دروب العشق بين كبريائى و قوتى *مكتملة*

[رنا الليثي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس القوافي

مساكم سعاده .
تسلم ايدك عزيزتي على الفصل الرائع
ومافي داعي للشكر .وسعيدة اني قدرت اساعدك ولو بشي بسيط
لكن سعادتي الاكبر بك عزيزتي
لانك مثابرة وتعملين بجهد وتحاولين التحسين والتطوير من نفسك
ومن خلال ماتكتبين .وهذا يبدو جليا مع تقدمك في الفصول
الحبكة رائعة كما السرد والحوار
بذلت مجهودا وهذا واضح .وامنياتي لك بالتوفيق والنجاح الدائمين
وبانتظار باقي الاحداث باذن الله
تحياتي ومودتي لك عزيزتي

غاليتى سلمت يداكِ على ما كل ما تخطينه لى... ولا أستطع أن أتغاضى عن شكرك وشكر كل من ساعدني بتعليق أو نصيحة أو دعم أو غير ذلك فقد أوصى رسولنا الكريم بذكر الفضل بيننا وحقا أنا ممتنة للصدفة التى جعلت كل منكن يشرفني بوجوده ليقرأ روايتى المتواضعة و يجعلنا أصدقاء بنفس الوقت أدامكم الله بحياتى ♥️♥️

[متذوقة بالفطرة]

مميز عزيزتي رنو

القصة تزداد تشويقا ومتعة
وأنت تزدادين براعة ودقة

احسنتِ وشكرا جزيلا لكل من أعانكِ وأخذ بيدكِ
فأنت تستحقين وهم أهل فضل وخير
فجزاهم الله خيرا

ووفقكِ غاليتي وزادكِ رفعة
💖

[رنا الليثي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متذوقة بالفطرة

مميز عزيزتي رنو

القصة تزداد تشويقا ومتعة
وأنت تزدادين براعة ودقة

احسنتِ وشكرا جزيلا لكل من أعانكِ وأخذ بيدكِ
فأنت تستحقين وهم أهل فضل وخير
فجزاهم الله خيرا

ووفقكِ غاليتي وزادكِ رفعة
💖

حبيبتى أنتِ هى المميزة ♥️♥️أشكرك على تعليقك الجميل كما أشكرك أيضاً على دعمك المستمر لى😍

[رنا الليثي]

الفصل الرابع عشر

“الليل و سماه و نجومه و قمره..قمره وسهره و أنت وأنا”
ظل يدندن بها إياد فى حالة من الإنتشاء لم يكن بها من قبل وذلك ما لاحظته منال و مريهان… اقترب من مريهان ليأخذها من يدها و يرقص معها و هو يدندن :فضحكت على شكله مردفة
“ما بك بنى؟ ما الذى حدث لعقلك؟ “
ضحك وهو يخلع حذائه المبلل قائلاً “أقسم بالله لا أعلم “أشعر أنني بالسماء أتراقص مع النجوم…أين شفق؟
انها عند عمك لأن روفانا أرادت أن تتحدث معها قليلاً “
“سأخبرها أن تصعد لك حين تعود
:قالتها مريهان ببساطة استفزت إياد الذى اعترض مردفاً
لماذا ماما ألم أخبركِ قبلاً عن عدم ذهابها لأى مكان “
“يتواجد به سامر؟
:ردت مريهان بحكمة مردفة
إياد…أنت أعلم منى بأخلاق أختك و سامر كما أننى “
“كنت أنوى التحدث معك بذلك الأمر
رد إياد و هو يصعد درجات السلم بتلك الابتسامة الخلابة :التى لم تفارق محياه قائلاً
سأتحدث معك ولكن ليس الآن تماماً…سأكون بغرفتي “
“إلا أن تأتى لنتحدث
ضربت مريهان كفيها ببعضهما و هى تستعجب حال إبنها الذى تراه لأول مرة بتلك الحالة

**************

[رنا الليثي]

"روفانا هل تمزحين؟ سامر مثل أخى..."
قالتها شفق لروفانا بينما أكملت روفانا راجية :
"شفق أنتِ ترينه كأخٍ لك طوال عمرك و لكنه لم يكن كذلك... لقد ظل يحلم بتلك اللحظة التى سيعترف فيها لكِ بحبه لم يتخيل غيرك رفيقة أو حبيبة حتى أنه لا يصادق الفتيات فى كليته.. أنتِ لا تعلمين ما مكانتك عنده.. فقط حاولى شفق حاولى أن تمنحيه فرصة ليتقرب منكِ"
تنهدت شفق حائرة لا تعلم حقيقةً ما هو شعورها تجاه سامر مؤخراً و لذلك ردت و هى تربت على يد روفانا مردفة :
" فليفعل الله ما به الخير... سأعود لأننى وعدت ماما بأن نأكل معاً كما أننى أنتظر خبر سعيد من إياد "
نظرت لها روفانا غير مصدقة قائلة :
" لا أصدق... هل قرر الزواج بعد تجربته البائسة مع حور؟"
ضحكت شفق و ردت مردفة :
"بل قد أصابه سهم كيوبيد فى قلبه... أتعلمين روفانا ؟تلك هى أول مرة أرى بها إياد معجباً و هائماً لتلك الدرجة... أنا مسرورة لأجله حقاً "
ابتسمت روفانا برقة قائلة :
"بالطبع حبيبتى فإياد شاب جيد يستحق كل خير... أتمنى أن يكمل تلك المرة للنهاية. "
ردت شفق " وأنا أيضاً أتمنى ذلك.... إذا سأذهب و للحديث بقية... سلام روفى"
قالتها شفق و ارتدت معطفها الجلدى ثم خرجت من حجرة روفانا و نزلت بعدها متجهة إلى الخارج و لكنها التفتت لسامر و هو يؤدى تمارينه الرياضية بالمسبح فتوارت خلف شجرة لتتعمق بالنظر إليه أكثر لا تعلم لماذا تقوم بذلك و لكنها شعرت أنها بحاجة إليه... خفق قلبها للحظات فتحدثت لنفسها بصوت مسموع قائلة :
"شفق إنه سامر... لم يتغير به شيئاً.. إنه أخاك"
تنفست بهدوء و خرجت من خلف الشجرة بثبات و أكملت طريقها لكنها وجدته فجأة يخرج من المسبح منادياً عليها وهو يرتدى ملابسه على عجلة فوقفت تنتظره ناظرة إلى الأرض حتى وقف أمامها مبتلاً و تحدث "أنا آسف... أعلم أننى قد تسرعت و لديك حق بكل ما قلتيه فى آخر مرة و لذلك أعتذر منكِ نحن بالفعل إخوة... ولذلك أردت أيضاً أن أستشيرك بأمرٍ هام... ما رأيك بأن نلتقى بالنادى غداً"
ردت شفق بابتسامة واسعة قائلة :
"بالطبع سامر... سأنتظرك غداً كما أننى أشكرك على تفاهمك لما قلت "
أومئ لها مبتسماً و ودعها ثم دلف إلى الفيلا بسرعة الرياح يبحث عن هاتفه ليخبر آدم بنجاحه فى إتمام أول جزء من الخطة......

************

[رنا الليثي]

" أقسم لكِ سهيلة إنه نادم...لقد.. لقد رأيت الدموع بعينيه"
قالتها سهى و هى تقص لأختها ما فعلته بينما جلست سهيلة القرفصاء على الأرض أمامها واضعة يديها فوق رأسها شاعرة بألم شديد... تتذكر كل تلك السنوات و ما قد مرّنَّ به وحدهن.. تتذكر تلك الآلام التى كانت من نصيبهن وحدهن... تتذكر كل ذلك الشقاء الذى عانته كل منهن... ردت بعد أن استمعت لحديث أختها كامل مردفة :
"كيف سهى؟ كيف تريدينى أن أصدق تلك القصة؟ هل يوجد أب يترك بناته كل تلك المدة بعد طلاقه لأمهن لأن إحداهن قد أخبرته بأنها تكرهه ولا تريد أن تراه مرة أخرى؟ أى أب هذا؟ وماذا يفيد ندمه؟ كيف... كيف قد سمحت لكِ نفسك بمسامحته بتلك البساطة؟"
بكت سهى و نزلت لتجلس أمامها قائلة :
" لأننى أحبه سهيلة... لم يقترف خطأ حتى نعاقبه عليه "
ضحكت سهيلة بمرارة مكملة " نعم لم يقترف خطأ... لم يتركنا وحدنا مع زوج أم أقل ما يقال عنه أنه سافل.. لم يجعلنا خائفين طوال الوقت من ألسنة الناس... لم يحول كل منا إلى رجل لتدافع عن نفسها و عن بقيتنا... لم يتركك و أنتِ فى رحم أمك... لم يجعل قلبى متفحم لا أستطيع أن أجد به مكاناً و لا ثقةً لأحد غيره... لم يتركنا سهى لديكِ حق"
نظرت لها سهى بشفقة بينما قامت سهيلة من مكانها و صعدت فوق السرير و تدثرت جيداً قائلة :
" اتركينى سهى... اتركينى لأنام قليلاً.. "
خرجت سهى من الغرفة بعد أن أغلقت الأضواء و أغلقت بابها لتردد سهيلة بصوت ضعيف أغنيتها المفضلة" My heart will go on " كتهويدة تعيدها إلى أيام الطفولة الدافئة....
***************

[رنا الليثي]

فتحت عينيها مبتسمة بسبب شعورها بالفرحة و التى قد افتقدتها منذ زمن تكاسلت أن تقوم من مكانها تشعر بأنها تريد البقاء بتلك الراحة و السعادة طوال العمر لحسن حظها لقد كان اليوم عطلة فسحبت الهاتف من جانبها و جلست نصف جلسة لترى كم الساعة و لكنها وجدت تنبيه من الهاتف برسالة من إياد ففتحتها مسرعة و وجدت محتواها " لقد كان يوماً من أجمل أيام حياتى حقاً و لكنه لم يعتبر لقاءاً فعلياً لأننا تقابلنا لأجل الهواتف و لذلك سأنتظرك اليوم الساعة الرابعة أمام مقهى....."
تركت الهاتف و صفقت كالطفلة و لكنها توقفت فجأة محدثة نفسها قائلة :
"تعقلى سيلين... انه صديقك ما بكِ؟ يجب أن تتوقفين عن تلك الترهات المراهقة.... أذهب أم لا؟ إذا سأحتاج إلى قرعة لأعرف.. "
قالتها و نهضت مهرولة للخارج لتجد سهى و سهيلة يعدان الطعام و أمهم بانتظارهما على المائدة فدلفت إليهم المطبخ قائلة :
" فلنلعب حجرة ورقة مقص... "
نظرت كل منهما لها باستفهام و لكنها أصرت على طلبها فقاموا بلعبها و خرجت سهيلة و من بعدها سهى فقفزت سيلين صائحة" كنت أعلم... أشكرك سهى"
قالتها و خرجت لتدلف إلى غرفتها مرة أخرى ترسل له " موافقة و لكن تلك المرة إختيار الأماكن من تخصصي "
ثم خرجت مرة أخرى لتجد كل منهما خارجة و بيديها أطباق تضعها على المائدة و جلسن جميعهن ليفطرن و لكن لم تنتظر سهيلة الإفطار لأنها لم تنم منذ البارحة بسبب سؤال أرادت طرحه بشدة فنطقت به أخيراً مردفة:
"لماذا لم تخبرينا سيلين بلقائك مع بابا بعد الطلاق؟ "
بهتت ابتسامة سيلين و ازدردت ماجدة لعابها بصعوبة بينما نظرت سهى إلى سهيلة غير مصدقة شجاعتها و عندما طال الصمت كررت السؤال مرة أخرى فنهضت سيلين هادرة:
"من أين علمتِ ذلك؟"
ردت سهيلة ببرود مردفة :
" ليس مهماً من أين المهم أنني قد علمت "
نظرت لها سيلين بشك و ردت بهدوء زائف" هل ذهبتِ له سهيلة؟"
ردت سهيلة بتحدٍ واضح بعد أن نهضت من مجلسها " لن يهمك ذلك ما دمتِ أنتِ السبب فى بعده عننا أيتها الأنانية و ذلك واضح وضوح الشمس بعد تهربك من سؤالى"
هدرت بها سيلين" بل يهمنى أيتها الحمقاء لم يحب أحداً منا لقد ترك أمك لأنه علم بأنها تحمل فتاة فى أحشائها و ليس صبياً"
حينها وقفت سهى صائحة بسيلين " لم يحدث أياً من هذا سيلين بابا لقد ترك ماما عندما رفضت العيش معه فى بيت أهله و كثرت المشاكل بينهما و قل التفاهم.... بابا يحبنى و ندم أنه قد ترك ماما حتى أنه أخبرنى أنه قد حاول العودة إليها مرة أخرى لكنها رفضت و تزوجت سمير "
جحظت عينان سيلين و تسارعت ضربات قلب سهيلة و نظرت كل منهما إلى ماجدة التى شحبت فوجهت سيلين إليها الحديث مردفة :
" هل هذا صحيح؟ ألم يتركك بسبب سهى؟ ألم يضربك و يهينك كما أخبرتينى من قبل؟ "
حدث ما قد خافت ماجدة من حدوثه لقد علمن الحقيقة وقفت و هى تحاول أن تستجمع ما بقى من قوة لتتحدث مردفة:
" سيلين أنا...."
هدرت سيلين بهيستريا فى وجهها :
" أنتِ ماذا؟ أنتِ ماذا؟.... لقد أهنته فى كل مرة حاول التقرب منى بها... لقد كنت طفلة.. ألم تشفقين علىّ؟ لقد أخبرتينى أنه يكرهنا و أنا صدقتك... هل تعلمين عدد المرات التى اشتقت له بها... ليس مهماً عدد المرات هل... "
انتحبت و بدأت دموعها بالإنهيار مكملة " هل تعلمين كم كنت أحتاجه؟.... هل تعلمين كمية الكراهية التى زرعتها شتائل بداخل قلب كل منهن؟ كيف ستعلمين أياً من هذا و أنتِ لستِ بأم؟ "
نظرت ماجدة لبناتها بخوف و هى تبكى غير قادرة على النطق بحرف... تعلم أنها أخطأت... تعلم أنها أذنبت و ارتكبت أبشع الجرائم فى حق ملائكتها الثلاثة... لكنها لم تقصد جرحهن بل أرادت بقائهن معها للأبد... لم ترد أن يتخلين عنها... هن قوتها و عزيمتها و نبض قلبها فكيف ستحيا بدونهن... ظلت تجوب الأسئلة خاطرها إلى أن شعرت بأن جسدها يخونها... قلبها يهدر داخل صدرها بعنف قوى.. رؤيتها تقل شئٍ فشئ... ثقل فى لسانها و خدر ينتشر بجسمها كله لتقع فجأة من على المقعد و آخر ما تراه عينها قبل أن تغلق ثلاثتهن يجرين عليها بخوف جعلها تندم على كونها أم أنانية لبنات مثلهن.....

********************

[رنا الليثي]

" إذا أمامكم إلى الساعة الثالثة و نصف عصراً لأننى على موعد مهم ولا أستطيع أن أتأخر"
قالها إياد لمالك فى الهاتف فوافقه مالك قائلاً :
" لا تقلق لن نتأخر ولكن آدم بحاجة لتلك الجلسة إياد.. أنا قادم إليك الآن سأصطحبك معنا.."
رد إياد مردفاً:
" لا لا سأقابلكم عند البناية... سآتى بسيارتى.. إلى اللقاء "
أغلق المكالمة و قام سريعاً يقف أمام خزانة ملابسه لينتقى ما سيرتديه إلى أن استقر على قميص أبيض و سترة زرقاء شبه كلاسيكية غامقة اللون و بنطال كحلى أشبه بالجينز و ختم طلته بحذاء أزرق بنفس درجة السترة و قرر أن يستخدم عطره المفضل فتلك المرة متأكد أنها ستكون مميزة... تحضر سريعاً و أعطى اهتماماً ملحوظ تلك المرة إلى أناقته المفرطة حد الهوس و التى قد جعلته جذاب بشكل لا يقاوم ثم نزل مسرعاً ليذهب إلى أبناء عمامه.... بعد ما يقرب الربع ساعة كان يقف بجوار البناية منتظراً مالك و إخوته اللذين لم يتأخروا كثيراً و صعدوا بعدها جميعاً لآدم......
طرقات رجولية يميزها جيداً جعلته يفتح مسرعاً و لكن تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن فوجد أن إياد ليس وحده بل معه أبناء عمه منير فدلفوا و ليل يتحدث ممازحاً:
" أصبحت و ظيفتنا الآن أن نهتم بآدم"
نظر له آدم بإزدراء مردفاً :
" لم يطلب منك أحداً المجئ"
جلسوا جميعهم و جلس إياد بجانب آدم قائلاً :
" ها... ما مصيبة تلك المرة؟ أخبرنى.."
رد آدم بتكبر " لا يوجد مصائب أنتم من ضخمتم الأمر"
هدر به مالك" لا يوجد...لقد قام بتعطيل شحنة أجهزة آتية من أمريكا إلى مصر من أجل إستقالة المدير المالي للفرع بمصر و التى هى أنثى ... و تخبرنى أنه لا يوجد مصائب"
نظر إياد بتعجب لمالك ثم نقل نظره لآدم مردفاً :
" ما رأيك فيما قاله مالك؟ هل لازلت تعتقد أنه لا يوجد مصائب؟"
قام آدم من مكانه هادراً بهم" وما الذى فعلته خطأ... لقد فعلت ذلك لأضغط عليها و تعود للعمل مرة أخرى "
رد إياد بجدية تنافي ما يقوله" انتظر آدم دعني أخمن من تلك الشحنة... هل هى خالة تلك الفتاة؟ أم انتظر بالتأكيد هى أمها... لتعلقها هكذا و لا تنزل مصر فتأتى الفتاة راكعة متوسلة و تقول لك أرجوك آدم إعطنى الشحنة بسرعة أرجوك فأنا بحاجة للجرعة "
انفجروا ضاحكين فقام آدم بطرد ليل و سامر و أخرجهم من الباب ثم أغلقه و التفت إلى مالك مهدداً:
" إن ضحكت ستكون معهم بالخارج.. "
أكمل إياد قائلاً :
" هل فقدت عقلك؟ لماذا آدم؟ يوجد آلاف الفتيات الماهرات اللاتى يمكنهن تولى منصبها... لماذا هى؟ "
رد آدم هادرا" لأننى أحبها و أريد أن أتزوجها"
قام مالك قائلاً :
"سأخرج بكرامتى... أنا مخطئ لأننى قد أتيت من الأساس"
قالها و خرج بالفعل فلم يتبقَ سوى إياد معه الذى لم يتخلف عن دوره بنصحه مردفاً :
" آدم هذا ليس حب... لقد تركت جوليا لتوك و لذلك أنت فقط مشتت تريد أن تملئ الفراغ الذى تركته بأى أنثى "
رد آدم ينفى قائلاً :
" إنها ليست أى أنثى و لم تأتِ لتملئ فراغ بداخلى بل أتت لتثبت أن كل اللاتى سبقونها هن الفراغ.. لقد... لقد استحوذت على تفكيرى وكل شئ بى...أنام فأحلم بها..أخلو إلى نفسى فأتخيلها... أصلى فأدعى أن تتقبلنى و تحبنى كما أحبها..لقد أعادتنى مراهقاً.. لقد أعادت لقلبى الحياة يا إياد "
نظر له إياد مطولاً و رد باقتضاب مردفاً :
" أخبرنى من هى؟ "
" سهيلة " قالها ثم تنهد بينما جحظت عينان إياد فى صدمة مردفاً :
" سهيلة أخت سيلين؟ ألم تكن موظفة بالشركة؟ متى أصبحت مدير مالى؟ "
رد آدم متململاً:
" إنها المدير المالى من البداية أيها الغبى.. "
قام إياد من مكانه بفزع و اقترب من آدم مردفاً :
" لماذا قدمت الإستقالة؟ هل فعلت شيئاً ما؟ أرجوك آدم أخبرنى أنك لم تقوم بإحدى مصائبك... "
تنحنح آدم و نظر أرضاً مردفاً :
" لقد... يوم... لقد قبلتها يوم المشكلة.. أقسم بالله العظيم لم أقصد "
صفع إياد جبهته فى حسرة و هو يهدر به " لماذا يا أغبى خلق الله.... لقد خربت كل شئ.. حسبى الله ونعم الوكيل... حسبى الله "
نظر له آدم مستفهماً و سأله" لماذا تقول هذا؟ و ما دخلك بموضوع سهيلة من الأساس؟ "
نظر له إياد و رد متهكماً:
" لا شئ حبيبى... فقط أنا معجب بأختها و كنت أنوى أن أتقدم لخطبتها... ستجلطني حسبي الله ونعم الوكيل "
نظر له آدم بذهول ثم استدرك الأمر مردفاً :
" بسيطة يمكنك أن تخبرها أن الموضوع حادث عندما تعلم"
نظر له إياد بإزدراء متخصراً مردفاً :
"يا أخى إخرس... بربك ماذا سأقول لها؟ آسف سيلين لقد وقع آدم فانزلق فمه فوق فم أختك... "
لم يستطع آدم أن يكتم ضحكه فجلجلت ضحكته الرجولية بينما سبه إياد و ظل يهدر " غبى... حمار ستميتنى ناقص عُمرٍ"

***************

[رنا الليثي]

أتت سيارة الإسعاف و إلتف معظم من فى الشارع حولها ليروا لمن أتت تلك السيارة حتى إن البعض قد خرج من الشرفات ومنهم آدم الذى تنبه إلى صوتها القريب و عندما خرج ليرى ماذا هناك؟ وجد الثلاثة فتيات و هم يسيرن جانب أمهن المحمولة و من الواضح أنها غير واعية لما يحدث تماماً فدلف سريعاً يهدر بإياد " إياد أم البنات... فى الإسعاف.. سأردتدى.."
قاطعه إياد و هو يسحب متعلقاته من فوق منضدة أمامه قائلاً :
" لا آدم لن تفعل سهيلة ليست متفرغة لك سأذهب و أخبرك..."
قالها و هرول ليخرج مسرعاً و لم ينتظر المصعد فنزل مستخدماً الدرج بسرعة و دلف إلى سيارته منطلقاً خلف سيارة الإسعاف....
*********************
" أين أنت سامر أنا لا أراك؟"
قالتها شفق وهى تبحث عن سامر بعينيها و صعقت عندما وجدته إذ رأته جالس مع فتاة أقل ما يقال عنها ملكة جمال...شعرت بتوتر لا تعلم مصدره و قررت أن تعتذر عن مقابلته و حين همت بالرجوع وجدته يلوح لها فابتسمت بارتباك و ذهبت تخطو فى دربها بتردد لم يسبق له مثيل... استقبلها سامر بوجه بشوش ثم عرفها على الفتاة قائلاً :
" شفق هذه ملك... صديقتى"
نظرت شفق للفتاة عن قرب لتدقق فى ملامحها فوجدتها برونزية ذات شعر أسود لامع ناعم و حاجبان متناسقان يتناغمان مع عينيها الخضراوتين و أهدابها السوداء سواد الليل الحالك.. جذب نظرها شفتيها المغريتين المكتنزتين و شعرت بالغيرة من وجود ذلك النمش المغرى على بشرتها بندرة جعلته محبب إلى كل من يراه... جلست شفق بعد أن سلمت عليها و رحبت ملك بها أيضاً و عندما بدأت تتحدث ملك وجدت شفق أن تلك الفتاة رقيقة بالفطرة فى حديثها و أسلوبها مما جعلها تزداد غضباً و لكنها لم تظهر ذلك كما لم يخفى على سامر تغيرها... جلسوا معاً ما يقرب ساعة إلى أن استأذنت ملك قائلة :
" لقد تأخرت على درس البيانو... سأذهب الآن و لنا جلسة أخرى معاً... سررت بلقائك شفق"
ابتسمت شفق بافتعال أجادته مردفة :
" حبيبة قلبي أنا مسرورة أكثر لمعرفتك"
قامت ملك و كاد سامر أن يذهب معها و لكنها أصرت أن يبقى مع شفق و تركتهما لتخطو بحذاء ذى كعب عالٍ أضاف عليها مزيداً من الأنوثة مع فستانها الصوفى الأبيض القصير.. راقبت شفق كيف تخطو برشاقة و جاذبية خاصةً أن جسدها يساعدها على ذلك لأنها تملك جسد مثير متفجر بالأنوثة من رأسها لأخمص قدميها...
" ما رأيك بها؟ هل أعجبتك؟"
التفتت شفق لسامر ساخرة " لماذا تسألني؟ هل سأتزوجها مثلاً؟"
ضحك سامر قائلاً :
" أيتها الغبية... بل أنا من سيتزوجها"
ضحكت شفق غير مصدقة و عندما وجدت سامر ينظر إليها بجدية فتوقفت عن الضحك وهى تسأله :
" هل تمزح؟ هل ستتزوج تلك الدعسوقة؟ "
رد سامر بعصبية" شفق لا تتحدثِ عنها بتلك الطريقة ملك فتاة محترمة و لقد أخذت القرار سأذهب لأتحدث مع أهلها بعد أسبوعين "
تحدثت شفق معترضة" سامر إنها... إنها ليست نوعك المفضل حتى... كما أنها ترتدى ملابس ضيقة و قصيرة"
رد سامر بدبلوماسية" وماذا تعرفين عن نوعى المفضل؟"
شعرت بالحرج من سؤاله و لم تجد رداً مناسباً فشعر سامر بالندم و لذلك أراد أن يغير الحوار فاردف قائلاً :
" هيا بنا شفق... يجب أن أذهب الآن ولن أتركك وحدك.. هيا لأوصلك لبيتك"
انصاعت لأوامره شاعرة بضيق لا يوصف و بدأت بوضع مقارنة تلقائية بينها و بين نفسها فوجدت أن لسامر كامل الحق أن يعجب بتلك الدعسوقة ثم عادت لتحدث نفسها قائلة " هل جننتِ شفق أليس هذا السامر هو الذى كان أخاكِ ليلة أمس؟ماذا حدث لعقلك؟... انتظرى.. أنتِ تخدعين نفسك... أنتِ تحبينه أليس كذلك؟"
ثم ظلت تكرر بصوت عالٍ مسموع " لا لا لا لا..."
فالتفت سامر ينظر لها قائلاً :
"ماذا بكِ شفق؟ هل أنتِ بخير"
تمتمت بخفوت " نعم.... بأفضل حال "
فتركها سامر لينتبه للطريق و لكن لم يصرف الطريق تركيزه عن جميلته الحزينة القابعة بجانبه فتحدث لنفسه مردفا" آسف شفقى لكن لو علمتِ لمَ أفعل ذلك ما حزنتِ هكذا.... أعدك أن أفرح قلبك ما بقى لي من العمر.... "

*****************

[رنا الليثي]

اتبع إياد سيارة الإسعاف إلى المشفى و ذهب خلفهن لقسم الطوارئ و لكنه ابتعد عنهن بمسافة جعلتهن لا يلاحظن وجوده... لاحظ إياد بكاء سهى و أثار البكاء الحارق على وجه سهيلة لكنه تعجب من ملامح سيلين فهى لا تعبر عن شئ سوى الجمود لا يعلم لماذا شعر بالشفقة عليها و هو يراها تراقب بتركيز دخول و خروج المسعفين و الأطباء إلى غرفة الكشف التى بها أمها... مرت بضع دقائق ثم وجدن طبيب يصيح بالمسعفين
"على العناية المركزة... فوراً" هلعت سهيلة و هرعت سيلين للطبيب لتسأله فأجابها بعصبية هادراً "جلطة.. لقد أصيبت بجلطة"
شعرت سيلين بتوقف الزمان من حولها... شعرت بأنها طفلة ضائعة لا تجد ضالتها سارت على غير هدى حتى انها مرت بجانب إياد و لم تلحظ وجوده و خرجت من باب المستشفى تبحث عن شئ لا تعلم ما هو...وجدت مقعد رخامي للانتظار بالحديقة فارغ فجلست محدقة فى الفراغ أمامها... تريد شئ ولكن ماذا تريد لا تعلم؟ أجفلت حين وجدت يد توضع على كتفها و التفتت لتجده إياد فقامت مسرعة و جذبته من يده تهرول إلى خارج المشفى بينما تعجب هو من رد فعلها... هدرت به "أين سيارتك؟"
أخرج مفتاح السيارة من جيبه و أشار لها عليها فأخذته منه و هرولت تجاه سيارته و دخلت إليها مسرعة كما لحق بها إياد ولا يعلم ما الذى تنوى فعله... انطلقت بالسيارة تبحث عن طريق جانبي خالٍ من البشر... تعلم انها ستفعل شيئاً خاطئ لكنها بحاجة له... وجدت شارع جانبي دلفت إليه دون تفكير و أوقفت السيارة هادرة بوجهه " ان أخبرت أحداً بما سأفعله سأقتلك" قالتها و خرجت من السيارة لتسمح لنفسها بالانهيار جلست أمام السيارة مستندة عليها و ظلت تبكى و تنتحب كما أطلقت صرخات غير مفهومة... اشفق إياد عليها و ود لو يستطع انتزاع ذلك الألم ليحتويه بين ضلوعه بدلاً عنها فخرج من السيارة وجلس أمامها ليربت على شعرها و هى تبكى حتى يهدأ من حزنها فرفعت وجهها له بيأس قائلة :
" أكره نفسى... لقد أبعدت أبى عن أخواتى و جعلتهن يكرهونه.. لقد دمرت أمى... لم أساعد أحداً بل قتلتهم أحياء... أنا لست بإنسانة إياد"
رد إياد قائلاً :
"توقفي عن لوم نفسك على ما مضى... أنت لست بإنسانة أصدقك لأنك ملاك.. سيلين أنتِ هو شعاع الضوء بعائلتك فلا تتركيهم الآن... "
وجدها تنتحب أكثر فضم يديها بين يديه ليربت فوقها بحزن دفين فبكت بحرقة لم تعرف لقلبها طريقاً من قبل حتى....
***************

يتبع على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t473107-15.html