آخر 10 مشاركات
عذراء فالينتي (135) للكاتبة:Maisey Yates(الجزء 3 سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          83 - عصفورة الصدى - مارغريت واي (الكاتـب : فرح - )           »          صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          زوجة مدفوعة الثمن (44) للكاتبة:Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وقيدي إذا اكتوى (2) سلسلة في الغرام قصاصا * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : blue me - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree437Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-10-20, 11:50 PM   #31

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس الصحراء مشاهدة المشاركة
روعه الفصل حلو كتير ابدعت في الاحداث والمواقف والمشاعر والاحاسيس بين الابطال بجد اسلوب رائع واحداث ومشاهد سلسه ومميزه منتظرين الباقي ع نار سلمت اناملك ان شاء الله لا تتاخري وتستمرئ بتنزيل الفصول وشكر ان شاء الله معك لنهايه
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moon roro مشاهدة المشاركة
فصل رائع وجميل جدا وسرد سلس تسلم ايديكي على المجهود
ميرسي ربنا يخليكى ♥️

Adella rose likes this.

رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-20, 01:02 AM   #32

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 6 والزوار 4)
‏موضى و راكان, ‏blue fox, ‏رنا الليثي, ‏Dall, ‏Moon roro, ‏شمس الصحراء

Adella rose likes this.

موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-20, 01:06 AM   #33

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رواية جذابة بشدة تجعلك لا تريدين تركها دون الوصول الى النهاية

موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

Adella rose likes this.

موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-20, 12:31 PM   #34

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
رواية جذابة بشدة تجعلك لا تريدين تركها دون الوصول الى النهاية

موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
ميرسي حبيبتي😘♥️♥️

Adella rose likes this.

رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-20, 12:46 AM   #35

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 2 والزوار 0)

‏موضى و راكان, ‏ملك اسامة

Adella rose likes this.

موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-20, 08:12 PM   #36

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس

صباح جديد لا تعلم ما يحمله لها و لكنها غير مستقرة تشعر و كأن شئ ما سيحدث ذهبت إلى خزانة الملابس شاردة لا تعلم ماذا ترتدى إلى أن وقعت عيناها على قميص شتوى وردى ثقيل فابتسمت له و تحضرت سريعاً و اتجهت إلى شركتها و سرعان ما وجدت نفسها بمكتبها شعرت أن كل شيء ثقيل حتى الهواء الذى تتنفسه جلست خلف المكتب تحاول أن تعلم ماذا بها هل هذا الشعور بسبب قرار سيلين أم إنه بسبب ما تؤول إليه الأحداث بينهم و بين سمير كانت في حيرة حقيقية قطع تفكيرها دخول شيماء و على وجهها ابتسامة مشرقة حتى جلست أمامها و شرعت فى التحدث مردفة
لدى خبر سوف يسعدك..عرسى بعد خمسة أيام فى قريتى_
ابتسمت لها بحبور قائلة
مبارك حبيبتى و لكن أليس ذلك سريعاً _
أومئت لها شيماء و قالت
أعلم و لكن ذلك رغبة عمى لقد شرط أيضا أن يتم_
كل شئ بالقرية ليكون معى أهلى و أهله
قامت من مكانها و التفت لتحضن شيماء مباركة لها بحبور :فأكملت شيماء مردفة
لابد أن تأتى إلى العرس أنتِ تعلمين أن ليس لدى أخوات_
و أنتِ صديقتى و رفيقتى و أختى
أومئت لها سهيلة واضعة يديها فى بنطالها الأبيض مردفة
بالطبع حبيبتى و لكن بعد موافقة سيلين _
ابتسمت لها شيماء بفرح حقيقى شاكرة إياها و خرجت لتترك سهيلة تتصل بسيلين و بعد لحظات تلقت الرد فبدأت الحديث قائلة
أنظرى سيلين عرس شيماء بعد خمسة أيام و سوف يقام_
بقريتها و يجب على أن أسافر معها لأنكِ تعلمين أنها وحيدة و كنت أريد أن أعلم هل سيتم أى خطوة بموضوعك فى ذلك الوقت و هل أستطيع أن أذهب أم لا؟
شعرت سيلين بأن واجب عليها أن تجعلها تذهب لتغير من نفسيتها قليلا فهى تشعر بأنها تعانى إثر قرارها المفاجئ بالموافقة و عدم إستشارتها لها فردت بنبرة حنونة مردفة
اذهبى عزيزتى بالطبع و سأتحدث مع ماما لأقنعها متى _
سوف تسافر شيماء؟
لا أعلم سوف أسألها و أخبرك عندما أعود للبيت_
قالتها سهيلة و هى تفكر فى كيفية صياغة ما يجول بصدرها ليخرج فى جمل بسيطة و عندما طال صمتها سألتها سيلين مردفة
هل أنتِ بخير؟ _
تغاضت سهيلة الرد على سؤالها و اردفت
هل أنتِ متأكدة من قرارك؟ و إذا كنتِ متأكدة لماذا_
لم تخبرينا من قبل؟ لماذا ظللتِ صامتة؟
لم تستطع سيلين أن ترد فقالت لها بنبرة حكيمة
سوف نتحدث حينما أعود سهيلة_
قالتها و أغلقت المكالمة لتترك سهيلة مشتعلة و تحدث نفسها قائلة
متى تعلمتِ فن الهروب سيلين؟ _

********
أمر شيماء منذ قليل بأن تحضر له آخر فاكس من المستوردين وخرجت من مكتبه لتتركه وحده مرهق من كثرة التفكير هل ما علمه حقيقة؟ هل بالفعل زوجة أبيه تخون أباه مع ذلك الصبى؟ لا يعلم هل عليه أن يكذب أم يصدق؟ هل عليه أن يتدخل ليردعها أم يتركها؟ طرقات رقيقة يعلم صاحبتها جيدا أيقظته ليرد بصوته المفعم بالرجولة مردفا
أدخلِ سهيلة _
دلفت إليه سهيلة و على وجهها ابتسامتها المعسولة لتجذب نظره بشدة رغم إرتدائها ذلك القميص الطفولى من وجهة نظره شعر بأنها امرأة متغيرة متجددة تستطيع أن تتشكل بأى شكل تريده و العجيب أنها كلما تغيرت لبق بها ذلك التغيير ها هى اليوم أبصرها طفلة فى ردائها الوردى ذاك أضفى عليها ذيل الحصان الكستنائى هذا مزيجا من الرقة و الجمال جلست أمامه قائلة
صباح الخير مستر آدم…كيف حالك؟ _
ابتسم لها ابتسامة بسيطة و رد مردفا
صباح النور سهيلة….أنا بخير ماذا عنكِ؟ _
وضعت ساق فوق ساق بمزاح قائلة
أفضل منكَ_
ضحك فضحكت معه برقة فسألها مردفا
ها أخبرينى ما سبب هذا الصباح الجميل؟ _
التفت له بكامل جسدها و ردت قائلة
أريد أن أتقدم بإجازة لى و لشيماء لمدة عشرة أيام _
قطب حاجبيه متعجبا فرد مردفا
لماذا؟ هل هناك شئ ما حدث؟ _
لعقت شفتيها قبل أن ترد مما جعله يركز ناظره عليهما فى تشتت واضح و لكنه استعاد تركيزه بصوتها المردف
لا لا لم يحدث ولكنه فقط عرس شيماء و سيقام فى قريتها_
لذلك سوف أسافر معها من الغد
تعجب و رجع فى مجلسه مردفا
و لماذا لم تأتِ شيماء لتخبرنى؟_
ردت فى تعجب واضح
لا أعلم حقا…ربما قد نست_
ضغت على زر فى مكتبه لتدلف إليه شيماء و معها الفاكس فابتسم فى وجهها بينما تعجبت هى من وجود سهيلة قطع آدم حيرتها عندما اردف
_مبارك أيتها العروس..محظوظ ذلك الصبى
ابتسمت فى خجل و توردت وجنتيها بينما اتسعت ابتسامة سهيلة فى فرح فسألها قائلا
_ألن أكون فردا من العرس؟
خجلت كثيراً فتولت سهيلة الرد بحماس قائلة
_بالطبع مستر آدم و يمكنك أن تجلب زوجتك معك أيضاً
ضحك و رد مردفا
_زوجتى التى أدميتى وجهها؟
تحرجت كثيراً و لم تجد الرد المناسب فرفع عنها الإحراج قائلا
_بالتأكيد سوف آتى و سيشرفنى ذلك كثيراً
هللت شيماء قائلة
_حقا لا أصدق نفسى سوف أذهب لأخبر حسام
قالتها و خرجت لتخبر خطيبها بينما استقامت سهيلة من مجلسها و هى تستأذن و التفتت لتخرج فوجدته يقول
_سهيلة... لا ترتدين ذلك البنطال مرة أخرى
التفتت له و كادت أن ترد ردا ناريا فأكمل
_لم أقصد شئ و لكنه قد قطع من الخلف
قال جملته و وجد وجهها تحول إلى حبة فراولة فقام من مجلسه هو الآخر و رفع سترته الجلدية من على علاقته الخاصة و اقترب منها قائلا
_أعلم أن ذلك خطأ و لكن لا يجب أن تخرجِ هكذا وسط العاملين اعقدى تلك السترة على خصرك حتى لا يظهر أى شئ
ابتسمت له و تناولت منه السترة بيد مترددة و عقدتها فى إحراج ثم شكرته و خرجت ليتنهد لاعنا فى نفسه حظه العاثر...خرجت إلى شيماء تسألها عن سترة معها لتستر بها جسدها و بالفعل أعطتها وشاحا لتعقده حول خصرها و أعطتها سترة آدم قائلة
_أدخليها له و اشكريه كثيرا...
أخذتها شيماء و ابتسمت لها فى خبث مردفة
_أتعلمين؟! لو لم يكن متزوج كنتما ستلبقان ببعضكما كثيرا
لكزتها سهيلة بمزاح قائلة
_كفى عن التخيل عزيزتى شفاكِ الله
ضحكا معا و ذهبت كل منهما فى حال سبيلها
********

دلفت إلى المنزل بشعور مختلف تلك المرة فقد بدأ الأمل أن يمد جذوره بأرضها فاستشعرت بها تتخلل تربة يأسها لتفككها ها هى الآن تتلمس خطاه فى طريقها لأول مرة فى حياتها و لن تتوقف لن تتوقف إلا عندما تراه أمامها كما تمنت دائما و ليس فى الصور لا تعلم لماذا و لكنها لم تكرهه يوماً مثلما وجدت إخواتها تفعلن كل ما تريده هو فقط أن تراه أن تشعر بوجوده فى دنياها دلفت إلى الغرفة و أغلقت بابها خلفها ثم جلست على مكتب قريب من سريرها و أخرجت من إحدى أدراجه كراس ملون و عليه أشكال كرتونية للأميرات تنهدت بثقل ثم فتحته و قلبت الصفحات كما تقلب أفكارها إلا أن وصلت إلى صفحة فارغة تناولت قلم من أمامها و خطت بيد مرتعشة
لقد وجدته... وجدت أبى أخيراً
لم تجد ما تكتبه أكثر من ذلك فأغلقت الكراس و اجهشت ببكاء حار لا تعلم سببه و لكنها تركت لدموعها العنان حتى تستريح قليلا....
***********
عمل عمل عمل لا ينتهى يشعر بأنه على وشك الانفجار كل ما يريده هو أن يسترح قليلا فى مكان لا يعلمه أحدا من أقاربه أو أصدقائه أنيرت فكرة داخل رأسه بأن يأخذ إجازة فور قدوم أبيه إلى مصر و يسافر لينعم ببعض الراحة خارج ذلك الجو الذى بات يسلبه شبابه يوماً بعد يوم و بالفعل راسل أباه ليعلم متى سوف يأتى بعد أن اطمئن على صحة أمه فأخبره أن أمامه ثلاثة أيام على أقصى التقدير فبث ذلك وميض من الأمل فى نفسه بعد عدة دقائق وجد نفسه قد أنهى عمله و لا يجد ما يفعله حينها قرر أن يرحل ليذهب إلى من اشتاق إلى رفقته المشاغبة نزل من شركته و ركب سيارته السوداء التى تلبق بجاذبيته القاتلة متجها إلى فرع الشركة الرئيسى الذى يديره آدم حاليا و بعد أن وصل ترك مفتاح السيارة لعامل ما و انطلق صوب مكتب المدير و ما إن دلف حتى وجد آدم غارقا وسط الملفات و الأوراق و لم يلحظه و لكنه رفع له عينيه عندما وجده يضحك عليه إثر هذا المنظر الفوضوى المحيط به و لذلك شرع فى التحدث مردفا :
_على ماذا تضحك أيها الغبى؟!
رد مالك من بين ضحكاته قائلا:
_كنت أتصور أن أجدك غارقا وسط الفتيات و بدلا من ذلك وجدتك محاطا بالأوراق..
قام آدم من مجلسه يعدل فى ملابسه بغرور مصطنع قائلا:
_لمعلوماتك أستطيع أن أجلب أي فتاة تعجبنى لتغرق معى بالأوراق
قالها و انفجرا ضاحكين حتى ذهب إليه مالك ليحتضنه قائلا:
_اشتقت لك أيها اللعين
ربت آدم على ظهره مردفا :
_ليس أكثر منى يا حلزونى الصغير..
ابتعد عنه و اردف بصوت منخفض قائلا:
_ما رأيك بيوم راحة من العمل لنستعيد به مجدنا؟! صدقنى اشتقت لذوقك فى اختيار النساء
ضحك آدم و وضع يده خلف رأسه قائلا:
_صدقنى أريد ذلك و لكننى توقفت عن اللعب
تعجب مالك كثيرا و ذهب بآدم للاريكة و جلس بجانبه مردفا :
_هل تمزح آدم؟ لماذا؟ هل أنت بخير؟
قالها و وضع يده على جبينه ليتفحص درجة حرارته بينما لكزه آدم و بعد يده عن جبينه قائلا:
_بخير أيها المختل كل ما فى الأمر أنني قد قررت الاستقرار..
انتصب مالك من مجلسه فى حالة من الدهشة ليضحك آدم قائلا:
_أهدأ يابنى ما بك؟ لماذا شحب وجهك هكذا؟
رد مالك فى شك و قلق بدأ يرتابه مردفا :
_ستتزوج من؟
قام آدم و هو يقول :
_لن أخبرك... الآن هيا بنا لنذهب إلى إياد فقد أصبح مثل الفتيات و خاصمنى
ضحك مالك و بالفعل اصطحب آدم إلى سيارته و ذهبا معا إلى منزل إياد و ما هى سوى دقائق و كان مالك مع مريهان يتحدثان عن أمور الطهى و آدم بغرفة إياد يوقظه حتى استيقظ بالفعل و ما إن أبصره حتى وضع الوسادة مرة أخرى على عينيه فى غضب فرد آدم قائلا:
_إياد لسنا بأطفال حتى نخاصم بعضنا هيا قم و إلا أقسم لك سوف أركب صورك مع صور عاهرات و أبعثها لأبيك..
قام إياد مستندا على ذراعه السليم قائلا:
_أتعلم؟! لديك حق لسنا بأطفال آدم.. أتعلم كم هو عمرنا؟ ثلاثون عاما.. ثلاثون عاما تشاركنا فيها كل ما يسعدنا و يحزننا و يؤلمنا أنت تعلم عنى ما لا يعلمه أهلى و بعد كل ذلك تفضل أنثى غربية ذات شعر أشقر على أهلك.. هل تعلم انه لا يوجد وجه مقارنة بينها و بيننا؟ هل تعلم من هم سندك؟ هل تعلم أنها ستتزوجك لمالك و وسامتك و ليس لأجل أنها تحبك؟ عندما تعلم كل ذلك تعالَ و أعدك أن أتناسى فعلتك تلك لكن الآن لا يوجد ما يجبرنى على مجرد النظر لك...
قام من مكانه متخطيا آدم و دلف إلى مرحاضه الخاص مغلقا الباب خلفه.... ظل آدم فى مكانه لا يعلم ما عليه فعله إلى أن ذهب إليه و حدثه قائلا من خلف الباب:
_إياد... أعلم أن.. أعلم أننى دائما مخطئ ولا أجيد اختيار أى قرار مصيرى بحياتى و أنك سندى و أهلى و أخى أعلم أننى قد حملتك فوق طاقتك و طلبت منك ما فوق مقدرتك و ضغطت عليك فوق تحملك و لكن اعتبر هذا طلبى الأخير.. فقط امنحنى فرصة.. تلك هى المرة الأولى و الأخيرة التى أطلب بها طلب كهذا.. ثق بى سأفعل الصواب تلك المرة
قالها و نزل متجها إلى مجلس مالك و مريهان تاركا إياد ينظر لنفسه فى المرآة و هو فى حيرة من فعلته.. هل ما يفعله صحيح أم خطأ؟
*********
نزل فى خطوات حزينة و لكنه رفض أن يظهر ذلك و كالعادة بدأ مزاحه المعتاد مع مالك و مريهان و وجد أن سامر قد أتى أيضا و لكنه لم يتحدث إليه فتركه غير عابئا به و سأل مريهان مردفا:
_و لكن أين شفق؟ هل هى نائمة هى الأخرى؟
ردت شفق و هى تنزل درجات السلم مهرولة :
_أنا هنا.. آدم
قام من مكانه و التف لها ليستقبلها كالعادة بين ذراعيه محتضنا جسدها الصغير فى عطف و مازحها قائلا و هو يرفعها عن الأرض مردفا:
_حمدا لله لقد خلعتِ تلك الدعامة أخيرا عزيزتى
ضربته فى ظهره بمزاح فأنزلها تحت نظرات مشتعلة من سامر و أخرى مترقبة من مالك و قطع ذلك دخول إياد إليهما ليسلم عليهما و جلسوا جميعا يتجاذبون أطراف الحديث فى عزوف عنه إلا أن ألقى مالك خبر حماسى جعلهم فى حالة من الدهشة حين اردف قائلا :
_شباب.. يجب أن نبارك لعريس الليلة.... آدم سوف يتزوج
نظر سامر له غير مصدقا بينما أطلق إياد ضحكة قصيرة ساخرة و قالت شفق:
_غير معقول... أتمزح مالك؟
فرد آدم بمزاحه المعتاد:
_لا يمزح حبيبتى... أتعلموا من العروس؟
نظروا له جميعهم فى ترقب حتى قام من مجلسه و ركع أمام شفق بطريقة درامية قائلا:
_شفق قلبى... هل تقبلين بالزواج بى؟
فغرت شفق فاها و توترت ملامح مالك و لم يجد آدم رد فكرر ما قاله ثانية تحت نظرات إياد الضاحكة إلى أن تلقى الرد و لكنه لم يكن الرد الذى يرجوه فقد كان لكمة من سامر جعلته يقع أرضا و خيطا من الدم يسيل من أنفه انتصبا مالك و إياد فى فزع بينما نزلت شفق تتفحص وجه آدم هادرة:
_هل جننت أيها الأحمق؟
لم يعبأ سامر بقولها و ذهب ليرفع آدم من ملابسه ليلكمه مرة أخرى و حينها سنده مالك و تدخل إياد ليصنع بجسده حائطا ليحوله عن الوصول إلى آدم و لكنه قد جُن جنونه فقفز فوق المقاعد حتى وصل إلى آدم الذى تلقاه عندما قفز فوقه و طرحه أرضا حاول مالك أن يسحب سامر من فوقه و لكنه فشل هو و إياد و خرجت شفق لتبحث عن أمها و ازداد الوضع سوءا عندما سدد آدم ضربة لسامر أوقعته و صعد فوقه ليكمل ضربه و لكن توقف عندما جذبته مريهان و مالك و شفق و ذهب إياد لسامر ليساعده على الوقوف فهدرت فيهم مريهان قائلة:
_هل جننتم؟ هل مازلتم أطفال لتفعلوا مثل تلك الأفعال؟ ماذا حدث لكل ذلك؟
تفاجؤا جميعا عندما وجدوا سامر من يتحدث قائلا:
_أنا أحب شفق... أحبها منذ أن ولدت أحب كل ما يتعلق بها رائحتها شعرها عشقها للحلويات و حتى غبائها أعشق ملامحها كل يوم لا أنام إلا عندما أتخيلها تضحك لى.. عندما أتذكر قبلتنا الأولى حين كنت فى الخامسة من عمرى أتوق إلى تجربتها و أنا زوجها لم تكن و لن تكون شفق لغيرى...
فغرت شفق فاها بينما ابتسم آدم و سحب مالك نفسه قائلا:
_أستودعكم الله فى رعايته و أمنه..
و جاء الرد على حديث سامر صفعة مدوية من إياد الذى صعدت الدماء إلى رأسه و هدر قائلا:
_لن تدخل ذلك البيت مرة أخرى مادمت أتنفس.. أخرج من هنا قبل أن أقتلك
تدخلت مريهان محاولة تهدئته قائلة:
_أهدأ إياد إنه ضيفنا لا يجب أن تفعل ذلك
تدخل حينها مالك قائلا:
_أنا أحترم قرار إياد و أعتذر كثيراً عن ما قاله و فعله سامر و ما أريده هو...
استدار له إياد قائلا:
_انظر مالك هذا ليس وقت حديث منمق خذ أخاك و غادر و إلا أقسم أن تندما..
سحب مالك سامر من يده راغما إياه على التحرك و عندما وجد آدم الموقف بتلك الحدة انسحب هو الآخر لاحقا بمالك و سامر بينما صعدت شفق و هى تسأل نفسها متى قبلته؟!!.....

***********
وصل مالك بسيارته إلى البيت و منذ أن أدار محرك السيارة و لم يتوقف العراك بين آدم و سامر و لذلك نزل من سيارته تاركا كل منهما حتى توقفا و لاحظا أنهما وحدهما فارتجل كل منهما فى عصبية و دخلا معا البيت فى هيئة يرثى لها مما جذب نظر ليل مما استدعاه للسؤال مردفا :
_ماذا بكما؟ لماذا أشعر انكما قد خرجتما من معركة للتو
رد آدم بعصبية قائلا:
_اسأل ذلك الغبى.... لولاه ما كان قد حدث ذلك
استدار له سامر و هدر مردفا:
_أنا لست بغبى أيها المتعجرف الأناني يا عديم الذوق و الأخلاق
كاد آدم أن يذهب ليسدد له لكمة أخرى و لكن جذبه ليل و لكز مالك سامر معنفا إياه و قاطعه آدم مردفا بعبث:
_لن تحبك و أنت بذلك الغباء...
_توقف آدم عن ذلك أنت تعلم أن ذلك يجعله يفقد أعصابه أكثر
قالها ليل و هو يشدد من قبضته على يد آدم الذى أكمل و لكن بجدية تلك المرة مردفا :
_سامر أنا لا أمزح يجب أن تتحكم بأعصابك و غضبك كما يجب أن تصون لسانك و لا تتعامل معها كبتول لم تذق طعم النشوة من قبل
ضحك سامر بسخرية مردفا :
_أنظر من ينصحنى... من لا يعرف عن الحب همسة
ضحك ليل و مالك و تحدث ليل مردفا:
_سامر... احترم معلمنا الأكبر اتعلم عدد الفتيات الذين ينتظرون فقط نظرة منه
صدق على حديثه مالك الذى وضع يديه فى جيبى بنطاله مكملا:
_أنت حقا لا تعلم من هو أيها الولد إنه ذلك المخادع الأفضل بيننا... أعتقد أنه أفضل انتاجات عائلة الفارسى
ابتسم له آدم بثقة و غرور و تحدث فى ثبات قائلا:
_ربما لا أعلم عن الحب و لكننى خبير فى كيفية جذب نساء الأرض أجمع...
ضحك ليل و صفق له قائلا:
_الله الله يبارك لك فى جذابيتك
ضحك مالك بينما نظر له سامر بشك فأكمل آدم و هو يجلس على أقرب مقعد له مردفا :
_أنظر سامر أعلم أنك مختلف عنا و سوف أحترم ذلك كما أعلم أننا لسنا على وفاق جيد و لكن صدقنى لن ينقذك مما أنت فيه إلا أنا و أعدك أن أساعدك حقيقى بكل مجهودى
نظر مالك إلى سامر بابتسامة عبثية خلابة مردفا:
_إذا كنت مكانك كنت لأقبل بالعرض دون أدنى تردد فذلك العرض لن يتكرر مرتان
ازدرد سامر لعابه فى تفكير لا يعلم ماذا عليه أن يفعل و رد قائلا بعد هنيهة :
_وما مقابل كل ذلك؟!
رد آدم ببساطة مردفا:
_بدون مقابل و إذا أردت مقابل فيمكننى أن أخبرك أن نظير ما سوف أفعله هو ان نصبح أصدقاء و ان نمحى أى عداء سابق بيننا.. شفق أختا لى مثلها مثل روفانا لا يمكننى أن أنظر لها نظرة أخرى أقسم لك
تنفس سامر ببطئ و هو يحاول أن يخمد نيران الغيرة الموقدة بصدره و لكن كعادته غلبه عقله فوافق مردفا:
_موافق و لكن بدون تعدى الحدود و مع الحفاظ على أخلاقى و دينى
ضحك آدم مردفا:
_بالطبع أيها المخنث لن أطلب منك إعتناق اليهودية من أجل إسعادها..
ضحك معه ليل و مالك مما أثار حنق سامر كثيراً و لكن هدأ عندما نهض آدم مردفا:
_كل ما عليك فعله إلى أن أعود من السفر هو ألا تتحدث معها و لا تذهب لتراها حتى لا تظهر بنظرها بائس و إذا اتصلت بك لا ترد و للحديث بقية على انفراد
سأله ليل مردفا :
_إلى أين ستذهب؟ ألن تعلمنى أنا أيضا؟!
جلجلت ضحكة آدم و ربت على ظهر ليل مردفا :
_بنى أنت الإنحراف نفسه بربك كيف أعلمك و أنت المادة الخام
ضحك مالك قائلا هو الآخر :
_ماذا عنى مستر آدم؟! ألن تشفق على حالى البائس؟
رد آدم وهو واضع ساعده على كتف ليل قائلا:
_أنت دونجوان العائلة أيها اللص... سوف أذهب الآن و سلموا لى على روفانا كثيراً كنت أود أن أراها و لكن من الواضح أنها نائمة
رد مالك و هو يقترب مصافحا إياه بود حقيقي مردفا :
_بالطبع عزيزى.. أنا فى غاية الفرح لزيارتك تلك برغم قصر مدتها و لكن أطمح أن نجتمع مرة أخرى آدم
ربت آدم على كتفه و هو يومئ له و خرج دون رد....

*********
جلست معهن على العشاء و هى ترتب أفكارها فيما ستأخذه معها غدا للسفر حتى قطع شرودها حديث سيلين الموجه لها و هى تقول :
_سوف أنتظر قدومك حتى تتم قراءة الفاتحة...
ردت بشرود فى طبقها مردفة:
_إذا لقد تقابلتم و علمتِ عنه ما يجعلك توافقين..
أومئت سيلين فأكملت سهيلة:
_هل سألتِ عن أهله و عائلته؟
ردت سيلين و هى تقلب فى طبقها مردفة:
_لقد فعلت ماما ذلك
شعرت سهيلة بالاختناق و لكنها أبصرت وجه سيلين المتجهم فاردفت:
_سيلين إذا كنتِ لا تشعرين براحة فى تلك الخطوة تراجعى و أخرجِ حديث أمك ذلك من رأسك لا يهم ما إذا تزوجتِ أو لا ما يهم هو صحتك النفسية و ترابطنا
ابتسمت لها سيلين ابتسامة باهتة و ربتت على يدها مردفة:
_لا تقلقى عزيزتى.. تلك المرة أنا من يريد خوض التجربة
أومئت لها سهيلة و نهضت عن مقعدها هى و سهى لتذهب كل منهما اتجاه حجرتهما و تركا سيلين لتنعم بهدوء كاف لعل عقلها يرشدها على قرار آخر....
**********

قام نشطا إثر شمس ذلك الصباح الجميل و تحضر سريعا و انتظر جوليا لتكمل ارتدائها لملابسها و عندما وجدها قد غابت ذهب لغرفة النوم و دلف يسألها :
_ما بكِ عزيزتى؟ ما الذى أخركِ؟!
ردت و هى ترتدى حذائها ذات الكعب العالى مردفة:
_لقد انتهيت حبيبى هيا بنا....
ابتسم لها و قبل جبينها و التف ليحمل حقائبه و حقائبها معا فضحكت على شكله مردفة:
_لم أراك متحمس لأمر مثل تلك المرة من قبل..
ابتسم و أفسح لها مساحة كافية لتمر و تفتح له الباب و من بعده باب الشقة فنزلت هى الأولى و من بعدها هو و حقائبهما حتى وصلا إلى بوابة البناية و ما إن رآها حتى عجز عن التنفس لم تكن إنسانة بل حورية جميلة فى ذلك الملبس الذى يلبق بها كثيراً شعر بالغيرة من كل من ينظروا لها ليروا جمال جسمها و تناسقه التفتت على غفلة فرأته و ابتسمت له مما جعله يقول فى نفسه:
_تبا تبا تبا لن يمر ذلك العرس على خير
اقتربت منه لترحب به هو و زوجته قائلة:
_صباح الخير مسيز فارسى صباح الخير مستر آدم كيف حالكما؟
ابتسمت لها جوليا بتصنع مردفة:
_صباح الخير... هل ستأتين معنا؟
ردت سهيلة بحماس واضعة يديها فى جيبى بنطالها الضيق مردفة:
_بالطبع فأنا صديقتها المقربة.. آسفة مستر آدم و لكن من الواضح أنك بحاجة للمساعدة..
قالتها و حملت عنه حقيبتان مما بيده مما أثار حنق جوليا التى أخذت منها الحقائب مردفة:
_آدم لا يحتاج إلى مساعدتك
بهتت الإبتسامة على وجه سهيلة و تركت لها الحقائب التى من الواضح لم تستطع حملها جيدا و لكنها تحاملت لتظهر قوية أمام زوجها المستقبلي ظنا منها أنه منتظر منها ذلك و لكن ما قد غفلت عنه قلبه الهادر بين ضلوعه قفزا مثل الأطفال لعرض سهيلة الكريم عليه تيقظوا جميعا على صوت بوق سيارة مروان لتلوح له سهيلة منادية باسمه فارتجل من سيارته بعد أن اوقفها ليحمل منها حقائبها و وضعها فى السيارة من الخلف كما أخذ الحقائب من آدم و فعل بالمثل و عندما اقترب ليأخذها من جوليا أعطته حقيبة و الأخرى وقعت منها أرضا فنزلت لتجلبها و نزل معها فرأى جزء مكشوف من صدرها و حين رفعت عينيها ابتسم لها و بادلته ابتسامته و رفعا الحقيبة معا ليأخذها منها بعد عدة دقائق كانوا قد بدأوا رحلتهم بالفعل و جلس آدم بجانب مروان و لم يبدأ بينهما حديث فقررت سهيلة أن تكسر ذلك الصمت قائلة بالإنجليزية :
_ما رأيكم بأغانى تناسب رحلتنا؟
رد عليها آدم قائلا:
_و ما هى الأغنية المناسبة برأيك؟!!
ردت جوليا بتعجرف قائلة:
_اعتقد يا آدم أن أنسب نوع من الأغاني هو الأغاني الإسبانية و لكن لا أعتقد أن موظفتك تعرف هذا النوع
شعر آدم بالحنق و ود لو أنها أمامه ليخرسها بيده و لكن ردت سهيلة و هى تحدث مروان مردفة:
_مروان سوف أصل هاتفى بسيارتك عن طريق البلوتوث
أومئ لها مروان و بالطبع بعد عدة لمسات صدحت الموسيقى الإسبانية بإحدى الأغانى المشهورة للفنان العالمى Maluma فى أغنية Hola seniorita مما جعل جوليا فغرت فاها بينما ضحك آدم قائلا بالاسبانية :
_تقصدين أن موظفتى لا تسمع إلا ذلك النوع من الأغاني
شعرت بالضجر منه كثيرا و ذلك شئ شعر به مروان أيضا لعدم علمه لتلك اللغة التى تحدث بها للتو و لكنه لاحظ تعابير وجه جوليا مما ازعجه.... مرَّ الوقت سريعا بينهم دون حديث فعلى غير ما يحتاج للحديث إلى أن وصلوا إلى وجهتهم المنشودة قرية فى ريف مصر بسيطة و لكنها تعج بالجمال مما أبهرهم جميعا ارتجلوا عندما وجدوا شيماء تركض لهم و على وجهها ابتسامة فرحة و توقفت لترحب بهم فى حفاوة بالغة قائلة:
_لقد انرتم قريتنا بقدومكم لا أستطيع أن أصف مدى فرحتى بتلك الزيارة الجميلة
أول من تلقى ترحابها هو آدم و هو يقول بود حقيقى:
_نحن الذى تشرفنا بدعوتك الكريمة مبا.....
قطع جملته عندما انتفضت جوليا فزعا من زغرودة أطلقتها سهيلة و ركضت بعدها لتحتضن صديقتها قائلة:
_مبارك عروسى الجميل... لا تنسينى من بعد زواجك
ضحكت شيماء و شددت من احتضانها فى حبور حتى اقترب منهما مروان ممازحا:
_نعم شيماء لا تنسيها ادعِ لها كثيراً أن نتزوج نحن أيضا
ترقب آدم لردها إلا أن ضحكت مردفة:
_أنت أخى أيها الأحمق بربك كيف سنتزوج؟!
ابتسم مروان و رد بثقة تنافى مشاعره الداخلية مردفا:
_لن أيأس سهيلة فمن مثلك تحتاج إلى الذى يبذل عمره فى محاولة للتقرب منكِ
ابتسمت سهيلة و ردت تحت نظرات شرسة من آدم مردفة:
_ولذلك من مثلى لا تنتظر رجل بعينه و لن ارتضى لنفسى بأى اختيار خاصة إن كان أقرب اختيار..
ابتسامة إعجاب جانبية شقت ثغر آدم فقد أبهرته حقا بتلك الثقة التى لا و لن تلبق بأنثى غيرها شعرت شيماء بأن الموقف قد احتد و لذلك قالت لهم:
_ما رأيكم أن أريكم مزرعة عمى يوجد لديه بها العديد من الأحصنة العربية سوف تعجبكم....
وافقها آدم الرأى قائلا:
_اقتراح مذهل فأنا عاشق للأحصنة..
ابتسمت شيماء و أمسكت بيد سهيلة قائلة:
_اتبعونى إذا
رد عليها مروان مردفا:
_سوف أذهب الآن لأبحث عن مكان أضع به سيارتى
أومئت له شيماء و اصطحبتهم إلى المزرعة و طوال طريقهم كان آدم فى حالة من الانبهار بتلك المشاهد الريفية التى لا يعلمها سوى من لقطات فى التلفاز و كانت حالته تناقض تماما حالة جوليا المتأففة من كل ما هو حولها و تتعامل مع كل ما يحيط بها بإشمئزاز و ازدراء شديد مما أثار حنق شيماء و سهيلة كثيراً و بعد عدة خطوات كانوا فى المكان المخصص للأحصنة فى المزرعة مما جعل سهيلة فى حالة من السعادة الغامرة فلطالما عشقت الأحصنة و تمرنت على ركوبها سرا اقتربت من إحداهم ذات لون أبيض مرقط ببنية فاتحة لتلمس شعره البنى فى إعجاب فنظرت لها جوليا بازدراء مردفة:
_ألا تشمئزين منهم... يجب عليكِ استخدام مطهر ليديكِ حتى تستطيعين أن تستعملينها بعد ذلك القرف...
نظرت لها سهيلة مبتسمة و اردفت قائلة :
_تلك الحيوانات لم تخلق للاشمئزاز بل للتأمل بجمالها و أرجوكِ أن تكفِ عن الاشمئزاز من كل ما حولك حاولى أن تستمتعى بالطبيعة
رد آدم واضعا يديه فى جيبى بنطاله مردفا :
_سهيلة معها حق جوليا يجب أن تتوقفِ عن ذلك ما رأيك بأن تجربى إمطاء جواد منهم لم تفعلِ ذلك من قبل أليس كذلك؟!
توترت ملامحها مردفة:
_نعم لم أجرب ذاك من قبل و....
_إذا فلتجربِ شيئا مختلفا تلك المرة مسيز فارسى... أعتقد أن ذلك سوف يعجبك
قالها مروان الذى كان يتابع الحوار قاصدا استفزاز آدم و لكن شعر آدم بذلك فتجنبه و استمر بتشجيع جوليا حتى اختارت واحدا و امتطه بمساعدة آدم حاولت أن تتأقلم و لكنها كانت فى حالة ممتزجة بين الذعر و الازدراء إلى أن أمسك آدم بكفها و وضعه على شعر الحصان شعرت بقشعريرة تسري فى جسدها و لكن حاولت أن تظهر لآدم أنها سعيدة عن طريق ابتسامة مترددة فشعر بها آدم و قال:
_اجعليه يشعر بأمان اتجاهك سوف..
قطع جملته عندما أصدر الحصان صهيلا عاليا جعل جوليا تصرخ فزعا و لذلك أصدر الحصان رد فعل إثر تلك الفزعة فأستقام بها و أوقعها أرضا مما جرح ساعدها و ذهب لها آدم و مروان ليساعداها على القيام لفت نظرها سهيلة التى تهتز ضحكا و شيماء تسكتها لذلك قامت تعرج متجهة إلى سهيلة قائلة:
_ما رأيك فى هذا العرض؟ هل أعجبكِ؟
نادى عليها آدم قائلا:
_جوليا.... ما بكِ؟
أكملت و كأنها لا تستمع مردفة:
_أريني مِس سهيلة إذا كنتِ تستطيعين إمتطاء جواد أم لا...
ابتسمت لها سهيلة بثقة و هى تعقد شعرها على هيئة ذيل حصان مردفة:
_عزيزتى... لقد خلقت فارسة بطبعى
قالتها و اتجهت للحصان الذى امتطه جوليا و امتطه هى بكل خفة و رشاقة أبرزت لياقتها لكل من يحاوطها مما جعل آدم و مروان فى حالة من الإعجاب الحقيقى فأكملت و هى فوق ظهر الحصان مردفة:
_الآن سأريكِ الفرق بين المصرى و المستورد
قالتها و انطلقت بجوادها بعد صفعة من الجلد على ظهره لتظهر كفارسة متمرسة قد تربت لتحارب و ليس تلك هى المديرة المالية لشركة مشهورة شعر آدم بأن قلبه يثب خلفها من شدة فرحه بها لا يعلم لماذا؟ و لكنه سعيدا بها بالفعل وقفت بجانبه جوليا تنظر له مرتعبة من تلك النظرة التى تراها فى عينيه و تلك الإبتسامة التى تشق ثغره هياما فاردفت هادرة:
_لماذا تنظر لها هكذا؟ لا أرى بها ما يدعى الانبهار
لم يلتفت لها و ظل معلقا نظره على سهيلة التى استقام بها الجواد استقامة كاملة دون أن تقع أو تفزع و رد بثبات و إعجاب مردفا :
_أنظرى جوليا... الآن أنتِ ترين فرس يمتطى فرس و ليس إمرأة عادية بربك كيف لا أنبهر بذلك الثبات و القوة و الثقة
نظرت له جوليا و دمعت عيناها مردفة:
_آدم هل تكف عن النظر لها؟
نظر لها أخيرا غير مصدق اختناق صوتها فضحك قائلا:
_ما بكِ أيتها المجنونة؟ لماذا تبكين مثل الأطفال هكذا؟
ردت بعصبية طفيفة مردفة:
_أريد أن أذهب إلى فندق حالا...
أومئ لها متحدثا بهدوء:
_سوف نذهب و لكن عندما تأخذنا شيماء بنفسها استرخِ قليلا لا يصح فعلتك تلك...
ضربت الأرض بقدمها كالأطفال و زفرت فى إختناق منتظرة شيماء لتصلها إلى ذلك الفندق رغم شكها بوجود فندق بذلك المكان من الأساس فتجاهل آدم ذلك المزاج النارى منتظرا سهيلة التى وصلت أخيراً بجوادها إلى نقطة البداية و ارتجلت من فوقه لتحل شعرها و تجعله يتناثر فوق وجهها ليعطيها مظهر جذاب بشكل لا يوصف و اصطحبتهم بعدها شيماء لدار عمها ليمكثوا فيه و ذلك ما استدعى أن يخرج لهم بنفسه مرتديا قفطانا و جبة مع شال من الكشمير على إحدى كتفيه ليرحب بهم بحفاوة أهل الريف البسطاء فسعدوا جميعا باستقباله الكريم و بخاصة شيماء التى شعرت بالفخر أيضا بعد تلك الاستضافة بدأ كل منهم يذهب إلى غرفته الخاصة فمكث آدم مع مروان فى غرفة أما جوليا و سهيلة مكثوا مع شيماء فى غرفتها الخاصة مما جعل جوليا على وشك البكاء و لكنها حاولت أن تتكيف ككل مرة..... مرت الساعات سريعا ليبدأوا فى المساء إحتفالا ضمن الإحتفالات الصغيرة التى يقيمونها إلى يوم الإحتفال الكبير بالعرس و ذلك جعل سهيلة فى حالة من الحماس الشديدة هى و شيماء و ارتدت كل منهما جلبابا نسائى مزركش بالورود يحدد خصرهما و فضفاض من النهاية كانا يبدوان مثل اهل القرية كثيراً فضحكت شيماء على شكل سهيلة و لذلك ضجرت سهيلة قائلة :
_سوف أغيره..
سألتها شيماء متعجبة:
_ولكن لماذا سهيلة؟ شكلك فى منتهى اللطف به
ردت سهيلة بابتسامة خبيثة:
_سوف أرتدى ما يرتديه الراقصات
قالت جملتها و أخرجت فستانا ضيق ذات أكمام ضيقة من فوق و واسعة بأخرها لونه أسود مع ذهبى طويل و لديه فتحة من أول فخذها إلى تحت نظرت لها شيماء بأعين لامعة مردفة:
_حمدا لله أن ذلك الإحتفال خاصا بالنساء
ضحكت سهيلة مردفة:
_أى شئ من أجل العروس مجاب
فرحت كثيرا و تركتها لتذهب حتى تبدل ملابسها بعد جوليا التى خرجت من المرحاض الملحق بالغرفة مرتدية إحدى فساتينها العادية ذات لون أزرق بأكمام و ذهبت لتخرج من حقيبتها بعض مساحيق التجميل وضعتهم فى غير إكتراث لما ستبدو عليه و بعد عدة دقائق خرجت لهم سهيلة فى ثوبها الجديد الذى حدد جسمها كاملاً و قد جعلها ملكة تتوج على عرش الأنوثة الشرقية أطلقت شيماء صفير إعجاب بينما ظلت جوليا ترمقها باشمئزاز عكس شعورها بالغيرة منها لامتلاكها ذلك القوام المنحوت تجاهلتها سهيلة و ذهبت لتجلس أمام المرآة و استخدمت أدوات التبرج الخاصة بشيماء لتضع حمرة شفاه حمراء اللون و كحل عربى حدد أعينها كعيون المها مما جعلها قمر يتوسط السماء و ارتدت بعدها روب و أغلقته لتنزل مع شيماء و جوليا إلى المكان المخصص للاحتفال فى صحن الدار أدخلتهم شيماء و أغلقت خلفهم الباب الخشبى لتبدأ المباركات و التهليل لها و بعدها أشغلت إحدى الفتيات موسيقى شرقية و انطلقن فى ما يشبه المسابقة بينهن فسحبت شيماء سهيلة إلى منتصف الدائرة و جعلتها تخلع ذلك الروب لينبهر الجميع بردائها مما أضحك سهيلة و شيماء و بالفعل بدأت سهيلة فى الرقص بعد أن تلقت تشجيعا من كل النساء فى تلك الغرفة الواسعة و بدأت أن تتقن و تتفنن فى حركاتها التى أدهشت شيماء كثيراً لامتلاكها تلك المهارة فى الرقص و صعدت سهيلة فوق طاولة توسطت الغرفة لتتمايل و تتدلل على تلك الموسيقى الشرقية التى تلبق بجسدها ظلت الأعين تراقبها فى فرح و غيرة من تلك المهارة عدا أعين زرقاء تراقبها بمراهقة صبيانية لتحمل أمواجها تمنى لا يعلمه صاحبها بامتلاك تلك المرأة فى يوم من الأيام....
_ماذا تفعل هنا أيها المتلصص عديم الحياء؟!!

*********

Adella rose likes this.

رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-10-20, 10:34 PM   #37

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع


هل أنتِ متأكدة مارى؟ _
ردت تلك المرأة السمينة الجالسة أمام ماجد و هى تعدل من :منظارها الطبى مردفة بالفرنسية
_بالطبع ماجد....و ذلك آخر جواب تركته لك بعدما ولدت ابنتها
اغرورقت عينان ماجد بالدموع مرددا آخر كلماتها بشجن و ندم و تناول منها الجواب فى هدوء بليغ يناقض ما يختلج صدره.. جالت عيناه على ورقة صفراء قد بهت حبرها و لكنه استطاع أن يميز الحالة النفسية لكاتبتها حين رأى أثار دموعها التى جففها الزمان لمس بأنامل مرتعشة حروفها المتناسقة فى ذلك الخط البديع و قرأ ما خطه قلبها قبل يدها...
"نعم... أنا هى تلك التى أهلكها الزمن برياحه العاتية وقفت و صمدت حتى أرهقت... أشعر و كأننى عجوز تقف فوق قمة جبل لتستقبل نسائم الهواء لتذكرها بوحدتها المؤلمة داخلها مراهقة متمردة عاصية تأبى الخضوع لأى عرف أو قانون وحين ترمق نفسها بالمرآة لا ترى سوى إنعكاس لطفلة صغيرة باكية تائهة لا تعلم كيف تتصرف؟!!! هذه هى أنا أقف على مفترق الطرق لا أعلم مصيري تقلبنى الأمواج و تتقاذفنى الرياح بين تياراتها القاسية ينزف قلبى دمعا قبل عينى و لا أتحدث.. تمر الأيام و أهرم قبل أن أزهر أشعر بالإرهاق يضرب بجذوره فى أرضى ليفقدنى خصوبة شغفى فلا أطرح ثمار مستقبلى... نعم أنا هى تلك الواقفة على لوح من ثلج رقيق و تبارز بسيف من عقيق يتناثر قلبى كالرماد فوق أرضى البور.. لا أعلم ماذا أريد ولا أجد كلمات قد تصف ما هو بخلدى يدور... فقدتك و فقدت شبابى فلم أعد أهتم بأى شئ من بعد ذلك بعد تلك الإجازة التى قضيتها فى كنفك تركتنى و تركت معى جزء منك ينمو بداخل أحشائى يوماً بعد يوم لم أكن أعلم أنك ستختفى و قد آمنتك على قلبى و مشاعرى مرة أخرى لذلك كرهتها من قبل أن أنجبها و لكننى أهتممت جيدا بها و بصحتها أثناء فترة حملى لها لأتركها لك و معها جزء منى ينمو أمامك كل يوم لقد أخذت منى آدم جبرا لترغمنى على العيش معك و رضيت و لكن تلك المرة لن أرضَ بأن تتركنى لأهوائك و شهواتك مرة أخرى لم أختار لها اسما حتى تسميها كيفما تشاء عندما ضاقت بى السبل تذكرت مكان موعدنا الأول شقتك بنيويورك بحى كوينز لذلك تركتها هناك أمام بابها و معها نفس نوع الزهور التى أهديتنى إياها... زهور الجورى الحمراء لا أعلم ما ستفعله بها و لكن لا يهمنى أيضا ونصيحة لا تبدأ بالبحث عنى فلن تجدنى حتى و إن هِمتُ الأرض على وجهك فقد حان دورى لأراك تتذوق شربة من كأس العذاب الذى أسقيتنى إياه.... "
أنهى القراءة بوجه تغرقه دموع الفزع و الخوف و الحزن يضمهم الندم لكنفه شعر بوخز فى قلبه إثر كلماتها.. كيف؟ كيف لم يشعر بما سببه لها من أذى؟ ألتلك الدرجة قد غفل عنها و تناساها؟ لا يهم... ما يهم هو ابنته الآن؛فهو لا يعلم أين هى؟ هل أخذها شخصاً آخر؟ هل ماتت؟ شعر بأن قلبه قد تمزق إربا إثر تفكيره فقط تنفس بهدوء ليستطيع أن يكبح جماح أفكاره فأيقظه صوت مارى العجوز المردف:
_ماجد عزيزي... أعلم أنك تحبها و لكن أنت تعلم كم رأسها عنيد صدقنى أنا لا أعلم عنها أى شئ سوى تلك الجوابات التى تصلني منها عن طريق البريد و أنت تعلم أنك لم تسأل عنها طوال تلك المدة ف....
قاطعها ماجد سائلاً :
_هل تبعث لكِ جوابات؟!
ابتسمت و ردت مردفة:
_نعم و ذلك لعدم معرفتى كيفية التعامل مع التكنولوجيا و عندما تأتى حفيدتى نتواصل عبر الإنترنت فى محادثة فيديو
سألها مرة أخرى متلهفا:
_هل ترينها؟ أخبرينى مارى... كيف شكلها؟ كيف أصبحت؟
ضحكت مارى و هى ترتشف من فنجانها بعض القهوة و ردت قائلة:
_لم تتغير بيل مثلك برغم كل ما حدث لها ظلت جميلة كما هى
ابتسم ماجد بفرح حقيقى و شعر بأن قلبه بدأ ينبض من جديد فأكمل أسألته مردفا:
_هل تزوجت؟ هل أنجبت طفلا آخر غير أطفالى؟....
أشفقت مارى كثيرا على نظراته التى تترجاها بالبوح فحاولت أن تخفف عنه مردفة :
_ما رأيك بأن نأكل معا و من ثم سوف أقص لك كل ما يخصها..
شق ثغره إبتسامة شاكرة على قولها ذلك و رد قائلا:
_قصِ لى كل شئ بأقل تفاصيله فلا أريد أن أسقط أى شئ يخصها حتى و لو كان صغير....

*********

_تبا لك آدم أنت و تلك البرص التى ترافقها...
قالها إياد عندما علم بذلك العريس الذى تقدم لسيلين و موافقتها به أشفقت عليه شفق فردت قائلة:
_لا تقلق أنت لا تعلم بعد هل ستخطب له أم لا؟!!
رد بعد أن تنهد مردفا :
_أنا لست قلقا لا يهمك كانت محاولة فاشلة.. الآن فقط دعينا نركز على آدم و تلك الغبية التى معه
ردت وهى تتابع النظر فى حاسوبها المحمول و تنتقل بين صفحاته لترد بثقة:
_أعتقد أن الحل الأمثل هو اجتماع عائلى مما سيفقدها الثقة فى نفسها و سيزعزع ثقة آدم فى إختياره
نظر لها إياد ثم قرب رأسها منه بحركة مفاجأة و قبلها بعنف على جبينها فضحكت بينما اردف قائلا:
_يسلم لى ذلك العقل الماسى
ابتسمت و أكملت مردفة :
_إذا فلنكمل بحثنا عن نقاط ضعفها لقد وجدت صفحتها الشخصية على فيسبوك...
قالتها و أكملت بحثها و بدأت تنقر على بعض الأيقونات التى أظهرت لها صور جوليا و بعض المعلومات عنها
_شفق..!!!
نظرت له منتبهة فأكمل قائلا بعد أن تنحنح قليلا و شعر بالخجل مردفا :
_أعلم أنني لست أختك أو صديقتك لأسألك ولكن... احم.. أنتِ تعلمين مدى غيرتى عليكِ.. لذلك هل... هل تحبين سامر؟!
قالها و هو يلعب بإحدى أقلامها على المكتب و عندما طال صمتها نظر لها مكملا:
_أنظرى إذا كنتِ تحبينه سأتفاهم ذلك و....
قاطعه ضحكتها المجلجلة فلكزها و لكنها استمرت بالضحك حتى ضحك معها و عندما هدأت مسحت دموعها إثر كثرة الضحك مردفة:
_لا أصدق ذلك حقا... لقد بدوت كفتاة تشعر بالغيرة على حبيبها
جذبها من شعرها ممازحا مردفا :
_أيتها الغبية.. لم أستطع أن أتحدث معك و خشيت أن أحزنك و أنتِ تسخرين منى
ابتسمت له فى حنو و اردفت قائلة:
_لن يأخذ أحدا مكانك فى قلبى مهما بلغ حبى له فأنت من جعلنى متشبعة بالعطف و الحنان فبربك أخبرنى كيف أنظر بعدها لمن يمن على بالعاطفة و أنا لدى ينبوع منها يغدق على كلما ظمأت
حينها شعر إياد كطفل فرحا ببقاء أمه معه و قبل يداها فأكملت قائلة:
_إذا هيا بنا لننتبه إلى تلك القردة حتى ننتهى من أمرها...
أومئ لها و ركز نظره على شاشة الحاسوب ليتابع معها و بالفعل بدأت تعرض له صورها التى معظمها كانت بملابس فاضحة مما أثار إشمئزازهما كثيراً و وقفت عند منشور بدايته علامة قوس قزح مما جعلهما ينظران لبعضهما فى شك و ارتياب و بدأت شفق بقرأته حتى علم إياد أن صاحبته تدعم حقوق المثليين و ذلك جعل الدماء تصعد إلى رأسه و هو يقسم بألا يترك لها ذلك الغبى آدم لتتزوج منه فتحت إحدى المنشورات التى تحمل صورة جوليا مرتدية فستان فضى لامع قصير ذات حمالات رفيعة و مكتوب فوق صورتها بالإنجليزية "يوم لا ينسى" أخذت شفق تبحث فى التعليقات فوجدت بعضها إباحية و ما جعلها تتعجب و جعل إياد على وشك الإصابة بنوبة قلبية أنها قد ردت على تلك التعليقات بأخرى مماثلة لها شعرت شفق بغضب تجاه آدم فسألت إياد قائلة:
_كيف يقبل آدم أن يتزوج أنثى مثلها بلا دين و لا شرف...
رد إياد فى حالة تفوقها غضبا مردفا:
_لا أعلم... حِمار سوف أدمى وجهه عندما أراه
ردت و هى تقلب فى باقى المنشورات قائلة :
_لقد وجدت أن من ضمن كتبها المفضلة السخرية الإلهية لدانتى مما يعنى أنها حتى لا تؤمن بالمسيحية
أمرها إياد قائلا:
_إغلقِ ذلك القرف لنستطيع أن نفكر بتركيز فيما سنفعله..
_اسمعنى إياد نحن لن نستطيع التنفيذ وحدنا صدقنى سنحتاج ليل و مالك... أعلم سبب ضيقك من سامر و أنه يجب أن أحدثه بأنني لا أكن له سوى مشاعر أخوية و ذلك ما سأفعله و لكننا بالفعل بحاجة ماسة لمساعدتهم حتى روفانا أحتاجها معى..
أومئ لها إياد يقلب ما قالته بخاطره حتى وافق بشرط قائلا:
_موافق و لكن قبل أن نطلب مساعدتهم أنا من سوف يتحدث إلى سامر كما سوف أحضر حديثكما...
أومئت له و قامت لتختار من خزانة ملابسها ما ترتديه للخروج قائلة:
_إذا اذهب لنستعد الآن فليس لدينا وقت كافى لنجعلها تتركه سريعا
أومئ لها و خرج من حجرتها متجها إلى خاصته عازما على أن يفتك بآدم حين يراه....

*********
_ماذا تفعل هنا أيها المتلصص عديم الحياء؟!!
سؤال جعل الدماء تتجمد فى أوردته و شعر بشعور الطفل الذى يسرق الحلوى كررت تلك المرأة ذلك السؤال مرة أخرى فالتفت لها و هو يردد:
_أنا... أنا..
ردت و هى تضرب الأرض بعصاتها الخشبية العتيقة مردفة فى حنق:
_أنت ماذا؟ هل أكلت القطة لسانك؟!
تنحنح و احمرت أذناه خجلا فقالت له فى شك:
_هل زوجتك هى من ترقص بالداخل؟!
أومئ لها بالنفى و هو يزدرد لعابه فى توتر بينما اقتربت الجدة منه تتفحص يداه و قالت:
_أنت لست متزوج من الأساس فلماذا أتيت إلى هنا؟! ألم يعلمونك أن للبيوت حرمة؟
رد أخيراً بصوت ضعيف مردفا :
_زوجتى أمريكية و هى بالداخل مع بقية النساء... آسف لقدومي هنا و لكننى أردت الاطمئنان عليها فقط
نظرت له بشك ثم قرصت له أذنه قائلة:
_وهل تفكر أن بعد كل ذلك العمر سيأتي من هو بعمر أحفادى ليسخر منى؟! نحن فى عصر متطور به تلفاز يعرض العديد من الأفلام و المسلسلات الخاصة بحياة الأجانب و من يتزوج يرتدى خاتما أيها الغبى....
تأوه آدم من قرصتها قائلا:
_نعم نعم لست متزوج.... إنها فقط خطيبتى...
تركت أذنه و نظرت له بشك بينما رفع هو يده يمسك بأذنه التى استحال لونها للأحمر قائلا:
_أقسم لكِ إنها خطيبتى
ردت بخبث طفولى ينافى سنها و هى تضيق عينيها مردفة:
_إذا إقسم بالله....
ضحك آدم مردفا :
_أقسم بالله... هل صدقتينى الآن؟!
نظرت له بشك مكملة:
_إذا كنت تكذب سوف يسخطك من أقسمت به كذبا إلى قرد....
ضحك مرة أخرى على تلك العجوز المشاغبة التى أكملت مردفة :
_على ماذا تضحك أيها الصغير؟! اذهب الآن و إلا إستدعيت أشداء الدار لتعلم كيف تتجسس على حرمة بيتنا...
أومئ لها و اتخذ بضع الخطوات ليبعد و لكنها قالت له :
_مهما أقسمت أنت أقسم لك أنك لم تكن تنظر إلى خطيبتك بل كنت تنظر إلى من ملكت قلبك... احترس أيها الصغير من أن ترغم قلبك على الحب الخطأ
التف لها مبتسما إبتسامة جانبية جذابة مردفا :
_أعدك لن أفعل....

*********
_إياد.....
قالها سامر عندما فتح باب المنزل ليجد إياد أمامه و بجانبه شفق و وضع يده على صدغه لا إرادياً متذكرا تلك الصفعة التى تلقاها إثر ما قاله ظل ناظرا له حتى ابتسم إياد له ابتسامة أخافته و جذبه إلى حضنه ليعانقه بقوة آلمت ظهر سامر قائلا :
_حبيبى يا سامر...
اقترب من أذنه هامسا :
_إذا قلت أنك تحبها مرة أخرى سوف أقتلع عيناك من جمجمتك اللعينة حيا...
ضحك بعدها مفتعلا و التف إلى شفق التى كانت ترمقهما بقلق و إرتياب قائلا:
_قلت لكِ نحن إخوة.... أليس كذلك سامر؟!
قال سؤاله موجها وجهه إلى سامر الذى شحب مردفا:
_بالطبع إياد.... تفضلا
دخلا معا ليجدا روفانا تجرى و احتمت بظهر شفق من مالك الذى كان ينزل الدرج هادرا :
_روفاناااااااا
ظلت تضحك خلف شفق التى التفتت تسألها:
_ماذا فعلتِ أيتها المجنونة؟!
نزل مالك أمامهم و على وجهه رسوم بحمرة شفاه روفانا مما أضحك إياد كثيرا و حاول أن يهدء من عصبيته و لكن مالك هدر بعنف:
_كيف سأخرج الآن إياد؟ لدى موعد هام...
ردت روفانا و هى متشبثة بقميص شفق قائلة:
_اهاااا موعد هام مع تلك النسناسة
كاد أن يذهب ليضربها و لكن وقف إياد أمامه معترضا طريقه قائلا:
_انظر مالك لا يوجد وقت لإهداره نحن بحاجة إليكم جميعا لأن آدم على وشك فعل حماقة لا يعلمها...
نظر له مالك هو و سامر بجدية مما جعل روفانا تقلق هى الأخرى فرد مالك مردفا:
_ماذا هناك؟ هل آدم بخير؟!!
ردت شفق مردفة:
_نعم بخير بالطبع و لكنه موضوع يخص حياته الشخصية و هو اتخذ قراره على أسس غير سوية و لذلك يوجد إحتمالية بنسبة كبيرة فى تعرضه لمشاكل و اضطرابات نفسية مرة أخرى.....
ها هى معشوقته تتحدث بذلك الأسلوب العملى الذى يدمنه فيها لا يعلم لماذا هى دون الأخريات و لكنها مميزة متمردة مجنونة جميلة لن يرض بغيرها فلا هواء بدون أكسجين و لا جسم بدون قلب و لا قلب بدون شفق... رد مالك موجها حديثه إلى روفانا :
_اصعدى لتوقظى ليل و اجلبِ مزيل التبرج لأمسح ذلك القرف...
خطت بعض الخطوات ثم تنحنحت قائلة:
_مالك.... لقد.. لقد رششت فوقه مثبت يدوم ست ساعات فلا يمكن مسحه بسهولة...
ابتسم إياد و سامر محاولين كتم ضحكاتهما بينما ضحكت شفق بالفعل مما جذب نظر سامر الذى ظل معلقا نظره على تلك الابتسامة الآسرة و عندما التقت أعينهما شعر أنه بالفعل على وشك أن يذهب ليضمها إلى صدره غير عابئا بإياد أو مالك أو أي شخص عكس شعورها بالقلق و التوتر و تسارع ضربات قلبها لا تعلم لماذا و لكنها شعرت بأنها محاصرة بنظراته فأشاحت بنظرها تجاه روفانا و مالك الذى أمسك معصمها بعنف مردفا:
_حسبى الله ونعم الوكيل... حسبى الله ونعم الوكيل سوف أصاب بالشلل...
ترك يدها فصعدت مسرعة لتوقظ ليل بينما اجتمعوا جميعا فى حجرة المعيشة لتجلس شفق بجانب إياد على أريكة مقابلة لأخرى جلس عليها سامر و مالك و انضم إليهم بالنهاية ليل و روفانا فشرع إياد بالتحدث قائلا:
_لا أعلم إذا كان آدم أخبركم أم لا و لكنه قد قرر أن يتزوج من مساعدته اللاتينية التى كانت معه بنيويورك...
هدر ليل مردفا:
_جوليا؟!!!... هل فقد عقله؟ إنها عاهرة أنت لا تعلم سمعتها بالشركة....
نظر إياد إلى شفق بينما رد مالك قائلا:
_يتزوج؟! و من تلك ال جوليا؟
قامت شفق من مكانها و أشغلت شاشة التلفاز التى بالحجرة و أوصلتها بهاتفها عن طريق البلوتوث و بعض الاعدادات الأخرى التى مكنتها من عرض صفحة الفيسبوك الشخصية لجوليا على الشاشة أمامهم مما جعل مالك يطلق صفير إعجاب قائلا:
_ذوقه رائع طوال عمره.... و لكن لا أعلم كيف عرفت بأمرها ليل؟!
رد ليل و هو يفرك عينيه ليركز أكثر مردفا :
_عندما ذهبت العام الماضى إلى نيويورك مع سامر فى تلك الإجازة الأخيرة ذهبت عدة مرات لآدم و كنا نتسكع معا فى بعض الأحيان لم يكن قد ارتبط بها و لكنه كان يستخدمها فى الحالات الضرورية.....
رددت روفانا لتستوعب:
_الحالات الضرورية.... ماذا تقصد؟!
ابتسم لها ليل و هو شبه مغلق العينين مردفا ببساطة :
_أقصد العلاقات الجنسية...
قام سامر ليلكمه فى ذراعه و هدر به مالك بعنف ينافى وجهه و ما رسم عليه قائلا:
_احترم نفسك أيها الحيوان...
ردت شفق بدبلوماسية رغم تحرجها كثيراً قائلة:
_هناك أمور كثيرة يجب أن تعلموها عنها و لكن سوف يعلمكم إياد..
و عادت لتجلس بجانب إياد الذى تولى الشرح قائلا:
_حتى نختصر وقت تلك المرأة شيطان و لا يجب أن تبقى بجانب آدم أكثر من ذلك فهى ليست مسيحية حتى و ذلك ما علمته شفق عن طريق الفيسبوك كما إنها تشجع حقوق.... احم احم
_المثليين...
قالها ليل و هو ينظر لإياد محاولا أن يركز معه و لكنه يريد النوم بشدة فأجابه إياد بتحرج:
_نعم تلك هى الكلمة... و الذى تأكدت منه أكثر أنها ليست شريفة عندما رأيت بعض من المنشورات التى تشاركها و تعليقاتها عليها
صمتوا جميعا ثم تكلم سامر أخيراً قائلا:
_إذا فلنقم بدعوتها هى و آدم على سبيل التعرف و نتفق قبلها عن ما سوف نفعله حتى نفسد مخطتها فى الزواج منه و نكسر ثقته باختياره
نظر له إياد قائلا:
_هذا بالضبط ما قالته شفق و ذلك ما أتينا لنتفق عليه
ردت روفانا قائلة:
_يمكنكم أن تتركوا لى أمور الإحراج و الإنتقاض فى كل ما يخص الموضة و الاتيكيت و المظهر و بالطبع اللياقة البدنية...
_و معكم الآن رضوى الشربيني
قالها ليل مبتسما مما أضحكهم جميعا و ذلك استفز روفانا فلكزته بينما تحدث مالك قائلا:
_ما يمكنني فعله هو توفر الفرصة الكاملة للخطة دون ملاحظة أى من أهلنا و سوف يتم ذلك على أكمل وجه...
شجعه سامر مردفا:
_جيد جداً و أنا و إياد سوف نلعب على المنطق و العقل لدى آدم عن طريق أحاديث عن أشخاص قد مروا بالزواج من شخصيات مماثلة لتلك الأنثى و نشاركه الحديث حتى نعرف ما بجعبته و نستطيع أن نفهم ما يفكر فيه
رد ليل أخيراً قائلا:
_و أنا سوف أهديكم ما سوف يجعلها تهدم المعبد على رأس آدم
نظروا جميعا له مترقبين فرد بجدية مردفا :
_مثل تلك النوعية القذرة لا تنجذب إلا لشيئين بالرجل أولهم ماله ثانيهم وسامته و لذلك يمكننا أن نختلق قصة و لكن ذلك بإقناع آدم نفسه لتصدق أنه لا يملك أى مال من كل ذلك النعيم و بالنسبة للأمر الآخر يمكننى توليه حتى أثبت لآدم أنها بالفعل عاهرة و لكن ذلك صعب جدا وأنا أيضا لا أستطيع أن أفعل ما يضايقه أو يحزنه لذلك سنكتفى بالأول الذى سوف يجعلها تراجع حساباتها....
انبهروا جميعا من تفكيره و اردفت شفق قائلة:
_إذا هيا لنبدأ آل الفارسى
ردت روفانا مردفة:
_ولكن من أين سنبدأ يجب على أونكل ماجد أن يعلم أولا و ذلك لا يجب أن يعلمه مننا بل من آدم شخصيا...
_نعم لقد نسينا ذلك...
قالها مالك و هو ينظر لإياد الذى بدا عليه ملامح التفكير حتى اردف قائلا:
_يمكننى أن أقنع آدم بذلك... أتركوا ذلك الأمر على و الآن لنتصل به
_انتظروا هل نسيتم أنه مسافر.. يجب أن ننتظر قدومه
قالها مالك مذكرا إياهم بأهم ما غفلوا عنه فاردف إياد متعجبا :
_إلى أين سافر؟ كيف لا يخبرنى؟
رد ليل مردفا:
_لا تقلق إنه بداخل مصر و لن يطول غيابه تلك المرة
حزن إياد كثيراً شاعرا بضيق لما آلت إليه الأمور بينهما و لكنه حاول أن يظهر باللا مبالاة أمامهم حتى يستطيعوا أن يكملوا مخطتهم و بالفعل بدأوا يتشاركون الأفكار ليصلوا إلى مبتغاهم و هو أن يحفظوا آدم مما هو مقدم عليه دون خوف أن يخسر أحدا منهم فالخوف عليه و إنقاذه أهم مما سوف يفعله إن علم.....

**********

ها هو يجرى فى أرض شاسعة بها أعشاب خضراء تسر الناظر إليها غير مرتديا سوى بنطال أبيض جعله كأمير من إحدى الأفلام الكرتونية لا يعلم لماذا هو مبتهج و لا إلى أين يتجه و لكن كل ما يعلمه هو أنها بانتظاره.... من؟ لا يعلم بعد مسافة وجد عين ماء بالأرض يحاوطها الأعشاب و تظلل عليها شجرتان من أشجار الكرز الوردية مما ناقض اللون الأخضر و رغم ذلك أضفى على المشهد دفئ جعله يريد أن ينزل إلى تلك العين و ينعم بدفئ مائها و بالفعل خلع بنطاله و نزل إليها و ما إن نزل حتى شعر بارتياح غريب لم يشعر به من قبل أغمض عينيه و أسند رأسه إلى جذع شجرة منهم لينعم بذلك السلام الداخلى الذى يفتقده كثيرا و لكنه شعر بشئ غريب شعر بأن هناك شيئا يلمس جسده فتح عيناه و هو يظن بسذاجة أنها سمكة و لكنه وجدها حورية نعم حوريته هى من تلمس جسده بيديها ضاحكة فى شغب ابتسم لها و طوق خصرها بيديه ليجعلها تلتصق به أكثر و يشعر أنها جزء منه غرق ببنية عينيها التى تشبه قطع من الشوكولاتة الذائبة و جذبه عبير جسدها المرمرى لم يصدق أنها أخيراً بين يديه لذلك سألها مردفا :
_هل هذا حقيقى؟ هل أنتِ فعلا سهيلة؟!
أومئت له مداعبة طبع الحسن لديه بأناملها الرقيقة فلم يصدق و لكنه لأول مرة تمنى ألا تغادره امرأة... طوقت رقبته بيديها و هى تداعب شعره من الخلف و ظلت على التواصل النظرى بينهما و اقتربت منه أكثر حتى استطاع أن يحصى عدد أنفاسها لأول مرة لم يستطع أن يتحدث لم يستطع أن يتخذ أى رد فعل فقط ترك نفسه لها حتى تغمره بما وجد أنه يفتقده بالفعل راقب شفتاها و هى تنطق مردفة:
_ليست لك فهى ليست بملكة قلبك اتبع قلبك و ستصل لى و إن ضللت فقط انظر بعينى و ستجدنى مهما طال بك الطريق...
ختمت جملتها بقبلة خطفت بها أنفاسه و ذاق بها شهد شفتاها حتى أسكره و جعله مغمض العينين لعدة دقائق حتى ابتعدت عنه و عندما فتح عينيه وجدها قد رحلت مثلما أتت ظل ينادى عليها و لكن ما من مجيب خرج و ارتدى بنطاله سريعاً و ظل يهرول شاعرا بالاختناق لفقدها وقف فى بقعة خضراء و هو يمرر أنامله بين شعره فى عصبية كيف يضيعها من بين يديه؟ غبى.. لا يعلم أين هى الآن... ماذا عليه أن يفعل..؟ هل...
_مستر آدم... مستر آدم
فتح عينيه بكسل ليجد مروان واقف أمامه مرتديا قفطانا رمادى و هو يحاول إيقاظه حتى استيقظ بالفعل و استقام فى سريره
_آسف لأننى أيقظتك و لكنهم يحضرون الفطور الآن و يسألون عنك..
أومئ له و هو يفرك عينيه و كاد أن يدخل المرحاض إلا أن اوقفه مروان قائلا:
_لقد تُرِكَ لك قفطانا حتى ترتديه
لم يبال آدم بما سمعه و أكمل فى طريقه بينما وقف مروان أمام المرآة يكمل ما كان يفعله مرددا :
_متعجرف... غبى لا يعلم مثقال ذرة عن الذوق
أنهى ما يفعله سريعا و خرج تاركا الغرفة لآدم الذى خرج من المرحاض بعد بضع دقائق و هو فى حالة من الذهول و الاندهاش بما قد حلم به يكاد يكون حقيقيا فلازال يشعر بدفئ أناملها على صدره و لازال مسكرا بشهد شفتيها يشعر أنه إذا قال إلى أحد ما قد حلم به قد يصفه بالمجنون نظر إلى القفطان و قد لمع بعقله فكرة ارتدائه له ليجذب نظرها و بالفعل ارتداه و تعطر و أنهى آخر لمساته الجذابة على طلته المهلكة و نزل بالفعل و عندما وصل إلى صحن الدار وجد مروان بانتظاره ليصطحبه إلى شرفة واسعة تطل على حقل ينبض بالحياة اتخذ مقعده بين عريس شيماء و مروان و هو شارد الذهن لا يعلم ما به حقا؟! قطع شروده عندما دلفت هى و شيماء مرتدية ذلك الفستان الأزرق ذات الورود و هى تلم شعرها بواسطة منديل بنفس ألوان الورود فى الفستان و تركت جزء أمامي من شعرها يظهر مع باقى الشعر المتناثر على كتفيها برغم ذلك المظهر الذى يشبه النساء الفلاحات إلا أنها مختلفة بها شيئا جذاب لا يعلمه شعر بأن قلبه يقرع أعنف طبول الحرب التى يعلنها عليه جلست هى بجانب شيماء فى مقابلته مبتسمة و فرحة بكل ما تراه أمامها من جمال طبيعى ظلت تجوب بأعينها الأرض الشاسعة أمامها و تنقلت بين الوجوه و الأعين إلى أن التقت بأمواج عينيه الثائرة لا تعلم لماذا لم تخفض بصرها أو تنتقل إلى وجه آخر؟ و لكنها شعرت بأنها تريد التعمق فى النظر إليهما لتستكشف ما بين بحارها قطعت التواصل النظرى عندما علق هو نظره بجوليا التى ارتدت ملابسها العادية بتأفف من ذلك المكان و تلك الرائحة و كأنه يذكر نفسه بما عزم عليه و لكن ما لا يعرفه أنه مجرد هدف بلا إرادة اجتمع كل من فى الدار ليفطروا جميعا فى ذلك الجو المنعش و لكن هناك من عكرت صفو مزاجهم بعجرفتها عندما تمنعت عن الفطور متداعية أنه لا يلبق بنظامها الغذائى مما أحرج شيماء و أحرج عمها بينما أثار حنق سهيلة كثيرا و ذلك ما لفت انتباه آدم الذى اردف ليخرسها:
_ومنذ متى و أنتِ تتبعين حمية غذائية جوليا؟!
ردت بعجرفة و هى تنظر لعم شيماء الذى تترجم له شيماء ما تقوله مردفة:
_منذ أن أتيت إلى ذاك المكان... فكل ما به من طعام دسم و غير صحى
قاطعهم صوت أنثوى مخضرم مردفا :
_و ما هو الطعام الصحى برأى خطيبتك يا استاذ آدم
التفت آدم لصاحبة الصوت ليجدها نفس المرأة التى أمسكت به من قبل تتكأ على عصاتها و بجانبها إحدى الأشخاص ليساعدها على المشى و يترجم لها ما تقوله جوليا فقام آدم مردفا بالعربية غير عابئا بجوليا:
_آسف و لكنها معتادة على أطعمة غريبة تعتقد أنها صحية
قالها مبتسما بتحرج من أفعال جوليا و غفل عن سهيلة التى وقعت عليها الكلمة وقع العاصفة ففتكت برأسها تفكيرا هل هى خطيبته؟ لا لا يمكن أن تكون.. ولكن كيف تعلم تلك المرأة اسمه؟ كيف علمت علاقته بتلك المتعجرفة؟ ما صلتِ بكل ذلك؟
توقفت عن التفكير عندما جلست المرأة على رأس المائدة مكان ابنها و اردفت مبتسمة:
_إذا فلتخبرنا عن نوعية ذلك الطعام و سيحضر لها فى غضون دقائق فنحن لا نفتح دارنا إلا و قد أكرمنا ضيوفنا
شعر بأن تلك المرأة مثال حي على الأصالة و العراقة و النسب ذات الشرف الأصيل و لذلك رد بحبور وهو يريد أن يخفف من حدة الحوار مردفا :
_و لماذا لا تأكل نفس الطعام؟ ألن تتزوجنى؟ إذا عليها أن تعتاد على طعام المصريين...
ضحكت له المرأة و جلس بعدها قائلا لجوليا بالاسبانية :
_توقفى عن حماقتك تلك... كلِ و إلا سوف ترين منى وجها لن يعجبك
قالها مبتسما حتى لا يفهمه أحد و لكن قد فهمته سهيلة التى شعرت بالضيق منه إلى حد يبلغ القرف و لذلك لم تستطع أن تأكل سوى بضع اللقيمات و قامت قائلة:
_الحمد لله لقد شبعت سلمت يدان كل من شارك بذلك الطعام الشهى
ابتسمت لها جدة شيماء مردفة:
_اجلسى بنيتى لم تتناولى فطورك جيدا... يجب أن تأكلى جيدا حتى تستطيعين الرقص يوم العرس مثلما فعلتى البارحة...
ضحك جميعهم بينما استحال وجه سهيلة إلى حبة طماطم من الحرج و لذلك ابتسمت و انصرفت مسرعة نحو مكان بعيد من الحقل يوجد به عدة شجيرات متوسطة الطول فجلست تحت إحداهم تستظل بها و قطفت وردة أخذت تنزع عنها أوراقها محدثة نفسها قائلة بصوت مسموع:
_ما بكِ أيتها المجنونة؟ هل فقدتِ عقلك؟ لماذا أصبحتِ تفكرين به كلما اختليتِ إلى نفسك و لماذا حزنتِ عندما علمتِ أنها خطيبته و ليست زوجته؟ ما دخلك من الأساس بحياته؟ هو مجرد مديرك ليس إلا لا دخل لكِ بما إذا كانت أخلاقه حميدة أم لا لن يحدث فى يوم صدفة تجعله فى حياتك سوى أنه مديرك مديرك فقط لن يكون سوى ذلك و إلا أنتِ تسيرين فى درب مجهول لا تعلمين نهايته أيتها المختلة....
_مختلة... لماذا؟ رغم أنني أراكِ سيدة الحكمة و النضوج
نظرت لصاحب الصوت ذات الأعين الزرقاء و قامت قائلة:
_مستر آدم....
_نعم مستر آدم... أريد أن أعتذر سهيلة
نظرت له بشك قائلة:
_تعتذر... عن ماذا؟!!!
اقترب و جلس تحت شجيرة مقابلة لتلك التى جلست تحتها قائلا:
_اجلسِ أولا على الأقل....
نظرت له نظرة ذات مغزى متخصرة مردفة:
_و ماذا إن رأتنا خطيبتك؟!
رد مبتسما قائلا:
_و ماذا إن رأتنى؟! أنا لا أفعل شئ خطأ وهى ليست بمعلم لتعاقب تلميذا لديه.... عموما تلك هى حريتك الشخصية لن أرغمك على البقاء لتتحدثى معى...
شعرت بالاحراج فاردفت:
_لم أقصد شئ... بالطبع.. سوف أسمعك
_إذا فلتجلسى...
جلست أمامه تحت الشجيرة المقابلة و هى فى انتظار حديثه و لذلك شرع بالتحدث مردفا :
_آسف لأننى لم أخبرك بأنها خطيبتى
_و لماذا تعتذر لى
_لأننا جيران و أصدقاء بالعمل أليس كذلك؟!
نهضت من مكانها مردفة:
_بالنسبة إلى أننا جيران فذلك قد دمرته من أول معرفتنا ببعض عندما ضربت زوجت...اوه أقصد خطيبتك و بالنسبة إلى أصدقاء بالعمل فأنتَ لست سوى مدير شركتى و ذلك لم يسمح لي بأن أتجرأ لأحسبها دربا من دروب الصداقة....
استقام هو الآخر مقتربا منها قائلا:
_لديك حق بثانى أمر أما الأول فلم تُدَمر جيرتنا بل توطدت عندما أتينا إلى هنا معا عموماً ما أريدك أن تعلميه أنك شخص له قيمة أكبر من موظف لدى بالشركة
ردت و قد عادت إلى شراستها مردفة:
_وما أريدك أن تعلمه أنك مجرد مدير لي بالشركة كما أنني لا أهتم بما هو بدون أخلاق و بدون.....
كتمت كلماتها و هى تكاد تنفجر مما جعله يضجر كلماتها النارية تلك و كاد أن يتحدث و لكنها تركته و عادت سيرا لتتركه و هو على وشك أن يفقد عقله.....

**********

_أين مروة؟
قالها ماجد للخادمة ببيته عندما عاد من أميركا و لذلك ردت الخادمة مردفة بالإنجليزية :
_مسيز مروة قد غادرت المنزل صباحاً و لم تعلمنى بوجهتها
أومئ لها ماجد و وجد أنها فرصته ليرى ما بكاميرات المراقبة التى زرعها بغرفة آدم و غرفة مروة و باقى غرف المنزل و لذلك صعد إلى غرفته و أخرج من حقيبته حاسوبه المحمول و أوصل به الكاميرات ليسحب من عليها الذاكرة و بالفعل بدأ يعرض تسجيل الكاميرا بغرفة آدم أول يوم سفر له و قلبه يكاد يقف من فرط التوتر و وضع السماعات ليسمع صوت الفيديو و بعد عدة دقائق عرضت له الشاشة دخول آدم لغرفته و بعدها لحقته مروة.... جحظت عيناه مما سمع و رأى و شعر بالدماء تغلى فى عروقه عازما على الفتك بتلك العاهرة ترك حاسوبه و اتجه صوب غرفة ملابسه الخاصة و اخرج من خزانة ذات أرقام سرية مسدس و هو يقسم أن يريق دمائها القذرة حتى يمحى ذنبه بيده.....

********

Adella rose likes this.

رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-10-20, 11:30 PM   #38

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

رووووعة
الاحداث تتصاعد وبتمنى تنجح خطة اياد وشفق واولاد عمهم حتى يكشفوا جوليا امام ادم
وسهيلة لم تتقبل نوعية علاقة ادم بجوليا واخيرا اكتشف ماجد واضعة مروة الله يستر شو بدو يصير
يسلموا ايدكي على الفصل وعلى مجهودك الرائع🌹🌹🌹

Adella rose likes this.

Moon roro غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-10-20, 12:35 AM   #39

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 2 والزوار 3)

‏موضى و راكان, ‏رنا الليثي


فصل ممتع

Adella rose likes this.

موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-20, 09:42 PM   #40

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن


نعم إياد ماذا تريد؟ _
قالها آدم و هو يرد على مكالمة إياد بجفاء مصطنع استطاع أن يحجب نبرة شغفه فى الرد عليه عن كل من كان يستمع للمحادثة عدا إياد الذى شعر بتمزق نياط قلبه إثر ذلك الاحتياج الذى لطالما استشعره فى صوت آدم المخاطب له و لكنه تمالك :نفسه و استطاع أن يرد بهدوء مردفا
كيف حالك أيها الغبى؟_
تنفس آدم براحة و كأنه استشعر رغبة إياد فى مصالحته مردفا :بعجرفته المعتادة
بحال أفضل منك أيها الكهل_
ابتسموا كل من فى الحجرة بما فيهم سامر لشعورهم بمؤشرات إيجابية تجاه خطتهم و بالفعل بدأ إياد فى إكمال ما :فعله بحسن تصرف لا يجيده سواه قائلا
أين أنت؟ لقد أتيت لك و لم أجدك بالشقة أو حتى أجدها_
بالطبع لن تجدنا فأنا قد سافرت و بالطبع أخذتها معى_
شعرت شفق بالحنق تجاه رده المتبلد و ذلك الشعور هو كان المثيل لما شعرته روفانا فأكمل إياد و كأنه لا يعلم شئ منهم :قائلا
إلى أين سافرت؟ و لماذا لم تخبرنى؟ _
تنهد آدم و ابتسم غير مصدقا نفسه أن إياد قد سامحه بالفعل و :قال برزانة لم يعهدها إياد
لا تقلق سوف أعود سريعا كما أنني أحتاجك بالطبع معى_
حتى أستطيع أن أقدمها للعائلة و… أبى
أومئ سامر لمالك و ليل بإشارة تفهموا منها أنها الخطوة :المرادة فتشجع إياد قائلا
يمكننى أن أدبر لقاءا عائليا حتى تتمكن من التعارف على_ أعمامك و أولادهم و لكن يجب أن نخبر أباك أولا أم هل هناك من حل آخر؟
:توترت ملامح آدم مردفا
و لكن إياد… ألا تعتقد أن تلك الخطوة متقدمة كثيراً؟ _
رد إياد بعد أن استشعر قلقه بحكمته المعتادة مردفا :
_أنظر آدم إذا كنت قد عقدت النية على الزواج منها فاظهر حسنها على الأقل تعقل لمرة واحدة فى حياتك و تحمل مسؤولية أفعالك فلن يحملها عنك أحدا غيرك يمكننى أن ألغى ما قلته لتوى و لكن تحمل بعدها نتيجة أنانيتك و عدم رغبتك فى الإفصاح....
نظروا جميع من بالغرفة إلى الهاتف الذى بيد إياد فى ترقب و توتر شديد حتى نطق آدم ممازحا:
_يا ابن ال.... دائما ما تعرف كيف تستطيع أن تجعلني مثل عرائس الماريونيت إذا عندما آتى إلى القاهرة لنا حديث آخر
ابتسم إياد بثقة و أغلق الخط ليقوم ليل من مكانه مقبلا رأسه قائلا:
_تلك الرأس هى التى ستهلكنا جميعا يوم من الأيام
ضحكوا جميعا و قبلت شفق صدغ أخيها فى عنف قائلة:
_لم أعلم أنك بذلك الخبث أيها الماكر
نظر لهما سامر و شعر بالاختناق لعدم امتلاكه شئ فى يده ليفعله فنهض و ذهب ليخرج من الفيلا بأكملها حتى يتنفس هواء غير معبأ بعبيرها و قد لاحظت شفق تغير ملامحه و خروجه المفاجئ فاقتربت من أذن إياد هامسة:
_فقط ثق بى كما أثق بك كل مرة
قالتها ونظرت له نظرة ذات مغزى اضطر أمامها أن يومئ لها فنهضت مسرعة و لحقت بسامر منادية إياه بعدما خرجت هى الأخرى من المنزل فلم يلتفت لأنه كان منشغلا بسب لعنات الدنيا على حظه العاسر فى مقابلتها دائما بينما أكملت هى طريقها و وضعت يداها فى جيبى سترتها الجلدية لشعورها بالبرد القارص يضرب أوصالها و عندما وصلت إلى عنده أخرجت إحدى يداها و ربتت على كتفه فالتفت لها و هو لا يعلم ماذا عليه أن يفعل سوى تأملها فبدأت هى الحديث قائلة:
_أنظر سامر... أنا أحبك أيضا
رفع لها رمادية عيناه التى كانت مماثلة للون السماء فوقهما ذلك الوقت غير مصدقا فأكملت بثبات وملامح جامدة لا يعلم هل هى كذلك أم اكتسبت قساوتها وصلابتها من الرياح التى تحاوطها :
_أحبك كحبى لإياد أحبك كأخ لى شاركنى ألعابه و ركضه فى طفولته أحبك و لكن ليس مثلما تحبنى أنت لا أعلم متى شعرت بذلك الحب تجاهى من الأساس و لكن إن كنت أعلم بالطبع لم أكن لأتركك تشعر به و لم أكن تركت الموضوع ليصل إلى تلك المرحلة
فغر فاهه لا يعلم بماذا يرد شاعرا بغصة مؤلمة و لكنها لم تبالِ و أكملت مردفة:
_أنا لا أريد سوى أن نحافظ على علاقتنا فلا تفعل ما يوترها..
رد بصوت قد تهتك من الشعور باليأس قائلا:
_و لكن لماذا؟ أنتِ حتى لم تختبرى ذلك الحب لترفضيه بتلك الطريقة... هل هناك أحدا آخر فى حياتك و أنا لا أعلم؟ هل دق قلبك لمن أحملتيه إياه فلم يعد موجود ليسمع رجائى بقبول قلبى قربانا فى حبك؟.... شفق
نظرت له بنفس الجمود مردفة:
_لم يدق ولا يوجد و إما أن نتعامل كأخوة أو لا نتعامل و هذا ما لدى و لن أغير به شيئا حتى و إن مرت السنين و شبت و لم أتزوج سوف أظل أراك كما أراك الآن
رد سامر بصلابة تعارض ذلك الضعف الذى وجد مبيته فى قلبه لنقل نبضاته بين ضلوعه معلنه ألمه قائلا:
_و أنا سوف أحترم رغبتك و لكن ما بقلبى لن يغيره شئ حتى و إن كانت أعظم قوات الأرض و لن يوقفه سوى موتى شفق و أعدك بأن إذا أحببتِ أحدا و تزوجتِ منه سوف أصطحبك له بيدى.... عن إذنك الآن فلدى موعد تدريب
قالها و هرول قاصدا غرفته بينما تنفست هى بثقل شديد شاعرة بالذنب لما قالته و الإشفاق عليه فى آنٍ واحد و لكن ماذا بيدها سوى أن تفعل ذلك فنظراته لها قد جعلتها تعلم أنه بالفعل صادق و ذلك ما أخافها نفضت ذلك التفكير عندما وجدت يد إياد تحتضنها مردفا:
_فعلتِ الصواب... لا تقلقِ سوف يحزن قليلا و لكنه سوف يتعرف على إحداهن لتسلبه عقله قبل قلبه
شعرت بالاختناق فاردفت قائلة:
_إياد هيا بنا لا أريد المكوث هنا...
ربت إياد على شعرها و بالفعل اصطحبها و رحلا دون علم أحد سواه و عندما وجدها قد غابت عن أنظاره تأكد من غلق باب غرفته جيدا و دخل إلى غرفته الخاصة بالملابس و أغلقها هى الأخرى و جلس على أرضها الخشبية التى تكاد تسع جلسته فضم ركبتيه إلى صدره و اجهش فى البكاء كطفل قد فقد أمه ظل يبكى و ينتحب بصوت عالٍ لم يصل إلى مسامع أحد سوى ربه ظل يردد من بين شهقاته كلمتان يا رب و لم يستطع بعدها أن يصيغ حاجته إلى ربه فى صورة دعاء بل أكمل بكاؤه فى هدوء حتى يفرغ ما يشعر به و بعد عدة دقائق كان قد انتهى فخرج من تلك الحجرة الضيقة و ذهب إلى سريره ليهرب مما يشعر به عن طريق أحلام قد تحمله إليها دون علمها فأغمض عيناه هامسا :
_اللهم إن أنمتنى على ضيق فأيقظنى على فرج من عندك..
********
كاد ماجد أن يجن من ما قد رآه و بالفعل أخرج مسدسه عازما على ألا يجعلها تبصر شعاع شمس الغد وضع مسدسه خلف ظهره تحت سترته و نزل إلى الدور السفلى قاصدا الباب و حين فتحه وجد إياد بوجهه وهو مرتبك من تلك المفاجأة فلم يكن يتوقع خروج عمه بذلك الوقت و لكنه ابتسم ابتسامة مترددة فى وجه ماجد الذى تجهم أكثر فشرع إياد فى الحديث مردفا:
_كيف حالك عمى؟ أتمنى أن تكون بخير....
_نعم بنى... بخير هل هناك أمرا ما؟!... أقصد هل حدث شيئا ما؟!
قالها ماجد فى تعجل فرد إياد بهدوء مردفا :
_لا الجميع بخير الحمد لله و لكن أتيت لاتحدث معك بموضوع يخص آدم هل هناك وقت لمحادثتنا.. يمكنني أن أذهب و...
قاطعه ماجد مبتسما بود و هو يقبض على يده ليدخله مردفا :
_وهل هناك ما يستحق انتباهى أكثر من بنى... ادخل عزيزى بالطبع لا يوجد ما يشغلني عن ما يخصه
قالها ماجد و كأنه يذكر نفسه جيدا بصغيره الذى قد قسى عليه كثيراً و لذلك قرر أن ينتقم منها بدم بارد حتى ينعم برفقة صبيه ما تبقى له من العمر بينما تعجب إياد كثيراً من طريقة عمه الغير معتادة و لكنه آثر الصمت حتى يعلم ما سبب ذلك التغير المفاجئ و بالفعل دلف مع عمه إلى الداخل و سار معه حتى وصلا إلى حجرة المعيشة ليجلسا بمقربة من بعضهما و طلب ماجد من الخادمة أن تحضر لهما ما يشربانه و بدأ الحديث قائلا:
_ما أخبارك بنى؟ كيف حالك أنت و أختك و أمك؟ لم نتحدث معا منذ زمنٍ طويل...
أومئ له إياد بابتسامة دافئة مردفا :
_نعم و جميع من فى البيت بخير و يوصوني بأن أرسل لك سلامهم حتى أن شفق أرادت أن تأتى معى و لكن ما قد أتيت لأجله أردت أن يكون بيننا فقط و ألا يعلمه حتى آدم...
تقدم ماجد فى جلسته مردفا بقلق:
_ماذا هناك لقد أقلقتني إياد؟!!
_لا تقلق عمى فقط أردت مساعدتك بما أنت مقدم عليه كما يجب أن نتعاون سويا حتى ننقذ آدم من ما هو مقدم عليه دون إدراك لحجم تلك المخاطرة... آدم يريد التزوج من جوليا مساعدته التى كانت بنيويورك
نظر له ماجد و أومئ قائلا:
_أعرفها و علمت بأمر ارتباطهما و لذلك لقد تركت أمر بطردها من الشركة عندما تعود لأنها اختفت فجأة دون أن تخبر أحدا و لكن ماذا جعل آدم يفكر بالزواج منها؟!
تقدم إياد فى جلسته مقتربا من عمه محافظا على التواصل البصرى بينهما مردفا:
_انظر عمى كل ما أريد اخبارك به هو أن آدم الآن فى حالة نفسية تتيح لك التدخل فى حياته من جديد.... أعلم أنه لا يحق لى ما سوف أقوله الآن و لكن بينك و بين آدم مسافات لن تقطعها إلا بتضحية صغيرة منك لتملئ تلك الفجوة التي فعلتها دون علما منك بداخله فقط حاول و إن فشلت لا يوجد مشكلة فستكون على الأقل أردت الاقتراب منه و أردته مرة أخرى و صدقنى سوف أساعدك بكل قدرتي لأن مصلحة آدم هى هدفي و كل ما أريده هو أن يعود إلى رشده....
ابتسم ماجد مربتا على ركبة إياد فى حنو و إمتنان مردفا:
_لقد رزق الله آدم بأخ و أب أفضل ممن أنجبه آلاف المرات انظر بنى سوف أكون معك بكل خطوة و كل شئ تقوله ما يهمنى هو آدم فهو مالى و كنزى و دنياى و إن خسرته فلا جدوى لوجودى و ما سوف تقوله سوف ينفذ و لكن أنا أيضا أريد مساعدتك بشئ صغير...
نظر له إياد بتركيز مضاعف و كأنه أعطى الإشارة لماجد حتى يتحدث فشرع الآخر قائلا:
_أريد أن أعلم كل شئ يخصه منذ الصغر هواياته رياضته المفضلة ذوقه فى كل شئ حتى النساء فإذا أردت التقرب منه يجب أن أدرسه أولا...
ابتسم إياد مردفا:
_من آل الفارسى حقا... سوف أخبرك كل شئ ولكن أولا يجب أن تعلم أننا قد خطتنا لمقابلة عائلية حتى نجتمع مع تلك الأجنبية و سوف يخبرك بذلك آدم و لكن عليك أن تتصنع المفاجأة بالطبع...
أومئ له ماجد و كاد أن يتحدث ولكن قطع حديثه دخول امرأة ظنها الخادمة ولكنها كانت مروة و هى فى حالة مزرية و قد ظهر على وجهها إمارات التوتر فاستقام إياد مرحبا بها و بادلته الترحاب بابتسامة مترددة ثم ذهبت لتحضن ماجد فلفت ذراعا حول خصره مما ألصق سترته بذراعها فظهر أمام إياد شيئا ما يضعه عمه خلف ظهره و من طبيعة عمله علم أنه مسدس فراقب عمه و هو يبعد يدان مروة عنه فى حفيظة مكبوتة مما جعله يشك بما كان عمه قادم على فعله عندما قابله عند باب المنزل و ذلك ما أثار قلقه قطع تركيزه فيما يفكر به عمه قائلا:
_إذا عزيزى سوف أراسلك حتى نتفق على موعد نتقابل فيه و نكمل حديثنا...
شعر إياد بالارتباك لأنه يعلم أن عمه لا يخبئ على زوجته شئ فلماذا لن يكملا حديثهما الآن و عندما قالت مروة :
_ولماذا لن يكمل جلسته معنا حتى نأكل معا فأنا أشعر بالجوع الشديد و أعتقد أن إياد يشعر بذلك أيضا أليس كذلك حبيبى؟!
التفت لها ماجد بوجهه ونظر لها نظرة جعلت الدم يتوقف عن السريان فى عروقها فألجمت لسانها و ذلك ما جعل إياد يتأكد من الشكوك التى ساورته فقال ممازحا:
_أشكرك كثيرا و لكن مريهان هانم إذا علمت بأننى لن أتناول الطعام معها فربما تقتلنى أعدكما أن تتكرر مرة أخرى عندما يأتى آدم بإذن الله
قالها و جعل وجهها يستحيل إلى الأصفر فرافقه عمه إلى الخارج وهو على وشك أن يخنقها بيديه و عندما وصلا إلى الباب التفت إياد ليتأكد من مراقبة مروة لهما و احتضن عمه و كأنه يودعه و اقترب من أذنه هامسا:
_صدقني لا تستحق أن تخسر من أجلها فرصة أن تبقى مع ابنك مرة أخرى...
نظر له ماجد باستنكار فابتسم إياد له مطمئنا مما بث الهدوء فى قلب ماجد و كأن من يحدثه ليس إياد و لكن مختار أومئ له و هو مسلوب الإرادة أمام حكمته و خرج إياد بالفعل فأغلق ماجد الباب خلفه و هو يعيد جملة ذلك الشاب على مسامعه حتى هدأ و قرر أن يحترف فيما يريده و لكن يجب عليه أولا أن يتأكد من أن ذلك الطفل الذى تحمله هو طفله...

**********
_ماذا هناك سيلين؟! هل أنتِ بخير؟!!
قالتها سهى و هى تتحضر مع سيلين لمقابلة ذلك العريس التى تعلم علم اليقين بأنه لن ينل شرف ذلك اللقب مع أختها على الأقل فنظرت سيلين لانعكاس أختها على المرآة أمامها و هى تضع آخر لمساتها الساحرة للخروج و ردت قائلة:
_لا أعلم أشعر أننى قد تسرعت كثيرا فى ذلك الأمر أتعلمين؟! لم أشعر بالراحة أصلا بعد صلاة الاستخارة لا أعلم لماذا قررت ذلك من الأساس؟!
اقتربت منها سهى و وضعت يديها على كتفى سيلين من الخلف مردفة:
_عزيزتي لا تعقدى الأمور أنتِ لا تعلمين ما الخير المقدر لكِ و أين هو و لذلك فقط تحلى بالصبر و اليوم هى مقابلتكما الأولى ليس إلا و هناك فترة خطوبة بالتأكيد و ذلك سوف يجعلكِ تحكمين بشكل أوضح و أفضل فلا تتوترى...
تنهدت سيلين مردفة:
_معكِ حق.. هيا بنا حتى لا نتأخر
أنهت كل منهما ما يفعلانه و خرجا معا بصحبة أمهما و طلبت سهى إحدى السيارات المأجورة لتقلهم إلى المطعم الذى سوف يتقابلا فيه العائلتان و بالفعل بعد نصف ساعة وصلوا إلى المطعم و دلفوا يبحثون بأعينهم بين الطاولات عن طاولة تحمل شخص يحمل ملامح الصورة التى شاهدوها و بعد برهة كان يتجه صوبهم شاب ثلاثينى وسيم يرتدي حلة سوداء أنيقة زادت فوق جماله تأنق ابتسمت له سيلين ابتسامة روتينية استطاعت أن تكتسبها من عملها و لكن فى نظره كانت ساحرة خلابة مغرية لكل من ينظر إليها خاصة مع ذلك اللون الكرزى اللامع الذى كان يلبق حد التكامل مع فستانها الصوفى ذات الاكمام الطويلة المحدد لخصرها النحيف فى رشاقة نادرة التواجد بين أقرانها وقف أمام أمها مرحبا ليصطحبهم تجاه الطاولة التى تجلس عليها أمه و بعد خطوات معدودة كانت تقف سيلين أمام أمه بالفعل التى أعجبت كثيراً بجسد تلك الفتاة الممشوق و حسنها البهى فقالت لها:
_بسم الله ماشاء الله تبارك الله فيما خلق.... ما معنى اسمك سيلين؟
ظلت سيلين على ابتسامتها الزينة رغم شعورها بتقلصات عنيفة فى معدتها من فرط التوتر و ردت مردفة :
_سيلين تعنى فى لغة اليونان القديمة آلهة الجمال....
_اعتقد انه اسم على مسمى..
قالها مصطفى المحدق بها فى انبهار و دعاهم للجلوس بعدها و بالفعل التفوا حول المائدة الدائرية ذات الشرشف الحريرى لتجلس سيلين بين أمها و أمه و يجلس هو بجانب أمه و اتخذت سهى مقعدا بجانب أمها هى الأخرى و بدأ الحديث بينهم بشكل اعتيادى عن طريق التحدث فى أى شئ يخص الحياة ليكسروا الثلج و بعدها نطقت أمه بعد أن التفتت إلى سيلين قائلة:
_أخبرينى حبيبتى عنكِ... لقد علمت أنكِ طبيبة فقط من مصطفى صراحةً لم أرد أن أعلم شيئا آخر عنك إلا منكِ...
حينها تحدثت سيلين بثقة مردفة:
_أنا ضابط طبيب سيلين الرماح فلقد التحقت بكلية عسكرية و لدى رتبة مقدم...
_ولكن لا يظهر ذلك على بنيتك تماما فكما أرى أنتِ رقيقة كقطعة بسكويت و لكن ذلك يدعى الانبهار حقا..
قالتها أمه بإعجاب لها مما جعل وجهها يتورد خجلا حينها طلب مصطفى من النادل أن يأتى و فتح قائمة الطعام التى أمامه و وجه كلامه لسيلين مردفا :
_بعد إذن حضرة الضابط و أمها بالفعل إذا سمحتم أن أختار لكم طبق العشاء لليلة...
أومئت له ماجدة مرحبة بينما اكتفت سيلين بابتسامة و حينها أخرجت هاتفها لتعبث به قليلا و بعد ثوانٍ سمعت صوت رسالة من هاتف أختها التى فتحته هى الأخرى و جعلته على وضع الصامت حتى تستطيع أن تتحدث معها دون إثارة الشكوك و وجدت رسالة بالفعل من سيلين قائلة:
_لزج و مفتعل و مغرور و لا أطيقه...
وبجانب الرسالة وجه غاضب فردت بمثلها قائلة:
_ولكنه وسيم أنيق و يجيد التعامل مع النساء على ما أعتقد
و وضعت بجانب الحديث وجه يضحك
تركت سيلين هاتفها و وجدته يراقبها فشعرت بتوتر طفيف و لكنها لم تظهره و بعدها تفاجأت به يطلب الإذن من أمها أن يصطحبها ليتحدث معها وحدهما إلا أن يأتى الطعام فوافقت ماجدة بالطبع و هى تدعو الله فى سرها أن يوفق بينهما لأنها أحبت ذلك الشاب كثيرا كما توسمت الخير فى أمه أيضا فاستقامت حينها سيلين و وجدته يستأذنها أن يمشيا معا خارج المطعم قليلا و بالفعل خرجت معه تدق الأرض بكعب حذائها الأسود وما إن خرجا معا حتى بدأ الحديث مردفا :
_كيف حالك سيلين؟
نظرت له باستغراب مردفة:
_بخير و الحمد لله
_لا تتعجبين فأنا غيرهم و بالطبع فى مقابلة كتلك لن تكونى بخير و عندما سألتك أمي استشعرت بذلك و لذلك أنا أردت أن أخفف عليكِ التوتر...
ضحكت ضحكة قصيرة مردفة:
_شكراً.....
قالتها و كتفت يديها أمام صدرها لشعورها بالبرودة تخترق فستانها فنظر لها قائلا :
_ما رأيك أن نجلس على ذلك المقعد الخشبى؟!
نظرت للمكان الذى يشير له فى تلك الحديقة الصغيرة أمام ذلك المطعم الراقى فلم تجد أنسب من ذلك المكان للجلوس فيه و بالفعل ذهبت لتجلس و جلس بجانبها و لم تجد ما تقوله ولكنها شعرت بالاختناق سألها قائلا:
_هل تحبين عملك؟!
ردت دون أن تنظر فى وجهه مردفة بكل ثقة:
_بل أعشقه حد الإدمان
ابتسم و أكمل قائلا:
_وماذا عن بعد الزواج إذا أنجبتِ؟! هل ستظلين تحبينه
التفتت له حينها و ردت قائلة:
_بل سأحبه أكثر حينها....
_أتعلمين! يعجبني ذلك التحدى الذى أراه بعينيكِ و تعجبني تلك الثقة فى صوتك ولكن لا أحبذ وجودها بيننا فى الحوار فأنا سوف أصبح زوجك و لست عدوك
ابتسمت بعد أن تأكدت من عدم صلاحية العلاقة بينهم قائلة:
_و من أكد لك زواجنا لتجمعني بك فى مستقبل لا نعلم عنه لحظة أنظر مصطفى...
قالتها و استقامت مكملة:
_أنا أحب عملى و سأظل و لن أفضل عليه شيئا آخر إلا إذا أحببته و من حديثك أنا لست تلك الفتاة التى تبحث عنها فأنت تبحث عن المنكسرة الضعيفة لتغذى بها غرورك و ترضى بها نفسك أما أنا...... فأنا نمرة شرسة معتدة بنفسها و لن تتغير من أجل أحد
استقام بعدما لم يعجبه طريقتها بالحديث قائلا:
_إذا أيتها النمرة لماذا أتيتِ؟! إذا كنتِ غير مستعدة للزواج فلا تقدمى على ما هو أكبر منكِ.. ولكن احذرِ قبل أن تهرمى و ينضب شبابك قبل التمتع به فكما أعلم أنتِ تبلغين من العمر ستة و عشرين عاماً إذا عزيزتى فلتحمدِ ربكِ أنه يوجد من وافق بكِ......
حينها ضحكت سيلين ضحكة رنانة جذبت نظر كل من حولها و اردفت قائلة :
_أثبت لى أنك لست غبيا فقط بل و كفيف أيضا عزيزى أنت الذى يجب أن تحمد ربك على موافقتي لمقابلتك فأنا سيلين الرماح و إن كنت لا تعلم اسم الرماح فسِل عنه لتعلم مع من تتحدث... وبالمناسبة فى المرة القادمة التى سوف تتقدم بها لخطبة أخرى لا تطل النظر إلا أختها و خاصة إذا كنت تطيل النظر فى مكانٍ خاطئ لأن لولا كنا فى مكان عام كنت قد علمتك كيف تنظر إلى النساء جيدا..
قالتها و خطت فى خطوات واثقة سريعة نحو الداخل إلى أن وصلت إلى أمها مردفة:
_هيا بنا ماما...
نظرت لها أمها و أختها باستنكار بينما اردفت أم مصطفى قائلة:
_إلى أين حبيبتى لم يأتِ الطعام بعد؟!!
ابتسمت سيلين قائلة:
_آسفة حقا و لكن أنا لا أشعر بالجوع
قالتها و أخذت حقيبتها الصغيرة و هاتفها و خرجت وكانت خلفها أختها مبتسمة فرحة أنها أخيراً قد أقلعت عن ذلك القرار المتهور تاركين أمهما لا تعلم ماذا تفعل و ماذا تقول و لكنها انسحبت بالنهاية خلفهما و وقفوا جميعا فى انتظار تلك السيارة التى طلبتها سيلين بدون نطق حرف واحد إلا أن ضحكت سهى فجأة ضحكة قصيرة و اعتذرت مردفة:
_آسفة
نظرت لها سيلين باستنكار و بعد ثوانٍ قليلة وجدت نفسها تضحك بشدة مما أضحك سهى معها و ظلت أمهما تضرب كفاً بكف لا تعلم ماذا تفعل لهما إلا أن أصابتها عدوى الضحك هى الأخرى....
*************

_استيقظ أيها الكسول... لقد أتت مامى
قالتها روفانا وهى فوق أخيها النائم الذى وضع إحدى الوسائد فوق وجهه مغمغما بأشياء لم تفهمها روفانا و لكنها ظلت تضربه حتى يفيق مما هو فيه و بصعوبة بالغة سحبت من يده الوسادة و قالت له:
_هيا ليل لماذا تنام كثيراً تلك الأيام؟! هيا قُم من سباتك الشتوى ذاك...
فتح عينيه بصعوبة مردفا:
_روفانا هل أقسمتِ أنه لن يوقظنى غيرك؟ لماذا كل تلك الضجة اتركينى خمس دقائق و سوف أخرج لكِ..
نظرت له روفانا مستنكرة و هو يحاول النوم مرة أخرى و ظلت تضربه مرة أخرى قائلة:
_أيها الكوالا الكسول أخبرتك أن مامى قد أتت مااااامييييي أتت استيقظ.....
حينها قام واقفا فجأة فوق سريره و قفز من فوقه ليجري يبحث عنها بيعنيه حتى وجدها بغرفتها فارتمى بحضنها لتضمه و يعانقها بشدة وهو يحمد ربه و يشكره على نعمة وجودها سالمة بينهم ظلت نرجس تربت على ظهر ابنها بحنو شديد فرحة بعودتها مرة أخرى بينهم و قد تفاجأت بفتح الباب بعنف ليركض منه مالك تجاهها و صعد فوق ظهر ليل ليغمر وجهها و يداها بقبلات متتالية إلا أن أوقعه ليل مردفا :
_أيها الغبى ظهرى...
لكزه مالك و ذهب ليحضن أمه بعدها مثلما فعل كل منهم.... سعدا نرجس و منير كثيراً بوجودهما بين أولادهم كلهم مرة أخرى و شعر سامر بأن هناك خطبا ما بينهما لا يريدان الإفصاح عنه و ذلك ما كان يعمله ليل و لكنه آثر أن يترك أمه ترتاح حتى يفاتحها فيما سمعه فقال لكل من بالغرفة :
_ما رأيكم أن نترك عصافير الحب حتى ترتاح من السفر و نعود بعد تلك الراحة لنكمل ثرثرتنا؟!
تقدمت روفانا قائلة:
_ذلك بالضبط ما كنت سأقترحه لذلك هيا بنا شباب لنخرج
أومئ مالك و استقام ليغطى أمه و يدثرها جيدا وقبل رأسها و ذلك ما فعله أبنائها كلهم فردا تلو الآخر حتى خرجوا جميعا و تركوا نرجس و منير وحدهما فاقترب منير منها قائلا:
_سوف أذهب الآن و عندما أتوصل لما أخبرتك به سأعود لا تقلقى.
أومئت له فى صمت و أغلقت عينيها بوهن فلم تستطع أن تقاوم النوم أكثر من ذلك فقبل رأسها و خرج هو الآخر ليصلح ما أقترفه من ذنب يظنه ليس بمغفور....

*********
_ماذا سنفعل الآن؟
قالتها سهى و هى فى المصعد بجانب أمها و أختها فردت سيلين مبتسمة:
_سوف نسافر إلى سهيلة... وذلك بعد إذن ماما بالفعل
وصل المصعد إلى الطابق الذى يقطنوا به فرجتا منتظرين رد أمهما لكنها لم ترد و فتحت باب الشقة و دلفت فدخلتا خلفها و ما إن أغلقت سيلين باب الشقة حتى صاحت أمهما بصوت عالٍ هادرة:
_هل جننتِ سيلين؟!! ماذا حدث لعقلك؟
نظرت سيلين لأمها ولا تعلم ماذا تقول و كيف ترد فأكملت أمها قائلة:
_لماذا رفضتِ بعد أن أخبرتينى أنك موافقة؟ لماذا؟! أتعلمين كيف أصبح شكلنا أمامهم الآن؟ ماذا حدث لحكمتك و حسن تصرفك بنيتى؟!!
قاطعها سمير مردفا بتهكم :
_حكمتك و حسن تصرفك.... بالطبع رفضت لأنها تحب شخصا آخر أو ربما..
_ربما يجب أن تغلق فمك ذاك قبل أن تكسر لك جمجمتك تلك المرة
قالتها سهى مبتسمة بثقة و نظرت له سيلين نظرة تحذيرية شعر منها سمير بمدى خطورة ما سوف تفعله و لذلك قرر أن يلعب على نقطة ضعفهم قائلا:
_انظرى ماجدة ماذا تقول ابنتك لأبيها؟!!!
حينها ابتسمت سيلين و ردت بدلا عن أمها مردفة :
_أخبرتك من قبل أنك لست أبينا فلن يشرفنا أن نضعك فى مكانة رجل مثله و لن تكون لأنك لا تعلم من هو أبينا و تظل تردد تلك الكلمة و تتشدق بها و كأنك تعلم ماذا تعنى من الأساس..
لم تستطع أمها أن تتحدث وقتها كما ألجم الحديث لسانه فلم يجد ما يقوله فتنحنح قائلا:
_سوف أنزل إلى عملى ماجدة هل تحتاجين إلى شئ؟!
ردت بصوت مشوش:
_شكرا... و لكن لا تتأخر فسوف يسافران و سوف أظل هنا
خرج من المنزل و كأنه لم يسمعها بينما دخلت هى حجرتها و أغلقت الباب خلفها تاركة سيلين و سهى فى حالة من التشتت

***********
_ماذا الآن؟ هل ستظل تبكى وتنتحب مثل النساء؟!
قالها آدم المحدق بشاشة حاسوبه المحمول و هو يراقب ملامح سامر التى اكتساها الحزن مؤخرا و عندما لم يجد منه رد أكمل مردفا :
_أنظر سامر... شفق تحبك و لكنها لم تكتشف ذلك بعد و لذلك عليك أن تفكر فى طريقة لتجعلها تدرك ما تغفو عنه
رد سامر حانقا :
_ماذا على أن أفعل آدم؟ لقد أهانتنى و كأنها تقول لى أنك لست برجل... لقد
_توقف عن الثرثرة قليلا كل ما تقوله غير مجدى ولن ينفع يجب أن تفهم ذلك ما عليك فعله الآن هو التجاهل التام و كأن شيئا لم يكن فقط ثق بى أمامي أربعة أيام و أكون عندك و حينها ستتغير تماما فقط للأفضل و أعدك بألا أغير بك ما يجعلك تغضب منى أو ما تعتد به و لكن أنت بحاجة للتغير حقا
أومئ سامر له فأكمل آدم مردفا :
_إذا سوف أتركك الآن لتستريح و سأهاتفك غدا....
أغلق بعدها مكالمته المرئية و قام متجها إلى المرحاض الملحق بالغرفة مستغلا فراغها ليستحم و يأخذ راحته فى الغرفة بعدها
و بعد أن دخل تحت الماء الساخن ظلت ذكرى ذلك الحلم تراوده فأغمض عينيه ليستمتع بتخيلها معه مرة أخرى و لكنه شعر بيد ناعمة تعبث بظهره فالتفت سريعا ليجدها جوليا بعد أن تجردت من ملابسها أرادت أن تقبله ولكنه أبعدها عنه بخشونة مردفا بالإنجليزية :
_هل فقدتِ عقلك؟ ماذا تفعلين هنا؟!!
نظرت له باستنكار و ردت قائلة:
_ماذا أفعل؟! لقد تغيرت كثيراً آدم
رد بعد أن سحب منشفة ليغطى بها جذعه مردفا :
_لست لأننى فضلت الاحتشام عما كنا نفعله أكن قد تغيرت و إن تغيرت فذلك تغيير للأفضل و ليس به عيباً
شعرت بالحنق الشديد تجاه حديثه و بدلا من أن تتحدث وجدت نفسها ترتدى ملابسها و تخرج غاضبة من الغرفة حتى أنها اصطمدت بمروان الذى كان بطريقه للغرفة و لكنها لم تعتذر مكملة طريقها بينما نظر هو لها و أعاد نظره إلى الغرفة فى خبث......

**********

_سهيلة.... ألن تأتى معى؟!
قالتها شيماء و هى ترتدى طرحتها فردت سهيلة بعدم رغبة قائلة:
_لا أريد...
قالتها و وجدت جوليا تدلف إلى الغرفة وهى مبتلة حتى أنها و شيماء قد شعرا بأنها قد أتت من جو ممطر لتوها و اشتعلت بداخلها رغبة ملحة لمعرفة سبب تبللها و بعد أن كادت تسألها ترددت و أقنعت نفسها بأن ذلك شئ غير مجدٍ و بالفعل شعرت بالملل سريعا وعادت إلى حالتها فى عدم الرغبة مرة أخرى فى أى شئ و لذلك نهضت من مكانها و دخلت الشرفة الملحقة بالحجرة و ما إن وقعت عينيها على تلك الأرض الشاسعة المظللة تحت ستار الليل الرخيم حتى شعرت بالارتياح الذى اجتاح صدرها و لكنها التفتت إلى صوت ما بجانبها و كأنه صوت يشير لقطة فوجدت آدم يقف بالشرفة المجاورة لحجرتها فتفاجأت و ما أقلقها حقا أن تلك الشرفة ملحقة بغرفة نساء من أقارب شيماء فردت مستنكرة:
_ماذا تفعل هنا؟!!
تنفس بهدوء مصطنع يناقض سرعة ضربات قلبه الذى يقفز فرحا لرؤيتها مردفا :
_لقد مللت الجلوس بغرفتى ففكرت فى أن أتنقل بين الغرف لأغير من ذلك الملل قليلا
أخفت ابتسامتها بشق الأنفاس و قالت :
_كيف أتيت إلى هنا؟ تلك الغرفة يقطنها النساء كما إن رآك أحدا فسوف يبلغ عنك و سوف تضرب كسارق وجد بسوق الذهب....
تسلق السور و وثب إلى سور شرفتها فى رشاقة و خفة فوجدت فى أقل من دقيقة وجهه مقترب من وجهها مردفا:
_جئت لأعتذر فهلا قبلتِ إعتذارى؟!!
ردت متصنعة اللامبالاة مردفة:
_على ماذا؟! فلا يوجد شئ قد أخطأت بحقى به كما أنني لست من معارفك أو أقاربك لتهتم بأمرى و أهتم بأمرك...
نظر لها مليا ليتأمل جمالها الآخاذ بطبيعته و هو يتذكر ذلك الحلم مرة أخرى و لكن تلك المرة كاد الشيطان أن يلعب بعقله و لكنه رجع عن ما كان ينويه مردفا :
_إذا فلتجدى لى صفة أخرى أستطيع بها الإعتذار منكِ
تأففت شاعرة بالضيق و الضجر منه ومن وقاحته و دخلت مسرعة إلى الغرفة لتنام و تركته يتنهد قائلا:
_ماذا تفعل آدم؟ فلتركز على ما قد عقدت النية عليه...
*********
_ماذا ينقصنا أيضا؟!!
قالتها سهى و هى تنظر إلى الحقيبة التى ترتبها لسفرهما بينما ألقت سيلين بباقي الملابس داخل الحقيبة الأخرى و أغلقتها قائلة:
_أعتقد لا و هيا بنا حتى لا نتأخر....
ردت سهى بحماس شديد مردفة:
_أنا متحمسة جدااا هل تتخيلين معى مفاجأة سهيلة بنا؟
_نعم و لذلك أنا متحمسة للسفر مسرعة
قالتها سيلين و هى تأخذ الحقائب مع سهى و نزلتا سريعا و ركبت سيلين السيارة خلف عجلة القيادة و جلست بجانبها سهى بعد أن وضعت الحقائب بالخلف و انطلقت سيلين إلى الطريق الذى يحدده لها الهاتف بعد أن أرسلت لها شيماء موقع القرية عن طريق تطبيق واتساب و بعد ساعتان بالضبط كانت قد وصلت نتيجة خلو الطريق ذلك الوقت أيضا دخلت إلى بداية القرية و بحثت عن مكان لتركن به سيارتها و بعد أن ركنتها أخرجت سهى و سيلين الحقائب و سارا بها لا يعلمان إلى أين و لكن حاولت سيلين أن تمشى تباعا لتعليمات شيماء فى وصف دارهم و بعد عدة شوارع استطاعت سيلين أن تميز المنزل الذى كان منفردا من نوعه فهو كان من أكبر المنازل التى شاهدونها و عندما وصلت وجدت شيماء بانتظارها لترحب بها هى و جدتها ففرحتا كثيرا و دلفا معها إلى الداخل بينما أرسلت شيماء من يعتني بأخذ حقائبهما إلى غرفة بجانب غرفتها و انشغلت كل منهما فى التحديق بشئ مختلف داخل المنزل فما جذب نظر سيلين هو النشاط و الحركة الدائبة بينهم و تلك الروح المتعاونة التى تظهر على عملهم كأنهم خلية نحل بينما التفتت سهى إلى تلك الزخارف و المعمارية الأنيقة و النادرة داخل ذلك المنزل و كمية التناسق بين الألوان و الأشياء و خلال تفحصها الوجوه لفت نظرها وجه مألوف تذكرت أين رأته من قبل فاقتربت من سيلين هامسة:
_أليس ذلك آدم مدير سهيلة؟!!
نظرت سيلين صوب الجهة التى أشارت إليها سهى بعينيها و أومئت لها مؤكدة و شئ ما قد جعلها ترتبك و لكن حين رأت جوليا تقترب منه شعرت بأنها قد اطمئنت قليلا قطع تركيزها مع رد فعل آدم على جوليا شيماء التى أتت قائلة:
_ماذا عن مفاجأة سهيلة؟ هل غيرتم رأيكم؟
ردت سهى نافية مردفة:
_بالطبع لا هيا بنا...
صعدتا معها و تركتهما على باب الغرفة هامسة:
_لا تتسببا بافزاعها حتى لا تصرخ...
ضحكت سهى و أومئت سيلين مبتسمة و دلفت سيلين فى البداية و بعدها سهى و عندما دخلتا لم يجدا سهيلة فقررت أن تبحث عنها بالمرحاض و لذلك طرقت باب المرحاض و هى تكتم ضحكاتها بشق الأنفاس هى و سهى و لكن ما من مجيب بعد عدة طرقات أخرى و على نفس الصمت قررت سهى أن تفتح الباب و عندما فتحته بالفعل صعقتا و شعرا بالدماء توقفت فى عروقهما........

Adella rose likes this.

رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:15 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.