آخر 10 مشاركات
أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          54-لا ترحلي-ليليان بيك-ع.ق ( تصوير جديد ) (الكاتـب : dalia - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          للقلب رأي أخر-قلوب أحلام زائرة-لدرة القلم::زهرة سوداء (سوسن رضوان)كاملة (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          هل يصفح القلب؟-قلوب شرقية(33)-[حصرياً]للكاتبة:: Asma Ahmed(كاملة)*مميزة* (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          أغلى من الياقوت: الجزء الأول من سلسلة أحجار كريمة. (الكاتـب : سيلينان - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree4112Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-03-22, 01:47 AM   #1771

amani*taha

? العضوٌ??? » 450106
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » amani*taha is on a distinguished road
افتراضي


فصل حلو 🧡🧡🧡🧡
زهراء و حاتم شو فرحت الهم و أخيرا تم ارتباطهم ب موافقة العيلة حبيت موقف حاتم و حنيته ع فرح و هديته الها ضحكت لمي مريم حكت زهراء ع نسكافيه متأكدة انه رح يكون طيب و تذكرت موقفها معها اول مرة 🤣🤣🤣 عمرو و مقلبه ضد مودة و اخد نصيبه منها معتصم اللي خايف يبعد
ابوه عنه او يفقده لهيك سافر معه متحمسة جدا للقاء معتصم مع نوارة كيف رح يكون و السيد شعيب 💙💙💙 يسلموو ع فصل حلو 💕😘😘

Heba aly g likes this.

amani*taha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-22, 02:29 AM   #1772

amani*taha

? العضوٌ??? » 450106
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » amani*taha is on a distinguished road
افتراضي

فصل بجنننن و خصوصا مشاهد الباخرة و لمتهم أحلي شيء نظرة الحسرة اللي بعيون سعد لكن ما آله عين يحكي و أروع تجاهل زهراء اله
Heba aly g likes this.

amani*taha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-22, 03:14 AM   #1773

Neven shanan

? العضوٌ??? » 454534
?  التسِجيلٌ » Sep 2019
? مشَارَ?اتْي » 55
?  نُقآطِيْ » Neven shanan is on a distinguished road
افتراضي

فصل رائع لكاتبة اروع🥰🥰اول مرة في حياتي اكتب تعليق الرواية جذبتني من اول جملتين
Heba aly g likes this.

Neven shanan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-22, 03:16 AM   #1774

Neven shanan

? العضوٌ??? » 454534
?  التسِجيلٌ » Sep 2019
? مشَارَ?اتْي » 55
?  نُقآطِيْ » Neven shanan is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلود إبراهيم مشاهدة المشاركة
بداية رائعة 😍😍😍😍😍😍
فصل رائع لكاتبة اروع🥰🥰اول مرة في حياتي اكتب تعليق الرواية جذبتني من اول جملتين


Neven shanan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-22, 07:37 AM   #1775

همسات ايمان

? العضوٌ??? » 440844
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 595
?  نُقآطِيْ » همسات ايمان is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم 🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙

همسات ايمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-22, 05:25 PM   #1776

halloula

? العضوٌ??? » 74478
?  التسِجيلٌ » Jan 2009
? مشَارَ?اتْي » 988
?  نُقآطِيْ » halloula is on a distinguished road
افتراضي

في
الانتظار
😘😘😘😘😘😘


halloula غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-22, 07:52 PM   #1777

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 31 ( الأعضاء 17 والزوار 14)


‏موضى و راكان, ‏ياسمين سيف, ‏aiten adhm, ‏الزمردة البيضاء, ‏Naseeme, ‏جلاديوس, ‏hadj rymas, ‏سميحة محمد, ‏وايت تاج, ‏ام انس وعمر, ‏asmaaasma, ‏eman 28, ‏امال العمصي, ‏najla1982, ‏عاشقة الحرف, ‏Heba aly g, ‏Rasha.r.h


مساء الجمال و الدلال
منورين يا حبايب هبة
فى إنتظار الفصل الممتع


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-22, 08:13 PM   #1778

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بإذن الله سيتم تنزيل الفصل الأربعون والختام تباعا قراءة سعيدة وهنتظر انطباعاتكم على الرواية ككل ودمتم في صحة وسعادة


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-22, 08:15 PM   #1779

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الاربعون
*******
( ألم )
كلمة من ثلاثة أحرف وهو يصيب كل البشر على حد سواء
وإن بعثرنا حروفها تأتي كلمة (مال) وهو الذي قال الله عز وجل عنه في كتابه العزيز(المال والبنون زينة الحياة الدنيا) ولكن هذا المال لا يكفي لإزالة الألم من النفوس ،لا يشتري السعادة ولا نشتري به شيء لم يقدره الله لنا كالبنين
نبعثر الأحرف ثانية فتأتي كلمة (أمل) وهو نقطة الضوء التي تظهر في نهاية طريق مظلم فتهبنا وعدا بأمنيات محققة بكلمة كن من الله فتكون.
كان يحيى يجاور يسر في عيادة الطبيب الشهير بالقاهرة بعد أن وَقَع عليها الكشف ورأى الأشعة والتحاليل الخاصة بها،كلاهما ينتظر من الرجل الذي يبدو من لكنته انه درس بالخارج رغم أنه مصري كلمة تٌحي الأمل في قلوب أنهكها طول السعي مع عدم الوصول
فأردف الرجل أخيرا بعد أن دون كل بياناتها على جهاز التابلت الخاص به:"طبعا في حالتكما كما تعرفان كان الأفضل بدء بروتوكول علاجي قبل الحمل بثلاثة أشهر على الأقل ولكن نحن نتعامل الان مع حمل فعلي فسأكتب على بعض الأدوية ونتابع متابعة دقيقة،وحين لمح اهتزاز حدقتي يسر التي تركز في حديثه أردف بابتسامة واثقة:ولكني اتفائل خير معظم مرضاي الذين أتاهم الحمل هكذا فجأة ولم يتبعوا خططا علاجية جبرهم الله وتم الأمر بأفضل مما كان سيتم بتخطيط مسبق"
ارتجفت يد يسر فشدد يحيى من ضغطه عليها قائلا للطبيب:"أي أنه لا ضرر من عدم أخذ الأدوية التي كان من المفترض أن تأخذها؟"
قال الرجل بنبرة عملية:"البروتوكول الذي نصفه بالطبع مفيد ولكنه لا يغير من قضاء الله شيء وإن كان الجنين به أي عيب وراثي فلن يُصلِح هذا الخلل أي أدوية"
قالت يسر وضربات قلبها تتسارع:"وهل الخلل الذي يحدث عندنا ويؤدي إلى إجهاض الجنين خلل دائم لابد أن يظهر في كل الأجنة؟"
قال الرجل بثقة:"لا طبعا له نسبة ظهور معينة أي يظهر في بعض الأجنة وهناك أجنة تكون سليمة وراثيا الفكرة في حالتكما أن النسبة تكررت لانكما أقارب وتحملان جينا متنحيا واحدا ولكن بالطبع الأجنة السليمة موجودة باذن الله"
لا تعرف لما شعرت بنمو الامل بداخل قلبها من كلماته رغم أن كلماته تحمل المعنيين ولكنها لم تكن تريد سوى الأمل فأردفت وهي تبث بقلبها الطمأنينة:"بإذن الله خير"
شكرا الطبيب الذي قررا أن يتابعا معه رحلة الحمل هذه المرة رغم بٌعد المسافة وقد شعرا بالارتياح له وكتب لها أدويتها مع وعد بزيارة واحدة شهرية للمتابعة وأخبرهما أنه تقريبا في منتصف الشهر الرابع ستتضح الرؤية كليا بعمل سونار رباعي يبين سلامة الجنين من عدمه مع التشديد على أهمية الحالة النفسية الجيدة
رحلا وفي القلب أمل ينمو على أنقاض الألم فأردف يحيى ما إن استقل السيارة بجوارها:"سنقضي عدة أيام بالقاهرة حتى ترتاحي من السفر ليس جيدا العودة مباشرة"
قالت بصوت مسترخِ:"هذا أفضل ،ثم تمتمت برجاء:هل يمكن ألا نقول لأحد على أمر الحمل الا بعد أن يطمئننا الطبيب ؟لا أريد توتر يحيى صدقني لن أتحمل أي كلمة من أي شخص"
قال دون جدال:"الذي يُريحك سأفعله"
أدار السيارة فأردفت:"أريد أن أشتري بعض الأغراض الخاصة برمضان من خان الخليلي"
قال بابتسامة صغيرة:"حسنا "
"واشتقت إلى الصلاة هناك"
اتسعت ابتسامته قائلا:"ونصلي هناك"
"ونأكل من مطعم المشويات "
كان يخترق زحام الشوارع بسيارته فأردف دون أن ينظر إليها:"ونفعل كل ما تريدين في هذه الأيام أميرتي"
فاستندت برأسها على مقعدها وهي تأخذ نفسا عميقا،تحاول التصرف بطبيعية وهي تٌلقي خلف ظهرها سنوات من التعب مقررة أن تعطي نفسها فسحة من الامل وبداخلها إصرار على تحقيق حلمها فهي ترى أنها ويحيى يستحقان السعادة معا،كان ذهنها شاردا ولا تدري أن حركة يدها تعبر عما يعتمل يصدرها ويلاحظها يحيى الذي ما إن خرج من منطقة الزحام حتى شدد من سرعة السيارة وانطلق بها وهو يتناول يدها يبث بها أمانا ودفئا وسكينة ويستمد هو الآخر من قربها وقودا للقادم
*******
النفس تشكو ومن يدرى بما فيها سواك ياخالق الدنيا وباريها
روحى على الدور طول الليل ساهرة تأسو الجراح ولا تغفو لياليها
تئن فى طرقات الريح ضارعة يارب فاكشف لها نوراً يواسيها
ياواهب النفس ايماناً بها وضحت كل الدروب التى تخفى دياجيها
في فجر أول أيام شهر رمضان المبارك وقبل الاذان بنصف ساعة كان الشيخ محمود الرحماني يشدو فيجذب العقول والآذان بشدوه،كان قد عاد من سفره بصحبة زوجته منذ يومين فقط ووجد بيته في افضل حال بعد أن تولى أمره معتصم منذ عودته.
وكان معتصم يجلس بجوار أخواله وأبنائهم وإخوته الثلاثة بالمسجد جميعهم ينتظرون صلاة أول فجر في رمضان وينصتون إلى محمود الذي سعى معتصم بأن يعود إماما في مسجد القرية وقد كان،ينظر إلى والده بزهو وفخر فيتضخم قلبه بشعور ليس له وصف ويبادله النظر من الوقت للآخر محمود بمحبة
ياغافر الذنب يارحمن انت معى تصغى لنبضة قلبى قبل شاديها
يامن منحت حياة الناس حكمتها من خانه الفهم فليقرأ معانيها
الكون ياراحمي بالحب متسق لم تخلف الشمس ميعاداً لحاديها
تسرى الغمائم فوق الارض ترضعها فيسطع النفس تسبيحاً لمحييها
ظل محمود ينشد وهو مندمج مستمتع يغمض عينيه فيشعر بنفسه طائر في السموات لا يلامس الأرض إلى أن اقترب منه معتصم بزجاجة ماء فعرف أن الآذان اقترب وكان قد انتهى فعليا من انشاده فأخذ الزجاجة من ابنه وأهداه ابتسامة عذبة وشرب حتى ارتوى وبعد دقائق قليلة وقف ليؤذن لصلاة الفجر.
بعد الصلاة
ذهب كل من المصلين إلى حاله وعاد كل أبناء عمران وأحفاده إلى بيتهم عدا معتصم الذي ظل جالسا مع والده في المسجد فقال معتصم له:"ترتاح في البيت أم تشعر بالغربة لانك فارقت البلدة التي عشت بها عمرا؟"
قال محمود ليُطمئن ابنه:"الحمد لله أرتاح جدا بُني هي نوارة فقط التي لم تعتاد بعد ولكن ستعتاد مع الوقت فهي لا تعرف أحد فشعور طبيعي ما تشعر به"
قال معتصم :"امي غالية تريد أن تراها منذ أن حضرتم"
قال محمود ضاحكا:"منذ أن حضرنا وهي تنام أكثر مما تصحو فهي ليست معتادة على أجواء السفر والانتقال،هي لأول مرة تترك بلدتها"
"لا تقلق عنان لن تتركها أبدا"
ابتسم محمود فأردف معتصم:"ولا تنسى أنكما ستتناولان الافطار معنا اليوم "
قال محمود:"الحاجة بالفعل حدثتني وصالح وهارون للتو قالا لي"
قال معتصم:"ستظل هنا حتى الشروق كعادتك تقرأ القرآن؟"
قال محمود:"لا سأذهب إلى البيت أكمل هناك ،كما قلت لك نوارة لم تعتاد بعد"
قال معتصم:"حسنا،كنت سأبقى معك أستمع إليك إن كنت ستبقى"
قال مبتسما:"يوم أخر إن شاء الله ثم أردف متسائلا وهو يتذكر ملامح معتصم وقت انشاده:منذ متى تحب الانشاد كأبيك؟"
قال معتصم مبتسما:"منذ صغري وأنا أعشق الأصوات التي تجذبني فتجعل روحي مُحلقة وجسدي واقفا على الأرض...ثم تمتم بعينين متأثرتين: ولكن حين سمعت صوتك حين أتيت ولم أكن أعرف أنك أبي كان الأمر مختلفا يومها شعرت أن الصوت مع الكلمات اخترقا جدار قلبي ولامسا روحي خاصة وأنت تشدد على لفظ غربة الروح،ثم أردف بشرود:لأن هذا كان تعبيرا عما كان بداخلي لسنوات ولم أفلح في وصفه فجئت أنت ووصفته بمنتهى الدقة"
قال محمود بلمعة عينين:"وصفته بدقة لأنه كان حالي لسنوات"
فأردف معتصم بنظرة تتطابق مع نظرة عين أبيه:"وكان حالي لسنوات"
فيقول محمود:"فخرج من قلبي صادقا لأنني كنت أشعر به بشدة"
ويقول معتصم"ودخل قلبي لأنه لامس وترا حساسا بداخلي"
فيقول محمود بشجن وهو لا يعترض على ما حدث له لأنه يعرف أنه لحكمة لا يعلمها الا الله:"عشت كأبيك غريب الروح فجبرك الله بلقاءه كما جبر أبيك بلقائك"
فيردد معتصم وهو يربت على كف محمود:"اللهم لك الحمد"
********
اقترب آذان مغرب أول أيام شهر الرحمة وغالية وجميع أبناءها متجمعون عدا يمنة التي كانت ببيتها لأن ظروف زوجها الصحية لا تسمح له بالخروج وسيكون غير لائق تركه في أول أيام الشهر الكريم
أما في بهو البيت فكان يجلس صالح وزكريا ويونس وهارون ومحمود الرحماني الذي كان هو وزوجته ضيفي غالية
وجميع النساء والبنات بالمطبخ أما غالية فكانت تجلس بجوار نوارة ترحب بها والأخيرة تشعر بالألفة تجاه غالية والبيت بوجه عام ،قالت غالية بمودة وهي تنظر إلى وجه نوارة الذي يشع سكينة وهدوء:"انرتينا والله يا ابنتي وانرتي بلدتنا كلها"
"اشكرك يا حاجة"
فتقول غالية:"لا تحتاجين لدعوة سأنتظر دائما زيارتك لي فكما تلاحظين حركتي قليلة"
فتقول نوارة بوجه مضيء:"طبعا يا حاجة ستجديني دائما في زيارتك"
اقترب محمود منهما وجلس بجوار زوجته قائلا ببشاشة:"من ملامح الوجوه أستطيع أن أجزم أن القلوب تآلفت"
قالت غالية بحبور:"ما شاء الله عليها يا زين من اخترت يا ولدي،ثم حولت نظرها إلى نوارة قائلة بامتنان:أنا لابد أن اشكركِ على أنكِ وافقتي أن تأتي إلى بلدتنا يا ابنتي هل تعرفين أنكِ بموافقتك هذه أعدتِ الروح إلى حفيدي الذي عشت عمرا أرى حزنه على فراق أبيه،نظرت إلى معتصم الجالس مع الرجال يتبادل الحديث مع أبناء خاله وأكملت:حفيدي هذا قطعة من روحي ومن رد إليه روحه يكون جميله في رقبتي العمر كله"
لامست كلماتها قلب نوارة فلمعت عينيها وهمت بالرد ولكن محمود من سبقها وهو يقول بتأثر:"أنا من يجب عليّ أن أشكرك ياحاجة ربما كنت المرة الماضية لازلت لا أصدق نفسي فمر عليّ هذا الشكر ولكني مدين لكِ،ضيقت غالية ما بين حاجبيها فأردف محمود بنفس التأثر:لقد ربيتِ لي ابني أفضل تربية أنتِ والحاج عمران رحمه الله،لم تستخسرا به شيء،تَعَلم أفضل تعليم وعاش أفضل عيشة ،تمسكتما به ولم تدعاه يتربى في بيت آخر كان حتما سيعيش فيه حياة من الدرجة الثانية فعاش بينكم هنا ببيت الحاج عمران وانا أدرى بمكانة من ينشأ بيت الحاج عمران،لمعت عينيه ومعه عيني غالية ونوارة وهو يقول:بالأمس حين رأيت حفل تكريمه هو وزملاؤه في العمل على تصديهم للهجوم الأخير وبسالتهم جميعا شعرت بالفخر به والاعتزاز شعرت بأن هناك فرع قوي لي في الحياة وكل ما وصل إليه معتصم لم يكن ليصل إليه لولاكِ فبعد الله عز وجل أن مدين لكِ بأنني سافرت وكان معتصم نبتة في رحم أمه فعدت بعد عمر لأجده خير الرجال"
سالت دمعتين من عيني غالية وتحشرج صوتها مرددة بخفوت:"لم أفعل شيء والله يا بُني وهل تٌشكر الأم على صنيعها مع أبناءها وهو ليس ابني فقط هو قطعة من قلبي"
......
بداخل المطبخ كانت خلية النحل المكونة من كل النساء والبنات قد أدت مهمتها على أتم وجه بعد أن قاموا بعمل الطعام كاملا وقد أعطوا أم أيمن إجازة عدة أيام لقضاء أول أيام رمضان مع أبناءها
وضعوا جميع الصواني الساخنة التي خرجت للتو على المنضدة الرخامية وأردفت ليلة بسرعة:"هيا يا بنات باقي دقائق فقط على الإفطار ادخلوا الصواني"
جاءت من الخارج مودة وهاجر فأردفت الاولى:"وضعنا العصائر كلها"
وقالت الثانية:"والسلطات والمخللات"
فقالت نعمة:"وضعتم على طاولة الرجال وطاولة النساء؟"
قالت هاجر:"نعم"
فقالت حليمة:"ضعوا باقي الطعام"
وقبل الاذان بثواني كانت الطاولتان ممتلئتين بخيرات الله وجميع الرجال متجمعون على طاولة على رأسها صالح والنساء على طاولة مقاربة على رأسها غالية وحين أذن لصلاة المغرب تناول الرجال افطارا سريعا وخرجوا للصلاة
وفي بيت يمنة كان الافطار بحضور عدل أم راشد ومحاسن أخته وبناتها،كانت صحته تتحسن ببطء فكان يجلس بينهم على كرسيه المتحرك الذي أصبح يتنقل به بالبيت
*******
بعد مرور عدة أيام
كان صالح قد عاد بأسرته إلى بيته لمتابعة أعماله بعد أن قضى الايام الأولى من الشهر مع أمه وإخوته وما إن عادوا حتى دعى زهراء وأمها وابنتها على الإفطار عندهم
وعلى مائدة الطعام جلسوا جميعا أكثرهم سعادة حاتم الذي يشعر باقتراب موعد سعادته ولم شمله على زهراء أما الأخيرة فكانت تحاول جاهدة الاعتياد على أسرتها الجديدة وكسر حاجز الخجل بينهم،كانت مريم تضع الطعام وتهتم بالضيوف مع زوجة عمها فأردفت وهي تضع قطعة لحم في طبق زهراء بعد أن وضعت في طبق والدتها:"لم لا تأكلي زهراء ألا يعجبكِ مذاق طعامي؟"
قالت زهراء بسرعة:"من قال هذا؟ الطعام رائع سلمت يداك"
قالت مريم مشاكسة إياها:"لن يكون أشهى من طعامك أنا كنت أظن نفسي ماهرة في الطعام ولكن جائتني سلفة تهم بفتح مطعم فلا مجال للمقارنة"
ضحكوا جميعا فأردف حاتم:"صراحة كل منكما طعامها جيد نحن فيما بعد سنقوم بعمل مسابقات"
قالت مريم باهتمام:"حقا حاتم متى ستفتتحان المطعم؟"
قال وهو يضع اصبع محشو في فمه :"المطعم أمامه عدة أسابيع ويكن جاهزا بإذن الله بعد زفافنا مباشرة نفتتحه"
قال صالح بجدية:"إن احتجت أي شيء قل لي ولا تتردد"
قال حاتم:"طبعا أبي إن احتجت سأقول أنا فقط أحاول في هذا المشروع تجربة العمل الخاص والاعتماد على النفس"
ابتسم صالح ولم يُعلق وقد أعجبته فكرة حاتم وأنه يسعى لعمل خاص به
قالت مريم متسائلة:"الا تريدون موظفون في المطعم؟ إن أردتم ممكن أن أعمل في الحسابات"
قال حاتم بجدية:"حقا تريدين؟ نحن سنحتاج فعلا"
رفع يوسف الجالس على رأس المائدة مقابل والده مباشرة حاجبا واحدا ولم يُعلق مكتفيا بالمشاهدة وهو يأكل
فأردفت مريم بحماس:"طبعا أريد أنا في الفترة التي عملت بها بالشركة تعلمت الكثير"
نظر حاتم إلى يوسف قائلا:"ما رأيك يوسف؟"
قال يوسف متهكما:"لا يهم رأيى في هذا الأمر ما تريده مريم ينفذ دون رأيى طبعا"
بدت الحماسة على وجهها وأردفت:"لا يمانع حاتم"
فأردف يوسف مباشرة:"اجعلها تمسك لك حسابات المطعم من البيت"
ابتسم حاتم وقد كان يعرف الرد مسبقا فأردفت مريم باستنكار:"كيف يعني من البيت ؟"
قال مهادنا:" أنتِ حبيبتي حامل وبعد الحمل هناك ولادة ورعاية للطفل بعدها تنجبين الطفل الذي يليه"
رفعت حاجبا مستنكرا وامتنعت عن الرد أمام المتواجدون رغم استفزازه لها ولكن نظرتها المستنكرة ظلت تحتل ملامح وجهها فغمز لها بعينه فأشاحت بوجهها بعيدا عنه بينما الباقون يبتسمون على مشاكساتهما .
بعد الافطار
جلسوا جميعا يشاهدون التلفاز وأمامهم أصناف كثيرة من الحلو والعصائر والصغار يلعبون معا وقد اعتاد زياد وجنة على فرح فأردف حاتم إلى حماته:"الشقة بالأعلى اقتربت من الانتهاء ماما ما رأيك لو نصعد لنشاهدها؟"
كانت تعلم أن العمال بالأعلى فقد أرسلت لهم والدة حاتم الافطار قبل الاذان مباشرة فأردفت:"اصعد أنت وزوجتك حبيبي فالرأي الأول والأخير لكما وأنا سأراها حين الانتهاء باذن الله"
كان حاتم كمن ينتظر رفضها فاستقام قائلا لزهراء:"هيا زهراء"
شعرت بالخجل والتردد فأردفت مريم التي تجاورها بخفوتِ:"اصعدي شاهدي شقتك حتى إذا كان لديكِ أية ملاحظات تقولينها للعمال"
صعدت معه زهراء للطابق العلوي من البيت فكان هناك شقتان الأولى ليوسف والثانية المفتوحة لحاتم وما إن خطت بقدميها داخل الشقة التي يفوح منها رائحة الدهان حتى شعرت بقلبها يرفرف من السعادة وبدى هذا في عينيها وهو كان يسير فقط بجوارها يرى تأثرها بتأثر مماثل...
كانت الصالة واسعة مدهونة باللون الأبيض والأرضية اللامعة كانت من الرخام الأبيض وصوت العمال يأتي من إحدى الغرف جليا فأردف حاتم وهو يقف أمامها:"ما رأيك بلون الحائط؟ إن أردتي تغيير اللون نغيره هذه فقط طبقة أولية والطبقة النهائية نختار اللون الذي يعجبك"
قالت وهي تنظر حولها بعينين لامعتين:"والنهائية أيضا نطليها بالأبيض اللون جميل جدا"
أشار جهة الغرفة التي يأتي منها صوت العمال:"تعالي لتشاهدي غرفة فرح"
دلفت معه إلى الداخل فكان العمال يطلون الحائط بتدرجات اللون الوردي فأردفت بابتسامة واسعة:"فرح تعشق هذا اللون"
قال باهتمام وهو يشير جهة احدى الحوائط:"وأعلى فراشها سنضع رسمة لأميرات ديزني بنفس اللون ستعجبها جدا"
فرفعت عينيها تثبتهما في عمق عينيه دون كلام وكان الصمت معبرا عن امتنانها فأشار لها بعينيه للخروج وكان أمام غرفة فرح حمام انيق كان العمل به بالفعل قد انتهى وبجواره غرفة أخرى كان العمل بها قد انتهى أيضا فتحها حاتم قائلا:"وهذه الغرفة لاخوة فرح"
دلفت للداخل فكانت غرفة بدهان أزرق بتدرجاته فابتسم ثغرها قائلة:"ومن أدراك انني سآتي لك بذكور؟"
لامس أناملها قائلا:"قولي يارب وسواء ذكور أو اناث كله خير انا فقط أحببت أن يكون لدينا الغرفتين غرفة البنات وغرفة الأولاد"
وحين خرجت جذبها من يدها برفق حتى نهاية الرواق وفتح باب الغرفة الأخيرة بالشقة وحين دخلت فتح الاضواء الخافتة فدلفت للداخل ببطء وكانت غرفة نومها التي صورها لها من قبل،كانت غرفة واسعة دهانها بأول درجة من درجات اللون الوردي كما طلبت وأرضية رخامية باللون البيج الفاتح وأجمل ما يميزها الاضاءات الخافتة التي تملأ الأركان...تمتمت بصوت خافت وهي تضع يدها فوق صدرها:"الاضاءات هذه رائعة حاتم تعطي شكلا جماليا رائعا وضوء هاديء"
كان يقف عند باب الغرفة ينظر إليها وهو يشعر أنه قطع سباقا طويلا طوال الأشهر الماضية وها هو قد وصل، لم يكن فقط مجرد سباق بل صراع
صراع مع نفسه أولا حتى انتصرت على أفكاره ومعتقداته،صراع مع أهله ومع زهراء نفسها بعنادها وعدم اقتناعها بسهولة،كان على منضدة تجاوره جهاز تحكم صغير تناوله وضغط عليه قائلا:"هناك شيء آخر سيروق لكِ"
لم يكد يقلها حتى انسابت موسيقى عذبة من كل جوانب الغرفة فاتسعت ابتسامتها وهي تنظر حولها بانبهار وهو ينظر إليها وهي في منتصف الحجرة بانبهار أشد فأغلق باب الغرفة بهدوء وأحكم غلقه بالمفتاح من الداخل دون أن تشعر فقد كان صوت الموسيقى المتسلل من حولها قد خلب لبها وتسلل إلى أذنيها الصوت العذب
عارفة...
مش عارف ليه متونس بيكي وكإنك من دمي
على راحتي معاكي وكانك امي
حين التفتت إلى حاتم الذي تعرف أنه يعشق هذه الأغنية منذ أن سمعها معها في المطعم ذات يوم وجدته يٌقبل عليها بخطواتِ بطيئة فشعرت مع اقترابه وهي ترى الباب مٌغلقا ببعض الرهبة وتسارعت دقات قلبها وكلما اقترب خطوة شعرت رأسها تدور بها وهي تراه بكل جاذبيته التي ظنت يوما أنه كنجم بعيد في السماء وها هو النجم يهوى بين يديها فاقترب منها يُلامس ذراعيها بأنامله فتذوب عظامها ويرتجف جسدها كبكرِ لم يمسسها رجل من صدق مشاعرها
كانت الاضاءات الخافتة مع الموسيقى العذبة كفيلة بأن تجعل كلاهما يشعر بنفسه لا يلامس الأرض فأردف وهو يمسد على ذراعها ثم يطوق خصرها بذراعين قويين:"لم تٌتاح لنا الفرصة مرة واحدة منذ عقد قراننا للاختلاء ولو لثوانِ"
ارتفع وجيب قلبها وتمتمت بأنفاس متسارعة:"الظروف جائت هكذا"
شعر بتوترها وارتجافها فأردف يستدرجها قبل أن يقتنصها:"حين طلبت منكِ أن تصارحيني بمشاعركِ قلتِ بعد عقد القران وها نحن عقدناه عقدا لن يُحل إلى الأبد قولي ما في قلبك،ثم رفع كفها واضعا إياه فوق خافقه قائلا برجاء:واسعدي هذا القلب بسماع ما يصبو إليه"
أردفت بأنفاس مضطربة وصوت هارب وهي تضغط بأناملها موضع خافقه:"هذا القلب كان أمنية مستحيلة حلمت بها وظننت أنها بعيدة بُعد النجوم،ثم رفعت أنامل كفها الآخر تلامس جانب وجهه بخجل متمتمة:"انا أحبك حاتم بل أعشقك منذ أن وقعت عيناي عليك،أحببتك من يومها ولكن حبا مستحيلا كنت أعرف أنه لن يثمر،أحببتك بجنون وأقسم لك انك أول وأخر حب بحياتي،لم أحب قبلك ولم أعرف معنى الحب والاشتياق والهوس إلا معك"
كانت ضربات قلبه هو الآخر تعزف مارشات عسكرية حفاوة بالقرب المُهلك،وهي كانت تتحدث بانطلاق وأنفاس لاهثة بينما يُحكم هو سيطرة ذراعيه على خصرها وظهرها،تهمس بكلماتها التي تخرج من بين شفتيها فتشبع عاطفته وتعزف على اوتار مشاعره وإحساسه القوي بها يحفز مستقبلاته الحسية التي لم تكن بحاجة لتحفيز
تمتمت وهي ترى وهج عينيه يشتعل أكثر:"أحبك حاتم ولم أشعر أنني امرأة الا معك"
كان حقا بحاجة لسماع كلمات عشق ترضي الجانب الذكوري بداخله رغم أنه كان يعرف مشاعرها دون كلام وحين اكتفى من الكلمات قاطع شفتيها يُسكتها بقبلة مفاجأة كعواصف الشتاء العاتية،قبلة طويلة بطول سنوات الحرمان وحرارة اشتياقهما،كانت مستسلمة لسحره ولمشاعرها الطاغية التي أطلقت لها العنان والمشاعر بعد طول حرمان تكن كحصان دون لجام وكان مهيمنا ساحرا أسرا،كان رجل أحلامها
.........
أما بالأسفل فكانت ليلة تجلس بجوار أم هاشم ومعهم صالح ويوسف ومريم والثلاثة أطفال يلعبون حولهم فأردفت ليلة موجهة حديثها لوالدة زهراء:"أنا كان لي سؤال فقط "
ولتها المرأة اهتمامها فأردفت:"هل والد فرح لن يستاء من زواج والدتها ويحاول أن يأخذها أو يثير مشاكل؟"
زجرها صالح بنظرة فأردفت موضحة:"انا اطمئن فقط"
فابتسمت المرأة قائلة بهدوء:"حقك طبعا"
وقبل أن تكمل قال يوسف:"وإن طلبها أمي فحضانة البنت تؤل بعد زواج أمها لأم الأم فليس من حقه أخذها"
قالت والدة زهراء موضحة:"وهو لن يطلبها لا تقلقي هو لم يكن يريدها منذ أن علم بمرضها وهي ببطن أمها وكان يصر على اجهاضها وحين رفضت فاطمة تولدت الأزمة بينهما"
قالت ليلة باستنكار وهي تنظر إلى الصغيرة التي تلهو بانطلاق مع حفيديها:"كان يريد أن يجهضها! لا حول ولا قوه الا بالله"
فأكملت المرأة:"وفاطمة تمسكت بها ومن يومها وهو رافض لوجود البنت فلا تقلقي لن يطالب بها في أي وقت"
صمتت ليلة والأمر يُعاد تقييمه في رأسها فالمرأة التي تتمسك بجنينها وتقف أمام زوجها من أجل روح خلقها الله في رحمها وتتحمل مسئوليتها من الالف إلى الياء كما يقولون دائما حتما تستحق الاحترام والتقدير
بعد قليل
نزل حاتم وخلفه زهراء التي كان يبدو عليها الارتباك رغم محاولاتها لمداراته،عادا لمقعديهما فأردف يوسف الذي كان مشغولا بمطالعة هاتفه:"هل يعمل العمال جيدا؟"
فقال حاتم:"نعم"
قال بخبث:"والوان الحوائط جيدة؟"
قال حاتم ببرود وهو يلاحظ نظرة أخيه:"نعم"
بنفس النظرة الخبيثة تمتم"والأمور كلها على ما يرام؟"
فأردف حاتم بنفس البرود:"نعم"
أما زهراء فكان وجهها متوردا وتحيد بعينيها بعيدا عن حاتم تتابع بلا انصات حديث أمها مع صالح وليلة وحين تعب الصغار من اللعب أسرعت جنة جهة والدها الذي احتضنها ووضعها فوق ساقيه فوقفت فرح تنظر إليهما فأردف حاتم بسرعة وهو يفتح ذراعيه:"تعالي فرح"
فأسرعت نحوه بابتسامة واسعة فاحتضنها وأجلسها فوق ساقيه كما تجلس جنة وقبل رأسها وبداخله شعور ينمو ويسيطر بأن هذا الكائن الصغير أصبح مسئولا منه مسئولية كاملة.
*******
يتبع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-22, 08:16 PM   #1780

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

في منتصف الشهر الكريم
كان بيت محمود الرحماني على الإفطار عامرا بسفرة ممتلئة بأشهى الأصناف من صنع يدي نوارة وعامرا بالأهل والأحباب بعد أن نزل عبدالملك وأسرته ضيوفا عليه
وقبل الاذان بدقائق اجتمعوا جميعا محمود ونوارة ومعتصم وعنان وعبد الملك وزوجته ونزار والبنات،كان محمود ينظر حوله إلى البيت الذي اكتمل وفرشه بأفضل الاثاث والى الصحبة التي ظن أنه لن يراهم ثانية وأردف بشوق:"الجلسة ينقصها عبدالغني"
فقال عبد الملك وهو يٌشبع عينيه برؤية ابن عمه الغائب:"كما قلت لك ظروفه الصحية لم تسمح ثم أردف بنظرة متأثرة:كبرنا يا ابن العم وأصبح بكل منا علة"
قال محمود مبتسماً:"أمدنا الله بالصحة والعمر حتى نعوض ما فاتنا"
كان معتصم ونزار يتجاوران والثاني يقول:"أريدك أن تُعرفني على كل مكان بالقرية هنا"
ابتسم معتصم قائلاً:"اعتبره حدث"
أما نوارة فما إن خرجت من المطبخ بأخر ما تبقى من طعام حتى أردفت وهي تنظر إلى زوجة عبدالملك:"هيا حبيبتي الأذان سيؤذن حالا"
قاموا جميعا يلتفون حول الطاولة وحين جلس معتصم بجوار نزار ولمحت عنان سهاد ابنة عمه تهم بالجلوس بجواره حتى أسرعت وسحبت الكرسي المجاور وجلست عليه وهي تبتسم لها ببرود فهي لم تنسى حين كان لديهم بالامارات وكانت هذه البنت تتعامل معه بأريحية فابتسمت لها سهاد ابتسامة غير بريئة وجلست على المقعد المقابل،أما معتصم فلم يكن منتبها لأي شيء سوى الجمع الذي يجلس بينهم وهو يشعر بالسعادة الغائبة وكأنها تجسدت بجسد عصفور شديد الصغر يلامس حواسه بجناحيه يرفرف في صدره ويستقر بخافقه
*******
ثاني أيام عيد الفطر المبارك
مر أكثر من سبع سنوات على أخر زفاف مُجمع في بيت عمران وعلى مدار السبع سنوات مرت على العائلة مشاكل وعقبات كثيرة إلى أن رست سفينة كل منهم وها هي الافراح تعود بزفاف حاتم وزهراء وعمرو ومودة وعقد قران أحمد وهاجر وجميعهم بيوم واحد فكانت السعادة تطغى على كل أركان البيت
كانت الاضواء العالية تملأ المندرة من الداخل والخارج وتنتشر بساحة البيت أما بداخل بيت عمران حيث النساء فكانت الثلاث عرائس يجلسن وحولهن جميع الأهل والأحباب وصوت السماعات التي وزعها عمرو في أركان البيت تدوي بالأغاني التي يديرها الشباب بالخارج
كانت زهراء أكثرهم خجلا لأنها لم تعتاد بعد على الأجواء فكانت تجلس مكانها ترتدي فستانا ناصع البياض ضيق من الاعلى ينزل على اتساع بسيط أما مودة فكانت ترتدي فستانا منفوشا بحمالات رفيعة وتطلق شعرها المموج بانطلاق فوق ظهرها وفوقه طرحة من التل الأبيض أما هاجر فكانت تتألق بفستان بلون السكر ضيق من أعلاه لأسفله يجسم تفاصيلها الأنثوية الرقيقة ويعطيها طلة رقيقة كملامحها الحلوة

اعمل أيه في اللي انا حبيته
واللي القلب اختاره واللي معاه
من يوم ما لقيته جنة قلبي وناره
والله وادي حال الدنيا
والله بنحب في ثانية
واللي بنحبه يا قلبي روحنا ملك ايديه
دوت الأغنية من السماعات وبنظرة بين بنات عمران قامت كل من عنان ووصال ومريم ويسر وجذبن الثلاث عرائس وفي دائرة أخذن يرقصن ويتمايلن مرددات كلمات الأغنية بحماس وانطلاق والسعادة تتقافز من الأعين،كانت زهراء تتحرك بحرص شديد فجذبتها مريم من يدها قائلة بصوت عال:"هيا يابنت جميعنا نساء لم تخجلين هكذا"
ثم أخذت تتمايل أمامها وهي تردد كلمات الأغنية فتلين زهراء وتبدأ بالاندماج معهن مع الوقت
وبالخارج في المندرة كان تجمع الرجال وفي ركن تجمع الشباب كان عمرو وحاتم وأحمد ويوسف يشعلون الأجواء بالرقص الشبابي بانطلاق وحولهم جميع شباب العائلة يرقصون بحماس،كان معتصم يقف وبجواره تمام وبجواره كامل ومالك،الجميع يبدو عليه السعاده الا تمام الذي أصبح الفرح عليه عزيزا والابتسام شحيحا بعد الظروف التي مرت على عائلتهم في الفترة الأخيرة ومرض والده وقلقه الدائم على عمار،مال عليه معتصم قائلا:"ماذا بك ابسط وجهك قليلا"
فنظر إليه نظرة طويلة مُعبرة ولم يستطع الرد فربت معتصم على كتفه وهو يشعر بهم فوق كتفيه لهم أخيه
أما بالداخل فكانت البنات لاتزلن مُنطلقات مع بعضهن ونساء العائلة ونساء البلدة تجلسن معا تتحدثن في أحوالهن أما يمنة فمنذ حضورها ورؤيتها لنوارة فلم تُنزِل عينيها من عليها تصافحت كل منهما في البداية ولم يحدث احتكاك ثانية،حين خلى مكانا بجوار يمنة استقامت نوارة من مكانها وانتقلت تجاور يمنة قائلة بابتسامة حلوة:"منذ أن حضرت وانا اتمنى لقائك لذلك سعيدة جدا اليوم"
قالت يمنة وهي تنظر إلى ملامحها المستكينة:"تشرفت بكِ"
فتقول نوارة:"بلدتكم جميلة تشبه بلدتنا لا أشعر بالغربة بها ولكن فقط لأنني لا أعرف أحد أشعر أحيانا بالملل"
قالت يمنة وقد شعرت أنها امرأة لطيفة:"انا وزوجات اخوتي نتجمع هنا ببيت امي كنساء فقط يوم في الاسبوع بإمكانك أن تأتي وتشاركينا "
قالت نوارة بابتسامة محرجة:"يسعدني طبعا ولكن أشعر فقط بالاحراج"
قالت يمنة وقد شعرت تدريجياً بالألفة تجاهها:"لا يوجد احراج نحن أهل"
ابتسمت نوارة وهي تشعر بالفعل بالألفة بهذا البيت وإذا كانت ستبقى نصف الوقت بالبلدة كما اتفقت مع محمود فعليها فعلا بتكوين صحبة حتى لا تمل ولأنها بطبعها شخصية اجتماعية تميل للاندماج لا الانزواء
.......
في نهاية اليوم وبعد انصراف المدعوون من الرجال والنساء دلف كل أبناء عمران وأحفاده إلى البيت كعادتهم في جلسة قصيرة يجتمعون فيها عقب كل زفاف فوضعت مودة خمار حريري فوقها يداري شعرها وكتفيها العاريين
وجلس كل عريس بجوار عروسه يبارك لها،دقائق قليلة واستقام عمرو واقفا قائلا للجميع:"لقد تعبت جدا اليوم وأريد النوم استاذنكم جميعا سنصعد نحن"
شعرت مودة بالارتباك والخجل فمد يده لها قائلا:"هيا"
فاستقامت معه وشيعتهما النساء بالزغاريد وصعدت خلفهما حليمة ونعمة أما الشباب فجميعهم كانوا يتبادلون ضحكات ونظرات وقحة وهم يعرفون أنه من بداية اليوم وهو سيٌجن على هذه اللحظة فأردف يحيى بخفوت:"من هذا الذي سينام؟"
فيرد معتصم:"تعال على نفسك وصدقه"
فيضحك يحيى ويقول يوسف متهكما:"ما دخلكم بالرجل ! شاب ويريد الانفراد بعروسه ألم نكن جميعا شباب!"
فيستقيم حاتم قائلا لهم بخفوت:"كنت أود الانضمام لكم في جلسة النميمة هذه التي تعقب كل زفاف ولكني مضطر للرحيل"
قال معتصم:" هل تصمم على العودة إلى البيت ليلا هكذا؟"
فيقول حاتم بحسم:"نعم"
فينفجر جميع الشباب ضاحكون ويقول يوسف متهكما:"هو الآخر شاب ويريد الشعور بالخصوصية بعيدا عن بيت العائلة المزدحم هذا"
لم يرد عليهم حاتم وهو يأخذ عروسه ويودعان غالية على وعد بالعودة إليها بعد عدة أيام وينصرفان ومعهما أم زهراء وابنتها وصالح وليلة
*******
حين دلفت مودة إلى شقتها (ببيت العائلة) التي جهزها عمرو في وقت قياسي كانت تشعر بمشاعر كثيرة متناقضة تشعر بالقلق من حياة جديدة والخوف على دراستها أن يؤثر عليها الزواج خاصة وقد أصر عمرو على الزواج الان وليس بعد الامتحانات وفي نفس الوقت السعادة لأن الله جمع بينهما في حلاله
أما هو كان كمن يراقب عصفورا له فترة طويلة ولا يستطع لمسه والان أصبح بقبضة يديه،وقفا في منتصف الصالة الواسعة المفروشة فرشا عصريا يلائم ذوقيهما ،ابتسمت بتوتر وخجل فلامس وجنتها بسبابته يتحسس بشرتها الناعمة ليزداد خجلها،وحين ثبتت عينيها بعينيه قرأت بوضوح اشتياقا ولهف،كان جذابا في حلة شديدة الأناقة وعينيه تنطقان دون كلام وكان شوقها لا يقل عن شوقه،نزع الخمار كاملا عن رأسها وألقاه على الأريكة المجاورة ووقف قليلا يتأمل حسنها وبهائها تجول عينيه بافتتان على كل ما يكشفه الفستان ثم ضمها برفق وهو يشعر بها كبلورة شفافة رقيقة يخاف عليها من الكسر،استسلمت لشعور بالخدر بين يديه وتمتم بخفوتِ بجوار أذنها وهو يضمها أكثر فتخفت أنفاسها:"اشتقت بشدة إلى هذه اللحظة "
دون رد رفعت ذراعيها فتحيط كتفيه بكفيها ثم تجرأت قليلا فتلامس مؤخرة عنقه فترسل لمساتها الناعمة رسائل مباشرة إلى مستقبلاته الحسية التي كانت بحالة تحفز واستعداد فيضمها بقوة ويحكم ذراعيه حول خصرها ويرفعها قليلا فيدور بها عدة دورات ووزنها الخفيف يساعده فتشعر كأنها ارتفعت إلى السحاب وجاورت النجوم وحين أنزلها على قدميها ترنحت قليلا وهي تتشبث بكتفيه قائلة:"أشعر بالدوار الشديد"
كانت كوردة متفتحة أمام عينيه فأقبل عليها يقتنصها كصياد متمرس فيمسها تيارا كهربيا شديد القوة يعصف بكيانها كله ويصيب قلبها الغض ومشاعرها البكر أما عن الدوار فحصاره اللذيذ لها جعله يزداد لتسقط في هوة من المشاعر التي لم تعرفها ولن تعرفها إلا معه
******
كان البيت بالاسفل قد بدأ في الهدوء النسبي بعد انصراف معظمهم عدا معتصم ويوسف ويحيى وطارق وعنان ومريم ويسر ووصال الذين كانوا يسهرون معا ببهو البيت بعد أن دلفت غالية إلى حجرتها وكانت هاجر تجلس معهم بينما اختفى أحمد لا تعرف أين بعد أن صعد عمها هارون وزوجته وآسر إلى شقتهم فخمنت أنه معهم ولا تنكر شعورها بالاحباط فقد كانت تتمنى لو يسهر معهم ويكون بجوارها ككل بنات عمها،اهتز هاتفها بيدها مُستقبلا رسالة فتحتها وكانت منه وكتب بها:"أين أنتِ؟"
قالت وهي تشعر بالضيق:"مازلت بالاسفل مع البنات،أين ذهبت؟"
"صعدت لأنام"
بإحباط كتبت:"تصبح على خير"
"هاجر تقريبا نسيت نظارتي بحجرة المكتب لا اتذكر هلا ذهبتِ لتتأكدي فقط"
"حسنا"
استقامت بهدوء بعد أن وضعت الهاتف على المنضدة،وصلت إلى غرفة المكتب ففتحت الباب ودخلت فكانت الغرفة مظلمة إلا من ضوء خافت يأتي عبر زجاج النافذة وما إن وضعت أناملها على زر الكهرباء حتى وجدت من يغلق باب الغرفة ويجذبها فشهقت بصوت مكتوم فأردف أحمد الذي استدرجها بمهارة:"لا تخافي أنه انا"
فتح كشاف هاتفه ووضعه على منضدة قريبة فأردفت بأنفاس لاهثة:"أجفلتني أحمد لمَ لم تقل أنك هنا؟"
قال ببساطة ونظرة بها بريق:"ربما لم تكوني لتأتي إن عرفتي وربما ارتبكتِ أمام الجميع وأنا كنت أريد أن أختلي بكِ بعيدا عن الجميع بعد عقد القران"
ابتسمت بتوتر قائلة:"أنا بالفعل تعجبت أنك لم تجلس معي قليلا اكتفيت بالمباركة أمام الجميع واختفيت بعدها"
أردف وهو يضع يديه فوق كتفيها بحذر حتى لا تتوتر:"وهل يصح أن أمرر اليوم دون أن يكون لنا ذكرى حلوة به"
أسبلت أهدابها وقد أشعرتها نبرة صوته وهدوء الأجواء والظلام المحيط الا من ضوء الكشاف بالاضطراب وكان يعرف أنه معها يجب أن يتوخي الحذر فأردف وهو يرفع وجهها لتواجهه عينيها:"أنتِ رائعة الجمال اليوم"
قالت بعينين لامعتين وهي تدقق في عمق عينيه فتراه وسيما جذابا بحلته الرمادية الأنيقة وملامحه الرجولية الجذابة بعينيها:"حقا؟أ أعجبك فستاني؟"
سمح لأنامله أن تلامس خصرها برقة ممسدا على قماش الفستان الناعم قائلا:"فستانك رائع ،وأنامل يده الأخرى مررها فوق وجنتها مكملا:وزينة وجهك رقيقة ناعمة ،كل شيء بك جذاب وساحر"
خلب لبها بلمساته التي كانت بداية تُشعِرها بالتوتر ومع تكرارها شعرت بدفئا في أوردتها أما عن نظراته التي يشع منها توقا فقد اشبعا الجانب الأنثوي بداخلها فتشعر بالثقة بنفسها وبأنوثتها،كان يريد الاقتراب ولكن يخاف من توترها خاصة وهو يشعر بارتجافها فأردف بخفوتِ:"لمَ ترتجفين هكذا؟"
لم تستطع الرد وخلاياها كلها في حالة صراع وتحفز ما بين التوق والخوف ،ما بين الإقبال والادبار، ما بين الرغبة في تجربة مشاعر جديدة والخوف أن تكون هذه المشاعر مؤلمة غير مٌرضية خاصة وقد ارتبط في ذهنها شكل العلاقة بين الرجل والمرأة بالايذاء رغم أن الدكتورة روحية أكدت لها عكس ذلك.
فشعر أن بث الأمان وزرع الثقة بينهما في هذه المرحلة هو الأولى فنحى رغبته بها كرجل جانبا واحاطها بذراعيه برقة فضمها اليه قائلا بصوت رخيم:"لا أريدك أن تتوتري وأنتِ معي"
كانت تشعر بالارتباك والتوتر ولكنها كان لديها إصرار أن تتخطى مخاوفها فطمأنت نفسها وهي تستكين بين ذراعيه إلى أنه أصبح زوجها وحلالها فاستكانت في ثواني معدودة ورائحة عطره تبث فيها شعور بالاطمئنان وحين شعر باستجابتها له وهدوئها أخذ يمسد ببطء على ظهرها فكانت أنامله كآلة موسيقية تعزف على جسدها الحان عذبة
دقائق قليلة ظلا فيها مستكينان بجوار بعضهما بعدها أبعدها ببطء وهو ينظر في عينيها فيشعر أنه كسر أول الحواجز بينهما وكسب ثقتها فطبع قبلة سريعة عميقة بين عينيها قائلاً:"أنا فقط كنت أريد أن أقول لكِ مبارك بطريقتي،هيا حتى ترتاحي من تعب اليوم"
قالت بحرج :"وكيف سنخرج من هنا والجميع بالخارج؟"
ابتسم قائلا:"اخرجي أنتِ وأنا سأظل هنا قليلا وإن نمت هنا فليس بها مشكلة"
ابتسمت له برقة وغادرت وأنفاسها تعلو وتهبط تأثرا بقربه وقلبها يُحلق حولها منفعلا تأثرا ببعده
*******
حين وصل حاتم وأسرته إلى بيتهم كانت والدة زهراء تريد أن تعود إلى بيتها وتأخذ فرح معها ولكن حاتم لم يحب أن تبتعد فرح عن أمها في أول يوم لهما معا ويرتبط ذهنيا لديها بُعد أمها باقترابه هو وكان يريد أخذها ولكن صالح اقترح أن تبيت والدتها لديهم ومعها البنت ورغم اعتراض أم هاشم ولكن أمام الحاح صالح وليلة لم تستطع الرفض
فباتت أم هاشم في غرفة الضيوف ومعها فرح وصعد حاتم مع زوجته إلى شقتهما التي اكتمل فرشها كليا في الشهر الماضي وفي حجرتهما التي تغيرت معالمها تماما عن أخر مرة كانا بها معا وقف كلاهما زهراء تنظر حولها إلى غرفتها الأنيقة التي اختارتها بنفسها وألوان الحائط المريحة لعينيها في الوقت الذي انسابت فيه من الأركان موسيقى هادئة
تقدم منها حاتم وهو يتأمل فستانها الأبيض الرقيق وزينة وجهها ذات الألوان الجذابة فكانت تبدو في عينيه كفراشة رقيقة أما هو فكان ككتلة ضوء متوهجة أمام عينيها
مد يديه نحو حجابها محاولا نزعه فساعدته وحين تحرر شعرها مسد عليه بكلتا يديه قائلا بتنهيدة:"أهلا وسهلا أخيراً أنرتِ بيتك"
تمتمت بأنفاس مضطربة وعينيها تلمعان كنجمتين بالسماء:"أهلا بك، وأنت أنرت قلبي منذ زمن"
ضحك ضحكة واسعة قائلا:"يبدو أنكِ كان لديكِ حقا حين قررتي الا تصارحيني بأي مشاعر تجاهي الا بعد الزواج فكل تصريح كفيل بأن يجعلني أفقد عقلي ويفلت زمامي"
ابتسمت وهي تستمتع بقربه وتُملي عينيها بهيئته شديدة الجاذبية التي طالما اسرتها وهو كان يتخلل بأنامله خصلات شعرها البنية متمتما:"اليوم كسبت رهاني مع نفسي"
"أي رهان؟" سألته باهتمام
مط شفتيه قائلا:"منذ أن رأيتك أول مرة وأنا أراهن نفسي أنني سيكون لي معكِ قصة كبيرة وقد كان"
تعلقت عيناها بعينيه ولم يسعفها عقلها بالرد ونظراته تخترقها فتربكها ... كانت في عينيه كفراشة رقيقة بألوان لامعة فمال على شفتيها يسحب إلى رئتيه أنفاسها لتمده بأكسير الحياة
وكان بعينيها ككتلة ضوء متوهجة فانجذبت الفراشة إلى النور لتذوب وفي انصهارها معه كانت تخطو أولى خطواتها نحو الحياة
********
في اليوم التالي
كانت مودة قد استفاقت من نومها بعد ليلة طويلة بتفاصيل لن تنساها ما حيت وكانت تلمح ضوء النهار المتسلل من بين فتحات الستائر فنظرت إلى الراقد بجوارها بحنان وهو يبدو كطفل صغير مشاكس نام أخيرا بعدما ملأ البيت بضجيجه،مسدت بأناملها على وجنته تتحسس ذقنه ففتح عينيه مبتسما بهدوء وبملامح مستكينة على غير عادته،لأول مرة تراه حين يفتح عينيه وشعرت كأن الشمس أشرقت بتلك العينين العسليتين المتوهجتين فابتسمت بخجل فلامس أناملها مقربا كفها من شفتيه فيقبل أناملها برقة ثم تمتم بصوت متحشرج من أثر النوم:"صباحية مباركة حبيبتي"
قالت بخجل وهي تسبل أهدابها:"بارك الله فيك"
قال بخبث:"لقد أصبحتِ رسميا مدام عمرو زكريا عمران"
لم ترد وظلت مسبلة جفنيها بخجل وخجلها يروق له من جهة وتوهجها يروق له من جهة أخرى فأردف مشاكسا:"ولكن هل تعرفين أنني ليلة أمس تأكدت من شيء هام"
فتحت عينيها قائلة بخفوت:"ما هو؟"
قال بعينين لامعتين:"أنكِ فعلا قليلة الحياء"
تشرست نظرتها وهي تتمتم بدهشة:"أنا يا عمرو؟ أنا؟"
فيقهقه ضاحكا بملء فمه وقد نجح في اشعالها فاستقامت تهم بالابتعاد عنه ولكنه جذبها من معصمها لتعود بالجوار قائلا بوجه سمح:"أمزح معكِ"
رن جرس الباب فأردفت بعد تنهيدة قصيرة:"قم لترى من؟"
قال مستنكرا:"من هذا الذي يقوم؟"
فقالت باستنكار أشد:"تريدني أنا من أقوم؟"
نفى قائلا:"لا أنا ولا أنتِ من الذي يأتي لعروسين صبيحة زواجهما؟"
ابتسمت قائلة:"إما أمي أو أمك"
قال بجدية:"لم تأتيان من المريخ المسافة بيننا طابق واحد فلتأتيان بوقت أخر"
قالت بشك:"ألن تفتح؟"
قال بنظرة التهمتها:"وهل هناك من يكون معه هذا القمر ويتركه ليجالس بشر؟"
وضحت نيته بنظرة عينيه الوقحة ورن الجرس مرة أخرى ولا نية له بالفعل بالقيام فأردفت بحاجب مرفوع:"من منا الان قليل الحياء عمرو؟"
قال مؤكدا وهو يضمها إليه ضاحكا:"انا طبعا وهل في هذا جدال؟"
*******
بعد يومين
منذ أن عادا معا من الخارج صباحا وهي تجلس متوترة كمن تجلس على أشواك،تختلق أي شيء تفعله بالبيت لتفرغ فيه توترها وهو يجلس في غرفة المعيشة يتابعها بصمتِ وأكثر ما يخشاه هو كسر خاطرها وتعلقها بالأمل الكاذب
كانت عنان تقف في المطبخ تتابع قالب الكيك الذي تنتظر أمام الموقد لتخرجه بعد أن وقفت وصنعته رغم أن هناك بالفعل حلويات بالبيت ولكنها تريد الهاء نفسها وكانت القطة تحوم بالبيت وتمؤ ففتح لها معتصم باب السطح فخرجت مُسرعة وظل الباب مفتوحا وجلس هو يتابع أسراب الحمائم المُنطلقة بالخارج ثم أردف بهدوء:"عنان لكِ عدة ساعات لم تجلسي،تعالي لترتاحي حبيبتي"
أغلقت الموقد وخرجت من المطبخ وجلست بجواره ولم تنطق فقط وضعت رأسها فوق صدره وأحاطت بذراعها جذعه وظلت صامتة تتأمل الحمائم على مد بصرها،منذ أن ذهبت إلى ذاك الطبيب وأعطاها الأدوية وهي منتظمة عليها وكانت تعرف أنها بالطبع لن تحمل بسهولة وبالطبع ستحتاج إلى حقن مجهري ولكنها قامت بما عليها وانتظمت على العلاج وطوال شهر رمضان وهي لا تكف عن الدعاء وحين تأخرت عادتها الشهرية على غير المعتاد بدأ الشك يساورها ولكنها لم تحب أن تُعلق نفسها وحين طال الأمر وحدثت الطبيب وأخبرته طلب منها عمل تحليل حمل رقمي فذهبت في الصباح وقامت به وها هي تنتظر النتيجة
قالت بهدوء مصطنع تخفي خلفه توترا:"هل قال لك الاخصائي سيرسلون النتيجة فور ظهورها؟"
قال معتصم مربتا على ظهرها:"نعم حبيبتي"
شعر بصدرها يعلو وينخفض فضمها اليه أكثر مُقبلا رأسها فرفعت وجهها ببطء نحوه وفتحت شفتيها تهم بقول شيء ولكنها تراجعت فأردف هو:"ألم أخبرك من قبل كم أحبك ولا أرغب إلا بكِ؟"
قالت وهي تشعر بتقلص شديد في معدتها وكأن سكينا يمزق احشائها من الخوف والقلق:"وقلت لك أنني أريد ابن منك يحمل اسمك وملامحك"
قال مدعيا الجدية:"ووقتها يقل حبكِ لي؟"
حاولت الابتسام ففشلت وتمتمت بصوتِ هارب:"حبي لك هو الذي يجعلني أتمسك بحلمي"
قاطع حديثهما صوت اهتزاز هاتفه مُعلنا عن وصول رسالة فانتفضت هي وتمتمت بصوتِ مرتجف:"المعمل"
تناول الهاتف وكانت بالفعل الرسالة من المعمل فتحها وكان بها التقرير فقرأه بعينيه واتسعت حدقتيه لثانية وظل يُحدق لدقيقة كاملة في النتيجة قبل أن يُغلق الهاتف ويضعه بجواره ويلتفت إليها بنفس النظرة المحدقة الخالية من أي تعبير فأردفت بشفتين مرتجفتين وهي تضغط على شفتها السفلى بأسنانها:"كما توقعت النتيجة سلبية،ثم تمتمت وعينيها تمتلئان بالدموع:من أجل هذه اللحظة لم أكن أريد أن أضع أملا كبيرا من البداية،تحشرج صوتها مكملة ودموعها تهدد بالانفجار:أنا كنت أعرف أن النسبة ضعيفة ولكن كنت أدعو الله بيقين لذلك كان عندي أمل ليس أكثر"
نطق أخيرا بصوت خشن متأثر يداري تأثره بصعوبة:"ونعم بالله عنان دعوتِ الله بيقين وكانت أبواب السماء مفتوحة واستجاب لدعائك"
قرأت الكلمات على شفتيه ورأت في عينيه لمعة الدموع فعبرت كلماته عبر أذنيها ومنهما إلى قلبها وعقلها فأردفت بعدم فهم وقد استعصى عليها تفسير كلماته:"كيف؟"
قال وهو يحتضن يديها بيديه يركز بعمق عينيها يسجل اللحظة التي يعرف كم هي فارقة بحياتها:"النتيجة إيجابية ،أنتِ حامل"
هزت رأسها يمينا ويسارا قائلة بخفوتِ:"أنت تقول لي هذا حتى لا أحزن"
ابتسم قائلا وهو يسحب الهاتف المجاور ويفتحه:"اقرأي بنفسك"
جذبت الهاتف منه بتوتر واستقامت واقفة من فرط توترها والتهمت الأسطر القليلة بعينيها الجاحظتين ثم عادت وقرأت اسمها على التقرير عدة مرات وحين تأكدت أردفت والجنون يتراقص بعينيها :"أنا حامل فعلا،لا أصدق، سأنجب لك معتصم،سأكون أما وأنت أب"
كان جسدها يهتز انفعالا فضمها اليه قائلا بفرحة تغمر كل حواسه:"نعم يا عمري حقق الله لكِ ما تمنيتي "
فتعلقت برقبته قائلة بانفعال:"نعم ....نعم ....أكثر أمنية تمنيتها أن يكون لي ابن منك"
ضمها اليه بقوة قائلا:"الحمد لله... مبارك حبيبتي"
استجابت لعناقه لدقائق ثم ابتعدت عنه قائلة دون وعي :"أمي ستفرح بشدة .... وأبي أيضا ....الجميع سيفرحون"
لم تعطيه مهلة للرد وهي تندفع للاسفل وكأنها تطير لا تركض متمتمة:"أمي ... سأخبر امي"
هرولت للأسفل وكان يرتدي شورتا قصيرا فأسرع للداخل يحضر بنطالا حتى ينزل خلفها فقد كانت تبدو وكأنها ليست بوعيها
أما هي فكانت تقفز فوق درجات السلم دون شعور بقدميها فلم تنتبه أنها حافية القدمين وشعرها دون غطاء وحين وصلت إلى باب بيت ابيها طرقته طرقات متتالية عالية فأسرعت حليمة لفتحه وحين رأت عنان بهيئتها هذه تسارعت دقات قلبها خوفا فأردفت عنان بفرحة وهي تحيط كتفي أمها بكفيها:"انا حامل أمي"
اتسعت عيني حليمة متمتمة:"حقا عنان؟ حقا حامل!"
احتضنتها عنان بقوة قائلة:"رأيت التقرير بنفسي مكتوب عليه اسمي "
سالت دموع حليمة وأغرقت وجهها وهي تحتضن ابنتها التي انتفضت كالممسوسة بعد ثوان قائلة:"ماما غالية،ستفرح حين تعرف"
ولم تمهل أمها الوقت للرد وهرولت إلى الأسفل فوقفت أمها تتبع أثرها بدموع عينيها وشفتيها ترددان الحمد لله،تنحنح معتصم قائلا:"عمتي"
التفتت لتجده خلفها فأردفت بحشرجة:"حقا عنان حامل؟"
قال وهو يربت على كتفها:"الحمد لله"
فاحتضنته قائلة بتأثر:"مبارك بُني"
أما عنان فما إن دخلت غرفة جدتها حتى صاحت بصوتِ عالٍ:"مامااا أنا حامل"
رفعت غالية عينيها إليها وأردفت بدهشة:"ماذا تقولين؟"
اندفعت نحوها وكانت غالية تجلس على كرسيها فألقت عنان نفسها عليها واحتضنتها وكل ذرة بجسدها ترتجف قائلة:"حامل ماما سأنجب لمعتصم"
دلف معتصم خلفها فرفعت غالية عينيها اللامعتين إليه قائلة وهي لا تصدق نفسها:"اللهم لك الحمد ،استجاب الله لدعائي"
قال معتصم ببشاشة:"الحمد لله"
أما عنان فارتخى جسدها فوضعت رأسها على ساقي غالية فاقترب معتصم مقبلا رأس غالية بابتسامة حلوة ثم مد يده لعنان لتقف على قدميها فكان وجهها متضرجا بالدماء وعينيها متوهجتين وأخيرا سالت الدموع من عينيها غزيرة فاحتضنها يهدىء فورة المشاعر التي أصابتها وهي بعد أن هدأت قليلا شعرت بأن قدميها لا تحملانها فسندها لتجلس في فراش غالية وجلس بجوارها يحتويها في هذه اللحظات الفارقة وغالية تتمتم بدعواتها لهما بصوتِ عالٍ وهي ترفع يديها للسماء.



التعديل الأخير تم بواسطة Heba aly g ; 14-03-22 الساعة 08:32 PM
Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:44 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.