آخر 10 مشاركات
وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          [تحميل] من عقب يُتمها صرت أبوها،للكاتبة/ حروف خرساء "سعودية" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أمير ليلى -ج1 من سلسلة حكايا القلوب- للمبدعة: سُلافه الشرقاوي *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          307 - اذا كنت تجرؤ ! - كارول مورتيمر (الكاتـب : سيرينا - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          الهاجس الخفى (4) للكاتبة: Charlotte Lamb *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          94 - رجل في عينيها - بيني جوردان (الكاتـب : * سوار العسل * - )           »          عادات خادعة - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة: Nor BLack(مكتملة&الروابط) (الكاتـب : Nor BLack - )           »          قيود العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : pretty dede - )           »          7- جنة الحب - مارى فيراريللا .. روايات غادة (الكاتـب : سنو وايت - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-02-21, 01:25 AM   #201

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اجزخنجية مشاهدة المشاركة
اوووووووه
اخيرا انفكت عقد لسانهم
ايدو وسما اعترفوا بحبهم لناري وسيفو وخطبوا💃💃💃💃💃
مبروووووووك
أخيرا انفكت عقد لسانهم عقبال باقي المواكيس
اياد بيتجوز خبط لزق
يا روحي تسلميلي


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-21, 10:04 PM   #202

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث والعشرون
اطلالة ناري

الحرف يبدأ من عينيك رحلته
كل اللغات بلا عينيك تندثر
ما دمت لي فحدود الشمس مملكتي
والبر والبحر والشطآن والجزر
ما دام حبك يعطيني عباءته
فكيف لا أفتح الدنيا.. وأنتصر؟
نزار قباني

ألجمت الصدمة لسان خالد وهو ينظر لإياد، ينتظر منه تصريحا بكونه يمزح إحدى مزحاته الثقيلة، لم يتزحزح إياد عن موقفه وهو يقول بهدوء "سأرى رأي ناردين إلى أن تفيق من صدمتك"
هم أيهم بالتقدم إليه ينوي توبيخه لتوقفه يد ماهر التي ضغطت على كتفه قائلا ببرود "اهدئ ودعه يفعل ما يريد"
أزاح أيهم يده من على كتفه قائلا بغضب "أدعه لكي يزيد من وقاحته"
أمسكه ماهر من ذراعه قائلا بنبرة هادئة "اهدئ يا أيهم وثق بإياد وبنهاية الليلة سيعقد قرانه عليها إنه لا يمزح"
نظر له أيهم بغيظ قائلا بحنق "أنت تشجعه"
رفع ماهر كتفيه قائلا بتأييد "نعم، لأن خالد مثلك وإياد يفعل معه ما فعلته معك ولكن بطريقته هو"
اتسعت عينا أيهم بصدمة مغمغما بغل "وقح وقليل التهذيب"
ابتسم ماهر قائلا بنبرة مستفزة "ومع ذلك لن تتدخل الآن"
اتسعت ابتسامة ماهر وهو يلمح عمر يقترب من خالد يحجم غضبه الذي برق بعينيه.. يجذبه بعيدا تاركا الفرصة للمستفز الأكبر بالمنزل حرية الحديث مع نسخته الأنثوية.
اتجه اياد بخطوات بطيئة ونظرات ماكرة أشعرتها بالتوجس.. لتهمس من بين أسنانها بغل "ماذا تفعل؟"
أجابها بهمس حانق "جاريني فيما أفعله وإلا فلن نتزوج في أيامنا السوداء هذه"
وضعت يدها في خصرها هامسة بغضب "أيامك معي سوداء!!"
أجابها بهمس رقيق "بل سوداء بدونكِ وستصبح أسود إن رفضتِ"
رمشت بعينيها الخجولتين متسائلة بريبة "إياد حقا ماذا تنوي أن تفعل؟!"
أخذ نفسا عميقا يتملى في ملامحها برقة مجيباً بخفوت صادق "أنوي منحكِ طلب زواج لا ينسى عوضاً عن اعتراف الحب الذي سلبتيه مني"
همست برجاء خجول "لا تفعل شيء يحرجني"
ضحك برقة هامسا بحنان "يجب أن نكون سويا ناري ولا أظن عمو سيوافق على خطبة قصيرة.. فلننتهز الفرصة سريعا يا حبي"
شهقت بصمت وهي تسمع منه هذا التصريح المباشر لتهمس بصدمة "لماذا تتكلم وكأنني صرحت بموافقتي"
رد بغل وهو يعلم أن عمر يمنع خالد عنه بصعوبة.. وعمه ماهر يحتجز والده بالقوة وهي تجادل أمامه الآن "لأن الأمر مفروغ منه.. أنتِ لي وأنا لكِ منذ الصغر"
أومأت برأسها مجيبة بموافقة "حسنا افعلها.. تقدم لي"
تنفس براحة وهو يخرج من جيب جاكيته الأسود علبة قطيفة حمراء، قائلا بشك "هل تريدني أن أركع على ركبة واحدة؟"
نظرت له بتفكير قائلة بحيرة "هل تريد فعلها؟"
ابتسم بنظرة هائمة لم ترها من قبل قائلا بحنان له مذاقه الخاص "سأفعل ما تريدين ناري كي أقدم لكِ عرض زوج يليق بكِ"
وقعت في حيرة من أمرها من جانب هذا الأمر تتمناه جميع الفتيات وهي ليست استثناء، وعلى الجانب الآخر لا تريد لشيء أن ينزل ذرة من كبرياءه، نظرت له باستنجاد حقيقي ليبتسم بتفهم.. مخبرا إياها بعينيه أن دعي القرار لي، ثم ودون أي تردد كان يهبط على ركبة واحدة أمامها فاتحا العلبة.. لتشهق بانبهار من روعة الخاتم الذي أحضره إليها وكأنه خرج من أحلامها.. كان خاتم من الألماس بجوهرة خاطفة للأبصار تتوسط منتصفه.. وتجاورها من الحافتين قطع صغيرة من الياقوت الأحمر، قائلا بنبرة عميقة واثقة تخللت إلى أوصالها بدفء مميز " "ناري La mia Bellissima petite (صغيرتي الجميلة) هل تقبلين بي زوجا لكِ.. وحبيبا وصديقا دائما وإلى نهاية العمر"

سكن خالد الذي كان يستشيط غضبا ناظرا إليه رغما عنه بابتسامة صغيرة.. وقد فاجأه بفعلة لو حلف له العالم أجمع أن إياد سيفعلها.. لم يكن ليصدقهم ولكنه فعلها ولأجل طفلته.. رفع عينيه ينظر لابنته التي امتلأت ملامحها بعدم التصديق، وبالذهول والسعادة المطلقة التي عبرت عنها دموعها وهي تهز رأسها موافقة بقوة.. استقام واقفا يعطيها الخاتم قائلا بفرحة لمعت بها عينيه "احتفظي به إلى أن ألبسه لكِ"
ثم خفض صوته هامسا "سأذهب لأنهي معركتي مع والدكِ.. ادعي لي"
فيما همس أيهم بإعجاب به الكثير من الزهو "ليس بهين ثم يخبرني أنه فقير ويأتي بمثل هذا الخاتم المحتال"
نظر له ماهر رافعا حاجبه وهو يتجه إلى حيث خالد ليدعم موقف اياد.. وقف إياد أمام خالد الذي كتف يده على صدره.. نظر له إياد قليلا قبل أن يقول برجاء "هل توافق يا عمي؟"
رفع خالد حاجبه قائلا بهدوء مخيف "على ماذا؟"
رد إياد بنبرة باردة "على عقد قراني علي ناري"
ابتسم خالد ابتسامة تهكمية قائلا بسخرية سوداء "حقا؟!"
التوت شفتيه في شبه ابتسامة قائلا ببساطة مغيظة "حقا"
هز خالد رأسه وهو يمط شفتيه قائلا بتأنيب "وتتوقع مني أن أوافق؟!"
زفر إياد بسخط قائلا بتهور "بالتأكيد لأني أعتبرها زوجتي من اللحظة التي أعلنت بها موافقتها على الزواج"
ضحك خالد بسخرية قائلا بتهكم "وماذا ستفعل عندما أرفض؟!"
شعر بألم في قلبه لوهلة ولكن عمه لن يفعلها به مطلقا.. ليجيب بصوت به لمحة توسل "لن تفعلها يا عمي"
رد خالد بثقة "لا يا إياد"
اختلجت عينيه بارتباك ليلقي بنظرة سريعة للخلف عليها.. آلمه شحوب وجهها وخوفها الظاهر على وجهها.. ليندفع قائلا بإصرار دون سيطرة على أعصابه "لا ماذا بالضبط؟.. قسما بمن خلقني سأتزوجها ولن يقف مخلوقا في وجهي"
رفع خالد عينيه إليه بنبرة مستهينة كأنه يقول له أرني ما بيدك.. وقبل أن يفتح فمه حصل على ضربة على رأسه من ماهر الذي همس بأمر "اصمت؟ لا أريد أن أسمع لك صوت"
التفت له إياد قائلا بعنف "ألا تسمع ما يقول؟!"
نهره ماهر قائلا بنبرة آمرة "احترم نفسك يا أحمق، اذهب وقف بجوار عروسك إلي أن أقنعه بعقد القران"
هم إياد بالتحرك باتجاه ناردين ليجذبه ماهر من ذراعه قائلا بعينين ضيقتين "ولا تنسى أني أجيد الإيطالية"
رد بإحباط "أه لقد نسيت"
اتجه إياد إلى ناردين التي تقف وبجوارها سما وسيف.. وماهر يقول أثناء جذبه خالد "تعال لنتحدث.. أيهم، عمر تعالا أيضا"
همس يامن بدهشة ليزن بعد أن قام بضيافة المأذون وتأخيره قليلا "ماذا يحدث يا يزن؟"
ابتسم يزن قائلا ببساطة له ولهادي "لا شيء، يرد لناردين أمر اعترافه بحبه أمام الجميع.. فيتعادلان إياد لا يترك حقه"
صمت مدققا النظر لوقفة والده مع عميه ليقول بثقة "ويفعل ما فعله بابا مع عمي أيهم ولكن بطريقته"
تساءل هادي بفضول "وماذا فعل والدك؟"
ضحك يزن مجيبا بمرح "أثناء خطبتي لبراء أصر عمو على فترة خطوبة طويلة.. وفي حفلة خطبتنا فاجأ بابا عمو أيهم والجميع بإحضار المأذون.. ولم يستطع عمو أيهم رد كلمته وقتها"
ضحك يامن قائلا بتوجس "يبدو أن الوضع ليس على ما يرام.. وخالو ماهر على ما يبدو فقد أعصابه"
علت ضحكة يزن المستمتعة قائلا بتأكيد "كلا هكذا المحظوظ إياد سيعقد عليها.. بابا مخيف في عصبيته"
وعند الكبار ما إن ابتعدوا إلى مكان منفرد حتى قال أيهم بعصبية "ترفض ابني يا خالد؟!"
نظر كلا من خالد وماهر إليه بدهشة ليهمس ماهر بحدة "اصمت أنت قليلا يا أيهم رجاء"
ثم التفت إلى خالد قائلا وهو يكتف يده على صدره "وأنت سيد خالد ما الذي ترفضه بالضبط؟"
ابتسم خالد ناظرا لماهر الذي أشاح بيده قائلا بخفة "أعلم أنك لا ترفض إياد.. إذا ما الذي ترفضه؟"
رد خالد بنبرة هادئة "أن يأتي للمنزل ويعامل كأي خطيب"
رد عمر بتهكم "ومنذ متي تتمم زيجة طبيعية في هذا المنزل.. هل نسيت عرسي وما حدث به.. أو طريقة عقد قران براء ويزن"
رد أيهم بعنف "لا تذكرني"
ليتجاهله عمر وهو يكمل بتأييد لموقف ماهر "وآخرهما سما التي تعتبر خطبت سيف.. وإياد قدم لها عرض زواج رائع للحق"
رد ماهر بنبرة مؤكدة "لقد فعل شيئا لا تفعله شخصية إياد مطلقا ولكنه تنازل لأجلها"
رد خالد بعناد "ابنتي تستحق هذا منه وأكثر، وأيضا تستحق فترة خطوبة يا ماهر"
رد ماهر بعصبية وهو يطوح يده بعشوائية "خطوبة بمفهومك أنت وهذا الأخ تعني عام وعقد قران يعني عام آخر.. لا وحق الله لن أسمح لأحد حتى وإن كان أنتما أن يسرق شباب الأولاد لأجل غيرة أبوية حمقاء"
رد أيهم باستخفاف "لقد سرقت ابنتي هل نسيت؟"
التفت إليه بغيظ قائلا من أسفل ضروسه "أيهم لا تجعلني أسرد عليك ما فعلته بابني خلال فترة عقد القران.. حتى قبلة الجبين كانت محرمة عليه"
عقد أيهم يده على صدره قائلا بغيرة شديدة "لو كان فعلها لكنت كسرت فكه"
هم ماهر بالرد ليصفق عمر بيديه قائلا بحدة "رجاء أجلا شجار الأطفال هذا لدينا مصير أبناء يجب أن نقرره"
ابتسم ماهر ملتفتا لناردين وإياد الذين يراقبان بترقب نتيجة اجتماعهم.. ليقول بنبرة أبوية خالصة "خالد انظر إليهما؛ ناري تريد الأمر كما يريده إياد.. انظر إلى الخوف الذي احتل حدقتيهما أن ترفض.. لا تكسر رجائهما ولا تكسر فرحتهما.. إنهما لبعضهما البعض منذ كانا صغارا.. ومصيرهما مرتبط"
تقدم أيهم منه قائلا وهو يشد على كتف خالد برزانة "انظر خالد رغم أني لا أؤيد كليا ما فعله إياد اليوم.. ورغم أنه ذنبي الأسود الذى أكفر عنه للآن.. إلا أني أؤكد لك بشكل كامل أنه مجنون بابنتك.. وسيحافظ عليها وستكون آمنة وسعيدة في بيته.. وأنا أكفل لك هذا الأمر.. وطبعا كل طلباتها وطلباتك مجابة.. كل ما تريد هي سيكون.. وافق يا خالد ولا تقلق عليها مع إياد"
رد خالد بخشونة "أنا أثق به ولكنها ابنتي أنت تفهمني"
ضحك أيهم بنبرة متحشرجة "إنه صعب ولكنك ستعتاد"
نظر له قليلا قبل أن يبتعد عنه متجها إلى ابنته.. تساءل عمر بحيرة "هل وافق؟"
رفع ماهر كتفيه قائلا "سنعرف الآن"
وقف خالد أمام ناردين التي رفعت عينيها له برجاء، ليأخذ نفسا عميقا قائلا بهدوء وهو يحتضن وجهها بين يديه "أنتِ واثقة من موافقتكِ؟"
هزت رأسها موافقة دون صوت.. ليقول بخفوت في محاولة لتأخير عقد القران "ما رأي أمك وشقيقتك في الموضوع؟"
التفتت تبحث عنهما لتجد يقين تقف بجوار والدتها.. تضع رأسها على كتف هنا تراقب ما يحدث ببهجة.. أومأت كلتاهما موافقتين؛ أكملت عينيها جولتها إلى لمار ونيرة اللاتي ابتسمتا لها بدموع سعيدة، نظرت لروهان التي شجعتها بقبلة في الهواء، وبراء التي ردت بشقاوة "وافق يا عمو.. لن تبقى بجوارك طيلة العمر"
أكملت جولتها إلى يامن ويزن وقد حصلت سلفا على دعم سيف وسما.. ليقول يزن بابتسامة مع غمزة مشجعة "هل أنادي المأذون؟"
أجابته بهمس "الجميع موافق يا بابا"
رد خالد بعناد في محاولة أخيرة لتأجيل الأمر "الأوراق اللازمة ليست جاهزة"
ابتسم إياد قائلا بسماجة "كلها جاهزة يا عمو"
هتف خالد بحنق "كنت تخطط لكل شيء منذ البداية"
صفر إياد بفمه وهو يراوغ خالد بعينيه ليقول ماهر ضاحكا "أحضر المأذون يا يزن"
بعد وقت قصير كان إياد يجلس محل سيف يضع يده في يد خالد.. يردد الكلمات التي يلقيها المأذون خلفه.. شاعرا بسعادة لا تضاهيها سعادة بكونها أصبحت تنتمى إليه أخيرا.. ناردين بكل جبروتها شموخها جمالها وتفرد شخصيتها.. رفع عينيه إلى عينيها التي تبسمت له بشكل تلقائي.. ارتسمت ابتسامة عفوية على فمه.. مع انتهاء المأذون من ترديد كلماته..
وقع سيف كشاهد من جهته وعمر كشاهد من جهتها.. ثم وضع امضاءه وامضاءها معلنا رسميا أنها أصبحت زوجته.. كاد أن يقفز من مكانه ليضمها لصدره.. ولكن نظرة رادعة من خالد أجلسته محله ليقول بأدب "هل أستطيع أن أبارك لها؟"
هز خالد رأسه موافقا قائلا بتجهم "ولكن إياك أن تقترب منها"
اقترب واقفا أمامها لتستقيم واقفة قائلا بحب "مبارك حبيبتي"
ثم انحنى طابعا قبلة سريعة نارية على جبهتها.. هتف خالد بغضب "إياد"
ضحك إياد بشقاوة وهو يبتعد ليتلقى التهاني.. غامزا لها وهو يلقي إليها نظرة مشتعلة جديدة كليا عليها.. اختفت داخل ذراعي خالد التي حاوطتها بتملك.. تخفي في حضنه ارتجاف قلبها وغليان الدماء في عروقها.. يا الله هذا فقط من نظرة ماذا سيفعل بها قربه؟
************
أخيرا هما بمفردهما بعدما تخلص من إياد المزعج الذي أصر على مشاركته يومه المميز... في الجلسة العربية التي منحته خصوصية يحتاجها بشدة بعد أن أخذ أذن عمر.. جلس أرضا وأجلسها أمامها يتأملها حلاله وحبيبته التي حلم بها طيلة العمر.. واشتاق لها حتى ملّ الشوق من شوقه.. تابع تفرسه بها يملأ عينيه من ملامحها كما لم يفعل قبل.. كان دائما ما يحاول أن يغض بصره عنها والآن لن يفعل أبدا..
خجلت سما من نظراته المصوبة تجاهها.. نظرات لم تعهدها منه أبدا.. كانت عينيه وكأنها تغازلها بغزل لم يخلق بعد.. وما زاد من خجلها عندما ألقى سيف رأسه على صدرها موضع قلبها الذي ينبض بشدة يحاكي نبضاته في سيمفونية عشق فريدة... سطرت من نبضات قلبه الذي يعشقها ويذوب بها.. همس بصوت متحشرج متخم بمشاعره الثائرة "ضعي يدكِ على شعري سما وبالأخرى زيدي من ضمي إليك وامزجيني بنبضاتك.. أحتاجكِ وأحتاج حبكِ وحنانكِ سما.. أحتاجهم اليوم بشدة.."
نفذت أوامره وهي تتلاعب بشعره بحنان تستمتع بملمسه بين يديها.. وباليد الأخري تضم جسده إليها هامسة بنبرة تقطر خجلا "كلا سيف أنا من أحتاجك.. أحتاج حبك وحنانك والأهم تلك الثقة التي تنشرها بين جوانب قلبي"
أخذ نفسا عميقا مشبعا برائحتها ليهز رأسه نفيا قائلا بعشق لم يسطر مثله في التاريخ "كلا حبيبتي.. كلا يا حلمي.. كلا يا مناي الصعبة.. كلا يا غاليتي.. أنتِ لا تعرفي شيئا.. لا تعلمي عن مدى شوقي لتضميني هكذا فأشعر كما لو كنت جنين برحمكِ تحميه من شرور العالم... تتلاعبين هكذا بشعري فأشعر بأني طفلكِ الذي ترويه حكايات عن أساطير العشق الذي أكنه في قلبي لك... ألقي برأسي هكذا على موضع قلبكِ فتجد نبضاتي ملاذ لها في واحة قلبكِ الخضراء..."
"سيف"
همست سما بصوت باكي تقاطعه.. ليصر على الإكمال بنفس ذات النبرة الخيالية المحلقة في سماء هواها "هششششش... دعيني أكمل يجب أن تعرفي حتى لا يبقى بقلبكِ ذرة شك أني متيم بكِ.. سما دائما لم أرى غيرك حتى في غربتي كنتِ معي.. بجانبي اقص عليكِ يومي كاملا وأستشيرك في أموري... كنتِ معي دائما وأبدا أجلس هكذا بين ذراعيكِ وتضميني... لأفيق وأجد كل هذا من فرط شوقي إليكِ.. وأاااه ثم أااااه من لوعة الشوق سما.. تشعل في القلب نيران... نيران لا يطفئها إلا قربكِ الذي كان مستحيلا حينها.. أحبكِ سما منذ رأيتكِ للمرة الأولى -ضحك بصوت متحشرج قائلا بصوت التاع بالعشق- كنت طفلا بالسابعة فقط ولكن تلك الرعشة بقلبي لدى رؤيتكِ استمرت معي لأعوام سما.. لم أستطع أن أخفي مشاعري عنكِ فكانت ترتسم على وجهي بمهارة وأنا أطير فرحا بهذا.. وقت حادثكِ كنت بالخارج لا تعلمي كيف كانت حالتي كدت أجن.. الجميع يخبرني أنكِ بخير ولكن جحيم روحي كان يخبرني العكس.. يصرخ بي أن أعود إليكِ وأحتويكِ داخلي بعيدا عن كل ألم قد يصيبكِ.. ولكن رغما عني لم أستطع العودة.. كنت مقيد بالكثير مما يمنع عودتي.. عشت شهور بالجحيم سما.. الجو هناك كان بارد للغاية الجميع يلبس ملابس شتوية ثقيلة.. وأنا أتحرر من ملابسي لعل برودة الجو تلطف نار قلبي ولكن لا شيء يطفئ لهيبي.. لا شيء أبدا سما"
رفع رأسه متخليا عن مكانه الذي تمناه دائما يتأمل ملامحها المذهولة من اعترافاته.. دموعها التي تنزل دون حساب، رفع يديه يحتضن وجهها بين يديه يمسح دموعها برفق وحنان قائلا بصوت مشتعل "أقسم لكِ يا شقائي في الحياة أني أحببتكِ أكثر من أي شيء وأي شخص.. تمنيتكِ دائما وأبدا حتى صرتِ هاجسي في الحياة.. مرادي ومنيتي.. بقائي على أعتاب قلبكِ وفنائي إن طردتِ منه.."
سارعت تقاطعه بحرارة عاشقة وهي تضع إصبعها على فمه "دائما وأبدا أنت داخله وليس على أعتابه.. أنت بين نبضاته تعبث به كيفما أردت"
قبل إصبعها برقة وهو يشكل حروف أحبك أسفل إصبعها الذي تركته هناك يحكي قصة عشق جديدة... استمر حديث العيون طويلا حتى قررت أن حديث العيون لم يعد يكفي وأنها تحتاج إلى سرد قصة غرام جديدة... تخطها هي وسيف فقط.. لترتفع يديها الأخرى إلى كتفه تستريح خلف عنقه والأخرى سحبتها ببطء شديد لتتشابك مع شقيقتها.. وتقترب بوجهها منه تخفيه هناك على النبض الضارب بعنف.. لتلتف ذراعيه حولها تضمها بشدة كأغلى وأثمن ما في عالمه.. سمعها بقلبه تهمس على بشرته "أحبك سيف"
ليبتسم براحة من وصل إلى بر أمانه أخيرا وهو يلتف برأسه ليقبل خصلات شعرها بقوة.. مشددا من ذراعيه حولها ومؤجلا أي كلام أخر كان ينوي أن يتكلم به يكفيه وجودها بين ذراعيه أخيرا بعد تلك الرحلة من العذاب.. همس وهو يبعدها عنه برفق "هيا لنخرج"



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-21, 10:10 PM   #203

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

وقفت وهمت بالخروج ليمسك كفها يوقفها عن الخروج قائلا بخفة "هناك أمر آخر أريد أن أخبركِ به"
التفتت إليه ليجذبها إليه بهدوء يلف يده حولها خصرها هامسا بثقل "أريد أن اعتذر"
رمقت يده التي تلف خصرها بتملك بمشاعر متباينة هامسة بحيرة فضولية "لماذا الاعتذار؟"
اقترب منها بطريقة خطيرة قائلا بصوت عابث "الأصح كيف وليس لماذا؟"
نظرت له بترقب ليميل متلمسا شفتيها برقة.. ليضطرب قلبه بقوة بين قفص صدره.. وهو يشدد من ذراعيه حولها حينما ارتجف جسدها بتأثر.. تتمسك بحافة قميصه بشكل غريزي تنظر له بفضول.. تسأله بعينيها عما يفعله ليبتعد برقة قائلا بغمزة عابثة "آسف على كل ما حدث وكنت سببا به"
لم تجيبه وهي تنظر له بتساؤل ليميل مقبلا جانب فمها برقة "آسف حبيبتي"
لم تجيبه أيضا وهي تنظر له بغرابة ليسألها بشك "هل أزعجكِ ما فعلته؟"
هزت رأسها بعدم معرفة مجيبة أغرب إجابة سمعها "هل هذا فعل فاضح سيف؟"
أومأ برأسه بحيرة موافقا قائلا بهدوء "نوعا ما"
ابتلعت ريقها سائلة بخفوت خجل "أهذا مسموح بيننا؟"
أجابها بجدية يحاول الوصول إلى نهاية حديثهما العجيب "بالطبع أنتِ زوجتي الآن"
عضت شفتها لتجيبه بهمس "لا يجب أن يرانا أحد ونحن نفعل هذا الفعل؟"
أجابها بصوت جاد به لمحة من عبث "بالطبع ونحن بمفردنا أسرقها منكِ دون أن تنتبهي.. فجمال القبلة بسرقتها"
اتسعت ابتسامتها وقد احتقن وجهها بحياء فاتن قائلة ببهجة "تقبيلك رائع سيف.. لقد أحببته"
ارتفع حاجبه بدهشة وهو ينظر لها بحب خاصة وهي تضيف "أنا الأخرى اعتذر منك كثيرا"
فغر فاهه بذهول من تفكيره الوقح بالطبع هي لن تعتذر نفس اعتذاره.. هم أن يجيبها عندما ارتفعت على أطراف أصابعها لتقبله بخجل وعدم معرفة بما تفعله.. تجمد بذهول لوهلة قبل أن يدعم وقفتها بذراعيه التي اشتدت حولها.. متسلما زمام قبلتها البريئة ليهمس مبتعدا ما إن شعر بعدم قدرتها على الاستمرار "اعتذاركِ رائع مثلكِ سما"
أخفضت عينيها تعض باطن خدها بخجل قائلة بهمس "دائما اعتذر مني يا سيف"
اتسعت عينيه لوهلة ليخفض أذنه سائلا بترقب "ماذا قلتِ؟"
رفعت له عينين براقتين ليضيع بينهما هامسة بحب أنار وجهها قائلة ببطء مثير "اعتذارك مبهج وأنا أحبه لذلك اعتذر دائما"
أخفض وجهه بسعادة يقبل شفتيها قائلا بفرح "أعتذر منكِ"
اتسعت ابتسامتها لتجيب بخجل "هيا لنخرج"
سمح لها بالتحرك قليلا لتقف على نهاية ذراعه التي امتدت وأوقفتها.. التفت له تهز رأسها تسأله بعينيها عما يريد.. ليجذبها له بهدوء ممتع تحت ترقبها لما يفعله بها.. أوقفها أمامه ليرفع يديها يحيط بهما عنقه.. ويميل محتويا فمها في قبلة طويلة عميقة وبها الكثير والكثير من الشوق والتوق.. اللذان استقبلتهما بلهفة وتوق داخلي لذيذ لكل ما يقدمه لها.. ابتعد عنها برقة ليقبل جبينها بحب هامسا بصوت رقيق "هيا يا عمري لننضم للجميع بالخارج"
************
تابع عمر زوجته الطفلة التي لا تقل نضارة ولا جمالا عن بناتها.. حبيبة عمره المدللة ترتدي فستان ناعم مثلها من اللون الكشمير.. بطبقتين العلوية سادة من الكشمير ويحكم خصره عقدة أنيقة.. ونتقسم تنورتها نصفين طوليا بتعريجة أنيقة، ينسدل من أسفلها طبقة أخرى من البيج منقوش بورود زاهية، وحجاب من نفس لون الفستان تلفه بالطريقة التقليدية.. تضع زينة خفيفة سمح لها بها لأجل احتفاله بابنته..

راقبها تتحرك بخفة تتجه إلى أختها النائية بنفسها عنهم.. لا يفهم على ماذا تعاقبهم؟ لاحتوائهم لطفل صغير لا ذنب له فيما حدث، لو كان أحد يؤخذ بذنب آخر، لكانت طردتهما خالته منذ زمن لأجل ما فعله والده بها، ولكنها تقبلته وأذاقته في سنوات صغيرة ما حرم منه طيلة عمره، علمته أن الشباب في القلب.. وأنه قد يكبر الإنسان في العمر ويشيب ويظل قلبه شابا، طالما هو عامر بالحب والحنان والعطف وكافة المشاعر الإنسانية.. وخالي من الحقد الذي يجعله يشيخ قبل الأوان.. لذا أيا كان ما فعله زوجها بها وبأخواتها تيم خارج تلك المعادلة تماما.. لعلها تفهم هذا ذات يوم؛ يأمل أن يحدث ذلك قبل أن تندم..
دقق النظر في ملامح زوجته التي تجهمت بغضب بعد حديث قليل مع أختها، تأمل غمازتها بعشق فهي ذات رسمة فريدة وكأنها طبعت كوردة في خدها، تبرز بجمال عند الابتسام وبطريقة ما تزداد جمالا عند الغضب.. رآها تتجه إلى ماهر والغضب يعتلي ملامحها الرائعة.. ذهب خلفها وهو متيقن أن تلك اللايف على رأي توأمه قد ملأت رأسها بالترهات، وقف خلفها ينظر لماهر الذي وقف أمامها ناظرا لها.. وهو يرفع حاجبه ببرود قائلا بهدوء "اذهبي دارين لا دخل لكِ بما حدث بيني وبين حياة"
وضعت يدها في خصرها متسائلة بحنق "لماذا لم توافقوا على حبيبها.. إنها غاضبة يا ماهر ولهذا تبتعد عن الجميع"
زفر ماهر بحنق قائلا بتحذير "دارين أخبرتكِ لا تتدخلي، اسعدي بحفلة ابنتكِ ودعي حياة بمشاكلها لي"
وضع عمر ذراعه على كتفها قائلا بنبرة عفوية متعمدة "داري حبيبتي أبحث عنكِ أين كنتِ؟"
التفت له عاقدة حاجبيها بقوة قائلة وهي تضم شفتيها بنزق "أنا هنا هل سأضيع منك؟"
أشار برأسه لماهر أن يغادر قائلا بمشاكسة "كنت أبحث عنكِ لنذهب لشراء القليل من (البونبوني)"
نظرت له قليلا وهي تعود برأسها لماهر لتقول باتهام وهي لا تجد أخيها "لقد ألهيتني كنت أريد الحديث مع ماهر"
أجابها بخفة "أه عن حياة"
طالعته بغضب كطفلة صغيرة ليكمل بمهادنة "داري حبيبتي يكفيكِ أن عادت أختك إليكِ، أما بينها وبين أخوتكِ دعيه لهم هم أولى به.. لا تغضبي من أحدهم لأجل الآخر.. جميعهم أخوتكِ وأنتِ مدللتهم واتركِي الباقي للأيام"
ابتسمت له برضا ليبادلها الابتسامة فتجيبه بدلال "أحبك عمر؛ هيا بنا"
سأل بتعجب "إلى أين؟"
تمسكت بكم جاكيته قائلة ببهجة "ألم تقل أننا سنذهب لنجلب (بونبوني).. إذا هيا بنا"
ضحك بقوة هذه هي حبيبته تغضب بدقيقة وتصفى بدقيقة، مجرد كلمات رقيقة تذيبها ليحاوط كتفها بيده قائلا "هيا بنا قبل أن يقتلني أيهم"
ومن بعيد همس هادي بتعجب ليامن الذي يتلاعب بكوب من العصير بين يديه.. وقد غادر يزن يستقبل ضيوفه من أصدقاءه وأصدقاء سيف "لا أصدق أن تلك خالتك حقا، كنت أظنك تبالغ بالأمر عندما أخبرتني"
ابتسم يامن قائلا بهدوء "نعم وجدت صعوبة في التصديق حينها.. أتعلم ما زلت لا أصدق ما فعله إياد"
انتظر إجابة من هادي ولكن لا شيء، التفت إليه متسائلا عما به.. ليجد عينيه قد علقت على الرمادية كما تناديها عمته نيرة دائما، كانت نظرة عينيه شغوفة هائمة وقد أطلق لها العنان أخيرا دون أي تحكم من عقله.. كانت ترتدي فستان من الحرير الأحمر القاتم.. بدون أكمام يضيق من الأعلى ثم يزداد اتساعا كلما نزل للأسفل وانسدل حتى كاحليها.. وعلى خصره بدأت تفرعات زينة فضية لتصعد حتى انتهت أسفل إبطها.. وقد عرجت شعرها الكثيف وتركته حرا منسدلا..

كانت تقف تتبادل الحديث مع ناردين التي تركتها وصعدت للأعلى، عقد حاجبه وخاله أيهم يقترب منها.. ويقف معها وهو يلاطفها بحديثه بينما عينيه ترسل وعيدا شريرا لهادي، الذي ما زال هائما على وجهه في رماديته.. لكزه في خصره بقوة وهو يزجره بحدة "أخفض بصرك خالو أيهم سيغتالك"
التفت له بتساؤل حائر "ماذا هناك؟"
رد يامن بتأنيب "لقد لاحظ خالو أيهم نظراتك التي لا تتزحزح عن أروهي، وهو لا يتساهل مع من ينظر لبناته"
ردد بدهشة "بناته؟!"
ابتسم يامن مجيبا بشماتة "لقد اعتبرها ابنته كما فعل خالو خالد وكذلك خالو ماهر، فلذا كما ترى لم تعد لقمة سائغة لك تجرحها كما تشاء"
زم شفتيه بقوة مانعا سبابا غير لائق من الخروج مجيبا بحدة "لم أكن أقصد جرحها أبدا"
همس وهو يغادر بعد أن لمح جنيته تتحدث في الهاتف ويبدو عليها الغضب "ولكنك فعلت"
***********
كانت يقين تقف بمكان هادئ نسبيا بفستانها الوردي الطويل.. بتصميمه المميز تنورته تنزل باتساع مناسب لحركته من القماش السادة، بكتف واحد وجزئه العلوى عبارة عن ورود متداخلة مع بعضها.. وقد فصل كلاهما بحزام عريض عند الخصر..

تتحدث بضيق وهي تضع هاتفها على أذنها "ما بها إن تزوجت ناردين قبلي يا خالتي؟"
رن الصوت المزعج بأذنها وهي تلقي كلمات ظالمة "هل جنت أمك لتزوج الصغيرة قبل الكبيرة؟!"
مسحت يقين على وجهها بيدها قائلة بزفرة حارة "لقد انتهى هذا المبدأ منذ زمن"
عضت شفتيها بقوة تستمع إلى الرد الغاضب ذو الكلمات الجارحة "تركتك دون زواج كما يحلو لك وزوجت الصغيرة الماكرة.. كوني ناصحة مثل أختك التي أوقعت بابن قربيكم ذاك"
ردت بعنف ساخط "هذا هراء يا خالتو.. كيف تقولين هذا عن ناردين؟..."
قاطعتها خالتها بحقد متراكم على مر السنين "لو كنت تزوجتِ حمادة ابني لم تكن تلك حالتك الآن.. ما يحدث لك هو لأنكِ رفضت زواجه منكِ.. وها هي المائعة تتزوج قبلكِ"
اتسعت عينا يقين بدهشة صامتة لتقول كاظمة غيظها "يجب أن أذهب يا خالتي بابا يناديني"
ردت الأخرى بلا مبالاة "اذهبي وأخبري والدتك ألا تتهرب من الحديث معي، كيف تزوج أختك دون إخباري"
أتاها صوت يامن المهتم من خلفها كنجدة لها "يقين"
ردت سريعا وهي تنهي المحادثة الهاتفية الأثقل على قلبها "سمعتِ ينادونني يا خالتو سأذهب"
زفرت براحة وهي تلتفت ليامن قائلة بامتنان "شكرا لقد أنقذتني"
سأل باهتمام وهو يتأمل ملامحها الجميلة وقد شابتها لمسة حزن "هل أنتِ بخير؟"
هزت رأسها بهدوء قائلة ببسمة صغيرة "نعم شكرا لسؤالك"
وقبل أن يرد تدخل يزن سائلا باهتمام "من كان يحدثك وضايقك بتلك الطريقة؟"
أجابته وهى تبعد عينيها عنه "لا شيء، أنا بخير"
زم يزن شفتيه قائلا بإصرار "إذا لماذا هناك دموع بعينيكِ؟"
ردت سريعا بفزع وهي ترمش بعينيها المكحلة "هل هناك دموع حقا؟"
هز يزن رأسه نفيا لتلكمه في ذراعه بهاتفها بعدم رضا قائلة بغيظ "أنت محتال"
رد وهو يلاعب حاجبيه لها بإغاظة "أعلم"
ضحكت برقة ليسألها يزن ثانية "إذا ماذا حدث؟"
ردت وهي تتلاعب بهاتفها بين يديها "خالتي كانت تريد الحديث مع ماما"
أومأ يزن بتفهم قبل أن يقول باحتواء "لا تسمحي لها أن تعكر صفو ليلتنا يويو، أيا كان ما قالته فهو نابع من غيرتها من ماما هنا.. اذهبي عمو خالد يبحث عنك هو هناك مع إياد"
تبسمت له بامتنان ليعبس في وجهها بتكشيرة مضحكة أثارت ابتسامتها وهى مغادرة.. ليحرك يزن وجهه بتهكم قائلا بغيظ بالغ "يا إلهي من حقد النساء وغيرتهم"
كان يامن يراقب باحتراق تلك العلاقة السامية بينهما.. والتفاهم اللا متناهي الذي يسود بينهما، قدرة يزن على تغيير مزاجها الحانق بمجرد تكشيرة ذات معنى فهمتها فورا.. أخذ نفسا عميقا وهو يلتفت ليزن الذي جذبه قائلا "تعال لأعرفك بأصدقاء العائلة المقربين"
***********
مر أيهم وروهان بجوار هادي متجهين إلى خالد الذي بعث في طلب روهان.. كانت تبتسم بسعادة على حديث أيهم ليقول بحنان "اذهبي ابنتي خالد يريدك وأنا سأذهب لألتقي ضيوفنا"
هزت رأسها بطاعة قائلة بحب "أمرك عمو"
وقف أيهم أمام هادي المعلقة عينيه بروهان قائلا بتحذير "احذر يا فتى سأفقع عينيك في النظرة القادمة"
أبعد عينيه بارتباك قائلا بتلعثم "أنا .. أنا لم أفعل"
رفع أيهم إصبعه في وجهه قائلا بتحذير شديد "لا تكذب أنا لدي رداد يلتقط كل شاردة تخص بناتي"
وغادره دون أن يسمع تبريره وهو يبتسم بهدوء على تلك الرسالة التي أراد إيصالها لهذا الشاب منذ البداية، والتي يجب أن يكون قد فهمها جيدا.. بينما همس هادي لنفسه بغيظ "كانت معي هناك وأنا كالأحمق أضاعتها.. والآن هنا كم حامي لها؟"
بينما اقتربت الفتاتين من خالد متسائلتين عما يريده ليجيب بحنان "إياد يريد الحديث مع ناردين وقد صعدت للأعلى لتعدل هيئتها.. اصعدا معه حتى ينهيا ما يريده من حديث"
هزت روهان رأسها برقة ويقين تجيب بخفوت "حاضر بابا، ولكن بابا خذ من ماما هاتفها لا تجعل واحدة من خالاتي تحدثها.. سيفسدون فرحتها بناري"
رد خالد بتفهم وهو يربت على رأسها "هاتفها معي لا تقلقي -ثم أضاف بتحذير لإياد- نصف ساعة فقط وأجدك أمامي"
ضحك إياد بشقاوة وهو يتحرك مع الفتاتين صاعدا لشقة عمه بشوق للقائها وهي حلاله.. لتقول روهان بانبهار "لقد أعجبني كثيرا ما فعلته لناري"
رد بجدية "إنها تستحق أكثر من هذا"
***********



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-21, 10:13 PM   #204

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

دلفت ناردين إلى غرفة الجلوس بقلب يخفق بجموح.. باحثة عن إياد حيث أخبرتها يقين أنه سيكون بانتظارها، كانت قد صعدت للأعلى لتضبط هيئتها، وتحاول احتواء مشاعرها المبتهجة والمتقافزة فرحا.. كي لا ترتكب عمل أحمق في وجوده بالأسفل.. عبست بتعجب باحثة عنه في أرجاء الغرفة الفارغة.. وتقدمت خطوة للداخل لربما كان في شرفتها المطلة على الجزء الخلفي من المنزل، ولم تكمل أختها إلا وسمعت صوت إغلاق الباب خلفها، التفتت بفزع لتجده يقف بكسل مستندا بقدمه على الحائط الذي كان يحجبه الباب، وضعت يدها على صدرها قائلة بعنف "يا أحمق كدت تقتلني، لماذا أغلقت الباب؟"
كان ما يزال على وقفته المسترخية إلا أن عينيه كانت تتحرك ببطء على ملامحها الآسرة لجوارحه.. تفاصيل جسدها المتناسق بطريقة تستفزه.. ما زالت بفستانها ولكن دون حذاءها قائلا بلا مبالاة "كي لا يقاطعنا أحد، وكى لا تفكري بالهرب"
رفعت رأسها بإباء مع حركتها البطيئة للخلف "ماذا تفعل هنا؟"
ابتسم جانب فمه باستفزاز قائلا بتهكم "أبارك لعروسي"
ردت سريعا وقد اصطدم ظهرها بحافة المقعد خلفها "بارك الله بك دعني أخرج"
رفع حاجبه مجيبا بنبرة مشتعلة اختض لها قلبها البريء "أنا لا أبارك بالكلمات ناري"
بدأ بالتحرك تجاهها لتلتف حول المقعد محتمية به قائلة بتحذير "إياك أن تقترب وتفعل ما فعلته بالأسفل"
انطلقت ضحكته قوية قائلا من بينها وهو يتحرك تجاهها.. مع استمرار رجوعها للخلف بتوجس "ما فعلته بالأسفل لعب أطفال.. سأفعل ما هو أكثر"
اتسعت عيناها بارتياع لن تنكر هي خائفة.. ردت بعنف وقد أصبحت الطاولة فاصلة بينهما "ابتعد يا وقح أبي سيقتلك"
جلس على طرف أحد المقاعد قائلا بسخرية "حسنا لنبقي هنا باقي السهرة أنا لا أنوي الخروج قبل أن أبارك لكِ"
ضحكت رغما عنها وهي تقول بإغاظة "بارك من بعيد"
أجابها بلهفة "ناري اقتربي"
رفعت حاجبها معجبة بلهفته كثيرا لتقول بشقاوة رغما عنها "لا ماذا ستفعل؟"
هتف بنفاذ صبر عاطفي "قلت اقتربي اذكر أنكِ فعلتيها ذات مرة.. هيا اقتربي"
ارتبكت عيناها وتحركت باضطراب وهي تتذكر ذاك المشهد الذي رأته في التلفاز وقررت أن تقوم بمثله مع إياد ، حينها كانوا يلعبون تحت الشجرة فعرضت عليه الفكرة ببراءة وهو وافق... اقتربت منه بهدوء وهو أغمض عينيه بانتظارها لتتقابل شفاههما في تماس لم يفهموه كلاهما وهما ذوي الست سنوات... وتم القبض عليهما متلبسين من قبل خالد الذي جن جنونه وقتها وقرر معاقبتهما...
عادت من تلك الذكرى على صوت ضحكات إياد قائلا بعبث من بين ضحكاته "كانت قبلة لا تنسى وخاصة وكنت أنت المبادرة بها"
التقطت أقرب شيء والذي كان ثمرة تفاح ناضجة.. من طبق الفواكه التي تضعه والدتها على الطاولة بشكل دائم لتقذفه بها صارخة بغيظ "أنت لا تطاق"
التقطها يلتهمها بتلذذ قائلا باستمتاع "شهية مثلك تماما"
كانت تدرس مواقعهما بإحكام باحثة عن مفر منه.. استغلت انشغاله وهو يضع الباقي من التفاحة التي التهمها في المنفضة القريبة منه.. لتتحرك بخطوات سريعة جهة الباب وما إن همت بالنجاح والإفلات منه.. حتى كان خلفها تماما يغلق فرجة الباب التي فتحته.. لتهمس بخجل رهيب "إياد أرجوك"
مد يديه يمسك كتفيها بلطف يديرها تجاهه.. لتقع أسيرة نظرات عينيه اللامعة بشدة، لم تستطع إبعاد عينيها عن عينيه.. لتشعر بقشعريرة باردة تحتل أطرافها عندما رفع إصبعه يضغطهما على شفتيها.. قائلا بهمس خفيض "ثغرك رائع التكوين، أكثر ما أرهقني وأن أحاول غض بصري عنكِ"
تمتمت اسمه باستجداء من هجومه الغير رحيم بالمرة، استبدل إصبعه بشفتيه بقبلة رقيقة مستكشفة، انتفض جسده بعنف استجابة لها وهي بين يديه لا حول لها ولا قوة، وقد اكتشفت لتوها أعظم نقاط ضعفها؛ هو وتأثيره الغريب عليها.. تنهد بشغف وهو يبتعد عنها ينظر لها مسدلة جفنيها بحياء.. ليهمهم بخفة "حبيبتي انظري لي"
انتظر أن ترفع وجهها له ولكنها فاجأته وهي تلكمه بصدره بقوة قائلا بشراسة "كيف تتخطى حدودك هكذا!! في منزل بابا ودون أذنه.. وقح وقليل الحياء"
لم يبتعد عنها إنش واحد وهو يقول ببرود "أتخطى حدودي أنتِ زوجتي الآن يا آنسة، ولقد أخذت أذن والدكِ، كان صعبا للغاية ولكن بعض الاحتيال، حسم الأمر لصالحي و..."
صمت وهي تنظر له منتظرة ما سيبوح به ليغمز بعبث مكملا بنبرة بطيئة "هل تسمين تلك القبلة وقاحة!! أنت لم تريها بعد انتظري وسأعلمكِ، أنا فقط كنت أستكشف مذاق فمك.. هل ملمع الشفاه الذي تضعينه بطعم الفراولة"
عبست محاولة التحكم في دقات قلبها المجنونة فرحا وخوفا على حد السواء، ووجهها يشع حرارة تكفي لإشعال الغرفة مجيبة بخفوت "كلا"
رد بحبور وهو ينظر بتركيز إلى فمها ويميل إليه ببطء "ممتاز إذا هذا مذاقك أنتِ وأنا أحب الفراولة"
وعت أنه على وشك تقبيلها ثانية لتسارع بوضع ساعدها على عينيه تخفي عنه النور كي لا يبصر محلها، لم يرفع يدها إنما ضحك بعمق قائلا بتهكم "هل تظنِ أنكِ ستمنعينني من تقبيلكِ هكذا؟"
همست بتلعثم وخوف حقيقي "إياد ابتعد"
شعر بخوفها ليبتسم بهدوء وهو ينزل يدها من على عينيه، ليتثنى له الغرق بين لؤلؤتيها يقرأ نظراتها الخائفة بينهما، تساءل قلبه عن سبب خوفها ليقول بصوت دافئ حاني "اهدئ حبيبتي لا تخافي مني، هل تسمحين لي بفعل ما تاقت له روحي طويلا"
ضيقت عينيها بتساؤل فضول ليبعد يده عن كتفيها، وفي لحظة وجدت نفسها مغمورة بقوة بين يديه، يضمها لصدره بحنو بغرض طمأنتها، اتسعت عيناها بمفاجأة ثم ما لبثت أن استكانت هادئة، إنها لا تخاف حضنه ولكنها تخاف قربه الآخر، تعرفه ولكن لا تفهمه ولا تألفه وليس بهين عليها هذا القرب فجأة، لقد ألفت شجارهما سويا طيلة الوقت ولكن أن يكون مسموح له كل شيء فجأة، دون أن تتحضر نفسيا لهذا الوضع الجديد عليها.. هذا الحال ضربا من الجنون فعليا، وبما إنهما مجنونان فقد وضعت رأسها على كتفه مغمضة العين.. وارتفعت إحدى يديها تطوقه من الخلف والأخرى متيبسة بجوارها، بعد وقت لا يعلم مداه ابتعد عنها بهدوء وهو يجذبها من يدها قائلا "تعالي هناك أسس يجب أن نضعها لكي تستمر حياتنا بسلام مستقبلا"
اتجه بها إلى خلف الأريكة العريضة ليمد يده الحرة، يفتح زرار جاكيته الأسود ليظهر من أسفله قميصه الأزرق، رمشت عدة مرات منتظرة خطوته القادمة، والتي لم تتأخر وهي تجده يجلس على الأرض بملابسه النظيفة، متربعا ويدها ما زالت أسيرة يديه لتسأل باستهجان "ماذا تفعل؟"
رفع عينيه إليها قائلا ببساطة "اجلسِي سنتحدث قليلا"
ردت بامتعاض "هنا"
رد بذات النبرة البسيطة "نعم هنا كي نأخذ راحتنا بالحديث"
أجابت برفض "لن أجلس هنا وأفسد زينتي وفستاني"
ترك يدها قائلا ببرود "أه الزينة التي لن تضعيها ثانية"
رفعت حاجبيها قائلة وهي تمط شفتيها في حركة مستنكرة "ومن يقول هذا؟!!"
ابتسم ابتسامته المائلة وحاجبه يرتفع ببطء قائلا بتشديد على حروفه "أنا.. زوجكِ"
ردت بسخرية وهي تتخصر أمامه "أه لم يمر ساعتين على ارتباطنا وبدأت تظهر تحكمك بي"
أجفلت بحدة وهي تجد نفسها جالسة على قدميه بعد أن اختل توازنها.. نتيجة جذب إياد المفاجئ لها من يدها، تحركت بعنف تريد الوقوف ليأمرها بحدة "اثبتِي ناردين"
رفعت بصرها إليه بغضب لتقول بعنف من بين أسنانها "أفلتني حالا"
تشبث بها بكلا ذراعيه معدلا من وضعها على قدميه قائلا بنبرة هادئة "سننهي حديثنا وأترككِ بعدها"
نظرت له بتفكير لتقول بخفوت "حسنا دعني سأجلس بجوارك إلي أن تقول ما تريد"
غمز بعينيه قائلا بمرح "أووه ويتسخ فستانكِ"
ضحكت بخفوت قائلة بيقين "أنت لن تتركني أليس كذلك؟"
رد بنبرة صادقة "أبدا"
سكنت جالسة باستسلام ونفسها تستطيب هذا القرب العذب منه.. منتظرة حديثه المصر عليه ليمسك يدها يقبل باطنها.. لتغمض عينيها بارتجاف وهو يكمل قائلا بغرام "في البداية أنا أحبكِ"
هزت رأسها مجيبة بابتسامة "أعلم"
ترك يدها ليعيد بعض من خصلاتها التي هربت من تسريحتها الأنيقة قائلا بنبرة عميقة "يجب أن تصدقي لا مجرد العلم فقط"
اتسعت ابتسامتها مجيبة بثقة مطلقة "بكل جوارحي أصدقك إياد"
همس بلهفة "ألن تبوحي بها؟"
دار بصرها على ملامحه المنتظرة ببطء قائلة بصدق من أعماق روحها "أحبك ولطالما أحببتك أنت فقط"
أجابها بهدوء "وأنا أصدقكِ"
ابتسمت له ليأخذ نفسا عميقا قائلا بصوت جاد "ليكن صدق أحدنا تجاه الآخر هي نقطة الارتكاز لنا ناردين"
ردت ناردين بحيرة "لا أفهمك إياد"
عقد حاجبيه بشدة قائلا بشرود وذاكرته تأخذه للوراء قليلا "أتتذكرين يوم تشاجرنا؟ قلتِ كيف نتزوج إياد ونحن نتشاجر من كلمة واحدة، وزواجنا نهايته الحتمية الطلاق أليس كذلك؟"
هزت رأسها موافقة وتلك الكلمة البغيضة تطرق أبواب قلبها بعنف، أكمل إياد قائلا بحنان اختلط بنبرته الجادة "هذه هي إجابتي ناري، لا لن يكون نهاية زواجنا هذه النهاية البشعة، ونعم نحن نتشاجر دائما وسنظل نفعل، ولكن قبل أن يخرج الوضع عن السيطرة سنعود لنقطة ارتكازنا، هذه اللحظة وهذا الاعتراف المزين بصدق مشاعرنا هو بوصلة لحياتنا كلما تعقدت"
ردت بنبرة وجلة "هل سننجح إياد؟"
امتدت يده الحرة لتمسد وجنتها الساخنة قائلا بثقة "سننجح بكل تأكيد؛ فنحن سنتأرجح بين فهمنا التام لبعضنا البعض، وبين خلافاتنا التي لا تنتهى ولكننا بالنهاية سنعود لهنا، لهذه اللحظة الراهنة فنتذكر حبنا وأهمية كل منا للآخر، فنهدأ ونتغاضى ونتنازل قليلا وستمضي حياتنا"
صمت جاذبا عينيها لعينيه ليأخذ نفسا عميقا قائلا بصوت متحشرج "لن أخسرك ثانية ناري مطلقا.. لا شيء قد يجعلني أخسرك لا أنا ولا أنتِ ولا اختلاف ولا ظرف، طعم خسارتك مر كالحنظل"
رفعت يدها تتمسك بيده التي يضعها على وجهها قائلة بدموع "لم نخسر بعض يوما إياد"
هز رأسه نفيا قائلا بشرود أليم "يوم حادثك.. لن أستطيع أن أصف لك يوما ما شعرت به، كان يوم أليما لن أنساه بكل حياتي، لذا صدقيني لن أسمح لنفسي أن أخسرك ثانية"
همست بعدم تصديق "إياد"
نفض رأسه قائلا بحنان "دعينا من هذا الآن لن نتحدث به"
ابتسمت له ليبادلها ابتسامتها بفرحة، ثم مال مقبلا إياها ولكنها كانت أكثر خوفا من أن تبادله، ابتعد بجبين معقود سائلا إياها "لماذا أنت خائفة ناري؟"
ردت بصراحة وهى ترفع كتفيها "لم أعتد هذا التقارب منك بعد، أخافه.. لم أعتد عليه بعد.. لا أعلم أيهما أقرب"
أومأ بتفهم وهو يقبل جبينها ويجذبها لتريح رأسها على كتفها قائلة بمزاح "شعرت أنك تألفين حضني أليس كذلك"
استكانت بين ذراعيه قائلة ببساطة "نعم هذا ألفه كثيرا"
اتسعت ابتسامته قائلا بتساؤل "أين الخاتم ناري؟"
رفعت يدها التي تغلق قبضتها على علبة الخاتم لتعطيه له.. سأل ببسمة تعجب "ما زال معك"
هزت رأسها موافقة قائلة بهدوء "نعم"
أخرجه ليلبسه لها فتسأل بمكر "وهل منقوش عليه شيء كالآخرين؟"
قطب حاجبيه ناظرا لها باستفهام لتقول بشقاوة "أعلم بما تنقشه على هداياك.. ليس من السهل خداعي"
ضحك بعدم تصديق قائلا بحنق "تفسدين دائما لحظاتنا الرومانسية.. وأنا من ظللت أتخيل وجهك وأنا أفصح لك عن سري"
ابتسمت بسعادة قائلة بخفوت "إذا نفس الكلمات"
هز رأسه نفيا قائلا بغبطة "كلا هذه تختلف، جملة قرأتها على الإنترنت وأعجبتني"
ردت ناردين بفضول "ما هي؟"
قلب الخاتم بين يديه مبتسما ابتسامة جانبية، قائلا بصوت عميق نفذ إلى قلبها مباشرة "كوني كونا أكون به كائن لا يكون إلا بكونك.. شعرت أنها مكتوبة لي ولك"
دمعت عينيها وهى تقول بنبرة صادقة "أنا أحبك كثيرا"
ألبسها الخاتم ليقبل يدها بقبلة طويلة عميقة، سألته بصوت سعيد "أين خاتمك؟"
رد وهو يتأمل خاتمه في يدها " لم أجلبه بعد"
ردت سريعا "أنا سأحضره لك"
هم بالرفض لتقول سريعا برجاء "لا ترفض لقد أصبحنا واحد"
هز رأسه موافقا ودقات الباب ترتفع وصوت يقين يقول "إيدو ناري بابا بعث يستعجلكما"
رفع إياد صوته قائلا "قادمان في الحال يويو"
ثم ساعدها على الوقوف ووقف خلفها قائلا بعبث "تذكري سأظل أقبلك كلما رأيتك حتى تعتادي على الأمر"
*********



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-21, 10:17 PM   #205

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

كان أيهم يقف مع نيرة بالأسفل وهي تضحك بخفوت على ما فعله ابنها هامسة بعدم تصديق "من أين أتته الجرأة لفعل هذا؟"
ابتسم باتساع مجيبا "تلك ليست جراءة نيرة بل قلة أدب سأربيه عليها لاحقا، أم الآن سأدعه يحتفل بإنجازه"
صمتت ناظرة له وهي ترفع حاجبها قائلة بغيظ "دلالك لأبنائك هو ما أكسبهم تلك الجراءة.. كان يجب أن توقفه منذ البداية ولكنك أعطته الفرصة ليكمل لعبته"
زم شفتيه قائلا بتبرير "ماهر من منعني عنه"
ردت بتنمر وهى تنظر إليه من بين أهدابها "وهل يستطيع ماهر منعك من شيء تريد فعله؟"
همس بتحذير "نيرة احذري يا حبيبتي لقد تشبعت من أفعالك أنت وأبنائك حد الامتلاء، فلا تدفعيني لأصب سخطي عليه"
لم يرهبها غضبه المألوف لها وهي تجيب ببساطة محذرة "احذر أن تفسد يومه يا أيهم يا حبيبي الغالي"
انفجر ضاحكا وهو ينظر خلفه قائلا بمرح "لست أنا من سيفسد يومه، بل حماه العزيز انظري خلفك حبيبتي"
نظرت للخلف لابنها القادم يشبك يده في يد زوجته التي تلمع عينيها ببريق ماكر، ليتوضح لها سبب ضحك زوجها كلما اقترب منهما لتهمس بفزع مزيف "رباااه سيقتله خالد"
عادت بنظرها إليه مجددا قائلة برجاء "اشغل خالد إلى أن ألحق ابنك"
تلاعب بحاجبيه بمرح قائلا ببسمة "ماهر وعمر يقومان بهذه المهمة.. أم أنا فأنوي المراقبة باستمتاع"
نظرت له بغيظ لتقول بحنق "حسابنا فيما بعد يا أيهم"
واتجهت إلى ابنها لتجذبه من ذراعه خلفها تحت نظراته المتعجبة.. وهى تقول بأمر لناردين "خلفي يا فتاة لم أبارك لكنتي بعد"
تجاهلت أسئلة إياد عما تريده وهى تجذبه للمطبخ الكبير، هتف بغيظ وهى توقفه أمامها "ماذا هناك ماما؟"
ردت بسخرية وهى تجذب طبق لامع من وراءها "كان يجب أن تنظف وجهك جيدا قبل أن تنزل فحماك غيور للغاية"
نظر لها بعدم فهم لتضع الطبق أمام وجهه، فظهرت صورته مشوشة أمامه دقق النظر بها، لتتسع عينيه وهو يجد بعض من أحمر شفاهها على جانب فمه، همس لنفسه بغيظ "كل هذا وهى مجرد قبلة عفيفة؛ ماذا سيحدث عندما أقبلها حقا"
نظرت له نيرة بحيرة قائلة وهى تجذب محرمة مجففة "ما معنى قبلة عفيفة هذه"
راقبها تبلل المحرمة أسفل صنبور المياه وتعود لتنظف بها وجهه قائلا "لا تهتمي ماما"
ثم ضيق عينيه قائلا باستيعاب "ناردين هانم هل قصدتِ هذا الأمر؟"
تقدمت للداخل حيث كانت تقف مستندة على الباب تراقب ما يحدث باستمتاع.. لوت شفتيها بمكر وهى تقف خلف نيرة قائلة ببراءة "هل أفعل شيء كهذا بك؟"
دقق النظر إلى عينيها جيدا ليقول بغيظ "أنا سأريك ما سأفعله بك"
تحرك تجاهها وفى عينيه تنضح نظرة شريرة هامسا بغل "سأريك يا جبارة"
لتقفز راكضة وهو خلفها وضحكاتها تتعالي بصخب مبهج.. شعرت نيرة بالدوار من الثنائي الذي يلهو حولها باستمتاع.. قبضت على يد ناردين توقفها بجوارها قائلة بحنق "توقفا عن لعب الأطفال"
احتمت ناردين بظهر نيرة التي توقفت ناظرة لابنها بتحدي.. همس إياد من بين أسنانه "اخرجي ودعينا نصفى حسابنا"
هزت رأسها بشقاوة وهى تضع كلتا يديها على كتف نيرة، مسندة رأسها على كتفها وهى تخرج طرف لسانها له، نظر لها بوعيد ونيرة تقول بأمر وهى غافلة عن فعلة ناردين "توقف أريد أن أبارك لكنتي"
استكان واقفا ينظر لوالدته بابتسامة رقيقة.. وهى تلتفت إلى ناردين المبتسمة لها.. همست نيرة ضاحكة "أخفضِ وجهك قليلا وأنت كالنخلة هكذا"
ضحكت ناردين بمرح وهى تخفض وجهها لنيرة.. التي احتضنت وجهها بين يديها بحنان قائلة بحب "هذا اليوم أسعد أيام حياتي، حلمت به كثيرا وانتظرته بنيتي.. سعادتي لا حدود لها اليوم.. فليبارك الله سعادتكما ويبعد عنكما الأحزان"
مالت عليها ناردين تعانقها بقوة قائلة بغصة فرح "أنا أحبك ماما"
بادلتها نيرة العناق وهى تمسح على ظهرها بحنان "وأنا يا روح ماما، سأخرج واضبط هيئتكما وتعالا خلفي"
خرجت نيرة وتركتهما خلفها ليقترب منها بهدوء ممسكا بيدها بين يديه، قائلا بنبرة حانية وهو يقبل يديها "أنا سعيدا للغاية اليوم ناري، لا أصدق لقد ابتسم العالم لي حقا"
هزت رأسها بخجل وهى ترمش بعينيها ليميل مقبلا عينيها الخجولتين على التوالي، لتقبض على يديه بعنف فيهدئها بقوله الحنون "اهدئي ألم نتفق أن يحدث هذا كثيرا حتى تعتادي عليه"
هزت رأسها موافقة مجيبة بوجل "نعم ولكن الاعتياد صعب"
ابتسم قائلا "سأقبلك الآن قبلة صغيرة ولكن إن تركت أثر ستزيله حسنا"!!
ظلت تنظر إليه لفترة قصيرة قبل أن تتنهد بعمق، وهى تهز رأسها إيجابا ليميل ملتقطا شفتيها بقبلة لم تدم لثواني.. ولكنها تركت أثرا عميقا في روح كليهما.. ابتعد عنها سائلا بشقاوة "هل تركت أثر هذه المرة؟"
هزت رأسها نفيا قائلة بغصة خجولة "لا ليس هذه المرة"
مد يده إليها يطلب يدها لتبتسم بحلاوة وهى تشبك يدها بيده ليخرجا سويا.
***********
في الثانية بعد منتصف الليل وبعد مغادرة الضيوف مال عمر على أيهم قائلا "سنغادر نحن الآن"
هز أيهم رأسه نفيا قائلا بحزم "لم يبدأ الأولاد احتفالهم بعد.. ابقي معنا الليلة تعلم أنهم سيسهرون حتى الصباح"
هز عمر رأسه موافقا دون جدال لا طائل منه وهو يتجه إلى زوجته الواقفة بين النساء تضحك بمرح، بينما تركت سما سيف متجهة إلى إياد وناردين الواقفين بجوار مشغل الاسطوانات يختاران أغنية، وقفت سما بجوارهما متسائلا "أي أغنية؟"
عقدت ناردين بين حاجبيها متسائلة "هل تذكرين اسم أغنية فرقة محمود رضا.. التي كان يصورونها في الأقصر"
همست سما قائلا بمحاولة التذكر "تلك الخاصة برقصة (الليمونة)"
التفت إليها إياد يحثها على التذكر "نعم هي هل تتذكرين اسمها؟"
ضحكت سما قائلة بمرح "لا لا أتذكر اسمها"
أحبطت ابتسامة إياد مرددا من بين أسنانه "أنت سخيفة"
التقطت ناردين هاتف إياد قائلة "سأبحث عليها على (اليوتيوب"(
بينما اتجهت براء بعد أن تركها يزن ليودع هادي مع يامن.. كانت ترتدي سلوبيت أزرق منقوش بأشكال هندسية، عاري الكتفين وبقطعة قماش علوية تنسدل على صدرها بشكل مقلوب، وقد تبرعت بقبعته ليقين متجهة إلى سيف الجالس أرضا مادا قدميه أمامه

عينيه تلمع بسعادة بالغة وهو يطالع تلك التي تمسكت بيد ناردين، تتمايلان ببساطة وحركات بسيطة مسرورة.. وحولهما يدور إياد كما كان يفعلون أثناء صغرهما، راقبت روهان تقترب منهم على استحياء ثم سرعان ما اندمجت معهم، جلست بجانبه وأجلت حلقها قائلة "تبدو سعيدا"
التفت إليها قائلة بفرحة "وهل يمكن ألا أكون"
اتسعت ابتسامتها العذبة قائلة بمكر "عينيك تلمع يا سيف بما تحدثتما في الجلسة العربية"
أجابها بعفوية "أخبرتها بما في قلبي تجاهها دون حدود"
ابتسمت ابتسامة ماكرة وهى ترفع يدها تشير إلى جانب فمه قائلة بخبث "حسنا امسح تلك الحمرة على جانب فمك"
نظر لها بفزع وهو يرفع يده إلى حيث تشير ليقول بخفوت "يا إلهى!! لا يمكن.. هل يوجد شيء حقا؟"
انطلقت ضحكتها صاخبة وهى تلاعب حاجبيها له بمرح ليقول بحنق وهو يجذبها من جانب شعرها بعنف "غبية متخلفة"
لتصرخ متوجعة وهى تضربه على كتفه بطرف هاتفها "شعري يا سيف"
نظر له بطرف عينيه قائلا بغيظ "ماذا تريدين؟"
نظرت له بشقاوة ثم ما لبثت أن قالت بحنان "لا شيء أطمئن عليك أخي"
أجابها بابتسامة واسعة "لم أكن يوما أفضل حال"
ابتسمت لابتسامته قائلة باهتمام وعينيها تدور على الرباعي المبتهج أمامه "استمع لي يا سيف.. سما بريئة ونقية للغاية؛ إنها (so pure).. لا تعلم أي شيء عن أي شيء في أي شيء"
ضحك باستغراب قائلا "ما كل هذه الشيء!!، ماذا تقصدين بو؟"
أجابته باندفاع "إن كنت قبلتها فبالتأكيد تفهم قصدي"
صرخ بها بحرج لائم "براء هل جننتِ؟"
أجابته بامتعاض "إذا لا تمثل علي عدم الفهم"
التفت لها بغيظ بالغ ثم ابتعد بعينيه عنها قائلا بخفوت "لم أصدق وأنا أجدها بمثل هذه البراءة بين يدي"
ضحكت براء قائلة بطفولية "نعم هي كذلك؛ ولكن لا تقلق لن تبقي هكذا لفترة طويلة سنثقفها"
أجابها بفزع وهو يلتفت برأسه إليها "لا لا تقتربوا منها اتركوها هكذا"
رفعت حاجبها ناظرة له بسخرية ليجيبها برجاء "لأجلي يا بو لا تجعليهم يقتربوا منها"
هزت رأسها بتآمر قائلة بوعد "حسنا أعدك"
انفجر ضاحكا وهو يقول بعدم تصديق "رباااه ما الذي أتحدث معك به؟"
شاركته الضحك مجيبة بسعادة "السعادة تفعل أكثر من هذا"
*********



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-21, 10:19 PM   #206

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

أغاااار!!
حين سمعت هاتفك يرن..
ورأيتُ اسمها كالفنار..
سمعوا القلب يئن..
وقد تشظَّى كالكسار ..
قمت لترد فقامت روحي ..
والشرر في عيني يتسلق الأسوار..
وانكشفت عن سمعي الأستار..
تتدلل فتضحك ..
أما قلت أن الدلال خُلق لي!..
فتلتهب الأعماق حد الاستعار..
تسأل فترد ..
فمتى تعلمتَ الرد على غير خافقي!..
فيحرق لهيبي البحار والأنهار..
فاكتفي وأعود والقلب ينهار..
واسمع خليلتي تقولُ أني أغار..
فممن أغار وعلى من أغار!..
فما كل ألمي إلا..
إلا..
إلا بداية انفجار..
خاطرة بقلم نورا محمد


"التصميم متكلف يا هادي، هناك قطعة مفقودة به"
رفع نظره المسلط على التصميم المفروض أمامه لينقله إلى روهان، التي تقف بجواره عاقدة حاجبيها باستنكار، عاد بنظره ثانية إلى التصميم ليقول بنبرة جادة "ربما كانت القطعة المفقودة في تصميم يامن نفسه"
هزت رأسها نفيا قائلة بهدوء "كلا يا هادي تصميمنا هو الغير صائب"
ابتسم وهو يختلس نظرة إلى وقفتها الجادة وتركيزها التام في المعضلة أمامها، هو يعلم أين الخطأ ولكنه لا ينوي إخبارها به الآن، ينوى إطالة الوقت لتظل بجانبه لفترة أطول.. لقد نأى بنفسه الفترة الماضية عن أي تعامل غير مهني معها.. يترك الفرصة لعقله ليستوعب تعلق قلبه بها.. ويراها بصورة غير تلك البغيضة التي رسمها لها..
هو فقط أراد فرصة أخري بعيدا عنها يهدئ مشاعره.. ويلجم عقله المؤذي له؛ اتسعت ابتسامته وهو يتأمل ملابسها البسيطة التي أظهرت قوامها الممشوق.. مجرد بنطال زيتي يلف قدمها بنعومة وتعلوه بلوزة بيضاء ظريفة.. بنصف كم وبكسرة في منتصفها وجانب أقصر قليلا من الآخر، على حذاء بلون الكراميل وينسدل شعرها الرائع يغطى نصف وجهها..
انتفض من تأملها على طرقات على الباب وهو يسمع صوتها الهادئ يسمح للطارق بالدخول، أغمض عينيه بنزق وصوت تلك العلقة التي تكاد تلتصق به يصل إليه "باشمهندس هل أستطيع طرح بضعة أسئلة عليك"
نظر إليها ثم نظر إلى روهان التي ألقت على الفتاة نظرة غاضبة.. قبل أن تقول بحدة ممزوجة بنبرتها الناعمة بالفطرة "سأذهب لأحضر لي مشروب أتريد شيء؟"
نظر للفتاة التي أخذت الأذن ضمنيا من روهان قائلا بكياسة "بالتأكيد تفضلي"
ثم استقام واقفا قائلا برجاء "كوب قهوة معك رجاء"
ابتسمت له وهى تتجه إلى الركن المخصص لصناعة المشروبات بخطوات عنيفة.. تراقب بطرف عينيها وهى تنشغل بتحضير كوب قهوة له، تراقب اقتراب تلك الكريهة بخطوات مغناجة من هادي.. بملابسها التي لا تليق بحجابها إطلاقا.. نعم لقد شرحت لها يقين حقوق وواجبات الحجاب، وهذه الفتاة حمقاء للغاية بتلك الهيئة، هيئة منفرة وبغيضة وهى تظن أنها هكذا جميلة، وما هذا الحجاب الذى يظهر نصف خصلاتها السوداء، ومضت بعقلها جملة ناردين التي قالتها بقرف من يومين "تلك الفتاة عينيها من هادي.. حيلها رخيصة ومكشوفة للأعمى"..
شعرت بألم غير مبرر في جانب صدرها حيث يقبع قلبها من مجرد تخيلها بجواره.. هل سينظر هادي لتلك المتصنعة حقا؟ رد قلبها بحزن بالغ دون أن تعي "لقد وقع في فخها" وهي من كانت تتسأل عن سر ابتعاده عنها الفترة الماضية، حتى بعدما ظنت أنه قد بدل فكرته المريعة عنها، ولكنه ابتعد بطريقة لم يفعلها أبدا من قبل.. في أوج لحظات غضبه منها كان موجودا، والآن ماذا؟ سينتهى وجوده إلى الأبد من حياتها، حسنا هي حمقاء ولا تفهم أهمية وجوده في حياتها ولكنها تعي لشيء واحد فقط وهو أنها لا يمكن أن تفقده أبدا..
حركت عينيها إليه وقد انتهت من صب قهوته.. لتشعر بغضب لم تتخيله قط يتخلل أوردتها، من اقتراب تلك اللزجة منه بطريقة مبالغ بها، حملت كوب القهوة إلى مكتبه لتضعها أمامه بعنف حتى أنها أراقت بعضها على سطح المكتب، قائلة بفظاظة لم تستخدمها يوما "على مكتبك أسماء لدينا عمل هام"
رفع هادي حاجبه بدهشة وهو يطالعها بصدمة، بينما الفتاة أسماء احمرت حرجا وغيظا وهي تقول بغيظ "ولكن لم يجيبني الباشمهندس على كل أسئلتي"
تكتفت روهان قائلة بتسلط استعارته منه "عمل الباشمهندس أهم من تلك الأسئلة يمكنك أن تسأليه لي بوقت لاحق، أم الآن يجب أن ينتهى عملنا لأن الباشمهندس لديه عمل بالخارج"
ارتفع حاجبه الثاني تضامنا مع الأول ودهشته تزداد، عقله يفكر بسرعة الصاروخ أي عمل هذا؟ ومتى خرج هذا العمل؟ نزع عينيه من عليها بصعوبة بالغة مع هتاف الأخرى المعترض باسمه "باشمهندس هادي"
رمش مجليا حلقه قائلا بتحشرج "نعم آنسة لدي عمل هام؛ وتلك الأسئلة روهان تستطيع إجابتها بشكل أفضل"
نقلت عينيها بينهما بغيظ بالغ وهى تغادر بخطوات شديدة العنف.. هي كانت تطمح بهادي الشاب الناجح المتفوق، وتموت غيظا وكمدا من نظراته لروهان، صفعت الباب خلفها بعنف أجفل له هادي..
لينتفض بذهول وهو يعود برأسه لروهان التي استندت على سطح المكتب بكلا كفيها، قائلة بنبرة صارمة يعترف أنها أرهبته "ما علاقتك بتلك الأسماء"
رد بعدم فهم وهو ما زال جالسا محله "عفوا"
برقت عينيها بشدة بطريقة ذكرته بساحرات الأفلام الأجنبية سائلة بحزم "ما هي حدود علاقتك بها؟"
أغلق عينيه وفتحها عدة مرات وهو يجيب بطواعية "مجرد متدربة لا أكثر ولا أقل"
تنفست براحة وهي تدمدم بغل "إذا لماذا تلتصق بك تلك العلقة الموعوعة؟"
علق بابتسامة متعجبة "موعوعة ما هذه الكلمة؟"
التفتت إليها عاقدة حاجبيها قائلة بعنف "موعوعة ألا تعرفها؟ تقال هنا كثيرا عن الفتاة مائلة الحال، دائما تقولها ناري"
ما زال على تعجبه وهو يجيبها "تقصدين مائعة"
ضمت شفتيها قائلة بتحذير عاصف "نعم هذه هي، استمع لي إياك والاقتراب من تلك الفتاة ثانية"
ابتسم قلبه بسعادة قائلا بحذر "لماذا؟"
ردت باقتضاب حاسم "لأنى أريد هذا"
ثم مدت يدها وأخذت كوب القهوة من أمامه لتلقيه في سلة المهملات قائلة بغضب "أنت لا تستحقه"
اتسعت عينيه بعدم تصديق ليستقيم واقفا فتتراجع خطوة غير مرئية للوراء وهادي يسأل بحنق "ما بك اليوم؟"
نظرت له شزرا وهى تقول بتهكم "ما بي أنا؟ نعم أنا الغاضبة على الدوام"
اليوم يوم المفاجآت وروهان تريه وجه لم يكن يعلم أنه بشخصيتها مطلقا ليرد بنبرة حذرة "ماذا يحدث معك؟ رهان أريد أن أطمئن عليكِ"
صمتت ناظرة إليه بغضب تفجر داخلها دون تحذير الفتاة الوديعة حلت محلها أخري نارية الغضب.. لتبتعد عن مكتبه تدور حول نفسها بعشوائية، وكل إهاناته لها سابقا تستحضر نفسها الآن، فارضة نفسها بقوة على عقلها، مغذية غضبها المتراكم تجاهه منذ تقابلا، اقترب منها هادي بعدم فهم ليناديها بنبرة مستفهمة "رهان"
التفتت إليه بحركة حادة قائلة بصراخ "روهان اسمي روهان"
عاد يرفع حاجبه ثانية بدهشة كلما تخلص منها عادت ركضا إليه.. وهو يراقبها واقفة أمامه تنظر له بغضب وللحظة خيل إليه أن شعرها يتطاير من حولها، وستلقي عليه تعويذة تحيله إلى ضفدع قبيح، انخفض حاجبه تزامنا مع تهدل كتفيها بإحباط.. ورأسها التي أخفضتها بحزن وكأنها لم تكن تشتعل غضبا قبلا، راقبها لدقيقة وملامحها التي تتبدل بطريقة مربكة، همس بنبرة حانية كانت زاد لألم قلبها "روهان"
اختضت روحه بألم وهي ترفع عينين مغرقتين بالحزن الموشح بالمرارة، وتزينه تلك الدموع الموجعة بشدة.. نزل بعينيه إلى عنقها يراقب حركتها في محاولة بائسة لابتلاع ريقها، وشفتيها التي ترطبها بطريقة أثارت شفقته، أراد أن يقترب منها يواسيها ويعانقها عناق خالي من جميع المشاعر إلا المواساة، همت قدمه بالتحرك تجاهها لتسمره نبرتها الغارقة بالأسي "أنا أعرف كيف هي فكرتك عني، أني فتاة منحلة تستعرض جسدها دون خجل.. ما زالت أتذكر كلماتك عنى كلها ولا تذهب من بالى أبدا، ومعاملتك لي وقتها أتذكرها أيضا، ولكنى لست كذلك.. أنا لست كذلك هادي هما من فعلا بي هذا، وأنت لماذا؟.. لماذا لم تسألني عن الظروف التي دفعتني لتلك الحياة؟ هل كان ليضرك السؤال إذا سألت؟"
اختنق صوته وهو يقول بصوت أبح "وهل كنتِ ستجيبين؟"
أجابته بانفعال دون تردد "بالطبع"
صمتت وصمت وهو لا يملك حجة قوية يدافع بها عن نفسه، تراجعت للخلف تستند على سطح المكتب بظهرها، تدعم وقفتها المهتزة قائلة بألم مستوطن أعماقها "بالطبع كنت سأخبرك، أنا أثق بك بشدة؛ أنت علمتني ما هو الحنان وما هو الاهتمام، أريتني معنى أن يكون لي شخصا يهتم بي، حتى وإن كان حنانك هذا ممزوج بغضبك ونزقك الدائم، ولكن يظل اسمه حنان لإنسانة لا تعلم معنى أن تعيش بين البشر"
قُبض صدره بقوة أليمة قائلا بخوف.. يخشي معرفة ما قد يرهق ضمير أكثر مما هو مرهق "ما الذى تعنيه؟"
ضحكت بقوة أجفلته ليعقد يده على صدره يخفف من هذا الألم الذى ينبض دون هوادة بين جنبات قفصه.. بينما هي أكملت ببؤس ضاقت به روحها، وتقيح به قلبها وهي تريد التخلص من هذا القيح، وهادي أكثر شخص تثق به ولكنه لا يثق بها "أنا أعيش وحيدة يا هادي منذ زمن طويل، قد انفصلت عن والداي لأجل جذب انتباههما ولكنهما لم يهتما مطلقا، وحتى وأنا أعيش بينهما ألقيا بي إلى المربيات وانغمس كل منهما في عالمه، ملابسي التي كانت لا ترضيك كانت لأنى كنت أحسبها ملابس عادية، ولم أجد ما يسديني النصح حتى أنت ترفعت عن نصيحتي، وحتى ديني نشأت مشتتة بين أمي وأبي وكل منهما مختلف الديانة، ولم يعلمني أحدهما أبسط قواعد ديني، الوضوء لم أتعلمه إلا من عمتو هنا، تلك الفتاة هناك لم تكن أنا إنما كانت فتاة ضائعة مشردة وحيدة وتائهة... صمتت لتضيف بعتاب قوى.. وتأملت المساعدة منك ولكنك نبذتني كالآخرين"
عُقد لسانه ناظرا لها بعدم تصديق.. وقلبه يتأوه بألم مبرح وهو يكتشف صدق حدسه وإيمانه بها، يصم أذانه عن كل اعتذارات العقل الغير مقبولة، يا إلهي كانت بحاجته وهو خذل بعض منه في أمس حاجته إليه، كيف يحبها وكيف يعمى عن ألمها، كلا لم يكن أعمى ولكنه تغافل وتكبر على معرفته وكانت النتيجة خذلانها الأمر الذي لن يغفره لنفسه مادام على قيد الحياة، همس بصوت أبح مستجدى لمغفرتها "أنا آسف في غاية الأسف"
نظرت له بجمود قائلة بإرهاق نفسي "أنا أريد المغادرة"
أخذ نفسا عميقا وهو يحاول التقاط نظراتها المشعة ليقول بوجع لألمها النابض بعينيها "اذهبي"
التقطت حقيبتها تحت أنظاره المراقبة مغادرة بخطوات مرهقة، أغلقت الباب خلفها دون أن تلقي نظرة عليه، تراجع بجسده ببطء ليلقى بجسده على أقرب مقعد واضعا يده فوق رأسه بقهر، مكررا لنفسه بحنق "غبي أحمق أرعن متسرع وإن ضاعت منى لكنت ضعت، اللهم اجعلها نصيبي لا حياة لي إلا بها.. إنها لي رغما عن أنف الكون بأكمله.. وسأعوضها كل حياتها وسأسعدها، وعدي لك هرتي المشعة ووعد الحر دين عليه"
ومض اسم يامن بغضب بين أفكاره كان يعلم.. كان يعلم كل ظروف حياتها وأخفي عنه.. لن يسامحه مطلقا على رؤيته يتعذب دون أن يحرك ساكنا.
************
خرجت روهان من المكتب لتتجه إلى مكتب يامن لتجده فارغا.. انحرفت إلى الممر المؤدي إلى مكتب نادر معتقدة أن يامن هناك.. طرقت الباب طرقات خفيفة ثم دلفت للداخل بملامح شاحبة، لتجد ناردين تناقش مع نادر بعض البنود القانونية في أحد عقودهم.. التفتت لها ناردين بعفوية لتنتفض واقفة بفزع قائلة بجزع "أروهي ما بك؟"
أجابتها روهان بنبرة شاحبة "متعبة قليلا ناري"
ردت ناردين باهتمام "متأكدة لا تبدين لي بخير مطلقا"
ربتت روهان على يدها قائلة بخفوت تطمئنها "لا تقلقي أنا بخير حقا.. فقط مرهقة وبحاجة لبعض الراحة سأغادر الآن"
ردت ناردين سريعا "سأتصل بإياد أو سيف ليأخذك للبيت"
ابتسمت روهان ابتسامة صغيرة؛ متخلية عن إخبارها أنها كانت تبحث عن يامن ليعيدها للبيت عندما رأت هلع ناردين في عينيها "لا داعي يمكنني القيادة"
تخلي نادر عن صمته قائلا بود "إذا اذهبي لترتاحي ألف لا بأس عليكِ"
أجابته بابتسامة ممتنة "شكرا يا نادر"
وبحركة مفاجأة اندفعت تعانق ناردين باحتياج، تفاجأت ناردين ليس من عناقها ولكن من الطريقة التي اندفعت بها، رفعت يديها تضمها إليها بدعم وعينيها تتسع بإدراك لسبب حالتها، فليعطيها أحدهما رقبة هذا الهادي الآن لتجعلهم يترحموا عليه، ابتعدت روهان مغادرة بابتسامة شاحبة دون كلمة.. لتلتفت ناردين لنادر قائلة بجبروت وهى تتجه لتجلس محلها "ادعي فقط ألا أري صديقك اليوم، هل يظنها بلا عائلة ولا سند.. سأخذ حقها من بين عينيه"
جلس نادر بتوجس داعيا الله بصدق أن يبتعد هادي عن طريقها اليوم.. وتحت أنظاره جذبت هاتفها تجري اتصالا بدا له ملحا، سمعها تقول بخفة "يويو هل ماما بالمنزل"
صمتت تستمع للرد ثم أجابت برجاء "لقد غادرت روهان متعبة ولكن أغلب الظن أنها حزينة.. رجاء إذا كنت قريبة منها اذهبي إليها واهتمي بها"
ابتسم ابتسامة خفيفة لم تنتبه إليها ناردين وهي تندمج معه في عملهما ثانية، تناقشه في تلك البنود التي بعثتها الشركة التي تعاقدوا معها حديثا، وهي غير راضية عن تلك الشروط وتراها غير منصفة لمكتبهم، نظر للباب الذى فتح فجأة ودخل منه هادي بملامح غير مفسرة، ملامح أثبتت للمتحفزة أمامه أنه له يد في حالة روهان.. انكمشت ملامح نادر بحذر وهو يراقب بطرف عينيه.. تلك التى توحشت عينيها وتأهب جسدها بتحفز، دوى صوت هادى غاضبا دون أن ينتبه لوجود ناري "نادر أين السيد يامن"
غمغم نادر بتعجب "السيد!! هل أنت غاضب منه؟"
ما زال غضبه يستحكم نبرته وهو يقول بغضب "أجبني فقط يا نادر"
رد نادر بعدم معرفة "لا أعلم آخر مرة رأيته كان بمكتبه قبل أكثر من ساعتين"
فرك عنقه بغيظ مدمدما بحنق "أين يمكن أن يكون ذهب"
ردت ناردين وهى ما زالت جالسة في محلها "لقد ذهب ليحضر تيم من مدرسته ثم سيذهب به إلى سيف بالنادي"
التفت إليها عاقدا حاجبيه قبل أن يبتسم ابتسامة صغيرة قائلا بلباقة "أهلا آنسة ناردين وشكرا لك"
هم بالمغادرة لتناديه ناردين بهدوء "باشمهندس هادي"
التفت لها متسائلا لتستقيم واقفة ببطء متجهة إليه تحت أنظاره الحذرة، وقفت على مقربة منه قائلة بخفة خادعة "هل تعلم ما بها أروهي؟"
اختلجت عينيه بتوتر قائلا بصوت مهتز قليلا "لقد قالت أنها متعبة وتريد المغادرة"
شدت جسدها بقوة قائلة بشراسة برقت بعينيها "لا إنها ليست هكذا، وأنا أعلم أن لك يد فيما حدث معها ولكن للأسف لا أعلم ماذا فعلت تحديدا"
نظر لها بوجوم لتكمل بعنفوان مرعب "أقسم بالله يا باشمهندس إن تسببت بأذيتها ثانية بعد اليوم، لأحيل حياتك إلى جحيم إن كنت تظن أن بإمكانك إيذائها، فأعد التفكير ثانية قبل أن تندم"
وتحت نظراته الذاهلة عادت إلى الداخل تجمع أوراقها قائلة لنادر "سأمر عليك بوقت لاحق حتى نكمل عملنا"
كان ما يزال على وقفته أمام الباب لتهمس بحدة من بين أسنانها "تنحى لو سمحت"
ابتعد يسمح لها بالمرور لتقول بتحذير من أمام الباب "أنا لا أقسم كذبا باشمهندس"
بعد خروجها سأل نادر بهدوء ساخط "ماذا فعلت لروهان يا هادي"
رفع هادى يده قائلا بدفاع "لم أفعل لها أي شيء هذه المرة صدقني"
هز نادر رأسه متفهما وهادي يسأل بخفوت "هل رأيتها؟"
عاد نادر يهز رأسه فسأله هادى بلهفة "كيف كانت؟"
رد نادر بصراحة "حزينة وشاحبة بطريقة مريعة"
شحبت ملامحه تحت أنظار نادر المتعاطفة ليغادر قائلا "سأذهب لرؤية يامن"
*********



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-21, 10:22 PM   #207

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

في شقة خالد فتحت يقين الباب لتجد نور غرفة ناردين مضاءة، علمت أن روهان بالداخل اتصال شقيقتها أقلقها.. وهى تخبرها أن روهان حزينة وبحاجة إلى العناية بها.. ووالدتها ليست هنا اتجهت للمطبخ لتصب لها عصير طازجا.. وفى طريقها نزعت قبعتها البيضاء التي تتناسب مع فستانها الأزرق البسيط لتضعها على مائدة بجوار المطبخ، وجدت عصير برتقال طازج بالثلاجة كما تفضله روهان لتصب لها كأسا..
حملته واتجهت به إلى حيث تتواجد أروهي، فتحت الباب لتجزع من منظر روهان المتكورة على نفسها تبكي بصوت يتقطع له نياط القلب، أسرعت إليها يقين لتجلس بجوارها سائلة وهى تملس على شعرها بحنان "أروهى ما بك؟"
رفعت روهان وجهها الغارق في دموعه لها لتهلع يقين سائلة بجزع "أروهي ماذا حدث؟"
ألقت روهان بنفسها في حضن يقين شاهقة بالبكاء قائلة بصوت متألم "أنا أتألم ولا أعرف لماذا أتألم"
عقدت يقين حاجبيها بتفكير وهي تمسح على كتفها بحنان وتضمها إليها باحتواء قائلة برقة "من سبب لك هذا الألم؟"
ردت روهان وهى تزيد من تمسكها بيقين "هادي"
تألم قلب يقين لأجل يامن ولكن روهان هي الأهم الآن لتسأل بخفة "ماذا فعل لكِ؟"
بكت بقوة وهى تجيبها بشكوى كطفلة صغيرة "هناك متدربة بالمكتب تقترب منه دائما، وأنا لا أحب هذا ويوجعني كثيرا هنا في قلبي، لماذا هادي مهم لي لهذا الحد"
ضمتها يقين إليها أكثر وهى تفتح مصحف هاتفها تقرأ بعض الآيات عليها، وهى لا تجد ما ترد به عليها فمن الواضح أن روهان لا تعلم طبيعة مشاعرها تجاه هادي.. فلتدعها إلي أن تعلم بمفردها همست بنبرة حانية "كيف تشعرين الآن؟"
رفعت روهان رأسها تخبرها بعينيها أنها أفضل لتجيبها يقين بنبرة حانية مرحة "حسنا اشربي هذا العصير ثم قومي بأداء فريضتك.. وتعالي للمطبخ سأعد لك حلوى اسبانية تعلمت وصفتها من عمتو نيرة"
همست روهان بامتنان "شكرا يقين"
ردت يقين بعفوية "لا شكر بين الأخوات أروهي"
**********
أوقف يامن سيارته أمام النادي حيث يقام تدريب سيف.. هتف بتأنيب وتيم يقفز من السيارة التي توقفت "تيم انتبه"
لم يهتم تيم لكلماته وهو يركض إلى سيف الواقف بملابس التدريب في انتظاره، ليرفعه معانقا إياه قائلا "تعلم إلى أين ستذهب يا بطل وأنا سأتحدث مع أبيه وألحقك"
ركض تيم إلى الداخل دون أن يتم إيقافه من الأمن فهو أصبح معروف لديهم.. اقترب من يامن ليلقى التحية عليه قائلا "سأتأخر أنا وتيم بالخارج سنأخذ سما ونتنزه ونتناول عشاءنا"
رد يامن باعتراض "ولكن مدرسته"
أشاح سيف بيده باعتراض "أي مدرسة إنه بالصف الأول لا تضيق الخناق على الصبي"
ضحك يامن قائلا بسخرية "يبدو أنك كنت من محبي الدراسة"
مط سيف شفتيه قائلا باستهزاء "للغاية كنت أحبها حبا لا أستطيع أن أحكى لك عنه"
ضحك يامن بمرح بالغ وسيارة ذات صرير مزعج تقف بجوارهما بتهور، نزل هادي بغضب من سيارته دون أن يغلقها.. هتف يامن بقلق وهو يطالع هيئة هادى الغاضبة "هادي هل حدث شيء؟"
اقترب منه هادي ليلكمه على وجهه بغضب وهو يهتف بألم وعذاب لمع بين عينيه "لماذا فعلت بي هذا يا يامن؟ لماذا أخفيت عني وأنت كنت تعرف ظروف حياتها... تركتني أتعذب وأنت كان بيدك كل الحل"
حاول سيف التدخل ولكن منعه يامن وهو يقول بهدوء "ما الذى حدث يا هادي؟"
كشر هادى عن أسنانه وهو يميل برأسه يضرب يامن في أنفه قائلا بنبرة عنيفة "ما حدث أنك كسرت صداقتنا"
مسك يامن أنفه التي تنزف وهو يتابع مغادرة هادي المتفجر بالغضب، غضب يعلم أنه موجه لنفسه وأن ما فعله الآن ما هو إلا محاولة فاشلة للتفريغ عن هذا الغضب.. هتف سيف بغضب "ما هذا الهمجي؟"
رد يامن بنبرة هادئة وهو يخرج منديلا يضعه على أنفه "إنه غاضب وأثناء غضبه يبالغ بردة فعله"
مال سيف قائلا باهتمام "هل أنفك بخير؟"
رد يامن ببساطة "نعم لا تقلق"
*********
بعد يومين أوقفت يقين سيارتها جانبا وهى تأخذ نفسا عميقا، لقد أتت لزيارة مكتبه للمرة الأولى ولكنه ليس هدف تلك الزيارة، لقد أتت خصيصا لزيارة هادى؛ لتعلم ما الذى يريده من روهان وتحذره من إيذائها، هل يظنها بلا عائلة تستطيع أن تأتى بحقها من بين عينيه، زفرت أنفاسها كلها دفعة واحدة في زفرة حارة، ابتسمت وهى تميل على تيم تفك حزام الأمان قائلة بمرح "لقد وصلنا"
فتح باب السيارة وهو يقفز منها كعادته الشقية لتقول بتأنيب "تيمو ماذا قلنا عن النزول كهذا؟"
وقف بمحله قائلا بوداعة "أسف"
ابتسمت له باتساع وهي تتأكد من إحكام غلق السيارة، لتمد يدها تمسك بيده وهو يتحرك معها بشقاوة، صعدا للأعلى وهي تخفض رأسها له تتحدث معه بحلاوة، لتجفل وهي تتراجع خطوة للخلف وأحدهما يتفادى الاصطدام بها، رفعت عينيها الغنية باللون البني تنظر من بين رموشها لمن تراجع للخلف خطوة قائلا بصوت متزن "اعذريني كنت متعجلا قليلا"
كادت أن تتحدث إلا أن تيم هتف بفرحة "أبيه نادر"
خفض نادر عينيه للأسفل ليفتح ذراعيه لتيم قائلا بفرحة مماثلة "تيمو اشتقت إليك"
قفز تيم متعلقا بعنقه قائلا ببراءة "وأنا كثيرا"
ثم أكمل مثرثرا "لقد أتيت مع أبلة يقين لرؤية أبيه"
غمغم نادر بمكر "أبلة يقين"
ليلتفت إليها مرحبا بها بخفة "أهلا آنسة أنارت المكتب تفضلي"
دلفت يقين خلفه وهو متجه إلى قاعة الاستقبال قائلا "أحلام أوصلي الآنسة إلى غرفة يامن"
ثم التفت إلى تيم قائلا بنبرة حانية "وأنت يا بطل هيا لنلعب سويا"
ردت يقين باعتراض "أنا أسفة لا أستطيع تركه معك أنا لا أعرفك"
أجابها نادر بهدوء "أنا الشريك الثالث بالمكتب وأعرف تيم منذ زمن لا تقلقي عليه"
هتف تيم بخفة "رجاء سألعب مع أبيه لم أراه منذ زمن طويل واشتقت إليه كثيرا"
نظرت للرجاء بعين تيم ليقول نادر بطمأنينة "لا تقلقي عليه إنه بأمان معي"
منحته يقين إيماءة رقيقة وهى تخطو خلف الفتاة بخفة تماثل النسيم في نعومتها، ليهمس لنفسه بإعجاب لا حيلة له به "يقين!! جنية يامن؛ تستحق لقبها بكل تأكيد"
دقت أحلام باب يامن ليسمح لها بدخول وهو منكب على ملف يدرسه بعناية قائلا بذهن مشغول "ماذا هناك أحلام"
أجلت حلقها قائلة بمهنية "هناك زائرة لك باشمهندس"
لم يرفع وجهه إليها وهو يقول بجدية "رجاء أجلي أي مواعيد مشغول للغاية"
ردت يقين تلك المرة بحرج "في تلك الحالة أراك بالبيت"
تجمدت يده التي تتلاعب بالقلم أثناء قراءة ما أمامه، وسكنت خلجاته لبرهة غير محسوبة قبل أن يرفع رأسه سريعا قائلا بعدم تصديق "يقين هذه أنتِ"
ابتسمت له ابتسامة ساحرة لينتفض واقفا بترحيب "تفضلي"
ردت برقة "أنت مشغول ربما أمر عليك بوقت لاحق"
دارت عينيه عليها بذلك الفستان المشرق بتنورة صفراء تنتهى بشريط كحلى إلى ركبتيها، وصدره من اللون الكحلي بكم واسع يصل لمفصل الكوع من نفس اللون وعلى نهايته لف شريط أزرق، قائلا بنبرة سريعة "كلا تفضلي ليس هام لتلك الدرجة"
ضحكت برقة وهى تدلف للداخل قائلة بنعومة "لن أعطلك كثيرا"
التفت لأحلام الناظرة لهما بفضول قائلا "أحضري عصير طازج"
تلفت يقين من حولها قائلة بإعجاب "لقد أعجبني تصميم المكتب كثيرا"
رد بصوت هادئ وهو يجلس على الكرسي المقابل لها "إنه عمل أروهي بالكامل"
تحكمت بنبضات قلبها الموجوعة وهى تجيب بزهو رغم عنها "إنها موهوبة"
هز رأسه موافقا وهو يجيب "نعم وهادى ساعدها على تنمية مهارتها في العمل حتى أصبحت ذات اسم معروف"
أومأت برأسها والباب يفتح وتدلف منه أحلام حاملة لها كوب عصير طازج وضعته أمامها، لتقول بتذكر قلق وهى تراقب الباب يغلق "لقد قابلت شاب نحيفا بالخارج ناداه تيم نادر وقد أصر على البقاء معه"
ابتسم مجيبا بحنان "لا تقلقي تيم بأمان معه"
أهدته ابتسامة غلبت لبه من جمالها وهى تدور بعينيها بعيدا بارتباك.. لتقع على لوحتها التي طلبها منها وهى أهدتها له بطيب خاطر، فعلى كل حال كانت لوحة بغيضة وكريهة إلى نفسها، لتقول بتعجب "هذه رسمتي أليس كذلك؟"
أجاب ببساطة وهو ينظر للوحة بنظرة محترقة "نعم هي"
ردت باختناق داهم صدرها "ولكنها كئيبة غير متناسقة مع التصميم العام"
رد بخفوت وعينيه ما زالت عليها تلك الفتاة المنزوية بركن تبكي بمفردها، يشعر بألفة غريبة تجاهها ربما لأنه يعلم أنها قصدت نفسها بها، فيشعر بالألم لتوجعها أو هذا الإحساس البغيض أن له يد بوجعها "تذكرني بخسارتي يقين"
ردت وهى تعقد حاجبيها بقوة "وهل ستظل تبكى على الأطلال"
رد بانعقاد حاجبين يماثل خاصتها "هل ستفعلين أنتِ؟"
ردت بقوة يعلم يقينا أنها تمتلكها ولكنها تختفي تحت ستار رقتها الطبيعية "أنا أحاول يا يامن لا أتذكر أنى أنجح كثيرا ولكن أحاول النسيان والهروب بقلبي من هذا الألم، تلك اللوحة كانت محاولة لإزالة ضيق اكتنف صدري حينها، ولولا أنك طلبتها كنت سأحرقها كما أفعل بكل لوحة أفرغ بها شحنات ألمي"
استند بمرفقيه على ركبته قائلا بتفكير وهو يضع يده أسفل ذقنه "حاولت كثيرا قديما ولكني لم أفلح، لو رأيتها لمرة واحدة بعد غياب شهور كان شعوري يتجدد تجاهها ثانية وبصورة أعنف، إذا ماذا أفعل وقد أصبحت قريبة منى أراها وأتحدث معها يوميا"
ردت بحزن وهى تضع كوبها "لماذا لم تحاول التقرب منها؟"
رفع أهدابه إليها بنظرة أرجفت قلبها "لأنى أضعتها منذ البداية، كنت خائفا أن أؤذيها وما زالت خائف أن أفعل إن اقتربت منها"
عضت شفتيها بحنق تمنعها بقوة من الحديث ليحثها بنبرة هادئة "أفرجي عن كلماتك يقين لا تكتميها"
همست بتردد "لن تغضب"
هز رأسه نفيا قائلا بتأكيد "أبدا"
نظرت للوحة ثانية بنظرة سريعة منقبضة لتعود بعينيها إليه قائلة بنبرة قوية حازمة "هذا جبن يا يامن وهو صفة أبشع بقليل من الخوف، اعذرني فيما سأقوله ولكني سأخبرك ما داخلي دون تجميل.. ما فعلته وتفعله ليس له إلا اسمين.. إما إنك تستخدم ما حدث بين والديك كعذر لتعلق عليه خسارتك.. أو أنه شكل لديك عقدة نفسية حقيقية وفى هذه الحالة أنت بحاجة إلى مساعدة طبية"
أطرق برأسه أرضا مفكرا ليرفع رأسه إليها متسائلا "لو أنتِ في محلي ماذا كنت ستفعلين؟"
أجابته دون تردد "كنت حاربت لأجل من أحب"
تنهد سائلا بعبوس "لماذا لم تفعلي؟"
ابتسمت ابتسامة حزينة قائلة بهمهمة حزينة "لأنى لست محلك"
ابتسم دون مرح لتسأله "هل باشمهندس هادى بمكتبه؟"
رفع رأسه متسائلا بتعجب "هل تريدين شيء منه؟"
أجابته برزانة "أريد الحديث معه قليلا إذا أمكن"
اشتعل فضوله ولكنه لم يجادل وهو يقول بهدوء "تفضلي أوصلك إلى مكتبه"
***********



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-21, 10:25 PM   #208

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

طرق يامن مكتب هادي ليسمح هادي للطارق بالدخول.. دلف يامن وخلفه يقين سائلا بحيرة وهو يجد المكتب فارغ إلا منه "أين أروهي؟"
رفع هادي رأسه بغضب ما إن سمع صوت يامن سأل بعنف "ماذا تريد؟"
أجفلت يقين من عنفه ورمش هادي بصدمة وعينيه تلتقي بعيني يقين، قائلا بصوت حاول إخراجه لبقا "مرحبا آنسة يقين.. روهان بمكتب المتدربين بالأعلى"
أفرج ثغرها عن ابتسامة خفيفة قائلة بنبرتها الرقيقة "مرحبا بك.. هذا جيد لأنى أريد الحديث معك قليلا ولا أريدها أن تعلم شيئا عن حديثنا"
التفت بعينيه إلى يامن متسائلا عما يحدث.. ليرفع يامن كتفيه بعدم معرفة قائلا "يقين أرادت الحديث معك قليلا، سأذهب لأري تيم بعد إذنكما"
خرج يامن ليقول هادي بكياسة "تفضلي ماذا تشربين؟"
جلست قائلة بخفة "لا شيء أنا أريد الحديث معك لبضع دقائق فقط"
جلست على المقعد المواجه لمكتبه قائلا بحذر "فيما أرادت الحديث"
أجابته بكلمة واحدة فقط "روهان"
توتر بجلسته قائلا بصوت دعي الله أن يخرج ثابتا "ماذا عنها؟"
أجابته مباشرة بنبرة جادة "ماذا تريد منها باشهمندس؟"
تماسك كي لا يعض شفتيه من التوتر الذى يجاهد لإخراجه قائلا بنبرة مهتزة "إنها زميلتي بالمكتب"
أخذت نفسا عميقا قائلة بهدوء وعينيها تناظره بقوة ذكرته بشقيقتها "أنا لا أحب اللف والدوران باشمهندس.. ولست غافلة عن نظراتك إليها، ولا حتى عن طريقة تفكيرك عنها.. ولا عن الألم والأذى الذى تسببه لها.. روهان في مقام أختي الصغيرة ولن أسمح لأيا كان أن يؤذيها"
قاطعها قائلة بتأكيد قاطع.. وفكرة أن أفكاره عنها قد تكون مكشوفة بهذه الطريقة أرعبه "لا أريد ولا أحب أن أؤذيها"
"إذا أخبرني صراحة ماذا تريد منها"
أخذ نفسا عميقا وهو يميل للأمام مستندا بمرفقيه على مكتبه قائلة بنبرة واثقة "أنا أحببتها آنسة.. أحبها بكل صدق وأريد الاقتراب منها وتعويضها عن كل ما عانته"
أجابته بقوة لا تلائم بشاشة ملامحها وهى تكتف يديها على صدرها "الاقتراب في عائلتنا لا يتم إلا من خلال طريقة واحدة، فهل أنت مستعدا لتلك الخطوة رغم نظرتك الدونية لروهان"
دعك صدغه بقوة قائلا بثقة "نعم وكنت سأفاتح والدي في الأمر، وبالنسبة لتلك النظرة الدونية فهي ذنب سأظل أكفر عنه ما حييت"
ناظرته بتفكير لبعض الوقت قبل أن تستقيم واقفة قائلة بلهجة تهديدية حادة "حسنا باشمهندس.. ولكن اليوم الذى ستنزل به دمعة أخري من روهان بسببك.. سأخبر والدي وعماي ووقتها ستعلم أن أي ما كنت سأفعله أنا أو أحد أخواتي لا يقارن مطلقا بما سيفعلونه بك"
هز رأسه موافقا وقلبه يبتسم أنها وجدت عونا ودعم تحتاجه كثيرا ليقول وهو يستقيم واقفا مقابلا لها "لن أحزنها ثانية أعدك"
ملئ الشك عينيها قبل أن تقول بلهجة حذرة "سأحاول الوثوق بوعدك.. بعد إذنك سأغادر"
هم أن يلف كي يوصلها لمكتب يامن لتقول برقة "لا داعي أعرف طريقي جيدا"
***********
بعد ساعة من مغادرة يقين للمكتب فتح هادي باب مكتب يامن دون طرق، ليلقى على المكتب أمامه ملف قائلا "هذا النتيجة النهائية التي توصلت لها أنا وروهان فيما يخص مشروع شركة الأسمدة"
والتفت مغادرا دون أن يمنحه فرصة للرد.. ليقول يامن بغيظ وهو يدور حول مكتبه "توقف عن التصرف كالأطفال"
توقف هادى هامسا بنبرة مهتاجة "أطفال!!! وماذا عن خداعك لي؟"
أجابه يامن باستنكار "أي خداع هل تصدق نفسك؟"
رد هادي بعنف وهو يركل المكتب بغضب "كنت تعلم كل شيء عن حياتها ولم تخبرني"
أجاب يامن بقوة من بين أسنانه "ليس من حقي إخبارك من عدمه"
صمت ليكمل بنبرة أهدأ قليلا "إنها حياتها هي.. تخصها هي، لست مخول للإجابة عن سؤال يخص حياتها.. لا أتحدث عن حياة أحد وأقتحم خصوصيته دون إذن، تعلم أنه ليس طبعي"
ردد هادي بعناد "سألتك ولم تجيبني"
رد يامن باستهزاء "سألت وكأنه واجب مفروض عليك.. لتسكت ضميرك فقط ولكنك لم تلح في السؤال حتي"
تمسك هادي بظهر المقعد أمامه.. مطرقا برأسه أرضا ينفث أنفاسه اللاهثة حمما غاضبة.. فيقول يامن بيقين "أنت غاضب من نفسك"
رد هادي بتعب "فوق ما تتخيل"
اقترب يامن مربتا على كتفه بعطف قائلا بلين "هون عليك حبيبتك ما زالت في مدارك ويمكنك ببعض الحب أن تمحو كل ما ارتكبته في حقها"
أومأ هادي برأسه إيجابا قائلا بخفوت "سأفعل بالتأكيد"
التفت ليغادر عائدا لعمله ثم توقف قائلا برجاء "يامن حارب عقدك ولا تضيع الفتاة من بين يديك"
رد بضيق "لقد ضاعت يا هادي"
عقد هادي حاجبه متسائلا دون صوت فيجيب يامن بصوت امتلئ بهمه "قلبها معلق بأخر"
صُدم هادي رافعا عينيه إليه بشفقة سائلا "هل تقدم لها؟"
هز يامن رأسه نفيا قائلا بألم "من تحبه لا يحبها أنا وهى متشابهان في تلك النقطة"
ابتسم هادي نصف ابتسامة قائلا بتشجيع "إذا انتزعه من قلبها وازرع نفسك محله"
رد يامن بأمل "هل يمكن هذا؟"
رد هادي بهدوء "القلوب بيد الله يا يامن، من ألقي في قلبها حب الآخر قادر على أن ينزعه ويلقي بحبك فى قلبها"
أغمض يامن عينيه قائلا بأمل "اللهم أمين"
***********
كانت سما مستلقية على السرير على بطنها تتصفح حاسوبها وهى تتحدث مع ناردين عبر أحد مواقع الدردشة، حديث هزلي ممتع يتبادلون الضحكات فقط، وجدت منشور أعجبها على صفحتها لتقرر إرساله إلى ناردين، التفتت على صوت نداء والدتها ضغطت زر الإرسال على عجلة، وهي تقفز من على السرير ملبية نداء والدتها غير منتبهة أنها في ظل تعجلها قد بعثتها لسيف.
جالسا بين أصدقاءه في أحد المقاهي الشعبية يضحك بصخب.. وقد وقع أحد رفقائه فريسة لسخريتهم وصار تسلية جلستهم، ارتفع صوت هاتفه يعلن عن وصول رسالة، اتسعت ابتسامته وهو يجدها من سما فتحها ليتجهم وجهه بغضب، وهو يجدها ترسل له صورة رجل يجلس متربعا خلف سيارة، ومكتوب عليها النعمة عندما تُلقي؛ اشتعل قلبه بنار غاضبة من غيرته عليها، ليبعث لها برسالة عنيفة "هل جننتِ يا أستاذة من هذا؟"
هز قدمه بعصبية وهو ينتظر ردها الذى تأخر قليلا، سأله أحد رفقائه إن كان حدث شيء أزعجه، ليهز رأسه نافيا وعينيه تتفقد هاتفه بانتظار رسالتها.
عادت سما للغرفة بعد أن أنهت ما طلبته منها دارين، فتحت شاشة حاسوبها متوقعة رد ناري بشقاوة كعادتها، لتتفاجأ برسالة من سيف ابتسمت باتساع لقد اشتاق لها.. اتسعت عينيها وهى تقرأ رسالته رفعت عينيها لترى أنها أرسلت له الرسالة بدلا من ناري، لتبعث له سريعا مبررة بحماقة "سيف لا تفهم خطأ، إنه ممثل أجنبي وكنت أبعثها لناردين على سبيل المرح ليس أكثر"
جاء الرد سريعا "مرح!! أتسمين هذا مرح يا حمقاء؟"
بعثت سريعا برجاء "سيف لا تغضب لم أقصد"
عبس باعثا لها برده الناقم "تتغزلين برجل آخر وأنتِ زوجتي.. وأنا لا أيجب أن أغضب"
دمعت عينيها حزنا لقد كانت تمزح مع ناردين كيف انقلب الأمر عليها.. أخرجت هاتفها وضغطت أيقونة الاتصال وانتظرت أن يجيبها.. ولكن الرنين انقطع دون أن يجيب لتعيد المحاولة فتحصل على نفس النتيجة، بعثت له ثانية برجاء متوسل "أجب الهاتف رجاء يا سيف"
أتاها الرد الساخط "لا أريد الحديث معك الآن؛ ولا تعيدي الاتصال كي لا أغلق الهاتف"
ألقت الهاتف بعنف بجوارها وهى تجذب الغطاء فوق رأسها بحزن، تسيل دمعاتها بنبرات حزينة، لقد أغضبته ثانية.. إنها حمقاء وغبية ولكنها تحبه كثيرا، وتشعر بالألم لغضبه.. ودون أن تدري ذهبت في نوم عميق ودموعها تلطخ وجهها، استيقظت ضائقة وقلقة قبيل الفجر بقليل.. استقامت جالسة تدلك صدرها لتعود لها ذكري ما حدث قبل نومها، عادت للبكاء ثانية وهى تشعر بطعم خسارته ثانية في حلقها، جذبتها هاتفها تطلب رقمه دون مراعاة للوقت.
كان جالسا في شرفته والنوم قد جفاه عقابا له على جفافه معها، ماذا كان ليحدث إذا كان أجاب هاتفه وتحدث معها، ولكنه خشي أن يجرحها في تلك النوبة الغاضبة التي انتابته، لم يظن للحظة أن للغيرة هذه الأنياب المتوحشة.. وهو الذى لم يجربها قبلا؛ زفر بضيق اكتنفه شاعرا أنها ليست بخير، ماذا كان ليحدث له لو كان حدثها واحتواها كعادته، رفع هاتفه يرى الوقت ليجده غير مناسب للحديث معها، ألقي هاتفه مقررا أن أول ما سيفعله صباحا أن يهاتفها ويطمئن عليها، ألقى رأسه على المقعد الجالس عليه منتظرا طباشير الصباح على أحر من الجمر، انتفض قلبه بقلق مع رنين هاتفه بنغمتها المخصصة، التقط الهاتف قائلا بلهفة "سما ماذا حدث؟ أنتِ بخير؟"
ارتفعت شهقات بكاءها قائلة بصدق من بينهم "أنا أحبك كثيرا سيف ولا أريد خسارتك أبدا"
ابتسم بحنان قائلا بنبرة حانية محتوية كعادته "اهدئي يا عمري من قال أني سأسمح بخسارتك"
ابتسمت من بين دموعها قائلة بأمل "حقا؟"
قهقه ضاحكا قائلا بحب "طبعا يا سمائي هل عندك شك؟"
هزت رأسها نفيها دون أن يراها قائلة بسعادة وهى تمسح دموعها "أبدا أبدا.. سيف حدد مع بابا موعد لعرسنا في أقرب وقت، أربعة أشهر بعيدة كثيرا وقد يحدث بها أي شيء"
ابتسم ذاهلا بعدم تصديق قائلا "هل يناسبك الموعد بعد شهر؟"
ردت سريعا "نعم يناسبني"
ابتسم وهو يجيب بفرحة "حسنا لنجمع العائلة ونخبرهم بقرارنا.. شهر وتكوني بمنزلنا"
***********

نهاية الفصل

يا حلاوتك يا سما خطبتي الواد وقدمتي معاد الفرح يا خوفي منك


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-21, 11:03 PM   #209

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع والعشرون
(لا سلطة لنا على القلوب هى تنبض لمن أرادت.. ومتى ما أرادت.. وكيفما أرادت.. بعضهم ينبض القلب له.. وبعضهم ينبض القلب به.. وبعضهم هم نبض القلوب)
منقول

دخل هادي إلى المطبخ بحلته الزرقاء وهو يقول بنزق "ميس أغلقي لي أزرار هذا القميص الغبي"
التفتت إليه وهي تنهى تنظيف المطبخ كاتمة ضحكتها بقوة.. فهادي يكره تلك الحلة الرسمية والتى يضطر إليها فى بعض الأحيان.. لتقترب منه وتبدأ بإغلاق الأزرار بشكل سليم متسائلة "إلي أين بهذا التأنق البالغ؟"
رد ببساطة وهو يقف باستكانة لها "لدى عشاء عمل"
ابتسمت له بحلاوة وهى تقول بخفة "تبدو وسيما أبيه"
داعب وجنتها برقة قائلا بحنان "عيونك الجميلة يا صغيرتى"
تخضب وجهها بحمرة مبهجة لتبتعد قائلة "انتهيت تبدو رائعا"
قبل جبهتها بامتنان قائلا بحب "شكرا ميس.. بابا بغرفته أليس كذلك؟"
هزت رأسها إيجابا ليقول برجاء "أعد لي كوب قهوة إلى أن أتحدث قليلا مع بابا"
أجابت بطاعة "حاضر فقط أنهي تنظيف المطبخ أولا"
ابتسم لها وهو يلتفت ليغادر إلى غرفة والده ثم عاد إليها ثانية قائلا "ميس لدى دعوة لعرس بعد أسبوع هل تأتين معي؟"
التفتت له بسعادة قائلة بفرحة "طبعا"
هز رأسه قائلا بلطف "جيد سنذهب غدا لنشتري فستانا جديدا لك"
ركضت إليه تطبع قبلة رقيقة على وجنته هاتفة بشكرها.. ليبتسم لها وهو يأخذ نفسا عميقا بتوتر بالغ.. اليوم سيأخذ رأي أبيه فى أمر زواجه منها لم يعد له القدرة على البعد ثانية.. أحبها سابقا بهيئتها التى لم يتقبلها عقله.. وأحبها الآن وهى تثبت أقدامها فى مجتمعه تتغلغل داخله بكل قوتها.. وتزرع نفسها عميقا داخل بقعة مضيئة مخفية من روحه.. لن تنتزع إلا بانتزاع روحه من جسده.. عليه إقناع والده بها.. اختيار كلمات أنيقة يقنعه بها.. فوالده سيؤثر سعادته على أى شئ عداها.. ربما لو كانت والدته ما زالت على قيد الحياة كانت لتكون المشكلة الأكبر..
سيدخل الآن يخبر والده أنه استقر على قرار قلبه.. وأنه يريد الاستقلال أخيرا مع مليكة قلبه وروحه.. طرق الباب ليسمع صوت والده يسمح له بالدخول؛ زفر كل أنفاسه قبل أن يفتح الباب ليجد والده جالسا بكل هيبته التى ترعبه على السرير يقرأ كتاب بين يديه.. جلس على طرف السرير مغمغا بتوتر "هل أستطيع الحديث معك فى أمر هام"
أغلق والده الكتاب ووضعه بجواره قائلا ببساطة "قل ما تريد"
ابتسم ببلاهة وهو يفرك شعره بيديه عدة مرات بحرج.. لم يكن يعلم أن الأمر بهذه الصعوبة، ما بك يا أحمق؟ أخبره أنك تحب وتريد الزواج والاستقرار ما وجه الصعوبة فى هذا؟ تأفف وهو يهز قدمه بعصبية بالغة حتى أن السرير قد اهتز معه.. ضربه والده على قدميه قائلا بحدة "اثبت ما بك؟ ما الذى يجعلك متوترا هكذا؟"
عاد يبعثر شعيراته الناعمة لتتبعثر بفوضي مضحكة، فتح فمه كسمكة تنازع لالتقاط بعض الهواء الكاذب.. أشاح بعينيه يرتب الكلمات فى عقله حتى يخرجها أنيقة لبقة، نظر والده له باستغراب قائلا بتعجب "ما بك يا هادي؟ مرتبكا هكذا!!"
رد باندفاع عفوى "يا حاج أحمد دعني أرتب أفكاري كى أخبرك ما أريد"
أومأ والده بهدوء منتظرا منه الحديث، بينما هو عاد يقبض يده المفرودة على ركبته ويبسطها بتتابع، قائلا بثقة مهزوزة بعض الشئ لم يكن يظن أن الأمر محرجا لهذا الحد "أنا أفكر فى الزواج والاستقرار منذ مدة، لقد بنيت نفسي وأستطيع القيام بكل مصروفات الزواج.. لذا نعم أنا أفكر بالزواج"
مط الحاج أحمد شفتيه قائلا بهدوء "جيد؛ بل أكثر من جيد.. من الفتاة؟ أهى المناقضة لمجتمعك أم غيرها"
زفر بسخط قائلا بغيظ "قلبي ليس حافلة يا أبي.. يستقله من أريد وألقى من أريد منه، إنه قطعة عضلية غبية لا تهتم بأى شئ غير رغباتها فقط.. ويحترق كل عضو غيره"
ضحك والده بصوت مرتفع للغاية قائلة بتسلية "ويبدو أنه قد فرض رغبته عليك"
أخذ نفسا عميقا قائلا ببساطة "نعم قد فعل"
ابتسم والده قائلة بنبرة شديدة الهدوء "رائع كان اسمها روهان أليس كذلك؟"
أجابه بعفوية "نعم رهان"
قطب والده قائلا بذهول "رهان!!!"
أشاح بيده قائلا بحنق "لا تعلق كثيرا يا حاج"
ضحك والده قائلا بحنان "حسنا أخبرنى عنها تلك الفتاة التى سرقت قلب ابنى العنيد"
ابتسم باستهزاء قائلا بسخرية "من الواضح أنه ليس بعنيد لقد وقع كمغفل من أول مرة أبصرها، إنها طفلة يا أبي بل أشد نقاء وبراءة من الأطفال"
صمت مبتسما وذاكرته تعود به إلى أول مرة رأها بها، كانت كقمر سطع فى ظلمة ليله التى لم يعلم عنها شيئا إلا عندما رآها، كظل بارد ظل يدعو كثيرا أن يظهر فى يوم شديد الحر، كانت بريئة بارعة الجمال، عينيها بركة صافية من غيوم السماء، كانت نبضته التائهة وضلعه الغائب الذى ضاع منه، ابتلع ريقه بمشقة فرغما عنه كانت نور اخترق قلبه، نور شديد السطوع ومن شدته أعمى عينيه، عن حبه لها واحتياجه الشديد إلى نقاء روحها، كاد أن يكمل حديثه إلا أن طرقا على الباب قاطعه، رفع رأسه على صوت شقيقته تعطيه كوب قهوته "تفضل أبيه"
رد بابتسامة صغيرة "سلمت يداك حبيبتى"
ابتسمت وهى تستأذن للخروج ليرتشف رشفة من كوبه، قائلا بحب وهو يدير عينيه لوالده "اسمها روهان زميلتنا فى المكتب، أحبها قلبي فور رؤيتها شعر أنها ملكه، خاصته.. دقة منه لا أعلم هو آلفها قبل أن أدري، والدها رجل أعمال بايرلندا"
صمت ليأخذ نفسا عميقا ثم قال بتوسل صريح "لا تحكم عليها مثلما فعلت أنا دون أن أتفهمها"
ضيق والده عينيه قائلا باستفهام "لماذا أشعر أن هناك ما لن يعجبني"
أخفض عينيه يراقب وجه القهوة الذى بدأ فى الاختفاء، ثم رفع عينيه لوالده قائلا بمرارة لمعت فى عمق عينيه "كنت أظنها مدللة بل شديدة الدلال أيضا، منحلة ربما ظننت بها كل الصفات البشعة التى تستطيع تخيلها لمجرد أنها كانت مختلفة، ومجرد معرفتي أنها كانت تعيش بمفردها أكدت تلك الفكرة عنها"
همس والده بخفة "بمفردها"
ارتبك ليجيب سريعا "كلا ليس تماما"
نظر له والده رافعا حاجبيه ليعود قائلا بنبرة مهزوزة قليلا.. بأول كذبة تبادرت لعقله "إنها قريبة الخالة حياة والدة يامن، كانت تسكن معها ذات العمارة، نعم لذا لم تكن تعيش بمفردها تماما.. وعندما عدنا سكنت معها ببيت عائلتها"
لم يقتنع الحاج أحمد بما قاله ولكنه ترك الأمر الآن ليقول بخفوت "وما الذى غير نظرتك لها"
ابتسم ابتسامة هائمة لم تخفى على والده.. ليبتسم ابتسامة خفيفة مراقبا اضطراب ابنه.. وسعيدا بتلاعبه به فتلك الحالة التى بها ابنه نادرة الحدوث، ربما لو كان تزوج بطريقة تقليدية لم تكن لتكون تلك حالته.. انمحت ابتسامته وهادي يلتفت له قائلا بثقة "هي؛ هي يا بابا رقتها، طبعها اللين، قلبها الطيب، التزامها الذى لم أكن أعلم عنه شيئا، صفاء روحها.. نبل أخلاقها وتسامحها، أنا جرحتها كثيرا يا بابا ورغم كل هذا هى سامحتنى دون أن أطلب منها المسامحة حتي، لقد أهملها أهلها ولكنها حافظت على براءتها ونفسها رغم كل شئ، أنا أحبها أكثر من نفسي، لا أستطيع خسارتها لقد جربت الأمر مرة ولست مستعد لتجربته ثانية"
لم ينتبه للمعة الحنان التى توهجت فى عين والده الذى قال بصوت هادئ "أريد مقابلتها"
ابتلع ريقه بصعوبة قائلا بارتباك "سأتدبر الأمر"
رد والده بجدية "بشكل رسمي يا هادي، وبمعرفة عائلتها.. ألا تقول أن لها عائلة هنا"
رد سريعا "طبعا بابا سأفعل فى أقرب وقت بإذن الله، سأغادر لدي عمل"
رد والده فى هدوء "فى حفظ الله"
استقام واقفا وخرج وهو يدعو داخله بجنون "يا رب اجعلها من نصيبي"
***********
انطلقت الضحكات صاخبة فى حديقة المنزل حيث اجتمع الشباب مع العائلة.. بعد رسالة سيف الذى طلب تجمعهم لأمر ضرورى.. عدا روهان التى لديها عشاء عمل مع هادي.. نظر يزن لأخوته الأصغر منه كل منهما يحتجز زوجته بجواره ما عداه... طالع زوجته التى لا تخلف عادتها المدللة أبدا... تجلس دوما بين ذراعى أبيها... بلوته الحمقاء لم يجلس اليوم معها إلا صباحا وباقي اليوم كلاهما كانا منشغل.. وبدل من الجلوس بين ذراعيه منحته قبلة ترحيب.. وركضت تجلس سريعا فى حضن أبيها بدل من حضنه..
تلك البلوة ماذا يفعل بها!! أيقتلها ويرتاح منها ولكنه جرب الابتعاد ولم يرتح... وكيف يفعل وحبيبته مليكة قلبه بعيدة عن رؤياه... لقد جرب بنفسه وعانى الأمرين... ستظل صغيرته.. غبية.. مجنونة... عديمة الفهم وبطيئة الاستيعاب.. ولكن ماذا يفعل وهو يهوى كل تلك الصفات بها.. هو يحبها.. يعشقها ولا شك فى ذلك.. لكزه يامن مشاكسا "ما سر تلك الابتسامة البلهاء"
اتسعت ابتسامته لينظر إليه بهيام مجيبا "مصيبتى.. وبلوتى فى الحياة"
انطلقت ضحكات يامن الصاخبة كعادته كلما سمع يزن يدعو براء بذلك اللقب.. لتلتفت إليه أنظار يقين بنظرة سريعة.. وتتراقص نبضاتها على أصوات تلك الضحكات الشجية.. سارعت بإخفاء وجهها المشتعل بصدر والدها الرحب لتلتف ذراع خالد حولها بتلقائية وهو منشغل فى حديثه مع الآخرين..
ابتسم يامن للون وجنتيها الذى أطرب قلبه.. وتقافزت نبضاته للونهما وشرود عينيها.. ليتجهم مرة أخرى وهو يفكر بصخب بالغ.. أتراها تفكر بحبيبها الأحمق لذلك أخفت وجهها خجلا أما ماذا !! سيجن ويعلم من سرق قلب فراشته الرقيقة منه... ترى من سرق قلب صاحبة القلب الذهبى والعينين الفاتنتين !! من الأحمق الذى منحته صك ملكية قلبها وهو غافل غبي غير منتبه لكنزه الذى يحسده عليه.
همس يزن بتساؤل "ما بك لماذا هذا التجهم فجأة؟"
أفاق يامن من شروده هامسا وهو ينفض رأسه من تلك الأفكار مجيبا بمرارة "لا شئ لا تقلق"
لم تخفى نبرة الحزن والمرارة على يزن ولكنه قرر أن يعطيه وقته إما أن يأتى ويخبره بنفسه.. وإذا لم يفعل سيجبره على الحديث.
وفى الجانب المقابل حيث يجلس سيف بجوار إياد تساءل سيف بمرح "ما رأيك بالمطبخ"
رفع إياد حاجبه بحركته المشهورة قائلا بمكر "هل تفكر فيما أفكر به؟"
كل ما حصل عليه من سيف ابتسامة متلاعبة وغمزة عين قبل أن يقف سيف على قدميه هاتفا بصوتا عالى "سيداتى الفاتنات وهنا أقصد اللامعات تأج رؤوسنا أمهاتنا ليحفظهم الله.. قررنا نحو الشباب قرارا هاما"
ارتفعت حاسة الخطر داخل السيدات إلى أقصى درجة خاصة بعد وصلة الغزل التى ألقاها سيف لتسأل لمار بتوجس "وما هو يا ترى"
أجاب إياد بنبرة مرحة "سنريحكم ونقوم بتحضير العشاء اليوم"
ردت هنا بحزم "لا"
ليرد عمر بدلا منها بضحكة رائقة "لما لا فكرة جيدة وأنا سأساعدكم"
لتجيب هنا بذات الإصرار "قلت لا وأعنيها لن يخطو أحدكم داخل المطبخ وخاصة أنت عمر أنت السبب فى فسادهم وعبثهم هذا"
انفجر عمر ضاحكا وهو يجذب دارين إليه قائلا بنبرة عابثة "حسنا أنا سأجلس بجانب فاتنتي وامنعيهم إن استطعت"
وقف خالد أمامها قائلا بلطف "اتركيهم يا هنا يفعلون ما يبغون"
همست برجاء "لا خالد أرجوك"
رد قائلا بحب "بعد تلك المشاكل التى مروا ها هم سعداء أخيرا دعى سعادتهم تكتمل.. حبيبتى رجاء لأجلى"
ابتسمت وهزت رأسها موافقة ليصيح الشباب بسعادة بينما يهمس يامن ليزن بتوجس "ماذا هناك يزن لما أشعر أن شئ غير تحضير الطعام سيحدث"
جذبه يزن من ذراعيه ليقول ضاحكا "هيا لتكتشف بنفسك"
وقف ماهر بعد ابتعادهم ملتقطا هاتفه سألته لمار بتعجب "إلى أين؟"
أجاب ببديهية "لكى أطلب طعاما جاهزا بالطبع هل تعتقدين أننا سنجد وجبة نأكلها اليوم"
ضحكت لمار قائلة بحنان "اطلب المأكولات التى يحبونها"
هز رأسه موافقا ليفتح هاتفه طالبا الأطعمة التى يفضلونها الشباب .
******
بعد مغادرتهم همست هنا بسخط "ليتنى لم أوافقكم لو حدث شئ لمطبخى سأقتلهم"
علت ضحكات نيرة ولمار ونيرة تقول بسخرية "من ستقتلهم؟ أنت؟!"
لتجيبها لمار بنفس النبرة "هل تمزحين هنا؟ ستقتلينهم حقا؟"
ردت هنا حانقة بشدة "نعم مطبخى له الأولوية فى كل شئ"
نظرت لمار إلى نيرة قائلة بتوجس وهى ترفع حاجبها "أتلك هنا فعلا؟"
عقدت نيرة حاجبيها بتأمل عميق دفع بابتسامة أيهم للاتساع.. ثم ما لبثت أن التفت إلى خالد قائلة بتوجس "أين أخفيت هنا.. ماذا فعلت بها خالد هيا اعترف الآن"
قهقه خالد ضاحكا وهو يرفع يديه الاثنين فى علامة استسلام قائلا بمرح "برئ يا أفندم.. برئ لم أفعل لها شئ أبدا.. أين هى زوجتى؟"
تبرمت هنا قائلة بغل وهى تلكمه على كتفه "خالد"
تسائلت حياة بتعجب "ماذا هناك لا أفهم شيئا من الحديث الدائر"
أجابتها دارين قائلة بنبرة مدللة مرحة وذراع عمر يقيدها جانبه بتملك "كل ما فى الأمر أن هنا لا تحتمل أن يصاب أحد الأولاد بمكروه.. إذا جرح أحدهم جرح بسيط تبكى بدلا منه"
رفعت هنا كتفيها قائلة ببساطة "لا تحتمل أيّ أم أن يصاب أطفالها دارين.. وهؤلاء الأولاد أبنائى أنا أكثر منكم كلكم"
ردت نيرة بصوت ممتن قائلة بشكر عميق "للحق أنتِ تمتلك فيهم أكثر مني أنا ولمار هنا... وهم كذلك لا يشعرون بالراحة إلا بين ذراعيك"
ابتسمت هنا بخجل قائلة بحب "هم أبنائكم نيرة.. وأنت ولمار كنتما نعم السند لى أم وأخت وصديقة فكيف لى ألا أعتبرهم جزء منى"
مال خالد عليها هامسا بنبرة منخفضة هائمة فى دروب عشقها "أما أنت فنعم الزوجة والحبيبة والحياة بأكملها.. أحبك حبا لا يستوعبه الكون بأكمله"
احمرت خجلا كأنها ابنة العشرين وليس أم للكثير من الأولاد ذو رؤوس صلبة وطباع مختلفة.. ليقول أيهم بنبرة خبيثة وهو ينظر إلى ماهر "خالد لم يكبر بعد ما زال يتغزل بزوجته"
وقبل أن يرد ماهر صدح صوت نيرة قائلة بتبرم "وهل للغزل عمر سيد أيهم، إذا هذا سبب توقفك عن التغزل بى"
أغمض أيهم عينيه يستعيد هدوءه وقد ألف جنان زوجته قائلا بمراضاة "بالله عليك متى توقفت عن التغزل بك نيرتى"
مطت شفتيها للأمام قائلة وهى ترفع كتفيها بعدم معرفة "لا أتذكر ولكن مؤكد هناك وقت لم تقل لى غزلا ومؤكد سأتذكره وحينها سيكون عقابك مضاعفا"
نظر أيهم إلى عمر بغيظ ليرفع عمر يديه قائلا بلهجة مضحكة "البضاعة المباعة لا تسترد ولا تسترجع"
انفجر الجميع ضاحكا مع زمجرة نيرة الغاضبة ليقطع صوت ضحكاتهم الضوضاء الآتية من المطبخ لتقول هنا بيأس "لقد بدأوا.. مطبخي الحبيب أستودعك الله"
******

[/size]


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-21, 11:11 PM   #210

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

وفى داخل المطبخ اشتد النقاش على ماذا يطبخون وكل منهم يقترح اقتراح ومتمسك به بشدة همست براء ليزن "ساعدنى لأجلس على المائدة حتى ينتهوا من شجارهم"
رفعها يزن من خصرها يجلسها على المائدة ويقف أمامها مكتفا ذراعيه على صدره وهى تلف ذراعيها حول رقبته فى انتظار انتهاء النقاش .
بينما همس يامن ليقين الواقفة بجانبه وهو عاقد حاجبيه باستغراب "ماذا يحدث؟"
همست ترد عليه بملل "كحال كل مرة.. سيف وإياد لا يتفقان"
وفى المنتصف كان يقف سيف وإياد ينظرون لبعض بتحدى وكل منهما متشبث برأيه بعناد.. تقف بينهما سما وناردين يحاولان تهدئة الموقف... قال إياد بتحدى "ابتعدي نارى سوف نصنع قلقاس"
ليصرخ سيف بحدة "قلقاس ماذا يا أحمق يحتاج إلى الكثير من العمل.. سوف نعمل بطاطس"
تدخلت يقين قائلة بهدوء "اهدءا قليلا المعكرونة هى الأسهل فى الصنع.. وبجانبها سوف نصنع كيك فواكه"
صرخ كلاهما برفض ليعود لشجارهما ثانية دون الاستماع إلى كلمات التهدئة من الآخرين.. زفرت يقين بحدة قبل أن تتجه إلى الهون الحديدى التى تستخدمه هنا لدق الثوم.. وتدق عليه بقوة هاتفا بحسم حازم "يكفى كلاكما ما تقولانه لن يحدث سنقرر أنا ويزن ويامن.. وأنتما ستنفذان ولو رغم عنكما"
أطرق كلاهما أرضا بصمت ويامن ينظر لذلك الحزم المكلل لملامحها بانبهار.. حبيبته الرقيقة تحولت لحازمة فاتنة فى لحظات.. كم هى فاتنة بكل أحوالها.
وزع يامن ويزن المهام عليهم ليتجه كل ثنائى يؤدى مهمته... أخرج يامن ويقين اللحم من الثلاجة ليقوموا بفرمه وتتبيله.. كانت مشاعر يامن ويقين تتراوح بين الحب الدفين الذى يكنه كُل منهما للآخر وبالسعادة لتشاركهم بعمل شئ سويا.. احمرت يقين خجلا ودقات قلبها تتصاعد وهى تهمس بداخلها بوجل "يا إلهى كلما نبض قلبى كلما اشتعلت وجنتاى وزادت حمرتهما"
ويامن يهمس داخله بحب "فاتنة هى بكل حالاتها.. فاتنة تزيد نبضاتى وتزيدى وجعى لبعدها عنى يا رب رحمتك"
وبجانبهم وقفت براء تفكر كيف تنزل كيس الطحين من الأعلى .. همس يزن من خلفها ضاحكا "ماذا هناك يا قلب يزن؟"
همست بتبرم مدلل "لا أستطيع أن أصل إلى كيس الطحين"
ابتسم وهو يجلس القرفصاء لتصعد على كتفه وهو يقف بها حاملا إياها لتجلب ما تريد قائلة بحب "حبيبى أنت أيها الطويل الغليظ"
قهقه قائلا بعشق "وأنا أعشقك بلوتى"
جذبته من شعره ليصرخ قائلا بحنق "أحضرى ما تريدين بو لقد أوجعتى كتفى"
همست بغيظ "سأريك أيها الغليظ الماكر"
وعلى الجانب المقابل كانت سما وناردين يخرجون الفواكه ليغسلونها ويقطعونها.. قطعت ناردين قطعة مانجو ثم تذوقتها لتقول بتأوه وهى تضع قطعة بفم سما "أوووه رائعة تذوقيها"
مضغتها سما قائلة باستمتاع وهى تضع قطعة من الفراولة بفم ناردين "وتلك الفراولة لذيذة جدا"
قالت ناردين بمرح "أعطنى من ذلك التفاح حتى أتذوقه وأرى إن كانت صالح أم لا"
وظل يتبادلون قطع الفواكه ليكون مصيرها معدتهم بدلا من الكيك .
وفى الزواية كان سيف ينقى الطماطم الحمراء ليغسلها إياد ويقذف بها إليه.. وإياد يقف على حوض الغسيل يلتقطهم ويغسلهم.. قذف سيف واحدة بقوة ليكون مصيرها وجه إياد الذى صرخ متأوها.. ليقول سيف بلامبالاة رفعت ضغط إياد "عذرا إيدو لم أقصد وكذلك ليست موجعة بذاك القدر يكفى دلالا"
قذفه إياد بأخرى لتصيبه بقوة فيصرخ متأوجعا وإياد يقول بشماتة "ليست موجعة إذا"
أجاب سيف بتحدى "هكذا إذن فلتتذوق صنع يديك"
وبدء بينهما مهرجان التراشق بالطماطم والذى طال كل المتواجدين بل واشتركوا فيه.. ليتحول من مهرجان تراشق بالطماطم إلى مهرجان تراشق بالأطعمة.. استخدموا به كل ما هو موجود فى المطبخ من خضروات وفاكهة والطحين وحتى عجين الكيك الذى قاموا بتحضيره.. والغريب والعجيب أنهم كان مستمتعين للغاية بما يحدث وضحكاتهم تنتطلق قوية منشرحة خالية البال..
حمل سيف قطعة ليمون وهو ينظر إلى إياد بشر لينطلق إياد هاربا ويختفى خلف يقين أول من اعترضت طريقه تكلم سيف بغل "اخرج يا جبان"
أخرج إياد رأسه الذى أخفاه خلف يقين ليخرج لسانه لسيف ويقين بينهما ضاحكة.. استغل سيف الفرصة ليعصر الليمون بقوة.. وفى لحظة خاطفة وضع إياد يقين أمامه.. لتدخل عصارة الليمون عينيها وتنطلق صرختها بألم.. صرخة أفزعت قلب ذاك الذى كان منشغل مع يزن بمعركة طحين.. اتجه الجميع إليها وسيف يقول بأسف "أنا أسف أسف يقين يا إلهى لم أقصد.. أسف حبيبتى رجاء لم أقصد"
أجابت يقين بألم "لا عليك سيف لم يحدث شئ فقط.. خذنى لماما لمار وهى ستتصرف"
*****
خرجوا جميعا إلى الحديقة حيث يجتمعوا الكبار وقد تركوا المطبخ فى حالة يرثى لها لتتجه براء تجلس يقين بجانب لمار وهى تقص عليها ما حدث.. لتفحصها لمار بعناية وتهتم بها.. وهنا تبكى بجانبها وخالد يواسيها.. فيما دخلت دارين وعمر فى نوبة ضحك لتقول دارين من بين ضحكاتها "أرايت حياة هذا ما أخبرتك به منذ قليل"
بينما هتف أيهم بتوبيخ وهو ينظر إلى ملابسهم المتسخة والمليئة ببقع من شتى الألوان المختلفة "ما هذا المنظر هل تكبرون أم تصغرون؟"
اتجهت براء تتعلق بعنق والدها وهى تقبل وجنته قائلا بدلال "كنا نمرح قليلا بابا"
فيما تعلقت ناردين بعنقه تطبع قبلة قوية على خده الآخر "فقط بعض المرح بابا"
بينما زرعت سما نفسها بينهم وهى تحتضن جذعه قائلة بنبرة محببة "بعض المرح لا يضر بابا"
قهقه أيهم ضاحكا وهو يضم فتياته إليه المحتالات يعرفن كيف يمتصون غضبه منه.. فيما همس إياد بمواساة لسيف "لا تبتأس هكذا لم يحدث شئ"
نظر له سيف قليلا قائلا بندم "لم أقصد يؤلمنى أن من أذيتها هى يقين"
"اهدأ قليلا سيف لم يحدث شئ أنا وأنت أخطأنا غدا نحضر لها هدية ونعتذر"
بينما التهى يزن عن الشغب الدائر حوله يراقب تعابير الألم واللهفة المرسومة على وجه يامن وهو يراقب يقين ولمار تفحص عينيها.. لا يصدق ما يراها يشع بصدق بين نظراته.. هل استطعت يقين فك شفرات قلبه.. وإذا كان لماذا يتخذ دور المتفرج؟ ألا يخشي أن تضيع منه؟ عبس حائرا وهو يفكر هل يحدثه أم لا؟ لم تدم حيرته طويلا وهو يتخذ قراره ابنة عمه غالية وغالية جدا.. وهو لن يقدم على خطوة ستعتبرها تقليلا من كرامتها.
******
بعد وقت قليل توقفت سيارة هادي فى مدخل المنزل، لتنزل منه روهان غاضبة تدق الأرض بحذاءها الأسود ذو الكعب الطويل المدبب.. نزل خلفها هادي بلامبالاة بسبب غضبها، اتجهت إلى يامن قائلة بعنف "صديقك الهمجي ألغي المشروع الذى تعبنا جميعا من أجله"
عبس بتعجب متسائلا وناردين تقترب منهما شاعرة بوجود مشكلة "لماذا؟"
أشاحت بيدها حتى كادت تلطم وجه هادي الذى وقف بجوارها، ليبعد وجهه عن متناول يدها وهى تجيب بنبرة غاضبة "سله"
حدجته ناردين بنظرة متحفزة لتنفيذ قسمها، ويامن ليلتفت له متسائلا "هل تخبرني ماذا حدث؟"
قبض يده بقوة قائلا وعينيه تقدح شررا عنيفا "لأن مهندس شركتهم غبي وزائغ العينين، وددت لو فقعت عينيه ولكن انتهى الأمر لن نعمل مع تلك الشركة"
تبادل يامن وناردين نظرات مرحة وغيرة هادي تظهر نفسها بوضوح بين كلماته.. بينما شردت عين هادي إلى الوقت الذى حضر به للمنزل ليأخذها.. تذكر تحذيرات أيهم شديدة اللهجة له.. أن يحافظ عليه ويعيدها للمنزل سالمة وإلا ستكون ليلته مظلمة، حينها أعطاه وعده بالحفاظ عليها ولم يكن يعلم أنه سيكسره فى الثانية التالية، عندما ظهرت فى حيز بصره كانت جميلة بشكل لا يصدق..
تجولت عينيه بانبهار عليها بذلك الفستان غاية الجمال.. بذلك الفستان من البيج يصل لركبتها؛ بتنورة غاية فى الاتساع مكونة من طبقتين السفلية سميكة والعلوية شفافة يلتف حول طرفها شريط عريض من الفرو الناعم، يفصلها عن جزئها العلوى المحكم على صدرها بدون أكمام حزام ناعم، تمسك بيدها جاكيت جلد أسود جامعة شعرها فى عقدة أنيقة فوق رأسها

أخذ نفسا عميقا، ليفاجئ بلكزة موجعة بخصره وصوت أيهم الغاضب يدوي "وأنا الذى أوصيك بها"
انتفض ناظرا إلى أيهم قائلا بأسف "أنا أسف سأحافظ عليها"
رد أيهم بتهديد "من الأفضل لك"
اصطحبها معه إلى الحفل شاعرا بغيرة قوية تلتهم أحشاءه.. وكل تلك الأنظار مسلطة عليها ببشرتها الكريمية كبشرة الأطفال، ليأمرها بتعنت أن ترتدى جاكيتها ولا تخلعه أبدا، واحتفظ بها بجواره طوال الحفل.. لا تبتعد عن نظره أبدا.. يموت؛ يموت غيرة وهى تتعامل مع كل من بالحفل ببساطة عجيبة
وقد حظت باحترام الجميع إلا ذلك الوقح مهندس الشركة الجديدة التى سيتعاملون معها، ذلك الذى لم تنزل عينيه من عليها بنظرات جريئة وقحة لم تترك إنشا واحدا بجسدها، شعر بدمائه تفور وتغلى وهم بلكمه لولا ذرة من تعقل تمسك بها، ولكنه لم يستطع أن يمنع نفسه من إلغاء المشروع عندما طلب ذلك الوغد أن يكون التعامل المباشر من خلال روهان، لبقة الكلمات والتصرفات وأخذ يتغزل بها بكلمات مبطنة..
كان يتغزل بحبيبته بهرته المشعة وحينها لم يحتمل لذلك ألقى بالمشروع فى وجهه وغادر.. وهى خلفه ترغي وتزبد وهو لا يعيرها أى انتباه.. كانت غاضبة للغاية وهى تجده يلقي مجهود طويلا منهم جميعا، يلقي به خلف ظهره دون اكتراث أو أسباب واضحة.. وطوال الطريق إلى البيت كان مستمتع بالاستماع إلى نبرتها الغاضبة والتى لا تحدث إلا نادرا، دائما كان يشعر أنها طفلة تحتاج إليه كثيرا، وكلما تعامل معها تأكد من هذا الأمر، طفلته التى سيحميها بعمره كله.. انتبه على قول يامن لها يراضيها "لا تغضبي سأتحدث مع مدير الشركة وأتفاوض معه ثانية"
هتف هادي بغضب "لن يحدث"
رفعت روهان إصبعها فى وجهه قائلة بغضب بالغ "إياك أن تتحدث يكفي ما اقترفته من مصائب"
نظر لها بصدمة ويامن يطلق ضحكة خفيفة، بينما لم تسيطر ناردين على ضحكتها الشقية ليقول يامن بهدوء "سأطلب تغيير هذا المهندس"
جذبتها ناردين قائلة بخفة "هيا سيف لديه إعلان هام وبانتظارك حتى يقوله"
اتجهت معها إلى الجمع القريب منهم ليلقي هادي التحية عليهم بخفوت وهو يستأذن للمغادرة، وقفت روهان بعد مغادرة هادي تدير عينيها على ملابسهم المتسخة لتقول بتعجب "ماذا حدث لملابسكم؟"
أجابها إياد ببساطة "كنا نلعب واتسخت"
ردت بسخط عاتب "بدوني"
ضحك يزن مجيبا بمراضاة "سأقيم لك مهرجان ألوان تعويضا.. لا تبتئسي هكذا يا رمادية"
ابتسمت له ليوجه حديثه لشقيقه المنشغل مع زوجته بحوار هامس "لماذا جمعتنا هكذا اليوم سيف"
وقف سيف وجذب سما إلى جواره قائلا "عمر انتبه لي أريد أن أخبرك بقرار اتخذته مع سما"
ابتسم عمر قائلا باستهزاء "اتخذتموه"
هز سيف رأسه موافقا.. وهو يشدد قبضته على يدها المستريحة بين أصابعه قائلا بنبرة جدية "نريد تقديم موعد عرسنا إنه بعيد للغاية"
عبس عمر قائلا بعدم تصديق "هل تمزح"
نظرت سما لسيف برقة قائلا بدعم "كلا يا بابا الموعد بعيد كثيرا ونحن نريد إقامة عرسنا بعد شهر"
قاطعها سيف قائلا بحزم "بل أسبوعين؛ الشقة جاهزة ولا تحتاج إلا أشياء بسيطة يمكن الانتهاء منها فى غضون أسبوع"
رد ماهر بعدم تصديق "أنتما جادان حقا"
نظر عمر لهما بتفكير لتضغط دارين على يده بقوة قائلة بحنان "وافق يا عمر لقد ضاع الكثير من الوقت الذى يجب أن يقضوه سويا"
ربت عمر على يدها بين يديه قائلا بعشق "لأجلك فقط"
احتضنت سما ذراع سيف بسعادة عفوية، لينظر لها بفرحة بالغة بينما صاحت ناردين باعتراض "ولكن ماذا عن فساتيننا لم نشتريها بعد"
أجابت يقين برقة "سنتسوق الأيام القادمة إلا أن نأتى بهم جميعا"
أجابت ناردين بنفس النبرة المعترضة "ولم نخطط لحفل الحناء بعد"
ردت براء هذه المرة "لنخطط لها الليلة سويا ليست مشكلة"
كادت أن تعترض لتقاطعها هنا قائلة بحنان "هيا إلى العشاء شباب وبعده خططوا لما تريدون كما يحلو لك"
***********



يتبع على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t474767-22.html



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 02-03-21 الساعة 11:41 PM
ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:34 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.