آخر 10 مشاركات
دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          عيون الغزلان (60) ~Deers eyes ~ للكاتبة لامارا ~ *متميزة* ((كاملة)). (الكاتـب : لامارا - )           »          93- رجل من ورق - كارول مورتمر - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          شريكها المثالي (50) للكاتبة: Day Leclaire *كاملة* (الكاتـب : Andalus - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          عزيزتى لينا (61) للكاتبةK.L. Donn الجزء4من سلسلة رسائل حبLove Letters كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          عزيزى مافريك(60)للكاتبةK.L. Donn الجزء3من سلسلة رسائل حب Love Letters .. كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-03-21, 06:56 PM   #11

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهى حمزه مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميل جدا على الرغم من كمية الضحك لكن الوضع فعلا مأسوى كرم راجل حياته ملخبطه يعنى مش نظام حياة امينه فهى هتدخل تجربه غنيه لكن هو وضعه صعب جدا جدا هههههههههههههههه طول عمرى اقول الست اقوى بتدبيرها لامورها فى اصعب الظروف والراجل داما يغرق فى شبر مايه ومع ككل التفاصيل ومحاولة استيعاب كل منهم لمسئولياته نجد ان كرم اكثر تضررا من امنيه الفكره مش جديده لكن التفاصيل خلتها جديده نوفى تسلم ايدك يا سمر عموما انت مش غريب عليك الحاجات الحلوه دى
نهى١🥰
الفكرة مطروقة كتير سواء افلام أو مسلسلات حاولت أستغلها في حبكة وتفاصيل إنسانية أكثر عمق من مجرد تبديل
حبيبتي تسلمي يااارب يسعدك
الست فعلا بتتصرف وتتكيف مع وضعها أسرع من الراجل




samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-21, 06:57 PM   #12

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
قنبلة ضحك يخرب بيت كده 😂😂😂😂😂😂
بس يمكن كل واحد يفهم انه يرضى بحاله
تسلم ايدك يا سمر 😘😘😘
جلبي تسلمي لي ياااارب
سبيهم يجربوا لما نشوف أخرتها🤣


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-21, 07:01 PM   #13

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير سعد ام احمد مشاهدة المشاركة
لأ لأ مش ممكن
انا كنت ماشية مع الاشارات في الفصل الاول
واقول لنفسى لأ انا فاهمة غلط
مش ممكن أمينة تعملها بس كنت متخيلة أنها هتعمل العملية وتكمل علي كدة لكن طلعت تجربة وعلي حظها الاسود الجهاز باظ
بس ذنبه ايه كرم ياربي موت ضحك عليه وهو في الحمام
كنت مش عايز تتعب وتنزل تشتغل شوف الزكية اللي انت فيها الوقتي
التجربة هتأثر فيهم كتييير
قدرها تعيش التجربة كاملة
أيوة مش عايزة يتعب خليه يشوف الأمومة😃
نورتيني😘


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-21, 12:17 AM   #14

نجوى سويلم
 
الصورة الرمزية نجوى سويلم

? العضوٌ??? » 485662
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » نجوى سويلم is on a distinguished road
افتراضي

هههههههههههههههههههههه تحفه وفكره جديدة فكرتني بمسرحية محمد صبحي تخاريف

نجوى سويلم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-21, 05:09 PM   #15

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

انتي عبقرية يا سمر اللهم بارك..
الفكرة ابداااااع
ربنا يوفقك..متابعة بأمر الله😘😘


هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 15-03-21, 07:40 PM   #16

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هالة حمدي مشاهدة المشاركة
انتي عبقرية يا سمر اللهم بارك..
الفكرة ابداااااع
ربنا يوفقك..متابعة بأمر الله😘😘
يا هلا بالغاليه😘😘😘
منوره دايما


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 11:25 PM   #17

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث
***
الأمومة رعاية وحنان..
جملة قرأها في كتاب دراسي في مرحلته الابتدائية هي كل ما يعرفه عن الأمومة وخلال أربع وعشرين ساعة قد أدرك أن الأمومة شاقة عسيرة وأنها لا تناسب الرجال..
بدأ صباحه بلكزة مؤلمة من سبابة أمجد إلى الكتف، أيقظته ساخطًا لا يعي الزمان ولا المكان، نهض فجأة تتراقص أشباح الغضب أمام عينيه وسأل الواقف أمام مشوشًا بجبين منعقد:
ـ أنتَ مين؟
أكثر الأسئلة سخافة من الممكن أن يسمعه زوج من زوجته التي يعيش معها تحت سقف واحد لمدة ثلاثة عشر عامًا، تجهم محله يريد صفعها كي تستفيق وتقدم له الاحترام الواجب، استدار بعد أن رماه بنظرة مستهينة ورحل يرمي لهجته الآمرة خلف ظهره:
ـ جهزي لي فطار..
أدار كرم عينيه حوله بصدمة وبدا له أن الآخر لا يمزح ، ينتمي كرم لحي شعبي الزوجة فيه تخدم زوجها بنفس راضية لكن ها هنا هو ليس زوجته هو سيد الرجال ولن ينزل منزل النسوة مهما حدث اشتعل غضبه هابطًا الفراش وهتف بعد زفرة ناقمة:
ـ ما تجهز لنفسك..
التفت أمجد وتوقف محله مندهشًا والأطفال بدورهم قد استيقظوا وجلس الصبيان على فراشيهما فيما انضمت الفتاة التي أتت خلف أبيها تحك رأسها فتزيد من تشعث خصلاتها، الجميع ناظروه بصدمة فقد اعتاد كل من بالمنزل على أن تستيقظ أمنية بنشاط قبلهم تحضر لهم وجبة فطور شهية ودسمة ومن ثم توقظهم برقة أناملها فوق وجناتهم، وأمجد الذي كان يتجرع الدلال الصباحي ذي قبل، الآن تنهره بقلة تهذيب أمام أطفاله، اشتد غضبه منها لاسيما وأنها رفضته بالأمس ونامت بغرفة الأطفال متذرعة بالتعب..
صاح يسألها بغطرسة:
ـ يعني مش هتجهزي الفطار؟
شعر كرم بالدماء تتدفق إلى رأسه، كيف يسمح هذا الرجل لنفسه بأن يرفع صوته عليه ويعامله كخادمة، توسعت أحداقه بتحدٍ وأجابه في استهانة:
ـ آااه مش هجهز..
إصرارها على العصيان زاد من غضب زوجها فتوجه صوب غرفته يبدل ملابسه ناقمًا عليها صفق بابه ذهابًا وإيابًا وعند المغادرة زعق قدر استطاعته:
ـ أنا نازل يا أمنية ياريت تتعدلي لحد ما أرجع..
رمق ذهابه ببغض، يفهمه جيدًا فساد ليلته السابقة يغضبه وكرم لا يأبه، فلتفسد حياته بأكملها واللعنة على زوجته، غادر أمجد المنزل كليًا وأضحى كرم وحيدًا مع الثلاثة أطفال، نهض يترك لهم الغرفة فنهضوا جميعًا ولحقوا به، جلس على الأريكة في الصالة، فجلسوا على الأرض أمامه يتممون الدائرة، نظراتهم الوديعة أربكته فأشاح بوجهه عنهم يزعق في حدة:
ـ عايزين إيه عالصبح..
تولى تميم الهادئ مهمة الرد بدلًا عن البقية:
ـ مش هنروح المدرسة النهاردة؟
التفت كرم إليه بغتة يسأله ببلاهة:
ـ وأنا أعمل لكم إيه؟
تبادل الأطفال الثلاثة النظرات المتسائلة بدهشة فقطع كرم ذلك بقوة:
ـ ما تنطقوا..
أجابته الصغيرة التي خيّم الحزن ملامحها:
ـ حضرتك مش هتعملي لنا اللانش بوكس؟
تدلى الفك في جهل وإن سألهم عمّا يريدون سيثير ريبتهم، زفر وزعق بحزم:
ـ كلموني عربي محدش يعوج لسانه في البيت ده..
تنهدت الطفلة وغمغمت بأسى فيما تجمعت عبرات في مقلتيها:
ـ حاضر يا مامي..
برمت شفتيها لحظة قبل أن تسأل بنبرة مهتزة:
- حضرتك مش هتجهزي لنا فطار ناخده المدرسة ولا هتنزلينا جعانين زي بابا؟
ملكة دراما صغيرة ليست هينة أبدًا، أمعن كرم النظر في وجهها وعلق باستهانة:
ـ وأبوكي صغير زيك محتاج حد يفطره؟!
هنا نهض الصبيان جلسا على جانبيه فوجد نفسه وقد وقع بين مخالب كماشة من ثلاثة اتجاهات، صبي عن اليمين وآخر عن اليسار والفتاة تجلس أرضًا تناظره بأعين بريئة كقطة صغيرة تتصنع الوداعة كي تكتسب التعاطف، لم يتحملهم ونهض يتخصر ويهتف:
ـ مفيش مدرسة النهاردة روحوا ناموا..
انتابتهم الدهشة التي ما انفكت عن السيطرة عليهم منذ الأمس، أمهم قد تبدل حالها كليًا، هي التي كانت حريصة كل الحرص على الانتظام في الدراسة ولا تتهاون في أي خطأ ولا تسمح بغيابهم إلا للضرورة القصوى..
استقاموا وتوجهوا صوب غرفتهم وكل أمسك بحاسوبه اللوحي وبدأ مسيرة ألعاب الفيديو اللانهائية..
عند الظهيرة جاءته الطفلة والتي بذل مجهود في تذكر اسمها:
ـ خير يا ست لوزة!
عقدت الطفلة جبينها ورددت مندهشة:
ـ لوزة!
سألها متأففًا:
ـ الهانم اسمها إيه؟
رفرفت أهداب الطفلة وتساءلت مصدومة:
ـ مش عارفة اسمي؟!
قبض كرم على مقدمة سترة الفتاة وقربها من وجه أمها هامسًا:
ـ هتقولي اسمك ولا أحبسك في أوضة الفيران؟
أدرات الطفلة عينيها في أرجاء المنزل قبل أن تستقر في عيني أمها وتضم شفتيها بتفكير:
ـ اسمي رونزا، ومعندناش أوضة فيها فيران..
أشاح بوجهه عنها ولوح لها كي تنصرف:
ـ لاء اسمك لوزة بقى ويلا روحي نامي ولا العبي..
تقدمت منه ووقفت أمامه بأعين حيوان بريّ خجول لم يتدرب على القنص بعد، تمتمت بالحزن الذي لم يفارقها منذ الأمس:
ـ عايزة أخد شاور..
رفع أحد الحاجبين وسألها في غيظ:
ـ أعملك إيه؟
تقدمت الصغيرة المتغضنة الجبين وسألته:
ـ مش هتساعديني يا مامي..
أوشك على سب مامي وعائلة مامي بأكملها، كز على أسنانه ليتمالك أعصابه التي يتفننون في إثارتها:
ـ مش هتعرفي تاخدي الشاور ده لوحدك..
نفت الطفلة بهزة بسيطة من رأسها فأمسك بكفها وجلس على الأريكة وأجلسها بجانبه، تنهد مستدعيًا كل صبر العالم حتى يسيطر على الموقف وقال بهدوء:
ـ هتروحي الحمام..
رفعت الشقية أحد حاجبيها فتجاهل اعتراضها وأردف:
ـ تغسلي شعرك كويس وبعدين تغسلي جسمك كويس وتنشفي وتلبسي هدومك..
سألته الصغيرة بحنق:
ـ بس كدة؟
اتسعت ابتسامته المرتاحة وأجابها:
ـ أيوة بس.. شفتي سهلة إزاي..
نهضت بغتة وانصرفت بغضب تدك الأرض بقدميها الصغيرين فيتعالى الدبيب الساخط..
نهض وتوجه صوب غرفة النوم وأغلق الباب بإحكام، جلس على مقعد أمام المرآة وهاتف أمنية التي ردت عليه سريعًا، لم يحييها وسألها مباشرة:
ـ أمي عاملة إيه..
كانت جالسة على مقعد متهالك في الطابق العلوي بعد أن شاجرتها أمه وبعثرت كرامة ابنها المهمل أرضًا أمام الجارة نجيبة، أجابته بسؤال متلهف:
ـ ولادي عاملين إيه يا أستاذ كرم، خايفة أتصل بيك من الصبح وأمجد يكون موجود وتحصل مشكلة..
زفر في غيظ :
ـ جاوبيني الأول..
حكت الرأس بيأس وأجابته:
ـ قاعدة تحت مع جارتكم بعد ما اتخانقت معايا من غير سبب..
مط شفتيه بلا مبالاة، تلك المرأة تستحق ما ستذيقه إياها أمه وهو غير مشفق عليها البتة..
قال متشفيًا بمكر:
ـ بنتك عايزة تستحمى..
شهقت أمنية بهلع، الأمر أسوأ مما يتصوره أي شخص وعليها كأم فهو أشد وطأة، الأم التي تنبه ابنتها كل يوم لئلا تثق في الغرباء أبدًا الآن تتركها بين يدي رجل غريب وعليه القيام بدورها بالكامل، توسلته باكية:
ـ أرجوك يا استاذ كرم كله إلا ولادي، أنا مستعدة أروح لجوزي وأعترفله بنفسي وهتحمل حتى لو طلقني بس بلاش تأذيني في بنتي..
صمت يزيد من حرق أعصابها التقط بيده قلم حمرة فتحه وسحق طلاء الشفاه اللين بين سبابته وإبهامه بغل، سمعها تتوسله ثانية بتحشرج فسألها بقسوة:
ـ مفكرتيش في لحظة زي دي ، وأنتِ بتفكري تبدلي مع راجل؟
لم يرَ هزة الرأس العنيفة لكنه شعر بها، وسمع الصوت يرتجف بوهن:
ـ مكنتش متصورة الأمور تتعقد لكدة أبدًا..
علق باستهزاء:
ـ وأهي اتعقدت يا مدام..
سمعها تبرر بأسف:
ـ مكنتش أعرف أنهم خبوا عنك، تصورت حضرتك أخدت فلوس ووافقت..
قاطعها بلذوعة سؤاله:
ـ وهو في راجل بيقبل يبيع رجولته بكنوز الدنيا؟؟
لم يمهلها لترد وأغلق الخط مباشرة تاركًا إياها فريسة سوء الظنون والقلق المستمر على مصير أطفالها في قبضة ذلك الرجل..
***
حطمت حلكة الليل ضي النهار وتربع القمر وسط السماء شاهدًا على حيرة أمنية وقلقها، العجوز حقًا لا تطاق، تريد خدمة متواصلة، ولسانها السليط لا يكف عن جلد ابنها بسبب بلادته..
أحضرت لها كوبًا من الشاي بعدما تبددت حرارته جزئيًا فرمته أرضًا ليتحطم وتنهرها باستياء:
ـ مش عارف تعمل كوباية شاي سخنة ياعديم اللازمة.
تمتمت خلفها بزفرة مختنقة:
ـ عديم اللازمة!
هزت الأم رأسهابالإيجاب قبل أن تأمرها بغلظة:
ـ قوم اعملي كوباية غيرها، وزود لي السكر..
نهضت أمنية مجبرة، رأسها يؤلمها من كثرة التفكير وتوقع الأسوأ فيما يخص بيتها، ومقيدة لا تستطيع حتى الرفض أو الاعتراف فتهدم كل شيء في لحظة، دلفت إلى المطبخ العتيق وبحثت عن علبة ثقاب فيها عود واحد صالح للاستخدام، وجدت علبة تحت المنضدة الخشبية القديمة التي تحمل موقدًا مسطحًا ذا عينين فقط، أشعلت إحداهما وصنعت كوب شاي آخر ، حملته إلى المرأة وندمت حين أطاعتها، فقد تناثرت منه قطرات شديدة السخونة ألهبت رؤوس أنامل العجوز فتأوهت، بدت كطفلة تتصرف بعجز في أمر عادي كحمل الكوب، حملته عنها وراحت تنفث فيه ببطء لتبرده لها، تمتمت العجوز بحنين بينما تمعن النظر في الوجه القابع أمامها:
ـ شبه أبوك يا كرم..
رفعت أمنية العينين إليها ولم تقاطعها فأردفت الأخرى بشرود:
ـ كأنه كان عايز يسيب لي حد يشيلني في كَبري..
رفعت العجوز أناملها ذات الأظافر الخشنة تمرر ها على تجاعيد وجهها الغليظة:
ـ بعد عشرين سنة من غير خلفة استلف من القريب والغريب عشان أعمل عملية وأخلفك بعدها..
انتاب أمنية الوجل، بدا لها ذلك الوجه قد عاصر مرور دهر بأكمله ومحفور عليه تاريخ صاحبته كما الجدران، وكأن لكل تجعيدة به حكاية بعيدة إنسانية تمس القلب، ف رُغم حدة طباعها بداخلها شيء ما مختلف، شيء طفولي يشبه ما يكمن بداخل كل نسوة العالم..
***
غفت المرأة في استكانة وضعف، أنى لها أن تنفر من شخص بتلك الملائكية حين ينام!
جلست على الدرج تتصفح بعض الجرائد القديمة المصفرة الأوراق التي وجدتها تحت فراش كرم، حانت منها التفاتة صوب الهاتف حين أضاءت شاشته فجأة، حملته تطبق شفتيها بزفرة عميقة من الأنف، فتحت الرسالة التي وصلتها كانت أكثر حدة من كل التي تجاهلتهم طوال اليوم، تلك المدعوة أرزاق أوشكت على الخروج من شاشة الهاتف والصراخ في وجهها، نعتت كرم بالجبان المخادع وما إلى ذلك، أرسلت رسالة إلى كرم أخبرته فيها بكل شيء وأرفقتها بصور من المحادثة، طلب منها أن تتجاهلها تمامًا كي يمر ذاك الأسبوع المشئوم ويتصرف بنفسه، لكن الرسالة الأخيرة التي أرسلتها له أمنية نقلًا عن خطيبته جعلته يتراجع فقد كانت جامدة شديدة اللهجة
( لو مجيتش بكرة هحكي لأخويا سيد على كل حاجة )
والأخ سيد ذاك له يدان غليظتان لا يحب أحد اختبار آثار اللكم بهما على وجهه، وخصوصا أن جسده مكدوم بما فيه الكفاية من آثار لم تواتيه الفرصة للسؤال عن سببها في خضم غضبه الأساسي..
بعث برسالة إلى أمنية وصلتها توًا:
ـ بكرة إن شاء الله هتتصلي بالتوكتوك وتروحي مكاني تزوري أرزاق..
انتفضت أمنية من محلها فليس لتلك الدرجة ولن تشعر بأمان في التنقل بذلك الشيء، بعثت ردت على رسالته بأخرى مستنكرة:
ـ توكتوك!
أجابها بسرعة البرق:
ـ مش عاجبك ولا إيه يا كونتيسة..
أدار عينه في الفراغ بعد إرساله الرسالة، بيتها شديد الرقي مثل الذي يشاهدهم في التلفاز وقطعًا لم تجرب وسيلة المواصلات الشعبية تلك، ومن دواعي سروره أن تجربها وتنقلب بها دون أن تؤذي جسده الذي تحتله..
...
في اليوم التالي نهضت أمنية وقد أضناها اشتياقها إلى أطفالها الثلاثة، وعن أمجد فلا تعرف إن كانت تشتاقه أم لا..
نظفت المنزل البسيط بعناية وأطعمت والدة كرم التي أمطرتها بوابل من التوبيخ المعتاد، طلبت من الجارة الودودة نجيبة أن تعتنى بها إلى حين عودتها من الخارج فرحبت الأخرى بذلك..
في تمام الخامسة مساءً وقف أمام باب منزل كرم وسيلة المواصلات الأكثر انتشارًا في الأوساط الشعبية، عربة صغيرة جدًا سوداء اللون لها ستائر بدلًا عن الأبواب، قابلها السائق ببشاشة ومازحها كأنما يحدث كرم بالفعل:
ـ يلا يا عريس الغفلة..
زمت شفتيها بامتعاض دون أن تتفوه بحرف، مدت يدها تزيح ستار المقعد الخلفي وأخفت اشمئزازها ببراعة ودلفت تجلس صامتة، راقبت الطريق عبر الزجاج الأمامي للعربة وتحملت المقطوعة المستفزة للغثيان التي أجبرها على سماعها ذاك السائق، مضت العربة عبر أزقة ضيقة بدت لا متناهية حتى مرت نصف ساعة، وصل بها أمام منزل لا يختلف كثيرًا عن منزل كرم، الرجل يعرف الطريق جيدًا، هبطت أمنية تتفحص ما يدور حولها بفضول، لم تذهب إلى مكان يشبه ذاك المكان قبلًا، كما أخبرها كرم نقدت السائق حقه وانصرف ملوحًا :
ـ هاجي لك لما ترن عليا..
أومأت له بصمت واستدارت إلى المنزل المنشود، كورت القبضة اليمنى ورفعتها تطرق الباب بخفة فلم ينتبه أحد، تلفتت حولها بحرج قبل أن تزيد من حدة الطرق فتسمع صوت من الداخل يسأل عن هوية الطارق فأجابتهم بكياسة:
ـ أنا كرم..
في لحظة كانت قد احتلت البقعة أمامها فتاة طويلة القامة ونحيلة مرتدية عباءة سوداء وحجاب نافرة منه الخصلات بعشوائية تقف متخصرة تناظرها بغضب مكتوم..
عرفتها سريعًا تلك هي أرزاق بنفسها، بشكل ما ودون تفاصيل تليق بكرم ..
كما طلب منها كرم ستتصرف بالضبط، لن تطيل الجلسة أبدًا فقط كوب من الشاي برفقتها ووالدتها وتنصرف مباشرة، ستسمع إليهما وتوافق على كل شيء تقولانه عدا العمل مع سيد في مصنع المراتب..
مدت الكف اليمنى طلبًا للمصافحة:
ـ إزيك يا أرزاق..
رفعت أرزاق أحد حاجبيها ومال ثغرها باستهانة:
ـ أحسن منك..
لم تمهلها لتقول شيئًا واستدارت متوجهة للداخل بخطوات مغناج مقصودة جدًا جعلت أمنية تقطب الجبين ريبة..
وجدت نفسها في الشارع وحيدة والباب الخشبي المتهالك مفتوح أمامها، فهمت أن برتوكول هؤلاء القوم لا ينص على الطلب من الضيوف الدخول، واجبها كضيفة أن تخدم نفسها بنفسها وتدلف دون إذن، تنهدت بعمق وتقدمت للداخل باستحياء، ليس من عاداتها اقتحام البيوت هكذا،أنقذها من حرجها مقابلة امرأة بشوش لها وترحابها الشديد:
ـ اتفضل يا عريس بنتي..
وابنتي التي نطقتها مرفقة بحرف الشين دون هدف سوى تشويه الكلمة فقط، ابتسمت لها أمنية وحيتها بلباقة:
ـ مساء الخير يا طنط..
هدلت المرأة فكيها فيما انعقد حاجباها في استغراب، تداركت أمنية الخطأ وافتعلت ضحكة كأنما تمازحها:
ـ بهزر معاكي يا خالتي..
وخالتي قد تشوهت بدورها بحرف الشين اللعين، بدت مصطنعة بلا مذاق لكن المرأة تجاوزت ذلك وأشارت للداخل:
ـ ادخل يا كرم نورت..
كانت أرزاق قد جلست على أريكة بسيطة تناظرهما بعينين تقدحان بالمعرفة، تلك الأم لا تنفك عن نعت كرم ب خائب الرجاء لكنها تقابله بحفاوة كيلا يهرب ظل الحائط وتعاني ابنتها ويلات العنوسة..
جلست أمنية تسترق النظر إلى المنزل من الداخل، يكاد يطابق بيت كرم من حيث المساحة وضيق الحال رُغم اختلاف التصميم لكن ثمة رابط يربط الأماكن بالشخوص هنا..
جلست أرضًا كما طلب منها أكرم قبل أن تحضر فانضمت إليها السيدة وأشارت إلى أرزاق من طرف خفي لتنهض، نهضت أرزاق متأففة وذهبت صوب المطبخ غابت فيه لعدة دقائق وعادت بصينية محملة ببعض الأطباق المملوءة بالطعام الشهي، حطت بها أرضًا وجلست تلتقط ملعقتها وتأكل دون اكتراث بأحد، لكزتها أمها في خاصرتها وكزت أسنانها مبتسمة بحرج:
ـ مش تعزمي على خطيبك يا أرزاق؟
تركزت عينا أرزاق على خطيبها الجالس أمامها وتندرت:
ـ وهو كرم ضيف!..
ابتسمت لها أمنية بود وقالت:
ـ لاء مش ضيف، بش شكرًا مش عايز آكل..
عقدت الأم حاجبيها وقالت بإصرار مشيرة للطعام:
ـ والله ما هناكل من غيرك..
وجدت أمنية نفسها مجبرة على ذلك فالتقطت ملعقة باستحياء تناولت معهما الطعام بصمت وأعجبها مذاقه بشدة وأثنت عليه، حملت أرزاق الصينية بعدما انتهوا وأحضرت ثلاثة من أكواب الشاي الشفافة، تناولت أمنية الشاي وشعورها بالجو العائلي مع أرزاق وأمها جعلها تشاركهما الثرثرة التي تفتتحها الأم بكلمة واحدة قبل كل مرة
( عارف يا كرم!)
تبتسم أمنية باتساع ويكون ذلك بمثابة الفتيل لقنبلة عنقودية من المعلومات الغير مهمة عن الزقاق وأهله وأولادها وزوجاتهم وأطفالهم الأشقياء، في نهاية الأمسية كانت أرزاق قد استعادت مزاجها الرائق وتعالت ضحكاتها معهما، لم تندهش أمنية من ذلك، فبعض من النسوة يسلكن دروب الصُلح دون مصالحة فعلية، فقط يغضبن لأسباب لا تعني أحد سواهن ويتناسين السخط ببعض كلمات مازحة لا تمت لأصل المشكلة بصلة، هكذا غضبت أرزاق وهكذا راق مزاجها دون تدخل من أحد، إنها فتاة لطيفة وبسيطة كما توقعت..
كانت الأم قد أدت صلاة العشاء في غرفتها ولم تخرج منها قط فوجدت أمنية نفسها وحيدة برفقة أرزاق التي اتضح أنها تمارس بعض حيل الإغواء الفاشلة، نهضت أمنية بغية الهروب من براثن تلك المخبولة ولوحت لها فهرولت أرزاق خلف خطيبها وجذبته إلى بقعة مظلمة وارتمت بين أحضانه في تقارب خطر للغاية، الحقيقة أن جسد خطيبها الذي رمت نفسها عليه ذاك والذي صابه شيء يشبه الصعق بالكهرباء في ليلة شتوية ممطرة مسكون بوعي امرأة تُدعى أمنية عسكر قد وصلت معدلات قرفها من الموقف أقصاها فدفعتها بعنف للخلف لتسقط الفتاة أرضًا في ذهول، المصيبة الكبري ليست في أرزاق تلك ولا ما فعلته، الطامة الكبري تكمن في أن الجسد الرجولي الذي تحتله قد أعلن استجابة مروعة جعلتها تكاد تقفز من فرط ذهولها، تلك اللحظة قبل ثانية ستظل محفورة في ذاكرتها ما حيت، لقد شعرت باضطراب ما، رغبة ذكورية مجردة لا تشبه أنوثتها التي التصقت بها طوال حياتها..
رمقت أرزاق الذاهلة أرضًا من علو وهرولت للخارج بدلًا عن لطم خديها على ثقل خيبتها وسوء حظها..
هاتفت صاحب العربة وارتادت المقعد الخلفي تضم الساقين إلى بعضهما حتى كادت عظام الركبتين أن تنسحقا من فرط الضغط عليهما، أوصلها السائق ونهضت تهبط وتدلف إلى المنزل استقبلتها أم كرم بوجه ممتعض وتندرت:
ـ جيت من عند رزق الحمد لله؟..
ضحكت الجارة الجالسة بجانب الأم على سجادة قديمة في الممر الملاصق للباب، صححت السيدة نجيبة متخطية لؤم الأم:
ـ اسمها أرزاق يا أم كرم..
رمقتها والدة كرم بجانب عينها وأعادت قولها بإصرار:
ـ رزق..
أشارت الجارة لأمنية ألا تتضايق فهزت أمنية الرأس بلا معنى وصعدت الدرج دون حروف، سألت نفسها سؤال كريه، هل كانت تظن الرجال كالأصنام، ماذا كانت تتوقع إذًا، الجسد جسد رجل ولا يحق لها السيطرة على رغباته، بل إنها ستفشل إن حاولت، عليها بالحيطة والحذر كيلا تتكرر تلك المهزلة ثانية..
الوقت المتأخر منعها من مهاتفة كرم وتوبيخه، اكتفت فقط بإرسال رسالة أودعت بها جل سخطها منه
( أنتَ وأرزاق دي مقرفين جدًا، البنت معندهاش وعي إنكم لسة مخطوبين وميصحش يحصل بينكم تجاوزات)
لم تهدأ لها سريرة فبعثت برسالة أكثر لذوعة
( وأنت ضامن تتجوزها!..افرض سيبتوا بعض.. إللي هيجي بعدك هياخد إللي هيفيض منك ولا إيه؟!)
***
انفعل كرم بشدة حين وصلته رسائل أمنية التي تدخلت في حياته بشكل فج وود تحطيم رأسها، كان يدرك احتمال معرفتها بطبيعة علاقته مع أرزاق وذاك من شأنه إفساد خطبته كليًا إن علمت أرزاق بورطته التي سقط بها دون إرادته..
كان قد حضّر لها ردًا يدحرها كليًا
( لو عايزة بيتك يفضل هادي وعيالك يفضلوا في أمان خصوصًا بنتك يبقى متخليش أرزاق ولا أمي يحسوا بحاجة، شوفي طريقة تتهربي بيها من غير ما تخليها تشك فيكي)
وصلتها الرسالة المتوقعة سريعًا، يتصرف بحقارة ولم تكن تنتظر منه إلا ذلك، شعرت برجفة تسري عبر أوصالها حد الاستقرار بقلبها وهدم كل ثبات الذي جاهدت لتصل إليه حتى تلك اللحظة، كانت تعلم بأنه سيستغل كل شيء من أجل الانتقام منها، وجعبتها فارغة من الحيل لن تستطيع درء شيء بمفردها، رعبها على أطفالها قد فاق الحد، ليتها حسبت حساب كل النتائج المتوقعة قبل التورط بهكذا مأزق، اعتدلت من رقدتها وهاتفت الدكتور إياد بوجيب دقات مرتفع، رد عليها سريعًا فأمطرته بشكواها:
ـ مش قادرة أعيش متكتفة كدة وقلقانة على ولادي، أنا مش عارفة أنام ولا لحظة مرتاحة..
كان عمليًا في رده حد شعورها بتغليف الجليد لنبرته:
ـ الظروف فرضت علينا كلنا الوضع ده..
خذلها دون أن تجرؤ على الاعتراف بذلك،
زفرت بقوة كادت تحرق بها الأسلاك:
ـ ليه حظي أنا يكون كدة، حضرتك بتقول ده أول مرة يحصل..
أكد لها بينما كان يجلس على مكتبه يراجع بعض البيانات ويعدل من وضع عويناته:
ـ مع الأسف ده حقيقي..
واستدرك بعد لحظة صمت خانقة:
ـ لكن اعتبري القدر بيديكي فرصة تعيشي التجربة..
ردت بانفعال حاد عجزت عن كبته:
ـ مكنتش عايزة أعيش حياة مش حياتي ولا أفضل كل ده في جسم مش جسمي..
صمتت في استحياء، تتعامل بأعجوبة مع كونها داخل جسد رجل، شعورها البغيض الذي شعرت به وقت زيارتها ل أرزاق أحرق صبرها كله، كادت تصرخ رفضًا، لا تريد تلك المشاعر ولم تكن تتطلع إليها أصلًا، وأصعب لحظة في اليوم هي لحظة تضطر فيها لخلع ملابس ذلك الشخص لأي سبب منطقي، تكره ذلك الجسد وكل جزء منه لاسيما كل ما يعبر عن كونه ذكرًا..
فهم إياد صمتها جيدًا وتغاضى عن ذلك، عليها دفع ضريبة اختيارها بنفسها، أخبرها بعملية بغية طمأنتها:
ـ قريب هتتحل المشكلة وكل شيء هيرجع لأصله..
ودعها بلباقة تاركًا إياها في جُب سحيق مظلم جدرانه من أفكارها وهواجسها، كلما تسلقت متشبثة بعزمها سقطت مدحورة دون جدوى..
***
في اليوم التالي نهض كرم قبل الأطفال، الصداع الذي تسببوا له به حين تغيبوا عن المدرسة جعله يقرر إرسالهم والتخلص منهم، كان قد طلب من أحد الأطفال الذكور إرسال قائمة مشتروات لأبيه تتضمن ما تحتاجه علبة الطعام المدرسية والأب الساخط قد عاد يرغي ويزبد، فالقائمة تضمنت كل ما هو غير صحي، امرأته التي تعتمد نظامًا صحيًا للأطفال قد جُنت كليًا..
أحضر ما طلبوه دون تعليق وعاد للمنزل، قد أضحى غاضبًا منها إلى حد كبير فقد وصل بها الحال حين قابلته في رواق المطبخ الذي مر به صدفة بالأمس أن تشيح بوجهها عنه وتمضي تاركة إياه خلفها يزعق وحده كالمخبول، السخيف في الأمر أنه لا يفهم لماذا تتصرف أمنية بتلك الطريقة، تركها قبل سفره بخير وعاد ليصدمه تغيير جذري في طباعها وسلوكياتها..
وعن كرم فقد فاض كيله؛ أمجد هذا مزعج فظ مستفز إلى حد يغريه لتحطيم عظام جمجمته، يتصرف بعنجهية كأنما امتلك الأرض ومن عليها..
في الصباح الباكر وقف كرم أمام العلب البلاستيكية الفارغة المتراصة فوق رخامة المطبخ بعجز، لايدري هل يضع الخبر أولًا أم الفواكه أم الحلوى التي أول مرة بحياته يرى مثيلاتها..
أمسك بالخبز وفرد عليه طبقة سخية من الشيكولا وحضر مثلها للجميع، وضعها بالعلبة التي تلوثت جنباتها ببقايا الشيكولا، ملأ الفراغات المتبقية ببعض أكياس المقرمشات والبسكويت، وذهب إلى غرفة الأطفال يصيح بفظاظة:
ـ إللي عايز يروح المدرسة يصحى..
الصوت المرتفع أيقظهم مفزوعين يتلفتون حولهم بلا فهم، هبط تميم المتشابه في الملامح مع تيّم فلم يستطع التفريق بينهما حتى الآن، رمقه كرم من بين أجفان ثقيلة تتوق للعودة للغفوة فيما يتحرك صوب فراش رونزا ويستلقي بتعب:
ـ صحي اخواتك والبسوا وامشوا يلا على المدرسة..
هز الطفل رأسه بزفرة غضب مكتومة وغادر الغرفة إلى الحمام، بعد ربع ساعة شعر كرم بلكزة طفولية مترددة إلى كتفه فأزاح الغطاء عن رأسه وأخرج عين واحدة يتفقد من جرؤ على إيقاظه، كانت الفتاة المشعثة الشعر دائمًا وأبدًا تقف كما الشمطاء متصنعة البؤس، زفر وحدجها صعودًا وهبوطًا قبل أن يسألها بنزق:
ـ خير؟
اقتربت رونزا ببطء من الفراش ومدت يدها بمشط وردي وغمغت:
ـ مش عارفة أسرح شعري..
أزاح الغطاء وجلس متربعًا على الفراش يكتف الذراعين إلى الصدر:
ـ هو أنا خلفتك ونسيتك ولا إيه؟
الصوت المنطلق بغلظة أثار ريبة الجميع، جاء أمجد واستيقظ الطفل الآخر بالإضافة إلى رونزا نفسها، وجد كرم نفسه تحت عدسة مُكبرة تناظره الأعين في انتظار تبرير منطقي، زفر وجذب الفتاة بغلظة، التقط من يدها المشط وشرع في تمشيط الخصلات بعنف قائلًا بصوت غاضب منتحل شخصية أم قد فاض كيلها:
ـ زهقتوني في عيشتي، هاتي يا ماما، خدي يا ماما، اعملي يا ماما.. طلعتوا ماما من هدومها..
هزوا رؤوسهم بلا معنى وانصرف كلٌ إلى حاله، كانت مهمته في تمشيط خصلات الفتاة شاقة جدًا، تشابك بصيلات الشعر جعله يمزقها بالأسنان الطويلة فتتأوه الصغيرة بألم، انتهى من ربطها بعشوائية لا تمت بصلة لطريقة الأم السابقة..
غادر الأطفال الثلاثة بواسطة حافلة المدرسة التي جاءت في موعدها، وجد نفسه وحده برفقة أمجد في المنزل فنهض ببطء وأغلق الباب بالمفتاح قبل أن يأتي إليه الآخر فقد توقع استغلاله للوضع، عاد يتدثر بالغطاء في لا مبالاة فسمع طرق الباب العنيف وهتاف الزوج المجنون من الخارج:
ـ إنتِ اتجننتي يا أمنية ولا إيه إللي حصلك؟
غطي كرم رأسه بالغطاء ولم يأبه لثورة الآخر ، لن يرد عليه وسيتصنع النوم، و لن يفتح الباب قطعًا، ستخسر العائلة المكونة منه ومن أمه فقط شرفها في حالة إن تواجد مع الأحمق وحيدين، لن يصمد بقوة جسد أمنية الهزيلة تلك أمام قوة الآخر، ولن يعوضه شيء إن وقع المحظور، فليحترق أمجد ويتلظى بغضبة هو لا يهتم..
غطّ كرم في نوم عميق بعد رحيل أمجد وعموم الصمت بالخارج، استيقظ بعد حين وما زال الكسل يلاحقه، فتح الباب بعدما وضع أذنه عليه يتلصص من أجل التقاط صوته حركة بالخارج، طمأنه الصمت المطبق وفتح الباب بحذر ، مد رأسه يتفقد الممر، حين وجده فارغًا تجرأ وخرج من الغرفة فوجد أمجد قد غادر بدوره ليتنفس الصعداء، توجه صوب المطبخ مدفوعًا بالجوع الشديد، حضر الفطور الدسم وجلس على مقعد أمام طاولة الطعام يلتهمه بتلذذ، نهض بعد ذلك تاركًا الصحون الفارغة وذهب إلى غرفة النوم، كان قد لاحظ وجود بعض علب تبغ تقبع في أحد أدراج الكمود المجاور للفراش الضخم، توجه صوبها وفتحته ليلتقط إحدى العلب ويخرج منها لفافة، جلس على الفراش يناظرها بجشع، تبغ مستورد غير المحلي الرديء الذي يخذله فلتره ولا يمنحه لذة الاستنشاق المناسبة، مد يده يلتقط ولاعة ويشعلها بملامح مسترخية، امتعض لأول وهلة حين عبر الدخان الشفتين للداخل، لم يستسغ لسان البائسة المذاق ولم تتحمل رئتيها حدة دخان التبغ، راح يسعل بألم فعاند طبيعة أمنية الكارهة للتدخين ووضع اللفافة بين الشفتين يعيد الكرة وتتكرر المأساة، فهم أن العناد لن يفيده بشيء، دعس اللفافة اللعينة في المرمدة دون انتباه لخطورة ذلك، وتوجه صوب الصالة، قضى ساعتين أمام التلفاز والوقت بطيء لا يساعده، بحث عن الهاتف فوجده، بغرفة الأطفال حيث قضى الليل نائمًا، الوحدة التي يعاني منها جعلته يتصرف برعونة كبيرة، هو شخص لا يقدر على الكتمان كثيرًا ويتسع الفراغ بداخله إن انطوى صدره على سر ما، بعث إلى صديقه عماد رسالة مكتوبة من خلال هاتف أمنية،
( أنا كرم، لو فاضي دلوقت قابلني في ميدان.....)
أغلق الهاتف يطبق شفتيه بزفرة غير مرتاحة، لا شيء مما يحدث حوله يبعث على الراحة أصلًا، يدرك تسرعه في ذلك، لكنه حقًا قد مل، يريد التنفيس عن نفسه قليلًا بالخروج من هذا المنزل، المنزل عصري راقٍ في كل شيء، لكنه يشعر بالغربة به إضافة إلى إحساسه الكريه في جسد تلك المرأة..
وصله رد صديقه سريعًا يتساءل في قلق
( أنتَ فين، أنا عمّال أرن عليك مبتردش وكنت جاي لك البيت أشوف حصلك إيه)
تنفس كرم بعمق حين قرأها وأرسل رده
( لما نتقابل هقولك كل حاجة)
***
وكأنها قبضة من حديد تلك التي قذفت بك بعيدًا حيث اللارجوع وحيث اللاوعي واللامنطقي...
قبضة نزعت من داخلك كل ما علمته مُسبقًا عن كينونتك...
وطمست معالم هويتك فصرت مجرد جسد بلا روح...
وقلب بلا نبض..
مجرد سجين ضمته أربعة جدران بدأت من باطن الأرض وحتى عنان السماء ماحية معها كل أمل في النجاة...
وصرخة من أعمق أعماق الألم تخرج منك دون صوت..
وفي عقلك قِتال يدور وصرعى يتساقطون وأشباح تطاردك ولا أحد التفت إليك..
ولا أحد سيلتفت...
نهى علي

ترك الهاتف على الطاولة وذهب كي يستحم، الشعور الكريه بالانفصال عن نفسه قد تعاظم، لا تلتحم الروح ولا الوعي مع الجسد الغريب الذي فُرض عليه، الأمر يشبه تواجد أحد الصيصان داخل محارة، حتى عاداته القديمة بات عاجزًا عن أدائها، كان يعاند الجسد في أداء وظائفه الأنثوية ويتبول واقفًا، ظن لبعض الوقت بأنه سيعثو في هذا الجسد فسادًا ثأرًا لنفسه وفي الحقيقية أصبح يمقته ويمقت كل دقيقة يمكثها مسجونًا بداخله..
ارتدي ملابسها المريحة بعد الحمام سروال من الجينز الأرزق وسترة سوداء فضفاضة وغادر المنزل، كانت أمنية قد أعطته حفنة نقود لتظل بحوذته إن احتاج لشيء، أخذ سيارة أجرة فهو لا يستطيع قيادة سيارتها القابعة بالمرأب أسفل البناية، انطلقت به السيارة بين أروقة العاصمة، وعيناه تناظر الشوارع بكآبة وعجز، وصل إلى الميدان المنشود وهبط، ينقد السائق النقود وينطلق بخطوات حادة متنافية مع الجسد الرقيق، وجد صديقه عماد جالسًا على كتلة إسمنتية مستطيلة ضمن مجموعة مثلها يمثلون دائرة تحاوط مساحة خضراء وسط الميدان، تقدم منه ووقف أمامه لينهض عماد يناظره بتساؤل متراجعًا للخلف ببطء في توجس:
ـ في حاجة ياست؟
حكَّ كرم جانب الجبهة بعنف ومن ثم أنزل كفه إلى الأنف، رفرفت أهداب عماد في ريبة ورفع أحد حاجبيه، تقدم منه كرم وفاجأه دون مقدمات يخبره:
ـ أنا كرم..
وتلك دعابة سخيفة لم ترق له، واجه بعدائية وهتف بغضب:
ـ الكاميرا الخفية دي ولا إيه..
قالها واستدار راحلًا فلحق به كرم يمسك بطرف سترته ليتوقف عماد محله ويناظره مستاءً:
ـ أنتِ مين ياست إنتِ؟
زفر كرم يكز على أسنانه بعنف، الوضع مخزٍ بشكل لم يتوقعه:
ـ حكاية طويلة هحكيها لك كلها..
سأل عماد في استهانة:
ـ هتحكي لي إزاي كرم صاحبي بقى واحدة ست؟
صاح كرم بسخط:
ـ ما خلاص بقى يا عماد..
وجد عماد نفسه على وشك السقوط كضحية مؤامرة لا يدرك أبعادها، وهوالمتعوس الذي لا يمتلك شيئًا ذا قيمة سوى أعضائه، همّ بالفرار فتشبث به كرم بحدة قائلًا:
ـ فاكر البيض إللي كنت بتسرقه من أمك وتبيعه عشان تروح تلعب في السايبر؟
تلك حادثة قديمة مر عليها أكثر من خمسة عشر عامًا حين كانا في سن العاشرة ووالدة عماد تقوم بتربية الدجاج لتبيع بيضه للجيران، كان عماد يسرق بعضه للحصول على النقود من خلف ظهرها، والوحيد الذي باح له بذلك كان صديقه المقرب كرم، حجظت عينا عماد مشدوهًا، الآن صار متأكدًا من أن كرم متواطئ مع منظمة معينة تسعى لاستغلاله، سأله باتهام صريح:
ـ كرم باعني بكام؟
هزه كرم ضاحكًا وياللأسف كانت الضحكة أنثوية ناعمة:
ـ وأنتَ عندك إيه يتباع عشان أبيعه؟
انتفض عماد رافضًا الإهانة الصريحة رُغم أن المرأة الفاتنة الواقفة أمامه محقة، هو بالفعل لا يمتلك شيئًا مهم للبيع، لكن الأكذوبة لن تنطلي عليه هكذا ببساطة، رفع أحد حاجبيه وسأل باتهام:
ـ عملتوا إيه في صاحبي؟
وارتفع صوته دون سيطرة بتهديد جاد:
ـ هروح أبلغ في القسم..
تأفف كرم وجلس على الكتلة الخرسانية وربت إلى جانبه :
ـ تعالى اقعد يا عماد وهقولك..
ناظر عماد المرأة بفضول، بالطبع لا يصدق قصة أنها صاحبه لكن الأمر مثير للاهتمام وهو يريد أن يسمع إلى النهاية، حكي له كرم ما حدث بالتفصيل وعماد يعرف مُسعد جيدًا ويدرك جشعه لكن ما يسمعه من رابع المستحيلات، التفت له كرم يناظره بعينين بنيتين ساحرتين توهجتا ببريق خاطف تحت وقع أشعة الشمس، لاحظ نظرات الإعجاب في عيني صديقه وتجاهل ذلك قائلًا بنزق:
ـ اسألني أي سؤال محدش يعرفه غيرنا وأنت تتأكد إني كرم بجد..
حك عماد أنفه بتفكير:
ـ لون ستارة الصالة عندنا إيه؟
ضحك كرم حتى اهتز الجسد برقة:
ـ معندكوش ستارة ياعم..
ضيق عماد عينيه وتابع يسأل:
ـ ابن أختي اسمه إيه؟
رمقه كرم بسخرية:
ـ ملكش إخوات بنات..
انتفض عماد واقفًا يشير إليه باتهام كأنما قبض عليه متلبسًا:
ـ أهو أديكي غلطتي، أنا ليا أختين بنات..
كتف كرم الذراعين أمام الصدر وسأله متندرًا:
ـ هو عشان أبوك اتجوز غير أمك وخلف منها بنتين يبقوا إخواتك؟!
مال عماد برأسه يفكر بعمق ومن ثم ابتسم ببلاهة:
ـ تصدقي صح!
بدا كأنما سرقه التيه والتشوش حد اقتراب تصديقه للمرأة، مد كرم الكف الناعم يمسك بيد صديقه فاتسعت عينا الآخر والتمع فيها شيء غريب أثار حفيظة كرم، كرم الذي صاح فيه بحدة:
ـ اقعد يا عماد بقى صدعت من الرغي الفاضي..
جلس مطرقًا برأسه تائهًا بلا مرسى، لا يصدق حدوث الأعاجيب، تسربل إلى أذنه حديث المرأة:
ـ هي ورطة ووقعت فيها زي ماقلت لك، والست دي عايشة مكاني مع أمي دلوقت تقدر تروح البيت وتسألها..
كان عماد قد انتقل مع عائلته إلى حي آخر ولم يمر ببيت كرم وربما إن ذهب لزيارته بالمنزل تتكشف أمام عينيه الحقيقية أكثر وضوحًا، سأله كأنما يصدق ذاك الهراء:
ـ وأنتَ عايش إزاي مكان الست دي؟
طاف بعيني كرم البغض والاستياء وغمغم بسخط:
ـ عايش بالعافية، هطق من جوزها وعيالها..
لم يتمالك الصديق نفسه وانفجر ضاحكًا، تخيل أن يكون ما يحكيه صحيحًا وكرم الذي يعرفه جيدًا يعيش كزوجة وأم، مسد وجهه وحاول تمالك نفسه حين ازداد سخط المرأة وفاض من عينيها، سعل بخفة قبل أن يقول بلين:
ـ ما هي حاجة متتصدقش الصراحة..
حدجه كرم وزفر بقوة:
ـ وأهي حصلت عشان حظي..
سأله عماد بفضول:
ـ طب وهتعمل إيه دلوقت؟
مط شفتيه وكتم الزفرة الغاضبة:
ـ هعمل إيه يعني مجبور أستنى لباقي الأسبوع..
تلك الطريقة في الحديث ليست غريبة تشبه صديقه كرم إلى حد كبير ورُغم ذلك لن يسلم عقله بسهولة، سيذهب إلى بيته أولًا وبعدها يقرر إن سيصدق أم لا..
..
ودع المرأة وارتاد دراجته النارية الصينية وانطلق بها إلى الحي الذي يسكنه كرم، توقف أمام الباب مباشرة وهبط يطرق الباب الموارب، أجابه صوت كرم من الداخل قبل أن يفتح له الباب، وقف أمامه بصمت ومعالم الجهل حفرت خطوطها على تقاسيم الوجه، كرم الذي يقابله بمزاحه الدائم الآن لا يعرفه ، حيّاه عماد بهدوء فهز رأسه بتوتر، ما يحدث إما مؤامرة متقنة أو أنه حقيقة بالفعل، وعلى أية حال لن تجد الرياح ما تأخذه من فوق أرض مصقولة سوى الغبار، عماد لا يمتلك شيء ليسرقوه منه وعن أعضائه البائسة فلن تفيد أحد فهي تقتات على فتات الأطعمة وربما يعاني من أمراض عدة ولا يعرف بذلك..
وجد نفسه يختبر الشخص الماثل أمامه بخبث:
ـ معلش يا كرم بس أنا كنت عايز الفلوس إللي أنت سالفها مني عشان محتاجها ضروري..
لم يبدُ على الوجه سوى الحيرة مما دعم أكذوبة التبديل أكثر، كاد يصدق كليًا حين تلعثم الشخص وسأله:
ـ كانوا كام الفلوس دي أصلي نسيت..
تنهد عماد وأمعن النظر ومن ثم غمغم ببساطة:
ـ كانوا خمسين جنيه يا كرم..
انصرفت أمنية إلى الداخل تحت وقع نظرات عماد الفاحصة، الحركة مائعة لا تليق بالجسد الرجولي، ثمة شيء خاطئ قطعًا، هناك شيء خاطئ جدًا قد حدث، قوس حاجبيه يفكر بعمق، هل من المعقول أن تكون امرأة بالفعل؟
عاد إليه الشخص سواء كانت المرأة المنتحلة شخصية وجسد صديقه أو حتى صديقه بنفسه ففي الحالتين هناك ورطة كبيرة قد حدثت، وقفت أمامه تمد اليد اليمنى إليه بورقة من فئة الخمسين جنيهًا بتردد، كانت الأنامل القابضة على طرف النقود متعرقة تهتز من فرط التوتر، والوجه يغرق في لجة التيه، جذبها منها بغتة ومنحها نظرة ملتوية قبل أن يستدير ويرحل دون تحية، أثار ريبة أمنية وقررت أن تسأل كرم عن صديقه الغريب الطباع ذاك فيما بعد..
انتهى الفصل



التعديل الأخير تم بواسطة م ام زياد ; 21-03-21 الساعة 07:01 PM
samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 11:47 PM   #18

ام هبه وايه

? العضوٌ??? » 486093
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 27
?  نُقآطِيْ » ام هبه وايه is on a distinguished road
افتراضي

مسا الجمال علي احلي سموره
🌹🌹🌹🌹


ام هبه وايه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-21, 03:01 AM   #19

هامة المجد

? العضوٌ??? » 45921
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 378
?  نُقآطِيْ » هامة المجد is on a distinguished road
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

هامة المجد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-21, 06:28 PM   #20

مرريم

? العضوٌ??? » 470346
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 6
?  نُقآطِيْ » مرريم is on a distinguished road
افتراضي

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

مرريم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:02 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.