آخر 10 مشاركات
91-صعود من الهاوية - بيتي جوردن - ع.ج ( إعادة تصوير )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          كوب العدالة (الكاتـب : اسفة - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          قصر لا أنساه - مارغريت مايلز- عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree4112Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-12-21, 03:09 PM   #1361

Hayette Bjd
 
الصورة الرمزية Hayette Bjd

? العضوٌ??? » 404791
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 586
?  نُقآطِيْ » Hayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond repute
افتراضي


سلمت اناملك الفصول فخمة متعوب عليها وصلنا للذروة أين كل الأحداث تتشابك و ستتعقد لاعاد حلها 😍

Hayette Bjd غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-21, 11:32 PM   #1362

monsan
 
الصورة الرمزية monsan

? العضوٌ??? » 394174
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 15
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » monsan is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

monsan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-21, 07:02 PM   #1363

al gameel rasha

? العضوٌ??? » 424155
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 244
?  نُقآطِيْ » al gameel rasha is on a distinguished road
افتراضي

بعشق كتاباتك يا هبه ما شاء الله كل أحداث الرواية متسلسلة واقعية رووووووووووووووعة

al gameel rasha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-21, 07:03 PM   #1364

سوهي(زهور الربيع)

? العضوٌ??? » 491859
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 46
?  نُقآطِيْ » سوهي(زهور الربيع) is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور
في انتظار الفصل♥️♥️


سوهي(زهور الربيع) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-21, 07:57 PM   #1365

Rasha.r.h

? العضوٌ??? » 398056
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 123
?  نُقآطِيْ » Rasha.r.h is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور لا تتأخري علينا ياهبة بالانتظااار

Rasha.r.h غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-21, 08:05 PM   #1366

إشراقة الشمس

? العضوٌ??? » 491302
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 30
?  نُقآطِيْ » إشراقة الشمس is on a distinguished road
افتراضي

تسجيييييل حضووووووووووور في انتظاررررررررررر

إشراقة الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-21, 08:11 PM   #1367

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته باذن الله الفصل هينزل حالا

Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-21, 08:12 PM   #1368

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن والعشرون

ليست كل غربة يا صديقي بالغربة عن الديار أو بغربة الروح عن الجسد
ولكن هناك نوع أقسى من الغربة وهو حين تضيق علينا الأرض بما رحبت ،حين تلفظنا الديار والبلاد فنهيم في أرض الله ونحن لا نعرف إلى أين نحن ذاهبون فنقضي عمرنا في قطار الحياة مسافرون.
مسافرون نحن في هذه الحياة نركب قطارا حتى إذا حانت لحظتنا ودنا أجلنا نزلنا في محطتنا مُجبرين وهي طوال عمرها تنزل من قطار لتركب اخرإلى أن استقر بها الحال في أحد قطارات الدرجة الثالثة المتجه إلى أقصى الجنوب

تجلس بجوار النافذة وهي تحتضن صغيرها وتنظر إلى شقيقها الذي نام على المقعد المقابل لها من فرط التعب الجسدي والتوتر.

أغمضت نسرين عينيها مٌفكرة في المجهول الذي ينتظرها بعد أن بائت كل امنياتها بالحياة الكريمة ببيت راشد بالفشل

بلعت ريقها بصعوبة بعد ساعات عصيبة قضتها تحت الامطار هاربة من القرية إلى أن تمكنت هي وإسلام من الوصول إلى محطة القطار وحين وقف الاخير بتيه في المحطة قائلا:" إلى اين سنذهب؟"

أردفت هي بعد تفكير قصير بنبرة متوترة:"اعتقد أنهم بعد اكتشافهم لرحيلنا أول مكان سيبحثون عنا فيه هو مكاننا القديم والتفكير المنطقي أن نتجه شمالا إلى العاصمة"

أردف اسلام:"ولكن العاصمة كبيرة وكما نسمع الحياة بها صعبة وتحتاج إلى مصاريف ونحن ليس معنا"

أردفت مؤكدة :"عندك حق لذلك لابد أن نخلف توقعاتهم ونتجه جنوبا لن يفكر أحد أننا سنفعلها وليس لنا احد هناك"

قال مضيقا ما بين حاجبيه:"وماذا سنفعل هناك؟"

قالت وهي تنظر حولها إلى المحطة التي تمتليء بالبشر رغم هذا الوقت من الليل:"نأخذ شقة صغيرة نعيش بها ستكون على قدر يدينا باذن الله ونبحث عن عمل كما كنا قديما قبل أن يدخل رماح حياتنا"

عادت نسرين من شرودها وجسدها يهتز مع اهتزاز القطار فيساعد الصغير على الاستغراق في نوم عميق مستمتعا بحضن أمه الدافىء خاصة وهي تدثره جيدا وارجحة القطار تجعل من هذا الوضع وضعا مثاليا للنوم

أَنَ قلبها بحنين لنظرة واحدة من تمام ،تمام الذي احتل قلبها وعقلها في الشهور القليلة الماضية ،تمام الذي تمنته في البداية زوجا تٌثبت به قدميها في البيت ومع الوقت تحول إعجابها إلى حب ،ابتسم ثغرها وهي تستعيد الكلمات التي سمعتها عن رغبته في الزواج بها

بالطبع كان قرارها بالفرار بابنها هو الحل الوحيد ولكنها شعرت برغبة في قول كلمة أخيرة له

إن كان راشد لا يستحق أي كلمة قبل الرحيل للابد من حياتهم فتمام يستحق

يكفي أنه فكر بها كزوجة رغم أنها ليست متأكدة هل رغبته هذه كانت رغبة بها ام من أجل عمار ولكن في كل الأحوال وجدت أنه الوحيد الذي يستحق أن تفسر له فتناولت هاتفها وهمت بكتابة رسالة له فكتبت

"تمام حين تقرأ رسالتي هذه لن اكون متواجدة في المحيط كما اعتدتم جميعا ولكن سأكون ابتعدت كثيرا ،عرفت بما حدث الايام الماضية من شد وجذب بينك وبين والدك ووالدتك ،وبالطبع أنت علمت أنني طُلِب مني بشكل مباشر الرحيل وترك ابني خلفي ،طلبوا مني الرحيل بقلب جامد او ربما جاحد ورغم معرفتي أن عمار سيعيش بينكم مرفها إلا أنني لم أستطع فعلها وصبرت الايام الماضية على أمل أن نصل معا الى حل يرضي الجميع ولكن ما سمعته الليلة من عزم والدك على تدبير قضية سرقة لأخي لمساومتي على ترك عمار كان رسالة لي من الله أن أرحل بابني ،اعرف انكم جميعا تحبون عمار ولكن لن يحبه أحد مثلي

تمام ربما لم أكن لاستطع قولها بشكل مباشر في وجهك ولكن بما أن الوجوه لن تتقابل ربما لوقت طويل إن لم يكن لن تتقابل ثانية فسأقولها، لقد شعرت بإعجاب بك منذ أن رأيتك ولن أنكر أنني وقتها فكرت بعقلي أنك فرصة جيدة لي ولكن الإعجاب تطور مع الوقت إلى ميل وتمنيت أن أعيش ما تبقى من عمري بينكم ،شعرت إن حدث ما تمنيته فستكون لي وقتها العوض من الله ،هل تظن أنني لم أشعر بالخذلان حين اكتشفت كذب رماح علي ؟لم أشعر بالخذلان حين اكتشفت أن حياتي معه كانت كذبة؟ بالطبع شعرت ولكني تماسكت وتمنيت أن تكون لي العوض ولكن ليس هناك نصيب وصدقني لست حزينة ،لا انا حزينة لا اعرف هل ستفهمني ام لا انا حزينة لأنني لن أستطيع الارتباط بشخص رائع مثلك ولست حزينة لانك تستحق الافضل

اعتقد لا تحتاج لوعد مني أنني سأرعى عمار رعاية جيدة لانه ابني ولا يوصى والد على ولده ولكني سأعدك حتى تطمئن سأهتم به وسأحدثه عنكم بكل خير وحين يكبر ويشتد عوده سأجعله يزوركم وقتها سيكون رجلا ولن يستطع أحد أخذه مني...لا تقلق لن أٌدخِل على ابني زوج أم ،كنت سأوافق فقط إن كنت أنت لأنه قطعة منك وأعرف أنك تفديه بروحك ... في حفظ الله تمام اتمنى لك السعادة لانك تستحقها"

أنهت كلمات رسالتها ثم ضغطت زر الارسال وحين تأكدت أن الرسالة أُرسِلت ولكنه لم يتلقاها بعد لأنه يفصل الانترنت عن هاتفه قبل نومه أخذت نفسا عميقا ،حسنا لن يقرأ الرسالة الا في الصباح تكون هي ذهبت إلى وجهتها ،أخرجت شريحة الهاتف وكسرتها وألقتها من نافذة القطار ثم أغلقته جيدا ثم استلقت تستند بظهرها على المقعد الغير مريح بالمرة تحاول نسيان مرحلة مضت من حياتها والاستعداد لمرحلة اصعب فإن كانت سنواتها الماضية مرت بصعوبة وهي بمفردها فبالتأكيد الاصعب هو القادم مع مسئولية والتزامات طفل صغير.
******
"تمااااام"
انتفض تمام من فراشه بجذع وهو يسمع صيحة والده الهادرة ،كان للتو قد صحى من نومه ليجدها الثامنة وحين اتصل هاتفه بالانترنت جائته رسالة من نسرين فَهَمَ بفتحها بفضول ولهفة لولا صوت والده الذي أفزعه
خرج تمام ليجد أبوه وأمه يقفان في منتصف البيت وعلامات القلق على وجهيهما ويزيد عليها الشراسة عند راشد ووجد كامل يأتي من الخارج قائلا بتوتر:"يبدو أنهما بالفعل رحلا أبي ف إسلام غرفته ليس بها متعلقاته كما الحال في شقة نسرين "
اتسعت عيني راشد عن آخرهما بينما هرع مالك من الخارج قائلا:"باب البيت الخلفي مفتوح يبدو أنهما خرجا منه"
سقط راشد جالسا على أقرب مقعد وعلامات الصدمة تعتلي وجهه بينما نظرت يمنة في وجوه أبناءها قائلة:"ألم يشعر أحدكم بهما ؟"
أردف كامل:"لقد سهرت قليلا وكان كل شيء على مايرام بالتأكيد انتظرا حتى نمت"
هرع مالك خارج البيت قائلا :"سآخذ السيارة وأتفقد الطرق ربما عثرت لهما على أثر"
أما تمام ففتح الرسالة التي أرسلتها له ووقف يقرأ سطورها بعينين متسعتين وما إن انتهى من قراءتها بقلب خافق حتى أردف لوالده باستنكار:"ومالذي يجعلها تأخذ الولد وتمشي فجأة هكذا؟"
قال راشد بغل وهو يشعر بقلبه يكاد يتوقف انفعالا:"لأنها واطية من أصل واطي"
تمتم تمام باستنكار أشد وهو يقترب من والده:"لأنها واطية! أم لأنها سمعت مخططك أنت وكامل ؟"
اتسعت عيني راشد وكامل فأردف كامل:"أي مخطط؟"
قال تمام بانفعال:"كنتما ستدبران مكيدة لإسلام حتى تضطر هي للتنازل عن عمار مقابل تنازلك أبي؟"
أردف راشد بفحيح :"ومن أدراك أنت؟"
أردف تمام بغضب وهو يهم بالابتعاد عن أبيه قاصدا حجرته :"أرسلت لي رسالة في نصف الليل ولم أراها إلا الآن ،لقد فرت هاربة بالولد بسببك "
ثم أردف قائلا لكامل بصوت مختنق:"اتصل بأخيك لا داعي من البحث لقد غادرا منذ ساعات طويلة وبالطبع لن يكونا في الانتظار على طرقات القرية"
دلف تمام إلى حجرته وأغلق الباب خلفه بعنف وراشد لم يكن في حالة تسمح له بالجدال مع ابنه الكبير فأردف لكامل بتوتر:"خذ مالك واذهبا إلى عنوانهما القديم بالمحافظة وبيت خالتهما اقلبا المحافظة ولا تأتياني إلا بهما"
أومأ له كامل وأسرع باللحاق بمالك أما يمنة فجلست بجوار زوجها لا تجد كلمات لتقولها ولكن بداخلها قد استراحت من حمل نسرين واطمأنت أنها برحيلها ستبتعد تماما عن تمام ،وتمام ارتدى بنطاله وقميصه على عجل وغادر البيت مسرعا دون كلام مع أحد.
*********
قطع معتصم درجات السلم مسرعا حين اتصل به تمام وأخبره أنه ينتظره في المندرة لأمر هام وكان صوت الأخير يوحي بأن هناك مشكلة يقع بها
حين دخل معتصم المندرة كان تمام يقطع المكان ذهابا وعودة بعصبية فأردف:"تمام ماذا هناك؟"
التفت إليه تمام وهو ينظر له نظرة بها من الرجاء الكثير وكأنه يحتاج إلى طوق نجاة يتعلق به
بعد قليل
بعد أن جلس تمام يجاور أخيه على الأريكة وقص عليه ما حدث ومضمون رسالة نسرين أردف معتصم مضيقا عينيه بتركيز:"هل تقول أنها خرجت في سواد الليل دون مال أو مكان تلجأ إليه فقط للنجاة بابنها من أبيك؟"
قال تمام بلا فهم:"وهل ابنها لا يستحق منها هذا؟أقول لك كان يخطط لأن يأخذه منها"
تنحنح معتصم قائلا:"لا أقصد ،ثم أردف بنبرة باطنها السخرية:تذكرت فقط أن هناك من يرمون أبنائهم ثم رفع حاجبيه قائلا بتقدير:ولكن هذه المرأة صراحة أرفع لها القبعة أن فضلت ابنها على الجميع"
قال تمام بصوت مضطرب:"المهم الآن كيف أصل اليها؟"
قال معتصم وهو يدقق النظر في عمق عينيه:"تريد أن تصل لها من أجلها أم من أجل الولد؟"
قال تمام بصدق وهو يرفع سبابته ووسطاه :"الاثنين "
قال معتصم مفكرا:"لو كنا اكتشفنا الأمر وقتها كنا استطعنا ايجادهم ولكن الآن بعد ساعات بالتأكيد انتقلت إلى حيث تريد إلى جانب أنها ليست متهمة بشيء حتى نحرر بلاغا إلا إذا فعلها والدك واتهمهما بأنهما سرقا بالفعل"
قال تمام بوجه منزعج:"ليتها قالت لي ،لم خافت وفضلت الفرار ولم تخبرني؟"
قال معتصم :"معها حق في خوفها فأبوك كان ينوي أكلها حية هي وأخوها وفي هذه الحالة يا روح ما بعدك روح"
قال تمام بتأثر:"صدقني لو كانت قالت لي كنت تصرفت،كنت أخذتها وتركت البلدة لأبي حتى يقتنع بزواجي منها ولكن بفرارها هذا كيف سأجدها ؟أخبرني كامل منذ قليل في الهاتف أنه ذاهب إلى مكانهما القديم بالمحافظة ولكن لا أعتقد أن تفعلها وتذهب إلى هناك هي ليست غبية غالبا ستنزل إلى القاهرة فالاختباء هناك بين الزحام الأنسب لها كما أن لهجتها في الرسالة لهجة مودع لن نراه ثانية فيبدو أنها مخططة جيدا لخطواتها وتعرف أننا لن نجدها مهما حدث"
ظل معتصم يفكر لثوانٍ ثم أردف أخيرا:"هي بالفعل ذكية ولكني لا أعتقد أن تذهب إلى القاهرة بحالها هذا "
قال تمام بلهفة:"في ماذا تفكر؟"
قال معتصم بهدوء:"اعطني بيانتهما كاملة وأنا سأرى ماذا علي فعله"
أعطاه تمام البيانات وقام معتصم بعمل اتصالاته
********
بعد الظهر
كانت عنان تجلس مع أختيها في حجرة وصال وكانت الأخيرة تفرز المشتروات الأخيرة الخاصة بشقتها وتضع كل المتشابهات في كراتين واحدة وتكتب على الكارتونة من الخارج حتى تٌسهل على اخوتها وبنات عمها حين يفرشن شقتها
قالت عنان وهي تتسطح في الفراش:"لقد تعبت "
قالت وصال بنزق:"لم نكمل ثلاث ساعات عمل حتى تتعبي"
قالت عنان ضاحكة:"يا ابنتي أنتِ بكِ طاقة لمثل هذه الأشياء فمازلتي في البداية أما أنا فلا"
فوقفت وصال تناظر أختها بحاجبين مرفوعين وهي تضع يديها في خصرها الذي بدأ يكتنز قليلا عن ذي قبل وأردفت بنظرة متلاعبة:"وأنتِ أين ذهبت طاقتك كنتِ كالقردة دائما مالذي جد؟"
اتسعت ابتسامة عنان فهي تعرف لمَ ترمي أختها فأردفت مودة التي تجلس بجوار عنان ساهمة :"أشعر أنكما تتحدثان بالألغاز قليلا؟"
فقالت وصال ضاحكة بصوتِ عالٍ:"بل كثيرا يا صغيرتي"
فقالت مودة بتشكك:"وأشعر أن هذا الكثير يعني أشياء قليلة الأدب قليلا"
فأردفت وصال متهكمة:"بلا كثيرا يا صغيرتي"
فقالت لها عنان موبخة:"وصال البنت مازالت صغيرة "
فأردفت مودة بنزق وهي تنزع نظارتها عن عينيها:"من هذه الصغيرة ؟ انا في التاسعة عشرة وأفهم كل شيء "
ابتسمت عنان وهي تقرصها من وجنتها برفق قائلة:"حبيبتي سأراكِ صغيرة دائما"
تركت وصال ما بيدها وانضمت لأختيها في الفراش وأردفت بخبث:"من تظنين أنها صغيرة أعتقد أنها وقعت في الفخ"
قالت عنان بعدم فهم:"أي فخ؟"
تغيرت ملامح مودة واحمر وجهها فأردفت وصال بتهكم:"أعتقد الصنارة غمزت"
لكزتها عنان في كتفها قائلة باهتمام:"انطقي مع من؟"
فنظرت وصال إلى مودة نظرة متسلية وأردفت:"مع من يا دودي؟"
تنحنحت مودة بحرج وارتدت نظارتها قائلة بتوتر:"لا يوجد شيء من قال لكِ هذا؟"
صاحت فيها وصال :"وهل سأُكذب عينيّ اللتين تريان اضطرابك كلما رأيتيه؟"
قالت عنان بنفاذ صبر:"انطقي من؟"
فقالت وصال أخيرا بابتسامة ساخرة:"ابن عمتك نعمة"
صاحت عنان باستنكار وهي تجلس في منتصف الفراش على ركبتيها قائلة:"من؟عمرو"
فقالت وصال:"وهل يوجد غيره ؟"
تلجلجت مودة واحمر وجهها بصورة ملفتة فأردفت عنان:"ألم تجدي غيره؟"
قالت مودة بحرج:"لا تصدقيها لا يوجد شيء"
فجذبتها وصال من ذراعها حتى واجهتها قائلة :"انزعي نظارتك هذه وانظري في عيني وقوليها أنكِ لا تميلين لعمرو "
ولأن الانكار لا يفيد والصب تفضحه عيونه فقد مرت الدقائق التالية ومودة بين فكي الكماشة عنان على يسارها ووصال على يمينها تستجوبانها وترد عليهما بحرج شديد
"متى كبرتي يا مودة؟"
قالتها عنان بحنان وهي تمسد على شعر مودة فأردفت الأخيرة بحرج:"كما قلت لكما ليس حبا ولكن اعجاب بشخصيته ليس أكثر"
قالت وصال متهكمة:"وهل ابن نعمة به مميزات ؟ يكفي أمه"
قالت مودة بضيق:"فعلا هذا أسوء ما فيه ثم تمتمت بقنوط:وخاصة بعد ما فعلته أمس مع يحيى ومع مريم ،هذه المرأة ستخرب بيوت أبناءها بيدها وليس لديها عزيز ،أخذت نفسا عميقا ثم أردفت بشرود:لذلك لابد أن أتحكم في هذه المشاعر حتى لا تتطور،ثم أردفت من وراء قلبها:ليته يرتبط بإحدى الطبيبات زميلاته في المركز وننتهي من هذه القصة قبل أن تبدأ"
قالت وصال بتهكم:"وهل المشاعر بسهولة تتحكمين بها ؟كان غيرك أشطر"
قالت مودة بنبرة جادة:"أنا الحمد لله أفكر تفكيرا عمليا وأستطيع التحكم في مشاعري جيدا ،أستطيع أن أجعل عقلي هو من يحركني لا مجموعة مشاعر بلهاء "
ناظرتها عنان بشك،انها تتحدث عن المشاعر وكأنها تملك آلة تحكم
*********
بعد قليل
كانت مودة قد استمعت من مطبخ شقتهم الواقع أسفل مطبخ شقة عمها زكريا إلى صوت عمرو وهو يقول لأمه بصوته العالي أنه سينزل قليلا عند جدتهم غالية قبل أنن يذهب إلى المركز مساءا فشعرت بنقر فراشات رقيقة في صدرها وانتظرت قليلا ثم غادرت الشقة لتنزل إلى بيت جدتها
كانت ترتدي حلة رياضية أنيقة بلون كحلي وتضع غطاء السترة فوق رأسها وفي قدميها ترتدي خفا منزليا من الفراء على شكل قطة وتحتضن كتابها وهي تنزل الدرجات ببطء وحين وصلت إلى بهو البيت وجدته خاليا وصوت جدتها غالية وأم أيمن يأتي من المطبخ فنظرت حولها تبحث بعينيها عنه ثم اتجهت ببطء نحو باب البيت المفتوح فغالبا سيكون في المندرة إن لم يكن خرج خارج البيت
كانت تسير على أطراف أناملها حتى لا يشعر بها أحد وهي تتفقد أثره
أما هو فكان بالداخل مع أحمد في احدى الغرف وحين خرج من الرواق ووجدها تسير على أطراف أناملها هكذا سار خلفها ببطء شديد وعيناه تشعان بفضول كبير
وحين وقفت على باب البيت تشرأب بعنقها لترى هل هو بالمندرة أم لا أردف هو بصوت أفزعها:"ماذا تفعلين؟"
انتفض جسدها وهي تلتفت فتجده خلفها مباشرة حتى أن رأسها ارتطم بجسده وسقط كتابها منها أرضا فارتدت خطوتين للخلف وأردفت بفزع:"بسم الله الرحمن الرحيم هل هناك أحد يفزع أحد هكذا؟"
قال لها بشك :"لم أكن أقصد ولكنكِ تبدين كمن كنتِ ستقدمين على عملة ما "
تنحنحت قائلة بارتباك وهي تُثبت نظارتها فوق أنفها :"أبدا ،كنت أبحث عن أحمد وأشارت إلى الكتاب قائلة:كنت أريده أن يشرح لي نقطة لا افهمها"
نزل بجسده وأخذ الكتاب ثم نظر في عنوانه وأردف بنزق:"تبحثين عن أحمد ليشرح لكِ نقطة لا تفهمينها في تخصصي!"
قالت بصوتِ هارب منها :"ومن ادراني انك بالبيت ولم تذهب إلى العمل"
تنحنح قائلا وهو يشد قامته فيبدو أمام عينيها طويلا وسيما ذا بنية رياضية جذابة :"انا موجود اليوم لن أذهب إلى المركز الا مساءا "
كان قلبها الصغير يرتجف بشدة فأردفت مدعية عدم الاكتراث:"حسنا لا بأس إن كان لديك وقتا لتشرح لي"
قال لها بابتسامة حلوة شعرت بها تثبر أغوارها:"أين تحبين أن نجلس؟"
قبل أن تفتح فمها للرد سمعا صوت غالية التي تقف خلفهما عند باب المطبخ وهي تقول بحماس وقد شاهدت الموقف من بدايته :"اجلسا في الفناء الخارجي بعيدا عن الضوضاء"
التفت كلاهما إليها في نفس الوقت وتضرج وجه مودة بالحمرة أما عمرو فابتسم لجدته ابتسامة حلوة قائلا :"حسنا يا امي ثم أردف بنبرة متعالية وهو ينظر إلى مودة التي تقف أمامه كعصفور مبتل :تعرفين إن لم يساعد الأطباء الكبار أمثالنا الأطباء الصغار أمثالها فلن تتقدم الحياة"
قالت غالية بنظرة خبيثة وصدر منشرح:"طبعا يا بني أعرف وفقكما الله "
بسط عمرو ذراعه أمامها لتتقدمه ونزل خلفها الدرجات الفاصلة بين باب البيت والفناء الخارجي فجلسا على اقرب مقعدين ثم اعطاها الكتاب قائلا:" تفضلي من اين تريدين أن نبدأ؟"
تناولت الكتاب منه ونظرت فيه بتوتر وتيه ثم رفعت عينيها الصافيتين إلى عينيه في نظرة شارده وأردفت :"ماذا تقول؟"
........
اما بالداخل فحين خرجت غاليه من المطبخ كانت نعمه تنزل السلم بخطوات بطيئة، كانت غاليه قد ارسلت لها منذ الصباح في انها تريدها وتلكأت نعمه في النزول حتى هذا الوقت
منذ أن عرفت غاليه ما حدث بين يسر ويحيى وأن نعمه خلفت الوعد الذي قطعته عليها وهي تريد أن تقطع لسانها وكانت طبعا نعمه تعرف ذلك لذلك تلكأت في النزول.
حين وصلت إلى بهو البيت كانت غاليه قد جلست على أريكتها فأردفت بنبرة غاضبة ونظرة حارقة :"الم نتفق يا نعمه ا لا تقولي شيء لابنك؟"
تنهدت نعمة وجلست على المقعد المقابل لمقعد حماتها وأردفت ببرود مٌتعمد :"لو كان في نيتي أن أقول كنت قلت في يومها أما ما حدث بالأمس فكان موقف عفوي لم أكن أقصد فيه أن أقول ولكن ذلة لسان"
صاحت فيها غاليه بصوتِ عالٍ:" ذلة لسان وقلت له كل ما حدث يا نعمة هل انا طفلة صغيرة ستضحكين على عقلي بكلمتين ؟ أنتِ تعرفين و أنا أعرف أنكِ كنت تقصدين أن تقولي ليحيى ما حدث"
قالت نعمة بنفس البرود :"ألم تقولوا من البداية أنه موقف عادي وهي تحدث الطفل لتعطف عليه فأين المشكله؟"
قالت غالية بغيظ:" أنتِ يا امرأة لا تتعلمين؟ ليس لديكِ قلب ؟ليس لديكِ عقل يفكر؟ ستخربين بيتين بكلامك هذا وبنتك التي أحضرتيها عندك الم تفكري في موقفها وهي في بيت صالح بعد ما فعلتيه كيف ستستطيع رفع عينيها في عينيهم وامها تسببت في هجر ابنتهم لبيتها ؟"
قالت نعمة:"و لذلك أحضرت ابنتي"
قالت غالية بغل :"أنتِ ليس منكِ أي أمل أنتِ الغل يعميكِ عن الفهم وعن الاحساس وكلانا يعرف السبب وهو رغبتكِ في تزويج يحيى من أخرى ، كل ما تفعلينه يا نعمة لتصلي إلى هذه النتيجة"
قالت نعمة بجدية وهي تنظر في عمق عيني حماتها :"الفكره كلها أنني لا أحد يشعر بي ،لا أحد بكم يشعر بما أشعر به ثم أشارت لها بسبابتها قائلة: أنتِ أول واحدة لو كان ابن من ابنائك امرأته لا تنجب لم تكوني ستتحملي وكنتِ من ثاني يوم زوجتيه لامرأه اخرى ،وليلة... ليلة التي تجلس قريرة العين لأن لديها أحفاد يحملون اسم زوجها أما أنا فلا، لمَ لاتُجربون مرة واحدة أن تشعروا بي "
كان النقاش بين غالية ونعمة قد احتد وبدأ صوتهما يعلو فنظرت مودة وعمرو في آن واحد إلى باب البيت المفتوح الذي يأتي منه الصوت ولكن عمرو أردف وقد سمع بعض الكلمات :"لا تهتمي أمي وأمي تتشاكسان من أجل ما حدث بالأمس "
قالت مودة وهي تنظر إليه بجدية:" وما رأيك أنت فيما حدث بالأمس؟"
نظر لها عمرو نظرة طويلة جدا وصمت قليلا لا يعرف بماذا يرد هل يقول بأن امه مخطئة ؟ هي مخطئة ولكن هل يستطيع هو قولها؟
حين طال صمته لثوانِ إضافية أردفت مودة باهتمام:" لم صمتت؟"
رفع حاجبيه وأردف بنبرة لم تتبين هل هي غاضبة أم يائسة :"هي أمي في كل الاحوال واحيانا كثيرة تخطئ فى تقدير الامور وفي النهايه ما باليد حيلة"
قالت مودة بشرود وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه وتعقد ذراعيها فوق صدرها:" لقد كنت على حق يا عمرو حين قلت أن أسوء شيء هو زواج الاقارب ،هل تعرف ربما لو يحيى ويسر ليسا أقارب ولا يسكنان في بيت العائلة وكذلك مريم ويوسف ربما لم تكن تحدث كل هذه المشاكل"
أومأ برأسه موافقا ثم قال وهو يشرد في جانب وجهها المليح :"عندك حق ثم أردف بصوتِ مضطرب قليلا :هيا لنكمل ما كنتِ تريدين"
.............
اما بالداخل فصبت غالية جام غضبها على نعمة ورغم أن نعمة كانت ترد على حماتها كلمة بكلمة إلا أنها في النهاية لم تستطع مجاراة غالية التي بدأت من غيظها من نعمة تمطرها بكلمات مٌهينة إلى أن استقامت نعمة وقالت بثبات مزعوم :"هل انتهيتِ يا عمتي ؟ عامة هم ابنائي وأنا أعرف مصلحتهم أكثر من أي شخص وبالمناسبة زكريا يعرف كل هذا ويوافق عليه لأنه يريد مصلحة أبناءه"
قالتها وهى تتحرك مبتعدة عن غالية قاصدة الصعود إلى شقتها فصاحت فيها غالية بصوتِ عالٍ :"وهل سيخرب بيوت الاولاد إلا أنتِ وزكريا ؟ وهل أتعبني أحد من أبنائي في حياتي مثل زكريا ؟ وهل جاء البيت هذا زوجه ابن شكاية بكاية كيادة مثلك؟ "
لم تٌعيرها نعمة اهتمام وسارت في طريقها وهي تقول:"طبعا زكريا أسوء أبناءك وأنا اسوء زوجات أبناءك بينما صالح وزوجته ليس هناك مثلهما"
فقالت غالية بتوبيخ:" من يومك وأنتِ تضعين صالح وزوجته فوق رأسك ثم تبعت كلامها بسبة نابية على نعمة وزكريا سمعتها نعمة ولم ترد"
تناولت غالية هاتفها لتتصل بيحيى حتى يحضر إليها وتٌخبره أنها كانت جالسة حين كانت يسر تحدث الولد ولم يحدث أي شيء يٌسيء إليه ولكنه لم يرد فاتصلت بصالح لتطمئن على يسر
..............
بعد قليل كان عمرو قد انتهى من شرح ما تريده مودة فأغلق الكتاب فأردفت هي:" اشكرك عمرو حقيقه استفدت كثيرا من شرحك"
استند علي ظهر مقعده ووضع ساقا فوق ساقِ وأردف بنبرة متعالية:" كنتِ تريدين أن يشرح لكِ أحمد هذا الجزء؟"
أردفت قائله بنظرة متسلية:" ربما كان سيشرحه مثلك من أدراني أنا"
قال متهكما :"هل هذه كلمه شكرا؟"
قالت بنزق:" قلت لك شكرا من البداية"
ابتسم لها ابتسامة حلوة فأهدته واحدة أحلى منها وظلا قليلا صامتان وحدها العيون هى التي تتحدث
********


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-21, 08:14 PM   #1369

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

كانت هاجر قد نزلت إلى بيت جدتها ومعها زياد وجنه و كان الصغيران يلعبان في بهو البيت وكانت هاجر تقف بجوار النافذة المصفوف علي سورها أٌصص زرع صغيرة من الريحان والقرنفل فكانت تسقيهم باهتمام حين خرج أحمد من الغرفة التي كان ينام بها وحين رأها تسقي الزرع ابتسم وهو يتأمل هيئتها الرقيقة في هذا الاسدال وردي اللون ويتأمل جانب وجهها القمحي اللامع فاقترب منها قائلا :"صباح الخير" التفتت له هاجر وحالة الصخب التي أصبحت تلازمها حين تراه عاودتها
فأجلت صوتها قائلة :"صباح الخير أحمد"
اقترب قائلا :"ماذا تفعلين؟"
كان جليا أمام عينيه ما تفعل ولكنه كان يريدها أن تتحدث معه يشعر ب فضول شديد تجاهها خاصة بعد أن قصت عليه والدته القصة المؤثرة التي حدثت لها منذ عدة سنوات والتي أثرت عليها فجعلتها بهذه الهشاشة وهذا الانطواء
قالت هاجر بصوتها الرقيق :"أسقي الزرع "
قال أحمد وهو يستنشق الرائحة العطرة:"رائحته جميلة جدا"
ابتسمت قائلة باعتزاز:" انا من جعلت يحيى يزرعه لي ورعيته من البداية حتى اثمر هكذا"
قالتها وهي تتحسس أعواد القرنفل والريحان فاقترب يشم الرائحة العطرة عن قرب وهو يفكر أن هذه هي الرائحة التي كان يشمها كلما صافحها أو مرت بجواره ،الان عرف السبب
كان يقف بجوارها مباشرة ينظر إلى أصص الزرع وكانت تقف بجواره تشعر بجسدها ينتفض ولكنها كانت تريد أن تٌطبق كلام الدكتورة روحية التي نصحتها بضرورة أن تتجاوز كثير من المشاعر السلبية وأن ما حدث لها ليس من المفترض أن يؤثر على تقبلها لوجود رجل في حياتها
لقد ارتبط عندها الألم النفسي الذي عانت منه منذ عدة سنوات بالرجال ،ربطت أن ما حدث لها حدث كما عرفت حتى لا تميل نفسها لرجل قبل الزواج فتحول الأمر معها لنفور من كل الرجال.
ولكنها حقا كان هناك شيء بداخلها يقاوم هذه المشاعر السلبية خاصة بعد خضوعها للجلسات ،كانت تريد أن تمد يدها لنفسها لتخرجها من ظلماتها
هكذا قالت لها الدكتورة روحية حين نريد أن نخرج من ظلمات سٌجننا فيها بارادتنا أو رغما عنا لابد أن نقبل مساعدة الآخرين ولكن لابد أن يكون أول المساعدين هو نحن رغبتنا في النجاة وعزمنا هما أول عوامل نجاحنا لذلك لابد أن تكون أول يد تٌمد لنا لتنقذنا هي يدينا نحن
باغتها أحمد بسؤال قطع به دوامة أفكارها:"لو كنتِ اكملتي تعليمك هاجر ماذا كنتِ تريدين أن تدرسي؟"
ابتسمت بحنين وأردفت :"كنت أريد دراسة علم النفس"
رفع حاجبيه قائلا:"جميل جدا ولكن هل لي أن أعرف لمَ هذا التخصص على وجه الخصوص؟"
أردفت وهي تفرك كفيها في بعضهم تقاوم مشاعر خجل منه هو على وجه الخصوص وتوتر من الحديث مع أي شاب على وجه العموم :"لأن النفس البشرية هي أهم ما سيفيدني في حياتي ،معرفتي لأسباب حدوث أي اضطراب وتفسير أي انفعال هو الأهم عندي لأحيا حياة مستقرة، أشعر أن بدراستي لهذا الفرع فائدة كبيرة في بناء شخصيتي وبالفعل أنا أقرأ من وقت لآخر في هذا التخصص ولكن كنت أتمنى دراسته دراسة فعلية "
قال مستفهما :"الا تفكرين في إكمال دراستك؟"
قالت بنظرة متلهفة:"أتمنى ولكن أبي يرفض"
قال :"لماذا "
قالت بحرج:"يخاف عليّ لأسباب عديدة"
تذكر أحمد حديث والدته فأومأ برأسه متفهما فأكملت:"ولكن عمرو وعدني بأن يحاول إقناعه"
قال مبتسما:"اتمنى لكِ التوفيق "
قالت بفضول وهي تدقق النظر في عينيه:"وأنت ماذا ستتخصص ؟"
قال دون تفكير :"باذن الله نساء "
تنحنحت بحرج وهي تشيح بوجهها بعيدا فرغم أنه يتحدث بتلقائية إلا أنها خجلت لا تعرف لماذا
أما عند باب البيت فكان عمرو يدخل وخلفه مودة وحين رأى أخته تقف بجوار النافذة مع أحمد الذي يقف بجوارها بأريحية ويضع كفيه في جيبي بنطاله حتى تمتم بخفوت :"يبدو أن ما نفعله مع بنات الناس سيُرد الينا ،هذا المشهد أراه للمرة الثانية ليومين على التوالي "
قالت مودة :"ماذا تقول؟"
مط شفتيه قائلا وهو يتطلع إليها وهي تحتضن كتابها يسرح قليلا في ملامحها الرقيقة الشقية:" أقول اصعدي وطبقي ما فهمتيه ياكت .... تنحنح بسرعة وهو يحرك وجهه يمينا ويسارا قائلا : يا دكتورة "
ثم تركها واتجه بخطوات سريعة نحو أخته وابن عمه
********
في بيت صالح
كانت يسر مستلقيه في فراشها وبجوارها أمها التي أعدت لها كوبا من العصير الطازج وحاتم الذي يحدثها حتى يخفف عنها خاصه بعد أن صرح الطبيب الذي اتاها بالأمس أن ما بها هذا نفسي و كتب لها على بعض الادوية
دخل صالح الذي لم يذهب إلى عمله اليوم متأثرا بحالة ابنته وجلس بجوارها قائلا :"كيف حالكِ اليوم حبيبتي ؟ "
ابتسمت يسر نصف ابتسامة وأردفت:" بخير أبي"
قال صالح مٌربتا على يدها :"أنا لم اتحدث معكِ بالأمس يسر نظرا للحالة التي كنتِ فيها ولكن ما عليّ قوله يا ابنتي أن ما فعلتيه خاطئ"
ناظرته يسر بنظرة حانقة وأردفت وهي تشير بسبابتها إلى نفسها :"انا مخطئة أبي بعد كل ما قصصته عليك وتقول لي أنني المخطئة "
قال صالح بجدية:" نعم مخطئة ثم أردف بنبرة حازمة وفي نفس الوقت لا تخلو من اللين: اخطأتِ في البداية يسر حين تواصلتِ مع طفل صغير يعيش مع والده وليس لديه أم "
قالت دون فهم :"أنا لا أعرف ما المشكلة في هذا الأمر ما دمت أتحدث مع الطفل فقط في عدم وجود والده والولد هو الذي يحدثني نظرا لتعلقه بي هل تريدون حين يحتاجنى طفل لم يكمل السادسه بعد اتخلى عنه ؟"
هم صالح بالرد ولكن حاتم أردف قبله :"نعم يسر لانكِ لا تعرفين تفكير الرجال حين يكونون غير مرتبطين خاصة حين يكون لديهم اطفال كيف يفسرون أي محاولة لتودد اي امرأه للأطفال بأنها محاولة تودد لهم هم شخصيا "
اتسعت عينيها ذعرا وأردفت بصدمة:"ماذا تقول؟"
قال صالح بجدية:"اخوكِ يقول ما كنت أريد قوله يا ابنتي وما قاله لكِ زوجك"
صمتت يسر واجمة فهي لم يأتي في ذهنها أبدا هذا الاستنتاج فأردفت بضيق:" وهل ايضا لديه حق أن يجعلني أجلس في البيت ولا أذهب إلى العمل ثانية؟"
قال صالح بإقرار:"نعم من حقه"
قالت بعينين دامعتين قهرا:" أنت تتحيز له أبي "
قال صالح بنبرة لينة:"إن كنت سأتحيز سأتحيز لابنتي ولكنني أقول الحق وهذا من أجل ابنتي أيضاثم أكمل: وأنتِ حين تركتِ البيت في عدم وجود زوجك أخطأتي ثم التفت إلى زوجته وأردف بنظرة عاتبة: وأنتِ أخطأتِ حين سمحتِ لها بأن تأتي وأرسلتي لها حاتم كان المفروض أن تذهبي أنتِ لها "
قالت ليلة :"وماذا كنت سأفعل وابنتي تقول لي انها لا تطيق البيت و انها مريضه ولا تريد أن تبقي فيه"
صاح فيها بصوتِ عالٍ :"هي تقول ما تريد وانتِ تفعلي ما فيه الصالح يا ليلة "
قالت ليلة بغيظ :"وما فعلته نعمة هل توافق عليه أيضا؟"
قال بعدم اكتراث:" ما فعلته نعمة تفعله دائما فما الجديد ؟ المهم عندي يحيى "
قالت يسر وهي على وشك البكاء :"يحيى الذي لم يسأل فيّ منذ يومين؟ يحيى الذي اتصلت به ولم يرد عليّ؟ يحيى الذي اتصل به حاتم ولم يرد؟"
قال صالح :"تعرفين أن زوجك كتوم و تعرفين أنه لا يتحدث كثيرا حتى لا يخطيء فربما بعدم رده أفضل وما انا واثق منه أنه غاضب منكِ بشدة لذلك ما أن تتحسن حالتك حتى آخذك بيدي وأعيدك إليه"
قالت ليلة وقد وصل بها الحال إلى مرحلة الانفجار فقد تحملت ما تفعله نعمة مع ابنتها كثيرا:" ولكنك يا صالح هل ترى أن الطريقه التي تعامل بها نعمة ابنتك تتناسب مع الطريقة التي نتعامل نحن بها مع مريم ابنتها ؟"
فقال صالح بهدوء:"نحن نتعامل بما يمليه علينا ضميرنا يا ليلة نتعامل بأصلنا نتعامل بتربيتنا و اخلاقنا ومبادئنا ،ثم أردف وهو يشير بيده جهة النافذة:
هل اذا نبح في وجهك كلب ستنبحين في وجهه؟ هل اذا عضك كلب ستعضينه بالمثل؟"
نظرت إلى زوجها بصمت وهي تعرف انه لديه قدر من التعقل والمثالية لا يوجد لا عند نعمة ولا عند زكريا وهي في النهايه أم ولا يهون عليها ابنتها، ابنتها التى تعرف انها تعاني من عدم وجود طفل يملأ عليها حياتها و حالتها النفسيه السيئة من هذا الامر
قالت يسر أخيرا:" ولكني أبي أريد أن أعود إلى العمل "
قال صالح وهو يستقيم واقفا:" انسى أمر العمل يسر أنا أرى أن ما قاله وما فعله يحيى هو الصواب في هذا الأمر، صراحة أنتِ تعلقتي بالأطفال أكثر بعملك في هذا المكان وبعد أن اتصل يحيى بصاحبه وأخبره بانكِ ستتركين المكان لن يستطع العودة في كلمته فلا تصغري زوجك واعلمي أنني إن لم أكن أعلم أن يحيى يحبك لم أكن سأتركك تكملين في هذه الزيجة وحين تضعين كفة زواجك أمام كفة عملك فبالطبع كفة زواجك هي التي تربح لا مجال للمناقشة أو المنافسة
قال ما قاله ثم ترك لهم الغرفة فارتمت يسر في حضن أمها وهي تشعر بوهن في جسدها وروحها.
********

كان يحيى يقف بجوار والده في الأرض الزراعية لتسليم طلبية كبيرة لأحد التجار الكبار وبعد أن تم تحميل كل البضاعة على العربات وبعد أن حاسب الرجل زكريا وبعد أن انطلق وجاء وقت التدوين حدث ما يحدث في أحيان كثيرة وهو تسجيل بيانات مخالفة لما تم بيعه فاحتقن وجه يحيى وأردف لوالده بحاجبين معقودين:"ألن ننتهي من هذا الأمر أنا أشعر بتأنيب الضمير كلما رأيت هذا "
قال له زكريا بوجه مقلوب:"وما دخلك أنت ألم أقل لك مرارا أن هذا أمر بيني وبين اخوتي وحين نتحاسب نصفي كل ما بيننا"
أردف يحيى بشك:"كلها عدة أيام وتجتمعون للحساب السنوي ولكن كيف تساوي الأمر أبي وأنت تكتب أرقام أقل مما بعت ومما استلمت؟"
أردف زكريا بشراسة:"ألم أقل لك شيء بيني وبينهم من أدخلك أنت ؟ ونظر حوله إلى المزارعين المنتشرون حولهم واردف:واخفض صوتك حتى لا يسمعك أحد يبدو أن مشكلتك مع زوجتك جعلت مزاجك عكرا"
قال يحيى بانفعال مكبوت:"أنا دائما أقول لك هذا ما دخل مشكلتي الآن؟"
قال زكريا مغيرا الموضوع :"ماذا قلت فيما عرضته عليك أمك وماذا ستفعل مع زوجتك التي تركت البيت هذه؟"
قال يحيى بصوت محتقن وقد شعر بالضيق لأن يسر أعطتهم الفرصة للحديث عنهما بهذه الصورة:"زوجتي لم تترك البيت ذهبت يومين ببيت أبيها"
قال زكريا بنبرة ظهر بها الاشتياق جليا ونظرة تحمل من الحنين أقصاه:"مادام الله لم يكتب لكما الانجاب من بعضكما فجرب حظك مع أخرى أنا أشتاق لحمل ابنك على يدي قبل مماتي "
شعر يحيى بالضيق والاختناق من كل شيء شعر أنه يريد الانفجار في الجميع كان كبالون انتفخ وامتلأ بالهواء ولازال الجميع يملؤه بلا رحمة فأردف لوالده وهو يهم بالمغادرة من أمامه ولو طال لغادر البلدة بأكملها :"ادعو لي أنت فقط"
أخذ سيارته وانطلق بها بعيدا ،لم يحب الذهاب إلى البيت بل ذهب إلى أخر البلدة في ركن قصي خالي من العمران هو والنهر الجاري أمامه فقط ،صف سيارته على جانب الطريق ونزل ،جلس أمام النهر مباشرة على الحشائش الخضراء وبعد قليل كان يستلقي على ظهره ينظر إلى السماء وإلى أسراب الطيور الطائرة من فوقه وهو يريد أن يبقى هنا عدة أيام بعيدا عن صخب الحياة
*********
بعد أن تركت ليلة ابنتها لترتاح قليلا شعرت بالنقمة على نعمة وشعرت بالضيق على ابنتها أن توضع في هذا الموقف وتجد من يٌشكك بها ،خرجت بطاقة غضبها وجلست وهي تلتقط الهاتف الأرضي وتتصل بنعمة
ردت مريم على الهاتف وحين وجدت عمتها ليلة أردفت بمودة وهي من داخلها تشعر بالحرج:"أهلا عمتي كيف حالك؟"
قالت ليلة باقتضاب لم يخفى على مريم:"بخير ،كيف حال زياد وجنة؟"
تنحنحت مريم قائلة :"بخير"
قالت ليلة بضيق مارست سيطرة كبيرة لتكبته:"أين أمك؟"
كانت نعمة تقف أمام مريم تستعد للصلاة وحين سمعت الأخيرة تقول:"أمي "
رفعت يديها بسرعة قائلة:"الله أكبر "
دخلت نعمة في الصلاة قاصدة ألا تحدث ليلة فشعرت مريم بحرج شديد وأردفت لحماتها:"أمي تصلي "
قالت ليلة لمريم بضيق:"لمَ تفعل أمك ما تفعله مع يسر؟ رغم أني حين عرفت وبخت يسر على اخفاءها لأمر مكالمة الفيديو ولكن أين حفظ العهود وقد اوصتها عمتي بألا تقول والبنت أخذت منها الأمان لتخونها بهذه الطريقة فيشعر يحيى بأن زوجته فعلت شيء مشين"
قالت مريم بسرعة:"لا عمتي يحيى لم يظن هذا يحيى يعرف ما حدث جيدا ولكن "
قاطعتها ليلة قائلة بعتاب حاد قليلا:"ليس هذا الموقف فقط ،أمك دائما تعامل يسر بطريقة لا تروق لي ونحن نمرر لأن يحيى يحبها ويعاملها بلطف ولكن يا ابنتي ألا تقولين لأمك كيف نعاملك نحن؟ لكِ كم عام ببيتنا هل دسنا لكِ على طرف؟"
شعرت مريم في هذه اللحظة بمشاعر متناقضة الضيق من أمها لأنها وضعتهم جميعا في هذا الموقف ،الحرج من عمتها ليلة لأنها فعلا لم تجد منها شيء سيء،الخوف على علاقة يحيى ويسر ،القلق على علاقتها بيوسف
فأردفت أخيرا بقنوط:"لا عمتي لم أرى منكم إلا كل خير وأقول هذا دائما ولكن سبحان الله الدنيا لا تعطينا كل شيء كنتم تعاملوني أفضل معاملة وكنت دائما على خلاف أنا ويوسف في الوقت الذي كنتِ كما تقولين أمي لا تعامل يسر بطريقة جيدة ولكن كان يحيى رائعا معها ،ثم أردفت بنفس القنوط:هي دنيا ياعمتي لن تكتمل أبدا لأحد شيء مقابل شيء"
قالت ليلة بجدية:" ولكن يوسف تغير كثيرا في الفترة الأخيرة وأخر ماعرفته أنكِ كنتِ ستعودين اليوم إلى البيت"
قالت مريم :"ربنا يصلح الحال يا عمتي "
قالت ليلة بنزق:"ألم تنتهي أمك من الصلاة بعد؟"
نظرت مريم إلى أمها التي تصلي ببطء شديد وأردفت:"لم تنتهي بعد حين تنتهي سأجعلها تحدثك ثم اردفت: هل أستطيع أن أكلم يسر ؟"
قالت ليلة باقتضاب:"مرهقة قليلا ونائمة"
أغلقت ليلة وهي متأكدة أن نعمة تقصد ألا تحدثها وكانت تتفتت غيظا
أما مريم فشردت في حالها وهي تشعر باحباط وخوف وحين فرغت نعمة من الصلاة قالت لابنتها:"هل قالت لكِ ستعود يسر؟"
قالت مريم منفجرة في أمها:"وهل يسر ستعود بمفردها بعد ما حدث؟ أليس من المفترض أن يحدثها ابنك أو يذهب إليها"
قالت نعمة ببرود:"وهل كان أغضبها أو قال لها اتركي البيت ؟ كما تركته مع أخيها يحضرها "
عرفت مريم أن الحديث مع أمها بلا داعٍ فاستقامت واقفة وأردفت وهي تتجه نحو غرفتها :"يبدو أن حلم الحفيد من الابن سيطر عليكِ وجعلكِ هذه المرة لا تدركين عواقب الأمور"
قالت نعمة من خلف ظهر ابنتها:"لا تقلقي على نفسك مع المحروس ابن صالح فلديكِ طفلين لن يستطيع الاستغناء عنهما ولا عنكِ"
أغلقت مريم باب حجرتها خلفها بضجر أما نعمة فتناولت الهاتف واتصلت بمحاسن أختها
**********
بعد ساعة وقبل مغيب الشمس بساعة
كانت نعمة تقف خلف النافذة حين رأت سيارة يوسف أسفل البيت فعرفت أنه جاء من أجل مريم
وهو حين دلف من باب البيت صعد مباشرة إلى بيت عمه زكريا ورن الجرس ففتحت له نعمة قائلة بابتسامة صفراء:"أهلا يوسف"
لم يتكلف عناء الرد عليها وأردف ببرود:"أين مريم ؟"
ومريم حين سمعت صوته انتفضت من فراشها وأسرعت للخارج فوجدت أمها تقف أمام الباب ويوسف يقف قبالتها وأمها تقول بنبرة مستفزة:"هل يصح أن تمشي يسر هكذا وتترك البيت؟"
قال يوسف ببرود وهو يضع يديه في جيبي بنطاله:"يسر في بيت أبيها تجلس يومين فقط وبالمناسبة فهي مريضة، من قال أنها تركت البيت؟"
قالت نعمة :"وهل التي تريد أن تذهب إلى بيت أبيها تذهب من تلقاء نفسها أم تنتظر حتى يعود زوجها؟"
اقتربت منها مريم تجذبها من ذراعها قائلة بغيظ:"أمي من فضلك "
فأردف يوسف بصوت صلب حين رأها:"هيا لتعودي إلى البيت"
فأردفت نعمة:"أبوها قال ألا تعود حتى تعود يسر وتنصلح الأحوال"
صاح فيها يوسف بصوتِ عالٍ:"نعمممم ما دخل هذا بذاك ومن قال أنني أقبل المساومة بزوجتي وأبنائي !"
قالت نعمة بنزق:"ابوها من قال حدثه "
لم يرد عليها يوسف وقال لمريم بعصبية :"هيا يا مريم أين الأولاد؟"
تقدمت مريم لتقف أمام أمها وأردفت بتوتر:"مع هاجر عند عنان بالأعلى "
هم بالنداء عليهما فمسكت مريم ذراعه قائلة بخفوت وهي تخرج خلفه على السلم :"انتظر يوسف ربما من الأفضل أن نسمع كلام أمي هذه المرة لأن "
صاح فيها بعصبية:"أمك من التي سأسمع كلامها ؟ وهل تعرفين أنني أسمع كلام أمي حتى أسمع كلام أمك ؟"
قالت بأنفاس لاهثة:"يوسف اهدأ "
أما نعمة فكانت تنظر إليه بغيظ وأدرفت بتأفف:"هل ترين تصرفاته وكلامه كان لدي حق حين قلت أن أبناء صالح جميعهم متعجرفون ويظنون أنهم فوق الجميع"
قال لها يوسف بنظرة متعالية:"نعم فوق الجميع هل عندك مانع؟"
اتسعت عيني نعمة قائلة لابنتها:"أرأيتِ؟"
فقالت مريم وهي تدفع أمها للدخول:"بالله عليكِ أمي ادخلي واتركيني معه "
ناظرته نعمة بغيظ وتمتمت بصوت غير مسموع:"ولد قليل الحياء"
ثم تركتهما ودخلت فأغلقت مريم الباب والتفتت إلى يوسف الذي يشتعل أمامها وأردفت بصوت مبحوح يخرج من حلق جاف :"يوسف "
ناظرها بنظرة آمرة وأردف :"هيا"
أخذت نفسا عميقا ثم أردفت:"أريد أن أعود ولكن ربما الأفضل في هذه الأيام البقاء وأنت تعرف أنني لا أحب البقاء هنا فحين أقول أنني أريد إذن هناك سببا شديدا"
قال لها بصوت صلب :"وما هو السبب؟"
قالت بوجه محتقن:"الأجواء متوترة الان وجود يسر عندكم يجعل النفوس ليست صافية وهذا اتضح من حديث عمتي ليلة معي منذ قليل صدقني يوسف لأول مرة تتحدث معي هكذا إلى جانب أن أبي وأمي مستائان من خروج يسر دون اذن يحيى ،اقتربت منه ولامست ذراعه برفق قائلة :انتظر يومين فقط الأجواء تهدأ وإما أقنع أنا يحيى بأن يذهب إلى يسر ويحضرها أو تحضرها أنت حين تهدأ ،ثم أردفت بعينين لمعت بهما الدموع دون أن يعرف السبب:انا لا أتحمل هذه الفترة المشاحنات وتعب الأعصاب "
قال لها بجدية رغم ادراكه لأن كلامها جزء منه صحيح خاصة بعد أن لاحظ نبرة أمه حين تحدث معها قبل أن يأتي:"دعكِ من كل هذا وهيا"
قالت بقلق:"أنت تعرف أبي حين يقول شيء وأنا لا أريد للأمر أن يتعقد أكثر في حين أننا لو انتظرنا هدوء الأجواء سيكون أفضل إلى جانب ..."
صمتت وظهر على وجهها التردد والارتباك فأردف :"إلى جانب ماذا؟"
قالت وهي تخفض عينيها للأرض:"أشعر بالخجل بعد ما فعلته أمي ولا أعرف كيف سأضع عيني في عيني عمي وعمتي ويسر، أمي السبب في كل ما حدث لذلك لا أريد العودة ويسر لا تزال هناك شكلي سيكون سيئا "
جز على أسنانه حتى أصدرت صريرا ثم أردف بغيظ :"ستسمعين كلام أمك اذن؟"
قالت بنفاذ صبر:"بعد كل ما قلته وتقول هذا ؟"
قال بغيظ أن تسير كلمة نعمة عليه:"دعكِ من كل ذلك وعودي معي والزمي شقتك"
قالت بتعب بدى على وجهها وكتفيها المتهدلين:"يوسف قلت لك"
صاح فيها بغضب:"هل تظنين أنني لا أستطيع أن آخذكِ رغما عنكِ وانتظر الاذن من الست الوالدة؟"
قالت بعينين متسعتين:"هل أنت تتغير للأفضل أياما لتعود إلى سابق عهدك ألا أقف معك الآن وأناقشك وأقول لك أسبابي "
تراجع خطوتين وأردف بضيق من الموقف كله :"كما قلت لكِ أستطيع فعلها ولكن مادمتِ أنتِ لا تريدين وستسمعين كلام أمك فاجعليها تنفعك"
قال جملته واندفع نازلا الدرج بغضب فقد لجم نفسه بإعجوبة عن حملها وأخذها رغما عن الجميع ولكن ذرة تعقل واحدة هي من جعلته يرحل حتى لا يخسر النقاط التي حصدها الأيام الأخيرة في صالح علاقتهما
اندفعت خلفه قائلة :"يوسف انتظر"
لم يرد عليها ونزل تاركا البيت بأكمله أما هي فجلست على الدرجات الفاصلة بين طابق عمها يونس وطابقهم ووضعت يدها على وجنتها مفكرة هل حقا أخطأت وكان عليها أن توافق على العودة معه في ظل هذه الظروف أم أنها فعلت الصواب؟
**********


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-21, 08:15 PM   #1370

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد مرور أربعة أيام
كانت تقف في المطبخ تعد الافطار بحماس وهي تشعر براحة تغمرها بعد أن استقرت في الشقة الجديدة ، تحمد الله في كل وقت أن أمورها بدأت في التحسن التدريجي،التفتت زهراء حولها تبحث عن الملح لتضعه على البيض الذي تحبه فرح وهي تستمع إلى البرنامج الاذاعي الصباحي المنبعث من الراديو الموضوع بالمطبخ ،أكثر ما يميز هذه الشقة أن بها كل الكماليات وهذا ما يجعلها تشعر براحة لم تشعر بها من قبل
دلفت فرح إلى المطبخ وهي تفرك عينيها بيديها ثم لفت ذراعيها حول ساقي أمها التي التفتت لها قائلة ببشاشة:"صباح الخير قلب ماما "
لم ترد الصغيرة الصباح وأردفت بحروف متقطعة:"ض ا ن ة "
ابتسمت زهراء قائلة:"تريدين الذهاب إلى الحضانة؟"
أومأت الصغيرة برأسها فقالت لها زهراء بهدوء:"لن نذهب اليوم لأن هناك رحلة خارج الحضانة وأنا أخاف عليكِ من الذهاب ،سنقضي اليوم معا ولن أذهب أنا الاخرى إلى العمل"
دائما تحدثها زهراء كأنها فتاة كبيرة تفهم ما حولها ،لا تحدثها كما يحدث الاباء أبناءهم الصغار بكلماتهم وطريقتهم ،ترى أن البنت بالفعل لديها مشكلة في الكلام فلابد من البداية أن توصل لها الكلمات بشكل صحيح
دقائق قليلة وكانت زهراء قد أعدت الافطار ووضعته على منضدة صغيرة بالشرفة لتجلس برفقة أمها وابنتها ليأكلن تحت أشعة الشمس الدافئة التي تستمتع بها الصغيرة
بعد قليل
بعد أن انتهين من تناول الافطار وغسلت زهراء الصحون وجلست أمها وفرح أمام التلفاز في غرفة المعيشة أردفت زهراء بعد أن ارتدت ملابسها للخروج:"سأنزل السوبر ماركت لأشتري بعض الطلبات أمي هل تريدين شيء؟"
قالت أمها وهي تربت على ظهر فرح المندمجة في مشاهدة الكارتون:"سلامتك يا حبيبتي "
نزلت زهراء وهي تشعر بطاقة حماس تغمرها مع بداية حياة جديدة وإن كان بين طاقة النور التي انفتحت بفضل الله أمامها ثقب أسود يخترق جدار القلب ،كانت تسير في الشارع الهادىء نسبيا وقلبها ينغزها كلما تذكرت حاتم وتسائلت مالحكمة من ظهوره في حياتها ليقلبها هكذا ؟
مادامت لن تكون له ولن يكون لها لمَ ظهر وأثر فيها هكذا؟
تنهدت وصوت قلبها يئن قائلا (ليته ما ظهر وما رأيته ليتني ظللت أحيا وأنا اوقن أنه لا حب في هذه الدنيا وكل الرجال كسعد)
ولكن صوت العقل نطق قائلا(احمدي الله لقد تحررتي من قيد سعد بفضل الصفعة التي صفعها لكِ حاتم ربما كانت الحكمة من وجوده أن يساعدك لتبدأي حياة جديدة بلا قيود)
كانت قد وصلت إلى السوبر ماركت في أخر الشارع فدلفت وهي تؤجل حوار القلب والعقل هذا لوقت أخر
أما في البيت فقد قامت أمها لتدخل الحمام تاركة فرح أمام التلفاز وظلت الصغيرة مندمجة في المشاهدة إلى أن نظرت حولها ولم تجد أحد ،دلفت الصغيرة إلى الغرف فلم تجد أمها فعادت مرة أخرى إلى الصالة ونظرت حولها قليلا ثم اتجهت نحو باب الشقة ووضعت يدها على المقبض المنخفض وفتحته وحين خرجت إلى الخارج أخذت تنظر إلى الشقق المغلقة حولها ثم خطت بخطوات بطيئة وهي تنظر إلى درجات السلم وعقلها الصغير يعمل في أكثر من جهة
*********
"تفضلي يسر هانم فأنا السائق الخاص بسعادتك"
قالها حاتم وهو يفتح باب السيارة الخلفي ليسر بعد أن جلست أمه في المقعد الأمامي
كان قد استقر هو وأمه على أخذها لقضاء بعض الوقت بالخارج ليخففا عنها حالتها النفسية السيئة خاصة بعد أن أكد الطبيب أن كل تعبها سببه نفسي ولا شيء عضوي بها وكان أكثر ما يضايقها هو عدم اتصال يحيى بها
تحرك حاتم بالسيارة وأردف:"إلى أين تريدين الذهاب أميرتي؟"
ابتسمت نصف ابتسامة قائلة:"أي مكان "
فقال مشاكسا :"لا لابد أن تختاري بنفسك "
............
صرخة ملتاعة أطلقتها زهراء حين عادت من الخارج ووجدت أمها تقف على باب الشقة تبحث عن فرح بجذع وأردفت صارخة:"ماذا تقولين أمي كيف خرجت دون أن تشعري؟"
قالت أمها ودموعها تنهمر على وجهها:"دقائق صدقيني لم أغب سوى دقائق في الحمام وحين خرجت وجدت باب الشقة مفتوحا"
شعرت زهراء بأن روحها تٌسحب منها وأخذت دموعها في الانهمار وشعورها بالشلل يسيطر عليها لا تعرف من أين تبدأ فهي للتو أتت من الشارع ولم تلمحها فأين ذهبت ؟
صعد حارس البناية على صراخهما وأردف:"ماذا هناك ؟"
قالت زهراء وهي تجري نحوه:"ابنتي الصغيرة فتحت الباب وخرجت ولا نجدها ألم تراها؟"
قال الرجل بجدية:"انا أجلس في مدخل البناية ولم أراها"
قالت له بنظرة ملتاعة:"ألم تترك المكان ولو للحظات؟"
فكر قليلا ثم أردف :"دخلت لدقائق فقط لأحضر زجاجة ماء وعدت"
لطمت على وجهها قائلة:"اذن خرجت في هذا الوقت"
قالتها ثم اسرعت للأسفل وهو خلفها ليبحثا عن الصغيرة
.........
بعد نصف ساعة
كانت أعصاب زهراء قد انهارت فعليا بعد أن قطعت الشارع والشوارع المحيطة جريا بحثا عن البنت وبحث الحارس في كل الطوابق ولم يجداها
جلست زهراء على الرصيف تبكي بحرقة ثم أخرجت هاتفها ودون تفكير اتصلت بحاتم الذي انتفض قلبه بكل المشاعر حين لمح اسمها ورد مباشرة قائلا باشتياق:"أهلا زهراء"
أجلت صوتها الباكي قائلة:"حاتم "
اختلج قلبه مع سماعه صوتها وأردف بصوتِ عالٍ أفزع أمه وأخته اللتان تقفان قريبا منه وأردف:"ماذا بكِ زهراء؟"
قالت منتحبة :"لا أجد فرح ،فرح ضاعت مني"
لم يستطع تبين كلمة واحدة بعد ذلك فقال لها بجزع:"أين أنتِ؟"
قالت :"في البيت الجديد "
أغلق معها وأردف لأمه ويسر وهما للتو خرجا من محل الملابس :"لابد أن أذهب حالا"
لم تمر سوى دقائق فقد كان لا يبعد كثيرا عن بيتها وصف سيارته بسرعة أمام البناية قائلا لأمه التي لم يجد وقتا لايصالها للبيت وبالطبع لم يستطع تركهما بمفردهما:"انتظراني قليلا...."
نزل فكانت زهراء تجلس أمام بوابة البناية في حالة مزرية فأردف للحارس الذي كان يجاورها:"ماذا حدث ؟"
وبعد أن قص عليه الرجل ما حدث قال حاتم وهو ينظر حوله:"هل بحثت جيدا في البناية ؟"
قال الرجل بتوتر:"نعم "
فقال حاتم مفكرا :"ولكن إن خرجت كنت ستراها وأنت قلت أنك لم تدخل سوى دقائق قليلة"
قال الرجل مؤكدا :"نعم وربما ثواني"
قال حاتم لزهراء :"زهراء تعالي لنصعد ونبحث في الأعلى جيدا ربما هي بالداخل ونامت في أي مكان وإن لم نجدها نذهب إلى القسم ونحرر محضرا "
كانت زهراء تشعر بالضياع ،دموعها منهمرة بلا توقف وأعصابها متشنجة والدنيا سوداء قاتمة في وجهها حتى أنها لم تركز في حاتم الذي صعد معها هو والحارس وأخذ يفتش أركان الشقة كلها ربما مختبئة في أي ركن وحين لم يجد لها أثر
خرج لهم عند مدخل الشقة وأردف:"هيا لنحرر المحضر"
أيقنت زهراء أن البنت ضاعت فمن ذهب لا يعود فشعرت بالأرض تميد تحت قدميها ورأسها تدور ولكن جملة حاتم اخترقت اذنيها وهو يقول للحارس وهو يقف عند السلم ينظر إلى أعلى:"هل بحثت في السطح؟"
قال الرجل:"لا بحثت بين الطوابق فقط"
وكان هذا أخر أمل لدى حاتم فلو كانت بالفعل خرجت خارج البناية فالوضع قد أصبح معقدا، ترك حاتم الجميع وقطع كل عدة درجات بقفزة متجها إلى سطح البناية ولسانه يردد دون صوت يارب
أما زهراء فظلت في مكانها متجمدة واليأس قد تمكن منها وحلت الصدمة محل الدموع في عينيها ،في هذا الوقت صعدت ليلة بعد أن عرفت أن هناك طفلة مفقودة وبعد أن أخبرتها يسر أنها ابنة المرأة التي كان يحبها حاتم ،كانت يسر قد قصت عليها قصة حاتم وزهراء ورغم اعتراضها على المبدأ في حد ذاته أن يرتبط ابنها بامرأة سبق لها الزواج ولكن ما طمأنها حين عرفت أن حاتم نفسه اعترض على الأمر حين عرف بحالتها الاجتماعية وابتعد تلقائيا ولكن الذي لا يطمئن هو وجودها بهذه البناية
ولكن قلب الام هو من جعلها تصعد لتطمئن على الطفلة الغائبة
وفضول الأم جعلها تريد رؤية هذه التي لان لها قلب حاتم
لم تكن زهراء تعرف من الواقفتان أمامها ولم تكن ترى جيدا من الغشاوة التي على عينيها
كانت كل خلايا جسدها تنطق في هذه اللحظة قائلة يارب
إلى أن جاء الفرج في صيحة حاتم العالية:"زهرااااء فرح هنا "
اتسعت عينيها وقد عادت الروح إلى جسدها وهرعت للأعلى تاركة الجميع خلفها
أمها والحارس وليلة ويسر
أما حاتم فحين فتح باب السطح الغير مٌحكم ووجد فرح تجلس في منتصف السطح على كومة من الرمال تعطي ظهرها لباب السطح وتلعب في الرمال أخذ نفسا عميقا ثم خرج مسرعا ليخبر زهراء
.........
حين صعدت زهراء إلى السطح كانت بالفعل قد استٌنزفت كل طاقتها وحين فتحت الباب ووجدت فرح تجلس منهمكة في اللعب بالرمال وحاتم يقف خلفها اندفعت قائلة بصوت غلبته الدموع:"مالذي يجلسكِ هنا يا فرح؟"
التفتت فرح خلفها أخيرا وابتسمت وهي ترى أمها تندفع نحوها وتنظر إلى الرجل ذو الوجه المألوف الذي يقف بالقرب منها
دون وعي خرت زهراء جالسة بجوارابنتها وضمتها إليها بقوة ودموعها تسقط فوق وجهها وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة وتقبلها فتقدم حاتم منهما وجلس أمامهما على عقبيه يتأملهما وشعر في هذه اللحظات بالشفقة على زهراء وعلى الحمل الذي تحمله على عاتقها والتعاطف تجاه فرح ،رفع كفه ومسد على شعر الصغيرة الناعم
وأردف بنبرة عطوفة:"ماذا تفعلين هنا فرح؟"
فهمت الصغيرة جملته ولكنها لم ترد بل أشارت له وهي تبتعد عن حضن أمها على الرمال فنظر إلى حيث أشارت فوجدها قد شكلت باصبعها أشكال هندسية في صف واحد دائرة بجوارها مثلث يليه مربع ثم دائرة ومثلث ومربع وهكذا
كان وجهها كله يضوي وهي لا تشعر بالكارثة التي كانت فيها أمها منذ قليل وأن النصف ساعة الماضية كانت الأقسى والأصعب على زهراء
قال حاتم مبتسما وهو ينظر إلى زهراء:"مالذي أوحى لها بفعل هذا؟"
قالت الأخيرة وهي تمسح دموعها :"هي تحب الرسم بشدة ودائما ترسم أشكال كهذه وفي الحضانة يدربونها على الكتابة من خلال الرسم سواء على الدقيق أو الرمال فغالبا حين صعدت إلى هنا ووجدت كومة الرمال هذه كانت مغرية لها للعب والحمد لله أنها لم تخرج خارج البناية وتضيع مني"
تمتم قائلا:"الحمد لله"
أما الصغيرة فابتعدت عن أمها تكمل ما كانت تفعله حيث كانت قد رسمت دائرة كبيرة نسبيا بسبابتها والان عادت لتقوم بعمل اضافات عليها
قال حاتم وقد جلس أمام زهراء مباشرة :"أنتِ أفضل الآن؟"
قالت وهي تمسد على ساقيها المفرودتين أمامها:"الحمد لله ولكني لا أشعر بقدمي"
قال وهو ينظر إلى ساقيها :"بالتأكيد من الصدمة لقد كانت حالتك سيئة جدا"
قالت وهي تنظر بحنان إلى صغيرتها:"ظننت أنني لن أراها ثانية،ثم أردفت بعينين معتذرتين:أعتذر على ازعاجك صدقني أنا حتى الآن لا أعرف لم اتصلت بك ولا كيف لا أعرف لمَ لم يأتي في ذهني غيرك ،ثم أردفت بتوتر وهي تحرك يديها أمامها موضحة:لم يأتي ببالي والدها ولا رحاب ولا الشيخ عزت أو زوجته ،جئت أنت فقط أمامي ووجدت نفسي دون ادراك أحدثك "
كانت تتحدث معتذرة ولا تعرف أن كلماتها هذه كانت أجمل ما سمعه ،لا تعرف أن كلماتها هذه تحرك مشاعره أكثر تجاهها فإذا كانت في موقف كهذا لم تجد غيره أمامها لتخبره ولم تستغيث إلا به فماذا يكون بالنسبة لها؟
كان يناظرها بصمت يلتهم ملامحها بعينيه من هذا القرب وكانت تنظر إليه بحنين إلى كل سكناته ،تشعر دائما باشتياق إلى أيام تعارفهما الأولى حين كان معها على طبيعته وكانت معه هائمة وكأنها ليست هي
شعرت بالخجل من الموقف ككل فأردفت وهي تنظر إلى بنطاله الأسود الذي تغبر :"الرمال ملأت ملابسك قم ولا تعطل نفسك وأشكرك على كل شيء"
قال مبتسما:"وماذا فيها إن امتلأت ملابسي بالرمال؟"
قالت وهي تشيح بوجهها نحو ابنتها التي تشكل ملامح وجه على الدائرة المرسومة بالرمال:"دائما كنت أراك تحافظ على مظهرك بشكل مبالغ حتى حذائك لا يمسه ذرة غبار"
ابتسم قائلا:"كنتِ تلاحظين حذائي اذن؟"
ارتبكت قليلا ولم تعرف بم ترد فصمتت ثم أردفت باهتمام وهي تعود بوجهها إليه:"حاتم أنا حين اتصلت بك لم اقل لك العنوان كيف أتيت إلى هنا؟"
صمت قليلا وهو يدقق النظر في ملامحها المتسائلة ثم أردف بأول اجابة جائت إلى ذهنه:"اتصلت برحاب وقالت لي"
أومأت بوجهها ثم أردفت:"بالتأكيد قلقت وسأجدها أمامي الآن "
صمت حاتم وهو يفكر أن عليه الاتصال برحاب واخبارها فرن هاتفه ليجدها يسر فرد قائلا :"أعتذر لقد تأخرت عليكما "
قالت بصوت خافت:"ماذا تفعل عندك كل هذا انزل نحن ننتظرك في شقة زهراء"
قال باستنكار:"ماذا؟"
فأردفت بخفوت وهي تدعي الجدية أمام أمها وأم زهراء التي دعتهما للدخول عقب ما حدث:"أمك من صممت أنا ليس لي دخل"
أغلق حاتم مع يسر بتوتر،يخشى أن تنطق أمه أمامها بشيء فأردف لزهراء بسرعة:"هيا زهراء لننزل لابد أن أطمئن عليكما قبل الرحيل"
حاولت زهراء التحامل على جسدها لتقوم ولكن بالفعل قواها قد خارت وأعصاب ساقيها لم تعد تحملها فأردفت بحرج:"انزل أنت وأنا حين استطيع القيام سأنزل "
جلس على عقبيه ثانية وأردف بنظرة شملت وجهها كله:"لن أنزل بدونكما ثم بسط كفه أمامها قائلا:هيا"
نظرت إلى كفه الممدود بعينين متأثرتين ثم أشاحت بوجهها وحاولت الاستناد بكفها على الأرض حتى تستقيم ولكنها شعرت بألم في كل عضلاتها فأردف حاتم وهو لا يزال يمد كفه لها:"هيا،أشعر بكِ الآن بالتأكيد أعصابك في ذمة الله"
مع حالة الارتخاء التي أصابت عضلاتها كلها والارهاق الذهني والجسدي ووهن الروح رفعت كفها المرتعش ببعض التردد لتلامس بها كفه وهو ما إن فعلتها حتى أحكم قبضته حول كفها وأحاط أناملها بقوة وحنو فسرت موجة كهربية شديدة الدفء في أوردة كل منهما وتوقف الزمن وكل منهما يحدق في الآخر بلا كلام وقد كان ما يحدث بينهما في هذه اللحظة أبلغ من أي كلام
عيون تتحدث دون كلام شفاه مرتجفة قلوب خافقة رغبة بداخله لضمها إليه ليحميها من شرور العالم كله ورغبة منها للاختباء بين ضلوعه للأبد
ذرة تعقل واحدة جعلتها تحاول التماسك والاتزان وجعلته يجذبها بقوة لتستقيم واقفة وحين اتزنت سحبت يدها من يده لتجذب فرح قائلة لها:"هيا حبيبتي"
سارت بجوار ابنتها وهو خلفهما وحين وضعت قدميها على أول درجة شعرت بالدوار فمسكت السور الحديدي بيدها الحرة وهو رفع كفه في نفس اللحظة ليسندها وحين وجدها تماسكت توقفت يده في الهواء وأغمض عينيه بأسف
حين وصلوا عند باب الشقة لمح حاتم أمه وأخته تجلسان مع أم زهراء فأردف بصوت منخفض:"أمي وأختي من تجلسان زهراء"
اتسعت عينيها وهي تنظر إليهما بذهول فأخر ما تتوقعه أن ترى هذا المشهد
كان التوتر هو سيد الموقف سواء من حاتم الذي كان يخاف أن تكون أمه قد تفوهت بشيء
أو زهراء التي دخلت وصافحتهم دون أن تدري مالذي أوصلهما إلى هذا المكان
فأردف حاتم وهو لايزال يقف عند باب الشقة :"حمدا لله على سلامة فرح "
قالت أم زهراء التي منذ دخول فرح وهي تحتضنها:"سلمك الله بني تفضل لمَ تقف هكذا؟"
أردف :"أشكرك يا حاجة، هيا أمي هيا يسر حتى نلحق موعدنا"
استقامت ليلة التي منذ دخولها وهي لا تفعل شيء سوى التدقيق في كل من حولها مكتفية بكلمات معدودة ،صافحت ام زهراء متمتمة:"حمدا لله على سلامتها"
وحين وقفت أمام زهراء صافحتها وهي تتأمل كل انش في وجهها قائلة:"بارك الله لكِ فيها "
تلتها يسر وفي غضون دقائق قليلة كانوا يغادرون البناية بينما يقول حاتم بخفوت للحارس الواقف أمام بوابة البناية :"اتفاقنا كما هو هي مازالت لا تعرف شيء،ثم أردف بنبرة آمرة :وباب السطح هذا اغلقه وحين تبتعد عن البوابة لأي سبب تغلقها جيدا بالمفتاح"
...........
في السيارة وبعد أن انطلق حاتم بهم ظلت الأجواء لدقائق متوترة والصمت هو السائد وحاتم يعرف أن أمه صمتها هذا خلفه الكثير وحين تكلمت ليلة أردفت بهدوء:"كانت يسر قد حكت لي عن هذه البنت"
لم يرد عليها منتظرا أن تكمل فأكملت دون أن تنظر إليه:"كان الله في عونها ظروفها تبدو صعبة إلى جانب ظروف البنت الصغيرة ولكن هل ابوك يعرف أنها تأخذ هذه الشقة؟"
قال حاتم مركزا في الطريق أمامه :"أبي له ايجار البناية كلها وانا أحصله من الحارس وأوصله له"
فهمت أنه بذلك هو من يدفع الايجار فأكمل هو:"وهي تدفع الايجار ولكن لا تعرف أن البناية ملكنا"
قالت بهدوء حذر:"حسنا سأصدق ،ما يهمني في الأمر أنك من الاساس صرفت نظر عنها حين عرفت بظروفها"
تغضنت ملامح حاتم وتصلب فكه فأردفت يسر من مقعدها الخلفي بحمائية:"وماذا بها ظروفها كل هذا لأنها مطلقة وهل المطلقة تقل درجة عن غيرها ثم أن البنت ماشاء الله عليها جميلة ورقيقة أنا ارتحت لها جدا "
قالت ليلة باقتضاب:"الأفضل أن كل شخص يأخذ الأنسب له في ظروفه "
قالت يسر باندفاع:وهل هذا سيكون رأيك لو كنت أنا مكانها؟"
التفتت اليها ليلة قائلة بانزعاج:"كيف يعني مثلها؟"
قالت يسر :"إن حدث بيني وبين يحيى أي شيء وتقدم لي بعدها شاب أعزب هل سترفضين؟"
قالت أمها بتوبيخ:"بعيد الشر، أزمة وستمر إن شاء الله ثم كيف استطعتي قول هذا ؟إن سمعكِ أحد ستؤكدين كلام نعمة عليكِ"
قالت يسر باستخفاف وهي تستند بظهرها على ظهر المقعد:"وهل إن كنت أقدر كان أصبح حالي هكذا أنا أقول هذا فقط لأوضح ازدواجية افكار الامهات التي تقبل لابنتها مالا تقبله لابنها"
أشاحت ليلة بيدها وأردفت بتأفف:"اشبعينا أنتِ بسكاتك ليس وقتك هذا"
لم يكن حاتم في هذا الوقت بحاجة للمناقشة بل كان بحاجة لحديث نفس مطول فبعد موقف اليوم شعر بمسئولية والتزام تجاه زهراء وفرح وشعر بمشاعره تجاهها تتطور بشكل أكبر، شعر بأنه مقصر معها وبأنه جاء عليها وإذا كان هذا هو رأي أمه في زواجه من امرأة سبق لها الزواج وبالتأكيد سيكون رأي أبوه وجدته ولكن ليس هذا المهم
الأهم أن يكون هو مقتنعا تمام الاقتناع وقتها يستطيع أن يقف أمام الجميع من أجلها
يحتاج أن يحلل مشاعر المراهقة التي اجتاحته منذ قليل عقب اقترابه منها
وهل هي فقط مشاعر رجل تجاه امرأة أم حبيب تجاه حبيبته
*********
في حياة كل منا لحظة تهتز فيها ثوابته وثقته بمن حوله وبنفسه
في حياة كل منا لحظات ضعف ويأس واحباط،لحظات قنوط يرى فيها الدنيا بلون قاتم
وهو يشعر أنه له سنوات يحارب ويقف في وجه التيار بمفرده،له سنوات عليه أن يراعي حالة يسر النفسية رغم أن حالته لم تكن تقل عن حالتها ولكن لأنه رجل فعليه ألا يُظهِر مشاعره والمفترض أن يتحمل ولا يبدي انهزامه وضعفه
عليه أن يتحمل كلام أمه السام واحتراق أبيه وتأنيبه له يوميا لأنه ليس له حفيد
وفي النهاية كانت مشكلته الأخيرة مع يسر والتي تصرفت فيها بطفولية وعدم تقدير له،لن ينسى احساسه وأمه ترميه بالكلمات المؤذية وهو يقول لها يسر لا تفعلها ولكنها فعلتها
كان يجلس في شقته بشرود بعد أن أتى من العمل ، أيام مرت لم تفكر بالاتصال به ولم يفكر في الاتصال بها رغم أنه كان دائما يفعلها ولكن هذه المرة بالفعل هي أخطأت ولابد أن تعترف بخطأها وغالبا لن تعترف
رن جرس الباب فلم يرد في البداية ولكن رنين الجرس استمر فاستقام بفتور وفتح الباب ليجد أمه التي ناظرت هيئته وهو يفتح أزرار قميصه باهمال ثم أردفت بازدراء وهي تدخل:"ما منظرك هذا هل ستقلبها مناحة؟"
لم يرد عليها ودخل خلفها وجلس على الأريكة فجلست بجواره قائلة:"هل ستظل هكذا كثيرا؟"
"كيف يعني هكذا ماذا بي؟"
قالت بنظرة ثاقبة ونبرة لينة رغم أنها بصدى دوى في أذنيه:"هل تظن أنني لا أريد لك السعادة؟ هل تظن أنني ألح عليك لتتزوج من أجلي فقط ؟ صدقني بني من أجلك قبل أي أحد"
زفر قائلا:"وهل الأمر بيدي أمي؟"
قالت باصرار:"نعم بيدك أنت تتمسك بها أكثر مما تتمسك هي بك ،قل لي منذ رحيلها هل اتصلت بك لتطمئن كيف حالك ؟"
لم يستطع الرد عليها فأكملت:"كل ماحدث لأنك حاولت منعها من التواصل مع هذا الطفل أي أنها اختارته هو"
وضع كفيه فوق أذنيه فهي للأسف تقول الحقيقة والحقيقة دائما مؤذية فأكملت بنبرة مهيمنة مستغلة ضعف موقفه:"هل تعلم كل ما أريده منك فقط أن تعطي الفرصة لعينيك وقلبك من رؤية غيرها وقتها ستستطيع أن تحدد هل استمرارك معها مٌجدي أم لا"
قال بعدم فهم:"لا أفهم "
فأكملت هي بنعومة:"انت دائما تقول لا أستطيع الزواج بغيرها رغم أنها بتصرفاتها هذه هي تستطيع فأنا أرى أنك تقول هذا لأنك لم تدخل في أي تجارب أخرى لم تجرب أن تكون مع أخرى أنت أقنعت نفسك بأنك لن تستطيع رغم أنك لم تجرب"
ظل على نظراته التائهة الحائرة لها فأردفت:"ما رأيك في أحلام؟"
قال لها :"أحلام من؟"
"قريبة زوج خالتك... التي تعطيها الدروس مع دينا"
"ماذا بها أحلام؟"
قالت بحماس:"كل اخوتها بنات وجميعهن ماشاء الله متزوجات وأنجبن عوضا عن الولد خمسة مارأيك فيها؟"
قال متفاجئا:"رأيى في ماذا أنا لم أنظر لها من قبل هذه النظرة"
قالت بسرعة :"أرأيت هذا ما أقصده أنك لم تعطي نفسك الفرصة لا تفكر ولاترى غيرها وهي أمام أول مشكلة تركت لك البيت بقلب جامد هي تستغل حبك لها أسوء استغلال "
صاح فيها :"أمي ليس له داع هذا الكلام "
قالت بمهادنة:"بل له داع ،حين أجد ابني البكري لا يعرف مصلحته ويتصرف تصرفات خاطئة لابد أن أوجهه ماذا فيها إن تزوجت من أجل الانجاب وهي إن كانت تحبك فعلا تظل معك ،ولكني سأقول لك ما سيحدث ،ثم أردفت بنبرة واثقة: هي لن تعود وستطلب الطلاق ولن تستطيع الحياة بعد الان دون أطفال وسيأتي يوم قريب تقل فيه أمي قالت "
كان يحيى يجلس بجوارها بذهن مشتت وهو يشعر بالتيه من كلماتها التي لم تنفيها يسر بأي فعل وكانت نعمة تستغل حالته فتبخ في أذنيه سمومها وتوسوس له بنبرة مسيطرة مهادنة في نفس الوقت فأكملت:"اسمعني أنا ذاهبة الان إلى خالتك لزيارتها لن أطلب منك سوى أن تأتي معي وفي بيت خالتك سنحضر أحلام كأنني أريد مصافحتها كل ما أريده منك أن تنظر إليها نظرة رجل لامرأة البنت رائعة الجمال ورغم ذلك لم تراها لأن هناك غشاوة على عينيك ،انزع الغشاوة وانظر إليها ووقتها قل لي ستستطيع أن تتزوج فتاة غير يسر أم لا صدقني أنا أساعدك لتجاوز مرحلة هامة في حياتك ابنة صالح لن تعود ولن تقنع بالبقاء دون أطفال بعد اليوم وأنت تعرف أنني على حق"
تسارعت أنفاسه وأردف بجدية:"اذهبي إلى حيث تريدين أمي ودعيني"
قالت بتصميم:"أنت في كل الأحوال ستقوم بتوصيلي إلى بيت خالتك مالذي سيضرك من الدخول لمصافحتها هي وجدتك والبنت ستتواجد كما تتواجد أثناء الحصص فقط القي نظرة عليها كزوجة وإن لم تعجبك لن يغصبك أحد على شيء على الأقل حين لا تعود ابنة صالح يكون لديك استعداد للارتباط بغيرها ولا يتمكن منك الحزن هكذا ،ربتت على كتفه قائلة:هيا سأرتدي ملابسي وأعود لك ولا تقلق لن يعرف أحد بالأمر حتى اخوتك ،هي زيارة عادية تعطي نفسك فيها فرصة للحياة"
يقولون أن الزن على الآذان امر من السحر وهي لم تكن تزن بل كانت توسوس في أذنيه مستغلة حالة التوتر والتشتت التي يمر بها فجعلت أفكاره كلها تضطرب في عقله وكلماتها تدوي في أذنيه بطنين
(يسر لن تعود ،لن تبقى دون أطفال،كم مرة سألت عليك منذ رحيلها )
تركته وغادرت الشقة وظل هو ينظر إلى الفراغ المحيط وكلماتها التي تشبه المطارق تنزل فوق رأسه تباعا حتى حين أتت وهي ترتدي عبائتها السوداء وحجابها وأردفت:"هيا يحيى سأتأخر على خالتك وجدتك ،وأبوك قال لي أن أعود قبل حلول الليل "
استقام واقفا بطريقة شبه ألية وأغلق أزرار قميصه ،لم تكن هيئته تعجبها ولكنها لم تٌعلق حتى لا يٌغير رأيه
دقائق وكانت تجلس بجواره في السيارة ترغي بكلمة من الشرق وكلمة من الغرب وهو كأن هناك حجاب فوق عقله وحين وصلا إلى بيت خالته نزلت أمه وكانت خالته في استقبالها وظل هو في السيارة فأردفت نعمة بحماس:"هل أحلام بالداخل؟"
قالت محاسن وهي تعوج فمها:"أمها حين عرفت السبب قالت لا يصح أن تأتي بيتنا لهذا السبب وأن الأصول أن تأتوا اليهم في بيتهم"
جزت نعمة على أسنانها قائلة بخفوت:"ألم نتفق أن نبدأ معه الأمر بالتدريج مالذي سيجعلنا ندخل عندهم ؟"
قبل أن ترد نعمة كانت أم أحلام تظهر من الباب المفتوح المجاور لبيت محاسن وأردفت ببشاشة :"أهلا أهلا يا نعمة ثم نظرت إلى يحيى الذي لايزال في سيارته ينظر إلى ما يحدث بدهشة وأردفت:أهلا يا بشمهندس تفضلا...."

نهاية الفصل


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:52 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.