دروب العشق بين كبريائى و قوتى *مكتملة*

[عشقي بيتي]

فصل رااااائع رنوش
في البدايه زعلت من الام لانهاكانت السبب
في كره سيلين لوالدهالكن عندماتعرضت
للجلطه تفهمت موقفهاحبهالبناتهامادفعها
للكذب عليهم مخافةفقدانهن
سلمت يداكي ياقمر
موفقه باذن الله

[رنا الليثي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشقي بيتي

فصل رااااائع رنوش
في البدايه زعلت من الام لانهاكانت السبب
في كره سيلين لوالدهالكن عندماتعرضت
للجلطه تفهمت موقفهاحبهالبناتهامادفعها
للكذب عليهم مخافةفقدانهن
سلمت يداكي ياقمر
موفقه باذن الله

حبيبة قلب رنوش تسلمي على تعليقك الجميل ♥️♥️♥️ وانتظرى الفصل القادم أعدك بأنه سيكون أروع بإذن الله 😉♥️

[رنا الليثي]

الفصل الخامس عشر

صوت جرس الباب المتتالى جعله يصرف انتباه لما يتابعه على التلفاز ليرى من المستفز الذى يضغط على الجرس بتلك الطريقة وما إن فتحت الخادمة :حتى وجد آدم يدلف بسرعة و هو يسألها بهلع
“أين أبى؟”
أشارت له الخادمة و هى تستعجب طريقته كما إستعجب ماجد لفظة أبى التى قد افتقدها شعر بخطوات ابنه نحوه فوقف منتظراً حديثه بشغف و لكنه وجد آدم يأخذه من يده ليدخلا المكتب معاً

**************

[رنا الليثي]

نظرت ماجدة إلى ابنتها الصغيرة بعدم فهم فشرحت لها سيلين بهدوء و حكمة قائلة :
" أنظري ماما كل ما نريده هو أن توضحى لبابا أننا لم نكن نعلم بالحقيقة أقصد...."
أكملت سهيلة بطريقة أبسط :
"سيلين تقصد أن نذهب جميعاً له لنصلح فقط الأمور بيننا و ليس لنبين أن الخطأ بدر منكِ وحدكِ فكلنا قد أخطأنا و لكن يجب علينا أن نصحح ذلك و ما أقصده أن نعتذر منه و ليس أن نسعى لجمع العائلة مرةً أخرى "
لكزتها سهى و نظرت لها بلوم بينما ربتت سيلين على ظهر أمها بحنو مردفة :
" ماما... أعلم أن ما نطلبه شئ لا ترغبين به و لكن أليس من حقنا أن نطالب بالتقرب منه بعد كل تلك السنوات.. فذلك حقه قبل أن يكون حقنا.. "
أومئت ماجدة شاردة بكلمات سيلين و صمتت قليلاً ثم ردت بحزم :
" إذا سنذهب له غداً"
صفقت سهى بطفولة و ابتسمت سيلين لنيل مرادها فأخرجت هاتفها من جيب بنطالها المخملى و ذهبت إلى الشرفة لتحدث إياد و قامت سهى لتخبر أباها بقدومها غداً لتنفذ تلك المفاجأة و التى بسببها تكتمت على خبر تعب أمها لرغبة سيلين فى صنع تلك المفاجأة...غفلن جميعهن عن سهيلة التى تجهم وجهها الصبوح و شعرت برغبة ملحة فى الإعتذار عن ذلك الموعد و لكن تحتم عليها المواجهة و الذهاب فما السبب المقنع التى ستسوقه إليهن؟...دلفت إلى غرفتها و صعدت على السرير تفكر فى كيفية التصرف غداً ولكنها فشلت فسحبت هاتفها من جانبها لتشغل عقلها بأى شئ و عندما فتحته وجدت وابل من إشعارات تطبيق ال(واتساب) التى لم تفتحه منذ عدة أيام و لكن كل الاشعارات كانت تحمل اسماً واحداً وهو (الغبى عديم التربية) ولكن بالإسبانية ففزعت و هرعت لتفتح المحادثة لتجد عدد الرسائل قد بلغ مئة و خمس و تسعين رسالة و كلهن يحملن نفس المحتوى...

_سهيلة آسف..
_سهيلة ردى على إتصالاتى..
_أريد أن أراكِ.. فقط لأطمئن عليكِ
_أقسم بالله العظيم لم أقصد مافعلته
_إختارى أى عقاب غير الإستقالة
_إن لم تردِ سأصعد لكِ..
قرأت القليل منهن مستمتعة بهن و لا تعلم لماذا حقاً لكنها التمست الصدق بين كلماته البسيطة و شعرت بأنها تخاطب مشاعرها بسلاسة فأوقفت القراءة و اختفت الابتسامة التى كانت على وجهها و أغلقت الهاتف سريعاً مقررة أنها لن تتنازل عن موقفها مهما حدث...

****************

[رنا الليثي]

" أتعلم كنت خائفة من عدم موافقتها بل ارتعبت و لكن الحمد لله لقد وافقت سريعاً و ذلك ما تعجبت لحدوثه..."
تمدد إياد على على الأريكة التى فى مكتبه مرتدياً زيه العسكرى و الذى قد جعله فى غاية الوسامة خاصةً بتلك الابتسامة التى إذا رأتها سيلين لخلبت لبها.. اتسعت ابتسامته حين نطقت اسمه مرة أخرى فأصبح متيماً بإسمه الخارج بسلاسة من بين شفتيها و جعلها عادة لديه بأن يحصر عدد ذكرها لإسمه فى حديثهما معاً... لم ينتظر أن تفرغ من حديثها و قاطعها قائلاً بهيام بلغ أقصاه :
" أحبك..."
توقفت عن الحديث فجأة وكأنه قد احتبس فى حنجرتها و توردت وجنتيها بشدة فسألته بخجل :
" ماذا قلت؟"
تنحنح و اردف بصوته الذى يفيض بألحان رجولية قائلاً:
" لقد قلت أحبك.. و هى كلمة تتكون من أربعة أحرف تقال لمن يختطف القلب و أعتقد أنني قد فقدته بالفعل منذ أول يوم رأيتك به أيتها الطبيبة الساحرة..."
أغلقت المكالمة و وقفت تلوح بيديها أمام وجهها لتشعر بهواءٍ باردٍ لعله يبرد وجهها الذى أصبح كحبة طماطم و يدخل بعضاً منه إلى رئتيها اللتان عجزتان عن التنفس فى حضور ذلك النقيب المتعجرف.. ظل قلبها يهدر بعنف فى صدرها و هى تستعيد حديثه مرة أخرى و لكنها أجفلت بسبب رنين هاتفها فوجدت اسمه ينير شاشته.. نظرت إليه قليلاً و سحبت نفساً عميقاً ثم ردت بصوت خافت متردد قائلة :
"ماذا.. تريد؟"
جلجلت ضحكته التى هدمت ما تبقى لها من قوة مردفاً:
" هل سيلين الرماح هى من تتحدث معى؟"
ابتسمت بتوتر و هى تزيح إحدى خصلات شعرها العسلية خلف أذنها برقة فأكمل قائلاً :
" سأغلق الآن لأن لدى موعد هام و سأتصل بكِ بعد أن انتهى من عملى إن وجدتك مستيقظة "
ردت بهدوء و رجفة فى صوتها مردفة :
"حسناً... س.. سأنتظرك"
أذابه ردها بذلك الصوت المتهدج بتلك الرقة فأغلق المكالمة بفرحٍ جعله كله حماس لعمله بينما كانت سيلين فى حالة من الإنتشاء الممتزج بتوتر أحبت وجوده لا تعلم ما الذى حدث لقلبها ليجعله يطرق الطبول بتلك الطريقة فجلست تستعيد حديثه بصوته التى باتت تدمنه و على وجهها ابتسامة معسولة أظهرتها كالبلهاء...

****************

[رنا الليثي]

أجلس ماجد على أريكة جلدية بالمكتب و سحب مقعداً جلس عليه أمامه قائلاً بجدية :
" أنظر...أنا سأحتفل بعيد ميلادك هذه المرة"
ناظره ماجد بعدم فهم فما يقوله ينافى جديته و لكنه لم يترك عقله يشغله عن حديث آدم عندما أكمل:
" ولكن عيد ميلادك تلك المرة سيكون هذا الشهر و ستدعو إليه المقربين من موظفيك و أولهم سهيلة.."
اكتفى بنظرة جعلت آدم يرتبك و قفز من مقعده قائلاً :
" أعلم ما ستقوله... سأشرح كل شئ بموعده و لكن أرجوك أن تفعل ذلك بابا"
صعق ماجد من أسلوب آدم فهو لم يقل له (بابا) منذ أن كان صبياً كما أنه لم يترجاه بحياته من قبل... صمت يفكر قليلاً ثم رد بجمود قائلاً :
" موافق لكن لدى شرطاً"
امتعض و رد بتأفف :
" لقد كثرت شروطك منذ أن أتيت إلى مصر يا ماجد باشا "
لاح على وجه ماجد ابتسامة تسلية و نهض من مجلسه مردفاً:
" إذا لم ترد أن تستمع لشروطى لن تحتفل بعيد مولدى"
هرع إليه آدم قائلاً :
" السيد ماجد باشا بك أوافق على كل شروطك من قبل أن أعرفها"
واجهه ماجد مردفاً:
" هو شرط واحد... ستستمر برئاسة فرع مصر... ولم تغادره إلا للضرورة القصوى"
أومئ له آدم وهو يزدرد لعابه فرد ماجد بهدوء :
" إذا ما هى الخطة؟ "
ابتسم آدم و نظر لأبيه نظرة فهم ماجد مغزاها جيداً فابتسم هو الآخر قائلاً :
" يا ابن ال..... انظر سأساعدك بأن تصلح ما فعلته و لكن لن أسمح لك أن تتلاعب بها فتلك الفتاة.. "
قاطعه آدم قائلاً :
" ليست كأى فتاة أعرفها... أعرف ذلك جيداً"
قالها و مسد جبينه عفوياً فابتسم ماجد بحنو لرؤيته ابنه بتلك الحالة المرتبكة و تقربه منه بتلك الطريقة... ذهب إلى مكتبه و جلس عليه بأريحية و بدأ أن يمارس دور الأب قائلاً :
" لن أقبل بأن تستغلها آدم فإذا أردت الإرتباط بها لن يكن إلا رسمياً "
جلس آدم على المقعد المواجه للمكتب مسرعاً و اردف بحماس:
"حقاً... متى؟ أنظر أنا مستعد لكل شئ.. فقط كنت اتسأل بإن كانت ستقبلنى أم.. سترفضنى..؟!! "
نظر له ماجد غير مصدقاً تحوله بتلك الطريقة و طرح سؤالاً بعفوية مردفاً:
" ماذا حدث لك آدم؟ "
نظر له آدم بتركيز ثم أجاب :
" صيغة خاطئة للسؤال فيجب عليك أن تسأل ماذا فعلت بى؟ "
ابتسم ماجد مشفقاً على ابنه الذى يعانى من حبه لمعشوقته العنيدة و تأكد من صحة إختياره لسهيلة تلك الفتاة لم تخيب ظنه يوماً فأخرج الهاتف من جيب بنطاله الأسود الأنيق و اتصل بها و وضع الهاتف على خاصية مكبر الصوت فانتبه آدم بكل حواسه إلى الهاتف الذى فى يد ماجد... لم ينتظرا كثيراً حتى أتى صوت سهيلة الشقى كعادته مردفة :
"جنرااااال... لقد كنت أنوى الاتصال بك حقاً و لكننى إنشغلت بما حدث"
قالت كلماتها الأخيرة بفتور استشعره آدم بينما رد ماجد ممازحاً:
" أميرة الجنرال... ما أخبارك حبيبتى؟"
ردت سهيلة بحبور :
"بخير و الحمد لله"
نظر آدم للهاتف و قد تملكت منه الغيرة فما الذى يجعلها تبتعد عنه بتلك الطريقة؟ يعلم أنه قد تجاوز خطوطها الحمراء لكنه أقسم لها بأنه لم يقصد ما فعله فقد تركيزه قليلاً فى تذكره لها بقميص النوم التى كانت ترتديه ثم رجع عن تذكره ذلك بقول العم محمد عن غض البصر و ما رواه له من أحاديث فاستغفر فى سره محدثا نفسه قائلاً :
"متى ستكونين ملكى سهيلة حتى أتذكرك متى شئت؟ هل أنت غبى آدم؟ عندما تكن ملكك لن تتذكرها فقط بل سنتظر لها كيفما شئت و س.... استغفر الله العظيم"
استعاد تركيزه على صوتها المهلل :
" لا أصدق ستحتفل بعيد ميلادك أخيراً و لكن ما أذكره أنه.. كان.. بأغسطس على ما أعتقد "
تنحنح ماجد قائلاً :
" لا حبيبتى إنه تاريخ خاطئ.. لا تشغلين بالك بالتاريخ المهم حضورك غداً "
ردت بحماسها المعتاد لدى ماجد :
" بالطبع فليس لدى سوى جنرال واحد"
رغم غيرة آدم من طريقتها فى التحدث مع أبيه إلا إنه استشعر نبرة لم يتعرف عليها جيداً و لكنه شعر بالقلق بأن يكون ما استشعره هذا حزن تنهد وهو يسمع أباه ينهى حديثه معها بود مفكراً فيما إذا كان هو سبب حزنها.... أنهى ماجد المكالمة و نظر لآدم قائلاً :
" لقد أتممت ما على.. لقد حان دورك بقطع قسماً على نفسك الآن"
ابتسم آدم نصف ابتسامة و تحدث بثقته المعتادة :
" ما إن قلت الكلمة تكن وعداً و لست من ذلك النوع الذى يحنث بوعده"
قالها و نهض من مجلسه متجهاً إلى الباب فأوقفه ماجد منادياً إياه.. التفت له فتحدث الآخر مردفاً:
" ألم يحن الوقت لتصالحنا أيضاً "
نظر له آدم واضعاً يديه فى جيبى بنطاله مردفاً:
" إن كنا متخاصمين فما كنت أتيت لك.. ولكن البناء ليس مثل الهدم "
قالها و استدار ليكمل طريقه نحو وجهته تاركاً شعاع أمل يتسرب إلى نفس ماجد من جديد.....

***************

[رنا الليثي]

استيقظ فى وقت أبكر من وقته المعتاد منتظراً سهى أن تأتى فمرت عليه الساعات دهور إلى أن وجد جرس الباب يعلن عن قدومها فلم ينتظر الخادمة لتفتح الباب و هرع إليه مسرعاً ففتحه ليرى سيلين تقف بوجهه فى حالة من الجمود لم يستطع أن يفسر ملامحها حتى إنه قد توتر من نظراتها المشتتة.. ابتعد عن الباب ليفسح لهن ليدخلن حتى دخلن كلهن و ماجدة كانت أولهن...

*****************

[رنا الليثي]

وقفت أمام المرآة تدقق النظر إلى جسدها النحيل و تقارن بينه و بين جسد تلك الدعسوقة كما تدعوها و شعرت بغيرة حقيقية فغضبت و ذهبت إلى خزانة ملابسها تبحث بين ملابسها عن ملابس أنثوية مثل تلك التى ترتديها ملك فلم تجد و نظرت لملابسها بيأس فكل ما ترتديه يغلب عليه الطابع الرجالى أكثر من الأنثوى... زفرت بضيق حانقة و جلست على سريرها شاعرة بإحباط شديد... وجدت هاتفها يرن فسحبته و ردت على إياد قائلة :
"كيف حالك يويو اشتقت لك متى ستعود؟"
استشعر إياد الحزن الذى يخيم على صوتها فرد مردفاً:
"أخبرينى ماذا حدث دون مقدمات؟ لماذا صوتك بهذا الشكل؟"
اختنقت و تجمعت العبرات فى عينيها و لم تجد ما ترد به و رغم أن إياد لا يراها إلا أنه علم بأنها تبكى فأغلق المكالمة و ما هى إلا ثوانٍ و كان يتصل بها على إحدى التطبيقات المخصصة للمكالمات عن طريق الرؤية ففتحت المكالمة و ما إن رأت وجهه حتى انفجرت باكية صائحة :
" أنا لست بنت إياد... أنظر لى أبدو كأخيك و ليس أختك"
ضحك إياد رغم انزعاجه لحال شفق و رد مردفاً:
"و إذا كنت أخى فكيف تترك شعرك بهذا الطول؟ و لماذا تضع طلاء من حين لآخر؟ ولماذا ترتدى إسدال للصلاة؟ وماذا عن ظروفك الشهرية التى تزعجنى بها عندما يتقلب مزاجك؟"
ضحكت رغماً عنها و هى تسبه :
" أيها الوقح.. إياد "
أجابها" نعم " بضيق مفتعل فسألته بتردد :
"هل أنا.. هل أنا جميلة؟ "
نظر لها إياد مستنكراً سؤالها و رد بعفوية صادقة :
" هل جننتِ شفق؟ أنتِ أجمل بنت رأيتها بحياتى يكفى ابتسامتك المعسولة و جمال روحك.. انظرى لملامحك بالمرآة و ستعلمين أنه لا يوجد أنثى تستطيع أن تنافسك فى الجمال..."
نظرت له ممتنة ولكنها ردت بلؤم مردفة :
" حتى الطبيبة المتغطرسة؟!"
ابتسم بشقاوة و هلل قائلاً :
"الله أكبر ها قد عادت العقربة.. أقسم بالله قلقت عليكِ"
ضحكت و كفكفت دموعها قائلة بمرحها المعتاد :
" إلى ماذا وصلت بنى؟ هل أطمئن و أبدأ فى إعدادات العرس؟ "
رد مبتسماً بثقة :
"بل يجب أن تفكرين فى أسماء تكفى عشرة أطفال من الآن "
أطلقت صفير إعجاب قائلة بصوتٍ عالٍ:
" تعالى يا ماما لترين إبنك النقيب الذى يخطف قلوب العذارى الآن.."
رد إياد بتكبر مفتعل و هو يضحك مردفاً:
" طوال عمرى أيتها الصغيرة.. "
ضحكت و ردت :
" نعم نعم... بدليل بنات صفك فى المرحلة الإعدادية كنَّ هائمات بك وليس بآدم"
ضحك متذكراً ما كان يفعله هو و آدم معاً إلى أن تذكر إصرار عمه على سفر آدم و إكمال دراسته بالخارج مرة أخرى.. عاد مرة أخرى من ذكرياته على صوت شفق القائلة :
" متى ستعود؟ "
رد بتركيز مردفاً:
" بعد يومين ولكن لا تخبرِ سهى حتى لا تخبر سيلين.. "
أومئت مبتسمة صائحة :
"حاضر لن أخبرك يا سهى أن إياد قادم على حصانه الأبيض ليختطف سيلين"
جحظت عيناه و هو يسألها :
"هل سهى معكِ؟"
جلجلت ضحكتها الجميلة بينما ظل يتوعدها بأنه سيمتص دمها عندما يأتى.. أنهت معه المكالمة بعد قليل ثم قررت بأن تتغلب على شبح البؤس المسيطر عليها و أن تتحدى تلك الدعسوقة ولكن على طريقتها...

***************

[رنا الليثي]

" أستأذنكن سأذهب لأصطحب ماما من النادى هى و أختى و سأعود.. لن أتأخر و عموماً البيت بيتكن سهى تعلم الأماكن الخاصة بكل شئ إن إحتجتن لشئ"
قالها أحمد وهو يأخذ مفتاح سيارته ليخرج من الغرفة متجهاً إلى باب الفيلا فى عجلة تاركاً الثلاث فتيات فى حالة من التوتر بسبب ذلك الحديث الذى يجرى فى غرفة المكتب بين أمهن و أبيهن.. تحدثت سهى بقلق :
" هل تعتقدن أن بابا سيصيح بوجهها؟ كان يجب أن أخبره بمرضها سيلين..."
أجابت سيلين بنبرة من التوتر مردفة :
"لا أعتقد سهى...لماذا أطال الحديث بينهما هكذا؟"
نظرت لهما سهيلة بإشفاق فإحداهما يتآكلها الشعور بالذنب و الأخرى تذوب قلقاً من أن تخسر أباها مرة أخرى..تنهدت و أخذت تفكر فى لقاء اليوم مساءاً لعلها تنصرف عن مخاوفها التى عليها مواجهتها إجبارياً فتذكرت وجود آدم التى قد غفت عنه فابتسمت لا إرادياً لتذكرها رسائله البسيطة فور تذكرها له و لكنها أجفلت على صوت سهى و هى تحذرهم قائلة :
"لقد بدأ صوتهما يعلو.. هل ندخل لهما؟"
قامت سيلين بتوتر متجهة نحو الباب و لكن لحقت بها سهيلة عندما أمسكتها من معصمها قائلة:
"لا تفعلِ سيلين فهما ليسا بصغار لنتدخل بما فعلاه"
نظرت لها سيلين بتردد و هى فى حيرة من أمرها هل عليها أن تدخل أم تتركهما فى نقاشهما اللذان ظنا بأنهما يرممان به ما صُدِعَ حتى كُسِرَ.....

*******************

[رنا الليثي]

فى المكتب :
" لا تظن عز بأنك لم تخطئ مثلما فعلت بل خطأك أبشع من خطأى... إذا كنت قد كذبت لأجعلهن معى و استغليت مشاعر طفلة فأنت لم تجعلنى أحتفظ بأى مشاعر اتجاهك حتى تتلاعب بها .. أنسيت أم أنساك الزمن؟ أتريد أن أذكرك بالدافع الذى جعلنى أرتكب ما فعلته؟ "
تجمعت العبرات فى مقلتيها و أكملت بصوت متهدج :
" لقد عانيت من سلبيتك لمجرد أن تراضى أهلك... أنسيت ما فعله أبوك بى عندما علم بأن ما أحمله داخل أحشائى أنثى أخرى؟ أم تريد أن أذكرك بإهانة أختك لى طوال الوقت و تذكرتها القيمة لى بأننى لست من مستوى عائلتك الكريمة... أنظر عز لقد أتيت اليوم لأننى أخطأت و لكن ليس بحقك بل بحق بناتى لقد ظلمتهن و قسيت بما يكفى على قلوبهن.. فإن رأيت المرارة بعيونهن و الحزن الذى يفيض من دموعهن لعلمت لما أتيت..لقد عانين بما يكفى فلا تكمل عليهن اليوم بتقمصك دور البرئ.. "
هدر بها مستنكراً:
" عانين بسببى أم بسبب عنادك و إصرارك على الطلاق؟ أعلم خطأى جيداً و لكنه ليس أفدح من أن تذهبين لتتزوجين من عامل فقير حقير و كان بيدك أن تعودين لى من جديد "
هبت واقفة صائحة بوجهه :
" ذلك العامل الفقير هو من ساعدنى عندما أنجبت سهى وحدى.. ذلك العامل هو من سترنى عندما كنت أتوارى خلف جدران شقتى من أعين الجيران حين لم يردعهم أحد.. ذلك العامل هو من أنفق على و على بناتى عندما نقلت من خدمة القاهرة لأسوان و قطع أبوك النفقة عنى...لقد تركتنا عز اعترف بذلك.. تركت ثلاثة فتيات شوهتهن الأيام إلى رجال دون قلوب... ما الفائدة من قربك منهن الآن؟ أخبرنى ماذا ستصلح و كيف ستصلحه؟ "
لاحت على وجهه تعابير ندم و خُيل لها بأنها لمحت شبح دموع ترقرقت بعينيه و أردف بصوت تخلله الضعف و الشجن قائلاً :
" لن أصلح.. أعلم أننى لن أصلح شيئاً و لكن لعلنى أستطيع أن أعوض.. أعوضهن شعور الأب الحقيقى و أعوض نفسى مشاعر الأبوة.. أريدهن أن يسامحوننى.. أريدهن ماجدة.. لا أريد سواهن أخطأت بالمكابرة و العناد و الإبتعاد دون مبرر أعلم كل ذلك و لكننى هرمت.. مللت الوحدة.. مللت برود روحى التى ترتجف وحدها... مللت الصراع مع عز "
لوهلة شعرت بالإشفاق عليه و لكنها استعادت صلابتها قائلة :
" أنت من فعل ذلك.. لا تلومن إلا نفسك... أعلم أننى أقاسمك الخطأ ولكنك أقترفت ما لا يغتفر بالنسبة لهن... لقد تركتهن عز "
رد بنبرة من الهدوء الرخيم قائلاً :
" أعلم ولذلك سأبذل ما بوسعى لأعوضهن ولكن عدينى.. عدينى بأننا لن نخبرهن ما فعلناه جراء أنانيتنا و تكبرنا.. "
تنفست بتعب مردفة :
" أعدك بأننى لن أفعل ما يجرحهن مرة أخرى..أعلم أننا تأخرنا و لكن يجب أن نفعل شيئاً حتى لو كان ضئيلاً"
أومئ لها مبتسماً ابتسامة باهتة شاهراً بهدوءٍ نسبى و خرج لفتياته أخيراً ليبدأ صفحة جديدة معهن...عندما طرق باب الغرفة و دلف إليها وجدهن واقفات و على وجههن تعبيرات مختلفة استطاع أن يستشعرها عدا سهيلة التى اتسمت بالجمود و الثبات.. بدأ يتعرف عليهن بوجل و يردن عليه بتردد خاصةً سيلين و سهيلة و لكن مرَّ اللقاء معهن دون التدخل فيما مضى رغم فضول سيلين لمفاتحته حتى يسامحها و استعداد سهيلة للمواجهة بأشرس الكلمات و لكنهن انصاعن إلى الحديث الرائق خاصةً بعد ملاحظة سيلين و سهيلة إندماج سهى و فرحتها الغامرة...

*****************

يتبع على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t473107-17.html