آخر 10 مشاركات
حنين الدم ... للدم *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : رؤى صباح مهدي - )           »          وداعا.. يليق بك || للكتابة : إيناس السيد (الكاتـب : enaasalsayed - )           »          وآخرون يعشقون *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : انسام ليبيا - )           »          5 - الرجل السراب - جانيت ديلي - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : gasmin - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          ياسميـن الشتـاء-قلوب شرقية(26)-[حصرياً]-للكاتبة الرائعة::جود علي(مميزة)*كاملة* (الكاتـب : *جود علي* - )           »          اللوحة الغامضة (48) للكاتبة: كارول مورتيمور .. كاملة .. (الكاتـب : cutebabi - )           »          وعد بالسعادة - قلوب النوفيلا - الكاتبة الرائعة :*سارة عادل* [زائرة]* كاملة &الروابط (الكاتـب : *سارة عادل* - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          4 - لعنة الماضي - بيني جوردان (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree626Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-02-21, 10:25 PM   #91

KoToK
 
الصورة الرمزية KoToK

? العضوٌ??? » 113682
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » KoToK has a reputation beyond reputeKoToK has a reputation beyond reputeKoToK has a reputation beyond reputeKoToK has a reputation beyond reputeKoToK has a reputation beyond reputeKoToK has a reputation beyond reputeKoToK has a reputation beyond reputeKoToK has a reputation beyond reputeKoToK has a reputation beyond reputeKoToK has a reputation beyond reputeKoToK has a reputation beyond repute
افتراضي


متى ح ينزل البااارت
مررررة متحمسة 😍😍😘


KoToK غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-21, 12:09 AM   #92

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kotok مشاهدة المشاركة
متى ح ينزل البااارت
مررررة متحمسة 😍😍😘
ثواني وينزل بحمله🌹🌹


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-21, 12:14 AM   #93

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السابع
في سكون الليل تسلل صوت محسن بوضوح للجيران، سمعوا كامل الشجار بلا جهد منهم، رآه البعض رجلا لم يقبل العوج، ورآه البعض ذكرا خفق باختبار الرجولة، ما بين مشفق ومادح، ومنكر ومؤيد انتشرت الهمسات تجول القرية بحلول الفجر.
الهمسة الأولي كانت صادقة حكت الجارة ما حدث بلا زيادة لإحدى صديقاتها.
محسن طلق صفاء لأنه وجد اخويه يحتفظان بصورتها العارية على الهاتف.
الهمسة الثانية جاءت ببعض الاضافات من جارة لأخري، صفاء كانت ترسل صورها لأشقاء محسن المراهقين، أمسكهم محسن بصورتها فلم تتحمل رجولته فطلقها.
الهمسة الثالثة أضافت لها خضرة النمامة بعض الاضافات، صفاء كانت تغوي أشقاء محسن المراهقين، ثم مصمصة شفاه وتساؤل هامس، ماذا كان يحدث ليلا في بيت والد محسن والزوج مسافر، ثم تنهد متحسر على الشاب المغترب الذي تخونه زوجته.
وتتمة الهمسات الموغلة في البهتان، صفاء كانت ترسل صورها للرجال، واختلفت مع أحد الرجال على السعر ففضحها بما معه على الانترنت.
أوقف البعض الهمسات ممتعضين خائفين من الخوض بالعرض.
لكن البعض أوغل واستعذب الكلام فلم تقف الهمسات، وفي تمام التاسعة كانت عائلة صفاء تغلي كمرجل على وشك الانفجار، تجمع أعمام صفاء الستة وأولادهم الذكور الخمسة عشر مع محمود، هجموا علي بيت محسن عازمين علي قتله اليوم، اثنا وعشرون رجلا طوقوا البيت بالأسلحة البيضاء، ارتجفت قلوب أهالي القرية فاليوم يبدو أن هناك مجزرة علي وشك الحدوث، فأعمام محسن وأخواله علموا وبدأوا بالتجمع للدفاع عن محسن وأهله.
همسات بحديث إفك ستوقع مجزرة.
انخلعت قلوب الجميع وتمنوا مضي هذه المشكلة علي خير.
تدخل العقلاء بين الاثنين، وكان الحل الذي ارتاضه الجميع جلسة عرفية للفصل في نزاعهم.
هاتف مصطفي خاله يطلبه للحضور فالجلسة ستعقد بعد صلاة الظهر.
في تمام العاشرة أوقف عصمت سيارته أمام بيت كريم، التفت إلي سميرة التي تبكي منذ استيقاظها بعد علمها بالخبر، تحدث بهدوء: هيا يا سميرة كريم بانتظارك.
قالت من بين شهقاتها: لماذا لا تأخذني معك، بالتأكيد سعاد بحاجة إلي في مصيبتها.
رد بصبر: لأن القرية مشتعلة يا سميرة، وصفاء وحدها هنا، هي بحاجة لأم تحتويها ومن سيكون أفضل منك، هيا سأطمئن عليها سريعا ثم سأتحرك.
سألته قبل أن يتحرك: على ماذا تنوي يا عصمت؟ هل هناك حل لتلك المصيبة؟
اغتم وجهه ولم يجب فهو حقا لا يجد حلا، اقناع محسن بالعودة ربما هو الحل المنطقي ولكنه لا يستسيغه، هذه العلاقة حكم عليها بالموت، رد بوجوم: لا أعرف يا سميرة، ادع فقط الله أن يمر اليوم علي خير ولا يتهور أشقائك ويرتكبون جريمة نحن بغنى عنها، هيا حتى لا اتأخر.
تحركوا والوجوم يصاحبهم متجهين لشقة مروان، ما إن فتح مروان لهم الباب، حتى سألته سميرة بلهفة: كيف حالها يا مروان؟
-في غاية السوء يا عمتي.
كان الجميع متجمعين بصالة المنزل، الكل كان واجم غاضب حانق، سأل عصمت مروان: هل هي نائمة؟ أريد الاطمئنان عليها قبل أن أتحرك.
-نائمة يا خالي، أنا سآتي معك.
قام كريم هو الآخر يخبر أباه أنه سيرافقه للقرية.
قال عصمت: لا نريد أن نشعل الأمر أكثر مروان، الوضع مشتعل بالفعل بالقرية ولا أحد هناك يهدئ ويتعقل سوى مصطفى ومجاهد.
بحسم قال مروان: أنا يجب أن أكون موجودا يا خالي لا تقلق سأكون هادئ، فكل ما يهمني أن أعيد حقها من هذا المسخ الذي تزوجته، ثم نظر إلي كريم مردفا برجاء: ابقى أنت كريم سأكون مطمئنا وأنا أعلم أنك موجود، أعلم أنك ستتصرف إذا حدث أي مكروه.
زفر كريم بضيق، كان يريد الذهاب معهم للقرية ليأتي بحق صفاء، ولكن مروان محق كيف سيترك النساء وحدهم هنا خصوصا مع حالة صفاء التي أفزعتهم بالأمس، مازال قلبه يؤلمه كلما تذكر صراخها وانهيارها أمس، تذكر فقدانها لوعيها وهلع مروان وهو يحملها يجري وهو بجانبه ليذهبا للمشفى، مكثوا حتى الفجر بالمشفى ولم يغادروها إلا بعد أن هدئت باستخدام الأدوية التي حقنها بها الأطباء، زفر بضيق وهو يهز رأسه موافقا يقول: فقط أخبروني بالتطورات أولا بأول واحترسا.
نظر مروان لمنال الذي ترتسم علي ملامحها الفزع خوفا من القادم، بلهجة آمرة: اعطيني هاتف صفاء منال.
بحيرة سألته: أليس معك هاتف لماذا تريد هاتفها مروان؟
بنفاذ صبر أخبرها: اعطيني هاتفها هيا حتي لا أتأخر.
دخلت الحجرة بهدوء حتي لا تقلق راحة صفاء، أخذت الهاتف وخرجت تعطيه لها وقلبها يخفق رعبا علي مروان فهي الأدرى بطبعه، زوجها شديد الرقة والحنان فإذا غضب كان طوفانا هادرا بلا عقل يحكمه، انصرف عصمت ومروان بينما تعالى رنين هاتف كريم، نظر فوجده عمار، ما إن رد علي عمار حتي سأله الأخير بقلق: لماذا لم تحضر أنت ومرام؟ هل هناك شيء؟
زفر كريم بضيق يجيبه: حدث أمر طارئ عمار لن أستطيع القدوم أنا ومرام اليوم.
تعالى صوت بكاء سميرة فسمعه عمار بكل وضوح، فتضاعف قلقه، بلهفة قال لكريم: ماذا يحدث معك كريم، من يبكي جوارك، أخبرني أين أنت ؟ سآتي إليك في الحال.
خرج كريم من المنزل حتي يتحدث مع عمار بعيدا عن بكاء والدته، أخبره بضيق: هل تتذكر بنت خالي التي استعدت لها حسابها منذ عشرة أيام، لقد طلقها زوجها مساء والوضع مشتعل بالقرية، ذهب أبي ومروان إلي هناك، ولم أستطع الحضور بالطبع حتي أكون بجوارهم إذا حدث شيئا.
بغضب قال عمار: أي رجل حقير ذلك الرجل، كيف يفعل ذلك، إنها غلطته بالأساس.
أجابه كريم بغضب: ليس برجل، لقد أساء إليها مرتين، الوضع مشتعل بالقرية والطلاق أساء لها بشدة، كيف سيصدق الناس ماحدث.
بشفقة سأله عمار: وكيف حالها؟
- في غاية السوء عمار، أخشى أنها لن تستطيع تجاوز هذا الأمر، لقد دمرت حياتها قبل أن تبدأ، إنها لم تكمل حتى التاسعة عشر.
انقبض قلب عمار و عقله بلا إرادة يضع أختيه مكانها، فشعر بنفسه ينتفض وهو يقول لكريم بغضب: كيف زوجتموها لذلك الحقير، ثم أضاف بحمية: لو تريد أن تذهب للقرية، اذهب وخذ حقها وأنا سأنتظر أسفل المنزل بسيارتي ولن أتحرك حتي تأتي، وإذا حدث شيء سأتصرف كأنك موجود لا تقلق.
-شكرا عمار، لن أستطيع تركهم، أمي أيضا هنا وتبكي بشدة، يجب أن أكون جوارها.
-إذا احتجت أي شىء اتصل سأكون عندك في الحال.
شكره كريم وأغلق معه ثم طرق علي الباب ففتحت له مرام، جلسوا جميعا والوجوم يعتلي ملامحهم، بهدوء قالت مرام لمنال: ادخلي أنت منال نامي قليلا، لا تقلقي أنا سأعتني بنور.
بتردد نظرت إليها منال تقول: أنت أيضا لم تنامي مثلي، أنت بحاجة للراحة.
بتسامح أخبرتها مرام: سأرتاح فور استيقاظك، هيا منال.
سألتهم منال بخفوت: سأجهز إفطارا سريعا قبل أن أنام.
ردت سميرة ببكاء: ومن سيستطيع أن يأكل في هذه الظروف.
تحركت منال بهدوء لحجرتها، بينما أمسكت مرام الصغيرة تحملها تهدهدها بحنو وإياد جلس يراقب الصغيرة بانبهار، كانت سميرة تبكي بانهيار فحاوطها كريم بذراعيه يهدئها: لا تقلقي حبيبتي، بالتأكيد أبي سيحل الأمر، سيجلب لها حقها من ذلك الحقير.
-لقد تلطخت يا بني وانتهي الأمر، حتي لو عاد لها لن يترك الناس سيرتها، ستظل موصومة بعار ما بقي لها من العمر، ثم أكملت بتساؤل: وماذا لو رفض الرجوع إليها هذا سيثبت الشائعات عليها؟
سبه كريم سبة بذيئة فنادته مرام بهمس مشيرة لولدها، صمت بغضب يشتعل بداخله، يريد التنفيس عن ذلك الغضب داخله فلا يجد مخرجا، أمسكت والدته يده تخبره: إذا لم يعيدها ذلك الوغد، يجب أن تتزوجها، يجب أن تستر ابنة خالك، لن ينظر لها رجل بعد الآن.
باستنكار سألها كريم وهو يلمح شحوب وجه مرام مع كلمات والدته: أمي ماذا تقولين؟ صفاء شقيقتي، هي ليست معيوبة لأتستر عليها.
-لا تقل شقيقتي، إنها ابنة خالك وهذا واجبك، وهذه فرصة لتري كيف تكون النساء.
احتقن وجه كريم من الغضب من كلمات والدته، نظر لمرام فوجدها تنكس وجهها حتي لا يري تعابير وجهها المتألمة من كلمات والدته المبطنة، ناداها بخفوت فرفعت وجهها تنظر إليه فقال: هاتي نور واصعدي أنت لشقتنا وارتاحي لم تنامي بالأمس مطلقا.
هزت رأسها نفيا وهي ترد عليه: لن تستطيع العناية بنور.
بعصبية قالت لها حماتها: وهل تريني هواء أجلس أمامك، أنا سأعتني بالصغيرة.
زفر كريم بضيق فيبدو أن والدته ستجعل مرام مصدر للتنفيس عن حزنها، قام يشد مرام من يدها بنبرة آمرة أخبرها: هيا اصعدي أنت وارتاحي، نحن سنهتم بنور وإياد.
زفر بضيق وهو يراقب انصرافها فيبدو أن اليوم سيكون طويلا للغاية.
****************
ظهرا بالقرية
وصل عصمت ومروان أخيرا للقرية، كان الجو مشحون والأعصاب ثائرة، الجميع يرغب بتهدئة بينما المطعونين في عرضهم لن يهدئهم إلا دماء محسن يريقوها فينتقمون لشرفهم المستباح بسببه، سلم عصمت علي المحكمين العرفيين، كانوا من كبار أهالي البلدة المشهود لهم بالرزانة والعدل، ارتاضهم سكان القرية محكمين عرفيين في مشاكلهم، سلموا علي عصمت باحترام، فهو يحتل مكانة كبيرة لدي الجميع هنا، كان أول جامعي يخرج من قريتهم، كان دوما لأولادهم مثلا وقدوة، مقولة اشتهرت في قريتهم عنه(ذاكر حتي تصبح مثل عصمت)وبرغم أن جل أبنائهم أصبحوا جامعيين، لكن يبقى لعصمت مكانة مميزة حفرها بينهم، جلس عصمت وسط مصطفي ومجاهد أعقل أولاد أعمام صفاء واهدئهم، استمع باختصار لما حدث من مصطفي، دعا الله في سره أن يمر اليوم علي خير فمحمود وأولاد عمومته الستة الجالسين يبدون علي وشك الانفجار، ألقي نظرة مشمئزة علي محسن الجالس بوجوم مطأطأ الرأس بخزي، بنبرة غاضبة بدأ الحديث موجها كلامه لمحسن: أعطيناك ابنتنا فآذيتها وطلقتها ونشرت عن عرضها كلاما بالباطل.
هب محسن واقفا يرد بغضب: لم يحدث، لم أقل عنها ما يسىء ولن أقول ما حييت، لم أر منها إلا كل خير، وسأقطع لسان من يتحدث عنها بسوء.
هب محمود يهجم عليه يهدر به بغضب: بسببك أنت خاض الناس في سيرتها أيها الحقير.
قام الرجال يفصلون بينهم، بحسم قال عصمت لمحمود: اهدأ، من لا يستطيع التحكم في غضبه فلينصرف.
جلس محمود وهو يغلي غضبا بجوار مروان الذي لا يقل عنه اشتعالا.
سأل الحاج بدير محسن: هل طلقت زوجتك محسن؟
أومأ محسن برأسه ايجابا ولم يضيف، فعاود سؤاله: هل سمعت ماقيل اليوم في القرية بسبب الطلاق.
بغضب قال سيد والد محسن: ومالنا نحن وحكي النساء، انتهي نصيبه معها فطلقها لم هذه الجلبة، القرية تعج بعشرات المطلقات، هل كل مطلقة سيهجم أهلها لإرجاعها بالقوة.
تحكم عصمت في غضبه حتي لا يقوم ويضربه، بينما أمسك مجاهد محمود بقوة حتي لا يتحرك من مكانه.
بهدوء قال الحاج بخيت أحد المحكمين: تعرف ياحاج سيد أن طلاق محسن وزوجته مختلف، ثم نظر إلي محسن يسأله بدون مواربة: هل رأيت علي زوجتك مايشين؟
هب محسن بصدق يجيب: لم أجد منها إلا كل خير، هي من أطهر النساء.
بمهادنة أضاف بخيت: مادمت يابني لم تر منها مايسىء فلتعدها إلي عصمتك وننهي هذا المشكل.
صمت الجميع، كان أهل صفاء يحترقون، لا يريدون عودتها لذلك الحقير ولكن ليس أمامهم حلول أخرى، بينما محسن عزم على أمر آخر، منذ الفجر وسماعه لما دار بالقرية من همسات، علم أنه أذى صفاء أذية لا يمكن الغفران بها، في لحظات ذهاب عقله بالغضب كان أول ذابحيها، يعترف أمام نفسه أنه المخطأ ولكنه يدرك أنه لن يستطيع العودة لها، لقد انكسر شىء بينهما، علي الأقل الآن ربما عندما يتعافى يعود لها وهو يعلم أنها لن ترده بصفائها وطيبة قلبها، وعلي أعتاب رجولته المذبوحة قام يصرح في المجلس: لن أعيدها.
هاج المجلس وقبل أن يهب الجميع بما فيهم عصمت ليضربه أضاف بقوة: سأعوضها.
قام مروان يصرخ فيه: هل ننتظر عوضك ياشبيه الرجال؟
قام المحكمين يهدئون الجالسين للمرة التي لا يعرفون عددها اليوم، جلسات العرض والشرف هي أصعب الجلسات التي يمرون بها، فالشرف لا يرده إلا الدم.
مال والد محسن عليه يوبخه: أي تعويض تتحدث عنه هل جننت؟ أعدها ودعها بالبيت تخدم أمك، وتزوج أنت بمن لا تأنفها نفسك لن يلومك أحد عندها.
استمع محسن لكلمات والده بجمود دون أن يرد، ما إن هدأ الوضع حتي قام مرة أخري مكملا حديثه: أشهد الجميع مرة أخرى أنني لم أجد في زوجتي مايسؤها، وأنني مخطأ في طلاقها، وللضرر الواقع عليها مني أعوضها بأغلي ماعندي، لم تسافر صفاء معي بسبب أقساط الأرض التي كانت تلتهم راتبي، كانت الأرض سبب فراقنا ولذلك أهديها لها خالصة كامله وأنا أعلم أن ما حدث لها لن يرممه كنوز الدنيا بأسرها.
صمت عصمت مفكرا، الأرض هنا هي مصدر فخرهم، أن يهدي رجلا امرأة أرضا كتعويض عما سببه فهو اقرار منه أنه المخطأ، ولكنه لا يكفي، التمعت عيناه بفكرة فرفع عينه لمحسن الذي كان والده يهدر به بغيظ: هل جننت؟ أي أرض تلك التي ستعطيها لها، أعدها لعصمتك وانهي الإمر.
صمت محسن ولم يرد، بينما قال عصمت بصوت هادئ: أقبل العوض ولكن بشرط، أن تكتب الأرض باسمها.
استهجن برعي أحد المحكمين كلام عصمت: ومنذ متي تكتب الاراضي باسم النساء ياعصمت، هل أنستك معيشة المدينة عادتنا.
صمت عصمت قليلا، برعي معه حق، هنا النساء تورث المال ،الذهب، لكن لا تورث الأرض، الأرض تبقي لرجال العائلة يتوارثوها ويزيدوها.
رفع بصره لبرعي يجيبه: فلتكن صفاء أول من يكتب باسمها أرضا ببلدنا يا برعي، حتي يقول الناس طليقها كتب لها أرضا تعويضا عما أصابها منه، ليعلم الناس أن ابنتنا لم تخطىء وأن طليقها أساء إليها بأشنع الطرق.
ثم التفت إلي أشقائها وأعمامها يسألهم: هل ترضون؟
هز الجميع رأسهم بالموافقة، فالرجوع أغلقت أبوابه، والضرر انتشر فليكن العوض حديثا تتناقله الألسن انبهارا، عل حديث الانبهار يلغي الولوغ بهتانا بعرض ابنتهم.
هب مروان يقترب من المحكمين يفتح لهم هاتف صفاء يقول: أما أنا فلا أرضي بغير أن تقرأوا ماكتب هنا، حتي لا يشك أحد يوما بشقيقتي، أخبروهم أنكم قرأتم رسائله، وتبينتم براءتها بأعينكم، ثم نظر لشيخ القرية الحاج رأفت: وبالذات أنت ياشيخي، فلك مكانة عند الناس.
هب عصمت محذرا: ما الذي تفعله مروان، لا تنتهك خصوصيات شقيقتك.
رد مروان بغضب: لقد انتهكت خصوصيتها وانتهي الأمر، لا أريد أن يبقي أي شك في النفوس تجاهها.
هب محسن بغضب يعنفه: هل جننت مروان، هل ستعرض محادثاتي وشقيقتك، هل ستعرض صورها؟
بعنف مكبوت رد عليه: أنا أحافظ عليها لست مثلك.
وبحزم أعطاهم الهاتف قائلا: أقسم لن أوقع علي محضر الجلسة إلا بعد أن تقرأوا المحادثات وتتبينوا براءتها.
بمهادنة قال الشيخ: يا بني نحن لا نشك ببراءتها، وتعويض زوجها بأرض خير دليل علي طهارتها.
لم يلن وجه مروان وهو يفتح لهم الهاتف، كان قد موه صور صفاء بالفوتوشوب كما نصحه عمار، شعر محسن بأنه يتعري أمام الجميع، لأن يقرأ الجميع خصوصيات له بهذه الحميمية لهو أمر ذابح لرجولته المهدورة من الأساس بطلاقه لصفاء، عراها فتعري هو أمام الجميع، تمعر وجه الرجال وهم يقرأون بعض المحادثات، قرأوا بضع رسائل قليله ثم أغلق الشيخ الهاتف مقسما علي مروان: أقسمت عليك يابني لا تدعنا نكمل، قرأنا مايكفينا ومازاد من شقيقتك في أعيننا، وسيكون موضوع خطبة الجمعة المقبلة حديث الإفك الذي افتري به علي أم المؤمنين حتي ينتبه الناس لمغبة الوقوع في العرض.
التفت بدير إلي الجالسين قائلا: اتفقنا علي أن تكتب الأرض باسم صفاء، هل من معترض، حتي ننهي هذه الجلسة ونوقع.
صمت الجميع بينما والد محسن يغلي فالجلسة هنا سيف علي رقابهم، ارتضوها منذ سنين حكم وفيصل بينهم، كلمتها سيف لا راد له.
وقع الجميع علي الأوراق بينما قام محسن منكسا رأسه يخبرهم: أريد أن أنهي اليوم إجراءات نقل ملكية الأرض لصفاء، وأيضا اجراءات الطلاق، لأنني أريد السفر اليوم او غدا علي أقصي تقدير، وإذا تبقت بعض الاجراءات الخاصة بالأرض سينهيها أبي بالتوكيل الذي معه.
هدر به مروان بغيظ: وهل نحن تحت أمر سيادتك؟
أمسك مصطفي بكف أخيه يضغط عليه وهو ينظر لمحسن بهدوء: نحن أكثر استعجالا منك علي فك هذا الرباط الذي يخنق أختي، اليوم ستطلقها، نظر لساعته ثم أردف: سأذهب لأحضر أوراق صفاء الشخصية من بيتنا، نتقابل بعد ساعة هنا.
تحركوا سويا تاركين محسن ورائهم دون التفات، محسن الذي انفجر به والده انفجارا كارثيا: هل يعجبك مافعلته، أوقعت علينا الخطأ بتهورك، أذهبت سنين غربتك وشقائك لمن لا تستحق.
بانكسار رد: بل تستحق وأكثر، سأتقابل مع مصطفي بعد ساعة لأنهي هذا الأمر، لن أستطيع اليوم بالطبع انهاء جميع اجراءات نقل ملكية الأرض، المتبقي انهيه أنت يا أبي بالتوكيل الذي معك، سأذهب لأسلم علي أمي لأنني سأسافر اليوم.
- أي سفر في مثل هذه الظروف، هل حجزت تذكرة؟ أنت لم تنهي اجراءات الطلاق حتي، ربما نستطيع مراضاتهم وتردها وننهي الأمر.
بسخرية مريرة أخبر أباه: الآن تقول لي هذا الكلام، ألم تخبرني أمس أن جسد زوجتي لم يعد ملكي، انتهينا يا أبي ووقعنا علي محضر الجلسة، سأذهب لأجلب الأوراق وأسلم عليهم.
مشي منكس الرأس في القرية يستمع للهمسات الدائرة حوله بألم وقد زادت الهمسات واحدة، لقد تنازل محسن عن أرضه لصفاء.
احتضن عصمت سعاد بحنو يهدئها، ربت علي ظهرها بحنان يهمس لها: اهدئي ياسعاد، لقد مر الأمر، انتهي.
جلس مروان علي ركبتيه أمامها يقبل كفيها بحنان وهو يقول: اهدئي ياحبيبتي، لا أحب رؤية دموعك.
نظر عصمت لمختار الجالس منكس الرأس أمامه، بدا كمن شاخ فجأة، قفز العمر به لسنوات، باشفاق تطلع له عصمت فلم يراه أبدا منكس الرأس من قبل، حتى أنه رفض حضور الجلسة العرفية ووكل عصمت وأشقاؤه للحضور، أخبره مصطفي أنه لم يغادر المنزل منذ ما حدث، سألهم بخفوت: هل ردها؟
شهقت سعاد وهي تضرب بيدها علي صدرها: وحتي لو ردها هل سيكف هذا عنها ألسنة الناس؟ لقد تأذت المسكينة بدون ذنب لها.
رد عصمت: لم يردها يا مختار، وأحمد الله أن هذا لم يحدث فهو لا يستحقها، لقد عوضها.
اسود وجه مختار وهو يضرب الأريكة بقبضته بغل: عوضها وهل هناك عوض للعرض الذي تتآكله الألسن، دمه هو العوض الذي يرضيني.
بتحذير قال عصمت: لقد أنهينا القصة يا مختار وانتهينا، رضينا بتعويضه، الألسن ستكف بعد فترة، خصوصا أن الأرض هي التعويض، تعرف كيف ينظر أهالي القرية للأرض.
رفع مختار رأسه ينظر إليه متسائلا: أرض؟ أي قطعة أرض من أرضهم؟
بغيظ رد عليه مروان: القطعة التي اشتراها محسن منذ سنتين، تلك التي تمنيت دوما امتلاكها ولكن سعرها العالي حال بينك وبينها.
برقت عينا مختار، الأرض أصبحت له، لقد أزاد طينه قطعة أخري.
أكمل مروان: ولكن هذه الأرض ليست لك لقد اشترط خالي أن تكتب باسم صفاء.
استمع عصمت لهمس سعاد القابعة في حضنه: وماذا ستفيد الأرض بعد كسر ابنتي وتلطيخ سمعتها.
اغتم وجه مختار وقد غادرته فرحته اللحظية بالأرض، سأل مروان بجفاف: كيف حالها؟
كاد أن يجيب عصمت ولكن مروان سبقه يجيبه بمرارة:كسرت ذراعها ولكن اطمئن يا أبي فقد جبرت ستعود لطبيعتها مع الوقت قبل ضربك لها ولكن روحها كسرت هل ستستطيع جبرها فلم أجد علاج عند الأطباء.
تعالى بكاء سعاد من كلمات مروان، توسلت لمختار: بالله عليك دعني اذهب لاطمئن عليها.
بجفاف قال مختار: غدا تكونين هنا.
نظر مروان لأبيه بغضب من تحكمه فأشار له عصمت بالخفاء وقام من جوار سعاد ليجلس بجوار مختار متحدثا: اجعلها يومين يا مختار عند مروان الطريق متعب.
هز مختار رأسه موافقا فأضاف عصمت بخبث: وأنا شقيقها ألن تزورني، وبما أني أكبر من ابنك فلتجلس عندي الضعف، أربعة أيام.
زجره مختار: عصمت كف عن الاعيبك.
بمهادنة قال عصمت: يا صديقي اختي وأشتاق إليها، ووعد علي سأرسل لك شقيقتك لتمكث عندك شهرا كامل إذا كان هذا يرضيك.
زمجر به مختار غاضبا: لا ينقصني جنونها ابقها عندك.
كتم عصمت بسمته قائلا: ستحزن إذا سمعتك تقول ذلك، ولكن وعد مني لن أخبرها بشرط أن توافق علي مكوث سعاد عندي أربعة أيام ثم سأعيدها لمروان يوما واحدا تقضيه مع صفاء، وأنا سأحضرها بنفسي إلي هنا.
برفض هز مختار رأسه يخبره: لا أسبوع كثير، كيف ستدار شئون هذا البيت في غيابها.
تدخل مصطفي بالحوار: البيت به امرأتان يا أبي، مروة ورقيه ستتوليان الأمر، أليس كذلك؟
نظر إلي مروة ورقية اللتين ردتا بنفس الوقت معا: سنفعل كل شئ وكأنها موجودة.
ما إن هز مختار رأسه موافقا حتي هبت سعاد تقول بلهفة: هيا إذن لنتحرك الآن.
ربت مروان علي كفها بحنو: سنجري أولا اجراءات الطلاق ثم سننطلق يا حبيبتي.
اغتمت ملامح الجميع وهم يرجعون لواقعهم الأليم وتبعاته.

وقفوا واجمين عند مأذون قريتهم منتظرين قدوم محسن، رفض مختار القدوم وأوكل أولاده وعصمت للحضور، كان عصمت يحدث محمود بهدوء: محمود لقد انتهي الأمر، أعرف مدي الألم الذي تحيا به من كلام الناس بالباطل، ولكن يجب أن تتماسك لا تلتفت لاستفزاز الناس، لا ترد ومع الوقت سينسي الناس.
قال محمود باشتعال: لا أقدر يا خالي كلامهم يحرقني.
بحزم قال عصمت: يجب أن تتجاهل في كل مرة تفقد سيطرتك علي أعصابك تحيي الموضوع وتطيل أمده، تجاهل لتميت الموضوع يامحمود.
هز محمود رأسه موافقا، بينما همس مروان لمصطفي: أخشي ان يرفض المأذون اكمال اجراءات الطلاق لعدم وجود صفاء.
بجمود قال مصطفي: لا تقلق سيتم.
وصل محسن بمفرده، كان يركب إحدي السيارات، سمعوا كلامه للسائق بوضوح، لن أتأخر سأنهي الأمر وسننطلق للمطار علي الفور، ساد الوجوم طوال الاجراءات، ما إن وقع محسن علي الأوراق حتي التفت إلي مصطفي يقول له بهمس: أريدك دقائق مصطفي.
نظر إليه مصطفي بجمود وهو يتحرك معه للأسفل: وأنا أيضا أريدك.
أطرق للأرض بخفوت يخبره: أريدك أن تخبر صفاء..
لم يكمل فقد انفجر بركان مصطفي، منذ اثنا عشر يوما وهو متماسك، يكظم غيظه، يهدأ من حوله، يستوعب ويتجاهل الكلام الخائض بعرضه، أما الآن فقد طفح الكيل، لكم محسن بوحشية يصرخ به بغضب: إياك أن تذكر اسمها علي لسانك القذر.
اجتاح محسن كالاعصار الغاضب، وللعجيب لم يدافع محسن عن نفسه، بل تركه وكأنه يكفر عن ذنبه وفعلته.
وقف محمود ومروان يتطلعان للمشهد ببرود، سأل محمود مروان: هيا نساعده ونشفي غليلنا منه.
بشماته أجابه مروان: اتركه لمصطفي، مصطفي بحاجة لينفس عن غضبه حتي لا ينفجر.
نزل عصمت في تلك اللحظه فقد كان يتبادل حديثا وديا مع المأذون فقد كان صديقه أيام الدراسة، قطب بقلق وهو يسمع أصوات مكتومة، تفاجئ بما يفعله مصطفي، ولكنه للغريب وقف بجوار مروان ومحمود مكتفا يديه يشاهد، بتذمر قال له مروان: تفرق بيننا خالي، لماذا لا تنهره وتقول له كف.
-لأنه ليس مجنونا مثلكما يعرف متي سيتوقف.
وبالفعل بعد قليل توقف مصطفي ورمي محسن أرضا، كان يلهث وهو ينادي للسائق المنتظر ينظر له برعب: ساعده علي الركوب، لا أريده في القرية بعد الآن.
ثم تحرك لهم يسألهم بهدوء: هل تأخرت عليكم؟
استمع كريم لكلمات والده يشرح له ماحدث، زفر براحة وهو يغلق معه الهاتف مخبرا الجميع بما حدث، سألته مرام بحيرة: وهل هذا أمر جيد؟ هذه أول مرة أسمع بها عن الجلسات العرفية.
ردت حماتها بسخرية: ومن أين ستعرفين يا زوجة ابني، لنا عادتنا وتقاليدنا.
زفر كريم بضيق، يومه طويلا ولم ينم منذ أمس وأمه لم تساعده بهجومها الدائم علي مرام، انغلقت عيناه بارهاق، فربتت مرام علي كفه هامسة: اصعد ونم قليلا كريم حتي يصلوا.
هز رأسه رافضا ومازال مغلق العينين يرجو سويعات قليلة يرتاح فيها، سألت سميرة منال التي خرجت للتو من الحجرة التي تنام فيها صفاء: هل استيقظت؟
-لا.
بقلق سألتها سميرة: هل هذا طبيعي، لقد نامت طوال النهار، ولم تأكل شيئا.
همست مرام بخفوت: انها تهرب من واقعها بالنوم.
لمسة خفيفة ليد مرام وهمس لم يسمعه سواها: بمن تذكرك ياتري؟
فزوجته عندما يصيبها الضيق تهرب للنوم، وتنام بعمق علي عكس طبيعتها، سمع تساؤل والدته: ألن نوقظها لنخبرها بما حدث؟
أجابها كريم دون ان يفتح عينيه: دعي عمتي تخبرها يا أمي عندما تأتي، جيد إن خالي مختار اقتنع وتركها تأتي، صفاء بحاجتها.
صمت الجميع ولم يقطع الصمت إلا ضحكات الصغيرة علي حركات إياد التي يفعلها.
سأل عبد الله إكرام بود فور دلوفه للحجرة: كيف حالك الآن إكرام.
-الحمد لله ياعبد لله، مازال بعمري بقية.
جلس مالك علي قدمه فقبله بحنو بينما اقتربت ملك تسأله: ماذا اشتريت لي جدي؟
أعطاها عبد الله كيسا ممتلئا عن آخره بالحلوي، فاقتربت لينا منها تقول بحزم: هيا ملك اشكري جدك، سنترك الحلوى كما اتفقنا للصباح، والآن هيا لنغسل أسناننا لننام.
قفز مالك من علي قدم جده ينفذ كلام خالته، بينما تمردت ملك تقول: أريد أن أجلس معكم قليلا.
انحنت لينا تنظر في عينيها قائلة: إذا سهرت لن تستطيعي الاستيقاظ غدا للروضة ملك، يوم الخميس وعد سأتركك تسهرين قليلا اتفقنا.
بتردد نظرت ملك لها ثم هزت لها رأسها تقول: بشرط أن تقصي لي حكاية سندريلا اليوم قبل النوم.
-اتفقنا، سأنتظركم في غرفتكم هيا.
أسرعت ملك تنفذ الكلام، بينما التفتت لينا لوالدها تقول: سأنيمهم أبي وأحضر لا بد أنك مرهق.
ببسمة حانية أخبرها: لا تتعجلي حبيبتي أنتظرك.
تحركت لغرفة الصغيرين بينما تطلع والدها لصفية زوجته التي أصبحت صامته علي الدوام، بعد وعكة شقيقتها ساءت حالتها أكثر، لن يصمت علي هذا الوضع أكثر من هذا سيجبرها علي الذهاب للطبيب، كان علي جالسا صامتا هو الآخر، بينما في المطبخ كانت سلوي تقول للمياء: لقد سئمت من هذا الوضع، كل يوم أترك بيتي وأحضر للطهي والتنظيف، فليتزوج وليريحنا، وتأتي خالتي إكرام لتستقر معنا، فهي سترفض تركه بمفرده مع الأولاد.
زجرتها لمياء وهي تنظر للباب: اخفضي صوتك حتي لا يسمعك أحد، أي زواج تتحدثين عنه، هل أنت مجنونة، لم يمضى شهر حتي علي وفاة زوجته، هي فترة طارئة بسبب تعب خالتي فلنتحملها سلوي، واذا تعبت أبق أنت في بيتك وأنا سأحضر.
بامتعاض أخبرتها لمياء: وكأن حسام سيتركني تعرفين مدي ارتباطه بأمه، حسام الذي لم يجلس مع الأطفال أبدا يجالسهم الآن برضي لأخدم أخيه وأبنائه.
زفرت لمياء بضيق من نزق أختها، بلوم قالت: نحن لا نفعل شئ لأبنائه وأنت تعرفين، لينا تقوم بكل أمورهم، الطهي والتنظيف لن ينقصا منا شيء لمياء.
استمع علي لكلامهم بمرارة، كان قد قام يفتح الباب بعد سماع صوت الجرس، وكأن القدر يسمعه شكوي سلوي زوجة أخيه وضيقها بحمله، ومعها حق من سيتحمل عبء رجل بطفلين مع أعباء الحياة التي تخنق الجميع، انتبه علي صوت الجرس الذي تعالى مرة
أخري، فزفر بضيق وهو يتحرك ليفتح الباب، ابتسم بشحوب لجاره بالطابق السفلي أحمد مغمغا بتحية يسأله عن حاله.
بارتباك سأله أحمد: هل أتيت بوقت غير مناسب علي؟ أعتذر ولكن موعد سفري بعد يومين وكنت أريد رد مبدئي حتي أرتب شئوني، أعتذر علي حقا أعرف أن الوقت غير مناسب تماما ولكن..
قاطعه علي: لا عليك أحمد، لينا مثل شقيقتي، انتظر دقيقة عمي عبد الله موجود.
دخل علي يخبر عبد الله بينما سلوى قطبت حاجبيها بفضول ثم همست لأختها: هناك شيء، سأذهب لأري.
نهرتها لمياء: ما الذي تقوليه سلوي هل جننتي؟
تحركت سلوي خارج المطبخ تستطلع الأمر.
بعد دقائق كان أحمد يجلس مرتبكا بجوار علي الذي قدمه لعبد الله: أحمد جارنا منذ سكنا هنا عمي، إنه يريدك بأمر خاص.
تطلع عبد الله بحيرة للشاب لا يفهم مايريد، تنحنح أحمد وبدأ بالحديث: اسمي أحمد عمري أربع وثلاثون عاما، أملك شقة هنا في الطابق الثاني، أقيم فيها مع أمي وشقيقتي، أنا طبيب عملي بأحد المحافظات الحدودية، مقيم هناك بصفة دائمة وأنزل اجازة أربعة أيام كل شهر، أعرف أن الوقت غير مناسب ولكن حدثت علي برغبتي في خطبة الآنسه لينا، اجازتي تنتهي بعد يومين وكنت أريد فقط معرفة رأيكم قبل سفري، وبالطبع أعرف أنكم في حالة حداد وأتفهم وأعتذر عن فتح الموضوع بهذا التوقيت، ولكني كنت فاتحت علي برغبتي قبل وفاة زوجته رحمه الله في اجازتي السابقة، وبالطبع سيكون مكان اقامتنا في المدينه التي أعمل بها، انها تبعد خمس ساعات بالسيارة من هنا.
ساد الوجوم وجوه الجميع، صفية التي شحب وجهها وهي تشعر إن ابنتها بلا قيمة فالناس هنا تتحدث عن خطبة ولم يمر شهر علي وفاتها، علي الذي كان يسأل نفسه كيف كانت لتكون فرحة تسنيم بخطبة شقيقتها، أما إكرام فسيطر عليها الهلع وهي تتساءل كيف سيتصرفون مع ملك ومالك بدون لينا؟ انهم يعتمدون عليها بكل أمور الصغيرين، هي الوحيدة التي تستطيع السيطرة عليهم واقناعهم بما تريد، ماذا سيفعل علي، انها مرعوبة منذ وعكتها تخشى أن يحين أجلها فتترك على يصارع الحياة مع صغيرين بحاجة لأم، أما عبد الله فكان غارق بين احساس الحزن علي تسنيم والفرح لأجل لينا، مشاعر مختلطة تمكنت منه فلم يعرف بما يرد، أما سلوي فانتابها الهلع، هل ستتحمل مسئولية طفليه، أمور المنزل ليست متعبة بقدر العناية بطفلين، أسرعت إلي أختها تخبرها بما يحدث.
تنحنح عبد الله يخبره بهمس: نعم بني تذكرت حدثني علي بالفعل قبل وفاة تسنيم رحمها الله عنك، ولكنك تعلم الظروف هذه الأيام، سأحادث ابنتي وسأرد لك خبرا.
قام أحمد يشكره ويستأذن آملا أن تكون إجابة طلبه الموافقة، فهو سُحر بلينا منذ رآها، تمتلك جاذبية فريدة أسرته، قام علي يوصله بينما عزمت سلوي علي طرح فكرتها عليهم التي تعفيها من تحمل أعباء غيرها، بصمت قامت صفية، فأمسك عبد الله يدها يسألها: إلي أين صفية؟
بشحوب مميت أجابته: سأصلي.
راقب انصرافها وهو يتساءل متي ستعود لطبيعتها، بينما أسرعت سلوي تدخل ولمياء خلفها تحاول ايقافها، أسرعت بالقول: ماذا سيحدث للصغيرين إذا تزوجت لينا، إنهم يعتبروها أم لهم، هل سيفقدون أمهم مرتين؟
قطب عبد الله حاجبيه بضيق ولولا احترامه لإكرام لأحرج سلوي، بينما التفتت إليها إكرام بغيظ، سلوي زوجة ابنها التي تقذف كلامها دون تفكير فتؤذي من حولها دائما وعندما يعاتبوها تخبرهم أنها صريحة، لا تدري لما لا تشبه شقيقتها لمياء باتزانها وذوقها، قالت لها إكرام بضيق: فليسعدها الله يا سلوي، لن تقف حياتها من أجل الطفلين، فليبارك الله في أبيهم ويعوضهم.
بإصرار استمرت سلوى غير عابئة بمحاولة لمياء جرها خارج الغرفة: مادام الأولاد يحبوها، وعلي في النهاية رجل وسيتزوج في يوم ما فليتزوجها هو إذن.
رفع عبد الله بصره إليها بغضب ناويا توبيخها ولكن كلامها سمره: لا أقصد الاساءة عمي، انا كنت أحب تسنيم ولكن الحياة لن تقف لموت أحد، أنت نفسك تزوجت بعد وفاة زوجتك وأنجبت، لينا أولي بأولاد شقيقتها وعلي أولي بلينا من الغريب.
تمتمت لمياء باعتذار مرتبك وهي تجرها قسرا خارج الغرفة، بينما تلاقت عينا إكرام وعبد الله للحظة قطعها دخول على وتساؤله: هل حدث شيء؟ لماذا يتشاجر سلوي ولمياء؟
نكس عبد الله وإكرام رأسيهما ولم يردا، بينما تساؤل تحكم بعقل إكرام( مالمانع بأن تكون لينا زوجة علي؟)
أغلقت منال باب الحجرة بهدوء، ثم تحركت لغرفة المعيشة التي يجلس بها الجميع تقول: لقد نامتا، لم يشعروا بي حتي عندما دخلت.
قام مروان يقول: يجب أن أوقظهم، لم يأكلا شيئا منذ الصباح.
أمسك عصمت يده يخبره: اتركهم يا مروان، هم بحاجة لبعض الراحة، أكاد أجزم أن سعاد لم تنم منذ ما حدث، وصفاء بحاجة الآن إلي أمان حضن سعاد أكثر من أي شيء آخر.
ثم قام من مكانه يقول: هيا يا سميرة أنا أيضا متعب للغاية، نأتي في الصباح إن شاء الله لنطمئن علي صفاء.
بإرهاق سلم علي الجميع وتحرك مع سميرة وكريم الذي كانت عيناه منغلقة من قلة النوم، سألته مرام التي كانت تتحرك جوارهم تمسك بيد إياد الذي يتثاءب بإرهاق: لماذا لا تبقي معنا اليوم عمي، ما دمت ستأتي في الصباح، لتنم عندنا الليلة أنت وخالتي، وغدا الجمعة لا يوجد عمل لديك.
بحرج رد عصمت: لا أريد ازعاجكم حبيبتي.
شد كريم أباه من يده ليصعد معه: أي ازعاج أبي، هيا كلنا مرهقون للغاية، لتنم عندنا الليلة.
تحرك عصمت باستسلام مع كريم تجاوره سميرة، ما إن دخلوا المنزل حتي قالت لهم مرام: سأجهز عشاء سريعا.
قال عصمت بارهاق: أنا أريد النوم فقط حبيبتي.
كان إياد يقفز بسعادة وهو يسأل جده: هل ستنام بجواري جدي؟
حمله عصمت يقبله: بالطبع يا حبيب جدك.
ابتسمت مرام لسعادة ابنها، وأسرعت تجهز لهم الغرفة، فمصمصت سميرة شفتيها: لك حق أن تفرح بني، ومن غيرنا يسأل عنك ويزورك، فأمك تبدو مقطوعة من شجرة، لم أجد أحد يزورها منذ تزوجت ابني.
بنبرة محذرة همس عصمت باسمها فأشاحت بيدها، اخترقت الكلمات أذن مرام فآلمتها ولكنها تجاهلت كالعادة وهي تعود إليهم تخبرهم أن الحجرة جاهزة، دقائق وكان الجميع بالحجرة غارق بالنوم، دلفت مرام لحجرتها فوجدت كريم يغير ثيابه وفور أن انتهي رمي بنفسه علي الفراش بتعب، اندست بجواره هي الأخري تهمس: اليوم كان متعب للغاية، وأنت لم تنم طوال النهار.
انغلقت عيناه ولم يستطع الرد حتي عليها، فعادت تسأله بخوف: كريم، هل من الممكن أن تفعل ما قالته والدتك بشأن صفاء.
فتح عينه يرد عليها: مرام انسي ما قالته أمي لقد كانت منفعلة، صفاء كشقيقة لي. هل فهمتي؟
-هل ستتركني يوما كريم؟
بلوم قال لها: ما هذا الكلام مرام، أنا لن أتركك يوما، أنت حياتي ودنياي.
اندست في حضنه بخفوت تقول: أنا شريرة أليس كذلك، بماذا أفكر وهي علي هذه الحالة، أنا أحبها للغاية، وأحب عمتك سعاد، أنها رائعة، حضنها جميل للغاية.
-أنت لست شريرة، لا تقولي علي نفسك هذا مرة أخري، حضن عمتي سعاد يذكرني بحضن أمي، دافيء ويمتلأ بالحب.
سألته بخفوت: هل هو جميل؟
بعدم فهم سألها وهو يقاوم انغلاق عينيه: ماهو؟
-حضن الأم؟
أغلق عينيه يداري انفعاله عنها، وهو يسب والدتها في سره، أمها تلك المرأة المتحجرة، في كل مرة تراها فيها مرام تتألم، تظل تصارع شبح الاكتئاب لفترة حتي تتعافي من زيارة أمها، يوم واحد تراها لساعه كل عام، تسلم عليها ببرود وهي تراقب انفعالات زوجها بتوتر كأنما تخشي التعبير عن شوقها لابنتها فيغضب.
بلهجة متآمرة همس لها: حضنك أجمل من أي حضن يامرام، أشعر فيه بالهدوء والسكينة والراحة، ولكن لا تخبري أمي أني قلت هذا.
ضحكت وقد بدأ الخدر يتسلل لعقلها تسأله: لو أخبرتها برأيك ماذا ستفعل؟
- سترميك من النافذة.
ضحكة مكتومة هي آخر ماسمعه قبل أن يغرق بالنوم فجأة تبعته مرام لينهوا يوم طويل متعب.
***********

بشرود يتطلع من نافذة الطائرة، وجد حجزا بصعوبة في درجة رجال الأعمال، لم يهتم بما دفعه فقد كان همه الوحيد هو الهروب من بلده والعودة للغربة.
يعود اليوم إلي غربته بعيدا عن الأهل والأحباب وقد اغترب عن نفسه،
ما أقسي ان تغترب عن نفسك التي تسكن جنبيك.
تشعر نفسك لا تعرفها لا تفهمها بل احيانا تنفر منها.
فبداخله تكون شخص لا يعرفه ولا يألفه، شخص يحتقره وربما يكرهه، شخص فاقدا لكل معاني الرجولة في نظره، عاد مسخا في نظر نفسه، سافر شخصا وعاد آخر، الشئ الوحيد الذي يتفق مسخه مع شخصه القديم انه مازال ينبض لصفاء، كلاهما أحب صفاء، وكلاهما آذاها، عاد والسواد يحاوط قلبه غير عالما هل سينقذ نفسه من هذه الحالة أم سيبتلعه مسخه المشكل داخله وينتصر.
ولكن مسخه ونفسه القديمة اتفقا علي أمر واحد، الانتقام لصفاء، الانتقام ممن فعل هذا، ويا ويل ممن سيقع بطريقه.

انتهي الفصل
أتمني متحرمونيش من آرائكم بالفصل، دمتم بخير🌹🌹🌹🌹













hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-21, 01:00 AM   #94

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 8 والزوار 14)
‏hollygogo, ‏dalia22, ‏Lazy4x, ‏جاسمن81, ‏KoToK, ‏رونى تامر, ‏Moon roro, ‏صباح مشرق


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-21, 02:10 AM   #95

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 19 ( الأعضاء 7 والزوار 12)
‏hollygogo, ‏كل الاحلام, ‏أم نسيم, ‏الياسمين14, ‏mooogah, ‏supermumy, ‏جاسمن81


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-21, 03:52 PM   #96

لامار جودت

? العضوٌ??? » 290879
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,601
?  نُقآطِيْ » لامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond repute
افتراضي

ابدعتى حبيبتي فصل ولا أروع

لامار جودت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-21, 03:54 PM   #97

لامار جودت

? العضوٌ??? » 290879
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,601
?  نُقآطِيْ » لامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond repute
افتراضي

انتى فعلا كاتبة متميزة أتمنى لكى دوام التوفيق

لامار جودت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-21, 12:05 AM   #98

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لامار جودت مشاهدة المشاركة
انتى فعلا كاتبة متميزة أتمنى لكى دوام التوفيق
حبيبتي تسلمي يارب علي كلامك الحلو 🌹🌹🌹ممنونة لمتابعتك وتشجعيك


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-21, 12:09 AM   #99

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لامار جودت مشاهدة المشاركة
ابدعتى حبيبتي فصل ولا أروع
تسلمي مبسوطة ان الفصل عجبك🌹🌹🌹


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-21, 02:03 AM   #100

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 3 والزوار 10)
‏hollygogo, ‏Soy yo, ‏Soaad yamen


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:31 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.