آخر 10 مشاركات
236 - خطايا بريئة - آن ميثر (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          زوجة اليوناني المشتراه (7) للكاتبة: Helen Bianchin..*كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          216 - قيود من رماد - ليز فيلدينغ -أحلام جديدة (الكاتـب : monaaa - )           »          202- لن تعيده الاشواق - لي ويلكنسون (الكاتـب : Gege86 - )           »          343 - جزيرة الحب - جانيت هامبتون - م.د ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          246 - عروس تنتظر الدموع - جانيل دينسون (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          341 - خيانة حب - كاي هوجز - م.د** (الكاتـب : عنووود - )           »          18- الدوامة - شارلوت لامب (الكاتـب : فرح - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-12-20, 06:30 PM   #1

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي جوري (1) .. سلسلة في كل فصل نبضة *مميزة ومكتملة*






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



انا الكاتبة فاتن منصور كاتبة مازلت في بداية الطريق نحو عالم الكتابة الشيق

سبق ونشرت هنا في المنتدى

نوفيلا❤ قلبي كان القربان ❤







اسمحوا لي أن أكون معاكم مجدداً في رحلة جديدة مع نوفيلات فصول السنة الي تشمل اربع نوفيلات عن الفصول الأربع
الخريف والشتاء والربيع والصيف
من سلسلة
في كل فصل نبضة
بإذن الله حنزل أربع نوفيلات كل نوفيلا عن فصل من فصول السنة
بقصص أربع فتيات
القصص منفصلة ومتصلة بذات الوقت
اتمنى انهم ينالوا اعجابكم
والبداية حتكون مع نوفيلا فصل الخريف
🍁🍁جوري 🍁🍁





روابط الفصول

الفصل الأول .. المشاركة التالية
الفصل الثاني .. بالأسفل
الفصل الثالث .. بالأسفل

الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس والأخير



ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 24-02-21 الساعة 11:48 AM
فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-20, 06:36 PM   #2

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي

#سلسلة_في_كل_فصل_نبضة
#نوفيلا_جوري
#الفصل_الأول

حين يتحدثون عن جمال الصدف
سأتحدث عن يوم جمعني بك
نزار قباني
....
خرج تيم من الباب الحديدي الكبير لمدخل العمارة السكنية التي يقطنها
نظر حوله يحاول أن يتبين طقس اليوم .. حسنا ليس هناك لسعة برد كالبارحة وإنما الجو ينبئه أنه سينعم بالدفء قليلاً
نظر نحو السماء لتظهر له صافية غير ملبدة بغيوم الخريف ، فقط بضعة غيمات متفرقة ،
وقبل أن يخطو خطوة أخرى نحو الشارع، عاد صوت محدثه على الهاتف ، و الذي يصله عبر السماعات التي سبق و وضعها بأذنه يعلو :

_ تيم ،هل مازلت معي؟

قلب تيم عينيه بملل ، وهو يجيب صديقه :

_ معك …للمرة التي لا أعلم عددها ، أخبرك أن توافق على ما تقوله لك والدتك ، وحاول أن تطيب خاطرها هذه المرة.

عاد صديقه يقول :

_ستغضب مني حتما ً ، إن علمت برفضي المسبق للأمر يا تيم

قال تيم مجيباً له :

_كلا لن تغضب ، إنها تحبك و ستسامحك

استمع تيم لمحدثه وهو ينزل الدرجات الحجرية التي تصل بين بوابة العمارة والشارع
على جانبيها زرعت أشجار عملاقة تحجب أشعة الشمس صيفاً ، وتشكل مظلة ضد المطر نوعاً ما شتاء ، لا يصيبها أي إصفرار ، بعكس تلك الأشجار التي زرعت على جانبي الشارع الذي يوجد فيه منزله .
خطا نحو الرصيف ، ومازال يستمع بصبر لصديقه الذي اتصل به منذ الصباح ، يشكو له خصاماً نشب بينه وبين والدته، حول موضوع زواجه الذي تراه والدته قد تأخر كثيراً
قال له مجدداً :

_صهيب ياعزيزي للمرة العاشرة أخبرك بما يجب عليك فعله ولكنك تتجاهل ما أقوله لك، حاول أن توافق على الأمر وتقبل مشورتها ، و اذهب لمقابلة الفتاة فربما وجدت بداخلك قبولاً لها .

قال صهيب بغضب :

_هل أصبحت توافق على هذه الطريقة من الزواج ، ثم أنت تعلم سبب امتناعي عن هكذا ارتباط ؟

بنفاذ صبر أجابه تيم :

_ كلا أنا لست مع هذه الطريقة بالزواج ، ولكن والدتك مصرة فماذا تفعل أخبرني؟

كان يسير الهوينى يلاعب بحذائه أوراق الشجر الصفراء التي تناثرت على الأرض، بعد أن قام بربط أطراف كنزته الصوفية حول كتفيه فوق قميص أسود اللون تحسباً لتغير الطقس المفاجئ
توقف قليلاً يضع يديه على خصره ، متنهداً بملل ،يبدو للناظر إليه شخصا مجنوناً يكلم نفسه :

_صهيب … أرجوك إنه يوم عطلة ، وأنا مضطر لمغادرة فراشي الدافئ ، وترك حاسوبي العزيز لاذهب و أرضي تقلبات مزاج شقيقتي التي أصرت على دعوتي على الفطور، و إلا فإنها سوف تخاصمني شهراً كاملاً ، وانت تحدثني عن مشكلتك هذه، والدتك معها حق بغضبها منك ، من هذا الذي يربط نفسه بفتاة قابلها مرة واحدة فقط، لا يعلم حتى اسمها .. أخبرني ؟
صهيب لن أكرر لك كلامي ، حاول هذه المرة وبعدها نتكلم ، ما إن تعود من تلك المقابلة ، اتصل بي وستجدني لديك لنتحدث أما الآن فيجب علي أن أذهب لشقيقتي ، وداعا.

أنهى الإتصال مع صديقه متأففاً منه ، ومن هذا الصباح الذي اضطر فيه للخروج
ربما ليس الوقت مبكراً ، ولكنه يوم العطلة، فكيف تطلب منه شقيقته أن يغادر المنزل في هذا الوقت ، وهي تعلم حبه للكسل يوم العطلة
أدار الموسيقا في هاتفه ، وسماعات الهاتف مازالت موضوعه في أذنه ، وعاد يتحرك نحو وجهته، أغمض عينيه بإنتشاء حين هبت تلك النسمة الخريفية ، فتحركت معها أوراق الأشجار المنثورة على الأرض ترسم لوحات فنية مختلفة يطغى عليها اللون الأصفر والبني ، ليفاجأ بمن يصطدم به
(إنها كتلة ناعمة ) هذا أول ماخطر على باله وهو يفتح عينيه متفاجئا من هذا الاصطدام

_ آسفة .. أعتذر لم أقصد الإصطدام بك

كانت قد نزلت أرضا تلملم أشياءها فلم يتبين ملامحها ، فقط قبعة صوفية بيضاء اللون مزينة بفصوص لؤلؤية اللون ، يظهر من أسفلها شعر معقود كجدائل متداخلة بعضها ببعض ، تصل إلى أسفل كتفيها ، بطريقة جذبت نظره
نزل بجانبها يساعدها على جمع الأكياس دون أن ينظر نحوها ، سمعها تحمد الله أن محتوى تلك الأكياس لم يتناثر على الأرض
استطاع أن يشم الرائحة الذكية التي تفوح من الأكياس إنه طعام .. فطائر محشوة ، إنه يميز رائحتها على بعد أمتار
أخذت منه الكيسين اللذين أخذهما عن الارض دون أن تنظر نحوه هامسة بالشكر، فوقف بجانبها يلاحظ أنها حتى هذه اللحظة لم تنظر نحوه ، وإنما كانت منهمكة بإمساك الأكياس بشكل جيد ،
أراد الحديث ليفاجأ بصوتها الحاد الغاضب :

_ الذنب ذنبك ..

توسعت عيناه بصدمة ، هل تقصده ، لكن لا مهلاً ، يبدو أنها تحدث أحداً ما عبر سماعات الهاتف ، استمع لها تكمل بصوتها الغاضب:

_اخبرتك أن تأتي لتقليني لكنك بكل غباء أصررتي أن أتيك بنفسي … مئة مرة أخبرتك أنني لا أعرف هذا الحي .

كان مازال واقفا متأملاً لها حين ارتفع وجهها قليلاً بحيث استطاع أن يتبين ملامحها
وجنتيها اللتين اكتسبتا لونا زهريا بفعل غضبها وبرودة الجو ، وعينيها اللتان تختفيان خلف نظارة طبية تزيد جمال وجهها جمالاً
منذ متى أصبح يتأمل الفتيات هكذا ، ولكن هذه الفتاة ، إنها مختلفة عن جميع الفتيات
ران نظره نحو شفتيها وهو يراها تضغط عليهما بأسنانها غاضبة تستمع لمحدثتها على الهاتف عبر سماعات الأذن .. ثم عادت لتحررهما وهي تتحدث بذات الغضب

_ ارسلي الإحداثيات الصحيحة وإلا عدت أدراجي اقسم بهذا .. اتضحكين يا حلا

أغمض عينيها ثم فتحتهما ، وكأنها تحاول استعادة هدوئها :

_أعلم أنني من عرضت القدوم والمساعدة ..حسناً ، آسفة لغضبي هذا .. ولكني أكره السير بمكان لا أعرفه وأنت أكثر من يعلم هذا ، وأنا كذلك بكل غباء قررت القدوم سيراً على الأقدام لأتنعم بهواء الخريف

كطفلة تلفظت بها تبرر غضبها ..
التفتت نحوه فجأة ، لتتوسع عيناها بصدمة وهي تراه مازال واقفاً قربها بإبتسامة خفيفة
نقلت عيناها عليه من حذاءه حتى رأسه وكأنها تقيمه، ثم انهت حديثها مع صديقتها على الهاتف قائلة :

_ انتظر الإحداثيات الصحيحة … إلى اللقاء

أشارت له بهزة من رأسها أن ماذا ، فقلدها بالحركة ذاتها ، مما زاد غضبها لتقول محاولة ضبط اعصابها لأبعد حد تشير نحو نفسها ثم نحوه :

_ هل نحن نعرف بعضنا لتقف بقربي هكذا تنظر إلي بهذا الشكل ؟

اشار لها بالنفي ، وهو يحاول كبت ابتسامته من منظرها الغاضب فقالت هي مكملة :

_اذا مالذي تفعله هنا بجانبي، تتلصص على حديثي دون ذرة خجل واحدة من قبلك ؟

تراجع نحو الخلف متفاجئاً من هجومها وقسوة كلماتها ، ولكن هل اعتقد يوما أن النساء حين يغضبن يفقدن جمالهن .. إذن هو مخطئ لا محالة، وعليه تصحيح هذه المعلومة … إن الغضب زاد من جمالها أضعافاً ، وخصلات غرتها الظاهرة من تحت القبعة ترفرف حول وجهها
، استعاد هدوءه وهو يجيبها :

_ عذراً منك ، أنا لم اقصد التلصص وليس من عادتي أن استمع لأحاديث الآخرين .. كل ماهنالك أنني أردت أن أعلم إن كنت بحاجة للمساعدة ، و أنا أراك غريبة عن هذه المنطقة .

_ وهل تعرف كل فتيات المنطقة لتقرر إن كنت غريبة ام لا ؟

بهجوم مماثل لهجومها الأول خاطبته ، وهذه المرة أيضا فاجأته بلهجتها الحادة ، ولكنه سرعان ماعاد لابتسامته التي أثارت غيظها وهو يقول:

_ كلا لا أعرفهن ، ولكن ما إن هممت بالإبتعاد نحو وجهتي ، حتى سمعت حديثك مع صديقتك فعرفت أنك غريبة عن هذه المنطقة وتائهة .

احست بالحرج وزاد لون وجنتيها احمراراً، وهي تسمع جوابه، فرفعت كف يدها الخالية من الحمولة تحك رأسها ، وهي تقول بخجل من تصرفها معه :

_آسفة .. انا لست هجومية عادة ولكن إن هذا اليوم يسير بشكل غريب منذ الصباح .

وضعت الأكياس بهدوء من يدها على الأرض ، ثم عادت تنظر إليه بعينين متأسفتين سرقتا نبضة من قلبه دون أن يشعر وهي تقول :

_ مادمت من ساكني هذه المنطقة ، هل تعلم أين يوجد هذا العنوان ؟

ومدت يدها بهاتفها ، فأخذه منها يشاهد الإحداثيات ثم أعاده لها وهو يقول:

_ إنه على بعد شارع من هنا .. هيا بنا

أرادت حمل الأكياس ، لكنه بلباقة سارع لحملها عنها ، فحاولت الإعتراض لكنه قال :

_ لاتريدين أن يتهمني الناس بالعنصرية ضد النساء ، وهم يرونك تسيرين بقربي تحملين هذه الاكياس بينما أنا لا … ستكون سابقة خطيرة بحقي وأنت لاتريدين هذا لي .

ابتسمت من أسلوبه ، لكنها سرعان ما كبحت ابتسامتها وعادت لجديتها ، وهي تجيبه:

_حسناً كما تشاء

عاد هاتفها يرن ، فأجابت وهي تسير خلفه بخطوة ، تنظر لظهره :

_ قاربت على الوصول، لا داعي للقلق ،كلا لن أتوه هذه المرة إلى اللقاء .

عادت تنظر نحوه لن تنكر أنها توقعت أن يكون متطفلاً ، سيصدع رأسها بثرثرته معها طول الطريق ، لكنه فاجأها بصمته
لذلك ابعدت نظراتها عنه ، وأخذت تحدد المكان الذي تسير به بعلامات مميزة في حال قدومها مرة أخرى لوحدها.
توقفت خطواتها حين توقفت خطواته وهو يشير بيده نحو المنزل الذي تقصده :

_ هذا هو العنوان الذي تقصدينه

أخذت منه الأكياس شاكرة وهي تقول :

_ إعذرني مرة أخرى إن كنت أزعجتك ، أنا لست سريعة الغضب عادة .

اومأ برأسه وهو يجيب بلباقة :

_ لابأس .. فطوراً شهيا لك ولصديقتك

هزت رأسها شاكرة ثم اتجهت تعبر الحديقة الصغيرة نحو باب المنزل
بينما هو استدار مبتعداً يدندن بلحن ما … لكن أفكاره عادت إليها وهو يهمس:

_ لأول مرة تحدثني فتاة و وجهها تقريباً مقابل لوجهي ، إنها تمتلك طولاً مميزاً يزيدها جاذبية وجمالاً

…….

رنين الجرس المتواصل أنبأها أن شقيقها قد وصل أخيراً
تحركت نحو الباب تفتحه ، لتتعلق بعنقه كطفلة صغيرة بحركة مفاجئة منها ،ضمها له ، ثم خطا نحو الداخل يغلق الباب خلفه ابتعدت عنه هامسة بعتب:

_ كيف استطعت أن تبقى أسبوعاً كاملاً دون أن تزورني ولو لمرة واحدة ؟

اقترب يأخذ وجهها بين كفيه ، هامساً بحنان وهو يعلم ما تعانيه شقيقته هذه الأيام :

_ لم أزرك هذا صحيح ، ولكني كل يوم أحدثك عبر تطبيقات الهاتف المختلفة ، أم تراك نسيتي ذلك ؟

أبعدت يديه بطفولية ، ثم ادارت ظهرها له ، وهي تقول بصوت غاضب :

_ أنا شقيقتك الوحيدة ، وأنت لا تهتم لأمري ،و تتركني دون زيارة لمدة أسبوع كامل

ضمها إليه ظهرها ملاصق لصدره ، و أسند ذقنه على قمة رأسها قائلاً وهو يتمايل بها :

_ أنت قطعة من قلبي ، فحتى لو لم آت لزيارتك ، فأنت في قلبي يا صغيرتي.

أغمضت عينيها تنعم بأمانه وحنانه الذي يغدقه عليها، لتجفل على صوت زوجها قائلاً ، وهو يدعي الغضب:

_ ابتعد عن زوجتي يا تيم

لكن تيم راقص عينيه وهو يزيد ضمها إليه قائلا بمكر :

_ إنها شقيقتي قبل أن تكون زوجتك ، بل إنها تحبني أكثر منك ، أليس كذلك وردتي ؟

تعمد تلفظ إسم الدلال الخاص الذي يطلقه عليها زوجها ، ليزيد بإغاظته ، لكن ورد همهمت قائلة بحب :

_ أحبكما معاً ، أنت شقيقي ، وهو زوجي ومالك قلبي

بينما قال زوجها ، وهو يرفع سبابه يده محركاً إياها بتحذير :

_ لا تناديها وردتي…

ضحك تيم وهو يبعدها عنه نحو زوجها، ليأخذها زوجها بين ذراعيه، وإبتسامتها زادت وهي تعيش كل هذا الحب والدلال مع أكثر شخصين تحبهما في هذه الحياة

_ خذ وردتك وأنا لي الله …

قالها تيم بضحك ، ثم دخل نحو الصالة يرمي بجسده على الأريكة بتعب ، فاقتربت ورد منه قائلة

_ لم تأخرت نحن ننتظرك منذ نصف ساعة

قال تيم وهو يضع هاتفه على الطاولة أمامه

_ لقد أتيتك سيراً على الأقدام ، أردت الإستمتاع بجمال الطقس خارجاً ، والآن هيا أنا أتضور جوعاً ، أين الفطور المميز الذي وعدتني به

اقترب منه جود زوج ورد يلكزه بسبابته على كتفه قائلا بلهجة آمرة :

_ هيا … أنا وأنت سنضع الإفطار، لأن ورد إجازة اليوم ، أنا وعدتها بيوم دلال كامل

أغمض عينيه، وهو يسند رأسه لظهر الأريكة قائلاً بتذمر :

_ إن كنت تريد تدليلها ، ما ذنبي أنا لتورطني بهذا الأمر .

قال جود وهو يبتعد عنه نحو المطبخ :

_ كفاك نحيبا هيا .. أنت شقيقها ووجب عليك تدليلها كذلك

عبس تيم قائلاً وهو يلاحق زوج شقيقته بأنظاره :

_ منذ قليل كنت تود طردي بسبب غيرتك عليها ،والآن تخبرني أني شقيقها وتود مني مساعدتك في المطبخ بحجة تدليلها

أتاه صوت جود الآمر بمزاح :

_هيا وكفاك تذمراً ، وإلا سيكون جلي الصحون من نصيبك

_امري لله ، قادم

قالها تيم وهو يستقيم واقفاً ، متجهاً خلف صهره نحو المطبخ، ترافقه ضحكات ورد المستمتعة بمشاحناتهما ،
بدأ معه العمل بتحضير الفطور ، أنواع متعددة من الأطباق ،معظمها مما تفضله شقيقته ورد ، قال جود وهو يحضر طبق البيض باللحم لزوجته :

_ إن ورد لا تستطيع تناول الطعام إن قامت هي بتحضيره ، أتمنى أن تمر شهور حملها على خير

كان تيم يقطع حبات الطماطم ، ويرصها في الطبق ، ترك ما بيده وهو يشعر بالقلق من نبرة صوت زوج شقيقته فسأله :

_ هل استشرت الطبيبة حول هذا الأمر ، هل هناك ما لا أعلمه ياجود ؟

نظر له جود وقد استشعر ماتسبب به من قلق لشقيق زوجته ، فقال وهو يهز رأسه بنفي:

_ كلا إنها بخير ، لكنك تعرف أنها تعاني من فقر دم حاد ، لذلك أخاف عليها دائماً من أي انتكاسة قد تصيبها لاسمح الله .

ربت على كتف صهره بدعم وهو أكثر منه حاجة إليه ،ورد ليست شقيقته وحسب ،بل هي صديقته ومدللته الصغيرة ، قال محاولاً تخفيف الأمر :

_ إنها قوية ، وطالما أنك تتابع مع طبيبتها بإستمرار فبإذن الله ستمر شهور حملها بخير ، ثم معظم السيدات يتعبن بهذا الشكل في بداية حملهن

سأله جود ممازحا :ً

_ وهل تعرف كل السيدات الحوامل ، لتعرف ما مررن به أثناء الحمل.

ضحك بقوة وهو يتذكر جملة مشابهة قيلت له منذ ساعة ثم أجاب من بين ضحكاته :

_ بل شاهدت الكثير من المسلسلات الدرامية

شاركه جود الضحك ، بينما كانت ورد في الصالة تستلقي مغمضة عيناها تبتسم وهي تسمع ضحكاتهما تضع يدها على بطنها قائلة بخفوت :

_ أنت تمتلك أعظم أب وأعظم خال في الدنيا كلها ، فكن سعيداً بذلك كما هي والدتك .

……

انتهت من تناول الفطور مع صديقتها حلا وإبنتها الصغيرة زينة ، استقامت واقفة تساعد صديقتها على ترتيب الحاجيات بعد إخراجها من صناديقها
لقد انتقلت حلا لهذا المنزل منذ أيام ، وقد وعدتها أنها ستساعدها في يوم العطلة بترتيب حاجياتها ،
التفتت نحو الصغيرة التي تجاوزت العامين منذ شهر، فوجدتها تلعب بألعابها المطاطية وسط الصالة جاثية على الأرض
عادت تكمل عملها وهي تدندن بصوتها العذب ،
و بعد مضي وقت طويل جلست منهكة على الأريكة بينما أحضرت حلا كوبين من الشاي الأخضر ، اخذت جوري كوبها ، ثم رفعت قدميها عن الأرض تضعهما تحتها وهي تراقب السماء من خلف زجاج الشرفة ، قالت وهي تمرر سبابتها على حافة الكوب فتشعر بحرارة السائل الذي يحتويه :

_لقد تجمعت الغيوم في السماء ، لابد أنها ستمطر

وافقتها حلا قائلة وهي تراقب تجمع الغيوم في السماء:

_ هذا هو الخريف متقلب بطقسه .. كحالنا نحن البشر

التفتت جوري نحو صديقتها ، لتهمس قائلة وهي تشعر بالأسى لحالها:

_ أعلم أن الأمر صعب عليك ، لكن أنا واثقة أنك إخترت الشيء الصحيح ، لأجلك ولأجل طفلتك ، إنها تحتاجك قوية يا حلا وليس ضعيفة ، قوتك ستمدها بالقوة، أما ضعفك فسيكون سبب حزنك وحزنها

التفتت حلا نحو الصغيرة النائمة على الأريكة المقابلة، ثم عادت تهمس وهي تنظر لكوب الشاي الذي تضمه بين كفيها :

_ لم تترك لي مجالاً لخيار آخر ،في كل يوم تجعلني أشعر بأن هناك حبلاً يلتف حول رقبتي يزيدني اختناقاً ، لم تكتفي بتذكيري بالفشل الذي لاقيته ، بل كانت تزيد الأمر سوءاً وهي تحاول حجزي خلف قيود باليه ، أنت تفهمين ما أعنيه يا جوري أليس كذلك

اومأت لها جوري بأجل ، وهي تربت على كتفها بدعم، ثم عادت تقول :

_ لقد فعلت الأصح بسكنك لوحدك ، وهي سيأتي يوم وتشعر بالخطأ الذي ارتكبته بحقك ، والآن سأتركك لترتاحي وأنا سأعود للمنزل ، فقد تأخر الوقت ، أراك غداً

….

كانت جوري تجري مسرعة نحو حلا التي سبقتها لموقع التصوير ،
وضعت أشياءها على الطاولة ثم اقتربت معتذرة من حلا :

_ اعذريني لكن كان علي إيصال ياسمين للمعهد ، لقد تأخرت صباحا بتجهيز نفسها ..

ربتت حلا على كتفها ، ثم قالت وهي تنظر للموقع الذي سيتم بدء التصوير به :

_ لابأس لقد تأخرت بالحضور كذلك ،ومعظم طاقم العمل لم يصل بعد ، انظري لهذا المكان واعطيني رأيك به، الفتيات سوف يصلن بعد قليل ، وكذلك السيدة التي صممت الفساتين

كانت جوري تدير عينيها بالمكان بنظرة خبيرة منها
كانت ساحة صغيرة قرب بناء حجري قديم ، مصمم بشكل جميل وكأنه هارب من حكاية تاريخية
والساحة التي زينها الخريف بألوانه ، جعلها تزيد جمال الموقع
سارت عدة خطوات تنظر للمكان ، ثم عادت نحو حلا قائلة وابتسامة كبيرة تزين وجهها :

_ إنه مكان رائع ، لقد أحببته كثيراً ، أنت مذهلة بإختيار مواقع التصوير ياحلا

ثم اقتربت من الطاولة التي وضعت عليها أغراضها
و أخرجت الكاميرا الخاصة بها ، تضع رباطها حول عنقها ، فاستكانت الكاميرا فوق صدرها براحة
عادت جوري تدور بالمكان وهي تنظر من عدسة الكاميرا ، تبحث عن أفضل اللقطات التي ستحصل عليها لهذا اليوم
انها تعمل في هذه المهنة منذ سنوات … عشقها هي الكاميرا، و صديقتها منذ أهدتها لها والدتها قبل أعوام كثيرة

…..

في هذه الأثناء كان تيم يقود سيارته نحو الساحة الشرقية للمدينة
بجانبه تجلس ورد وهي تتابع على جهاز الآيباد الذي تحمله ، الفساتين التي يجب أن تصل اليوم لموقع التصوير
كان يلتفت لها كل حين فخوراً بها ، صغيرته باتت من المصممات المحترفات لفساتين المناسبات، واليوم أول جلسة تصوير لأعمالها ،
لقد فهم منها أنها طريقة جديدة للإعلان عن منتوجاتها ، وأنها ستتعامل مع مصورة مبدعة و مميزة في هذا المجال ،
لم تكف عن الثرثرة عنها ، وهي تقلب صور الفساتين ،حتى بات متشوقا لرؤية تلك الموهوبة
أوقف السيارة جانباً في القرب من موقع التصوير ، ثم التفت بكليته لشقيقته قائلاً:

_ ستنتبهين لنفسك ، ستنتناولين وجبتك كاملة ، ولن تفارقك زجاجة الماء ، ستردين على كل اتصالاتي ، لن تهملي هاتفك يا ورد مهما حصل

تأففت بقوة وهي تضرب جهاز الأيباد على حجرها ، ثم استدارت لتواجهه وهي تقول بغضب:

_ أرجوووووك توقف عن معاملتي كطفلة صغيرة ، ألا يكفيني جود وتوصياته التي لا تنتهي ، ألا تلاحظان أن الأمر زاد عن حده بكثرة خوفكما عليّ ، أنا سأصبح أما وأنتما تعاملانني كطفلة صغيرة

لاحظ الدموع التي تجمعت بعينيها، فأمسك كف يدها يقبله قائلاً بحنو :

_ لا تبكي يا ورد ، نحن نعاملك بشكل عادي صدقيني ، ولكن أنت من أصبحت حساسيتك مفرطة تجاه الأمر

ابعدت يدها عن يده بغضب ، وعادت لوضعها الأول تعقد ساعديها فوق صدرها ، تزم شفتيها فبدت حقاً كطفلة صغيرة ، فقال يحاول أن يفهمها الأمر بترو كي لا يزيد غضبها والذي بات في الأونة الأخيرة كثيراً :

_ إن جود لا يحاصرك بتعليماته يا ورد ، كل ما في الأمر أنه يحبك حد الجنون ، وحبه هذا يجعله خائفاً عليك بشكل كبير، لقد سلبت قلبه وعقله يا فتاة فماذا يفعل المسكين .

ابتسمت لأسلوب شقيقها بتخفيف الأمر عنها ، فأكمل هو كلامه قائلاً وهو يلتقط كف يدها داخل يده :

_ إننا نحبك كثيراً يا حبيبتي ، وطوال الوقت نراك صغيرتنا المدللة ، وأنت تعلمين أن جسدك ضعيف البنية ، وتحتاجين لأن تهتمي بنفسك أكثر ، لأجلك ولأجل هذا الكائن الصغير الذي ينمو بداخلك

اومأت له بأجل فقال وهو يقبل كف يدها :

_ إذاً اتفقنا

قالت بابتسامة وهي تهز برأسها كطفلة مطيعة :

_ إتفقنا

ثم نزلت من السيارة بعد أن ودعته بقبلة على خده ، أراد أن يعيد تشغيل السيارة ليغادر نحو عمله ، لكن ذلك الصوت المنادي لشقيقته جعله يتوقف عما يفعله وهو ينظر للخارج بلهفة غريبة عليه
…..

noor elhuda likes this.

فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-20, 06:57 PM   #3

ضحى حماد

نجم روايتي ومشرفة سابقة

 
الصورة الرمزية ضحى حماد

? العضوٌ??? » 269097
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,300
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
افتراضي

الففففففف مبرووووووك النشر يا عمري بالتوفيق يارب

ضحى حماد غير متواجد حالياً  
التوقيع
الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد








رد مع اقتباس
قديم 15-12-20, 07:04 PM   #4

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي نوفيلا جوري

اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html



واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء



قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
قديم 16-12-20, 08:02 AM   #5

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي

شكرا لمساعدتكم ❤
حلتزم بكل القوانين باذن الله
تواصلت مع الاستاذة منى لطيفي ولها كل الشكر ولكم


فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-12-20, 08:11 AM   #6

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضحى حماد مشاهدة المشاركة
الففففففف مبرووووووك النشر يا عمري بالتوفيق يارب
الله يبارك فيكي ياقلبي ويا مشجعتي الاولى❤❤


فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-20, 06:13 PM   #7

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي

يسعد مساكم

#نوفيلا_جوري
#الفصل_الثاني
…...
يا حباً لم يخلق بعد
يا شوقاً كالموج بصدري
يا عشقاً يجتاح كياني
يا أجمل رعشات اليد
يا صبحاً يشرق في وجهي
يا فجر الغد
يا جزراً تمتد بعيني
وبحوراً أغرقها المد
الحب كموج يغرقني
والشوق الجارف يشتد
والعشق يجيء كتيار
يجرفني من خلف السد
عبد العزيز جويدة

……..
أراد أن يعيد تشغيل السيارة ليغادر نحو عمله ، لكن ذلك الصوت المنادي لشقيقته جعله يتوقف عما يفعله وهو ينظر للخارج بلهفة غريبة عليه ،
فيراها تلوح لشقيقته مبتسمة ،
هذه المرة دون قبعة ودون نظارات طبية ودون جديلة .
شعرها يرفرف حولها بحرية، هل يعقل أن تكون هي المصورة الموهوبة التي تحدثت عنها ورد ،
ماذا قالت له اسمها إنه لا يتذكر
ما أجمل هذه الصدفة التي جمعته بها
وما أجمل الصدف لأجلها
يدق قلبه بوتيرة غريبة وهو يراقب إشراقتها
تلك الابتسامة التي تزين ثغرها
حركاتها الرقيقة وهي تستقبل شقيقته بابتسامة كبيرة ، ثم تقودها نحو ورشة العمل
أراد أن يطيل البقاء أكثر متأملا لها ، لكن نداء العمل لم يترك له مجالاً فابتعد وهو يعد نفسه بعودة مبكرة لأجل شقيقته

….

عاد تيم عند الظهيرة ، توقف بسيارته قرب موقع التصوير ، ثم هبط منها يستند على مقدمتها يراقب ما يحدث ، ولم يكن الوحيد الذي يفعل ذلك ،
فالعديد من الناس توقفوا ليشاهدوا عرض التصوير
دار بنظره بالمكان ، كانت شقيقته جالسة في منطقة محايدة ، تراقب فتاته وهي تلتقط الصور للعارضة الشابة ، و التي إرتدت ثوبا مميزاً
من الأثواب التي سبق وصممتها شقيقته ، كانت تعطي تعليماتها بهدوء ، ثم تتحرك حول العارضة تلتقط الصور بحرفية
حين شعر بإنتهاء عملها ، أبعد عينيه عنها مرغماً ، ثم اقترب بخطوات هادئة نحو شقيقته التي اتسعت ابتسامتها ما إن رأته
ألقى التحية عليها ، ثم قبلها على خدها وجلس القرفصاء بجانبها متسائلاً :

_ هل انت بخير ؟

أجابته بغيظ:

_ أجل بخير ،وكأنك لم تكن تتصل كل ساعة بي ، وكأنني في كوكب آخر

قرص خدها بخفة قائلاً:

_ أيتها المشاكسة ، هل يجب أن أعيد كلامي في الصباح ،لتعلمي كم أحبك وأخاف عليك.

هزت رأسها نفياً ،وهي تقول ناظرة له بحب :

_ وأنا أحبك كثيراً

استقامت واقفة ، وفعل هو المثل يساعدها على وضع أغراضها بالحقيبة الخاصة بها ،
أما جوري طلبت من العارضة أن تغير ملابسها فقد انتهوا لهذا اليوم من العمل ، ثم وقفت تراقب ذلك القادم نحو صديقتها الجديدة ورد ، لم تتبين ملامح وجهه ولكن اقترابه وجلوسه قبالة ورد ثم مساعدته لها جعلها توقن أن هذا زوجها
رأتها تلوح لها فاقتربت بخطوات سريعة نحوها
لقد أحبت هذه الفتاة كثيراً ، تراها كشقيقتها ناعمة رقيقة وهشة
بابتسامة توقفت أمامهما ، تلقي التحية عليهما لتتوقف ابتسامتها وهي تتعرف عليه
إنه هو ، ذلك الشاب الذي ساعدها منذ أيام ، مد يده ملقياً التحية عليها

_ كيف حالك أنستي؟

أجابته بارتباك ، وهي تسحب كف يدها مسرعة من كف يده :

_ بخير

قالت ورد بتساؤل وهي تنقل نظراتها بينهما :

_ هل تعرفان بعضكما ؟

قالت هي بخجل وليد اللحظة :

_ لقد ساعدني زوجك مرة على إيجاد منزل صديقتي

تفاجأت من ضحكة ورد وذلك الشاب الواقف بقربها ، فقالت ورد بإحراج وهي ترى نظراتها المستغربة نحوهما :

_ هل تظنين هذا المتوحش زوجي ، إنه شقيقي يا جوري

جوري ، إذاً اسمها جوري ،همس بداخله
وكأنه يتشرب حروف إسمها ، وعيناه تعودان لحفظ تفاصيلها
تشبه الورود الفواحة بعطرها ، والجميلة بمظهرها
اقترب يضع يده حول كتف شقيقته وقد تذكر جملتها التي قالتها منذ لحظة :

_ أنا متوحش إذاً ، وزوجك ما صفته يا شقيقتي ؟

لكزته بكوعها قائلة بدلال محبب لقلبه :

_ لن أخبرك

ابتسم لها ، ثم قال وهو ينظر نحو جوري :

_ حسنا السيد جود يحصل على حب شقيقتي كاملاً ، وأنا العبد الفقير لله أبقى دون حب ، لم لا تحبيني أنت يا جوري وتكسبين بي ثواباً

نظرت له بصدمة ، هل هو مختل عقلياً أم ماذا
لكن ورد سارعت بإمساك كف يدها قائلة وعيناها ترسلان تحذيرات لشقيقها أن يتوقف عن عبثه هذا

_ أرجو ألا تتضايقي ، فهذا هو شقيقي دائم المزاح

لم يصحح لشقيقته أنه أبدا لم يمزح بخصوصها ،هو لم يعرف لم تلفظ بتلك الجملة وليس من عاداته أن يكون تعامله هكذا مع أي فتاة ، لكن هي مختلفة
فهل يكذب إن قال أنها شغلت أفكاره طوال اليوم ، ولم تترك تفكيره للحظة
قالت جوري بهدوء وهي تنظر لورد متجاهلة شقيقها :

_ لا بأس .. سأكون بانتظارك غداً يا ورد

قبلتها ورد بسعادة على وجنتها ، ثم ألقت تحية الوداع ، ففعل هو المثل مع علمه أنها ستتجاهل تحيته مثلما تجاهلت وجوده ، غادر حاملاً حقيبة شقيقته بيد ، وبيده الأخرى أمسك كف يدها وكأنها قد تبتعد عنه بأي لحظة
أدار محرك السيارة ، وهو يستمع لشقيقته تحادث زوجها الذي اضطر للسفر مع فريقه الذي يدربه
أفكاره قادته لتلك الجنية التي ظهرت له فجأة ، لتسكن أفكاره.. شعرها عينيها وتلك الشفاه ..
رانت منه نظرة لشقيقته فوجدها تنام بهدوء وسلام
فابتسم وهو يقود السيارة نحو منزله حيث ستبقى ورد برفقته حتى موعد عودة زوجها بعد أيام
أما جوري فقد راقبت رحيلهما لتعود وتنشغل مع باقي الفريق متناسية مابدر من ذلك السمج
رنين هاتفها أبلغها أن موعد العودة قد حان ، تركت ما بيدها معتذرة من حلا ، لتتجه نحو سيارتها الصغيرة تقودها نحو مركز المدينة
كانت تقود السيارة وهي تستمع للموسيقى المنبعثة من جهاز الراديو ،عادت أفكارها تقودها لذلك الشاب
كم شعرت بالإحراج ، وهو يخبرها أن تحبه ، هل يوجد من يطلب الحب هكذا وبتلك الطريقة
هزت رأسها ضاحكة
ثم عادت تعبس ،هل كان يسخر منها
ولكن تعامله مع شقيقته يقول أنه ليس من هذا النوع المتلاعب ، لقد ذكرها بنفسها ، إنه يشبهها لحد بعيد باهتمامه بشقيقته
ولكن لم كل هذا الخوف من قبله تجاه شقيقته ، هل هي مريضة ، حدثت نفسها متمتمة
(لاسمح الله )

….

توقفت السيارة أمام المعهد الموسيقي ، ثم ترجلت منها تعبر الممر نحو بوابة المعهد ، لتجد شقيقتها خارجة رفقة أصدقائها
لاحظت أن صديقاتها أخبرن شقيقتها بوصولها.
وصلت ياسمين إليها رفقة الفتيات اللاتي ألقين التحية ، ثم ابتعدن مكملات طريقهن
أما هي فأخذت بيد شقيقتها قائلة :

_ كيف كان التدريب اليوم ؟

أجابتها ياسمين وهي تعطيها العصا الصغيرة لتضعها في الحقيبة

_ ممتازا …

أوصلتها للسيارة، ثم اتخذت مقعدها خلف مقود القيادة لتنطلقا نحو المنزل
طوال الطريق وكل منهما تتحدث عما مر عليها خلال اليوم
بعد بعض الوقت كانت الفتاتان جالستين يتناولن طعامهن الذي اعدته مربيتهن خديجة ، والتي يعتبرونها كأم لهما وهي من تولت كل شؤونهما بعد وفاة والدتهما منذ سنوات طويلة
كانت خديجة تشاركهما تناول الطعام كذلك ، تستمع لأحاديثهما بسعادة أم
قالت جوري :

_ ياسمين ، اتذكرين ورد التي حدثتك أنني سأعمل معها خلال هذين الإسبوعين

أجابتها ياسمين بأجل فأكملت هي قائلة :

_اليوم كانت برفقتي في موقع العمل ، لا أعلم لم شعرت بها قريبة لقلبي ، لقد أحببتها كثيراّ

قال خديجة بابتسامة عطوفة :

_ انك تحبين كل من يشابهك طيبة يا جوري ، لابد أنها طيبة جداً ، مما جعلها تدخل قلبك بهذه السرعة

قالت جوري بتأكيد :

_ أجل إنها طيبة جدا ، وموهوبة كذلك ، تصميماتها كلها جميلة وراقية ، والآن اعذراني سأرتاح قليلاً

ثم غادرت طاولة الطعام نحو غرفتها لنيل قسط من الراحة
استلقت على سريرها محاولة النوم ، لكن صورة شقيق ورد عادت اليها
ابتسمت دون أن تفتح عينيها وهي تتذكر جملته تلك
كيف يستطيع أن يكون بسيطا هكذا
وعلى صورة وجهه غادرت نحو عالم أحلامها

….

بعد أسبوع من العمل الناجح كانت جوري تنتظر إنتهاء العارضة من تحضير نفسها في عربة مخصصة لذلك
حيث يتم تصفيف الشعر ، ثم وضع لمسات من الزينة تبرز جمال العارضة ، بطريقة غير مبتذلة ، ثم بعد ذلك تقوم ورد بمساعدتها على ارتداء الثوب الذي تم اختياره ، والذي سبق وقامت بتصميمه
رنين الهاتف جعلها تضع الكاميرا جانباً لتجيب اتصال شقيقتها ، التي ابلغتها أنها ستتأخر اليوم لأجل تدريبات الفرقة
قالت حلا وهي تجلس قربها بإرهاق من العمل :

_ كيف حال ياسمين؟

أجابتها جوري وعيناها تناظر المحيط حولها بحثاً عن أفضل الزوايا لأخذ الصور التي ترضي تصورها حول الإعلان :

_ إنها بخير.. لديها حفل موسيقي قريباً ، لذلك تتدرب جيداً مع باقي أعضاء الفرقة

خروج العارضة لبدء التصوير ، جعلهما تقطعان حديثهما لتتوجه كل منهما لعملها
وقفت جوري تناظر ثوب الزفاف بإفتتان .. إنه يشبه ثوب أحلامها .. بسيط لكنه بذات الوقت يشعرها بأنها أميرة .. هل يمكن أن ترتدي مثله يوما ما
أخرجها من تأملها للثوب صوت ورد المتعب :

_ أنا لن أستطيع إكمال اليوم معكن ، أشعر أنني متعبة

اقتربت منها بلهفة ، وهي تلاحظ شحوب وجهها تمسك بيدها تساعدها على الجلوس هامسة

_ هل أنت بخير .. هل تحتاجين أي مساعدة

ابتسمت ورد بوهن وهي تجيبها

_ تتصرفين كجود وتيم تماما ..

لم تضحك جوري لجملتها ، وهي تلاحظ أن شحوب وجهها يزداد ، لقد أخبرتها أنها تنتظر مولوداً وذلك عندما علقت جوري على قدوم شقيقها برفقتها صباحاً وعودته لمرافقتها عند انتهاء عملها ظهراً ، لكنها كانت تعتقد تلك مبالغة منه
أما الآن وهي تراقب وجه ورد ، باتت متأكدة أن هناك سببا لذلك الخوف الذي تستشعره في تصرفات شقيقها عليها
نادت حلا التي اقتربت مسرعة تسألها

_مالامر؟ ماذا بك ورد ؟

قالت جوري وهي تنهض نحو حقيبتها تبحث بداخلها عن شيء ما :

_ يبدو أنها مرهقة .. سأكلم شقيقها

قالت حلا وهي تمسك كف ورد تمسد عليه

_ كلمي زوجها

أخرجت جوري من حقيبتها البطاقة التي سبق وأعطاها لها تيم للإتصال به في حال حدوث طارئ وهي تقول بينما إصبع يدها يضرب الأرقام على شاشة الهاتف:

_ ليس لدي رقمه ، وقد اخبرتني أن عمل شقيقها قريب من هنا

طلبت الرقم وعيناها تراقب ورد التي أرخت برأسها على مسند المقعد مغمضة عيناها بوهن ، وحلا بقربها تهمس لها بشئ ما
أتاها صوته بعد عدة رنات

_ نعم من يتحدث ؟

ارتبكت حين سمعت صوته فهي لاتعلم كيف تخبره بالأمر دون أن تثير قلقه ، لكنها استجمعت قوتها تجيبه :

_ سيد تيم إنها أنا جوري

احست بإنتفاضته ، وهو يسمع اسمها هاتفاً بجزع:

_ هل ورد بخير ؟

ابعدت نظراتها عن حلا و ورد ، تجيبه محاولة التحلي بالهدوء قدر الإمكان

_ انها بخير ، فقط متعبة قليلاً ، لذلك اتصلت بك لأعلم ما الذي علي فعله ، وكيف استطيع مساعدتها

فاجأها صراخه الآمر :

_ أنا قادم لا تغفل عيناك عنها مهما حدث

لم تهتم لنبرته الآمرة ، فهي تعلم أنه تكلم نتيجة قلقه على شقيقته ، وقبل أن تعود أدراجها نحو ورد وحلا ، اشارت لباقي الفريق بإلغاء التصوير لهذا اليوم
ثم عادت تمسك كوب ماء تقربه من ورد هامسة

_ سيأتي تيم بعد قليل لا تقلقي

أجابت ورد بصوتها المرهق ، والذي بالكاد يخرج من بين شفتيها :

_ آسفة لتعطيل عملكم اليوم

جثت قربها تمسك يدها ، تمسد عليها بلطف علها تساعدها قليلاً

_ لايهم العمل ، المهم أن تكوني بخير ، أخبريني هل تتناولين أي دواء يساعدك على استعادة قوتك قليلاً

أشارت لها ورد بلا ، ثم عادت تغمض عينيها بإرهاق

…..

لحظات مرهقة مرت عليها هي وحلا وهما جالستان قرب ورد
أرادت جوري أخذها للمستشفى ، لكن ورد صممت أن تنتظر شقيقها حتى يأتي إليها
شاهدت جوري سيارة تيم تقترب من المكان ، ثم راقبت جريه نحو شقيقته وانسحاب اللون من وجهه وهو يراها تكاد تغيب عن الوعي حملها دون أن يهتم بأي من المتواجدين حولها مسرعاً نحو السيارة لتتعبه جوري بحقيبتها قائلة حين وصلوا للسيارة

_ ضعها في المقعد الخلفي ، هذا أفضل لها وأنا سأجلس بجانبها

فعل كما طلبت ومددها على المقعد الخلفي بهدوء،
اسندت جوري رأس ورد إلى حجرها تزيل خصلات شعرها عن وجهها ، هامسة بالدعاء لها
ثم عادت تنظر لذلك الذي يقود السيارة بسرعة وعيناه كل فترة تنظران نحو شقيقته بقلق
قالت هامسة بخوف نتيجة نظرات الخوف التي لمحتها في عينيه مما جعلها تظن أن الأمر لا بد خطير جدا
ً
_ لقد كانت بخير صباحا … لا أعلم ما الذي حدث معها

من خلال المرآة الامامية نظر لها … حين هاتفته لم يعرف كيف ترك ما بيده وخرج يستقل سيارته ليصل الى شقيقته بأسرع وقت ممكن
لا يتخيل أنه يمكن أن يفقدها .. لكن صوت جوري الخائف جعله ينتبه لها
لقد نسي متى استقلت السيارة معهما ، قال محاولاً التخفيف عنها وهو يلاحظ شحوب وجهها من القلق

_ ستكون بخير ، إنها تعاني من فقر الدم الحاد ، وهي الآن تنتظر مولوداً ، لذلك فالأمر خطر عليها بعض الشيء

هزت رأسها بتفهم وهي تعود للنظر لوجه ورد ولسانها يلهج بالدعاء لها
…….


فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-12-20, 10:57 AM   #8

ضحى حماد

نجم روايتي ومشرفة سابقة

 
الصورة الرمزية ضحى حماد

? العضوٌ??? » 269097
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,300
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
افتراضي

ييييييي لك دخيل قلبو الحامي لاختو انا
يؤبش قلبي شو بحبو احلى تيمو بالدني كلهاااااااا
والله مو بس جوري تقلها حبيني ضيفني للقايمة وحبك بقلبي بالصدارة ولا تزعل 😂😂😂😂😂😂😂😂😂
شديلنا حيلك يا جوري وفرفشيلنا قلبو لتيمو بدال صدماتك يلااااااا


ضحى حماد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-20, 05:23 AM   #9

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضحى حماد مشاهدة المشاركة
ييييييي لك دخيل قلبو الحامي لاختو انا
يؤبش قلبي شو بحبو احلى تيمو بالدني كلهاااااااا
والله مو بس جوري تقلها حبيني ضيفني للقايمة وحبك بقلبي بالصدارة ولا تزعل 😂😂😂😂😂😂😂😂😂
شديلنا حيلك يا جوري وفرفشيلنا قلبو لتيمو بدال صدماتك يلااااااا
تيمو خلاص وقع 😁😁😁😁
تيمو عسل عسل فعلا
خلاص نخليعا تفرفشو 😉😉😉😉


فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-20, 05:41 PM   #10

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي

يسعد أوقاتكم
جوري
#الفصل_الثالث
…...

كن معي دائماً ، ولن تذبل ضحكتي ، أنتَ ماء القلب
أدهم شرقاوي
.....

كانت جوري جالسة بتعب على المقعد في رواق المستشفى، عيناها غائمتان بمشاعر كثيرة أهمها الخوف على ورد ، والتي تذكرها دائماً بشقيقتها ياسمين ، وها هي هنا تنتظر خروج تيم لتطمئن على شقيقته ،
لقد وصل زوجها كذلك بعد أن هاتفه شقيقها ،
زوجها الذي حضر مسرعاً وعيناه تحملان قلقا أكبر من قلق شقيقها ، لقد فهمت من حديث تيم معه عبر الهاتف بعد وصولهم للمستشفى ، أن زوج ورد كان مسافراً وقد عاد لتوه ، فكان خبر مرض زوجته أول ما يستقبله بعد عودته
خجلت جوري أن تدخل غرفة ورد معهما لتطمئن عليها ، وآثرت أن تبقى خارج الغرفة تنتظر خروج أحدهما ليطمئنها ،فيهدأ ذلك الخوف الذي تشعر به
شعور من عدم الارتياح يسيطر عليها ، و رائحة المعقمات التي تنتشر حولها بشكل كبير تجلب لها الدوار ، وتلك الذكريات البشعة التي بدأت تهاجمها ، تحاول قدر إمكانها أن تبعدها عن رأسها، تشغل نفسها بالتفكير بورد ، لكن الذكريات مصرة بهجومها ، يوم فقدت فيه والداً كان كل حياتها ، وعائلة كانت تعشقها ، أبت أن تذرف الدموع ، رغم تلك الغصة التي استحكمت في قلبها ،لكنها منعت نفسها من البكاء ، لقد قطعت وعداً أن تكون قوية لأجلها ولأجل ياسمين .
خرج تيم من غرفة شقيقته ، فانتفضت واقفة تسأله عن حالها وقد وجدت بخروجه إليها ملجئاً تهرب إليه من ذكرياتها الأليمة ، لكن وقفتها السريعة تلك جعلت رأسها يدور بسرعة وجسدها يفقد توازنه وقد تشوشت لديها الرؤية إلى حد بعيد ، مما دفعه للإسراع و الإمساك بها قائلا بقلق :

_ جوري هل انت بخير ؟

قالت وهي تغمض عينيها ، وتضغط على رأسها بسبابتها و إبهامها غير واعية لإمساكه بها ، وقد ظهر الألم بصوتها المخنوق تعباً وألماً:

_ أكره المستشفيات .. لا أحب رائحتها

ابتسم بعاطفة حنونة ، وهو يسحبها من يدها نحو الخارج قائلا :

_ تعالي للخارج ، و استنشقي بعض الهواء النقي ،وسوف تشعرين بالتحسن سريعاً
ثم أكمل وكأنه يواسيها بكلامه :
_ جميعنا نكره المستشفيات و رائحة المعقمات فيها

حاولت أن تبدو قوية أكثر ، ابتعدت عنه وهي تقول بخجل ، وقد انتبهت لامساكه بيدها :
_ يمكنني السير بمفردي
لم يستطع كبح تلك الابتسامة التي بات يخصها بها وحدها ، ولكنها بسبب ذلك الدوار لم تنتبه لها ، وإنما استجابت لطلبه بأن تخرج قليلاً علّ الهواء النقي يساعدها على استعادة توازنها .
كانت تسير قربه بكل هدوء ، لكن لم يغفل عليه أن خطواتها غير متزنة ، مهما حاولت إخفاء ذلك
وصلا لحديقة المستشفى ، فجلست على المقعد الخشبي الموضوع تحت شجرة عملاقة ، تغمض عينيها مستنشقة الهواء النقي ، تحاول ألا تبكي ،
تبعد رغبة البكاء عنها بكل ما تستطيعه من قوة ، لكنها لم تعد بقادرة على الإحتمال أكثر من ذلك وتلك الغصة تكبر وتكبر داخل قلبها فتكاد تزهق روحها ، شهقت تختض ببكاء وهي تدفن وجهها بين كفيها غافلة عن ذلك الذي انتفض قلبه فزعاً لحالتها تلك
منذ لحظات وهو يراقب وجهها و ماتحاول كبته من مشاعر يظهر أثرها جلياً على ملامح وجهها ، لكنه لم يحدثها محاولاً ترك مساحة شخصية لها ، لتلتقط أنفاسها وتستعيد هدوءها ، لكن بكاءها أخافه عليها كثيراً ، اقترب يجثو أمامها ، يكبح رغبته بضمها إليه ، ليمحي عنها كل ألم ، يكتفي بوضع كفيه على المقعد بجانبها ، يسألها بخوف شديد :

_ جوري أخبريني ماذا هنالك ؟ الأمر لا يتعلق بكرهك للمستشفيات ورائحتها ، ما الأمر ، لما هذا البكاء الآن؟

رفعت رأسها الغارق بالدموع لتفاجأ بقربه ذاك منها ، لحظات مرت وكل منهما يغرق في سحر عينيّ الآخر ، و لولا نبضة قوية فلتت من قلبها وهي تلاحظ توتر حدقتي عينيه وارتباكه ومشاعر كثيرة تسكنهما في تلك اللحظة ، لما انتبهت لما يحدث معهما
بقوة غريبة أجبرت نفسها على التحرر من سحر تلك اللحظة ، ثم مسحت دموعها وهي تقول مشيرة لجلسته أمامها بتلك الطريقة :

_ لا يصح جلوسك هكذا و بهذا الشكل .

نظر لها بصدمة ، ثم استقام واقفاً يقول بنبرة يشوبها الغضب ، فقد أردت قلبه صريعاً بنظراتها تلك منذ لحظات ، أسرته بمقلتيها ، تربطه بعهد غير مسموع ، لتنشله بسرعة من ذلك السحر وتعيده لواقع جلوسه أمامها محاولاً الاطمئنان عليها :

_ أنا خائف عليك ، وأنت تخبريني بكل برود أنه لا يصح جلوسي هكذا

شعرت بتأنيب الضمير، وهي تنتبه لنبرة صوته الحانقة ، فقالت بخجل وهي تعيد خصلات شعرها خلف أذنها بارتباك غريب ، جعل كل غضبه منها يختفي ، ليحل محله شعور آخر تماماً وما أجمله من شعور :

_ آسفة لم أقصد الإساءة ، لكن … هل ورد بخير ؟

علم أنها تهرب منه بسؤالها عن ورد ، كما علم أنها لن تتحدث عما سبب البكاء لها بذلك الشكل ، راقب يدها التي تمسك بمنديل أبيض تمسح به دموعها ، ثم تعيده لجيب سترتها الصوفية دون أن تنظر نحوه وإنما تكتفي بالنظر لكفي يدها اللذين ضمتهما فوق حجرها
قال وهو يزيح نظراته عنها مرغماً، ينظر لتلك الزهور التي زرعت في بقعة قريبة :

_ إنها بخير .. تحتاج للانتباه وعدم إرهاق نفسها ، وبإذن الله ستكون بخير

عادت عيناها تترقرق بالدموع لسماعها ذلك ، ثم استقامت واقفة وهي تقول :

_ ستكون بخير، و إن كان الأفضل لها أن تبقى في المنزل ، فيجب علينا أن نقنعها بالأمر

هز رأسه برفض وهو يقول :

_ إن ورد لن تقبل بهذا أبدا ، لكن سوف نقنعها أن تبقى فترة بالمنزل، ثم بعدها تستأنف العمل

رنين هاتفه جعله يستدير مبتعداً عنها خطوتين ، يجيب المتصل قائلاً:

_ أهلا أمي .. كلا نحن بخير … ورد لابد أنها نائمة لذلك لا تجيبك

ابتعدت عنه عائدة أدراجها نحو الداخل لتعطيه حرية الحديث ، لكن رغماً عنها توقفت خطواتها ، تستدير للخلف ، تنظر له وهو يتحدث على الهاتف مع والدته ، ابتسامة صغيرة وجدت طريقها لقلبها قبل ثغرها ، ثم استدارت عائدة نحو داخل المستشفى
توجهت لغرفة ورد ، طرقت الباب ثم دخلت بعد أن سمعت الإذن بالدخول،
أحست بالإحراج الشديد حين وجدت ورد تجلس في سريرها وزوجها جالس قربها يحتضن كتفيها بذراعه
ابتعد زوجها عنها حين لاحظ الإحراج الذي سببه لها قائلا لورد :

_ سأذهب لاطمئن على تيم يا ورد

ثم اقترب يقبل جبين زوجته بعد أن ساعدها على الإستلقاء جيدا وقبل أن يغادر قال موجهاً حديثه لجوري :

_ اشكرك لإهتمامك بها يا أنستي

بادلته الإبتسامة ، ثم توجهت نحو ورد تجلس قربها قائلة :

_ لاتشكرني ، إنها مثل شقيقتي تماماً ، كيف اصبحت الآن

قالت وهي تنظر نحو ورد التي أجابتها بصوت وهن:

_ بخير ، آسفة للقلق الذي سببته لكما أنت وحلا

قالت جوري وهي تمسك يدها تضعها تحت الغطاء ، وكأن ورد حقاً طفلة صغيرة تحتاج لكل عناية

_ كل ماهناك أننا خفنا عليك ، وقلقنا من أن مكروهاً أصابك
ثم أكملت حديثها بنبرة جادة :
_يجب أن تهتمي بصحتك جيداً لأجل كل من يحبك يا ورد

قالت ورد بحزن ، وبداخلها تعلم ما سببته من قلق لمن حولها :

_ أعلم أنه كان يجب علي الاهتمام بصحتي أكثر ، لكنهما الآن سيمنعانني من إكمال جلسات التصوير معك

نظرت لها جوري بعطف، لا تصدق أن هذه التي أمامها إمرأة متزوجة ، تبدو كطفلة صغيرة ومن قصدتهما بالحديث سيمنعانها من الذهاب إلى مكانها المفضل ، ابتسمت قائلة :

_ لفترة مؤقتة فقط ، وحين تستردين عافيتك سنتابع عملنا معاً ، سأوقف العمل الآن حتى تتحسني

قالت ورد ووجهها يظهر صدمتها بما سمعته :

_ هل ستوقفين عملك حتى أتحسن ..حقاً ستفعلين ؟ لكن هذا سيسبب خسارة مادية لك

أكملت جملتها بحزن ، فأجابتها جوري وهي تربت على شعرها بحنان :

_ كلا لن يسبب أي خسارة لنا ، أنا لدي عمل كنت قد أجلته لوقت لاحق ، سأكمله الآن وبعدها سنعود لإكمال عملنا معاً ما رأيك ؟

اومأت ورد بالموافقة ،و قد أسعدها ذلك الاقتراح جداً ، فاحتضنتها جوري بحب ، ثم ابتعدت عنها قائلة وقد تذكرت شيئاً ما :

_ لقد خطرت لي فكرة .
نظرت لها ورد بتساؤل ،فأجابت تساؤلها قائلة :
_سأجعلك تتابعين معي عملي من خلال تطبيق الهاتف المحمول ، مارأيك ؟ وبذلك لن تشعري بأي ملل وأنت في المنزل .

ابتسامة كبيرة زينت وجه ورد ، وقد وجدت متنفساً لها من كآبة اضطرارها لملازمة المنزل ، تهمس بشكر وامتنان :

_ أنت أفضل صديقة حظيت بها على الإطلاق يا جوري

……

أغلقت ورد الهاتف ضاحكة بعد مكالمة طويلة مع جوري ، فاقترب منها جود يجلس قربها على الأريكه، يضمها لصدره قائلاً :

_ هل انتهى عمل جوري لهذا اليوم ؟

اومأت له بأجل ، وهي تدفن رأسها بصدره كقطة تتمسح به غافلة عما تفعله حركتها تلك به
همس بعاطفة جياشة والشوق لها قد استبد به :

_ ورد

نظرت له بذات النظرات العاشقة ، تخبره أنها مثله لم تعد بقادرة على إخفاء شوقها له كذلك ، فما كان منه إلا أن استجاب لها
ينهل من شفتيها رحيق سعادته … حملها بين ذراعيه واتجه بها نحو غرفتهما
بعد بعض الوقت كانت نائمة بين ذراعيه خصلات شعرها تناثرت فوق الوسادة ، ووجهها قد استعاد لونه الطبيعي
لا يستطيع إخفاء خوفه عليها، وكيف يفعل وهي حبيبته التي يعشق ، يخاف عليها من نسمة الهواء إذا اعترضت طريقها فما باله بمرض يلازمها منذ الصغر
ابتسم وهو يتذكر رفضها للزواج منه، حين طلب يدها من شقيقها قبل عامين،
ثار حينها وأخبرها أنه لن يرمي حب سنوات لها ، لأجل أوهام تسكن رأسها بأن مرضها يمنعها من إتمام حياتها بشكل طبيعي
يومها انهارت وهي تستمع لإعترافه بأنه يحبها منذ كانت مراهقة
منذ تعرف عليها في حفل أقامه تيم لأصدقائه بمناسبة أول يوم عمل له رغم أنه لم يكن متخرجاً من الجامعة وقتها
وتكللت قصة حبهما بالزواج فالرافضة لحبه كانت تعشقه بمقدار يوازي عشقه لها
ابتسم وهو يستعيد ذكريات حفل زواجهما ، لكن رنين هاتفه معلناً وصول رسالة ،أعاده من رحلة الذكريات ، وكان المرسل تيم يخبره أنه سيحضر عند المساء ومعه طعام للعشاء
كم هو ممتن لوجود تيم جوارهم بشكل دائم
عاد يضم ورد بأحضانه ينال قسطا من النوم قبل حضور شقيقها

…..
تنهدت جوري بتعب بعد أن أنهت عملها على الحاسب ، نظرت لكوب الشاي الذي نسيت وجوده بجانبها ، استقامت من مكانها ، متوجهة للمطبخ لتعد كوباً جديداً ، لكن ما إن وصلت إلى وجهتها حتى غيرت رأيها ، وقد أغراها الهدوء الذي يغرق به المنزل في هذه الساعة المتأخرة ، لأن تخلد للنوم وترتاح
وضعت الكوب في مكانه المخصص بعد أن غسلته ، ثم عادت لغرفتها تستلقي في فراشها ، رنين هاتفها بنغمة الرسائل ، جعلها تتسائل عن هوية المتصل بها في هذا الوقت ، امسكت الهاتف ليختفي التسائل ويحل بدلاً عنه التفهم وهي تقرأ رسالة ورد بضرورة قدومها لرؤيتها غداً ، تدرك كم تشعر ورد بالوحدة وهي تضطر لملازمة المنزل لمدة طويلة ، لذلك هي تتفهم ماتمر به من مشاعر
وما إن حاولت إغماض عينيها حتى عاودتها تلك الذكرى
ذكرى وجودهما معاً في حديقة المستشفى في ذلك اليوم
لازالت تلك النظرة في عينيه تلاحقها في أحلامها ، نظرة حملت لها الكثير من المشاعر
لكنها تعود تؤكد لنفسها أن ما شعرته بنظراته هو من وحي خيالها فقط ، وناتج عن مشاعرها المتألمة في ذلك اليوم
تنهدت تحاول طرد تلك الأفكار التي تذكرها به ، ولكن دائماً لقلبها رأي آخر
مازال يتذكر كل تفاصيل ذلك اليوم ، وكأنه يخبرها بأنها لم تقابله منذ ذلك الوقت ، مازالت تتذكر لهفته على شقيقته وتلك الرابطة القوية التي تجمعه بها ، لدرجة أنه لم ينتبه لسواها وهو يحملها متجهاً بها لسيارته ، لقد علمت من نظراته المستغربة حينها وهي تسأله عما جرى ، بأنه لم يكن منتبهاً لوجودها بجانب ورد في السيارة ، ولكن ذلك لم يزعجها ، بقدر ماجعلها تشعر بشعور مختلف تماماً ، شعور ناجم عن إعجابها بعلاقته بشقيقته
ضحكة خفيفة ندت عنها وهي تستعيد جملته الغريبة بأن تتزوجه وتكسب به ثواباً
أمسكت الغطاء تخفي به وجهها تمنع نفسها من الاسترسال بالضحك وهي تتخيل تعابير وجهها المصدومة من جملته في تلك اللحظة
…..
وصل تيم لموقع التصوير الذي أعطته ورد عنوانه ، إنه مختلف عن الموقع الذي كانت تعمل به جوري مع شقيقته
هبط من سيارته ، و وقف يراقبها هذه المرة كان التصوير في متجر ضخم للورود
يبدو أنها تصور إعلانا ما حول العطور ، هذا ما استطاع أن يتخيله حول ماهية الاعلان
كانت كعادتها تتحرك بخفة حول الجميع ، ترتدي بنطالا من الجينز فوقه قميص وردي اللون وشعرها جمعته في عقدة كذيل حصان وحذاء رياضي أبيض يساعدها على الحركة بسهولة
يراقب كل تفاصيلها بافتتان غريب ، يود لو يعرف له سبباً ،
عدل من وقفته حين لمحها قادمة تجاهه بعد أن رأته يقف مستنداً على إحدى الدعائم في المتجر:

_مرحبا

قالتها بهمس متعب بعد قضائها معظم اليوم في العمل
تأمل وجهها الذي تخضب بحمرة شهية نتيجة جريها هنا وهناك ، والكاميرا مستريحة فوق صدرها بأمان ، يود لو يوقف الزمن من حولهما فيبقى فقط هو وهي ، يتأمل وجهها الذي بات يشتاقه وبشدة ، بجهد كبير أبعد تلك الأفكار عن رأسه و أجابها بهدوء بعكس تلك الزوابع التي تتضارب في صدره لرؤيتها :

_ أهلاً جوري .. آسف لحضوري مبكراً، لكن للصراحة أردت مشاهدة عملك

(كاذب أردت مشاهدتها هي ) قالها في نفسه بينما هي أبعدت نظراتها بإحراج عنه ، قائلة وهي تشير بيدها نحو العارضة :

_ إنه إعلان عن منتج للعطور

قال بابتسامة منتصرة :

_ لقد نجح تخميني ..

أكمل حين لمح التساؤل على وجهها الذي يكاد يقابل وجهه :

_ حين وصلت لموقع التصوير خمنت أنك تصورين إعلاناً عن العطور

عادت تلك الابتسامة التي تسرق نبضاته تزين وجهها ، فلم يستطع إلا أن يغرق بتفاصيلها أكثر وهي تتحدث له عن نوع الإعلان
عيناها عسليتان واسعتان مع أهداب سوداء طويلة ،أنف مستقيم ، وفم يظهر صف أسنانها البيضاء كلما ابتسمت
عاد من تأمله حين أنهت حديثها قائلة :

_ دقائق وننتهي لا أعلم لما أصرت ورد أن تأتي لإصطحابنا ، لو أنها فقط أعطتني العنوان

قال ممازحاً ، رغم مسحة الخيبة التي مرت في قلبه جراء جملتها تلك :

_كي تتوهي مجدداً و أظهر أنا لأدلك على البيت.. كلا هكذا اختصرنا خطوة

ضحكت وهي تتذكر أول لقاء لهما ، وماحدث بينهما من حديث ، غافلة عن مراقبته لها وقد استعاد مثلها ذكريات ذلك اليوم ، قالت وهي تشير لحلا منادية لها :

_حسنا سأتبعك بسيارتي أنا وحلا .. دقائق ونكون جاهزتين

أحس بخيبة أمل أكبر من سابقتها ، ، كان يتوقع أن يصحبهما بسيارته ،ولكن أحلامه تحطمت ، أشار لها بالإيجاب مرغماً ، وعاد لوقفته الأولى يراقب تحركها
لكن خيبته لم تطل وذلك الشعور الجميل يتسلل إلى داخله ، شعور يجعله سعيداً وهو يراقبها .. يتأملها
ويتأمل تحركاتها
بعد دقائق رآها تتقدم نحوه رفقة حلا، فعدل من وقفته ملقياً التحية على حلا ، بينما هي كانت تحادث إحداهن بالهاتف أغلقت الهاتف وأعادته لحقيبتها ، وهي تقول موجهة الحديث له :

_ سنمر أولا على المعهد الموسيقي، فأختي أنهت تمارينها ، و ورد دعتها معنا للقدوم

وافقها على ما تريد وهو يعود لسيارته يسير بها أمام سيارتها الصغيرة التي تشبهها
سيارة صغيرة حمراء اللون ، لم يتوقع أنها تحب هذا اللون
ولكن إنها جوري ، فلما يستغرب حبها للون الأحمر
وصلوا إلى المعهد ، لم يترجل من سيارته ، وإنما راقبها وهي تنزل من السيارة نحو الساحة الممتدة أمام مدخل المعهد ، ثم تخرج بعد دقائق ومعها شقيقتها
كانت شقيقتها تشبهها بالملامح وتمتلك ذات الطول الذي تمتلكه هي
استغرب أنها تمسكها من يدها وهما تسيران ، ثم شاهدها وهي تساعدها على الصعود للمقعد الخلفي للسيارة تساءل بينما يعود لاستكمال القيادة
(هل هي مريضة أم ماذا )

…..

حين وصلوا إلى منزل شقيقته ، ترجل من سيارته واتجه نحوهم ، كانت الفتيات الثلاثة واقفات قرب سيارة جوري
قال مخاطبا شقيقتها التي تقف قربها
_أهلا بك انستي
ومد يده مصافحاً ، فانتبه أن جوري امسكت يدها ، توجهها نحو يده بينما أجابته ياسمين بصوت عذب
_ أهلا بك …
لاحظ أن نظراتها مركزة أمامها ، فتوترت حدقتيه باستدراك لوضعها (إنها عمياء) أبعد شعور الخجل والشفقة سريعاً عن ذهنه كي لايلفت أنظار من حوله ، وهو يقول لها مبتسماً بعد أن ترك يدها :

_ أدعى تيم وأنا شقيق ورد الأكبر ، و أنت ؟

ابتسمت ياسمين وهي تجيبه بخجل :

_ ياسمين …

تبادل معها عبارات الترحيب ، ثم قادهم نحو الطابق الذي يحوي الشقة التي تقطنها ورد وزوجها
قرع جرس الباب ، ففتحت لهم ورد مرحبة ودعتهم للدخول
قال بخجل وهو يحك مؤخرة رأسه :

_ إذن انتهت مهمتي .. سأغادر أنا لو احتجتي لشيء ، اتصلي بي حسناً

قبل أن تجيبه ورد ، تساءلت ياسمين متناسية أنهم مازالوا واقفين قرب باب الشقة :

_ سيد تيم ، اعذرني لسؤالي الفضولي ،لكن هل تعمل مذيعاً في الإذاعة المحلية ؟

قبل أن يتمكن من الإجابة ، قالت ورد بفخر بشقيقها :

_ إنه يقدم برنامج الصباح على الإذاعة المحلية

لاحظ نظرات جوري المستغربة لما تسمعه ، فقال بخيبة أمل ، كونها غير مهتمة بمعرفة أي شيء عنه :

_ يبدو أن جوري الوحيدة التي لا تتابع الإذاعة ..

ثم نظر نحو ياسمين مكملاً كلامه ، وقد لفت انتباهه دقة ملاحظتها :

_ ثم كيف علمتي يا ياسمين طبيعة عملي ؟

خجلت جوري من جملته التي خصها بها ، فهي حقاً لم تهتم بمعرفة مجال عمله .. لكن للصراحة لم تتوقع أن يكون مذيعاً .. أما ياسمين فقد أجابت ببهجة :

_ من صوتك ، لقد عرفتك من صوتك ، أنا أتابع برنامجك الصباحي كل يوم تقريبا

قال مبتسما لها وقد شعر بالفخر بمتابعتها اليومية لبرنامجه :

_ أنا أكثر شخص محظوظ بمتابعتك لي يا أنستي

_هل ستبقون قرب الباب هيا للداخل وأنت سيد تيم مع السلامة
قالتها ورد بمزاح ، مما جلب الابتسامة لهن ، دخلت الفتيات للمنزل وغادر هو بخيبة أمل جديدة من بعده عن دائرة اهتمامها

...


فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:25 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.