آخر 10 مشاركات
إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          ترافيس وايلد (120) للكاتبة: Sandra Marton [ج3 من سلسلة الأخوة وايلد] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          ومازلنا عالقون *مكتملة* (الكاتـب : ررمد - )           »          عذراء فالينتي (135) للكاتبة:Maisey Yates(الجزء 3 سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          83 - عصفورة الصدى - مارغريت واي (الكاتـب : فرح - )           »          صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          زوجة مدفوعة الثمن (44) للكاتبة:Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-03-21, 11:11 PM   #241

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي


مساء الخير وأخيرا وصلنا لنهاية الرحلة مع مجانيني.. أنا معترفة أنهم مجانين.. ومعانا تحت دول احفاد ولادي الصغيرين
الخاتمة






ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 11:15 PM   #242

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

يقال (اللين باللين والود بالود
والبادئ باللطف تألفه الروح وتهواه)

وحقا اللين اللين.. والود بالود.. والحب بالحب.. والإحسان لا يقابله إلا الإحسان.. قاعدة لحياة سعيدة راضية خالية من الهموم.. لا توجد حياة خالية من الهموم ولكن هنا يكمن الذكاء، الذكاء فى كيفية مواجهة هذه الهموم؛ فتخرج من معركة الحياة منتصرا وأكبر انتصار هو راحة البال..
تلك الراحة التى بدورها تجلب لك السعادة، أم هذا الذى يؤمن بتلك المقولة البشعة الغبية الحقد بالحقد.. والغضب بالغضب.. والاساءة بالاساءة وأاااسفاه عليهم إنهم يرمون بأنفسهم دون اكتراث فى قاع مظلم.. من الغضب والهم والتعس لفترة طويلة من حياتهم.. كانوا ليكونوا أسعد فقط لو اتبعوا تلك الخصلة الحميدة البسيطة التى أمر بها ديننا الحنيف.. أن نقابل الاساءة بالاحسان، ألا ننحدر إلى ذلك الدرب الجاهل الذى أتى الإسلام ليقلعه من جذوره.. فلننثر فقط بذور السلام أينما كنا موقنين برضا.. أن تلك البذور ستنمو ذات يوم وتثمر ورود زاهية من الحب الصافى النقي.. ورائحة السعادة ستغطى على تلك الروائح المقيتة من الكراهية.. فقط فلنتبع منطق أولى الألباب ونهجر منطق الجاهل ذو العقل الفارغ.
خرج تيم من حمام غرفته التى كانت لأخيه ذات يوم، كم سنة مرت منذ دخل لهذا المنزل أول مرة معلق بعنق يزن، لقد مر ما يقرب من تسع أو ثماني سنوات، كم تغير فيهم شكلا وشخصية، وقف أمام المرأة بسرواله الأبيض القصير وتى شيرته الأزرق.. لتظهر ملامحه التى تزداد بهاء كلما كبر، شعره البنى المبعثر كعادة دائمة له.. عيناه البنية اللامعة بذكاءه المتقد دائما.. بياض بشرته التى تضفى عليه هالة ملكية بريئة.. وقد استغنى عن نظارته بعد عملية التصحيح التى أجراها لبصره..
جفف خصلاته واتجه إلى النافذة ليري مصدر الضوضاء، ابتسم بإدراك وهو يري بعض العاملين يقومون بتنظيم الحديقة لاحتفال اليوم، ابتسم بيأس فرغم كل اعتراضه إلا أن أيهم أصر على ذلك.. يا الله أى تقدير ومحبة واحترام يحملهم فى قلبه لهذا الرجل.. بل لهم جميعا من الكبير للصغير.. وقف أمام النافذة يضع يده على صدره، وذكرياته الماضية تمر أمام عينيه ليبتسم بامتنان لكل من اهتم به وأوصله لهذه الحالة من التقبل للذات، سمع نغمة صادرة من هاتفه ليتجه يغلق التذكير الذى أصدره الهاتف.. وجد الساعة الخامسة والنصف ليأخذ نفسا عميقا.. ليخرج متجها إلى المطبخ ليحضر وجبة خفيفة للعمة حياة.. كى يعطي لها دواءها فى موعده الساعة السادسة، حضر وجبة خفيفة صحية كما أمر طبيبها ثم اتجه إلى غرفتها..
القدر يلعب بطرق غريبة وعجيبة دائما، من قال أن العمة حياة التى لم تكن تطيقه قبلا أصبحت معتمدة عليه بشكل كامل.. بعدما وقعت على ظهرها وتضرر بشدة تاركها بشلل نصفى فى أطرافها السفلية.. دق باب غرفتها ليدلف للداخل يجدها جالسة بالشرفة.. وضع صينية الطعام أمامها قائلة بمرح "مساء الخير عمتو حان وقت الطعام"
رفعت رأسها تتأمله قليلا لتقول بجفاف "ألم تمل بعد؟"
ابتسم بوجهها لقد علم الطريقة المثلي للتعامل معها.. التناطح بالكلمات هى ما يشعرها أنها ما زالت فى أوج قوتها.. ويجب الحفاظ على نفسيتها جيدة لذا التقط كوب الكابتشينو الخاص به قائلا بجفاف مماثل "لا لم أمل بعد لحسن الحظ هذا يملئ وقت فراغي"
كادت تضحك وهى تجيب بخفة "أصبحت بارعا فى الردود يا فتي"
أمال رأسه قائلا بهدوء "نتعلم منك عمتو"
ضحكت وهى تمد يدها تلتقط طبق الطعام ليميل بجسده واضعا كوبه جانبا.. وهو يساعدها على التقاط طبق حساء الخضروات الذى علمته براء كيفية صنعه قائلا بخفة "لقد وضعت به فلفل أسود كما تحبين"
وضعته على قدمها لتتناوله قائلة بإعجاب "أصبحت بارعا به"
التقط الطبق الموضوع به قطعة لحم سألت تعجب "ماذا تفعل؟"
أجابها بعفوية وهو يهز كتفه "أقطعها إلي أن تنهي طبقك؟"
ردت بتعجب "لماذا تفعل هذا يا ولد؟"
نظر لها بعدم فهم سائلا بحيرة "أفعل ماذا؟"
ردت بهدوء وهى تكمل طبقها "تهتم بي"
عض على شفته قائلا بتوتر "ألا تريدينى أن أهتم بكِ؟!!"
هزت رأسها نفيا قائلة بتلقائية عجيبة "كلا لقد اعتدت عليك بشكل غريب غير متوقع.. ولكن فقط أتعجب مع تاريخنا الطويل سويا"
ضحك قائلا بهدوء "أااه ضيقك وحنقك منى.. لا هذا لا يمنعك حقك"
عبست بتعجب قائلة بخفوت "حقى!!!"
رد بهدوء وهو يضع طبق اللحم المقطع أمامها "حق العائلة عمتي.. حق المنزل الذى يأوينا سويا.. حق جيرتنا فغرفتى تلتصق بغرفتك"
استقام واقفا وهو يعود ليغسل يديه بينما ضحكت حياة قائلة بنبرة لا زالت تحمل بعض التعجب "لماذا رفضت أن انتقل لمنزل يامن؟"
عاد للداخل وهو يجفف يده مجيبا باستفهام "عفوا ماذا كنت تقولين عمتو؟"
حمل الطبق الفارغ ووضع بدل منه طبق اللحم وهى تجيبه باسترخاء "لماذا تشبثت بوجودى هنا ورفضت انتقالي لبيت يامن؟"
هز كتفه وهو يعود للجلوس بمحله ملتقطا كوبه مجيبا بنبرة هادئة "لن تكوني مرتاحة فى بيت يامن، وراحتك النفسية هامة كثيرا فى علاجك.. ثم لماذا تخرجين من بيتك وأنا هنا أستطيع العناية بكِ"
هزت رأسها مجيبة بتعجب "لأجلي!!"
أجاب وهو يمط شفتيه "صدقي أو لا تصدقي عمتي ولكني أحبك"
رفت بعينيها لتنظر للحديقة دون كلمة إضافية، ابتسم فهو يعلم من معيشتهما سويا أنها لن تتحدث الآن.. رفع يده ينظر فى ساعته ليقول ببساطة "أكملي طعامك عمتي حان موعد الدواء"
ردت دون أن تنظر إليه "لقد شبعت"
أجابها بإصرار "يجب أن تأكلي طبقك كله"
ردت بحدة "لا أريد لقد شبعت"
أخذ نفسا عميقا مجيبا بلا مبالاة "سأطعمك بنفسي إلا لم تنهيه"
نظرت له بسخرية ليجيبها بمكر "أم هذا ما تسعين إليه؟"
أجابته حانقة رغم الضحكة التى خنقت صوتها "بالطبع لا"
أبعد عينيه عنها قائلا بصوت هادئ "إذا أكملي طعامك"
ضحكت مجيبة باستهزاء مفتعل "لقد انتهيت ألا تري؟"
ضيق عينيه مجيبا بحنق "تخدعينني عمتو"
رفعت كتفيها كما يفعل مجيبة بابتسامة "من المبهج خداع عبقري العائلة"
ابتسم بعفوية فها هي تضمه للعائلة دون أن تنتبه أو لعلها تتقصد ذلك؛ لن يعرف أبدا ولا يهمه، وقف ليأخذ منها الطبق قائلا وهو يغادر "سأحضر الدواء"
شيعته بعينيها بنظرة غامضة هامسة بتنهيدة عميقة "أنت محير يا فتي"
عاد تيم ومعه الدواء لتلتقطه منه حياة قائلة "إذا الحفل لأجلك"
هز رأسه إيجابا لتعاود سؤاله "ما السبب؟"
رد دون اهتمام وهو يجلس أمامها ثانية "حصولى على جائزة UC MAS.. إنها جائزة فى الرياضيات"
ردت بإعجاب مستتر "إذا أنت عبقري فى الرياضيات كما تتشدق مى ومروة دائما"
أشاح بعينيه قائلا بتواضع "يقولون هذا"
ضحكت ليسألها بصوت هادئ "ستحضرين؟!!"
هزت رأسها قائلة بتلقائية "طبعا العائلة كلها ستجتمع اليوم"
نظر إليها ليضع يده أسفل ذقنه متسائلا بطبيعية "أى عباءة سترتدين؟"
أجابت بتلقائية "السوداء التى أحضرها يامن"
لوى شفتيه بعدم رضا مجيبا بامتعاض "إنها لا تليق بك لقد أخبرته بذلك ولكنه أصر عليها، ارتدي تلك الرمادية ذات النقوش الوردية.. إنها تليق بك وأيضا ثقيلة"
هزت رأسها موافقة وهى تجيب برضا "لم أحبها أيضا ولكني لم أرد أن أحزنه، أخرج التى اختارتها"
اتجه إلى صوان ملابسها ليجدها معلقة أمامه.. أخرجها وفردها على السرير، ليسمع صوت حركة مقعدها المتحرك وهى تناديه "تيم"
رد بعفوية "اؤمريني"
أجابته برجاء "أريد كوب قهوة"
رد بمودة "من عيوني فقط لننتظر نصف ساعة لأجل الدواء"
أومأت بعينيها موافقة برضا ليقول بهدوء "سأذهب لأستعد إلي أن ترتدي عباءتك.. هل تريدين مساعدة؟"
نفت برأسها ليتجه إلى باب الغرفة لتوقفه عند الباب منادية "تيم"
التفت لها لتسأله بتردد "ألا تريد البحث عن والدتك؟"
تجهم وجهه الوسيم ليجيب بهدوء "كلا"
عبست وهى تتفحص وجهه باهتمام لا تدري مصدره، أو تدري ولكنها تنكر وتكابر.. عادت تسأل ثانية "ألا تشتاق إليها؟"
ابتسم بحزن مجيبا باختناق "كلا"
عضت حياة على شفتيها قائلة بقوة "ما الذي تخفيه يا فتي؟"
أطرق برأسه دون رد لتقول بتوتر "اعتقدت أننا أصبحنا أصدقاء بطريقة ما"
عاد إلى الداخل ثانية ليجلس على ركبته أمامها مجيبا بخفوت "هل تعرفين كيف وجدني أبيه يامن؟"
هزت رأسها نفيا وهى تدقق بملامح وجهه.. التى تلونت بمسحة حزن وخوف صغيرة ليجيبها بمرارة "أرتني صورة أبيه وأخبرتني أنه أخي وأني سأقيم معه.. ثم تركتني بمفردي أمام باب مكتبه، تمسكت بيديها وأخبرتها أنى خائف ولكنها أبعدتها وغادرت دون كلمة، وبقيت بمفردى واقفا أرتجف لا أعلم ما هو مصيري، حتى خرج أخي ووجدته أمامي اندفعت أتشبث بقدمه برعب، أنا كنت صغيرا عمتو حياة ولكني لا أستطيع نسيان أى من تلك المشاعر، ولا أستطيع الغفران لها ولا أريد البحث عنها.. لقد اكتفيت بكم عائلة لى عمتو"
ابتسمت حياة بألم لأول مرة تشعر بالشفقة على الصغير الذى رفضته قبلا، وبالندم والخزي من نفسها لمعاملتها الجافة له، بينما هو فى هذا السن الصغير رفض أن يتخلي عنها بمحنتها، استطاع أن يكسر الحاجز بينهما بلطفه ولينه.. دست يدها فى شعره تداعبه برقة مجيبة بحنان "أنت فتي رائع يا تيم"
التقط يدها يقبلها برفق قائلا بحنو "شكرا يا عمتو"
ربتت على خده قائلة بابتسامة جميلة "هيا اذهب لتستعد، ولا تنسي كوب قهوتي"
وقف ليقبل خدها قائلا بلين "حاضر بعد إذنك"
راقبت الباب الذى أغلقه خلفه لتعود بنظرها للسماء هامسة "أرايت يا عبد العزيز ابنك فتي رائع، استطاع أن يغيرني بطريقة لم تستطع فعلها لا أنت ولا يامن، أخبرك سرا أنا أحب الفتى إنه رائع ويستحق كل خير، إياك أن تخبره أو أن تخبر أحد أني أحب اهتمامه بي ووجوده فى المنزل، حفظه الله ورزقه كل الخير فى حياته"
*********
عاد تيم إلى غرفته.. نظر إلى شرفته ليجد يزن يقف بين العمال يشرف على العمل.. ارتسمت ابتسامة ممتنة على شفتيه وهو يلقي بنفسه على السرير مغمض العينين.. ارتفع رنين هاتفه ليفتحه يستمع إلى الصوت المعلق بين الطفولة والأنوثة "أهلا تيمو أين كنت اتصلت بك أكثر من مرة؟"
رد تيم بابتسامة "كنت أعطي الدواء لعمتو حياة"
رد عليه الصوت الحانق "أوووه عمتو life"
رد بتأنيب "عيب يا مروة"
ضحكت مروة متسائلة بحيرة "كيف عرفت أنى مروة؟"
اعتدل جالسا على السرير قائلا ببساطة "مى صوتها به بحة ما"
رفعت مروة حاجبها مجيبة بصوت متحير "وكيف تفرقنا عندما ترانا ونحن نكاد نكون نسخة طبق الأصل"
هز تيم كتفه بعدم معرفة "لا أدرى ربما التعود"
ضحكت مى وهى تلتفت بكرسيها حيث كانت جالسة على حاسوبها.. لتظهر ملامحها الرائعة المتطابقة مع ملامح شقيقتها.. وعلى عكس تيم فمى ومروة احتفظا بجزء كبير جدا من ملامحهما وهما صغار.. العينين العسليتين الرائعتين غريبتي اللمعة، شعرهما الذى استطال بلونه العسلي وبشرتهما السمراء الرائعة.. طولهما الفارع ورغم ذلك ملامحهما تنبئ بفاتنتين سيقف شعر رأس عمر لأجلهما مجيبة بخفة "كيف حالك يا تيمو"
رد بابتسامة واسعة "بخير ميوش متى ستأتيان؟"
أجابت مي بخفة وهى تتأرجح بكرسيها "بعد الثامنة إن شاء الله"
عبس بانزعاج مجيبا بصوت حانق "متأخر كثيرا مي"
ردت مروة بهدوء "لا تغضب يا تيمو ولكن بابا أتى منذ قليل ولسوف نتأخر قليلا"
أضافت مي تراضيه "لا تعبس هكذا سنحتفل الليل كله"
رد بنبرة حانقة "أنا لست عابس"
ضحكت مروة ضحكتها الرائعة التى تخطف القلوب قائلة بمشاغبة "وكأننا لا نعرف ردود أفعالك يا توتو"
زم شفتيه مجيبا بمكر "حقا يا مامو!!"
ردت بسخط "أوووف لا تنادينى هكذا ثانية"
عبس مجيبا بخفة "أنت من بدأتِ والبادئ أظلم"
ضحكت مى بصوت عالى قائلة من بين ضحكاتها "توقفا عن إغاظة بعضكما البعض.. لقد كبرتما على هذا العته"
ردا فى صوت واحد مروة بقولها "أنا فى الرابعة عشر فقط" وتيم "أنا فى السادسة عشر"
ضحكت قائلة بسخرية "يا للنضوج!!"
صمت كلاهما لتقول مروة بحماس "إذا يا عبقري هل أنت جاهز للاحتفال"
هتف بنزق وهو يعتدل جالسا "يا الله يا مومو توقفي عن منادتي بهذا اللقب"
أجابته مي بجدية مصطنعة وهى ما تزال تلعب بكرسيها "نحن لا نمزح يا تيمو فأنت عبقري الرياضيات، ماهر فى الاسكواش.. ولا ننسي بالطبع وسامتك التى لا نظير لها"
هتف بانزعاج "توقفي يا مي"
ردت مروة بهدوء وهى تتجه إلى طاولة الزينة تلتقط طلاء أظافرها "نحن لا نمزح يا تيمو ألا تعلم ماذا تقول الفتيات عنك بالمدرسة؟"
رد باستهزاء "ماذا يقولون؟"
تبادلت مى ومروة النظرات الماكرة ليرددا تلك الكلمات التى يسمعونها دائما من فتيات مدرستهما "يا بني أنت الفتى الأوسم المستقيم المترفع عن النظر للفتيات"
تنهدا بطريقة مسرحية قائلتين بدراما تجيدينها "يا قاهر قلوب العذاري يا قاسي القلب"
انفجر تيم ضاحكا تشاركه الفتيات الضحك وهو يجيب بسخافة "يا لعقل الفتيات!! ما هذه السخافة"
أجابته مي بصوت ضاحك "انتظر واستمع للآتي"
أجاب باستفهام وهو يعود للاستلقاء ثانية "ماذا؟"
ردت مروة وهى تجلس تضع طلاء أظافرها "لقد علمنا سبب غيرة الفتيات وكرههم لنا"
مط شفتيه قائلا باستفهام "وما هو السبب يا تري؟"
زمت مي شفتيها قائلة بلؤم "أنت بالطبع"
همس قائلا بهدوء "ثواني مي سأضع سماعة الهاتف بأذني"
جذب سماعة أذنه الصغيرة وثبتها بأذنه جيدا، ليقول وهو متجه إلى المطبخ "ها مي كيف أنا السبب"
ردت مروة بصوت يضحك وهى تنظر للون الأحمر الداكن على أظافرها "يغارون بالطبع يا عبقري بسبب علاقتنا العائلية والصداقة القوية بيننا، فأنت ما إن تنهي دروسك حتى تأتي إلينا، وتجلس معنا لنتناول الطعام ونأتي ونغادر سويا، أعز أصدقاء وهذا يميتهم كمدا"
ضحك بمرح وهو يخرج أدوات القهوة ثم يعدها بالطريقة التى علمته إياه هنا قائلا بمشاكسة "طبعا أنا السبب وليست مقالبكما الدائمة"
ردت مي بوداعة مصطنعة "نحن ملائكة يا تيمو"
جاراها ببراءة "أكاد أري الأجنحة ترفرف بالأنحاء"
ضحكت كلتاهما ومى تهز رأسها لمروة إعجابا بلون الطلاء على يدها متسائلة "ما هذا الصوت؟ ماذا تفعل؟"
رد ببساطة وهو يضع غلاية القهوة الصغيرة على الموقد "كوب قهوة لعمتو حياة"
ردت مروة بحنق "أنا لا أفهم كيف تهتم بها بعد كل ما فعلته بك؟!"
رد تيم بصوت عاقل واثق "لأنه واجبي ولأني بطريقة ما أحبها كأنها والدتي، وما فعلته معي من قبل معذورة هي به.. إنها أنثي خانها زوجها وأتي دليل خيانته ليعيش معها دائما، يطعنها فى قلبها بخنجر الخيانة كل مرة تراه بها، معها كل الحق فى التعامل معى بهذه الطريقة بالنهاية أنا ولد غير شرعي من زوجها"
نهرته مي بحدة "لا تتكلم عن نفسك بتلك الطريقة"
أجابها بهدوء وهو يراقب القهوة بدقة كى لا تغلي منه "إنها الحقيقة يا مي وأنا لن أنكرها أو أدعي أنها غير موجودة"
أجابته مروة بعصبية "كلا ليست تلك الحقيقة، أنت تيم أي عائلة تفخر بك، بذكاءك وبعقلك ولطفك ولينك وأخلاقك السمحة، رجاء يا تيمو لا تفكر بغير هذا لا تجعل أي شئ يؤثر على تفوقك العلمي"
ابتسم بشكر قائلا بامتنان وهو يصب القهوة فى الفنجان المزخرف أمامه "أنا أخبرك أنها الحقيقة وليس أني متأثر بها، أنا لدي عائلة كبيرة ترعاني يا مومو وأنا سعيد مرتاح بينهما لا أريد أكثر من هذا"
ردت مي باستحسان "هذا هو العبقري تيمو"
اتجه إلى غرفة حياة ليعطيها كوب قهوتها وهو يستمع لثرثرة التؤام عما يجب أن يرتدوه خلال الحفل.. لكنه وجد حياة جالسة فى غرفة الجلوس ليعطيها كوبها قائلا بحنان "تفضلي عمتي"
التقطته منه شاكرة ليعود ثانية لغرفته وهو يبتسم لها قائلا بحزم "فتيات ارتدوا أى شئ مفهوم رجاء.. أم تلك الملابس الغربية التى لا أعلم من أين تحضرونها لا ترتدوها.. لا أعلم كيف يسمح عمر من الأساس أن تلبسوا بتلك الطريقة"
ضحكت مروة ومى تجيب بجدية "هذا لأننا نخرج معه أو معك وليس بمفردنا.. أم عندما نخرج بمفردنا نرتدى ملابس تقول رجاء لا تختطفوننا"
أجابها ضاحكا "من هذا الأحمق الذى قد يفكر باختطافكم سيلقي بروحه للهلاك"
رد مروة ببؤس مصطنع "أوووه يا تيمو تلقي علينا التهم جزافا دائما"
وضع يده على صدره قائلا بتنهيدة مفتعلة "أوووه يا لي من ظالم بائس"
أجابته مي مبتسمة "حسنا أيها الظالم البائس اذهب لتستعد"
رد بمودة عميقة "أراكما ليلا إلى اللقاء"
خلع سماعته ووضعها جانبا ثم اتجه إلى صوان ملابسه ليخرج له سروال جينز أسود مريح.. ثم توقف حائرا أمام قميصين ليلتقطهما وهو يخرج من الغرفة قائلا بحيرة "عمتو حياة أرتدي أيهما؟"
رفعت حياة رأسها تنظر للقميصين بتدقيق لتقول بخفة "الأسود"
عبس قائلا بدهشة "ظننتك ستختاري الأخضر أنت تفضلين هذا اللون"
أومات موافقة قائلة ببساطة "بالفعل أفضله ولكن الأسود يليق بك أكثر"
ابتسم ابتسامة ساحرة قائلا ببهجة "إذا ليكن الأسود"
*******



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 11:18 PM   #243

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

وفى الخارج وقف يزن فى منتصف الحديقة، يشرف على العمال ويعطيهم التعليمات، هنا سيضعوا الطاولة العريضة وفوقها الأطعمة الخفيفة والحلويات المفضلة لأبنائهم، يتذكر فيما مضي كانت الأولوية لهم ولطعامهم المفضل، ولكن الآن استولي أبنائهم على كل شئ كان ملكهم، عقل وقلب أباءهم ومكانتهم..
تذكر ابنته الصغري ذات الأربع سنوات.. معجزته الصغيرة التى جاءت بعد صبر ورضا كبير، وعذاب أكبر يتذكر أن براء خلال فترة حملها أخذت الكثير من حقن تثبيت الحمل، حتى أنه تخيلها مخرمة وإن شربت ماء ستنقط من كثرة الخروم المنتشرة بجلدها.. طفلته رائعة الجمال بشعرها الأسود الغجري القصير، عينيها السوداء وبشرتها القمحية التى ورثتها من بلوته.. وضحكتها البريئة من ثغرها الصغير عندما ترتكب كارثة كعادتها، تنبه إلى صوت هاتفه يصدر رنين صغير دليل وصول إشعار لهاتفه..
فتحه بفضول لتتسع عينيه بصدمة وهو يطالع صور بلوته وابتلاءه كما يناديها دائما، كانت صور بوضيعات مختلفة تقلد فيها ابنته حركات والدتها وتتشابه ملابسهما إلى حد كبير، عاد سريعا للبيت ليهتف بغضب "بلوتى وابتلائى تعالا إلى هون فورا"
انتظر دقائق ولم يأتى أحد ليصرخ ثانية "بلوتى وابتلائى أعلما أنكما بالداخل تعالا حالا"
خرجت ابنته القزمة ذات الأربع سنوات من غرفة والدتها.. ترتدي فستان كموني اللون يصل لركبتيها بنصف كم.. هاتفة بتنمر واضعة يدها بوسطها الصغير "لماذا تصرخ يا بابا؟"
رفعها من مقدمة ملابسها أمام نظرات براء المتوجسة التى خرجت خلفها قائلا بشر "أنا سألتهمكما وأعيد تربيتكما من جديد"
همست براء بحذر وهى تقترب منهما "ما الذى حدث يزن؟"
نقل ابنته إلى يده الأخرى يحملها كفأر متشرد.. ثم بيده الحرة جذب براء من ياقة منامتها قائلا بشر "ما هذه الصور التى أنزلتيها على صفحتك، ألم أمنعك من تنزيل أى صور تخصك، فتشركين ابنتك بالأمر"
انكمشت براء بخوف وهى تتطلع إليه برهبة، بينما بنته ما زالت تتلوى برغبة الإفلات منه صارخة بتمرد "أنزلني يا بابا لقد كن نلعب قليلا"
هتف باستنكار وهو يحكم قبضته عليها كى لا تقع منه "تلعبين يا آنسة رودي وأنا أشتعل غيرة أليس كذلك؟"
اتسعت عينيها بغضب وهو يناديها بلقب الدلال الذى تكره، لتسكن ناظرة له بحيرة قائلة بصوت طفولى محتار عند سمعها شطر جملته الثانية " تشتعل كيف؟ هل ستخرج نار من أذنيك مثل توم؟"
هتف بعنف غيور "من توم هذا؟"
أجابته براء بتوضيح "إنه القط فى برنامجها المفضل"
عبس بحنق قائلا بغيرة "لا تغيرا الموضوع ماذا أفعل بكما الآن؟ لما لا تصغيان إلى ما أقوله وتنفذانه؟"
همست براء بخفوت تمتص به غضبه "حبيبى لقد أخطأنا أعتذر منك لن تتكرر ثانية"
صرخت ابنته بغضب "انزلنى يا بابا"
نظر لها بغيظ يدقق بملامحها جيدا وهو يفلتها لتتخصر صارخة بتذمر "سأشكيك لجدو"
همس بغيظ "أي جد فيهم؟"
أشاحت بيدها فى وجهه قائلة بعدم اكتراث "لدي أربعة أى واحد منهم سيجلب لي حقي منك"
وتحت ذهوله من المستبدة الصغيرة صرخت فى والدتها "تعالي لتفتحي لى الباب أنا غاضبة ولن أبقى بمنزله"
جذبت براء من يديها عندما تجمد تنظر لها لتتحرك معها فى طاعة تفتح لها الباب، بعد مغادرة ابنته غاضبة عادت له بلوته قائلة بغيظ "سعيد هكذا ها هى تركت لك البيت، وأرينى كيف ستراضيها؟"
ثم غادرت إلى غرفتهما وهى تغلق الباب فى وجهه بعنف معترضة على تذمراته.. وقف مكانه ينقل نظره بين باب الشقة الذى خرجت منه ابنته لتوها، ثم عاد ينظر إلى غرفة نومه حيث اختفت زوجته، فرك رأسه بحيرة وهو يدلف لزوجته فبكل الأحوال باب المنزل الكبير مغلق..
وإن ذهبت رودينا للمنزل الكبير ستجد عمه خالد بالحديقة، كما أن طفلته غاضبة منه كثيرا ولن تتنازل وتكلمه إلا بعد يومين على الأقل، تكون نسيت ما حدث لقد جرب هذا الخصام كثيرا، إنها تقريبا تخاصمه ثلاث مرات بالأسبوع، وعليه فإن جروان ابن يقين يساندها ويقاطعه هو الآخر، ويوسف ابن هادي يعلن استنكاره لمعاملته القاسية لرودينا، حسم أمره ليتجه إلى غرفة نوم زوجته..
دلف إلى الداخل ليجدها جالسة على مقعد زينتها.. تمشط شعرها بعصبية تأملها قليلا وهو يتجه إلى فراشه ليجلس عليه، نظره مسلط عليها ينتظر منها الحديث، ضربت الفرشاة فى شعرها بقوة وهى تذم شفتيها دون حديث، ليتنازل وهو يتجه إليها يتناول الفرشاة منها يمشط شعرها برفق قائلا بتأنيب "هل ترين ما فعلتيه صائبا؟"
رفعت عينين دامعتين إليه وهى تقول بفم مذموم، فى عادة لم تفقدها برغم كونها أصبحت أم وسيدة ناجحة فى عملها "لا أحب أن تصرخ علي، بابا لم يفعلها ولكنك تفعل هذا الأمر وتخيفني"
رفع حاجبه رافضا الرضوخ لضعفه أمام دموع عينيها "براء لا تأخذينا بعيدا عن موضوعنا الأساسي"
مطت شفتيها دون رد ليرجع رأسها للخلف، فتصبح مواجهة لوجهه الذى مال عليها قائلا بفحيح "لماذا لم تنفذي أوامري؟"
أخفضت عينيها بذنب وهى تقول بخفوت "لقد كنا نتصور سويا أنا وهى.. وتركت معها الهاتف وعدت لأحضر لها طعاما.. وعندما عدت وجدتها قامت برفعنا صورنا، تعرف إنها تجيد التعامل مع التكنولوجيا"
رد وعينيه ترتجف خوفا وغضبا "نعم أعرف وأخبرتك لا تتركِ الهاتف بين يديها دون رقابة.. هل تعلمين كم عين قد رأتها ولم تهمس فى نفسها بسم الله ما شاء الله.. ابنتك رائعة الجمال بو وأخاف عليها من الحسد"
رفعت يدها تداعب وجنته بحنان مجيبة بخفوت "أنا أرقيها دائما حبيبى"
زفر أنفاسه بحرارة حتى لفحتها سخونتها ليميل حاملا إياها ثم يجلس على المقعد ويجلسها على قدميه قائلا بخوف "أنا أرتعب عليها براء"
عضت على شفتيها لتقول بخفوت وهى تتلاعب بشعره لتميل مقبلة فكه "حبيبي اطمئن إنها بخير.. ونحن الحمدلله نعتنى بها جيدا"
ابتلع ريقه مجيبا بهمس مرعوب "لا أعلم براء؛ أخاف أن يمسها أذي بعد كل هذا الانتظار لها"
احتضنت رأسه لصدرها ليتمسك بها بقوة قائلة بإيمان "حبيبى أنت علمتني الرضا والصبر والإيمان.. اتركها أمانة عند الذى لا تضيع أماناته أبدا"
قبل كتفها الذى يستند عليه برأسه قائلا بهدوء "ونعم بالله"
ابتسمت وهو يرفع رأسه لها قائلا بمكر "ما زالت غاضب هيا راضيني"
ضحكت بميوعة أسرت قلبه الأسير منذ زمن قائلة بدلال "وكيف أفعل سيدي"
رفع كتفه بعدم معرفة قائلة بمرح محبب "لا أعلم جربي وأنا سأخبرك إن كنت صالحتك أم لا"
نثرت قبلات رقيقة على وجهه وهو يجلس باستكانة مبتسما ابتسامته اللامعة التى تحبها.. مستمعا بملمس شفتيها على بشرته لترفع وجهها إليه بنزق قائلة وهى تلكمه على كتفه قائلة بغيظ "أنت مستغل وغليظ"
ضحك بمرح وهو يضع يده خلف رأسها ليجذبها إليه يقبل شفتيها بقوة قائلا بغرام "حمقاء أنا لا أستطيع الغضب منك من الأساس"
ابتسمت له بسعادة قائلة بتردد ما إن فصل قبلته "يزن أريد أن أرتدي الحجاب"
همس بحنان وهو يعيد خصلاتها لخلف أذنها "سأكون سعيدا وأنا أراكِ به"
مالت لتقبل وجنته قائلة لتشجع نفسها على اتخاذ خطوة تفكر بها منذ سبقتها إليها يقين وتبعتها إليها روهان "سأتفق مع يقين وننزل نتسوق"
جذبها يضع رأسها على صدره قائلا بحنو وهو يقبل خصلاتها المتناثرة على كتفه "أحبك جدا جدا براء"
***********
وقفت الصغيرة رودينا تنظر للباب الذى أغلقته والدتها خلفها، ثم شرعت فى التفكير بحيرة هل تصعد للأعلي حيث عمها سيف، أم تنزل للأسف حيث عمها إياد فهى لن تستطيع الذهاب لجدها الآن، قد تجد الباب مغلقا ولن تستطيع فتحه.. وليلا بكل تأكيد ستشكو والدها لجديها هي أبدا لن تترك حقها له، فى ثوانى كانت حزمت أمرها مقررة الصعود للأعلى حيث علي الجني الطيب كما يدعوه العم تيم، فهي ليس لها بال لتلعب مع رئيس العصابة زين الدين ابن عمها إياد، أوووه لماذا لا يسكن جروان ويوسف معها بنفس المنزل، صعدت للأعلى بخطوات بطيئة كما أسعفتها سنها الصغير مستندة على سياج الدرج
**********
وفى الأعلى كان سيف يدور بابنته الصغيرة ذات التسعة أشهر فقط.. يحملها على صدره محاولا أن يجعلها تخلد للنوم.. سمع صوت صغير غير مفهوم بالطبع يصدر عنها، ليجذبها للأمام يتأمل ملامحها التى تأسر قلبه بقوة، كانت صغيرة للغاية بشعر أسود ناعم قصير وعينين شديدة السواد.. ووجنتين مكتنزتين حمرواتين على الدوام.. ترتدي فستان أحمر بحملات وورود بيضاء صغيرة تحيط بياقته.. طفلته الأثيرة التى ما إن أبصرت وجهه حتى ضحكت فأبهجت قلبه، مال على بطنها يدغدغها بفمه..فتصدر أصوات راضية مبتهجة رفع رأسه قائلا بحب "إذا الآنسة سارة تريد اللعب"
حركت يديها فى الهواء استجابة لسؤاله ليجلس على الكرسي الهزاز.. وهو يفرد جسده عليه ويضع ابنته على صدره، ممسدا ظهرها بحنان وهو يحرك الكرسي بخفة، استكانت الصغيرة على صدره كعادتها متمسكة بقميصه بقبضتها الصغيرة وسيف يقول بحب "كيف تستطعين الإمساك بقلبي هكذا بقبضتك الصغيرة.. وكيف بضحكة من فمك الصغير تبهجني لتلك الدرجة، أنت كلك مذهلة يا صغيرتي"
أخفض بصره ليجدها قد أغلقت عينيها ونامت بسلام.. أزاح غرتها من على جبينها بإصبعه برفق ليميل مقبلا رأسها، ثم أغلق عينيه وهو يريح رأسه على الكرسي متمسكا بابنته بقوة وهو ما زال يتحرك، فتح عينيه وهو ينظر بابتسامة عفوية لسما التى وقفت فوقه قائلة بتبرم "لقد نامت"
أجابها بهدوء "نعم أعلم "
ردت بغيرة "حسنا ضعها فى سريرها"
رد بخفة وهو يستقيم واقفا "حبيبتى الجميلة تغار"
عبست مجيبة بغل "كل عقلي بكلامك المعسول.. هذا ما أخذه منك هذه الأيام"
ضحك وهو يميل ليقبلها بحنان وما إن استسلمت له، حتى صرخت متأوهة وهى تبتعد عنه.. عبس مستغربا من فعلتها ليجد أظافر ابنته مغروسة فى وجه والدتها، وقد استيقظت ما إن اقترب والدها من سما، وهى تنظر لها بحنق ثم تعلقت بعنق والدها بتملك؛ جعله يغرق بالضحك على زوجته التى هتفت بغضب وهى تضرب الأرض بقدمها مغادرة "ابنك غاضب اذهب لتري ما به.. وأنت يا ابنة أبيك لنا حساب آخر"
داعب وجه ابنته بحب قائلا بضحكة "أيتها الشقية تعالي لنري ما به أخيكِ"
ذهب إلى غرفة ابنه الكبير أكبر أحفاد العائلة ذو الست أعوام.. بحث عنه بعينيه ولكنه لم يجده، ليلتف مغادرا إلى مكانه المفضل منزل قططه الصغيرة، وجده جالسا أمامه يحدق بمنزل قططه بشرود أليم، دلف ليجلس بجانبه هامسا اسمه بحنان "علي"
رفع رأسه لتظهر ملامحه الشقية موشاة بلمحة حزن أوجعته، عينيه السوداء ممتلئة بدموع صامتة.. وبشرته القمحية لمعت بإحمرار الغضب، بينما تكوم فوق رأسه شعره البني الملئ بالخصلات السوداء والموجات الكثيرة، داعب وجنته بحنان وهو يعدل من وضع ابنته بحضنه متسائلا بحنان خافت "ما بك؟ من أزعجك؟"
وضع رأسه على قدم والده مجيبا بحشرجة "زين الدين"
حرك يده بين خصلاته متسائلا بحنو "ماذا فعل زين؟"
عض على شفتيه يمنع بكاءه قائلا بصوت مبحوح من البكاء "لقد أضاع قطتي الرمادية"
همس سيف بعدم فهم وهو يحاول السيطرة على حركة ابنته فى حضنه "أضاعها"
رد علي بحنق غاضب "نعم المتوحش رئيس العصابة ألقها خارج المنزل"
مسح على ظهره بحنان وكاد أن يجيبه ليصرخ علي بألم.. وسارة تنشب مخالبها الصغيرة بين خصلاته تشدها لأعلي، سارع لتخليص شعر ابنه من طفلته الغيورة.. وما إن فعل حتى جلس علي باستقامة صارخا بحنق "لماذا يا سارة؟ ماذا فعلت لكِ؟"
قلبت شفتيها ببكاء وأدمعت عينيها ليميل علي مقبلا خدها سريعا قائلا بمراضاة "حسنا أنا أحمق لا تغضبِ"
نظرت إليها تزم شفتيها بحنق ليصنع لها علي بوجهه حركات مضحكة.. حتى انفرجت ملامحها وأفرجت عن ضحكة العصفور خاصتها.. ابتسم علي وهو يمسك يدها بشرود مقبلا إياها.. ابتسم سيف وهو يراقب ما يفعله علي لأجل شقيقته.. فيمد يده يربت على رأسه برضا قائلا بمواساة "سأتحدث مع زين وأجعله يعتذر لك"
هز علي رأسه نفيا قائلا بغضب "بالطبع لن تفعل"
عبس سيف متعجبا وهو يتسائل "لماذا حبيبي؟"
أخفض رأسه قائلا بانزعاج وهو يراقب قططه "لأن اعتذاره لن يكون نابعا من قلبه.. وأنا حقا غاضب منه ولن أقبل اعتذاره أبدا"
شد سيف على كتفه بقوة قائلا بجدية متذكرا حديث والده.. عندما كان صغيرا وتشاجر هو وإياد وامتد بينهما الخصام لأيام "اسمع يا بني أنت وابن عمك أخوة.. مهما حدث بينكما من خلافات لا يزيد شجاركم عن بضع ساعات.. إنه أخوك الصغير وعليك ألا تغضب منه وتحميه..."
قاطعه علي قائلا بهدوء "بابا أنا أحفظ هذه الكلمات جدو أخبرنى إياها منذ زمن طويل.. ولكن زين أجبرني على أن أخلف وعدي لصديقتي"
تأمله سيف قليلا متسائلا بتعجب حذر "أيّ وعد؟ وأيّ صديقة؟"
زفر علي بحنق مجيبا بملل "صديقتى سوزان وعدتها أن أعطيها قطة عندما أخبرتنى عن حبها للقطط.. والآن ماذا سأخبرها؟"
همهم سيف بذهول "لديك صديقة!!"
رد وكأنه يشرح لطفل صغير "نعم يا بابا لدي صديقة ضمن مجموعتي المميزة"
رد سيف بعدم استيعاب "مجموعتك المميزة"
رد سيف بصبر وقطته البيضاء تطل برأسها من داخل منزلها ليحملها يربت على فراءها "نعم يا بابا أنا وسوزان ومهدى وبهير ونهلة.. نحن الخمسة نشكل مجموعة مميزة معروفة فى المدرسة"
رمش سيف بعينيه عدة مرات متسائلا بذهول "من هؤلاء؟"
أغمض علي عينيه قائلا بسأم "أصدقائى سأعرفكم عليهم عندما تأتى الفرصة"
أغمض سيف عينيه مذكرا نفسه أن جيله يختلف عن جيل أبناءه.. ثم فتح عينيه ينظر لابنته بتوجس إن اقترب منها أحد سيقتله مجيبا بنبرة صبورة "قططك كثيرة يا علي أعطيها أيّ واحدة أخري"
رد بعدم رضا على اقتراح والده "لقد وعدتها بالرمادية وليس أيّ واحدة"
رد سيف باقتراح "أخبرها أنها ماتت"
شهق علي قائلا بعدم تصديق "وأكذب عليها يا بابا.. كلا سأخبرها بما فعله زين وهى تعرف كم هو شرير.. وأعطيها أخري غيرها"
اتسعت عين سيف بذهول مغمغا باستسلام "حسنا هذا رائع"
اقترب علي من شقيقته فاتحا ذراعيه قائلا بابتسامة واسعة "تعالي نلعب قليلا سو"
نظرت له سارة بفضول قليلا ثم ما لبثت أن أشاحت بوجهها برفض تخفيه فى حضن أبيها.. ليفتح علي فمه بذهول قائلا بدهشة "هكذا إذا تتخلين عني يا سو.. لنري من سيلعب معك فيما بعد"
أخرجت رأسها من حضن والدها تنظر له قليلا وكأنها تفهم ما يقال لها.. ثم أعادته ثانية لحضن سيف برفض تمسكت به، ربت سيف على رأس ابنه قائلا بحنان "لا تزعل إنها تريد أن تنام فقط"
وقف علي قائلا بحنق "لا هى لا تريد اللعب يا بابا.. هى تريد أن تبقي بحضنك كأميرة مدللة.. إذا اشبعي ببابا ولنري من سيلعب معك عندما يذهب بابا لعمله"
ثم أخرج لها لسانه وهو يغادر غاضبا.. ضحك وهو ينظر لابنته التى ضحكت وهى ترفع يدها تحتضن وجهه بكفيها الصغيرين.. أغمض عينيه مدعيا الصبر وصوت سما يرتفع بنزق من خلفه "سيف"
التفت لها قائلا بمهادنة ناعمة "نعم يا عمري"
ردت بهدوء "هناك صوت يشبه النقر يأتى من ناحية باب الشقة.. اذهب وتفقد الباب وأنا سأساعد على ليجهز"
قفز واقفا وهو يحمل ابنته قائلا بمرح "هيا يا طفلتي لنري من ينقر على الباب"
**********



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 11:20 PM   #244

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

فتح سيف الباب ليفاجئ بابنة شقيقه جالسة على السلم تنظر له بغضب قائلة بتوبيخ "لماذا تأخرت فى فتح الباب؟"
اتسعت عينيه كعادة أصبحت ملازمة له بسبب أبناءه وأبناء أخواته وردود أفعالهم التى لا تنتمى مطلقا لأطفال فى عمرهم.. ثم تذكر ما كان يفعلونه بأباءهم وأن ما يفعلوه أبناءهم هو مجرد رد للدين؛ فحقا كما تدين تدان، جلس بجوارها قائلا بأسف يراضيها به "أسف يا حبيبتى لم أسمع صوت طرقك على الباب"
زمت شفتيها مجيبة باستياء "أدق على الباب منذ أكثر من عشر دقائق حتى كدت أيأس وأغادر"
عض على شفتيه بقوة يمنع حنقه من الظهور، فابنة أخيها بارعة فى الردود التى تكاد تصيب بالشلل "أسف يا رودى"
ردت بغضب "لا تنادينى رودي"
عبس قائلا بعدم فهم "لماذا؟"
ردت بحنق وهى تكتف يدها على صدرها "لأنه اسم ولد يا عمو"
احتقن وجهه غيظا ليقول بغل "أنت الأخرى لديك أصدقاء أولاد فى الروضة"
تأملته بعدم رضا قائلة بتأنيب "لا بالطبع أنهم أغبياء لا يستحقون صداقتى.. أصدقائى هم جي وجو فقط"
رد بذهول "من؟!!"
زفرت بملل "جي هو جروان.. وجو هو يوسف "
مط شفتيه وهو يفرك رأسه بحرج قائلا "من رودي إذا؟"
ردت بتوبيخ "شخصية كرتونية.. كيف لا تعرفه وهو شخصية علي المفضلة"
كاد يصرخ وهو يدعو لأخيه بالصبر كيف يتعامل مع كتلة الاستفزاز القزمة تلك التى تمشي على قدمين قائلا بمرح "حسنا فهمت أين قبلة عمو؟"
وقفت ومالت عليه تقبله وما إن وضعت شفتيها على خده.. حتى كانت مخالب صغيرته تجد طريقها لوجه رودينا، التى صرخت بألم وابتعدت تنظر لابنة عمها بغل قائلة بصياح "لولا أنك فقط صغيرة.. وأنا لا أضرب الصغار"
رد سيف بحذر "الحمدلله أنك لا تضربينهم"
ضيقت عينيها بمكر وهى تجيب بخبث "ولكنه لا يعنى أنى لا أستطيع إغاظتهم"
وقبل أن يسألها عما تقصد كانت تعانقه بقوة تحت نظر ابنته التى امتلئت عينيها بالدموع وهي تحرك يدها فى الهواء.. وقبل أن تفلح سارة فى التقاط شعر رودينا كانت الأخيرة تبتعد عن عمها بخفة، وتحت أنظار ابنته الدامعة مالت رودينا لتقبله قبلة كبيرة ذات صوت.. وهى تخرج لسانها لسارة التى ارتفع صوتها ببكاء غيرتها ليهمس لها بحنق وهو يحاول تهدئة طفلته الباكية "أنت شريرة كبيرة"
رفعت كتفيها بعدم اكتراث وهى تدخل إلى شقته.. تاركة إياه يهدئ ابنته بروية حتى استطاع بعد وقت طويل أن يهدئها.. لتستسلم لسلطان النوم الذى استولي أخيرا على إدراكها.. دلف إلى شقته ليجد الشقية الأخرى تجلس على مقعد تحتسي كوب عصير لا يعلم كيف جلبته.. نظرت إليه لتقول بحنق "هل نامت الغيورة؟"
ابتسم وهو يجلس أمامها يضع ابنته فى حضنه متسائلا "إذا آنسة ما وراءك؟"
ردت بنبرة ساخطة "لقد تشاجرت مع أخيك وتركت له المنزل"
هز رأسه متفهما فابنة يزن تترك له المنزل فى الأسبوع تقريبا ثلاث مرات.. ويستغرق يومان فى إرضاءها ويتشاجران اليوم التالي لصلحهما.. فقط يوم الجمعة هو يوم هدنتهما حيث يأخذها للتنزه ليجيب بهدوء "ماذا فعل؟"
احتست رشفة من عصيرها قائلة بخفوت "لقد صرخ علي كالعادة ولن أسامحه هذه المرة"
كاد أن يضحك فهذا هو الصراع الأزلى بين يزن وصغيرته ولكن من يلومه ابنته مستفزة.. ليربت على خدها بحنان قائلا بمحايلة "سنشكيه لجدو"
أومأت برأسه موافقة لتقفز واقفة وهى تلمح على قادما من غرفته.. لتجري تتعلق بحضنه قائلة بحزن "بابا صرخ علي ثانية"
ربت على كتفها برفق قائلا بحب "لا تحزني يا رو جدو أيهم يخيفه دائما"
ضحك سيف بعدم تصديق لما يراه ليسمع رودينا تشتكي لعلي "ولكنه أحزنني"
ليجيبها علي بخفوت "تعالي أريكِ قطتى البيضاء ستعجبك كثيرا"
ابتعدت عنه قائلة باهتمام "حسنا.. أووه لقد نسيت حقيبتى؛ سأعود لأحضرها وأعود إليك"
هز رأسه لها موافقا وهى تقف أمام سيف قائلة بأمر "تعال معي يا عمو"
حمل ابنته وتبعها حتى شقة أخيه الذى فتح له الباب قائلا بمفاجأة "أوووه آنسة رودينا بنفسها"
رفعت عينيها له ببطء قبل أن تقلب شفتيها بحنق وهى تمر من تحت ذراعه للداخل.. صافح سيف أخيه قائلا بتعجب "تقول أنها نست حقيبتها.. أيّ حقيبة هذه؟"
أجابه يزن بسخرية بالغة "حقيبة ظهر تضع بها فرشاة شعرها وأسنانها وفستان ومنامة وكتاب حكاياتها وعندما تغضب تجرها وتذهب للمنزل الكبير بها"
انفجر سيف ضاحكا بذهول "هل تمزح معي!!"
رد يزن بإنعدام حيلة "أبدا والله أخبرك الحقيقة"
جلس سيف وهو يقول بصدق "صدقا أعانك الله عليها"
ضحك يزن وهو يداعب خد سارة قائلا بحب "أعطيني إياها حبيبة عمها"
رد سيف بنبرة ضاحكة "خذها إن استطعت"
مد يزن يديه يجذب سارة النائمة على صدر والدها لتتشبث بقميص أبيها وهى تزمجر برفض.. ليضحك سيف قائلا "لم تستغرق بعد فى النوم فى تلك الحالة فقط يمكنك أن تأخذها"
همس يزن باستنكار "تعلقها بك غير طبيعى سيف"
رد سيف بحب وهو يقبل رأسها برفق "إنها طفلتى الحبيبة"
فى تلك الأثناء عادت رودينا تجر خلفها على الأرض حقيبة بالفعل.. وازن سيف ابنته على يد واحدة وحمل حقيبة رودينا بالأخري.. التى ألقت نظرة متحدية لوالدها وغادرت.. همس سيف بذهول كلي "أراك ليلا أخى"
***********
عاد إياد لمنزله بعد يوم طويل مرهق للغاية.. فبجوار محاضرته المتأخرة اليوم كان لديه بعض الأعمال المكتبية.. دلف للبيت ليجد الهدوء يعمه بشكل مريب، إذا عصابته الصغيرة ارتكبت كارثة وناردين تعاقبهم على شقاوتهم المفرطة.. اتجه بتلقائية إلى مكانها المفضل تلك الخيمة الوردية ذات الفراش الأرضي الأبيض.. التى تستعملها هى وابنته ولكن طالما أنها تعمل فلا يجرؤ أحدهما على الاقتراب منها..
وبالفعل وجدها مسترخية تفرد قدميها أمامها وعلى قدمها حاسوبها.. وبجوارها العديد من الأوراق التى تراجعها والأهم من كل هذا؛ تلك العلبة من نوتيلا الشكولاتة حتى تراضي بطنها المنتخفة أمامها.. وضع حقيبة كتفه أرضا واستند على الطاولة القريبة منه يتأملها بحب يزداد دائما.. ابتسمت ابتسامة جانبية قائلة بمشاغبة "أعجبك ما تراه"
ابتسم يجيب بمغازلة وهو يدلف يجلس بجوارها قائلا بحنان "بالطبع دائما تعجبيننى"
جلس بجوارها ليقبل وجنتها بحنان وهى تقول بحب "حمدلله على سلامتك"
أهداها ابتسامة جميلة وهو يميل مقبلا بطنها المنتفخة "مرحبا ابنتى الحبيبة"
ردت بخفوت وهى تداعب شعره "ما زالت مصر أنها فتاة"
رفع رأسه قائلا بحب مشاغب "نعم وسأسميها نيران حتى يكون لى منك نيرانا صغيرة كثيرة"
عبست قائلة بعدم رضي "نيران!! هل جننت؟"
ابتسم وهو يقرص وجنتها بخفة قائلا "عيب يا بنت أنا زوجك"
رفعت حاجبها قائلة ببساطة وهو تنظر لحاسوبها "لن أسمح لك أن تسميها هكذا"
مط شفتيه قائلا بجدية "أنت سميتِ ابنتنا الأولى وأنا سأسمى الثانية"
هزت رأسها موافقة وهى تجيب بهدوء حانق "نعم حقك ولكن ليس نيران"
غمز بعينه قائلا بهدوء خادع "كلا نيران حتى تعبر عنك"
عبست بحيرة متسائلة بعدم فهم "كيف هذا؟"
أجابها بعبث صادق وهو يقترب من شفتيها حتى كاد يمسها وعينيه تتجول على ملامحها التى تزداد فتنة مغوية مع حملها " "ناردين أنت لست ناردين أنت نيران تسرين فى القلب لتشعلِ أوردته بلهب أزرق.. وقود هذه النار فى حبتي الفروالة هاتين ليس من العدل أن تكوني بكل هذا الجمال نارى.. نارى حبيبتى وعمرى، حبيبتي ناري، وستكون ابنتى حبيبتى نيران"
ضحكت بذهول قائلة بعدم تصديق "لقد أقنعتني لا أصدق"
ابتسم باتساع وهو يميل مقبلا شفتيها قبلة طويلة ليبتعد وهى تستند برأسها على كتفه متسائلا بخفة "أين أبنائى لا أسمع لهما صوتا"
رفعت رأسها من على كتفه مجيبة من بين أسنانها بنظرة نارية "أبنائك؛ أنت لا تعرف ماذا فعل أبناءك من كوارث اليوم؟"
رد بتهكم وهو يتأمل بطنها المنتفخة بشكل غير طبيعى بالنسبة لعمر حملها "أبنائى أنا وأنت هل تتوقعين أننا سننجب ملائكة بأجنحة.. بالطبع أولادنا سيكونون شياطين صغيرة"
زفرت بسخط مجيبة بيأس "لقد اختطفوا قطة من قطط علي وأضاعوها"
صمتت لبرهة لتضيف بنبرة أمومية خالصة "وعلي غضب كثيرا من زين وتماسك بصعوبة كى لا يبكي أمامنا.. ولكن أعلم أنه حزين إنها يحب تلك الحيوانات كما تفعل سما"
فرك جبينه بتعب قائلا بخفة "سأتحدث معه وأجعله يعتذر لعلي"
مسدت كتفه برقة قائلة بحنان "تبدو متعبا"
ابتسم قائلا بإرهاق "كان يوما طويلا للغاية"
همت بالوقوف قائلة بلهفة "سأحضر طعاما لأجلك"
أجلسها محلها قائلا بهدوء "لست جائعا لقد أكلت وجبة خفيفة"
نظرت إليه قائلة بخبث "منذ متي؟"
لوي شفتيه بضيق قائلا بامتعاض "منذ ثلاث ساعات"
زمت شفتيها تمنع نفسها من الضحك ليقول بغيظ "أفرجي عنهم ناري"
انطلقت ضحكاتها قوية وهى تنظر له بأسف ليقول بحنق "تحملين أنت وامتنع أنا عن الطعام"
توقفت عن الضحك مجيبة بتعجب "الأمر غريب حقا إيدو.. لا أفهم كيف يحدث هذا؟ ولماذا لا تستطيب الطعام حقا خلال حملي"
رد بخفوت "عمتو لمار تقول بعض الرجال عندما تحمل زوجاتهم يتحملون بعض من آلالام الحمل.. وها أنا أثبت صحة النظرية وألتزم بثلاث وجبات طبيعية مثل باقي البشر"
ضحكت وهى تقبل خده قائلة بحنان "تبقت ستة أشهر وسأضع ابنتك نيران.. وعندها ستعود لقواعدك سالما وتأكل طعامك فى الوقت الذى تريده"
رفع إصبعه قائلا بتحذير "ولكن لتأتي تحمل بعض من ملامحي.. لقد تعبت بما يكفي فى زين وأتي يحمل الكثير من ملامح يقين.. حقيقة لا أعرف كيف فعلتيها.. والصغيرة نيرة التى أتت تحمل ملامحك"
ضحكت مجيبة بمرح "سأحاول والآن اذهب واستعد كي لا نتأخر على حفلة تيم.. وفى طريقك أخبر أبناءك أن يستعدوا.. زين فى غرفته معاقب"
قبل رأسها قائلا بمشاكسة "والدة صارمة"
*************
عرج إياد على غرفة ابنه ذو الخمس سنوات.. ليجده يقوم بتنظيف غرفته، ابتسم بتسلية إذا هذا هو عقاب ابنه رئيس العصابة الصغير ذاك.. كما يطلق عليه تيم فهو قد أعطي لجميع الأبناء لقبا يعبر عنهم.. وقد شكل ابنه وابنته عصابة صغيرة ابنه رئيسها وابنته نائبة الرئيس.. رفع صوته قائلا باستمتاع "رئيس العصابة.. قصدي زين"
ببطء كان ابنه يترك غطاء السرير الذى يقوم بطيه.. ويلتفت ناظرا له باستهجان بان جليا على ملامحه.. وقد أجاد فعلا عندما قال أنه يشبه يقين.. بشرته البيضاء المشربة بحمرة خفيفة.. أنفه الصغير وشعره البني الغزير.. ولكن من والدته أخذ عينيها السوداء، وشفتيها الممطوطة للأمام وكأنها تأخذ وضع التقبيل، ليجيب من بينها بضيق بالغ "اسمي زين الدين يا بابا وليس زين.. أنت هكذا تهين اسمي، هل أكتبها لك على الحوائط كى تتذكرها"
زفر إياد بسخط قائلا ببرود "حسنا يا رئيس العصابة لما أنت معاقب؟"
أشاح زين الدين بعينيه بعيدا قائلا بابتسامة مستفزة "لست معاقب يا بابا"
نظر لمنظر الغرفة الفوضوية لتذكره بغرفته القديمة فيما مضي.. وأنها كانت بذلك السوء دائما ليجيب ببرود "إذا لماذا تنظف غرفتك؟"
رد الصغير ببرود فعلى عكس شكل أبناءه فقد تشربوا طباعه "لأن منظرها سئ للغاية"
نظر إياد إليه مليا قبل أن يزيح بعض من ملابسه المبعثرة ويلقيه فى إناء الغسيل بعدم اكتراث.. ليقول أمرا "اجلس يا زين الدين باشا"
جلس زين الدين مقابلا لوالده الذى سأل بهدوء "ماذا قلنا عن الكذب يا زين الدين"
أخفض زين الدين عينيه أرضا قائلا بخفوت "الكذب حرام وعاقبته وخيمة"
رد إياد بهدوء "إذا لماذا تكذب؟"
رفع كتفيه مجيبا بمكر "لم أكذب.. ولماذا سأكذب إن شاء الله؟"
رد إياد باستنكار وهو يرفع حاجبه "زين"
رد زين الدين بسخط "يا بابا قلنا زين الدين.. ليس ذنبي أنك اختارت اسم مركبا، وتأتي الآن وتختصره"
سحب إياد أنفاسه دفعة واحدة قائلا بحنق خفي "إذا ما الكارثة التى ارتكبتها اليوم؟"
رد زين الدين بهدوء "كانت مجرد حادثة فقط يا بابا"
ابتسم إياد قائلا بصبر "وما كانت تلك الحادثة بالضبط"
رفع زين الدين رأسه بشجاعة مجيبا بلهجة حملت بعض الذنب "لقد كنت أنوي إخفاء قطة علي الرمادية حتي أغيظه قليلا.. ولكن بطريقة ما اختفت ولم أجدها"
صمت ثم لوي شفتيه بامتعاض "لقد اعتذرت لعلي ولكنه لا يريد الحديث معي.. وأخبرته أني سأبحث عنها ولكنه غادر غاضبا"
هز إياد رأسه متفهما قائلا بخفوت "إذا تعترف أنك مخطأ"
أخفض الآخر رأسه قائلا بذنب "نعم ولكن أخبرتك لم أقصد"
ربت إياد على كتفه قائلا بجدية "لا مشكلة أن ترتكب بعض الأخطاء.. وفى المقابل يجب أن تعترف بخطأك وتعتذر أيضا"
رد بخفوت "نعم فعلت وماما فرضت علي هذا العقاب"
ابتسم إياد قائلا بمرح "ربما علي أنا اتركك تنهي عقابك.. وأذهب لأري شقيقتك الصغري"
رد بعدم اهتمام "ستجدها بالمطبخ لقد أنزلت لها كوب أيس كريم دون علم ماما"
ابتسم إياد قائلا دون مرح "كنت تكافئ نائبتك دون علم ماما أليس كذلك؟"
حك شعره الكثيف قائلا بتأمر "حسنا هذا كان عقاب ماما لها، ولكن لم أحتمل حزنها فجلبته لها خلسة.. ستجدها مختبئة أسفل مائدة المطبخ"
فى تلك الأثناء ارتفع صوت ناردين قائلة بصرامة "زين اترك تنظيف الغرفة واذهب لتستعد، وارتدي ملابس مرتبة ولا تظن أنك فلت من العقاب"
رد بطاعة "حاضر ماما"
نظر له إياد بنصف عين قائلا "حاضر ماما فقط"
رد زين الدين بمنطق "إنها ماما"
رد إياد بسخرية وهو يستقيم واقفا "نعم أعرف هذا الخوف من الأمهات، اذهب لتستعد وأنا ساذهب لأساعد شقيقتك على الاستعداد"
*****
اتجه إياد إلى المطبخ يبحث عن طفلته الصغيرة ذات الثلاث سنوات، أخفض رأسه أسفل الطاولة متسائلا "ماذا تفعلين نانا"
صرخت ابنته بفزع قائلة بدموع وصوت مبحوح مميز "بابا أخافتني"
تأملها بحنان ملامحها بارعة الجمال حقا، والتى أخذت من شموخ والدتها الكثير، أنفها المرفوع بكبرياء وفمها الممطوط، شعرها الأسود الناعم الطويل، ولكن ما ميزها عن والدتها كانت بشرتها القمحية.. وطولها الملحوظ لمن فى مثل عمرها.. جلس على ركبتيه أمامها ومد يده يداعب شعرها بحنان "لماذا تأكلين هنا خلسة يا عمري؟"
نظرت له نيرة قليلا قائلة بنبرة منخفضة "مختبئة من ماما"
عبس قائلا بتأنيب خفيف "وأليس خطأ أن تعاقبك ماما ولا تنفذين عقابها"
هزت رأسها موافقة وهى تقول بنبرة حزينة واضعة معلقتها أرضا "نعم ولكني لم أفعل شيئا هذه المرة، وزين الدين هو المخطئ"
جذبها يجلسها على قدمه مداعبا شعرها بحنان بالغ.. قائلا وهو يلتقط المعلقة يطعمها بها "حسنا لا توجد مشكلة فى خرق بعض العقاب، ولكن لن نخبر ماما"
قبلته على خده ليشعر بشفتيها الباردتين تعطينه أجمل إحساس بالعالم.. قائلة بسعادة أسعدته "أحبك بابا"
ضحك ببهجة قائلا وهو يستقيم واقفا يجلسها على المائدة العريضة يكمل إطعامها "وبابا يعشق صغيرته الجميلة"
أخذت الملعقة لتطعمه بها من حلواها.. ورغم نفوره من الطعام بشكل كبير إلا أنه لم يستطع أن يحزنها، ليتناول ما على الملعقة متظاهرا بالاستمتاع قائلا بحب "شهية مثلك يا نانا"
حملها ليغسل لها وجهها قائلا بحنو "هيا لكي ترتدي ملابسك سنذهب عند جدو"
صاحت بسعادة وهى تقول "أريد أن أرتدي فستانا"
رد ضاحكا بصوت حاني "سترتدي فستانا"
أجابته بصوتها المبحوح وهى تتعلق برقبته "واسع وطويل ومنفوش"
رد بابتسامة واسعة "ليكن إذا"
رد بدلال "وأريد أن أجدل شعري"
أرجحها بخفة بين ذراعيه قائلا وهو يكشر أنفه لها بمرح "ليكن"
ركنت رأسها على كتفه قائلة بغمغمة "أنت جميل يا بابا"
قبل إياد شعرها قائلا بحب "كلا يا صغيرتى أنتِ أجمل ما رأيت فى كل حياتى"
*****



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 11:24 PM   #245

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

وفى منزل روهان كانت جالسة على أريكة مريحة فى منزلها، ترفع قدميها المتورمة قليلا على وسادة لينة، وهى تستمع إلي صوت والدها القلق "حقا روهان أنت بخير؟"
ردت مبتسمة بحب "نعم بابا أنا بخير تماما وهادي يهتم بي جيدا"
رد غسان بتقدير وهو يجلس بمكتب منزله يراجع ملف صفقة مهمة كان يعمل عليها "أعلم جيدا أنه يهتم بكِ.. ولكن أنا أشعر بالقلق عليك، لا أصدق متي قويت علاقتي بك حتى أفقدك"
ضحكت قائلة بعدم تصديق لمع برمادتيها "بابا أنا أيضا سعيدة كثيرا أن علاقتنا أصبحت أقوي، ولكن ما الداعي لكل هذا القلق أنا حامل فقط"
رد غسان بقشعريرة خوف وفرح بذات الوقت "فى اثنين يا طفلتي"
اتسعت ابتسامة روهان الضاحكة قائلة كى تطمئنه "إنه حمل مثل حملي بيوسف"
زفر بحرارة قائلة ببهجة "كيف حال حفيدي؟"
ردت بحنان لصغيرها الموجود حاليا عند يقين "بخير يزداد جمالا وشقاوة وبلاغة كل يوم"
أجابها وهو يقلب صفحات الملف أمامه دون اهتمام "ناديه أريد الحديث معه"
ردت بحنان "إنه يلعب مع جروان عند يقين"
رد بحب ممتنا لتلك اللعبة القدرية التى جمعته بتلك العائلة، والتى ساعدته على اكتشاف خطأه الكبير فى حق ابنته، والذى إلى الآن يكفر عنه "حبيبى الآخر كيف حاله؟"
ضحكت قائلة بنبرة حانية "مثل صديقه تماما يتشربون طباع بعضهما.. ولا أنسي الضلع الثالث فى حلقة الأشرار الثلاثية"
انطلقت ضحكته قوية قائلا ببساطة "رودينا المشاغبة الأخري، وكيف أحوال بقية الصغار؟"
ردت بنبرة بسيطة وهى تمسد بطنها الكبيرة من فوق فستانها الصيفى الواصل لمنتصف فخذها نتيجة حملها "يزدادون جمالا وتألقا وسطوعا كلما كبروا"
اتسعت ابتسامته الشغوفة قائلا بنبرة سعيدة "ولكنهم يأسرون القلب بشقاوتهم البالغة و...."
وقطع كلماته وهو يقول بفزع عندما استمع إلى تأوهها "أروهي ماذا حدث؟"
ردت ضاحكة بتأثر وقلبها يرفرف ببهجة "لا شئ أحدهما ركلني بقوة، إنهما نشيطان فقط"
رد بتنهيدة راحة "حمدلله أنك بخير"
ابتسمت بسعادة وهى تسأل بخفوت "كيف حال ماما؟"
رد بحب لا حيلة له به "بخير ملت من فترة الاسترخاء التى حصلت عليها، فقررت فتح شركة ومنافستي، وها أنا أحصل على بعض التسلية بمنافستي لها"
ضحكت روهان بمرح وهى تقول بتعجب.. وصورة والدتها الجامدة على الدوام تعود لذاكرتها، ما زال اتصالها بها دائم ولكنه ضعيف وجامد كالعادة "لا أفهم كيف أحببتها حقا"
رفع كتفيه بعدم معرفة مجيبا بصدق "يقولون للمرء فيما يعشق مذاهب، ومرأة الحب عمياء حقا"
ردت بخفوت "ولكنها باردة وجامدة شأنهم جميعا هناك"
ابتسم وهو يتأمل صورة زوجته وصورة ابنته وزوجها وحفيده التى يضعهما أمامه "أنا من بإمكانه إذابة جليدها"
أجابت بمشاغبة "يا للشاعرية"
فى تلك اللحظة دلف هادي يحمل صينية صغيرة عليها كوب لبن دافئ.. وطبق شطائر أعدها بيده وطبق فواكه مقطعة وضعه على الطاولة بجوارها.. لتقول بفزع وهو يجلس ويضع قدمها على ساقيه يدلكهما برفق "هل تنوي القضاء علي يا هادي؟ ما كل هذا الطعام؟"
أجابها ببساطة "طعام لزوجتى الحبيبة.. ولابني الذى على وشك القدوم.. وجنينى الآخر الخجول الذى لم أعرف أهو صبي أم فتاة للآن.. لذا هذا عمليا طعام لثلاثة أشخاص"
ارتفع صوت والدها من الجانب الآخر للعالم قائلا بتعجب "ما زال يعطيكم ظهره كلما أجريتم له سونار"
ضحك هادي قائلا بمرح "تخيل طبيبتها ستفقد عقلها عما قريب، كيف حالك يا عماه"
أجابه غسان بمودة "بخير يا بني كيف حال والدك بعد وعكته الأخيرة؟"
رد هادي بهدوء وهو يشير لروهان كي تلتقط كوب اللبن "الحمدلله بخير بفضل الله أحسن بكثير"
رد غسان بمودة "جيد أوصل له سلامي.. يجب أن أغلق الآن لدى موعد عمل بعد ساعة"
ردت روهان بلطف "فى أمان الله بابا"
أغلق هادي الاتصال ليضع قدمها ثانية على الوسادة، لينتقل يجلس خلفها لتستند على صدره بظهرها وهو يقول بالفرنسية "هل جميلتي تريد بعد الدلال وأنا أطعمها بنفسي"
رفعت عينيها إليه بإغواء لم تتقصده قائلة بدلال "بالطبع باشمهندس"
عدل من وضع ظهرها على صدره كى تجلس براحة أكثر، وهو يمرر يده بحنان على بطنها قائلا بغضب "توقفي عن إغوائي أنتِ حامل فى شهورك الأخيرة، لن تحتملي أى مجهود"
زمت شفتيها قائلة بنبرة مدللة تجيدها "لم أفعل شئ حبيبى"
مال ليلتقط شفتيها فى قبلة قوية عميقة تركتها مخدرة ليقول بتحذير "هذا كي تكفي عما تفعلينه يا رمادية، والآن تناولي الطعام يكفي جزعي عليكِ عندما تعبتِ فى المكتب اليوم"
مسدت وجنته بغرام مجيبة بطمأنينة "هذا طبيعي يحدث خلال الحمل"
ابتسم قائلا بحب "ولكنه لا يمنعنى من الخوف عليكِ"
قبلت جانب فمه قائلة بخفوت مثير "أحبك"
أخذ شطيرة من جواره قائلا بحنان وهو يداعب خصلات شعرها "وأنا أحبك هيا تناولي الطعام كي تستعدي لنذهب للمنزل الكبير"
هزت رأسها بطاعة ملتقطة منه الشطيرة شاعرة بجوع حقيقى.. ورائحة الشيطرة اللذيذة تسيل لعابها وتزيد من جوعها، الذى أصبح دائم لديه منذ بداية حملها.
********
وفى الشقة التى فى الأسفل مباشرة عاد يامن متأخرا من عمله.. فقد اضطر إلى البقاء لوقت إضافي بعد مغادرة هادي المبكرة لتعب روهان المفاجئ، ألقي مفاتيحه فى مكانها الذى خصصته له يقين.. أخذ نفسا عميقا فخورا بما وصل إليه بمساعدة صديقيه هادي ونادر، استطاعوا تحويل مكتبهم إلى شركة ذات اسم وصيت كبير.. ابتسم وهو يضع حقيبته فى مكانها المعتاد.. فيقين حددت لكل شئ مكان معين فلا يختل ترتيب المنزل.. وهو وابنه جروان يلتزمون بتعليماتها جيدا كى لا تغضب..
سمع ضوضاء أتية من الغرفة الفسيحة التى خصصتها للعب أطفالها.. تخطي الغرفة واتجه إلى المطبخ ليجدها تدور به كالفراشة كما توقع.. ابتسم بشغف يتأمل جنيته المشرقة دائما.. ترتدي فستان بتصميم كلاسيكي كما تحب من لون النبيذى.. محكم الصدر ومنفوش حتى ركبتيها.. بأزرار تمتد على طول ظهرها بفتحة دائرية كبيرة؛ تبدأ من منتصف الظهر حتى نهايته وحافية القدمين.. وتجمع شعرها بطوق من نفس لون الفستان، تقدم إليها بهدوء يضع رأسه على كتفها محاوطا خصرها قائلا بشغف "ماذا تفعل حياتي؟"
التفت إليه مقبلة وجنته بحب قائلا برقة "أحضر كعكة لتيم"
مال برأسه ناظرا إلى يدها التى تتحرك بمهارة ترسم اسم تيم على الكعكة.. ابتسم وهو يزيد من ضمها قائلا بقوة "أنا أحبك يويو"
اتسعت ابتسامتها الرقيقة لتلتف واقفة بين يديه متسائلة بهدوء "حسنا أنا أحب أن أسمعها منك دائما، ولكن هذه المرة وراءها سبب ما هو يا تري؟"
أخفض رأسه مداعبا أنفها بأنفه قائلا بنبرة ظريفة "ألا يفوتك شئ أبدا"
أجابته بنفس نبرته اللطيفة "أبدا هل ستخبرني؟"
أشار برأسه خلف ظهرها قائلا بامتنان "انظري إلى ما تفعلينه"
تنهدت بملل وهى تقول بنفاذ صبر "انظر يا يامن لقد مللت من امتنانك الزائد هذا.. تيم أخى الصغير وصغير عائلتنا اللامع والذكى.. وسواء كنت زوجتك أو لا.."
قاطعها بحنق وقد اشتدت ذراعيه حولها "أنت زوجتي"
ردت بتعجب "أفترض فقط يا يامن"
عبس برفض قائلا بسخط غيور "لا تفترضي"
ضحكت بقوة قائلة بحب "أنا أحبك كثيرا"
ابتسم بسعادة ملئت قلبه ليمس شفتيها برقة متسائلا "أين قلبي الصغير؟"
امتلئت عينيها بحنان قائلة بابتسامة جميلة "أهلكها يوسف وجروان باللعب فسقطت نائمة منهم"
أجابها بابتسامة واسعة "حبيبة قلبي سأذهب لأراها"
هزت رأسها موافقة قائلة بهدوء "ومر على الصبية وأخبرهم أن يتحمموا ويرتدوا ملابسهما"
أومأ بالإيجاب قائلا باستدراك "أه صحيح كيف هى أروهي؟"
ردت بخفة "بخير الحمدلله الطبيبة طمئنتها أن كل شئ بخير.. وأخبرتها أن تترك يوسف معنا هذه الفترة حتى تقوم بالسلامة"
قبل جبينها بحنان قائلا باستحسان "خير ما فعلتِ"
"هيا اذهب واستعد حتى أنهى ما بيدى"
********
اتجه إلى غرفة اللعب التى يلعب بها ابنه جروان وابن هادي يوسف.. ذى الأربعة سنوات مكونين مع رودينا حلقة الأشرار الثلاثية كما يطلق عليهم تيم.. رفع صوته قائلا بحنق مفتعل "أليس لديكم ما تفعلانه غير تلك الألعاب طيلة اليوم؟"
التف إليه جروان بملامحه شبيه ملامح والدته باستثناء عينيه السوداء.. بشرة بيضاء رقيقة وشعر بنى ذائب بينه خصلات ذهبية.. ملامح رقيقة عكس طباعه المتوحشة والمستفزة كليا.. مجيبا ببرود "أهلا بابا هذا أول لعبة نلعبها اليوم.. ولكنك كنت بعملك فكيف ستعرف أننا لعبنا مع رومي.. ورسمنا وأدينا واجباتنا ولعبنا بالكرة أيضا"
رفع حاجبه بغضب فابنه لا يحتاج وقت ليفكر حتى يرد.. إنما لديه دائما رد جاهز وليته كلمة أو اثنتين ولكنها دائما جمل طويلة.. أجفل على صيحة يوسف المنتصرة "خسرت يا جي فرصة سعيدة المرة القادمة حبي"
اتسعت عينيه بعدم تصديق للجملة التى طرقت أذنه.. المستفز الآخر تؤام ولده، ألقي جروان جهاز التحكم من يده مجيبا بحنق "هذا ليس عدلا لقد ألهاني بابا"
رفع يوسف كتفه قائلا وهو يربت على كتف صديقه "لا تفقد تركيزك أبدا يا صديقى"
ثم التف بملامحه الأجنبية فهادي أخذ على عاتقه مهمة تحسين النسل.. فأتى يوسف يحمل حظا وافرا من اسمه وأجاد خاله خالد فى اختيار الاسم.. تلك البشرة ببياض الثلج الخاصة بروهان والشعر الذى يميل إلى الشقرة.. والعينين التى بين الرمادية والزرقاء تقف حائرا أمامهما.. قائلا بلكنة مميزة "مرحبا عمو"
هز يامن رأسه مجيبا تحيته "أهلا حبيبي"
التفت يوسف إلى جروان قائلا بود "لا تغضب يا جي مجرد لعبة"
ابتسم جروان ابتسامة سمجة قائلا بثورة "لا أحب الخسارة يا جو"
أجابه يوسف بمنطق تحت أنظار يامن المتسعة ذهولا "الخسارة من العائلة لا بأس بها، ولكن من الغريب؛ لن يجرؤ أحد على فعلها وأنا ورو خلفك دائما"
ابتسم يامن بفخر رغما عنه قائلا بأمر "حسنا استعدا كى لا نتأخر على منزل جدو"
صاحا بسعادة وهما يركضان إلى غرفة جروان "رائع سنذهب عند رو"
نظر لهما بدهشة قبل أن يبتسم بيأس.. وهو يتجه لغرفته كى يبدل ملابسه قبل أن يتجه إلى تلك القطعة المقتطفة من روحه.. ابنته ذات السنتين فقط وجمالها تبارك الخلاق فيما خلق، وبينما هو يفك أزرار قميصه، سمع ذلك الصوت اللطيف المتقطع الساكن بداخل قلبه "با..با"
التفت ليراها نائمة فى منتصف سريره.. وهى تلاغيه بكلمات غير مفهومة أغلبها وترفع يديها إليه.. ابتسم بحنان فائض قائلا وهو يقترب منها "يا عمر بابا أنت هنا"
همست بكلمات متقطعة ناقصة الحروف كعادتها "حب (أحبك).. قب (قلبي)"
انحنى يتأمل ملامح الجميلة التى يجزم أنها لحورية.. بشرة وجهها البيضاء ناعمة كالحرير.. بتلك الحمرة التى لا تكاد لا ترى ولكنها تضفي جمالا خاصا عليها.. فمها الكرزى الصغير وشعرها الكثيف بلونه الذى بين الأسود والبنى.. وعينيها ذات الألق الخاص ذلك الرمادى المايل للخضرة قائلا بحب وهو يدغدغها بشعيرات ذقنه الخشنة "قلب بابا هو أيضا يحبك"
تمسكت بيديها بوجهه لتقبله قبلتها المميزة والتى تشعره أنها تأكل خده تاركة لعابها على خده.. ضحك بسعادة وهو يرفعها ويستلقى محلها.. ويضعها على صدره قائلا بهدهدة لطيفة "رؤوم.. رومي.. قلب بابا.. حبيبته وعمره.. حبه وحياته.. هبة الله له"
مع كل كلمة كانت ابتسامة ابنته تتسع كأنها تفهم حبه من خلال كلماته.. استكانت وهى تسترخى ورأسها على صدره حتى نامت.. أغلق ذراعيه حولها باحتواء وحماية ليغلق عينيه يذهب إلى غفوة قصيرة.. بعد نصف ساعة كانت يقين توقظه قائلة باعتذار "أسفة يامن ولكن هكذا سنتأخر على تيم"
ابتسم قائلا ببساطة "حسنا خذي رؤوم وأنا سأستعد"
حملت ابنتها بجوار قلبها قائلة بخفة "حبيبة ماما تعالي لنرتدى فستان الفراشة خاصتك"
********



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 11:31 PM   #246

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

"إنَّنا لَن نُدركَ روعةَ الجَّمالِ فِي الطَّبيعةِ إلَّا إذَا كانَت النَّفسُ قريبةً مِن طُفولتِها، وَمَرَحِ الطُّفولة، ولَعِبِهَا، وَهَذَيَانِهَا"
الرافعي
ليلا تجمعت العائلة فى الحديقة المزينة بشكل مميز.. وطاولة الطعام المليئة بالحلوى والوجبات السريعة وألعاب صغيرة متناثرة لأجل أحفادهم.. كان خالد وماهر يتبادلان الأحاديث الجانبية.. والسيدات الكبار يتجمعن فى حديث ودي جانبي.. بينما جلس تيم على حافة كرسي حياة يتفقد كاميرته.. ويزن يجلس بجوار أيهم يتبادل حديث جدي عن تلك المشاريع التى افتتحها مع أخيه وإياد.. ليفاجئ أيهم بحفيدته تقفز جالسة على قدمه قائلة بغضب "جدو أنا غاضبة من بابا للغاية"
رفع أيهم عينيه لابنه الروحي قائلا بملل "ما الذى فعلته لابنتك"
ابتسم يزن وقبل أن يرد ارتفع صوت ابنته الغاضبة "صرخ علي هل تصدق؟"
ضربه أيهم على ظهر يده بحدة قائلا بغضب مفتعل كى يراضى الحانقة المحببة لقلبه بين يديه "أخطأت يا ولد ويجب أن تعاقب"
نظرت رودينا لوالدها بتشفى ويزن يكشر ملامحه لها بإغاظة لتقول بشماتة وهى تخرج طرف لسانها ليزن "جدو هل أخبرك سر عن بابا؟"
رد أيهم يجاريها "وما هو يا حبيبتى؟"
مالت قليلا تضع عينيها فى عين يزن بتحدي قائلة ببطء "أتعلم ما الذى فعله فى المطبخ؟"
اتسعت عين يزن باتساع سر ومطبخ يخيل إليه أنه يعرف السبب.. بينما نظر إليه أيهم بتوعد أن يكون ما فى باله.. لتضيف طفلته بدهاء خبيث "جدو بابا بالأمس كان يأكل فم ماما فى المطبخ"
كتم تيم ضحكته وهو يرفع كاميرته يوثق تلك اللحظة.. التفافة خالد وماهر الغير مصدقة لما قالته الصغيرة.. ووجه أيهم المتوعد وعلى قدميه الصغيرة التى تنظر لوالدها بشماتة.. ووجه يزن الذى شحب بذهول وقد كان واثقا أن طفلته ستتعثر ولن تجد طريقة تعبر بها عما رأته.. ولكن هل هناك تعبير أبلغ من هذا.. همس أيهم بحنان لحفيدته مع ارتفاع ضحكات سيف من الخلف "اذهبي والعبي مع علي"
هزت رأسها بطاعة وهى تتجه صوب علي الذى ألقي تحية خافتة، ثم انطلق إلى جداته يحصل على دلالهن الغير مشروط.. ليقول يزن بابتسامة سخيفة "أظن أني رأيت حلواي المفضلة على طاولة المأكولات"
وما إن وقف حتى هتف أيهم بصرامة "ولد"
وقف يزن قائلا بتبرير مهتز "أقسم لك كنت أظنها نائمة"
حاول سيف تمالك نفسه من الضحك ولكنه لم يستطع.. لينظر له يزن بلؤم وأيهم يقول بحنق "لقد فقدت الأمل بك يا يزن، لا تستطيع أن تمضي أسبوعا دون فضيحة، ولكن على الأقل احفظ أدبك أمام الأطفال"
رد بنبرة مضحكة "سأحاول"
زمجر أيهم بغيظ ويزن يبتعد سريعا لكي لا يرميه أيهم بأى مما فى متناول يده.. رفع ماهر عينيه إلى حفيدته النائمة فى حضن والدها.. والملفوفة ببطانيتها الوردية الصغيرة التى تحمل اسمها.. قائلا بحنان "أووه جميلتي أعطيني إياه سيف"
همس خالد بغيظ "انسي الأمر يا ماهر إنها لا تغادر حضن سيف"
ضحك سيف وهو يدنو من والده يضع سارة بين ذراعيه قائلا بحنو "إنها مستغرقة فى النوم لن تشعر بكونها بعيدة عن يداي"
التقطها ماهر بحنان وهو يضمها لصدره مقبلا جبينها قائلا "بسم الله ما شاء الله تبارك الله.. ستكونين بارعة الجمال عندما تكبرين يا سرور قلبي"
بينما جذب سيف سما خلسة من ذراعها قائلا بخفوت "لا تصدري أي صوت"
تبعته سما باستسلام قائلة بخفر وهو يدلف بها إلى حوض السباحة المغلق.. ويتأكد من إحكام غلق الباب عليهما "نعم يا زوجي!! ماذا تفعل؟"
التقطت عينيه منطاد عملاق منزوى فى ركن الغرفة مجيبا بخفة وهو يجذبها خلفه "أختطفك"
ردت بصوت خجول وهى تتبع خطاه "سيف سيبحثون عنا بالخارج"
أجابها بلامبالاة "فليفعلوا ما يشاءوا أنا لا أستطيع الانفراد بك هذه الأيام"
مطت شفتيها قائلة بغل "والسبب تلك الصغيرة العنيدة ابنتنا"
رد بضحكة واسعة "تغارين يا سمائي"
ردت بحنق وهى تمد شفتيها "بكل تأكيد أفعل.. إنها لا تدعني أقترب منك سواء كانت مستيقظة أم نائمة"
توقفت عن السير خلفه لتقول بخفوت "أعتقد أني غير طبيعية فأنا أغار عليك من طفلتي، وأغار على طفلتي منك رباااه"
لم يستطع تمالك نفسه من الضحك قائلا بابتسامة مستمتعة "أنت طبيعية مئة فى المئة فقط إنها هرموناتك؛ تصبح مفرطة خلال فترة الرضاعة"
تمسكت بقميصه قائلة بحنق وهى تنظر له بغرام "نعم وبمناسبة الهرمونات أنا زوجتك وأريدك.. ماذا أفعل؟"
ألقي نفسه على المنطاد العملاق خلفه.. وجذبها تستلقي فوقه قائلا قبل أن يقبلها بقوة "أنا من سيفعل.. أتعلمين يمكنهم البحث عنا لمدة ساعة ليس هناك من مشكلة"
ردت من بين لهاثها الشغوف "لا مشكلة أبدا"
*******
وفى الخارج اتجه تيم إلى مدخل المنزل مهاتفا إحدي التؤام ليري لماذا تأخروا.. أجابت مي الهاتف قائلة بمرح "أعلم أننا تأخرنا متأسفتان يا تيمو"
زم شفتيه قائلة بحنق وهو ينظر فى ساعة يده "تأخرتما كثيرا جدا يا مي"
هزت رأسها توافقه دون أن يراها قائلة "حقا نحن فى السيارة ربع ساعة فقط"
رد بخفوت "حسنا بانتظاركما"
كاد أن يغلق الهاتف ولكن استوقفه نداء مي "تيم انتظر"
رد بهدوء وهو يرتكن بجسده على مقدمة سيارة خالد "ماذا هناك؟"
أتاه صوت مي متسائلا باهتمام "هل اشتريت أفلام لكاميرتك على ما أتذكر أن مخزونك انتهى؟"
أجابها بحزن "نعم لم يتبقى غير ذلك الذى فى الكاميرا.. وأنا لا أستطيع الخروج لشراء المزيد منها"
ردت بهدوء "حسنا على كل حال نحن قريبون من المحل.. سأطلب من بابا التوقف ونذهب لنشتريها لك"
رد بامتنان "بذلك تكونِ أسديت لي خدمة كبيرة"
ردت مي تنهره" توقف يا أحمق"
ابتسم بصفاء قائلا بخفة "حسنا لا تتأخرا"
أغلق الهاتف ووضعه فى جيبه وسيارة يامن تدلف للمدخل، اعتدل من وقفته يرحب بأخيه وزوجته.. همست يقين برقة وهى تربت على كتفه "مبروك يا تيمو جعلتنا فخورين بك"
احمرت أذنه بحرج قائلا بخجل طفيف "شكرا أبلة يقين"
التفت إلى ابنتها الجميلة التى يعشق.. كانت تشبه الفراشة بفستانها الأزرق الناعم المنقوش.. وجناحي فراشة بيضاء يلتصقان بظهره قائلا بحب "رومي تعالي يا جميلتى"

تعلقت بعنق والدتها برفض مرددة من بين فمها الصغير "ددو.. ددو (جدو)"
أجاب بذهول وهى التى تلقي نفسها عليه دائما "ماذا هناك حبيبة عمو؟.. تعالي إلي أنا تمو"
لكنها بإصرار أكثر تعلقت بعنق والدتها مرددة دون انقطاع "ددو.. ددو"
اقترب أخيه منه يضمه بقوة بعد أن صف سيارته قائلا بتبرير "إنها تريد جدها خالد.. منذ أن رأت المنزل وهى لا تردد غير ددو"
أجاب بنبرة ودودة "إنه بالحديقة بالداخل، أين جروان؟"
أشار إلى سيارة هادي التى دلفت لتوها "ها هو سندخل نحن"
اتجه تيم يفتح الباب لروهان التى استندت على ذراعه وهى تخرج ببطء، ترتدى ملابس للحوامل بنطال قماش أبيض واسع، يعلوه بلوزة وردية بأكمام طويلة واسعة وحجاب من نفس اللون تلفه ببساطة ولكن بأناقة..

متسائلا برقة "كيف حالك أبلة أروهي"
ردت بنبرة رقيقة سمحة "بخير تيمو.. كيف حالك أنت؟ مبارك إنجازك يا عبقري"
ضحك وهادي يخرج رأسه قائلا بهدوء "مرحبا يا تيم.. ساعدها لتدخل إلي أن أصف السيارة، وأنتِ روهان لا تقفي كثيرا"
هز رأسه بطاعة "حاضر أبيه"
مد لها ذراعه لتستند عليه وهو يدلف بها للداخل خلف الولدين اللذان ألقي تحية عابرة وركضا للداخل.
سبقهما إلى الداخل يقين التى استقبلها أبيها بابتسامة واسعة.. وقف خالد لاستقبال ابنته الكبري أكبر فرحة له بالحياة، كانت فاتنة كعادتها وقد أزادها الحجاب فتنة على فتنتها، كانت أنيقة راقية وغاية فى الجمال كما عهدها، ترتدي بنطال أبيض على حذاء رياضى أبيض... وبلوزة رمادية معقدة التصميم تصل لركبتها مفتوحة من الجانبين حتى خصرها.. وبرقبة دائرية يتدلى قطعة قماش تغطى الصدر، وكم يصل إلى المرفق ومن أسفلها.. برز كمي بلوزة بيضاء تصل إلى منتصف فخذها، وبالطبع حجابها النبيذى الأنيق قبلت والدها على وجنته..

تمسكت رؤوم بكم قميصه قائلة بصوتها "ددو.. حب"
ابتسم لها خالد قائلا بسعادة "رومى حبيبة جدها"
ألقت رؤوم نفسها على جدها متخلية عن ذراع والدتها قائلة بكلماتها الطفولية المتكسرة "ددو"
تلقاها خالد على صدره يضمها بحنان قائلا بحب غريب.. لا يشبه هذا الحب لبناته بل يكاد يكون أشد وأعظم "حبيبة ددو اشتقت إليك يا غالية"
أمسكت خديه ومالت طابعة قبلتها المميزة على خده.. رفعت يقين محرمة ورقية تمسح وجنة والدها من لعاب ابنتها.. عبست ابنتها ناظرة لها بحنق لتعيد الكرة مجددا مقبلة جدها بقوة، ضحك خالد بمرح قائلا بحنو "دعيها تفعل ما تريده يقين.. كل ما يصدر عنها مثل الشهد"
اقتربت منه المتنمرة الصغري ابنة إياد.. ترتدى فستان أنيق من الرمادي الغامق يصل إلى ركبتيها، بشريط أخضر عند الخصر وشريطين أخريين عند الذيل

قائلة بغيرة وهى تقطم لوح شوكلاتة بيدها "لماذا تتدللها وأنا لا؟، أنا الأخري حفيدتك"
أشار على أيهم قائلا "لو بيدى لدللتك طيلة الوقت.. ولكن جدك أيهم سيقتلنى"
اتجهت نيرة إلى جدها أيهم متسائلة بخفوت "لماذا ستقتله جدي أيهم"
رد أيهم بجدية "لأنك سمية جدتك وأنا لا أقبل أن يدلل أحد زوجتي"
ردت بجدية "ولكن أنا أريد أن يكون لى اسم دلال"
"وتتركيني أشتعل من الغيرة نيرة"
عبست متسائلة بفضول "كيف ستفعلها؟ هل سيحمر وجهك؟"
هز رأسه إيجابا لتقول بسعادة "واو ستكون جميلا يا جدو"
أجاب أيهم بخفوت "كيف سأكون جميلا"
ردت بعفوية "بابا يقول أن أجمل الفتيات هى من تحمر خجلا"
نظرت ناردين لإياد قائلة بحنق خفي "حقا!!"
ابتسم نصف ابتسامة ليلتفت ليقين قائلا دون أن يجيب سؤال ناري المتعجب "لا أفهم ما هذا الاسم يقين؟ جروان!! وأدلعه جرو مثلا"
رفع جروان الذى استمع إلى جملة إياد رأسه بكبرياء.. ليقترب منه مجيبا بدلا من والدته بطلاقة لا تناسب سنين عمره "ليس ذنبي جهلك فى معني الأسامى عمو إياد.. يقول بابا أن شبكة الإنترنت تحتوى الكثير من المعلومات.. يمكنك أن تبحث عن معنى اسمي واسمك ولنرى أيا منا اسمه أكثر رقيا.. هيا جو حتى لا نتأخر على عمو تيم"
انفجر الجميع ضحكا عليه وهادي يقول بسماجة مقتبسا مقطعا للزعيم عادل إمام "(بتحط نفسك فى مواقف باييييخة)"
كشر إياد بعدم اكتراث وسيف الذى ظهر من العدم.. يجر زوجته المتوردة أكثر مما يجب خلفه يقول بخفة "طيلة عمره"



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 11:33 PM   #247

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

تلتفت سما حولها ليقع بصرها على علي يلعب مع زين الدين وقد انتهى شجارهما على ما يبدو، ورودينا تقف مع سيف وجروان وهى تتحدث بغضب، لتسأل باستغراب "ألم يأتى بابا وماما بعد؟"
أجابها تيم وهو يناول حياة كوب عصير قد جلبه لها "يجب أن يكونوا وصلوا الآن"
فى ذلك الوقت ظهرت مروة وهى تقول بمرح "لقد حضرنا"
التفت لها تيم ليزفر بضيق وهو ينظر لما ترتديه بعدم رضا، كانت ترتدي فستان جينز قصير يصل لمنتصف فخذها، بحمالات رفيعة يظهر من أسفلها بلوزة صفراء بكم صغير، بينما ظهرت من خلفها مي ترتدي بنطال أبيض ضيق مقطع من عند الركبة.. تعلوه بلوزة وردية شاحبة تصل لبداية خصرها.. بأكمام طويلة ساقطة من عند الكتف رد بلوم "تأخرتم كثيرا"
أجابه عمر الذى ظهر من الخلف قائلا باعتذار "إنه خطأي فى المقام الأول"
ألقي تحية عامة وهو يجلس محله.. بينما انضمت دارين للسيدات والتؤام ابتعدن مع تيم يثرثرون سويا، قال أيهم بعدم رضا وهو يراقب التؤام وملابسهما "كيف تسمح لهما أن يرتدين هكذا"
رد عمر بهدوء "إنهن مراهقات يا أيهم وبعد سنتين أو أقل ستجدهم التزمن من تلقاء أنفسهما بملابس أكثر احتشاما"
ثم التفت إلى ماهر الجالس جواره قائلا بتذمر "كيف سمحت لك ابنة أبيها بحملها؟"
هز ماهر كتفه مجيبا بحنق "ألا تري أنها نائمة يا عمر؟"
داعب شعرها بحب ليلتقط يدها مقبلا برقة قائلا بعدم تصديق "إنها ملائكية الملامح"
رفع سيف رأسه بفخر قائلا بزهو "ابنتي"
زم أيهم شفتيه قائلا بضيق "فى تلك معك حق.. وأنت بسم الله ما شاء الله تفرط فى دلالها وهى فى هذا العمر، ماذا ستفعل عندما تكبر وتسرق عقلك بكلماتها المعسولة"
رد سيف بحنان هادر "سأزيد فى دلالها"
رد يزن بيأس "أنت رهيب"
ثم شعر بأحد ينكز ساقه بإصبعه أخفض بصره، فوجد جروان يقف على يمينه ويوسف على شماله وبينهما وقفت ابنته، وعلت ملامح ثلاثتهما مشاعر الغضب والسخط.. رفع حاجبه قائلا بملل "نعم"
نكزه يوسف ليلتفت له فيسأل يوسف بحنق "لماذا أغضبت رو؟"
رد بعند مشاغب "ابنتي وأنا حر بها"
نكزه جروان ليتجه يزن ببصره إليه والصغير يقول بحدة "كيف تتكلم عنها بتكلم الطريقة الخالية من التهذيب"
انخفض حاجبه بتعجب قائلا بعنف "أنا!! رودي ابنتي أتحدث معها بالطريقة التى أريدها"
تلك المرة حصل على نكزة أقوي وكأنها نكزة للانتقام.. وصاحبتها تقول بثورة "لا تدعوني برودي ثانية أبدا"
وقبل أن يتحدث عاد النكز لقدمه ثانية ويوسف يقول "دعنا نعود لموضوعنا كيف تصرخ عليها وأنت رجل كبير وهى بنت صغيرة"
رد يزن بتعجب "هل تسمون أنفسكم صغارا نحن الأطفال بالنسبة لكم"
أغمض عينيه وهذا النكز المتواصل من أصابعهم الرفيعة يستفزه.. وجروان يواصل بتوبيخ "خيبت ظني يا عمو ظننتك ستحافظ على وعدك الذى أعطيته لنا"
عبس باستغراب "أي وعد؟"
رد يوسف بقوة وإصبعه لا يكف عن النقر فوق ساقه "ذلك الوعد ألا تغضبها ثانية، ولم يمضي يومان وهاك أنت أخلفته"
اتسعت عينيه بعدم تصديق وفجأة ثلاثة أصابع بدأوا بالنقر سويا فوق ساقه.. وأصواتهم تتداخل مع بعضها بأوامر بعدم التعرض لرودينا والاعتذار منها.. جمع أيديهم الثلاثة بين يديه قائلا بحنق "حسنا فهمت اذهبوا والعبوا"
*********
فى منتصف الليل تقريبا كان الشباب قد تجمعوا فى جلسة أرضية.. ووضعوا أمامهم العديد من المأكولات والحلوى، استندت روهان بظهرها على كتف هادي وهى تفرد قدمها أمامها رافعة إياه على وسادة لينة.. ويامن جلس بجوار يقين يطعمها التوت الذى تحبه بالشوكة، رغم نزقها وعدم رضاها والذى عبرت عنه بقولها "التوت لا يأكل هكذا يا يامن"
أيدها يزن بقوله "دعها تأكله كما يحلو لها"
رد يامن بسخرية وهو يبعد الطبق عن متناول يدها "وتعود للمنزل متسخة الملابس، فأى قدوة تكون لأبناءها"
أجابته ناردين باعتراض وهى تقضم من شطيرة التوست بالنوتيلا التى أعدها لها إياد "المرأة قدوة لأبنائها أي كانت حالتها"
أجابتها سما بقوة "المرأة القوية فقط ناري"
اشتركت يقين فى الحديث مجيبة بهدوء "لا توجد امرأة ضعيفة وأخري قوية، ولكن توجد واحدة وضعتها الظروف فى ظرف ما وبلورت على أساسه قوتها.. فبداخل تلك التى تدعونها ضعيفة قوة لا تقهر"
مطت ناردين شفتيها مجيبة بسخط "ولكنها للأسف تقهرها"
اعتدلت براء مجيبة بنفي "لا ولكنها تخفيها إلى حين تحتاجها"
ردت سما بحنق "إذا لما لا تستخدمها، لماذا تريد أن تظهر بسيطة مسالمة؟"
ردت يقين بجدية "لأن البساطة والمسالمة نوع من أنواع القوة أيضا.. وخير الأدلة يجلس أمامك.. جميعا يعلم مدى بساطة براء ودلالها.. ولكن هل استسلمت عندما كادت أن تخسر يزن؟"
رفعت براء رأسها مجيبة بزهو "لا لقد أعدته رغم أنفه لي.. وها أنا أدير مركز استطاع فى سنين كثيرة أن يحلق اسمه بعيدا فى كل مكان"
كان الرجال ينظرون لبعضهم البعض باتفاق غير منطوق بألا يتدخلوا، بينما تجيب يقين بهدوء "نعم لا تعني القوة أن على الجميع أن يكون جبارا مثلك.. أنت وسما حالتان شاذتان.. الطيبة والبساطة قوة لا تضاهيها قوة"
نظرت سما لروهان قائلة بتنمر "وأنت ما رأيك؟"
ربتت روهان على بطنها كأنها تهدهد ولدها الذى ركلها لتوه قائلة بخفة "أنا متعبة لا طاقة لي للمجادلة"
أخذ النقاش منحنى عنيف وبدأت أصواتهم ترتفع حتى وصلت لمجلس أباءهم، ألقي أيهم نظرة ساخرة عليهم قائلا بحنق "أطفال!! يشتكون من أفعال أبنائهم وانظر إلى ما يفعلونه"
ضحك خالد قائلا وهو يداعب رؤوم التى زادت ضحكاتها "ليحفظهم الله جميعا ويبارك فى عمرهم"
أمن أيهم على دعاء خالد ليقول ببهجة "أعطني تلك الشقية قليلا"
وما إن قربها منه خالد حتى ألقت نفسها عليه بسرور.. ليداعب أيهم وجنتها قائلا بارتياح "إن مت الآن سأموت راضيا مطمئنا عليهم جميعا"
نظر له ماهرا شذرا لينهره بقوة "توقف عن هذه الكلمات يا أيهم"
ابتسم أيهم لحفيدته قائلا بجدية "أشعر به قريبا، كما أني أكاد أري عيني ماما كلما نظرت للسماء.. كما اشتاق إليها وإلى لقاء قريب معها"
صمت ماهر وخالد بغصة دون أن يجرؤا على قول حرف بينما هتف عمر بغضب يرتجف من شدة الهلع "رجاء يا أيهم توقف عن هذا القول، إلا إذا أردت لشقيقتي أن ترقد فى المستشفى"
رد أيهم بقلق "كفاها الله الشر وجعل يومي قبل يومها"
هدر ماهر بصوته بجدية "اصمت يا أيهم رجاء ولا تتحدث ثانية لو سمحت"
تبادل مع خالد نظرات قلقة ربما موشحة ببعض الدموع ثم أعادها إلى السماء ليهمس بخفوت "دعواتك يا ماما اشتقنا إليك كثيرا"
وعودة للشباب عندما ارتفعت أصوات الفتيات بشكل عالي.. تدخل يزن سائلا أروهى عن أخبار حملها.. فردت بخفوت متفهمة ما يقوم به من تهدئة الأجواء "بخير ولكنهما كثيرا الحركة"
رد سيف بمودة "ليتم الله حملك على خير ويصلا بالسلامة ليزيدوا إشراقة عالمنا"
همست يقين ليامن الشارد عندما توقف عن إطعامها توتها "إلى أين ذهبت"
أشار برأسه لوالدته التى وضع تيم شالا ثقيلا على كتفها.. وهى تهديه ابتسامة جميلة مربتة على يده قائلا بخفوت "سعيد بعلاقة ماما وتيم فهي لا تعتمد إلا عليه.. حتى وإن كنت متواجدا أمر غريب"
ابتسمت مجيبة بحنان وهى تربت على يده برقة "ليس غريبا ولا شئ تيم فتى رائع وحلو المعشر ..وعمتي كانت ستكتشف هذا عاجلا أم أجلا"
بينما تسائلت ناردين باهتمام "متى موعد الحلقة يا سيف"
رد سيف بجدية "غدا فى الثامنة"
**********
اليوم التالى فى الثامنة مساء بالضبط كان سيف يظهر على التلفاز فى أحد البرامج الاجتماعية.. يرتدى بنطال جينز أسود ويعلوه تيشرت أخضر يبتسم للكاميرا.. بينما ارتفع صوت المذيع قائلا بمقدمة جميلة "السلام عليكم متابعيني الأعزاء ضيفنا اليوم.. أحد النجوم الشباب الذين صنعوا اسمهم بمهارته الرائعة وتفانيهم اللا متناهي، أحد أفضل من لعبوا فى مركزه.. وحاصل على الكثير من البطولات المحلية والقارية سواء مع المنتخب أو ناديه.. ويعتبر أصغر المدربين الشباب الناجحين.. والده هو المدافع الكبير ماهر عبد الرحمن.. وأخيه الأكبر كابتن منتخبنا لكرة اليد سابقا يزن عبد الرحمن.. رحبوا معي بضيفي وضيفكم كابتن سيف أنرتنا كابتن"
ابتسم سيف ابتسامة جميلة قائلة بامتنان "شكرا للمقدمة الرائعة أشكرك كثيرا عليها"
رد المذيع بمهنية "كابتن سيف أنت معروف بانعزالك اجتماعيا عن بريق الأضواء، حدثنا عن حياتك قليلا"
رد سيف ببساطة "حياة عادية كأي شاب فى عمري"
ضحك المذيع قائلا "إجابة دبلوماسية.. إذا كابتن أنت متزوج؟"
أومأ برأسه إيجابا ليسأل المذيع بخفة "أخبرنا كيف كان أول لقاء بينكم؟"
اتسعت ابتسامة سيف ولمعت عينيه السوداء مجيبا "إنها ابنة عمتي، تربينا سويا"
أجابه المذيع بابتسامة "ولديك أبناء؟"
أجاب سيف بحب لطفليه "علي وسارة"
كانت ابتسامة المذيع كما هى ليسأل بهدوء "وعلاقتك بكابتن يزن؟"
ابتسم سيف بمكر "كباقي الأخوات أخي الأكبر أطيعه بالطبع وأحترمه"
"إذا لنقل ألو"
أتاهما صوت يزن متعجبا "تطيعني وتحترمني الاثنين، أيها الكاذب"
ضحك سيف قائلا بتملق "زيزو أخى الأكبر كابتن مصر"
تفاجئ بيد توضع على كتفه ليرفع بصره ليظهر له وجه يزن قائلا بتهكم "أنت متملق أحمق فاشل"
ضحك سيف قائلا بخفة "حسنا أنت أخي الكبير واحترمك.. ولكن من يطيع كلامك سيجد نفسه وراء الشمس"
جلس يزن على المقعد المجاور قائلا بازدراء "وأنا التى كنت أحضر ظهوري كمفاجأة سعيدة لك"
رد سيف بصدق "حدث وتفاجأت وكانت مفاجأة جميلة"
رحب المذيع بيزن ثم التفت إلى سيف قائلا "مفاجأتنا الثانية لك"
وأشار إلى جهة معينة لتتسع عين سيف قائلا بفرحة "بابا.. عماي"
رحب المذيع بهما جيدا وهو يقدمهما للجمهور ثم التفت لماهر متسائلا "كيف تشعر كابتن بما وصل إليه كابتن سيف"
رد ماهر بزهو "بالفخر طبعا به وبشقيقه الأكبر"
ابتسما الاثنان له بتأثر وامتدت الأسئلة لفترة من الوقت حتى تحدث المذيع بابتسامة لبقة "الآن سنعرض بعض الصور التى استطعنا الحصول عليها.. ونريد تعليق صغيرا منكم"
أومأ الرجال بترقب لتظهر الصورة الأولى لأيهم يجلس بجانب نيرة التى تحمل لفة صغيرة زرقاء ويجلس هو ابنته على ركبته.. ابتسم أيهم بحب قائلا "هذا الصورة كانت بعد مولد إياد بعدة أيام.. أعتقد أن هناك صورة مماثلة لخالد وبناته"
أجاب خالد قائلا بحنان "نعم تحتفظ بها يقين"
عُرضت صور متفرقة من طفولة أبنائهم من ضمنها صورة كان يجلس بها إياد وسما وناردين يبدو وكأنهم يخططون لمصيبة ما.. همس سيف بتفكير "أنا أتذكر مناسبة هذه الصورة كانوا يخططون لمقلب لأصدقائهم فى المدرسة"
ضحك يزن وهو يرد بمرح "نعم تذكرت هذا الذى حصلوا بعده على استدعاء لولى الأمر هل تتذكر كيف قدمها إياد لعمى؟"
انطلقت ضحكة سيف قوية "نعم ملفوفة بشريط هدايا أزرق وفر هاربا بعدها"
ضج استديو التصوير بالضحك ومزيد من الصور تعرض حتى توقفت عند صورة تجمعهم جميعا.. يزن يحمل براء ذات العشرة سنوات على كتفه ويقين ترتدى قبعة من القش كعادتها.. وبجانبهم جلست سما وناردين متجاورتين تلعبان بلعبة أمامهما.. وفى النهاية وقف إياد وسيف يتشاجران كعادتهما.. سأل يزن بتعجب "من أين حصلت على هذه الصورة؟"
رد المذيع بلباقة "أخذتها من كابتن سيف"
التفت له يزن بحدة قائلا "إذا أنت من أخذتها عندما نعود للمنزل سأخذها"
ابتسم سيف بسماجة مجيبا بسخرية "ومن سيعطيها لك؟"
لمعت عين يزن البنية بشراسة "سأخذها وسترى"
رفع سيف حاجبه باستهزاء قائلا بتحدى "سنرى"
هم يزن بالرد حين هتف ماهر بصرامة "كفى.. ماذا يحدث؟"
رد يزن بحنق "بابا تلك الصورة كانت بمجلد الصور الخاص بى ثم اختفت ولم أجدها.. وقبل أن يدافع عنه أحد لا يوجد منها غير نسخة واحدة وكانت معى"
رد سيف ببساطة "أعطتها لى براء"
نظر لهما ماهر شرزا ثم عاد ببصره إلى المذيع المندهش قائلا بهدوء "أكمل ولا تعبأ بهما إطلاقا كأنهما غير موجودان"



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 11:37 PM   #248

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

انتهت تلك الفقرة التى لم تخلو من مشاكسات سيف ويزن لبعضهما وبعض الذكريات اللطيفة.. ثم خرج المذيع إعلان صغير وعاد يقول "والآن لنستقبل اتصالات الجماهير التى تريد الحديث معكم..وأول اتصال هاتفى من آنسة سمر أهلا بك معنا"
ردت الفتاة بفرحة "مرحبا بك أنا سعيدة لأنك قبلت اتصالى.. كنت أريد التحدث مع الكباتن منذ زمن طويل.. وخاصة كابتن خالد"
رد خالد بابتسامة كبيرة "أهلا بك آنستى"
صرخت الفتاة بفرحة قائلة بسعادة كبيرة "يا إلهى أنت تنادينى آنستى رجاء رجاء تزوجني"
اتسعت عين خالد بدهشة بالغة ثم ما لبث أن أجل حنجرته قائلا بحرج "عذرا أنا بالفعل متزوج"
ردت الفتاة بحماس كبير وتوسل "أنا أعلم ولا أمانع بكونك متزوج سأكون زوجة ثانية هادئة مطيعة"
انقعد لسان خالد بدهشة وهم أن يجيبها بكياسة عندما رد يزن بسخرية "بغض النظر عن كون عمى متزوج ويحب زوجته.. ولديه فتاتان الصغرى منهما إن اقترب فتاة من والدها ستلتهمها.. وهاتين مشكلتين ممكن حلهما ولكن كيف ستجلبين لى ضرة للبيت براء"
همس خالد بذهول "براء"
صرخت براء به بسخط بعد أن ألقت الوشاح الذى تضعه على سماعة الهاتف ليخفى نبرة صوتها "يا غليظ بابا انظر إلى ما فعله"
علت الضحكات الرجولية صاخبة ليقول أيهم بحنو "سأقتص لك منه حبيبة بابا"
ردت بنزق طفولى "هل ستمانع بابا أن أبقى معك بالمنزل اليوم"
رد يزن بتلقائية "حسنا طفلتى لنرى كيف ستفعلينها؟"
أغمض عينيه بحرج وهو يعض شفته بعد ذلته العفوية أثناء البث.. همس له سيف بحيث لا يسمعه أحد "طفلتك على الملأ هكذا"
رفع أيهم حاجبه بسخط وماهر وخالد يتبادلان نظرات ضاحكة.. وقبل أن يجيب أحد وصل إليهم صرخة إياد المرتفعة "أه يدى يا بنت المعتوهة"
صرخت براء غضبا وقد نست أن الهاتف على أذنها.. من جملة إياد الذى يحمل ابنتها على قدمه يطعمها.. وعلى ما يبدو قد أكلت يد إياد بأسنانها الصغيرة الحادة "أنا معتوهة أيها المفجووع سأريك الآن"
على الجانب الأخر أغمض يزن عينيه قائلا بحزم يائس "براء إياك والركض خلف إياد.. وأنت يا أحمق انتظر إلى أن أعود لأرى كيف تسب زوجتى وابنتى"
بينما غمغم خالد بيأس للرجلين الجالسين بجواره "يموتون من دون فضائح"
**********
همس سيف لأخيه وأبيه وعميه يستقبلان اتصالات الجماهير.. بعد أن اعتذرت يقين وأغلقت المكالمة "هل براء حامل؟"
أجاب همس أخيه بخفوت "نعم على ما يبدو.. لم نتأكد بعد"
عقد سيف حاجبه بغرابة وهو يهمس له "إذا لماذا أنت حزين هكذا؟"
أجابه يزن بخفوت أشد "على العكس تماما أنا متحمس للغاية ولكن براء وحامها غريب"
رفع سيف حاجبه متسائلا بعدم فهم "كيف"
ابتسم يزن رغما عنه وهو يجيب بعبث "حملها الماضى كانت تتوحم على وجنتاى"
لم ينزل حاجب سيف المرفوع ويزن يضيف "كانت تعضهما طيلة الوقت يا خوفى من وحامها القادم"
انطلقت ضحكات سيف صاخبة يشاركه يزن إلا أنهما اضطرا إلى ابتلاعها قسرا تحت أنظار ماهر الصارمة.. ليهمس يزن لأخيه "أراهنك أن أبي سيجعلنا نتمنى لو لم نولد عندما نعود للمنزل"
وافقه سيف بخفوت "دون مراهنة أنا أتفق معك"
التفتا للمذيع الذى قال بتقدير "وبهذا نصل لنهاية لقاءنا الممتع مع كابتن من أعظم ما أنجبت لعبة كرة القدم فى بلدنا، هل تريد قول شئ كابتن سيف؟"
هز سيف رأسه قائلا بامتنان كبير وحب عميق "أنا فقط من خلال برنامجك أحب أن أوجه كل الشكر لهولاء الرجال الثلاث الجالسين أمامك.. فهم أصحاب الفضل الأول فى أى إنجاز قمنا به"
أكد يزن على حديثه بشدة "سيف معه حق دونهما لم نكن لنحقق شئ، ولم تكن شخصيتنا بهذا الشكل، إنهم النور الذى يضئ دربنا"
*********
وفى ذلك الوقت فى المنزل أتى اتصال لإياد.. ليقول بعد أن أغلق الهاتف "كان يامن يقول أن الطلق أتى لروهان"
هبت الفتيات لتقول هنا بقلق "إنها فى بداية الثامن فقط"
أجابتها لمار بعملية "إنهما تؤام يا هنا.. أحيانا تحدث ولادات مبكرة مع التؤام"
هزت هنا رأسها بجزع قائلة "خذني إليها إياد"
وقفت الفتيات قائلة بهلع "نعم لنذهب"
رد إياد بحسم "سأخذ ماما هنا وماما لمار فقط"
التفت للنظرات الرافضة ليقول بخفوت "ماما أنتِ متعبة ولا أستطيع تركهما فى المنزل دون أحد كبير معهما"
ابتسمت نيرة بقلق قائلة بمرح مفتعل "حسنا ولكن طمئني على الرمادية وأخبرها أنى أريد رماديات كثيرة مثلها"
ابتسم بصعوبة وهو يقول للفتيات "أنت حامل ناري وسما يجب أن تبقي أنت وبراء لتعتنوا بالأولاد"
زفرت براء قائلة بسخط "ولكن أخبرنا أولا بأول بما يحدث معها"
خرج ومعه هنا ولمار ليذهب إلى هادي.. الذي كان يدور فى طرقة المشفي بقلق بالغ.. لقد أتاها الطلق باكرا وكانت تبدو متعبة بل فى غاية التعب، حتى أنها كادت أن تفقد وعيها أكثر من مرة، وخزه قلبه بألم ليربت عليه محاولا طمأنته.. ويامن يقف أمامه يحاول أن يطمئنه ويطمئن نفسه، فهي بمثابة أخت حقا وخوفه نابع من قلق حقيقي.. وصل إليهما إياد مع هنا ولمار، التى اندفعت لداخل غرفة العمليات بينما هنا تقول بهلع "كيف هى ابنتي يا هادي"
رد بخفوت بائس "لا أعلم يا عمتي ادعي لها"
فُتح الباب وخرجت منه لمار قائلة بملامح لا تفسر "تعثرت الولادة الطبيعية سيضطرون للتدخل جراحيا"
زفرت بألم قائلة بحزن "قد نخسر أحد الأجنة أو كلاهما.. الأولوية الآن فى الحفاظ على حياة أروهي"
تراجع بصدمة للخلف لتسنده ذراع إياد الذى كان قريبا منه قائلا بلهفة "لا أريد غيرها يا عمتى"
ربتت لمار على كتفه قائلة بأمل "سيفعلون ما بوسعهم وقع على هذه الأوراق"
نظر لها بفزع متسائلا بخوف "وما هى هذه الأوراق؟"
ردت بعملية "موافقتك على التدخل جراحيا"
بعد مرور ساعات كاد فيها هادى أن يفقد صبره واتزانه، وانضم إليهم الرجال بعد معرفتهم بما حدث، كان يدور من جهة إلى أخري.. والقلق ينهش صدره كضاري لا يرحم، تماسك كي لا تضفر الدموع من عينيه وهو يدعي من أعماق قلبه أن يحفظها الله له.. وتعود سالمة لا يستطيع خسارتها أبدا، بعد فترة خرجت لمار بملامح مسترخية قائلة بارتياح "حمدلله لم تصل الأمور للسوء الذى توقعنه.. مبارك يا هادي رزقت..."
قاطعها سريعا قائلا بجزع "روهان"
ابتسمت لمار قائلة باطمئنان "إنها بخير تأخرنا إلى أن أفاقت من المخدر"
أغمض عينيه لتسيل دموع الفرحة الحمقاء متسائلا بارتجاف "أين هي؟"
ردت لمار بتوضيح "لقد تم نقلها إلى الغرفة رقم ٧٠ بالطابق الثاني"
تركهم وركض للأسفل لتصيح لمار باستنكار "ألا تريد معرفة جنس الخجول من أبنائك يا هادي؟"
اقتربت هنا قائلة بدموعها التى لا تستطيع السيطرة عليها "أنا أريد رؤيتهما"
جذبتها لمار برفق قائلة بحنو "تعالي لنراهما.. لنري أحفادنا الجدد.. طبيب الأطفال يفحصهما ليتأكد أن كل الأمور بخير"
**********
فتح هادي الغرفة بلهفة لينظر لوجهها الشاحب بقوة، الدموع التى تسيل من عينيها دون تحكم.. تسمر مكانه لبرهة ثم اندفع إليها عندما تمتمت باسمه، ليغرق وجهها وشعرها بقبلاته الكثيرة الممزوجة بكلمة الحمدلله الذى ظل يرددها، همست روهان ببكاء "أبنائى يا هادي"
ابتعد قائلا بحرج "لا أعلم عنهما شئ.. أرادت الاطمئنان عليك أولا.. كنت مرعوب للغاية روهان وفكرة أنى قد أخسرك سلبت مني روحي"
رفعت يدها بوهن تمسح على خده قائلة بحنان "أنا بخير.. أحضر لي أبنائى أرجوك يا هادي"
رن هاتفه ليقول لها وهو يقبل يدها "إنه إياد"
وما إن أجاب الاتصال حتى صرخ إياد مبتهجا "إنها فتاة يا هادي، الجنين الخجول فتاة كان يجب أن أحرز"
سالت دمعة من جانب عينيه قائلا بتحشرج "أهما بخير؟ أصدقني القول إياد"
رد إياد يطمئنه بتلك المودة والصداقة التى نشأت بينهما على مدار سنوات "بخير والله العظيم بخير.. سنحضرهما تأكد من أن روهان تضع حجابها"
ثم أضاف بإغاظة "بالمناسبة إنهما قطعة أخري من روهان.. كشقيقهما الأكبر تماما لقد احتلت إيرلندا منزلك يا رجل"
غمغم بعدم تصديق "أحضرهما رجاء يا صديقى"
وما إن تأكد من إحكام الحجاب فوق رأسها، حتى دلف الجميع يهنئونها ويتحمدون لها السلامة، حملت هنا الفتاة ووضعتها بين ذراعيها، ولمار تضع الفتى على يدها الأخري قائلة بحنان "إنهما نسخة مصغرة منك أروهي حتى العينين"
تسائل إياد "ماذا سنسميهما؟"
رفعت عينيها تنظر لخالد بابتسامة واسعة قائلة بامتنان وهى ترفع الطفلين باتجاهه "خالد وهنا"
دمعت عين خالد دون إرادة ليلتقط منها الطفلين، يقبل رأسيهما بحنو ويقرأ الأذان فى أذانهما قائلا بحب "ما أجملكما يا صغيراي"
ثم اتجه ووقف بين أيهم وماهر قائلا بذهول "رحبا بأصغار أحفادنا"
عانقه أيهم برفق وكذلك ماهر والطفلين على ذراعه وماهر يقول بتأثر "ستكون ماما فخورة بنا"
نظر خالد جهة الباب ليبتسم بحنين وهو يري ابتسامة فاطمة الواسعة المتلالئة فى خضار عينيها قائلة بخفوت "أنا فخورة وراضية عنكم دائما وإلى الأبد"
ضحك خالد بدموع قائلا بثقة "بلي هي فخورة بنا"
********

النهاية
رواية ما الحب إلا جنون
الجزء الثاني من سلسلة جنون الحب

وبكدا نكون وصلنا للنهاية اتمني اعرف رايكم عنها


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-03-21, 01:54 PM   #249

ساندي بيل22

? العضوٌ??? » 382254
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 525
?  نُقآطِيْ » ساندي بيل22 is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ساندي بيل22 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-03-21, 07:34 PM   #250

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساندي بيل22 مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
اهلا بيكي وبارك الله بعمرك.. شكرا ليكي


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:38 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.