آخر 10 مشاركات
الشيـطان حــولك .. *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : smile rania - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          106 - سيد الرعاة - مارغريت روم - ع.ق ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          1056 - الفتاة المتمردة - كارول مورتيمر - دار م. النحاس (الكاتـب : Topaz. - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4154Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-09-21, 10:26 PM   #1661

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الأربعون

***********


داخل سيارته فى طريقة إلى القرية عائد من منزل خطيبته الجديدة بعد أن حدد موعد الزفاف مع والدها حسب أوامر والده الذى يرغب فى إقامة حفل زفاف كبير يتحاكى به أهل القرية ويقيم فيه ولائم ضخمة يطعم منها أهل القرية من أجل أن يتردد اسمه فى كل منزل من منازل القرية كرمز للكرم والثراء
تهادى إلى سمعه نغمات أغنية شعبية تصدر من المذياع خافت الصوت للسيارة، مد أنامله الغليظة ورفع مستوى الصوت يردد بصوته النشاز كلمات الأغنية بانسجام وهو يحرك رأسه باستمتاع يميناً ويساراً، لأول مرة يقرر والده أمر ينال قبوله واعجابه فلقد مرت شهور طويلة وهو بدون زوجة على غير عادته بعد أن فرت شموع منه
انغلقت ملامحه وجز على أسنانه بغل وحقد دفين حين تذكرها، لم يتزوج من امرأة متمردة مثلها من قبل، كن جميعاً يرغبن رضاه وأمواله أما هى فلم تتقبله للحظة ولم يرى منها سوى النفور والتقزز وانتهت بهربها منه
خبط على مقود السيارة بغضب وهو يسبها بأقذع الألفاظ، ألقى نظره خارج السيارة وتنفس بقوة يهدأ من نفسه ويمنيها بقرب زواجه من خطيبته الجديدة
من حسن الحظ أن خطيبته شابة جميلة قليلة الخبرة سيسعد كثيراً معها فهو يعشق هذا النوع من النساء، وبزواجه منها سينال رضا والده ويتقرب منه أكثر وحينها سيقصى ناصر عن الصورة تماماً ويصبح هو خليفة كبير السمرية
برقت عينيه جشعاً وشراهة والفكرة تختمر وتتضخم فى رأسه الفارغ حتى استحوذت على تفكيره وسبح خياله يرسم الصورة المثالية التى يحلم بها "يرث أموال والده وعصا جده وحين يصبح كبير عائلة السمرى سيتزوج زوجتين وربما ثلاث ... ولمَ لا يصبحن أربعة فالشرع حلل ذلك"
ابتسم باتساع لنفسه وفرد كتفيه بتباه وكأنه على وشك نيل مراده، انتبه للطريق حين لاحت أمام ناظريه مداخل القرية، أغلق المذياع ورسم ملامح الوقار والجدية على ملامحه والسيارة تتهادى بين طرقات القرية، حرك مقلتيه بتعجب حين رأى تجمعات الرجال والنساء المنتشرة على جانبى الطريق وأمام المحال التجارية بشكل ملفت يتبادلون أحاديث جانبية وما أن يمر بجانبهم بسيارته حتى تلتفت العيون الفضولية نحوه
هدأ من سرعته قليلاً يتابع الموقف ويقيمه، لابد أن أمراً ما حدث أثناء غيابه خارج القرية ولم يعلم به، توقف جانباً أمام محل صغير للبقالة يقف أمامه صاحب المحل واثنان أخران، أخرج رأسه من نافذة سيارته ملقياً السلام عليهم ثم سأل صاحب المحل
:- خبر إيه يا محسن .. إيه الحركة الغريبة اللى فى البلد ديه؟ حُصل حاچة ولا إيه!!
تقدم محسن عدة خطوات مقترباً من السيارة وخلفه الرجلان يتبادلان النظرات سوياً ثم يعودوا للتحديق فى وجه حمدى، أنحنى محسن قليلاً على السيارة وقال بتردد :- خير يا حمدى بيه ... أصل أأأ
توقف الرجل عن الحديث برهة يتفكر ماذا يقول، وماذا ينعت شموع هل يذكر اسمها مجرد أم يبجلها بلقب سيدة فلو صحت روايتها فهى الأن من زوجات كبار رجال القرية، تنحنح بحرج حين استحثه حمدى على الحديث سريعاً وقال بخفوت متأدب :- الست شموع عاودت البلد
جحظت مقلتى حمدى وطلت نظره مشتعلة منهما ومحسن يواصل الحديث وهو يحملق فى وجه حمدى الذى تجهم واكفهر غضباً :- ومعها ولدها الصغير ... عيل ابن شهور جليلة
اكتفى محسن بما قاله خوفاً من بطش حمدى الذى تشنج فكه بعصبيه وجز على أسنانه ثم أدار محرك السيارة وأنطلق بها مسرعاً ومخلفاً سحابة غبار من خلفه أثارت سعال محسن الذى عاد نحو الرجال أمام محله الصغير ولمح قائلاً :- خدتوا بالكم وشه جلب كيف لما چبت اسم شموع جصاده
أومأ أحد الرجال إيجاباً وقال مؤكداً وهو يرفع سبابته فى الهواء :- والله تلاجى كلام شموع صُح .. ما هو حمدى طول عمره عينيه زايغة وسمعته معروفة أنه بيتچوز كَتير حتى مراته الأولانية طفشت منيه بسبب الحريم
ساهم الرجل الثالث فى الحديث يشهد بما رآه من أخلاق الفتاة التى نشأت وسطهم :- الشهادة لله شموع طول عمرها ديلها طاهر وسمعتها كيف الألماظ ... تلاجيه لاف عليها والزن على الودان أمر من السحر
سحب محسن كرسى خشبى جلس فوقه ودعى الرجال للجلوس وأدلى بدلوه فى الأمر يستنتج ما حدث :- وليه ما تجولش أن حچازى أچبر البت اليتيمة بت مراته تتچوز حمدى .. ما هو طول عمره بيعشج الجرشنات
أومأ الرجال مؤيدين للحديث وقد أقتنعوا برأيه ومالت رؤوسهم تتابع الطريق حيث اختفت سيارة حمدى

*****************

وصلت نرجس ركضاً حسب قدرتها إلى مضيفة السمرية على أطراف البلدة مع صبحية التي كانت مهمتها التوجه إلى نرجس وتوضيح الأمر لها والانتظار معها حتى تصل شموع بصحبة جارحي ولكن تبدلت الأمور بعد مهاجمة أهل القرية لشموع على غير المتوقع بعد أن ترسخ فى عقولهم ما أدعاه حمدي مسبقاً عن هرب شموع بصحبة أحد الرجال الأغراب وأتهم والدتها بالجنون مما دعي حجازي الذي يؤازره بإعلان موت شموع ليضمن صمت نرجس التام ولم يظن أيا من الرجلين أن شموع ستعود يوماً ما خاصة بعد هربها من الموت على يد حمدي
نهض محروس الذى يجلس على درجات السلم الأمامية للمنزل حين وجد صبحية ونرجس تتجاوزان البوابة الخارجية وهما تلهثان وتستند كلاً منهما على الأخرى
فلم تطيق نرجس الانتظار منذ علمت بعودة ابنتها خاصة بعد أن وصلها ما حدث لها من مهاجمة أهل القرية فخرجت تهرول فى الطرقات وصبحية تتبعها حتى وصلتا أخيراً، رفعت نرجس كفها نحو محروس الذى هبط الدرجات القليلة الفاصلة نحو الحديقة ليستقبلهما والتقط كف نرجس بين يديه يحاول أن يسندها وهى تهتف فى وجهه برجاء :- بتى يا ولدى ... بتى
قبض محروس على مرفقها يساعدها لصعود الدرج وصوته يطمئنها بروية :- فى الحفظ والصون يا خالة ... طمنى جلبك
صعدوا الدرجات إلى باب المنزل فشرعت نرجس فى النداء بلوعة :- شموع .. ضنايا يا حتة من جلب أمك
حولت شموع عينيها من وجه أحمد نحو باب المنزل تلهفاً وشوقاً لرائحة والدتها ولأول مرة منذ عودتها تركت طفلها من بين يديها ووضعته فى يد أمينة، يد جارحي الذى يقف بجوارها أمام أحمد السمرى وأسرعت ترتمى بأحضان والدتها تنهل من حبها وحنانها وتطمئن كلاً منهما الأخرى
احتضنت نرجس وجه ابنتها ترتوى من ملامحها ومقلتيها تذرف الدمع، دمع اعتذار وندم وحسرة على ما أصاب ابنتها بسببها، خرج صوتها خافت مرتعش، ضعفاً وألماً :- حجك على راسي يا بتى .. حجك على راسى أنا السبب .. أنا السبب في كل اللي چرالك
مرغت شموع رأسها في حضن والدتها كالطفلة الصغيرة وهى تواسيها بعدة كلمات بينما احتوتها نرجس بحنان تمسد على ظهرها وتقبل رأسها ووجنتها بشوق، فى لمحة خاطفة وقعت عينى نرجس على أحمد الذى يجلس بهدوء متعاطفاً مع هذه اللحظة بين الأم وابنتها
تركت نرجس حضن ابنتها وهرعت إلى أحمد الذى وقف مكانه يستقبلها احتراماً لسنها وهي تقترب نحوه بتلهف غريق يتشبث بفرع شجرة كأخر أمل له في الحياة
وقفت أمامه وعينيها المترجية تتشبث بمقلتيه جادة النظرات رغم حنانهما الدفين وبدأت تروي مأساة ابنتها بدموع عينيها وارتعاشه صوتها وكفها يضرب فوق صدرها بحرقة
:- أنا السبب يا أحمد بيه في كل اللى چرى .. بتي وافجت على الچواز بسببي ... خافت علىّ من السچن والبهدلة ولما اختفت ومعرفتش طريجها حمدي السمري طلعني مچنونة وخاض فى عرض بتي بالزور جصاد الخلج
رمقها معاتباً وهز رأسه يحدثها بلين تقديراً لحالها رغم غضبه من تصرفها :- ليه ما خبرتنيش جبل سابج خالة … أنا چيت لحد عنديك وسألتك عن شموع
زاغت نظرته لوهلة نحو وجه شموع التي عادت تقف بجوار جارحي وتلقت طفلها بين ذراعيها وبجوارها صبحية، حركت نرجس رأسها على غير هدي عدة مرات ودموع ندمها تنحدرعلى وجنتيها بغزارة مرددة بقلة حيلة :- حچازى فهمنى إن بتي ماتت ومعادش له عازة الحديت عنيها والخوض فى سيرتها وهى مي آآ (لم تستطع نطق كلمة (ميتة) واردفت بانفعال) عجلي طار ولسانى أتعجد ومبجتش خابرة أجول إيه ولا أسوى إيه
وضعت كفها على صدرها تضغط بقوة فوق قلبها توقف نغزة موجعة وتؤكد بحرقة وبأعلى صوتها المقهور :- بس دلوك مش هسكت هجول كل حاچة .. بتي مرات حمدي السمرى و…
قاطعها أحمد مردداً بقنوط ونظره لائمة
:- مين هيصدج حديتك دلوك يا خالة الناس مفكرينك لامواخذة آآ
تحرج من نطق الكلمة فصرخت بها بأسى
:- مچنونة … مفكرنى مچنونة مش إكده … حچازى مش مچنون وهو اللى مضى على العجد بنفسه .. حچازى خابر كل حاچة وموالس مع حمدى السمرى كُمان
رفع رأسه ينظر فى الفراغ يتفكر حين انحنت تلتقط كفه تحاول أن تلثمة توسلاً ورجاء هاتفه بلوعة :- أحب على يدك يا أحمد بيه ترچع حج بتى … طول عمرك ربنا سخرك تنصر الضعيف والمظلوم
سحب كفه سريعاً من يدها تواضعاً وربت على كتفها يطمأنها ولسانه يردد بتفكر ("حچازى" حچازى هو بداية الخيط لاثبات حق شموع وولدها)
رفع أحمد رأسه وسلط نظره على وجه جارحى الذي فهم مغزى نظره أحمد مباشرة واندفع يهتف بحماس وهو يخبط على كتفه بقوة :- همل حچازى ليا أنى يا أحمد بيه … ده أنى مستنظر اليوم ده بفارغ الصبر لاچل ما أفش غليلى
أومأ أحمد بقبول واسترق نظره نحو شموع التى اقتربت منها نرجس وتلقط الطفل بين يديها تتأمل حفيدها ابتسامة حنونة وعيون دامعة أما عقله فكان يعد الخطوة القادمة لاثبات حق الصغير ووالدته

*************

يتبـــــــــــــع




سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-09-21, 10:28 PM   #1662

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


داخل سيارته كالحبيس يخترق طرقات القرية تحاوطه عيون الناس المراقبة، تتباين نظراتهم فى معانيها بين تشكك، اتهام واشمئزاز
بدأ الناس فى تجميع خيوط الاتهام نحو حمدى بعد أن هدأت الأمور نسبياً بقبول أحمد السمرى استجارة شموع فكان قبوله أول خطوة على طريق برائتها، وبدأ الناس بعدها فى التفكر بهدوء وإستعادة ذكرى واقعة هجوم نرجس على حمدى قبل عدة شهور وإتهامه فى اختفاء ابنتها ومن هنا بدأوا فى ربط الخيوط ببعضها خاصة مع سمعة حمدى السيئة مع النساء، وبدأوا بالفعل فى وضع الأعذار لابنة قريتهم فلو كانت كاذبة لما كانت الأن ضيفة مع وليدها فى مضيفة السمرى تحت رعاية أحمد السمرى
توقف بالسيارة أمام منزل نرجس بعد أن أصبح عاجز عن الاستفسار عن مكان شموع من الناس بسبب نظرات الاتهام التى تحاوطه، ترجل من السيارة باشتعال أعصابه وثورة غضبه يدق الباب القديم بقوة كادت تشقه لنصفين
ومن حوله بدأت النساء تطل على صوت القرع المزعج من النوافذ والشرفات يتأملن جنون حمدى الذى يثبت جرمه، حقاً الجانى دائماً يحوم حول مكان جريمته وها هو يظهر أمام منزل ضحيته
عاود الطرق بعنف عدة مرات حتى تطوعت أحدى النساء بالحديث بعلو صوتها من شرفتها العالية بنبرة اتهام وتلقيح :- نرچس مش فى الدار .. خرچت مع صبحية تشوف بتها اللى عاودت البلد مع صغيرها
رفع نظره نحو شرفتها ليتفاجأ بعدد من النساء تطل من عدة شرفات ونوافذ، تلفت خلفه وجد كل نساء وأطفال المنازل المحيطة لمنزل شموع يرمقونه بتفحص
واصلت السيدة الطاعنة فى السن الحديث بنبرة سخرية :- يظهر أن عجلها ردلها لما علمت إن بتها عاودت البلد بالسلامة
رفع نظره مرة أخرى نحو المرأة التى رمقته بعينيها الضيقتين بنظره احتقار واشمئزاز، طأطأ رأسه ومعدل تنفسه يتزايد وصدره يتحرك كالمرجل الذى على وشك الانفجار ثم اندفع يحتمى داخل سيارته وانطلق بها على الفور هارباً من عيون الناس
على بعد عدة أمتار أمام الأراضى الزراعية بعيداً عن أعين الناس توقف وأخرج هاتفه المحمول وبعدة ضغطات على شاشة الهاتف أجرى اتصال ووضع الهاتف على إذنه فى انتظار استقبال المتلقى الذى فتح الخط مباشرة وقبل أن ينطق كان حمدى ينطلق صارخاً فى الهاتف :- كيف البت عاودت يا حچازى الزفت ... جولتلك جبل سابج تدور عليها عند كل معارفك .. كيف تهملها تعاود البلد
جحظت مقلتى حجازى الذى خرج من المقهى بخطى سريعة ودار حولها ليقف يتلقى المكالمة بعيداً عن أذان المتطفلين، لم يستطع سوى نطق بعض حروف متقطعة أمام انفجار حمدى فيه الذى استطرد يهدده :- نهايتك هتكون على يدى لو البت فتحت خشمها بكلمة .. والعيل اللى معاوده بيه ده مش ولدى شوف چابته من أنهى داهية
تلفت حجازى حول نفسه هلعاً يبدو أن حمدى غاب عنه الكثير، لذا قال بصوت خافت مذعور يقص على حمدى ما يجهله :- يا حمدى بيه البت أتكلمت جصاد الخلج كلاتها وجالت إنها مراتك والواد يبجى ولدك من صلبك
كادت مقلتى حمدى تقفز من محجريهما وخبط بكل عزمه على عجلة القيادة بهياج فانطلق بوق السيارة بصوت مزعج وحجازى يواصل حديثه المذعور ليفرغ كل ما فى جعبته مرة واحدة :- شموع لچأت لأحمد بيه السمرى وعلم بكل شى وخدها أمعاه فى المضيفة الغربية
استشاط حمدى حتى كاد الدخان يخرج من أذنيه وطحن أسنانه غيظاً وهو يعتصر الهاتف فى قبضته ثم أبعده عن أذنه يتفكر باحتدام فى مخرج لهذه المصيبة التى وقع بها بينما صوت حجازى ينطلق من الهاتف يستنجد بتخوف :- أنا مش خابر أعمل إيه يا حمدى بيه .. دبرنى .. أتصرف كيف؟
قذف حمدى الهاتف على المقعد المجاور له بعنف وقبض على المقود بكفيه ثم أسند جبهته فوقه بيأس وبعد عدة لحظات رفع رأسه وبدأ فى ضرب المقود عدة مرات بهياج حتى كاد ينخلع من مكانه
مرت عدة دقائق هدأت فيها سرعة تنفسه نسبياً وأدار محرك السيارة ثم أنطلق بها إلى منزله فلابد أن الأخبار وصلت الأن إلى والده وعليه إصلاح الأمر

**************

أغلق حجازى الخط وأنفاسه تتلاحق بتواتر منذ علم بعودة شموع وهو يجلس داخل المقهى كالفأر داخل المصيدة ينتظر عقابه على ما أقترف، لايعرف كيف من أى جهة سيأتى العقاب ولا يجد طريق للهرب، فهو لن يترك أملاكه، المقهى الذى سعى لامتلاكه بزواجه من أرملة رب عمله الراحل والمنزل الذى أصبح ملكه بعد أن تخلص من شموع، لن يترك كل شئ خلفه ويهرب خالى الوفاض
سار بخطى محبطة نحو المقهى ودلف يمر بين رواده اللذين زاد عددهم فى هذا الوقت من النهار على غير العادة وكأنهم يراقبونه وينتظرون رد فعله على عودة شموع ولكنه عاجز وكامن فى مكانه خلف مكتبه الصغير فى ركن المقهى منذ علم بعودتها، يتشاغل بالتدوين فى دفتر حسابات المقهى أمامه هرباً من نظراتهم الفضولية المرتابة متجاهلاً حديثهم عن ابنة زوجته وما يلقوه من تقريع وتأنيب عليه
تحرك رجب عامل المقهى حاملاً صينية معدنية مستديرة على كفه المفرود، يضع الطلبات أمام الزبائن ثم يعود لمكانه خلف طاولة المشروبات ليعد المزيد وفى أحد حركاته الدأبة تجمدت ملامحه على باب المقهى حيث ظهر جارحى بطوله الفارع وجسده العضلى البارز من قمصيه القطنى الملتصق بجسده
بدل رجب نظره بتوجس بين جارحى الذى وقف بتحفز على باب المقهى تطل على ملامحه الشراسة وسمات الغضب وبين حجازى المتوارى داخل دفتر الحسابات غير منتبه للزائر الجديد
(حچازى) صاح بها جارحى باستشاطة بصوت جهورى أجفل حجازى فى موضوعة فرفع رأسه بعينين متوسعتين هلعاً ودفعت رواد المقهى للنهوض وإفساح الطريق بينهما حتى لا يصيبهم أذى
حتى رجب انسحب ببطء جانباً يلتصق بالحائط ويخلى الساحة لجارحى الذى سحب كرسى خشبى فى قبضته أثناء دخوله إلى المقهى وقذفه فى الهواء فى اتجاه حجازى الذى هربت الدماء من وجهه كالجبناء وتراجع بظهره خوفاً من الكرسى الطائر نحوه فسقط بمقعده خلف المكتب على ظهره بينما ارتطم الكرسى الطائر بسطح المكتب
واصل جارحى دلوفه ورواد المقهى يمرون بجواره فى الاتجاه المعاكس فارين بأنفسهم وتجمعوا خارج باب المقهى يشاهدون هذا الصراع الغير متكافئ بين ملك المولد وحجازى
جلس حجازى من سقطته المؤلمة أرضاً وزحف خلف المكتب رعباً منكمش على نفسه وملتصق بالحائط بعيون جاحظة فزعاً خاصة والمقاعد الخشبية تنهال فوق رأسه واحد تلو الأخر
أصابه ما أصابه ونجى من البعض لكنه لن ينجو من هذا الذى يقف أمامه الأن بملامح شرسة ووجه محتقن غضباً، انحنى جارحى فوقه وجذبه من مقدمة جلبابه ليقف على قدميه الرخوتين وكال له عدة لكمات ينفث بها عن غضبه الذى يكتمه منذ علم بما أصاب شموع حتى أنحلت عمامة حجازى وسقطت عن رأسه ونبتت الدماء فى أكثر من موضع فى وجهه
قرب جارحى وجهه من وجه حجازى الذى يكاد يبكى بين يديه توسلاً أن يرحمه وقال من بين أسنانه باحتقار وهو يرج جسد الأخر بقوة :- بتتخبى يا خسيس يا واطى .. لو اتخبيت فى چهنم هچيبك يا واكل ناسك
دفعه بقوة ليرتطم ظهره بالحائط دون أن يفلته فصرخ حجازى متألماً ووضع يديه فوق قبضه جارحى حتى يخفف عنه قليلاً ولكن جارحى أخذ يلطم ظهره فى الحائط عدة مرات صارخاً بغيظ :- بجى يا راچل يا ناجص يا عبد المال مش مكفيك تلهف الجهوة وتتچوز أرملة معلمك وتكوش على كل شى .. كمان ما تصونش عرضه وتبيع بته بالرخيص
ربت حجازى بكفه عدة مرات على كتف جارحى حتى يخف الضغط على عظامه التى تكاد تلتحم بالحائط خلفه وقال مدافعاً بصوت مهزوز متألم ولكنه مسموع للجميع :- مبعتهاش ... مبعتهاش يا چارحى ديه أتچوزت على سنة الله ورسوله
قلب رجب شفتيه باشمئزاز ورمى رب عمله بنظره احتقار فى حين تبادل الناس النظرات بينهم وبين بعض بمعنى "ها قد ظهرت الحقيقة" ولكن أياً منهم لم ينطق بكلمة إنما عادوا لمتابعة ما يدور داخل المقهى
جذب جارحى جسد حجازى المرتعش ألماً وخوفاً إليه ولف به نصف دورة ليلطمه بالحائط المقابل بغل أكبر صارخاً فى وجهه حتى يؤكد على ما سمعه الجميع ويبرئ ساحة شموع :- ولما هو چواز على سنة الله ورسوله ... ليه أنكرت جبل سابج وطلعت مراتك مچنونة جصاد الخلج وجولت على شموع إنها ماتت يا أوطى خلج الله
اعتصر حجازى عينيه ألماً وقال بصوت مبحوح هارب :- غصب عنى يا چارحى .. حمدى السمرى هددنى يحرج الجهوة ويجطع عشنا من البلد ... كنت هعمل إيه؟ كيف أجف جصاد كبرات البلد وأجول لاه
خفف جارحى قبضته قليلاً عن ملابس حجازى وقال بنبرة صارمة :- جدامك الفرصة دلوك تجف چار بت معلمك ... الراچل اللى لحم كتافك من خيره وترد چميلة وتثبت إن شموع مرات حمدى السمرى
حرك حجازى رأسه يمنه ويسره جزعاً وكفيه يلوحان فى الهواء رفضاً وتوسل بخزى وإرتعاب :- مجدرش ... حمدى جطع ورج الچواز ... ولو اتكلمت هيجطع رجبتى
توحشت نظرات جارحى وقبض على عنق حجازى يضغط عليه بقوة وقال يهدده ويبث الرعب فى جسده بحاجب مرفوع ونظره صارمة :- تمام .. خليك متلفح بالهوا وأجف ورا حمدى لكن شموع أمعاها ربنا ومن بعده أحمد بيه السمرى وأنى مش ههملها واصل وحج ربنا هو اللى هيظهر فى النهاية .. شوف بجى هتجف جصاد أحمد بيه وتكدب جصاده كيف؟
دفعه جارحى إلى الحائط ثم التفت مغادراً ينفض كفيه بقرف وقبل أن يصل إلى باب المقهى كانت الجموع المتفرجة تشق له طريق يعبر من خلاله بهدوء ثم عادوا يتفحصون حال حجازى الذى كاد يلفظ أنفاسه هلعاً من نبرة جارحى الحازمة ومما وصل إليه حاله، لقد أصبح بين شقى الرحى ولا يدرى إلى أى الفريقين يلجأ، حمدى أم أحمد السمرى
تسند على الحائط منكس الرأس بذراع واحدة وساقين متعثرة الخطوات، لا تستطيع ساقيه على حمله حتى وصل إلى كرسى قريب مازال فى مكانه ورمى بجسده المتهالك عليه
يلتقط أنفاسه بلهاث مسموع وعيون زائغة تطل منهما نظرة ارتياع فزعه، دار بعينيه فى المقهى يرى الفوضى والحطام الذى حدث بها وكأن أعصار زارها وغادر
توقفت عينيه على نظرات النفور والاشمئزاز التى تطل من عيون الرجال ثم انحنى يتكأ بمرفقيه على ساقيه ودفن وجهه بين كفيه يصم أذنيه عن كلام الناس المتذمر الذى يصله وهم ينالون منه باحتقار وتوبيخ

**********************

بعد مغادرة أحمد وجارحى المضيفة وتركوا النساء تحت حراسة محروس الذى أغلق البوابة الخارجية للمضيفة وجلس بجوار البوابة
تربعت نرجس فوق أحد الأرائك تلاعب حفيدها وتهدهده بحنان وبجوارها صبحية تحادثها وتروى لها الصعوبات التى واجهتها شموع ومقدار تخوفها عليها طوال هذه الشهور
أما شموع نفسها فظلت واقفة بمنتصف البهو تتأمل جدران المضيفة وأثاثها، يكلل رأسها وشاح أحمد الذى رفضت خلعه عن رأسها حتى بعد خروج الرجال، رفعت طرفه فى كفها وركزت حدقتيها عليه، تستعيد نظراته اللائمة المعاتبة لها على زواجها من ابن عمه وتسترجع حديثه الأخير معها بنبرته الذكورية المميزة الهادئة ونظراته الصارمة المغلفة بحنان ودفء لم تعهدهما فى رجل من قبل :- أنتوا هتنكوا (ستظلوا) جاعدين أهنا فى الحفظ والصون لحد ما حجك يرچعلك يا .. يا ست شموع
تعلقت عينيها بقتامة حدقتيه وقالت بخفوت حرج :- أنا تجلت عليك يا سى أحمد بيه ... لكن معرفش راچل غيرك يجدر ينصر الحج ويچيب حج ابنى ... عمى چارحى عمل اللى عليه وزياده وچميله وچميلك على راسى من فوج
تدخل جارحى فى الحديث بشهامة يرفض شكره أو تقدير مجهوده ويوضح مكانة الفتاة فى قلبه :- بتجولى إيه يا شموع ... أبوكِ كان كيف أخوى وده واچبى إنى أحميكِ وأجف چارك .. ده حجك عليا يا بتى
التفتت له وابتسمت فى وجهه شاكرة وكفها يمسح على ساعده بامتنان ثم عادت تحملق فى وجه أحمد الذى يرمقها بهدوء وقال بجدية صارمة :- أهو عمك چارحى جالك ... ده حجك علينا وماتنسيش أن ولدك يحمل دم السمرية دلوك
حولت بصرها بحنان أموى نحو وليدها الذى يقبع بين أحضان جدته وتسلل الفخر إلى نفسها بوليدها الذى يحمل دماء ولقب عائلة السمرى رغم بغضها الشديد لوالده
رفعت رأسها إلى ملامح أحمد الخشنة الرجولية وكفها يقبض على طرفى وشاحه الساتر لشعرها ومنحته ابتسامة رقيقة، دافئة وخرج صوتها ناعم وخجول :- كتر خيرك يا سيد الناس
أرخت جفنيها تحتفظ بصورة مقلتيه الحنونة داخل قلبها ثم فتحتهما مرة أخرى لتعود إلى واقعها وتنظر إلى والدتها بحب وشوق كبير
تقدمت منها وجلست بجوارها تضم ظهرها وتريح رأسها المتعب على كتف والدتها باحتياج
تأملتها صبحية بتعاطف ثم هتفت مؤكدة بنبرتها القوية :- طب والله ربنا هينصرك وهترفعى راسك وسط الخلج كلاتها ... جلبى حاسس وأنتِ خابرة جلب صبحية بجى
رفعت مقلتيها تحدق فى وجه صبحية وهى على وضعها وقالت مؤيدة بمدح :- أصفى وأحن جلب يا خالة صبحية
تفاجأت صبحية من ردها وصدق مشاعرها حتى أن وجنتيها توردت بفرح وتأثر والتصقت بنرجس من الجهة الأخرى لتضم الأثنتين معاً
بعد وقت قصير صدر صوت نحنحة عالية من خارج باب المضيفة فنهضت صبحية لترى القادم فإذا بمحروس يقف على عتبة المنزل محاط بالعديد من الأكياس البلاستيكية المحملة بأصناف من المؤون والطعام وكل ما يحتاجه المنزل
مررت عينيها بين الأكياس ورفعت نظراتها نحو محروس تتسائل بدهشة :- إيه كل ده يا محروس؟
أشار محروس نحو الأكياس ووضح قائلاً :- ديه خزين الدار وكل ما يلزم ... شوفى إكده يا ست صبحية لو فى حاچة ناجصة خبرينى طوالى
تقدمت صبحية خطوتين للخارج وعبثت فى بعض الأكياس تستكشف محتوياتها وهى تقول بانبهار :- ناجصة إيه بجى .. ده كتير جوى
انضمت إليهما شموع تقلب بصرها بين عدد الأكياس التى تفترش الأرض وقالت بحرج :- صُح كتير جوى يا محروس
نفخ محروس أوداجه وقال متباهياً :- كتير كيف!! ... أنتِ فى بيت كرم يا ست شموع وأحمد بيه أبو الكرم والإنسانية
هزت رأسها مؤكدة على حديثه وتنهدت بخفة بينما واصل محروس حديثه وهو يشير نحو زميله الذى أحضر الطلبات بناء على طلب أحمد موضحاً :- عربى هيفضل على البوابة يحرسكم لحد بكره ... وأنا من البدرية هكون عنديكم وأى طلبات تؤمروا بيها هنفذها طوالى
حمحمت شموع لتجلى صوتها وتساءلت باستحياء على من تشعر بالأمان بجواره :- و .. وأحمد بيه مش هياچى؟
فهم محروس إنها ترغب فى الاطمئنان على مشكلتها التى يعمل عليها أحمد لذا هتف بثقة :- أحمد بيه عمره ما تخلى عن حد لچأ له ... أوعاكِ تخافى يا ست شموع حجك راچع إن شاء الله
فرك كفيه بخفة وسأل بتأدب عن طفلها :- إلا المحروس اسمه إيه؟
رسمت ابتسامة باهتة على شفتيها وقالت بخفوت :- عبدالله
:- عاشت الأسامى يا أم عبدالله بيه السمرى
قالها محروس بحماس معترفاً بنسب طفلها ومقتنعاً بصدق حديثها، فأنعش بسمتها وبث الطمأنينة فى نفسها بأن حقها عائد لا محالة
تقدمت صبحية من شموع وحدثتها بجدية :- بجول إيه يا شموع أنا لازمن أعاود دار أمك أچيب خلجاتنا .. أنا نسيت بؤجة (سرة الملابس) الخلجات عنديها وكمان أچيبلها هدمتين تغير فيهم أحنا طلعنا نرمح وسبنا كل حاچة ورانا ... ومش خابرين هنفضل إهنا لميتا
أومأت شموع متفهمة لكنها قالت بتخوف وهى تقبض على ذراع صبحية :- استنى يا خالة لما عم چارحى يعاود .. بلاش تمشى فى البلد لحالك حد يأذيكى ولا يمسك بكلمة
مصمصت صبحية مستنكرة وخبطت كف على الأخرى فوق بطنها وقالت وهى تهز عنقها يمنة ويسرة وترفع أصبعها فى الهواء متوعدة :- يبجى يستچرى أى حد يفتح خاشمه أمعاى ده أنا أمسح بيه شوارع البلد كلاتها
راقبها محروس منبهراً بقوة شخصيتها، طالما شاهدها ترقص فى المقهى أو المولد دون أن تنظر فى وجه أحد أو تحادث أى شخص وربما هذه هى المرة الأولى الذى يستمع لصوتها لذا قال متطوعاً :- أنا هاچى أمعاكِ يا ست صبحية وأهو أتفرچ على اللى أمه داعية عليه وأتعرضلك بسوء
أطلقت صبحية ضحكة مرحة وخبطت على كتف محروس موبخة :- يوه كتك إيه يا واد يا محروس ... ده بدل ما تجول أنا أحميكى يا ست صبحية
قهقه محروس على تعليقها وبرر قائلاً :- أنا أحميكى!! ... ده كفاية تجولى أنك مرات المعلم چارحى ومحدش يجدر يجربلك
رفعت رأسها وهزتها متفاخرة بزوجها ثم التفتت نحو شموع وربتت على كتفها تطمأنها :- اطمنى يا شموع مسافة السكة وأعاود طوالى وأهو محروس أمعاى
أومأت شموع ببطء وودعتها بنظراتها حتى خرجت من بوابة المنزل بصحبة محروس وأغلق خلفهم عربى البوابة ثم جلس بالقرب منها حينها انسحبت شموع للداخل بعد أن أدخلت كل الأكياس ثم أغلقت الباب خلفها

*******************

بعد مغادرة أحمد وجارحى المضيفة وتركوا النساء تحت حراسة محروس الذى أغلق البوابة الخارجية للمضيفة وجلس بجوار البوابة
تربعت نرجس فوق أحد الأرائك تلاعب حفيدها وتهدهده بحنان وبجوارها صبحية تحادثها وتروى لها الصعوبات التى واجهتها شموع ومقدار تخوفها عليها طوال هذه الشهور
أما شموع نفسها فظلت واقفة بمنتصف البهو تتأمل جدران المضيفة وأثاثها، يكلل رأسها وشاح أحمد الذى رفضت خلعه عن رأسها حتى بعد خروج الرجال، رفعت طرفه فى كفها وركزت حدقتيها عليه، تستعيد نظراته اللائمة المعاتبة لها على زواجها من ابن عمه وتسترجع حديثه الأخير معها بنبرته الذكورية المميزة الهادئة ونظراته الصارمة المغلفة بحنان ودفء لم تعهدهما فى رجل من قبل :- أنتوا هتنكوا (ستظلوا) جاعدين أهنا فى الحفظ والصون لحد ما حجك يرچعلك يا .. يا ست شموع
تعلقت عينيها بقتامة حدقتيه وقالت بخفوت حرج :- أنا تجلت عليك يا سى أحمد بيه ... لكن معرفش راچل غيرك يجدر ينصر الحج ويچيب حج ابنى ... عمى چارحى عمل اللى عليه وزياده وچميله وچميلك على راسى من فوج
تدخل جارحى فى الحديث بشهامة يرفض شكره أو تقدير مجهوده ويوضح مكانة الفتاة فى قلبه :- بتجولى إيه يا شموع ... أبوكِ كان كيف أخوى وده واچبى إنى أحميكِ وأجف چارك .. ده حجك عليا يا بتى
التفتت له وابتسمت فى وجهه شاكرة وكفها يمسح على ساعده بامتنان ثم عادت تحملق فى وجه أحمد الذى يرمقها بهدوء وقال بجدية صارمة :- أهو عمك چارحى جالك ... ده حجك علينا وماتنسيش أن ولدك يحمل دم السمرية دلوك
حولت بصرها بحنان أموى نحو وليدها الذى يقبع بين أحضان جدته وتسلل الفخر إلى نفسها بوليدها الذى يحمل دماء ولقب عائلة السمرى رغم بغضها الشديد لوالده
رفعت رأسها إلى ملامح أحمد الخشنة الرجولية وكفها يقبض على طرفى وشاحه الساتر لشعرها ومنحته ابتسامة رقيقة، دافئة وخرج صوتها ناعم وخجول :- كتر خيرك يا سيد الناس
أرخت جفنيها تحتفظ بصورة مقلتيه الحنونة داخل قلبها ثم فتحتهما مرة أخرى لتعود إلى واقعها وتنظر إلى والدتها بحب وشوق كبير
تقدمت منها وجلست بجوارها تضم ظهرها وتريح رأسها المتعب على كتف والدتها باحتياج
تأملتها صبحية بتعاطف ثم هتفت مؤكدة بنبرتها القوية :- طب والله ربنا هينصرك وهترفعى راسك وسط الخلج كلاتها ... جلبى حاسس وأنتِ خابرة جلب صبحية بجى
رفعت مقلتيها تحدق فى وجه صبحية وهى على وضعها وقالت مؤيدة بمدح :- أصفى وأحن جلب يا خالة صبحية
تفاجأت صبحية من ردها وصدق مشاعرها حتى أن وجنتيها توردت بفرح وتأثر والتصقت بنرجس من الجهة الأخرى لتضم الأثنتين معاً
بعد وقت قصير صدر صوت نحنحة عالية من خارج باب المضيفة فنهضت صبحية لترى القادم فإذا بمحروس يقف على عتبة المنزل محاط بالعديد من الأكياس البلاستيكية المحملة بأصناف من المؤون والطعام وكل ما يحتاجه المنزل
مررت عينيها بين الأكياس ورفعت نظراتها نحو محروس تتسائل بدهشة :- إيه كل ده يا محروس؟
أشار محروس نحو الأكياس ووضح قائلاً :- ديه خزين الدار وكل ما يلزم ... شوفى إكده يا ست صبحية لو فى حاچة ناجصة خبرينى طوالى
تقدمت صبحية خطوتين للخارج وعبثت فى بعض الأكياس تستكشف محتوياتها وهى تقول بانبهار :- ناجصة إيه بجى .. ده كتير جوى
انضمت إليهما شموع تقلب بصرها بين عدد الأكياس التى تفترش الأرض وقالت بحرج :- صُح كتير جوى يا محروس
نفخ محروس أوداجه وقال متباهياً :- كتير كيف!! ... أنتِ فى بيت كرم يا ست شموع وأحمد بيه أبو الكرم والإنسانية
هزت رأسها مؤكدة على حديثه وتنهدت بخفة بينما واصل محروس حديثه وهو يشير نحو زميله الذى أحضر الطلبات بناء على طلب أحمد موضحاً :- عربى هيفضل على البوابة يحرسكم لحد بكره ... وأنا من البدرية هكون عنديكم وأى طلبات تؤمروا بيها هنفذها طوالى
حمحمت شموع لتجلى صوتها وتساءلت باستحياء على من تشعر بالأمان بجواره :- و .. وأحمد بيه مش هياچى؟
فهم محروس إنها ترغب فى الاطمئنان على مشكلتها التى يعمل عليها أحمد لذا هتف بثقة :- أحمد بيه عمره ما تخلى عن حد لچأ له ... أوعاكِ تخافى يا ست شموع حجك راچع إن شاء الله
فرك كفيه بخفة وسأل بتأدب عن طفلها :- إلا المحروس اسمه إيه؟
رسمت ابتسامة باهتة على شفتيها وقالت بخفوت :- عبدالله
:- عاشت الأسامى يا أم عبدالله بيه السمرى
قالها محروس بحماس معترفاً بنسب طفلها ومقتنعاً بصدق حديثها، فأنعش بسمتها وبث الطمأنينة فى نفسها بأن حقها عائد لا محالة
تقدمت صبحية من شموع وحدثتها بجدية :- بجول إيه يا شموع أنا لازمن أعاود دار أمك أچيب خلجاتنا .. أنا نسيت بؤجة (سرة الملابس) الخلجات عنديها وكمان أچيبلها هدمتين تغير فيهم أحنا طلعنا نرمح وسبنا كل حاچة ورانا ... ومش خابرين هنفضل إهنا لميتا
أومأت شموع متفهمة لكنها قالت بتخوف وهى تقبض على ذراع صبحية :- استنى يا خالة لما عم چارحى يعاود .. بلاش تمشى فى البلد لحالك حد يأذيكى ولا يمسك بكلمة
مصمصت صبحية مستنكرة وخبطت كف على الأخرى فوق بطنها وقالت وهى تهز عنقها يمنة ويسرة وترفع أصبعها فى الهواء متوعدة :- يبجى يستچرى أى حد يفتح خاشمه أمعاى ده أنا أمسح بيه شوارع البلد كلاتها
راقبها محروس منبهراً بقوة شخصيتها، طالما شاهدها ترقص فى المقهى أو المولد دون أن تنظر فى وجه أحد أو تحادث أى شخص وربما هذه هى المرة الأولى الذى يستمع لصوتها لذا قال متطوعاً :- أنا هاچى أمعاكِ يا ست صبحية وأهو أتفرچ على اللى أمه داعية عليه وأتعرضلك بسوء
أطلقت صبحية ضحكة مرحة وخبطت على كتف محروس موبخة :- يوه كتك إيه يا واد يا محروس ... ده بدل ما تجول أنا أحميكى يا ست صبحية
قهقه محروس على تعليقها وبرر قائلاً :- أنا أحميكى!! ... ده كفاية تجولى أنك مرات المعلم چارحى ومحدش يجدر يجربلك
رفعت رأسها وهزتها متفاخرة بزوجها ثم التفتت نحو شموع وربتت على كتفها تطمأنها :- اطمنى يا شموع مسافة السكة وأعاود طوالى وأهو محروس أمعاى
أومأت شموع ببطء وودعتها بنظراتها حتى خرجت من بوابة المنزل بصحبة محروس وأغلق خلفهم عربى البوابة ثم جلس بالقرب منها حينها انسحبت شموع للداخل بعد أن أدخلت كل الأكياس ثم أغلقت الباب خلفها

*******************

يتبـــــــــــع



سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-09-21, 10:29 PM   #1663

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


انتشرت الأخبار فى القرية كالنار فى الهشيم حتى وصلت إلى سعيد السمرى الذى استشاط غضباً وزرع الأرض ذهاباً وإياباً في انتظار عودة حمدى الذى يمتنع عن الرد على هاتفه المحمول بينما يجلس ناصر بأريحية يتابع غضب والده المحتدم الذى يظهر جلياً على وجهه ثم قال ببرود
:- مزعل حالك بالشكل ده ليه يا أبوي هيه أول مرة يعملها حمدى .. ياما أتچوز فى السر جبل سابج وكان لابد ينكشف فى يوم من الأيام
توقف سعيد عن الحركة والتفتت نحو ابنه صارخاً فى وجهه بعصبية زائدة :- كل مصايبه كانت بعيد عن البلد وعن بنات البلد … دلوك الأمر اختلف وخصوصي أنه أنكر أنه يعرف حاچة عن البت جبل سابج جصاد أحمد اللى حلف أنه ما هيسكت لو كان له يد فى غياب شموع وچنان أمها ... وأهيه شموع ظهرت وعلى يدها عيل كُمان والمدعوج أخوك لسه ماظهرش
نهض ناصر من مكانه وأقترب من والده يتكلم بعقلانية :- بص يا أبوى الشهادة لله حمدى عينيه زايغة ومزواچ صُح لكن ما لوش فى الحرام .. يعنى أكيد أتچوزها عرفى كيف ما بيعمل كل مرة
أشاح سعيد بكفيه فى الهواء يصيح باهتياج
:- ومالجاش غير البت الجهوجية ديه … وبعد ما بجيت كبير العيلة ... أجول إيه أنا للناس وأدافع عنيه كيف دلوك
قلب ناصر عينيه يناظر والده بقنوط، مازال يتوهم أنه الكبير ويتشبث بمكانه لا تليق بضعفه وخذلانه، مد كفه يربت على كتف والده ويهدئه قليلاً :- تعالى أجعد وأهدى شوية يا أبوى ... دلوك يوصل حمدى ونفهم منيه كل شى
طاوع سعيد ولده وتحرك معه ليجلس بتوتر على المقعد ينفخ نفسه فى الهواء وقدمه تهتز بتوتر بينما قبضة يده تضرب على مسند المقعد بإيقاع ثابت، يحاول أن يشغل عقله ويصل لحل ليحجم هذه الفضيحة التى انتشرت فى أرجاء القرية
مر ما يزيد عن الساعة قبل أن يدلف حمدى إلى المنزل بملامح مكفهرة يبدل نظراته المتوترة بين شقيقه الهادئ الملامح ببرود وبين وجه والده المحتقن بالغضب بالطبع وصلت لهم الأخبار وعليه المواجهة الأن
تقدم نحوهما فنهض سعيد من مكانه وشد قامته يرمى ولده بنظره حانقة وما أن أقترب منه وتوقف أمامه حتى صفعة بغتة على وجهه وأطلق لسانه بالصراخ والتوبيخ :- فضحتنا فى البلد يا و** وبجت سيرتنا على كل لسان ... أدى أخرة رمحك ورا الحريم يا عويل ... حطيت راسى فى الوحل بجلة عجلك يا فاچر
تراجع حمدى إلى الخلف بمجرد أن تلقى الصفعة واضعاً كفه على وجهه مصدوم من رد فعل والده، توقع توبيخ وتأنيب ولكن أن يصل الأمر للصفع فهذا كثير خاصة فى سنه هذا
توعد شموع فى نفسه بسوء العقاب فهى السبب فى كل ما يحدث له الأن وصاح كاذباً يبرر لوالده بصفاقة :- محصلش حاچة يا أبوى … ديه بت كدابة وتبجى تثبت لو تجدر
(تجدر تثبت كل حاچة يا حمدى)
صدع الصوت الصارم فى أرجاء البهو يتردد بقوة وصاحب الصوت يتقدم بثبات وثقة حتى توقف أمام سعيد معتذراً باحترام جُبل عليه :- لامؤاخذه ياعمى إنى دخلت الدار دون استئذان لكن حديت حمدى هو السبب
نظر من فوق كتفه باحتقار نحو حمدى الذى تراجع خطوة للخلف وازدرد ريقه الجاف بصعوبة، جاحظ العينين اللتان تظهران جبن أخلاقه ودونوها
أنعقد لسان سعيد عاجزاً عن الدافع عن ولده فهو يكاد يكون واثق من فعلته بينما واصل أحمد حديثه موضحاً لعمه :- سبج واتكلمنا فى الحديت ديه ... وأنكر صلته باختفاء شموع ودلوك بيجول لو تجدر تثبت ... تثبت
التفت نحو حمدى بنظرة متوعدة صقرية أرهبت حمدى الرعديد وصوته الرخيم صارم النبرات يستطرد بثقة :- شموع تجدر تثبت يا ولد عمى ... بتحليل صغير تجدر تثبت أن الواد ولدك ... وبشهادة الجيران فى شجة المحافظة اللى نجلوها على المستشفى بعد ما حاولت تجتلها وديه جريمة تانية هنتحدت فيها بعدين
استحكمت الغصة فى حلق حمدى الذى وضع كفه حول عنقه ووجه يحتقن بدماء الجبن والخوف وأحمد يضيف بنبرته الهادئة الفولاذية :- وتجدر تثبت بشهادة ممرضة المستشفى اللى أنت روحت تسأل فيها على شموع وتطمن أنك خلصت من العيل
جحظت مقلتى حمدى حتى كادت تدحرجان من محجريهما بعد أن ضيق أحمد عليه الخناق بكل هذه المعلومات التى يعرفها، وما غاب عن حمدى أن جارحى قام بتحريات موسعة ليحصل على أى دليل قد يفيد فى إثبات براءة شموع ونسب طفلها
ورغم ضعف موقفه إلا إنه حاول المقاومة والإنكار لأخر لحظة بطبيعته الجبانة التى تخشى المواجهة لذا حاول استجماع شجاعته ليخرج صوته مرتعش متلعثم يقذف شموع بالخطيئة :- ك.. كل ديه مش معناته إنها مراتى
طلت نظره متوحشة فى مقلتى أحمد القاتمة وتقدم خطوة واسعة نحوه أجفلت حمدى وكادت تقلبه على ظهره وهو يتراجع للخلف خوفاً وخزياً
تحكم أحمد فى أعصابه لأخر قطره وقال بنبرة غامضة توشى باقتراب العاصفة :- يعنى بتعترف بالخطيئة وأنك غويت البنت وسرجت شرفها
كان أحمد مقتنع بما يقول فحمدى فعلاً سرق شرفها حين أجبرها على زواج لا تقبل به ليستولى على جسدها لأغراضه الشهوانية التفت برأسه نحو سعيد مردفاً بنبرة أقرب للسخرية يحثه على الحكم على تصرف ابنه :- أتكلم أنت يا .. كبير العيلة اللى يعمل عمله كيف ولدك إكده تحكم عليه بإيه؟
ابتلع سعيد لعابه وحاول رسم الصرامة على ملامحه وهتف بنبرة جهورية في وجهه ولده :- أنطج يا واد بالحج ... أتچوزت البت ديه ولا لاه؟
ازدرد لعابه بصعوبة وأنفاسه تتلاحق بتسارع كالعداء داخل سباق مارثون، دار بعينيه فى وجوه الرجال الثلاثة المحدقة به، إن أنكر الزواج فسيوصم بالعار والخطيئة وإن اعترف ستنتصر ابنه صاحب المقهي عليه ولكن يبدو ألا مفر من الاعتراف، سحب نفس طويل يستجمع شجاعته ثم هتف بغوغاء
:- كنت متچوزها عرفى وخليص طلجتها والواد ده مش ولدى… البت سجطت فى المشتشفى وأنا أتأكدت بنفسى
رفع أحمد حاجبه يرمقه بنفور واحتدام محاولاً السيطرة على أعصابه حتى لا ينقض عليه ويشفى غليله منه، فهناك نار تستعر داخل صدره منذ عودتها القرية، يشعر بالمسئولية نحوها، يشعر أنه خذلها ولم يحميها من هذا العربيد
لم يتدخل ناصر طوال الحديث وإنما وقف موقف المتفرج بينما استمع سعيد لابنه ثم أشار نحوه باقتناع يبرر موقف ابنه
:- أهوه جالك كل شى … تروح تدور بجه بت الجهوجى چابت الواد ده منين؟
توهجت مقلتى أحمد بغضب عاصف والتفت نحو عمه بغتة يرعد بصوت حازم :- لو أنت هتفرط فى دم السمرى أنى مش هفرط فيه ومش هسمح أن ولد من ولادنا يعيش مچهول الاسم والنسب ودم السمرية بيچرى فى عروجه
توترت نظرات سعيد وأكفهر وجهه حرجاً أما أحمد فاستدار من جديد يواجه حمدى الذى يبدو على وشك الانهيار وأخرج من جيب الصديرى الداخلى تحت جلبابه تقرير الطبيبة الذى أعطاه له جارحى ووضعه فى وجه حمدى مفسراً
:- التجرير ده من الدكتورة اللى ولدت الست شموع ومكتوب فيه يوم حدوث الحمل .. بص فى التاريخ مليح يا حمدى كانت لسه على ذمتك فى الوجت ده .. ومش إكده وبس أحسب إكده من يوم ما اتچوزتها لحد اللحظة ديه عدى بالتمام تمن شهور ونص ... الواد ابن سبعة وجعد فى الحضانة فوق السبوعين ... لحجت منين تعرف راچل بعدك وتحمل منيه
مرر حمدى كفه حول عنقه شاعراً بتضيق الخناق عليه ورغم ذلك عاند قائلاً بنبرة مهتزة :- مش لازمن تكون خلفته يمكن اشترته لاچل ما تلهف جرشين
انفلتت أعصاب أحمد من عقالها ووجد نفسه يطيح بكفه فى الهواء ويلطم بظاهر كفه وجه حمدى الذى اختل توازنه من هول المفاجأة وقوة الصفعة المحملة بغضب ابن عمه فسقط على المقعد خلفه يُخفى جانب وجهه مكان الصفعة الثانية التى تلقاها اليوم بذهول من رد فعل أحمد الذى صرخ فى وجهه ببغض :- مش كفاية إنك كذاب .. لاه وفاچر كُمان
بدل سعيد نظره بين أحمد وحمدى ذاهلاً يرغب فى الدفاع عن ولده ولكنه يعلم أنه كاذب ويستحق التعنيف، أشار أحمد بسبابته متوعداً فى وجه حمدى :- اسمع يا عويل أنت جصادك يومين مالهموش تالت .. تعترف بالواد وتسجله باسمك وإلا هتدخل فى محاكم وتحاليل وفضايح وبرضو هتعترف بيه فى الأخر
نظر بطرف عينه نحو سعيد الذى وقف يرمق ولده بخزى وأردف بنبرة ذات مغزى حتى يرشد سعيد ولده لفعل الصواب :- عيلة السمرى فى غنى عن فضايحك يا حمدى
غادر أحمد دون سلام بخطى سريعة مخلفاً خلفه سعيد متجمد بمكانه يناظر ولده باستصغار وخذلان بينما تخلى ناصر عن دور المتفرج أخيراً ونصح شقيقه بهدوء :- أنا من رأى تعترف وتلم الموضوع وبكفيانا فضايح
ألقى بكلماته ثم غادرهم غير مبالى بهم فمركبهما غارق لا محالة

*****************

يتبــــــــــــع



سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-09-21, 10:31 PM   #1664

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


افترشت الأرض محاطة بالعديد من الأكياس البلاستيكية والكرتونية هذا غير الملابس المنثورة فوق الفراش بفوضوية وأمامها حقيبة سفر كبيرة مفتوحة تطوى ملابسها وتضعها بعناية داخل الحقيبة ثم تلتفت لتجذب غرض أخر تتفحصه جيداً بعيون تبرق من السعادة ثم تطويه برقة وتضعه بجانب مثيله داخل الحقيبة باستمتاع
تلفتت حولها تبحث داخل الأكياس عن بعض الملابس الخاصة بالعرائس ثم نهضت لتبعثر المزيد فوق فراشها لتتخير بينهم
التقطت قميص حريرى قصير ووضعته على جسدها ثم نظرت فى المرآة وتمايلت بها بابتسامة خجولة وكلمات مدحت المغازلة تتدافع على ذهنها ثم تتركه وتمسك بأخر لتفعل المثل، لابد أن عقله سيطير وينظم الشعر إذا رأها فى واحد من تلك الأردية
لم يتبقى سوى أسبوع واحد على الزفاف وهى فى غاية السعادة والخوف معاً، الخوف من حياة جديدة تخطو إليها ومسئولية كبيرة تقع على عاتقها خاصة بعد حديثها الأخير مع شقيقها الذى أكد على اهتمامها بالدراسة وأن تلجأ إلى زوجته إذا قابلتها أى عقبات فى أمور المنزل والزواج
أجفلت وأخفت قميص النوم الأحمر النارى القصير خلف ظهرها حين انفتح باب الغرفة فجأة
نفخت نفس طويل حين وجدت شمس تقف على عتبة الباب وهتفت معاتبة :- خضتينى يا شمس أفتكرتك حسام
ضحكت شمس وهى تدلف وتغلق الباب خلفها وقالت ساخرة :- ومن أمتى حسام بيدخل أوضتنا من غير استئذان
أخرجت القميص من خلف ظهرها وفردته بيديها قائلة بدلال :- أنا عارفة بقى .. والله أنا خايفة يجى فى أخر لحظة يأجل الجواز
ضحكت شمس مشاكسة وانتزعت القميص الحريرى من بين يديها وقالت بشقاوة :- عينيكى فتحت أوى يا فرح وبقيتى هتموتى على الجواز
رفعت القميص أمام عينيها وحركته في يديها بحركات راقصة وأردفت بميوعة :- واضح أن تأثير نسمة وصلك وجهزتك بالقميص الأحمر
تخضب وجه فرح خجلاً وعضت على شفتيها خاصة حين ألتفتت شمس تتأمل الفوضي المشعثة فى الغرفة وأطلقت ضحكة مشاغبة وهي تلتقط قميص أحمر أخر من فوق الفراش وأخر من فوق مقعد قريب ورابع ظهر طرفه من حقيبة كرتونية موضوعة على الأرض
ورفعتهم بين يديها تقلبهم يمن ويسار بلونهم الأحمر التي تختلف درجته من واحد عن الأخر وقالت مشاكسه :- إيه كل ده يا فرح ... أنتِ ناوية على إيه بالظبط ... أنتِ عارفة واحد بس من دول بيعمل إيه!!
تركتهم من يديها واحتضنت بطنها المنتفخة لتلمح لها بغمزة عين :- اتفضلى شوفى النتيجة وأنتِ وراكِ تلات سنين دراسة ولا خلاص الدراسة بخ وهتركزى فى الجواز
شهقت فرح مستهجنة برغم نبرتها المتلاعبة :- أزاى بقى الدراسة مهمة جداً ... وأنا هركز فيها أكيد بس دوحة بيحب اللون الأحمر أصله أهلاوى
رقصت شمس أكتافها تتهكم عليها وتعيد كلامها بتلاعب ثم جلست على الفراش بتعب وقلبت عينيها تناظرها بمشاغبة :- دوحة ولا قعدتك مع نسمة فتحت عنيك يا وقحة
قهقهت بمرح ونسمة تدلف حاملة ولدها بين يديها ورمقتهم بغضب وحاجب مرفوع تؤنبهم بغضب مصطنع :- مالها نسمة يا ست شمس ... مش بتحتاچى نسمة ديه ولا إيه!!
وضعت طفلها فوق الفراش ووقفت متخصرة ترمق شمس بتحدي، ضحكت شمس ووقفت تضمها بحب وتقبل وجنتها مرددة بصدق :- وأحنا نقدر نستغنى عن نسمة مرات أخويا القمر
حركت عنقها برضا وابتسمت بخفة هاتفه بحماس وجدعنة :- هملى البُنية تلبس وتتهنى ... ويوم ما تچيب عيال أنا أراعيهم لحد ما تخلص دراستها
قفزت فرح من السعادة وضمت نسمة بحب هاتفه بحب :- ربنا يخليكى ليا يا أحلى مرات أخ فى الكون
قلبت شفتها السفلى ورسمت ملامح البكاء على وجهها قائلة بعتاب جميل :- مرات أخوكِ بعد السنين ديه كلاتها مبجتش أختكم
أعتصرتها ذراعى الشقيقتين بمحبة وود هاتفين :- أختنا وأحلى أخت كمان
ابتسمت نسمة بسعادة وشرعت فى الحديث معهم غافلين عن محمد الذى بدأ يحبو من وقت قريب وزحف فوق الفراش بعد أن داعبت عينيه الألوان الحمراء اللامعة للقمصان الحريرية فزحف نحوها وجلس فوقها وقبض على أحدهم ودسه فوق فمه الصغير
حثتهم شمس على الإسراع فى ترتيب وتحضير حقائب فرح مرددة :- يلا بقى نشوف هنعمل إيه مش عاوزه أتأخر
قطبت فرح حاجبيها بامتعاض وقالت برجاء :- خليكى معايا بقى يا شمس .. أنا محتاجاكى جنبى اليومين دول
تنهدت شمس بتعب ووضعت كفها فوق بطنها المنتفخ معللة :- والله نفسى يا فرح هو أنا عندى أغلى منك ... بس عمة أصيلة لوحدها اليومين دول بعد ما سافر جلال ومراته وندى كمان
نفخت فرح بتذمر وقالت بغضب مصطنع :- أيوه الندلة ديه سابتنى هيه كمان وسافرت ... حبك السفر يعنى
حركت شمس رأسها وقالت باستغراب :- الحقيقة جلال من يوم ما أتجوز وبقى غريب أوى ... تحسى أنه بيسابق الزمن وعاوز يعمل كل حاجة بسرعة
تدخلت نسمة فى الحديث بهدوء :- وماله يا بنات يمكن فرحان بعروسته وبعدين ما أنتِ طالبه طلبات جد إكده من ندى تچيبهالك من مصر ... يا رب كل الناس تفرح ونفرح إحنا كمان
أومأت فرح تؤمن على حديث نسمة وفى لمحة من الزمن شهقت هلعاً وهي ترى قميصها الحريرى يمضغ فى فم محمد ومبلل من لعابه، رفع الصغير رأسه يرمقها بتعجب ثم قهقه ضاحكاً يظنها تلاعبه ثم واصل مضغ طرف القميص
صرخت فرح متذمرة ويديها تجذب شعرها وعينيها على القمصان المفروشة تحته :- مستقبلى ضاع
انتبهت الفتيات نحوها ضاحكات بمرح ثم نهضت نسمة نحو طفلها الذي رمقها بحب ضاحكاً وخيط من عسل فمه ينزل ببطء على قميص فرح المفرود تحته
صرخت فرح من جديد ونسمة تميل عليه وترفع من تحت أبطية تلثم وجنته المكتنزة ثم بررت ببساطة :- حُصل إيه يعنى .. ده حُصلهم البركة لعلمك ده اللى هيچبلك الواد
دفعت فرح في كتفها وغمزت لها مضيفة :- وأحمدى ربنا إنه لابس بامبرز وإلا كنتِ هتاخدى بركة من نوع تانى خالص
انقلبت شمس على ظهرها فوق الفراش تقهقه بمرح وفرح ترفع ملابسها أمام عينيها بملامح باكية وفم مقلوب

*********************

قاد سيارته في طريق عودته إلى المزرعة، رغم غيابه عن بناته طيلة اليوم وغيابه عن تجمعهم اليومى على الغداء إلا إنه لا يرغب فى العودة الأن إلى المنزل
أعصابه ثائرة وعقله يغلى في رأسه آسفاً على براءة هذه الفتاة الصغيرة صاحبه العيون الساحرة، رفع هاتفه على أذنه بعد أن طلب رقم كبرى بناته وانتظر قليلاً حتى فتحت الخط فقال بنبرة هادئة حنونة :- السلام عليكم يا آنسة سلمى
ضحكت سلمى بخجل فوالدها أصبح يدللها كثيراً وكل يوم يمنحها لقب جديد، أجابت عليه بعتاب :- وعليكم السلام يا أبوى أتأخرت جوى علينا
ابتسم بحنان وقد بدأت السكينة تتسلل إلى نفسه مع صوت ابنه الهادئ :- معلش يا ست أبوكى ورايا أمور كتير شاغله بالى وهتأخر عليكم شوى ... أتغدوا أنتوا وديرى بالكم على بعض
قطبت حاجبيها وهتفت بحمائية عاطفية :- وحضرتك يا أبوى هتتغدى فين؟ ... إحنا هننتظرك لما تعاود وناكل أمعاك
نمت ابتسامة رقيقة على شفتيه برضا، ها هو يجنى ثمار تقربه وتودده إلى بناته حب وحنان يغدقانه عليه ... قال برقة
:- مش هاكل غير وسطيكم لما أعاود الدار .. المهم أنتِ الكبيرة وست الدار دلوك جمعى خواتك حواليكى واتغدوا سوا وهستنى تلفونك تطمنينى عليكم وديرى بالك على فچر
أومأت فى الهاتف قائلة :- حاضر يا أبويا ... ما تخافش علينا وأحنا بخير وفچر بخير كُمان
اطمأن عليهم وأغلق الهاتف ثم ترجل من السيارة وسار بتمهل حتى مقعد الرجال فى المزرعة، نظر نحو ساحة التدريب فلم يجد الخيول فاطمأن أيضاً أنهم عادوا لأكشاكهم للمبيت
جلس وأخرج علبة سجائره وأشعل واحدة ثم نفث دخانها فى الهواء، كانت أحداث اليوم ضاغطة على أعصابه بشكل غريب، عودة شموع حركت شئ خامل داخل صدره لا يعرف ما هو
سبح بخياله فى اللامكان وهو ينفث دخان سيجارته بهدوء وبعد عدة دقائق كان يشق هذا الهدوء صوت صياح ورجلان يتقدمان نحوه، يحاول أحدهما منع الأخر من التقدم
أعتدل أحمد فى جلسته وأطفئ السيجارة فى المنفضة أمامه وعينيه مثبتتان على الرجلان وقد أستوعب ما يحدث، كان حجازى يحاول التملص من أحد عمال المزرعة الذى يمنعه عن التقدم حتى يأخذ له الأذن بالدلوف
تقدم حجازى ووقف أمام أحمد بمظهره المذرى بجلبابه المترب وشال عمامته الذى يرتخى على كتفيه محمل ببقع دمائه ووجهه المنتفخ من أثر الضرب الذى تلقاه وقال باندفاع :- أنا فى عرض چنابك يا أحمد بيه ... بيتى أتخرب چارحى كسر الجهوة فوج دماغى
أسند أحمد ظهره لمقعده يرمقه بلامبالاة وقال ببساطة :- وچارحى عمل إكده ليه!! .. كسر الجهوة من الباب للطاج إكده
ابتلع حجازى لعابه بحزن وفتح كفيه الخاويين فى الهواء، يعلم بمساندة أحمد لشموع ولابد أنها قصت له كل شئ لذا قال بتوسل وعينيه تكاد تذرف الدمع :- ده شجى عمرى يا أحمد بيه ... كنت أعمل إيه بس .. حمدى بيه هددنى يحرج الجهوة ويجطع رجبتى .. كنت هعمل إيه بس
هب أحمد من مكانه بغته وقبض على تلابيب حجازى يهز جسده ببغض :- تجوم تبيع البُنية اليتيمة اللى عايشة فى حماك
هز رأسه برفض وبرر ندالته وطمعه قائلاً :- كنت مفكر إنى هچوزها لواحد من كبرات البلد يراعيها ويحميها من وجفة الجهوة وسط الرچال
رمقه أحمد بنظره عدم تصديق فهو استعبد الفتاة منذ صغرها وجار على حقها ودفعها لتعمل فى المقهى لتكسب رزقها بنفسها، هرب حجازى بنظراته من مقلتى أحمد الصارمة وقال مهادناً وهو يدس يده بجيب جلبابه :- شموع ديه بت مراتى وكيف بتى .. وأنا مستعد أشهد أمعاها والدليل أهاه
أخرج ورقة مطوية قدمها لأحمد الذى أفلت ملابس حجازى وفض الورقة وعينيه تجرى على حروفها وحجازى يوضح مهادناً يشترى حياته وينضم للجبهة الفائزة :- ديه صورة من عجد چواز شموع ... حمدى بيه أخد منى الورجة الأصلية وجطعها لكن أنا كنت عامل حسابى لاچل ما أحفظ حج بتى وصورتها أكتر من صورة
رفع أحمد وجهه يطالع حجازى يعلم أنه كاذب وأنه يحاول تحسين صورته فقط من أجل مصالحه الشخصية ولكنه قال بقبول :- ماشى يا حچازى أكيد هنحتاچ شهادتك مع شموع
خبط على صدره بقوة هاتفاً بحماس :- تحت أمرك ... أنا غرضى إيه غير مصلحة بتى وبت مراتى
أومأ أحمد ببطء بينما فرك حجازى كفيه وقال بنعومة يقتنص حماية أحمد :- أنا فى حماك يا أحمد بيه مش خابر أخاف من حمدى بيه ولا من چارحى ... كفاية الخراب والخسارة اللى وجعت فوج راسى
تأمله أحمد من رأسه لأخمص قدميه محتقراً، يعلم أنه مخادع وجشع ولكنه يحتاجه الأن لمصلحة شموع
أشاح أحمد برأسه وهو يطوى الورقة بين يديه ووعده قائلاً :- عاود لشغلك يا حچازى ومحدش هيتعرضلك
اتسعت عينى حجازى فرحة ومسح على صدره غير مصدق :- صُح يا أحمد بيه
أومأ أحمد بصمت وعاد يجلس بمكانه فانسحب حجازى بظهره وهو يرفع كفيه فوق رأسه شاكراً وهو يدعوا لأحمد بطولة العمر
راقبه أحمد وهو يغادر المكان ومال جانب فمه بابتسامة جانبية فخطته مع جارحى تسير على ما يرام حتى الأن ولن يمر وقت طويل قبل أن يثبت زواج شموع ونسب ابنها

*******************

قــــراءة ممتـــــــعة
إلى القراء الصامتين أصواتكم وتعليقاتكم هتفرق كتير ❤



سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-09-21, 10:41 PM   #1665

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 41 ( الأعضاء 13 والزوار 28)
‏سما صافية, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏نجمة القطب, ‏wafaa hk, ‏asmaaasma, ‏فتاة طيبة, ‏دموع عذراء, ‏yasser20, ‏سوووما العسولة, ‏Kemojad, ‏سر الاحساس


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-09-21, 11:35 PM   #1666

Rima08

? العضوٌ??? » 410063
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,391
?  نُقآطِيْ » Rima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond repute
افتراضي

حجازي الكلب فرحت بي جدا اما حمدي ينطبق عليه المثل اتاك الموت يا تارك الصلاة
سما صافية likes this.

Rima08 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-21, 12:42 AM   #1667

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

لولولولولولولى فرحانه من قلبى مش فى روح قلبى طبعا دا واطى بس فرحانه فيه
واخيرا ياحمدى الحقيقة ظهرت والحلم القصير اللى حلمته ياعينى بجوزاتك الاربعه وانك تكون كبير السمرية طار فى الهوا شاشى تستاهل

سعيد الكبير اتنيل

حجازى بيحاول ينط من المركب قبل ماتغرق بس هى غرقت على دماغه والحمد لله

ياعينى عليك ياابو الرجولة يااحمد باشا السمرى ربنا يعوضك خير ويخلصك من الحيزبون نجوى عن قريب ان شاء الله

ياعينى على القمصان الحمرا يادودح زادت بركة
الفصل رهيب ياايمى تسلم ايدك



سما صافية likes this.

ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 29-09-21, 12:48 AM   #1668

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 48 ( الأعضاء 24 والزوار 24)
‏سما صافية, ‏Moon roro, ‏ام زياد محمود, ‏بريق العابرين, ‏amana 98, ‏sara osama, ‏شارلك, ‏فاطمة زعرور, ‏م ممم ممم, ‏فالنسيا, ‏yasser20, ‏Rima08, ‏asaraaa, ‏مريم ياسمين, ‏زهرة الحنى, ‏gawaddark, ‏رونى تامر, ‏دموع عذراء, ‏نجوى خليل, ‏Kemojad, ‏باااااااارعه, ‏فتاة طيبة, ‏supermumy, ‏Wafaa elmasry


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-09-21, 01:03 AM   #1669

هدهد الجناين

? العضوٌ??? » 482070
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 74
?  نُقآطِيْ » هدهد الجناين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل مشحوووون اوووي 😎❤️❤️
احلي حاجه القلمين اللي حمدي اخدهم 😂😂😌
انا متعتطفه جدا مش شموع بس بجد مش هحب أبدا أن احمد يتجوزها 🤚
الا هو فين حبيب الملايين فاروج القلب 🤔❤️

سما صافية likes this.

هدهد الجناين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-21, 01:05 AM   #1670

عشقي بيتي

نجم روايتي وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 427263
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,408
?  نُقآطِيْ » عشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond repute
افتراضي

روووووووووعه واكثرمن روعه
اخيراظهرالحق والاكشن اشتغل
يستاهل حمدي وحجازي بردت نارقلبي
ابدعتي سمابقوه
سلمت يداكي
موفقه غاليتي باذن الله

سما صافية likes this.

عشقي بيتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:06 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.