آخر 10 مشاركات
حبوب سايتوتك (الاجهاض) للبيع في #الرياض# (0563940846) للشراء؟ حبوب سايتوتك للبيع (الكاتـب : دكتور تركي - )           »          سيدتي| حبوب اجهاض |اطلبها الان| في الرياض 0563940846 حبوب سايتوتك الاصلي للبيع الرياض (الكاتـب : دكتور تركي - )           »          تنظيم الانجاب| حبوب اجهاض للبيع في الرياض (0563940846) حبوب سايتوتك200 للبيع في الريا (الكاتـب : دكتور تركي - )           »          1112-الإستسلام - شارلوت لامب ج6 -د.ن (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          صيدلية الرياض| حبوب اجهاض |بسرية تامة| في جدة 0563940846 حبوب سايتوتك 200 للبيع جدة (الكاتـب : دكتور تركي - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          حبوب الاجهاض (سايتوتك للبيع في السعودية؟) 0563940846 حبوب سايتوتك السعودية (الكاتـب : دكتور تركي - )           »          اعلان| حبوب الاجهاض للبيع في #الرياض# (0563940846) حبوب سايتوتك للبيع في #السعودية# (الكاتـب : دكتور تركي - )           »          عيشها صح| حبوب سايتوتك النهدي للبيع الرياض 0563940846 حبوب تنزيل الحمل للبيع في الريا (الكاتـب : دكتور تركي - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-21, 10:21 PM   #101

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي


من شرفة مطبخها رأت هنا نيرة وهي تجلس باسترخاء في حديقة المنزل.. تستمتع بأشعة الشمس الدافئة وتحتسي مشروب بارد بكل استمتاع.. شعرت بالغضب من هدوء نيرة اللا محدود والذي يخرج منها شخصية لا تتعرف عليها.. لتلقي ما بيدها بغضب وتنزل لها قائلة بصراخ "نيرة"
التفت لها نيرة بهدوء قائلة بابتسامة صغيرة "صباح الخير هنون انضمي لي الجو رائع"
صاحت هنا بغضب وهي تجلس بجانبها "طبعاً تجلسين ولا على بالك ما يحدث"
همست نيرة بهدوء "ما الذي يحدث يا هنا؟"
أجابتها هنا بعنف وهي تجلس على المقعد المجاور "جُنت؛ ابنتك جُنت.. وأنت هنا تجلسين دون رد فعل"
ضحكت نيرة قائلة ببراءة مصطنعة "ماذا فعلت؟"
ردت هنا بصوت غاضب "لا تجننيني نيرة ألم تري ابنتكِ صباحاً؟"
ردت نيرة بضحكة مغيظة "رأيتها صباحاً كانت بخير ومثل الفل"
صرخت هنا بغيظ "نيرة!"
سألت لمار التي انضمت لهما بتعجب "هنا لما أنتِ غاضبة؟"
أشارت لنيرة بغيظ قائلة بحدة "اسأليها"
نظرت لها لمار قائلة بحذر "ماذا فعلتِ نيرة؟"
رفعت نيرة كتفها قائلة ببراءة "لم أفعل شيء"
نقلت لمار نظرها بينهما قائلة بريبة "فلتشرحا لي ما يحدث"
ضحكت نيرة بصخب وهنا تنظر لها بغيظ قائلة بحنق "الهانم ابنتها جُنت وهي لا تهتم للأمر.. فقط أفهميني ما بها؟"
سألت لمار بقلق "هل براء بخير يا نيرة؟ لم يحدث لها شيء أليس كذلك؟"
أجابتها نيرة وهي ترتشف من كوبها بتأني "غير أنها تعقلت لا شيء أخر"
ردت هنا من تحت ضروسها "هذا هو الأمر.. ما طبيعة هذا التعقل؟"
ردت نيرة ببساطة "ستغري زوجها.. أسفة.. طليقها ليعود زوجها"
شملت الصدمة ملامح هنا ولمار لينظرا لها كمن ينظر إلى معتوه لتضيف بسماجة "ادعي لابنكِ بالثبات لمار ابنتي تنوي أن تقضي عليه"
ضحكت لمار قائلة بصدمة "أنتِ تمزحين أليس كذلك؟"
هزت رأسها نفياً وهي تضع يدها على صدرها قائلة بجدية مرحة "أقسم لكِ هذه هي خطتها"
عبست لمار بصدمة حقيقة وهنا تسأل بسخط متهم "ومن أوحى لها بهذه الفكرة نيرة؟!!"
اتسعت ابتسامتها السمجة قائلة ببساطة بريئة "فقط عرفتها بشرع الله"
هتفت لمار بغضب "أنتِ كارثة وتأثيركِ على الأولاد كارثي مثلكِ"
التقطت هنا وسادة بجوارها لتخبطها بها قائلة بحنق "وأنا سأروض تأثيركِ هذا"
التقطت لمار الوسادة الأخرى لتضربها قائلة "وأنا سأساعدكِ"
كادت نيرة أن تختنق من ضحكاتها المرتفعة وهي تستلقي في نصف جلسة بينهما.. اعتدلت هنا بخجل وهي تلمح قدوم أيهم من بعيد.. لتتبعها لمار وهي تجلس باعتدال ونيرة تصرخ باستنجاد "أيهم انجدني منهما"
أجابها بهدوء علمت من خلفه أنه ما زال غاضباً "ماذا يحدث حبيبتي؟"
همست بطفولية "يضربونني"
رمش بعينيه ليقول بدبلوماسية "أنتن أخوات لا دخل لي بينكم"
وقفت وهي تلحق به قبل مغادرته اقتربت منه لتقول باهتمام "هل ستخرج؟!"
أجاب بهمس لا يصل لسمع لمار وهنا "هل هناك مانع؟"
هزت رأسها نفياً قائلة بحنان ويدها تمسد ذراعه برقة "لم تفطر بعد؟"
رد من بين أسنانه "سأفطر بالخارج"
ردت بخفوت تستعطفه بعينيها "أنت غاضب"
أجابها وهو يطحن أسنانه بوعيد "كثيراً ولا أطيق البقاء بعد إذنكِ"
التف بجسده ليغادر لتناديه بحب "أيهم"
التفت إليها متسائلاً لتردف بامتنان عاشقة "أحبك كثيراً"
مال مقبلاً وجنتها بعاطفة قائلاً بعشقٍ خاص بها "أنا غاضب منكِ ولكن هذا لا يمنع أنكِ كل حياتي"
عادت تجلس بجانبهما بعيون تبرق بحب لتلكزها لمار بتأنيب "تشاجرتِ مع زوجكِ أليس كذلك؟!"
نظرت لها نيرة بعدم فهم مصطنع لتتابع هنا بحنق "زوجكِ لم يهينكِ أمامنا احتراماً لكِ ولكن عينيه كانت تنظر لكِ بوعيد"
مالت قائلة بمشاكسة "شاغبته اليوم صباحاً ولكنه غضب من مزاحي البريء"
هزت لمار رأسها بيأس وهنا تقول بسخط "مجنونة لن تكبري ولن تتغيري أبداً"
نظر لهم ماهر بريبة وهو يلقي تحية الصباح متخذا جلسته متسائلاً "أين أيهم وخالد؟!"
ردت هنا "خرج أيهم منذ قليل وخالد نائم بالأعلى"
طلب من لمار بلطف "أنا جائع هل يمكن أن تعدي لي فطورا حبيبتي؟"
وقفت لمار قائلة بحب "حسنا حبيبي.. هل ستفطران أم أفطرتما؟"
ردت هنا بخفوت "لم أفطر بعد أنتظر خالد"
بينما أجابت نيرة بشكوى "أنا جائعة وانتظرت أيهم حتى نفطر سوياً ولكنه غادر"
نظرت لها بريبة وهنا تسأل بحذر "هل تركتِ زوجكِ يغادر دون فطور"
هزت رأسها بشكل طفولي لتزم لمار شفتيها بغضب وهي تغادر دون رد.. وأشاحت هنا بعينيها بعيداً بغضب أمومي وكأن ابنتها من أخطأت وتعاقبها.. ليسأل ماهر وهو يرى الأوضاع المتوترة "هل تشاجرتما؟"
وضعت نيرة إبهامها على طرف عقلة سبابتها قائلة "شجار صغير بهذا الحجم فقط"
هز ماهر رأسه بمعنى لا فائدة وصوت خالد الأجش يقول معلنا عن نزوله "لا تستطيعان البقاء أيام دون شجار.. ما السبب هذه المرة؟"
أجابت ببساطة "براء؛ هل هناك غيرها نتشاجر بسببها"
رد ماهر بشفقة "كيف حالها الآن؟!"
أجابت نيرة ببسمة صغيرة "خرجت مع سما"
ردد خالد بدهشة "خرجت!"
أجابت نيرة بضحكة مخنوقة "تجهز نفسها ثانية من أول وجديد"
ضحكت هنا رغماً عنها قائلة بتحذير "نيرة"
أجابهما ماهر بشك "ماذا يحدث؟!"
فردت نيرة يدها قائلة بنبرة مضحكة "ابنتي التي لا تتبع أوامر الله كثيراً في حياتها قررت اتباع شرع الله في أمر طلاقها.. ستقضي عدتها في بيت الزوجية"
رمش خالد بصدمة ليقول ماهر بخشية "لهذا خرج أيهم غاضباً؟!"
أجلت نيرة حنجرتها قائلة "في الحقيقة لم يعلم بقرارها بعد.. غضبه له سبب آخر"
هتف خالد بسخط "الله أكبر ليلة سوداء على رؤوسنا"
عادت لمار لتخبرهما "الفطور جاهز"
وقف خالد قائلاً بنبرة ساخطة "سأتناول الطعام حتى أمتلئ يبدو أن لا أحد سيتناول الطعام بعد الآن"
رد ماهر ببشاشة "وأنا سأتناول قدر ضئيل فأنا سأكل بالخارج مع فتاة رقيقة"
همست لمار ببسمة "يقين؟"
رد ماهر بحب "تلك الفتاة سرقت قلبي"
تخصرت لمار سائلة بشر "ماذا يا سيد؟!"
مال قائلاً بهيام "أنت سرقتِ عقلي وقلبي وروحي وكل جوارحي دماري"
ابتسمت لمار بخجل ونيرة تصدر صوتاً مرحاً لتجذبها هنا من ذراعها "هيا الفطور سيبرد"
************



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-21, 10:23 PM   #102

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

أخذ نفساً عميقاً يهدأ به وثبات قلبه الذي يقفز كمهرج مجنون بين جنبات صدره لمرآها بكل ذلك البهاء والنعومة تجلس في مقهى الجامعة.. لقد رآها في المطعم الذي كان يجتمع به بعميله بمصر.. هذا العميل صاحب المشروع الذي وافقوا عليه ليكون الاتفاق أن يأتي هو للاتفاق على كل بنود العقد.. ولكنه لم يتخيل في أكثر أحلامه جموحاً أن يراها تجلس على طاولة مقابلة لهما.. لم تراه ولكنه رآها وراقب كل همسة وحركة فعلتها حتى أن عميله قد لاحظ شروده بها.. ليتندر عليه بخفة ويمازحه بشأن الفاتنة التي سرقت عقله.. ولكنه لا يعلم أنها الجنية التي سرقت سلام حياته منذ أعوام.. عندما همت بالخروج استأذن سريعاً من صاحب العمل الذي يجلس معه ليغادر خلفها.. تتبعها ليراها تقف مشرقة أمامه ترتدي فستاناً بكمٍ قصير بلون بطيخي غامق يرسم قدها بنعومة خلابة ... يتعدى ركبتيها بالقليل وينتهي بشريط من لون الشوكولاتة قريب من لون عينيها الساحر.. ومن عند الخصر تم حزم شريط كاكاوي على هيئة فيونكة.. ومنتصف تنورته كان يلتف شريط من لون الكاكاو ترفع شعرها في ذيل حصان ما عدا تلك الخصلة التي تمردت تقبل وجهها وجبينها... لينطلق بسيارته خلفها يحتاج إلى الحديث معها، يشتاق إلى رؤيتها.. ويجبن من شوقه إلى حبها؛ وصل إلى الطاولة ليبادر قائلاً برقة "مرحباً"
رفعت عينيها البنية إليه ليضطرب قلبه كأول مرة رآها.. في أول معرض حضره لها عندما كان في القاهرة صدفة.. ليكون بعدها ضيفاً دائماً في معارضها.. سئم هذا الدور ولكنه السبيل الوحيد ليبقى على وصاله الضعيف معها.
همست برقة "مرحباً" وهي تتأمل من يقف أمامها يرتدي بذلة من الجينز الكحلي.. وتي شيرت أزرق فاتح ويمسك الجاكيت بيده.
تساءل بأمل ولهفة خفية "ألا تذكريني؟"
ابتسمت بهدوء وهي تقف قائلة بكياسة "سيد يامن إذا لم تخني ذاكرتي"
اتسعت ابتسامته وهو يمد يده لمصافحتها "نعم آنسة يقين.. هل تسمحين لي بالجلوس معكِ قليلاً؟"
سحبت يدها من بين يديه نازعة معها إحساس الدفء الذى لف كلاهما سوياً مغمغة بحرج "بالطبع تفضل"
جلس يسألها "ماذا تشربين؟"
رفعت كوب من عصير الجوافة أمامها قائلة بمرح "أنا أشرب بالفعل، ماذا تشرب أنت؟"
ابتسم لها وهو ينادي النادل مسجلاً طلبه ثم عاد بكله لها متسائلاً باهتمام "تدرسين هنا؟"
هزت رأسها نفياً مجيبة "كلا، أنا أنتظر أحدهم"
تساءل ثانية راغباً في معرفة الكثير عنها رغم نفور عقله ولكنه لا يملك القدرة على إيقاف فضول قلبه "إذاً ماذا تدرسين؟"
أجابت بفخر رقيق "خريجة كلية فنون جميلة"
همس بخفر "لا يليق بكِ غيرها"
توردت وجنتيها وهي ترد بخجل "شكراً على المجاملة الظريفة"
تساءل ثانية راغباً في فتح مواضيع أخرى معها ليبقى معها لأطول فترة ممكنة "ليست مجاملة إنها الحقيقة؛ بالمناسبة لوحتكِ التي اشتريتها رائعة.. وضعتها في غرفتي وأظل أتأملها من جمالها..."
قطع باقي جملته ليكملها في نفسه حتى تظل معي ذكرى منكِ أناجيها طيلة الليل وأبثها لوعتي وحاجتي لكِ.
رفعت عينيها بحيرة إليه ليجيب سؤالها الصامت "تلك الصورة حيث هناك نجما هاربا والقمر يمد يده يحاول اللحاق به"
ابتسمت بزهو تلألأ بعينيها قائلة "إذاً أنت من اشتراها.. تلك اللوحة مفضلة لي كثيرا.. كنت قد قرأت جملة مفاداها أن القمر ليس جسم معتم إنما هو نتاج اتحاده مع نجمة بديعة وقع في غرامها فأعطته من وهجها ثم هربت وتركته ومن يومها يبحث بين الكواكب عن نجمته.. فأحببت الفكرة ونفذتها"
امتدحها برقة "رومانسية رقيقة"
ارتعاشة لذيذة مرت بقلبها بعد كلماته لتخفض عينيها بخجل رقص له قلبه.. قبل أن يأتيه صوتاً خشناً مزق قلبه لقطع صغيرة "آسف حبيبتي تأخرتِ عليكِ كثيراً أعتذر"
رفع يامن عينيه إلى الشاب الوسيم الأنيق أمامه يرتدي بنطال جينز أزرق يعلوه قميص أسود ومن فوقه جاكيت رمادي غامق.. والذي لم ينتبه له حيث كان اهتمامه كله موجه ناحية يقين التي أتى صوتها هادئاً "لا عليك لم تتأخر كثيراً"
هز رأسه قائلاً بمودة "إذا هيا بنا كي لا نتأخر"
وقفت قائلة ليامن بلطف "سعدت بلقائكِ كثيراً سيد يامن"
حينها التفت إليه إياد بحدة وعبس بغيرة بانت جلية للآخر الذي همد قلبه بحزن.. قائلاً بفظاظة "من أنت؟"
تولت يقين مهمة التعارف بين الشابين هامسة بحرج من فظاظة إياد يبدو أنه قد استعارها من سيف صباحاً "دكتور إياد رحيم ابن عمي.. وسيد يامن اااا.."
وتلجلجت غير مدركة بقية التعريف حقاً ليضيف يامن بابتسامة منكسرة قليلاً "أحد معجبيها"
هتف إياد بغيرة أخوية بحتة "أفندم!"
رد يامن سريعاً غير راغب في إفساد حياتها مع حبيبها كما ظن "لم أقصد ما فهمت.. قصدت معجب بفنها الراقي"
هز إياد رأسه بتحية صامتة قبل أن يفسح مجالاً ليقين لتتخطاه وهو خلفها وكأنه حامياً لها... ظلت أنظار يامن المتحسرة متعلقة بها حتى أخرجه هاتفه من تيهه فأخرجه مجيباً صديقه "كلا سأعود اليوم.. لقد أنجزت كل شيء.. طائرتي بالمساء"
أتاه صوت هادي الحزين "جيد.. البقاء لله يامن.. عمو عبد العزيز.. العمر الطويل لك يا صديقي"
أجابه بصدمة "ماذا؟"
في نفس اللحظة التي أبعد يامن عينيه عنها.. كانت عينيها تختلس إليه نظرة خفية عن إياد.. تختطف نظرة أخيرة قبل أن تولي كامل انتباهها لإياد قائلة بأسف "لم أجد أحد أذهب معه ولم أرد الذهاب إلى المركز بمفردي"
ضحك إياد مجيبا بحنان ورقة مازحة "وهل أترككِ تذهبين بمفردكِ فتتوهي وأنتِ بكل هذه الرقة"
زمت شفتيها بحنق طفولي هاتفة من بينهما "يا غليظ"
لتنطلق ضحكة إياد قوية وهي تشاركه ضحكاته تتبعهما عين قلب كُسِر رغم كل إيمانه بوهم الحب.. ولكنه لم يستطع أن يمنع خلايا قلبه من التحطم.. فخسارتين في وقت واحد أتت وكأنها ضربة شمس قاتلة...
***********



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-21, 10:25 PM   #103

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

نقدت سما سائق سيارة الأجرة أجرته ورفضت عرضه اللطيف بمساعدتهما فى حمل ونقل الحقائب الكثيرة التي اشترتها براء خوفاً من أن يرى ما بداخلهم.. التقطت براء بعض من الحقائب وصعدت للأعلى.. نظرت سما للحقائب الباقية بسخط تلعن حظها الذي أوقعها ببراء اليوم.. حملت ما استطاعت من الحقائب لتترك الباقي خلفها.. صعدت الدرجات ركضاً وهي تسمع صرخة براء الصاخبة وهي تدير بصرها بتعجب في أرجاء المنزل ذو الحالة المزرية..
تنقلت بحذر بين الزجاج المنتشر بالأرض إلى أن وصلت إلى المطبخ سائلة بخشية "براء ماذا هناك؟!"
أجابتها براء بعنف وهي تتنقل بين خزائن مطبخها تتفقده "لقد انتقم مني"
سألت سما بسخط "من؟"
أجابتها بحدة وهي تغلق باب الخزانة بقوة "يزن لقد كسر أكوابي وأطباقي المفضلة"
رفعت سما عينيها للسماء تطلب الصبر قائلة بخفوت حانق "سأنزل لأحضر باقي الحقائب"
تركت براء تتفحص باقي شقتها تطمئن على أشيائها التي تدمرت في غيابها.. عادت بعد وقت قائلة بهدوء "ماذا سنفعل الآن براء؟!"
أجابتها براء بسخط "سننظف.. المنزل في حالة يرثى لها.. منزلي أنا يشبه قفص في حديقة الحيوانات"
هزت سما رأسها موافقة قائلة بعرض "هيا لنبدأ"
نظرت براء لها بتفحص لتهز رأسها نفياً قائلة "كل ملابسكِ ستتسخ سأحضر لكِ ملابس من عندي أولاً"
"سأنتظركِ بالشرفة"
تحركت سما إلى الشرفة لتخرج هاتفها متصلة بسيف قائلة ما إن أجابها "هل أعطلكِ عن شيء؟"
أتاها صوت سيف الحاني "عطليني عن كل العالم فداكِ أي شيء"
ابتسمت بسعادة وهي تتلقى كلماته بلهفة سائلة بخفة "أين أنت؟"
جلس على عشب الملعب الذي يتدربون فيه مجيباً "بالنادي لدينا تدريبات"
أجابته سريعاً "أوووه حسناً سأغلق وأكلمكِ بعدها"
رد سريعاً يمنعها من إغلاق الهاتف وهو ينظر لأيهم الذي يتحدث مع مساعديه "لا انتظرِي لا تغلقي الهاتف"
أجابته باعتراض "ولكن عمو قد يوبخك"
رد بضحكة رائقة "إنه يوبخ الجميع منذ الصباح ولو وبخني بسببكِ سيكون أجمل توبيخ بالكون"
ضحكت بمرح قائلة برقة "سيف أيها المحتال"
سألها بحنان "أين أنتِ؟ بالمنزل"
ردت بصوت معاتب برقة "أخبرتك صباحاً أني سأذهب مع براء للمركز التجاري"
رد بعد صمت يتذكر "نعم لقد أرسلتِ رسالة بهذا الأمر هل عدتما؟"
ردت بهدوء وهي تجلس على المقعد "نعم نحن الآن بمنزل يزن وبراء"
سألها باهتمام "ماذا اشتريتِ؟"
ردت بنفي "لم أشتري شيء براء فقط من اشترت... "
ثم أردفت بخجل وشكوى له وجسدها يرجف بنفور مما اشترته براء.. قائلة ببراءة غافلة " اشترت أشياء قصيرة وعارية ولا يمكن أن يطلق عليها ملابس"
اتسعت عيني سيف بصدمة من حديثها ليغلق الهاتف بتلقائية ويلقيه بعيداً.. وهو يستلقي على بطنه يقوم بتمرينات ضغط مجهدة تبعد عنه خيالاته الوقحة التي بدأت بمهاجمته بشراسة.. انتفض واقفاً على صوت أيهم الغاضب "من أمرك بتلك التمارين؟"
رد بخفوت "لا أحد"
جز أيهم على أسنانه قائلاً بصرامة غاضبة "تتحدث بالهاتف وتقوم بتمارين لم تؤمر بها هذا تجاوز لن أقبل به أبداً"
رد باعتذار "عذراً كابتن مستعد لأي عقوبة تفرضها"
رد أيهم بحزم قبل أن يبتعد عنه "سأكتفي بلفت نظرك فقط"
وقف خالد أمام أيهم بحزم "أيهم توقف نحن بالعمل"
أجاب أيهم بخفوت وهو يزفر بحنق "رأسي أشعر به سينفجر بعد قليل، هل معك دواء للصداع؟"
ربت خالد على كتفه برفق قائلاً بهدوء "اذهب إلى طبيب الفريق إنه هناك"
عودة إلى شرفة براء نظرت سما لهاتفها بصدمة.. ليأتيها صوت براء قائلة بنبرة فكاهية "لماذا تنظرين لهاتفكِ هكذا؟"
أجابتها بصدمة حزينة "سيف أغلق الهاتف في وجهي.. ماذا فعلت ليغضب ويغلق الهاتف في وجهي؟"
ردت براء بتلقائية "لا يا أختي أغلق حتى لا يقول شيئاً يندم عليه"
همست سما ببراءة "أنا لا أفهم ما قصدكِ براء"
ردت براء بتذمر وهي تجلس بجانبها "لا أصدق براءتكِ تلك يا فتاة.. سما هل فتحتِ خزانة ملابس عمتي دارين من قبل وفتشتِ بها؟!"
ردت سما باستنكار "ولماذا قد أفعل أمر كهذا إنه خطأ.. غرفة بابا وماما أنا لا أقربها ولا أفتش بها.. هل فعلتِ هذا الأمر من قبل؟!!"
ردت براء بمرح "أوووه كثيراً كنت أجد عند ماما أشياء عجيبة لم أفهمها إلا عندما كبرت.. هل أسألكِ سؤال محرج قليلاً؟"
هزت سما رأسها بحذر لتسألها براء بصوت واضح "ماذا تعلمين عن علاقة الزوجين سوياً؟!"
نظرت لها سما بحيرة لتجيبها بحنق "ماذا يا فتاة؟ ماذا تعلمين عن الزواج؟!"
أجابت بهدوء "اثنان يعيشان سوياً في بيتٍ واحد يتقاسمان الأفراح والأحزان"
ردت براء بغيظ "هذا المعنى الجوهري أنا أقصد التطبيق العملي"
رددت سما بدهشة "تطبيق عملي!"
كشرت براء بغيظ قائلة بحنق "سما هل ضبطتِ عمر وعمتي في وضع غير لائق من قبل؟!"
هزت سما رأسها قائلة بخجل "رأيته يحتضنها كثيراً"
ارتفع حاجب براء بصدمة حقيقية قائلة بغضب "سما هذا وضع عادي وليس غير لائق.. لتأتي وتري فضائحنا أنا ويزن قد تقيمين علينا الحد.. سيف سيموت باكراً على يديكِ.. قبل زواجكِ منه سنعطيكِ كورسات مكثفة ولكن الآن سأترككِ بريئة ميؤوس منها"
ردت سما بتذمر "أنا لا أفهم شيء مما تقولينه ولم أفهم بعد لماذا غضب سيف؟"
صرخت براء "لم يغضب لقد جنح بخياله فقط"
نظرت لها سما بتساؤل لتقول براء بعقل "لم يكن يجب أن تخبريه عما اشتريته مطلقاً"
سألت سما بعدم فهم "لماذا؟ هل أخطأت؟"
هزت براء رأسها موافقة قائلة ببطء "نعم أخطأتِ فأنتِ أحرجتني وأحرجتِ سيف.. ثانياً بالتأكيد هو يفكر بكِ ترتدين هذه الملابس له"
قاطعتها سما باستنكار غاضب "أنا لن أرتدي هذه الملابس مطلقاً.. وسيف لا يفكر بتلك الطريقة يا وقحة"
سألت براء بغباء "ولماذا لا يفكر هكذا؟!"
أجابت سما بتلقائية واثقة "لأنه سيف"
أجابتها براء ببديهية "ورجل"
ردت سما بصوت مستنكر "وهل معنى رجل أن يكون قليل الأدب"
ردت براء بطبيعية "بالطبع كل رجل ومؤدب ومحترم داخله رجل قليل الأدب يظهره أمام زوجته أو حبيبته.. إنها حاجة ورغبة طبيعية وليس قلة أدب"
ضحكت سما بخجل قائلة تغير الموضوع "أين الملابس؟ لنبدأ عملية التنظيف"
أشارت براء على ملابسها قائلة تجاريها "ها هي سأرتب غرفة النوم هل تساعديني؟"
ردت سما على الفور "مستحيل سأبدأ بالمطبخ"
ردت براء بصوت مهتم "حسناً ولكن ارتدي قفازات النظافة كي لا يجرح الزجاج يديكِ"
ردت سما وهي تغادر الشرفة "حاضر"
**************



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-21, 10:26 PM   #104

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

ليلا أخدت براء نفساً عميقاً وهي ترى والدها يجلس مع ناردين بالحديقة.. اتجهت إليه بخطوات مترددة وهي تعلم أنها يجب أن تخبره بقرارها وتقنعه به أيضاً.. مهمة صعبة ولكنها تعلم كيف تنجزها وتعلم كيف تقنع والدها دائماً بما تريده.. وإلا لما استحقت لقبها مدللة والدها.. اقتربت لتلقي التحية.. لم يجيبها أيهم وهو يدعي الانشغال في هاتفه.. نظرت لناردين لتبتسم لها بتشجيع وتحثها على إكمال مهمتها.. جلست بجانبه لتضع رأسها على صدره كما اعتادت.. التفت ذراع أيهم حولها بتلقائية يدعم جلوسها.. لتبتسم بظفر هامسة "بابا"
رد رغماً عنه "نعم براء"
ردت بصوت خافت "أريد أن أخبرك بقراري.. هل تستمع لي؟"
همهم بصوت مكتوم "استمع براء"
ألقت ما لديها دفعة واحدة وهي تغمض عينيها "بابا أنا قررت العودة لبيتي أنا ويزن ومحاولة إنجاح زواجي"
لم تحصل على رد لتغمغم بخفوت "بابا ما قولك؟"
أجابها بهدوء "أنتما مطلقان"
ردت بصوت خافت متوسل "أنا أرفض هذا الطلاق يا بابا.. كما أن ماما أخبرتني أنه من حقي أن أقيم في بيت الزوجية لحين انتهاء عدتي"
غمغم بهمس لا يسمع "كان يجب أن أحزر أن نيرة لها يد"
همست براء بتساؤل "هل قلت شيئاً بابا؟"
رد أيهم بصوت غاضب "كان الطلاق طلبكِ والآن ترفضينه.. ماذا يحدث براء أنا لا أفهم؟!"
ردت بصوت خافت نادم على كل شيء فعلته "نعم ولكن كما قالت ماما علي تعلم الرضا والحمد.. أنا المخطئة بكل شيء.. يزن حاول كثيراً الحفاظ على حياتنا سوياً.. ولكن أنا لم أفعل ودائماً كنت أسعى لإفسادها.. ربما سذاجتي أو قلة خبرتي بالحياة ولكن أنا المخطئة والسبب الأول لهذا الطلاق"
أغمضت عينيها تفضي لوالدها بكل شيء وهي تتعلق بسترته "حتى ضربي يا بابا أنا من دفعته لهذا الأمر.. أنا من خططت للأمر برمته وأنا الآن نادمة وأريد إصلاح حياتي... هل تدعمني؟!"
سأل بهدوء "هل سيسعدكِ هذا؟!"
هزت رأسها موافقة وهي تهمس بحب "نعم يا بابا سأكون سعيدة جداً وأنا أحارب لاستعادة حياتي"
رد بتفهم "يزن غاضب ومجروحٌ منكِ براء ولن يكون الأمر بتلك السهولة التي تتخيلينها"
ردت بعد تنهيدة عميقة أثارت حناناً داخله "أعلم.. هذا يعني أنك راضٍ عني وعن قراري؟"
أجاب بحنو هو يضمها إليه بقوة "طيلة عمري راضٍ عنكِ وقراركِ إن كان به سعادتكِ فكيف أعارضه!"
أجابته بترجي خافت "بابا لا تغضب من يزن هو لم يجرحني قصداً.. لقد فعل كل شيء لإسعادي.. وأنا لم أقدّر هذا الأمر"
مال أيهم مقبلاً رأسها بحنان قائلاً بهدوء "لا يهمكِ ما بيني وبين يزن.. إنه ابني براء ليس لكِ شأن بهذا الأمر"
زمت شفتيها قبل أن تقول بتوسل "وماما أيضاً لا تغضب منها"
ضحك وهو يستعيد أفعال زوجته الطفولية قائلاً ببساطة "أنا لا أستطيع الغضب من والدتكِ إنها رفيقة دربي براء"
وقفت براء قائلة وهي تميل لتعانقه بقوة "أنا أحبك كثيراً يا بابا.. سأعود لأجهز العشاء بعد إذنكم"
تابع رحيلها بابتسامة محبة لينظر لناردين ما إن اختفت عن نظره.. ليسترعيه نظرتها الفخورة المتلألئة.. انتقل يجلس بجانبها سائلاً بحيرة "ما سر هذه النظرة؟!"
مالت واضعة رأسها على كتفه ليضمها بحنان قائلة بنبرة فخورة "دائماً ما يقولون أن بطل الفتاة الأول هو والدها.. ولكن أنا أقول أنه بابا وأنت وعمو ماهر.. لن أتزوج إلا عندما أجد من يشبهكم"
رد بصوت حنين رقيق "ستتزوجين من هو أفضل مني ومن والدكِ"
أجابته باعتراض "لن يوجد من يشبهكم أصلاً"
ضحك بحنان قائلاً بهدوء مهتم "بلى يوجد.. أخبريني كيف تبلين في علاجكِ؟"
ردت برضا "الحمد لله جيد.. في البداية كنت أشعر بصعوبة بالغة ولكن مع مرور الوقت أصبح أسهل"
أجابها بيقين "أنت صبورة شجاعة مثابرة وستنهينه في وقت قريب"
همست بخجل "أنا أحبك يا عمو"
دلف إياد قائلاً وهو يلقي حقيبته بإهمال "مرحباً ناردين"
أجابته ناردين ببشاشة "مرحباً إياد كيف حالك؟"
جلس على المقعد خلفها قائلاً بهموم مفتعلة "بخير حال فقط العمل كثير.. وأنتِ كيف حالكِ؟"
ردت بهدوء وهي تنظر لأيهم بتعجب "الحمد لله بخير حال"
رفع أيهم حاجبه قائلاً باستغراب "هل أنا كرسي أمامك لكي تتجاهلني يا أحمق؟!"
مط إياد شفتيه ليقول ببساطة "أعلم أنك لن ترده يا بابا لماذا ألقيه وأتعب نفسي"
لم يجيب أيهم وناردين ترد بغضب "أنت وقح بالمناسبة"
رد ببرود "شكراً كثيراً"
نظرت له ناردين شزراً لتهمس لأيهم "كيف تحتمله عمي؟"
همس بقلة حيلة "ابني يا ناري ماذا أفعل؟"
ضحكت بمرح ليقاطع رد إياد على همسهما رنين هاتفها الذي ارتفع لتجيب صديقتها.. تستمع إلى شكواها بصمت وعينيها تقدح شرراً يعرفه إياد جيداً.. ردت بعنف "هذا الحيوان تخرجيه من حياتكِ وتنسيه وتكملي حياتكِ دونه.. ما هذه المصائب التي تنهال فوق رؤوسنا.. تدلعهم أمهاتهم ونبتلي نحن بهم.. إن كان لديكِ كرامة إياكِ أن تعيدي علاقتكِ به"
أغلقت الهاتف وهي ترميه بعنف ليجيبها بحذر "خفت منكِ"
ردت بشر "لماذا؟ هل أنت حبيبي؟"
أجابها بفزع "لا سمح الله هل أنا مستغني عن عمري!"
غض أيهم الطرف عن حديثهما الغريب ليقول بهدوء "كيف تنصحين صديقتكِ بهذه النصيحة ناري؟"
ردت ناردين بغل "لأنه شخص يحكم بالمظاهر ارتبط بها لأنها كانت جميلة.. وعندما زاد وزنها قليلاً تركها.. والآن عندما عادت رشاقتها أصبح يريد الارتباط بها ثانية"
رد إياد بقرف "إنسان مقرف.. أنا مع نصيحتكِ جداً.. كرامتها وكبريائها أكبر من هكذا حيوان متخلف"
رمش أيهم يهدئ أعصابه التي تثور في وجود ابنه.. قائلاً بخبرة اكتسبها على مر السنين "ولماذا لا تقولين أنه عاد ليس لشكلها ولأنه مر بتجربة قاسية أعلمته بمدى نقاء وطيبة قلبها"
ردت بعدم فهم "كيف كنت تريد مني التصرف يا عمي؟"
رد بحكمة متزنة "تضعه باختبار لمدة تختبر تصرفه.. بالطبع تحت عين أهلها وحكمهم.. وإذا كان جديراً بها تعيد ارتباطهما وخطوبتهما ثانية"
أجابته ناردين باستغراب "خطيب من يا عمو؟!"
رد أيهم بحيرة "خطيب صديقتكِ يا ابنتي"
ضحك إياد بصوت مرتفع وهو يصحح لوالده "بل صاحبها يا بابا وليس خطيبها"
رد أيهم بدهشة بالغة "صاحبها هكذا دون ارتباط رسمي؟!"
أجابه إياد ببساطة "ودون معرفة أهلهما حتى يا بابا"
رد أيهم باستنكار "ماذا؟!!"
ردت ناردين بنبرة طبيعية "إنه أمر شائع بالجامعات يا بابا"
زفر أيهم بسخط قائلاً بنبرة مستنكرة "شائع بالجامعات!! أين احترام وحياء الفتيات"
رد إياد بنبرة متفكهة ""لقد احتكر جيلكم الاحترام لنفسه وتركتم لنا قلة الحياء.. لذلك ما نحن فيه هو خطأكم أنتم وليس نحن"
رد أيهم بغضب "أنت قليل الأدب يا ولد"
أجابه بامتعاض "هذا رأيك يا بابا وليس بجديد.. على كل سأريحك من وجودي السمج وأصعد لأرتاح"
سألته ناردين بحيرة "أين يقين ألم تكن معك؟"
رد بهدوء وهو يلتقط حقيبته "في مرسمها ستأتي بعد قليل"
أجابه أيهم بنبرة غاضبة مستنكرة "وتركتها بمفردها يا بارد؟"
رد بحنق من توبيخه أمام حبيبته "هي رفضت وتعرف السرية التي تحيط بها معرضها.. وسأصعد الآن كي لا أتعرض لمزيد من التوبيخ"
ضحك أيهم بعد صعوده ليقول بخفة "أترين ما أنا فيه براء من ناحية وهو من الناحية الأخرى ومركز المشاكل الأكبر نيرة!"
شاركته الضحك بصخب قائلة بمرح "قدرك يا عمي وعليك أن تحتملهم"
ابتسم أيهم متسائلاً بهدوء "ما رأيكِ بموضوع (الصحوبية) هذا بما إنه منتشر بين جيلكم؟!"
ابتسمت تطمئنه بهدوء قائلة بجدية "أرفضه شكلاً وموضوعاً وأراه انحلال أخلاقي.. طالما لم يدخل البيت من بابه ويخبر أبي برغبته بالاقتران بي.. فلا أريده.. من يدور من حولي سيطعنني في ظهري يوماً ما"
قبل أيهم رأسها بحنان قائلاً بزهو "أحسن خالد تربيتكِ يا حبيبة عمكِ أنا فخور بكِ للغاية.. ستكونين درة لمن تتزوجينه"
أخفضت عينيها بخجل قائلة بامتنان وهي تشعر بشيء يتضخم داخلها "لا تعلم كم تعني لي كلماتك يا حبيبي"
************



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-21, 10:29 PM   #105

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

عاد يزن مرهق من الخارج فهو كما اعتاد منذ مكثت براء في بيت عمه.. يرهق نفسه في تدريباته ثم يخرج مع أصدقائه يلعبون لعبة خشنة.. ليعود لمنزله مرهق فيلقي نفسه على أقرب أريكة وينام حتى صباح اليوم التالي دون أن يفكر بها.. لقد تعب قلبه من تفكيره بها وقرر تسليم أمره للظروف إما أن تعيدها إليه ثانية أو يخسرها للأبد..
صف سيارته في مكانها المعتاد ليراعي انتباهه أضواء منزله المنارة.. رجف قلبه بأمل أن تكون عمته أوفت بوعدها.. نزل مسرعاً ليصعد لمنزله سريعاً.. فتح الباب ليقابله صمت تام.. عبس وهو يدير بصره في أرجاء المكان النظيف والمرتب.. ألقى مفاتيحه بحدة قائلاً بصوت مرتفع "بالطبع الأحمق سيف أخبر ماما وهي من نظفته هكذا"
رد عليه صوتها الطفولي الأبح "أنا من نظفته.. سيف ليس له دخل"
عقد حاجبيه وهو يحدد موقع الصوت الأتى من المقعد الممتد كسرير أمامه.. وبظهر مرتفع حجبها عنه التف ليقف أمامها.. ليرتد جسده للخلف بصدمة وهي تجلس أمامه بكامل أنوثتها.. دلالها وغنجها في لونه المفضل على الإطلاق عليها.. ترتدى شيء لا يطلق عليه ملابس إطلاقاً من قطعتين لا يقتربان من بعضهما في منطقة متصلة من اللون الوردي.. القطعة السفلية تنورة ذات طبقتين ترتفع عن منتصف فخذها بسنتيمترات قصيرة.. أما العلوية فكانت أيضاً ذات طبقتين منفصلتين بالكاد تغطى صدرها وتركت بطنها بالكامل عارية أمام نظره.. بحمالتين ساقطتين حتى منتصف ذراعها تاركة كتفها بالكامل عاري أمامه.. وبجديلة صغيرة تشد الجزء بين نهديها بإحكام فتخفيه عن عينيه.. تضع على فخذها طبق من الكرز الأحمر اللامع تلتقط القطعة ببطء قبل أن تتلاعب بها في فمها قليلاً ثم تمضغها برقة..
ابتسم داخله وهو يتذكر طبق الكرز الذي كانت تأكله دائماً وهي تجلس على قدميه تشاهد التلفاز.. أراد أن يركض إليها يضمها إليه... يحملها ويحلق بين النجوم وهي معه.. ما إن همت قدمه بالتحرك نحوها حتى سمرها بالقوة متذكرا خطته التي يجب أن تكتمل للنهاية.. كست ملامحه البرود بينما عينيه كانت تلملم كل واردة وشاردة منها قائلاً بصوتٍ بارد وهو يضع يده في جيبه يضمها بقوة.. يمنعها قسراً من لمسها "ماذا تفعلين هنا وكيف ترتدين مثل هذه القطع أمامي؟!"
أجابته بدلال وهي تؤرجح قدمها "ألم يعجبك؟ اشتريته اليوم"
رد بغضب وهو يتذكر تلك الرسالة التي وصلت إليه عن رصيدهما المشترك والذي تم سحب مبلغ كبير منه "جيد أنكِ ذكرتني ما هذا الذي وصلني اليوم.. كيف تبذرين مثل هذا المبلغ الكبير يا هانم؟!"
ردت ببساطة أبهجته كثيراً "كنت أتسوق لأجل أن أسعدك حبيبي.. أليس مال زوجي هو مالي؟"
همس بجمود "لقد تطلقنا.. هل تذكرين؟"
ردت بتذمر من ذكره للأمر "وأخبرتك صباحاً أني لم أقبل هذا الطلاق بعد"
رد بغضبٍ مفتعل "أنتِ مجنونة"
أزاحت طبق الكرز من على قدمها ليظهر له منظرها كاملاً وهي تقول بغنج "لم تخبرني بعد ما رأيك بملابسي؟!"
اتسعت عيناه بغضب حقيقي ليقول بحدة وهو يتفحص هذا القلب الوردي الذى تضعه بجانب التجويف الصغير ببطنها "هل تضعين وشم يا متخلفة؟!"
أخفضت نظرها لقلبها الصغير قائلة ببراءة "هذا ليس وشم إنه طابع يزول بالماء.. وهذا قلبي يا يزن أعطيه لك"
أغمض عينيه بقوة قائلاً من بين أسنانه "ولماذا تعطين قلبكِ مدام براء.. ماذا سيفعل بعد قلبي الذى حطمتيه وحياتنا التي دهستيها بأنانيتكِ بلامبالاة.. احتفظِي به لم أعد أريده"
وقفت على الأريكة لتصل لمستواه.. تحتاج أن ترى الدفء بين عينيه ولكن كل ما حصلت عليه كان نظرة خاوية.. لتضع يديها الاثنتين على وجهه تحاوطه بين كفيها الصغيرتن "أعطيه الفرصة وهو سيجبر قلبك ويصلح حياتنا"
ابتعد بوجهه للخلف عنها قائلاً بتعب "أعطيته فرص كثيرة براء حتى مللت ولم يعد ينفع"
همست بعناد خفق له قلبه ليمنع بسمة من أن تظهر على فمه بصعوبة "بل سينفع رغماً عنك وعني سينفع.. أعدك بكل غالي بحياتي وليس هناك أغلى منك أنه سينفع"
ابتسم لها بسخرية قائلاً باستهزاء "سنرى"
التقطت حبة كرز من الطبق بجوارها لتقضم نصفها بخفة.. وتضع النصف الآخر بفمه لينظر لها بمفاجأة.. خاصة حينما مالت تقبل جانب فمه بحب.. لم يبدي أي رد فعل لتبتعد بغضب ظهر بعينيها وهي تهمس لنفسها "لن يكون الأمر بهذه البساطة يجب ألا تستلمي من البداية"
نظر لها يزن بجمود وهو يرفع يده يمسح مكان قبلتها بخفة قبل أن يضعها بجيبه ثانية.. اتسعت عينيها بصدمة من فعلته لتضربه على صدره بقوة هاتفة بغضب "يا غبي، هل تظن أنك إن مسحت أثر قبلتي من على فمك ستزيل أثرها من على قلبك أنت واهم؟"
هم بالتحرك من أمامها دون رد بينما روحه تحلق بسعادة فبرغم من صعوبة مقاومتها إلا أنها ممتعة.. لتقفز على قدميها أمامه قائلة بمكر "لماذا تضع يدك بجيبك منذ رأيتني هل تخاف أن تخالف أمرك وتلمسني؟"
أخرج يديه من جيبه قائلاً بتحدي "ها هما ولم يهرعا للمسكِ.. انسي براء بطلاقكِ فقدتِ تأثيركِ علي.. إلى اللقاء استمتعي بالمنزل بمفردكِ"
هتفت بغضب وهي تكتف يديها على صدرها "إلى أين يا يزن؟!"
رد بسماجة "إلى منزل والدي إلى أن تقرري وضع حد لهذا الجنون"
ردت بتوعد وتهديد جاد "أقسم يا يزن إن غادرت وتركت البيت.. لأجلس أمامك هكذا في كل وقت وكل مكان.. في بيت والدي ووالدك وبالحديقة ولن يهمني أحد"
هز رأسه بغضب وهو يوهمها أنه رضخ لها وقد حصل على ما أراده "أنت مجنونة وأعرف أنكِ قادرة على فعلها.. لذلك سأبقى ولكن أنتِ في حالكِ وأنا بحالي إلى أن تنتهي هذه المهلة البائسة"
ضحكت بانتصار وهي تتحرك أمامه بغنج ليهمس لنفسه بأمر "اصمد يا يزن اصمد أمامك مشوار طويل"
أخرج هاتف ليطلب نيرة التي أجابته منذ الرنة الأولى وكأنها تنتظر هاتفه.. هتف باستجداء "أنجديني يا ماما لم يكن هذا ما اتفقنا عليه.. حرام يا ماما لا أضمن أن أبقى صامدا أمام غنجها لفترة طويلة"
ضحكت نيرة وهي تنظر لأيهم المستلقي جوارها يغمض عينيه ويبدو عليه النوم قائلة بخفوت "أين إرادتك يا يزن؟ يجب أن تقاومها وتقاوم نفسك أيضاً.. مهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة.. سأدعو لك بالثبات يا يزن"
رد بحزن مصطنع "أغلقي يا ماما.. أغلقي الهاتف"
ضحكت وهي تغلق الهاتف وتضعه بجوارها.. لتفرد يد أيهم المضمومة بجوارها وتضع رأسها عليها.. ابتسمت وأيهم يغلق يده الأخرى عليها ويجذبها على صدره مكانها الأزلي لتنام براحة..
بينما أغلق يزن الهاتف ليتجه إلى غرفة نومهما يجلب منامة له.. ليجدها مستلقية على بطنها تلعب بهاتفها أشاح بنظره بعيداً عنها ليتجه إلى خزنته يجلب منامة له بعنف.. استلقت على ظهرها تناظره ببراءة قائلة بهدوء "إلى أين؟"
رفع إصبعه بتحذير قائلاً بوعيد "سنبقى كرفيقي سكن في المنزل كل منا بمفرده.. أنا سأبقى بغرفة الضيوف ولا دخل لكِ بي"
أغلق الباب خلفه لتضحك بمرح وهي تكمل لعبتها.. بينما اتجه يزن لغرفة الضيوف ودخل حمامه ليغلق بابه بالمفتاح.. هو لا يضمن تصرفات براء ويحتاج إلى وقت بمفرده ليهدأ.. جلس في حوض الاستحمام بكامل ملابسه يفتح عليه المياه الباردة كي تغسل انفعالاته الثائرة.
**********

نهاية الفصل



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-21, 10:09 PM   #106

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث عشر


رقية ضيفة شرف وفى رواية أخرى غوكا


حياة أم يامن البومة بتاع الرواية



(أشهد أن حضورك موت وغيابك موتان)
عاد يامن إلى منزل والديه مرهق بشدة؛ الشهران الماضيان كانا في غاية الإرهاق والصعوبة.. استنزفا منه كامل أعصابه وهو يدور بين عمله وأمه وأخيه الذي لم يستطع إخبار والدته عنه للآن ومنذ ذلك الوقت يقيم مع هادي.. لقد اشتاق لشقاوته كثيرا.. وصخب براءته الذي كان يهون مرار أيامه..
منذ شهرين فقط تحطم قلبه وسكنته غيرة وحشية ليس لها تعريف وكذلك أصيب بفقد والده، ذلك الذي كان وجوده كغيابه حضوره كعدمه ولكن رغما عنه حزن قلبه لوفاته.. ليس من السهل على المرء أن يفقد والده حتى وإن كان أبا وجوده في حياتك على الورق فقط.. وما زاد من صعوبة الأمر هو الانهيار التام الذي أصيبت به والدته.. لا يعلم أفقد حبيبها أم رفيقها هو من سبب لها هذا الانهيار..
يتعجب من حزنها البالغ عليه وكأنه كان يهتم بها ويرعاها.. وهو لم يذيقها في حياتها سوى الألم؛ يتساءل في قرارة نفسه إذا كان رعاها وأعزها ماذا كانت لتفعل تموت خلفه.. تشنج جسده بتعب وهو يقف على باب غرفتها يشاهدها تحتضن قميص والده وتنوح بألم.. أغمض عينيه بإرهاق ليذهب إليها بآلية يضمها لصدره بحنان مربتا على كتفها لفترة من الوقت إلى أن شعر باستكانتها.. ليبعدها عنه بخفة يمسح دموعها سائلا بهدوء "إلى متى يا ماما حزنكِ هذا؟"
أجابته بحزن "إنه عبد العزيز يا يامن.. لقد تركني وذهب"
أخرج نفسه بعمق قائلا بصوت هادئ "كنا نعرف أنه سيموت يا ماما.. كان المرض في مراحله الأخيرة لم تكن إلا مسألة وقت"
ردت بغضب "كيف تتحدث عن مرض والدك بتلك الطريقة الخالية من التعاطف؟!"
دعك جبينه وهو يقف قائلا بألم فاض عن حده "لأنه هكذا ارتاح من تعبه وألمه.. وأنتِ هنا تبكين على أطلاله وكما العادة نسيتني كلما تعلق الأمر به.. لقد مللت يا ماما من كونكِ تدورين في فلك زوجكِ دائما، حيا كان أو ميتا تحرري منه يا ماما"
وضعت قميص زوجها على السرير وهي تقف أمامه بوجه ذابل رغم أنه لم يفقد نضارته قط وكأنها ما زالت شابة "أتحرر منه.. أي مصطلح هذا تطلقه على حزني على زوجي؟!"
رد بعنف رغما عنه "إنه المصطلح الصحيح يا ماما أنت تبكين منذ وفاته.. كنت لأتفهم حزنكِ في أول شهر.. ولكن لقد مر شهران على وفاته وما زلتِ تبكين وكأنه بالأمس"
ردت بحزن ينخر عميقا في قلبها "إنها لوعة الفراق على رفيق دربي.. إنه حبي له ما أبكيه"
ضحك باستهزاء قائلا بسخرية "إنها عبودية وليس حباً كنت لأتفهمكِ لو أنه عاملكِ يوما بما يرضي الله.. ولكنه دوما ما كان يهينكِ ويذلكِ.. يكفيه ما سببه لكِ من حزن حيا أو ميتا لا تجعلِي كرهي له يتجدد"
ردت بغضبٍ عنيف وهي تزيح جسده خارج الغرفة "اخرج وغادر من أمامي لا أريد رؤية وجهك"
سمر قدميه بعناد في الأرض قائلاً بحقد تراكم على مر السنين "أنا أخبركِ الحقيقة التي تتهربين منها.. إنها الحقيقة المرة يا ماما أنتِ لم تكونِي غير تابعة له فقط وقد لغيتِ كيانكِ لأجله"
ردت بحدة وهي تشعر بكلماته تضرب نقطة مخفية داخل روحها "اخرج الآن"
قبل رأسها بحنان قائلاً بلطف "ليلة سعيدة يا ماما"
غادر تاركاً إياها في دوامة زوجها التي تكاد تبتلعها.. ما إن وصل إلى غرفته حتى أخرج حاسوبه وأجرى مكالمة مرئية مع هادي الذي بادره بمشاغبة "هل اشتقت لي ولم أتركك إلا منذ ساعة فقط"
رد بصوت متعب "نادي تيم أريد الحديث معه"
سأله هادي بقلق "ما بك؟ صوتك وملامحك غير مطمئنة"
أغمض عينيه قائلا بمرارة "غاضب بشدة وفقط تيم من يملك القدرة على تنقية أفكاري واستخلاص أحزاني مني"
هز هادي رأسه موافقاً وهو يرفع صوته منادياً "تيم.. يامن يريد الحديث معك"
أتى تيم راكضاً بفرحة ليلقي إليه بقبلة طفولية قائلاً بسعادة "أبيه اشتقت إليك؟ كيف حالك؟ ومتى ستأتي لتعيش معي ثانية؟"
رد بحب وهو يتأمله بشوق "عما قريب يا حبيبي أخبرني ماذا فعلت اليوم؟"
ثرثر إليه عن أخبار يومه وملامحه وحركات يديه تعطيه وصفا تفصيليا عما فاته في يوم شقيقه "لقد ذهبت للمدرسة وأجبت كل أسئلتي بشكل صحيح.. ورسمت رسمة جميلة لي ولك ونحن نلعب بالحديقة سوياً، وساعدت أسماء صديقتي حيث كان الأولاد الأشقياء يجعلونها حزينة.. وشاركتها شطائري كي لا تحزن وعندما أخبرت أبيه هادي بما فعلته.. اشترى لي آيس كريم وأخبرني أني ولد شاطر ومهذب"
ابتسم يامن له بحنان قائلاً بصوت عذب وهو يشعر بحزنه وغضبه يتبخر "أنت كذلك يا حبيبي You are my hero"
ابتسم تيم بحلاوة قائلاً بعفوية أشعرت يامن أنه يملك العالم "أنا أحبك أبيه"
أجابه يامن بصوتٍ حاني "وأنا أحبك يا نور حياتي هيا اخلد للنوم حتى تذهب لمدرستك باكراً.. وأنا سآتي غداً لرؤيتك.. أحلام سعيدة يا بطل"
أغلق حاسوبه ليلتفت للخلف على صوت حياة المصدوم "من هذا يا يامن.. هل تزوجت وأنجبت؟!"
رد بجمود "لماذا سأخفي الأمر عنكِ إن كنت فعلت.. هذا تيم أخي الصغير"
رددت بدهشة وهي تشعر كما لو أن سكيناً حامياً غرس في منتصف قلبها "أخيك الصغير!! ابن لعبد العزيز؟؟!"
هز رأسه قائلاً بشفقة "نعم من إحدى نزواته الكثيرة"
صرخت بحدة وهي تضم يدها لصدرها بقوة "لا أصدقك وإن كان صحيحاً لا أقبل بهذه الولد"
رد ببساطة أدهشته هو شخصياً "لا تقبليه يا ماما ولكنه أخي وحضانته معي وأنا لن أتركه مطلقاً"
شعرت بالخيانة وهي تصرخ بقوة تسقط على ركبتيها بتعب ودموعها تنهمر بغزارة.. هرع إليها يامن يحتضنها بقوة هامساً لها بتعاطف "ابكي يا ماما على الأقل هذا سبب يستحق البكاء عليه"
************



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-21, 10:11 PM   #107

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

هرب يزن من منزله الذي تحول إلى عرض أزياء لملابس النوم التي لا يستطيع أن يطلق عليها لفظ ملابس حتى.. كان الجو حاراً والشمس تسطع في منتصف تموز تنير الكون بضيائها.. ألقى جسده على الأرض أسفل مظلة عملاقة تقيه حر الشمس.. ليغمض عينيه يسمح لنفسه بتذكر هذان الشهران من جحيمها الممتع.. بلوته تظنه لا يتأثر بها ولو رفعت عينيها التي تخجل من النظر إليه عندما تراه وهي شبه مرتدية ملابس لرأت نيرانه تشتعل بعينيه.. لقد صمد أمامها لمدة طويلة لم يكن يعتقد هو أنه حتى قادر على الصمود لدقائق.. ولكنه صمد للكثير من الدقائق والساعات..
ولكنه يعترف أنها لا تجيد تلك اللعبة التي تظن نفسها ماهرة بها.. وأن براء بملابسها العادية المتخلفة بمقاييس المجتمع مغرية للغاية ولا يصمد أمامها.. لقد تعرف بفضلها على أنواع من الملابس والألوان لم يكن يظن أنها موجودة مطلقاً.. يتذكر هذا الأسود الذي يصل لمنتصف فخذها شفاف من كل منطقة يجب أن يكون سميكاً بها.. يومها كان تعد له العشاء لكنه أخبرها بمنتهى البرود أنه تناوله مع أصدقائه بالخارج.. نظرت له بشرر يتطاير من عينيها لتغادر حانقة منه ليلتقط شطيرة مما أعدته ويتجه إلى غرفته المؤقتة لينام بعمق..
استيقظ يحتضن وسادة ناعمة كثيراً بين يديه فتح نصف عين يتطلع بها يكتشف ما يحتضنه.. ليجدها مندسة بين ذراعيه مغمضة عينيها وتغرق في نومٍ عميق.. ابتسم بحنان.. ليغلق عينيه ويجذبها أقرب إليه ثم أكمل نومه وكأنه لم ينتبه لوجودها.. وفي الصباح الباكر افتعل شجاراً وعنفها وغادر المنزل.. براء حمقاؤه سهل الكذب عليها وسهل احتوائها وهو اختار الكذب في الوقت الحالي..
يتذكر عندما عاد إلى المنزل متعمداً التأخير ليجدها تغرق في نوم عميق على الأريكة ترتدي إحدى تلك الأثواب التي يود حرقها.. والتي بالفعل سيحرقها في القريب العاجل.. وقتها كانت ترتدي مئزر حريري قصير رمادي اللون شفاف للغاية ابتسم بهدوء وهو يجلس على كرسي أمامها.. يتأمل ملامحها بحرية ليمد يده يلمسها بهدوء ونعومة.. ثم مال مقبلاً وجنتها بقبلة عميقة مشتاقة.. ليحملها بين ذراعيه إلى غرفتها لتغمغم باسمه وهي تلف عنقه بذراعيها بقوة ليهمس مجيباً بحب "نعم حبيبتي هذا أنا يزن"
أحياناً يدلف ليجدها ترقص بمفردها بحركات جذابة متقنة ليقف يستمتع بعرضها كاملاً إلى النهاية ثم يغادر بعد أن يلقي لها كلمة باردة.. ويغادر إلى غرفته بخطوات بطيئة ويتركها تشتعل غيظاً.. يريد أن يرى إلى أن أي مدى هي متمسكة به ومتى ستستسلم.. وإن كان دعوته كل يوم في صلاته ألا تستسلم مطلقاً وأن تكون إرادتها صلبة كما رأسها العنيد..
أصعب موقف مر بهما والذي لا يعلم كيف تحكم بنفسه أمامها.. حتى إنه للآن لا يعرف إن كان حيلة منها أم مجرد موقف عفوي.. تلك المرة التي وجدها تقف في المطبخ ترتدي قميصه الأزرق الذي أخبرته دائماً أنها تحبه.. كانت تضع سماعات للأذن وتستمع إلى أغنية ما.. تحرك خصرها برشاقة وهي تدندن معها تعطيه ظهرها وتقلب شيئاً ما أمامها.. وقف خلفها لفترة مبهوراً بها مأخوذاً بجمالها.. ولو كانت فقط التفت للخلف ونظرت بعينيه لكان ضرب حينها بكل شيء عرض الحائط.. وأعاد زواجهما ثانية ولكن حسن حظه خدمه تلك المرة فقد كانت منهمكة فيما تفعل ولم تنتبه لوجوده..
خرج من المنزل هارباً منها متجها إلى حمام السباحة المغلق والذي كان لحظه السعيد خالياً.. أزال ملابسه وألقى بنفسه بقوة بالماء يقطعه طولاً عدة مرات حتى أُنهك ذراعيه ولكن انفعالاته كانت ما تزال ثائرة وداخله ما يزال مشتعلاً.. ليخرج بإنهاك ويرتدي ملابسه ويخرج بحثاً عن شيء أخر قد يهدئ من انفعالاته.. وجد إياد يلعب بالكرة بمفرده بالملعب المصغر ليدلف يلعب معه بخشونة.. حتى إنه جرح إياد في ذراعه والذي تركه غاضباً متألماً من جرحه.. ذلك اليوم قضى يومه بالخارج وتعمد عدم رؤيتها مطلقاً.. وعاد في ساعات الصباح الأولى ولم يبحث عنها كعادته ولكنه دلف إلى غرفته وأغلقها بالمفتاح ونام..
وفي اليوم التالي عندما استيقظ عاد ذلك الشخص البارد المغيظ الذي يبرع في إثارة غضبها.. صوت ضحكات ماهر أخرجته من أفكاره ليعتدل جالساً نصف جلسة.. ينظر إلى ماهر الجالس على المقعد فوقه ويبدو أنه موجوداً منذ مدة سأل بحنق "هل أبدو لك مهرجا يا بابا؟!"
ازداد ضحك ماهر وهو يجيب بسخرية "بل تبدو كرجل مكبوت يا حبيب بابا"
ابتسم ابتسامة واهية قائلاً بخفة "أحاول الصمود ولكن حقيقة أنها تقيم معي تلك المدة يجعلني ذو إرادة خارقة"
ضحك ماهر قائلاً بهدوء "وما يجبرك على هذا؟ أعدها إلى عصمتك وأنهي الأمر"
هز رأسه نفياً وهو ينتقل ليجلس بجانب والده قائلاً بحزن "ليس بهذه البساطة يا بابا"
عاد ماهر يسأل بعدم فهم "لماذا يا يزن.. براء تحاول منذ شهرين، ألا يكفي هذا لتغفر لها إن كنت مجروح منها؟!"
أخفض رأسه أرضاً وهو يقول بصوتٍ خافت متعثر "الأمر ليس له علاقة بالغفران يا بابا.. لا أغضب منها لفترة طويلة حتى أغفر لها إنها حبيبتي.. الأمر أنه... أنت... أنت لن تفهمني يا بابا"
ابتسم ماهر قائلاً بتفهم "تكلم وسأحاول أن أفهمك"
نظر لوالده بامتنان قائلاً بصوت نال منه التعب مبلغه "أعترف أنها تحاول يا بابا.. ولكن محاولتها غير مجدية إنها تتصرف بطريقة خاطئة من وجهة نظري.. أنا لا أعلم كيف أشرح لك"
قاطعه ماهر متسائلاً بجدية "كيف هو تصرفها الخاطئ من وجهة نظرك؟"
نكس رأسه بخجل قائلاً بحرج "إنها.. يعني.. هي تقوم.. بابا أنا.."
ضحك ماهر مقاطعاً هذره "حسنا فهمت ما الذي تريدها أن تفعله؟"
أجاب والده بجدية "لا أريد حل الأمر بهذه الطريقة أريدها أن تتحمل المسؤولية بشكلٍ جاد كزوجة وليس كطفلة.. أريدها أن تكون صديقتي يا بابا قبل أن تكون زوجتي.. أريد حياة زوجية كاملة معها وليس مجرد تفاهم جسدي فقط.. أريدها عقلاً وقلباً وفكراً وروحاً"
سأله ماهر بهدوء "وخلال تلك السنوات الثلاث لم تستطع أن تبني تلك العلاقة يا يزن؟"
عقد بين حاجبيه مفكراً ليقول باستهزاء مرير "كنت أعتقد أننا بنيناها ولكن الفترة الماضية بينت لي أنني كنت مخطئ.. وأن أساس حياتنا هش للغاية ويجب أن نبدأ من جديد بطريقة سليمة"
ربت ماهر على ركبته متفهماً سائلاً بمحاولة لمساعدته في إصلاح مسار حياته "متى تنوي أن ينتهي هذا الأمر.. ومتى ستعيدها لعصمتك؟"
أجاب بتصميم "قبل يوم من انتهاء العدة"
هتف ماهر اسمه في دهشة مستنكرة "يزن!"
رد بهدوء خافت "يجب أن تتعلم صعوبة ما تتمناه.. عمتي نيرة كانت محقة عندما قالت أن براء لا تتعلم بالطريقة السهلة.. وأن جرحها فقط من يعلمها درس لا تنساه"
زفر ماهر بعنف قائلاً بتساؤل يعلم الإجابة عليه "ألا يؤلمك عذابها؟"
أجاب بابتسامة واهنة بما يعتمل داخله "بل يذبحني ألمها يا بابا.. لا أحتمل دمعة من عينيها فما بالك أن أكون السبب بها.. ماذا أفعل يا بابا أنا لا أعلم؟"
أجابه ماهر بصوت حاني بنصيحة صغيرة "وجهها للتصرف الأمثل يا يزن"
هز رأسه بحيرة سائلاً بنبرة حائرة "كيف أفعلها؟"
رفع ماهر كتفه ببساطة قائلاً بتشجيع "جد طريقة يا يزن"
هز رأسه موافقاً وهو يقول بامتنان "شكراً يا بابا"
أجابه ماهر بحنان "لقد اعتل عقلك لتشكرني يا يزن.. أنا والدك وهذا واجبي أن أكون دائماً في ظهرك مهما بلغ عمرك"
وقف يزن مقبلاً رأسه باحترام قائلاً بحب قبل أن يغادر عائداً لمنزله "أدامك الله لنا دائماً يا بابا.. بعد إذنك سأعود للمنزل لأستعد للذهاب للنادي"
هز ماهر رأسه يأذن له وهو يدعو بكل صدق "أنار الله طريقك وأرشدك إلى صالح الأمر"
*********
عاد يزن إلى منزله غارقا في التفكير بعد حديثه مع والده.. يبحث عن الطريقة التي يدفعها بها للقيام بالأمر الصحيح.. لقد ملَّ بعدها عنه وتعذب قلبه من لوعة فراقها.. وجدها تجلس على الأريكة تشاهد التلفاز ترتدي إحدى ملابسها التي أصبحت تثير غضبه وليست رغبته كما تعتقد.. أحبها وسيحبها دائماً سواء في سروال الجينز القصير جداً والذي لا يصل لمنتصف فخذها حتى.. وتلك البلوزة البيضاء القصيرة التي تغطى صدرها فقط بجديلة تجذب جزئيها لبعضهما وكم طويل ساقط على ذراعيها تاركاً كتفها عاري.. أو في ملابسها غريبة الشكل؛ لمعت الفكرة برأسه ولكنها قاسية جارحة ومهينة.. ولا بد منها المسمار الذي سيدق في متانة جدار علاقتهما.. إما أن تكون فتاته التي يحبها ويسعى إليها.. وإما أن تكون ابنة عمه فقط وما أقساه من قرار.
انتبهت إلى الباب الذي أغلق لتغلق التلفاز وهي تتجه إليه بغنج.. وابتسامة مرحبة اعتلت شفتيها وكعادتها الأيام الماضية تعلقت بكتفه وهي تقبل جانب فمه بحب.. داعية الله أن يستجيب لها لقد أصابها الإحباط من رفضه قربها.. وأصبح الندم وسواس قهري يؤذيها.. لا تسمح لنفسها بالبكاء أمامه لكي لا يشفق عليها ولكن ما إن تنفرد بنفسها حتى تنهمر دموعها أنهار.. تبكي حسرتها على حياتها التي أضاعتها بيديها وسعادتها التي دفنتها بسذاجتها..
ابتعدت عندما تجمد بين يديها كعادته معها.. ولكنه لم يسمح لها أن تبتعد ألصقها به وهو يلف خصرها بيديه.. ابتسمت بأمل لترفع عينيها له بدعوة صريحة.. راقبت نظرته الغريبة لها وبسمته المستهزئة ليتحول شعورها بالانتصار إلى توجس من مجهول رأته في عينيه.. سألت بريبة "لماذا تنظر لي هكذا يا يزن؟"
نقل نظره من عينيها لتتركز على شفتيها لفترة من الزمن.. أشعرتها بالحيرة والخوف فتحت فمها لتسأله عما به.. ولكنه أغلقه بقوة عنيفة غاضبة إلى حد بعيد ولكنها متلهفة لها.. أغمضت عينيها بذهول وهي تدعم وقفتها بتشبثها بقوة بسترته من فوق كتفه.. شعرت بدوار يكتنفها وهي تشعر بانسداد في مجرى الهواء داخل حلقها.. ابتعد عنها فجأة ليلقيها بعيداً عنه بحدة حتى أنها كادت أن تصطدم بالأرض لولا تمسكها بشدة بظهر الأريكة التي ارتطمت بها.. صرخ بغضب وقد فاض كيله "أهذا ما تريدينه؟ إنه مقرف"
رددت بدهشة ودموعها تتجمع بعينيها "مقرف يا يزن؟!"
أشاح بيديه بعنف وهو يرد بصوت حاد "نعم مقرف يا براء.. لم يكن أساس زواجنا الرغبة.. لا أريد زواج قائماً عليها.. هناك أمور أهم من هذا بالزواج.. لو أردت العلاقة الجسدية فكان هناك الأكثر جمالاً وأنوثة وإغراء منكِ، ولكني اخترتكِ أنتِ.. أحببتكِ أنتِ ولكن يبدو أني أخطأت الاختيار"
همست بعتاب وكلماته تُصب فوق رأسها وكأنها حمض حارق "يزن!"
نظر لها بلوم وتأنيب حار قائلاً بتعب نال من قلبه "يزن تعب.. يزن ملّ من تصرفاتكِ براء.. انظري إلى نفسكِ وأخبريني من أنتِ.. أين بلوتي التي أهيم بها وأقدم لها حياتي راضياً.. عندما تعيديها لي أكثر نضجاً وفهماً لطبيعة علاقتنا نتحدث حينها.. ولكن الآن صدقاً لا أطيق النظر لوجهكِ.. أشعر به مسخ عنكِ وكأنكِ لستِ أنتِ"
رمشت بعينيها للحظات تستوعب كل حديثه.. لتشعر بالخزي من نفسها قبل أن تصرخ بدفاع "لقد فعلت كل هذا لأجلك لأني أحبك وأريدك"
رد بحنق غاضب منها "كان هناك طريقة أسهل وأبسط مما فعلتِ"
ردت بتوسل "أخبرني عنها وسأتبعها ولو كانت بنهاية العالم"
رد بصوت جاد معذب "جد طريقتكِ بنفسكِ براء.. لن أدلكِ هذه المرة يجب أن تجديها بمفردكِ"
أجابته برجاء باكي "أعطيني إشارة أرجوك"
نظر لها بقلق من تماسكها الواهي الذي يشي بانهيارها القريب.. ليقرر المغادرة قبل انهيارها لأنه لو حدث أمامه لن يحتمل وسينهار معه قناع صموده وبروده معها "راجعي كلماتي جيداً سأغادر إلى أن تقرري ماذا تريدين حقاً"
تعلقت عينيها بالباب الذي أغلق بدوي مخيف.. لتنهار قدميها وهي تجلس وتضم نفسها لنفسها بقوة.. وقد سالت دموع عينيها تغسل دموع قلبها الذي يخفق بعذاب.. عذاب لا تحتمله فقلبها الصغير قد يقرر الإيقاف في أي لحظة وليته يفعلها.. جذبت هاتفها تهاتف والدتها بحركات خرقاء ويدين مرتعشتين.. هتفت باستجداء باكي ما إن أجابتها نيرة "ماما أنا أحتاج إليكِ الآن.. أشعر بألمٍ رهيب يا ماما"
**********



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-21, 10:12 PM   #108

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

هرعت نيرة بقلق إلى بيت براء دون إخبار أيهم.. فهي تعلم ابنتها جيداً تحول مشكلة صغيرة إلى مصيبة كبيرة.. ولكن صوتها كان ممزق مزق قلبها إنها رغم كل شيء طفلتها.. رنت الجرس ما إن وصلت أتاه صوت براء ضعيف وشاحب "من بالخارج؟"
ردت نيرة بتعجب "أنا يا براء"
فتحت الباب سريعا لترمي نفسها بين ذراعي والدتها.. تتمسك بها بقوة وتبكي على كتفها مرارة ما تشعر به.. ربت نيرة على ظهرها بحنان لتدخلها إلى البيت وتجلسها على الأريكة الكبيرة وتتركها متجهة للمطبخ.. تكورت براء على نفسها ودموعها تتساقط بكثرة.. عادت نيرة بعد فترة تحمل بيدها كوب عصير قدمته لها.. رفضت براء بخفوت "لا أريده يا ماما"
همست نيرة بصوت حاني "اشربيه لتهدأ أعصابكِ"
زادت من ضمها لنفسها قائلة برفض "لا أريد مهدئات يا ماما"
ربتت نيرة على كفها قائلة بهدوء "ليس به مهدئات إنه فقط عصير"
التقطته منها لتمسكه باهتزاز حاوطت نيرة الكوب بكفها لتساعدها على ارتشافه قائلة بحنان "هيا حبيبتي بضع رشفات فقط.. هيا يا ماما لكي تهدأ أعصابك"
أكملت براء ارتشاف كوبها لتجلس أمامها نيرة تمسك يديها تدلكها بين يديها سائلة بهدوء "ما بكِ حبيبتي؟"
أخبرتها عما دار بينها وبين يزن سائلة بحيرة "أين الخطأ فيما فعلته يا ماما؟ إنه زوجي وأنا أريده في حياتي.. فعلت كل هذا لأجل استعادته"
ابتلعت نيرة ريقها بصعوبة وهي تفكر أن يزن مخطئ ومصيب بذات الوقت.. ولكنها سئمت حزن طفلتها التي تصر على انتهاج الطريق الغير صحيح دائما "ما لون يزن المفضل براء؟"
رمشت بصدمة قائلة بعدم فهم "الأزرق الغامق ويحب أن أرتدي الوردي"
ابتسمت نيرة بتفهم مكملة حديثها "عصيره؟"
ارتفع حاجب براء لتجيب وهي تنظر لوالدتها بحيرة "البرتقال"
هزت نيرة رأسها قائلة "وطعامه؟"
أجابت براء ببسمة حانية وهي تمسح دمعتها "البرجر غارق بالمايونيز"
اتسعت ابتسامة نيرة لبسمة براء التي ارتسمت على فمها قائلة "ما الذي يفضله يزن يا براء؟"
شردت قائلة وعينيها تلمع بحب نشأ معها منذ كانت صغيرة.. كبر معها ككل شيء أخر "يزن يفضل الجلوس بالشرفة وتصفح هاتفه.. صديقته المقربة يقين وصديقه الأقرب إليه هاجر إلى ألمانيا لقد كره سفره.. يفضل البرامج الرياضية ويكره استخدام الحاسوب.. يفرغ شحناته السلبية بالسباحة.. يحب التسوق معي.. مطعمه المفضل هو مطعم السلام نذهب إليه دائماً يحب ذكرياتنا به.. يحب اللون الأسود في السيارات"
ضحكت نيرة بخفة قائلة تقاطعها "يكفي يا فتاة.. الآن أخبريني كم مباراة خسرها يزن مع فريقه هذا الموسم وكم بطولة اشتركوا بها؟"
هزت رأسها نفيا بعدم معرفة مجيبة بخفوت "لا أعلم يا ماما"
ردت نيرة بامتعاض "ولما لا تعلمين؟"
مطت شفتيها قائلة ببساطة "لأني لا أحبها ولا أهتم بها"
ضربتها نيرة على كفها بحدة قائلة باستنكار "لا تحبيها ولا تهتمين بها ولكنه عمل يزن ورياضته المفضلة.. ويجب عليكِ أن تشاركيه اهتماماته.. الزواج مشاركة براء.. شراكة بين اثنين في كل شيء"
ردت باعتراض "حتى وإن كنت لا أحب هذا الشيء؟!"
أجابتها نيرة ببساطة "لا يوجد رجل يحب التسوق ومع ذلك يزن يتسوق معك.. هذا ما قصده يزن براء"
همست بخفوت "ما الذي قصده ماما؟"
أخذت نيرة نفسا عميقا لترد بخبرة "براء زوجكِ يريد زوجة كاملة تشاركه حياته وليس سريره فقط.. الرغبة ركن في الزواج ولكنها ليست الأساس.. هناك الحب المودة الاحترام وانغماس كل منكما في عالم الآخر.. هذا ما فعله يزن وأدركه بينما أنتِ لا.. افهمي معنى الزواج جيدا ستكسبين زوجكِ"
صمتت براء تفكر قبل أن تهمس بقرار "تريدين مني أن أقترب من يزن؟!"
ردت نيرة بشك "كيف تقتربين؟!!"
ابتسمت براء براحة وهي تقول بصوت عذب "انغمس في عالمه الذي أعلم قشوره فقط.. أن نكون روح واحدة في جسديين.. أن أدمج كوني بكونه وننشأ منهما كوناً خاص بنا"
ابتسمت نيرة وهي تميل مقبلة وجنتها قائلة بسعادة "ابنتي الحلوة هذا ما كان يجب أن يكون منذ البداية"
همست براء بندم وهي تميل تضع رأسها بحضن نيرة "أعلم ولكن أنا كنت ساذجة وسأتبع الصواب والطريق الصحيح هذه المرة"
مسحت نيرة على ظهرها بتشجيع قائلة بدعم "وأنا معكِ ادعمكِ إلى أن تصلي لبر الأمان.. والآن سأذهب قبل أن يشك والدكِ أن أمراً سيئاً حدث"
أومأت برأسها موافقة لتودع والدتها وتغلق الباب خلفها وعينيها تلمع بإصرار ظهر بهمستها "لقد فهمت يا يزن.. فهمت يا حبيبي"
**********
عاد يزن إلى منزله مرهق وحزين وخائف.. نعم خائف ومرعوب أيضاً.. لا يعلم ماذا ستقرر.. وإن كانت فهمت كلماته أم كالعادة عقلها عمل بطريقة معكوسة.. لقد تعب من هذا التوتر الذي ساد حياته مؤخراً وكل ما يبتغيه ويسعى إليه هو الراحة والاستقرار فقط..
فتح باب المنزل بثقل.. ألقى مفاتيحه بمحلها بلامبالاة.. وبحث عنها بعينيه لم يجدها لترتسم ابتسامة حزينة على وجهه لقد استسلمت.. لقد احتواها ثلاث سنوات وابتلع كل ما سببته له من جروح.. وهو فقط جرح واحد أو اثنين ولم تحتمل.. هي من اختارت ودمرته وعذابه الفترة القادمة لن يسامحها عليه أبدا..
اتجه إلى تلك الغرفة المقيم بها بآلية ليغتسل ويبدل ملابسه دون إحساس بما حوله.. فقط شعور بالخواء والهزيمة وآلم بكل جوارحه.. اتجه بعدها للمطبخ يعد لنفسه وجبة خفيفة مقررا العودة لبيت والديه منذ الغد.. وقف أمام غرفة الطعام وتلك الروائح الزكية تبعث داخل نفسه أمل صغير؛ أمل انتشر وفاض بجوانب روحه وصوتها يأتي من خلفه بلهفة "من الجيد أنك أتيت قبل أن يبرد الطعام"
التفت للخلف باندهاش ليقف مبهورا أمام براءته التي يعرفها ويحفظها ككف يده.. طفلته الحبيبة البريئة ترتدي منامة ظريفة بلوزتها من اللون الأصفر الهادي.. بحمالات من الأخضر الفاتح وبنطال طويل من نفس لون الحمالات.. همس اسمها بشك يخاف أن تكون طيف من وحي خياله "براء"
ابتسمت بهدوء وهي ترسم ابتسامة عميقة على شفتيها قائلة بجدية وهي تضع الوعاء الذي تحمله على الطاولة "هل ظننت أني بذلك الضعف لأعود باكية إلى بيت والدي أشكيك له، ظنك خاطئ يزن أنا باقية هنا أحاربك لآخر ثانية في فترة عدتي"
ابتسم بسعادة حقيقية لم يبالي بإخفائها أمامها بل ظهرت واضحة بسؤاله وهو يشير للطاولة خلفه "ما كل هذا؟"
ردت بمرح "العشاء بالطبع"
أجابها بكذب "لقد تناولت طعامي الحمد لله"
ردت سريعا وهي تزم شفتيها بغضب طفولي "أنت كاذب يا يزن.. هيا لا تقاوم أنت جائع"
جلس بمحله على الطاولة ليبدأ بتناول الطعام بشهية سائلا بحيرة "ما الذي تحاولين فعله بالضبط براء؟"
ضحكت قائلة بمرح "ألا يتشارك رفقاء السكن الطعام والأحاديث، ما رأيك أن نكون أصدقاء؟"
هز رأسه موافقا وهو يقول بسعادة مادا يده ينوي مصافحتها "موافق لنكن أصدقاء"
التقطت يده بيدها بسعادة قبل أن تميل مقبلة كلا وجنتيه على التوالي قائلة بمشاكسة "هذه طريقة الترحيب الصحيحة"
ضحك بصوت عالي قائلا بعبث يحمل بعض من التأنيب "لو كنتِ زوجتي الآن لكانت اختلفت طريقة الترحيب كليا"
ردت بتصميم عنيد "سأعود يا يزن"
ابتسم لها دون معنى لتكمل ثرثرة بعفوية "أتعلم أني لا أحب الصداقات بين الفتيان والفتيات"
رفع حاجبه قائلا بخفة "سيف هو صديقكِ المقرب ويقين صديقتي المقربة، وكذلك مثلث الصداقة بين إياد وسما وناري"
ردت بتلقائية وهي تهز كتفيها "هذا لأننا أبناء عمومة.. أخبرني لو لم يكن سيف ابن عمي هل كنت ستسمح بصداقتنا؟"
نظر لها بتفحص يقيم ما قالته أجابها بعد فترة صمت "كنت لأقطع رقبتكِ براء بكل جدية صدقيني"
ردت بانتصار "أرأيت؟"
ضحك مجيبا بهدوء "رأيت.. سأذهب لأنام.. تصبحين على خير"
ردت بحب "وأنت من أهله حبيبي"
لم يجيبها وهو يتجه إلى غرفة الباب مغادرا لتناديه بلهفة توقفه "يزن"
التفت لها لتقول بخجل "يزن هل تستطيع أن تحضر لي تذاكر لمباراتك القادمة"
أجابها باستغراب فبراء لم تهتم يوما بكرة اليد "مباراتي القادمة!"
هزت رأسها مجيبة بخجل من نفسها.. ومن بعدها عن زوجها الذي جعلها يشعر بهذه الدهشة عندما تطلب منه هذا الأمر الطبيعي "نعم يا يزن مباراتكم القادمة.. أعلم أنها بطولة مهمة لكم وأريد أن أدعمك وأراك وأنت تلعب من المدرجات"
أومأ ببهجة قائلا بسعادة "طبعا سأحضر لك واحدة مع يقين"
همست بعد مغادرته "سأكون بجانبك دائما يا يزن ولكن هذه المرة بجدية"
**********



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-21, 10:14 PM   #109

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

(هناك نوع من الصداقة مهما اختلفت الطرق وبعدت المسافات بين الأصدقاء..
يظل الحديث بينهما بنفس الشغف والتوق والفضول ليحمل عنك همك..
ويلقي عليك تعبه متأكدا أنك ستحمله بصدر رحب..
فذلك النوع نادر الوجود ولكنه ليس بمستحيل لذا نعم اختار الرفيق قبل الطريق)

كانت نيرة تجلس في الحديقة في وقت العصر ذلك الوقت الساحر الذي تقترب فيه الشمس من الغروب.. وقد أخذت اليوم عطلة من عملها فهي تدور في حلقات من الهموم منذ ذلك اليوم الذي اتصلت بها براء.. عيادتها وعملها بالمشفى فوق تفكيرها بمشاكل براء وعقل ابنها الجامد والعملي.. فقررت أن تريح أعصابها وتسترخي اليوم بأكمله..
التقطت حاسوبها تفكر في فيلم درامي تسمعه وتستمتع برومانسية ناعمة ولكن في ذلك الوقت خطر ببالها شذا.. لا تعلم لما تذكرتها تحديدا بهذا الوقت ولذلك عدلت عن رأيها بمشاهدة الفيلم إلى محادثة شذا.. بعد دقائق كان وجه شذا يطل من الشاشة تكاد تنفجر من الغضب "أهلا بالدكتورة السيدة نيرة أي كارثة ارتكبتها.. إنه اليوم العالمي للكوارث"
تنهدت نيرة قائلة ببسمة سمجة "الآن فقط علمت لماذا تذكرتكِ ماذا يحدث معكِ؟؟"
انفجرت شذا بحديث طويل غاضب وكأنها حديث مختزن داخلها منذ زمن وحان وقت خروجه "لماذا تزوجت؟ ماذا جنيت من الزواج غير الحزن والمشاكل.. سواء مع زوجي الذي للآن لا أفهم أهو شرقي أم غربي.. وابني الكبير الذي كان ملتزما وأصر على اتباع نهجي فى الحياة وذهب إلى مصر ليدرس.. ليعود منها منفلت الأخلاق عابث بدرجة كبيرة ولا أعلم سر تغيره.. والآن يقيم بألمانيا تحت مسمى العمل ولا أعلم كيف يعيش حياته.. أم الآنسة رقية التي تكره اسمها وتتهمنا بالعنصرية لأننا أسمينا الصغيرة كارمن وهي رقية ما به رقية.. تلك التي لم تكمل الثامنة عشر إلا منذ أيام معدودة وتقف أمامي تخبرني بمنتهى الوقاحة لقد كبرت يا مامي وأصبحت مسؤولة عن تصرفاتي.. وها هي وأمجد كان يتشاجران منذ قليل حتى أشعر برأسي سينفجر من كثرة الضوضاء والصراخ.. والصغيرة آنسة كارمن وشهرتها كام أصرت على الذهاب في معسكر تخييم في فلوريدا ولولا ذهاب معتز ابن عادل معها لم أكن لأوافق.. ماذا أفعل نيرة أقتلهم وأرتاح؟ حتى أنني وأمجد أصبحنا متباعدان والحوار بيننا بارد ورتيب"
كانت نيرة تستمع لها بإنصات وهي تفكر بحسرة في يوم عطلتها الذي فسد.. بالتأكيد أيهم السبب وغضبه منها.. لقد طلب منها أن تؤخر عطلتها يومين فقط.. وسيكون متفرغا لها ويدللها يوم بأكمله ولكنها أصرت بمنتهى الغباء على اليوم.. لتأخذ نفسا عميقا قائلة بأمر حاني "حسنا خذي نفسا عميقا وأطلقيه على مهل ولنتحدث بهدوء"
نفذت شذا ما أمرتها به نيرة لتسأل بهدوء عكس حالتها التي كانت مشتعلة منذ دقيقة.. ولكن من أفضل من شذا تنفعل بدقيقة وتهدأ بالأخرى "حسنا طمئنيني عنكِ وأخبريني كيف حال براء الآن؟"
ابتسمت نيرة مجيبة بخفة "بخير تبلي حسنا على ما أعتقد"
أومأت شذا برأسها قائلة باستحسان "جيد أتمنى لها كل الخير كما تستحق"
وقبل أن تجيبها أتاها صوت هنا بتوبيخ مازح وهي تضع صينية حملت عليها ثلاثة أكواب من العصير البارد "لماذا لم تخبرينا أنكِ ستشاهدين فيلماً.. طبعا في الحزن مدعيين وفي الفرح منسيين"
ضحكت نيرة بمرح ولمار تسأل بشك "هذا لم يكن فيلما لقد كان صوت شذا"
هزت نيرة رأسها تجيب سؤالها وشذا تقول بترحيب "مرحبا يا سيدات كيف حالكم؟"
جلست لمار سريعا بجانب نيرة قائلة بلهفة "كيف حالكِ؟ أخبريني عنكِ.. كنت سأحدثك اليوم فأنا قلقة عليكِ"
ابتسمت شذا باشتياق قائلة موجهة حديثها لهنا "لن أكذب عليكِ وأخبركِ أني بخير أنا أسبح في فوضى عارمة.. كيف حالكِ أيتها الرقيقة التي لا تكبر؟"
بادلتها هنا الابتسامة وقد أصبحت صديقة لها أيضا بعد أن تعرفت عليها عن قرب "بأفضل حال الحمد لله ما الذي يحدث معكِ؟"
أجابت نيرة بضحكة رائقة "أبناؤها أفقدوها عقلها"
نظرت لها شذا وهنا بحنق لتقول لمار بلطف وهي تحدجها شزرا "لستِ وحدكِ حبيبتي البيت منذ أسابيع قليلة كان يعج بالتوتر كما تعرفين.. دعكِ من نيرة وأخبريني ما المشكلة؟"
ردت بصوت قلق به رنة من حزن لا يليق بها "إنها رقية الأمور بينها وبين والدها ليست على ما يرام.. لا أريدها أن تبتعد عن مداره ولا أريده أن يفقد الثقة بها.. أريد أن أبعدهما عن بعضهما لفترة من الوقت كي لا تتطور الأزمة بينهما"
ردت هنا ببساطة "ما المشكلة أرسليها إلى مصر"
هزت شذا رأسها رفضاً قائلة باعتراض متعب "لن يجدي نفعاً لن يأتي أحد منا إلى مصر هذه الفترة ولا أضمن تركها بمفردها بمصر"
همست نيرة باقتراح بعد فترة صمت "أرسليها تبقى معنا بين أبنائنا وأنا متأكدة سيكون لهم تأثيرا عليها"
رفضت شذا قائلة بصوت ممتن "لا لا أستطيع أن أثقل عليكم بمراهقة متمردة"
ردت لمار بعتاب جدي "توقفي عن السخافة شذا أرسلي الفتاة ولن يكون طبعها أصعب من أبنائنا"
شذا باعتراض ضعيف "ولكن لمار..."
قاطعتها هنا بصوت جاد حازم "دون لكن شذا ستكون بأمان بيننا"
ردت شذى بامتنان وهي تغلق عينيها بإرهاق يصل لأذنها أصوات صراخ من الطابق الأعلى "شكرا لكم كثيرا مضطرة للذهاب لقد بدأوا الشجار ثانية"
أغلقت نيرة المحادثة وهي تقول بحزم "ستبقى ببيتي"
ردت هنا بتعجب "وإياد هكذا ستقيد حريته"
أجابت لمار وهي ترشف من كوبها بتلذذ "ليبقى مع سيف تلك الفترة ليست مشكلة.. العصير رائع يا هنا"
أجابتها هنا بود "بالهناء والشفاء"
سألت نيرة بصوت متحمس "فيلم أو مسرحية؟"
أجابتها هنا بهدوء "فيلم أفضل"
وافقتها لمار لتخرج نيرة قائمة الأفلام التي اقترحها عليها إياد قبل أن يغادر.. ليختاروا فيلما اندمجوا به ثلاثتهم ملقيين همومهم خلف ظهورهم لساعة أو أكثر.
**********



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-21, 10:16 PM   #110

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

(خذ أحلامك على محمل الجد.. وكذلك كوابيسك فهي إشارة من الخالق لأمر سيحدث عما قريب.. هكذا كنا وما زلنا نسمع عن أحلام تكون إشارة لما يحدث)
كان ماهر يحرك رأسه بضيق على وسادته يشعر بضيق يجثم على أنفاسه.. ويد تقبض على رقبته تمنع الهواء الآتي من الدخول والهواء الفاسد داخله من الخروج.. قلبه ينبض بعنف يواكب اختناقه في محاولة لإسعاف عقله أن ما يشعر به ليس حقيقيا.. إنما هو من نسج عقله الباطن الذي يهيئ له أنه يختنق..
ربتة حانية على كتفه وصوت قلق يأتيه من أعماقه.. يوقظه بلهفة وخوف تشبث بتلك اليد بقوة.. ليفتح جفونه استجابة لهذا الطلب الذي يزداد إلحاحا ورعبا.. رمش بعينيه عدة مرات يخرج من كابوسه.. تبين له وجه لمار الغارق بالدموع والتي تشرف عليه من الأعلى قائلة بصوت باكي "ماهر ما بك؟ لقد اعتقدت أن مكروه أصابك"
رفع يده بوهن ليمسح دموعها ويده الأخرى ما تزال تتشبث بيدها قائلا بإنهاك "لا تبكي حبيبتي أنا بخير فقط حلم بغيض"
أغمضت عينيها بخوف لتحتضن جسده بقوة هامسة "يا إلهي مت خوفا عليك.. هيا لتنام يبدو عليك التعب"
هز رأسه نفيا وهو يمسح على شعرها برقة قائلا بصوت خافت "سأصلي ركعتين أولا"
ربتت على صدره بحنان قائلة "حسنا هيا لتصلي وأنا سأنتظرك"
قبل رأسها بحب وهو يقف قائلاً بدعوة صادقة "أدامكِ الله لي طيلة العمر يا عمري"
بعد بضع دقائق كان ماهر يستقبل القبلة بخشوع وصوت مرتجف.. بينما تجلس لمار خلفه تراقبه بقلق.. وتفكر بسبب منطقي يجعل تلك الكوابيس تعاوده من جديد.. لقد توقفت منذ مدة طويلة والآن عادت تهاجمه بضراوة.. وهي ترتعب ألا يحتمل قلبه هذا المجهود العنيف الذي يبذله عقله اللاوعي فيتوقف وتتوقف معه حياتها بأكملها..
أنهى ماهر صلاته ليجلس يدعو أن يرزقه الله راحة البال ويخفف عنه حمله.. جلست لمار أمامه لتحتضن وجهه بحنان سائلة برقة "كيف تشعر الآن حبيبي؟"
احتضن يديها ليقبلهما برقة قائلاً بخفوت "أشعر بتحسن كبير"
دارت عينيها عليه بنظرة بطيئة متفحصة ليلفها بذراعيه بحنان يجذبها لصدره بقوة قائلاً بدفء "بخير والله العظيم بخير؛ وإن حدث لي شيء زوجتي أعظم طبيبة بالعالم ستداويني"
احتضنته بقوة وهي تريح رأسها على صدره هامسة تعترف بنبرة دامعة "عندما تصاب بحمى صغيرة يا ماهر أنا أنسى كل ما تعلمته.. وأرتعب كطفلة ستعود يتيمة ثانية.. أنت دنيتي يا ماهر أبي وأمي وأخي وكل شيء.. وإن خسرتك يوماً سأعود يتيمة ثانية"
بسمة هائمة ملئت وجهه قائلاً بعشق وقد تضخم قلبه زهواً بكلماتها.. وعشقها من جديد عشقاً يضاف لعشقه السابق "هشششش يا عمري أنا سأظل معكِ طالما إني قادر على هذا.. أحبكِ يا ملكة الفؤاد وأم أبنائي"
ابتعدت عن ذراعيه لتمسك بيده بين يديها "يجب أن تري طبيب نفسي يا ماهر إن كنت لا تريد الحديث مع نيرة.. يجب أن تعرف السبب وراء كوابيسك يا ماهر"
همس بخفوت "أعتقد أني أعلم السبب لمار"
نظرت له بدهشة قائلة بحيرة "وما هو يا ماهر؟"
أجابها بندم وهو يميل واضعاً رأسه على كتفها "ذنب قديم ارتكبته في شبابي.. كانت المرة الأولى التي أفقد بها أعصابي ومعها فقدت شخصا غالي على قلبي"
ردت بلطف وهي تمسد كتفه تعلم الحماقات التي يرتكبها عندما يفقد زمام غضبه "أخبرني عنه علك ترتاح"
همس بثقل "سأفعل ولكن ليس الآن نضبت طاقتي على الحديث"
أجابته بتفهم وهي تمرر يدها على شعره القصير "متى تريد الحديث سأسمعك ولكن الآن هيا لتنام"
هز رأسه باعتراض قائلاً بتعب "لا أريد النوم قد أرى كابوس أخر"
مالت تقبل رأسه بعاطفة قائلة بصوت حنون دافئ "لن أنام إلا بعد أن تنام هيا حبيبي أنت متعب"
استجاب لها وهو يقف معها ويتجه إلى سريره يستلقى عليه بإرهاق..
وفي الخارج ارتد سيف بصدمة عن الباب وهو يسمع كلمات والده النادمة.. ذنب قديم وشخص غالي على قلبه.. لم يقصد التصنت لقد ذهب ليطلب من والدته أن تعد له طعاماً.. فقد كان جائعاً ولا يفقه شيئاً بأمور المطبخ فسمع تلك الكلمات.. ومن حيث لا يدري استحضر ذلك الحديث الذي استمع إليه بين أبيه وعميه..
ليلقي بنفسه على سريره كما ألقى عقله في دوامات من الأفكار السوداء المتلاطمة.. وكلها أفكار غير منطقية ولن تحدث إلا في عالم موازي.. جذب وسادة صغيرة يضعها على رأسه بقوة في محاولة منه لإسكاته عن التفكير.. ولكنه فشل ليلقى الوسادة على الحائط بقوة هامساً بعنف "لا يمكن ولن يحدث... والدي خط أحمر إياك والتفكير به بهذه الطريقة المهينة.. توقف عن التفكير ونام أنت تعذبني"
***********



يتبع على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t474767-12.html




التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 09-01-21 الساعة 11:34 PM
ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:15 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.