آخر 10 مشاركات
وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          9 - الرحلة - آن ويل - ق .ع ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          غيث أيلول -ج5 سلسلة عائلة ريتشي(121)غربية - للكاتبة:أميرة الحب - الفصل الــ 44*مميزة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          83 - حائرة - فيوليت وينسبير - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : pink moon - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          278 - لا أحد يريد الحب- ساندرا فيلد (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          158 - امرأة من زجاج - ساندرا فيلد(تم تجديد الرابط) (الكاتـب : فرح - )           »          أحبك.. دائماً وأبداً (30) للكاتبة الرائعة: مورا أسامة *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : مورا اسامة - )           »          معضلة في شمال الطائف * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          زوجة مدفوعة الثمن (44) للكاتبة:Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : فراشه وردى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-01-21, 10:17 PM   #111

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي


كانت العائلة كلها متجمعة في الحديقة بانتظار ضيفتهم التي ذهب إياد لينتظرها في المطار.. حيث تأخر أيهم وسيف في تدريباتهما ويزن لم يصل بعد لذلك ذهب إياد لاستقبالها.. وصل يزن ليجد الشباب يجلسون بجلسة منفردة على الأرض يتضاحكون سويا.. بينما جلس الكبار على المقاعد تحت المظلة الكبيرة يتسامرون مع بعضهم البعض.. جلس جانب سيف المنغمس مع سما بحديث هامس ناداه بهدوء "سيف"
أشاح سيف بيده يسكته دون أن يلتفت إليه ليجذبه يزن من ذراعه بخفة سائلا "ما بهما مي ومروة؟"
تتبع سيف نظرة أخيه إلى حيث يجلس التوأم الغاضب على الأرجوحة ليهز كتفه بعدم معرفة وهو يميل ناحية سما سائلا بقلق "سما من أغضب مي ومروة؟"
ردت ببساطة قبل أن تعود وتندمج مع الفتيات بحديث مرح "تشاجرا مع بابا صباحا"
تلقى إشارة أخيه ليقف معه ويتجها إلى الفتاتين.. حيث جلس يزن بجانبهما بينما وقف سيف خلفهما يدفع الأرجوحة لتتحرك ويزن يسألهما بلطف "ما بكما غاضبتين هكذا؟"
أشاحتا بعيونهما بعيدا دون رد على سؤال يزن ليسأل سيف بحنان "ماذا فعل عمر ليغضبكما هكذا حبيباتي؟"
لم يجيبا عليهما لينظر يزن وسيف لبعضهما بحيرة ويزن يقول بمحاولة منه لجعلهما يتحدثان "أخبراني وسنشكيه لعمي أيهم وبابا ونقتص منه"
التقت أعين الفتاتين سويا بحديث صامت عما يجب عليهما فعله هزت مي رأسها توافق على ما اتخذته مروة من قرار.. ابتسمت مروة تدندن بصوت طفولي عذب أغنيتها المفضلة ولكن على طريقتها الخاصة.. بينما رفعت مي رأسها بإباء غاضب "ذهب الليل وطلع الفجر والعصفور صوصو.. شاف القطة قالها بسبس قالت له نونو.. ماما قالت هيا يا مروة لأجل الروضة.. زمجرت مي بحدة تريد النوم بشدة.. غضب عمر وصرخ ولم يحضر شكولاتة لمي ومروة.. وها هي نهاية من يغضب ماما دودو قلب عمر"
لم يتمالك يزن نفسه لينفجر ضاحكا وقهقه سيف قهقهة خفيفة لتقول مي بتحذير "لا تضحك أبيه أنا غاضبة من بابا كثيراً"
رد يزن بجدية مفتعلة يجاري غضبهما "هيا لنشكيه لعمو أيهم ليعاقبه"
ركضتا تجاه أيهم لتقفز مروة على ركبته تتعلق بعنقه هامسة بحنق "خالو أنا غاضبة من بابا كثيراً"
لفها أيهم بذراعيه مجيباً برقة "لما يا حبيبة خالكِ؟"
أجابته مي التي جلست بجواره مقابلة لعمر تحدجه بغضب "لأنه صرخ علينا صباحاً وحرمنا من الشكولاتة اليوم"
رد سيف بلطف "سأحضرها لكما أنا"
أجابه عمر بغضب "لا سيف لن تحضر لهما شيئاً إنهما معاقبتان"
رد يزن بحنق وهو يجلس بجانب عمه يتطلع بعمر النزق على غير عادته "لماذا كل هذا الغضب يا عمر لأنهما رفضتا الذهاب للروضة إنهما أطفال"
رد عمر بحدة "التعليم خط أحمر يا يزن لا يُمزح به"
أجابته نيرة بسخط "أي تعليم إنهما ما زالتا بالروضة يا عمر"
زفر بعنف مجيباً بصوت حاد "الروضة هي أساس التعليم"
نهره أيهم بحدة "لا تخرج غضبك على البنات يا عمر"
رد عمر بتلقائية أثارت دهشة الحاضرين "وأين أخرجه يا أيهم على دارين.. بالطبع لا وألف لا"
أجابته لمار بشبه ذهول "المنطق يقول أن نكدك تخرجه على زوجتك وليس بناتك.. عذراً داري"
رد بسخرية وهو يرفع حاجبه "هذا المنطق للحمقى.. ثم أتبع وهو يضع عينيه بعين دارين الجالسة جواره قائلاً بحب.. أي منطق هذا الذي يجعلني أحزن شريكة عمري التي أعرفها منذ أكثر من خمس وعشرين عاماً لأجل بناتي اللاتي لم ألتقيهم إلا منذ سنوات قليلة"
ضحكت هنا رغماً عنها مجيبة بدهشة "منطق يُدرس يا عمر لقد أقنعتني"
وقف عمر قائلاً بصوت هادئ ووعيد لسيف "سأذهب لأتمشى قليلاً وأنت سيف إياك أن تحضر لهما شيئا فهمت؟!"
لاحقته دارين بعينيها لتقف قائلة بلهفة "اعذروه لديه مشاكل بالعمل سأذهب لأراه"
همس أيهم بسخط غيور "نعم اركضِي خلفه"
ردت نيرة بخفة "إنه زوجها"
همس لها بغيرة دون أن يستمع إليه أحد "لقد سرقها منا.. سرق انتباهها لا تهتم لأحد غيره في وجوده"
رمشت نيرة بعينيها بصدمة لتهمس بحب تحتوي به غيرته "هذا يعني أنك سرقتني منه ومن العالم كله"
ابتسم رغماً عنه ليهمس بخفوت "محتالة نيرتي"
قاطع سيف حديثهم الهامس وهو يجلس على ركبته أمامهما يقبل يد الفتاتين بحنان قائلاً بلطف "سأحضرها لكما الآن اذهبا لتلعبا ودعكما من عمر"
ركضت الفتاتان تحضر ألعابهما بينما مر سيف على الفتيات قائلاً "سأذهب إلى محل البقالة أحضر حلوى للفتاتين.. تريدون شيء؟"
أجابته براء بحماس "نعم سكاكر من كل الأنواع"
ردت يقين برقة "رقائق بطاطس معك"
بينما قالت ناردين بهدوء "أريد شوكولاتة"
سأل سما بلطف "وأنتِ سما؟"
أجابته بخجل "ماصات لو أمكن"
هز رأسه موافقاً وهو يصيح بصوت عالي "وأنت يا يزن أتريد شيء؟"
أجابه يزن بصوت مرتفع وهو يستقر بجلسته بجانب أيهم "عسلية إن وجدتها يا سيف"
رفع سيف صوته "حسنا.. عمتي نيرة تريدين شيء؟"
صمتت نيرة قبل أن تجيبه "سكاكر وإياك أن تنسى الماصات"
ضحك سيف قائلاً بطاعة "حاضر يا عمتي"
بعد مغادرة سيف عاد عمر ودارين يبدو أنه أكثر راحة وباله لم يعد متعكرا.. توجه خالد له بالحديث قائلا بنصيحة "كن أكثر هدوء مع بناتك يا عمر"
هز عمر رأسه موافقاً لتقول دارين باندفاع "لا يوجد أب مثل عمر يا خالد ولكنه غاضب قليلاً"
زفر أيهم بسخط ورفع خالد حاجبه دون رد ليهمس يزن بحنق لأيهم وهو يميل واضعا رأسه على كتف أيهم بإرهاق "لقد استولى على عمتي"
ربت أيهم على رأسه مجيباً بشر "لولا أخته التي تجلس بجواري لكنت قتلته منذ زمن"
همس يزن بتآمر "سأساعدك في التخلص من جثته بابا"
رد أيهم باستحسان "حبيب بابا أنت"
تحدث ماهر قائلاً بأمر حاني "راضي بناتك يا عمر"
هز رأسه موافقا وهو يقول بحب لهما "سأفعل ولكن ليس الآن.. مي لن تقبل مني كلمة الآن.. سأحضر لهما هدية وأصالحهما"
*********



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-21, 10:20 PM   #112

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

وعند الفتيات جلسوا بجانب بعضهم على تلك الوسائد التي فرشوا بها الأرض.. براء وناردين تجلسان سويا ويقين وسما بجوارهما يلاعبان هامستر سما في منزله.. كانت ناردين ترتدي في يدها أسورة رقيقة من مادة شفافة كالزجاج منقوشة من الداخل بورود زرقاء.. رفعت معصمها أمام براء هاتفة "ما رأيكِ بها؟ أحضرتها يقين لي"
هتفت براء بغيرة أخوية "أنها رائعة يقين كيف تحضرين لها هدية وتنسيني؟"
انتفضت يقين في محلها لترد بصوت واهي من صوت براء الذي باغتها "أحضرته لها لأنها تبلي جيدا في علاجها.. وأنتِ أعيدِي زوجكِ لكِ وسأجلب لكِ هدية"
زمت براء وجهها تشيح بعينيها بعيداً عنها وسما تقول بطفولية "أحضرتِ لناردين وستحضرين لبو وماذا عني؟"
ابتسمت يقين بمكر قائلة ببساطة "أخبريني أنكِ تحبين سيف وسأجلب لكِ العالم بأكمله"
تلون وجه سما باللون الأحمر الذي ازداد مع قول براء الذي ظهرت فيه نبرة الغيظ "فلتخبر سيف أنها تحبه وسيحضر العالم كله لها ليركع تحت قدميها"
أخفضت عينيها لتبوح بخفوت "أحاول أن أحبه أفشل أحيانا ولكن كثيرا من الأوقات أنجح"
سألتها يقين وهي تربت على كفها "ما شعوركِ الدائم نحوه؟!"
رفعت عينيها إلى يقين بحيرة لتجيبها بصدق "لا أعلم ما هو شعوري تحديدا ولكني أثق به أكثر من كل شيء.. أثق به أكثر من نفسي.. وكأني بثقتي به أسترجع ثقتي بنفسي"
ردت ناردين بقسوة وهي ترجع رأسها للخلف "هذا مرض وليست ثقة"
أجابتها سما بحنق "لم أخذ رأيك أصلاً"
ردت ناردين باستعلاء "وهل ترقين لأن تأخذي رأيي أصلاً؟!"
ردت سما بغل سينتهى بعد دقيقتين "أنتِ بشعة ولا تطاقين"
همت ناردين بالرد بينما تستمتع براء بشجارهما لتقول يقين بحزم "يكفي لقد أفزعتما لاف واختبأ في منزله خوفاً من أصواتكما"
التفت إليه سما بملامح حنونة لتداعبه برقة وصوت مميز أخرجه من منزله.. ابتسمت يقين لها بحنان وهي تراقب رحمتها بهذا المسكين الصغير.. بينما هتفت ناردين بانتقام وهى تجعد أنفها باشمئزاز "أتعلمين يا سما يستخدمون الهامستر دائما في التجارب الكيميائية في المعامل"
سألت سما بتوجس "ماذا يفعلون به؟"
ابتسمت ناردين باتساع وهي تقول باستمتاع وتلذذ "يحقنونه بالأدوية ليروا تأثيرها عليه ثم يموت ويلقون به.. أو يشرحونه ويستخدمون أعضائه في تجاربهم وأيضا يلقون به ميتا"
قاطعتها سما بصوت متحشرج والدموع تغزو عينيها ألما لتلك المخلوقات المعذبة "يكفي يا عديمة الرحمة"
أكملت ناردين بتشفي وبراء تساندها بضحكها "وأتعلمين ماذا أيضاً؟"
نظرت سما لهامسترها برعب وكأنها تعده بالحماية لترد يقين بصرامة "انتهينا ولا حديث في هذا الموضوع ثانية مفهوم ناري"
ثم التفتت إلى سما لتربت على وجنتها برقة قائلة برفق "اهدئي أنها تزعجك فقط"
ردت بانزعاج وعينيها تحاوط قفص هامسترها بحماية "هذه قسوة قلب وليس إزعاج"
ردت ناردين بسخرية "قلب قاسي محمي جيدا أفضل من قلب هش سهل الانكسار بأي وقت وعن تجربة أليس كذلك براء؟!"
نغزتها براء بخصرها بقوة قائلة بتحذير "احترمي حالكِ ناردين"
أصدرت ناردين صوتا ساخرا لتحدجها يقين بنظرة صارمة فتبتلع باقي أفكارها احتراما لشقيقتها الكبرى.. غيرت يقين مجرى الحديث لتخرج من تلك المنطقة الملغمة بالتوتر حيث لا تعترف ناردين بأحكام القلب.. وتفضل عقلها دائما "برأيكم كيف هي رقية.. هل أخذت الجانب المصري أم الأجنبي؟"
سألتها سما بهدوء "ألم تريها من قبل؟"
هزت يقين رأسها نفيا قائلة بخفوت "كلا لم أراها من قبل تلك المرات التي قابلت بها أنطي شذا لم تكن معها"
رددت سما باستغراب "أنطي شذا"
ضحكت براء بمرح قائلة "هل نسيت أنها تكره أن يناديها أحد بعمتي أو خالتي"
هزت سما رأسها نفيا قائلة بمحاولة للتذكر "لا أتذكر أنا لم أقابلها منذ زمن طويل.. ولا أتذكر شكلها بالمناسبة كيف تبدو"
أجابتها ناردين وهي تفرد قدمها أمامها باسترخاء "ملكة جمال لا تكبر إطلاقا"
ضحكت سما وبراء تسأل بتوجس وغيرة تشتعل داخلها خوفا من أن تكون رقية تلك تحمل شيء من ملامح شذا.. فوقتها ستكون كارثة هبطت فوق رأسها "ولكن حقا كيف تبدو تلك الرقية؟"
رفعت ناردين كتفها باستعلاء وهي تقول بغرور "كيف ستكون عادية لا يوجد أجمل من الجمال العربي"
ابتلعت براء ريقها بصعوبة قائلة وجسدها يرتجف بخوف "بالطبع ستكون عادية بل أقل من العادية بإذن الله"
ارتفعت ضحكة يقين وهي تقول بمرح "بل هي طلقة إنجليزية كما يقول الكتاب.. جمال وشقاوة سحرية سبحان من صورها"
اعتدلت ناردين بجلستها وبراء ينظرا إلى من نزلت برشاقة من سيارة إياد لتقول سما بصوت متشفى مستمتع "ستكون أياما مذهلة مع تلك الأقل من العادية"
وقفت الفتيات ينظرن إلى تلك الغزال الشارد بشعرها الأشقر وبشرتها البيضاء.. عيونها الخضراء الساحرة التي تشع شقاوة في طاقم شبابي من اللون العسلي.. مكون من قطعتين وحقيبة صغيرة بشكل متعامد وحذاء من نفس اللون.. ضحك عمر قائلا بشقاوة "انظروا إلى ذوقها في الملابس غزال أنيق"
لكزته دارين في خصره قائلة بغيرة غاضبة "هكذا يا عمر تعجبك ملابسها أنا أحلى منها"
نظر لها ليقول بتوبيخ عاتب "لما تضعين نفسك معها في خانة واحدة.. العالم كله في خانة وأنت في خانة بمفردك لا يتواجد معك أحد فيها.. وبالتأكيد أنت الأجمل والأحلى"
همست بخفر "حقا يا عمر؟"
رد بحب تلألأ في عينيه "حقا يا قلب عمر"
زفر أيهم بقوة ليهمس ليزن الذي غفى على كتفه "سيارتك جاهزة سنحتاج إلى التخلص من جثته قريبا"
غمغم يزن بين الصحوة والنوم "جاهزة ونلقيها على الطريق الصحراوي"
رد عليه أيهم بتفكير عميق "برأيك ما أداة القتل المناسبة؟"
همس يزن بصوت ناعس "ساطور أسرع وأضمن ولكن ماذا فعل هذه المرة؟"
التفت إليه أيهم برأسه قائلا بنزق "ألا ترى أفعاله.. صمت ليقول بحنان.. هل كنت نائم؟"
اعتدل يفرك عينيه بيده قائلا بصوت خافت لم يغادره النعاس بعد "لقد غفوت قليلا"
ربت بيده على كتفه قائلا بهدوء "لقد أتت الضيفة"
نظر إلى رقية التي تخطت الفتيات بعد أن ألقت تحية صغيرة بيدها إلى حيث يجلس الكبار ليقول بانبهار "رائعة تبارك الخالق"
ضربه أيهم على ركبته قائلا بصوت ضاحك "تحشم يا ولد ابنتي لازالت ببيتك"
مال على أيهم قائلا بصوت مازح "معك حق ولكن أليست جميلة جدا؟"
أجابه أيهم بهدوء "جميلة جدا جدا"
مالت عليهما نيرة هامسة بشر ووعيد "سمعتكما يومكما أسود ولكن لأرحب بضيفتنا الأول"
وقفت نيرة لتضمها بترحيب والكبار يرحبون بها.. مدت يدها تصافح يزن وهي تبتسم بجاذبية.. همست براء لناردين بغضب "سأقتلها إنها تلمسه وتبتسم له"
همست لها ناردين بسخرية "وهو يرد لها ابتسامتها بأجمل ابتساماته"
نظرت لهما يقين قائلة بحزم "ابتسما الفتاة قادمة"
نظرا لبعضهما لتزفر ناردين بسخط وهي تجبر ابتسامة مجاملة على الظهور .. اقتربت الفتاة ليعرفها إياد على يقين التي رحبت بها بود.. سألت براء ناردين بهمس "تُرى ماذا تدرس؟"
ردت سما وهي تتطلع إلى الفتاة الواقفة تتحدث مع يقين بمرح "سيف أخبرني أنها ستدرس تصميم أزياء"
لوت براء شفتيها قائلة باستهزاء "أفضل من كلية المجرمين التي دخلتيها"
التفت لها ناردين بحدة قائلة بتحذير واعتزاز بمهنتها التي اختارتها لنفسها "إياك والتقليل من مهنتي يا حمقاء.. إنها كلية الصفوة الأذكياء أصحاب القلوب الشجاعة واللسان الناطق للحق المعيد الحقوق لأصحابها دافعا الظلم عن المظلومين"
قاطع شجارهما صوت إياد يعرفها على سما لتقول رقية بحيرة وهي تصافحها "حبيبة سيف أليس كذلك؟"
هزت سما رأسها قائلة ببسمة خجلة "خطيبته"
ابتسمت لها رقية قائلة برقة "حبيبته إنه يحبك كثيغا (كثيرا)"
ردت سما بخجل وقلبها يرفرف فرحا "نعم حبيبته"
قدم إياد لها براء لتلتفت إلى يزن سائلة "زوجتك لقد أخبغني (أخبرني) إياد أن بغاء شقيقته تكون زوجتك"
التفت براء إلى ناردين بشهقة صدمة سائلة بذهول "بغاء؟! أنا بغاء!"
لم يستطع يزن وإياد كتم ضحكاتهما لتنطلق قوية ورقية تنظر لهما بحيرة "ماذا هناك؟"
هز يزن رأسه بلا معنى قائلا بصوت خنقته ضحكته "نعم هي ولكننا مطلقان للأسف"
نظرت له براء بقهر عاتب فيهز كتفيه وعينيه تخبرها ألا تعاتب فهي من اختارت.. بينما همست رقية بتعاطف "أوووه أسفة إنه خطأ إيدو لم يخبرني بهذا الأمر"
اتسعت عين ناردين بصدمة غيورة وهي تهمس لنفسها بعنف "إيدو! سأقتلها كلا سأقتله هو وأرتاح"
سعل إياد قائلا ببساطة غير مبالي بغيرة ناردين التي توحشت بعينيها "ناردين ابنة عمي خالد الصغيرة"
مدت رقية يدها لناردين قائلة بصوت ودود "مرحبا ناغدين"
تلقت ناردين يدها باستعلاء قائلة بآنفة "أهلا بك في منزلنا"
جلسوا جميعا لتهمس براء لناردين بضيق "وتلك من المفترض أن تقيم معنا هنا مع الشباب.. سأرتكب جريمة قتل حينها"
لوت ناردين شفتيها بامتعاض قائلة من بين ضروسها "هذا سيكون بعد تقطيعها إربا وتوزيعها على كلاب شوارع مصر المختلفة.. وسأكسب فيهم ثوابا وأنا أطعمهم لحما نظيفا مستوردا"
رغما عنها ضحكت براء لتشاركها ناردين الضحك.. مالت رقية على إياد متسائلة "ما بهما إيدو؟"
هز رأسه قائلا ببساطة "دعك منهما لا تهتمي بهما"
تلفت حولها بفضول سائلة بلهفة "أين سيف؟"
اختلجت عين سما بارتباك ويقين ترد "ذهب ليشتري بضع أشياء وسيأتي بعد قليل"
أجابتها رقية برقة وهي تتأمل المنزل بانبهار "أحببت منزلكم إنه غائع (رائع) ودافئ يذكغني (يذكرني) بقصغ (بقصر) جدي عندما أمكث به"
ردت يقين بصوت دافئ "يسعدنا أن تشعري أنك ببيتك هنا.. تشبهين أنطي شذا كثيرا"
ضحكت رقية قائلة بتوضيح "لقد تبادلنا أنا وكام ملامح mom and dad كام أخذت ملامح dad وعين mom وأنا العكس"
ابتسمت سما وهي تقول بألفة شعرت بها رقية "عينا والدك خضراء؟"
همست بصوت خافت مجيبة "نعم أنا أحبها"
رفعت سما عينيها للبوابة لتقول بصوت فرح وهي تنادي التؤام "مي مروة لقد أتى سيف"
راقبت رقية بابتسامة صغيرة ركض الفتاتين إلى سيف الذي استقبلهما بحنان وأعطاهما ما يحمل.. ليقترب منهما قائلا ببشاشة "يا مرحبا بالآنسة روكا ضائعة حرف الراء"
ركضت رقية لتعانقه بود قائلا بحنق "يا إلهي ألن تنسى هذا اللقب السخيف؟"
احمر وجهه حرجا لتبحث عينه سريعا عن سما التي ارتسم على وجهها ضيق طفيف.. ولكن عينيها لمعت بثقة وترآى له نبضة ضائعة بعينيها ليبتسم لها وهو يبعد رقية بلطف قائلا بحزم لين "ماذا قلنا عن أمر المعانقة هذا رقية؟"
زمت شفتيها بضيق قائلة بعتب "لقد نسيت أنا أسفة.. ولا تدعوني غقية ثانية"
همست ناردين لبراء "غقية هناك وباء بلسانها"
ابتسمت براء قائلة بخفوت "وباء يأخذها"
جلس سيف بجوار سما سائلا بهدوء "ماذا فعلتِ لتتخلص منك عمتي شذا وتبعثك إلى هنا؟"
ردت بضيق وهي تشعر بالحنق من شجارها الأخير مع والدها "هل نؤجل هذا الحديث لوقت آخر"
هز رأسه وهو يخرج من جيبه ماصات ذات شكل مميز قدمها لسما بحب لتهمس برقة "شكرا"
ضحك هامسا بصوت رقيق "فداك"
نظرت رقية لملابس براء باستنكار لتسألها "من أين تحضرين ملابسك بغاء؟"
صرخت بها براء بغضب "براء اسمي براء وليس بغاء"
أجابها سيف مهدئا "اهدئي هي لم تقصد روكا لديها مشاكل مع حرف الراء تنطقه غين.. ناديها بو روكا"
هزت رقية رأسها قائلة بمرح "اسم دلالك لطيف ويليق بك"
ابتسمت براء بسماجة قائلة بسخافة "شكرا أنا أعلم"
مال إياد على أذن يزن هامسا بتفكه "ما رأيك بحصار أمني حول الضيفة بو وناري سيقتلنها"
جذبه يزن من ذراعه قائلا بتحذير "لا تزدها يا ظريف فأنا من سيُقتل بالنهاية وليس الضيفة"
عدل من ملابسه قائلا ببرود "من سيحاسبني أنا ما زلت أعزب"
رد يزن ببساطة "إنها بمنزلنا إياد"
رفع كتفه قائلا "لم أفعل شيئا نتجاذب أطراف الحديث فقط"
هز يزن رأسه بلا فائدة يراقب الشرر الذي يتطاير من عيني ناردين المسلطة على إياد والذي عاد وانغمس مع رقية بحديث مرح.. نظر إلى يقين يطلب منها فض الاشتباك الوهمي المشتعل في الأجواء.. أجابته بإشارة من رأسها لتقول بلين "تعالي رقية لأريك غرفتك وتبدلين ملابسك قبل الغذاء"
وافقتها رقية وهي تقف معها تشبك يدها بذراعها قائلة بمرح "فقط غوكا وليس غوقية"
ربتت يقين على ذراعها قائلة برقة "حسنا غوكا هيا بنا"
************



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-21, 10:21 PM   #113

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

صف عربيته في مكانها المخصص ليرجع رأسه للخلف بإنهاك يفكر في الأيام الماضية لقد كانت مشتعلة بينه وبين والدته.. اختبر به الجانب الأناني منها في أبهى صوره.. لم يكن يتخيل للحظة أنها بمثل هذا الجبروت وأنها فقط مغلوبة على أمرها.. لقد حاول إقناعها بكل السبل أن تتقبل أخيه فهو لن يستطيع تركه أكثر من هذا..
فروحه أصبحت معلقة بتلك السعادة التي يمنحها له.. صار ركن أساسي وحيوي وهام في حياته ولكن والدته التي فضلت والده عليه فيما مضى.. الآن تريد تعويضه عن كل شيء شرط أن يلقي بأخيه خارج حياته.. واهمة لتحلم أن تبعده عن قطعة قلبه الصغيرة تيم الذي أنار حياته من بعد ظلام حالك تسبب به والديه.. أخرج هاتفه ليجري اتصالا أحب إلى قلبه من أي شيء آخر "مرحبا يا بطل هل نمت؟"
أتاه صوت تيم العذب مجيبا بفرحة شقية "كلا كنت أستعد للنوم.. لقد غلبت أبيه هادي اليوم في جميع الألعاب"
رد يامن بتشجيع "أحسنت يا بطلى سنغيظ هادى غدا، ماذا تريد أن أحضر لك عندما أراك غدا؟"
رد تيم باشتياق "لقد اشتقت إليك أبيه وإلى أن تنام بجواري أنا أشعر بالخوف وأنت لست معي"
ابتلع يامن ريقه بصعوبة وقلبه ينتفض بين ضلوعه بحمية قائلا "بضعة أيام فقط وأعدك لن تبتعد عنى ثانية أبدا"
رد تيم ببسمة رآها يامن بقلبه "حقا يا أبيه؟"
هز يامن رأسه قائلا بحب "حقا يا نور عيون أبيه هيا لتنام يا حبيبي"
أجابه تيم قبل أن يغلق الهاتف "حسنا أحلام سعيدة أبيه"
وضع يامن الهاتف قائلا بحنان "أحلام سعيدة صغيري"
نظر إلى مرأة السيارة ليرى تلك الابتسامة التي يبرع تيم برسمها على وجهه دون مجهود يذكر.. مقررا بقرارة نفسه أنه مهما حدث لن يتخلى عن طفله الذي وهبه الله له ليصلح حياته.. العمل الطيب الوحيد لوالده والذي بسببه على استعداد أن يغفر لوالده كل زلاته وأخطاءه في حقه.. ألقى نظرة أخيرة على وجهه بالمرأة وكأنه يودع تلك السعادة القصيرة، ليأخذ بعدها نفسا عميقا استعدادا للحرب مع والدته حياة التي لم تأخذ حرف من اسمها..
نزل بتكاسل من سيارته ليصعد درجات المنزل ببطء مؤجلا شجار كل مساء لبضع دقائق.. بحث عن والدته في المنزل بأكمله لم يجدها.. عبس باستغراب مفكرا أين عساها تكون؟ أخرج هاتفه يتصل بها ولكن هاتفها مغلق أعاد الاتصال عدة مرات ونفس الإجابة كل مرة.. قلق بدأ في التسرب لقلبه ليخرج رقم تلك الفتاة التي تأتي لتساعدها في أعمال المنزل والذي يحتفظ به للطوارئ.. أجابته الفتاة بعد لحظات قليلة مرت باستغراب "باشمهندس يامن هل عادت السيدة حياة في قرارها، وقررت عدم السفر وتريد أن أعود ثانية؟"
ردد بدهشة سائلا بقلق "سفر أنا كنت أتصل لأسال متى أخر مرة رأيتها بها؟"
ردت الفتاة بخوف "لقد ساعدتها صباحا على توضيب حقائبها، وأخبرتني أن أجد عمل آخر لأنها لن تعود ثانية"
سأل بصوت متحشرج مخنوق "إلى أين سافرت؟"
أجابته الفتاة بصوت مضطرب "لا أعلم أسفة يا باشمهندس أتمنى لو أستطيع مساعدتك"
أجابها بصوت مخنوق أشفقت عليه منه فهي تعلم أي حياة يحياها مع والدته.. سيدتها القديمة التي لا تطاق والتي فرحت بالتخلص من العمل عندها "لا عليك أسف لإزعاجك"
أغلق الهاتف وهو يتجه بخطوات مسرعة إلى غرفة نوم حياة فتح خزانة ملابسها ليجدها فارغة.. أغلق بابها بغضب وقلق يتسارعان داخله أيهما له الأسبقية.. هم بالخروج ليوقفه ورقة صغيرة مطوية وموضوعة بعناية على طاولة الزينة.. فتحها ليقرأها وقلبه ينبض بحقد أسود أعمى "بني العزيز الغالي يامن أنا أحبك كثيرا يا طفلي الحبيب.. ولكن لا أستطيع التواجد مع هذا المقيت الذي سيذكرني دائما بطعنة عبد العزيز لي.. أنا سأعود لبيتي وأحبائي الذين خلفتهم خلفي منذ زمن بعيد.. إلى اللقاء أحبك يا صغيري"
جعد الورقة بعنف في قبضته ليلقيها بكل قوته صارخا بنقمة "اللعنة ماما ماذا فعلت وأين أنتِ؟"
***********
وفي مصر أم الحضارات الحضن لكل مغترب شارد عن أرضه.. وقفت حياة في وسط ذاك الحي العريق الذي نشأت فيه.. ترعرعت ولعبت وعقدت صداقات وعرفت معنى الحب.. ترقرقت دموع الاشتياق بعينيها ونظراتها تتركز على مبنى بعينه.. هنا كان منزل رحيم وفاطمة التي قضت به أجمل أيام عمرها وهنا نبذت كل أحبتها وفوقهم ماهر..
غصة اشتياق وقفت في منتصف حلقها وهي تدلف للمنزل ببطء .. تتفحص كل زاوية به وذكريات أيامها الحلوة تعاد أمامها مع كل درجة من درجات السلم تصعدها.. إلى أن وقفت أمام باب شقة رحيم حزن اعتصر قلبها وهي ترى الأنوار المغلقة.. تقدمت ببطء تضع يدها على شراع الباب تملس عليه بحنان هامسة باختناق رغم علمها أنه لن يجيبها أحد "ماما فاطمة.. رحيم.. أيهم.. خالد.. ماهر أين أنتم؟ لقد عدت.. أنا أسفة أين أنتم؟ أنا وحيدة دونكم"
انزلقت جالسة ببطء بجوار حائط المنزل ترفع قدمه وتبكي بألم كما كانت تفعل وهي صغيرة عندما يتعمد أيهم إزعاجها.. ولكن وقتها كان يجلس ماهر أمامها يضمها بحنان ويهدئها بروية ولكن أين الجميع الآن.. أين هي وأين الجميع.. ماذا فعلت بنفسك يا حياة هل سيتقبلك ماهر ثانية بعد جرحك وأذيتك له.. هل سيغفر لك ويسامحك بعد مرور هذه السنوات.. ولكن ماذا عساها تفعل وهي لا تعرف غيره الآن فإن ذهبت إلى أيهم فقد يقتلها.. دوما كان ماهر الهادئ بينهم وأيهم سريع الغضب المتهور.. أما خالد فكيف تذهب إليه ليس لديها حل غير ماهر رغم جرحها البالغ له ولكنها متأكدة أنه ما زال هناك جزء بقلبه يحبها ويخاف عليها ويشتاق لها.
استقامت واقفة تمسح دموعها بخفة تجبر نفسها على التماسك لتنزل إلى القهوة الموجودة أسفل المنزل منذ زمن طويل، ستسأل عن ماهر وسيدلونها فماهر لن يتنكر لأهل حارته يوما لابد أنه على تواصل معهم دائما.. وقفت تبحث في الوجوه عن وجه مألوف لها ولكن الوجوه تبدلت واختلفت لتبتلع ريقها بندم وهي تقترب ببطء من العامل بالقهوة لتسأله بارتباك "عذرا أيمكنك أن تسدي لي خدمة؟"
هز الشاب رأسه بموافقة قائلا بشهامة معروفة عن شباب الحي "بالطبع أي شيء مدام اؤمريني"
أخفضت عينيها لتهمس بتلعثم "أريد رقم هاتف ماهر عبد الرحمن أو عنوانه إن كنت تعرفه"
نظر لها بريبة لتقول بترجي "أرجوك أنا لن أؤذيه أحتاج إليه في أمر ضروري"
هز رأسه موافقا قائلا "حسنا دقيقة أكتب لك العنوان ورقم الهاتف"
بعد ثواني كانت تخطف منه الورقة بلهفة وهي تقول بامتنان "شكرا جزيلا لك"
نظر الشاب إلى فرحتها الجلية ليقول بتفكه "على الأقل أخبريني باسمك مقابل هذه الخدمة"
أجابته دون أن تنظر له وعينيها تدور على الأرقام والحروف أمامها "حياة.. حياة محمد"
وغادرت سريعا دون أن تنظر له متجهة إلى فندق النجوم القريب من الحي والذي حجزت به بعد أن هبطت طائرتها منذ ساعات قليلة.. بيدين مرتعشتين كانت حياة تطلب رقم هاتف ماهر الموجود أمامها ليجيب الهاتف بعد لحظات.. وصوت ماهر يدوي في أذنها "السلام عليكم ماهر عبد الرحمن من معي؟"
اضطرب قلبها بعنف هامسا بألم منذ متى لم تسمعي صوته يا حياة؟ منذ متى؟.. منذ متى؟.. لم تستطع أن تنطق بحرف ودموعها تسيل كطوفان كسر السد المنيع الذى يحجزه.. تشبثت بالهاتف وصوت ماهر يأتيها عدة مرات من معي؟ إلى أن أغلق نهائيا.



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-21, 10:24 PM   #114

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

وضع ماهر الهاتف لتسأله لمار الجالسة معه ومع بقية الكبار يتسامرون "من يا ماهر؟"
هز رأسه نافيا قائلا بحيرة "لا أعلم لم يتحدث"
رد خالد بعدم اكتراث "لا تهتم من الممكن أنهم أحد هؤلاء الشباب المستهترين الذين يتصلون بغرض اللهو والإزعاج"
رد ماهر بخفوت رغم أن بضع خلايا بقلبه رفضوا التصديق "ربما"
انضم إياد إلى جلستهم سائلا بلهاث مرتفع "عمتي أين سيف"
أجابته لمار بحنان "التقط أنفاسك أولا إيدو أين كنت؟"
أخذ نفسا عميقا قائلا وهو يزفره ببطء "حسنا لقد كنت أتمرن قليلا بقاعة التدريبات أين سيف إذا؟"
ضحكت لمار وهي تجيبه بهدوء "بفندق النجوم تعرفه ذاك القريب من الحي القديم يحضر عرس أحد أصدقائه"
رد بنبرة مغتاظة وهو يجلس بجانب هنا "الأحمق لقد أخبرته أن يذكرني سأريه عندما أراه"
ثم مال على كتف هنا هامسا بترجي "عمتي أنا جائع"
ربتت هنا على رأسه برقة وهي تجيب بحنان "يا حبيب عمتك هيا لأطعمك"
تابعت نيرة رحيله مع هنا لتقول بنبرة مضحكة "أقسم لك يا أيهم أن معدته مثقوبة.. يا ويلي لن أزوج هذا الولد سيلتهم زوجته إن استيقظ جائعا ليلاً"
ضحكوا جميعا فيما كان ماهر غافلا عن حديثهم كله ونظره منصب على هاتفه وبداخله توق أن يعاد الاتصال ثانية.. دون أن يفهم سبب هذا الأمر، مال عليه خالد الذى انتبه إلى حالته الغير مفهومة سائلاً باهتمام "ماذا هناك ماهر.. كنت بخير منذ قليل"
أجابه ماهر بنبرة حائرة "لا أعلم يا خالد لا أعلم حقاً"
قاطع رد خالد رنين هاتف ماهر ليلتقطه بلهفة مجيبا سريعا "السلام عليكم من معي"
ولكن كما حدث في المرة الأولى لا مجيب وضع الهاتف على أذنه بانتظار الرد ولكن الهاتف أغلق.. نظر له بصدمة لتقول له لمار باهتمام "قد يكون كما قال خالد لا تقلق نفسك"
هز رأسه مجيباً بقلق "وقد يكون أحد بمأزق والإشارة هنا ضعيفة سأذهب لمكان أخر علها تقوى"
نظرت له لمار باستغراب وهي تراه يقف بعيدا نسبيا يعيد الاتصال ثانية لتندمج بعدها في حوار عفوي مع نيرة.. بينما ماهر وقف بعيدا يناشد الهاتف أن يصدر صوتا لا يعلم ما هذه اللهفة لهذا الاتصال.. همس لنفسه بسخرية مريرة "هل أنت أحمق يا ماهر بالطبع ليست هي وأوهامك تلك ستفنيك"
نظر للهاتف مطولا قبل أن يتخذ قراره وهو يضغط زر الاتصال بالرقم الذي اتصل به منذ قليل.. نظرت حياة للهاتف في يدها بصدمة لتجيب الاتصال سريعا دون رد.. لا تجرؤ على التفوه بحرف أتاها صوت ماهر قلق به لمحة من توسل "من معي رجاء أجبني من أنت؟"
كتمت حياة شهقتها بيديها ودموعها لا تتوقف عن الجريان لتتمتم بصوت منخفض "ماهر"
رغم انخفاض الصوت إلا أنه سمعه لقد كان صوتها.. نعم صوتها إنه لن يخطأه مهما مرت السنوات.. قلبه لن يخطأه أبدا ليهمس بصدمة متأملة "حياة"
ارتفعت شهقاتها التي كانت تحاول كتمها لتقول من بينها بنبرة متقطعة "نعم.. نعم.. أنا هي يا ماهر أنا هي"
أخذ نفسا عميقا يهدئ به حاله سائلا بلهفة "أين أنت حياة؟"
أجابته بصوت ضعيف "في فندق النجوم ذاك تعرفه؟"
قاطعها سائلا سريعا "أعرفه أي غرفة؟"
ابتلعت ريقها هامسة بخفوت "غرفة رقم مائة"
أجابها بوعد صادق "جيد سأكون عندك بعد قليل"
أغلق الهاتف لينظر له بصدمة مفكرا بين حاله أنها حقا حياة وأنه سيراها ثانية بعد كل هذا الوقت.. عاد أدراجه وهو يفكر هل يخبر خالد وأيهم أم ينتظر قليلا يفهم أولا سبب عودتها المفاجأة.. فإن كان أذاه زوجها فهو لن يرحمه وبالتأكيد أيهم سيقتله.. اتخذ قراره وهو يقول بعجلة "يجب أن أذهب أتتني مكالمة هامة"
وغادر مخالفا ورائه دهشة بالغة بسبب تصرفه الغير طبيعي.. بينما قاد ماهر سيارته سريعا ليصل إلى الفندق في وقت قياسي.. ومن بعيد رآه سيف ليتملكه فضول قاتل أن يعرف سبب مجيء والده إلى هنا ليتبعه إلى حيث صعد..
وقف ماهر أمام الغرفة رقم مائة ليأخذ نفسا عميقا وهو يدق الباب بدقات ذات نغمة مميزة.. لم تمر لحظات قليلة وكان الباب يفتح ليتسمر ماهر أمام الوجه المألوف حد الاشتياق.. المطبوع بذاكرة روحه لسنوات عديدة وكثيرة.. لم تفقد ذرة من جمالها أو رونقها بعد.. بشرتها الصافية.. فمها الكبيرة وعينيها المرسومتان بإتقان بديع.. أنفها متوسط الحجم والذي يلائم ملامحها وذلك الفرق بمنتصف شعرها والذي يراه البعض منفرا.. ولكنه أضاف لها جمالا مميزا وخاص همس بعدم تصديق "حياة هذه أنت فعلا؟"
هزت رأسها دون رد وهي تتأمله بملامحه التي لم تتغير غير أن غزاها الشيب وعلامات التقدم بالسن.. أخر مرة رأته بها كان شاب بالعشرينات والآن لقد كاد أن يكون جدا.. آخر مرة كانت غاضبة كثيرا وأعماها غضبها عن وداعه، عند تلك النقطة وكانت تندفع بين ذراعيه تحتضن جذعه بقوة هامسة بأسف نادم "أنا أسفة ماهر سامحني أرجوك"
التفت ذراعي ماهر حولها باشتياق هامسا بحنان وهو يميل مقبلا خصلات شعرها برفق "اهدئي حياة أنا هنا حبيبتي ستكون كل الأمور على ما يرام"
ومن مسافة لا بأس بها وقف سيف يفرك عينيه بقوة يكذب ما يراها واضحا أمام عينيه.. ولكن هذا المشهد وكلمات والده النادمة لوالدته حديث أبيه وعميه.. إذا تلك هي حياة التي أرقت تفكيره لليالي طويلة.. وما يراه أمامه يهدم كل تلك المبادئ التي تربى عليها.. فوالده قدوته يخون أغلى الناس على قلبه وأكثرهم حبا له.. أبيه يخون أمه مع تلك المدعوة حياة ولتذهب المبادئ إلى الجحيم.
**********

نهاية الفصل
ودخلت علينا البومة حياة بالنكد.. مكان ما تهل يهل النكد والمصايب وراها


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-01-21, 12:35 AM   #115

ولاء حنون

? العضوٌ??? » 400875
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » ولاء حنون is on a distinguished road
افتراضي

واو
شو رح يعمل سيف عافيت 💔💔💔.بس ما يخرب علاقتهم ببعض 💔


ولاء حنون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-01-21, 12:43 AM   #116

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ولاء حنون مشاهدة المشاركة
واو
شو رح يعمل سيف عافيت 💔💔💔.بس ما يخرب علاقتهم ببعض 💔
تسلمي يا قلبي:syr iasuperstarra8:
سيف ربنا يستر من افكاره


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-01-21, 10:05 PM   #117

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع عشر
أسوأ الحروب تلك التي تخوضها مع نفسك عندما يميل القلب ويرفض العقل.. ولكن الحرب الأسوأ والأكثر خطورة هي تلك الحرب التي يتفق بها قلبك وجوارحك وعقلك بأكمله إلا خلية واحدة منه..
عين رأت وكذبت وقلب صرخ برفض عاتي.. وروح تهدمت مبادئها وضمير يصارع لإنقاذ رمقه الأخير.. بينما العقل نهر بحدة وأغلق كل منافذ الفهم ورفض استقبال تلك الصورة التي التقطتها العين..
في حين تمردت خلية منه تصرخ بشقيقاتها من الخلايا تطلب منهم أن يستيقظوا من غفلتهم.. فمن كان قدوتهم تهشمت صورته بأبشع الطرق..
أوقف سيف سيارته أمام كورنيش النيل لينزل منها بثقل وهو يقف مستنداً على سوره الممتد وكأنه بلا نهاية.. وعينيه تتابع حركة الماء والأنوار المتلألئة عن بعد.. لعلها تعطيه بعض من قبسها لنور روحه التي توشك على الانطفاء..
قد تبدو خيانة الأهل لبعض البشر شيء معتاد ولكن له كانت خراب لحياته.. معتقداته.. أخلاقه.. مسلمات حياته، منذ كان صغير كبر على أن والده لا يخطئ وأن أخطائه صغيرة.. دائماً كان فخره والآن ماذا؟ ما الذي يحدث له؟ ولماذا ينهار العالم من حوله بتلك السرعة؟ ولماذا هو من رأى والده في هذا المشهد لماذا؟ حسنا ربما كان هناك خطأ ما وهو فهم هذا الأمر بشكل خاطئ؟ ولكن من تلك؟ كيف تحتضن والده بتلك الأريحية وكأنه حق تسترجعه..
أفكار يضج بها عقله ويضيق بها صدره ولا قدرة له على الفكاك منها.. أغمض عينيه وفجأة صورة والدته التي حتماً ستنهار ما إن تعلم تضرب روحه بقوة يحتاج للحديث مع أحدهم.. سما لا ليس لديها طاقة لمواجهة مخاوفها الآن.. أخيه ولكن ماذا سيخبره أنجدني بابا يعرف أخرى غير ماما.. حسناً سيهاتف المزعج وأمره لله.. أخرج الهاتف ليجدها الثانية صباحاً ومهما حدث إياد لن يجيب هاتفه.. ابتسم بوهن وصورة براء تترآى له.. كان دائماً ما يتصل بها بهذا الوقت قبل زواجها يخبرها باختناقه لتثرثر معه بأحاديث فارغة فقط لتخفف عنه.. وبالفعل كان يهاتفها لتجيبه بعد الرنة الثانية للهاتف أجابها باستغراب "أنتِ مستيقظة؟!"
ردت بنبرة دامعة وهي تستند بظهرها إلى سياج الشرفة تتابع النجوم في السماء تشكو لها همها وتتضرع إلى الله أن يعيد لها حياتها "أتأمل النجوم في السماء وأنت لماذا تتحدث بهذا الوقت هل أنت بخير؟"
أجابها بخفوت متعب وهو يتجه إلى سيارته ليجلس على مقدمتها "عند الكورنيش ولا لست بخير.. أشعر بالاختناق براء"
ضحكة خاوية كانت إجابتها وهي تقول بوهن "وأنا متعبة ومستنزفة"
مالت زاوية فمه بشبه ابتسامة قائلاً بتقرير "يزن"
أخذت نفساً عميقاً قائلة بحزن "لم أكن أعلم أنه قاسي إلى هذا الحد سيف.. ولم أظن أنه سيأتي يوماً وأكاد أن أتوسل حبه"
رفع بصره إلى السماء وهو يرجع بظهره للخلف يستند على زجاج السيارة الأمامي قائلاً بتعب "ماذا تريدين أن أقول براء؟!"
تجاهلت سؤاله وهي تفضي إليه بما يدور داخلها بصوت مختنق "ستنتهي فترة العدة بعد أيام قليلة سيف.. فعلت كل ما أستطيع ولكن يبدو أنه مستمتع بدور الضحية.. لقد تعبت من محاولة إرضاءه.. سأبقى ببيته باقي أيام العدة وما إن تنتهي حتى أعود إلى بيت والدي.. ليرتاح مني.. من المدللة المزعجة التي تزوجها ويتزوج من هي أجمل منها"
رد سيف بتفكه "تخاريف آخر الليل.. حسناً من هي الأجمل؟!"
ردت بغيرة عمياء "بالطبع الآنسة غوكا صغيرة وجميلة ولتعود المزعجة إلى بيت والدها"
رمش سيف بعينيه هامساً بحذر وهو يبحث عن أحد ينفث فيه خذلانه "هل تقرب منها أو تحدث معها بشكل أزعجك.. أخبريني وأقسم بالله أن أرسله للمشفى اليوم ليس به قطعة سليمة"
رغماً عنها ابتسمت لحميته عليها لتجيب بخفوت تنفي التهمة عن يزن "كلا سيف إنه لا يتحدث معها إلا في حدود اللباقة ولا ينظر لها بنظرة سيئة حتى.. ولكني أشتعل غيرة سيف من كل فتاة تمر بجواره.. فما بالك بكتلة الأنوثة التي تسكن غرفتي؟"
غمغم سيف بألم "لماذا لا تغار سما مثلكِ؟!"
ردت بعفوية "لأنها تثق بك"
رد بذهول رغم فرحة قلبه المؤقتة "ألا تثقين بيزن؟!"
رمشت بعينيها عدة مرات قبل أن تهمس بصوت ثقلت نبراته بسبب وهنها "بالطبع يا سيف أثق به ولكن سما ثقتها بك مختلفة وكأنها محور حياتها.. لذلك تنحي غيرتها جانباً إلى أن يتشبع قلبها بحبك، وحينها سترى جانب آخر للغيرة لم تره قبلاً"
لم يجبها وهو يشعر بالحنق فحتى تلك الكلمات أصبحت دون معنى بالنسبة له أتاه صوت براء القلق "ألن تخبرني بما يزعجك؟!"
صمت وهو يستعيد صورة والدها يعانق أخرى بحنان تخنق روحه ليجيب بصوت مختنق "لا، لا أريد الحديث"
أخفضت عينيها أرضاً لتضحك بعدها بقوة فيعبس سيف باستغراب هامساً بتساؤل "ما بكِ؟"
خفضت ضحكتها وهي تقول بمزاح "أشعر أننا بعزاء سيف"
لم يستطع الضحك على مزحتها لتهمس بألم "حتى الضحك مخنوق بداخلك"
هم أن يجيبها ليتداخل معها على الهاتف صوت أخيه الغاضب "من هذا الذي تتحدثين معه في هذه الساعة يا مدام؟!"
وقفت براء ببطء لتواجه نظراته المشتعلة بغيرة لا تخطئ تفسيرها فتجيبه بقنوط "سيف.. أتريد الحديث معه؟"
نظر لها بغل وهي تخرجه من بروده خاصة حينما استمع إلى ضحكتها العالية بهذا الوقت "لماذا تتحدثين معه بهذا الوقت؟"
أجابه سيف بهدوء من على الطرف الأخر "أنا من هاتفتها يزن وهي ليس لها دخل"
رد يزن بغضب "وكيف تهاتفها بهذا الوقت يا محترم؟"
ردت براء بقوة وثبات قبل أن يعتذر سيف "وما دخلك بي يزن؟"
رمقها بحدة وهو يرد بصوت حاد ولو بيده أداة حادة لكن وضعها بقلبها وارتاح "ما قصدكِ يا هانم؟"
عقدت يديها على صدرها لتجيب بثبات ومكر سمره بمكانه "ليس لك دخل بي يزن أنا حرة.. هل رأيت رفيق سكن يتدخل فيما يفعله رفيقه قبلاً.. أم لعلها غيرة على رفيقة سكنك؟"
همس بتشديد وهو مغادر بعنف "هذا في أحلامكِ فقط.. تباً لكِ مئة مرة"
رغماً عنه ضحك سيف ضحكة خفيفة هامساً "تلاعبينه!"
ردت بيأس "محاولة ولكنها فاشلة"
ابتسم قائلاً بحنان "بل ناجحة يا غبية.. استمري بها"
تثاءبت بنعاس وهي ترد بأمل "حقاً؟"
رد بصوت خافت متفهم "حقاً يا براء هيا اذهبِي ونامي تصبحين على خير"
ردت ببسمة ظريفة مهتمة "وأنت من أهله.. لا تتأخر بالخارج سيف"
أجابها وهو يغلق الهاتف ويسقطه بجيبه "حسناً سأعود الآن.. سلام"
**********



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-01-21, 10:08 PM   #118

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

كم جميل لو بقينا أصدقاء ... كم جميل لو بقينا أصدقاء
إن كل امرأة ... تحتاج ... تحتاج ... إلى كف صديق

كن صديقي ... كن صديقي ... كن صديقي
كن صديقي ... آآآآآآآآآآه ... صديقي ...آآآه... آآآه ... كن صديقي
رواياتي صغيرة ... واهتماماتي صغيرة
وطموحي أن امشي ... ساعات معا آآآآه
وطموحي أن امشي ... ساعات معا ... تحت المطر
عندما يسكنني الحزن...آآآه ... آآآآه
عندما يسكنني الحزن ... ويبكيني الوتر
فلماذا تهتم بشكلي ... ولا تدرك عقلي
لماذا تهتم بشكلي ... ولا تدرك عقلي ... عقلي
كن صديقي ... آآآآآآآآآآه ... صديقي ...آآآه... آآآه ... كن صديقي
أنا محتاجه جدا لميناء سلام ... أنا محتاجه جدا لميناء سلام
وأنا متعبة ... أنا متعبة ... من قصص العشق وأخبار الغرام
فتكلم ... تكلم ... تكلم ... تكلم .... تكلم
لماذا تنسى حين تلقاني نصف الكلام
ولماذا تهتم بشكلي ... ولا تدرك عقلي
لماذا تهتم بشكلي ... ولا... لا ... لا تدرك عقلي ... عقلي
كن صديقي ... كن صديقي ... كن صديقي
ليس في الامر انتقاص للرجولة
غير أن الشرقي ... غير أن الشرقي
لا .. لا... لا يرضى ... لا .. لا... لا يرضى
لا يرضى بدور ... بدور ... غير ... غير أدوار ... أدوار البطولة

كلمات: سعاد الصباح.. غناء: ماجدة الرومي

تمر الأيام بوتيرة واحدة لا جديد يقال ولا قديم يذكر.. كل يسعى لإيجاد نفسه في عالم النسيان والخذلان.. يسعى لنسيان ليس له هدف فألم الروح ليس له دواء..
أغمضت براء عينيها وهي تجلس أمام التلفاز دون اهتمام أو هدف.. لقد أوشكت أن تيأس من يزن ومن محاولاتها العقيمة معه.. فعلت كل شيء ولعبت على كل أوتاره.. رغبته بها.. اهتمامه بها.. وقلبه الذي امتلكته يوماً ما.. ولكن يبدو أنها فقدته وبلا رجعة دمعة فلتت من بين جفنيها المغلقين.. وهي تتذكر عودته منذ قليل ويبدو أنه قد صدق قصة رفقاء السكن تلك حقاً.. ألقى تحية باردة عليها واعتصم داخل تلك الغرفة التي تود حرقها وهو بداخلها.. مدت يدها لتلقط كوب العصير بعدم تركيز ليسقط على الأرض بدوي أفزعها.. نظرت للزجاج الذي تكسر بخواء لتميل بهدوء تلتقط قطع الزجاج..
خرج يزن سريعاً على صوت تحطم الزجاج سائلاً بلهفة "ماذا هناك براء؟"
التفتت إليه لتجرح إصبعها فتتأوه بألم.. انتفض قلبه خوفاً عليها ليرفعها سريعاً وهو ينظر لإصبعها بلهفة قائلاً بحب لم تهتم له في ظل ألمها "غبية اجلسي هنا حتى أنظف جرحكِ"
نظرت له بألم وهو يسرع ليحضر حقيبة الإسعافات ليطهرها إصبعها ويضع عليه ضماد طبى.. جلس على ركبته أمامها وأمسك يدها بكفه بلهفة سحبت إصبعها بخوف وهو يضع المعقم عليه ليهمس لها برقة "أغمضي عينيكِ ولن أؤلمكِ"
فعلت كما أمرها لينظف جرحها ويضمده رفع نظره إلى وجهها الباكي، ليشعر بروحه تختنق فيرتفع ملتقطاً دمعة علقت على شفتيها بفمه هامساً بخفوت "افتحي عينيكِ لقد انتهيت"
فتحت عينيها بحزن أدمى قلبه لتنظر له تبحث بين عينيه عن مرساها مجيبة بنبرة لائمة تشكو إليه سبب ألمها "لقد ألمتني"
تهدل كتفيه بثقل مشاعره ليرد بصوت مرهق "لا تتحركي إلى أن أنظف الأرض من الزجاج"
انحنى جانب فمها ببسمة مريرة وهي تقول بوهن "لا عليك اتركه سأنظفه الآن"
رد بعنف وهو يشعر بضغط رهيب على أعصابه فنقطة دم منها ودمعة علقت بفمها أوهنت مقاومته وأعجزته "قلت سأنظفها أنا وانتهينا"
راقبته يجمع قطع الزجاج الصغيرة بيديه العارية فتهمس باهتمام "احذر أن تجرح نفسك يا يزن"
رد بتحشرج دون أن يلتفت لها "لا تخافي"
تابعته يلملم قطع الزجاج ليعود بعد فترة قصيرة يحمل بيده كوب عصير قدمه لها بلطف قائلاً بحنان "هل ما زال يؤلمكِ؟"
تناولت منه الكوب لتضعه بجوارها هامسة بحزن "ليس هو ما يؤلمني، ما يؤلمني هو الجرح بقلبي وروحي"
نظر لها بتفحص ليرد بعتاب "ومن السبب بهذا الجرح؟!"
أخفضت عينيها قائلة بتوسل "رجاءً يا يزن أنا أحتاجك.. أحتاج صديقي وليس زوجي.. أحتاج صديقي لأبكي على كتفه"
انتفض جسده باستجابة سريعة برجائها لينظر لها بحيرة قبل أن يغلق عينيه.. وهو يجلس بجوارها يجذبها إلى صدره هامساً بصوت رقيق "صديقكِ هنا"
تمسكت بطرف سترته تبكي بصخب وهي تدفن رأسها بعنقه تستنشق رائحته بإدمان.. تسمح لقلبها أن ينقل شكواه إلى قلبه.. لروحها أن تلوم وتعاتب روحه..
ضم جفنيه لبعضهما بقوة يمنعهما قسراً من البكاء ومشاركتها وجعها.. ليشدد من ضغط ذراعيه حولها يقبل خصلاتها عدة مرات هامساً لها بكلمات متفرقة لطيفة.. يخفف من بكائها القاتل لروحه لتبتعد بعد فترة مرت عليها وهي تستمتع بحضنه الذي نفيت منه بكلمات حمقاء لم تدرك عواقبها إلا فيما بعد هامسة بامتنان "شكراً لك بعد إذنك"
نظر إلى ذراعيه بذهول يشعر بخواء بينهما بعدما تركته وغادرت.. يفكر ما الذي يمنع عودتهما للآن؟ مما هو خائف ومرعوب؟ هل يخشى أن يعودا فتعود حياتهما إلى سابق عهدها.. لعله ينتظر أن يثبت له صدق حبها وتمسكها به.. الأشهر الماضية كانت عذاب حقيقي له وهو يمنع نفسه عنها بالقوة..
زفر بقوة وهو يخرج هاتفه يتصل بأخيه الذي انقلب حاله الفترة الماضية.. ولا يفهم ماذا به أو ماذا يحدث معه رد بتوبيخ "لماذا لم تأتي على موعد الطعام كما شددت عليك ماما يا أستاذ؟!"
زفر سيف بحنق هامساً بلا مبالاة "نسيت؟"
صرخ به يزن بغضب "نسيت!! لقد أغضبت ماما يا أحمق"
أجابه سيف بسماجة وهو يغلق الهاتف "لا تصرخ رأسي يؤلمني، مع السلامة ولا تحدثني ثانية، لا أريد الحديث مع أحد"
نظر يزن للهاتف الذي أُغلق بصدمة ليعيد الاتصال ثانية ولكن الهاتف كان قد أقفل.. دعك صدغه بقوة متمتما بقهر "حبيبتي غبية وأخي أحمق وأنا ضائع بينهما الصبر من عندك يا رب"
**********



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-01-21, 10:10 PM   #119

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

لا أنت بعيداً فأنتظرك ... ولا أنت قريباً فألقاك
لا أنت لي فيطمئن قلبي ... ولا أنا محروم منك فأنساك
"أنت في منتصف كل شيء"

كان سيف يقف مستنداً على جسم سيارته في أشعة الشمس الحارقة دون شعور بلهيبها الحار فلهيب روحه يكفيه ويفيض.. عينيه مثبتة بغرابة على سما الجالسة مع رقية بالحديقة.. يتسامران ويتضاحكان وكأنهما رفقاء منذ قديم الأزل.. لا يستطيع أن يصنف مشاعره بداخله فهي تهدر كموج بحر لا يمل ولا يهدأ.. يبدو من الخارج كجبل شامخ صلب لا ينكسر.. ولكن الجبال ليست صامدة وليست شامخة طوال الوقت.. فهي تتحرك دائماً مع دوران الأرض ولكن نحن من لا نراها.. وأيضاً تنهار قممها بانهيارات عنيفة لا تفرق بين عدو وحبيب..
هو لا يفهم ماذا يريد من سما؟ ما كل هذا الجشع تجاهها؟ لقد كان يطمح فقط لينال ثقتها والآن يريد غيرتها.. لما لا يكتفي بما منحته له.. لماذا يريدها أن تغار كبراء عندما تقترب إحداهما من يزن.. أو كناردين مثلاً التي أعلنت بتصرفاتها تجنبها للضيفة الوافدة.. وحدها هي من تقربت منها وصادقتها رغم أنها الأحق بالغيرة.. فرقية تتعامل معه بأريحية لو وجد غيره يعاملها به لكان قتله.. اكتفى من الشمس ليقرر العودة للاغتسال ثم يخرج فهو يتجنب الجميع بالمنزل.. وعلى رأسهم والده الذي يخاف أن تفلت منه نظرة غير لائقة له.. مر عليهما ليلقى بتحية جافة وقفت سما خلفه تناديه بحيرة "سيف"
وقف معطياً إياها ظهره هامساً بجمود "نعم"
التفت لتقف أمامه هامسة باستغراب "هل أنت بخير؟"
هز رأسه بشبه إيماءة قائلاً بخفوت "نعم"
هزت رأسها برفض حازم قائلة بجدية "لا لست بخير أنا أعرفك جيداً"
همس بنزق "صداع برأسي سأذهب لأرتاح"
ردت بقلق بلغ من قلبها مبلغه "هل أحضر لك مسكناً؟"
أجابها بفظاظة وهو مغادر دون أن ينتبه إلى عينيها التي غزتها الدموع "كلا اتركيني بمفردي فقط"
نظرت إلى ظهره بدهشة إلى أن اختفى داخل المنزل.. ليعتصر قلبها ألم مميت وكأنه يحتضر.. كل ما كان يدور بعقلها هو لماذا يفعل هذا؟ بالتأكيد مل من المعقدة التي ربط نفسه بها.. ولكن هي حرصت على ألا يتسلل حبه إلى قلبها إذا ما سبب هذا الاختناق بروحها.. ما هذا الرعب أن تكون تلك النهاية بينهما
نكزتها رقية بخفة في كتفها لتلتفت لها دامعة العينين همست رقية بشفقة "لا تغضبي منه إنه يحبكِ"
همست دون وعي بألم "لقد مل وقرر البعد عني"
أصرت رقية برقة "كلا أنت حبيبته"
نظرت لها سما لتقول بحيرة حقيقة "لماذا تصرين على تلقيبي بحبيبته.. أخبركِ أنه خطيبي تجيبيني حبيبته، كلما تحدثنا عنه تقولين حبيبته لا أفهم!!"
جذبتها رقية برقة من يدها لتجلسها بجانبها قائلة ببسمة لطيفة "اجلسي وسأخبغكِ (سأخبرك)"
جلست سما بجوارها قائلة بتلهف "ما سر إصراركِ على مناداتي بحبيبته؟"
ابتسمت رقية بحالمية قائلة بشرود رقيق "أعلم أن زواج والدي عن حب وكذلك أونكل عادل وأنطى ندى.. ولكنك غغام (غرام) سيف بكِ وحبه لكِ هو ما أحلم به يا سما وأتمناه طيلة عمغي (عمري).. عندما كان سيف محتغفا (محترفا) بإحدى نوادي إنجلتغا (انجلترا) منذ سنوات كان يزوغنا (يزورنا) دائماً ويخبغ (ويخبر) مامي عنكِ طيلة الوقت.. حتى أن مامي كانت تسخغ (تسخر) منه إلى أن أتى يوم كان يبدو مشعث المظهغ (المظهر) وعلى حافة الجنون، وحينها علمت منه مامي أنكِ تعغضتِ (تعرضتِ) لحادث كنت ما زلت لا أفهم الكثيغ (الكثير) ولكن ما فهمته أنه كان مستعد للاستغناء عن مستقبله في مقابل أن يعود ويكون معكِ.. أقنعته مامي بصعوبة بالبقاء لأنه كان مهدد بخسران مسيغته (مسيرته) المهنية كلها لأجلكِ.. (أصغت) أصرت مامي على بقاءه معنا حتى نخفف عنه لكن الأيام كان تتخطاه ببطء وكنت أشعغ (أشعر) دائما أنه على وشك الانهياغ (الانهيار).. حتى أتى يوم فاض به ألمه ليبكي في حضن مامي بكاءً لن أنساه يوماً يا سما لذلك نعم أنتِ حبيبته قبل أي شيء آخر"
دق قلب سما بشدة وهي تخفض عينيها أرضاً تحاول أن تستوعب كلمات رقية.. تحاول أن تهدئ هذا الطرق الشديد بجوانب روحها التي تكاد تنفصل عنها.. مالت عليها رقية هامسة بصوت حاني "انظغي (انظرِي) إلى الأعلى وستجدين دليل حبه بنفسكِ"
عضت سما على جانب شفتها السفلية بتوتر لترفع عينيها إلى شرفته حيث يقف بالأعلى يراقبها.. انتبه إلى دموعها ليبتسم ابتسامة صغيرة حزينة وهو يهز رأسه رفضاً لدموعها.. ويرفع يده كمن يمسح دموع شخصا ما في تلك اللحظة... رفعت يدها تمسح دموعها بهدوء.. ليبتسم لها بحنان وهو يهز رأسه موافقاً على فعلتها..
أخفضت عينيها أرضاً بخجل اكتسح كل كيانها.. وقلبها يفك قيوده ويهرب منها إلى مكانه الطبيعي.. بين أضلعه وفي صدره تاركاً مكانه فارغ امتلئ بنداء مبهج باسم سيف.. لتغمغم لنفسها بخفة "أحببته.. أنا أحب سيف"
رفعت عينيها ثانية بلهفة تبحث عن سيف لتجده اختفى ابتسمت بتوتر لرقية التي بادلتها الابتسام بروح حلوة.. لتهمس لها سما بامتنان "أنت رائعة يا غوكا"
اندمجت مع رقية بحديث مرح يتبادلون الأخبار والحكايا والنوادر سويا.. تضحك رقية بصخب على مقالب سما التي تقصها وتنطلق ضحكة سما قوية للدغة رقية الغير عادية.. قاطع نزول سيف ثانية حديثهما لتقف سما قائلة بحنان لائم "ألم تقل إنك تريد الراحة إلى أين أنت ذاهب؟"
أجابها بلطف "لا أريد البقاء بالمنزل سأتجول بالسيارة قليلاً"
ردت بخفوت خجل "حسناً أوصلني بطريقك للمنزل إذا سمحت"
ابتسم قائلاً بهدوء "بالطبع.. أتريدين الذهاب إلى مكان روكا؟"
هزت رقية رأسها نفياً قائلة بسرور "كلا أنا سأجلس مع يقين قليلاً، لقد وعدتني أن نخرج ليلاً"
هز رأسه بإيماءة صغيرة لتعانقها سما بقوة قائلة بامتنان صادق "أنا ممتنة لكِ كثيراً غوكا لا أعلم كيف أشكركِ"
ربتت رقية على كتفها بلطف قائلة بهمس صادق "أحبيه كما يحبكِ"
أثناء مغادرتهم سألها سيف بخفوت "ما كان هذا؟"
ردت بما أوجعه دون أن تنتبه ليبتسم لها بألم مخفي وهو يصعد سيارته "رقية رائعة.. لقد أصبحنا صديقتين"
**********



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-01-21, 10:12 PM   #120

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

ليلاً أثناء تناول طعام العشاء بالحديقة ربت ماهر على كتف لمار الشاردة سائلاً باهتمام "ما بالكِ حبيبتي؟"
ردت بقلق وهي تتلاعب بطعامها "قلقة على سيف هناك ما يشغله ولا يخبرني عنه.. دائماً خارج المنزل لم يشاركنا وجبة طعام منذ مدة طويلة.. كما أنه أصبح جلف في حديثه مع الآخرين.. تلك عادته عندما يغضب من شيء ما"
سأل باهتمام "هل تشاجر مع سما؟"
هزت رأسها نفياً قائلة بخفوت "ليس على حد علمي.. لا أفهم ما به ماهر.. وأكره عندما ينغلق على نفسه بهذا الشكل"
هم بالرد عليها عندما صدح صوت إياد قائلاً بمرح وفمه محشو بالطعام "مرحى لقد قرر سيد أنيميا مشاركتنا الطعام"
نظرت لمار إلى البوابة حيث دلف سيف ليلقي تحية خافتة ثم يكمل طريقه إلى أعلى.. ارتفع حاجبا لمار بغضب قائلة بصرامة توقفه "سيف أريد الحديث معك"
وقف قائلاً باحترام "ماذا هناك ماما؟"
جذبته من ذراعه بحدة إلى مكان أبعد عن الجالسين بقليل تحت أنظار يزن وإياد الجالسين جانب بعضهما سأل يزن بهمس " ألم يخبرك بما يحدث معه؟"
هز إياد رأسه نفياً قائلاً بحنق "لا أجده حتى أتحدث معه وكأنه يهرب من الحديث معنا"
زفر يزن بقوة قائلاً بتأكيد "هذا واضح ولا أعلم ما يغضبه لتلك الدرجة.. وسألت براء لتخبرني أنه مختنق ولا تعلم السبب"
مط إياد شفتيه قائلاً وعينيه مسلطة على لمار وسيف الذي يبدو أن الحديث يتصاعد بينهما "فعلاً حتى أنه لم يؤدي بشكل جيد في مباراته الأخيرة.. وبابا غاضب منه جداً وعلمت من عمو خالد أنه ينوي أن يجعله بديلاً المباراة القادمة.. أمره غريب فلا أعلم ما أغضبه ولا يوجد في الأجواء ما يدل على التوتر"
عبس يزن قائلاً برجاء "لعله خير ولا يوقع نفسه بمشكلة"
رد إياد بصوت ساخر "أتمنى ألا يفكر بعقله فحينها ستكون كارثة حقاً!"
هز يزن رأسه متسائلاً وهو يلتفت حوله "أين الفتيات لا أراهم؟"
أجابه إياد وهو يمضغ طعامه بنهم " براء وناردين بالأعلى لا يحبون هذا الطعام فقرروا أن يطلبوا وجبة سريعة.. ويقين خرجت مع رقية"
صمت إياد بصدمة ويزن تتسع عينيه بذهول مع تلك الصفعة التي نالها سيف من لمار.. التفت الجميع على صوت لمار الصارخ بغضب وهي تضرب سيف بكل مكان تطاله يدها "اخرج يا غبي.. غادر الآن يا سيف.. وإن عدت إلى هذا الحديث مجدداً فاعتبر أن أمك قد ماتت"
وصل يزن إلى أخيه يجذبه من ساعده بزمجرة حادة "هيا سيف تعال معي"
بينما اتجه ماهر إلى لمار يضمها بحنان يهدئ غضبها بكلمات لطيفة.. نفض سيف يد يزن بعنف قائلاً بألم "لقد فعلت ما علي وأخبرتكِ والباقي عائد لكِ"
صرخت لمار بدموع وهي تتمسك بسترة ماهر "اختفي من أمامي سيف.. لا أريد رؤية وجهك اذهب من هنا"
ألقى عليها سيف نظرة حزينة منكسرة ليغادر بعدها بعنف ظهر واضحا في خطواته.. تبعه إياد ليفهم منه ماذا حدث ويحاول تهدئته.. بينما أجلس ماهر لمار بحنو على مقعدها يقدم لها كوب من الماء.. في حين أنها كانت غافلة عنه وعقلها يعمل بجنون يفكر بهذيان فيما قاله سيف.. وما أخبرها إياه ما هو إلا ضرب من الجنون، أيريد منها أن تصدق أن ماهر يخونها.. لو اجتمع أهل الأرض كلهم ليخبروها أن ماهر فعلها ما كانت لتصدقهم.. لو رأت بعينيها لكانت كذبتهما وأدعت إصابتها بالعمى على أن تصدق مثل هذه الخرافات.. تلوم نفسها على تربيتها لسيف.. مؤكد هي لم تحسن تربيته ليردد مثل هذه الترهات.. انتفضت بقوة على يد ماهر الحانية التي تربت على كتفها برقة سائلاً بقلق "لمار ما بكِ؟ ما الذي فعله هذا الولد؟ أخبريني وأقسم بالله أن أعيد تربيته من جديد"
رفعت نظراتها الدامعة إليه لتنهمر دموعها بشدة وهي تهز رأسها دون معنى قائلة بتعب "لا أريد أن أتحدث يا ماهر لا أريد هذا الحديث أبداً إنها تخاريف وغباء.. لا أريد يا ماهر"
احتضن يدها بين يديه بقوة حانية قائلاً يهدئها وغضبه على سيف يتصاعد بحدة "حسنا اهدأي الآن، لن نتحدث بشيء إلا عندما تريدين"
أجابته برجاء حار "لا أريد رؤية سيف هذه الفترة يا ماهر"
مسح دموعها بحنان ليقول بتشديد "لا عليكِ منه.. حسابه معي أنا"
هزت رأسها برعب ترتعب من فكرة أن يكتشف ماهر ما يفكر به سيف، وسيوجعه الأمر كثيراً ويخلق بينهما فجوة كبيرة "لا لا لا تتحدث معه عن هذا الأمر أرجوك يا ماهر أرجوك"
رد باستغراب "حسناً لن أفعل ولكن اهدأي"
ردت بتلهف "عدني ألا تتحدث معه"
ضغط ماهر على يدها قائلاً بهدوء "أعدكِ"
تبادلت نيرة وهنا النظرات القلقة المتسائلة لتقول نيرة بجدية "خذها للأعلى يا ماهر هي بحاجة للراحة"
هز رأسه موافقاً وهو يساعدها على الوقوف ليقول ليزن بصرامة "أخبر أخاك أني أريده عندما يحضر"
همست له بخفوت "لقد وعدتني يا ماهر"
أجابها بهدوء يطمئنها "لن أتحدث معه فيما حدث.. ولكن إغضابه لكِ لن يمر مرور الكرام"
بعد صعود ماهر ولمار عاد إياد ينهت بعنف قائلاً بإحباط منزعج "لم ألحق به أوووووف، لم أفهم للآن كيف ضربته عمتي؟"
أجابه أيهم بسخط "والدته ومن حقها أن تفعل به ما تريد"
رد بانزعاج بالغ "لا يا بابا ليس لهذا الحد"
أخذ أيهم نفساً عميقاً قائلاً ببساطة "إن قمت الآن وضربتك هل ستمنعني أو يمنعني أحد؟"
نكس إياد رأسه قائلاً بعنف مكبوت "لا طبعاً يا بابا.. من سيمنعك؟.. بعد إذنكم سأصعد للأعلى"
أجابته نيرة بتهكم "وطعامك يا نور عيني؟"
رد بعنف وهو مغادر "لم يعد لي شهية"
همهمت نيرة بسخرية "معجزة من معجزات الزمن إياد ليس لديه شهية"
لم تكمل نيرة جملتها إلا وإياد يعود أدراجه يحمل طبقه المليء بالأطعمة قائلاً بانتقام "هل ظننتم أني سأترك لكم طعامي بعدما اتفقتم على أخي؟!"
ضحكة هادئة صدرت من خالد قائلاً "إياد لا يتغير معدته الأهم دائماً"
همست هنا بحزن "ما الذي يحدث لهم؟ لما لا تستقر حياتهم ببساطة كباقي الخلق؟!"
رد أيهم بعصبية "لأنهم حمقى ومتخلفون يسعون دائماً لاختيار الحلول الصعبة والشائكة"
غاص يزن بمقعده وهو يعلم أنه سيحصل اليوم على نصيبه من التأنيب؛ ونصيب أخوته أيضاً وخالد يجيب بهدوء "أمر الله ولا راد لقضائه أبنائنا وعلينا توجيههم"
رد أيهم من بين ضروسه بغل "أبنائنا!! الذين لا يهدئون دون أن يقلبوا الحياة توتر ومشاكل لا تنتهي.. كنت أقول عندما يكبرون سأرتاح من همهم ولكنهم يكبرون وتكبر مشاكلهم معهم"
رد خالد بصوت ثابت "اهدأ يا أيهم غضبك لن يقدم ولن يؤخر وسيضرك أنت بالنهاية"
هز أيهم رأسه باستجابة لكلمات خالد وهو يلمح يزن الذي يكاد أن يجلس أسفل مقعده قائلاً بغضب "ما الذي تفعله هنا؟َ غادر لا أريد رؤية أحد منكم"
وقف يزن سريعا وكأنه أخذ إعفاء من السجن قائلا بسرعة "أنا سأغادر بعد إذنكم"
نظرت نيرة له بطرف عينيها بعدم رضا ليسألها بحنق "نعم اؤمريني"
وقبل أن تجيبه عاد يزن قائلا "عمو خالد"
زمجر به أيهم بحدة "لماذا عدت"
تلعثم يزن قائلا بخفوت "لقد أتيت لأجل.. أنا أسف سأغادر"
تابع خالد رحيله ليقول بتأنيب "لقد أخفته حقا يا أيهم"
رد بحدة "يستحق.. حمقى"
**********




يتبع على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t474767-13.html



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 16-01-21 الساعة 10:39 PM
ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:46 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.