع بحنق – لقد أجبرت عقولنا على تفكير أحمق لا يليق بك أو بناجية فمن يستمع إليك – قسمًا بالله- وأنت تتحدث يظن بكما السوء.
تنفس أدهم بعمق واستدار كاتما ضحكاته بينما هدر مازن بضيق: تأدب يا علي.
أشاح علي بكفه : لا لن أفعل فأنا للآن لا أصدق ثورتك وأنت تتحدث مع خالي الذي يعاتبك لما فعلته بناجية فتخبره أنك ترغب في إجهاض الطفل، عبس أدهم بدون رضا بينما أتبع علي الدين باختناق وعيناه تجحظ بغضب- هل هناك إنسان عاقل يرفض عطية الله وكرمه يا مازن؟!
زعق مازن بانفعال: بالطبع لا أنا لا أرفض كرم الله ولا عطيته، تطلع إليه علي مليًا ليزفر مكملًا- أنا أرفض الطريقة التي فعلتها ناجية يا علي.
__ ماذا فعلت ناجية يا مازن ؟! صاح علي في وجهه فزعق مازن بدوره دون مهادنة – خدعتني.
تحرك أدهم ليقف بينهما هاتفًا: حسنًا اهدئا قليلًا فأنتما تبدوان وكأنكما تتشاجران وستلفتون الأنظار إلينا.
ابتعد علي بجسده وهو يوليهما ظهره بينما هتف مازن باختناق: لماذا لا تتفهمون الأمر جميعكم لماذا لا تستعبون حديثي وكأني أتحدث بلغة أهل المريخ، السيدة ناجية الرائعة الجميلة التي تحبونها جميعكم والتي تحملتني كثيرًا ولم تتركني أبدًا خدعتني وأخفت عني حملها لم تأتي وتخبرني بطبيعية عن الأمر بل أخفته عني ولولا أني لم أكتشف الأمر لكانت أخفته أكثر حتى تصل لمدى زمني لا نستطع إجهاض الطفل بعده.
استدار علي الدين إليه بعبوس غاضب بينما رمقه أدهم باستنكار ليسأله بهدوء : ولماذا برأيك يا مازن أخفت عنك ناجية أمر الحمل؟!
أجاب دون تردد: حتى لا أجبرها على الخلاص منه فنحن اتفقنا أن نؤجل الإنجاب قليلًا لأني لا أرغب في الأطفال ولا أريدهم.
__ استغفر الله العلي العظيم، صاح بها علي الدين بقوة ليهز أدهم رأسه بيأس ليصيح مازن بجدية – وهي وافقت على التأجيل إلى أن أستطيع التقبل فلماذا تخدعني بهذه الطريقة؟!!
كح أدهم بخفة بينما هدر علي الدين بدفاع : لأنها لم تخطط لذلك يا مازن .
عبس مازن بعدم تصديق ليتحدث أدهم بجدية: ما فهمته من عمتو وماما يا مازن أنها اكتشفت الحمل مصادفةً بدورها إذًا لم تخطط لأن تنجب منك.
أومأ برأسه موافقًا: نعم هي لم تخطط للحمل ولكنها خططت للإنجاب خططت للإخفاء خططت حتى تجبرني على أن أقبل بطفل لا أرغبه.
زفر علي الدين مستغفرًا بينما لوى أدهم فمه باستياء ظهر في صوته: و ما الحل من وجهة نظرك يا مازن؟!
تصلبت ملامح مازن ليجيب بصلابة: لا حل هي تمسكت ببقاء الطفل وفضلته علي وأنا .. صمت باختناق قوي حط عليه ليهمس بعد قليل بحشرجة- لا أقوى أن أتعامل مع أمر الحمل والإنجاب وأظل لأيام وشهور كل ما أفكر فيه أنها ستذهب وتترك لي طفل صغير يُعاني كما عانيت أنا طوال عمري
سخر علي الدين : فقررت أن تعاني بقية عمرك وأنت تفقد زوجتك وطفلك وأنت حيًا ترزق وهما الآخران حيان يرزقان.
عبس مازن بضيق بينما رمقه أدهم ناطقًا باستهزاء: هل أنت معتوه يا مازن ؟! أشاح مازن برأسه ليكمل أدهم- جميع السيدات يحملن وينجبن وحالة والدتك ليست عامة يا بني آدم.
استطرد أدهم شارحًا : ألم تنظر للأطفال الذين ملئوا حديقة القصر اليوم بارك الله فيهم، شقيقتك بنفسها أنجبت بدل الطفل ثلاث بارك الله فيهم وحفظهم لها وأنت لازالت خائفًا أن يتكرر أمر والدتك مع ناجية؟! هل هذا كلام عقلاني من المفترض أن نتعاطى معه ونفهمه وندعمك فيه؟!
أشاح مازن برأسه فأكمل أدهم ساخرًا : ثم أنت غاضبًا لأن السيدة ناجية فضلت أن تتمسك بطفلها وتفضله عليك وتدافع عن جود أمامي وتخبرني أني أخطأت في حقها وإلا ما كانت فعلت ما فعلته وتركتني،
عبس مازن باستنكار فأكمل أدهم بسخرية وألم مُزجا بنبراته: بغض النظر أنك محق وأنا مخطئ بالفعل ولكن ليكن في علم سيادتكم أن جود هانم أخبرتني صراحةً أنها لا ترغب بوجودي في حياتها لأني اؤثر عليها تأثيرًا سلبي سينعكس على طفليها وهي لا تقوى أن تؤذي طفليها بهذه الطريقة ، تخيل ؟!
ألقاها بضحكة ساخرة ليتبع بتعجب وعيناه تعتم بألم: لا أعلم حقًا ما المؤذي في أن أتواجد مع الطفلين ومعها ولكني لم أشأ أن أعارضها فلأجلها ولأجل صالح الطفلين سأفعل أي شيء وكل شيء فقط ليبقوا سالمين وبخير.
نطق علي الدين بذهول انعكس على وجه مازن الذي صمت: أنت لم تترك جود يا أدهم ؟! عبس أدهم بتعجب فأكمل علي الدين سريعًا- ظننت أنك من تركتها لأجل... حتى عندما علمت أنك تركت البيت بناءً على رغبتها ظننت أنك أشعت الحديث لأجل أن تحفظ لها مكانتها ومقدارها لم أتخيل أبدًا أنها من تركتك.
ابتسم أدهم ساخرًا وهز رأسه نافيًا: لا لم أفعل فالحقيقة هي من فعلت وأنا استجبت مرغمًا ، صمت باختناق ظهر في بياض عينيه اللذين تحولا للأحمر القاني - لأول مرة بحياتي كلها أفعل شيء رغمًا عني ولكن لم أستطع الرفض فهي لوحت بالورقة التي كانت تدرك جيدًا أني لن أقوى على تحديها أو مراوغتها فيها.
صمت وعيناه تشرد لينطق علي الدين بعد قليل: الأطفال رزق واسع من الله يا مازن ومنحة عظيمة لا تتبطر عليها يا ابن العم فيعاقبك الله على تبطرك فيما بعد.
ران الصمت عليهم إلى أن تحدث أدهم بجدية: برأيي اذهب لناجية وتحدث معها من جديد يا مازن فناجية قلبها طيب وستسامحك حتى إذ ما أغضبتها ستفعل.
ليربت علي الدين على كتفه من الاتجاه الآخر: واستمع لنصيحة عمار فأنت تحتاج لمعالجة نفسية كي تتخطى أمر موت والدتك فهو يؤثر عليك للغاية.
أومأ بتفهم لينطق بصوتٍ محشرج: چنى أخبرتني اليوم أنها بنفسها فعلت حتى تقوى على إنجاب الأطفال ونصحتني ببعضٍ من الأسماء سأذهب لأحدهم بإذن الله.
ابتسم أدهم باستحسان ليمزح علي: اصحبنا معك، تضاحك الجميع ليزفر على بقوة – حقيقةً نحن نسد النفس كما ينعتنا خالي العزيز أتينا لنمرح وها هي التعاسة تخيم علينا ثلاثتنا.
ضحك أدهم بينما أومأ مازن بالإيجاب ليهمهم علي بمرح: ولكن دعونا نتسلى قليلًا وأشاكس أنا مي حتى تتوقف عن رفض وجودي بل أدفعها أن تلح علي لأذهب إليها.
عبس مازن بتعجب: ألم تخبرنا أنك ذاهبًا بالفعل إلى أمريكا؟!
أومأ علي الدين بالإيجاب : نعم سأسافر في غضون الأسبوع المقبل إن شاء الله فسليم أوصاني أن أذهب لأتمم ما بدأته آسيا من تعاقدات ولأحضر حفل إيناس وأعد حفل حاتم القادم، تطلع إليه مازن بتساؤل بينما ابتسم أدهم الذي فطن لما يفعله ابن عمته الذي أتبع بمكر – ولكنها لا تدرك يا مازن يا حبيبي ولكن بعد ما سأفعله الآن ستصرخ بي قائلة "لماذا لم تأتي للآن يا شيخ علي الدين أم كنت تخدعني كعادتك؟!!"
ألقاها مقلدًا صوت مي فأجبرهما على الضحك هو الذي أتبع بمرح فِعلي وهو يستمع لتلك الأغنية الصادحة من حولهما: انظرا أنا أحب هذه الأغنية لنشارك مقطعًا حماسيًا مباشرًا ولنرى ردة فعل مسز مي عابد عليها .
...
يشاكسه علي فيهز رأسه بيأس بينما يدفعه أدهم الذي بدأ بالانسجام مع تلك الأغنية التي تحدثا عنها الاثنين اللذين يجاورانه فيهتف علي الدين بحبور: هيا قولوا للكاميرا تشييز.
تطلعا إليه سويًا بينما يتابع علي الذي من الواضح أنه خرج بثا مباشرًا لأعضاء صفحته التي في ازدهار ملحوظ بعد عودته من الخارج وحيدًا : لايف من الreunion .
قبل أن يندمج بالغناء هو وأدهم الذي انسجم مع الأغنية التي راقته على ما يبدو بينما يحثاه سويًا أن ينفعل معهما فيرمقهما ببسمة رزينة ويبدأ بالاستجابة رويدًا إلى الفيديو الذي يذيعه علي بينما يتمايل مع أدهم وهما يشدوان بمرح جلي إلى أن قطع انسجامهما اتصال ورد لعلي مزين بصورتها التي ومضت في تتابع مُصر حتى يجيبها علي الدين الذي مازحه أدهم بمكر: ظنك لا يخيب أبدًا يا شيخ علي .
قهقه علي الدين بمزاح ساخر: العشرة تكسب يا دومي.
ضحك أدهم بخفة قبل أن تتغضن عيناه بحزن تجاهله سريعًا وهو يدفن أنفاسه في ذاك السيجار الذي منحه له علي بأول السهرة فيعب منه تحت نظراته المتفحصة وصمته الذي آثره وخاصةً مع انطواء أدهم على نفسه ورفضه للحديث بأي شكل بعد ذاك البوح الذي كان مفاجئًا لهما، تجاهلا سويًا اتصال مي عندما اكتشفا أنه اتصال مرئي لدرجة أنهما لم ينطرا نحو علي الذي بدأ في إجابة اسئلتها عن حفل ال Reunion الخاص بدفعة المدرسة الذي لم يخططوا لحضوره ولكنهم فعلوا بآخر لحظة كنوع من تلطيف أجواء الحزن التي خيمت عليهم ، فوقف أدهم يحتسي شراب الكرز الذي يفضله بينما هو يتسلى ببعضٍ من المقرمشات فلم يلتقطوا اقتراب تلك التي أظهرتها كاميرا علي بوضوح وخاصة عندما هتفت بصوت مائع صاخب ومرح متزايد بأنثوية غنجة: باشا.
التفت ثلاثتهم بينما صوت مي الذي صدح قويًا: هل تلك تدعوك أنت؟!
ارتبك علي الدين بعفوية ليهم بالحديث ولكن الأخرى التي لم تنتبه لشيء آخر غير لذاك الذي وقف يرمقها بتفحص: لا تقل أنك لا تذكرني يا شاهبندر.
رد علي وهو ينفخ براحة خيمت عليه: بل تُحدِث أدهم طبعًا.
أدهم الذي وقف ينظر مليًا للسيدة أمامه يتفحصها قليلًا قبلما يهتف بتعجب: اووه نانسي أنتِ هذه حقا؟!
— حبيبي، ألقتها بغنج وسعادة مضاعفة خيمت عليها وهي تقترب منه ناوية احتضانه وتقبيله كعادتها ولكن تراجع أدهم للخلف ونظرته الحازمة أوقفاها هي التي لم تستلم بل اقتربت لتحتضن ساعده القريب وتكاد أن تلتصق به وهي تهمس بميوعة- أوحشتني يا دومي، كيف حالك؟!
ابتسامة رزينة زينت ثغره ليخلص ساعده منها بلباقة مجيبًا: بخير الحمد لله متزوج وأعول طفلين أحدهما قادم قريبًا بإذن الله.
لامست كفه تحتضنه بلطف: نعم أدرك أخبارك، وهل يخفى القمر وأخبار القمر؟!
ضحك بخفة ليسألها بنوع من اللباقة: وأنتِ؟!
هزت كتفيها لتهمس إليه بعتاب: اووه أنت لست متابعًا للساحة يا باشا، أصبح لي برنامجي الخاص ويذاع مباشرةً أيضًا في موعد عرض مميز.
مط شفتيه بتعجب صادق: حقًا ؟!! ظننتك لازلتِ في المدرسة تحققين أحلام الشباب، انطلقت ضحكتها صاخبة ليتابع بلطف- مبارك عليكِ برنامجك اعذريني فأنا للأسف متابعتي الإعلامية ليست جيدة.
ضحكة غنجة انفلتت من بين شفتيها هي التي كادت أن تلقي بنفسها داخل صدره: نجعلها ممتازة يا باشا ، كم شاهبندر لدينا؟!
ابتسامة ماكرة رسمت ثغره ليجيب بهدوء وهو يدفعها بلطف بعيدًا عنه: ولا واحد .
عبست بعدم فهم لتسأله وكأنها لم تفقه معنى حديثه: ما رأيك لأستضيفك يومًا عندي ونجري لقاءً إعلاميًا مميزًا بوجودك.
تمتم بلباقة ورزانة زينت ملامحه: حسنًا لا مانع لدي.
أكملت وهي ترفع كفها لتفرده على ذراعه قرب كتفه: ولكن لأنك ضيف مميز وخاص لنعد اللقاء لدي بالبيت، سأدعوك للغذاء أولًا وبعدها لنثرثر قليلًا كالأيام الخوالي، ألقتها وهي تغمز له بطرف عينها لتتبع وهي تلتصق بصدره بالفعل- اشتقت لأوقاتنا سويًا.
انتبه على علي الذي يشير إليه فيكتشف تلك التي تجاور مي بوجه محتقن وكأنها كشفت عن وجودها عندما التقطت وجود تلك الرخيصة التي تلتصق به وتدعوه بوضوح وفُجر لم يهتما بهما وهو يلتقط اكفهرار وجه الأخرى التي احتقنت عيناها بغضب قوي أعتم رماديتيها قبل أن تدفع الهاتف من يد مي وكأنها لا تريد أن تنظر نحوه فيسبل جفنيه يحاول أن يلملم ابتسامته من فوق شفتيه ويجيب بمراوغة: كانت أوقات رائعة ، حسنًا سأرى مواعيدي ونتحدث.
تهللت ملامحها بفرحة وفوز ومض بعينيها لتهتف بضحكة صاخبة وخاصة بعدما منحها أرقام هاتفه: حسنًا ولكن إلى أن نتحدث أنت اليوم معي.
تطلع إليها بتساؤل وهو يتراجع للخلف: معكِ كيف؟!
احتضنت ساعده بكفيها لتجذبه نحوها: معي، لتشب على قدميها تكاد أن تقبل وجنته- تعالى لنتحدث ونرقص ونعيد ذكرياتنا سويًا عند الشجرة الكبيرة لازالت كما هي تزين الملاعب
ضحك بخفة ليهمس إليها وهو ينظر إلى عينيها وجهها القريب منه: للأسف لا أستطيع، أنا متزوج وأحب زوجتي.
تطلعت إليه بعدم تصديق لتهمس بضحكة جافة: حقًا ، غريبة ، ما سمعته عنك أنك لازلت كما أنت وتتزوج من ترغبها .
تمتم بتمهل وهو يبعدها عنه في حركة جادة: لا تصدقين كل ما تسمعينه يا عزيزتي.
مطت شفتيها بعدم تصديق: إذًا هل أصبحت مستقيمًا بعد الزيجة رقم كم؟! رمقها من خلف رموشه دون إجابة لتتبع بفضول قوي – أريد أن أعرف من تلك التي استطاعت أن تؤثر بك هكذا؟!!
دفعها لتبتعد عنه وخاصة وهو الذي التقط أن الاتصال المرئي أنهته مي بسرعة بعد ما أخبرت علي "سأهاتفك ثانيةً يا علي الدين فآسيا انصرفت باندفاع وأنا لن أقوى على تركها تنصرف بمفردها وخاصة وهي هكذا"
تطلع لعلي الذي لوى شفتيه باستياء فابتسم برزانة حاول التمسك بها: ليس من شأنكِ، شكرًا على دعوتكِ ولكن لن أقوى على ترك رفاقي.
عبست لتهم بأن تتبع بإلحاح ظهر في عينيها جليًا ولكن رنين هاتفه الذي صدح جليًا مزينًا بصورة تلك التي أظهرت غضبها وغيرتها عليه أجبره أن يعتذر منها بجدية هو الذي أغلق الاتصال بتعمد متوقعًا أنها لن تعاود الاتصال به ولكنها فاجأته وهاتفه يومض برنينها من جديد ما أثار بسمته هو الذي همس معتذرًا وهو يبتعد عن تلك التي وقفت تنظر نحوه بإحباط خيم عليها ولكنه لم يأبه بها وهو يجيب بسماجة متعمدة بينما عيناه تومض بظفر ازداد دكنته وهو يستمع إلى صيحتها الهادرة بغضب مزج بغيرتها الجنونية هي التي صرخت في أذنه فأبعد الهاتف عن أذنه وهو يكتم ضحكاته المتسلية بسببها.
***
يتبع ..


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-24, 04:55 AM   #3340

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 986
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

يخطو للداخل يتبعه رجاله كالعادة هو العائد من اجتماع سري غير معلن وليس رسمي يجمع كبار رجال بعض الدول تحت مظلة رجل الدولة الأول والذي أصبح نادر الظهور بالآونة الأخيرة فيقال أنه يبعد عن الأضواء متعمدًا، رجل هو يحمل إليه الكثير من المكانة والتقدير وبنفس ثِقل التقدير يحمل إليه البغض، رجل لم يؤثر فيه غياب ولده، ولم يزحزحه عن موضعه ولم يزلزل ثباته ولم يشغل عقله، بل قابلهم اليوم بكامل اعتداده وغمرهم بسطوة حضوره وفخامة بسمته وترحابه، زفر بضيق غمره فجأة وهو من ظن أن شيء مثل اختطاف الصغير الذي يتكتم عليه سيادته سيحدث ربكه تعطل خطاه ولكنه كان مخطئًا!!
فالآخر كان اليوم يهددهم بطريقة مبطنة وهو يفرد بعضًا من الأوراق التي كان يحتفظ بها لوقت ملائم يساومهم بها ونجحت المساومة فبعض الحاضرين اليوم تزلزل ثباتهم ورغم ادعائهم الواهي بالثبات إلا أنهم تقهقروا أما ذاك الذي جلس واضعًا ساقًا فوق أخرى بفخامة ملكية وسطوة أسد يراقب فريق من الضواري والذي رغم قوتهم يرتبكون أمامه.. يتراجعون للخلف بل ويرضخون مقدمين فروض الولاء والطاعة وقبول التعاون الجديد الذي سطر هو شروطه كاملة فما كان منهم إلا الموافقة المبدئية.
هو الذي أوقفه عندما هم بالانصراف فتطلع إليه باهتمام قابله ببسمة رزينة تحوي شراسة التمعت بعينيه قبل أن يحدثه بتروي: أتمنى تكون إقامتك مريحة وهانئة في مصر يا معالي المستشار.
ابتسم بلباقة: أكيد ، مصر بلدي الثاني وأنا أسعد عندما أتواجد برحابها.
رفع عيناه نحوه بنظرة خاطفة: بالطبع وخاصة عندما تكون بضيافة أحد مواطنينا الأعزاء.
ابتسم بتعجب ليجيب بثبات: ولكني لست بضيافة أحد أنا بقصري الخاص معاليك.
مط شفتيه بتفكير ليسأله ببغتة: إذًا زيد الحريري هو الذي بضيافتك؟!
لقد أسقط في يده فلم يجب للوهلة الأولى قبل أن ينتفض برفض مراوغًا: هل تراقبونني؟!
تطلع إليه أمير بدهشة مفتعلة: هل تفاجأت؟! رف بعينيه ليكمل أمير بلطف – أعتقد أن لو الأدوار متبادلة ستفعلون أنتم المثل يا سعادة المستشار، فوجود رجل مثلك بإقامة تعد طويلة نوعًا ما يجعلنا نتساءل ما الأمر الذي يبقيك طول هذه المدة في زيارة وطننا الحبيب
رفع أنفه بشمم: إذًا أنتم لا ترحبون بوجودي معاليك؟!
نهض أمير بتكاسل فراقبه هو بعينين صقرتين قبل أن يواجهه بثبات وخاصة أن أمير وقف أمامه مباشرةً: أبدًا ، مصر ترحب بجميع الأشقاء ولكن حقنا نتساءل.. صمت بطريقة مدروسة أجبرته أن يترقب لبقية حديثه الذي أتى هادئًا .. أنيقًا كعادته- لعلك ترغب في مساعدة ما نستطيع أن نقدمها لسعادتك.
ابتسم بعصبية : جزيل الشكر لسعادتك على عرضكم غير المتوقع ولكن أنا بخير .
— وولدك ؟! ألقاها أمير ببساطة ولا مبالاة أخنقت أنفاسه في حلقه هو الذي لم يقوى على الكذب فآثر الصمت ليكمل أمير ببسمة رزينة- أبلغه تحياتي وأخبره أني انتظر جزئه من الاتفاق فإذ ما أراد أن أمنحه حريته عليه أن يقوم بدوره.
تطلع إليه بعدم فهم حقيقي أجبر أمير على الابتسامة بظفر كضاري أوقع فريسته ولكنه متخم فلا يرغب في تناول طعامه الآن هو الذي أنهى اللقاء بإيماءة من رأسه: نورت مصر بزيارتك وإقامتك.
وهاك هو عاد لمنزله يبحث عن ولده الذي لم يخبره عن أي اتفاق يتحدث عنه الخيال، توقف وهو يلتقط وجوده بمكتبه الكبير فيعبس بتفكير ويخطو بخفوت يقوى على اتباعه عندما يرغب هو الذي كان يومًا ما أحد عملاء وطنه المتخفين قبل أن يصبح بتلك المكانة السياسية الكبيرة فيتطلع لذاك الذي جلس مضجعًا لا يحمل همًا للدنيا بل وكأنه يظهر تكاسله عن عمد بينما بداخله مترقبًا لكل شيء، ورغم تخفيه ورغم أن ولده لم يلتقط وجوده إلا أن ذاك الأخير ابتسم وهتف بصوتٍ عالٍ: حمدًا لله على سلامة سعادتك.
عبس بتعجب وهو يخطو متحررًا من مخبأة بينما زيد الذي اعتدل بجلسته تزداد ابتسامته بزهو: لا تعبس للحق أنا لم ألتقط حركتك ولكني التقطت عطرك الملكي الفخم يا بابا.
زفر أبوه بضيق حقيقي وهو يخطو نحوه يجلس على الكرسي المنفرد سائلًا دون تباطئ: ما الاتفاق الذي يدور بينك وبين الخيال يا زيد؟!
ابتسامة كسولة رسمت ثغره ليسأله بلا مبالاة : هل قابلت سيادته؟
— زيد، هدر بها في حزم أجبرت الأخير على أن يرفع عيناه نحوه برفض واعتراض قوي قابله بتحدي ليكمل بجدية – أخبرني هل يملك الخيال شيء يدينك به أو يقوضني عن طريقه؟!
ابتسامة ساخرة ناوشت ثغر زيد بينما يومئ برأسه في علامة تفهم: هكذا إذًا ؟! أنت خائفًا من أن يكون الخيال يملك ما يقوضك به .
صاح فيه بانفعال: ويؤذيك به هل تتخيل أنه سيتركك حرًا طليقًا هكذا دون أن تدفع الثمن.
تطلع إليه زيد مليًا : بل أدرك انه لن يتركني أبدًا حتى لو نفذت جزئي من الاتفاق وسددت الثمن كاملًا، لذا أخبرتك أن علينا الخلاص منه .
هدر برفض واضح : لن نقوى على ذلك، وليس من صالحنا الآن.
ردد زيد بتعجب: صالحنا .. من نحن؟! تطلع إليه أبوه بنظرة صارمة فضحك بخفة وأومأ برأسه - آها أنت تتحدث عن وطنك وبلدك وشعبك الذي تهتم لصالحه وأمنه.
تعجب بوسعده ليهدر بجدية: بالطبع أهتم وكثيرًا أيضًا ألا تفعل أنت؟!
مط زيد شفتيه بتفكير : لا ، لا أفعل، شحبت ملامح بو سعده تدريجيا ليكمل زيد بتعجب - عن أي وطن تتحدث يا بابا ، عن ذاك الذي تحمل أنت جنسيته أم لذلك البلد الذي ترعرعت أنا بين جوانبه وأحمل جنسيته، أي بلد وأي وطن وأي هوية واي انتماء يا بابا، أنا لا أنتمي لأحد سواي .
نهض واقفًا ليتابع بصدق ويقين بمنطقه: زيد ينتمى لزيد .. يحب بزيد ويهتم بصالح زيد ، وزيد فقط.
تطلع إليه بعدم تصديق فأتبع زيد ببسمة فاترة غير صادقة: أعتذر إذ ما هدمت أمانيك وأحلامك فيّ ولكن هذا هو أنا، طفل تربى ليغدو شاب لا يملك هوية أو أصل، تربيت لقيط رغم أني أملك اسم عائلة كبيرة تملك الكثير من السطوة.. النفوذ .. وثراء فاحش قدم من تجارة السلاح، فتحررت أنا من كل شيء سوى تجارتي وحبي لنفسي وانتقامي من أعدائي، والخيال عدوي حتى إن أبرمت معه العديد من الاتفاقات، سأنفذ ما يخدم صالحي.
نهض واقفًا ليكمل باستهانة: وهو عليه قبول ما سأمنحه إليه فلم يكن عليه أن يبرم اتفاق مع ولد حرام لا يملك روح ولا ضمير .
انتفض بو سعده واقفًا: لا تعادي الخيال يا زيد فهو لن يرحمك.
ابتسم بخفة ليجيب بومضة جنون اندلعت بعينيه: إذ ما استطاع وفلت من براثني فأنا بدوري لن أرحمه.
جحظت عيناه بصدمة قوية فأتبع زيد بعدم مهادنة: فقط انتهي من أوراق إسماعيل حتى أستطع أن أصحبه معي .
تصلب فكي أباه أمام عينيه ليكمل متسائلًا: اذ ما ظل اتفاقنا ساري بالطبع سعادتك .
رف بعينيه كثيرًا ليجيبه: بالطبع يا بني أنا لن أخلف وعدي لك قط ولكن ..
أشاح زيد له بكفه: أخرج نفسك مما بيني وبين الخيال يا بابا ، فأنا أقوى على الصمود أمامه .
هز بو سعده رأسه نافيًا فأشار إليه زيد بعينيه : لا تخف خلفي أناس يستطيعون فعل الكثير.
هدر بوسعده برفض حقيقي: لا أحبذ استعانتك بهم ولا تحالفك معهم يا زيد فهم سيوذونك عندما يحصلون على ما يرغبونه.
ضحكة ساخرة انفلتت من حلقه: لذلك أنا لا أمنحه لهم أبدًا، ولكن لأجل أغراضي مستعد أتحالف مع الشيطان يا بابا فأنا دومًا أحصل على ما أريد وسأفعل.
ارتجف قلبه .. ضاقت روحه ليسأله: وأنت ماذا ترغب يا زيد؟!
ابتسامة شيطانية رسمت ملامحه : شاهد بترقب وأنا أعدك أنك ستستمتع يا سيدي.
ألقاها وغادر وهو يهتم بهاتفه الذي وردته رسالة مقتضبة جادة أثارت بسمته المتسلية فلم يهتم بمن خلفه وراءه والذي ظل يراقب حركته.. خطواته الرشيقة .. وانتشاءه بغرور أثار خوفه وترقبه لذاك الذي يحويه ببيته يمنحه غطاءه ويضمه لكنفه فيراسل أحد رجاله الأمناء بأمرٍ محدد واضح يدرك أن الأخير سينفذه ولو على رقبته.
***
ودع أبناء عمومته بعدما أعلن علي أنه سيصحب مازن معه فأمه أكدت عليه أن يأتي به ليقضي ليلته ببيت عمته التي اشتاقت إليه ويكمل بقية الأمسية معه وخاصة وهو الذي سيسافر قريبًا عائدًا للمزرعة وخاصة أنه لم يترك عمله بل ظل في مقره حتى بعدما غادرت ناجية لتظل ببيت عائلتها في خضم الشجار الذي نشأ بينهما، علي الدين الذي اقترح عليه أن يرافقهما ولكنه رفض متحججًا بموعد عمل هام في الصباح سيحدد على إثره موعد سفرته القريبة فيشاكسه علي بخفة: موعد عمل أم ستلحق بنانسي؟!
ضاحك أدهم مشاغبًا: إذ ما أردت اللحاق بنانسي سأصحبكما معي لتشهدان على العقد يا شيخ علي الدين .
قهقه علي ضاحكًا بينما سخر مازن بلذوعة: لا تفتقر للزوجات يا أدهم بك، اذهب لإحدى زوجتيك وصالحها أو صالحهما الاثنتين واتركك من ذاك الماضي العفن الذي كان سببًا واضحًا في خسارتك وضياع طريقك قديمًا.
حينها أسبل جفنيه قبل أن يتعمد وخز ابن عمه: ماذا نفعل يا مازن أنه القدر يا صديقي فالماضي يطاردنا جميعًا فلا يتركنا نسعد بحياتنا بل يظل يخيم بشبحه من فوقنا .
تصلبت ملامح مازن بينما نطق علي الدين الذي لم يغفل على تبادلهما النظرات بتؤدة: ولا سبيل للفرار منه يا سادة لذا علينا تقبله .. التعايش معه والتأقلم أيضًا.
صمت وخيم حط على ثلاثتهم أنهاه هو عندما ألقى تحية المساء قبل أن يغادر في سيارته الرياضية التي أصر على قيادتها الليلة بينما تتبعه السيارة الكبيرة المحملة برجاله ورمزي بداخلها فهو لم يشأ أن يتقيد عندما أعاد آسر لأمه بموكب السيارات بل ضجر من رمزي عندما نهاه عن الاستجابة لأفكاره الرعناء فأجابه بحزم: أنا ذاهب لحفل التجمع السنوي لدفعته بالمدرسة يا رمزي موكب السيارات فكرة سيئة للغاية لذا سأقود سيارتي الأثيرة واتبعني أنت والرجال في السيارة الكبيرة لا آبه حقًا فقط اتركني أمضي الأمسية على سجيتي.
حينها هدر رمزي بعدم رضا: سعادته لن يقبل بذاك التهور يا أدهم باشا، قلب عيناه ليكمل رمزي بجدية – وإياك وأن تفكر أنه لن يعرف.
زفر بقوة: بل أعلم أنه سيدرك الأمر بالطبع ولكني لا أفعل ما يشين أنا ذاهب لحفل في المدرسة ومعي أبناء عمومتي.
تمتم رمزي بجدية : هناك خطورة عليك.
غمزه بشقاوة : لا تخف لن أموت الليلة.
عبس رمزي برفض وضيق حل عليه فضحك وشاكسه بملامحه وهو ينفذ ما أراد فينزلق قائدًا سيارته بسلاسة وينطلق بها ببعض من الحرية التي افتقدها مؤخرًا وهاك هو يعود إلى ذاك البيت بعد ليلة كادت أن تكون جيدة وخاصة بعد تلك المشاجرة التي نشأت بينهما والتي أزادت من سعادته فالهبلاء التي تخاصمه لأجل ما فعله بها منذ أن كانت برفقته غيرتها الليلة تحكمت بها ودفعتها أن تخرج من شرنقتها التي تهرب منه وتهاتفه بل صياحها في أذنه بغضب وغيظ وصلاه جيدًا وهي التي منحته فرصة ذهبية كي يكايدها قبل أن ينهى الاتصال متعمدًا حتى لا تنفلت ضحكاته وتركها تصطلي بنيران غيرتها التي تقيدها إليه أكثر فأكثر حتى تعيدها إليه مرغمة، ورغم ابتهاجه باتصالها إلا أنه غاضب منها هي التي لم تقوى على إدراك ما يمر به في بعادها فتظن به السوء وتتشبث بصورة مشوهة من ماضيه كما أخبره علي عندما رفض تلك النانسي رفضًا صريحًا فأخبره محللًا في بوح مفاجىء أنه لا يقوى على العودة لذاك الضلال الذي كان يغرق فيه بعدما منّ الله عليه بفضله فاقترن بزوجته ثم كافئه فاقترن بها.
أقر أن علي الدين محق فهو لا يقوى أن يعود لما كان فيه بعدما أدرك معنى استقرار حظى به في ظل جنة عامرة بحب جود واكتمال تام ناله في رحابها هي التي رغم عضبه منها بسبب ابتعادها هروبها وفراقها إلا أنها دومًا حاضرة.
رنين هاتفه الذي صدح فجأة أنبهه لاتصال قادم من جود أثار ترقبه هو الذي أجاب سريعًا وخاصة وهي التي لا تهاتفه متأخرًا هكذا منذ تفعيل اتفاقهما سويًا: مرحبًا يا جود هل أنتما بخير؟!
تنفس جود لسريع أنبهه بأنها تعاني من خطب ما: نعم بخير لا تقلق فقط أردت الاطمئنان عليك وأنت الذي لم تعد للآن.
عبس بتعجب لينظر من نحوه متسائلًا: أعد لأين ، هل كنتِ تنتظرين عودتي للبيت هل اتفقنا على ذلك الأمر وأنا نسيت أم هناك ما فاتني؟!
كحت بحرج لتهمس بتروي: بل لبيتك، قصدت أن تعود لبيتك .
ارتفع حاجبيه بتعجب ليسألها: وأنتِ كيف تدركين أني لم أعد لبيتي، ليتبع بتفكه - هل تراقبينني؟!!
زفرت بقوة: بالطبع لا يا أدهم كيف أفعل ذلك هل أستطيع الحركة من الأساس ؟!
سألها بسماجة تعمدها: إذًا كيف أدركتِ أني لم أعد للبيت ثم ما الذي حدث لتطمئنين علي منه ؟!
صمت لوهلة ليسأل بفطنة: أنتِ الأخرى شاهدتِ المقطع المصور الذي نشره علي الدين ؟
زفرت جود بضيق: مصر كلها شاهدته.
انفجر ضاحكًا بصخب أجلى الحزن ولو قليلًا من قلبه هو الذي سألها من بين ضحكاته وعندما شعر بانكتام أنفاسها هي التي زفرت باسمه معاتبه: هل تشعرين بالغيرة بدوركِ يا عزيزتي ؟!
عضت شفتها لتضايقه بتعمد: وهل هناك من يشعر بالغيرة غيري، أنا الوحيدة من تأبه لأمرك يا عزيزي؟!
انتشى بزهو وبسمته تشكل ملامحه لينطق بغطرسة وغرور: بل الجميع يشعر بالغيرة بل يتميزن من الغيظ وتأكلهن الغيرة ويعضضن أصابعهن ندمًا على ما فرطن به بكامل إرادتهن فهن لم يقدرن قيمة النعمة جيدًا يا أم أولادي الغالية.
شعر بها تتنفس بعمق قبل أن تجيبه بحديث منظم وكأنها حفظته كثيرًا ورددته أكثر على نفسها: بل أنت من لم يُقدر أي شيء بل لازالت كما أنت لا تقوى على تميز الخبيث من الطيب من الأشياء يا أدهم بك وتستجيب لبضاعة رخيصة تترمى من فوقك وتقارنها بأثمن الأشياء ، أتدرك أنا مخطئة أني هاتفتك لأطمئن أن تلك الحقيرة لم تغرغر بك.
انطلقت ضحكته صاخبة مجلجلة تملىء الكون من حوله هو الذي أجابها بضحكة رائقة: تغرغر بي؟!! هذه كنت أغرغر بها أنا ومثيلاتها وأنتِ تنامين بحضن أمك أو تحلمين بي في حديقة القصر يا جود هانم
اختنق حلقها ليتبع بهمس مستفز: ما رأيك أستطيع أن أعود اليك لأغرغر بكِ لطالما كنت ماهرًا معكِ واستطعت الإيقاع بكِ بسهولة.
انكتمت أنفاسها لتهمس بعد برهة: حسنًا يا أدهم افعل ما تشاء فقط إذ ما كان ذلك ما سيريح قلبك ويسعدك لتفعله.
هدر بصرامة : لا شأن لك يا جود ، ألم تطلبي الانفصال وأنا منحته لك؟! حسنًا اهتمي بشؤونك من فضلك واتركيني أحيا بالطريقة التي تريحني.
زعقت بعصبية وغضبها ينفلت من عقاله: هل معنى أني طلبت الانفصال أن لا أعترض على تصرفاتك يا أدهم وخاصة إذ ما ستضرني بشكلٍ أو بآخر؟!
مط شفتيه بتعجب ليسألها: وما الذي فعلته لكل ذلك بل ما الذي ضررتك فيه الآن؟!
زعقت بغضب لم يشعره منها قبلًا: أن تظهر أمام الجميع وإحداهن تغازلك علنًا وأنت مستجيب هذا لا يضرني ويقلل من شأني يا أدهم؟!
ارتفع حاجبه الأيمن بتعجب ليسألها بضحكة مخفاة: اوووه هل وصل الأمر لذلك الحد ؟! ثم منذ متى تهتمين بهذه الأشياء يا جود هانم ؟!
زفرت بقوة لتجيبه بحدة : منذ أن أصبحت جود هانم الجمال يا ابن الجمال ، لا تنسى مكانتي من مكانتك أليس هذا حديثك؟! أم تبدل الحديث لأنه لا يناسبك لأنك ترغب في فعل ما يحلو لك.
صمتت لوهلة لتتابع بحزم: ثم ليس معنى أني وافقت أن تقترن بأخرى غيري وتفز بحب حياتك لأجل أن تكن سعيدًا كما تستحق أن تظن أني سأسمح لك بأن تهدر كرامتي لأجل مغامرات لا معنى لها سوى تخبط وعدم نضج يا أدهم ، تبدلت ملامحه بإدراك تدرج على وجهه لتستطرد هي بصلابة – إذ لا تفكر في وفي ولدك ومظهرنا أمام مجتمعكم المخملي الراقي فكر في سمعتك وكرسي البرلمان واسم عائلتك وأعلم أني وافقت على زواجك من آسيا لأنها آسيا ليس لأني أقبل بالمبدأ نفسه.
ران الصمت عليهما هو الذي ضيق عيناه بتفكير ليسألها وحدس قوي تملكه متجاهلًا حديثها بأكمله: من أخبرك أني سأتزوج ثانيةً ، ليتبع بتساؤل واضح مباشر تعمده كي يجفلها فلا تقوى على الهرب- هل راسلتكِ آسيا أو تحدثت إليكِ؟!
لم تجفل .. لم تهتز هي أكثر من تدرك أساليبه المراوغة في الحديث فابتسمت ساخرة : بل لأني أدركك جيدًا يا باشا وأدرك أنك لن تقرب امرأة في الحرام، لم تفعلها شابًا يافعًا بل ذهبت وتزوجت من تلك التي تكبر ابن عمك الكبير هل ستفعلها الآن وأنت رجل كبير ناضج متزوج من اثنتين ولك من الأبناء اثنين أحدهما أوشك على الوصول.
ابتسامة رزينة زينت ثغره: إذ ما كنت تدركينني جيدًا يا جود لماذا منفعلة هكذا؟! هل شككتِ ولو للحظة أني أدني بنفسي لتلك بعدما رافقتكِ وتزوجت منكِ؟!
تنفست بعمق لتجيبه بعد قليل: لم اشكك فيك لحظة يا أدهم ولكني لا أنكر شعرت بالغيظ والغيرة والغضب والخوف .. صمتت ليختنق حلقها متبعة- خفت عليك أن تذل في لحظة يأس أو غضب لذلك هاتفتك لأتأكد من عودتك للبيت سالمًا
— لا تخافِ، نطقها بحزم ليكمل بجدية - أنا عائدًا للبيت بمفردي فليس عليكِ الانفعال لأجل أي شيء وترفقي بنفسكِ واهتمي بها فالطبيبة حذرتنا من الانفعال يا جود أم تريدين الولادة مبكرًا أم ماذا؟!
زفرت بعمق لتربت على بطنها المنتفخ قبل أن تجيبه بجدية: أنا بخير لا تقلق .
شاغبها بتعمد : بل قلق وأفكر أن أعود لكِ حتى اطمئن عليكِ بنفسي ولا تخافِ اتفاقنا ساري سأبيت بجوار آسر فقط لتطمئني سعادتك اني لن أذل وأفقد نفسي بأي شكل أو آخر ، إلا إذا ما سمحتِ أن أفقد نفسي معكِ صدقيني لا أمانع البته.
ضحكت مرغمة لتهمس إليه: لا شكرًا لك ، لا نرغب في ازعاج سعادتك عد فقط لبيتك سالمًا في حفظ الله ورعايته.
تمتم بعفوية: سأفعل إن شاء الله ، سأمر على آسر في موعدنا .
أومأت بتفهم: بإذن الله سننتظرك، تصبح على خير.
أجابها بالتحية في لباقة ثم أغلق الاتصال وهو يسلك تفريعة الطريق الجانبي للطريق السريع الذي سيأخذه نحو بيته منشغلًا بهاتفه فلم يلحظ تلك السيارة التي تحركت من خلفه تتبعها سيارة كبيرة فصلت سيارته عن السيارة التي تحمل رمزي برفقة حرسه فلم تمنحهم حرية التقاط السيارة الرياضية الصغيرة التي انطلقت لتجاوره قبلما ينخفض زجاجها ويخرج منه ذاك المدفع سريع الطلقات الذي انطلق دون توقف .
لقد اهتز ثباته أولما شعر بتلك النقرات القوية التي ارتطمت بالنافذة الزجاجية العازلة لتنحرف السيارة تحت قيادته هو الذي استدار لينظر ما الذي ارتطم بزجاج نافذته فتتسع عيناه برعب دفعه أن يضغط بقدمه أكثر فتزأر بقوة وتنطلق بسرعة فيتخطى تلك السيارة التي تجاوره ليندفع من أمامها وهو يهاتف رمزي ليصرخ به " إنهم يرغبون بتصفيتي" وهو الذي حول السيارة للقيادة الأتوماتيكية يشكر الله أنه استجاب لرمزي الذي أخضع جميع سيارته لمعاملة خاصة أمنيه فمنح زجاجهم طبقة مانعة وأخضعهم لمعالجة ما ليصبح معدنهم صلبًا صلدًا مصفحًا، فيبحث عن ذاك السلاح الذي دُرب عليه من قبل جيدًا يتأكد من وجود الطلقات به ليعده للانطلاق إذ ما حدث شيء جعله يستخدمه ليعود ويقود سيارته بمهارة وخاصة وهو يراقب اندفاع السيارة التي اقتربت منه بالفعل فحاول الفرار ولكن قائدها الذي كان مصرًا على إصابته تعمد الارتطام به من الخلف فافقده اتزانه ليسرع قليلًا فيجاوره، يحاول أن يوقفه مع محاولة فراره من محاولته الحثيثة على الارتطام به لتدور سيارته من حول نفسها العديد من المرات ليحاول السيطرة عليها وفي غمار محاولته لم ينتبه لذاك الذي اندفع نحوه ليرتطم بسيارته متعمدًا من اتجاه السيارة الآخر مع سرعة السيارة الهوجاء فيدفعها أن ترتطم بالجزيرة التي تفصل الطريقين لتطير للاتجاه الآخر وتنقلب عدة مرات قبل أن تستقر ساقطة أرضًا على سقفها.
انكتمت أنفاسه وعيناه تجحظ عندما هدأت سرعة السيارة الأخرى لتتوقف ويهم اثنين بالترجل منها ولكن اندفاع سيارة رمزي التي تخلصت من حصار السيارة الأخرى بأن اندفع الأخير ليمر من فوق الجزيرة الفاصلة فيعبر الطريق بينما يقترب فاتحًا شلال من الرصاص المتطاير ليصيب السيارة التي كانت تفصله عنه والسيارة الأخرى التي كانت تطارده ليعود الرجلين ليركباها وينطلق الجميع يلوذ بالفرار من أمام الرصاص الذي أمطرهم به رمزي ورجاله
رمزي الذي قفز من السيارة قبل أن تتوقف ليهرع نحوه يساعده على الخروج من السيارة المنقلبة بينما أحدهم يحدث الإسعاف لتأتي وتنقذه هو الذي شعر بألم حاد في كتفه.. ساقه ورأسه الذي شعر بها مصابه بشكلٍ ما وهناك سائل لزج ينساب ببطء على جبهته فيضرجها بحمرة دماءه القانية قبل أن يفقد وعيه فيغلق عيناه مستسلمًا لغيبوبة ألمت به وأجبرت رمزي أن يزأر بجنون عندما فشل في أن يخرجه من السيارة المتضررة مما حدث لها فهتف بالرجال كي يعيدوها لوضعها الأصلي لعله يستطيع إنقاذه فيتكاتفون جميعًا لإخراجه مع وصول سيارة الإسعاف فيلحق بهم المسعفين ليشاركون في عملية إخراجه التي تمت اخيرًا فيتم نقله بينما يطبع رمزي رساله هامة من هاتف خاص جدًا يستخدمه ادهم مبلغا سعادته عن الحادث الذي تعرض له رئيسه.
***
يتبع ...


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:08 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.