آخر 10 مشاركات
39 - ابنة الريح -روايات أحلام قديمة (الكاتـب : فرح - )           »          [تحميل] الــخــوف مــن الــحــب للكاتبة : bent ommha (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          عذراء في ليلة زفافها (22) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          عذراء اليونانى(142) للكاتبة:Lynne Graham(الجزء2سلسلة عذراوات عيد الميلاد)كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الخلاص - سارة كريفن - ع.ق ( دار الكنوز ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree4112Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-12-21, 08:19 PM   #1461

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثلاثون

دخل زكريا من باب البيت وخلفه نعمة التي ظلت ببيت محاسن حتى مر عليها زكريا وأخذها فقصت عليه بغيظ أثناء عودتهما ما فعله بها يحيى واستمع إليها وبداخله الحيرة تتزايد ما بين رغبته في أن يتزوج يحيى لينجب له الحفيد والخوف من عواقب الأمر إن حدث ،خوف داخلي لا يبوح به لأحد
ألقى زكريا السلام على أمه وصالح وكانا يجلسان بمفردهما أمام المدفأة بعد أن انصرف الجميعفقال صالح بنبرة محايدة:"وعليكم السلام كيف حالك زكريا؟"

اقترب زكريا مصافحا أخيه وأردف :"بخير،متى أتيت؟"

قال صالح بهدوء:"أتيت منذ قليل وأحضرت يسر"

قالت نعمة بحاجب مرفوع:"حمدا لله أنك أحضرتها فليس لائقا ما فعلته"

نظر صالح إلى أمه وهو يُلجم غضبه من أسلوب نعمة ثم أردف وهو ينظر لها نظرة ثاقبة:"يا أم يحيى البنت ابنتك وجميع أبنائنا يمر عليهم أوقات يصيبون وأوقات يخطئون خاصة وجميعهم لازالوا في سن صغيرة ومع التقدم في السن ومع توجيهنا يتعلمون بإذن الله لذلك أقولها لكِ لا تعتبريها زوجة ابن بل اعتبريها ابنة وأنتِ تتقبلين تصرفاتها وقتها ستنصحينها وترشدينها برفق حين تخطيء لا تتصيدين لها الأخطاء"

استنكرت قائلة:"أنا أتصيد لها الأخطاء!"

قال بحزم:"البنت في بيتها مع زوجها وأنا اتركها أمانة فإن لم تُحفظ الأمانة فليس هناك أعز عليّ من ابنتي"

فتحت فمها للرد فقاطعها صالح بحزم:"لا نريد أن نؤخرك يا أم يحيى أنا أريد زكريا فقط في بعض الأمور"

جزت على أسنانها ولكنها ادعت الثبات فأشار لها زكريا بعينيه للصعود فأردفت ببرود:"تصبحون على خير"

صعدت نعمة كاتمة في قلبها غيظها من صالح ومن ابنها فجلس زكريا أمام أخيه وأمه وأردف:"ابنتك جميعنا نعاملها معاملة حسنة يا صالح واسألها"

قال صالح بجدية:"كما قلت يا زكريا جميعهم أبناءنا ربيناهم معا والمفترض الا يكون هناك فرق بين واحد منهم، عامة ليس هذا ما كنت سأحدثك فيه لأنني قلتها لزوجتك منذ قليل وقلتها ليحيى أيضا الأمانه إن لم تٌحافظوا عليها فستعود لأصحابها (اتقدت عينيّ زكريا بومضة غضب ) فأكمل صالح مباشرة:كنت أريد أن أسألك ماذا فعلت مع الحاج لطفي الذي أرسلته لك بالأمس؟"
********
حين دلفت نعمة إلى شقتها وجدت مريم وعمرو وهاجر يجلسون وكأن على رؤوسهم الطيرأردفت باستهجان:"أرأيتم ما فعله بي البشمهندس! ثم أردفت بغيظ:بالطبع كانت البرنسيسة حدثته وقالت له انها آتية لذلك تركني ووضعني في هذا الموقف السخيف"

قال عمرو مستنكرا:"الموقف السخيف أنتِ أمي من وضعتِ الجميع فيه لم يكن عليكِ فعل ما فعلتيه وأنتِ تعرفين أن يحيى لا يستغنى عن يسر"

قالت بغضب مكبوت وهي تنزع الوشاح من فوق رأسها وتجلس بجوار هاجر:"أنا لم يكن في بالي الا مصلحته"

قال عمرو منفجرا فيها:"أنا أريدك فقط أن تدركي أنه كما تدين تدان وأن ما تفعلينه مع يسر ربما يُرد إليكِ في مريم أو هاجر"

قالت باستفهام وهي تحول نظرها بين عمرو ومريم:"هل حدث شيء مع مريم ؟هل جد جديد في أمر ابن صالح؟"

قال متهكما:"وهل جلوسها بجوارك هكذا يرضيكِ! منذ متى وهي تاركة لبيتها؟"

قالت مستنكرة:"وهل أنا من جعلتها تترك بيتها من البداية أم افعاله؟ الموقف الذي اتخذته مؤخرا حتى يتأدب ويعرف قيمتها ثم إنه مادامت يسر قد عادت فإن كان يريد أن يأخذها من الغد فليأتي"

كان عمرو قد اتفق مع مريم الا يقولوا شيء عما حدث حتى لا تشتعل الأحداث أكثر وكان هو سيذهب إلى يوسف في الغد ليعرف في ماذا يفكر ،يخشى أن يكون شك مريم في محله وهو يشك بها

فأردف لأمه بسخرية :"وأنتِ تعرفين أن يوسف تحت أمرك سيذهب حين تأمرين ويأتي حين تأمرين، هو أتى مع يسر ومع ذلك لم يأخذ مريم "

صمتت قليلا وشعور بالقلق بدأ يساورها ،ما تفعله مع يوسف فقط من أجل أن يعرف قيمة ابنتها وحتى تحفز ابنتها على أن تكون ذات شخصية قوية ولكنها بالطبع لا تتمنى لها الخراب حتى يحيى لا تتمنى خراب بيته بل تتمنى أن ترى له طفلا ولو كانت يسر أنجبت لم تكن تسعى لتزويجه ،هي ليست سيئة كما يظنها من حولها ولكنها فقط أم تحب أبناءها وتريد أن تراهم الافضل.

وعمرو قصد أن يقول لها هذا لتنتبه وتترك يحيى ويسر بحالهما ومريم ويوسف بحالهما ،حين طال صمتها ووجومها شعر عمرو باضطرابها الداخلي أما مريم فلم تنتبه لشيء والخوف ينهش قلبها من يوسف وعليه خاصة وهو لا يرد على أية اتصالات هكذا

ومرت الليلة ...

مرت ولكن لم يكن مرورها واحد على الجميع...

فصالح نام كطفل صغير بجوار أمه على الأريكة الواسعة في بهو البيت فبعد أن صعد الجميع استسلم هو للنوم في مكانه أمام المدفأة فدثرته غالية بغطاء ثقيل وظلت بجواره إلى أن غفت هي الأخرى ،كانت تشعر بقلقه على يسر وكان يبقى بالبيت حتى يلتقي بإخوته من أجل الحساب السنوي وهذا هو السبب الظاهري أما بداخله فكان يعلم أنه يبقى ليطمئن على صغيرته رغم قلبه المشتت بينها وبين يوسف الذي اختفى رغم أنه كان من المفترض أن يأخذ زوجته وابناؤه ويرحل

............

وفي الطابق الأخير بات معتصم مع زوجته يبثها الاطمئنان والسكينة ،كان يشعر بقلقها فكان يؤكد عليها فعليا أنها تسكن قلبه وتسري في دماؤه وإن قصتهما تختلف تماماً عن قصص بنات عمها فما ينقص يحيى لا يأبه هو به وما ينغص حياة يوسف بعيد عنه كل البعد، أكد لها أن ما بينه وبينها لا يخضع لعقل أو منطق لا يتأثر بافتقاد أو حرمان فالافتقاد حين يفقدها والحرمان حين يُحرم قلبه منها

...........

اما مريم فظلت تتقلب في فراشها والأرق لازمها ....

ويوسف ظل هائما في شوارع المدينة بصدر مثقل وقلب متعب كأنه كهل في السبعين إلى أن سمع اذان الفجر من أحد المساجد القريبة فتوقف بالسيارة قرب المسجد واستمع إلى الآذان بإنصات ولأول مرة يشعر برغبة صادقة في صلاة الجماعة،ولأول مرة تدمع عيناه من صوت الآذان ،ولأول مرة يجد أنه يريد أن يفر من نفسه إلى الله ،ظل يردد بصوت مسموع خلف المؤذن وهو يستند برأسه على ظهر مقعده وشعر بخشوع شديد فقد كان صوت الرجل مؤثرا أو هو الذي كان في أمس الاحتياج لنفحة إيمانية عالية

حين انتهى الآذان غادر السيارة ودلف إلى المسجد بخطوات بطيئة وهو يشعر أن طاقته قد نفذت ،توضأ فأحسن الوضوء دون أن يتعمد ذلك فقد شعر في هذه اللحظة أنه مُصير وكأن هناك من يدفعه للحركة أما هو فقد كان من داخله فاقدا للطاقة وحين انتهى دلف إلى المسجد الكبير وانتحى جانبا واستقبل القبلة ووقف أمام ربه يصلي سنة الفجر وشعور بالانهزام يغمره

صلى ببطء شديد وحين انتهى كان المسجد قد امتلأ فوقف الإمام ليُقيم الصلاة بصوت مؤثر فانضم يوسف إلى صفوف المصلين ومع كل آية يقرأها الإمام كان يشعر بأن قلبه رغم الانهزام ينجلي من فوقه طبقة من الضيق والحزن ومن فوق عينيه تنزاح غيامة من فوق غيامة حتى حين فرغ من صلاته شعر أن هناك غيامات كثيرة قد انقشعت وطبقات من القسوة والجهل تنجلي من فوق قلبه

انتحى بعد الصلاة جانبا وفتح أحد المصاحف وأخذ يتلو ما تيسر من آيات الله،لا يعرف لماذا فعلها ،حين كان ساجدا دعا الله من قلبه أن ينير دربه ويصرف عنه شر نفسه وشر غيره وحين وقعت عيناه على المصحف شعر به يناديه

وحين فتح المصحف فتحه من منتصفه دون أن يحدد سورة معينة وظل يقرأ بلا انقطاعإلى أن وصل عند الايه الكريمة

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )


فتوقف قليلا عند الآية وهو يتفكر في معناها وكأنه لأول مرة يسمعها رغم أنه سمعها كثيرا فشعر أن ما كان فيه فعلا كان من عمل الشيطان شعر أنه كان في ضلال وافكار مغلوطة

اكمل القراءة بتركيز شديد حتى وصل إلى الآية الكريمة

(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون)

فتوقف مرة أخرى يفكر مضيقا عينيه وهو يلتهم الحروف بعينيه ،هو لم يغض بصره من قبل وتمادى ورغم أنه كانت له في النهاية حدود فلم يرتكب كبائر الإثم ولكنه لم يغض بصره بل كان متهاونا فيقول الله أن غض البصر أزكى

أتراه أزكى للنفس فقط أم أزكى أيضا لمن يخصوننا؟

ومضت في ذهنه جملة غالية في هذه اللحظة

دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا

فاتسعت عيناه بإدراك متأخر وازدادت ضربات قلبه بالطبع ازكى للجميع له ولمن يخصونه

لا يعرف لم قام بالربط هكذا ،لا يعرف لم قفزت جملة غالية وأخذت ترن في أذنيه بدوي وصدى

شعر بانقباض في صدره وهو يتذكر كيف أن تاريخ ارسال رسائل الكابتن لمريم تزامن مع نفس توقيت تعرفه بسندس

في الوقت الذي كان يراسل فيه سندس ويتمادى معها كان هناك اخر يحاول التمادي مع زوجته ولولا أنها ابنة اصول لانهارت الأسرة بأكملها

حمد الله في سره أن سترها الله معهما وظل فاتحا المصحف رغم عدم قدرته على الاكمال من زخم الأفكار في رأسه وظلت جملة غالية تضرب كالمطارق فوق رأسه ( دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا )
********
بعد شروق الشمس بساعة

كانت عنان تقف في المطبخ تعد القهوة لمعتصم والنسكافيه لها وهي ترتدي منامة من الفراء الناعم باللون البنفسجي فالليلة الماضية كانت شديدة البرودة ومازال الجو باردا، خرج معتصم من الغرفة بعد أن أخذ حماما دافئا وهو يرتدي حلة كاملة ويلف كوفية أنيقة حول رقبته وما إن شم رائحة القهوة حتى ابتسم قائلا :"الجو شديد البرودة أريد القهوة شديدة السخونة"

كانت قد أعدتها فسكبتها مباشرة في المج الخاص به والمطبوع عليه صورتها فأعطتها له قائلة ببشاشة:"تفضل"

أخذه منها وجلس على الأريكة المقابلة وتبعته هي بمج النسكافيه خاصتها ،وضعت المج على المنضدة المقابلة واقتربت منه بحميمية تستند على صدره تتلمس قربا ودفئا وأحاطت جذعه بذراعها فابتسم ثغره ابتسامة لم تتخطى حدود شفتيه بينما اختلاجة قلبه من تقربها تفضح أمره ،كان يحتسي القهوة ببطء وهي تلتصق به دون كلام فقد أصبح قربها منه يغنيها عن الكلام وهي تستكشف كل يوم به الكثير من الأشياء تتعرف عليه عن قرب فتقع في حبه كل يوم وكأنه أول يوم

وضع مج القهوة الفارغ بجواره واحتواها بذراعيه يمسد على شعرها بحنان،لقد اكتشف علتها ويحاول أن يتعامل مع هذا الأمر بحذر،عنان بداخلها شعور بالخوف من أن يتركها أو تتغير مشاعره تجاهها في أي وقت وهو يعذرها ويقدر خوفها ويحاول أن يكسب ثقتها

أردف أخيرا بجوار أذنها :"انا ارى ان أجواء البيت متوترة هذه الفترة ما رأيك لو نهرب من الجميع لعدة أيام؟"

رفعت وجهها اليه قائلة بعينين تبرقان:"يا ليت"

قال موضحا:"بما أن الجو باردا فسنذهب إلى مشتى لا مصيف"

" اي مكان معاك سيكون جميلا "قالتها بحميمية

فأردف بوجه مسترخي:"وتستخدمين كاميرتك التي لم تستخدميها هذه "

أضاء وجهها بابتسامة حلوة وأردفت :"حسنا "

"اعطني فقط يومين أجهز نفسي واطلب إجازة من العمل"

قالت بخفوت وهي تسترخي بين ذراعيه:"حسنا"

وظلت مستمتعة بقربه وبالدفء الذي يغمرها به إلى أن قال لها وهو يمسد على شعرها :"مضطر للنزول"

لم تتحرك وظلت على وضعها تحيط جذعه بذراعيها وقالت بغنج:"هل لابد الذهاب إلى العمل اليوم"

انتشى قلبه وابتسم ثغره ولانت نظرة عينيه واردف وشعور بالشبع يغمره :"اليوم على وجه الخصوص لابد من الذهاب"

اعتدلت في جلستها فجأة وأردفت بجدية واهتمام:"كنت أريد أن آخذ رأيك في أمر ولن أعطلك كثيرا"

لاح الاهتمام على ملامحه وهو يوميء لها برأسه لتتحدث فأردفت :"أريد أن أقوم بمشروع "

ضيق ما بين حاجبيه قائلا:"أي مشروع ؟"

قالت موضحة:"أنت تعلم أن في بلدتنا هناك من هم مستواهم المادي مرتفع وهناك من هم في الحضيض والحضيض هذا يجعلهم لا يستطيعون تعليم اولادهم بشكل جيد ،أنا أفكر في انشاء حضانة بأسعار رمزية لغير القادرين نعد فيها الأطفال للالتحاق بالمدرسة"

تفاجأ بمقترحها هذا فأردف مستفهما:"الفكرة جيدة طبعا ولكن مالذي جعلكِ تفكرين فيها؟"

لمعت عيناها بالحماس وأردفت:"كما قلت لك نوفر للبسطاء هذه الخدمة بسعر زهيد ثم أنني أريد أن يكون لي عمل يشغلني أنت معتصم تغيب كثيرا في عملك وأنا لا يشغلني أي شيء إلى جانب أنني لا أحب البقاء دون عمل شيء أشعر بالخمول"

صمت قليلا يفكر فيما قالته ثم أردف أخيرا:"حسنا دعيني أدرس الأمر أولا وهل سيكون مجديا وعليه اقبال أم لا "

قالت بابتسامة صغيرة:"حسنا "

اعتدل قائلا:"سأذهب الان"

استقامت هي الأخرى وأردفت بابتسامة مشرقة:"تعود بالف سلامه"

تناول كفها وطبع قبلة على باطنه صحبتها نظرة طويلة إلى عينيها الزيتونيتين الصافيتين المشعتين ،نظرة دائما تفشل هي في تفسير مغزاها بها كثير من الغموض والمشاعر الغير واضحة نظرة لا يفهمها الا هو تعني لم تكوني لي منذ البداية ولكن اصبحتِ لي في النهاية

.........

حين نزل معتصم وأمام شقة خاله زكريا كانت مريم تقف تنتظره فهي تعرف موعد نزوله وحين شعرت به اقتربت من باب الشقة قائلة بتوتر:"معتصم "

أردف مرحبا"صباح الخير مريم"

قالت وهي تفرك كفيها بتوتر:"صباح الخير،هل رأيت يوسف أو تواصلت معه منذ الأمس؟"

ضيق ما بين حاجبيه قائلا :"لا ،لماذا هل حدث شيء؟"

صمتت وعيناها تتحركان بتوتر فأردف بقلق:"هل حدث بينكما شيء أعرف أن الأمور قد تحسنت مؤخرا؟"

قالت بصوت منخفض ونظرة مترجية:"معتصم اسمعني انا لن أستطيع أن أقول لك بالضبط ما حدث ولكن أريدك أن تبحث عن يوسف وتطمئن عليه وهو إن أراد أن يقول لك سيقول"

عرف معتصم أن هناك أمر كبير قد حدث ولم يحب أن يضغط على مريم أكثر من ذلك فأومأ لها برأسه وتركها وحين استقل سيارته اتصل بيوسف عدة مرات فلم يرد فازداد قلقه فأرسل له رسالة صوتية قائلا:"يوسف رد عليّ فورا أريدك في أمر هام"

كان يوسف يرقد على أريكة غرفة المعيشة في شقة معتصم في مركز المحافظة وحين وصلته الرسالة اضطر للرد عليه فاتصل به ،رد عليه معتصم قائلا :"أين أنت ولمَ تختفي منذ الأمس؟"

قال يوسف بفتور:"أنا في شقتك"

رفع معتصم حاجبيه وأردف باستنكار:"أنت في شقتي ولا ترد على اتصالاتي المتكررة ماهذه الوقاحة!"

لم يتجاوب يوسف مع مزاحه فعلم معتصم أن صاحبه به شيء فأردف :"حسنا أنا قادم اليك"

بعد قليل

كان معتصم يجلس مع يوسف في شرفة شقة الاول يحتسيان الشاي الساخن تحت تحت أشعة الشمس الدافئة فأردف معتصم حين لاحظ فرار يوسف من الرد على تساؤلاته:"حسنا إن لم تحب أن تحكي فلن أضغط عليك"

ظل يوسف على صمته قليلا ثم رفع عينين شديدتي القتامة إلى معتصم ،هو يشعر بالحرج من الحديث في هذا الأمر ولكن هذا الخجل يتلاشى أمام معتصم وكان بالفعل يريد أن يحكي،يريد أن يعبر عما بداخله خاصة وعدم نومه طوال الليل جعله خائر القوى فأردف بنظرة منهزمة:"أنا فعلا لن أحب أن أحكي في هذا الأمر مع أحد ولكن أنت لست أحد أنت أنا"

ازداد انقباض قلب معتصم على يوسف وهو يراه في هذه الحالة فبدأ الاخير في سرد ما حدث معه منذ أمس بتأثر وغضب وضيق وندم وشراسة وانهزام وحين انتهى من الحكي أردف معتصم بحاجبين معقودين :"تركته وهو ينزف؟ الا تعرف ماذا حدث له؟"

قال بعينين تشتعلان ككرتين من نار:"أتمنى أن يكون مات وانتهى أمره"

قال معتصم بغيظ:"وحين يموت أين ستذهب أنت أتظن أن الوصول لك صعبا وقتها؟"

قال يوسف بحنق:"هل تلومني على فعلها؟"

تنهد معتصم وأردف:"ليس لوم ولكن خوف ،أخاف أن يصيبه مكروه وتتورط أنت وقتها لن يقول أحد أن ما حدث مجرد مغازلة لزوجتك"

تسرب القلق إلى قلب يوسف في هذه اللحظة ،هل حقا إن حدث له شيء من الممكن أن ..... نفض رأسه يمينا ويسارا رافضا الفكرة

فتناول معتصم هاتفه واردف بجدية:"سأحاول البحث بهدوء في الأمر واعرف إلى اين وصل "

بعد نصف ساعة

بعد أن قام معتصم باتصالاته بسرية لمعرفة أمر شادي أغلق مع محدثه وأردف بارتياح ليوسف وهما يجلسان في نفس المكان:"دخل بالفعل المشفى قرب منتصف الليل،انتبهت كل حواس يوسف فأكمل معتصم:"كدمات شديدة في الوجه والعينين وتقريبا كسر في الأنف ولكن الغريب انه لم يتهم أحد قال أنه لم يرى وجه من ضربه وأن من فعل ذلك فعلها لسرقته"

قال يوسف بوجوم :"بالتأكيد خاف على نفسه فأنا هددته بفضح أمره بالمحادثات والمكالمة الهاتفية المسجلة"

أومأ له معتصم برأسه قائلا :"ربما،هؤلاء يخافون على سمعتهم والا فلن يقبل بهم أي ناد إن مس سمعتهم شيء"

أومأ له يوسف برأسه بنفس الوجوم الذي يلازمه فأردف معتصم مستفهما:" أنا لا افهم سر حالتك هذه هل هذا غضب من مريم أم عليها أم على كرامتك أم ماذا؟"

قال يوسف وهو يشيح بوجهه بعيدا فينظر إلى الشارع الواسع أمامه:"أنا رأيت المحادثات كلها وسمعت بنفسي المكالمة مريم ليست خبيثة لم يأتي في ذهنها أن تمسح المحادثات هي صدته بقوة ولم تُخيب ظني فيها ولكن أنا من خاب ظني في نفسي وشعرت أنني قليل أمام نفسي وأمامها ،عاد بعينيه إلى مُعتصم الذي لأول مرة يرى يوسف بهذه الحالة وأردف بألم: أنا في الوقت الذي كنت على علاقة بسندس كان هذا الحيوان يحاول التقرب من مريم وأنا لست في هذه الدنيا ولا أعلم عن الأمر شيء ،في الوقت الذي كنت أتحدث بأريحية مع سندس كان ذاك الحيوان يحاول أن يفعل المثل مع مريم ،منذ أن علمت وأنا اتسائل ماذا لو كانت ضعفت أمام كلماته المسمومة وقد كنا في خلافات دائمة في هذه الفترة ومريم حساسة وعاطفية ،ارتجف صوته قائلا :انا كنت مت وقتها"

شعر معتصم بعظم الموقف الذي يمر به يوسف وشعر بالشفقة عليه ولكنه نظر إلى الجانب الإيجابي في الأمر فقد وصلت رسالة الله إلى يوسف بشكل عملي ومؤثر

قال له معتصم أخيرا :"الحمد لله ما حدث يعتبر خير والحمد لله انك انتبهت في الوقت المناسب تجاوز عن كل هذا واذهب إلى زوجتك فهي في غاية القلق عليك"

أردف يوسف بملامح مٌحبطة ونبرة منهزمة:"هل تصدقني إن قلت لك أنني لا أستطيع أن أرفع عينيّ في عينيها؟ أنا أمامها تعصبت وغضبت ولكن أمام نفسي أشعر بالخجل،أنا حين كنت أضربه كنت أشعر أنني ألكم نفسي وأفرغ فيه غضبي من نفسي "

أخرج معتصم سيجارة من علبة سجائره وأشعلها وأردف وقد وجدها فرصة ليستوعب صاحبه الدرس :"هناك مثل فرنسي قديم يقول لا يُعجب بفستان امرأة من يدفع ثمنه؛ إنما يُعجب به ويبرع في التعبير عن الإعجاب من لا يكلفه ذلك سوى كلمات سهلة، وفي هذه الأيام ومن واقع ما أسمعه أصبح معظم الرجال لا يجدون وقتا لمدح زوجاتهم رغم أنهم لا يقصرون ماديا معهن وفي نفس الوقت يظهر أمثال شادي هذا فيٌغدقون على النساء اللاتي يقعن في طريقهن بالكلمات التي يحتجن إليها مادام الأمر لايُكلف شيئا "

اتقدت عيني يوسف وشعر معتصم بغيرته ولم يكن معتصم قاصدا إثارة غيرته فأردف بسرعة وهو يرفع يده موضحا بجدية:"ما أقصده أن تحمد الله أن زوجتك ليست من النساء اللاتي ينبهرن بالكلمات المعسولة والحمد لله لم تقع في الفخ ولكنها في النهاية امرأة يكفيها ماعانته الفترة الماضية معك وتعلم من الدرس ولا تترك ثغرة في حياتها لدخول أحد إليها مهما كنت واثقا فيها وانتبه لها وسخر كل طاقتك معها هي ،هي كانت أولى بكل كلمة كنت تقولها لسندس أعرف أنك تأخذ وقتا في كل شيء وأن هذا الأمر أثر عليك ولكن لا تدع الأمر يطول لمصلحتك ومصلحتها"

استقام معتصم واقفا وأردف :"سأضطر للمغادرة الان لقد تأخرت جدا عن العمل"

غادر معتصم وظل يوسف جالسا في الشرفة بوجه متجهم وذهن شارد عينان حمراوتان من أثر السهر والغضب وكل كلمة قالها مٌعتصم تجلده جلدا
*******
في المشفى
كان شادي يرقد في الفراش يخضع للعلاج بشكل أثار شفقة زملاؤه فمال عليه بهجت صديقه المقرب قائلا بضيق:"لمَ لم تقدم بلاغا في هذا الرجل هل تخاف منه؟"
أردف شادي الراقد كليا في الفراش بصوت منخفض وبداخله بركان ثائر من الغضب لما أصابه:"ليس خوف يا بهجت ولكنه معه اعتراف صوتي وكتابي لي ماذا لو قدمهم ضدي وما أعرفه أنهم عائلة يدهم طائلة"

قال موبخا:"وماداموا هكذا لم دخلت في هذه العلاقة من البداية؟"

أَنَ شادي من الألم ثم أردف بنزق:"انا لم أكد ادخل بعد كنت في البداية فقط أجس نبضها"

أردف بهجت باستنكار وهو يشير إلى وجهه المكدوم وأنفه التي تعلوها الضمادة:"جس نبض وحدث لك ما حدث ؟ ماذا كان سيحدث إن كنت تماديت كما حدث من قبل؟"

أردف صديقهم الثالث الجالس على طرف فراش شادي وهو يشير بيده نحو عنقه:"كان قطع رقبته"

لم يكن شادي في مزاج للمزاح فنظر إليه بوجه ممتقع ولم ينطق فأردف بهجت :"ربما تكون هذه رسالة لك من الله حتى تبتعد عن هذا الطريق، الله سترها معك هذه المرة لا نعرف ماذا سيحدث لك في المرة القادمة ،ثم أردف بامتعاض:ثم إن البنات ليس هناك أكثر منهن ضاقت بك الدنيا ولا تقع الا مع المتزوجات!"

غمغم شادي بصوت خافت لم يسمعه أحد:"كانت مميزة بشدة لم تكن كأي امرأة رأيتها من قبل"
********

soha, سبنا 33, samahss and 8 others like this.


التعديل الأخير تم بواسطة Heba aly g ; 27-12-21 الساعة 08:36 PM
Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-21, 08:21 PM   #1462

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد أن أوصلت زهراء صغيرتها إلى الحضانة وقصت على معلمتها الموقف الأخير الذي بدر من الصغيرة حتى يزداد انتباههم عليها ذهبت إلى عملها ،كانت تقف في المطبخ وقد انتهت هي ورحاب من اعداد أصناف اليوم حين رن محمد الجرس فاستقامت زهراء قائلة:"أنا ساذهب لقد تعبتي أنتِ بما فيه الكفاية بالأمس"
أردفت رحاب وهي ترفع وجهها إليها بنظرة غير مطمئنة:"بالأمس فقط ! أنا تعبت فعلا زهراء"
ضيقت الأخيرة ما بين حاجبيها وأردفت:"ماذا بكِ؟"
تنهدت رحاب وأردفت بتعب:"مسئولية المكان والعمل المتواصل إلى جانب مسئولية البيت والأولاد وامي ،ربما لو كنت أعمل في مكان ولا اتحمل مسئوليته كان الأمر سيكون أخف"
قالت زهراء بتعجب:"أين كلامك السابق من أننا لا نعمل عند أحد ومدراء أنفسنا؟"
قالت رحاب بزفرة حارة:"معك ولكن أحيانا أشعر بأن طاقتي نفذت خاصة أننا نقوم بكل شيء بيدينا ولا يساعدنا أحد في العمل تقريبا"
قالت زهراء مذكرة صاحبتها:"وهذا ايضا حتى يكون صافي الربح لنا فقط مالذي حدث لك رحاب؟"
أردفت رحاب بوهن :"لا أبدا تعبت فقط من كثرة الضغط"
رن محمد الجرس مرة أخرى ف انتبهت كل منهما انهما اخذهما الوقت ونسياه فأسرعت زهراء وهي تعدل هندامها للخارج
وحين خرجت كان حاتم يجلس على نفس الطاوله التي اعتاد الجلوس عليها وكان المطعم خاليا الا منه
ابتسامة صغيرة لم تتخطى حدود شفتيها ورجفة في قلبها وهي تتذكر موقفهما الاخير معا وهي تضع يدها في يده ،كان هو مشغول بمتابعة شيء على هاتفه وحين سمع نقر حذائها وهي تقترب منه رفع عينيه اليها وهي تقترب بخطوات معتدلة وإن رأى ترددها في عينيها وفي هذه اللحظة على وجه التحديد شعر حاتم أن مشاعره تجاه زهراء أصبحت محددة وواضحة عن ذي قبل اعجابه بها ولهفته عليها ليس عليهما خلاف ولكن ما أصبح واضحا هو تأكده من انها امرأه ليست كأي امرأة
الهراء الذي قاله حين كان غاضب منها لم يعد له مكان، المرأه التي يراها أمامه الان ورأها حين أزمه ابنتها كانت امرأه قوية ذات كرامة ظروفها صعبة نعم ولكن هذا حال الكثير وليس لأحد ذنب في ظروفه وهو كرجل ماذا يريد من المرأة التي يحبها بالطبع لا يفرق معه عملها ولا حالتها الماديه ما يفرق معه اخلاقها وشخصيتها وزهراء ليس هناك غبار علي اخلاقها وشخصيتها رائعة ما رأه منها الفترة الماضية يؤكد له ذلك
وقفت زهراء أمامه ولاحظت تحديقه فيها ازداد توترها فأردفت أخيرا :"صباح الخير حاتم"
ابتسم لها ابتسامة حلوة وهو يرفع وجهه اليها وأردف:" صباح الخير زهراء كيف حالك وكيف حال فرح؟"
ابتسمت قائلة:" بخير والحمد لله ثم قالت بنبرة عملية : ماذا تريد أن تطلب؟ "
كانت تعرف أنه أتى من أجلها ولكنها حاولت ألا تبدي اهتماما
بلا مواربه ولا تحايل قال لها بنبرة مستسلمة مُسلمة :"أريد أن أتحدث معك"
أشاحت بوجهها جهة اليمين وأضافت بشرود في السماء الغائمة أمامها:" هنا مكان عمل حاتم اعتقد سيكون شكلنا سيء أمام محمد ورحاب"
أردف متهكما :"وهل توافقين على الجلوس في مكان أخر؟"
ناظرته باستنكار وأردفت "ولم أجلس معك في مكان أخر أصلا ثم أردفت بجدية وبنظرة قاطعة: حاتم أعتقد أنك أصبحت تعرفني جيدا و تعرف ظروفي وتعرف انني ليس لي في هذه الامور ليس لي في التعرف على رجال ولا المواعدة "
قاطعها قائلا بنظرة جادة :"من قال كل هذا هل لأنني اطلب منكِ الجلوس معي والحديث قليلا أنني اظن فيكِ هذا؟"
أردفت بنظرة خاصة:"أعتقد أن هذه كانت نظرتك"
اغمض عينيه لثانية واحدة ثم فتحهما عن آخرها فكانت نظرته مهيمنة على قلبها الضعيف أمامه ولكن صاحبته تدعي القوة قالت في سرها (الصبر من عندك يارب)
فأردف هو بنظرة آسرة ونبرة لينة:"أنتِ قلبك أسود يا زهراء"
قالت بهدوء:"لا قلبي ليس أسود ولكني لا أنسى الإهانة أبدا "
من داخله شعر بالفخر بها والإعجاب فأردف بهدوء ليمتص الموقف:"حسنا دعي كل هذا جانبا أريد كوب نسكافيه ثم ضيق عينيه قائلا:من يدك مع بعض المعجنات الصباحية ذات الرائحة الجميلة "
قال كلمته الأخيرة وهو يتأمل ملامح وجهها الشهية البهية وسؤال راوده في هذه اللحظة هل انقضت عدتها أم لا
قالت له بصوتها الرقيق :"حسنا سأعده لك"
تركته هي وظل يتتبع أثرها ،ليس هناك شك في مشاعره تجاهها لقد عاند نفسه كثيرا وأجبرها على الابتعاد ولكنه كلما فعلها اقترب من حيث لا يدري كلما ولاها ظهره وجدها أمام عينيه كلما ابتعد يجد قدماه تجبرانه على العودة إليها كلما قال لن أسمح لنفسي بأن اتمادى مع امرأة سبق وكانت لرجل اخر وجد نفسه يسقط في حبها أكثر وهو لا يجد منها إلا كل شيء جميل فهي أم جميلة وامرأة رائعة ،لو كان القدر وضعها في طريقه منذ سنوات كان حتما سيحبها فليس هناك من الحب فرار أنه الأمر الوحيد الذي لا يأتي بقرار ولا يرحل بقرار أمر خارج عن ارادة أو اختيار
ظل هكذا جالسا في مكانه أما أفكاره فتتصارع ما بين الشرق والغرب ،فكرة واحدة هي ما رسخت في ذهنه وهي أنه حقا يحبها ولايستطع الابتعاد عنها ،نعم كان مبدأه الا يتزوج من امرأة سبق لها الزواج ولكنه لايستطع الابتعاد ها هو يوضع في موقف الاختيار وكلما ابتعد اقترب من جديد فإلى متى سيظل في هذه الدائرة؟
حتى أمر زواجها لم يعد كبيرا مثلما كان قديما لقد ظل يتضائل في ذهنه إلى أن وصل إلى قناعة وهي أنها لم تخطيء بل كانت متزوجة على سنة الله ورسوله ولم توفق وكثير من حوله فعلوها وارتبطوا بزوجات سبق لهن الارتباط وأولهم معتصم الذي يكاد يطير بعنان في أعالي السماء ولم يٌنقِص من قدرها عنده انها كانت لرجل قبله
"تفضل "
وضعت أمامه كوب النسكافيه الساخن وطبق المعجنات الساخنة ذات الرائحة الزكية فقطعت عليه أفكاره وحين رفع عينيه اليها أردف بنظرة شديدة التطلب :"اجلسي قليلا لن يحدث شيء إن جلستي خمس دقائق فقط"
رغم أنها لم تكن تنوي فعلها رغم اشتياق قلبها للجلوس معه ولكن أمام نظرته المهيمنة لم تستطع أن تحرجه فجلست أمامه وأردفت وهي تشبك أصابع يديها معا وتستند بذقنها عليهم :"جلست ، ماذا تريد أن تقول؟"
مسح على وجهها بعينيه وأخذ رشفة من كوب النسكافيه فشعر أن المشروب نزل في قلبه مباشرة من حلاوته فابتسم ابتسامة صغيرة قائلا:"تصنعين أفضل كوب نسكافيه في العالم فقط وأنتِ رائقة المزاج أما حين يكون مزاجك ليس رائقا "
ناظرته بعينين متسعتين متوعدتين وأردفت بابتسامة صغيرة صافية وهي تتذكر يوم أن كانت معه زوجة أخيه هنا وقدمت لهما النسكافيه السيء:" أنا أصنع أفضل كوب نسكافيه في العالم دائما فحين تجده غير ذلك فهو ليس من صنع يدي"
أومأ برأسه إيجابا دون كلام فساد صمت بينهما لثوان فأردف قاطعا إياه:"ماذا فعلتي مع فرح؟"
قالت ب نظره حانية:" لم افعل شيء افهمتها بهدوء أن ما فعلته خاطئ ولا تكرره مره اخرى وقلت للمعلمات في الحضانة أن ينتبهن لها وحارس البنايه صعد الينا بالامس وأحضر ترباس كبير وصمم أن يركبه"
صمت تماما فما فعله الحارس كان بناءا على طلبه هو شخصيا ليكون مطمئنا أكثر عليهن بعد أن تسرب له شعور جديد بأنهن نساء يعشن بمفردهن ولا يحتجن فقط إلى أربعة جدران تأويهن بل يحتجن إلى الحماية
غمغم اخيرا قائلا:"جيد "
أردفت هي بنظرة دافئة:"بالمناسبة والدتك واختك جميلات جدا احببتهما رغم أنني لم اراهما سوى دقائق وخاصة يسر ودودة جدا أشعر أنني اعرفها منذ فترة"
ابتسم قائلا:"سبحان الله من القلب للقلب هي أيضا أحبتك جدا"
أخفضت عينيها عن عينيه علها تخفي عنه أمنية راودتها بعد أن اطمأنت على فرح وتذكرت لقاءها بأمه وأخته تمنت وقتها لو كان الزمن غير الزمن والظروف غير الظروف وكان اللقاء مرتب والزيارة لبيت ابيها لخطبتها ،احلام راودتها في لحظة ثم سرعان ما أدركت وضعها ونحت أحلامها جانبا
"ماذا تريد يا حاتم "
قالتها بنظرة مترجية تترجاه أن يرحمها ويبتعد عن محيطها
فأردف هو بنظرة ثاقبة :"هل عدتك انتهت؟"
ضيقت عينيها قائلة:"لم تسأل؟"
قال باصرار :"انتهت ام لا ؟"
قالت وقد فهمت قصده:" حاتم انا لا أنكر أنني حين وقعت في مشكلة لم ارى امامي غيرك ولا أنكر انك لم تخذلني ولكن "
صمتت فأردف متسائلا:" لكن ماذا؟"
قالت بنبرة قاطعة وكل خلية في جسدها قد تحفزت:"ليس هناك مستقبل لاي شيء بيننا في يوم من الايام الطرق متوازية والفوارق شاسعة والهوة واسعة أنت شاب في بداية حياتك بالتأكيد والديك يرسمان في مخيلتهما صورة وردية لحياتك القادمة وانا الظروف جعلتني اقوم بدور الاب والام لابنتي ولأمي أيضا "
كانت تريد لهذا الأمر أن ينتهي ويكفي جدا الى هذا الحد يكفي ألم لقلبها وهي تراه أمام عينيها كالفاكهة المحرمة وهي المحرومة منذ سنوات من كل ما تحتاجه الانثى من مشاعر ،وجوده يضغط عليها واحساسها به وتحرك عاطفتها تجاهه يجعلان منها امرأة هشة لولا صلابتها الخارجية المدعاة
استقامت واقفة وأردفت من وراء قلبها:"اتمنى لك كل سعادة الدنيا مع من تتوافق ظروفها مع ظروفك"
لم تعطيه فرصة للرد وابتعدت بسرعة فزفر نفسا حارا وعيناه تغيمان بنظرة غامضة، يعرفها عنيدة وكرامتها تأتي قبل مشاعرها ولن تسلم بسهولة ويعرف أنها تحبه كما يحبها، نظرته لا تخطيء وهو رأى في عينيها حبها له ومحاولتها للفرار من هذا الحب وحتى توافق على طلبه لابد أولا أن يقنع والديه وقتها يتحدث بقلب جامد وقتها لن يكون أمامها حجة إن طلبها أبوه بشكل لائق يحفظ كرامتها ويٌشعرها بالتقدير
*******
في بيت عمران بعد العصر
كان طارق يجلس مع غالية ووصال بعد أن تناول الغداء معهم وبعد أن قدمت أم أيمن الشاي كان طارق يجلس بجوار غالية على اريكتها بينما كان يونس يصلي العصر في زاوية البيت وحليمة تقف مع أم أيمن في المطبخ تساعدها
فأردف طارق وهو يرمي غالية بنظرة حلوة ألفتها كما ألفته لحسن خلقه وطيب كلماته :"ما رأيك يا ست الكل أن نعقد القران في الأيام القادمة؟"
نظرت إليه غالية قليلا ترى في عينيه عنفوان الشباب فتلمست سبب استعجاله ثم حولت نظرها الى وصال التي تجلس أمامهما وجهها مخضب باللون الاحمر تراها كمن تطفو على سطح البحر من فرط السعادة
وحين طال تأملها وصمتها أردف طارق بنبرة لينة :"انا أقول فقط حتى تستطيع أن تأتي لتفرش شقتها وفي كل الأحوال ما يتبقى في الشقة قليل وبإذن الله بعد أسابيع قليلة نقيم الزفاف"
أردفت غالية برزانة:"حقك حبيبي ليس هناك مانع ،كلم عمك يونس"
أردف طارق وهو يحك شعره بسبابته :"قلت له اكثر من مرة ولم يعطيني ردا قاطعا فقلت أنكِ الخير والبركة وأنتِ من ستجيبين طلبي"
ابتسمت ابتسامتها المليحة التي تضيء وجهها وأردفت:"الإجابة عند الله يا ولدي"
حين أنهى يونس صلاته دلف إلى زوجته في المطبخ ومال على أذنها قائلا:"ادخلي لتجلسي مع وصال لانني لابد أن أخرج لعمل هام"
قالت له :"حسنا انهي فقط ما بيدي"
خرج هو وحين رأته غالية أجلت صوتها قائلة:"يونس تعال أريدك"
وحين اقترب أردفت بهدوء:"طارق يريد عقد القران قبل الزفاف بقليل ثم نظرت له نظرة خاصة تعني موافقتها وتأييدها قائلة:وخير البر عاجله ،دعنا ننتهي من خطوة عقد القران لنستعد للزفاف"
أردف يونس بعد تفكير قصير:"حسنا امي اتشاور مع اعمامها حين نجتمع في المساء ونحدد الموعد"
قالت متسائلة:"أين صالح؟"
قال لها وهو يهم بالخروج:"ينتظرني في المنحل وهارون على وصول بإذن الله
ثم أردف مستأذنا: استئذنك يا ولدي مضطر للخروج"
أردف طارق:"في حفظ الله عمي وانا ايضا سأخرج خلفك اشرب فقط الشاي"
قال يونس وهو يهم بالانصراف:"البيت بيتك يا ولدي"
وحين خرج وأمام باب البيت وجد مودة وهي تنزل من السيارة عائدة من الجامعة فترك باب البيت مفتوحا وأردف وهو يربت على كتفها :"ادخلي اجلسي مع اختك فطارق بالداخل"
أومأت قائلة:"حسنا ابي "
وبالداخل استئذنت غالية لتصلي العصر بينما كانت حليمة تتلكأ فيما تعمل حتى تترك لابنتها وخطيبها مساحة ليتحدثا معا
دلفت مودة وبعد أن صافحت طارق وقفت بجوار النافذة وهي تتصفح هاتفها الذي اتصل للتو بشبكة الإنترنت
أما طارق فجلس بجوار وصال على الأريكة وكانت تشاهد على الهاتف صورا للشقة بعد أن جدد بها بعض الاركان وبعد أن وصل الأثاث الذي أحضره فكانت تشاهد الصور وابتسامة حلوة على شفتيها ،ابتسامة حانية وعيناها تلمعان بفرحة قرب الوصول لما يصبو اليه قلبها وكانت عيناه هو عليها بابتسامة سعيدة لسعادتها فأردفت وهي ترفع عينيها إلى عينيه الدافئتين:"أنت تعبت جدا الفترة الماضية ،ثم مسحت على وجهه كله بعينيها بنظرة سريعة قائلة:حتى انك نحفت فعليا فلا تضغط نفسك هكذا لن يحدث شيء إن انتظرنا عدة أشهر أخرى"
رفع حاجبا واحدا بشر واردف :"ألا تكفي السنوات التي انتظرتها ستجعلينني أنتظر أشهرا أخرى!"
ابتسمت على هيئته فأكمل:"ثم ماذا فيها إن فقدت بعض الوزن ؟ ضيق عينيه قائلا بمزاح غير بريء وهو ينظر نظرة سريعة متفحصة إلى الامتلاء البسيط الذي طرأ عليها : وانا ارى أنكِ تعوضين الوزن الذي أفقده انا"
رفعت حاجبيها قائلة بتحذير :"هل تتهكم علي ام ماذا أنا قلت لك من البدايه أن وزني قابلا للزيادة إلى جانب أنني حين ارتاح نفسيا يزداد وزني"
ابتسم ابتسامة دافئة ومال قليلا نحوها قائلا بهمس:" ليس تهكما حبيبتي ولكنه اعجاب خفتت نبرته أكثر وهو يقول بعينين معبرتين عن حاجته:اعجاب شديد جداً"
تنحنحت بحرج وأردفت وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه :"انا أشعر بالحرج من هذا الكلام وهذه النظرات تأدب قليلا"
قال مبتسما على هيئتها المتوترة ووجهها الذي أصبح كحبة طماطم طازجة :"لذلك طلبت أن نعقد القران"
أردفت بخفوت وهي تتجنب النظر إليه:"باذن الله"
نزل معتصم من الاعلى وكان قد أتى من العمل ليتناول الغداء مع عنان ويبدل ملابسه ويعود مرة أخرى لعمل هام وحين رأى طارق اجلى صوته قائلا بترحيب:"اهلا اهلا يا طارق كيف حالك؟"
استقام طارق قائلا :"اهلا معتصم كيف حالك لم أكن اعرف انك هنا "
اقترب معتصم منه مصافحا فاستقام طارق وصافحه وقبله فأردف معتصم:"انا جئت في السريع وسأعود الى العمل ثانية"
قال طارق وقد شعر بالحرج أن يونس غادر البيت وهو جالس ومعتصم أيضا سيغادر وهو جالس :"حسنا خذني معك كنت للتو سأمشي"
قال له معتصم وهو يتقدم للخارج:"حسنا سأسبقك"
تركهما معتصم فاستقامت وصال قائلة بانزعاج:"لمٓ ستمشي اجلس قليلا"
قال وهو يقف أمامها متخصرا يظلل عليها بطوله الفارع وهي تنظر إليه باشتياق غمرها قبل أن يبعد عن ناظريها :"أشعر بالحرج وانا اجلس في البيت والرجال جميعهم بالخارج ثم غمز لها بعينه قائلا بنبرة شقية ونظرة غير بريئة:لذلك اريد أن نعقد القران اقنعي عمي بأي طريقة "
قهقهت ضاحكة ضحكة أذابته وهي تقف أمامه شهية كقطعة سكر لا يستطع تذوقها وأردفت:"لم تجد غيري انا من يقنع ابي بالطبع لن أستطيع سأشعر بالحرج"
قال لها بنظرة ثاقبة :"تحرجين من ماذا بالضبط ؟ أنا أريد الحلال ليس ألا"
أنقذها من ضغطه الغير مباشر على مشاعرها كأنثى في اشد الاحتياج لرفيق تسكن اليه ويسكن إليها صوت معتصم العالي وهو يصيح:"طاااارق ستأتي ام أرحل؟"
فانتبه كلاهما إلى أن معتصم ينتظره فأردف وهو يشد قامته مدعيا الجدية :"قااادم"
..........
كانت مودة تقف بجوار النافذة شاردة في حالها في مشاعرها التي جدت عليها ،مشاعر غريبة، خفقات قلب مضطربة،ذهن شارد ، تشعر كأنها مخطوفة وليس لها على نفسها سلطان،لأول مرة تفقد السيطرة هكذا على زمام مشاعرها تشعر أنها في هذه الفترة كمن تقود سيارة مقودها يتحرك يمينا ويسارا دون سيطرة منها
"ماذا تفعلين ؟"
جاءها صوته من خلفها فرفرفت بأهدابها وأخذت نفسا عميقا تستعيد به هدوءها وثباتها المزعوم أمامه ثم استدارت لتواجهه في الوقت الذي دلفت فيه وصال من باب البيت بعد أن رافقت طارق إلى الخارج فأردفت وصال بجدية مصطنعة وقد سمعت سؤال عمرو :"تقف لأنها حبيبتي جاءها شد عضلي يصيبها دائما حين تجلس لوقت طويل ثم أردفت لاختها وهي تغمز لها بعينها:كنت اريد أن أبقى معكِ حتى يزول الشد ولكن عنان تناديني "
قالتها ثم صعدت إلى الأعلى وهي تشعر أن قلبها يسبقها من فرط سعادتها لاقتراب زفافها
أما مودة فنظرت اليها بغيظ فهي منذ أن عرفت مشاعرها تجاه عمرو وهي لا ترحمها من مزاحها الثقيل هذا وتخاف أن ينتبه عمرو الذي كان يقف أمامها يرتدي ملابس شبابية أنيقة ورائحة عطره تسبقه فأردف :"سلامتك الف سلامه"
قالت بملامح ثابتة:"سلمك الله"
اقترب من النافذة وقطف عود من اعواد الريحان وقربه من أنفه ليشمه فأردفت وهي تنزع نظارتها وتمسد ما بين عينيها:"كيف حال مريم "
مط شفتيه قائلا :"بخير "
وحين لاحت أمام عينيه عينيها دون نظارتها ورأى رفرفة أهدابها الطويلة تمثلت أمامه كفراشة رقيقة بألوان جميلة شفتيها المكتنزتين المطليتين بحمرة خفيفة تماثل حمرة وجنتيها وبشرتها الخمرية الصافية وأهدابها السوداء الطويلة بشكل مُلفت ومُغري عينيها ال.... قاطعت تأمله قائلة بحرج :"هل هناك شيء ؟ هل مريم بها شيء ولا تريد أن تقول"
انتبه إلى تسمره أمامها وتنحنح اخيرا قائلا:"أمورها ليست جيدة"
قالت متسائلة:"رغم أن يسر عادت "
قال بامتعاض:"الأمر معقد قليلا "
قالت بضيق :"الأمر معقد من البداية انا لا اعرف اي تفكير الذي يقول أن توضع زيجة أمام زيجة وعلاقة أمام علاقة "
قال بضيق من كلامها المبطن فوالداه هما من يضعان فعلا الأمر في هذا النصاب :"الأمر ليس كذلك مودة إن كان كما تقولين كنت أخذت مريم بيدي واعدتها إلى بيتها وتحملت ما سيفعله ابي ولكن "
صمت لا يعرف ماذا يقول وبدى على ملامحه الضيق من كل شيء
فأردفت هي بشرود وكأنها تردد الكلام على مسامعها هي لتحفظه وتنبه نفسها لعاقبة ما تجنح اليه مشاعرها:"انت قلتها كلمة حكمة اسوء شيء هو زواج الاقارب"
شعر بالحنق منها فأردف بغيظ مكبوت:"هي كلمة قلتها مرة هل ستظلي تكررينها كثيرا ؟"
لم تعرف سبب ضيقه فأردفت بتعجب:"وماذا فيها إن كررتها هل يضايقك الأمر في شيء ؟"
قال متداركا انفعاله:"اقصد أنه ليست المعضلة في زواج الاقارب بوجه عام بمعنى أن هناك إجراءات من شأنها أن تقلل حدة المشاكل التي تأتي من خلف هذا الأمر إن كان الاثنان يحبان بعضهما كأن يعيشان في مكان بعيد عن بيت العائلة ولا يسمحان لاحد بالتدخل بينهما "
شردت قليلا بعينيها فتأمل جانب وجهها الذي يضوي بالوان الطيف تحت أشعة شمس العصاري الدافئة وكأن هذا الوجه مطبوع على صفحة ماء النهر
ثم أردف بسؤال جاء في ذهنه:"اراكِ دائما تلقين باللوم على زواج بنات العائلة من شبابها فهل لم يخطر ببالك يوما أن تكوني مكانهم ،شعر أن السؤال ليس في موضعه فأردف موضحا:اقصد هل تميلين إلى الزواج من داخل العائلة ام ترفضينه تماما؟"
عادت إليه بعينين ثابتتين ليس بهما اي أثر لمفرقعات العيد التي تدوي في صدرها ولا بالصخب الهادر الذي يطلقه قلبها وأردفت بثبات مزعوم وهدوء مصطنع وجدية واهية :"السؤال لا يكون هكذا السؤال يكون إن تقدم لكِ أحد من شباب العائلة هل توافقين ام لا؟"
رغم كل شيء،رغم هدوئها وجديتها ولكن في هاتين العينين المحدقتين فيه يرى ذكاءا حادا ومناورة فأردف وهو يضع كفيه في جيبي بنطاله ويناظرها بابتسامة جذابة اذابتها من فرط حلاوتها وتأثيرها على قلبها الصغير الذي لم يعرف يوما عشق ولاغرام وهوى حديثا في خضم مشاعر مُربكة :"حسنا إن تقدم لكِ أحد من شباب العائلة هل توافقين ام لا؟"
مطت شفتيها الجميلتين ثم وضعت نظارتها الشفافة فوق عينيها وأردفت بمنتهى الهدوء:"حين يحدث ويتقدم لي أحد وقتها افكر لأن الموضوع يعتمد على اشياء عديدة من هو وما شخصيته ودرجة تقبلي له"
هناك لحظات نميل فيها إلى أحدهم ولحظات يشغل تفكيرنا ولحظات لايفارق خيالنا
لحظات يسكن في عقلنا ويزور احلامنا ،لحظات نتسائل عن هوية هذه المشاعر التي نشعر بها هل هي حب ام اعجاب ام مجرد ميل إلى شريك نأوى إليه ويأوى إلينا
وهناك لحظة فاصلة نشعر فيها أننا سقطنا وبعد كلمات مودة ومراوغتها الذكية ،خفتها وجاذبيتها شعر عمرو حقا أنه سقط ،ارتبكت الكلمات على شفتيه ولم ينطق ولم تدع هي له وقتا لينطق فأردفت وهي تهم بالابتعاد عنه :"بعد اذنك ساصعد الى البيت "
أومأ لها برأسه إيجابا وانتحى جانبا حتى تمر وحين مرت بجواره ابتسم ثغره وهو يراها تتحرك بقامتها المعتدلة القصيرة بالنسبة لطوله وكأنها ليست هي التي أثارت بداخله كل هذه المشاعر بكلمات بسيطة
ظل يتتبع أثرها حتى صعدت هي بارتباك وهي تشعر به يراقب صعودها فتدعي ثباتا وهميا
أما هو فظل قليلا يقف في بهو البيت الكبير بمفرده الآن أدرك شيئا جديدا وهو أن بنات عمران فعلا بهن سحرا غريبا يختلف عن كل بنات الأرض خلطة غريبة من ملامح شرقية شديدة الرقة والجمال مختلطة بعزة وكرامة وثقة لم يجدها من قبل أو وجدها ولكن وقعها في بنات عمران مختلف ،او ربما تعويذة قرأتها غالية على حفيداتها حين ولدن فأصابت بها احفادها دونا عن باقي الرجال ....لا غالية ليس لها في التعاويذ بالتأكيد حصنتهن من شرور البشر وقرأت عليهن المعوذات وهمست في آذانهن بدعواتها التي لم يسمعها الا على لسانها
أخذ نفسا عميقا إلى صدره الذي يعلو ويهبط بانفعال وقلبه ينبض نبضات سريعة متتابعة كمارشات عسكرية منتظمة
وأخرج هاتفه فاتصل بهاجر واردف:"كل هذا ولم تنتهي من ارتداء ملابسك بعد؟"
قالت وهي تقف أمام المرآة تثبت وشاحها وتضع لمسة خفيفة جدا من الزينة على وجهها :"اقتربت"
فأردف:"باقي على جلستك أقل من ساعة هاجر هيا "
فأردفت بسرعة:"حسنا ثواني واكن امامك "
أغلق معها ودلف إلى حجرة غالية المفتوحة بينما تجلس هي على مقعدها ترتدي نظارتها وتقرأ في كتاب الله فأردف هو بنبرته الهزلية ولكن مضاف اليها لمحة من الجدية ونظرة عينيه بها لمحة من التأثر الذي تداريه لمعة عينيه:"الن تقولي لي ماما ما هو الدعاء الذي كنت تهمسين به في آذاننا حين ولدنا جميعا "
رفعت عينيها اليه وأردفت بعدم فهم:"ومالذي ذكرك به الآن "
مط شفتيه قائلا بمراوغة:"ابدا تذكرت حين فعلتيها مع أبناء مريم ولم يعرف احد
منا بما دعوتِ فقد كنتِ تهمسين همسا وقلتِ أنكِ فعلتي المثل معنا جميعا "
قالت بإصرار:"ومالذي ذكرك به أيضا الان؟"
ابتسم فهو لن يقدر على مراوغتها هي على وجه الخصوص فأردفت بنزق وهي تشير له:"تعال يا ابن نعمة خلفك شيء اجلس بجواري واحكي لي"
صاحت هاجر من الخارج:"عمرو اين انت ؟"
فرفع حاجبيه قائلا بشقاوة:"ليس لكِ نصيب اليوم ربما في يوم اخر"
قالها ثم مال على رأسها بقبلة وتركها فتتبعت أثره بابتسامة حانية وأردفت بتأثر:"ماذا كنت أدعو ؟ لم ادعو سوى بأن يؤلف الله بين قلوبكمويمد حبال المودة بينكم "
*******


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-21, 08:23 PM   #1463

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

منذ أن دخل بيته بالأمس ووجدها تنتظره وهو لم يخرج من البيت ثانيه كان الجو بالخارج شديد البرودة و بالبيت شديد الدفء كان هو يريد الانفصال عن العالم اجمع وكانت هي لا تريد ان تتعامل مع اي احد في البيت خاصة نعمة فاكتفى بأن ارسل الى عمرو انه لن يذهب الى العمل اليوم وظل معها ورغم اعتذارها له الواضح والصريح ورغم أنها كانت له كما يريد دوما وكان لها كما يكون دوما ولكن القلق الذي يعشش في قلبه لم يكن يجعله يهنأ

كان يحيى يقف اسفل الماء الساخن يتحمم وهو يفكر ان يقول لها عما حدث بالامس ولكنه في نفس الوقت يشعر بالتراجع فماذا لو فهمته بشكل خاطئ ،هل في هذه الظروف هي مستعدة لان تفهمه بشكل صحيح؟

أغمض عينيه وهو يتسائل وما هو الشكل الصحيح يحيى لقد جنح فكرك الى تصديق كلام امك شدد من غلق عينيه تحت الماء الساخن وهو يفكر وماذا لو سمعت يسر من احد اخر شعر بالجبن من ان يفعلها ويفتح على نفسه باب لن يغلق مع يسر يعرفها شديدة الحساسيه ولن تتفهمه

اذن فعليه ان يتحدث مع امه ويشدد عليها بألا تنطق حرفا واحدا امام يسر

حين خرج من الحمام يرتدي حلة رياضية ثقيلة ويجفف رأسه بشرود كانت هي قد أعدت طعام الغداء ... ابتسم وهو يشم رائحة محشو الكرنب الذي تحسن صنعه وحين اقترب من السفرة وجد البخار الساخن يتصاعد من الصحن المستدير الموضوع فيه المحشو للتو ،اقتربت وهي تمسك طواجن الملوخية الساخنة ووضعتهم على الطاولة قائلة:"هيا هذا الطعام لايؤكل الا ساخنا "

ابتسم وهو يأخذ اصبع من المحشو شديد السخونة ويضعه في فمه قائلا :"من يرى هيئتك ودلالك ونعومتك يظن انك مدللة لا يظن أن طعاما بهذا الجمال يخرج من تحت يديكِ"

قالت بغنج :"وهذا هو المطلوب أن تكون المرأة في المطبخ أستاذة ومع حبيبها أستاذة في جهة أخرى"

اقترب منها وقبل رأسها قائلا بنظرة حنونة:"وأنتِ في كلاهما أستاذة ورئيسة قسم"

قهقهت ضاحكة وجذبت المقعد قائلة:"هيا يحيى الطعام سيبرد"

فجلس بجوارها والتهم الطعام بشهية مفتوحة يعوض الايام الماضية التي كان يعيش فيها على كسرة خبز وقطعة جبن فلم تكن لديه اي شهية للطعام وظلت تأكل قليلا وتتطلع في وجهه كثيرا وهو يأكل كطفل نهم

بعد أن تناولا الطعام جلس يحيى امام التلفاز قليلا وبعد ان حملت الاطباق الى المطبخ جلست بجواره وفي فمها كلمات فناظرها بتوتر وهو يظن انها قد عرفت شيء قال لها :"هل هناك شيء ؟"

فاردفت وهي تفرك كفيها ببعضهما:"كنت اريد ان اقول لك شيء ،اريد أن اغير خط الهاتف"

قال لها مستفهما:"لماذا؟"

قالت وهي تحيد بعينيها عن عينيه:"انت تعرف أن مهند يتواصل معي عن طريقه وانا صراحة لن أستطيع أن أرى رسائله ولا ارد صعب صدقني يحيى فالافضل أن اغير الخط"

شعر بالضيق من أجلها فقد كانت تتحدث مدعية الهدوء وهو يشعر بانفعالها المكبوت

فأردف وهو يحيط كتفيها بذراعه :"حسنا سأحضر لكِ خطا اخر "

قالت ببعض التردد:" ولكن هل لي من مكالمة أخيرة معه أنت تعرف هو طفل واعتاد على التواصل معي سأوضح له إنني سأبتعد لظروف أو سفر وأوضح له إنني لن أقدر على التواصل معه حتى لا يكون الأمر مزعجا له"

لاحظ. اضطراب صوتها وهروب عيناها منه فأردف بتفهم وهو يشدد من ضمها اليه:"حسنا"

قالت بسرعة وهي تعتدل وتواجهه وقد توقعت أن يرفض فاسعدها بموافقته:"وتستطيع أن تجلس معي وأنا أتحدث معه حتى تطمئن"

تنهد وهو يضمها اليه مرة أخرى ثم قبل رأسها واردف بجدية:"انا اطمئن يسر،اطمئن عليك ولو بين مائة رجل واثق بك في كل المواقف والظروف ولكني فقط لا اطمئن للآخرين ولا أريد أن يأخذ اي احد عنكِ صورة غير صحيحة اعرف أنكِ تفعلينها لله ولتعلقك بالولد ولكن الوضع محرج فلابد أن ينتهي"

استرجعت كلمات ابوها وحاتم في ذهنها حين قال لها حاتم أن والد اي طفل في هذا الوضع سيظن أن التقرب من أجله فضغطت على قلبها وعزمت على فعل ما نوته ،استقام يحيى قائلا لها :"ساذهب إلى امي قليلا إلى أن تنتهي من مكالمتك"

قالت باستكانة :"باستطاعتك أن تبقى معي "

قال لها بنظرة جدية:"قلت لكِ أثق بكِ في كل الأوقات"

قالها وتركها مغادرا الشقة فغامت عيناها بدموع رقيقة ،محبته في قلبها اغلى من اي شيء ،ومكانتها في قلبه تعرف أنها لا ينافسها فيها أحد فلابد أن تنهي الأمر لصالحه حتى لو كان فيه اذى لقلبها الذي رق لصغير تمنت لو كان قطعة منها
*******
كانت نعمة تجلس على الأريكة وتفتح باب شقتها، تربط وشاحها باحكام خلف عنقها وتضع قبضتها على وجنتها بشرود ،مستاءة من موقف الامس الذي وضعها فيه يحيى وتشعر بالقلق على مريم ،تشعر أن هناك شيء لم تقوله لها والا لمَ لم يأخذها يوسف مادامت يسر قد عادت ،هي لا تريد أن تخرب بيت ابنتها ولكنها كانت تريد ليوسف أن يتأدب فقط وتعرف أنه في كل الأحوال لن يستغنى عن زوجته وأبناؤه

اقتربت منها جنة التي خرجت للتو من غرفة أمها وجلست بجوارها فسحبتها نعمة لتجلس في حجرها وأردفت وهي تقبلها:"اين امك ؟"

ابتسمت جنة ابتسامة حلوة وأردفت بنبرة طفولية :"نامت "

فقالت لها نعمة وهي تمسد على شعرها بحنان :"وأنتِ لمَ لم تنامي معها؟"

قالت جنة :"لا اريد النوم كنت اريد الذهاب مع زياد وجدي إلى الأرض"

قالت نعمة :"زياد ولد وأنتِ بنت لا يليق بكِ الذهاب بين الرجال جدك لن يوافق"

قالت جنة مجادلة:"لا سيوافق "

فقالت نعمة:"انا اعرف جدك زكريا لن يوافق "

فقالت جنة:"انا اتحدث عن جدي صالح"

قالت نعمة بتساؤل طرأ على ذهنها :"ايهم تحبين أكثر جدك زكريا ام جدك صالح؟"

فقالت جنة بلا تفكير :"جدي صالح"

تنهدت نعمة ولم ترد في الوقت الذي فتح فيه يحيى باب شقته وأغلقه خلفه ودخل إلى أمه التي تناظره بنظرات لائمة فجلس بجوارها دون كلام فقفزت جنة عليه فأخذها في حضنه وقبلها بصمت ثم أردف :"اين مريم؟"

قالت جنة:"ماما نائمة"

ربت على ظهرها واردف :"اذهبي والعبي قليلا حتى اتحدث مع جدتك"

انزلقت جنة من فوق ساقيه واسرعت إلى غرفة هاجر لتحضر لعبها فأردفت نعمة بنبرة ممطوطة:"طرقت عليك عدة مرات اليوم ولم يرد أحد"

قال ببرود:"كنا نائمين"

قالت بامتعاض :"طوال اليوم نائمان؟"

قال بنفس البرود:"نعم ثم أردف بنظرة جادة:لا اريد ان تعرف يسر باي شيء مما حدث بالامس "

وضعت يمناها على بطنها و فوقها يسراها وأردفت باستخفاف :"ومالذي حدث بالامس اوصلتني إلى بيت خالتك ولم تنزل واحرجتني"

قال بغضب مكبوت:"كنتِ تعرفين ما يرتبون له ولم تقولي لي واستدرجتيني إلى هناك "

أردفت بنظرة ثاقبة:"وانت عقلك مال يا ابن بطني كنت ستفعلها تعبت من طول الانتظار لولا أن نغزك ضميرك الحي"

استقام واقفا واردف بغيظ منها :"انا لا اريد الكلام في هذا الأمر ثانية ولم اميل لشيء لم تدخلي في نيتي"

قالت بنبرة ظاهرها الاستسلام باطنها الترقب:"بل مال قلبك وانت بنفسك من ستاتيني وتطلبها بنفسك "

قال لها متجاهلا كلماتها:"كما قلت لكِ لا أريد أن تعرف يسر اي شيء "

غادر البيت عائدا إلى بيته وهي عادت إلى حالها ووضعت قبضتها على وجنتها تُفكر أن عليها أن تبدأ في الإعداد لتزويج عمرو لعل النحس ينفك ويرزقها الله بما تتمنى

........

حين دخل يحيى الى البيت كانت يسر تجلس في نفس مكانها تتحدث مع مهند مكالمة فيديو وهي ترتدي اسدالها كان الصغير يقول لها بنبرته الطفولية :"هكذا ستتركين المدرسة وستسافرين"

اكتسى وجهها بالاصفرار وأردفت بضيق من اضطرارها للكذب:"ظروفي هكذا حبيبي ولكني اعدك إن وجدت فرصة في أي وقت لاحدثك سأفعلها وإن لم اجد فلا تغضب مني "

جلس يحيى بجوارها فاقتربت منه ليرى الصغير فابتسم ثغره تلقائيا فقد كان جميلا يبدومشاكسا من نظرة عينيه

قال لها مهند:"حسنا ثم لمعت عيناه قائلا :اريد أن أقول لكِ شيء قبل أن تغلقي اليوم في المساء سنذهب مع أبي ليرى ماما جديده قال لنا ابي إن أحببناها واحبتنا ستأتي لتعيش معنا وتهتم بنا"

غامت عيناها بالدموع وأردفت بابتسامة متأثرة:"ومن الذي يراك ولا يحبك حبيبي صدقني ستقع في حبك من اول مرة"

وبعد عبارات الوداع المؤثرة أغلقت معه وقلبها يأن لفراق الصغير الذي ارتبطت به بشدة وعيناها غامتا بالدموع فضمها يحيى إليه وهو يشعر بمشاعرها
*******
في المنحل وبعد أن انتهى صالح وزكريا ويونس من مقابلة الموزع الجديد الذي سيعمل معهم ويستورد منهم العسل اتصل صالح بهارون فعرف منه أنه أمامه دقائق ويكون بالبيت فأردف لاخوته:"هارون على وصول هيا لنستقبله"

خرج ثلاثتهم فأخذ زكريا زياد بيده وقد كان الصغير معهم منذ أن جاءوا ليتنزه قليلا سار ثلاثتهم في الطريق وبينهم زياد يتحدثون في أحوال العمل إلى أن قابلهم الشيخ طه فصافح ثلاثتهم بحفاوة ثم صافح زياد قائلا:"اهلا اهلا بالصغير الذي لا يأتي إلى البلدة كثيرا ولا يعرفنا "

فأردف زياد بطلاقة:"لا انا آتي ولكنك لا تراني"

قهقه الشيخ طه ضاحكا على فصاحته ثم أردف :"ماشاء الله ماشاء الله هل تعرف من عائلة من انت؟"

فقال زياد دون تفكير:"انا زياد يوسف صالح عمران الحسيني ،من عائلة عمران الحسيني"

فنزل الشيخ طه بجسده إلى الصغير واحتضنه وقبله أما زكريا فشعر بنغزة في قلبه حين قال زياد (زياد يوسف صالح ) دائما صالح متفوق عليه مهما اجتهد هو، تفوق قديما عليه دراسيا وأكمل تعليمه وهو لم يفعلها ،كان المفضل عند والديه وعند كل من يتعامل معهم ،استقل في المحافظة ووكلوا اليه إدارة الشركة والمصنع بينما هو للأرض الزراعية لانه ليس لديه كفاءة صالح الذي لم يكتفي بإدارة الشركة والمصنع فقط بل عمل لحسابه في الxxxxات وبنى أكثر من بناية في المحافظة وأجر ما اجر وباع ما باع ومستمر في الاستثمار وبالطبع كل هذا من مالهم هم فمن أين سيأتي صالح بالمال الذي سيبني منه هذه البنايات ليس منطقيا أن يكون فعلها دون اللجوء لمال الجميع

"زكريا ما بك؟ "

قالها يونس بعد أن رحل الشيخ طه وكانوا يهمون بالرحيل وزكريا شرد منهم ووقف قليلا فانتبه الاخير واردف :"لا شيء هيا هيا "

قال زياد وجسده يرتعش من البرد:"الجو بارد وأنا تعبت من السير"

قال زكريا بصلابة:"كن رجلا وتحمل"

فقال له صالح بحنان وهو يمد يده له :"تعال أحملك قليلا فقد تعبت طوال اليوم فعلا"

فتعلق في رقبة جده الذي حمله ونام على كتفه وسار ثلاثتهم الى البيت
*******
في المساء

كان راشد يجلس في المندرة يغلي وهو يتحدث مع مالك في الهاتف صارخا:"ماذا يعني لا يوجد لهم اثر انا قلت لا تعود الا بعمار هل فهمت؟"

ابعد مالك أذنه عن الهاتف وهو يغمض عينيه يجبر نفسه على تحمل صراخ ابيه ثم أردف:"حسنا ابي أغلق الان وحين اصل الى شيء جديد ساحدثك"

أغلق معه في الوقت الذي دلف فيه كامل إلى المندرة قائلا لأبيه :"قلبت البلدة والبلاد المجاورة عليهم وحدثت أحد معارفي في القاهرة وسيساعدنا في البحث هناك"

صاح فيه راشد بغضب :"اغرب عن وجهي ثلاث رجال ولم يعثر أحدكم عليهم حتى الآن "

خرج كامل فوجد أمه وتمام في حجرة المعيشة يجلسان فجلس بجوار أمه قائلا بحنق:"ماذا يريدنا أن نفعل اختفوا تماما هل وجدناهم مثلا ونخفيهم"

ربتت يمنة على كتفه قائلة:"لا تضايق نفسك الا تعرفه وهو غاضب ماذا يفعل"

أما تمام فكان في عالم آخر يشعر بطاقة من الغضب والقنوط والحزن يشعر بالغضب من أبيه الذي اضطرها للفرار بخطته والغضب منها أنها لم تثق فيه وتقص عليه ما حدث والخوف عليها هي والصغير وهي ليس معها ما يكفيها فأردف اخيرا بملامح متأثرة:"لو لم تكن اتفقت مع ابيك وسمعتكما لما حدث كل هذا"

التفت له كامل قائلا بحنق:"هل سأكون انا المخطىء في النهاية ؟"

ظلا يتراشقان بالتهم وأمهما بينهما تحاول الفصل أما راشد فجلس في مقعده بعينين غائمتين بالدموع ،يشتاق إلى عمار ،يشتاقه بشدة ،لقد كان الولد نسخة مصغرة من أبيه ،لقد كان يرى فيه رماح فيقنع نفسه أن ابنه لم يمت وان الله رد له روح ابنه في جسد اخر بهيئة مطابقة

يشعر بالعجز يكبله، يكبل يديه وقدميه ويجثم فوق صدره حمل رهيب، الدماء الساخنة تندفع بقوة إلى رأسه فيشعر بالغليان

ظل هكذا إلى أن بدأ خدرا يسري في أوردته ووجهه، ثوان قليلة طال فيها الخدر ذراعه الايسر وساقه اليسري

حاول أن يفتح شفتيه ويجلي صوته لينادي أحد ولكن لسانه خذله فلم يستطع النطق وبدأت الرؤية في التشوش من حوله لتصبح ضبابية

أما أنفاسه فقد بدأت تضيق وتضيق حتى أصبحت حملا ثقيلا بين ضلوع صدره ،حاول نطق اسم يمنة لتلحقه ولكن الاسم تردد فقط بين جدران عقله وفي محاولة أخيرة منه حاول القيام ولكنه لم يكن متوازنا الى ان باغته شعور من ضعف الإدراك للمكان والزمان من حوله كل ما حدث كان في ثوان قليلة قبل أن يفقد فعليا الاحساس بالعالم من حوله ولكن جزء من العقل انتبه قبل أن يستسلم الجسد وتسائل بخوف هل هذه هي النهاية ؟...
******
بعد أن وصل هارون الى بيت العائلة استقبلته أمه وإخوته وأبناء إخوته استقبالا حافلا فتناول الجميع طعام العشاء معا وكان البيت صاخبا وغالية سعيدة لتجمعهم حولها كانت عنان تنظر في هاتفها كل دقيقة تنتظر اتصالا من معتصم الذي تأخر وكانت مريم لا تقل عنها توترا وهي تنتظر اتصالا من عمرو يخبرها فيه ماذا فعل في لقاءه بيوسف أما يسر فكانت تجلس في المنتصف بجوار ابيها من جهة ويحيى من جهة تتجنب تماما نعمة كما نصحها ابوها وامها

أردف صالح لاخوته:"الا يكفي يا شباب وهيا الى العمل أمامنا عدة أيام حتى نراجع الحسابات ونقفل السنة "

قال هارون:"انا مستعد"

وقال يونس:"هيا الى حجرة المكتب"

فاستقام زكريا قائلا:"هيا "

دلف الأربعة الى غرفة المكتب تباعا أما الباقيين فانصرف كل منهم إلى بيته يسر وزوجها إلى شقتهما وسط نظرات نعمة الصامتة بلا اي تعبير بينما قالت عنان لمريم :"تعالي معي إلى عندي نجلس قليلا يبدو أن لديكِ الكثير لتحكيه "

اومأت لها مريم برأسها وصعدت معها هي والاولاد وحليمة اخذت وصال ومودة وصعدت الى شقتها

أما غالية فاعدت شايا ساخنا لأبنائها ودخلت إليهم به

...........

بعد ساعة

كان صالح يجلس خلف مكتب أبيه الراحل وأمامه يجلس هارون ويونس أما زكريا فكان يجلس على الأريكة القريبة فأردف صالح بعد تفكير :"هناك خطأ يا يونس في هذه الحسابات كيف أن محصول العام الماضي يكون أكثر من محصول هذا العام مع ازدياد مساحة الأرض الزراعية "

نظر يونس في الأوراق التي معه واردف مؤيدا:"نعم لديك حق بالتأكيد هناك شيء خاطيء "

فأردف زكريا بهدوء وهو يلف كوفيته حول عنقه بأحكام:"انتم تنسون أن هناك نسبة متزايدة من المحصول الغير صالح ويتم عدمه والمحاصيل التي يأكلها الدود والفاسدة"

نزع صالح نظارته واردف بجدية:"ومنذ متى في محاصيل عمران الحسيني هذه النسبة الكبيرة من المحاصيل الفاسدة التي تقول عليها زكريا نحن محاصيلنا من اجود المحاصيل "

شعر هارون أن هناك شد سيحدث بين اخوته كالعادة فأردف مهدئا :"ما رأيكم لو نأخذ فاصلا قصيرا ثم نعود انا اريد أن أشرب شيء ساخن"

تنهد صالح قائلا :"كما تريدون "

دقائق قليلة عاد بعدها هارون ببراد شاي ساخن كبير وصب لاخوته

..........

دلف معتصم من باب البيت وكان الجو باردا بالخارج والبيت خاليا والأضواء مغلقة الا من ضوء يأتي من باب المكتب الغير محكم الإغلاق وسمع صوت أخواله فدلف في نيته أن يصافحهم وحين مر من أمام باب المكتب وسمع صوتهم واضحا نظر إلى باب غرفة غالية واتجه إليها ليطمئن عليها اولا ثم يعود إلى أخواله

وحين دخل إليها وجدها غافية فقبل رأسها وانصرف كما دخل بهدوء

أما في غرفة المكتب فأردف هارون وهو يحتسي الشاي :"حقا لم اطمئن على معتصم منذ أن أتى من عند أهل محمود حقيقة انشغلت جدا الفترة الماضية "

فأردف زكريا باستخفاف"ماذا تتوقع كما ذهب كما عاد"

حين وصلت الكلمات إلى أذن معتصم الذي كان يهم بالدخول توقف مكانه لا يعرف لم شعر بشيء غير مريح في نبرة صوت زكريا

قال هارون :"لماذا ؟"

قال صالح :"لأنهم لم يفيدوه بشيء ولا يعرفون شيء عن محمود مثلنا تماما "

قال زكريا وهو ياخذ رشفة من الشاي الساخن:"قلت لكم منذ زمن اريحوه وقولوا له أن أبيه مات عوضا عن اللف والدوران هذا"

اتسعت عيني معتصم انفعالا وترقبا وتسارعت أنفاسه وتسمرت قدماه في مكانه

أردف يونس متهكما:"وهل انت واثق أنه مات ورأيت شهادة وفاته بنفسك ؟"

قال زكريا ببساطة:"لا ولكن شيء بديهي "

قال يونس موبخا:"وانت منذ زمن ضليع في البديهيات منذ حادثة ابوالوفا عزام"

لم يرد عليه زكريا واكتفى بالصمت فأردف صالح بضيق:"مالذي فتح هذه السيرة الان؟"

فأردف زكريا:"اسال أخاك أنا لي سنوات لم افتحها"

قال يونس بنبرة يملؤها الشك:"لانك من وقتها ولا تريد أن تريحني وتقول لي أنت من قتلت ابوالوفا ام لا ولكني أكاد أجزم انك انت "

فقال زكريا بحاجبين مرفوعين بشر:"وهل يفرق معك انا ام غيري لم تشعرني أنه كان ملاكا بجناحين أو ولي من اولياء الله الصالحين وانا من كنت اظلمه"

صاح فيهما هارون قائلا بتوبيخ:"اصمتا أنتما الاثنين مالذي دهاكما للحيطان اذان"

قال يونس بضيق:"وللملائكة اقلام واخاف أن يكون سُجل في صحيفة اخي أنه قاتل"

صاح فيه زكريا بغل:"وهل ضميرك صحى بعد ثلاثون عاما فجأة لم لم تبلغ عني وقتها ثم إن هذا الكلب يستحق ميتة أبشع مما نالها يستحق هو واختك التي لولا ستر الله لمرغت رؤوسنا في الوحل بفعلتها"

ضرب صالح على المكتب براحته ضربة صارمة قائلا:"انتهينا ومن مات مات وشبع موت سواء بيد زكريا أو غيره لا يهمني الان وكل منا سيحاسبه الله على عمله يوم القيامة ولن يحاسب أحد معه ولا اريد لهذا الأمر أن يفتح ثانية ثم أردف بصرامة: انا عن نفسي لن أتحدث مع أحد منكم في هذا الأمر ثانية وإن خرج ابي من قبره وقال لي من ابو الوفا عزام سأقول له لم اسمع عنه من قبل وهيا لنعود الى الحسابات التي لن تنتهي هذه "

ناظر يونس زكريا بضيق فأردف هارون :"هيا انا تعبت وكنت طوال اليوم اقود دون نوم ننهي جزء اليوم ونكمل غدا "

كان معتصم يقف أمام الباب متجمدا كلمات غريبة سمعها ،كلمات مبعثرة بل حروف مبعثرة وعليه أن يضعها في مكانها الصحيح ليعرف كلمة السر فيما يقوله أخواله

أيدخل لهم ويسالهم ،لن يقولوا له شيء لو كانوا سيقولون كانوا قالوا منذ سنوات

اتقدت عيناه بغضب ورهبة واشتعل قلبه بنار الجهل ،قلبه الذي كان يشعر منذ زمن أن هناك غموضا يحيط أصله وهويته شعر بالارتباك فتحامل على نفسه وتراجع للخلف بهدوء حتى دخل ثانية غرفة غالية المظلمة فجلس على اقرب مقعد وكان باب الغرفة نصفه مفتوح وهو يجلس في ظلام دامس كحال عقله الذي تحيطه الظلمات يحاول ترتيب الكلمات التي سمعها ولكن قلبه الذي يهدر بداخل صدره بعنف يمنعه من التركيز فاستند برأسه إلى ظهر المقعد يحاول تنظيم أنفاسه وتجميع أفكاره من ابو الوفا عزام ولم يشكون أن زكريا قتله ولم يقتله ومالفعلة التي ارتكبها وماعلاقتها بيمنة وكيف مرغت رؤوسهم في التراب أو كادت تفعلها ومالثقة التي يتحدث بها زكريا عن موت أبيه رغم أنه من المفترض انهم لا يعرفون عنه شيء؟

دقيقة واحدة ووجد باب غرفة المكتب يفتح وأخواله يسرعون خلف بعضهم وصالح يهدر في هاتفه:"اهدأي يمنة لأفهم منكِ ماذا حدث لراشد بالضبط؟"

اسرعو ا خارج البيت أما معتصم الذي كان يراهم من حيث لايرونه فقد كان كشبح يجلس في الظلام دون حراك


نهاية الفصل
أتمنى يكون نال اعجابكم وفي انتظار انطباعاتكم


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-21, 09:06 PM   #1464

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 174 ( الأعضاء 36 والزوار 138)
‏Heba aly g, ‏Rasha.r.h, ‏احب القراءه, ‏حنين محمد جميل, ‏عاشقة الحرف, ‏عبير سعد ام احمد, ‏الديسطي, ‏Um-ali, ‏ميمو٧٧, ‏WesamYousef, ‏Moony204, ‏jehan, ‏ادم الصغير, ‏موضى و راكان, ‏زهوةفرحة, ‏سوهي(زهور الربيع), ‏ايثو كردم, ‏simsemah, ‏نهله صالح, ‏samah soliman, ‏Hayette Bjd, ‏Amira94, ‏أمل سند, ‏فاطمة زعرور, ‏taratata, ‏awttare, ‏Solly m, ‏ملاك العمرو, ‏سويلم سويلم, ‏سيفينا, ‏زهره الربيع2, ‏فديت الشامة, ‏إشراقة الشمس, ‏Rasha ahmed, ‏?الة عماد, ‏حنان الرزقي

Elbayaa likes this.

Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-21, 09:28 PM   #1465

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 237 ( الأعضاء 52 والزوار 185)
‏Heba aly g, ‏نهي_مصطفي, ‏ليبيرتا, ‏lana maythn, ‏ميمو٧٧, ‏ام هبه وايه, ‏ميره مير, ‏ريم٢٢, ‏نهى حمزه, ‏وسام عبد السميع, ‏سهى قيسيه, ‏لولو73, ‏علوش البازي, ‏Monya05, ‏أمل سند, ‏simsemah, ‏لارا لي لي, ‏سلمى عبدو, ‏أمل عبدالوهاب, ‏متريوشكا, ‏Mohamed Yahia‎‏, ‏Um-ali, ‏عفة وحياء, ‏Rasha.r.h, ‏احب القراءه, ‏حنين محمد جميل, ‏عاشقة الحرف, ‏عبير سعد ام احمد, ‏الديسطي, ‏WesamYousef, ‏Moony204, ‏jehan, ‏ادم الصغير, ‏موضى و راكان, ‏زهوةفرحة, ‏سوهي(زهور الربيع), ‏ايثو كردم, ‏نهله صالح, ‏samah soliman, ‏Hayette Bjd, ‏Amira94, ‏فاطمة زعرور, ‏taratata, ‏Solly m, ‏ملاك العمرو, ‏سويلم سويلم, ‏سيفينا, ‏زهره الربيع2, ‏فديت الشامة, ‏إشراقة الشمس, ‏Rasha ahmed, ‏?الة عماد


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-21, 09:38 PM   #1466

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

يااا ربي على الفصل و حلاوته
تسلم ايدك يا هوبة برغم تعبك ابداااع
معتصم والزفته يمنة الهي يريحنا منها مع راشد في يوم واحد
اللي الولد ما اتهنى في يوم من تحت راسها
ارجع ادقق في التفاصيل وارجعلك


ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-21, 09:45 PM   #1467

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 273 ( الأعضاء 55 والزوار 218)




‏موضى و راكان, ‏mamanoumanoul, ‏م ممم ممم, ‏وسام عبد السميع, ‏ميمو٧٧, ‏حنين محمد جميل, ‏زهرة الاقحو, ‏بوسي موني, ‏Shimaa12312, ‏ليبيرتا, ‏Heba aly g, ‏نهي_مصطفي, ‏lana maythn, ‏ام هبه وايه, ‏ميره مير, ‏ريم٢٢, ‏نهى حمزه, ‏سهى قيسيه, ‏لولو73, ‏علوش البازي, ‏Monya05, ‏أمل سند, ‏simsemah, ‏لارا لي لي, ‏سلمى عبدو, ‏أمل عبدالوهاب, ‏متريوشكا, ‏Mohamed Yahia‎‏, ‏Um-ali, ‏عفة وحياء, ‏Rasha.r.h, ‏احب القراءه, ‏عاشقة الحرف, ‏عبير سعد ام احمد, ‏الديسطي, ‏WesamYousef, ‏Moony204, ‏jehan, ‏ادم الصغير, ‏زهوةفرحة, ‏سوهي(زهور الربيع), ‏ايثو كردم, ‏نهله صالح, ‏samah soliman, ‏Hayette Bjd, ‏Amira94, ‏فاطمة زعرور, ‏taratata, ‏Solly m, ‏ملاك العمرو, ‏سويلم سويلم, ‏سيفينا, ‏زهره الربيع2, ‏فديت الشامة, ‏إشراقة الشمس





يسلم الأبداع و الأفكار الجميلة يا هبة يا مبدعة


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-21, 09:46 PM   #1468

نجوى سويلم
 
الصورة الرمزية نجوى سويلم

? العضوٌ??? » 485662
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » نجوى سويلم is on a distinguished road
افتراضي

الله عليكي يا هوبا وعلي الجمال اللي بتكتبيه .......بتكتبي عظمه وفصل عظمه وسرد وحوار ولا اروع من كده .........ليكي كان فصل حرمانه من قفلاته الشريرة .......الرهيبة ........دمتي مبدعة 👏👏👏👏👏❤️❤️❤️❤️🌹🌹🌹🌹❤️🧹🧹❤️❤️😘😘😘😘😘😘😘

نجوى سويلم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-21, 09:51 PM   #1469

Hayette Bjd
 
الصورة الرمزية Hayette Bjd

? العضوٌ??? » 404791
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 586
?  نُقآطِيْ » Hayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond repute
افتراضي

فخامة الفصل تسلم ايديك

Hayette Bjd غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-21, 10:09 PM   #1470

سوهي(زهور الربيع)

? العضوٌ??? » 491859
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 46
?  نُقآطِيْ » سوهي(زهور الربيع) is on a distinguished road
افتراضي

ايه القفلة دي يا هوبا ما احنا كنا ماشيين حلو مع بعض 🥺🥺

سوهي(زهور الربيع) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:44 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.