آخر 10 مشاركات
458 - صباح الجراح - كاتي ويليامز (عدد جديد) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جديدة .. من الرعيل الأول (الكاتـب : enaasalsayed - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          131-القاضي والمخترعة - روايات ألحــــان (الكاتـب : Roqaya Sayeed Aqaisy - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          وآخرون يعشقون *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : انسام ليبيا - )           »          43 - الحاجز - نبيل فاروق (الكاتـب : MooNy87 - )           »          5 - هي في حياتي - شريف شوقي (الكاتـب : حنا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4154Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-02-22, 03:15 PM   #2321

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
.


واسعد الله اوقاتك عزيزتي ..

اخيرا حطت الرحال وانتهى المشوار الطويل بعد الصراعات والضغوطات والمشاكل الحياتية لعائلة البدري وعائلة السمري وعائلة الدكتور طه بالصبر الطويل والتحمل بالعوض الجميل والراحة والسعادة التي لونت حياتهم وملأتها بهجة وفرحة ..♥️♥️
دائما وابدا كان وما زال الله وعده لعباده بعد العسر يسرا وقد صدق وعده ..وتمم فرحة ياسمين وطه بالعوض الحلو بالطفلة يُسر ..
الف الف مبروووووك على النهاية السعيدة والحياة المريحة لباقي ابطالنا وقد اكتملت فرحتهم ..
نتمنى ان تجد ندى فرحتها في عمل آخر يجمعها من جاد ..
سلمت يمناك على هذا العمل ومباااااارك الختام في الاسبوع القادم
🌺🌸🌺🌸🌺🌸🌺🌸🌺🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹♥️♥️♥️♥️♥️


منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-22, 05:09 PM   #2322

م ممم ممم

? العضوٌ??? » 490132
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 48
?  نُقآطِيْ » م ممم ممم is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم فين الفصل الاخير

م ممم ممم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-22, 08:27 PM   #2323

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ممم ممم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم فين الفصل الاخير

https://www.rewity.com/forum/t474680...l#post15843720


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-02-22, 09:29 PM   #2324

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال سلامة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
.


واسعد الله اوقاتك عزيزتي ..

اخيرا حطت الرحال وانتهى المشوار الطويل بعد الصراعات والضغوطات والمشاكل الحياتية لعائلة البدري وعائلة السمري وعائلة الدكتور طه بالصبر الطويل والتحمل بالعوض الجميل والراحة والسعادة التي لونت حياتهم وملأتها بهجة وفرحة ..♥️♥️
دائما وابدا كان وما زال الله وعده لعباده بعد العسر يسرا وقد صدق وعده ..وتمم فرحة ياسمين وطه بالعوض الحلو بالطفلة يُسر ..
الف الف مبروووووك على النهاية السعيدة والحياة المريحة لباقي ابطالنا وقد اكتملت فرحتهم ..
نتمنى ان تجد ندى فرحتها في عمل آخر يجمعها من جاد ..
سلمت يمناك على هذا العمل ومباااااارك الختام في الاسبوع القادم
🌺🌸🌺🌸🌺🌸🌺🌸🌺🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹♥️♥️♥️♥️♥️


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ارجو أن تكون الرحلة كانت ممتعة وخفيفة على القلوب
العوض يأتي بعض الصبر والتحمل ووصل ابطالنا إلى راحة النفوس واستقرارها
لسه ما فكرت هل يمكن عمل جزء تاني أم لا
الايام تبين إن شاء الله
شكرا منولة على متابعتك وتشجيعك اختي العزيزة ♥️♥️♥️😍😍


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-02-22, 08:00 AM   #2325

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سما صافية مشاهدة المشاركة
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ارجو أن تكون الرحلة كانت ممتعة وخفيفة على القلوب
العوض يأتي بعض الصبر والتحمل ووصل ابطالنا إلى راحة النفوس واستقرارها
لسه ما فكرت هل يمكن عمل جزء تاني أم لا
الايام تبين إن شاء الله
شكرا منولة على متابعتك وتشجيعك اختي العزيزة ♥️♥️♥️😍😍
الف الف مبروووووك 🌹🌹🌹🌹
كانت رحلة طوييييلة وممتعة سعدت بمصاحبتك كثيرا غاليتي ..♥️♥️
وان شاء الله يكون هناك الكثير والكثير من الأعمال الرائعة والممتعة 🌺🌸
يعطيك العافية حبيبتي 🌹🌹🌹


منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-22, 10:45 PM   #2326

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال سلامة مشاهدة المشاركة
الف الف مبروووووك 🌹🌹🌹🌹
كانت رحلة طوييييلة وممتعة سعدت بمصاحبتك كثيرا غاليتي ..♥️♥️
وان شاء الله يكون هناك الكثير والكثير من الأعمال الرائعة والممتعة 🌺🌸
يعطيك العافية حبيبتي 🌹🌹🌹

ويا رب دايماً صحبة واخوة يا رب 😍❤️
يعطيك ألف عافية حبيبتي ❤️


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-02-22, 10:38 PM   #2327

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلنا لختام رحلتنا مع أبطالنا الحلوين
أرجو أن تنال اعجابكم كما أرجو أن أكون كنت ضيفة خفيفة عليكم
ممتنة بشدة لكل من تابع الرواية معى وترك بصمته من خلال مشاركته وتعليقه

❤❤❤❤


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-02-22, 10:39 PM   #2328

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الخـاتمــــة

*********


عدة أشهر انقضت امتدت فيها جسور الود والمحبة بين زوجة الأب الشابة والفتيات الصغيرات، عفوية شموع وطيبة قلبها منحاها القدرة على تحمل تجاهل وبرودة التعامل مع الفتيات فى بداية انتقالها للمنزل الكبير وبمرور الوقت ذاب الجليد وتوطدت العلاقات وكان السبب الرئيسى هو اجتماعهم على حب وإحترام رب الأسرة الذى يبذل قصارى جهده لإرضاء الجميع دون الجور على حق أياً منهم على حساب الأخر
مر عليهم العديد من المواقف التى واجهوها سوياً كأسرة حقيقية ظهر فيها معدن شموع الأصيل أمام الفتيات وربما كان أخر هذه المواقف نجاح سلمى فى اختبارات الثانوية العامة بعد أن تضافرت كل الجهود لتوفير سبل النجاح لها من جميع أفراد الأسرة
وقبل إعلان النتيجة كانت شموع قد أعدت نفسها للاحتفال بالنجاح الذى لم يُعلن بعد، بتحضير قالب من الحلوى وزجاجات من الشربات وخلافه ثقة فى جهد ابنة زوجها وسعيها الجاد للنجاح
حتى أن سلمى نفسها أصابتها الدهشة من ثقة شموع فى نجاحها وهى التى يلتهم الخوف قلبها فى انتظار عودة والدها بالنتيجة المنتظرة ولكنها الرغبة فى الفرحة والفأل الحسن الذى نشرته شموع فى الأجواء فأضاف فرحة مسبقة على الجميع فشاركها الجميع هذه التجهيزات حتى وصل والدها بالخبر اليقين
أما نرجس والدة شموع فكانت كالضيف الخفيف الذى لا يشعر به أحد فكانت تقضى وقتها بين جنبات المطبخ تساعد نحمدو فى صنع الطعام أو فى رعاية عبدالله وفجر تتجول بينهم بهدوء وتناقشهم بصوت خافت وقد وجدت سكينة قلبها فى مجاورة ابنتها ورعاية حفيدها
أما اليوم فأنقلب حال المنزل رأساً على عقب بمجرد شعور شموع بألام الوضع استدعت سلمى والدها للعودة إلى المنزل كما أسرعت نرجس بإستدعاء صبحية ورئيسة للمساعدة
خيم على الجميع غيمة من التوتر والاضطراب على وقع صرخات شموع المتألمة وخاصة سلمى التى مازالت متأثرة بوفاة والدتها بعد وضعها مباشرة
منذ عاد أحمد إلى المنزل بصحبة طبيبة التوليد ولينا التى أصر على حضورها للمساعدة فى الوضع وهو يجلس بالخارج فى الشرفة الخارجية للمنزل شاخص النظرات فى الفراغ يشعل سيجارة من أخرى بتواتر، يكتنف قلبه رهبة خفية، يخشى على محبوبته الألم وعلى طفله المنتظر مصير واجهه مراراً مع زوجته السابقة
الفقد، الفقد حتى قبل اللقاء فكم من ابن أو ابنة فقدهم بمجرد خروجهم للحياة ولم يتبقى منهم سوى ألم متوغل فى القلب والروح
من داخل المنزل كانت سلمى تتابع والدها الساكن مكانه بتعاطف، تشاركه قلقه وتوتره فتجربة والدتها الأخيرة فى الإنجاب ثم الرحيل من الحياة تركت أثرها فى كليهما غير واعية أن جرح والدها أعمق من ذلك بمراحل
أعدت كوب من العصير المنعش ودلفت إلى الخارج تنضم إلى خلوة والدها الهادئة، وضعت الكوب أمامه على الطاولة ثم جلست على مقعد مجاور له وقالت بابتسامة رقيقة
:- عملت لحضرتك كوباية ليمون تروج به أعصابك يا أبوى
تأمل ملامحها الجميلة وعينيها التى تشاركه القلق والتوجس ثم شكرها بهدوء وتناول الكوب ارتشف منه القليل ثم أعاده لموضعه
وسألها باهتمام بعد أن أطلق زفرة حارة، يحاول أن يشغل تفكيره حتى يأتى فرج الله بخبر وصول مولوده الجديد :- خواتك فينهم أومال؟ .. مش سامع ليهم حس
رسمت بسمة خفيفة على ثغرها وشبكت أصابعها فى حجرها تجيب سؤاله :- كلاتهم فى الصالون الفوجانى جصاد چناح حضرتك منتظرين المولود الچديد
طأطأ رأسه مرخياً أهدابه لبرهة داعياً الله فى قلبه أن يمن عليهم بالخير والسعادة بقدوم هذا المولود الذى يرجوه من الدنيا فهو ثمرة عشق ومودة وتراحم مع زوجته الحبيبة
رفع عينيه نحوها يواصل أسئلته، يشمل الجميع باهتمامه ورعايته كالعادة :- والصغار!!
استرسلت فى الحديث تنقل له صورة عن الوضع بالطابق العلوى فهو لم يستطع الصعود منذ عاد مع الطبيبة، لم يتحمل قلبه رؤية محبوبته متألمة حتى أن مجرد صوت صراخها أثار الرجفة فى أوصاله
:- فچر وعبدالله مع خالة صبحية فى الصالون وأمعاهم سندس ونوارة .. أصل نوارة بتحب خالة صبحية تعملها ضفيرة السنبلة فى شعرها
أومأ بخفة ثم أطلق تنهيدة عميقة طويلة وسبح بنظراته خلال أوراق الشجر المتراقصة فى الحديقة، روحه تهفو للاطمئنان والسكينة ولن تحظى بهما حتى تتكحل عينيه برؤية زوجته وطفلهما الوليد، رمقته سلمى بنظره متشككة، حائرة وسؤال يدور فى مخيلتها أفصحت عنه بتردد خافت
:- هو حضرتك كنت بتبجى جلجان إكده على أمايتى برضك لما كانت بتوضع يا أبوى؟
دار برأسه نحوها ببطء يتفحص خجل ملامحها ويلتمس حيرتها وتذبذب مشاعرها، مد كفه يحتوى راحتها الصغيرة وشدد عليها بثقة تماثل نبرة صوته الرخيم
:- كل مرة كنت بنتظر على شوج وصول المولود الچديد وكنها أول مرة .. بكره تكبرى وتتچوزى وتعلمى فرحة الأب ولا الأم باستجبال حتة منيهم بتمشى على الأرض وترمح جصاد عنيهم بتبجى كيف .. أومال بيسموه فلذة الكبد ليه
طأطأت رأسها خجلاً تقبض كفها الحرة وتضمها بارتباك، تخشى فى قرارة نفسها من مواجهة حزن أو فقد جديد لذا سألت من جديد بتوجس :- لكن شموع هتبجى زينة .. مش هيچرالها كيف أمى!!
حدجها بنظرة غامضة فصححت كلمتها سريعاً بحرج :- أجصد خالة شموع
ابتسم برزانة ورفع كفه الأخر يربت على كفها بحنو وعينيه تحتوى قلقها وحرجها وقال بسلاسة :- أنى خابر إنك بتنادمى عليها شموع من غير خالة
اتسعت عينيها تناظره بالتباس وسألت بعبوس وكأن شموع خانتها أو أفشت سرها :- هى اللى جالت لحضرتك
نفى بهزة من رأسه ثم قال يقارعها بمرح :- لاه أنتِ اللى جولتى .. طوالى لسانك بيجع جصادى وتنادمى عليها باسمها
أسرعت تدافع عن موقفها ومالت بجذعها للأمام تؤكد بنبرتها التى تشبه الاعتذار :- والله مش جلة إحترام يا أبوى .. بس هى جريبة منى فى السن و..و آآ
ربت على كفها من جديد يوقف دفاعها وقال بهدوء :- أنى خابر .. ومش زمجان بالعكس ديه دليل إنكوا بجيتوا كيف الصحاب .. أو على الأجل فى ود صار بيناتكم وده شى يسعدنى
أومأت مؤكدة بحماس بنبرة واثقة :- صُح يا أبوى .. هى طلعت طيبة جوى كيف ما حضرتك جولت .. بتخاف علينا وبتحبنا
ضغط على راحتها بين كفيه بدفء وأجاب سؤالها الأول الذى ضاع بين حديثهم يطمئن نفسه كما يطمئنها
:- شموع هتبجى زينة بأمر الله .. لساتها صغيرة وچسمها سليم وتتحمل الولادة
بعد عدة دقائق قضوها فى المسامرة لمح جارحى عند بوابة المنزل الرئيسية يقف مع محروس فنهض من مكانه بعد أن ترك سلمى بمفردها وتوجه نحوهم يستقبل جارحى قبل أن يصل إليه
حين اقترب منهما سمع جزء مع حديثهما الودى وجارحى يسأل عن حال ولد محروس الصغير الذى وفى بوعده وأسماه باسم رب عمله
:- وكيف حال ولدك أحمد دلوك يا محروس .. صار عنديه كد إيه؟
فرك محروس طاقيته القطنية فوق رأسه وقال بتفاخر :- تم سنة بفضل الله
:- ربنا يبارك فيه .. عجبال ما تخاويه عن جريب
صدح صوت أحمد مُرحباً يقطع حديثهما :- يا مرحب يا معلم چارحى
التفت نحوه جارحى يربت على صدره بامتنان وأخفض طرفه قليلاً ثم قال معتذراً بتأدب يوضح رغبته فى الاطمئنان
:- لامؤاخذة يا أحمد بيه .. أنى علمت من صبحية أن الست شموع بتوضع .. يا رب خير
هز رأسه بوقار يعلم كيف يعتز جارحى بشموع ويعتبرها بمثابة ابنة له ورغم ذلك منذ زواجها بأحمد منحها لقب سيدة إحتراماً لمكانتها الجديدة .. أجاب أحمد بسلاسة :- لسه يا چارحى الدكتورة أمعاها
:- ربنا يچيب الخير إن شاء الله
قالها داعياً بقلب أب ثم دس كفه فى جيب قميصه ليخرج ظرف أبيض وقربه نحو أحمد موضحاً :- إيراد الجهوة السبوع ديه يا أحمد بيه .. أنى جولت أچيبه أمعاى بالمرة
تناوله أحمد ببساطة فقد اعتاد على ذلك منذ أن تولى جارحى إدارة المقهى يتسلم منه النقود ثم يضعها فى رصيد شموع بأحد البنوك .. سأله بجدية :- وأخدت نسبتك ومرتب رچب
رفع كفيه مفرودتين أمامة مؤكداً برضا :- كله تمام .. كيف ما حضرتك أمرت .. وفى الظرف ورجة بحساب المصروفات كُمان
أومأ أحمد بعدم اهتمام فجارحى يتولى الأمر على خير وجه، التقط جارحى انشغال عقل أحمد بما يدور داخل المنزل فاستأذن حرجاً
:- أنا هستأذن دلوك يا أحمد بيه .. وإن شاء الله اطمن على الست شموع لما أعاود أخد صبحية وأمى
ودعه شاكراً ثم عاد أدراجه حيث تنتظر ابنته الكبيرة فى الشرفة وضع الظرف فى يدها وطلب منها أن تضعه بغرفة مكتبه فنهضت تلبى الأمر وجلس هو من جديد يرفع رأسه للأعلى فى انتظار الخبر السعيد

*****************

دقائق مرت ثقيلة على النفوس المنتظرة بتوجس حتى انطلق صوت نوارة فى جنبات المنزل وهى تركض هابطة درجات السلم تعلن بفرح عن وصول المولود الجديد
هب أحمد من مكانه وهرع نحوها وخلفه سلمى، وقف أسفل الدرج فى استقبال ابنته وضم كتفيها بين كفيه بمجرد وصولها أمامه لاهثة الأنفاس وسألها بتلهف :- صُح يا نوارة
تحرك صدرها صعوداً وهبوطاً تلتقط أنفاسها وهتفت بحماس :- أيوه يا أبوى سمعت صوت المولود بيبكى
تخطاها مهرولاً إلى الأعلى تتبعه ابنتاه وتوجه صوب جناحه الخاص حيث تقبع شموع بالداخل مع الطبيبة، وهناك وجد صبحية وسندس تقفان أمام الباب بترقب متلهفتان لمعرفة نوع المولود وخلفهما كان عبدالله يلعب بكرة ملونة بين يديه ويقذفها نحو فجر
حين ظهر أحمد أمامهم أبطأ من خطوته وحمحم بخشونة يتجول بنظراته بينهم فى انتظار أى خبر ربما وصل إليهم من الداخل
تركت فجر اللعب وأسرعت نحو والدها وخلفها عبدالله يركض نحو أحمد بمجرد أن رآه وتشبث بساقه ينادى عليه ليحمله
مال يلتقط عبدالله بين ذراعيه وربت على ظهره فى تيه بينما رفعت فجر رأسها نحو والدها تتساءل بحيرة :- أختى الچديدة چات يا أبوى
مسح على شعرها برفق يومئ بخفة بينما جذبتها صبحية تضمها إلى جسدها بحنو وقالت برجاء :- ويمكن يطلع أخوكِ يا فچر
ظلوا على وقفتهم أمام باب الغرفة المغلق لدقائق أخرى لم تطل حتى انفرج الباب وخرجت طبيبة التوليد تبارك لأحمد وصول المولود الجديد، شكرها واطمأن على حال زوجته دون أن يفكر فى السؤال عن جنس المولود فالمهم هو صحة زوجته وأياً كان المولود فهو مزيج من كليهما
التفت حيث تقف سلمى تحادث سندس بخفوت بعد أن ترك عبدالله أرضاً فعاد ينضم إلى فجر للعب سوياً والتى تنظمه نوارة وتشارك به أحياناً .. قال بجدية وهو يشير نحو سلمى
:- سلمى وصلى الدكتورة للباب وجولى لنحمدو تبلغ محروس يوصل الدكتوره مُطرح ما تحب ويعاود طوالى
صاحبت سلمى وسندس الطبيبة حتى الخارج ينفذا أوامر والدهما أما صبحية فاستغلت الفرصة وتبعت فضولها فتسللت إلى داخل الغرفة
سحب أحمد نفس طويل وأخرجه ببطء، لم يعد يقوى على احتمال المزيد وقد هدم القلق أخر أركان هدوئه وتعقله
انفرج الباب من جديد عن رئيسة تتأبط ذراع لينا تتوكأ عليها وتتغزل بها بشقاوتها المعهودة :- وأنتِ يا حلوة يا أم عيون زرج متچوزة؟
أجابتها لينا بابتسامة مرحة وقد شعرت بطيبة السيدة المسنة ولطف حديثها، رفعت يدها اليمنى تظهر محبس الخطبة قائلة :- مخطوبة للمهندس جلال البدرى
حركت رئيسة عنقها بتراقص وقالت مشاغبة :- لازمن أمه دعياله
ضحكت لينا بمرح وتقدما ببطء يتجاوزا عتبة الباب ومن خلفهما انطلقت زغاريد صبحية الفرحة، كل هذا وأحمد يقف متململا والفضول واللهفة يلتهمان قلبه ببطء، يتوق للدلوف حيث زوجته ومولده الجديد ليهدأ القلب ويسكن بجوار الأحبة
توقفت رئيسة أمامه ورفعت رأسها عالياً بقامتها القصيرة تنظر فى وجهه أحمد وكفها المتغضن امتدت إلى صدره تربت عليه مهنئة
:- مبارك ما چالك يا سيد الرچال .. يتربى فى عزك ويشد ضهرك يا ولدى
باركت له لينا بدورها وسمحت له بالدلوف وهو يحاول بأقصى جهده التحكم فى نفسه حتى لا تظهر لهفة قلبه وروحه فقال بنبرة منضبطة :- انتظرى شوية يا لينا ... هوصلك للدار
أومأت موافقة وقالت بترحاب وهى تضم كف رئيسة المستريح على ساعدها :- براحتك يا باشمهندس .. أنا هقعد مع خالة رئيسة شوية
سعدت رئيسة بطريقة نطق لينا الرقيقة لاسمها وأخذت تدللها بمرح واتخذا ركن للجلوس وتبعتهم صبحية التى باركت أيضاً وتركت الغرفة مغادرة
دلف أخيراً إلى غرفة النوم وعينيه تمتد لهفة على ملامح شموع المرهقة وجسدها المنهك ونرجس تقف بجوارها تلف المولود بحرص واهتمام داخل إزاره
شقت بسمة بهجة وافتخار طريقها على ثغر شموع خصت بها زوجها وهو يقترب منها، مالت والدتها عليها ووضعت المولود بين ذراعيها ثم انسحبت من الغرفة بعد أن هنأت أحمد والذى كان سابحا فى عالم أخر، فى بحور زوجته البنية المتلألئة ابتهاجا عكس ملامحها المتعبة، قلبه يخفق بتواتر وكأنه أول مرة يمر بهذه التجربة وكيف لا فالخوف على المحبوب له مذاق أخر
جلس على طرف الفراش بجوارها وهبطت نظراته نحو الملامح الصغيرة المنكمشة ثم رفع عينيه مرة أخرى يذوب فى ملامح زوجته وأنامله تحتضن وجهها بلطف وحنو يناديها بلقبها المحبب إليه :- حمدالله على سلامتك يا ضى الشموع
:- تسلم وتعيش يا سيد الرچال
مدت ذراعيها بالمولود نحوه ووضعته بين يديه بحنو هامسة بعشق لمن ملك قلبها :- ولدك يا أبو الرچال .. يتربى فى عزك ويكبر فى حماك
ضم الصغير إلى صدره وقد انتابت جسده رعشة رهبة وتعالت خفقاته بشكل خطير وتسارعت أنفاسه ومقلتيه تتفحص وجه الصغير الأسمر، يحرك أصبعه أمام أنف الصغير يشعر بأنفاسه المترددة فى صدره
لأول مرة يحتضن طفل ذكر من صلبه وما زال على قيد الحياة، سبق وأنجب طفلين من الذكور وقدر له أن يحتضنهم بعد أن فارقتهم الحياة ويقف على دفنهم تحت التراب
وقر فى قلبه أن ليس له نصيب فى إنجاب الذكور فاكتفى ببناته عن إقتناع هرباً من مقدار الألم والوجع الذى يعانيه جراء دفن أولاده وليت زوجته الأولى وعت هذا بل أصرت على مواصلة الألم حتى قضت على نفسها
الأن هاهو طفله حى يرزق بين يديه، لم يستطع أن يفصل عينيه عن الملامح الصغيره المنكمشة والكف المقبوض على شئ وهمى فى الهواء، يقاوم دمعه عنيدة تتلألأ داخل عينيه أن أطلق سراحها فربما تستدعى المزيد
صدع صوت شموع حانى وكفها الدافئ يحتضن وجنته قائلة بخفوت :- شبهك يا سى أحمد
اتسعت بسمته دون مقاومة، يتفحص البشرة السمراء الفاتحة والملامح الصغيرة التى لاتزال عابسة كمن لا يدرى أين هو وماذا يفعل هنا، شاكسها بخفوت بصوت متحشرج من تأثر عاطفته :- أباااه .. هو أنى عفش إكده
شهقت إعتراضاً ورفعت جذعها رغم الألم تنظر فى وجه الصغير وتمسح على بشرته الحريرية بخفة، تدافع بشدة عن وليد عشقها
:- ديه بدر منور .. نفس لونك وشعرك الحرير ديه .. ربنا يچعله سند وعون لينا
ابتلع ريقه بقوة متأثراً حتى أن تفاحة آدم تحركت فى عنقه يبتلع رغبته في البكاء فرحاً وشكراً
مدت كفها تمسح على صدره تشعر بخفقاته المتسارعة ثم رفعت كفها تمسح على عينيه، تسمح لدمعته أن تتحرر من محبسها ثم جذبت رأسه لترتاح على صدرها تحتوى عاطفته وتقاسمه لحظات فرحته

*****************

يتبــــــــــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-02-22, 10:41 PM   #2329

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

شقت سيارة أحمد طرقات القرية يقودها محروس فى طريقهم إلى فيلا السمرى الكبير، يطلق أبواق السيارة فرحاً وابتهاجاً بمولود رب عمله الجديد
داخل السيارة كان أحمد الذى يجلس بجوار مقعد السائق يضم كنزه الصغير تحت عباءته إلى جوار قلبه، يخفض مقلتيه كل ثانية وأخرى يحملق فى الوجه الصغير بحنو ويتمتم بالدعاء حمدا وامتنان لرب العالمين
أما لينا فكانت تجلس فى المقعد الخلفى تتبادل الرسائل مع خطيبها الحبيب تخبره بخط سيرها لحظة بلحظة تعيش معه أجمل أيام حياتها وقد أقترب موعد الزفاف
وصلوا إلى الفيلا فترجلت لينا أولاً ودلفت إلى الفيلا حيث استقبلها والدها لائماً على تأخرها
:- أتأخرتِ أوى يا لينا الشفت بتاعك خلص من بدرى.. كنتِ فين؟
ضمت والدها بحب وبررت تنفى ما تبادر لذهن والدها عن تواجدها مع خطيبها كما دأبا أن يفعلا بعد ساعات عملها :- ما تقلقش يا بابى .. كنت فى بيت أحمد ابن عمى
قطب صلاح حاجبيه متعجباً بينما خرج السؤال من عدلى بتخوف :- ماله أحمد .. البنات بخيروهو بخير!!
رفعت كتفيها وأخفضتهم ببساطة وقبل أن توضح كان أحمد يدلف إلى الدار حاملاً ولده بين ذراعيه، وقف للحظات مكانه سكنت فيها أصوات الجميع والتقت الأنظار عليه
نهض فاروق الذى كان يجالس أولاده فى البهو وتقدم نحو شقيقه حتى وقف أمامه مباشرة وقد فهم أن زوجة شقيقه قد وضعت مولودها، أخفض عينيه يتأمل ملامح الصغير بفضول وبدأت بسمته فى الظهور وهو يرفع عينيه نحو شقيقه مرة أخرى وسأل بتلهف يتأكد من حدسه :- ولد .. ولد يا أحمد
أجاب بإيماءة خفيفة من رأسه وأهداب مرتخية وعلى ثغره ابتسامة رضا وسعادة، صاح فاروق فى وجهه :- الله أكبر .. الله أكبر
وفى لحظة اختفى من أمامه ودلف إلى غرفة المكتب، تقدم أحمد نحو والده الذى شد ظهره وعينيه مركزة على ابنه البكرى، مد ذراعيه فى الهواء بلهفة والتقط حفيده بين أحضانه يتمتم بالحمد والشكر وعينيه تتفحص الملامح الصغير التى تؤكد انتمائه لعائلة السمرى
ابتسم عدلى بجذل ورفع رأسه نحو أحمد بتقاسيم منشرحة مردداً :- ناجصله الشنب ويبجى أنت الخالج الناطج
اتسعت ابتسامة أحمد فى وجه والده وتلقى التهانى من عمه صلاح وأولاد شقيقه ثم من أمل التى أتت مسرعة حاملة ابنتها بين أحضانها وهتفت مهنئة :- مبارك ما چالك يا ولد خالى
دارت حدقتى أحمد باحثاً عن والدته التى تجمدت مكانها كالتمثال فى منتصف البهو تتأمل ما يحدث فى تيه بغير تصديق
لحظات وعاد فاروق من جديد مهرولاً نحو باب الفيلا ورفع كفه القابضة على سلاحه النارى فى الهواء وأطلق محتوياته إلى عنان السماء احتفالاً بقدوم ابن شقيقه حاوطه أولاده من الجانبين يهللون ويكبرون سروراً يشاركهم محروس وبخاتى الذى ترك موقعه عند البوابة وأسرع يقدم التهانى
فى الداخل مال عدلى يقبل جبين الصغير ودعا له بالخير ثم أعاده إلى أحمد الذى نظر نحو والدته التى مازالت على وقفتها إلا إنها بدأت تفرك كفيها بقوة فتصلصل أساورها الذهبية حول معصمها، تهفو إلى احتضان ابن ابنها البكرى على أحر من الجمر
اقترب منها أحمد ومد ذراعيه بالوليد نحوها ووضعه بين أحضانها مردداَ بتأثر :- الولد اللى كنتِ بتتمنيه يا أماه
اختلجت ملامحها والدموع تقرص مقلتيها قبل أن تنحدر على وجنتيها وذراعيها يضمان الصغير إلى قلبها، نالت ما كانت تتمناه وما كانت تصبو إليه ابنة أختها ولكن ليس بمشيئتهم إنما هى مشيئة الله التى منحتهم الولد من المرأة التى رفضتها فهيمة زوجة لابنها
دلف فاروق إلى المنزل وضم كتفى شقيقه من الخلف يهنئه من جديد بحبور ثم تسأل بحماس :- هتسميه إيه يا أحمد؟
زاوى بين حاجبيه وقد تذكر إنه فى غمره سعادته لم يمنح الصغير اسماً حتى الأن، تفكر لبرهة وصورة شموع تترائى أمام عينيه (ضى الشموع) كما يدللها النور الذى أضاء حياته وبعث الدفء فى قلبه
اتسعت بسمته برضا والتفت يبدل نظره بين والده وشقيقه المترقبان ثم قال باعتزاز :- ضياء .. ضياء أحمد السمرى
سرت همهمه استحسان بين الجميع وفهيمة تضم الصغير وتأبى إفلاته رغم أنه ابن المرأة التى رفضتها كزوجة لابنها ولكن إرادة الله فوق كل شئ
مد أحمد ذراعيه ليلتقط منها الصغير ولكنها تشبثت به، فقال معللاً :- الواد محتاچ أمه دلوك .. ديه ملحجتش تتهنى به البنات اتلموا حواليه كنه حتة شيكولاتة بيخطفوها من بعض
ضحك ببشاشة مع شقيقه الذى ربت على ظهره مردداً :- ربنا يحنن جلوبهم على بعض ويباركلك فيهم چميعاً
على غير رغبتها اضطرت فهيمة لإطلاق سراح الصغير من بين أحضانها، ضمه أحمد تحت عباءته من جديد وتحرك مغادراً إلا أن صوت فهيمة استوقفه وهى تهرول خلفه تنزع أحدى من أساورها الذهبية
التفت نحوها بتعجب وهى تمد يدها نحوه بالأسورة الثمينة وقالت ترضيه وتتقبل زوجته أخيراً كفرد من العائلة وتبعث إليها بهدية ثمينة :- نجوط شموع أم ولدك
تأملها ممتناً وتقبل هديتها بإيماءة خفيفة ثم مال على رأسها يلثمها شاكراً قبل أن يغادر بروح يملأها الفخروالابتهاج

******************

تقوم التجهيزات على قدم وساق فى منزلى السمرى والبدرى على حد سواء لاستقبال ليلة العرس الميمون، مرت شهور الخطبة سريعاً حاول فيها الخطيبين تعويض كل الفراق والألام القديمة وخلق ذكريات جديدة سعيدة تجمعهما معاً
تبدل مظهر جناح جلال الخاص على حسب ذوق واختيار لينا والتى أصرت على طلاء أحد الجدران بلون برتقالى يضاهى لون ثمار البرتقال التى تقاسماها سوياً
كل ما فى الجناح تغير وتبدل ما عدا ركن الصلاة الذى قامت بإعداده الراحلة صفا، فبعد أن تم فرش كل أثاث الجناح وتجهيزه لاستقبال العروس توقف جلال أمام هذا الركن الخاص وقام بإعادة ترتيبه كما كان وهو يتمتم بالدعاء لزوجته الراحلة وقلبه مطمئن هادئ يملأه الرضا والحمد
تسللت لينا من خلفه وضمت خصره إليها وذقنها ترتاح فوق كتفه هامسة بجوار أذنه معلنة عن رضاها التام :- حلو أوى يا جلال .. أنت وضبته زى ما كان بالظبط
وضع كفيه فوق كفيها القابضتان على خصره ومال برأسه جانباً تلفح أنفاسه جانب وجهها وقال بنبرة امتنان :- شكراً يا لينا على تفهمك واحترامك لمشاعرى
فكت كفيها عن خصره لتسمح له بالالتفات إليها ورفعت ذراعيها تحيط عنقه بدلال مؤكدة بعشق تقدر قيمته الغالية بعد أن كاد يضيع منها :- مفيش شكر بينا يا جلجل .. أحنا كيان واحد وصفا تركت لينا ذكريات جميلة زيها الله يرحمها
أرخى جفنيه مؤيداً ثم فتحهما يتعمق داخل بحورها الصافية يلقى بروحه على شطآنها ورأسه يميل نحوها بجاذبية خفية تلهب شفتيه ليقتربا من ثغرها وعلى بغتة تملصت من بين ذراعيه متراجعة للخلف بشقاوة وقالت محذرة وسبابتها تتحرك فى الهواء
:- عيب يا باشمهندس .. لسه يومين على الفرح
ضم أنامله يهزهم فى الهواء يحاول استعطاف مشاعرها هامساً :- أنا هدوق فص واحد بس يا برتقانة هانم
هزت رأسها بجذل رافضة بتأكيد فأعاد رجائه وهو يتقدم ببطء نحوها :- طب شفطة عصير
باغتها بانقضاضه عليها فأسرعت إلى خارج الجناح وضحكتها تنطلق فى أركان المنزل وهو خلفها ليتفاجأ بشمس أمامهما
تنحنح جلال بخشونة وتلونت بشرة لينا البيضاء بحمرة قانية حاولت إخفائها وهى تشيح بوجهها بعيداً خجلاً
ارتبكت شمس من سخافة الموقف وحاولت التراجع ولكنها عادت تقف مكانها وقالت بحرج :- أنا .. أنا كنت جاية أشوف لو محتاجين مساعدة فى التوضيب وندى طالعة ورايا وجايبة المفارش
مسح جلال على مؤخرة عنقه بحرج مطأطأ الرأس بينما ابتسمت لينا فى وجهها واقتربت منها تلتقط كف شمس وجذبتها معها إلى الداخل مؤكدة :- أيوه طبعاً .. تعالى نفرش السرير لغاية ما ندى تطلع
دلفتا إلى داخل الجناح وأغلقا الباب خلفهما فى وجه جلال الذى استدار بامتعاض ثم وقف متخصرا يغمغم بتأفف :- ماشى يا برتقانة هانم .. إن ما قشرتك وفصصتك كمان ما بقاش أنا برتقان أفندى

*****************

ساعات قليلة ويتم عقد القران الجميع يتأهب للاحتفال بالعروسين، العروس بغرفتها تضع اللمسات الأخيرة بواسطة خبيرة تجميل تم إحضارها خصيصا من العاصمة تصاحبها شقيقة زوجها المستقبلى منذ الصباح كما تصاحبها أمل كشقيقة حقيقية
وجودهما لم يشعرا لينا للحظة بوحدتها بعيداً عن شقيقتها التى لم تتمكن من الحضور للاحتفال معها بهذا اليوم الهام فى حياتها حتى شعورها بغياب والدتها المتوفاة لم يؤلمها كثيراً ففى غمرة سعادتها تشعر بروح والدتها تطل عليها من السماء تصحبها فى كل خطوة تقوم بها وتشاركها الفرح والسعادة
بعد أن كادت خبيرة التجميل تنتهى من عملها استأذنت أمل لدقائق حتى تتجهز وتبدل ملابسها، توجهت إلى جناحها الشخصى حاملة ابنتها الصغيرة الغافية بين ذراعيها وما أن دلفت إلى غرفة نومها حتى وضعت الصغيرة فى فراشها ثم بدأت في ارتداء عباءتها الجديدة ووضع بعض اللمسات التجميلية البسيطة على وجهها
وما أن انتهت حتى بدأت في ترتيب ملابس زوجها فوق الفراش بعناية، جلباب أسود اللون وشال عمامة ناصع البياض ولم تنسى الوشاح المزركش بنقوش زرقاء على خلفية بيضاء ذات لمعة خفيفة
وقفت تتأمل ملابسه بشغف تتخيل مظهره وهو يرتديها، كم تعشقه فى هذه الملابس التقليدية والعمامة تزين جبينه، ابتسمت بعشق وبهجة الفرح التى تعم المنزل تتوغل فى نفسها لتستعيد ذكريات زفافها البسيط الذى تم فى جو عائلى هادئ ورغم ذلك كان أسعد أيام حياتها حين انتمت إلى حبيب العمر
أجفلت من لمسة حانية داعبت عنقها تبعتها قبلة دافئة طويلة على الجهة المقابلة من العنق، مالت رأسها بقشعريرة اكتنفت جسدها وهمست بتأثر :- محستش بدخولك يا حبة جلبى
تجولت شفتيه على طول عنقها ليختم قبلاته الرشيقة فوق شعرها المجدول وقال بنفس الهمس العاشق
:- كنتِ سارحة يا ساكنة الفؤاد .. إيه اللى شاغل عجلك؟
استدارت بين ذراعيه ورفعت كفيها تتشبث بكتفيه العريضين، مقلتيها تعلن عن سبب انشغال عقلها دون حروف، ومن سواه سلب العقل والفؤاد
استطالت بجسدها تضع إجابة سؤاله على شكل قبله حارة على جانب شفتيه إلا إنه اقتنص شفتيها بشغف ينهل من عسلهما الشهى قبل أن يفلتها من بين ذراعيه دون أن يترك كفيها
تراجع خطوة للخلف يتأمل حسنها فى هذه العباءة الزرقاء المطرزة بخيوط الذهب وزينة وجهها الرقيقة بعيونها الكحيلة التي تسلب العقل ثم غازلها بخفوت
:- كنك أنتِ العروس الليلة يا ساكنة الفؤاد
ابتسمت خجلاً وقد فهمت مراده خاصة مع غمزه عينه الماكرة وقالت تشاكسه بمكر أنثوى ليفصح عن المزيد
:- لساتني حلوه فى عينيك يا فاروج بعد تلت عيال والسنين ديه كلاتها بناتنا
احتضن وجهها بحرارة ومال عليها بعشق مغازلاً
:- ولو فات العمر كلاته هتفضلى أحلى حرمة شافتها عينيا وسكنت جلبى
مسد ذراعيها على طولهما حتى تشابكت أناملهما سوياً وسألها باهتمام جاد
:- خبرينى .. العروس ناجصها حاچة ابعت اچيبها طوالى .. ما بدناش نجصر مع البنية مالهاش غير عمى بعد ربنا
ربتت على صدره تطمئنه على سير الأمور :- طمن حالك يا أخوى كل حاچة كاملة مكملة والحمد لله
واصل توجيهاته الجادة وأصابعه تحتضن ذقنها وترفع رأسها عالياً بافتخار :- اليوم كل الناس ضيوفك أنتِ يا أمل .. ترحبِ بالكل ومحدش يمشى وناجصة حاچة
:- وديه تاچى يا فاروج .. دار السمرى طول عمرها دار كرم وضيافة ما تشغلش بالك أنت
ضحك بخفوت يحرك رأسه متعجباً وأصابعه بدأت تعمل على حل أزار قميصه
:- مين كان يصدج إن عيلة السمرى تناسب عيلة البدرى من تانى .. ده أنى كنت هطوخ أخوك أول ما شفته
شهقت مستنكرة قاطبة الحاجبين وقالت معترضة على تغير مجرى الحديث
:- بعيد الشر عنك وعنيه الله لا يعيدها أيام .. هملنا نفرح اليوم
طوح قميصه على طول ذراعه ليسقط فوق الأريكة وجذبها إلى صدره بقوة حتى ارتطمت به متأوهة وقال مؤيداً
:- والله عنديك حج يا ساكنة الفؤاد
ضمها إليه ينثر قبلاته بشقاوة على تقاسيم وجهها فانطلقت ضحكاتها بمرح وكفها تبعده بتمنع حين صدح صوت ناعم من فراش قمر الصغير يعلن عن استيقاظها
ترك أمل من فوره وأسرع نحو فراش ابنته التى تحاول النهوض من مكانها ومد كفيه يحتوى جسدها الصغير ويرفعها بين ذراعيه مقبلاً هذه الوجنة الحريرية المكتنزة ثم رفعها فى الهواء يداعبها بمرح وهى تطلق ضحكاتها الصغيرة السعيدة لتملأ الغرفة بهجة وسرور ثم أنزلها يضمها إلى حضنه وكفيها الصغيرين يحتويان وجهه بحب فطرى
لثم أنفها الصغير بخفة ثم ضمها بقوة ومسد على ظهرها وذراعها الصغير يحتضن عنقه بتملك بعد أن ارتاحت رأسها على كتفه
تنهدت أمل بضجر مصطنع وهى تتأمل لهفة زوجها على ابنته الصغيرة التى أصبحت شريكتها فى عشقه دون أدنى مجهود، وضعت يد فوق الأخرى على بطنها وقالت ممتعضة
:- يظهر إنى مبجتش ساكنة الفؤاد لحالى
استدار إليها وابنته مسترخية فوق صدره يناظر زوجته بجذل وقال يهادنها :- طبعاً ساكنة الفؤاد يا غالية كل الحكاية أن چالك چارة كيف الجمر تسكن وياكِ
قهقهت بمرح وكتفت ذراعيها تسأله بمكر :- والولاد .. الصبيان مكانهم فين فى جلبك يا أبو الرچال!!
اندفع بفخر واعتزاز يجيب بحمية
:- ضهرى .. سندى وعكازى يوم ما يشيب شعرى
تفحصته بعاطفة جياشه، تعلم مقدار حبه واعتزازه لهم، طاوعت قدميها التى سارت نحوه كالمسحورة تضم جسدها إليه بحميمة وتضع رأسها على كتفه الخالى وذراعها يمتد ليطوق ابنتها مع والدها هامسة بحرارة :- ربنا ما يحرمنا منيك يا حبة جلبى
مال برأسه فوق رأسها والابتسامة تعلو شفتيه راضياً ثم وضع قبلة فوق خصلاتها وقال هامساً
:- بجول إيه .. ما تاچى نخاوى جمر ببنت چديدة ونسميها بدر البدور
رفعت عينيها نحوه ذاهلة فاغرة الفم ثم تحولت نظرتها لرسائل عشق وغرام ترتحل بينهما فى تواصل روحى لن ينفصل

**********************

يتبـــــــــــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-02-22, 10:42 PM   #2330

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

لأول مرة يجمع أحمد أسرته كاملة خارج المنزل بل ربما كانت أول مرة يصطحب فيها شموع معه إلى أى مكان منذ زواجهما وهذا ليس أى مكان إنه منزل السمرى الكبير لحضور حفل زفاف ابنة عمه الدكتورة
رغم توفر سيارة أخرى لتنقلهم براحة ويسر أصر الجميع على مصاحبة والدهم داخل سيارته وتبعته سيارة شقيقه يقودها محروس خالية
جلست شموع تحتضن طفلها بجوار أحمد الذى يقود السيارة وفى المقعد الخلفى أجلست سلمى فجر فوق ساقيها وكذلك فعلت سندس مع عبدالله أما نوارة فكانت فى المنتصف تتذمر من ضيق المكان
مالت نوارة برأسها للأمام تشكو لوالدها بتجهم :- اشمعنى أنى أجعد فى النص يا أبوى .. أنا محشورة وسطيهم
لوى رأسه نحوها يرمقها بنفاد صبر فقد حذرهم مسبقاً من ضيق المكان نسبة لعددهم الكبير، قال بهدوء :- خواتك شايلين الصغار على رچليهم .. لو جعدوا چار بعض المكان هيضيج أكتر .. جولتلكم نتجسم على عربيتين صممتوا تركبوا أمعاى
هتفت نوارة بحماس وعينيها تحيد نحو شقيقها الصغير :- طب أشيل أخوى ضيا على رچلى يا أبوى
التفتت شموع نحوها نصف استداره موضحة :- ضيا لساته صغير يا نوارة وعضمة طرى ... لما يكبر شوى شيليه براحتك
حدق أحمد فى وجه زوجته بتلكأ يشعر بالرضا لإصطحابها لمنزل والده لأول مرة، رغم رفضها وقلقها من مواجهة والدته ولكنها رضخت لأوامره طائعة
نزل بعينيه يطمئن على ولده النائم باستكانة فى أحضان والدته وذراعها يطوقه بحنو، لمح معصم يدها وأسورة والدته الذهبية تزينه بمفردها دون أى حُلى أخرى اعتزازاً بهذه الهدية القيمة التى كانت إشارة لتقبل فهيمة لوجودها كفرد من العائلة
أعاد نظره إلى الطريق وقال معاتباً :- مش كانت خالة نرچس تاچى أمعانا!!
رفعت عينيها نحوه بابتسامة امتنان على رعايته الحريصة على راحة الجميع ووضحت ببساطة :- أمى بجت واخدة على الهدوء .. وهى اللى طلبت تعاود الليلة لدارها بجالها زمن ما دخلتش الدار وخالة رئيسة وخالة صبحية هيكونوا أمعاها
أومأ متفهماً وواصل القيادة حتى تجاوز بوابة المنزل الكبير وتوقفت السيارة جانباً بدأت الفتيات بالترجل واحدة تلو الأخرى وأحمد يوجههم بالحرص على الصغار ثم نظر نحو زوجته التى لم تتحرك من مكانها وسأل متعجباً
:- خبر إيه .. مش ناوية تنزلى ولا إيه!!
:- خايفة وجلبى بيطب فى صدرى يا سى أحمد .. ماكنش له عازة أچى وياكم
قبض على معصمها وضغط عليه بقوة وعيونهما تتلاقى فى تواصل يبثها الثقة والطمأنينة :- أنتِ مرت أحمد السمرى وأم ولده الوحيد .. مكانك وسط حريم العيلة وراسك مرفوعة وسطيهم .. فاهمة
أومأت ببطء رغم تخوفها من الموقف بأكمله، ترجل من السيارة ودار حولها يحمل عنها الوليد ثم ساعدها لتترجل
تعالت صيحات فارس وياسين يرحبون بعمهم وبناته ثم اصطحبوا نوارة وفجر ليلعبا سوياً فى الحديقة قبل وصول الضيوف أما فاروق فهبط السلالم بروية وصوته يسبقه مُرحباً بالجميع يحمل ابنته على ذراع وخلفه زوجته
وقف يتصافح مع شقيقه بقوة ثم عرف زوجته على شموع التى مدت يدها بخجل تصافح أمل التى ترمقها بتفحص شديد ولولا ثقتها بعشق زوجها لها لثارت رياح الغيرة تبعثر ثقتها فشموع جميلة حقاً كما سمعت عنها من قبل
رفعت أمل نظرها نحو زوجها بثقة ثم ابتسمت برقة ترحب بشموع بحبور ثم اصطحبتها إلى الداخل بعد أن أعاد أحمد ضياء إلى أحضان والدته من جديد
تحركت الفتيات بفساتينهم الزاهية إلى الداخل بدورهم إلا أن فاروق أوقف سلمى يسألها بجدية :- أخبار التنسيج إيه يا سلمى؟
طأطأت رأسها خجلاً فمجموعها ليس بالكثير ولكن والدها لم يتذمر من ذلك بل رحب برغبتها فى استكمال دراستها، رفعت رأسها من جديد وقالت بهدوء :- چالى كلية رياض أطفال
رفع فاروق حاجبيه باستحسان وقال يشاغبها وهو يضع ابنته الصغيرة بين يديها :- ما شاء الله زين جوى جوى .. خدى بجى بنت عمك أدربى فيها
ضحكت بمرح وضمت قمر إلى صدرها ثم تحركت مع سندس التى حملت عبدالله بين ذراعيها حتى لا يركض خلف فجر ونوارة ودلفتا منزل جدهم
فى الداخل كانت فهيمة تقف كقائد كتيبة تلقى بأوامرها بكبرياء على الجميع لوضع اللمسات الأخيرة لاستقبال ضيوف الفرح، لفتت أمل انتباهها حين نادت عليها وهى تدلف مصطحبة شموع معها ووقفت تعرفها على فهيمة التى بالفعل تعرفها جيداً
تفحصتها فهيمة بعيون متمعنة تتأمل عباءتها الثمينة والعقد الذهبى الضخم الذى يزين صدرها، وجهها الخالى من المساحيق سوى من بعض الكحل حول عينيها الواسعة ولم يغب عن تفحصها أسورتها الذهبية التى تضعها حول معصمها
رفعت رأسها زهواً مبتسمة برضا ورحبت بها باقتضاب ثم مدت ذراعيها تضم حفيدها الذى لم يتعدى عمره شهر بعد تتأمل بابتسامة حب وقالت تأمر أمل بتعالى لم يتخلى عنه طبعها
:- أمل خدى مرت ابنى الكبير تجعد فى الجاعة الجوانية .. المعازيم على وصول دلوك
أمسكت أمل بمرفق شموع وجذبتها معها إلى القاعة الجانبية المعدة لاستقبال ضيوف الفرح من النساء وشموع تتأمل ولدها الذى استولت عليه فهيمة، مالت أمل عليها وقالت بخفوت
:- اتفضلى يا شموع .. أوعاكِ تضايجى من أماه فهيمة هى طبعها إكده أنتِ نورتينا الليلة .. وماتخفيش على ولدك أماه فهيمة ما بتحبش حد فى الدنيا كد ولادها وولاد ولادها
جلستا دقائق قليلة تتبادلان عبارات الترحاب والمجاملة حتى انضمت بنات أحمد لهما ليتوسع الحديث ويشغلهم صخب الصغار حتى بدأ توافد باقى الضيوف

****************

وقفت أمام المرأة تتأمل فستانها الأبيض الناصع برضا، فستان من الساتان الفاخر خالى من الزينة سوى من بعض الزهور المتشابكة من الدانتيل ضمت خصرها النحيل بنعومة وانسدلت بالتواء إلى على جانب واحد حتى نهاية الفستان الذى انتهى باتساع مناسب
تجمع شعرها الأشقر خلف رأسها فى عقدة بسيطة مزينة بزهور بيضاء صغيرة ينسدل منها طرحة طويلة من التل الأبيض تنتهى بنفس وردات الدانتيل الذى يزين الفستان
تنهدت بعمق يكاد عقلها يحلق فى السماء بغير تصديق أن هذا الأمل الذى ظنت أنه راح أدراج الرياح يتمثل أمام عينيها
اليوم هى عروس، عروس لرجل مال له قلبها وعرفته روحها من أول نظره، فرقتهم الحياة وأنهت حلمهما لكن النصيب كان له الكلمة الأخيرة
اتسعت ابتسامتها لنفسها بإشراق وندى التى تقف عن يمينها تبارك لها وتمدح حسنها وتألقها، استدارت لينا نحوها تضمها بود وقالت ممتنة
:- ميرسى أوى يا ندى .. أنتِ عوضتينى عن غياب أختى فى يوم زى ده .. مش عارفة كنت ممكن أعمل إيه من غيرك أنتِ وأمل
بادلتها ندى الود، تمسد على ظهرها بنعومة ثم ابتعدت بجذعها تناظرها بشقاوة :- بتشكرينى على إيه .. أحنا خلاص بقينا أخوات يا مرات أخويا
ضمت لينا شفتيها خجلاً وتنهدت بحرارة، دقات قلبها ترتفع مع دقات باب غرفتها التى أعلنت عن وجود والدها الذى جاء يصطحبها إلى عريسها لكتب الكتاب
هبطت الدرج بتمهل متأبطة ذراع والدها بتشبث مع كل درجة تهبطها تنظر إلى عينيى والدها التى تحتويها بحب وابتهاج وخلفها ندى وأمل بنثران الورود البيضاء تحت قدميها
مع التفاف درجات السلم ظهر العريس المتأنق أسفل الدرج بشوق ابتلع ريقه بقوة، عينيه تحتضن الملاك الهابط إليه من علو، روحه تسبح فى زرقة عينيها وقلبه يرقص طرباً أمامه فرحاً بقرب الوصال
توقفت أمامه عند أخر درجة من السلم بابتسامة عريضة، كاد أن يتقدم نحوها ولكنه تفاجأ بصلاح يقف بينهما ويمنعه من الوصول إليها وقال بلهجة تحذيرية ونظره حازمة من أب يوصى بأغلى ممتلكاته إلى رجل أخر
:- لولا إنى عرفتك كويس وعرفت معدنك الأصيل مكنتش هقبل أبداً أنك تاخد بنتى .. لكن الصعوبات والأزمات اللى مرت بكم وما قدرتش تأثر فى عهدكم لبعض هى اللى طمنتنى إنك هتحافظ عليها
تنفس جلال بقوة يحاول السيطرة على أنفاسه الثائرة وقال بثقة كأنه يقطع عهداً على نفسه :- فى عينيا وقلبى يا عمى
صافحه صلاح بقوة وابتسامة واثقة ثم مد كفه الأخر يتلقى كف ابنته الرقيق ويسلمه إلى راحة جلال الدافئة التى احتوته بقوة وعينيه ترسل ألف قصيدة عشق إلى برتقالته
تم عقد القران فى بهو المنزل باجتماع رجال العائلتين وعلى غير العادة جلست العروس بجوار والدها لحضور العقد ثم تبادل الأب مكانة مع العريس بعد ذلك ليجلس العريس بجوار عروسه يتلمس أناملها برقة يضع الحلقة الذهبية المحفور عليها اسمه حول أصبعها ثم أتبعها بخاتم ألماسى ثمين قبل أن يقرب فمه إلى كفها يلثم ظاهره بحرارة وتمهل وعينيه تعانق مقلتيهما وكأن الكون قد خلا من حولهما
صدرت حمحمات خشنة محذرة من حولهما فى حين تقدم يوسف مهنئاً بصوت مرتفع ليجذب انتباه ابن عمه الذى عاد لأرض الواقع ونهض يستقبل التهانى من الجميع قبل أن ينتقل رجال العائلة إلى الحديقة وينضموا لباقى الضيوف تشيعهم زغاريد الفرح معلنة بداية الاحتفال بالعرس الميمون

******************

وصل العروسان إلى منزل البدرى بزفة مهيبة اجتمعت فيها عائلات القرية الصغيرة معلنين الفرح فى الطرقات بأصوات الأبواق المنغمة وعلى باب منزل البدرى وقفت أصيلة تستقبل العروسان وقد فضلت الاعتذار عن الحضور بنفسها منعاً لتقلب الأمور وتجدد الخلافات بين العائلتين
مشهد أسرتها البهيج التى امتلئت بهم الحديقة أشاع الفرحة فى قلبها ومظهر جلال فى بدلة عرسه السوداء الأنيقة والفرحة تتراقص على محياه دفعها لتفتح ذراعيها نحوه وتستقبلته فى أحضانها فهو الأبن الذى نشأ على يديها وأمام انظارها
ابتعدت قليلاً عنه تمسح دمعة فرت من عينيها وأسرتها تكبر كل يوم عن الأخر ثم حولت نظرها إلى عروسه الجميلة بعد أن غادر أحضانها وتمتمت
:- اللهم صل على النبى بدر فى ليلة تمامه يا بتى .. هتنورى دار البدرى كلاته
ضمتها إليها بحنان قلبها ثم دلفت معهما إلى الداخل وزغاريد الأهل والأصدقاء تزفهما حتى صعدا إلى جناحهما الخاص متعانقى الأنامل
أفلت أناملها من بين يديه واستدار يغلق باب الجناح بالمفتاح ثم انتبه إليها يتأمل وقفتها الرشيقة فى منتصف الغرفة توليه ظهرها، تدور بحدقتيها فى جنبات الغرفة التى تزينت بالزهور زاهية الألوان
ضم خصرها من الخلف هامساً فى عنقها الذى لثمه بدفء :- مبارك علينا يا أجمل عروسة فى الدنيا
ابتسمت بنعومة واستدارت نحوه تتنهد بعمق ورفعت ذراعيها تتكأ على كتفيه تضاهى همسه :- أنت مصدق يا جلال أننا بقينا مع بعض حقيقى .. أنا مش مصدقة
غاصت عينيه داخل بحورها ينعش قلبه الذى يكاد يتوقف من الفرحة فى أمواجها ثم رفع أنامله يتحسس وجهها بنعومة قبل أن يشن هجوم مفاجئ على كرز شفتيها يقطفهما بتمهل واستمتاع
حرر شفتيها بعد قليل يلتقط أنفاسه الملتهبة بتسارع يهمس بمشاغبة :- صدقتى ولا اثبتلك تانى
زمت شفتيها خجلاً وابتعدت عنه تفك الطرحة عن شعرها بارتباك ووضعتها جانباً ثم بدأت فى تصفيف شعرها الذى وصل لأسفل كتفيها أما جلال فبدأ فى خلع سترته ورابطة عنقه فى وهلة وألقاهم بإهمال
فتح أحد أزرار قميصه الناصع ولفت نظرها وهو يتوجه إلى هاتفه المحمول وأختار أغنية هادئة ثم وضعه جانباً ومد كفه نحوها بعد أن حرر قدميه أيضاً وقال يدعوها لتقترب منه بذراع مفرود نحوها
:- حفلة زفافنا هتبدأ دلوقت برتقانة هانم .. تسمح عروسى الفاتنة بالرقصة ديه
استمعت للموسيقى الناعمة التى تتسلل إلى أذنها وعينيها تتفحص مظهره الوسيم الواثق حافى القدمين، ضحكت بخفة وخلعت حذائها ذو الكعب العالى بدورها ومدت كفها نحوه تقترب منه بتمهل حتى تلامست الأنامل وتعانقت العيون
ضمها بين ذراعيه باحتواء وذراعيها تطوقان عنقه، تتمايل الأجساد طرباً مع موسيقى تداعب الأذان، موسيقى نبعها قلوب توحدت رغم البعاد وأرواح اكتملت بعد الشقاء
شدد ذراعيه حول جسدها يلتصق بها، يمتزجا فى كيان واحد ولغة التواصل الوحيدة هى لغة العيون
رفع كفه برقة يبعد خصلة شعر شقية تداعب خدها ومال برأسه جانباً يضع قبلاته فوق وجنتها وعنقها بنعومة وتمهل، يدوران سوياً على الأنغام الراقصة متلاحمين
لم يشعرا متى توقفت الموسيقى أو متى توقفا عن الرقص بعد أن توحد الكيان وتأججت المشاعر فوجدت لينا نفسها ترتفع عالياً بين ذراعيه يحملها بتملك ويضعها فوق الفراش ويستلقى بجوارها يضمها لقلبه، يخوضان بحر مشاعرهما سوياً يتبادلان أسرار العشق والغرام الذى طال انتظارهما

*******************

يتبــــــع فى الصفحة التالية


هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t474680-234.html



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 08-02-22 الساعة 11:19 PM
سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:03 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.