آخر 10 مشاركات
همس الشفاه (150) للكاتبة: Chantelle Shaw *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          ليلة مصيرية (59) للكاتبة: ليندسي ارمسترونج... (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          و أَمَةٌ إذا ما ابتُلِيَت في شرَكٍ ما جنتَ *مميزة* *مكتملة* (الكاتـب : فاطمة عبد الوهاب - )           »          عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          رواية المخبا خلف الايام * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : مريم نجمة - )           »          لعـ زواج ـــبة (2) "الجزء 2 من سلسلة لعبة الصديقات" للكاتبة المبدعة: بيان *كاملة* (الكاتـب : monny - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-03-21, 12:09 AM   #221

ولاء حنون

? العضوٌ??? » 400875
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » ولاء حنون is on a distinguished road
افتراضي


القفلة صعبة جدا بعد انتظار طويل عنجهية غير طبيعة من والد روهان 💔💔💔
حياة البومة لازم تعكنن على كل الموجودين شو دخلك يابومة أنجبت ام لم تنجب 💔💔💔


ولاء حنون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-21, 01:20 AM   #222

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ولاء حنون مشاهدة المشاركة
القفلة صعبة جدا بعد انتظار طويل عنجهية غير طبيعة من والد روهان 💔💔💔
حياة البومة لازم تعكنن على كل الموجودين شو دخلك يابومة أنجبت ام لم تنجب 💔💔💔
راجل عايز الضرب عايز بنتك خدها في حضنك بسيطة اهي
ما هي فناء لازم تحط التاتش بتاعها بردو


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-21, 11:02 PM   #223

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السادس والعشرون
( ما فاتك لم يُخلق لك .. وما خُلق لك لن يفوتك)
الشعراوى
شحبت روهان بشكل مريع بعد تلك الجملة البغيضة البشعة بشكل مؤلم.. وجع انتشر بكامل قلبها لينبض ببطء.. ودموع تزاحم عينيها تسب نفسها بغضب هل تظن أنه كان سيأخذها بين يديه.. يضمها ويخبرها أنه اشتاق لها وأنه يحبها.. غبية هل نست برودهما تجاهها..
ارتعبت من فكرة أنها قد تبتعد عن المنزل الذى ضمها بكل حنان.. وبحركة تلقائية التفتت برأسها لخالد بعيون دامعة تناشده حمايتها.. مد يده الحانية لها بحركة مطمئنة التقطتها بلهفة.. يجذبها لتقف خلفه وهو يعقد يده على صدره قائلا باستهانة "من تظن نفسك لتأمرها بتلك الطريقة سيد غسان؟"
رفع غسان رأسه بعنجهية قائلا بقوة وهو يستشعر عدائية الرجل أمامه.. وكم أوجعه خوف ابنته منه واحتمائها بغيره "والدها"
مط خالد شفتيه قائلا بنبرة مهيبة "بالاسم فقط لا حق تمتلكه عليها.. إنها ابنتي أنا وابنتى لن تخرج من بيتى إلا لبيت زوجها"
كشر الآخر بعنف مجيبا بغضب "بأى صفة تتحدث يا هذا؟"
ردت روهان باعتراض على إهانة خالد "بابا"
التفت خالد لها برأسه قائلا بدفء "اهدئي يا حبيبتى"
دمعت عينيها لتجيبه بهمس معتذرة عن قلة احترام والدها "أنا أسفة"
قطب خالد حاجبيه وهو يلتفت لها بكامل جسده.. متجاهلا ذلك الذى اشتعل غيرة خلفه "علام يا ابنتى"
بهمس أكثر خفوتا وهى تدلك يديها بتوتر أجابته "على ما قاله بابا"
ابتسم خالد قائلا بحنان "فداكِ"
ثم اقترب منها خطوة قائلا بهمس لم يصل لغيرها "هل تريدين المغادرة معهما؟"
هزت رأسها نافية بلهفة وهى تقول بجزع "لا.. لا أريد"
ثبت عينيه عليها يبثها أمانه قائلا بلطف "أخبرتك أن تهدئى، ألم تكوني تبحثي عن براء؟"
رمشت بعينيها عدة مرات تستوعب التغيير المفاجئ فى مجري الحديث مجيبة بحيرة "نعم"
نظر خلفه قائلا ببساطة "شرفة منزلها مضيئة ستكون عادت للمنزل، أو يزن هناك ويعلم محلها، اذهبي لتراها"
نظرت برفض خائفة أن يأخذها والديها ليجيبها باطمئنان "هذا منزلك أروهى هيا اذهبي.. اسمعي كلام بابا طفلتي"
اتسعت عينيها بدهشة وهى تتسائل بهمس "حقا!!"
فهم مقصدها ليجيب برقة "طبعا حبيبة بابا"
هزت رأسها بفرحة غمرتها وأنستها وجود والديها وراءها "أمرك بابا بعد إذنكم"
ألقت نظرة مليئة بخيبة أمل على والديها، والدتها ذات الملامح الباردة ووالدها الذى يرمقها بنظرة لا تفهمها، ثم أشاحت بعينيها بعيدا دون أن توجه إليهما نظرة واحدة، تابعها خالد إلا أن ابتعدت عن نظره ليعود بنظره لذلك الذي يطالعه بنظرة جامدة ليقول بتحدي "والآن رأيت إنها ابنتى أنا،تسمع كلامى وتطيعني وتناديني بابا"
رد غسان بقوة "إنها ابنتي أنا من أنجبتها"
هز خالد رأسه موافقا قائلا ببساطة ساخرة "نعم أنجبتها وألقيتها دون اهتمام، وأنا وجدتها واهتممت بها وضممتها لبناتي لذا إنها ابنتي أنا"
ثم تقدم خطوة للأمام قائلا بشراسة "عندما نقارن بين الواجبات والحقوق، وما قدمته أنا وما قدمته لها أنت، أنا الرابح هنا سيد غسان"
رفع غسان عينيه يهدر بجدية "لا أقارن أنا سأخذ ابنتى،أبوتها حقي فأنا من أتيت بها للحياة"
مط خالد شفتيه قائلا بعصبية "وماذا فعلت بأبوتك لها؟ لم تقدم لها شئ تتذكرك به، إنها غريزة وغريزتك ماتت منذ ابتعدت عنها وهجرتها"
ضغط غسان على نواجذه بقوة قائلا بتهديد "يمكنني أن أزج بك فى السجن بتهمة اختطافها، أنت لا تعرف مع من تتعامل"
قبل أن يرد خالد أجابه أيهم بنبرة حادة "أنت الذى لا تعرف مع من تتعامل.. إياك أن يغرك هذا المظهر بسيط.. أنت هنا على أرضنا، وعلاقاتنا بكبار رجال الدولة تتخطي علاقاتك بالكثير، فإياك أن تلجئ إلى هذا النوع من التهديد، كى لا أريك كيف أتصرف مع من يسيئ التصرف لعائلتى"
نظر غسان له بتفكه ساخر وما قاله أيهم لم يهز به شعرة ليقول بسخرية "لا أعتقد وبالرغم من هذا سأخذ ابنتي"
دقق أيهم وماهر النظر إلى والد روهان.. ليتبادل مع ماهر نظرات متبادلة بها حديث صامت، بينما هتف خالد بغضب مهول شع من عينيه "على جثتي أن تأخذها من منزلي"
ثم نقل بصره لماهر وأيهم قائلا بفظاظة غير مهذبة "حان موعد عشائي إن شئتما استقبلا الضيفان الغير مرغوب بهما.. ورجاء أفهمهما أن ابنتي لن تتحرك إنشا واحدا خارج حدود هذا المنزل"
وانصرف إلى الداخل تحت أنظار ماهر وأيهم.. أشار ماهر إلى الضيفان اللذان ما زالا على وقفتهما قائلا بكياسة "تفضلا واعذرا خالد هو لا يتصرف عادة بتلك الطريقة"
جلسا والدي روهان ليقول أيهم بتهذيب "ماذا تشربان؟"
أشاح غسان بيده قائلا بهدوء "لا شئ أنا فقط أريد ابنتي"
رفع أيهم حاجبه قائلا بإغاظة "ابنتك متي تذكرتها؟"
عبس غسان قائلا بحدة وهو يميل للأمام "مهما قلت إنها ابنتى وستظل كذلك"
مال ماهر بنفس طريقته قائلا بتهكم "ابنتك التى ألقيتها لنا دون سؤال"
انكمشت ملامح غسان بطريقة غير مفهومة ليقول بصوت غريب "لم ألقي ابنتي أبدا لقد تركت لها حرية الاختيار فقط"
هتف أيهم بغضب وهو يتراجع للخلف بجسده "حرية الاختيار مع مطلق حرية فى كل تصرفاتها، الفتيات تعطي لهن حرية الاختيار تحت الحماية الشديدة من أباءهم، أعطيتها حق ومنعتها آخر.. ولماذا تذكرتها الآن طيلة وجودها بيننا لم أري اتصال واحد منك"
رد الآخر بدفاع "أنا لم أنساها لأتذكرها"
مط ماهر شفتيه قائلا بتهكم بارد "نعم أصدقك كل شئ يؤيدك تماما"
نظر غسان إليه بسخط قائلا بغضب "ما قصدك؟"
زفر أيهم بسخط مجيبا بنبرة حاقدة مليئة بالعزم "أظن أن ابنتك التى أعطيتها حرية الاختيار قد اختارتنا، وعليه يجب أن تحترم قرارها"
أتاهما الصوت الرفيع الثقيل تعلن عن وجودها لأول مرة، قائلة بعربية ركيكة لا تجيدها بالكامل " دعها يا غسان طالما تريد هذا"
التفت إليها مقطب حاجبيه قائلا بحدة إنجليزية "اصمتِ رجاء كاثرين"
أجابته بلهجتها بصوت رفيع مغناج بالفطرة "أووه غسان ابنتك ناضجة كف عن هذا التحكم"
رفع عينيه إليها بحدة قائلا بأمر "رجاء كاث"
عاد يلتقى بعيني أيهم الساخرة والمتشفية بآن واحد.. ليتراجع عما هم بقوله يخنقه بداخله، مدركا بمرارة متأخرة عن حقيقة كونه خسر ابنته بالفعل، خفض عينيه لوهلة قائلا باستسلام "سأتركها لفترة حتي تهدئ ولكني سأعود ثانية، أم ذاك الولد الذى تريده فى أحلامها"
رفع أيهم حاجبيه اعتراض ربما.. سخط ربما، غضب بالتأكيد غضب سيطيح بالرجل أمامه، هم بالرد وهو يقبض كفيه بقوة، ليأتيه صوت ماهر البارد المتحكم فى أعصابه بشكل مغيظ "نعم ابنتك ولكنها تنتمي لهنا.. لهذا البيت ولن يستطيع أحدهم انتزاعها منه إلا برغبتها، والتى أعلم ما هى جيدا، وهذا الفتي الذى تتحدث عنه بتلك الاستهانة إنه رجل يعتمد عليه.. اهتم بها ورعاها وحافظ عليها كما لم تفعل أنت، وإن كانت تحبه وتريده فلا قوة بالعالم تستطيع إيقاف زواجهما"
انتفض غسان واقفا بغضب قائلا بحنق "سنري"
ليغادر تتبعه زوجته دون أدني انفعال على وجهها الرخامي التفت ماهر إلى أيهم قائلا بهدوء "ماذا تري؟"
رد أيهم بحكمة وهو يستند بظهره على مسند الأريكة فى وضع أكثر راحة "أب أحمق مغفل أفاق على حقيقة أن ابنته تضيع منه.. يهتم بها ولكنه لا يعرف كيف يظهر اهتمامه، إما أنه رجل أحمق لا يعرف كيف يظهر مشاعره، أو كثرة البعد عنها سبب الجفاء حقا"
تنهد ماهر بعمق قائلا بتأكيد "أتفق معك"
سأل أيهم "وبالنسبة ليامن ويقين؟"
أجاب ماهر بزفرة حارة "كما توقعنا رفضت، سأجلس معها وأجعلها تعيد التفكير ثانية خاصة أن يزن أخبرنى أنها تحبه، ولكنها كرامتها ما تقف بينهما"
رد أيهم مستحسنا "جيد افعل الصبي الأحمق يحبها أيضا"
***********
ذهبت روهان إلى شقة يزن كما طلب منها خالد شاعرة بألم رهيب فى قلبها.. لماذا يفعلون بها هذا يتخلون عنها منذ مولدها.. وعندما وجدت وطن أخيرا بعد طول غربة.. عادوا لعملهما المفضل نزعها من جذورها.. ثانية ألا يكفي نزعها مرة؛ فى المرة الأول لم تخسر شئ أم الآن ستخسر نفسها وتفقدها للأبد.. لم تحملها قدماها فجلست وعينيها تدمع وهادي يقفز إلى تفكيرها.. تخبط قلبه بين أضلعها برعب يصرخ بألم بالغ.. أخرجت هاتفها تبحث عن رقمه ليقفز أمامها فورا.. لم تتردد وهى تهاتفه لقد تعاملا برسمية كما طلب منها.. ولكنه حبيبها وهى بحاجته الآن أتاها الصوت الحانى "مرحبا رهان"
ابتسمت من بين دموعها للقب التدليل الذى صار رمزا لحبه.. تعلم أنه يستخدمه كلما أراد أن يعبر عن حبها لتجيبه بلهفة "هادي"
انتفض هادي جالسا من رقدته قائلا بقلق "أروهي ما بك؟"
بكت بخفوت ليقفز هادي واقفا قائلا بلهفة شديدة القلق متناسيا القواعد التى وضعها بينهما "حبيبي ما بك؟ لا تقلقيني عليك"
اختنق صوتها بالبكاء فيشعر بالدنيا تطبق على صدره فيقول باندفاع "سأتى إليكِ الآن"
ردت بصوتها المخنوق "لا أنا بخير"
عض شفتيه بقوة حتى كاد أن يدميها قائلا بعنف "إذا ما بك؟ ولا تخبرينى أنك تبكي لأنكِ بخير"
ضحكت بارتعاش قائلة بضعف "أنا بخير فقط أتي والداي"
عقد حاجبيه بغرابة قائلا بعدم فهم "أنتِ حزينة لأنهم أتوا"
هزت رأسها نافية قائلة بهمس حزين "لا ولكنهما يريدان أخذى من المنزل"
رد يجاريها بهدوء وقد هدئ قلقه نسبيا "وأنت لا تريدين الذهاب"
رد بحدة "لا"
رفع حاجبه بدهشة قائلا بحنان "لن يستطيعوا أخذك بالقوة"
ابتسمت من بين دموعها قائلا بثقة "عمو خالد لن يسمحا لهما"
ابتسم لابتسامتها التى رأها بعيون خياله قائلا بحنو "إذا ما سبب دموعك الغالية"
ردت بخيبة أمل تشعر بها فى قلبها وهى تكفف دموعها "لأنهما دائما ما يتخلون عني وعندما أجد عائلتي يتذكروني، أنا من لا أريدهما الآن يا هادي، لا أريد عائلة نبذتنى ولن أنبذ عائلة اهتمت بي لأجلهما"
ابتسم لأجلها قائلا بدعم "لا تتركيهم"
ردت بنبرة واثقة والقوة فى صوتها أذهلته "بالتأكيد وستأتى لتخطبني وتأخذني من هنا عروس"
تنهد قائلا بشوق "يا إلهي متي سيأتى هذا اليوم؟"
همست بخجل "هادي"
رد بشوق "أنا مشتااااق أروهي"
اضطرب قلبها بين أضلعها قائلة تنهيه بحياء "هادي توقف"
رد بمكر وعيونه تتألق بشغف "حسنا رهاني سأتوقف وأغلق أيضا.. فأنا أصبحت فى حالة غير مؤتمنة"
سمع شهقتها المستنكرة قبل أن تغلق الهاتف دون رد، ضحك باستمتاع فأخيرا أزيل ما في نفسه تجاه طفلته.. بينما استقامت روهان واقفة تدق جرس منزل براء ويزن
***********
قبلها بقليل
عادت براء إلى منزلها دموعها تنحدر دون أن تستطيع إيقافها، وقد عادت من خلف المنزل حتى لا يراها أحد ويسألها ما بها، ما بال الناس يتدخلون فيما لا يخصهم، يتسألون عما لا يهمهم وعن قدر الله وحكمه، هى رضيت وصبرت ولكن السؤال كان قاسي وخالي من الرحمة، اندفعت لداخل المنزل ومنها إلى حجرة النوم حتى لا يراها يزن.. ولم تتوقع أن تصطدم به وهو عائد من المطبخ يحمل كوب مشروب ساخن..
والذى احتضن خصرها بتلقائية يمنع سقوطها.. ويده التى تحمل المشروب أبعدها على طول ذراعه كى لا ينسكب عليها، دفنت وجهها فى صدره تبكى بقوة، ليضمها إليه بجزع متسائلا بهلع عما ألم بها.. لم تجيب وهى ما تزال تهتز داخل حضنه، ليرتجف قلبه رعبا عليه؛ وضع الكوب على منضدة صغيرة لا يعلم لما تضعها براء فى هذا الممر، جذبها بهدوء إلى غرفة الجلوس القريبة، ليجلس على مقعد ويجلسها بين ذراعيه، يربت على ظهرها برقة إلى أن هدأت، رفع وجهها يمسح دموعها بشفتيه يبثها مزيد من الاطمئنان، سأل بعد أن هدأت تماما "لماذا كنت تبكين؟"
أجابته بوجوم عما حدث بينها وبين حياة، لينظر لها بصدمة احتواها سريعا قائلا بخشية "هل سنعود لهذا الموضوع ثانية براء، ألم تري بنفسك ماذا فعل بنا؟"
هزت رأسها نفيا بسرعة قائلة بخفوت صادق "كلا لم أبكي لهذا السبب حبيبى، أنا صبرت واحتسبت وسأنتظر موقنة أن ربنا سيراضينا.. ولكن السؤال كان موجع وقاسي للغاية يا يزن"
ابتسم لها بحنان ليحتضن وجهها بيده مداعبا وجنتها بإبهامه بحنان قائلا بحب "هذه طفلتي العاقلة الجميلة لا عليكِ من كلام الناس فإنهما لا يكفون عن الحديث"
برمت شفتيها قائلة بحنق "إنها فظة وقاسية"
قرص وجنتها بخفة هاتفا بتأنيب "احفظي لسانك إنها عمتنا"
تنهدت قائلة بحزن "ألا تري معاملتها لتيم الصغير؟"
ربت على رأسها يضمها لقلبه بقوة قائلا بخفوت "الأيام كافية أن تعلمها خطأها"
تمتمت بحنو "يا ليت"
ضمها بقوة قائلا بحنان "اذهبي وصلي أو اقرئي قليلا فى مصفحك حتى تستكين نفسك"
هزت رأسها وهى تطبع شفتيها على بشرته الخشنة تقبله بعمق ثم ذهبت إلى غرفتهما، استقام يزن عائدا إلى المطبخ ليلتقط كوبه البارد فى طريقه، مقررا أن يستبدله بآخر، كانت المياه ما زالت ساخنة داخل الغلاية الكهربائية.. غسل كوبه ووضع به المكونات وأكمل إعداد مشروبه
عاد إلى شرفته ليكمل مشروبه بهدوء عندما ارتفع رنين جرس الباب، نظر لكوبه بأسي مضحك ثم اتجه ليفتح الباب، ابتسم وهو يجد روهان أمامه قائلا بترحيب "أهلا أهلا بالرمادية أنرتِ منزلي"
ابتسمت بإشراق عاد إليها بعد مكالمة هادي قائلة "مرحبا زيزو بو موجودة؟"
هز رأسه وهو يفسح لها مجال للمرور.. وهو يقودها للشرفة مناديا بصوت عالي "بو أروهي هنا تريدك؟"
جلست على مقعد بالشرفة ليقدم لها كوبه قائلا بفكاهة "لم أمسه بعد"
ضحكت قائلة بامتنان "سلمت بالهنا والشفا"
أصر وهو يدفعه باتجاهها "كلا هيا اشربي أنتِ قادمة من الخارج، اشربيها كى يمنحك بعض الدفء"
التقطته منه تنظر له بشرود قائلة بوعي غائب "شكرا"
سألها باهتمام "ما بكِ أروهي؟"
استقامت واقفة تفتح سياج الشرفة الأبيض لتشير للحديقة "انظر هناك"
دقق النظر قائلا باستفهام "من هؤلاء؟"
ردت بخفوت بائس "ماما وبابا"
ابتسم بحنان أخوي أحاطها به "ما المشكلة فى وجودهما؟ أنت غاضبة"
هزت كتفها مجيبة بعفوية غاضبة "بالطبع فبجانب كل شئ فعلاه يريدان أخذي منها"
أتاها صوت براء من خلفها بطمأنينة "عمو خالد لن يسمح لهما أنت لا تعرفيه كما نعرفه"
التفت لها روهان قائلة بقلق "أين كنت؟ ِأبحث عنك منذ مدة"
جذبتها براء قائلة بحماسها المشجع "أسفة تعالي سنعد الحلوي فى مطبخي"
وقبل أن يغادر إلي المطبخ هتف يزن يناديها "أروهي لقد غادرا والديكِ"
همست بحزن "من دوني"
ثم أضافت بحماس مصطنع "يا للروعة"
فهم يزن وبراء ما تمر به من اختلاط مشاعرها فيقول يزن بدعم "تذكري أننا دائما عائلتك"
همست بثقة "أعلم"
***********



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-21, 11:06 PM   #224

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

اليوم التالى كان سيف يصعد لمنزله فى الدور الثالث بشوق.. متذمرا من كونه حصل على أعلى شقة ولا يوجد مصعد.. وهو مشتاق لزوجته الجميلة التى يكتشف كل يوم أنه لم يكن يحيا قبلها.. جميلته الصغيرة التى يعشقها كل دقيقة ويقع فى حبها ثانية فى كل ثانية يقضوها سويا.. حتى أنه يشك أنها باتت تسكن أسفل مسام جلده..
أخذ نفسا عميقا متذكرا جزعها عليه عندما سقط فاقد للوعي لثوانى بسيطة فى مباراته الأخيرة من شدة الاصطدام.. حتى أنه كان قادرا على إكمال المباراة.. ولكن أيهم تصرف بغريزة الأب داخله فأخرجه لأنه لم يستطع المجازفة أن يصيبه مكروه.. وعندما عاد للمنزل اندفعت تتعلق بعنقه وهى تبكى بعنف حتى خشي أن يصيبها مكروه.. بقت تلك الليلة معلقة بصدره حتى الصباح وكم كان سعيدا وهو يري مدي حبها له وتعلقها به..
فقط لو تمنحه تلك القطعة الناقصة فى ثقتها به وتريها ذلك الجزء المخفي دائما.. ليثبت لها أنه يستحيل أن ينظر إليها بنفور بل على العكس تماما إنه فخور بها.. دلف ليجد ورقة من أحد دفاترها التى أهداها لها.. مطبقة بعناية وموضوعة فى المكان الذى يترك به مفاتيحه بجوار الباب.. فتحها ليقرأ بابتسامة واسعة (حبيبي اذهب إلى غرفة الجلوس ولا تذهب إلى اليمين أو إلى اليسار)..
ضحك وهو يضع الورقة بجيبه متجه إلى حيث أرادت.. لتتسع عينيه بانبهار وهو يتأمل الغرفة المزينة بإتقان؛ متى فعلت الشقية كل هذا وهو لم يتركها إلا ساعتين ذهب بها إلى النادي ليشارك فى التدريبات الاستشفائية.. دارت عينيه على الغرفة التى ميزها اللون الأحمر الناري.. بدءا من الأزهار الحمراء على الحائط بأوراقها الخضراء في نصف دائرة.. مفرش الطاولة الحمراء المرصوص عليه أصناف من حلوياته المفضلة.. تتوسطها كعكة الشوكلاتة التى تحبها ومن الجانبين أكواب حمراء ومزهريات بيضاء بورود حمراء.. والأهم كلمة حب بالإنجليزية التى تقف بالخلف تتحداه أن يتخطاها بعينيه دون أن تخطف قلبه..
شعر بوجودها خلفه وهى تهمس بأمر شقي عندما هم بالالتفات للوراء "إياك أن تلتفت للخلف واثبت محلك"
ضحك بخفوت وهو يفعل مثلما أمرته لتشب على أصابعها تستند علي كتفه.. لتفاجأه وهى تعصب عينيه بعصابة لتظلم الدنيا أمامه سائلا بحيرة "ماذا يحدث؟"
لفت لتقف أمامه هامسة بثرثرة لطيفة وهى تمد يديها تتشبث بيده ليشدد من إحكام يده حولها "أريد الحديث معك وأخجل كثيرا لا أستطيع أن أخبرك أن تغمض عينيك فقد يطول الحديث بيننا.. ولا أستطيع إغلاق الأنوار تعرف أخاف من الظلمة.. فوجدت هذا الحل مناسب جدا"
أمال رأسه قليلا قائلا بنبرة خافتة "وأنا كلى ملكك أنسة زوجتي فيما تريدين الحديث"
أفلتت يدها من يده لتقترب منه متعلقة بقميصه قائلة بنبرة خرجت مرتعشة "هذا هو الموضوع"
رأت عقدة حاجبيه الحائرة لترفع يده الأخرى تداعب وجنته الخشنة قائلة "تعال حبيبى نجلس على الأريكة كى نتحدث قليلا"
تمسك بيدها عندما أعادتها إليه تقوده إلى الأريكة القريبة جلس أولا.. ثم جلست بجواره لتسحب يديها قائلة بتوتر وهى تفركهما سويا "أعلم أنك متفاجئ مما أقوله.. ولكن أنا لم أصبح زوجتك بعد؛ أنت قلت أن هناك أشياء سنفعلها عندما أكون مستعدة"
أخفي ابتسامته قائلا بجدية "أنت مستعدة"
أخفضت وجهها قائلة باحتياج وهى تمد يديها تضعها بين يديه "دلكهما لي سيف أنا أشعر بالأمان عندما تفعل هذا الأمر"
ضم يديها برفق وهو يحرك يده فوقها يبعث الأمان بين عروقها.. أخذت نفس عميق مجيبة سؤاله الأول بصدق وقلبها يقفز بعدم انتظام بين صدرها "أول شئ يجب أن تعلمه أنى أحبك جدا؛ سابقا كان لدى فوبيا أن يري أحد ندبتي.. ليس أحد ولكن أنت بالتحديد.."
قاطعها قائلا بحنان "هل تخلصت منها؟"
هزت كتفيها وهى تقترب بوجهها منه حتى شعر بأنفاسها على عنقه "لا ليس كليا ولكن أنوي أن أتخلص منها فى القريب العاجل.. أم الآن أصبح لدي فوبيا جديدة وهى خسارتك سيف.. عندما وقعت فى تلك المباراة توقفت أنفاسي ولم أستردها إلا عندما فقت"
"هششش اهدي أنا معك وسأظل دائما بإذن الله"
رفع ذراعه ينوى أن يضمها له كى يطمنئها ولكنها تمسكت بذراعه قائلة بجدية وهى تضع رأسها على كتفه "لا تلمسني إلي أن أخبرك فقط دعنى أنهى حديثي"
شدد على أصابعها ليخفض رأسه يقبل خصلاتها المنثورة على كتفه قائلا بتفهم "حاضر حياتي أكملي حديثك"
دفنت أنفها عميق بين طيات ملابسه تستنشق رائحته.. ثم مالت مقبلة موضع قلبه عندما شعرت بارتجافة جسده، لترفع رأسها تتأمل ملامحه قائلة بقوة "أريد أن أصبح زوجتك سيف.. لا أعلم كيف سيحدث هذا ولكني أثق بك.. وأثق أنك لن تؤذيني مطلقا، أحبك سيف وأثق بك أكثر من روحي"
تنفس بارتياح مجيبا بلهفة "وأنا أحبك يا عمرى"
تمتمت بارتعاش وهى تبلل شفتيها بلسانها "سيف أنا لا أرتدي وشاحا"
همس بخفوت كى لا يخيفها منتظرا خطوتها القادمة "كم هذا رائع يا عمري"
أخذت نفسا مرتعشا وهى ترفع يدها ممسكة يده واضعة إياها علي بداية ندبتها، قائلة بخوف داهم قلبها فجأة "تعرف على ملمسها كى لا تفاجئ بشكلها"
هتف بتأنيب ويده ساكنة محل ما وضعتها "لا تكوني سخيفة كم مرة أخبرتك أني سأحبها لأنها جزء منك"
ابتلعت ريقها وثبتت ساكنة محلها قائلة بنعومة "أنا أثق بك"
وكأنها أعطته إشارة ليحرك يده على جرحها برفق.. ارتعشت بشدة تحت يده ليقبض بيده الأخري على ذراعها يمسده برقة.. لتهدئ قليلا ويده على ندبتها ما زالت تتحرك ذهابها وإيابا كأنه يحفظ تعرجاتها وحفرها الصغيرة التى لا يستطيع رؤيتها.. رفع وجهه يثبته على وجهها وكأنه يراها من أسفل تلك العصابة.. رفع يده فجأة يمسح دمعة فلتت من أسر عينيها شعر بها بقوة؛ هامسا بأمر محبب "لا تبكي سما"
ابتسمت مجيبة بخفوت "أنا لن أبكـ..."
شهقت قاطعة كلماتها وهى تشعر به يستبدل يده بشفتيه التى أخذت تقبلها بتمهل من بداية كتفها مرورا بعنقها إلى نهاية كتفها الآخر.. ولم يترك إنشا واحدا لم يضع بصمته عليه لتهمس بارتجاف باكي "سيف"
جذبها يضمها لصدره بقوة قائلا بهدوء عاشق "أرايتِ لم تنفر منها يداى أو شفتاى.. كان طعمها لذيذ وشهي للغايه، فقط تتبقي عيناي حتى أزيل أي شائبة من نفسك.. هل أنزعها؟"
هزت رأسها بصدره قائلة بهمس "ليس الآن قليلا بعد"
وقفت وأوقفته معها قائلة بتساؤل "هل تتذكر تلك الأغنية التى سألتنى عنها؟"
هز رأسه موافقا لتقول بخفة "انتظرنى ثوانى فقط"
اتجهت إلى مشغل الأغانى لتفتحه وما إن سمع صوت الموسيقى حتى ابتسم قائلا ببساطة "كان يجب أن أعرف"
وقفت بين ذراعيه متسائلة بدلال "لماذا؟"
ابتسم قائلا وهو يلف ذراعيه حولها "أنت تعشقين صوت كارول"
أنا قلبي ليه حاسس قوي بشكل ده
هو الهوى بيعلي إحساسنا كده
صدقني خلاص صدقت
إن أنا حبيت دلوقت
ومكنتش أعرف قلبي هيحبك كده
وكنت فين إنت وكل الحب ده
وليه سايبني لوحدي طول العمر ده
آه، آه

تمايل بها بشغف يستمع لها تردد كلمات الأغنية بصوت عذب.. ليهمس بأذنها بصوت خافت متأثرا "لم أبتعد يوما حبيبتى"
أنا قلبي شايفك من زمان
في الحلم بدور عليّ
بس مهما أتخيلك
مش زي ما أنا شايفة بعينيّ
يمكن أنا بحلم وزمان الحلم طار
توهتني بين الحقيقة والخيال
إلمسني خليني أكون متأكدة

مرر يده على خصرها بجراءة لتعقد حاجبيها بغرابة قبل أن تضربه بخفة على يديه قائلة بأمر مضحك "توقف نحن نرقص الآن"
ضحك قائلا ببراءة شقية وهو يستمع إلى كلمات الأغنية "كنت ألمسك كي تتأكدي"
أراحت رأسها على صدره باستكانة وهى تكمل دندنة مع الكلمات بحرارة.
أنا قلبي ليه حاسس قوي بشكل ده
هو الهوى بيعلي إحساسنا كده
صدقني خلاص صدقت
إن أنا حبيت دلوقت
ومكنتش أعرف قلبي هيحبك كده
وكنت فين إنت وكل الحب ده
وليه سايبني لوحدي طول العمر ده
آه، آه
أنا قلبي ليه حاسس قوي بشكل ده
(أنا قلبي ليه حاسس.. كارول سماحة)

ابتعدت عن ذراعيه بلطف قائلة بحب مقتبسة من كلمات الأغنية "(مكنتش أعرف قلبي هيحبك كده) انزعها سيف"
لم ينزع العصابة قائلا بهمس "ترتدين الفستان الذى أحضرته لكِ؟"
عضت شفتها السفلى مجيبة بهمس "نعم"
ابتسم لها يطمئنها قبل أن يرفع يده ينزع العصابه عن عينيه ليرمش عدة مرات، حتى اعتادت عينيه على الضوء وفى رمشتها الأخيرة توسعت عينيه بذهول، وهى تقع على حوريته ترتدى فستان سندريلا بلون اسمها.. وكأنها تعيد عرسهما ثانية.. فستان أزرق سماوي بتنورة واسعة منفوشة وصدر محكم بكمين من قماش شفاف متخذين شكل جناح فراشة صغير.. يبدأ من نهاية الكتف لبضع إنشاءات لأسفل تاركة رقبتها بالكامل عارية.. وقد رفعت شعرها بعقدة أنيقة للغاية..

أخذ نفسا عميقا متأملا تلك الندبة التى تزين عنقها.. تلك الحمقاء الغبية هل ظنت أنه قد يراها ناقصة، هل هناك أجمل من هذا حبيبته كاملة ومثالية؛ اقترب منها يرفع ذقنها إليه سائلا بحنان "أخبريني ماذا ترين داخل عيناي"
ثبتت عينيها داخل عينيه لترفع يدها تحتضن وجهه وترفع نفسها تقف على قدمه قائلة بثقة "حب وحب ثم حب والكثير والكثير من الحب والفخر"
فجأها وهو يرفعها بين ذراعيه قائلا وهو يميل يقبل شفتيها بقوة "هيا لنتزوج"
همست باعتراض "والكيك"
رد وهو يتجه إلى غرفتهما حاملا حياته بين ذراعيه قائلا بوعد "غدا الآن لدينا ما هو أهم"
وقد كان لديهم ما هو أهم حقا وهو يعطيها أولى دروسها فى الحياة الزوجية.. انكمشت بين ذراعيه بخجل رهيب عندما اقترب منها.. وسرعان ما استطاع أن يذيب خجلها ليجذبها معه بعالمه بخفة.. يتلقى استجابتها الأولى الخجولة بشغف.. ثم كانت استجابتها البريئة المذهلة لعالمه الخيالى المدهش.. وقد أهدته ليلة عمره التى لن ينساها ما حيا، ألمها وخجلها وحبها وعذريتها وروحها إنه لها وهى له.. هل هناك سعادة أعظم من هذه؟..
وبعد وقت طويل فى رحلتهم السحرية التى تركتهم متخمين من السعادة والرضا.. تكورت سما لتنام على كامل جذعه متشبثة به بقوة.. بينما هو كان ينظر لها على صدره بذهول هل أهدته حقا روحها؟ نعم فعلت لقد ذكرتها له صريحة أثناء تلك الرحلة المذهلة "أتعلم لم أقبل هدايا يوما من غيرك.. ودائما أهديتنى أجمل الهدايا ولكن أحبها لنفسي عندما أهديتنى سيف حبيب عمرى، وها أنا أهديك روحي هدية سيف"
وهو قبل الهدية بتلهف رقصت له روحه وهى تلتحم مع روحها معطيا إياها قسمه للحفاظ عليها.. وهاهى نائمة بهناء فى حضنه لينام بارتياح عميق.
وفى الصباح أخذ حمامه وأدى فرضه ثم ذهب لإيقاظها كى لا يتأخروا على مفاجأته التى أعدها لها.. قبل شفتيها المنفرجتين بجمال قائلا بخفة "استيقظي حبيبتى يجب أن نغادر"
فتحت نصف عين قائلة بعدم فهم وعدم انتباه نتيجة نعاسها "إلى أين؟"
ضحك وهو يقبل كتفها العارى أمامه قائلا بحنو "لدينا رحلة وهكذا سنتأخر على الطائرة"
فتحت عينيها قائلة بارتباك وقد وقع الغطاء من عليها "أي رحلة؟"
أخفض عينيه لجسدها شبه العاري قائلا بمكر "التى سنتأخر عليها"
انتبهت لنظرات عينيه الوقحة لتهمهم بحرج وهى تشد الغطاء تغطى كامل جسدها قائلا بتأنيب "توقف عن الوقاحة واخرج كي أذهب للحمام"
هز كتفيه بمشاغبة قائلا بشقاوة "يعجبنى الجلوس هنا"
رفعت حاجبيها مجيبة بمكر "ورحلتك!!"
ضرب جبهته قائلا بانزعاج "أوووووه نسيت"
ضحكت بصخب وهو يخرج من الغرفة بأسي مفتعل يلقى لها قبلة فى الهواء.. لتنظر لجسدها ومنظر الغرفة من حولها لتهمس بخجل "واو رائع لقد أحببت ما حدث بيننا"
***********



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-21, 11:10 PM   #225

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

اتجه خالد يفتح الباب فهنا بالمطبخ تحضر له الفطور وروهان بعملها.. وابنته وأاااه من ابنته تغلق على نفسها غرفتها بانعزال تام لا يفهمه.. فتح الباب بعبوس ليقول ماهر بمزاح "أتيت فى وقت غير مناسب"
انفرج عبوسه قائلا ببسمة خفيفة "صباح النور يا ماهر تفضل لنفطر سويا"
نظر ماهر لساعة يده قائلا بتعجب "أي فطور هذا!!! الساعة الحادية عشر يا خالد"
رد خالد بخفوت وهو يدعك جبهته "نمت متأخرا بالأمس"
عبس ماهر متسائلا "لماذا؟"
أخذ خالد نفسا عميقا قائلا بحزن "دخلت يقين فى نوبة بكاء عنيفة بالأمس دون سبب ولم أستطع النوم إلا عندما تأكدت من نومها"
اغتمت ملامح ماهر بالحزن قائلا بخفوت "أريد الحديث معها يا خالد أين هى؟"
نظر خالد له بحنق قائلا بعصبية "أنت تعلم ما بها؟ وما الذى أوصلها لتلك الحالة أليس كذلك؟"
أسبل ماهر أهدابه على نظرة الحزن فى عينيه قائلا بتنهيدة عميقة "أخبرني أين هي يا خالد؟"
ارتسمت ابتسامة حانقة على وجه خالد قائلا بتأكيد "لن تخبرني؟"
أجابه ماهر بابتسامة مستفزة ليجذبه خالد بعنف من ذراعه قائلا "تعال إنها بغرفتها"
اتجه وراء خالد الذى نبه هنا لوجود ماهر فى المنزل.. فتح باب غرفتها بعد دقة صغيرة على الباب.. أدار عينيه فى الغرفة الفارغة ليجد باب شرفتها مفتوح "ستجدها بالشرفة"
خطي ماهر للداخل بخطوات بسيطة ليقف بالباب يراقبها جالسة على مقعدها متكورة على نفسها.. تلتف بشال كبير بنى اللون شاردة ودموعها تسقط دون أن تشعر، تنفس بعمق قائلا بحنان "يقين"
رمشت خارجة من شرودها لتلتف لماهر الواقف فوقها بدموع تملئ عينيها، حزن قلب ماهر لأجلها ليفتح ذراعيه لها.. قفزت لتلقى نفسها على صدره سامحة لشهقاتها بالارتفاع، ضمها ماهر يمسح على ظهرها بحنان يهدئها بكلمات حانية حتى أفرغت دموعها كاملة.. أجلسها على مقعدها وجلس مقابل لها يمسح دموعها بحنان قائلا بهدوء "لماذا البكاء يا طفلتي؟"
التمعت الدموع بعينيها قائلة بنبرة حزينة "ألا تري ما يحدث لي يا عمو؟"
مد ماهر يده يربت على يدها بحنو أبوي قائلا بنبرة حانية "ومنذ متي تهتمي لما يتفوه به الناس؟"
أخفضت عينيها دون رد وبدأ لون أحمر يجتاح بشرتها البيضاء، ليرفع ماهر وجهها إليه قائلا بحنان "ربما هذا ليس سبب بكاءك، هل يعقل أن السبب هو رفضك ليامن؟"
اختلجت عينيها باضطراب لترتجف شفتيها بتوتر، ليبتسم بإدراك قائلا بحلم "تحبينه؟"
لم تقوي على الرد وهى تهز برأسها إيجابا ليعيد سؤاله الحاني "ولماذا رفضتِ"
هزت رأسها بعيون دامعة قائلة بصوت رقيق متألم "لن أتزوجه لأنه يشفق علي"
كاد أن يضحك ليتمالك نفسه قائلا بجدية "لن يتزوج إنسان بداعي الشفقة يا حبيبتى.. الزواج له أولويات وضروريات غير الشفقة، لذا يا حبيبتي أعيدي التفكير ثانية، لا تخسري فرصتك للسعادة بيديكِ صلي استخارة وأخبرينا بقرار"
أجابته ببكاء مرتعش "ولكني أخبرت بابا بقرارى"
استقام واقفا وهو يميل مقبلا جبهتها بحنان قائلا بصوت مطمئن "لم نخبره بقرارك بعد نعطيك فرصة أخرى للتفكير اغتنميها"
رفعت رأسها له برجاء ملئ عينيها ليربت على خصلاتها قائلا بحنان "اغتنميها يا حبيبتى وحولي شفقته التى تظنيها إلى حب"
تابعت خروجه وهى تهمس لنفسها بأسي "يمكنني محاربة شفقته ولكن حبه لأخري كيف أحاربه"
***********
وهناك فى دهب كانت ناردين جالسة بين الفتيات التى تعرفت عليهم تمازحهم بأناقة.. فوجئت بكيس هدايا أنيق يوضع أمامها رفعت عينيها لإياد الواقف خلفها قائلة ببسمة رائقة "ما هذا؟"
رفع كتفيه مجيبا بغمزة عابثة "هدية"
وقفت أمامه قائلة بتعجب "هدية!!! لماذا؟"
رفع حاجبه قائلا بسخرية "حقا ألا يذكرك تاريخ اليوم بأى شئ"
هزت رأسها نافية وهى تخرج هاتفها تنظر فى تاريخ اليوم لتقول بصدمة "أوووه لا لقد نسيت"
ضحك قائلا بحب "أنا لم أنسي"
ثم أشار للكيس قائلا برجاء خفي "أراكِ أمامي بالمطعم بعد ساعة مرتدية هذا.. أتمنى أن يعجبك"
راقبت مغادرته بحب وهى تعود وتفتح الكيس لتجد هدية كبيرة مغلفة بعناية لتقول ببهجة "بعد إذنكم صبايا"
بعد وقت كان ناردين تدلف إلى المطعم بأناقة وبهاء يماثل بهاء شخصيتها، وفستانها الرائع ذو التصميم المميز يلتف حول قدميها برقي، من اللونين الوردي والنبيذى القاتم وإن كان يغلب عليه اللون الوردى، تنورة ذات اتساع مبهر من اللون الوردى وأعلاه من النبيذى، تتصل بصدر ضيق من النبيذى وكمين ساقطين، وقد رفعت شعرها الأسود الحريري فى عقدة أنيقة، ووضعت أحمر شفاه قاتم ليلائم مظهرها،

مظهرها ذاك الذى خطف قلب إياد من مكمنه، ويبدو أن قلبه استلذ الخطف وتمرد على العودة إليه، بدون إرادة تحركت قدميه إليها ليلاقيها فى منتصف الغرفة، اشتعلت أغنية (Perfect) المفضلة لديها، ليجذب يدها يضعها على كتفه مائلا مغمغا بالقرب من أذنها بنبرة ذائبة "أنتِ مذهلة"
ابتسمت بارتعاش ليضمها برفق من خصرها إليه.. يتمايل بها ومعها على كلمات الأغنية الراقية.. لتضع يدها على كتفه وتضع رأسها عليها والأخري وضعتها فى كف يده، متمايلة معه قائلة بدلال وأنفاسها على أذنه "أنت المذهل حبيبى"
زاد من ضمها له لتهمهم بخفة "أنت لم تنسي"
أجابها بعجرفة مفتعلة "كلا لقد نسيت وتم تذكيري"
لمعت عينيها ببسمة رائقة قائلة بخفوت "من ذكرك"
لف بها بخفة قائلا بكبرياء "سيف وأبي وأمي ويزن جميعهم يحضونني أن أحضر لك مفاجأة"
ضحكت برقة قائلة وهى تشد على يده بأصابعها "أنت كاذب"
دفنت رأسها فى كتفه مغمغة بعشق "كل سنة وأنت بخير كل سنة وأنت معي"
التف برأسه يقبل خصلات شعرها برفق "كل سنة وأنت عمري ناري"
ابتعد عنها بعد وقت قائلا باعتذار صادق "لم أستطع أن أحضر كيك"
ابتسمت فى وجهه باتساع قائلا بهدوء "غير مهم"
اقترب من إياد مجموعة من طلابه قائلين بتهنئة "كل عام وحضرتك بخير دكتور لقد أحضرنا لك كعكة تعبيرا عن امتنانا وحبنا لك"
ابتسم إياد بامتنان قائلا بامتنان "شكرا لكم أسعدتموني فى هذا اليوم"
همست ناردين بأذنه "ألن تتمني أمنية دكتور"
أمال رأسه قائلا بصدق "تحققت أمنيتي"
أمسكت يده بمفاجأة عندما أُغلقت الأنوار، شدد على يدها قائلا باطمئنان "لا تخافي"
رفعت رأسها مجيبة بكبرياء "لا أخاف إنها المفاجأة فقط ماذا يحدث؟"
همس لها بخفوت "لا أعلم"
علت صوت أغنية تهنئة بعيد ميلادهما.. ثم ظهرت أمامهما كعكة كبيرة مشتعلة بألعاب معينة، وخلفها فى الإنارة الخافتة استطاعا تمييز هيئة سما وسيف، ابتسما باتساع والأنوار تعاد ثانية ليقترب إياد من سيف يعانقه بشوق، وعانقت ناردين سما باشتياق قائلة بحب "اشتقت لك سما.. ابتعدي قليلا"
ابتعدت سما لتتأملها ناردين بصدمة.. ترتدى فستان طويل مشرق يليق بها ولكنه بفتحة رقبة كبيرة نسبيا وبدون وشاح، تنورة مميزة من اللون البيج معتدلة الاتساع، تعلوه بلوزة كحلية بدون أكتاف، وعليها جاكيت إلى ركبتيها من البيج بدون أكمام وبحواف من اللون الكحلى، أعلاه عبارة عن دوائر مخرمة وباقيته كان نقوش متداخلة من اللون الكحلي

تضع أدوات زينة مضادة للماء كعادتها مما سمح لها بإخفاء بعض العلامات الخفيفة التى تركها سيف على بشرتها.. ابتسمت سما قائلة بهمس متوهج وهى تري نظراتها لرقبتها "لم تعد تهمني ناري، سيف لا ينفر منها وهذا ما يعنينى"
عانقتها ناردين بقوة ثانية قائلة بفضول خافت "هذا يعني أنه حدث؟"
عضت سما على شفتيها بقوة قائلة بهمس "نعم وكان رائعا للغاية"
ضحكت ناردين مجيبة بنفس الهمس "وقحة"
ردت سما بشقاوة "صديقة من بالنهاية"
ضربتها ناردين على كتفها قائلة بضحكة "تسديدة موفقة"
انفصلا عن بعضهما على صوت سيف الساخر "يكفى أنتما تتعانقان منذ خمس دقائق، وكأنكما لم تريا بعض منذ سنين"
استندت ناردين على كتف سما قائلة بمشاغبة "هل تغار؟"
اقترب يشد سما لجواره قائلا بتهديد مضحك "لا تجعليني أجذب شعرك الآن"
وضعت يدها فى خصرها قائلة وهى تحرك رأسها باستخفاف "فكر أن تفعلها"
ضحكت سما بينهما قائلة بخفة "توقفا رجاءا انظرا من بعث لكما التهنئة معنا"
التقطا الهاتف الذى أعطته لهما سما يراقبان تهنئة العائلة بعيد ميلادهما، همست ناردين بريبة "أين يقين؟"
تبادلا ثلاثتهما نظرة سريعة وسيف يقول بهدوء "إنها بخير ولكنها كانت نائمة بهذا الوقت، ولم نستطع الانتظار لأجل الطائرة"
عقدت حاجبيها بشك قائلة بريبة "أهى بخير؟ أصدقاني القول"
ردت سما بخفوت وهى تجذبها بعيدا "نعم بالطبع تعالي هناك الكثير لنتحدث به"
ما إن ابتعدتا حتى همس سيف "لم تعلم بعد ما يحدث مع يقين"
زفر إياد بخفوت مجيبا "ملتزما بأوامر عمو خالد لم أخبرها إلا أن يامن تقدم إليها يريد الزواج منها"
هز سيف رأسه موافقا وهو يقدم له ظرفا قائلا بمشاكسة "هدية عمو أيهم لك"
فتحها لتتوهج عينيه بقوة هامسا بغضب من بين أسنانه "يا إلهي هذا الرجل سيجنني"
ابتسم سيف قائلا "ماذا فعل؟"
دفع له الظرف ليضحك بقوة قائلا بمرح "مرحا لقد أصبحت شقتك جاهزة يمكنك أن تتزوج غدا إن أردت"
ردد بزمجرة غاضبة "أخبرته أني سأفعل كل هذا بمالي"
ضغط سيف على كتف إياد بقوة قائلا بجدية "هذا حقه ولن تمنعه حقه"
أطلق أنفاسه دفعة واحدة قائلا بهمس "عندما أعود لي حديث آخر معه.. بالمناسبة كم يوم ستبقي هنا؟"
رد سيف بهدوء وعينيه ترمق الجالستين سويا تتحدثان بانسجام وضحكات خافتة.. بينما بهائهما يجذب الأنظار إليهما دون إرادة "غدا عند الفجر ولم أستطع أن أدعكما تحتفلان بعيد ميلادكما بمفردكما"
رد إياد برجاء "ابقي يومان آخران"
هز رأسه قائلا "لا أستطيع"
ارتفع صوت سيف مناديا على الفتاتين قائلا "هيا سنقطع الكيك"
***********



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-21, 11:15 PM   #226

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

اليوم التالى فتح هادي الباب على والده الذى كان يتجهز لمقابلة أيهم وروهان كما أخبره خالد بالهاتف.. التفت الحاج أحمد ناظرا لابنه المرتبك رغما لمعة عينيه السعيدة، تلك اللمعة التى لم تغادره منذ علم بموافقتهم على مقابلة والده.. مما يعنى موافقة ضمنية على زواجه منها، وأخيرا حلمه الذى غفل عنه يتحقق، بسمة روحه تعود إليه لتنشر الفرح الغائب عن تلك الروح الوحيدة، جلس مقابلا لوالده قائلا بذنب "لقد كذبت عليك"
ابتسم والده بفكاهة فهو يعلم فيما كذب عليه ابنه.. فعندما تحدث مع عمها المزعوم خالد أخبره كل شئ عنها وشرح لها ظروف حياته.. تنهد بعمق فهادي رغم صفاته الجيدة أخذ من أمه رحمها الله أسوأ ما بها مجيبا بتلاعب "هل كذبت بشأن حبك للفتاة؟"
رد هادي سريعا "بالطبع لا أنا أحبها حقا، إنه أمر آخر يخص روهان"
رد الحاج أحمد ببساطة "أمر عائلتها أليس كذلك؟"
رفع هادي عينيه له بتعجب ليربت والده على كتفه قائلا بصوت عميق "على عكسك يا هادي أنا لم أقفز إلى خيالات من وحي عقلي.. بل حكمته وتحدثت مع كابتن خالد حديث مطول أخبرني كل شئ عنها.. وعن صفاتها وأخلاقها والتزامها الذى يفوق التزامك بالمناسبة، إنها هى الفتاة التى أرتضيها زوجة لك.. حتي إني أعلم بعودة والديها ورفضهم لك"
قاطعه بغضب ظهر فى عروق رقبته النافرة "سأتزوجها رغما عن الجميع"
برق عين والده بغضب قائلا بحنق "لجم تهورك قليلا يا هادي وإلا ستخسر الفتاة قبل أن تكون لك"
أخفض عينيه قائلا بخفوت "أحبها يا بابا"
اتسعت ابتسامة والده قائلا بنبرة حانية بها بعض الحنين "أتعلم لقد أخذت كل شئ من والدتك.. طباعها وطريقة تفكيره رحمها الله لم تكن تنتظر أن تفهم، وتفسر كل شئ على أهوائها وتخاف نظرات الناس إليها؛ ورغم أنى أحببتها ويعلم الله كم كنت أقدرها.. ولكن تلك الصفات خلقت بيننا العديد من المشاكل، تعلم أن تتحكم بها لأن الفتاة رقيقة ولن تحتمل تلك الحياة الصعبة مع طريقة تفكيرك، فإن كنت لا تريد خسارتها تعلم تهذيب طباعك.. واتقى الله بها بنات الناس ليست لعبة وتذكر دائما لديك شقيقات مهما فعلت بها سيرد إليك فيهن.. فالحياة دين يسدد فكما تدين تدان"
ابتسم بتفهم قائلا وهو يقبل يد والده باحترام "أعدك أن أفعل.. هل تريد مساعدتي فى شئ؟"
هز رأسه نافيا قائلا بهدوء "كلا أكمل ارتداء ملابسك فقط لا يصح أن نتأخر على الناس"
تمتم هادى بالموافقة وهو يخرج حتى لا يتأخر على موعده معها ومع عمها أيهم.. ضرب جبهتها قائلا بأمر "تهذب وراعي تصرفاتك فى وجود ذلك الرجل.. فهو ينتظر الفرصة ليعلقك على الباب ليس أكثر"
********
وفى المطعم جلست روهان بجانب أيهم على طاولة جانبية مخصصة له عندما يذهب ليباشر أعمال المطعم.. وهى تفرك يديها بتوتر وتنظر جهة الباب بقلق.. انتفضت وأيهم يقول بصوت عالي نسبيا "محمد أحضر عصير برتقال طازج إلى هنا"
نظر إليها بحنان قائلا "اهدي أروهى"
غمغمت بخوف وهى تلتفت إليه "هل سأعجبه؟"
رد أيهم بمزاح محبب "ليته يفعل كى أعود بابنتى للبيت؟"
ردت بجزع وهى ترتجف "يا إلهي كلا يا بابا لا أستطيع الاستغناء عنه"
اتسعت عين أيهم بدهشة وهو يسمعها تناديه بعفوية بابا ثم جز على أسنانه بقوة، هل يقتله ويرتاح قائلا بغل "تحبينه لتلك الدرجة؟"
هزت رأسها بخجل وقد زين بيضاء وجهها حمرة مشرقة ليقول بنبرة مطمئنة "لا أحد يقابلك ولا يعجب بروحك الجميلة وفطرتك النقية.. ثق بنفسك ولا تقلقي أنا بجوارك"
ابتسمت بجمال والشاب المنبهر بجمالها يضع أمامها مشروبها متسائلا إذا كانوا يريدون شيئا أخر، زجره أيهم بغضب "كلا محمد إلى عملك"
همست روهان بتوتر "لقد أتوا"
التفت ناظرا إلى هادي القادم يدفع والده على مقعد متحرك، دقق النظر لوالده ليرتاح للرجل خاصة مع كلمات يامن وخالد الطيبة عنه.. استقامت روهان واقفة ليظهر فستانها الرقيق اختيار يقين لها.. فستان بسيط بلون السكر بطبقتين السفلى من الأبيض السميك.. والعليا من الدانتيل الشفاف ذو أكمام شفافة أيضا من الدانتيل، مزين بورود بلون ال( سيمون) الرقيق وفراشات أرق على الصدر و الذيل.. يصل إلى ركبتيها كانت تلك المرة الأولى التى يراها بفستان بهذه الرقة..

ضربه والده فى ركبته عندما أبصر نظرة أيهم العاصفة، وابنه الأحمق كاد يلتهم الفتاة بنظراته اعتدل هادي مخفضا بصره عنه.. وبعد التحية والتعارف الرسمي لاحظ الحاج أحمد توتر روهان ليلتفت قائلا لهادي "ظلمتها عندما قلت سرقت نور الشمس وضياء القمر.. تبارك الله يا ابنتى أنتِ سرقتِ جمال الكون كله"
غمغمت بكلمة شكر خجولة وأيهم يجذب هادي بعيدا قائلا بغيظ "تعال لنري أمر الشمس والقمر هذا"
رد هادي بتوتر "انتظر يا كابتن أنت لا تفهم"
انتقل مع أيهم إلى طاولة جانبية ليبادر أيهم بتهديد جادا "انظر يا ولد أنا وافقت أن أعطيك ابنتى.. ولكن اليوم الذى ستبكيها به لن يكون لك عندي دية حتى"
نظر له هادي بحذر قائلا بقسم صادق "أعدك أن أحافظ عليها"
هز رأسه موافقا وهو يقول أمرا "اذهب إلى هناك واطلب لنا شيئا نشربه"
هز رأسه بطاعة قائلا "ماذا تشرب؟"
"أخبره طلب كابتن أيهم المعتاد"
ذهب هادي ليطلب المشروبات كما طلب أيهم بينما عاد أيهم ينظر إلى الطاولة.. حيث يجلس والده مع روهان ليطمئن قلبه وهو يجدها استردت عفويتها.. تبقي مشكلة موافقة والديها لانه بكل الأحوال لن تتزوج غير من تريد.
******
وعلى الطاولة المجاورة تكلم الحاج أحمد ليجذبها معه فى حديث عفوي "أنت أروهي من جننت ابني؟"
رفعت عينيها إليها مرددة بهلع "ماذا؟ لم أفعل"
ضحك بانشراح قائلا بمرح "بل فعلتِ وأنا سعيد أنك فعلتِ"
عقدت حاجبيها قائلة بحيرة وهى تميل للأمام حتى استندت بذراعيها على الطاولة "أنت سعيد أنى فعلت هذا بابنك"
مال بنفس طريقتها قائلا بنفس الطريقة عندما يشاغب حفيدته الصغيرة "جدا كان يحتاج إلى بعض التهذيب"
ضحكت رغما عنها قائلة ببراءة "أنا لم أفعل أي شئ له صدقني"
ارتسمت ابتسامة صغيرة على فمه قائلا بنبرة مرحة صادقة "أنت لم تريه وهو يأكل فى نفسه من الغيظ والغيرة.. كانت حالته صعبة لا توصف من يكلمه لا يخرج من عنده سليم"
هتفت بدهشة "حقا"
هز رأسه بموافقة لتفاجئه وهى تقول بشماتة "يستحق"
نظر لها بذهول حقيقى لتجيب بتبرير طفولي "كان يخيفنى ويزجرنى طيلة الوقت"
ضحك مجيبا بتفهم "أستطيع تخيل هذا"
أشرقت عينيها بامتنان قائلة بخفوت "شكرا"
عبس بتعجب متسائلا بحيرة "لماذا؟"
عضت شفتيها بينما تألقت عينيها الرمادية قائلة بإدراك "أنت فعلت هذا لتزيل توتري"
ابتسم قائلا بمحبة طبيعية تولدت فى قلبه تجاهها.. سابقا كان لديه فضول للتعرف علي من انتزعت قلب ابنه، والآن يفهم لما أحبها ابنه ببساطة إنها بساطة شخصيتها وطيبة روحه.. ليجيبها بنبرة حانية "أنت أصبحتِ مثل ميس ابنتي وكنت سأفعل نفس الأمر لها دون أن تشكرني.. واليوم الذي يغضبك به هادى تعالي إلي، وسأريك ماذا سأفعل به؟ ستكون ابنة لى وليست مجرد زوجة ابن"
ابتسمت بدموع سعيدة قائلة بنبرة أجشة "سأفعل"
***********



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-21, 11:17 PM   #227

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

خرج إياد من الماء بعض مصارعة عنيفة مع الأمواج.. ليجد ناردين مازالت جالسة على الشاطئ تمسك قميصه بين يديها.. تنتظر عودته بملامح خائفة وجلة قلقة.. جلس جانبها يتطلع إلى البعيد بملامح مبهمة.. وضعت رأسها على كتفه العارى هامسة بخفوت "إياد هل أنت بخير؟"
زفر نفسا محترقا وهو يمد يده من خلف ظهرها يزيد من ضمها إليه مغمغا بهدوء يحاول التحلى به "أسف إن كنت أخفتك"
همست فى صدره ببطئ وهى تتذكر ما حدث منذ وقت قصير فى ذلك المركز التجاري.. حيث كانوا يتسوقون هما وباقي من معهما فى الرحلة.. وتذكرت أنها كانت تقف أمام معروضات أحد المحلات، بانتظاره وهو يتحدث مع طلبته يعطيهم التعليمات اللازمة عن ساعة ومكان تجمعهم عند المغادرة .. لتتعرض لتحرش لفظى يتعلق بملابسها؛ زفرت بغضب مخفضة بصرها إلى ملابسها سلوبيت أخضر بلون الحشائش.. من القماش الحريرى الناعم ذو سروال واسع، وصدره عبارة عن قطعتين متقاطعتين بشكل عمودى ودون أكمام..

تجاهلت ذلك الحقير الذى يستبيح حرمتها حتى لا تجذبه إليها أكثر أو تجذب نظر إياد إليه فوقتها ستكون الكارثة.. ولكن الغبي استمر فيما يفعله واستمرت هى على موقفها ليس خوفا منه ولكن من رد فعل إياد.. فإن كانت بمفردها لكانت أراته كيف يتجرء على الاقتراب منها حقا.. استمرت فى تجاهلها والحقير استمر فيما يفعله ويبدو متفاخرا بنفسه..
فجأة ارتفعت ضوضاء عنيفة خلفها التفتت لتجد إياد جالس فوق الشاب.. يسبه بألفاظ نابية اتسعت لها عينيها دهشة وهو يلكمه بعنف.. استطاع بعض طلبته وزملائه تخليص الشاب من بين يديه ليهرب سريعا.. بينما اعتذر إياد عن إكمال برنامج الرحلة وجذبها إلى شاطئ خالي بعض الشئ من البشر.. خلع قميصه وألقى نفسه فى الماء يسبح ليخفف من غضبه "لم تخيفنى ولكن غيرتك قاسية"
كانت ما تزال على صدره أخذت يده تمسد ذراعها.. وهو يأخذ نفسا عميقا قائلا بمزاح ساخر "ليست قاسية مدمرة ناردين ومزعجة جدا.. لماذا تظنين أنى كنت شبه مقيم فى المستشفيات أثناء مراهقتنا.. ووجهي دائما ملئ بالجروح"
رفعت رأسها تنظر له بتعجب مجيبة باستغراب "لا تقل لى"
ضحك ضحكة هازئة وهو يعيدها ثانية إلى ذراعيه مجيبا بشرود "عندما كان يقول لك أحدهما كلمة سيئة.. كنت أتحكم بأعصابى كى لا أفتك به أمامك.. ولكن ملامحه كانت تحفر فى عقلى فأعود إليه ثانية بعد أن أعيدك أمنة إلى البيت.. وأذيقه كل العذاب الذى تكبدته أثناء عودتنا.. كانت ملامحك تزداد جمالا لدرجة موجعة"
رفعت يدها تضعها على صدره مجيبة باضطراب "إياد مؤكد أن هذا مروعا"
امتلئت عينيه بالأسى وهو يقول بمرارة غريبة "أنا أغار بشدة ناردين.. ولكن عليك أنت الأمر موجع كما لو أن أحدهما حقننى بسم موجع.. كل ما فيك لى حقى أنا.. أنا فقط من أنظر إليك بنظرة جريئة.. أغازلك بكلمات وقحة.. كلك ملكى نارى وأنا لا أتهاون مع من يقترب منك أقتله دون ذرة ندم"
ارتعدت بين يديه بخوف غريزى ليشدد ذراعيه حولها منصتا إلى نبرتها المرتجفة "أنت تخيفنى إياد"
رد بمزاح متهكم ويده ما تزال تداعب ذراعها "أنت وخوف لا تجتمعان"
ابتسمت ابتسامة صغيرة على جلده العارى وهى تقول بجدية "ليس خوفا بالمعنى المعتاد ولكن بالنهاية أنا فتاة.. أطمح لأمان يماثل أمان ذراعي بابا عندما أتركه.. هل تفهمنى؟"
تسائل بوجل وقلبه يخفق بسرعة رهيبة بانتظار إجابتها "ألا أشعرك بالأمان؟"
حينها اندست بين ذراعيه أكثر وهى ترفع يدها تحيط بعنقه قائلة براحة مغرمة "بل إياد أشعر بما هو أكثر من الأمان.. أشعر بالانتماء وكأن جزء منى كان مفقود والتحم بى بعد ارتباطنا.. لطالما كنت تعنى لى كلمة أكثر من الحب كنت انتمائى إياد"
زفر أنفاسه التى احتبسها لتغيم عينيه بحرارة عواطفه وهو يستنشق نفسا عميقا مشبعا برائحتها مدموغة برائحة رمال الشاطئ ومنعشة كرائحة أملاح البحر.. وهو يجيب بهمس خافت "أما أنا كنت أعرف منذ شببنا عن الطوق وعلمت طبيعة مشاعرى إليك.. كنت أعلم أنك موطنى وأرضى المغترب عنها والمنفى منها بقرار قدرى.. كنت أمانى عندما أفقد الطريق.. كنت نورى فى طريقى المعتم بإختصار كنت كل نبضة دقها قلبى منذ مولدى إلى هذه اللحظة"
رفعت وجهها تنظر إليه بابتسامة عاشقة ليميل مقبلا جانب وجهها بقبلة بطيئة متمهلة وشفتيه تتلكأ عندها لا تريد المغادرة.. ليزمجر بسخط ما إن ابتعد عنها "نحن على الشاطئ.. تذكري أنك مدينة لى بقبلة وسأخذها مهما حاولت التحايل"
سارعت بإخفاء وجهها فى صدره وهو يغلق يديه حولها مغمغة بخجل رهيب "وقاحتك لا حد لها"
ابتسم مغمغا بعشق سرمدى "أنا أعشقك نارى"
***********



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-21, 11:22 PM   #228

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

وفى غرفتها جلست يقين بعد أن صلت صلاة الاستخارة كما طلب منها ماهر.. تعيد التفكير ثانية فى أمر رفضها ليامن.. ماذا سيحدث إن أعطت لهما فرصة؟ هل سينجحان وتستطيع الفوز بحبه أم سيكون الفشل حليفهما، زفرت بقوة لا تعلم ما عليها فعله لأول مرة فى حياتها تكون حائرة بهذا الشكل؟ وهذا الإحساس من الحيرة يقتات على سلامها النفسي ويعبث بأمن قلبها، أغمضت عينيها بخشوع وهى تدعي بقلبها وروحها "اللهم اهديني إلى طريق الصواب، اللهم اهديني إلى ما تحب، ربي سلمتك أموري فدبرها برحمتك.. اللهم إني أشكو إليك قلة حيلتى فاشفي قلبي من شقاءه، اللهم اهديني إلى طريقي"
أخذت نفسا عميقا وهى تستقيم واقفة.. تطبق سجادتها وتخلع اسدالها، متجهة إلى مكتبها تبحث عن شئ لا تدري ما هو، فتحت ذلك الدرج المهمل الذى تلقي به أشياءها القديمة بعشوائية.. وقفت ناظرة إليه بحيرة بالغة ما الذى تبحث عنه؟ لمعت عينيها بذهول وهى تلمح ذلك المفتاح، مدت يدا مرتجفة لتجلبه وهى تتعرف عليه، إنه هو المفتاح حيث أغلقت على أول صورة رسمتها له..
فتحت الدرج لتقع عينيها على ملامحه التى تعشق متسائلة بارتعاش.. أكانت تلك الإشارة التى تحتاج إليها.. أغلقت المكتب وذهبت إلى شرفتها تستنشق بعض الهواء النظيف.. لتجده جالس فى الحديقة يعمل على حاسوبه، ما بالها كلما ذهبت إلى مكان رأته، فجأة رفع عينيه إلى شرفتها لتقع عينيها فى عينيه اللامعة.. ارتعش قلبها لتعود للداخل جالسة على سريرها بتفكير عميق، ثم لمعت عينيها واتجهت إلى حمامها تنعش نفسها.
بعد دقائق خرجت إلى والدتها فى المطبخ وقد استعادت حيويتها بعض الشئ.. لتقف على باب المطبخ مقررة تنفيذ فكرتها.. لتتخذ القرار الذى قد يسعدها أو يشقيها للمتبقي من حياتها.. لتقول بصوت خافت "ماما أريد الذهاب إلى المركز التجاري لشراء بعض المستلزمات التى تنقص مرسمي"
ردت هنا بحنان وهى تتأمل مظهرها الأنيق "الشباب ليسوا بالبيت هل ستذهبين بمفردك؟"
فركت خصلات شعرها بحرج قائلة بخجل "يامن بالأسفل أستطيع أن أطلب منه أليس كذلك؟"
تطلعت هنا بها بتفكير عميق قائلة بهدوء "أهذا له علاقة بموضوع رغبته بالزواج منك؟"
عضت شفتها بخجل وهى تهز رأسها مجيبة بوضوح "نعم يا ماما له علاقة وثيقة به"
ابتسمت هنا بادراك قائلة بادراك "تحملين مشاعر له؟"
احمرت يقين فماثلت حبة الطماطم التى تقطعها هنا.. قائلة بهمس وهى تهز رأسها "نعم أفعل"
"اذهبي"
ابتسمت هنا بحزن الآن علمت سبب الحالة التى كانت عليه ابنتها الفترة الماضية.. كانت حزينة على رفضها حب حياتها كم هو أمر مؤلم.. نزلت يقين للأسفل لتقف أمام يامن قائلة بتوتر "صباح الخير"
تجمد محله لوهلة كما يفعل كلما تفاجئه وكأنه يستجمع شجاعته حتى يتحدث معها.. رفع عينيه بشوق يراقب جنيته التى لم يراها منذ أيام حتى كاد أن يصاب بالجنون..اتسعت عينيه تلتهم فتنتها الرقيقة ترتدى فستان يماثلها رقة.. فستان رمادي قصير نسبيا ذو أكمام قصيرة تصل إلى العضدين، مزين بشريط رقيق يحيط الخصر من نفس لون الفستان و مزين بخطوط منحنية عشوائية من اللون الأسود مع بعض الورود الحمراء القليلة..

وضع حاسوبه جانبا ليستقيم واقفا مجيبا برقة "صباحك ورد"
أخفضت عينيها بخجل قائلة بنبرة زينها الحياء "إذا لم تكن مشغول هل يمكن أن تصطحبنى إلى المركز التجاري.. لا أحبذا الذهاب إلى هناك بمفردى ويزن غير موجود"
رد بلهفة "بالطبع ثواني أبدل ملابسي"
"سأنتظرك"
بعد قليل كان تركب بجواره السيارة فى صمت وكل منهما لا يجد ما يبدأ به الحديث، فجأة صرخت بسعادة كالطفلة وهى تأمره "توقف عند محل الحلويات رجاء"
ابتسم دون وعى وهى يقول بلطف "اؤمرينى"
توقف جانبا يفتح لها الباب لتنزل وتدلف إلى المحل خلفه.. جلس على طاولة صغيرة مستديرة عالية.. ومقعدين عاليين سائلا بحنان "ماذا تريدين؟"
ردت بسعادة "براونيز أيس كريم"
بعد دقائق كان يراقبها بابتسامة منبهرة وهو يضع ذقنه على يده المستندة على الطاولة، كانت طفلة وهى تأكل ببهجة كطفلة والشيكولاتة تترك أثر على شفتيها.. سألت بخجل وهى تنظر إليه من بين رموشها "لماذا تنظر لى هكذا؟"
رد بصدق "تأكلين كطفلة"
ردت بتبرم عفوى مدلل "لا أستطيع أكله إلا هكذا"
ابتسم لها ابتسامة لطيفة يقدم لها منديل قائلا "امسحي فمك"
أخذته منه قائلة بامتنان "شكرا"
تنحنح قائلا بحرج وهو يتأمل ملامحها الفاتنة "هل علمتِ عن طلبي؟"
تنهدت متناولة ملعقة بفمها لتترك أثر بالزواية بجانب فمها.. توتر فمه توقا ليزيلها عنها وما زاد من توقه لسانها الذى تحرك بعفوية يزيلها.. انتفض خارجا من أفكاره وهى تسأله بتعجب "يامن أين شردت؟"
هز رأسه بقوة ينفي عنه توقه الذى ازداد إليها قائلا بحنو "أسف ماذا كنت تقولين"
"كنت أقول نعم بابا أخبرني.. لماذا أنا تحديدا يامن"
كاد أن يقول لأني أحبك ولكنه تراجع يريد أن يكون بالحلال حتى يشعرا كلاهما بلذته، ليجيب بثقة ونبرة قوية "لأنك كاملة؛ نجمة عالية فى السماء، وسأكون محظوظة إن وافقتِ وأصبحت زوجتي"
أخفضت وجهها الذى تورد تضعه فى طبقها قائلة بخفوت "إنه قرار مصيري أحتاج إلى وقت كامل للتفكير"
هز رأسه قائلا بلطف "خذي كامل وقتك"
وقضوا باقي اليوم فى السوق بتناغم أشعرها بالأمل أن ينجحا سويا.. لتخرج بنهاية هذا اليوم بتلك النتيجة فكلها إشارات من خالقها "نعم يستطيعا إكمال حياتهما سويا"
***********
قبل يومين من عودة إياد وناردين من رحلتهما.. كان إياد يجلس مع زملائه فى بهو الفندق يأكل بعض الحلوى من أمامه.. يمزح معهم التفت على وقفة ناردين الغاضبة خلفه وهى تقول بحنق وعينيها تقدح شرارا "وغد ونذل وأنا أكرهك أريد العودة إلى البيت فورا بأى طريقة"
ثم عادت أدراجها وما زال هو ينظر لها بذهول بنصف جسده، مغمغما بتساؤل حائر "وغد ونذل وتكرهني، ماذا حدث لتصل لهذا النوع من التطرف فى مشاعرها"
هم أن يلحقها ليوقفه اتصال أتى إليه من سيف، وقف مستندا بظهره على المقعد خلفه قائلا بحنق "سيف أنا متعجل أكلمك لاحقا"
رد سيف بيقين "ناري"
توهجت عينيه قائلا بهدوء خطير وفى لحظة أدرك السبب، ناري غاضبة لسبب لا يعلمه.. وسيف يكلمه بنفس ذات الوقت.. وحلقة الوصل بين الحدثين ابنة خاله الصغيرة الغبية "أعطيني سما حالا يا سيف"
أتاه صوتها المذنب "نعم أنا هنا"
رد بصوت غاضب عنيف "ماذا فعلتِ يا مصيبة؟"
ردت بصوت مرتبك "أخبرتها عن موافقة يقين على يامن"
رد بصوت غاضب شديد الحدة "وطبعا مع ثرثرة عما حدث الأيام الفائتة فى المنزل، عندما أراكِ ما أفعله أني سأشد شعرك"
هم سيف بالرد عندما وضعت سما يدها بخصرها صارخة بعنفوان "ومن سيسمح لك يا بارد، هل نسيت من كانت تنتف شعرك ونحن صغار؟"
جز على أسنانه قائلا بغيظ "لأنك كنت متوحشة؛ سأجعل ناردين تقطع علاقتها بك"
ضحكت ضحكة ساخرة قائلة باستهزاء قبل أن تغادر "ستقطع علاقتها بك أولا قبل أن تقطع علاقتها بي"
سمع ضحكة سيف ليقول بتعاطف حقيقى "أعانك الله عليها أخي"
ازدادت ضحكة سيف ليبتسم لا إراديا وسيف يسأل بجدية "ماذا ستفعل معها ويبدو أنها تخاصمك؟"
مط شفتيه قائلا بنبرة جادة واثقة "أعرف كيف أمتص غضبها إنها تؤام الروح بالنهاية.. لذلك كان يجب أن تستمعوا لي عندما أخبرتكم أن نخبرها بكل ما يحدث مع يقين"
ابتسم سيف قائلا بتنهيدة حارة "أوامر عمو خالد اذهب الآن وطمئني عليكما"
أغلق الهاتف وألقاه فى جيبه بعدم اكتراث.. بعد أن بعث لها برسالة صوتية بسيطة "قابلينى على الشاطئ أمام الفندق بعد نصف ساعة يجب أن نتحدث"
ثم اتجه إلى المركز التجاري التابع للفندق.. غمغم أحد زملائه بعد مغادرته "إياد ذو شخصيبة غريبة معقدة.. مرح وصارم وجاد يشعرك فى لحظات أنه ابن أحد أسر الطبقات العليا، وفى لحظات يشعرك أنه ابن بلد تربي بحواريها، لا تعلم أى شخصية هى شخصيته الحقيقية"
رد أحدهما عليه بهدوء "أي كان فهو يجبرك على احترامه، والدعاء لوالديه لحسن تربيته"
نزلت ناردين إلى أمام الفندق كما طلب منها.. وجدته جالس على الرمال وأمامه كرة.. وقفت أمامه ليقول بلطف "اخلعي خفك (الشبشب) حبيبتى"
أخرجت قدميها منه ببساطة ليمد يده يجذب قدمها لكى يلبسها الحذاء الرياضي.. أبتعدت سريعا وهى تنحنى لتلبسه هى ليقول آمرا بحدة "قفى باستقامة وإياك أن تنحني ثانية"
استمعت لأمره بصمت أذهله.. بينما هى صمتت تستمتع بدلاله لها وتتجنب غيرته، ألبسها حذائها واستقام واقفا يلبسها قفازات حراس المرمي، أوقفها أمامه قائلا وهو يبدأ بتسديد الكرة عليها "أخرجي كل غضبك"
ظل يسدد تارة بقوة وتارة برفق، وهى تصد بمهارة تتمتع بها دائما.. حتى صرخت وهى تجلس على الأرض بتعب، اقترب منها قائلا بحنان "هل هدأ غضبك قليلا"
رفعت له وجه محمر من كثرة التعب.. وعينان تلمعان بغل ودموع حبيسة، فاجئته وهى تضربه بقوة على صدره صارخة به بغضب "كيف تجرؤ؟ كيف تجرؤ؟ إنها شقيقتى وكان من حقي وواجبي أن أكون بجوارها، من أنت لتمنعنى هذا الحق، إنها شقيقتى.. شقيقتى وكانت تعاني بمفردها، وكان يجب أن أكون بجوارها.. شقيقتى هل تفهم؟"
ما إن سالت دموعها وصمتت بعد أن اختنقت بالبكاء، حتى جذبها بقوة لصدره قائلا بنبرة مخنوقة "أعلم وأفهم.. والله أفهم.. والله أعلم"
استسلمت لصدره الذى ضمها بقوة حانية، استسلمت لحضنه حتى سكبت دموعها، أبعدها يمسح دموعها قائلا بحنو "دموعك تلك سكاكين فى روحي تقتلني"
غمغمت بحزن "لماذا لم تخبرني؟"
رد بهدوء وهو يمسك بيديها بين يديه "اسمعي حبيبتى أراد عمي أن تقضي يومين فى راحة بال، ويقين أيضا منعتنا أن نخبرك وهناك فى المنزل كانت بين أهلنا فلم تكن وحيدة.. والآن هى وافقت على يامن، ويامن إنسان جيد.. يجب أن تفرحي لها"
مالت على كتفه قائلة بحزن "أنا متعبة"
مسح على شعرها بحنو قائلا بحنان "ارتاحي وغدا تحدثي مع يقين كما تريدين، وقريبا سنعود للمنزل"
***********

نهاية الفصل
احنا نسيبنا من الاتنين اللى بيولعوا فى بعض كل خمس دقايق... ونركز الجنية والمعقد اخيرا هيتجوزوا
كمان ده الفصل قبل الاخير.. باقي الفصل الاخير والخاتمة وفعلا اتمني اعرف ارائكم عنها


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-21, 12:53 PM   #229

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تم تمييز الرواية وتثبيتها بتميز اسلوب كاتبتها اسلوبا وطرحاً

الف مبروك ونتمنى لك دوام التميز ونرجو أن يعجبك الغلاف الاهداء من احدى مصممات فريق وحي الاعضاء



اشراف وحي الاعضاء






قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
قديم 13-03-21, 01:40 PM   #230

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصص من وحي الاعضاء مشاهدة المشاركة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تم تمييز الرواية وتثبيتها بتميز اسلوب كاتبتها اسلوبا وطرحاً

الف مبروك ونتمنى لك دوام التميز ونرجو أن يعجبك الغلاف الاهداء من احدى مصممات فريق وحي الاعضاء



اشراف وحي الاعضاء




وعليكم السلام ورحمته وبركاته
واااااااااااااو مفاجاة جميلة فعلا
الغلاف بيجنن ميرسي جدا جدا


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:37 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.