آخر 10 مشاركات
سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          أريد منك أكثر مما أريد / للكاتبة الكريستال ، مكتملة (الكاتـب : الكريستال - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عرض مغرى (148) للكاتبة Michelle Conder .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          على ضِفَّة لوحة انتظار ! وَ في لحظاتٌ تُحَيّكَ بهما الأَشْواقُ.(مكتملة) (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          وعانقت الشمس الجليد -ج2 سلسلة زهور الجبل- للرائعة: نرمين نحمدالله [زائرة] *كاملة* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-11-20, 05:35 PM   #41

اجزخنجية
 
الصورة الرمزية اجزخنجية

? العضوٌ??? » 409750
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 324
?  نُقآطِيْ » اجزخنجية is on a distinguished road
افتراضي


يا الله على مشاعر العيلة وقدرتهم انهم يواسو بعض في كل لحظة وكل موقف
سلمت أناملكِ يا قلبي


اجزخنجية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-11-20, 11:05 PM   #42

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اجزخنجية مشاهدة المشاركة
يا الله على مشاعر العيلة وقدرتهم انهم يواسو بعض في كل لحظة وكل موقف
سلمت أناملكِ يا قلبي
حياتى يا روفى ميرسي تسلمي ويسلم وجودك


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-20, 10:02 PM   #43

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السادس
قاد سيف السيارة سريعاً إلى المنزل وهو يفكر بصدمة كيف نسيها؟ كيف؟ كيف له أن يتركها تعاني هكذا؟ كيف هي حالتها؟ وماذا تفعل؟
هي ليست جيدة في تلقي الصدمات ولا التعامل معها.. فكيف بكارثة كهذه.. إذا كان يحبها حقاً فكيف لم ينتبه لها.. يا إلهي سيف هل جننت وتشكك في حبك لمن ملكت أنفاسك وروحك..
وصل إلى المنزل في وقت قياسي ليصف سيارته كيفما اتفق.. ترجل منها سريعاً يهرول داخل المنزل بخطوات سريعة وصوته يرتفع منادياً عليها بلهفة.. عندما لم يجد صوت أخرج هاتفه يتصل بها ردت بصوت لم يتعرف عليه.. ليجيبها بلطف "أين أنتِ سما؟!"
ردت بكلمات متقطعة علم منها أنها بشقة عمه أيهم.. صعد سريعاً يبحث عن المفتاح في ذلك المكان الذي تتركه به عمته دائماً صندوق صغير بجانب الباب.. فتح الباب وعقد حاجبيه وهو يبحث عنها بكل مكان ولا يجدها.. زم شفتيه بتفكير وهو يخرج هاتفه ثانية يهاتفها ثم تتبع الرنين ليجدها جالسة خلف الأريكة الكبيرة بغرفة الجلوس تحتضن جسدها بيديها الصغيرتين وترتجف كورقة هشة في مهب الريح.. مد يده يهزها بهدوء وهو ينادي عليها برفق كي لا تفزع منه..
رفعت عينيها الحمراوين ببطء إليه.. كانت ما تزال في جلستها منذ صعدت إلى هنا بعدما حدث ظهراً.. حزينة لأجل ناردين وضرب خالها لها.. كانت دموعها تتساقط وهي تحمل نفسها ذنب ما حدث لها وتلومها عندما سمعت ذلك الصوت البشع الذي أرعب قلبها لتهرع إلى الشرفة وترى ما حدث.. لن تنسى أبداً ناردين الغارقة بدمائها..
تراجعت برهبة إلى أن سقطت جالسة مكانها.. وهي تفكر برعب أن ناردين ماتت ولم تعد في عالمهم.. كيف لها أن تكمل حياتها دون ناردين.. ناردين أعز صديقاتها وشريكتها في كل جرائمها وهي صغيرة.. ناردين ستموت وهي ستتدمر وتنتهي.. ستتدمر كلياً إن حدث لناردين شيء..
مر الوقت عليها بطيئاً وهي جالسة مكانها وقلبها يخفق تارة بجموح وتارة يتوقف عن النبض.. في انتظار أي خبر عنها يسكّن قلبها المرتعب.. حتى اتصال والدتها بها كان دون جدوى.. تكورت على نفسها تمنحها حمايتها الذاتية.. اتصال آخر من سيف يسأل أين هي..
لما لا يخبرونها ماذا حدث لناردين؟ لماذا يعذبونها هكذا فليخبروها فقط أنها فارقت الحياة.. ولينهوا عذابها البغيض في غياهب الانتظار.. سمعت صوت سيف يناديها لترفع له عينيها الغائمتين بالدموع.. همس بحنان "هي بخير"
ناظرته بعدم فهم ليعيد مجدداً بصوت أحن "أقسم لكِ أنها بخير"
كانت تتأمل ملامحه بتيه وتتعرف عليه بضياع وكلماته التي يقسم بها إنها بخير.. شهقت بقوة وهي ترمي نفسها بين ذراعيه تحتضن جذعه برعب متمتمة باسمه دون توقف وكأنها تستنجد به "سيف.. سيف.."
اختض جسده بقوة وقلبه ينبض بعنف وهي تتعلق به هكذا تستنجد به وتطلب حمايته.. احمر وجهه حرجاً وهو يربت على كتفها برفق لا يستطيع ضمها كما يشتهي.. ولا يجرؤ على إبعادها كما تأمره نفسه الغادرة.. همس بحب "اهدئي حبيبتي"
تمتمت بذنب وهي تبكي بعنف وتتمسك به بشدة "أنا السبب بكل ما حدث.. لقد ضربها عمي بسببي.. كل هذا بسببي.. أنا أكره نفسي سيف... ليتني مت ذلك اليوم سيف"
أخرجها من بين ذراعيه وهو يمسكها بحزم آمراً بخوف "لا تقولي هذا أبداً.. لا حياة لي دونكِ وما حدث مع ناري ليس ذنبكِ ولا ذنب أحد هذا أمر الله وعلينا الرضى به"
غمغمت بحزن وهي لا تستطيع الفكاك من أسر عينيه الحنونة "ولكن.. سيف.. لولا غضبها مني ما كان ليحدث هذا"
رد بحزم كي يخرجها من حالتها غير المتماسكة "بغضبها منكِ أو بدون غضبها منكِ كان ليحدث هذا.. هذا مكتوب بقدرها ولا مفر منه"
تساءلت بتردد "هل.. هل هي بخير حقاً؟!"
ابتسم بدفء قائلاً بهدوء "نعم مصابة بعض الشيء ولكن بخير"
رددت بلهفة "خذني إليها سيف"
لم يرد عليها وهو يتأملها بتيه فيمد يده يمسح دموعها بحنو وهو يقبل جبينها بعمق.. شهقت سما بصدمة وقد اجتاحها الخجل فتحولت لثمرة طماطم ناضجة كما يحبها سيف.. لتبعده بخجل وهي تعتدل مدمدمة بحنق من ذاتها "أنا آسفة"
همس باعتذار واهي وهو يستقيم واقفاً "كلا أنا الآسف سأنتظركِ بالأسفل لنذهب سوياً"
راقبت سما رحيله بوجنتين تكاد تنفجران بشدة الخجل وهي تتمتم بابتسامة مشرقة "يا إلهي ماذا فعلت؟ وماذا فعل سيف؟.. تنهدت بعمق وهي تقضم شفتيها بخجل.. ولكنه كان رائع.. ثم قفزت واقفة وهي تصيح بحرج.. ناردين"
ابتسم سيف بسعادة وهو ينزل درجات السلم متذكراً إياها وهي تسكن ضلوعه قرب ذلك المتيم بها.. زفر بحرارة وقبلته التي لم يستطع مقاومة نفسه لفعلها.. لو علم عمر لا ليس عمر لو علم أيهم سيبعثه إلى القمر بمكوك فضائي خارق السرعة بلا عودة..
أخذته رحلة من الأفكار العطرة في جنتها إلى أن أبصر تلك الدماء المتيبسة بمكان بعينه.. تنفس بعمق وهو لا يريد لها أو لأحد من العائلة أن يراها فهي ستعيد إليهم حزنهم ثانية.. سارع إلى المطبخ يحضر أدوات التنظيف ليقوم بتنظيفها سريعاً وإزالة الدماء منها.. ما إن انتهى حتى تصاعد رنين هاتفه أجاب أيهم "لا تقلق عمي هي بخير؟"
سأل أيهم بهدوء "أين أنتما؟"
رد سيف بحذر فهو لم يعطي فرصة لأيهم كي يرفض مجيئه وهرول سريعاً قبل اعتراضه "بالبيت عمي أنتظر سما بالحديقة هي تغسل وجهها بالأعلى.. هل أحضر لكم شيء من هنا؟!"
"أحضر ملابس نظيفة لخالد ولا تتأخر"
صعد سيف لشقة عمه خالد ثانية وما إن هم بفتحها حتى أصابه حرج كبير أن يدلف غرفة نوم عمه دون استئذان ويفتح خزانته أيضاً لم يحب الفكرة كثيراً.. لذا أكمل طريقه إلى شقتهم يحضر له من ملابس يزن فهما بذات البنية تقريباً.. قابلته سما وهو نازل لتخفض عينيها بخجل متمتمة سريعاً "أنا جاهزة"
ابتسم لها بفرح وهو يفسح لها الطريق لتمر أمامه "هيا بنا"
**************



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-20, 10:03 PM   #44

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

وضع خالد يده على مقبض باب غرفة هنا ليأخذ نفس عميق ويزفره بحرارة.. تبعاً لنصيحة نيرة عليه أن يكون بجانب هنا ويهدئها عندما تستيقظ.. فتح الباب بهدوء لتقع عينيه على رفيقة دربه نائمة بهدوء بعيدة عن كل الألم الذي تشعر به..
تقدم بهدوء ليُفاجأ بعاصفة تحتضنه وهي تبكي وتعتذر بآن واحد "عمو.. لا تغضب مني أنا كنت خائفة ولا أعرف كيف تصرفت بتلك الطريقة قليلة التهذيب"
ضمها خالد بحنو وهو يهدهدها برفق "لا عليكِ حبيبتي.. لست غاضباً منكِ براء ولا أستطيع أن أغضب منكِ أبداً"
قبلت وجنته بحب وهي تهمس له "أحبك عمو"
ربت على وجنتها بحنان وهو يجيبها "وأنا أحبكِ يا حبيبة عمكِ"
نقل نظره إلى هنا وهو يسأل باهتمام "كيف حال هنا؟"
غمغمت بحزن "ما زالت نائمة ولكن ماما تقول أنها أوشكت على الاستيقاظ"
تقدم يزن الذي جاء لبراء يطمئنها بنجاة ناردين من عمه.. يحتضنه وهو يتحمد بالسلامة لها.. ثم أخذ براء وغادر تاركاً الغرفة لخالد وهنا.
تقدم خالد من حافة سريرها ليجلس عليه وهو يمر بعينيه على ملامحها الشاحبة والمتألمة رغم المهدئات التي أخذتها.. رفع يدها ببطء يقبل باطنها وهو يقول بألم "هيا هنا أفيقي.. ابنتنا بخير لا تفعلي بي هذا لا تقلقيني هكذا.. يكفيني رعبي على صغيرتي لا تزيدها علي حبيبتي.. لم أعد أحتمل أنا بحاجتكِ يا روحي.. رجاءً أفيقي"
مال واضعاً رأسه على صدرها موضع دقات قلبها التي يحفظها جيداً.. استمع إلى دقاتها التي تدق برتمٍ بطيء ثم أخذت في الزيادة تدريجياً حتى أصبحت تضرب أذنيه بعنف.. رفع رأسه بترقب وهو يراقبها تفتح عينيها ببطء وكأنها تخرج من كابوس مريع..
لتهب جالسة وهي تصرخ باسم ابنتها.. لحظات وكانت بين ذراعيه وجسدها يختض بعنف مع بكائها الشديد وهي تتمتم منادية طفلتها.. وفي المقابل كان خالد يشد ذراعيه حولها بقوة وحنان.. يهمهم بجانب أذنها بطمأنينة "هنا اهدئي يا عمري.. طفلتكِ بخير لم ينالها أذىً كبير.. لقد عادت هنا.. لم تفارقنا ما زالت على قيد الحياة.. صدقيني حبيبتي ابنتنا بخير"
ابتعدت عنه تنظر لعينيه تتحرى الصدق بهما.. عينيه التي لا تستطيع الكذب أبداً.. نظرت إلى بريق الحياة الذي عاود الظهور مجدداً بعد أن كان قد خمد.. همست بصوت منخفض ودموعها تجري مدراراً "أنت لا تكذب صحيح؟"
ابتسامة صغيرة ظهرت على شفتيه مزامنة لتلك الدمعات التي عادت تظهر على استحياء وهو يقول بصوت متألم لألم حبيبته الصغيرة "تعلمين لا أعرف كيف أكذب.. ناري بخير فقط مصابة ولكنها بخير"
أنزلت قدميها من السرير وهي تقول بصوت متوسل "أريد رؤيتها خالد"
وقف أمامها يمنع حركتها بيديه وهو يهمس بحنان "ما زالت بالعناية المشددة ووقت الزيارة انتهى.. غداً بإذن الله ترينها"
عادت تسأل برجاء "هل ستكون مستيقظة وأستطيع الحديث معها؟!"
هز رأسه مجيباً بعدم معرفة "لا أعلم.. هي لم تستيقظ للآن"
ضمت نفسها إليه وهي تهمس بألم "لقد كنت قاسية معك وعاتبتك على ما لم أشهد عليه بنفسي.. أعلم أنك لن تضربها إلا إن كان خطؤها كبيراً.. أنا آسفة خالد"
ضمها إليه وهو يرد بندم "كلا أنا من يجب عليه الاعتذار أياً كان حجم خطئها لم يجدر بي أن أفقد أعصابي بهذا الشكل.. لا أستطيع التخيل أن يصيبها مكروه قبل أن أعتذر منها"
ربتت على ظهره بكفها بحنان "يكفي حديث عما حدث أنت تقول أنها بخير وما زالت في عالمنا وهذا يكفيني حالياً"
ساعدها على الاستلقاء ثانية وهي تعترض "خالد أنا بخير لا داعي"
اقترب وجهه منها وهو يقول بهيام "لا تجادلي لستِ بخير.. عندما فقدتي وعيكِ أمامي بهذا الشكل إنهار كل عالمي بلحظة كنت على وشك أن أخسركما أنتما الاثنتين.. ولكن رأف الله بحالي وأعادكما لي"
مسدت وجنته بحنان وهي تهمس بغرام لرفيق دربها "آسفة حبيبي إذ تخليت عنك في أصعب لحظة بعمرنا"
قبل جبينها بعمق وهو يبتسم بجاذبية لم يأخذها الزمن "لا عليكِ هنا لا يهم الآن أيّ شيء ما دمتما بخير"
سألته وهي تستجيب له وهو يعدل من وضعية استلقائها "أين يقين خالد؟ وكيف حالتها؟"
تنهد بحرارة قائلاً "مع إياد وهي بخير على ما أعتقد.. نامت مستندة على كتفه"
أغمضت عينيها لتفر منها دمعة رغماً عنها وهي ترفع يدها لربها بدعوة صادقة من قلب أم عرف لوعة الوجع على وليدها "يا رب العالمين أسألك بكل اسم هو لك أن تحفظ جميع أبنائي ولا تفجعني فيهم.. يا رب يا رحمن يا رحيم أستودعك أبنائي فأحفظهم واشملهم برحمتك"
وخالد يأمن من خلفها بقلب أب كاد يخسر دنيته لتوه.
**************



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-20, 10:06 PM   #45

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

وصل عمر ودارين إلى المشفى سريعاً وقد كان وقودهما لسرعتهما تلك هو خوفهما من مجهول سبق أن تعايشاه.. فعندما تكون قطعة منك على شفير الموت تموت أنت بالمقابل مئة مرة.. صعدا إلى غرفة هنا مثلما أخبرهما أيهم..
لمحت دارين أيهم يقف في الممر لتسرع نحوه تتعلق بعنقه وهي تبكي بقوة.. ربت أيهم على كتفها برفق وهو يهدهدها بحنان "توقفي عن البكاء دارين، ناري بخير لم يصبها سوء فقط بعض الكسور"
تمتمت بهذيان متألم وهي لا تستوعب ما حدث وتتمسك بقميصه بقوة "لماذا يحدث هذا لنا أبيه؟ اليوم خطبة ابنتنا وانظر ماذا حدث لناردين"
همس لها بحنو وهو يحتوي جزعها وألمها.. ما زالت طفلته التي يخشى عليها أن يحدث لها مكروه "لا بأس قضاء أخف من قضاء.. ودائماً ما يختار الله لنا الأفضل"
اقترب منهم عمر وهو يقول بغضب "هل أصبحنا خارج العائلة لكي لا تخبرونا بالأمر؟"
أجاب أيهم بهدوء وهو يعلم أنه محق بغضبه "لقد أفقدنا الحادث عقولنا عمر.. ولم ننتبه لشيء غير الصغيرة التي كانت بين الحياة والموت"
سأل عمر بحيرة وهو يكاد يفقد عقله "كيف حدث كل هذا؟ عندما غادرت كانت كل الأمور بخير والآن ماذا وكيف ومتى؟ لا أفهم لماذا يحدث هذا دائماً مع الأولاد!"
تنهد أيهم بحرارة وهو يجيب باختناق "ذلك أمر الله عمر وعلينا الرضا والتسليم به.. وما دام الأبناء بخير فالحمد لله على كل حال"
رد عمر بحدة "بخير!! كيف بخير أيهم وناردين بغرفة العناية المركزة... وسما اختلفت حتى أكاد لا أتعرف عليها.. أخبرني أين الخير أيهم"
وضع ماهر يده على كتفه من الخلف وهو يجيب بصوت حازم متماسك "لا تفقد إيمانك يا عمر استغفر الله ما داموا يستطيعون السير فهم بخير.. ما دام هناك نفس يدخل ويخرج هم بخير.. طالما أنهم ما زالوا يحومون حولنا هم بخير.. وما كتب في قدرنا وقدرهم لا مفر منه... فليكونوا من حولنا نستمع إلى ضحكاتهم وحديثهم.. وندعو لهم دائماً فذلك كل الخير.. والباقي مشاكل ثانوية يمكن حلها"
استغفر عمر بصوت منخفض وماهر يسأل أيهم "هل استيقظت هنا؟"
هز أيهم رأسه بعدم معرفة وهو يقول "لا أعلم لم يخرج خالد بعد"
التفت عمر من حوله وهو يسأل بدهشة "أين البقية؟"
أجاب ماهر بصوت مجهد "ها هما يقين وإياد.. وخالد مع هنا بداخل الغرفة.. وسيف وسما يحضران ملابس نظيفة لخالد.. ونيرة ولمار في مطعم المشفى"
في ذلك الوقت وصل سيف وسما لتتجه إلى والدها فيتلقفها بحنان ويهدئها بروية.. عادت لمار ونيرة بينما خرج خالد يخبر الجميع أن هنا بخير.. زفرت لمار بإرهاق قائلة بشكر لله "الحمد لله كان يوم عصيباً"
التفت ذراع ماهر حولها ونيرة تضيف "يجب أن نعود للمنزل وجودنا هنا لا فائدة منه الآن"
رد خالد سريعاً "كلا أنا سأبقى هنا.. لن أذهب"
ربت ماهر على كتفه وهو يجيب "يجب أن تعود خالد لأجل أن ترتاح قليلاً ولأجل يقين"
هز رأسه نفياً وهو يقول بحزن "لا أستطيع ترك هنا وابنتي بمفردهما هنا"
"حسناً فلتبقى خالد ويقين ستذهب معي وسيذهب إياد ليبيت عند ماهر"
هز خالد رأسه موافقاً على اقتراح أيهم ليتجه لابنته التي ما زالت نائمة على كتف إياد.. ليوقظها برفق وهو يناديها بحنان "استيقظي حبيبتي"
رفعت أهدابها ببطء لتظهر عينيها الذابلتين سألت بقلق "بابا هل حدث شيء؟"
مال مقبلاً رأسها وهو يطمئنها قائلاً "لا حبيبتي الجميع بخير ولكن يجب أن تعودي مع عمكِ للمنزل"
ردت بضعف "كلا بابا أنا أريد البقاء معك"
ابتسم خالد لها بحنان وهو يقول بهدوء "أنتِ بحاجة للراحة حبيبتي وغداً تعاليّ منذ الصباح الباكر"
اعترضت بوهن "أنت أيضاً بحاجة للراحة"
ضمها إلى صدره بحب وهو يجيب بصوت حاني "أنا مرتاح هكذا.. استمعي إلى والدكِ واذهبي للمنزل"
ردت ببكاء وهي تتعلق بقميصه ترجوه ألا يعيدها للمنزل بمفردها "لا أريد البقاء بمفردي بابا"
زاد خالد من ضمه لها وهو يربت على ظهرها بحنان "ستبقين بمنزل عمكِ أيهم وليس بمفردكِ"
سألت بحنان ورقة تتميز بها "بابا هل أنت بخير؟"
ابتسم خالد وهو يجيبها بحنو "طالما أنتم بخير فأنا بخير.. هيا اذهبي مع عمكِ"
ابتعد عنها بهدوء ليقترب أيهم يعانقه بقوة "إن حدث شيء ما اتصل بي بأي وقت"
وربت ماهر على كتفه بقوة وهو يقول بدفء "لا تجزع خالد ابنتك بخير"
ابتسم له خالد وهو يعترف داخله أنه يحب تلك الحركة من ماهر.. فدائماً ما أمدته بأمان لا حدود له.. اقتربت منه دارين لتقول بغضب ونبرة باكية "أنا غاضبة منك كثيراً ولكن لن أحاسبك الآن"
ابتسم لها وهو يقول بمراضاة "وأهون عليكِ داري"
بدون تردد كانت تحتضنه بقوة وهي تقول بمودة مترسخة داخلها "لا، لا تهون أنت أخي الذي أحبه"
نظر خالد إلى عمر الذي ظهر غضبه جلياً بعينيه "خذ زوجتك وغادر عمر ونتعاتب فيما بعد"
ثم اقترب من سما مقبلاً رأسها وهو يقول بصوت دافئ حاني "ناردين لم ترحل لا داعي لكل هذا الخوف.. عندما تأتين غداً يمكنكِ رؤيتها"
سألت بلهفة "حقاً؟!"
هز رأسه بالإيجاب وهو يدفعها إلى عمر.. التفت ليجد إياد وسيف ما زالا جالسين على مقاعد الانتظار "لماذا لم تذهبا؟!"
رد إياد وهو يريح ظهره للخلف بإرهاق "لن نذهب عمي.. سنبقى معك"
رفض خالد وهو يقول بصوت حازم آمر "خذ أخاك وعد للبيت سيف"
رد سيف باحترام "حاضر عمي"
فيما اعترض إياد بوهن "عمي أنا أريد.."
قاطعه خالد بنبرة جدية "هيا للمنزل إياد"
أمام نظرات عمه الجادة والحازمة غادر إياد مع سيف.. تاركاً خلفه قلبه بجانب قلبها يؤنسه ويطمئن على قدرته على العمل.. وروحه تحوم حول روحها فلا تشعر بالوحدة والخوف وسط ذلك المكان الذي لا تعرفه.
تابع خالد رحيلهم ليبتسم داخله وهو يشكر الله دائماً وأبداً على نعمة عائلته.. ليدلف إلى غرفة هنا فيجدها ذهبت في سبات عميق.. قبل جبينها بعشق وهو يقول بحب "سأذهب لأعتني بابنتي ولن أتأخر في العودة إليكِ"
***************



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-20, 10:07 PM   #46

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

وقف خالد أمام غرفة العناية المركزة ينظر من خلال زجاج النافذة الصغيرة.. إلى صغيرته النائمة دون وعي بقلبه الذي يحتضر خوفاً عليها... لا يستطيع التخيل فقط مجرد التخيل أن تغادر عالمه قبله.. يضحي بعمره وكل ما يملك ولا تمس بخدش صغير..
يتذكر كل لحظة مرت عليه منذ ولادتها إلى هذه اللحظة.. كل لحظة كانت مسجلة بقلبه يحميها بروحه.. ذكرياتها معه تمر أمامه ببطء وهو يتشرب كل ذكرى وكأنها تحدث الآن.. يعيد الاحتفاظ بها ثانية وإخفاءها بركن مخفي بعقله.. حرص أن يحاوطها بكل حبه وحنانه الذي أطلقته من أعماقه منذ ذلك اليوم الذي أعطته إياها الممرضة..
ملفوفة في قماشة وردية تنافس بهاء وجهها.. كانت تفاصيلها الصغيرة بهجة لعينيه وفرحة لروحه.. كل إنش بملامحها حفظه بأعماقه مرسوم بريشة أعظم الفنانين ألا وهو قلبه العاشق لها.. منذ تلك اللحظة التي فتحت بها عينيها تنظر له بفضول.. ليدق قلبه بحب عارم لتلك الصغيرة التي خلبت لبه..
أخذ نفساً عميقاً يتذكر تعلقها به وهي ما زالت صغيرة لم تتم عامها الأول بعد.. كانت تنام دائماً بحضنه وترفض أن تذهب إلى غيره حتى لو كانت والدتها مما كان يثير غضب هنا.. أول ما نطقته من الحروف كان حروف اسمه لم يكن بابا ولم تكن ماما إنما كان (آلد).. كان صوتها أروع ما استمع إليه يوماً صوتاً آسراً وما زال صداه يتردد بأذنه إلى اليوم.. يأسر روحه كأول مرة استمع إليه..
طفلته الغالية لم تكن شقية في طفولتها إنما كانت مسيطرة.. تحقق كل ما تريده دون أن تتورط بمشكلة.. كانت قوية دون افتعال ودون تصنع بل بعفوية بالغة.. تزداد جمال كلما كبرت وفتنة كلما نضجت ملامحها.. كانت شقاوتها تزداد عندما تجتمع مع سما وبوجود إياد.. كانت تحدث كوارث.. يتذكر تلك المرة التي اختفوا فيها وأثاروا ذعر الجميع.. وعندما وجدوهم كانوا بالمطبخ يلعبون ويلهون بالطحين وقد لوثوا أنفسهم.. أو تلك المرة التي غفلوا عنهم فخربوا لوحة من لوحات هنا وامتلأت ملابسهم ببقع الألوان..
ابتسم بحزن وطفولتها الشقية تعاد أمام عينيه وكأنها كانت بالأمس.. كم تمنى بهذه اللحظة لو أنها ما زالت صغيرة تلهو وتمرح حوله.. ثم عاد يتذكر كيف تكون جادة عندما يتعلق الأمر بدراستها وطموحها العالي.. كما أفضت إليه مراراً وهي تخلد إلى نومها بين ذراعيه كما دأبت أن تفعل.. أنها تريد أن تحقق ذاتها وتبرع في مجال القانون.. كان يدثرها بحنان ويقبل جبهتها بحب وهو يخبرها بثقة أنها قادرة على تحقيق ذاتها كما تتمنى.. يتذكر فرحتها البالغة ودورانها حول نفسها بسعادة عندما قبلت بكلية الحقوق.. وقد كانت أهلا لها شغوفة بها طموحة إلى أبعد حد جادة ومجتهدة للغاية لا تضيع وقتها أبداً..
كما يتذكر موهبتها ومهارتها التي ورثتها منه.. فقد كانت بارعة في لعب الكرة وخاصة مركز حراسة المرمى مما أهلها أن تكون حارسة مرمى المنتخب للناشئات قبل أن تتخلى عنها بإرادتها.. وتتجه لتحقيق ذاتها في المجال الذي عشقته وطمحت إليه.. يتذكر فخره بها وهي تتخرج من كليتها بتقدير مرتفع وسعادتها بعملها الذي حصلت عليه.. وذلك اليوم الذي وضعت فيه قدمها على أول سلم النجاح قبل أن يحدث ما حدث..
وتظل الذاكرة الأسوأ بقلبه تلك اللحظة التي رآها تسقط بها أمامه.. وكان قاب قوسين أو أدنى من خسارتها.. سعادته وحياته متعلقة بابنتيه وزوجته لو خسرهم فلا فائدة من حياته ولا هدف منها.. تنهد بحرارة ودمعة تفر من عينيه لتتبعها أخريات في تناغم محزن وهو يقول من قلبه المتوجع والمتألم لها ولما وصلت إليه "آاااااه يا طفلتي وأغلى ما بحياتي.. هل تعاقبين والدكِ على ما فعله بحقكِ بتلك الطريقة القاسية؟ هل هان عليكِ حبيبكِ لتقسي عليه بتلك الطريقة؟ لو حدث لكِ شيء لن أسامح نفسي أبداً.. هيا أفيقي كي يعتذر منكِ والدكِ ويطلب صفحكِ.. فقط استيقظي ولن أدع مكروه آخر يصيبكِ أبداً.. استيقظي يا حبيبة والدكِ لم يعد قلبي بقادر على التحمل"
ربتة حانية خفيفة على كتفه.. التفت وهو يتوقع أنها هنا لتتسع عينيه بدهشة وهو يقول بصوت مصدوم مندهش "ماما"
ابتسمت فاطمة له بحنان وعينيها الخضراء تلمع بتأثر لتحتضن وجنته بحنو "لا تخف حبيبي ابنتك بألف خير.. فقط محنة تزيدها صلابة وقوة"
لم يستطع النطق وعينيه تدمع سريعاً يتأمل ملامحها بذهول ليعيد كلمته اليتيمة التي تمكن من إخراجها بصعوبة "ماما"
ردت بتأثر وحنان صافي نابع من قلبها الدافئ وروحها التي تحوم حولهم دائماً تسهر على راحتهم "اذهب لترتاح قليلاً خالد أنت بحاجة للراحة وأنا سأبقى بجانب ابنتك ولن أغادر حتى تعود"
نظر لها براحة تغلغلت داخله دائماً ما كانت فاطمة تبرع بزرعها داخله.. ليقول بحنين "اشتقت إليكِ ماما"
مالت تقبل جبهته بأمومة ليغمض عينيه براحة عرفها قلبه وسكنت إليها روحه.. عندما فتح عينيه لم يجد أحد معه ليغمض عينيه ويفتحهما عدة مرات وهو يقول بضحكة منذهلة "جننت يا خالد.. ولكن إذا كان هذا هو الجنون ليتني جننت منذ زمن"
عاد بنظره إلى ابنته ليضع يده على الزجاج وكأنه يلامسها ليهمس لها بحب وراحة "سأذهب لأرى والدتكِ وجدتكِ ستبقى لتعتني بكِ.. ستكونين بخير وعندما أعود ستتحدثين معي ثانية لن أقبل بغير هذا.. أستودعكِ الله حبيبتي"
****************



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-20, 10:10 PM   #47

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

كيف لا أجن بك
والجنون خلق لك
والعين لا ترى غيرك
والحنين لا يذكرني إلا بك
والحروف لا تكتب إلا لك وفيك

خاطرة منقولة
بعد مغادرة خالد اقترب إياد ليقف محله.. يراقب تلك الغافلة عنه وعن العالم أجمع بنبضات خائفة موجوعة.. فما أصعب إحساس الفقد وما أبشعه عندما يكون المفقود هو كل دنيتك.. سواء اعترفت بهذا أو لم تعترف.. أغمض عينيه وهو يقر لنفسه أن ناردين جزء من أنفاسه يختنق بدون وجودها بحياته.. لم يستطع البقاء في بيت عمه..
ليدور بالحديقة بغير هدى عله يتعب فيستطع النوم.. وعندما فشل قرر المجيء إلى المستشفى ليجد عمه يقف أمام نافذة العناية الصغيرة.. فاختبأ بأحد الأركان حتى لا يراه عمه ويجبره على العودة ثانية.. وقف طويلاً أمام الغرفة.. عينيه مسلطة عليها لا تحيد عنها ولا ترمش فتضيع منه نظرة إليها..
يشعر وهو ينظر من خلال الزجاج وكأنه يراقب أميرته الهاربة منه في عالم سحري وكلما اقترب منها ابتعدت عنه.. زفر بحرارة وعقله يعيد عليه أحداث الأمس يجبره على تعايشها ثانية.. بينما قلبه يصدر أمره أنها ما إن تعود إليه ثانية وتفتح عينيها التي مات شوقاً إليها... لن يغضبها ثانية ولن يجرحها فقط سيدللها بإرادتها أو رغماً عنها..
نظر إلى ساعته ليجد أن الصباح قد حل وأسدل ستاره على ظلام الليل.. أتت ممرضة ما لتبدأ مناوبة عملها بعد مغادرة تلك التي لازمت ناردين طيلة الليل.. اتجه إليها ليقول برجاء متوسل "هل يمكنني رؤيتها؟"
هزت رأسها نافية وهي تجيب بعملية "لم تبدأ مواعيد الزيارة بعد"
أغمض عينيه بحزن ليفتحهما وهو يقول بترجي "أعلم ولكن فقط أريد الاطمئنان عليها.. ولن اطمئن إلا عندما أراها بعيني"
نظرت إليه بشفقة ونظراته الحزينة تزيد من شفقتها عليه.. تعلم أن هذا الشاب قريب للدكتورة نيرة لطالما رأته معها لتقول بعطف "لأجل خاطر الدكتورة نيرة فقط فهي لها أفضال كثيرة علي.. هيا معي لأجهزك"
تهلل وجهه فرحاً وهو يتبعها ويشكرها بامتنان.. بعد وقت قصير كانت الممرضة قد أعدته وقف أمام الغرفة التي فتحت أمامه برهبة.. تقدم للداخل بوجل وهو يقترب من سريرها؛ يتفحص ملامحها الشاحبة ورغم هذا كانت فاتنة فتنت عينيه كما يحدث كلما رآها..
كانت هناك ضمادات على جروح بوجهها وبضع أماكن بجسدها.. ذراعها الأيسر علق بجبيرة زرقاء اللون نظر إلى قدمها وعبس بتفكير عندما لم يجدها مجبرة.. إذاً كيف يقول هذا الدكتور الأحمق أن فخدها مكسور..
تقدم بروية وهو يرتشف أنفاسها بهوس متيم لرفيقة الصبا وتوأم القلب.. جلس على ركبته أمام سريرها وهو ينظر إلى وجهها قائلاً بنبرة مرتجفة مختنقة "هل تعلمين هذه المرة الأولى التي أراكِ بها وأنتِ نائمة.. تشبهين الملائكة حقا ناردين.. هل تتخيلين أنا أخبركِ أنكِ تشبهين الملاك -ابتسم بحزن وهو يقول بشجن- لم تسمعي مني كلمات تحببية من قبل لكنكِ تعلمين بمدى عشقي لكِ حتى لو لم أبح به.. حسناً ناري أنا أحبكِ كثيراً وأكثر من الكثير بكثير جداً.. هنا بقلبي كلمات كثيرة أعجز عن وصفها لكِ وسيأتي يوماً سأخبركِ بها كلها وأنا أقبلكِ بكل شوقي لكِ"
مدَّ يداً مرتعشة وعينيه تحوم على ملامحها بهيام يلتقط بها يدها اليمنى القريبة منه.. ركز بصره عليها قليلاً قبل أن يرفع عينيه إلى وجهها بترقب.. وبجرأة رفع يدها يمررها على خده يقارن نعومتها بخشونة ملامحه وهو يقبل باطن كفها باشتياق وتوقٍ كبير.. وضع يدها على السرير ثانية وهو يقول باهتزاز "هل تعلمين لقد اخترقت الكثير والكثير من القواعد اليوم.. وإذا لم تستيقظي الآن ستعودين لتجديني معلق على إحدى الأشجار أجفف في حرارة الشمس.. وسيف الأحمق يسخر مني هيا أحتاجكِ بجانبي لتدافعي عني.. استجمعي قوتكِ وصلابتكِ وقاومي هذا النوم وافتحي عيناكِ فقد اشتقت لهما.. اشتقت لجمالهما وفتنتهما وخجلهما المميز.. اشتقت إليكِ حبيبتي وفقدت الحياة لذّاتها دونكِ.. أنا أحتاجكِ لذا ستعودين ولو رغماً عنكِ"
قاطعته الممرضة وهي تقول بإشفاق "يجب أن تغادر الآن رجاءً"
هز رأسه بالإيجاب دون أن يرفع عينيه عنها ليميل هامساً بجانب أذنها بخفوت "انتظر عودتكِ ليشرق عالمي من جديد"
وقف وهو يطيل النظر إلى وجهها قدر المستطاع.. يشبع عينيه التائقة إلى ملامحها أخذ نفساً عميقاً معبقاً بأنفاسها البطيئة ليهم بالخروج... ولكنه توقف بصدمة وتلك اليد الصغيرة الرقيقة تقبض على كفه بضعف.. التفت بلهفة يناديها وهو يقترب منها "ناري"
تستمع إلى أصوات مختلطة تدور بعقلها المشوش والمرتبك.. استطاعت تمييز نبرة صوته من بينها.. وكيف لا وهي تحفظ ترددات صوته عن ظهر قلب.. ولكن الصوت مشوش وغير واضح إنه يتحدث معها ولكنها لا تفقه شيء من حديثه... لا تتمنى منه المغادرة فليبقى ويتحدث معها للأبد.. شعرت بشيء مختلف وصوته يصمت ويبتعد عنها..
رفعت يدها ببطء وهي تحاول تحريكها بضعف لتصطدم بيده الكبيرة.. رعشة قلبها أنبأتها أن هذا حبيبها بلا شك فتمسكت بيده بضعف.. ليعود الصوت بصورة أوضح وهو يناديها ناري.. جاهدت لتفتح عينيها ببطء وألم غزا عقلها وجسدها بضراوة فتهمس بخفوت "إياد"
رد سريعاً بلهفة "نعم حبيبتي هذا أنا"
ابتسمت بوهن قائلة بضعف "ماذا قلت؟"
ابتسم وهو ينتبه لما قاله ليجيب بهمس "قلت هذا أنا"
فتحت عينيها لتنظر لوجهه القريب منها باضطراب قائلة بما يشبه الترجي "قلت شيء أريد سماعه ثانية"
ابتسم ليرد بغرام غير قادر على ردع ذاته من الاستجابة لرجائها "قلت هذا أنا حبيبتي.. ناري أنتِ هي حياتي وعشقي ولكن لا تخبري أحد"
غمغمت بهدوء متآمر "لم أسمع كلمة على الإطلاق.. هل قلت أنت شيء؟!"
هز رأسه نفياً ليقول بعينين دامعتين "لم أقل شيء نهائياً.. حمداً لله على سلامتكِ.. لقد أرعبتنا"
سألت بحيرة وهي تشعر بخدر في جسدها يكبل حركتها "سلمك الله.. لماذا أنا هنا إياد.. أتذكر أني كنت أقف بالشرفة ثم لا أتذكر شيء بعده"
همهم بصوت متألم به بعض الخوف "لقد سقطتِ منها ورأف الله بنا"
أغمضت عينيها لتقول بصوت باكي وهي تشعر بنار تشتعل بجسدها بعنف "آاااه إياد أشعر بألم لا يطاق.. افعل شيء وأوقف هذا الألم رجاءً"
رفع عينيه ينظر إلى الممرضة بتساؤل ردت بمهنية "لا بد أن تأثير المسكنات انتهى.. سأذهب لأحضر الطبيب وأنت رجاءً اخرج من هنا"
هز إياد رأسه متفهما وهو يميل لاثماً جبهة ناردين بشغف قائلاً بهمس "وهذا أيضاً سر بيننا إياكِ أن تخبري أحد.. سأذهب لأحضر الطبيب"
ابتسمت بخفر ودقات قلبها تتسارع متناسية الألم.. وكأن قبلته هي المسكن لجميع آلامها.. كم أحبك إياد.. أحبك كثيراً.. كلمات علقت على لسانها واحتفظ بها قلبها وهو يقسم أنه سيبوح بها ذات مرة.
خرج إياد يقف أمام الغرفة بترقب فيما دلف الطبيب يفحص ناردين.. وبعد فترة جاء خالد ليجد إياد خارج الغرفة وبالداخل الأطباء يتحركون من حولها.. سأل خالد بقلق "ماذا حدث إياد؟!"
التفت ليعانق عمه بقوة وهو يقول بحبور "استيقظت عمي"
شدد خالد ذراعيه حوله وهو يحمد الله بلا توقف وقد استكان قلبه شاعراً بالراحة أخيراً.
*****************



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-20, 10:13 PM   #48

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

كان هادي يتحرك في مكتبه يخرج الطعام الذي أحضره من المنزل ليقوم بتوضيبه.. وعقله مشغول بتلك التي تأخرت عن موعد حضورها.. زفر بقلق وهو يتوعد لها ما إن يراها.. سيصاب بجلطة من تحت رأسها ورأس العنيد الآخر المتقوقع على نفسه منذ مواجهة والده.. لا يعلم فيما يفكر والآخر لا يبوح بشيء..
والآن تلك المدللة الحمقاء تصيب قلبه بالرعب وهو يتخيل ما يمكن أن يكون أصابها فهي مغفلة وأي شيء قد يحدث لها.. حسناً سيطمئن عليها أولاً ثم لكل حادث حديث.. ولكل جريمة قتل أداتها..
قاطع تفكيره الإجرامي صوت فتح الباب وسبب تفكيره المختل يدلف منه بهدوء.. حسناً ألا يكفي أنها أقلقته ثم تأتي إليه هكذا بكل تلك الفتنة التي تشع منها.. عينيها المكحلة بإتقان.. طلاء فمها ذو اللون النبيذي القاتم الذي يثير داخله رغبات غير محمودة العواقب.. ثم كان هذا الزي المهلك الذي ترتديه.. ما بها ألا يوجد لديها ملابس طويلة ساترة محتشمة.. هل تطلق على تلك القطعة الحمراء المزدانة بخطوط ذهبية كلمة ملابس.. تأملها بتدقيق ترتدي سروال أحمر قصير لا يتعدى منتصف فخذها.. وعليه بلوزة من نفس اللون يلتصقان ببعضهما بحزام ذهبي.. برقبة دائرية ذهبية اللون وكذلك دورانه حول كتفها.. كانت فاتنة للغاية ومعذبة لعقله المرهق وهو يفكر كيف نظر إليها كل رجل مرت من أمامه....
رد قائلاً بصوت عنيف من فرط اضطرابه "رهان خانوم أنتِ الوحيدة من بين باقي زملائنا التي يبدأ دوامها من الساعة الحادية عشر؟ الساعة الآن تعدت الحادية عشر احترمي مواعيد العمل روهان وإلا لن يعجبكِ تصرفي"
رفعت عينيها المرهقتين إليه وهي تمر من جانبه لتلقى بجسدها على الأريكة بتعب نفسي أكثر منه جسدي.. وهي تقول باضطراب وخوف من صوته الحاد "أنا آسفة هادي لم أستيقظ في الوقت المحدد.. أعدك ألا يتكرر هذا مجدداً"
رغماً عنه رقَّ قلبه لإرهاقها البادي على صفحة وجهها ليقول بعطف "هل أيقظتكِ والدتكِ متأخرة اليوم؟!"
ضحكت بمرارة وهي تغلق عينيها على دموعها تحبسها قهراً.. وعقلها يدور ويفكر هل تخبره عن سبب تأخيرها.. هل تخبره أنها قضت ليلتها وحيدة مرتعبة وقلبها امتلأ بخوف غريب المصدر.. أم تخبره كم مرة أمسكت هاتفها وأوشكت على الاتصال به تطلب نجدته.. وكيف بكت بغزارة وهي تنكمش تحت غطائها علها تخدع نفسها وتخبرها أنها هكذا محمية.. وكيف ظلت هكذا إلى آذان الفجر لتشعر بأمان مع صوت المؤذن.. وكيف أغلقت عينيها وذهبت في سبات عميق وهي تستمع إلى صلاة الفجر..
لتستيقظ متأخرة عن موعدها وترتدي ملابسها لتأتي سريعاً إلى هنا.. إليه حيث تشعر باهتمامه المغلف بغضبه.. وحنانه المخفي خلف حنقه منها.. وخوفه المخفي بإحكام خلف سخطه وكلماته الموبخة.. فتحت عينيها على دموعها المجمدة خلف جفونها لتقول بصوت مرير "آسفة كثيراً لن أفعلها ثانية.. ولكن لا تغضب مني رجاءً لقد أتيت بأسرع ما أستطيع كي لا تغضب مني"
هدر خافقه بعنف بين ضلوعه وألم استباح صدره بعنفوان.. جعله يشعر بالتخبط الشديد أمام نبرتها الغريبة التي لم يسمعها قبلاً بصوتها الناعم.. ليقول بارتباك أول ما تبادر لذهنه "هل تناولتِ فطوركِ؟"
ارتجف قلبها بشدة من اهتمامه الذي يثير بداخلها آيات من الشفقة على نفسها.. والتمني لو كان معها منذ ولدت لكان كل شيء اختلف في حياتها.. هزت رأسها نفياً غير قادرة على الرد.. عاد يسأل بحنان تدفق داخله أنهار تجاه تلك الغريبة التي نسفت هدوء عالمه مؤخراً "هل أحضرتِ معكِ فطوراً؟!"
هزت رأسها نفياً وهي ترد بصوت متحشرج "كلا سأطلب الطعام من المطعم القريب"
قدم لها ملعقة وهو يقرب الطعام منها قائلاً بهدوء يخفي براكينه المشتعلة خلفه "لا داعي ها هو الطعام جاهز.. هيا تناولي فطوركِ"
التقطتها منه دون مقاومة وهي تقبل على الطعام بشهية منعدمة ولكنها لم ترد رده خائبا.. ابتسمت وهي تضع أول ملعقة بفمها قائلة بانتشاء "هذا الطعام رائع من أي مطعم أحضرته حتى أحضر منه"
كان يراقبها وهي تتناول الطعام برقة مذيبة لعظامه قائلاً بخفوت "ليس من مطعم أنا من أعدّه.. وأنتِ ألا تعدين طعامك؟"
هزت رأسها نفياً وهي تشعر أنها بشهية قرد تائه بغابة عثر على شجرة موز ضخمة وقد علمت منه أنه من صنع يديه.. أفاقت على سؤاله لتجيب بألم "أطلبه دائماً من مطاعم خارجية.. لا أجيد الطهي كثيراً"
سأل بحيرة "ألم تعلمكِ والدتكِ الطهي؟!"
ارتفع جانب فمها بابتسامة سخرية مجيبة باقتضاب "لا لم تعلمني"
حيرته سخريتها ليسألها ثانية راغباً في إشباع فضوله حولها "لماذا؟"
رفعت عينين صارختين بالألم تستجديه التوقف عن الخوض في أي تفاصيل تخص حياتها وهي تجيب باقتضاب "لأن المطبخ ليس ضمن اهتماماتها"
استجاب لرجائها الصامت ليتساءل برقة "هل أعجبكِ الطعام؟"
هزت رأسها وهي تقول برقة "كثيراً.. أنت رائع هادي"
خفق قلبه بعنف ليلعن داخله بصمت وهو يرد عليها باهتمام فائق ورقة ودّ لو ضرب نفسه عليه "حسناً.. هل أحسب حسابكِ معنا كل يوم؟"
التفتت إليه سريعاً بلهفة وهي تقول باستغراب "ستفعلها لأجلي؟"
رد بصوت حاني "بالطبع"
نظرت له بامتنان وهي تبتسم ابتسامة ساحرة أظهرت أسنانها ناصعة البياض وهي تقول بصوت خلب لبه "هادي أنت الأروع على الإطلاق... شكراً كثيراً"
خطف بصره واستولى على عقله تلك الشعلة المتوهجة في عمق عينيها ليقترب منها على نحو خطير وهو يتساءل بعقل مغيب في ملكوت جمالها "عيناكِ مشعّة هل تنير في الظلام كعيون الهررة؟!"
تاهت في ملامحه القريبة منها وهي تهمس له بصوت خافت "هل تراني هرة هادي؟"
ما زال على قربه منها وقلبه يخفق بعنف بينما ضميره يصرخ به أن يبتعد فيجيبها بنبرة ذائبة "أجمل هرة بالوجود بيضاء رقيقة بعيون مشعّة.. هرتي المشعة"
شهقت بخجل ووجهها يصطبغ بحمرة قانية مبتعدة عنه ببطء وهي تهمس بصوت بالكاد يسمع "هادي ابتعد"
ابتعد عنها ببطء وهو يلتفت بوجهه بعيداً عنها يتحكم في خفقاته التي جنت بين ضلوعه.. رسم تكشيرة حانقة على وجهه وهو يلتفت إليها قائلاً بغلظة يداري بها ارتباكه "حسناً رهان أنهي فطوركِ وإياكِ أن تتأخري ثانية وإلا لن يعجبكِ ما سأفعله"
ثم غادر صافقاً الباب خلفه بعنف انتفضت له خارجة من غيمتها الوردية التي سكنت عينيها.. زفرت بعنف وهي تلتقط الملعقة وتأكل بغضب من ذلك الأحمق الذي يبرع في إيصالها لما بين النجوم وفي اللحظة ذاتها يلقي بها في جوف بركان ثائر.
***************



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-20, 10:15 PM   #49

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

تم نقل ناردين إلى غرفة خاصة بها بعد الاطمئنان عليها والتأكد من عدم وجود مضاعفات... امتلأت الغرفة بأفراد عائلتها جميعا الذين أتوا ما إن علموا بخبر إفاقتها.. جلست هنا بجانبها تقبل يدها السليمة ووجنتها وتحمد الله بلا توقف وتدعوه أن يحفظ أبناءها.. اقترب خالد منها وهو يربت على هنا بحنو "ابتعدي قليلاً حبيبتي"
أفسحت له الطريق ليتقدم من ابنته التي وضعت عينيها بعينيه التي رقت لها وهو يتفحصها باهتمام يهدئ خافقه أنها لا زالت بخير.. تتحدث إلى هنا بابتسامة هادئة وتمازحها بحنان لتزيل عنها روعها.. اقترب منها ليميل مقبلاً جبهتها بحب كبير وهو يحتضنها لصدره بحنان بالغ قائلاً بصوت دافئ نادم "أنا أسف حبيبتي حمداً لله على سلامتكِ"
كانت تترقب قدومه إليها منذ استيقاظها وهي لا تتوق إلا لعينيّ والدها الحنون.. عندما أبعد هنا عنها نظرت لعينيه لتجد دفئه وحبه بهما كما اعتادت وليست تلك النظرة الغاضبة التي ظلت تؤرق تفكيرها..
عندما احتضنها بحنانه الفريد والتي اعتقدت أنها قد نُفِيت منه لم تفكر مرتين وهي ترفع يدها السليمة تتعلق بقبة قميصه متمتمة بدموع نزلت بسخاء "كلا أنا الأسفة.. أنا أسفة لا تغضب مني بابا.. لا تغضب مني حبيبي"
همس بحنو بالغ وهو يربت على شعرها "هششش حبيبتي كيف أغضب منكِ وأنتِ قطعة مني.. أنا المخطئ في حقكِ مهما حدث لم يكن يجب عليّ فعل هذا"
أغمضت عينيها وهي تستكين في حضنه الآمن مجيبة بهمس "كلا بابا أنا هي المخطئة.."
قاطعها وهو يضمها إليه محترساً أن لا يصيب جروحها "لا حبيبتي الخطأ خطئي أنا.. مهما فعلتِ ما كان يجب عليّ -تنهد بحرارة وهو يقول بندم- لا أستطيع نطقها حتى ولا أعرف كيف تجرأت على فعلها.. اغفري لوالدكِ زلته حبيبتي"
هزت رأسها نفياً وهي تقول سريعاً "لا لا بابا لا تقول هذا رجاءً.. أنا ابنتك لك الحق أن تفعل بي ما تشاء لا تطلب السماح أبداً"
همّ خالد بالرد لتقول براء بصوت مازح "سأبكي الآن حقاً.. يكفي كل تلك الدراما"
ضحك خالد وهو يبتعد عن ابنته ينظر لها بمحبة ودمعة شاردة ضلت طريقها على وجنته.. رفعت يدها تمسحها وابتسامة نابعة من قلبها رسمت على وجهها ليقول بمزاح "حسناً بو لقد توقفنا ولكن هل سامحتني -التفت إلى ابنته ليقول ببسمة مازحة- ظلت تصرخ أنها لن تسامحني أبداً.. تحبكِ كثيراً تلك الفتاة"
اندفعت براء إليه بجنونها لتحتضنه بقوة قائلة "بالطبع سامحتك وأكيد أنا أحبها أليست أختي الصغرى!! ثم إنني سأعانقك بدلاً منها لأني أخاف أن أؤذيها"
ضحك الجميع من براءة براء وخالد يزيد من ضمها لقلبه وسيف يقول بعد انتهاء نوبة الضحك "لقد اكتشفنا أن حبنا لكِ كبيراً للغاية ناري حمداً لله على سلامتكِ حبيبتي"
زمجر إياد الذي كان يجلس بجانبه بخفوت وهو يلكزه في جانبه بغيرة.. نظر إليه سيف بتعجب ليكتم ضحكاته بصعوبة وهو ينتبه لما تفوه به بأخوة.. قاطعهم صوت ناردين الهادئ "سلمك الله سيفو وأنا أيضاً أحبك كثيراً"
نظر لها بحنق وهو من كان يتهرب من النظر إليها منذ خرجت من غرفة العناية.. ما زال يخجل كلما أعاد عليه عقله كلماته الجارحة لها ليجد ضحكة ماكرة تتلألأ في عينيها.. وابتسامة خبيثة تظهر على جانب فمها ليخفق قلبه بعدم فهم هل ترد على اعترافه بطريقة ملتوية.. يا إلهي كم هي مجنونة وحلوة تلك الفتاة التي يصادف أنها حبيبته الغالية.
همست هنا بحيرة وهي تنظر إلى لمار غير منتبهة للعبة العشاق بجانبها "ألم تقولوا أن فخدها مكسور إذا لماذا ليس مجبر؟!"
أجابت لمار بعملية باهتة قليلاً "نعم هنا هو مكسور ولكن ذلك النوع من الكسور لا يحتاج إلى تجبير.. لقد أضفنا مسمار نخاعي ليلحم جزئيّ العظمة المكسورة.. وما إن يلتئم سنرى إذا ما كانت تحتاج إلى عملية لإزالة المسمار أما سيبقى معها دائماً.. هي فقط لن تستطيع الحركة طيلة تلك المدة"
همست ناردين بصدمة "لا أستطيع الحركة مطلقاً ولا حتى على عكاز"
ردت لمار بشفقة وحزن على حال صغيرتها "كلا حبيبتي لا تستطيعين الضغط عليها.. مسموح لكِ فقط باستخدام الكرسي المدولب"
رفعت ناردين رأسها ببطء وهي تقول بقوة مثيرة للإعجاب "حسناً يظل أفضل من عدم الحركة نهائياً"
ابتسمت سما بإعجاب وهي تتمنى لو تتملك بعضاً من قوة صديقتها متسائلة بوجل "كيف حدث هذا ناري؟!"
رفعت ناري عينيها لها بتساؤل.. لتعيد مقصدها بشكل أوضح "كيف سقطتِ؟!"
ابتسمت ناردين ببهوت قائلة بصوت هامس وكأنها تخبرها بنشرة الأخبار أو أن ذلك الحادث لا يخصها هي "لا أعلم كنت أفكر وأنا مستندة على حافة الشرفة وبعدها شعرت بدوار عنيف ولكي أدعم نفسي كي لا أقع.. اندفعت للخلف ولكن يبدو أن العكس هو ما حدث وأنا اندفعت للأمام أي بدل من أنقذ نفسي.. ساعدت على سقوطها من الممكن أني لو بقيت مكاني ما كان ليحدث هذا ولكن لا تنفع تلك اللو الآن"
هزت نيرة رأسها بحزن "لا يهم ما حدث... ما يهم أنكِ بخير الآن"
ربت أيهم على كتف خالد وهو يقول بأمر لا رجعة عنه "خذ زوجتك وعد للمنزل خالد كلاكما مرهقان وبحاجة للراحة"
هم خالد بالاعتراض لترد يقين بحنان "نعم بابا ولا تقلق على ناردين هي بخير حالياً ومثل القرد أيضاً لا شيء يغلبها على الإطلاق"
هز خالد رأسه ليودع ابنته ويأخذ زوجته ويغادر بعد أصعب ليلة مرت عليهما بحياته.. قالت يقين بعد مراقبة مغادرة والدها بإرهاق "أنا أيضاً متعبة هيا يزن لنغادر"
رد يزن بصوت حاني "سنبقى مع تلك الشقية قليلاً ونغادر بعدها.. أليس كذلك حبيبتي؟"
ضحكت يقين وناردين ترد بصوت ضاحك "يزن خذ حبيبتك التي تأكل أرز باللبن مع الملائكة الآن وغادر"
التفت يزن لزوجته التي تسند رأسها على كتف والدها وقد غرقت في نوم عميق ليبتسم بيأس وهو يرد على يقين "حسناً سأوقظها ونذهب"
غادر يزن بعد أن أيقظ زوجته بصعوبة واصطحب معهما يقين التي لم تستطع النوم بالأمس من شدة قلقها.. تقدم عمر من ناردين قائلاً بحب "حمداً لله على سلامتكِ يا صغيرتي لقد أخفتنا كثيراً.. سنغادر أنا وعمتكِ وسنترك لكِ سما حسناً؟"
ابتسمت ناردين وهي ترد برفعة حاجب مازحة "سما تكفيني وتزيد عمورة لا تخف لن آكلها.. غادر وأنت مطمئن ولكن عندما تعود غداً أحضر معك التوأم لقد اشتقت لهما"
مال عمر يقبل جبهتها ثم أفسح الطريق لزوجته لتعانقها بحنان ويأخذها مغادراً.. بينما وقف أيهم ليقبل وجنتها وهو يقول بحنانه المعهود "أوقفتِ قلب عمكِ العجوز من الرعب يا حبيبته"
ابتسمت في وجهه وهي تقول بأسف "حبيبي أنا أسفة كثيراً"
رد بصوت حاني "لا عليكِ حبيبتي أنا مضطر للمغادرة الآن... هيا سيف كي لا نتأخر على التدريبات"
اتجه هو وسيف للمغادرة لتنادي ناردين سيف بصوت خافت قائلة باعتذار صادق "آسفة سيف لقد تأجلت خطبتك بسببي"
رد سيف باستنكار "ما هذا الكلام الفارغ.. أنا لن أرد عليكِ سأغادر قبل أن يعلقني الكابتن"
قبل أن ترد ناردين ارتفع صوت أيهم منادياً بحزم "هيا سيف"
لوح بيده مغادراً وقد اعتذرت نيرة ولمار للذهاب لمتابعة عملهما.. فبقي ماهر وسما وإياد الذي راقب ماهر تهربه من النظر لناردين طيلة الوقت هو يعرف تلك النظرات جيداً.. فهو الشيء الذي التقطه إياد منه نظراته الخجلة عندما يقوم بفعل خاطئ.. فآثر أن يمنحهما وقت بمفردهما لذلك اقترح على سما الذهاب معه لمقهى المشفى "سما هيا لنشرب شيئاً وأنت إياد ابقى مع ابنة عمك قليلاً"
ما إن غادر ماهر وسما حتى سألته ناردين مباشرة "إياد لماذا تتهرب مني هكذا؟!"
هز رأسه نافياً ما تقوله وهو يزيغ بعينيه بكل الأرجاء كي لا تلتقي خاصتها "أنا لا أفعل ناردين"
ضحكت ناردين باستهزاء وهي ترد بسخرية "نعم أنا أرى ذلك.. فها أنت تجلس بعيداً ولا تنظر إلى عينيّ.. أخبرني إياد هل أنت خجل من اعترافك لي في الغرفة صباحاً؟!"
التفت إليها بحدة وهو يهب واقفاً على قدميه قائلاً بغضب "كيف تفكرين بالله عليكِ.. ما حدث صباحاً وما قلته لكِ كنت لأجن لو لم تعرفيه.. ولكن يظل سراً بيننا كي لا أخسر حياتي كل ما في الأمر أني...."
همست تحثه أن يكمل "أنك ماذا؟!"
أخفض عينيه بخجل وهو يقول بصوت مذنب نادم "صبيحة الحادث ما قلته لكِ كان رهيباً وبغيضاً.. بحق الله كيف سولت نفسي لي فعلها!"
رفعت عينيها إليه بثبات لتقول بقوة "لا تخفض عينيك لأحد إياد.. وبالنسبة لما حدث فالخطأ مشترك أنا.. إممم حسناً تماديت قليلاً كنت متوترة فزدتها.. وبالمقابل كان ذلك رد فعل طبيعي"
همس بحنق "هل جننتِ يا فتاة هل ذلك رد فعل طبيعي؟ هل دعائي عليكِ شيء طبيعي؟!"
هزت كتفها بلامبالاة وهي تجيبه بثباتها العجيب "نعم للسؤال الأول فطبيعة شخصيتك تفرض عليك هذا الرد.. ولا للسؤال الثاني لأنك لم تدعو كما تدّعي مجرد كلمات عابرة.. اعترف أنها آلمتني في وقتها ولكن بعد ذلك انمحت من عقلي كأغلب شجاراتنا"
"بهذه البساطة؟!"
زفرت بسخط وهي تقول بغيظ "نعم إياد بتلك البساطة.. انسى الموضوع فلقد نسيته وانتهى الأمر"
نظر لها بغضب قبل أن ترق نظراته سائلاً بحب لمسها بعمق قلبها "كيف تشعرين الآن؟!"
ردت بهدوء وهي تريح رأسها للخلف "لا أخفيك سراً أنا بخير ولكن ليس تماما.. ما زلت لم أستوعب أمر عدم الحركة هذا ولكن ما باليد حيلة"
حجم يده كي لا تهرع وتربت على كفها.. وأبتعد للخلف عدة خطوات كي لا يقوم بفعلته الحمقاء التي فعلها صباحاً والتي يتوق لها كثيراً.. تحت أنظارها المتسلية بما يفعله وبتأثيرها عليه وهي لم تداري استمتاعها عنه مما دفعه للقول بفظاظة "لن يدوم الأمر طويلاً"
انطلقت ضحكتها قوية وهي تقول من بينها "هل نعقد هدنة لإيقاف شجاراتنا ليس من العدل أن نتشاجر ونحن لسنا بنفس القوة"
مد يده ببادرة سلام وهو يقول بفكاهة "إلى أن تستعيدي عافيتكِ وبعدها نستكمل شجارنا"
وضعت يدها بكفه التي شدد عليها بحنو "اتفقنا"
بتلك اللحظة دلفت سما وهي تعقد حاجبيها بارتياب وتقول بتوجس "ماذا يحدث هنا؟!"
التفت إليها إياد قائلاً بمرح "كنا نعقد هدنة.. أين عمي؟"
أجابت وهي تدلف للداخل مجيبة بصراحة "اتصل به أحد العمال من المطعم ويبدو أن هناك مشكلة فغادر إليهم"
ردت ناردين بحيرة "أي مطعم؟!"
رفع إياد حاجبه بسخرية وهو يرد بحنق "أي مطعم!! المطعم الذي يمتلكه مع والدينا.. هل أثرت السقطة على ذاكرتكِ.. ولكن كيف غادر ليس معه سيارته؟"
ضربت سما جبهتها بيدها قائلة بغباء "لقد بعثني كي أخبرك أنه ينتظرك بالأسفل "
صرخ إياد وهو يغادر سريعاً "ماذا؟؟ سيقتلني عندما أنزل لأنني تأخرت عليه.. منكِ لله يا سما"
***************



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-20, 10:16 PM   #50

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

راقبت سما خروجه لتنفجر هي وناردين ضاحكتين بصخب بعد إغلاقه للباب.. اقتربت سما لتجلس بجانبها على حافة السرير وهي تلتقط طبق من الفواكه تقطعه لها كي تطعمها.. التقطت منها ناردين قطع الفواكه دون تذمر لتقول فجأة "قفي سما"
تعجبت سما لتهب واقفة وهي تضع يدها بخصرها قائلة بتحفز "ماذا الآن هل سنكمل محاضرة الأمس؟"
لم ترد عليها ناردين وهي ترى ما ترتديه سما ويذكرها بابنة عمتها التي تعرفها.. كانت ترتدي بنطال أسود جلد يحدد ساقيها برشاقة.. يعلوها بلوزة كحلية اللون تتعدى خصرها بقليل وعليها جاكيت جينز من اللون الأخضر الغامق.. بالكاد يصل لخصرها وقد تركت أزراره مفتوحة مما أعطاها مظهرا جذابا.. وكما العادة تلف وشاحا اخضر فاتح حول رقبتها ولكنه كان مناسب ومشرق جداً.. جعلها فاتنة للغاية لهذا بدا سيف مذهولاً ومأخوذاً بها اليوم.. تغاضت عن كلماتها التي وخزت ضميرها بعنف قائلة بحنين "تبدين رائعة بهذه الملابس لم ترتدي مثلها منذ زمن طويل!"
عادت سما تجلس بجانبها وهي تقول ببسمة صافية "نعم حين كنا نتشارك نفس الذوق في اختيار حاجياتنا.. لقد ارتديتهم لأجلكِ اليوم"
ابتسمت ناردين بحزن وهي تشرد بعينيها لكزتها سما بخفوت وهي تقول بذهول "ماذا حدث لكِ الآن؟!"
نظرت لها ناردين قليلاً بتفكير لترفع جسدها محاولة الجلوس فتتأوه بخفوت.. ساعدتها سما على الاستلقاء بشكل مريح وهي تجلس أمامها.. مدت ناردين يدها تمسك يد سما وهي تبوح بما في داخلها لصديقة روحها التي تعبت من شجارهما سوياً وتتمنى استعادتها ثانية "عندما صفعني بابا ذهبت غاضبة لغرفتي ليس منه ولكن منكِ وحملتكِ الذنب كله.. وعندما ضاق صدري من أفكاري الكئيبة حينها خرجت إلى الشرفة المطلة على الحديقة.. ورأيت أبي وأعمامي جالسين سوياً.. في ذلك الوقت خفق قلبي بجموح وأنا أقارن كل ما فعلته معكِ بما يفعله أبي وأعمامي.. وكيف أنهم لا تجمعهم أيّ قرابة ولكن صداقتهم أقوى من علاقات الدم في عائلات كثيرة.. كيف يساندون بعضهم في كل وقت وفي أيّ أزمة.. لأكتشف أني أسوأ نموذج للصداقة ففي الوقت الذي كنتِ بحاجة إليّ فيه.. كنت أول من قام بهدمكِ وزعزعة ثقتكِ بنفسكِ.. صدقيني سما لم أنظر لذلك الأمر من هذا المنظور قبلاً.. ولكن بعد صفعة بابا كان الأمر حقاً بمثابة صفعة إفاقة تمنيت لو أني حصلت عليها منذ زمن.. لم أقصد سوءاً من كلماتي الجارحة لكِ كل ما أردته..."
وصمتت ناردين لتلتقط أنفاسها فحثتها سما بعينين دامعتين وصوت باكي "ما الذي أردته ناردين؟!"
ابتلعت ناردين ريقها بصعوبة وهي تقول بصوت خافت معترفة بخطئها الكبير "عندما كنا أطفالاً لم تسمحي لأحد بالتجاوز معكِ بحرف ودائماً ما كانت لكِ مقدرة مدهشة على ردع من تسول له نفسه جرحكِ بكلمة بسيطة.. ففكرت أن أنتهج تلك الطريقة وأساعدكِ بها فعندما توقفيني عند حدي.. سترين بنفسكِ أي قوة تمتلكيها ولكن هذا لم يحدث أبداً.. وبمرور السنوات زدت إصراراً على إثبات أن طريقتي صحيحة وتماديت في أذيتكِ.. لأكتشف في نهاية المطاف أني لم أفعل شيء غير المساهمة في تدمير ثقتكِ بنفسكِ ونسف عزيمتكِ.. أنا آسفة لقد أردت لكِ الخير وحدث العكس"
نزعت سما يدها منها بعنف وهي تهب واقفة بغضب وتصيح بجنون "انظري إلى هذا الكيان الباهت الذي ساهمتِ في تدميره"
أشاحت ناردين عينيها بعيداً في ندم لتجذب سما وجهها بعنف وهي تقول بغضب "انظري جيداً ناردين وافتخري بنفسكِ بعد أن دمرتِ ابنة عمتكِ وصديقتكِ المقربة"
تركتها واتجهت إلى باب الغرفة صرخت ناردين منادية باسمها "سما إلى أين؟!"
نظرت إليها سما بحزن لتقول بصوت معذب "ليتكِ ما قلتِ شيء.. أكثر ما أتمناه بهذه اللحظة أن ذلك الاعتراف لم يحدث من الأساس.. لقد دمرتِ آخر خيط في صداقتنا"
همست ناردين بترجي "لا تقولي هذا سما.. رجاءً لا تذهبي"
أشاحت بعينيها وهي تستعد للمغادرة "بحاجة إلى أن أبقى بمفردي قليلاً"
غادرت سما لترجع ناردين عينيها للخلف بحزن وهي تسمح لدموع تحرق جفنيها تطالبها بالتحرر أن تغادر معقلها.. تعلم أن دموعها غالية ولا تذرفها هكذا هباء.. ولكن تلك سما رفيقتها التي اكتشفت الآن أنها تخلت عنها وساعدت في نمو بؤسها وعزلتها عن العالم.. فقط لتعود صداقتهما وستتبع نهج صحيح معها هذه المرة.. لا تعرف حقاً ماذا ستفعل ولكن لتعود سما وستجد تلك الطريقة.. هذه المرة ستصلح خطأها وتساعد رفيقتها بطريقة سليمة..
لم تمر سوى عشر دقائق أو أقل وكان الباب يفتح وتدلف منه سما بصمت.. وجهها نظيف من دموعها يبدو أنها كانت بدورة المياه.. لتجلس جانبها بصمت تلتقط طبق الفواكه وهي تضع قطعة بفم ناردين رغماً عنها.. لمع المكر بعيني ناردين وهي تقول بخبث "لماذا عدتِ سما؟!"
لوت سما شفتيها بامتعاض قائلة وهي تحشر قطعة أخرى بفمها "لقد غادر الجميع ولا يوجد غيري للاعتناء بكِ"
رفعت ناردين حاجبها بسخرية وهي تقول باستهزاء "يمكنني الاتصال بماما نيرة أو ماما لمار وسيبعثون بممرضة خاصة لتبقى معي.. إذاً ما السبب حقاً؟"
ردت سما بحنق من نفسها قبل أن يكون من ناردين وهي تضع قطعة أخرى بفمها بغضب "لأني متخلفة لا أقوى على خصامكِ"
ابتسمت ناردين بفرحة قائلة "وماذا عن الخطبة العصماء التي ألقيتها منذ قليل؟!"
ردت سما وهي تنظر إليها بنصف عين "هسيس أحلام"
نظرتا لبعضهما قليلاً قبل أن تنفجرا سوياً في ضحكات طويلة وناردين تقول ببهجة "عانقيني ولكن برفق"
احتضنتها سما برفق وهي تحاول الابتعاد عن جروحها قدر الإمكان.. لترفع ناردين يدها اليمنى تشدد بها من احتضان سما لها.. وهما يعيدان مد أواصر صداقة لن يستطيع الزمان كسرها أبدا.
****************



بقية الفصل على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t474767-6.html


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:26 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.