آخر 10 مشاركات
قساوة الحب - أروع القصص والمغامرات** (الكاتـب : فرح - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          عاشق ليل لا ينتهى *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : malksaif - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          وَجْدّ (1) *مميزة** مكتملة* ... سلسة رُوحْ البَتلَاتْ (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )           »          485 - قلب يحتضن الجراح - كارا كولتر ( عدد جديد ) (الكاتـب : Breathless - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          5 - الرجل السراب - جانيت ديلي - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : gasmin - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree626Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-03-21, 10:18 PM   #151

سوزان سول

? العضوٌ??? » 485482
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 70
?  نُقآطِيْ » سوزان سول is on a distinguished road
افتراضي


في فصل اليوم ننتظر بفارغ الصبر

سوزان سول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 01:20 AM   #152

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سوزان سول مشاهدة المشاركة
في فصل اليوم ننتظر بفارغ الصبر
ايوه أن شالله حالا حينزل


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 01:24 AM   #153

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الفصل العاشر

زفرة ارتياح أطلقتها إكرام من أعماقها، شعرت بطاقة تدب في أوصالها كأنها عادت شابة، زفرة اطمئنان على ابنها الأصغر وأولاده، بداخلها ثقة كبيرة أن لينا ستكون العوض لعلي، أسكتت جميع أصوات عقلها الناهر لتصرفها، فقط استمعت لصوت قلبها الذي يعج بحب أناني لأولادها فيملكه، بصوت مبتهج أخبرت الجمع الملتف الساهم كأن علي رؤوسه الطير: غدا صباحا نذهب للمستشفي لاجراء الفحص الطبي ومساءا نعقدالقران ان شاء الله، أليس كذلك ياعبد الله؟
أومأ عبد الله رأسه برأسه موافقا دون رد، فعادت تلتفت للينا تردف: وأنت حبيبتي جهزي حقيبتك حتي تأتي لتنيري بيتك غدا، ثم التفتت للأطفال بوجه مبتهج تكمل: إن شالله ستأتي خالتكم لينا غدا لتعيش معكم علي الدوام.
ابتهج الاطفال وطار النوم من عيونهم، قفزوا بفرح مبتهجين بالخبر ، بينما استنكر عبد الله قولها: ماهذا الذي تقوليه يا إكرام، لم هذه العجلة، أليس من حقها فرح وفستان..
قطع عبارته بمرارة، كاد أن يقول من حقها ثوب زفاف أبيض، ولكن هل سيقيم زفاف وفرح وجرح فراق تسنيم لم يبرأ بعد، هل ستلبس ثوب أبيض لزيجة تمت بالاجبار لكلا الزوجين، لم يرد أحد علي عبارته وجموا جميعا، بعد وقت إجابته إكرام: سنفعل لها كل ماتريده يا عبد الله ولكن بعد مضي بعض الوقت المناسب ومعرفة صفيه، فلتأتي غدا بيننا وأعدك أنني سأضعها في عيني.
اقترب مالك من خالته يسألها برجاء: فلتبقي معنا اليوم خالتي.
كانت لينا صامته منذ نطقت موافقتها، ضمته فقط بينما ردت جدته: اصبر يوما واحدا مالك وإن شالله ستبقي خالتكم معكم طول العمر.
قام عبد الله بوجوم لم يفارقه وسحب لينا برفق قائلا بهدوء: سننصرف الآن.
رافقتهم إكرام للباب وأخبرتهم قبل انصرافهم: سيتصل بكم علي صباحا لنذهب للمستشفي.
ودعتهم بابتهاج لم يفارقها، وعادت لأولادها الواجمين فلم تلقي لهم بالا وسحبت لمياء من بينهم لترتب معها يوم الغد.

************

ساهم مشوش منذ أمس، منذ ترك سلمي وهو علي هذه الحال، كلمته عدة مرات وهو أجابها خشية أن تفعل شئ بنفسها، هرب من حصار زوجته القلق المتسائل علي حاله الغريب، فتهرب منها مخبرا إياها أنه قلق علي صديقه الذي يفكر بالانتحار، حمد الله انها صدقته ببرائتها بل ودعمته بحبها اللامشروط له مما زاد من احساسه بالذنب الخانق له أنه يخدعها، سأله عمار بقلق: هل هناك شئ كريم، أنت لست علي طبيعتك اليوم، هل هناك مايضايقك؟
هز كريم رأسه نفيا، لا يدري لم لسانه منعقد ولا يريد الحكي لعمار، قال له بوجوم: لا يوجد شئ أنا بخير.
تطلع إليه عمار بعدم تصديق ولكنه تركه علي راحته، دخلت عليهم مرام المكتب تسألهم بمرح: ألن تنصرفوا؟ ما هذا الاجتهاد المفاجئ!
قام عمار من مكانه يرفع يديه يمازحها: تركنا لك الاجتهاد مهندسة مرام لقد سرقنا الوقت ليس إلا.
قام كريم بوجوم مقتربا منها لينصرفوا سويا.
بعد بعض الوقت أوقف كريم سيارته أمام البيت والتفت لمرام يخبرها بخفوت: اصعدي أنت وإياد عندي موعد مهم وسآتي فور انتهائي.
مسدت علي كفه برقة تسأله: هل ستذهب لمقابلة صديقك؟
عصف به الذنب من سؤالها فأخفض عينيه يجيبها: ربما.
أومأت برأسها متفهمه والتفتت لإياد الذي يقاوم النوم تخبره: هيا بنا إياد سنصعد نحن، بابا لن يأتي معنا، ثم التفتت إلي كريم قائله: ما رأيك أن تصعد لتناول الغذاء ثم تذهب لصديقك.
-ليس عندي شهية للطعام مرام.
نزلت مع ابنها بهدوء وهي تلوح له مودعة، ظل يراقبهم حتي دخلوا البناية، زفر بضيق وهو يشعر بالعجز، لا يدري ماذا يفعل، هل زواجه بسلمي بالسر هو الحل، هل سيوافق والده، جزء من عقله ينهره يحذره أنه في يوم ما سينكشف السر، عندها ستتألم مرام وهو لا يريد أبدا إيلامها، بينما قلبه يدفعه بقوة خوفا علي سلمى من جنونها الذي يعرفه جيدا، وهناك صوت خافت يأتي من قلبه يشجعه لماذا لا ينعم بحبه؟ لماذا لا يفوز بحبه الأول وقد أهدي إليه بلا أدنى جهد منه، جاءه علي طبق من ذهب فهل من عاقل يرفض هدايا القدر، أدار سيارته متجها لمنزل والده، فهو بكل الأحوال لن يخطو خطوة بدون موافقته.
بعد مرور ساعة
تطلع عصمت إلي كريم بقلق، منذ قدومه وهو ساهم ساكت رفض تناول الغذاء معهم، جلس بجواره بعد أن غسل يديه: هل ستخبرني ما بك أم ستستمر بالانكار.
بينما اقتربت سميرة تسأله بغيظ: لماذا لم تحضر إياد معك، أم أن زوجتك المتكبرة لم تقبل.
زفر كريم بضيق يجيبها: مرام لا تعرف أني سآتي إليكم أمي، لم أخبرها.
ثم التفت لأبيه مكملا حديثه: أبي أريد الحديث معك بأمر هام.
تطلعت إليهم سميرة بفضول، وقلب الأم يدلها أن كريم به خطب ما.
أشار عصمت لولده فتبعه لغرفة المعيشة مغلقا الباب ورائه مما جعل فضول سميرة يقفز لذروته، فاقتربت من الباب بحذر تستمع لما يدور خلفه.
ما إن جلس كريم حتي اقترب عصمت منه يجلس بجواره يسأله بقلق: ماذا حدث، أقلقتني، هل هناك مشاكل بالعمل؟، هل تحتاج للمال؟
هز كريم رأسه نفيا وهو يجبب أبيه بخفوت: لا أبي المكتب يسير بشكل جيد، لا احتاج لشئ.
صمت عصمت منتظرا حديث ولده، كان كريم يفرك يديه بتوتر، لا يعلم هل الخطوة التي سيخطوها صحيحة أم لا، ولكن قلبه يدفعه، استجمع شجاعته ورفع عينيه يقول لأبيه: أنا أريد الزواج.
اخترقت العبارة أذن سميرة فلوت فمها مغمغمة: كنت أعرف أن تلك القصيرة لا تملأ عين ابني المسكين.
أرهفت سمعها منتظرة رد زوجها الذي لم يتأخر، سمعت صوته المستنكر يقول: تتزوج؟ على حد علمي أنت متزوج ولديك طفل وتعشق زوجتك.
زفر كريم بضيق وهو يشعر أن الحوار مع والده لن يكون سهلا، قال لوالده بنزق: أبي أنا أعرف بالطبع أني متزوج، أنا أريد الزواج بامرأة أخرى، وهذا حقي ألم يحلل لي الشرع ذلك؟
-هل أنت مدرك لما تقوله كريم؟ هل تظن أن الزواج بأخري أمر سهل؟ هل ستقامر ببيتك وبمرام، هل ستؤلم مرام بهذا الشكل وأنت الذي تخاف وتحرص علي مشاعرها كأنها ابنتك وليس زوجتك.
هرب كريم من عيني والده المتفحصتين وهو يجيبه: لن أخبرها.
بذل عصمت مجهود كبير حتي يحتفظ بهدوئه وهو يسأل سؤال يعلم إجابته: لن تخبرها بماذا؟
بنزق قال كريم: لن أخبرها بزواجي، سأخفي الأمر عنها حتي لا تتألم.
بهدوء سأله عصمت: هل تظن أن بإمكانك إخفاء أمر كهذا كريم؟، إنه زواج وصدقني بحدس الأنثي لديها ستعرف بعد أول ليلة تبيت فيها عند الأخري، ثم أخبرني كيف ستبرر لها غيابك أنتما تعملان معا بنفس المكان، مواعيد عملكما واحدة كيف ستبرر مبيتك عند الأخرى.
بضيق أجابه وهو يدرك منطقية كلام أبيه: لن أحتاج للمبيت، اتفقت مع سلمي أني سأقضي معها عدة ساعات كل أسبوع و هي متفهمة للأمر.
بغضب سأله والده: أي زواج وأي اعوجاج هذا!، من تلك التي ترضى بعدة ساعات من وقتك كل أسبوع، لماذا تقبل بهذا من الأساس؟ وأين أهلها من كل هذا؟.
-هي ستقنع أهلها أبي، ما إن توافق حتى سنذهب لطلبها ونعقد القران، لقد كانت سلمي حلمي أبي وأنت تعرف جيدا.
قفزت مؤشرات الخطر عند عصمت للذروة وهو ينتبه للاسم، سأل ابنه بحذر: سلمي أليست تلك الفتاة التي كنت مرتبط بها أيام الجامعه ؟ ألم تكن متزوجة؟
آجابه كريم بأمل في موافقته: هي أبي، لقد طلقت وانتهت عدتها، لقد فتح لنا القدر فرصة أخرى للقاء، لقد كانت حلمي.
انتقي عصمت كلماته جيدا فالامر شائك، ليس مجرد نزوة يعيشها ولده، قال بهدوء: أعرف مدي محبتك لها في الماضي كريم بالطبع وانها كانت حلما لك، ولكن القدر وتعنت والدها فرقكما، لم أتأخر وذهبت معك يومها لطلبها رغم أنك لم تكن انتهيت بعد من دراستك الجامعية، ولكن الآن الوضع اختلف لقد رزقك القدر بملاك، أنت تعشق زوجتك بني، لماذا ستهدم حبكما وتدخل دخيلة بينكما.
أجابه بصدق: مرام غالية علي يا أبي، ولا أرغب في إيلامها لذلك سأخفي عليها زواجى من سلمي، مرام لا أشعر ناحيتها بتلك المشاعر، هي غاليه علي نعم ولكن لا أعشقها كما تقول، لا أشعر ناحيتها بمثل شعوري ناحية سلمى.
حدق عصمت بوجه ابنه كمن يتطلع لمخبول، مستنكرا قال: هل أنت معتوه؟ من هذه التي لا تحبها؟ أنا لم أجد رجلا يدلل زوجته ويهتم بها كما تفعل أنت، لهذه الدرجة لا تفهم نفسك وأنت بهذا العمر.
لم يجد كريم الوقت لإجابة سؤال أبيه، فلقد اقتحمت والدته الحجرة تقاطع حديثهم، توجهت لعصمت بكلامها مستنكرة بضيق: هل الحب بالاجبار، أخبرك أنها لا تكفيه ولا يحبها، اجعله يفعل ما يشاء، ثم التفتت إلي كريم المذعور من معرفتها مكملة بفرحة: افعل ما تشاء حبيبي، تزوج بمن شئت ولتنجب لي أحفاد كثيرة.
هدر بها زوجها بغضب: هل جننت سميرة، هل تتنصتين علي حديثي مع ابنك.
انكمشت من صراخه كعادتها عندما يغضب تصمت، فهي الأدري بغضب زوجها الحليم، قام كريم محاولا تلطيف الجو حتي لا تحدث مشكلة بين والديه بسببه، قال لأبيه بلطف: اهدأ أبي إنها لم تقصد بالتأكيد.
ثم التفت إلي أمه مردفا برجاء: أمي أرجوك مرام لا تعرف شيئا ولا أريدها أن تعرف شيئا.
بحنق قالت له: وهل سنخاف منها، اذهب وأخبرها بوجهها، فلتحمد الله أنك نظرت إليها من الأساس.
بغضب صرخ بها عصمت: أقسم بالله يا سميرة إذا ذهبت وأخبرتيها بشيء ستكونين بالبلدة عند أخيك بنفس اليوم.
التفتت إليه مستنكرة وقد اشتعل طبعها العصبي غير منتبهه لحالة زوجها: هل تهددني؟ ومن أجل من؟ من أجل تلك القصيرة؟ ابنك لا يطيقها هل ستجبره علي العيش معها أي أب أنت!، فلتجعله يبحث عن سعادته وحبه.
هتاف عصمت الصارخ باسمها أخرسها وقد علمت أنها تجاوزت خطوطها الحمراء، عاد كريم يتوسلها: أرجوك أمي كأنك لم تسمعي شيئا، أرجوك حبيبتي.
لوت شفتيها وهي تتطلع إليه بعدم رضا، بينما خاطبها عصمت بتحذير: إياك أن تخبري أحدا بهذا الحديث، وأياك بمحاولة التلميح حتي بهذا الموضوع لمرام، ثم التفت إلي كريم مردفا بحزم: وأنت إذا رغبت بالزواج لن أمنعك بل وسآتي معك بشرط أن تأتي مرام إلي وتخبرني أنها موافقة عن زواجك وراضية، غير ذلك لن أذهب معك لأي مكان، إلا إذا أردت بالطبع أن تذهب وتتزوج بدوني فافعل لأني لن أبارك زواجا يؤلم مرام.
اقترب كريم يقبل رأس أبيه يعاتبه: وهل تتخيل أني سأفعل ذلك يا أبي هل سأذهب وأتزوج بدون مباركتك، ثم أردف بلهجة راجية: ولكن أنت تعرف أني لا أستطيع أن أقول لمرام، أنا لن أستطيع أبدا إيلامها بهذا الشكل، تنازل عن هذا الشرط أرجوك أبي، وأعدك أني لن أجعلها تشعر بأي تغييرولن أقصر في حقها أبدا.
بحزم أخبره والده: مادمت لن تستطيع إيلامها فالتفت لحياتك وحافظ علي بيتك ولا تلعب بحظك معها فصدقني عندما تشعر برغبتك هذه ولا أستعبد انها شعرت من الأساس ستتحطم، انتبه لنفسك قبل الأوان، قبل أن تندم كريم، هذا آخر كلام عندي.
باحباط جلس وهو يعلم أن أبيه لن يتزحزح عن موقفه، الآن علي الأقل، شعر بأن ماخطط له ذهب أدراج الرياح، ثم رفع عينيه إلي أمه خائفا مذعورا فهو يعلم بمدي عدم تقبلها لمرام، شعر ان الخيوط تتفلت من بين يديه وبدا خائفا من غده وما يحمله.

*******************

كعادته كلما ضاق صدره جاء إلى هنا، يستنشق عبق والده ويتلمس وجوده في متجره، غاضب هو من نفسه لأنه أحزنها، لو كان الامر بيده للبي طلبها وأسعدها، ولكنه لا يرغب في الخوض بتجربة مريرة أخري، لا يستطيع تحمل تجربة رفض أخرى، لمحه العم ياسين فأقبل عليه ببسمة واسعه يسلم عليه ويحتضنه كأنه يتلمس فيه رائحة صديق عمره الراحل، سلم عليه عمار بود وهو يسأله عن حاله، بعد تبادل بعض العبارات عن الحال اتجه عمار لمكتب أبيه، ثم أخرج الرسالة التي كلما ضاقت نفسه قرأها فهدأ واستكان.

عمار بني الحبيب
تمنيتك ليس لاشتهاء الولد بل خوفا على والدتك وأختيك من غدر الزمان
تمنيتك عضدا وظهرا وحاميا
تمنيت أن أتكئ عليك في شيخوختي، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.
علمت اليوم يا عمار أن المرض استشري بجسدي
أن لا أمل ولا دواء وأن الباقي من العمر سويعات معدودة
يقترب أجلي وكل ما يشغل بالي أنتم يا ولدي
ما زلت صغيرا علي تحمل مسئولية وثقل كهذا.
ولكن برغم صغر سنك ألمح رجولة في طيات عينيك ربما أكبر مما في رجال كبار بالسن
أوصيك بأختيك كن لهما سندا وعونا وظهرا وحاميا
وأوصيك بأمك، كن بجانبها دوما يا ولدي، قد تستغرب وتقول لم يوصيني عليها فليوصها هي علي.
أمك برغم حزمها وصرامتها الخارجية هي طفلة يتيمة تحتاج لمن تلتفح بعباءته، هي أول من دق قلبي له واخره، كن لها ولدا وصاحبا وحاميا وأخبرها أني عشت معها أجمل ماقضيت وأروع ماعايشت.
لا تخبرها بمرضي حتي لا تلوم نفسها.
أحبك يابني، أعلم أني تركت لك إرثا ثقيلا وأنت مازلت تخطو أولي خطواتك بالحياة ولكن ليت الأمر بأيدينا ياولدي، إنه عمري وقدري، أود فقط أن أغادر الحياة بقوتي ولا أنام بالفراش، عمك ياسين تستطيع الوثوق به لادارة شئون التجارة هو رجل يعادل وزنه ذهبا، أمينا صادقا ، تركت معه هذه الرسالة ليوصلها لك وقت حاجتك لها، أنا فخور بك ياولدي وأعرف منذ الان أني تركت ورائي رجلا سأموت وأنا مطمئن أنه ورائي يحمل هم أمه وأختيه.
أبيك أحمد


ظل يتطلع إلي الرسالة التي يحفظها عن ظهر قلب، وبعينيه دموع أبت رجولته أن تنزل علي خده، متي آخر مرة بكي؟ يتذكر هذه المرة جيدا، يوم ميلاده الخامس عشر، كان قد مضت ست أشهر علي وفاة والده المفاجئة، نزل لمتجره في موعده المعتاد ثم بعد ساعة واحدة جاءهم الخبر فزلزهم، لقد مات هكذا فجأة بدون مقدمات، انكفأ في كرسيه ومات، لم يكن أحدا يعرف بمرضه فكانت وفاته صاعقة أصابتهم، كان صغيرأ لم يكمل حتي الخامسة عشروشقيقته نجلاء كانت بالتاسعة عشر بعامها الجامعي الأول، وشقيقته نيفين بالعشرين بعامها الجامعي الثاني وكانت وقتها مخطوبة، كان هوأصغرهم ولكنه كان رجلهم كما أخبرته أمه، فور انتهاء العزاء أعطته أمه مفاتيح المحل وأخبرته أنه منذ هذه اللحظة هو المسئول عن كل شئون البيت والمتجر، كان بأوج مراهقته فصرخ واعترض أن هذه مسئولية كبيرة عليه، لكن أمه صمت أذنيها عنه وصممت، كان الأولاد في عمره يرجعون من المدرسة ليلعبون بهناء الكرة بالشارع وهو كان يعود من المدرسة ليتابع شئون المتجر ويشتري طلبات البيت ويوصل أختيه إذا أرادا الذهاب لمشوار ليلا، كان يختنق وفي يوم ميلاده الخامس عشر تمرد، أخبر أمه أنه لن يذهب للمتجر مرة أخري فالعم يس موجود، رفضت وصممت، تألم قلبه وهو يتذكر ذلك اليوم، لقد صرخ بوجهها وأخبرها أنه يكرهها وأنه سيترك البيت وأنها تخنقه، حاولت شقيقاته تهدئته ولكن فوران المراهقة لم يجعله يسمع لأحد، بالفعل جمع ملابسه وذهب غاضبا من البيت، يومها لم يجد مكانا يلجأ إليه فجاء لمتجر أبيه، لمح العم ياسين حقيبته وربما يومها فهم بخبرته مايعاني منه، فأعطاه الرسالة، أخبره يومها أن أبيه تركها أمانة عنده ووصاه أن يعطيها له في وقت حاجته، أخذ الرسالة وقرأها، ويومها نضج تخلي عن رداء المراهقة طواعية ولبس رداء الرجولة مبكرا، لا يدري ماذا فعلت به الرسالة لكنها غيرته، حمل حقيبته وعاد للبيت وقبل رأس أمه الباكي معتذرا، ومن يومها كل الأمور التي كانت أمه تطلبها ويفعلها بنفور وغصب أصبح يؤديها بحب ورغبة في حمايتهم وسعادتهم.
رفع عينيه لصورة أبيه المعلقة يتحدث إليه بخفوت" أمانتك في الحفظ يا أبي، أبذل كل مابوسعي، ولن أتخلي عنها ماحييت"
انتبه علي العم ياسين الذي جلس أمامه ممسكا بدفتر ضخم، ابتسم بوجه الرجل الذي يحبه ببشاشة، ثم استمع إليه بانتباه وهو يراجع معه ميزانية المتجر خلال الشهر الفائت.
بعد عدة ساعات كان يدخل منزله مرهقا بعد يوم عمل طويل، نادى علي أمه فلم يجدها، قطب حاجبيه بقلق فليس من عادتها النوم قبل عودته، طرق باب غرفتها بهدوء وعندما سمع إذنها بالدخول حتي فتح الباب ليجد النور مغلقا وهي مستلقية بالفعل ونائمة، سألها: هل هناك شيء حبيبتي؟ مازال الوقت مبكرا، هل ستنامين؟
بصوت مبحوح أجابته: أشعر بالارهاق عمار، أرغب بالنوم مبكرا اليوم، هل أقوم لأجهز لك العشاء؟.
جلس جوارها وحدسه أخبره أنها كانت تبكي، أجابها: لا حبيبتي العم ياسين تعرفيه طلب لي عشاء وأنا بالمتجر.
-كيف حال المتجر؟
-بخير حبيبتي، بأفضل حال، ثم سألها بنبرة مشفقة: هل اشتقت إليه أمي؟
كان يعلم الإجابة جيدا فخسارة أبيه كانت فاجعة كبيرة لأمه، رغم تماسكها الظاهري أمامهم دوما إلا أنه يعرف حجم خسارتها جيدا، فوجئ بانهيارها ببكاء حاد، اقترب منها يشدها إليه يحضنها مهدئا لها، قالت له من بين شهقات بكائها: لقد حصلت اليوم علي ترقية بعملي.
ضمها أكثر إليه ولم يتحدث، كان يعرف مدي ألمها، فأبيه كان يدللها كابنة، بل كان يدللها أكثر منهم، يتذكر في كل ترقية كانت تحصل عليها كان يفرح كأنه هو من حاز علي الترقية وليست هي، ثم يعود ليلا بقالب حلوي كبير وهدية فخمة لها ليحتفل معها، علم أنها تتذكر الآن سعادته واحتفاله بها، قال لها معاتبا: لماذا لا تتركينا نحتفل بالترقية سويا، ما رأيك غدا..
قاطعت حديثه من وسط بكائها تخبره: لا يا عمار لا أريد، أنت تعرف جيدا.
زفر بضيق وهو يقبل رأسها وهو يتذكر ذلك اليوم منذ خمس سنوات عندما أعدوا لها احتفالا بترقية نالتها ففاجئتهم بانهيارها في البكاء وحزنها وأقسمت عليهم أن لا يفعلوا ذلك مرة أخري.
انتظر حتي هدأ بكائها الذي آلم قلبه، فأمه ليس من النوع البكاء بل كانت دوما صلبة حمولة، ويعلم أن بكائها يعني أن قلبها ممتلأ عن آخره بالحزن، سحبها من يدها فاعترضت قائلة: اتركني عمار أنا أريد النوم.
-هيا حبيبتي اغسلي وجهك وسأعد لك كوب مشروب دافئ يساعدك علي الاسترخاء، هيا لا تقلقيني عليك.
قامت معه مشفقة عليه فهي الأدري بطبعه تعلم لو نامت هكذا سيظل قلقا حتي الصباح، أعد لها مشروبا دافئا وظل بجانبها حتي شربته ثم قبل رأسها وأغلق النور متمتما بتحية خافتة وكلمات والده تدوي بعقله"أمك طفلة تحتاج لمن تلتحف بعباءته"

**************

يقال أن الليل ملاذ العشاق
ولكن ماذا عن المهمومين المشغولين
كيف يمر عليهم الليل
كيف تنقضي ساعاته
مضي الليل علي لينا وهي تجمع أشيائها في حقيبتها، الغريب أنها لم تفكر، تشعر أن عقلها أصيب ببلادة، تتصرف بآلية كأن الأمر لا يعنيها، جلس أبيها علي الفراش يتابعها بألم وكله يختض حزنا عليها، سألها بهمس: هل أساعدك بشئ حبيبتي.
ردت بآليه: شكرا أبي، اذهب أنت وارتاح بجانب خالتي صفية حتي لا تشعر.
مال يقبل رأسها ودمعة انفلتت من عينه شعرت بها ولكنها لم تواسيه، كانت بحاجة لمن يواسيها ويخبرها أن ما تعيشه محض كابوس، وأن تسنيم ما زالت علي قيد الحياة، راقبت انصرافه بوجوم وعادت لعملها بآلية كانها تحمي نفسها من التفكير وآثاره.
علي أيضا لم يستطع النوم، هرب لغرفته بعد انصراف لينا ووالدها، حضن آخر ثوب لبسته تسنيم، كان معلقا وراء الباب ومازال محتفظ برائحتها، حضنه واستكان في فراشه كأنه يطلب العون من روحها علي القادم.
مر الليل أخيرا
سمع طرق الباب، عرف أنها والدته، أذن لها بالدخول، فدخلت بحماس تحدثه وورائها طفليه: هيا حبيبي، لقد اتصلت بعبد الله إنه بانتظارك، وأخيك ماهر أيضا سيمر عليك ليذهب معك.
تطلع إليها بدون تعبير، فارتبكت تخشى أن يكون قد تراجع عن قراره، أنقذتها ملك من حيرتها عندما قفزت بجانب والدها بابتهاج تدفعه: هيا أبي قم حتي تحضر خالتي لينا.
زفر بضيق وهو يقوم من مكانه يهرب منهم متجها للحمام لينعش نفسه.
بعد بعض الوقت وبعد أن أطمأنت إكرام لانصرافه ليذهب إلي لينا، قامت بالاتصال بلمياء التي أخبرتها أنها بالطريق إليها بالفعل، حماس غمرها وهي توجه الطفلين اللذين أصرا علي عدم الذهاب للروضة لليوم أن يرتبوا غرفتهم ويساعدوها في ترتيب الشقة لتكون جاهزة لاستقبال لينا، بعد دقائق بالفعل وصلت لمياء فوجدت إكرام بحالة استنفار تام وقد رصت أمامها العديد من الأطعمة ووقفت أمامهم تفكر، سألتها بدهشة: ماذا تفعلين خالتي؟
-أفكر في عشاء العروسين، تعرفين لينا ليس لها أم تطهو لها.
باستنكار سألتها لمياء: عروسين! ألم تري وجههم بالأمس خالتي.
بانكار قالت اكرام: سيعتادون، ما إن يغلق عليهم باب حجرة واحدة حتي تزال بينهم كل الحواجز، أريد فقط منك طلب لمياء، أن تذهبي وتشتري للينا بعض ثياب النوم، وأريد أن تشتري لعلي بيجامة حريرية تصلح لليلة زفافه.
الذهول فقط هو ما ارتسم علي وجه لميا وهي تستمع إلي حماتها، هزت رأسها بيأس فحماتها علي ما يبدو تصم أذنيها عن أي صوت يخالفها، استمعت بصبر لتعليمات حماتها قبل أن تنصرف لتشتري ماطلبته منها عالمة أن لينا لن تكون عروس علي لهذه الليلة علي الأقل.
أما في المستشفي
فقد تولي ماهر زمام المبادرة فعلي ولينا وعبد الله بدوا وكأنهم غير راغبين في إتمام أي إجراءات، لحسن حظه وربما لسوء حظ علي كان يعلم أحد المعارف بهذه المستشفى، فوفر عليه العديد من الإجراءات بل ولم يقوموا بأي تحاليل طبية من الأساس، أخبرهم أن ينتظروا وسيتسلموا الشهادة الصحية التي تفيد عدم وجود أي موانع للزواج، بالفعل في تمام الخامسة كانت جميع الإجراءات قد انتهت ويجلسون عند المأذون الذي ينهي الأوراق منتظرين فقط وصول حسام ليكون شاهدا على عقد الزواج، كان الجميع ساهم واجم بدون أي بهجة، هدوء تام سيطر علي قاعة عقد القران، وجوم وحزن وشرود والم، علي غص بدموعه وهو يتذكر يوم عقد قرانه علي تسنيم وحالة الفرح التي كانا فيها والبهجة التي كانت تموج بها القاعة، زفره حارة خرجت منه وبداخله شوق عارم لتسنيم، بمقابله جلس عبد الله يضع يده في يد على للمرة الثانية يسلمه بنت له ولكن شتان بين المرتين، كان ألم عبد الله لا يوصف بل إنه لم يستطع تمالك نفسه فسالت دموعه بعضها يرثي تسنيم وشبابها وبعضها يرثي لينا ومصيرها الذي أجبرت عليه، وحدها لينا لم تبك، كانت شاردة تسترجع ذكرياتها علي مدار سنوات طويلة، شعرت بافتقاد شديد لأمها التي لم تعرفها، فقد ماتت بعد ساعات من ولادتها، تتمني فقط حضن دافئ منها، تريد كلمة تطمئنها أن الأمور ستكون بخير.
انهي الماذون إجراءات الزواج فأخذ عبد الله يد ابنته ليخرجا معا وتبعهما علي بينما انسحب ماهر وحسام بهدوء، وقفوا أمام سيارة علي فتح عبد الله شفتيه ليوصي علي بلينا كما جرت العادة لكن الكلمات لم تطاوعه فقال بخفوت: أنا سأمشي قليلا بني انصرفوا أنتم، في حفظ الله.
ساد الصمت طوال رحلة العودة وكل منهم غارق في أفكاره الخاصة، وبداخل كل منهما سؤال لم يجرؤ علي قوله كيف ستسير الأمور بينهما؟
بصمت تبعته لينا وهو يتحرك خارج السيارة ويغلقها، حتي أنها نست أن تأخذ حقيبتها، دخلا البيت فاستقبلتهم اكرام ببهجة تشع وقد أخبرتهم أن الطفلين قد ناما، بترحاب قبلتها وهي تقول: لقد أنرت بيتك لينا.
غمغمت لينا بشكر مرتبك وهي لا تعرف ماذا تفعل وأفكارها تعصف بها ماذا سيحدث الآن؟ هل سيتمم علي زواجه بها؟ هل ستستطيع تجاوز هذا الحاجز الذي تستشعره بينهما، أفاقت من أفكارها وهي تلمح علي يتحرك سريعا ليدخل غرفة نومه وكأنه يهرب منها ومن الموقف كله.
سمعت صوت إكرام المرتبك التي يبدو أنها تفاجأت من تصرف علي: يبدو أن علي قد ذهب ليغير ثيابه حبيبتي، لقد أعددت لكم عشاء سيعجبكم.
أشفقت عليها لينا من ارتباكها فقالت: لا عليك خالتي سأذهب الي غرفة الأولاد، أريد أن أنام جوارهم الليلة.
تابعتها نظرات إكرام بحزن، ثم اتجهت لغرفة ابنها عازمة علي توبيخه علي قلة ذوقه مع لينا.
علي الذي دخل حجرته فتفاجأ من شكلها، شرشف حريري أبيض اللون فوقه بيجامة حريريه له وقميص نوم نسائي أبيض اللون بالطبع لزوجته التي لا يشعر نحوها الا بمشاعر أخوية صادقة.
غضب لا يدري مصدره استعر بكيانه، كمهووس ظل يبحث عن مقص حتي وجده، بغضب مسك القطع الحريرية يقصها حتي شرشف السرير لم يسلم منه.
شهقت إكرام وهي تدلف إلي الحجرة لتجد علي يقص ما قضت لمياء النهار بأكمله تشتريه.
باستنكار غاضب سألته: ماذا تفعل علي هل جننت؟ كيف تقص هذه الأشياء الجديدة.
بعيون مشتعلة التفت إليها
يريدوه بطل الحكاية في دور رئيسي لمسرحتهم الهزليه
لا يعرفون أنه حتي لا يصلح لدور كومبارس
فقلبه وكيانه متألمين وهم يحرصون علي الضغط علي آلامه بكل قوتهم
بغضب مشتعل أجابها: نعم جننت عندما وافقتكم علي ماتريدوه، أي حماقة جعلتني أرضخ لابتزازكم، كيف ورطت نفسي وورطت تلك المسكينة معي.
ثم جلي علي الفراش وهو يدفن وجهه بين يديه يخفي دموعه التي غافلته، تقطع قلب إكرام وهي تستشعر لأول مرة أن علي ليس جاهزا الآن لخطوة الزواج، لحظة افاقة متأخرة لم تعد تجدي نفعا، فما حدث قد حدث، جلست جواره تربت علي كفه تخبره بهمس حزين: لقد حدث ماحدث بني، أصبحت لينا زوجتك وانتهي الأمر، لن تجد أحن منها علي أولادك، اعطي نفسك فرصة يا ولدي، ليس من اللائق أن تتركها هكذا ليلة زفافكم، لقد ذهبت لتنام بغرفة الأولاد، هيا تمالك نفسك وأطرق الباب عليها لتنام معك بغرفتك.
بوجوم قال: أمي أريد أن أبقى بمفردي.
حاولت الاعتراض فعاود قوله بحزم: اتركي لينا علي راحتها أمي فهي مثلي مجبورة واتركيني بمفردي رجاء.
انسحبت إكرام بوجوم وهي تشعر أن كل ما خططت له طيلة اليوم من أكل فاخر وملابس تليق بالعروسين ذهب أدراج الرياح، زفرت بمرارة وداخلها عناد يتكون أنها ستجمع بينهما مهما رفضا ومهما كلفها الأمر.
في نفس الوقت كانت سهيلة تتأمل أولاد شقيقتها في الضوء الخافت المنبعث من النجوم المضيئة الموزعة في سقف الغرفة لتكسر حدة الظلام حتي لا يفزع الصغيران ليلا، كانت تحبهم حقا من أعماق قلبها، كانت لتفعل أي شيء مهما كان من أجل سعادتهم وتخفيف يتمهم، انهم يذكروها بنفسها ويتمها والمها وحرمانها من الأم، ربما هم أوفر حظا منها فقد رأوا والدتهم وعاشروها أما هي فلم تذق حنانها أبدا، منذ فتحت عينيها علي الدنيا وهي تري صفية أمامها فقد تزوجها والدها وهي بالثالثة من عمرها، قالوا لها دائما أنها أمها ولكنها أبدا لم تصدقهم، أوقفت افكارها عنوة حتي لا تسبح بذكرياتها الحزينة بعيدا وتصل لمواطن ألمها التي تعلم أنها لن تستطيع التغلب عليها، هي بحاجة الان لصفاء الذهن حتي تقرر كيف ستسير حياتها، ما أراحها أن علي لم يصر علي إتمام الزواج وهذا يناسبها بشدة، بهدوء خلعت حجابها ونامت بجوار مالك بثيابها وذهبت في نوم عميق للغاية تهرب من واقعها ويومها المرير.

***************
لم يدر عبد الله بنفسه، لم يشعر بمرور الوقت، فقد مشي دون شعور حتي قادته قدماه للمقابر، كان الظلام قد حل والمكان مقبض ولكنه لم يهتم، دخل وتوغل حتي وصل لقبر حبيبتيه، هيام وتسنيم، جمعهما القدر بقبر واحد، قصتهما متشابهة كلاهما كان عمرها قصير، كلاهما عشقها زوجها، كلاهما ترك طفلا ورائه، جلس أمام القبر وبداخله حديث صامت يدور، ود لو يحدثهما ويخبرهما ويعتذر منهما ولكنه خشى أن يظن الناس بعقله الظنون.
بدأ حديثه الداخلي مع هيام" كيف حالك حبيبتي اشتقت لك، مازال قلبي علي العهد، هل ستسامحيني هيام؟ اليوم تزوجت ابنتنا الغالية من زوج شقيقتها الراحلة، تزوجت بدون حفل بدون فستان زفاف أبيض، لم يتحقق حلمك يا هيام، لم تقومي بتطريز فستانها كما تمنيت فلا أنت طال عمرك ولا هي لبست فستان زفاف، تزوجت مجبورة يا هيام"
ارتفع صوت بكائه وحديثه الداخلي مازال مستمر متوجها هذه المرة لتسنيم" اشتقت إليك يا قرة عين أبيك، اليوم تزوجت لينا من علي، لا تغضبي مني حبيبتي، ليت الأمر كان بيدي لأهديتك عمري وتركتك تعيشي بهناء بين زوجك وأبنائك، فعلتها من أجل ملك ومالك يا تسنيم، لا تغضبي مني"
قام من مكانه يقترب من القبر يهمس لهما" أعلم أن كلتيكما غاضبتين مني، ولكن كنت مجبور، سامحوني لأسامح نفسي"
لم يجيبه سوي الصمت المطبق فجر رجليه يغادر المكان مستعدا لمواجهته مع صفية التي لا يعلم أنها كانت تستيقظ مفزوعة من كابوس تراه لثاني مرة ابنتها تسنيم وحيدة في مكان مظلم تبكي بانهيار.
بعد بعض الوقت كان يدخل إلي المنزل بهدوء والهم يسيره، وجد صفية كعادتها في الآونه الأخيرة صامته ممددة علي السرير وبجوارها طبق طعام لم تمسه، سألته بخفوت دون أن تفتح عينيها: لماذا تأخرت يا عبد الله؟
أجابها بهم وهو يخشى القادم: ذهبت لزيارة تسنيم.
بتهكم مرير سألته: هل ذهبت لزيارة تسنيم حقا؟ أم لزيارة حبيبة قلبك التي لم تناساها.
لم يرد عليها فتابعت قولها: أحلم بتسنيم منذ أمس وحيدة بمكان مظلم تبكي.
أغمض عينيه بأسى ثم اقترب منها يقول: كانت أمي رحمها الله دائما تقول أن البكاء بالمنام فرج وبشرى يا صفية، ربما شعرت بالراحة بعد أن أطمأنت علي أولادها مع خالتهم.
لم تنتبه لمغزى عبارته، فسألته: على سيرة ابنتك أين هي؟ ذهبت للحمام منذ قليل كانت غرفتها فارغة.
-ليتك اعتبرتيها ابنتك يا صفية، ليتك أحببتيها ولو قليلا.
-ليس لي ابنة إلا تسنيم.
أغمض عينيه مفجرا قنبلته أخيرا: لينا تبيت في بيت علي.
انتفضت واقفة بلهفة، حركتها الملهوفة لم يستوعبها جسدها الضعيف فدارت رأسها ووقعت علي السرير خلفها فقام زوجها يسندها، سألته بلهفة: هل الأولاد بخير؟ لماذا تبيت عندهم اليوم؟
بهدوء مميت أجابها: ستقيم معهم منذ اليوم، لقد عقد علي قرانه عليها اليوم يا صفية، أصبحت زوجته.
ظلت تتطلع إليه بذهول غير مستوعبة مايقوله، هزت رأسها برفض مستنكر تنهره: مستحيل ماتقوله مستحيل.
ردد عبارته بصبر: لينا أصبحت زوجة علي فعلناها من أجل الطفلين لتكون لهما أما.
غضب هادر استعر بكيانها، اشتعال في جميع أوردتها، نيران اندلعت من عينيها وهي تقوم تصرخ بجنون: السارقة سرقت زوج ابنتي، لذلك ابنتي تبكي، كيف تفعل ذلك؟، كيف تؤلم ابنتك بهذا الشكل؟، أي أب أنت، بحقد أشارت إليه تكمل: لم تحب أبنائي أبدا، فقط أحببت ابنة هيام، لقد قهرت ابنتي، لن نسامحك أنا وتسنيم أبدا.
لم يرد علي هذيانها فهو متوقع ثورتها بل ويتفهمها، بصبر رد عليها يصدمها بقوله: تسنيم لا تستطيع الحزن يا صفية، لا تتألم، لا تفرح، هل تعرفين لم يا صفية؟ لانها ماتت، والموتى لا يشعرون يا صفية، فقط الأحياء يتألمون، أحفادك كانوا يتألمون من فقدان أمهم ولينا عوضتهم، فعلناها من أجل الأولاد، وأنا واثق لو كانت تسنيم تستطيع التواصل معنا لشكرتنا علي فعلتنا.
بجنون أخذت تبحث عن ثيابها وهي تصرخ به: سأذهب الآن وانتزعها من بين يديه، سأقطع وجهها لأنها تجرأت علي النظر لزوج ابنتي، دوما كانت تغار من تسنيم، كنت أعرف أنها تضع عينيها علي علي، هي من قتلت ابنتي ليخلو لها الجو ولكني لن أرحمها.
أغلق عبد الله الباب بالمفتاح وجلس أمامه ليمنعها من التحرك غير عالما أنه للتو أعطاها قبلة النجاة من حالتها، صفية أفاقت وياويلهم جميعا من القادم

*************
بعد مرور أربعة أيام
مسحت منال علي وجهها بصبر وهي تهادن صفاء حتي تخرج: الحمام أصبح يلمع من شدة نظافته حبيبتي، سلمت يداك، هيا تعالي لترتاحي قليلا، منذ الصباح وأنت تعملين.
بصوت لاهث من المجهود قالت صفاء: تبقي لي فقط هذا الحائط وأخرج منال.
بيأس تطلعت إليها وهي تنظف الحائط بفرشاة الأسنان، منذ ساعتين كاملتين وهي تنظفه، منذ انصراف والدتها وهي تهلك نفسها بالأعمال، تدور كالنحلة من عمل لعمل، ثم تكرر روتين النظافة ثاني يوم كمهووسة، تنفست بارتياح وصفاء تخرج من الحمام لكنها أحبطت وهي ترها تتجه للسجادة تلفها، أمسكت يديها وهي ترجوها: حبيبتي عندنا مكنسة كهربية لا حاجة لحملها ونفضها، لقد نفضتيها أمس وأول أمس .
بنشاط ردت عليها وهي تحملها للشرفة: المكنسة لا تنظف مثل النفض اليدوي.
باحباط راقبتها وهي تنفض السجادة بعنف ووجها المحممر من الأساس ازدادت حمرته، عزمت علي اخبار مروان، تحاول أن تخفي عنه حالة صفاء ولكن الأمر لا يتحسن، منذ الصباح بعد انصرافه حتي عودته تهلك نفسها بأعمال المنزل بشكل مرضي قهري.
أخيرا انتهت ودخلت الغرفة تضع السجادة علي الأرض، لتحمل الأخرى فأمسكت منال يدها تقزل لها برجاء: مروان بالطريق حبيبتي، ما رأيك أن تأخدي حماما دافئا حتي أجهز الطعام.
أومأت برأسها موافقه واتجهت للحمام فزفرت منال بارتياح وعزمت علي طرح فكرتها علي مروان عندما يعود، لم يتأخر بالفعل كما أخبرت صفاء فلقد حادثها بالفعل وأخبرها أنه بالطريق.
جهزت المائدة وحمدت الله أن نور نائمة، جلسوا جميعا ومروان يسأل صفاء باهتمام: كيف حالك اليوم حبيبتي؟
بهمس أجابته: بخير أخي شكرا لك.
بأسف تأملها مازالت تنكس رأسها أمامه، صحيح نجح مصطفي باقناعها بان لا تحجب وجهها لكنها مازلت غير طبيعية في تصرفاتها معهم، كانت تلعب بالطعام كعادتها ثم قامت مستأذنه تخبرهم أنها شبعت وستخلد للنوم.
راقبها بحزن وهي تدخل الغرفة وتغلق عليها، التفت لمنال التي قالت: يجب أن نجد حلا لصفاء يا مروان.
عقد حاجبيه وهو يسألها: ماذا تقصدين؟
اندفعت تقص عليه حالة صفاء منذ انصراف والدتها وأنها تهلك نفسها بأعمال البيت وهي غير قادرة علي السيطرة عليها.
بغضب صرخ بها: ولماذا تتركيها تعمل بأعمال البيت، هل هذه الأمانة التي تركتها عندك، هل ترين أختي خادمة لسيادتك.
التمعت عيناها بدموع وهي تسأله: هل هذه فكرتك عني؟
انتبه لعبارته مع مرأي الدموع بعينيها، فزفر بضيق من طبعه العصبي الذي يورطه دائما، اقترب منها يحاول استرضائها ولكنها دفعته، في نفس الوقت كانت صفاء تستمع لأصواتهم فصوت أخوها جهوري بطبعه، اندفعت تخرج من الحجرة تقترب منهم وهي تبكي: أرجوكم لا تتشاجروا بسببي أنا آسفة، أنا دوما أسبب المشكلات في كل مكان أحل به، لن أتحرك من الغرفة بعد الآن يا منال، ثم التفتت إلي أخيها تردف بنبرة باكية: أنا من أريد أن أعمل بالبيت يا أخي، هي ترفض ولكن أنا أحتاج لهذا أريد أن أنشغل بشئ حتي لا افكر.
اقترب منها مروان ومنال التي رمقت زوجها بغضب يحاولان تهدئتها، بعد مضي نصف ساعة كانت هدأت ودخلت غرفتها لتنام، بينما دلف مروان خلف منال الغاضبة محاولا استرضائها ولكنها أوقفته: سأتكلم معك ليس لأني سامحتك، فقط سأتحدث معك لمصلحة تلك المسكينة بالداخل، التي اعتبرها أختا وليس خادمة كما قلت.
-آسف منال حقا لم أكن أقصد، تعرفين أني مضغوط هذه الفترة.
نظرت له بعتاب ولكنها لم تنسق وراء حديثه بل أكملت: صفاء بحاجة لما يشغلها مروان، ما رأيك لو اقترحت عليها التقديم بإحدي الجامعات المفتوحة للدراسة.
زفر بضيق يجيبها: تعرفين أن صفاء بينها وبين الدراسة عداء فور انهائها لتعليمها المتوسط رفضت اكمال دراستها بشكل قاطع.
-لنبحث لها عن عمل إذا؟
باستنكار سألها: هل سأجعل أختي تعمل منال، أريدها أن تجلس معززة مكرمة ببيتي.
-صدقني لو استمرت في البيت ستفقد عقلها، أنت لا تراها كيف تنهك نفسها بأشياء غريبة يا مروان.
انعقد حاجباه مفكرا وقد بدا عليه إمارات الاقتناع ثم سألها بحيرة: أين تعمل؟ الشركة عندي ليست بحاجة لموظفين حاليا، وأنا أريدها أمام عيني حتي أكون مطمئن.
-ما رأيك أن تسأل كريم؟ لو عملت عند كريم سنكون مطمئنين فهو سيكون موجود ومرام أيضا معها.
-لا أستطيع طلب كهذا من كريم، مكتبهم حديث لا اظنهم بحاجة لموظفين.
باصرار أكملت منال: ادفع لها راتبها إذا مروان وأتفق مع كريم علي ذلك، صفاء بحاجة لأن تنشغل، تقابل أناس مختلفين.
صمت مفكرا بكلامها ثم رفع رأسه يسألها: وهل ستوافق صفاء؟ أخشى أن ترفض.
-سنقنعها مروان أنا خائفة عليها صدقني.
-دعيني أفكر منال وأعرض الأمر علي كريم وآخذ رأيه.
وانخرط في تفكير عميق محاولا الوصول لحل أمثل لينقذ أخته من هوتها السوداء التي تبتلعها ببطء.

*****************

في نفس الوقت كانت مرام تتطلع إلي كريم الساهي عنها منشغلا بهاتفه منذ عودته، اقتربت منه تجلس بجواره تسأله: هل هناك شيء كريم؟ هل يوجد شيء يقلقك؟ أنت لست علي طبيعتك منذ عدة أيام.
رمي الهاتف بجواره وهو يلتفت إليها يقربها إليه يحتضنها وهو يهمس في أذنها: فقط مشغول بصديقي، أحاول التحدث معه واشغاله حتي لا يضر نفسه.
كان بالفعل يتحدث مع سلمي التي كانت تغرقه بسيل رسائل لا ينتهي يوميا وكان هو يرد خوفا من تركها وحيدة، كانت تذكره بكل لحظة قضوها معا، لحظات حبهم، جنونهم انطلاقهم، كانت تغرقه في دوامة ذكريات لا تنتهي، فتوقظ مشاعره الخامدة وتحييها.
رفعت عينيها إليه تتأمله، وجهه مرهق علي غير عادته مهموم سألته بترقب: هل للأمر علاقة بصفاء؟
بحيرة سألها: وما علاقة صفاء بي.
ابتلعت ريقها وهي تسأله بخوف يسكنها منذ حديث حماتها: هل والدتك تضغط عليك مجددا للزواج بها كريم؟
تأوه وهو يضمها إليه، يشعر بذنب تجاهها، ماذا لو علمت أنه بالفعل يفكر بالزواج ولكن من أخري، ماذا سيكون رد فعلها تجاه الأمر، لن يستطيع أبدا أن يؤلمها، لن يستطيع تنفيذ شرط والده باخبارها، سيحاول الحديث مرة أخري معه لاقناعه بالعدول عن هذا الشرط.
ابتسم بشحوب وهو يجيبها: مرام أخبرتك صفاء شقيقتي ولا تفكري بهذا الأمر مرة أخري، اتفقنا.
استكانت في حضنه ولكن قلبها لم يستكين مازال خائفا من أن تنجح والدته بالضغط عليه، ابتعدت عنه تسأله: ألن تنام كريم لقد تأخر الوقت.
-نامي أنت مرام، أنا سأبقي قليلا.
-سأنتظرك.
زفر بضيق واحساس الذنب تجاهها يخنقه، قال لها: نامي أنت أنا أريد أن أبقي وحدي قليلا، سأحادث صديقي قليلا وسآتي بجوارك.
أومأت برأسها والإحباط يلفها، لأول مرة منذ زواجهم كريم يريد البقاء وحده، تشعر بتغير فيه ولكن لا تدري ما السبب، تمددت في فراشها مستسلمة للنوم ليأخذها من الواقع وآلامه

************

تعمل منذ وصولها بجهد فلديهم مشروع مهم هذه الأيام، حركت رأسها المتشنج بألم، قامت من مكانها ولكن الدوار فاجئها، جلست مرة أخري حتي تستعيد توازنها عازمة علي الذهاب للطبيب فالدوار أصبح لا يفارقها الفترة الأخيرة، قامت من مكانها ومازال رأسها يدور وهي تفكر بلينا واختفائها، قلقة عليها بعد رسالتها العجيبة أنها تزوجت علي، ومن وقتها وهاتفها مغلق وهاتف البيت لا يرد عندما تتصل، عزمت علي الذهاب للبيت والراحة فهي بالفعل متعبة، أخذت أشيائها وتوجهت لمكتب كريم لتخبره.
في نفس الوقت كان عمار يلح علي كريم لمعرفة سبب وجومه، قام وأغلق الباب يساله باصرار: الآن ستخبرني ماذا بك؟
كانت مرام ترفع يدها لتطرق علي الباب عندما اخترق صوت كريم أذنها: أنا أريد الزواج من سلمى.
شحب وجهها وهي تخفض يدها تستمع لصوت عمار المستنكر: هل جننت كريم؟
سمعت صوت كريم النزق: كلكم تخبروني أني جننت، أنت وأبي، أنا أريد الاجتماع بحب عمري، لماذا لا تشعرون بي.
دمعة يتيمة هربت من عينها وهي تسمع صوت عمار: حب عمرك وماذا تكون مرام إذا كانت سلمي حب عمرك؟
أرهفت سمعها تسمع بكل كيانها كلماته التي نحرتها" مرام غالية علي ولكن لا أشعر معها بمشاعر كالتي أشعر بها مع سلمي، أنا أحب سلمي أعشقها"
توقف دوار رأسها، وأورثه لقلبها، قلبها يدور ألما وحزنا، ثم يقف بعد الدوار فيترنح لا يجد أرضا ثابتة ليقف عليها ، تشعر به يحتضر منتفضا مذبوحا مخذولا وآه من خذلان الحبيب، تشعر به يبكى يصرخ كطفل صرحت له أمه أنها لا تحبه، خذلان جديد تعيشه بين جدران تلك الشقة التي بقدر ماكرهتها في طفولتها بقدر ماعرفت بعدها انها كانت بيتها الحقيقي، خذلان لم تتوقعه ابدا ولم تفكر يوما أنها ستمر به، كلماته تتردد في أذنها(مرام غالية علي ولكني لم أشعر يوما معها بمشاعر كالتي عشتها مع سلمي)، ومع كل كلمة تتردد داخلها كان هناك جزء في أعماق روحها ينكسر، قلبها يتفتت وروحها تصرخ بعذاب(ومتي أحبك أحدهم يامرام ؟؟)
دمعة ترقرقت بعينيها مسحتها بألم وهي تسمع صوت عمار المستنكر: هل أنت معتوه، أنت تعشق مرام.
سمعت رد كريم النزق: هل ستفهموني أكثر من نفسي، أبي أيضا أخذ يردد أمامي نفس كلماتك أنت تعشق مرام، مرام غالية علي قلبي ولا أستطيع العيش بدونها ولكن لا أشعر بتلك المشاعر ناحيتها.

انتهي الفصل
أتمني تشاركوني آرائكم بالفصل..دمتم بخير🌹🌹🌹🌹🌹



التعديل الأخير تم بواسطة hollygogo ; 16-03-21 الساعة 01:49 AM
hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 02:03 AM   #154

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 25 ( الأعضاء 9 والزوار 16)
‏hollygogo, ‏ام احمد ورؤى, ‏rere87, ‏الذيذ ميمو, ‏AROOJ, ‏صباح مشرق, ‏سحاب الغيم, ‏عاشقة الحرف, ‏KoToK
أدوات الموضوع


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 03:26 AM   #155

سناء المغربية

? العضوٌ??? » 477255
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 45
?  نُقآطِيْ » سناء المغربية is on a distinguished road
افتراضي

😭😭😭كسر قلب مرام المسكينة حرام عليه وش يصبرني انا للاسبوع القادم
طب يا كاتبتنا الحلوة الجميلة العسولة حطيلنا فصل تاني الاسبوع دا دا انا بطني كبيرة مش مقتنعة خااالص خالص بفصل واحد. يا قمراية انت يا جميل والنبي


سناء المغربية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 10:08 AM   #156

Wafaa elmasry

? العضوٌ??? » 427078
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 233
?  نُقآطِيْ » Wafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية أكثر من رائعة فى كل شيء
تسلمي و بالتوفيق


Wafaa elmasry غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 10:22 AM   #157

سوسن شريف

? العضوٌ??? » 481029
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 45
?  نُقآطِيْ » سوسن شريف is on a distinguished road
افتراضي البديلة

مرام ولينا وصفاء نساء ضحايا لنساء اخريات يكمل عليهن ذكور مفروض يكونو لهن السند والحضن والامان
فلا الاب فتح ذراعه ل لينا ودافع عنها
ولا الزوج وقف سد ل مرام يدفع عنها ما يؤذبها بل كان هو الاذة وهو المرار
وصفاء الممزقة التي تدفع ثمن ذنب غيرها
ما مدى انانية الرجل ومامدى ظلمه خول لنفسه حقوق تلزم المراة الاقرب اليه وتستعبدها بحجة او بأخرى تلقمها الالم والخذلان والتخلي عنها حسب اهوائه وشهوته ومصلحته


سوسن شريف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-21, 12:50 AM   #158

Lautes flower

? العضوٌ??? » 434742
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 480
?  نُقآطِيْ » Lautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond repute
افتراضي

مرااااام 💔💔💔
لينا 💔💔💔💔
صفاااااااااااء💔
بجد مقهوره عليهم واكثرهم مرام محستش بحنان وحب أم .اب او زوج كل همه الحري ورا نزوه لن تورثه الا الالم والشقاء
وكمان امه بتشجعه 😕😒😞🙄
بس يا ترى الدوار اللي عند مرام دا حمل ولا ايه
صفاء ربنا هيعوضها خير بإذن الله❤ وياريت يعوض عمار خير بها ❤
لينا يا عيني عليها لو ورثت حظ زوجة ابوها ولم يحبها علي كما لم يحب عبدالله صفيه 😭😭😭😭😭😭
تسلم ايديك حبيبتي 🌷🌹


Lautes flower غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-21, 05:03 PM   #159

لامار جودت

? العضوٌ??? » 290879
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,601
?  نُقآطِيْ » لامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond repute
افتراضي

منك لله يا كريم يا ابن سميرةغ صحيح دلوعة أمه يآرب مرام تسببه ويتجوز سلمى علشان يعرف الفرق غبى وربنا يستر على لينا من صفيه الحكايه بقت معقدة خالص قولت لك حبيبتى فصل واحد فى الأسبوع مش كفايه لسه نستنى ليوم الاتنين

لامار جودت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-03-21, 10:16 PM   #160

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
Icon16e

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سناء المغربية مشاهدة المشاركة
😭😭😭كسر قلب مرام المسكينة حرام عليه وش يصبرني انا للاسبوع القادم
طب يا كاتبتنا الحلوة الجميلة العسولة حطيلنا فصل تاني الاسبوع دا دا انا بطني كبيرة مش مقتنعة خااالص خالص بفصل واحد. يا قمراية انت يا جميل والنبي
حقيقي الولاد ودراسة الاون لاين شافطين الوقت خالص، تسلمي ياسناء علي متابعتك وتعليقاتك المستمرة علي الفصول🌹🌹🌹


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:08 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.