آخر 10 مشاركات
يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )           »          339 - على ضفاف الرحيل - آن ويل (الكاتـب : سيرينا - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          *&* هنا يتم الابلاغ عن الكتابات المخالفة للقوانين + أي استفسار أو ملاحظه *&** (الكاتـب : سعود2001 - )           »          قبلة آخر الليل(15) للكاتبة: Gena Showalter *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          دانتي (51) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الثاني من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة.. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          صفقة طفل دراكون(156)للكاتبة:Tara Pammi(ج2من سلسلة آل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree27Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-07-21, 07:34 AM   #231

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 4 والزوار 8)


‏موضى و راكان, ‏سيده علم, ‏mariam quaterji, ‏ektimal yasine


أهلا يا شيمو نورت المنتدى يا جميلة و حشتينا و وحشنا أبطالك يا قمر

فصل ممتع للغاية و خاصة بعد الغياب


حبيبتي وحشتوني اكتر تسلميلي❤️❤️
متشكرة اوي لذوقك ❤️❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-21, 03:45 PM   #232

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,966
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم ايدك.حمزة راح يكتشف انو غزل شاريتو لما توقف بجنبو
اياس وناجي لوين ممكن تروح علاقتن بظل حقد والدو عاهمسة ووالدتها وعمتها سراب وامان مع ايهم.كامت فقدتو بظل والدها
ضي هل اكتشفت انو اثار بالنهاية لعبت لعبة وسخة
تسلم ايدك روووعة وناطرينك


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-21, 09:16 PM   #233

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

" الفصل العشرون "

دخلت ضيّ بإبتسامة متسعة استفزته لذلك خرج من غرفته سريعًا اثناء مرورها بها قائلًا
- اذا سمحتِ يا ضيّ
نظرت له بإستفهام ليشير لها داخل الغرفة فذهبت ليسألها مباشرًة
- مع من كنتِ تتحدثين؟
تطلعت له ببلاهة قائلة
- لماذا تسأل
- ‏مجرد سؤال فهذا محل عمل وليس مكانًا للإلتقاء مع الاخرين
كان منفعلًا بشده، طبيعته المرحة التي اعتادت عليها اختفت ليحل محلها الصرامه وهي تجابهه بعناد
- اظن انه لم يكتب في العقد عدم استضافة الاخرين
- ‏ لكنكِ تستضيفيهم في اوقات العمل
كان يقولها بإستهانة وهو يقبض على يده بشده لترد بهدوء
- حسنًا لن افعلها
- ‏نعم لن تفعليها مطلقًا
ارتفع حاجباها بإستغراب قائلة
- سيد بسام انت تتخطى حدودك
- ‏من اليوم لن يكون بيننا حدود
يقترب منها خطوة ليلفحها عطره وعيناه تحاوطانها بينما تعلو وتيره انفاسه قائلًا
- هل تقبلين الزواج بي؟

عندما استمعت لجملته جحظت عيناها بطريقة كادت ان تضحكه الا انه تمالك نفسه في اللحظات الاخيرة كي لا تشعر انه يسخر منها، ظل صامتًا مراقبًا انفعالاتها، يعلم انها تكن له بعض المشاعر التي تظهر جليًا في تصرفاتها دون ان تعلم، وهذا ما يحتاجه بالتحديد عطاء بلا حدود، لقاءه مع ضيّ لم يكن محض صدفة بل هو ترتيب القدر
لا تدرى ما الذي ستفعله الان، هل ما سمعته صحيح.. هل يطلب منها الزواج حقًا الان ام ما سمعته كان محض حلم من احلامها
نعم انها تعيش مراهقاها معه، احلام المراهقات التي كانت تسخر منها الان تعيشها بفضله فتنظر للسقف طيله الوقت، تتخيل حيااها معه عندما تستمع لاحدى الاغاني الرومانسية، يدق قلبها بعنف عندما تبصره وتسمع صوته، حتى انه بات هو فارس احلامها مؤخرًا
افاقت من شرودها في وجهه على صوته القائل
- ضيّ هل تسمعينني
- ‏اجل اجل
تقولها بإضطراب وتوتر واضح ليرفع كفيه في الهواء ويهبط بهما قائلا
- اهدئي قليلًا، لا داعي للتوتر
- ‏نعم نعم
لقد اشفق عليها الان من خجلها وتوترها الذي تفضحه تعابير وجهها وهي تنظر لكل مكان حولها وتعدل حجابها بتوتر ليهمس بصوت خفيض
- لا تتوتري، خذي وقتك في التفكير وحينما تفكري جيدًا اخبريني بجوابك وسأذهب بعدها لمنزلك
اومأت برأسها دون رد مع تمتمه خفيضة وهي تلقي السلام ومن ثم فتحت الباب وذهبت لغرفة تدبيل الملابس المتواجدة بالمطعم

حالما دخلت للغرفة استندت بظهرها على الباب، تضع يدها على قلبها الذي يخفق بجنون غير مصدق ان ما سمعته حقيقة.. لقد تمنت ولكنها لم ترفع سقف امانيها لتخيل تحقيقه
تتنفس بهدوء وذهنها يكون صورة يمكن ان تغدو حقيقةً الان
هي وبسام وطفل وطفلة في صورة جماعية موضوعه على المنضدة في منزل صغير يخصهم، تملئه رائحة المخبوزات من بين يديها وصوت لعب اطفالها من الحديقة في الخارج، يأتي من عمله محملًا بالاعباء لتشاركه هي احماله، تطمئن خوفه الذي يظهر دائمًا في عيناه

افاقت على صوت طرقات على الباب لينقطع حلمها فتهندم ملابسها وتمسح وجهها مبتعدة عن الباب وهي تقول
- تفضل
دخلت آثار متصنعه الشفقة وهي تقوم مقتربة منها بعدما اغلقت الباب
- هل انتِ بخير يا عزيزتي؟
تطلعت فيها ضيّ بإستغراب قائلة
- نعم انا بخير
- ‏لقد رأيتكِ تخرجين من مكتب السيد بسام بسرعة ودخلتِ إلى هنا، فجئت للاطمئنان عليكِ فـ بالنهاية نحن فتيات ونفهم بعضنا
تقول آثار كلامها ببعض الخبث لتسألها ضيّ بحيره
- لا افهم تلميحك
وضعت آثار يدها على فمها قائلة وهي تقترب منها
- لقد اغلقت فمي على هذا الامر منذ زمن ولكن اخاف ان تكوني الضحية التالية
- ‏ضحية
كررتها ضيّ بعدم فهم لتكمل آثار بعدما وضعت يديها على كتفيّ ضيّ
- ربما كان طيش شباب سابقًا والان تعقل، ولكن اجزم انه عرض عليكِ الزواج ككل فتاة تأتي حديثًا إلى هنا، فيتقرب منها بالحجج ويقنعها ان يتحدثا لفترة كي يفهما بعضهما وفي النهاية يأخذ ما يريد تاركًا اياها
كانت تدور آثار حولها بعدما تركت كتفيها، تبث سمها في اذنها وهي تكمل
- وانتِ تعلمين ان الفقراء امثالنا ليس معهم احد غير الله فلم يثبت عليه شيء وبما انني قديمة هنا علمت كل هذا وهددته بمعرفتي فلم يقربني ولكن هؤلاء الفتيات مساكين
وتنهي حديثها بمصمصه شفتيها وقد امسكت بكفيّ ضيّ المصدومة امامها مردفه
- عديني انكِ لن تخبري احدًا، فقط ابتعدي عن طريقه
اومأت ضيّ بغير حول ولا قوة وعقلها لا يستوعب ما يقال لتختم آثار حديثها قبل ذهابها قائله
- لن ينظر امثال هؤلاء لنا يا عزيزتي، افيقي
ظلت تتردد في عقلها الى ان صدقتها، نعم بالطبع لن ينظر امثاله لنا

_____________

كان يجلس امامها في هدوء ظاهري رغم تآكل قلبه عليها لقد وافقت اليوم اخيرًا على ان تلتقي به بعد ذاك الحادث المفجع لكلاهما
عاد بذاكرته لذاك اليوم
يتذكر اغماءها بين يديه، تسارع نبض قلبه خوفًا حاملًا اياها بين ذراعيه متخبطًا ومشوش العقل حتى وصل للمصعد وهو يحاول بأصابع مرتجفة ضبط ملابسها، وحالما وصل بها للطابق الارضي اخذ يصرخ في الجميع بعدما ظن في نفسه الخرس وهو يبصرها بين ذراعيه وكأنه يحمل قلبه
اخذها للمشفى وقد اجروا لها الفحوصات ووضعوا لها بعض المحاليل كي تستعيد وعيها واخبروه ان عدم افاقتها السريعة هو هروب من الواقع وستستيقظ بعد قليل
ولكن ظل الخوف ينهش قلبه حتى بعد ان طمئنه الطبيب
يمسك بكفها بين يده وقلبه ينتفض كطائر مذبوح
كان الذبح اهون عليه من رؤيتها منتهكة هكذا دون ان يثأر ممن فعل بها هذا
وهنا ترك يدها بأعجوبه وهو يمسك هاتفه مبتلعًا ريقه بصعوبة بينما العرق يتصبب من جبينه رغم بروده الجو
خرج من الغرفة ليجري اتصالًا بالفندق مستعلمًا عن ذاك الجبان وذاك الصوت الذي اقترن بسقوطها بين يديه
جسده ينتفض وهو يستمع لمحدثه والذي ابلغه بإختصار ان المدعو ماجد سقط صريعًا من ذاك العلو
اغلق إياس الهاتف بوجه شاحب
اي نهاية هذه استحقها ذاك النذل بعد فعلته
ليس هناك افضل من عقاب رب السماوات العدل ليستحقه، امسك بصدره مغمضًا عيناه وقد شعر ان الارض تميد به ولكن عليه التماسك من اجلها
كله فداءًا لها
وامام شحوبه شاهده احد الاطباء مستندًا على الحائط خلفه ليقترب منه مدققًا النظر لوجهه وهو يسأله
- هل انت بخير؟
فتح إياس عيناه بوهن وهو يومئ برأسه ايجابًا ليمسك الطبيب بيده قائلًا بغير تصديق
- تعال معي لنقيس ضغطك فقط
- ‏لن اتحرك من هنا
يقولها إياس بعند رغم تعبه متخذًا مكانًا في المقاعد المتواجده امام غرفتها ليرد الطبيب بهدوء قائلًا
- حسنًا.. سأجلب جهاز الضغط هنا
وذهب ليتركه جالسًا على المقعد ومتطلعًا لباب غرفتها

وفي مكان رقدتها على السرير، فتحت عيناها لتقابلها الجدران البيضاء للمشفى، رائحة الادوية التي تبغضها فشعرت برغبه عالية في التقيؤ وهي تحرك يدها المتصله بأنبوب المحلول ببعض الوهن
انه حقيقةً اذا، ما حدث لها وما كانت تصارعه في كابوسها منذ قليل كان حقيقيًا
جسده الثقيل الذي يشل حركتها
تسارع انفاسه
رائحة فمه الكريهه من اثر الخمر
لمسات يداه المقرفه
الانتهاك الذي حدث لجسدها وجعلها تختض الان بعنف وعيناها تذرفان الدموع الصامتة

لتلتقى عيناها مع عيناه عندما فتح باب الغرفة فتمنح عيناه بعض الحياة وهو يقترب منها ومازالت عيناه تواصل اتصالها معها
جثى بركبتيه جوار سريرها ممسكا بيديها ومقبلا اياها، يضع جبهته بأنفاس متسارعه على السرير جوارها وكأنما هو جندي مستنزف من معركة روحه
ولم تتحدث سوى بجملة واحده
- خذني لعمتي
واغمضت عيناها
كان يحدثها طوال الوقت دون رد منها، اجرى اجراءات العودة سريعًا
واوصلها لعمتها لتبدأ مرحلة انهيارها بعد التماسك
اسبوع كامل يود التحدث معها، يأتي للمنزل هنا دون ان تخرج له وتظل حبيسه حجرتها وكأنما هي المذنبة

وامامه الان يشعر بما تصارعه، قلبه يئن من اجلها وكأنما صدى وجعها ينتقل إليه بصمت ليهمس اسمها بصوت خفيض حتى إلتقت اعينهما لتسأله بجمود بعدما نظرت للفراغ امامها
- كيف اتيت لي في هذا الوقت؟
ابتلع غصه خانقه وهو يبصر صراعها الداخلي قائلًا بهدوء
- كنت اشعر ان الغدر يجري في دم ذاك الوغد فبعدما حدث ظللت متيقظًا طوال الليل جوار شرفتك اراقبها من شرفتي وعندما دخلت للحمام وخرجت، رأيت تطاير الستائر من شرفتك المفتوحة فأعتقدت انكِ استيقظتِ، واثناء اقترابي منها سمعت صرخة رجولية فأتيت مهرولا

كانت تفرك اصابعها بيدها وكأنما تود اقتلاعها مقرنه هذا بقولها
- لقد خدشته بأظافري
- ‏انتِ قوية يا همسة، ستتجاوزي هذه المحنة عاجلًا انا اثق بكِ
- ‏اخبرتها هذا يا بني، ابنتي همسة قوية دائمًا ربما فقط تحتاج الان لبعض الراحة
كان هذا صوت عمتها فريدة التي دخلت لغرفة المعيشة تحمل بين يديها كوبين من عصير الليمون بالنعناع، تعطي واحدًا لإياس الذي شكرها وواحدًا لهمسة مقرنة هذا بقولها
- مشروبك المفضل حتى في الشتاء

ابتسمت همسة لوجهها بضعف لتجلس عمتها بجوارها على الاريكة المقابلة لمقعد إياس
تربت بيدها على كتفها بمؤازرة حنون لا تخلو من القوة
- لقد اخذ ذاك الوغد جزاءه الان يا صغيرتي، وعند رب العالمين الذي لا يظلم احدًا من عباده، ستأخذين حقك وتقتصين منه
- ‏نعم.. سأخذ حقي
ونظرت سريعًا لعينيّ إياس الذي ابتلع ريقه بصعوبة مرتشفًا بعض العصير ليجلي حنجرته قائلًا
- متى ستعودين للعمل، فهو يحتاجك
- ‏قريبًا جدًا
تقولها ومازالت عيناها تنظران له بهذه القوة وكأنما تتهمه على شيء لم يرتكبه
وقف على قدميه واضعا كوب العصير على الطاولة امامه وهو يستأذن للمغادرة
تقف عمته لايصاله بينما بقت همسة على حالتها الغريبة تلك وعيناها تشيعه بغضب صامت

وعند الباب همست عمتها بإضطراب
- هل والدك له دخل بالامر؟
تقافزت دقات قلبه رعبًا رغم جمود وجهه وهو يقول
- بالطبع لا يا عمتي.. كيف تظنين هذا، وكيف يعرف ابي ماجد من الاساس، وكيف سيصل إليه
زفرت فريدة بإرتياح واضعه يدها على صدرها وهي تقول بشرود ناظره امامها
- اعذر خوفي يا إياس.. خفت ان يكون حقد قلبه قد وصل لهذا الحد من الاذى، فإن فعل هذا حقًا سيؤذي همسة مره اخرى.. لان هذه المره لم تنجح
- افدي همسة بروحي من اي احد يا عمتي، لا تقلقي ابدًا وطمئني قلبك من هذه الناحية

وضعت كفيها على كتفيه قائلة بهمس
- اثق بك يا إياس وبرجاحة عقلك، فليبارك لك الله يا بني
ومن ثم احتضنته ليبادلها الاحتضان مغمضًا عيناها وهو يدعوا الله ان تمر الايام القادمة بسلام.. لقد قال نصف الحقيقة لعمته واحتفظ بنصفها الاخر، وقلبه الذي يقرع في صدره الان بخوف.. يشعر بقرب خسارتها

_________

" بعد اسبوع "

تنتظره امام طاولة الافطار كعادتهما مؤخرًا
اصبحت تعد البيض بالطريقة التي يفضلها بعدما تعلمتها منه، لا تنكر انها باتت تشتاق إليه طوال النهار ولكن ما يسلي وقتها حقًا هو مصدر إلهامها
كتابها الذي تكتبه الان " أمل رغم الالم " انها تتحدث عن معاناتها في هذا الكتاب بل عن معاناة كل انثى مضطهدة من قِبل احدهم
الانثى وعائلتها
الانثى وزوجها
الانثى وعملها
الانثى والمجتمع الذي يفرض عليها القيود اكثر واكثر بطريقة خانقه
ورغم كل هذا يظهر بصيص أمل من كل معاناة لتُولد انثى اقوى واشد صلابة
صممت غلافة بإسم مستعار عندما رآه دمعت عيناه " سبيل أيهم"
افاقت من شرودها على صوت نحنحته على باب المطبخ كي لا يجفلها
بات يحب الافطار بعدما تزوجها، في الواقع بات دون ارادته يحب الكثير مما تحبه.. أليست الان هي شريكة حياته
وقع الكلمة في قلبه كوقعها حينما رأى اسمها الذي اختاره لها واسمه وراءه
" سبيل أيهم " وهي حقًا باتت سبيله
تلتفت له بضحكتها اللؤلؤية المشرقة وقد تخلصت من حجابه ليعلم ان بسام قد خرج ودون ارادته لم يستطع منع سؤاله
- هل خرج بسام؟
- ‏نعم، خرج منذ قليل
- ‏هل يضايقك وجوده؟
سألها بإهتمام بعدما جلس على مقعد السفرة الصغيرة ذات الاربع مقاعد التي تحتل المطبخ لتنفي برأسها سريعًا قائلة وهي تضع الطبق الاخير على الطاولة
- بالطبع لا.. انا اشعر انه لا يأخذ راحته في المنزل كالسابق، فيخرج مبكرًا حالما انزل للاسفل ولا يتناول معنا الطعام مطلقًا
ابتسم لها قائلا ببعض المرح وهو يتناول رغيف خبز
- هو فقط يقدر كوننا مازلنا عروسان، اسبوع اخر فقط وسيأخذ راحته اكثر لا تقلقي
اغمضت عيناها بخجل وهي تهمس بصوت خفيض
- اعتذر لكل هذا، انا فقط احتاج.. اقصد ان تمنحني بعض الوقت
توقف عن الاكل ملتفتًا لها بعيناه وهو يقول بهدوء مطمئن
- خذي وقتك يا سبيل، نحن في النهاية لم نعرف بعضنا جيدًا، فلنعتبرها فترة خطبه متأخره
ابتسمت له بتفهم وعيناها تنظران له بإمتنان يمكنه ان يتحول لشعور اخر

________

- حدث كل هذا ولم يخبرني احد منكما يا خالتي
هتاف غاضب خرج من فمه بعدما علم بفسخ حمزة للخطبه يوم زواج أيهم.. كان يتطلع لخالته المتماسكه ولغزل التي باتت هشه لدرجة اشعلته اكثر ليكمل هتافه الغاضب مشيحا بيده في الهواء
- لماذا لم يتصل بي احدكما، اود ان اعرف
- ‏اهدأ يا صغيري، كل شيء قسمة ونصيب، ربما لم يكتب الله لهما الخير مع بعضهما
تأفأف بسام بغضب ماسحا وجهه بكفيه وهو يجلس على المقعد المجاور لغزل والذي كاد ان ينكسر
شعرت دعاء انه اراد التحدث مع ابنتها على انفراد لذلك وقفت من مكانها وهي تقول بإبتسامة باهته
- سأصنع لك العجه التي تحبها
- ‏سلمت يداكِ يا خالتي
قالها وبصره معلقًا بالجالسه جواره
ليتحدث بصوت خفيض وملامح منزعجه بعدما رحلت والدتها
- ماذا حدث يا غزل
نطقت جملتها الاولى منذ جلوسها امامه قائلة وهي تتطلع به
- كنت غبية يا بسام، لم استحق رجلًا كحمزة
- ‏هل علم...
وبقى سؤاله معلقًا في الهواء لتومئ برأسها قائلة وهي تضع يدها على رأسها وقد هاجمها صداع عنيف
- نعم لقد علم بأسوء طريقه ممكنه، لم اخبره بالطبع، لقد شعر بها ومن ثم قرأها.. كان يحبني والان لا يطيق النظر في وجهي

ارتفع حاجبيه قائلا بحذر
- هل حاولتي مقابلته؟
نظرت له بقوة دبت فيها فجأه وهي تجيبه
- نعم بالطبع حاولت مرارًا مقابلته ولكنه....
قاطعها مكررًا بتساؤل
- مرارًا
- ‏سأخبرك بكل شيء
ومن ثم قصت عليه ما سمعته من تلك الفتاة التي تحاول الايقاع به.. ذهابها له عده مرات كي تحذره ولكنه كان يقابلها بوجه متحجر ويتحجج بعد ذلك بالعمل ويتركها راحلًا
ولم تخبره بالطبع عن لقاؤهما الاخير

"
كانت تقف امامه بعدما خرج من احدى محاضراته التي تعلم موعدها، ظهرت عليه الدهشة حينما لمحها وبعد ذلك تجمد وجهه كالعاده وهو يقترب منها هامسًا ببرود
- اصبحت اراكِ هذه الايام اكثر من ايام خطبتنا
صدمتها جملته الساخرة تلك لتبتلع ريقها قائلة بهمس خفيض مخفضه وجهها وهي تنظر للحقيبه التي تعتصرها بين اناملها
- اردت فقط التحدث معك في امر هام للغايه
- ‏ما تودين التحدث عنه قد مات ودفن
رفعت عيناها له سريعًا ليلفحه عطر شعرها الي يوقظ حواسه ويشعله لتشب نار في اعماقه وهو يقارن كم مره حلمت ان يشمه ابن خالتها ذاك، كم مره كتبت له عن لوعتها وبثته حبها، كيف ارادت ان تكون خطبتها عليه
وامام افكارها هذه قست عيناه على نحو مفاجئ وهو يقترب منها ممسكًا بذراعها بقوة وهو يقول من بين اسنانه
- لا اود رؤيتك مره اخرى.. هل تفهمين، كُفي تن الظهور امامي، هل تفهمين
وامام قسوة عيناه واشتداد ذراعه حول يدها دمعت عيناها لتومئ له بصمت كاد ان يذبحه هو الاخر
ألا تعلم تلك الحمقاء انه يتعذب اضعافها الان.. ولكن كيف ستشعر وقلبها ملك لرجل اخر
وعند هذا الخاطر فارت الدماء في رأسه لينفض ذراعها عنه مبتعدًا عنها بصمت لتتماسك بينما تعض على شفتيها وهي تحمد الله ان الوقت اصبح متأخرًا ولم يراهما احد
"

اخرجها بسام من شرودها قائلا
- يمكنني الذهاب إليه واخباره بنفسي لتحذيره فرغم كل شيء كان سيصبح من افراد عائلتنا، ولكن تحدثيه مره اخرى يا غزل، هل تعدينيي
اومأت له قائلة بغصه
- اعدك
شاكسها قائلًا وهو يضع يده على رأسها مبعثرًا خصلاتها
- فتاة مطيعه
ابتسمت له بوهن ورغمًا عنها سألته بهدوء
- كيف حاله؟
- ‏انه عريس جديد.. لقد افاده الزواج حقًا والعاقبه لي قريبًا
يتحدث بمرح مناقض عن ما يعتمل صدره فهو يحمل ذنبها على كتفيه، ولكنه ظن انه لربما كان هناك بعض الامل.. يرى انطفاء عيناها رغم ابتسامتها الظاهرية وهي تقول
- فليبارك الله لهما ويسعدهما
ومن قلبها حقًا تتمنى هذا
لقد غادر أيهم قلبها دون رجعه منذ زواجه على الرغم من تلك الغرفة المغلقة في زواية قلبها والتي تحمل حب المراهقة والمتمثل فيه
- الفطور جاهز يا اولاد هياا
كان هذا صوت والدتها ليقف بسام ساحبًا اياها من ذراعه وهو يقول بمرحه المعتاد مطوقًا عنقها بيده
- ان اتقنتِ صنع العجه كأمك فمستقبلك سيكون باهرًا

__________

منذ خروجه من المشفى وهي على هذا الحال
تهتم بطريقه طهي طعامه وتنبهه لاخذ دواءه في المواعيد المحدده، تقضي معظم النهار في المطبخ وفي الليل تجلس مع جنة
يشعر بالوحده تنهش قلبه وهي صامته ومتباعده هكذا، تحدثه بكلمات مقتضبه على مضض، يرى ارتعاش فمها وتشتت عيناها، حتى ونس لاحظت هذا وسألته عن سبب تغيرها فأخبرها انها تخاف عليه
لا يعلم ما الذي تخطط له
يحفظها كخطوط يداه وهذا الذي تعيشه وراءه شيء ما تؤجل الافصاح عنه

كان جالسًا على السرير في غرفتهما بعد تناول الفطور وبين يديه يتصفح احدى الجرائد التي مازال يحرص على اقتناءها وانشغل تركيزه حينما فتح الباب وشم رائحتها
كم اشتاق والاشتياق يأكل قلبه بحق، كم يحبها ويود وصالها الان رغم ألم جسده
رفع رأسه ليشبع من ملامحها التي مازالت في نظره طفولية، تتقدم إليه بشعرها المنسدل خلف رأسها وبيجامتها الشتوية فيشعر بأنها طفلته التي يود اكلها

تحمل بين يديها دواءه وكوب ماء
ذاك الموعد الذي بات يحفظه رغم تصنعه النسيان كي تجلبه له فقط
- الدواء
قالتها وهي تمد يدها له ليأخذ الحبه واضعًا اياها في فمه ومازال بصره معلقًا بها وكأنه يعلن لها دون قول بأنه يرغب في تناولها هكذا ومن ثم تبعه بالماء لترد بالرد المعتاد
- بالشفاء
وقبل ابتعادها عنه استحوذ على كفها بين يده فوجهت بصرها له في صمت
ليصمت بدوره هو الاخر ويتركا الحديث لاعينهما، لقلبيهما، لتفاعل لمسته التي سحبتها لتجلس جواره على السرير، لقبلته في باطن كفها وذاك الاحساس الذي يدغدغها فتتنهد بعمق وهي تبلع ريقها قائلة
- ماذا تريد يا ضياء
- ‏الوصال.. كل ما اريده هو الوصال يا قلب ضياء
يقولها بصوته الاجش مقربًا اياها منه ويردف بعشق
- اشتقت لكِ

تدمع عيناها دون ارادتها وهي تترك يده مبتعدة عنه بعض الشيء ومازالت جالسه على السرير
اطرقت برأسها حيث تقبع يديها في حجرها لتشبك اصابعها مع بعضهما في قبضة تضغطها بقوة كي تخفف انفعالها وايضًا تأثرها به، فإن اشتاق لها حقًا كما يقول فهي تشتاق اضعافه، تفعل جهدًا جبارًا كي تبتعد
ان بداخلها الكثير من الافعال المتناقضه التي تشعر بها في قربه، عقلها دائم العمل، وقلبها دائم التوجع
تحسم قرارًا حان اوانه ليأبى لسانها الحديث عندما ترفع بصرها إليه
حتى لسانها يتآمر عليها وحينما لاحظ هو ترددها، انقبض قلبه من القادم دون ارادته ليتمنى ان ترحل الان دون قول شيء ولكنها تحدثت قائلة بإرتباك ومازالت قبضتها تشتد
- ارجو ان لا تقاطع حديثي
اومأ لها برأسه في هدوء وعيناه يتسع فيهما بئر الخوف لتتنفس هي بعمق مردفه
- تعلم كم احبك، تعلم كم رأينا من المصاعب وتجاوزناها معًا، لن انسى مطلقًا تدليلك لي، حبك اللامشروط، دعمك اللامحدود، عاملتني كأنك أبي، اعطيتني اكثر مما تمنيت
شهقة خرجت دون ارادتها فوضعت يدها على فمها سريعا وقد امتلأت عيناها بالدموع ليظل هو على نظرته الجامدة بالرغم من تعمق بئر خوفه من القادم
دمعه تبعتها اخريات لتهتز نبره صوتها وهي تكمل
- ولكنني لا استطيع الاستمرار اكثر، انا ارغب بالطلاق
- ‏لماذا؟
نظرت لوجهه سريعًا ليحجزها عن رؤيته جدار الدموع في عيناها.. كيف يسأل هكذا بمنتهى البساطة، كيف يجرؤ على الجلوس بهذا الهدوء بعد الذي قالته، اين ثورته التي يثورها عليها عندما تلمح برغبتها للانفصال، والان تقول كلمة الطلاق المحرمه بينهما دون رد فعل مشابه
وكان يقرأ هو تعبيراتها بمنتهى السلاسة، يقرأ كيف تتساءل بداخلها عن سبب سؤاله السخيف هذا دون اندفاعه لاخذها عنوة الان بين ذراعاه واثبات انها ملكًا له إلى الابد كما يفعل في كل مره

مسحت وجهها بقوة ورفعت رأسها قائلة بعناد ورأس متصلب
- انه قراري ولا يحق لاحد مناقشتي به
- ‏ألسنا طرفان في هذه العلاقة فلا يجوز لاحدنا اخذ قرار كهذا دون اقناع صاحبه
مازال على ذات الهدوء وهو يحدثها لتقف هي على قدميها وقد اندلعت ثورتها لتهتف في غضب
- كان يحدث هذا عندما كنا زوجان بحق، يخاف كل منا على صاحبه ويفضله على نفسه ولكن عندما وضعت بيننا ذاك الحاجز بإخفاء مرضك، معاناتك وحيدًا، وأمر تلك المرأه التي لم تفصح عنه حتى الان.. ماذا يمكنني القول وانا اجهل عنك ادق تفاصيلك، ماذا تريدني ان افعل وانا اشعر بنفسي وحيدة طوال النهار اعد الطعام وابقى مع جنة وتأتي لتتناول الطعام وتأخذ قيلولتك وفي المساء تكمل بعض اعمالك وربما تتذكرني ونجلس مع بعضًا يوم العطلة.. حتى عندما طال انتظاري للحمل لم اعمل، لم اشعر بتلك اللذه التي تغمر شهد كلما تحدثنا وعيناها تلتمع بفخر عن انجازاتها
- ‏ظننت ان هذه رغبتك ايضًا
قالها بخفوت لترد بذات الجملة ولكن بنبره مقهورة
- انت لم تسألني عن رغبتي يومًا ما لتعلم ما اريده، كنت اطيعك كالعمياء
- ونس
ينطق اسمها بإستهجان لترد
- نعم قد فات اوان الحديث
- ‏ماذا تقصدين
- ‏اقصد انني سأبقى هنا حتى تتحسن صحتك وتنهي ونس اختباراتها كأي زوجة اصيلة، ولكن لن اشاركك الغرفة فهذا فوق طاقتي
نظر لها بأسف وهي تخطو خارج الغرفة بخطوات مسرعه.. لم تكن هذه طفلته التي رباها على يديه.. وربما، هذه الان هي صنع يديه

_______

عينان بنيتان تظهران امام عيناه طوال الوقت
تارة تصرخان بحديث صامت
وتارة بعتاب رقيق
واخرى مملؤتان بدموع قهر كما كانتا في اخر مره
يقبض يداه بشدة وهو يتذكر توسلها الاخير الذي مزق نياط قلبه، ولكن قلبه المغدور به يتألم فاقدًا كل معاني الحياة كالوردة التي انقطع عنها الشمس والماء
يزفر بقوة ضاربًا حاجز النافذة الخشبي التي يقف امامها في غرفته الخاصه، يتطلع إلى الطلاب امامه لعله يلمح طيفها
تذكر اول يوم رأها به بذاك الفستان الوردي الطويل وتلك الضفيرة التي استراحت على كتفها بسلام
وفي ذاك اليوم اقسم لنفسه انها اميرته الوردية وهو الفارس الذي سيبني لها قصرها ويعمره بالكثير من الاطفال الصغار الذين يشبهونها.. علم انها نصفه الذي يبحث عنه وخاصه حينما تطلعت له بعيناها البنيتان وشتت انتباهه عما كان يقوله لهم اثناء المحاضرة فيتنحنح بغضب من نفسه، فحمزة الرجل الآلي كما تقول والدته والتي تصر عليه كل اجازة تحضرها إلى هنا مع والده على اختيار عروس وهو المتعنت بالرفض دائما
نعم الان يعلم لماذا كان يرفض، لقد كان ينتظر تلك الوردية التي ستضئ حياته
غصه احتكمت حلقه مع ذكراها التي مرت بعقله، لماذا فعلت هذا به؟
لقد احبها بصدق حقيقي وكان على استعداد لاثبات حبه ويعلم انها مازالت صغيرة وتخشى التجربة ولكنه كان على اتم الاستعداد للاثبات
كان
نعم لقد كنت يا حمزة.. لان ورديتك كانت تبني قصرها لأمير اخر
حمم بركانية ثارت بداخله وهو يقبض كفيه بجواره مغمضًا عيناه وهو يأمر عقله بالتوقف عن التفكير فيها

دقات على الباب اخرجته من دوامته ليأمر الطارق بالدخول ومازال على وقفته تلك وحالما سمع صوت اغلاق الباب إلتفت ليجد فتاة متبرجة لا يستطيع تمييز ملامحها من ثقل مكياجها الذي تضعه.. ملابسها الملتصقة بجسدها بتفصيل دقيق وشعرها الذي انساب خلف ظهرها وارتفعت عيناه بدهشة حينما تطلع في حذائها عالي الكعبين والذي يطرق الارض وهي تتقدم بإتجاهه في ضحكة جانبية مغوية

وقفت قبالته حينما إلتفت لها بجسده قائلة ببراءة مصطنعه
- هل انت متفرغ الان؟
قطب حمزة حاجبيه بقوة وهو يقول بنبرة قوية
- من انتِ؟ وماذا تريدين؟
شهقت بخفوت لترد بعتاب بينما تقوس شفتيها للاسفل
- هل نسيت اسمي بهذه السرعة، انا مروة التي قابلتك بعد المحاضرة وقد اخبرتك عن مشكلتي في عدم فهم احدى النقاط واخبرتني انك ستشرحها لي

كان ينظر لحركاتها المكشوفة بمنتهى البرود وابتسامة ساخرة ترتسم على شفتيه، فقد مرّ عليه الكثيرات مثلها فأجابها ببرود متجهًا إلى مقعد مكتبه الذي جلس عليه
- اخبرتك بأنني سأشرحها لكِ المحاضرة القادمة وليس في مكتبي، ف أرجو ان ترحلي الان، فلدي عمل هام
عضت على شفتيها السفلى وهي تتكئ بمرفقيها على المكتب ليبرز امامه بعضًا من جسدها وقد قصدت اغوائه لتقول بصوت خفيض
- لقد اعتقدت ان لي ميزة خاصه مثلًا
تطلع لعيناها بمزيد من البرود وهو يقف بقوة مشيرًا بيده على الباب وقد ازدادت وتيرة انفاسه من الغضب
- اخرجي حالًا وإلا تسببت لكِ في مشكلة

اعتدلت من وقفتها وهي تقهقه ضاحكه وقد غمزته قائلة
- لنرى من سيتسبب لمن بالمشاكل.. يا دكتور
وقبل ان يرد عليها او يستوعب عقله جملتها كانت تمزق بيدها بلوزتها الخفيفة التي ترتديها وتشد شعرها إلى ان تشعث بقوة وصوت صرخاتها يدوي في الحجرة امام ذهول عيناه

كل ما حدث بعد ذلك كان كلمح البصر، دخول بعض اصدقائها صارخين بينما تجري هي عليهن وكأنهن كن بإنتظار صرختها، ادعاء وتمثيل افاعي اجتمعت على بخ السم له، فخ حقير وقع به كالغزالة الشريدة عن القطيع.. دخول بعض الاساتذة من اصدقائه يضربون كفًا بكف متحسرون على ما حدث وهم يشاهدون الفتاة التي ادعت لتوها الاغماء والاخريات يحاولون افاقتها
يرى كل هذا وكأنه في حلم حتى اختتم الامر بدخول بسام الذاهل.. تجمد كالتمثال في مكانه، لا يسمع الاصوات حوله وعينان بنيتان تظهران امام عيناه بتوسل ان يصدقها وجملة واحده تتردد في عقله
- اريد اخبارك بأمر هام، هناك فتاة تود الايقاع....
يسمعها بصوتها متحركًا من امامها بسرعة قبل ان تفلت مشاعره من بين يديه ليوقف حديثها بنظرة زاجرة من عيناه مع قوة كلماته
- كُفي عن تلك الالاعيب النسائية، لن اصبح معكِ مره اخرى، تقبلي الامر
وذهب من امام عيناها المتوسلتان واللتان تنضحان بدموع الذنب والحسرة

يخرج من دوامة الذكرى على هزّ كتفه من احد افراد الامن والذي قال بإحترام ناظرًا للارض بأسف
- دكتور حمزة العميد بإنتظارك في غرفته
لقد تلاشى الجمع امامه اثناء شروده فتحرك مع فرد الامن لخارج الغرفة وحينما خرج وجد كفًا تمسك بساعده وتوقفه ليلتفت لصاحبها والذي وجده بسام القائل بصوت خفيض
- لا تقلق.. سنخرجك من هذا المأزق
اومأ له حمزة بصمت واكمل سيره خلف حارس الامن ليرى مصيره الذي ينتظره وكله يقين ان غزل ستكون منقذته

_________

ترجل من سيارته على عجل بينما يدخل من بوابة المطعم متحدثًا في الهاتف
- الان.. اريدك ان تحضري للمطعم الان يا غزل
ومن ثم توقف عن الحديث ليستمع لها في الجهة الاخرى بينما يدخل من بوابة المطعم الداخلية قائلا
- لا استطيع التحدث في هذا الامر على الهاتف
دخل المكتب الذي يشترك به مع اخيه قائلًا وهو ينهي المحادثة
- نعم انتظرك.. إلى اللقاء

نظر له أيهم قائلًا بسخرية
- تخبرني بأنك هنا طوال اليوم.. واصبحنا في وقت الظهيرة و....
قاطع بسام كلام اخيه بزفير حاد وهو يجلس على احدى الارائك ماسحا وجهه بكفيه وقائلا
- ليس هذا وقت السخرية يا عريس
اكتست ملامح أيهم بالجديه وهو يقف من خلف مكتبه متجهًا إليه وهو يسأله
- ماذا حدث؟ واين كنت؟
- ستأتي غزل الان وسنخبرك عن كل ما حدث
- غزل
ردد أيهم اسمها بتوتر وهو يبتلع ريقه بهدوء جالسًا على احد المقاعد امام نظرات بسام المتفحصه، سيواجهها نعم، في النهاية كانت ستحدث تلك المواجهة، اغمض عيناه وهو يمنح نفسه بعض القوة ومشجعًا نفسه على المواجهة

وبعد نصف ساعة
كانت تدخل بوابة المطعم الخارجية بأقدام مرتجفة وهي تتذكر يوم عرسه، وينقبض قلبها وهي تتذكر صباح اليوم التالي.. يوم تركها حمزة
هل الامر متعلق بحمزة، ام بأيهم
ابتلعت ريقها وهي تعبر البوابة الداخلية، تطمئن نفسها بأن أيهم عريس جديد لم ينزل للعمل بعد.. تأخذ نفسًا عميقًا وهي تدق على باب المكتب وترى بسام الجالس على الاريكة المقابله لها
وحالما دخلت سألت بلهفة
- ماذا حدث.. اخبرني؟
وإلتفتت لحركة جانبيه لتتسارع نبضات قلبها وتنكمش اصابع قدمها لا اراديًا وهي تميز أيهم الجالس على احد المقاعد.. توترت انفاسها وهي تبتلع ريقها الجاف، وكل الضغوط التي تواجهها تجبرها الان على البكاء
ولكنها تتشبث بحقيبتها التي ترتديها على كتفها مردده في سرها كوني قوية يا غزل.. كانت ستحدث تلك المواجهة يومًا ما..

- اجلسي عزيزتي
كان هذا صوت بسام الذي جلس على احد المقاعد واشار للمجاور له فتحركت للجلوس عليه وهي تنظر له بخوف فتنحنح قائلًا
- اشرحي لي بالتحديد ما حدث في الحمام
- ماذا حدث، هل حدث شيء لحمزة؟
جحظت عيناها برعب مع هذا الخاطر فأخذ بسام في تهدئتها وأيهم يكتفي بالمراقبة ويستمع لما تقصه بعقل تحليلي بينما هي تعصر ذاكرتها وهي تتذكر الكلمات بالتحديد إلى ان انتهت فأخبرها أيهم بتعقل
- اذن تلك الفتاة على اتم الاستعداد لفعل اي شيء حتى تجذبه وان رفض عرضها ذاك ستلجأ إلى فضيحته كي تضغط عليه
نظرت له وهي تهز رأسها بينما قال بسام مفرقعًا اصبعيه
- اذا علينا الحصول على دليل
- ‏وسيكون هذا الدليل بالطبع تلك الفتاة التي تركتهم ورحلت اولًا
- بالظبط
كان هذا رد بسام على اخيه ليلتفت بعد ذلك لغزل قائلًا
- علينا إيجاد تلك الفتاة.. فهي بالطبع تكن بعض الضغينة لهم
- ‏ولكنني لا اعرف شكلها وهذه هي المشكلة
لكم بسام قبضته في جبهته مرددا
- نعم انها مشكلة
- يمكنك ان تسألي بعض الفتيات الاخريات عن اصدقائها المقربين مثلا، ننظر لصورها على مواقع التواصل ومن اكثر الفتيات تواجدًا معها، سنرى ونستنتج كل هذا
صفق بسام بجزل وهو يهتف بفخر
- كان من الاجدر تواجد هذا المخ في كلية الهندسة
زمجر أيهم بتوعد لبسام بينما عيناه تنتقلان لغزل التي وقفت سريعًا وهي تشد على يد حقيبتها
- اذا سأذهب للجامعة وارى هذا الامر.. إلى اللقاء

وذهبت دون سماع ردهم عليها
نعم.. هي ستثبت براءة حمزة، هي تثق انه برئ
- غزل.. توقفي
سمعت الصوت الذي يأمرها من خلفها بالتوقف فوقفت عند الباب الداخلي للمطعم وإلتفتت لأيهم الذي يقترب منها وتفاحة ادم خاصته تتحرك في عنقه مما يدل على توتره، لذلك حاولت تخفيف حده الموقف بإبتسامة صغيرة شقت فمها للمره الاولى امامه
- اعتذر يا غزل عن كل ألم تسببت لكِ به، عن كل موقف خذلتكِ فيه.. وعن أمل زائف زرعته بداخلك، اعتذر لكِ يا صغيرتي

اغرورقت عيناها بالدموع دون ارادتها لتمسح وجهها بقوة وقد شمخت بأنفها امامه وهي ترد بقوة تولدت داخلها بعدما انفصل عنها حمزة
- بل علىّ ان اشكرك.. فـ الالم ايضًا يمنحنا الكثير من الخبرات التي نعرف بها دواخلنا، ما نرغب به حقًا ونستطيع الفصل بعد ذلك بين الوهم الذي نعيشه وبين الحقيقة التي نراها بأعيننا، لقد تعلمت الدرس جيدًا
ابتسامة واسعة شقت فمه مع زفرة مرتاحة خرجت من قلبه ووجدت صداها في صدرها هي الاخرى متطلعه له بذات الابتسامة

بينما عينان تتلآلآن بالدموع تراقبان المشهد بصدر نشبت فيه النيران وقد اختارت الطريقة الوحيدة التي تجيدها دائما وهي.. الهروب

________

لم تتعافى بعد.. مازالت الصدمة تؤثر على عقلها وجسدها وقلبها
تتوتر انفاسها وهي تسير في رواق الشركة وقد اختارت بذلة عملية تستر جميع جسدها وحذاء رياضي وربطت فوق رأسها على شكل كعكة وارتدت نظارة تخفي ارق عيناها وكأن ما حدث لها هو خطيئتها، ترتجف شفتيها دون ارادتها وهي تتذكر بعض الاماكن التي وقفت فيها مع ذاك القذر، رغبة التقيؤ تعلو بداخلها حتى إلتمعت عيناها بالحقد حالما دخلت مكتبها لتجد ناجي الجالس على احد المقاعد المتواجده امامه

كانت تشعر بقرب المواجهة معه، وتثق بداخلها ان له يد خفيه في امر ماجد ذاك
تقدمت من مكتبها بذقن مرفوع وهي تتحداه بنظراتها إلى ان جلست على كرسي مكتبها بإسترخاء ظاهري وداخلها يحترق وهي تخلع عنها نظارتها واضعه اياها امامها بهدوء مستفز
يبادلها هو الاخر النظرات وبداخله بعض الاعجاب بشجاعتها وبعض الحنين لعيناها اللتان تشبهان والدتها
اتكأت بمرفقيها على المكتب مشبكه اصابعها امامها وهي تقول ببرود
- ما سبب هذه الزيارة يا سيد ناجي
وضع قدمًا على قدم وهو يرد ببرود مماثل
- أليس من حقي الاطمئنان على ابنه اخي
واضاف بإشفاق متعمد
- وخاصًة بعد ما حدث مؤخرًا
عضلة متوترة اخذت ترتجف في فكها الايمن وهي تجاهد للصمود.. لرؤية قاتل والدها بالقهر.. ومتهم امها بالظلم.. وان لم تكن تخاف الله لنحرت عنقه واستمتعت بتدفق الدماء منه قطرة.. قطرة

اتسعت ابتسامتها الساخرة وهي ترد عليه بينما تريح ظهرها على الكرسي خلفها
- منذ متى كل هذا الحنان الذي لم اراه طوال عمري
واجه نظراتها بأخرى شامتة وكانت تقرأها بوضوح
- لن تتعرضي للاغتصاب كل يوم كي اسأل عليكِ

جحظت عيناها بصدمة مع جملته التي قالها، عقلها لا يستوعب ابدًا جملته لتقف على قدمها مشيره بيدها للباب وهي تصرخ بكلمة واحده
- اخرج.. اخرج.. اخرج
وقف قبالتها على قدميه متحديًا اياها وقد اخذ يتطلع حوله بسخرية في زجاج الغرفة المغطى بالستائر الالكترونية فيقول بإستمتاع
- وضع تلك الستائر جيد هنا.. وانا الذي اتسائل لماذا يأتي إياس لغرفتك كثيرًا

التلميح الوقح ذو النية السيئة الذي يلمح إليه عقد لسانها، لا تتصور مدى قذارة افكاره تلك ليواجهها قائلًا ببرود قد اكتسى ملامحه
- اتركِ إياس، وسأنفذ لكِ كل ما ترغبين به
ظلت واقفه على صمتها ليردف هو بنبرة مهدده
- اتقي شري يا فتاة، انتِ لا تعلمين كيف اكون حينما اود فعل شيء.. ابتعدي عن طريقه، وسأنفذ لكِ ما ترغبين به.. فكري جيدًا بعرضي

واولاها ظهره كي ينصرف ليسمع صوتها القائل من خلفه
- امنحني حقي، وامنح عمتي حقها في الميراث.. وسأغادر للأبد
تطلع لوجهها الذي يشمخ بكبرياء بينما تجابهه بنظراتها ليبتسم وسرعان ما تحولت تلك الابتسامة لقهقه فتنفر سريعًا من النظر في وجهه وهي تشيح بوجهها عنه مستمعه لصوته المستهزئ
- كم انتِ صغيرة عديمة الفهم يا فتاة، هذه الشركة، تلك الجدران التي تجلسين بداخلها الان انا الذي صنعتها من عرق جبيني، والدك الاخرق الذي ترك كل شيء ورحل للعيش بجوار امك في تلك القرية النائية القذرة لم يتعب بمقدار عقلة الاصبع كما تعبت انا، وعمتك التي تركت عائلتها صاحبه القصور وذهبت لتسكن الحواري بسبب وهم العشق
كان ينهت من التعب حينما انهى حديثه وكأن الذكريات تلكمه في وجهه بقوة وقسوة موجعه وتلك القسوة احتلت عيناها لتسأله بحقد
- أليس وهم العشق هو من دفعك لتفعل كل هذا

لم يحتمل عيناها الشبيهة بوالدتها والتي يسكن في اعماقهما حقد وبغض دفين لذلك لم يشعر بنفسه وخطواته تتسع متوجهًا إليها وقد اطبق بكفيه على عنقها ملصقًا ظهرها للحائط من خلفها، احمر وجهها وجحظت عيناها وهي تجاهد للحديث بينما يضغط هو على عنقها بكره وحقد دفين وكأنه كلما نظر إليها رأى خسارته الاولى بفقدان حب والدتها

- اتركها يا ابي
صرخة قوية اتت من عند الباب ليركض إياس بإتجاههم مخلصا عنقها من يد والده التي ارتخت من عليها فأخذ تسعل بقوة ويد اياس تربت على ظهرها بينما ينظر ناجي لهما بغير تصدق، ينظر إلى يده ومن ثم لها
كان سيقتلها.. نعم حقده وكرهه لها حولاه لشيطان يود الانتقام منها
هدأت قليلًا فأجلسها إياس على المقعد مربتًا على كتفها ومن ثم نظر لوالده مواجهًا إياه بعينيه اللتان تقدحان شررًا وهو يسأله بذهول
- ماذا كنت تفعل يا ابي، هل تود قتلها؟
وينظر لهمسة التي ترتجف كعصفور ومازال يربت على كتفها
- اجب علىّ ماذا كنت تفعل، ان لم ادخل الان هل كنت ستقتلها حقًا

كشر ناجي عن اسنانه فبدا كـ وحش بشع وهو يضرب ابنه في صدره قائلًا
- انا احميك من سحرها اياها الغبي، لا اريد ان تتعذب مثلما تعذبت انا.. هي ستتركك في يوم ما
- ‏انك تخشى سعادتي يا ابي
قالها إياس بوجه جامد ومازال يربت على كتف همسة ليمتقع وجه ناجي وكأنه تلقى لكمة في وجهه مرتدًا للخلف فيردف إياس بذات الوجه الذي يناقض لمسته الحنونة لكتفها
- انت تكرهني كما تكره امي.. انني اعلم هذا مسبقًا، ولكن ان تحرمني من المرأه التي احبها لم اتصورها مطلقًا وسأحارب الكون كله من اجلها
- ‏انت ولدي انا
يقولها ناجي وكأنما يثبت عقد ملكيته لإياس الذي اوقف همسة بجواره يسندها في وقفتها بينما يأخذ حقيبتها ونظارتها من على المكتب ويعطيهم لها بعدما هدأت ارتجافتها ومازال ممسكا بكتفها ليسير معها امامه
لتجن جنون ناجي الذي صرخ قائلًا
- ذاك الذي تحتمين تحت جناحه يكذب عليكِ، لم يخبرك انه كان يعلم انني على علاقة بماجد.. كذب عليكِ

نظر إياس لوجهها الجامد بهلع مخافه ان تتركه الان وتصرخ في وجهه إلا انها خطت خطوتين ولم تلتفت فسار جوارها متوجسًا
خرجا من باب المكتب مع بعضهما وسط فضول بعض الموظفين الذين يستمعون لاصواتهم دون معرفة ما يحدث.. ليجلس ناجي بإعياء على احد المقاعد.. وحيدًا وسيظل هكذا طوال عمره

________

انطلق بسيارته من امام مقر الشركة مختلسًا النظر إلى وجهها الجامد بجواره بينما تضغط هي على الحقيبة بين يديها وهي تحاول التحكم في اعصابها
نظرت له فجأه وهي تقول بصوت قوي
- لا ارغب برؤيتك مره اخرى، او رؤية والدك
حاول مقاطعتها قائلا بتشتت وهو ينقل بصره بينها وبين الطريق
- اعطني فرصة يا همسة.. انا سأشرح لكِ الامر صدقيني لم اكن اعرف بأمر ماجد سوى...
قاطعت حديثه قائله بنبرة قاطعة وهي تبصر منزل عمتها القريب منهم
- لقد اخبرتك برغبتي، واتمنى ان تحترمها، ابتعد عن طريقي
- ‏همسة اسمعيني
قالها بينما تفتح باب السيارة وهما يقتربان من المنزل دون ان يتوقف فعليًا بها فكادت ان تسقط ليمسك يدها بينما هي الاخرى تشبثت في يده دون وعي لتتركها سريعًا حينما استعادت توازنها وهي تضغط على كل حرف خرج من فمها
- ابتعد عن طريقي
وصفعت الباب خلفها ليراقب هرولتها السريعة داخل المنزل بقلب منفطر واخذ يضرب على المقود بعنف حتى هدأت انفاسه على رن هاتفه والذي كان اتصالًا من البنك اخبره فيه احد الموظفين بأنه قد تم ايقاف جميع بطاقاته البنكية وتجميد ماله في البنك كما أمر السيد ناجي

اظلمت عيناه وقد علم ان القادم لن يكون خيرًا، لن يكون خيرًا ابدا

________

كان جالسًا بإنتظارها بعدما رحل أيهم لقضاء بعض المصالح وبعد ذلك سيذهب للبيت بينما كان هو بإنتظارها ليتحدث معها قبل ان ترحل فمنذ اسبوع تغير حالها معه وهو يتركها كما يحلو لها دون ضغط منه حتى نفذ صبره.. عيناها تهرب من عيناه طوال الوقت، حتى التحية لم تعد تلقيها في وجهه
طرقات على الباب جعلته يرفع عيناه إليها فيبصرها من خلف الزجاج فيومئ لها برأسه كي تدخل
دخلت بوجه متورد رغم تحفز عيناها وهي تتذكر كلمات آثار التي شحنتها بها منذ قليل واحدهم يخبرها انه ينتظرها في مكتبه
- مرحبا آنسة ضيّ
قالها بإبتسامة صغيرة بعدما وقف من جلسته ليقف قبالتها لترد بخفوت وهي تشيح بنظرها عنه
- مرحبا سيد بسام
- ‏نعم اخبريني ما مشكلتك؟
يسألها بتحفز لتجيبه بعدما نظرت إليه بعدم فهم
- ما مشكلتي؟
- ‏انا الذي انتظر الاجابة.. منذ ذاك اليوم وانتِ تبتعدين عني، اعطيتكِ الفرصة كي تفكري ولم تخبريني بجوابك وتهربين مني دائما
كان صوته قد بدأ في العلو عندما انهى حديثه ليحمر وجهها بينما ترفع رأسها قائلة
- ألم يخبرك صمتي هذا بشيء ما
- في الحقيقة لم يخبرني لانني اردت سماع صوتك بنفسي
اخذت نفسًا عميقًا لتزفره بتوتر وهي تقول
- لست موافقة
- ‏لماذا؟
نظرت له بإستفهام ليتحكم هو في ألم عميق كاد ان يظهر في عيناه ليكمل
- أليس من حقي معرفة سبب رفضكِ لي؟
توترت انفاسها وهي تركز بصرها على نقطة وهمية خلفه بينما تقول
- اشعر بعدم الارتياح
ومن ثم نظرت له وهي تردف بسخرية
- ام انك لم تفكر في أمر رفضك.. بالطبع فأنت معتاد على تواجد الفتيات حولك
- ‏هذه ليست ضيّ
ارتجفت حدقتاها امام عيناها اللتان تنظران لها بقوة مكملًا
- هذا ليس اسلوب حديثك ولا تفكيرك وهناك من لعب في عقلك
اجابته بعناد
- انا لست صغيرة كي يلعب احدهم في عقلي.. نعم لا اريدك
رقت عيناه قليلًا متطلعًا في وجهها وهو يسألها بصوت خافت
- ألا ترغبين بالزواج مني تحديدًا ام هذا رأي عام على الجميع

كادت ان تبكي، ان ترتمي على صدره وتخبره بمدى حبها له، وانها ليست قادرة على قولها، كان حلمها الذي يتحقق ولكنها اجابت بعناد وعيناها تترقرق بالدموع دون ارادتها
- لا ارغب في الزواج منك
نداء واحد ارجف قلبها وهو ينادي على آثار التي تراقب الوضع من بعيد
كانت صرخته قادرة على بث الرعب في قلبها هي الاخرى لذلك حاولت السيطرة على ارتجاف يدها بينما تعدل حجابها وصوت آثار المرتجف يأتي من خلفها قائلا
- نعم يا سيد بسام
- ‏ماذا تحيكين من خلفي؟
تطلعت في ضيّ التي اشاحت بوجهها عنها فلم تتبين هل اخبرته تلك المخبولة عن ما قالته ام لا فإحتارت في جوابها ليسألها مره اخرى بذات الصوت الجامد
- اخبريني الان ماذا تحيكين من خلف ظهري؟
- ‏لم افعل شيئا يا سيدي
نظرت لها ضيّ وعيناها تكذبانها مما اثار المزيد من شكوكه ليقول بهدوء بينما يقبض على يديه
- لا تختبري صبري، فنهايته غير جيدة
اخذت تعصر عقلها للبحث عن كذبة ولكن عقلها توقف عن العمل بينما هطلت دموعها دون توقف فإبتسم بسخرية قائلًا
- كنت اعلم ان تقربكِ منها في الآونة الاخيرة كان له سبب
صرخت بقوة وعيناها تتطلع لهما بالتناوب
- نعم.. كان بسبب، انا احبك منذ يومي الاول هنا، احاول اجتذابك لك وانت لا تبالي إلى ان اتت تلك
ونظرت لها بحقد انقبض له قلب ضيّ لتردف آثار
- فتاة سمينة، عديمة النفع وقليلة الجمال من حي شعبي سحرت بصرك
ومن ثم وجهت بصرها لبسام المتجمد امامها وقلبه ينتفض لارتعاش جسد ضيّ الواضح، ولكنه اراد هذه المواجهة لها.. نعم درس صعب ولكن عليها معرفة حقيقة الحياة
- انا اعلم انهم في تلك الاحياء يلجئون لبعض الحجمة كي توقع الفتاة منهن الرجل في حبائلها و..
اقترب منها بسا فإنكمشت على نفسها وهي تبتعد بخطواتها للخلف حتى اصطدمت بطاولة خشبية فتوقفت حركتها ليخبرها بصوت شل اوصالها
- لانك فتاة فقط، لن استطيع مدّ يدي عليكِ، والان خذي جميع مستحقاتك وملابسك واخرجي من هنا فورًا، لا اريد رؤيتك في المطعم من بعد الان
حاولت التحدث ليهدر بصوت قوي
- غادري الان

فتحركت مسرعة من امامه ضاربه الارض بحذائها بينما كان جسد ضيّ يهتز من فرط الانفعال دون ارادتها ليقترب منها قائلًا
- هذا درس قاسي، كي تنظري للحياة على طبيعتها وتتركي تلك المدينة الفاضلة التي تعيشين بها، متخيلة ان جميع البشر يملكون قلوبًا بيضاء كالحليب
واكمل في سره
- كقلبك تمامًا

نظرت له بألم فأوجعه قلبه ولكنه تحامل على نفسه كي لا يحتضنها ويطيب خاطرها بكلمتين بينما ردت هي بصوت مبحوح
- شكرًا لك على هذا الدرس
قالتها وهي تسير مبتعده عنه للخلف واعينهما تتعانق حتى إلتفتت مغادرة بسرعة ولم يستطع ايقافها فخرج من المكتب ناظرًا لارتجافها تحت قطرات المطر التي بدأت في الهطول واستكان قلبه حينما اوقفت سيارة وقد ركبتها لترحل
انتشله من تفكيره رنين هاتفه بإسم جسار ففتح الاتصال ليعاجله جسار بالقول المقتضب ان يأتي هو وأيهم لمنزله فهو وإياس بإنتظارهم ليؤكد له بسام حضورهم بعد ساعة على الاكثر

__________

كان يفتح باب المنزل متحدثًا مع بسام القائل
- حسنًا ابقى معها انت.. فالعاصفة ستشتد الان، وسأطمئنك عليه فيما بعد
- ‏حسنًا يا اخي وانا بإنتظار اتصالك
قالها أيهم وهو يغلق الاتصال معه ومن ثم اغلق المظلة التي كان يحتمي بها منذ قليل من المطر وخلع عنه معطفه ليجلي حنجرته وهو ينادي عليها بإسمها الذي وُلد على يداه
- سبيل
وضع معطفه على مقعد قابله ووضع الهاتف على المنضدة لينقبض قلبه حينما وجد الظلام مخيم على المنزل وقد تذكر ما اخبرته به آثار عن رؤيتها لها وهي تقف على باب المطعم وسرعان ما ذهبت حينما رأته يتحدث مع غزل.. نعم قالتها ببعض الخبث الملازم لها ليومئ لها برأسه متجهًا إلى الخارج دون رد

يصعد درجات المنزل للطابق العلوي بقلب وجل وهو يميز الظلام المحيط بالمكان حتى اخذ نفسًا عميقًا وهو يقف على باب غرفتها.. يدقه بهدوء وارتعاش في ذات الوقت وعندما لم يجد ردًا فتح باب غرفتها لتنكمش في وقفتها امام النافذة
حبس انفاسه على الصورة امامه، تتطلع له بعيناها الواسعتان.. تترك شعرها منسدلًا على ظهرها فيصل إلى منتصفه مرتدية بيجامة صيفية بحمالات رفيعة وفوقها روب خفيف، تقف امام النافذة المفتوحة تتطلع للظلام والمطر امامها والبرق والرعد ينبئان بهبوب العاصفة
اقترب منها لتبتلع غصه حلقها وهي تراه بكامل وسامته التي دفنها في الزواج منها
تتذكر وقوفه بجوار غزل
نعم كانا يليقان ببعضهما حقًا بشكل موجع ومغيظ، فهي زوجته ولا تليق به هكذا
لن تسمح له بكسرها ولكنها ارتعشت عفويًا حينما مد يده لكفها البارد ووضعه بين يديه قائلًا
- لماذا تقفين هكذا؟ ستبردين
ارتفع فمها بنصف ابتسامة قائلة
- لن يكون هذا اكثر من البرد في داخلي
كانت تكذب فداخلها نار مشتعلة منذ الصباح
بينما ابتلع هو لسانه ولم يستطع التحدث بل ظل يفرك كفيها بين يديه وهما يتطلعان للمطر في الخارج
- يمكنك الزواج منها، لن امانع
إلتفت لها ليفهم ما تقوله فأردفت حديثها وهي تتطلع في الظلام الخارجي وظلامها الداخلي يتسع
- انكما تشبهان بعضكما بشكل كبير، انها فتاة حيوية تليق بك، يظهر في عيناها الحب لك، ابنه عائلة تليق بعائلتك.. زوجة تليق بك يا أيهم
وحينما انهت حديثها نظرت لعيناه ليقرب جسدها منه قائلًا
- ألا تليقين بي؟
ابتعلت ريقها وعطره الرجولي يتغلغل في حواسها فيشتتها لتهتف بهدوء وهي تغمض عيناها
- لا
- ‏افتحي عيناكِ
قالها بأمر واضح وهو يشد على ذراعاها بإتجاهه فتلتصق بصدره اكثر وهي ترفع رأسها كي تنظر إليه
بينما بدأت انفاسه تضطرب بسبب قربها هذا منه.. لقد مضى زمن طويل من ايام مراهقته.. منذ سنوات عديدة لم يقرب انثى وقد كان يحمل بداخله روح التمرد والان حلاله بين يداه
جسدها الطري بين يداه وكأنه عجينة لينة يستطيع تشكيلها بسلاسة، رائحتها الانثوية وانفاسها المتوترة التي يشعر بها
اما نظراتها التائهة فقد جذبت عيناه لها ليتنحنح قائلًا بصوت مبحوح متأثر
- اخرجي ذاك الهراء من رأسك.. انتِ وفقط ستكونين زوجتي
- ‏حقًا؟
تسأله بشك ليزمجر بعنف وقد تغلبت ثورة جسده عليه ليميل على وجهها قائلًا
- وسأثبت لكِ الان
لم تستوعب ما حدث بعد ذلك ولكن كل ما تعلمه انها كانت تطفو على سحابة وردية وهي تختبر تلك المشاعر للمره الاولى
لتشتد العاصفة في الخارج
بينما يغدقها هو بالعاطفة في الداخل

" نهاية الفصل العشرون "
اتمنى الفصل يكون عجبكم ومنتظرة رأيكم❤️❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-07-21, 02:26 AM   #234

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,966
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

صباجووو فصل روعة تسلم ايدك
اياس وقع ضحية حقد والدو مو معقول الدناءة بعت ماجد ليغتصب بنت اخوه انتقاما من الماضي
حمزة ياريت سمع لغزل بس وقوف غزل بجانبو راح يكون للو تاثير
ضي عطت ادنها لكلام اثار وتعلمت الدرس الاصعب فعلا
سراب واخيرا وجدت الامان والسند
بانتزارك عانار شيمو العسل


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-07-21, 01:55 PM   #235

اللؤلؤة الوردية
 
الصورة الرمزية اللؤلؤة الوردية

? العضوٌ??? » 414871
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 722
?  نُقآطِيْ » اللؤلؤة الوردية is on a distinguished road
افتراضي

فصل جميل جدا تسلم ايديك الحلوة

اللؤلؤة الوردية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-21, 07:06 AM   #236

العجل يا صاحب الزمان

? العضوٌ??? » 478231
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 47
?  نُقآطِيْ » العجل يا صاحب الزمان is on a distinguished road
افتراضي

جميله الروايه كل التوفيق للكاتبه والابداع الدائم

العجل يا صاحب الزمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-07-21, 07:51 AM   #237

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ektimal yasine مشاهدة المشاركة
صباجووو فصل روعة تسلم ايدك
اياس وقع ضحية حقد والدو مو معقول الدناءة بعت ماجد ليغتصب بنت اخوه انتقاما من الماضي
حمزة ياريت سمع لغزل بس وقوف غزل بجانبو راح يكون للو تاثير
ضي عطت ادنها لكلام اثار وتعلمت الدرس الاصعب فعلا
سراب واخيرا وجدت الامان والسند
بانتزارك عانار شيمو العسل


حبيبة قلبي متشكرة اوي بجد لتشجيعك دايما ربنا يخليكي ❤️❤️❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-07-21, 07:54 AM   #238

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العجل يا صاحب الزمان مشاهدة المشاركة
جميله الروايه كل التوفيق للكاتبه والابداع الدائم


حببتي متشكرة جدا ومبسوطة انها عجبتك جدا❤️❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-07-21, 07:54 AM   #239

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اللؤلؤة الوردية مشاهدة المشاركة
فصل جميل جدا تسلم ايديك الحلوة

حبيبتي انتي الحلوة تسلميلي،❤️❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-07-21, 07:56 AM   #240

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

" الفصل الواحد والعشرون "

تقف في مكانها المفضل صباحًا، وحتى اليوم رغم اختلاف الصباح الذي بدأ بوجهه إلا انها باتت عادتها التي لا ترغب بتركها
منذ امس والمطر لم يتوقف
ودموعها على وجنتاها تنافسه
ما حال قلبها هذا، اي تشتت تعيشه، ارتعشت شفتاها من البرد الذي تشعر به لتضع اصابعها عليها ليرتجف جميع بدنها وهي تغمض عيناها متذكرة لمسته، بصمة اصابعه التي حفرها على جسدها البكر، دون ارادتها استجابت، كانت تتوق لذوبان كهذا، لشعور الانتماء الذي شعرته بين يداه
وكأنها كانت لاجئة وعادت لوطنها
شعرت كيوم عقد قرانها منه، ذاك الحضن الذي كان بمثابة وطن
تنهدت بهدوء راحة الوصول
الطريق شاق يا سبيل وبعد اليوم بات اكثر وعورة
فتحت عيناها مع خفوت المطر لتمسح وجهها بكفيها مستنشقه رائحته التي تثلج داخلها وتعطيها احساسًا بالانتعاش
ورائحة اخرى، لصدر توسدته طوال الليل ونامت بجواره منكمشة بداخله تصلها

إلتفتت إليه لتجده واقفا على باب المطبخ عاري الصدر ويفرك عيناه بكفه قائلًا بصوت رجولي خشن تغلغل بداخلها
- صباح الخير
نظرت امامها متصنعه الانشغال بوضع الجبن في الطبق وهي ترد بصوت متوتر
- صباح الخير
كانت انفاسها تزداد وهي تشعر بإقترابه منها حتى اختلج قلبها في صدرها وهو يهمس بجوار اذنها بعد ان طوق خصرها بكلتا يديه
- صباح صبوح كوجهكِ يا عروسي
اخذت ترفرف بأهدابها في خجل وبشرتها السمراء يلوح عليها بعض الاحمرار ليزيد احمرارها لثمه لخدها قائلًا
- لماذا لم توقظيني عندما استيقظتِ
افلتت منها ضحكة متوترة وهي تقول معقبه بينما تنسل من بين يديه
- انا لم انم
شاكسها بحاجبيه قائلًا بينما يجلس على احد المقاعد الخاصه بطاولة المطبخ
- اما انا فقد نمت قرير العين
- ستبرد هكذا
ومسحت بعيناها صدره العاري ليقول بمكر
- حرارتي الداخلية تدفئني كإحداهن بالامس كانت تقف في مواجهة العاصفة بقميص فاتن ذو حمالات رفيعة والان ترتدي جميع الخزانة

لم ترد عليه وهي تلتفت للشرفة مره اخرى
كيف تخبره ان داخلها كان يحترق وهي تتذكر وجه غزل التي كانت تضحك له فلم تكن تطيق شيئًا عليها كلما تذكرت تقاربهما
عقدت حاجبيها مفكره لتقطع تأمله لها دون ان تشعر بسؤالها القائل
- ماذا يوجد في هذه الغرفة
انقبض قلبه عند ذِكرها ليقف قائلًا
- بها بعض الاغراض الغير هامة، وكنا نلعب فيها انا وبسام في طفولتنا، سأذهب لتبديل ملابسي
وفرّ هاربًا من امامها وكأنما تطارده جميع اشباحه
بينما تطلعت هي في الغرفة وعيناهما تلمعان بالفضول

______

- يجب علىّ الذهاب لأخذ ريما.. ابقى انت هنا
قالها جسار الذي يرتدي ساعته امام المرآه لبسام المتثائب على السرير فأخذ يفرك عينيه وعلى وجهه امارات النوم قائلا
- إلى اين ستذهب
إلتفت له جسار رافعا عيناه وهو يقول بقلة حيله
- انت ابتلاء على رأسي، اقول سأذهب لاخذ ريما
- ‏من منزل ضيّ
قالها بحماس وهو يعتدل جالسا على السرير ليرفع جسار احد حاجبيه قائلا بمشاكسة
- لا، من منزل تميمة
ابتسم له بسام بإستعطاف قائلا
- سأكون خير رفيق للطريق
رمقه جسار بهدوء وهو ينفي برأسه قائلا بهدوء
- لن نترك إياس بمفرده هنا
ليضرب بسام جبهته بكفه قائلا
- لقد نسيت امره حقا
ويردف بحنق طفولي
- وذاك الاخر الذي ينعم في العسل نائم في احضان زوجته ولم يرد على اتصالاتي
- ‏لا تكن مزعجًا هكذا، على اي حال لم يكن بإستطاعته المجئ
قالها جسار وهو يجلس على السرير المقابل مرتديا حذائه ليغمزه بسام بعينه وهو يهمس بمكر
- تعذره لانك العريس المنتظر
وابتسم بشيطانيه وهو يأخذ هاتفه من فوق الكومود الذي يتوسط سريره وسرير جسار الذي كان يجلس عليه مردفا
- ولكن سأوقظه الان
هز جسار رأسه بلا فائدة وهو يكمل ارتداء حذائه ليفتح بسام مكبر الصوت ويصلهم صوت أيهم النشيط القائل
- صباح الخير
رقق بسام صوته قائلا ببعض الميوعة
- صباح الجمال والياسمين على عيناك يا عريس
كتم جسار ضحكته كي لا تظهر بينما انفجر بسام في الضحك وهو يستمع لزمجرته الخشنة مردفا بتسلية
- هاتفتك بالامس مئات المرات، اين كنت، ألم تستمع لهاتفك
ويهز رأسه مردفا بأسف
- ان كان يدهس احدنا قطار الموت واستنجد بك لفاضت روحه للسماء
خرجت ضحكه جسار دون ارداته وهو يرى تعبيرات وجه بسام الذي يتحدث كالأمهات القلقات على اطفالها ليسأله أيهم عن إياس دون الرد على سخافته رغم ابتسامته التي زينت وجهه
رد جسار بهدوء بعدما اختطف الهاتف من يد بسام المعترض
- لقد كانت حالته بالامس مزرية، لم اره هكذا من قبل، فقد كل شيء.. لا يوجد بداخله ذرة امل وخاصه بعد سحب والده السيارة ايضا، لن تصدق ان احدهم جاء ليلًا وسط العاصفة بسيارة شحن واخذ فيها سيارته، انه يضغط عليه بشكل سيء
تلاشت معالم الضحك من على وجهه ليزفر أيهم بعنف قائلا
- نحن سنكون عونا له، سنقف بجواره كما وقف بجوارنا وسنخرجه من كل هذا ان شاء الله
وتوقف ليسأله قائلا
- هل ستذهب اليوم للشركة
- ‏لا، فجميع المصالح تعطلت بسبب ما حدث بالامس من وقوع احد الكباري، فحمدا لله انها لم تكن بقوة بعض المناطق التي تعرضت للمخاطر
رد أيهم بأسف
- ‏ليعوض الله من تضرر، نحن ايضا سنغلق المطعم اليوم.. سأبدل ملابسي واتي لكم

نظر جسار في ساعته قائلا
- حسنا يا صديقي، المنزل منزلك
وتبادل معه التحية ليشير إليه بسام بعدم الاغلاق مختطفا الهاتف وهو يرقق صوته قائلا قبل ان يغلق
- احضر معك بعض الخبز والبيض يا عزيزي
ليغلق أيهم الاتصال في وجهه بينما يقهق بسام ويهز جسار رأسه بلا فائدة كالعاده قائلا قبل ان يخرج من الغرفة
- متى يمنحك الله العقل وتكف عن هذه الحركات الصبيانية
ليصله صوت بسام القائل بفكاهة
- حتى تفيض روحي للسماء

وعلى الرغم من ابتسامته كان هناك وجع يلازم صدره وهو يفتح هاتفه على صورة لفتاة بوجه ممتلئ تنير ابتسامتها الكون بضيّ مميز كإسمها وبداخله يدعوا الله ان تسامحه وتعلم الصواب وانه حقا اراد مصلحتها قبل اي شيء
ودون تفكير وقف امام اسمها في قائمة الاتصالات لدقيقة ثم ضغط على زر الاتصال كالمسحور

_________

كانت تنام على سريرها، تنظر للسقف وتفكر فيما حدث بالامس.. لم تنم سوى ساعات متقطعة وعيناها المنتفختان تدلان على كثرة بكائها
لقد شعرت بالغباء حقا وكم انها ساذجة بعقل صغير تلاعبت بها آثار التي تود الان تحطيم وجهها، اما هو ف على الرغم من الموقف الصعب الا ان عيناه منحتاها القوة
انها تود الانهيار مرة اخرى حقا وقد تظاهرت بالتماسك امس امام الجميع في منزل تميمة اثناء امسيتهم التي قضتها معهم وقد حضرت ريما
ودون ارادتها كانت خفقات قلبها تعلو عند ذِكر اسمه
واثناء تفكيرها رن هاتفها لتجد رقمًا غير مسجل
وبمزيد من التمرد او شعور قلبها ضغطت زر الرد لتجد الصمت من الناحية الاخرى فبادرت هي بالقول
- مرحبا
- ‏هل معكِ رقم هاتفي؟
وصلها صوته المتسائل المتشكك لترتفع وتيره تنفسها ويزداد توترها فتهتف بإندفاع وقد اخذت تتحرك في الغرفة
- بالطبع لا ليس معي، ولماذا سيكون معي
رد بنبره غامضة
- اذا هذا الترحيب يعّم جميع الارقام التي تتصل عليكِ
هتفت بتوتر قائله
- ‏لا، اقصد.. انني...
ومن ثم اتسعت عيناها وهي تترجم جملته هاتفه بغضب
- ماذا تقصد بسؤالك هذا؟
وصلتها ضحكته الرجولية لتدغدغ قلبها بمشاعر حلوة لم تكن تؤمن بها وصوته الضاحك يصلها قائلا بخبث
- اردت ان اجلب بعض الحرارة لهذا اليوم الغائم
ومن ثم اردف بجديه
- لو كنتِ تعرفين رقم هاتفي لما اجبتِ علىّ
دمعت عيناها دون رد وهي تستمع لنبرته القوية
- ضيّ، هذا العالم لم ولن يكن كقلبك النقي، انه غابة وسيفترس فيها الضعيف، انتِ مازلتِ صغيرة، عيناكِ تغشيهما سحابة بيضاء ولكن عليكِ التعامل بحذر وليس بتساهل، تفكري بعقلك بعد كل كلمة تقال لكِ وتستنجي صحتها من خلال رؤيتك لها
كتمت نشيج بكائها لتمسح وجهها بكفها وهي تقول بصوت مبحوح
- لم اصدقها تماما، ولكن كان معها حق في بعض حديثها.. وكيف علمت عن ما كانت تخبرني به
هدر بصوت منفعل وصلها
- معها حق في ماذا يا ضيّ، هل بعض كلماتها التافهة التي قالتها وفارق المستوى الاجتماعي بيننا قد اثنى عقلك وقلبك عن التفكير بي
هدأت حده صوته حينما سمع صوت بكائها ليقول بحنان
- ضيّ ارجو ان تفهمي مقصدي، لم ارغب بإيذائك ابدا صدقيني، كل ما احاول فعله هو...
وزفر نفسا عاليا وهو يكمل بعاطفة
- اردت ان اخبرك عن مقدارك في حياتي، وكيف تغيرت فكرتي عن بعض الاشياء منذ دخلتيها، انا اريدك في الحلال.. واظن انه لم يصدر مني ما يستدعي نفورك لهذا الحد، ربما فعلت اشياءًا خاطئة كغيري في فترة ما ولكن اقسم لكِ لن افعلها مره اخرى

كان يحاول طمأنتها، ان يبث في قلبها بعض الامان المفقود.. يعلم صعوبة تقبلها لاحدهم في حياتها بعد ما عانته في السابق ويرى خوفها كلما إلتقت اعينهما في حديث صامت، وكأنها تود الهرب منه وهو لن يسمح لها
لن يتركها بعدما شعر بإطمئنان روحه لاحداهن.. وانه في محيطها يشعر بروحه المثقله اخف، ان ذنوبه اقل، افعالها وقلبها الطيب يمنحانه سكينة اللجوء لاحضانها
وعند تفكيره هنا ابتسم بخبث ليصله سؤالها الخافت
- كيف عرفت رقمي
- ‏يا بنت انتِ موظفة لدينا هل يصعب علىّ اخذ رقمك
مطت شفتيها مبتسمه وهي تتظاهر بعدم الرضا قائلة
- هذا انتهاك للخصوصية يا دكتور
- ‏هذا استخدام للصلاحيات المتاحة لي يا مايسترو
استمع لصوت حكتها التي انطلقت ليرتجف معها قلبه وهو يستمع لصوتها المرح
- هل مازلت تتذكر، انني انسى في بعض الاحيان انني خريجة معهد موسيقى
ابتسم بهدوء قائلا
- كان هذا هو الخير لكِ، فإن لم تلتحقي به لما كنا سنلتقي
- ‏كلا، ربما إلتحقت بكلية الصيدلة كسلسبيل وتلاقت طرقنا في احدى الصيدليات مثلا
اثناء اندفاعها في قول احلامها ابتسم، انها تفكر به اذا لذلك تلعثمت بخجل مكمله
- اقصد ان قدر الله إلتقائنا سنلتقي في كل حال
- ‏صدقتِ يا ضيّ، وعلى كل حال ربما سنلتقي في احدى الصيدليات ايضا
تسائلت وهي تجلس على سريرها محتضنه وسادتها
- كيف؟
- ‏لقد بدأت في انشاء صيدليتي الخاصه وقد قاربت على الانتهاء
هتفت بلوعة لم تستطع اخفائها
- وهل ستترك المطعم؟
وضع يده تحت رأسه ناظرا لسقف الغرفة ومتمنيا من كل قلبه ان لا ينتهي حديثهما فأجابها بمكر
- ماذا تريدين انتِ؟
شعرت بالخجل من سؤاله لتتنحنح قائلة
- بالطبع هذا مستقبلك.. يمكنك اذا زيارتنا بين الحين والاخر
اغمض عيناه قائلا بعاطفة
- كيف ازورك وستصبحين معي مستقبلا في بيت واحد
ليفتح عيناه سريعا وقد انفجر في الضحك وعيناه تبصر اغلاقها للاتصال في وجهه متوعدًا اياها سرا وعيناه على اسمها الذي سجله مسبقا
بينما تحول وجهها هي لحبة طماطم طازجة وقد ارتبكت من حديثه وشعرت بالتمادي والذنب ولكنها لم تستطع التحكم في تلك السعادة التي تسربت لقلبها
فإستغفرت الله وهي تتجه للحمام كي تتجهز لصلاة الظهر والابتسامة تتسع على شفتيها رويدا رويدا

_______

- صباح الخير يا اميرة الاميرات
قالتها تميمة لريما التي مازالت تنام في الفراش وتتدثر بالغطاء الجديد، تأملت نومها العميق بسعادة ومازالت تقف على الباب مستنده إليه بكتفها وهي تتذكر ما فعلوه سويا فقد كانت ليلة حافلة بالكثير من الاشياء والحكايات فلم تنم سوى بعد اذان الفجر وتميمة تحاول التخفيف عنها وادماجها مع اسرتها
تعلم انها تخشى الغرباء ولكنها تجزم ان في ماضيها شيء يدخل الرعب على قلبها من كل شخص جديد يدخل حياتها
تطلعت للغرفة امامها اولا لترى التغير الذي حدث بها
هذه هي الغرفة المحرمه على فريال فلا تقربها مطلقا حتى بعد تجديدها وكأنها باتت غرفة اخرى تهتلف عن باقي الشقة

الطلاء بلون وردي فاتح وسريران باللون الابيض كما الخزانة وطاولة الزينة والكومود الصغير
بعض الديكورات التي اضافتها يد سلسبيل على ذوق توأمتها والغرض كان جلبها للغرفة ولكنها ابت
رفعت رأسها بكبرياء ورفضت رغم لمحة الحزن التي مازالت تسكن عيناها في كل وقت
الانكسار وجزء من حروقها تظهر دون ارادتها وهي الحريصة على اخفاء ندوبها عن الجميع
فقط تختلي بنفسها بين الحين والاخر وتشرع في بكاء يمزق نياط قلوبهن وتخرج بعد ذلك بإبتسامة عريضة وهي تحمد الله
نعم كانت محنه صعبة عليها ولكنها كانت قوية وتجاوزتها
تطلعت للصورة المتواجدة على الكومود
صورة حفرت في قلبها فـ يوجد بها اغلى ما في حياتها
والدتها الحبيبة التي باتت الان بصحة افضل وقد اصبح عملها الجديد في صنع الطعام وتغليف بعض الخضراوات مع ام ضيّ وبعض فتيات الحي المحتاجات للعمل يهدئ قلبها فقد باتت تكسب المال وتدير البيت وتدخر لزواجها، ورغم ذلك اصرت على صنع فستان زفافها الذي بدأت في خياطته اول امس
سلسبيل الرقيقة التي تفعل جهدها لتتفوق في دراستها وتوأمتها الشقية التي تسأل الله ان يخفف عنها
اما مصطفى الذي بات رجل البيت بحق، كم تفتخر بعقله رغم صغر سنه
والان نبض قلبها بعنف وهي تنظر لابتسامته الوسيمة حاملا بين يديه ريما التي تتمسك بعنقه وهي تمسك بساعده
كم اصبحت تحبه وسؤال تخشى معرفته يعكر صفوها دائما
هل حقا سيتزوجها من اجل ريما؟ هل ستصبح بمثابة مربية لها فقط ام ستحظى بمكانة اكبر؟
ولكن يجيب قلبها على حين غره منها صافعا ذاك العقل السميك وهو يضع امام عيناها صورة الحقيقة
لقد بات قلبها يشعر بقلبه وعيناها تطمئنان لوجود عيناه.. هذا بالطبع غير كلماته العاطفية التي يغدقها عليها

انتشلها من تفكيرها صوت رنين الجرس لتغلق باب الغرفة على الصغيرة وهي تسأل الطارق عن هويته ليجيبها بكلمة واحده ارتج لها قلبها
- جسار
وكأن بات لاسمه مذاق خاص لا ينافسه به احد، وكأن الكون يفتح ذراعاه عند مجيئه مستقبلا افضل الزوار
توترت انفاسها وهي ترد بهدوء
- حاضر قادمه
واخذت وشاحًا ملقى على الاريكة بجوار الباب لتضعه على شعرها وهي تفتح الباب بإبتسامة صغيرة سرعان ما انحسرت وهي تلعن غبائها لعدم تمييزها لصوته
وجدت قبالتها جارهم جسار الذي ابتسم في وجهها بتوتر قائلا
- السلام عليكم
- ‏وعليكم السلام
حك جبهته قائلا بتوتر بالغ
- اعتذر على قدومي دون موعد سابق ولكن كنت اتصل على هاتف الطلبيات ولا يوجد رد
قطبت حاجبيها الرقيقين بإستفهام ليجيبها قائلا بحرج
- خطبتي ستكون الجمعة المقبله في احد النوادي و اردت حجز طلبية من هنا فأنا ادرى بمذاق طعام الخاله اخلاص
ابتسمت تميمة بمجاملة وقلبها ينقبض بتوتر قائلة
- مبارك يا جسار، ولكن امي ليست بالمنزل حاليا
ونظرت للمنزل الفارغ حولها لتقول بحرج بالغ
- في الحقيقة لا احد في المنزل ولا استطيع استقبالك
توترت ابتسامته ليقول رافعا عنهما الحرج
- نعم نعم لا داعي ابدا لدخولي، هذه هي الطلبية
واخرج ورقة من جيب بنطاله واعطاها لها مردفا
- سأتصل في وقت لاحق واحدد معها الموعد ولكن ارجو الرد

ابتلعت ريقها بتوتر ولم ترد عليه وقد لمحت ظل جسار القادم صعودا على درجات السلم ليلتفت هو الاخر له
اظلمت عينا جسار وقد شعر بحمم ساخنة تتدفق لاوردته حينما رأى وقفتها تلك بجلبابها البيتي البسيط الذي يظهر تفاصيل انوثتها وبعض الشعيرات التي خجرت من حجابها ولكن رغم ذلك تمكن من مارد غيرته ليصعد بهدوء واقفا كالحاجز بينهما فتبدأ هي الحديث رغم صوتها المشتت
- جسار خطيبي، وهذا جسار جارنا اتى لاخذ طلبية فخطبته ستكون الجمعة المقبله
قالتها بسرعة لدرجة انها شكت في فهمهم لكلماته ليفرد جارها يده قائلا بترحاب وبعض التوتر الذي لا يعلم مصدره
- مرحبا سيد جسار، سعدت بلقاءك
نظر جسار ليده وتحكم في غضبه وهو يصافحه قائلا بلباقه
- وانا ايضا، مبارك
- ‏بارك الله في عمرك، يسعدني حضورك انت وتميمة بالطبع
- ‏ان شاء الله
لهجته كانت جافه ولم يرمش بعيناه بعيدا عنه ليتمتم جارها بعض الكلمات غير المفهومة راحلا من امامها لتشفق عليه من الحرج الذي تعرض له وقد هتفت في جسار بإرتباك حينما إلتفت لها
- لقد احرجته بشدة، لم اعتد منك على هذا الاسلوب
كان يتقدم منها بخطواته حتى تراجعت وقد دخلت للشقة ليغلق الباب خلفه وهو يهتف بأعين متحجره
- وانا لم اعتد منكِ على افعال كهذه.. وتباسط كهذا امام الغرباء وملابسك
وشملها بنظرة جعلت الدماء تجتمع في وجهها مردفا
- ملابسك تصف تفاصيل جسدك
احمر وجهها بشده في مزيج من الخجل والغضب لتهتف بحده لم تقصدها
- ان كنت تشك بأخلاقي يا بشمهندس فكل منا يذهب لحال سبيله

ندمت، نعم.. لقد تفوهت بها دون قصد لتجد جرحا غائرا بعيناه وكرامتها تأبى قول شيء اخر ليرد عليها ببرود يناقض غضب عيناه
- ان كنت اشك بأخلاقك لما تحدثت معكِ الان يا استاذة
- انا لا اقبل بإتهامك السابق لي، لقد ظننت...
وتوقفت لتتنفس بعنف مردفه
- ظننت انه انت في البداية وعلى كل حال عبائتي لا تظهر شيء مني ولكن عيناك التي....

وقطعت كلمتها في حياء وهي تبتعد بوجهها عن مرمى بصره الذي اشتعل وهو يقترب منها وقد تسارعت انفاسها قائلة بإرتباك
- لا يوجد احد هنا
لم يرد عليها وقد اقترب منها بهدوء ليحاصر جسدها بينه وبين الحائط خلفها لتهتف بتوتر وهي تضع يدها على صدره كي تبعده
- ابتعد عني، اقسم ان اقتربت ل...
واخرس صوتها بوضع كفه على فمها ليتحدث بصوت مبحوح قائلا
- اثق بكِ بالطبع يا تميمة ولكنني رجل واغار
ارتخت اعصابها مع همسه الناعم والحارق في ذات الوقت وقد هتف دون صبر
- متى سنعقد قراننا
وابتعد عنها بشق الانفس ليفتح باب شقتها قبل ان يتهور قائلا بينما يوليها ظهره
- ارجوكِ اذهبي لتوقظي ريما فعلينا الذهاب سريعا

ودون ان تتحدث بالمزيد دخلت للغرفة سريعا ودقات قلبها تتقافز جنونا وقد اصابها بعدوى الاشتياق بينما جلس هو على الاريكة بجوار الباب واضعا رأسه بين يديه وقد تلظى قلبه بنار الشوق

شعر بقدوم احدهم داخلًا للشقة فوصله صوت والدتها القائل بعتاب بينما تدخل من الباب
- اخبرتكِ مسبقا ان تغلقي الباب.. ربما دخلت قطة او شيء ما الان
إلتفتت بجوار الباب لتجده فإتسعت ابتسامتها مرحبه بتهليل وهي تقترب منه قائلة
- يا مرحبا يا مرحبا، انرت البيت يا حبيبي
قبل جسار جبينها بتقدير مجيبا اياها بإحترام
- نورك يسبق نور الشمس يا امي
ربتت اخلاص على صدره وقد اخذت تسترسل في الدعوات ليرمقها بمحبه خالصه وقد ذكرته بجدته لتدخل فريال قائلة بشقاوتها
- لمن كل هذه الدعوات، اهلا اهلا يا سيد جسار لقد كنت متأكده انه انت
عاتبتها اخلاص قائلة
- انا ادعوا لجميع اولادي وبات هو الاخر بمثابة ولد لي

ومع انتهاء جملتها خرجت تميمة من الغرفة ممسكه بكرسي ريما المتحرك وقد ظهرت السعادة على وجهها فأقبل بإتجاهها وقد لاحظ تبديل تميمة لعبائتها بإسدال صلاة ساتر ليبتهج قلبه وهو يرفع ريما من ذراعها محتضنا اياها وعيناه ترمقان تميمة الواقفه بجرأه وهو يقول
- اشتقت إليكِ حبيبتي
- ‏وانا ايضا يا خالي، ولكن...
اخرجها من احضانه لينظر لها بإستفهام فأردفت بخجل
- ولكنه كان يوما رائعا حقا
- هل احضرتك هنا كي تدرسي ام لتستمتعي باليوم
قالت ريما بحماس وهي تنظر للوجوه المبتسمة حولها وخاصه لوجه تميمة
- لقد درست جيدا مع استاذتي تميمة، ومن ثم حضرت السفرة مع الخاله سلسبيل وسهرنا امام التلفاز ولعبنا لعبة الاوراق وتغلبت فيها على مصطفى وغنت لنا خاله فريال بصوتها الرائع وصنعت لنا الخاله ضيّ حلوى رائعة ايضا
وانطلقت ضحكتها وهي تقبض على يديها هاتفه بحماس امام عيناه النهمه لكل لمحة سعادة تظهر منها
- لقد كان يوما رائعا يا خالي
اثلج قلبه صوتها وحماسها وسعادتها فطوال الطريق وهو يخشى رؤيتها بعدما تركها وحدها وقد حاول التغلب على خوفه عليها وايضا على خوغها هي الاخرى من الغرباء، ولكن تلك الساحرة التي تقف قبالته لابد وانها اخرجتها عن صمتها ليلتفت لها مغمضا عيناه بإمتنان وشكر كبير استقبلته هي بإبتسامة مطمئنه وهي ترى نظرته تلك وقد سيطر عليها هاجسها القديم، وانه سيتزوجها حتما من اجل ريما

اخرجه من تأمله رنين هاتفه ليخرج مقطبا حاجبيه وهو يلمح اسم أيهم فوضع ريما على كرسيها وهو يفتح الاتصال ليعاجله أيهم بالقول المقتضب
- لقد نقل والد إياس للمشفى ونحن في طريقنا إليه، لا نعلم التفاصيل الان، سأرسل لك العنوان لتلحق بنا

واغلق الخط ليلتفت للاعين القلقه امامه وقد قال معتذرا بحرج
- اعتذر بشده ولكن سأثقل عليكم بطلبي فوالد احد اصدقائي نقل للمشفى والخادمة ليست في البيت، سأترك ريما هنا حتى اطمئن عليه واتي لاخذها واعتذر مره اخرى
وبخته اخلاص قائلا
- ماذا تقول ان لم تحملها الارض لحملناها فوق رؤوسنا.. اذهب لصديقك ولا تنشغل بشيء يا حبيبي
بينما اومأت له تميمة بإطمئنان ليومئ لها بإمتنان وقد استأذن للرحيل
فإلتفتت تميمة لريما القلقة قائلة بسعادة وهي تقرص وجنتها
- الان يمكننا قضاء وقت اضافي مع بعضنا
فتلاشت ملامح القلق من على وجهها لتشعر بالحماس هي الاخرى قائلة بينما تحتضن رقبتها
- انا احبك كثيرااااا
- ‏وانا ايضااا
لتراقبهما اخلاص بإبتسامة ولكن عيناها قد رصدتا خوفا يسكن اعماق ابنتها

________

" يا اللي أمر من بعدك لقاك
يا اللي أمر من هجرك رضاك
يا غربتي وإنت بعيد عني، بعيد عني
يا غربتي وإنت قريب مني، قريب مني
يا حب أقول له، أقول له، أقول له إيه
يا حب أسامحه، أسامحه، أسامحه ليه "

كانت ونس تدندها مع نجاة التي تشاركها مآساتها وهي تمسح بعض الاطباق في مطبخها
نعم مطبخ منزلها الذي اختارته بكل دقه
لم ترحل مثلما قالت، لقد وجدت من العيب وقلة الذوق رحيلها وسط ما يحدث معهم وقد بدأت ونس في اختبارات منتصف العام وهو يجلس في سريره طوال اليوم بتعب
وهي لن تصبح قليلة الاصل وتتركهم هكذا ولكن قلبها فعليا ينفطر
اصبح لسانها لا يخاطب لسانه سوى بكلمات معدودة وهي تعد الايام للرحيل، نعم سترحل وتترك كل بصمة لها هنا
تأملت مطبخها بهدوء، نعم سترحل ربما ينعم قلبها ببعض السكينة التي يحتاجها مؤخرا بعيدا عنه
لقد بات معذبها على الرغم من الحب العميق الذي كان بينما.. ولن تكذب على نفسها، مازال هذا الحب بداخلها لا يرغب بالانطفاء

" ده العذاب هو اللي يسامحه
والسهر هو اللي يسامحه
والدموع هي اللي تسامحه "

- هل انتِ بخير يا امي؟
تسألها ونس الصغيرة بجزع وقد وقفت قبالتها لترفع لها ونس عينان دامعتان وابتسامة شقت طريقها لفمها بصعوبة وهي تتظاهر بها وقد ردت بهدوء
- بخير يا حبيبتي
ومسحت وجهها بكفيها لتقف بعذ ذلك وهي تغسله بالماء من الصنبور المقابل لها مردفه امام قلق ابنتها
- انتِ فقط تعلمين انني شديدة الحساسية منذ مرض والدك
اومأت ونس بتفهم وقد شاركتها حاولت التخفيف عنها بقولها
- سيصبح بخير وانتِ بجواره ان شاء الله
غصه عميقه اجتاحت حلقها فلم تستطع التحدث الا بعدما شربت القليل من الماء ليزيل طعم العلقم فجلست على المقعد قائلة وهي تكمل مسح الاطباق
- كيف كان اختبارك اليوم
- ‏لا بأس به، ولكن احتاج لحمام دافئ
- فليوفقك الله يا حبيبتي، اذهبي لتستحمي بينما احضر الغداء
قبلت ونس جبهتها بتقدير قائلة
- لا حرمني الله منك يا امي
لتبادلها ونس الابتسام وهي تشيعها بنظراتها اثناء خروجها من المطبخ
ماذا سيكون رد فعلها عندما تعلم انها سترحل قريبا، ماذا ستقول لتدافع عن نفسها وخاصه بعد تغيرها معها لهذا الحد.. ستخسرها بالطبع
نعم لابد وان تخرج خاسرة لشيء
ولكن هذه المعركة غير متكافئه في ستخرج خاسرة كل شيء
قلبها، عمرها، حبها، زوجها، وابنتها ولن يبقى لها سوى فتات كرامة وابنتها جنة بالطبع

" يا رايح للي فايت لي عيوني سهرانة ولا داري
أمانة أوصف له دمع عيوني طول ليلي ونهاري
آه مني آه منك
كل ده وقلبي اللي حبك لسه بيسميك حبيب
كل ده وقلبي اللي حبك لسه بيسميك حبيب
لسه بيسميك حبيب "

نشجتها بصوت باكي لتستمع لصوته القائل بيقين وهو يقف على باب المطبخ
- وسيظل يسميني حبيبًا لاخر العمر
بكل بساطة قالها ورحل لتظل عيناها معلقتان بظهره المنصرف ودون ارادتها انتفض قلبها بسعادة

واثناء دخوله لغرفته سمع رنين هاتفه بمكالمة دولية فتحرك مسرعا بإتجاهه وهو يفتح الاتصال مبادرا بصوت قوي
- اين انتِ؟، اتصل عليكِ منذ فترة لماذا لا تجيبين على هاتفك هذا
ليصله الصوت الانثوي الواهن مجيبا
- اعتذر منك
خفتت حده صوته ليسألها بإرتياب
- ماذا حدث لكِ
- ‏انا بخير، لا تقلق ولكن تعرضت لحادث اثناء قيادتي والان سمح لي استخدام الهاتف فقط
- ‏هل انتِ بخير
سألها بتوتر لتجيبه بإطمئنان
- نعم انا بخير الان
واردفت في فضول
- عندما فتحت الهاتف وجدت عشرات الاتصالات منك، ماذا حدث
- ‏ونس
كانت الكلمة كفيلة بإرسال موجات من الحقد والكراهية لتلك المدللة ولم تخف عنه نبرتها الباردة بعد ذلك وهي تقول
- وما دخلي بها؟
- ‏اريد فقط معرفة موعد عودتك ولنا لقاء قريب وقتها وسأخبرك بكل شيء
- ‏حسنا، عندما احجز موعد الطائرة سأهاتفك
اجابته بصوت جليدي وهي تستأذنه بالاغلاق متحججه بالارهاق
لتغلق الهاتف زافره بعنف وقد اخذت ترمق اسمه على الهاتف بنظرة متوجعه، لقد ضاع من بين يديها مرتان ولكنها تود ان تحتفظ به حقا بعد الان لذلك ابتسمت بخبث وهي تتذكر تلك الساذجة التي تسمى ونس وكلها عزم على عدم اضاعته مره اخرى بعد تلك السنوات التي قضتها على ذكراه

" نهاية الفصل الواحد والعشرون "
منتظرة رأيكم كالعاده واتمنى يكون يعجبكم ❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:11 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.