آخر 10 مشاركات
تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          39 - ابنة الريح -روايات أحلام قديمة (الكاتـب : فرح - )           »          [تحميل] الــخــوف مــن الــحــب للكاتبة : bent ommha (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          عذراء في ليلة زفافها (22) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          عذراء اليونانى(142) للكاتبة:Lynne Graham(الجزء2سلسلة عذراوات عيد الميلاد)كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree4112Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-09-21, 10:52 PM   #761

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي


يا لهوى 😂😂😂
زهراء هى فاطمة زوجة سعد
صدمة قوية على حاتم 😂😂


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-21, 01:54 PM   #762

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ،بشكركم جدا على انطباعاتكم على الفصل ❤️قرأت كل التعليقات وحقيقي غمرتني بالسعادة لردود أفعالكم المشجعة والإيجابية 💖بكون نفسي ارد على كل كومنت ولكن ضغط كتابة الفصل وتنزيله مع الالتزام بكتابة الفصل اللي بعده بيخلي الوقت ضيق جدااا فياريت تعذروني ،واتمنى انطباعاتكم الحلوة تدوم لآخر كلمة في الرواية ❤️❤️

Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-21, 01:54 PM   #763

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

باذن الله الفصل هينزل في تمام التاسعة مساءً


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-21, 03:27 PM   #764

ام جواد
 
الصورة الرمزية ام جواد

? العضوٌ??? » 443659
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 778
?  نُقآطِيْ » ام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond repute
افتراضي

منتضرينك حبيبتي
المهم انه فيه فصل حتى لو نص الليل


ام جواد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-21, 09:23 PM   #765

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,964
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

بالانتظار ياعسل 😍😍😍

Ektimal yasine متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-21, 09:25 PM   #766

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

تسجيييييييييييييل حضور للفصل وكلي حماس

ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-21, 09:38 PM   #767

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الورد 🌺🌺
هنزل الفصل حالا باذن الله


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-21, 09:40 PM   #768

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السابع عشر


جميع البشر خٌلقوا من طين؛ وحين تكون الطباع من نار فامتزاج الطين بالنار يجعل عقل وجسد صاحبه كشعلة هائجة متقدة....

هكذا هم أبناء صالح الثلاثة؛ وهو حين سمع الكلمات الغير مفهومة التي هَزَت بها المرأة أصاب عقله الخلل وبدى ذلك على محياه ؛تقدم خطوتين من زهراء التي تقف مشدوهة؛ ملامحها أقل ما توصف به ملامح امرأة مذعورة رأت المشهد الأفظع على الاطلاق ....

ولسوء حظه كان هذا المشهد مرآه هو....

أردف حاتم بصوت شديد الخفوت والحدة وقد اتقدت عيناه وضربت الدماء في رأسه بجنونِ :"هل ما تقوله هذه المرأة صحيحا؟.."

أغمضت عينيها لثانية واحدة وقد تجمدت الدماء في جسدها كله ولسانها لم يطاوعها على النطق فكانت الصفعة التحذيرية من عقلها إن لم تنطق ربما تثير فضيحة في الحي خاصة وأن أم مبروك تجلس على مقربة منهما ولا تدع شاردة ولا واردة في الحي إلا وتنشرها ...

فتحت عينيها بسرعة وتمتمت متوسلة بصوتِ بالكاد سمعه وهو يقف قبالتها أمام النافذة من الخارج "أرجوك حاتم ارحل الآن لا أريد فضيحة في المكان "

نظر إلى الصغيرة التي تتعلق بعنقها وأردف بذهول :"هذه البنت ابنتك؟..."

جذبتها فاطمة واحتضنتها قائلة بصوت متحشرج والدموع المتحجرة في عينيها تهدد بالانفجار:"نعم ابنتي...."

اتسعت عينيه ذهولا وأردف بصوتِ خشن خرج من حلقه الجاف بصعوبة وهو يشير بسبابته جهة المرأة :"وما قالته المرأة عن كونك متزوجة صحيح؟..."

هنا كانت الكلمات عسيرة....

و إن ردت بالسلب أو بالايجاب فالرد سيكون مُجحِفا

فسعد ليس زوجها ... وليس طليقها

سعد والد الصغيرة .... وما هو ب-والدها

سعد صاحب البيت ..... وهي الغريبة فيه

بماذا ترد؟

توقفت الكلمات في حلقها وانهمرت دموعها ونظرة متوسلة منها أن يرحل

قابلها بنظرة ازدراء واحتقار منه فأكثر ما يكرهه الكذب والتدليس

الصمت أبلغ رد حين تعجز الكلمات فكان صمتها ودموع التماسيح خاصتها ردا كافيا عليه....

اندفع مغادرا بسرعة الرياح فدلفت هي بسرعة للداخل حتى لا تراها أم مبروك بشكلها المٌذري هذا وحين خرجت أمها من الحمام ورأتها هكذا ضربت المرأة بيدها على صدرها قائلة بهلع

"مالذي حدث ياابنتي لمٓ تبكي هكذا ؟"

هنا سمحت لنفسها بالانهيار وهي تسقط أرضا رغما عنها حين خذلتها قدماها؛

فجلست المرأة بجوار ابنتها تستجديها قولا فأردفت الأخيرة بولولة :"أنا امرأة سيئة الحظ أمي ، أنا وقعت مع الشخص الخاطيء في التوقيت الخاطيء ولم أجروء على تغيير واقعي، ظننت أن زمن المعجزات انتهى وظننت أن مع سعد كانت البداية والنهاية ،فإذا بالشخص الصحيح يأتيني في أسوء الأماكن وأسوء الأزمنة...."

***********

حين وصلا إلى المدينة الساحلية الهادئة كان الليل قد انتصف ،دلفا إلى جناح العروسين المزين بالورود والشموع الصناعية التي تُضفي جوا رومانسيا على الجناح فكان بالفعل يليق بعروسين وليتهما كذلك

بعد أن اغتسل كل منهما جلست عنان على طرف الفراش المفروش بمفارش بيضاء ناعمة مٌزينة تجفف شعرها وقد ارتدت منامة قطنية محتشمة وإن كان احتشامها لم يُخفي فتنتها عن عينيه.....

جلس أمامها مباشرة على مقعد هزاز مريح وكان أمام الشرفة مباشرة ففتحها فانسابت نسائم هواء البحر المنعشة إلى الحجرة.....

استرخى في جلسته وقد شعر بها تُغالب النوم وتشعر بالحرج فتركها حتى تستطيع النوم وأخرج علبة سجائره والتقط واحدة واشعلها وهو يمد يده بها لخارج الشرفة حتى لا يؤذيها دخانها.....

أردفت وهي تستند بظهرها ورأسها للخلف وقد صففت شعرها ورفعته للأعلى في عقدة مرتخية :"أنت تشرب سجائر بكثرة...."

قال لها باهتمام :"هل تؤذيكِ رائحتها؟..."

قالت وكل ذرة في جسدها قد استرخت:"لا،انا اتحدث عنك أنت وعلى ضررها عليك"

أخذ نفسا من سيجارته ونفثه ببطء في اتجاه الشرفة المفتوحة وأردف بهدوء

":"أعلم ضررها ولكنها أصبحت عادة

قالت له بامتعاض:"عادة سيئة...."

ردد خلفها ضاحكا:"عادة سيئة؛ ثم نظر إليها وهبطت عينيه إلى ثغرها عن غير قصد قائلا: عسى أن تساعديني على تركها "

تثائبت قائلة ولم تلحظ نظرته "أتمنى ذلك"

لم تستطع مقاومة النوم أكثر من ذلك فأسدلت جفنيها تلقائيا وغفت في لحظتها

كما لم يستطع هو الآخر النوم بجوارها هذه الليلة ،كان هدوء المكان ونسيم البحر والأجواء الرومانسيه المحيطة يسولون له فعل أشياء كثيرة وما يقف أمامه فقط

وعده لها؛ وخوفه عليها ؛ وثقة يريد أن يزرعها بينهما ......

لذلك آثر السلامة وحين انتهى من تنفيث بعض من انفعالاته في سيجارته استقام وخطى نحوها بخطواتِ بطيئة ونحى الوسادة التي كانت تستند عليها جانبا وأراح رأسها فوق الوسادة البيضاء الناعمة تحتها ومال على جبهتها وطبع قبلة طويلة بين عينيها ثم أحكم الغطاء عليها وعاد إلى المقعد الهزاز إلى أن غفى قبل الفجر بدقائق قليلة .....

***********

قبل الظهيرة

فتحت عينيها بتكاسل قطة ناعمة لتجده لا يزال نائما على المقعد الهزاز كما تركته ليلا

فاستقامت من فراشها ومرت بجواره وتوقفت أمامه تتأمل ملامحه المسترخية ،يبدو أنه نام طوال الليل هنا وهذا أشعرها بالارتياح وزال عنها حرج أمس حين استيقظت ووجدته نائما بجوارها....

ولكن ذرة ندم واحدة راودتها وهي تنظر إلي سكون ملامحه، ندمت فقط على أنه تورط معها في هذه الزيجة وهي ليست مستعدة لها على الإطلاق وهو كما قال لها من قبل كان يريد أن يٌكمل نصف دينه.....

لو كان تزوج من أخرى لكانت حياته الان طبيعية .......

انتفضت في مكانها حين فتح عينيه فجأة فوضعت يدها على صدرها وأردفت بغيظ

"هل كما تأتي فجأة دون إنذار تصحو من نومك هكذا دون إنذار ؟ "

ابتسم ابتسامة صافية ثم أردف بصوتِ خشن

:"نعم أنا كذلك ثم أردف بتساؤل خبيث: ماذا كنتِ تفعلين ؟"

قالت باندفاع :"ماذا سأفعل ؟ كنت أريد أن أدخل الشرفة لأرى البحر الذي أشم رائحته من الأمس ولم أراه....."

مط شفتيه وهو يناظرها مشككا في كلامها بعينيه فقط ثم قال بهدوء

"تفضلي ادخلي"

قالت وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها:"كيف وأنت تحتل طريق الدخول ؟"

استقام من مكانه ببطء مُتعمد ثم أفسح لها الطريق باسطا ذراعه أمامها فدلفت إلى الشرفة وهو خلفها

وما إن وقعت عينيها على زرقة الماء الصافي حتى اتسعت ابتسامتها الحلوة التي شملت وجهها كله وعينيها

أما هو فلم يكن ينظر الا لوجهها.......

فكلٌ ينظر إلى ما تشتاق إليه عينيه ......

كانت لها سنوات لم ترى البحر وتشتاق اليه بشدة فأردفت بحماس

"أريد أن أقضي كل الوقت أمام البحر "

قال ضاحكا وهو يقف بمحاذاتها مباشرة
"أ ليس هذا البحر الذي لم تكوني تريدينه؟ الآن لا تريدين قضاء الوقت بعيدا عنه؟.."
قالت وهي تجول بعينيها في الفندق الساحر حولها المطل على البحر مباشرة

:"ما دمنا قد جئنا فلنفعلها...."

"بالطبع سنفعل ذلك وهل يوجد مانفعله غيره؟....." قالها بخبث

لم تعرف هل يقولها بعفوية أم أن هناك تورية فنظرت إليه تستشف انفعالاته فتطلع في صفحة وجهها الهادىء كماء البحر الصافي المواجه لهما

يتشابهان في كل شيء

حتى الشمس المٌشرقة التي تٌلقي بأشعتها الذهبية الساحرة على صفحة ماء البحر تماما كانعكاس لون الزيتون المشع من عينيها حين شروقهما على صفحة وجهها الصافي

لم تنطق ولم يرد واكتفى بالنظرات فقط....

ولأن معظمنا حمقى في الحب فلم تفسر النظرات الغير مصحوبة بأي كلمات

ربما لأن النظرات تحمل من الغموض الكثير

وربما لانها تحمل في قلبها من الخذلان الكثير

والمحصلة واحدة.....

***********

حين استيقظ باكرا أخذ حماما دافئا وأعد حقيبة سفر صغيرة ونزل إلى بيت والديه يصافحهما قبل سفره

سأل عن الصغار فكانا في حجرة أبيه الذي كان يستعد للنزول إلى الشركة فَقَبل صغاره قبل السفر وحين مر بباب غرفة مريم الذي تغلقه تماما كما أغلقت قلبها في وجهه توقف قليلا ....

ما بين رغبة لن ترى النور في أن يفتح هذا الباب ويُرغمها على العودة إليه ....

وما بين كرامته التي لا تسمح له بالالحاح عليها وهي بهذا العزم هذه المرة حتى أنها رفضته صراحة أمام والديه وأخيه ؛ فابتعد عن بابها راحلا وهو لايعرف انها كانت تستعد للرحيل خلفه إلى نفس الوجهة .

نظر في ساعته فوجد أن باقي له أقل من نصف ساعة ويصل إلى القاهرة فاستند برأسه على ظهر مقعده بينما يركز السائق في الطريق أمامه

(عم رجب)

الرجل الخمسيني الطيب الذي عينه صالح منذ سنوات طويلة سائقا يقضي مصالح العمل من جهة وحين تحتاجه الأسرة فهو موجود

أصوله من قرية مجاورة لقريتهم ولكنه يعمل في مركز المحافظة منذ زمن ؛

من صفاته الأمانة فإذا أمنته على سر لا يفشيه ،لذلك اختاره صالح ليعرف منه أخبار يوسف وتنقلاته وبما أن رجب أب ويعرف أن صالح لن يفعلها إلا لمصلحة ابنه فكان يخبره بما يعرفه عنه

.................

في سيارة هارون كان يقود هو وبجواره أحمد وفي المقعد الخلفي ايمان وآسر ومريم

كان هارون مندمج مع زوجته عن الحفلة المدعون عليها اليوم أما مريم فكانت في واديها الخاص ،تٌغمِض عينيها وكل ماضيها يتجسد أمام عينيها على هيئة صور ومن بين الصور كانت تغفو قليلا وتصحو قليلا إلى أن وصلوا جميعا القاهرة

وحين دلفت من باب الشقة أردفت لايمان بصوت مرهق

"اين الفراش ؟"

قهقهت ايمان ضاحكة وأردفت وهي تشير نحو حجرة الضيوف

"تفضلي حبيبتي الحجرة جاهزة ولكن ألن تتناولي الطعام أولا؟"

قالت مريم :"لا أريد ؛ أريد فقط النوم والاستلقاء على ظهري"

حين دلفت الحجرة بدلت ملابسها لملابس نوم قطنية مريحة واندست في الفراش واتصلت بعمتها ليلة واطمئنت على الصغار وبعدها غفت طويلا

...............

حين أوصل السائق يوسف إلى الفندق اتصل بصالح وأخبره وكان صالح يعرف أن نصف اليوم سيقضيه يوسف في النوم ومساءا سيقابل أصحاب المتاجر الكبرى ليعرض عليهم عروض مصنعهم وبالطبع لن يتفرغ لشيء بعدها واجازته عدة أيام إذن فمن الغد يُلقي صالح مافي جعبته

اليوم ل العمل.....

وغدا ل اللعب .....

واللعب مع طفل كبير يهوى المغامرة مٌباح في قاموس صالح.....

الغاية تبرر الوسيلة مادامت الغاية نبيلة ....

وهنا الوسيلة ليست سوى حيلة وهو ليس لديه ما يخسره ....

***********

بعد أن تناول مٌعتصم وعنان الافطار في مطعم الفندق المٌطل على البحر قضيا اليوم بأكمله على البحر مباشرة.....

كانت سعادتها البادية على وجهها كافية ليمتلىء قلبه بسعادة مماثلة،رغم أنها طوال الوقت كانت منشغلة بتصوير الطبيعة بهاتفها أما هو فاعتبرها رحلة استجمام واستراحة من كل شيء ....

أغلق هاتفه تماما ولم يفعل سوى الاسترخاء أمام شاطىء البحر؛ أمامه الماء والهواء والوجه الحسن

حين كانت تحدثه يرد عليها وحين كانت تصمت كان يصمت وصوت بداخله يتردد تلقائيا

(يكفي أنها هنا ...)

وحين حل المساء وحان وقت العشاء قال لها وهو يقف أمام المرآة يصفف شعره بعناية ويضع عطره الذي لا يغيره

"هناك حفل صغير بعد العشاء أعدته إدارة الفندق لنا ولعروسين آخرين "

قالت والنعاس لا زال في عينيها وهي في الفراش

"تعبت جدا اليوم لأن لي فترة لا أقوم بأي مجهود لا استطيع القيام من الفراش"

ناظرها في المرآة بنظرة واحدة ،ثاقبة،مدققة وأردف بصوتِ بُح من كبت انفعالاته

"خذي حماما دافئا ستجدين نفسك أفضل"

كان يحيط معصمه بساعة جلدية أنيقة حين مرت بجواره لتدخل الحمام فدندن بصوت خافت دون أن ينظر إليها

"ليه بتمشي معايا سلبا وتحلبيني حلبا امتى ادوقك يا ملبن ع الفستق اتبرم "

ضيقت عينيها وناظرته من على قرب فرفع عينيه نحوها بابتسامة صغيرة فأردفت بمرح تداري به خجلها :"ما رأيك لو تنزل أنت ؛ وأنا سآتي خلفك "

ضيق عينيه قائلا وهو يواجهها من على قرب

"لماذا؟"

نظرت حولها بحثا عن شيء مجهول ثم أردفت

"سآخذ حماما وارتدي ملابسي "

نظر إليها لثواني نظرته الغامضة التي تحيرها ،هو يقدر جيداً وضعها ومشاعرها وحرجها ولكنه يريد أن تكون الحياة بينهما أبسط من ذلك والأهم يريد أن يهدم كل يوم حاجز مما بينهما لا يقيم حاجزا

حين طال صمته أردفت بتساؤل :"ماذا؟"

قال لها وهو يشيح بوجهه بعيدا عنها

"سأنتظرك في الشرفة ما إن تنتهي أخبريني "

ثم تركها ودلف إلى الشرفة يشرب سيجارة تلو الأخرى .....

حين أنهت حمامها وارتدت كامل ملابسها دلفت إلى الشرفة فكان يعطيها ظهره فأردفت بصوت عذب

"انا جاهزة "

التفت اليها وتسمر مكانه لدقيقة يطالعها من قمة رأسها حتى أخمص قدميها؛

كانت ترتدي فستان طويل حتى كاحلها بلون موف داكن مطرز كميه بخط طولي على كل كم من أعلاه لأسفله بلون فضي لامع وكذلك مرفقيه ووشاح على رأسها بنفس لون التطريز وفي قدميها حذاء فضي وكذلك حقيبة يد صغيرة بنفس اللون

كانت فاتنة فوق فتنتها وكان كعاشق يقف على أبواب قلبها يتمنى الدخول،

لاحظت نظرته المٌقيمة فأردفت بحرج

"ألن ننزل ؟"

غمغم بصوت غير مسموع

"سننزل بالطبع وبماذا سيفيد البقاء؟"

ضيقت ما بين حاجبيها قائلة

"ماذا تقول؟"

أردف وهو يطفيء السيجارة في المطفأة الموضوعة على سور الشرفة

"أقول هيا بنا "

ثم أخرج علبة بها علكة بالنعناع وأخذ واحدة وضعها في فمه

فأردفت هي:"هل تحب العلكة؟..."

قال لها ببساطة:"فقط لتغطي على رائحة السجائر..."

مدت يدها قائلة ببساطة :"اعطني واحدة..."

أخرج واحدة من العلبة ولم يعطيها إياها بل قربها من شفتيها قائلا بهدوء:"تفضلي..."

ارتبكت من فعلته ولم تعرف ماذا تفعل فنظرت إليه وهي تشعر بخطورة تحيطها؛ها هو انطباعها عنه صحيحا؛هو ليس سهلا على الاطلاق.....

وعدها وعدا ولكنها تشعر به لن يلتزم رغم محاولاته....

حين طال شرودها وضع العلكة بين شفتيها دون أن يمسهما بأنامله فأخذتها باضطراب ثم ولته ظهرها وخرجت من الشرفة ليخرج خلفها ويغادران الجناح دون كلام

....................

جلسا متجاورين يتناولان العشاء في المطعم المطل على شاطيء البحر في صمت مطبق فكلاهما رغم بساطة موقف الشرفة ولكن الموقف نفسه اثار بهما بعض الانفعالات

مابين خيفة وتوتر من جهتها وحنين من جهته

وحين انتهيا غادرا إلى مكان الحفل في قاعة مفتوحة ترتفع عن شاطيء البحر كثيرا فتجعل الشاطيء خلفية رائعة والاروع الهواء المنعش ....

ما إن جلسا على مقعدين متقابلين والهواء البارد لفح وجهيهما حتى وصلتهما عبر مكبر الصوت تحية إدارة الفندق لهما بمناسبة الزفاف

وكذلك العروسان اللذان كانا يجلسان على مقربة منهما .....

فرفع معتصم يده بتحية لمدير الفندق وبعد دقائق نزل على المنضدة باقة ورود أنيقة وقالب حلوى بلون أحمر .....

أجواء الحفل ابهجت قلبها وكانت هناك فقرات غنائية وراقصة استمتعت بها وهو بجوارها يبادلها النظرات وعلى وجهه ابتسامة رائقة...

كانت هناك فقرة للرقص على أنغام شرقية أصيلة فطلب القائم على الحفل معتصم والعريس الآخر وكل الشباب للرقص؛ تفاجأت عنان به يرقص رقصا شبابيا لا ينافسه فيه أحد ممن يشاركونه

فابتسمت ابتسامة صافية من القلب ،لا تصدق أنه ذاك الضابط الجاد الذي كان يبدو عليه الجدية

هي من البداية قالت إنها لا تعرفه ؛ وتتأكد الان من ذلك في كل موقف

حين انتهى وعاد إليها ضاحكا أردف

"ماذا تعني نظرات الدهشة التي كانت على وجهك هذه؟"

قالت ضاحكة ضحكتها الحلوة التي تذيبه:" تفاجأت فقط بك "

"والمفاجأة حلوة أم سيئة؟"

قالها وهو يرفع حاجبا واحدا باستفهام

فأردفت بهدوء وبسمة صغيرة:" حلوة "

غمز لها بعين واحدة قائلا بنظرة متسلية وهو يشعر بحلاوة الكلمة من بين شفتيها كعسل صافي يذوب في فمه

"ستتفاجئي بأشياء حلوة كثيرة الفترة القادمة "

لم ترد ولم يسترسل واستمرت في متابعة الحفل إلى أن تمت دعوتهما عبر مٌكبر الصوت بصحبة العروسين الآخرين لرقصة هادئة في نهاية الحفل

قالت عنان وهي تحيد بعينيها عن عينيه:" لا يوجد داعٍ "

قال لها وهو يستقيم ويمد يده لها:" ليس لائقا ، هيا "

قامت معه على مضض وقلبها يرتجف وسبقتهما موسيقى هادئة لم تعرف أنه هو من اختارها بنفسه وأوصى بها الشاب المنسق للحفل ....

حين وصلا إلى ساحة الرقص التي لم يكن بها سواهما والعروسين الآخرين أحاط خصرها بذراعه ويدها في الأساس كانت لا تزال بين يده فأحكم قبضته عليها وانساب صوتا دافئا في القاعة تسمعه لأول مرة يختلط مع صوت أمواج البحر بتناغم عجيب....

ما بدي اقول لك شو بيني، شو اللي جرى لي بها الدني

بدي معك إبدا العمر، أول سطر بالولدنة

ولا بدي إحكي شو حصل، شو اللي كسر فيّ الأمل

واللي قلب ضحكي زعل، غربني ياما وردني

ضمها اليه تماما كما فعل يوم زفافهما فانتفض جسدها كانتفاضة عصفور صغير رغم الدفء الذي كان يحاوطها به ....

أما هو فكان في هدنة قصيرة مدتها دقائق ولكنها بالنسبة له كاستراحة محارب؛

هدنة من الاتفاقية المٌجحفة....

هدنة من مشاعره الثائرة .....

هدنة من العالم اجمع وهي بين يديه ......

كم مرة جاء إلى أماكن مثل هذه وكم مرة تمنى أن تكون بصحبته وها هي بين يديه؛

كان يدور معها ويضمها اليه بامتلاك ويشعر برجفتها فيمسد على ظهرها بحنان دافق ،رائحتها التي يشمها حين يقترب منها بشدة مُسكِرة تدعوه أن يقترب حد الثمالة وهي لم تعطيه بعد الأمان.....

تذكر وهو يضمها يؤكد لنفسه أنها هنا أمانيه المكسورة وأمله الذي ولد بعد يأس سنوات وكيف حقق الله الحٌلم بكلمة كٌن فكانت زوجته في غمضة عين....

تذكر وقلبه يعتصره الألم أنها كانت لغيره ، يلوم غباءها مرة لأنها لم تنتبه له ولم تكن له من البداية

ويلوم غباءه مرات لأنه لم يٌحارب مخاوفه وصراعاته وعقده القديمة ربما؛ ربما كانت له من البداية.....

يجذبه الماضي بحبل متين إلى جرح عميق

فيقاوم حاضره بقوة جذب أكبر إلى حقيقة أنها بين أحضانه الان

وأن كل شيء عند الله بقدرِ .....

إنت ومعي بحبك أنا قد المدى...

إنت ومعي ما بدي من بعدك حدا

إنت ومعي قلبي اللي ع الحب اهتدى

عايش معاك أحلى دني.....

إنت ومعي بشعر أنا بشمس الدفى

إنت ومعي خوف اللي ماليني اختفى

إنت ومعي إيدك عطف قلبك وفاء

جنة بورود مزينة ......

كانت الكلمات تنساب إلى أذنيها برقة والالحان دافئة والاجواء حولهما هادئة خاصة وقد أحاط بهما وبالعروسين الآخرين ثنائيات أخرين ....

ولكن عدم ارتياحها كان من قربه الزائد هذا الذي يهدد حصون متينة تحاول أن تبنيها على جدار قلبها لتغلفه ضد أي صدمات؛ وبقربه هذا الذي رغما عنها يٌشعرها بمشاعر غريبة يهدد حصونها ،كانت متوترة تريد أن تبتعد ولا يسمح لها إلى أن انتهت الأغنية وابتعد عنها كما اقترب منها فزفرت بخفوت كمن تحررت من أسر ،وفي الحقيقة كانت تخاف أن تؤسر ،كانت ترى أن هذه الزيجة تمت بالعقل في المقام الأول ومن الجيد أن يسير الأمر هكذا

لا داعٍ لمشاعر وارتباط وهي لا تعرف ماذا يخفي لها الغد معه....

حين عادا إلى المنضدة ثانية لم يبدو عليه أي انفعال وكأنه من قربها أخذ جرعة تكفيه لأيام

أما هي فكانت تشيح بوجهها بعيدا عنه ووجهها كله تخضب بلونِ أحمر قاني ودقات قلبها تضرب في صدرها بصوتِ تشعر أنه مسموعا

لم يمر وقت طويل حتى صعدا إلى الحجرة فدلف مباشرة إلى الحمام وأخذ حماما باردا وحين انتهى دخلت هي وارتجف جسدها بردا حين لسعتها برودة الحمام ففتحت الماء الساخن وأخذت حمامها إلى أن شعرت بالدفء يغمر جسدها .....

وحين خرجت وجدته يرقد على المقعد الهزاز تماما كالأمس وجفونه مرتخية ؛ لم يكن نائما ولكنه كان على وشك....

تدثرت بالغطاء وهي تشعر بالبرودة وتسائلت كيف يتحمم بماء بارد هكذا وينام دون غطاء ولا يبرد وهي تتحمم بماء ساخن وتتدثر جيدا وتشعر بالبرودة.....

ولا تعرف أن البرودة بداخلها تعشش ككرات ثلج بين نياط القلب ......

أما هو فكان كجمرة نار تمشي على الأرض ولن يطفىء لهيبه الاها .......

نام كل منهما في موضعه بصمتِ

لا الثلج أذابه النار ولا النار أطفأها الثلج وكٌل في فلك يسبحون ....

**********

soha, سبنا 33, samahss and 8 others like this.

Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-21, 09:44 PM   #769

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

حين دلفت مريم إلى الغرفة في بيت عمها هارون راحت في سُبات عميق ولم يزعجها أحد إلى أن أخذت كفايتها من النوم ....
وبعد أن تناولت الغداء مع عمها وأسرته دعاها للخروج معه هو وإيمان لحفل في بيت صديقه المقرب ......
أردفت مُعتذرة بلباقة وهم لا يزالون يجلسون حول طاولة الطعام
:"لا تحملا همي انا سأظل إلى أن تعودا، لا أعرف أحد هناك إلى جانب أنني أريد البقاء مع الصغار في مكالمة فيديو طويلة فقد اشتقت لهما "
كان هارون يعرف أنها إن بقت ستبقى في تفكير وحيرة وافتقاد فأردف بعينين يقطر منهما الحنان فبدى في هذه اللحظة شديد الشبه بغالية
:"اولا الصغار لا يفكرون بكِ وهما مع صالح وليلة ... ثانيا أنتِ نمتِ طوال اليوم ستشعرين بالملل لو بقيتِ بمفردك ... ثالثا سيحضر الحفل قريب صديقي الذي ستأخذين الدورة في مركزه سأستغل الفرصة وأعرفه بكِ لاني في الغد لدي عمل هام في الجامعة ولن أستطيع أن أذهب معكِ "
يبدو أنها لن تستطيع أن تفر منه بعد هذا الإصرار ؛أردفت بإحراج
:"انا ايضا لست معتادة على أجواء الاحتفالات هذه و...."
قاطعتها ايمان قائلة ببساطة
:"ليست حفل بالمعنى الذي تفهمينه ،صديق هارون ابنه وابنته التحقا بالجامعة ؛الولد بكلية الطب والبنت بالهندسة لذلك دعى أصدقاءه المقربين فقط على هذا الحفل في بيته "
أومأت برأسها ولم يكن أمامها سوى الذهاب ،تجهزت في وقت قصير وقد ارتدت تنورة بسيطة بلون اسود وبلوزة حريرية بلون احمر قاني ووشاح بتدرجات الاحمر القاني والاسود والأبيض فكانت رقيقة وبسيطة بوجهها الخالي من أي مساحيق تجميل
وهاهي تجلس على المقعد الخلفي في سيارة عمها بينما تجلس ايمان بجواره يتحدثان حديثا لا تنتبه له وعقلها يُلقي عليها أسئلة عديدة
(أين أنا ؟ لمٓ أنا هنا الآن ؟ تُرى أين سترسو سفينتي في النهاية؟..."
كانوا قد وصلوا إلى وجهتهم في المدينة الجديدة الراقية التي يسكُنها هارون وبها أيضا بيت صديقه وما إن هبطوا من السيارة وتقدموا من البناية حتى كان باب حديقة البيت القابع بالطابق الأرضي مفتوحا وحين رن هارون الجرس خرج له صاحبه في ثوان قليلة
كان رجلا بهي الطلة وسيم الشكل هيئته أنيقة .....
ابتسامته الجذابة ملأت وجهه ما إن رأى عمها فأردف مُرحبا وهو يفتح ذراعيه له
:" هارون...."
فأردف عمها بابتسامة مماثلة وهو يتقدم منه مصافحا بحرارة
:"تيمور...."
بعد أن تصافح الصديقان بحرارة مد تيمور يده لايمان قائلا بحفاوة
:"دكتورة ايمان انرتي المكان "
صافحته ايمان بابتسامة رقيقة قائلة
:"أشكرك ،مبارك للاولاد دكتور تيمور....."
رد المجاملة بمثلها وحين نظر إلى مريم أردف هارون بمودة
:"هذه مريم ابنة اخي التي حدثتك عنها "
ابتسم لها تيمور ابتسامة مجاملة ومد يده لها مصافحا واردف
:"اهلا بكِ أستاذة مريم "
توترت وترددت قليلا أمام يده الممدودة لأنها لم تعتاد أن تصافح أحد ولكنها تجاوزت حرجها سريعا وهي تصافحه بابتسامة صغيرة
......
بداخل الحديقة الواسعة كانت هناك ثلاث مناضد متوازية بشكل طولي مفروشة بمفارش بيضاء وعلى كل منها باقة ورد أنيقة ......
على المنضدة الاولى يجلس رجل مسن وامرأة مسنة ورجلين وامرأتين وابناءهم ؛صافحهم هارون جميعا وكذلك ايمان وعرفت مريم أنهم أسرة الدكتور تيمور ؛ والده ووالدته وإخوته
القت ايمان سلاما عاما على الجميع بينما صافحت المرأة المٌسنة يدا بيد فردت عليها المرأة بعبارات ترحيب ودودة وبعدها الرجل الذي كان يجلس في حجره طفل يبدو من عمر زياد وجنة ومن ملامحه توقعت أنه غالبا ابن الدكتور تيمور ،فعلت مريم المثل وصافحت المرأة المسنة والرجل الذي ابتسم لها ابتسامة ثبرت اغوارها وتذكرت بها جدها عمران....
أردف الدكتور فؤاد والد تيمور برصانة وابتسامة طيبة
:"اهلا بكِ يا ابنتي تفضلي....."
ردت سلامه بمودة لا تخلو من الخجل ثم توجهت مع عمها وزوجته ليجلسوا على منضدة أخرى تضم عدد من الأصدقاء لعمها وصاحبه......
جلست ايمان وبجوارها هارون الذي اندمج في الحديث مع أصحابه من جهة ومن الجهة الأخرى جلست مريم التي كانت تٌلقي نظرة مقيمة على المكان ....
حديقة واسعة بها أشجار لا بأس بها مٌزينة كلها بأضواء ملفوفة حول فروعها تعطي للمكان مظهرا جذابا الى جانب حميميته وموسيقى هادئة تنساب حولهم ،مشروبات مثلجة أمامهم على المنضدة وفي نهاية الحديقة طاولة عشاء كبيرة يتم تحضيرها من قبل أكثر من شيف ....
كانت الأجواء غريبة عليها نسبيا فهي علاقاتها محدودة للغاية إلا من بنات عمها ،لا تخرج كثيرا،حتى في المناسبات التي يكون يوسف مدعو عليها لا يأخذها معه حتى نست هذه الأجواء .....
بعد قليل
على بٌعد عدة خطوات كان باب البيت الداخلي المٌطِل على الحديقة يُفتح ومن خلفه خرجت امرأة جميلة الملامح ،حلوة الطلة ،أنيقة الملبس تقدمت منهم بخطوات واثقة، ابتسامتها موزعة على قسمات وجهها بالتساوي فتجعل وجهها يضوي من على بٌعد فاستقام تيمور ما إن رآها وابتسم لها .....
فمالت مريم على أذن ايمان قائلة بتساؤل:"من هذه؟ "
قالت ايمان بهدوء:"زوجته...."
قالت مريم وهي تطالعها وهي تصافح أصدقاء زوجها وزوجاتهم :"جميلة....."
حين اقتربت منهم وقد سبق لها أن رأت ايمان من قبل ابتسمت لها وهي تصافحها قائلة:"اهلا دكتورة ايمان انرتي البيت "
صافحتها ايمان بمودة قائلة :"اهلا مدام فريدة مبارك للأولاد ؛ العاقبة عند تخرجهما وزفافهما باذن الله..."
ابتسمت فريدة وغامت عينيها بالتأثر قائلة :"اللهم آمين...."
قالت ايمان وهي تشير إلى مريم:"مريم ابنة أخو هارون "
صافحتها فريدة بحفاوة وأردفت :"اهلا بكِ حبيبتي أنرتنا بزيارتك "
أردفت مريم بخجل :"أشكرك "
استأذنت منهما فريدة واتجهت ناحية البوفيه الذي يتم إعداده وبجوارها زوجها الذي كان يرافقها منذ خروجها.....
لاحظت مريم نظرة ما بينهما ،ربما حب يجمعهما أو ألفة،تشعر أنهما يتشابهان ويتناغمان منذ أن قام واستقبلها وسار بجوارها وهي تصافح ضيوفه ؛أو ربما تخيلت هي ذلك........
كانت مريم تنظر إليهما بتدقيق وكانت ايمان تلاحظها
أردفت مريم بخفوت :"يبدوان صغيران على أن يكون لديهما أبناء في الجامعة "
قالت ايمان :"ماذا ستقولين إن رايتِ باقي أبنائهما؟"
قالت مريم وهي تضيق ما بين حاجبيها:"ماذا سأقول؟"
أردفت ايمان وهي تميل عليها بابتسامة صغيرة:" لديهما سبعة أبناء "
شهقت مريم قائلة وهي تنظر إلى فريدة التي تقف بجوار زوجها يباشران ترتيب البوفيه:"هذه أنجبت سبع مرات؟"
قهقهت ايمان ضاحكة وقصت عليها القصة باختصار فهي حقا لا تعرف إلا مختصرها دون أية تفاصيل ،قصة امرأة طٌلِقت من والد أبنائها الثلاثة في سن صغير وتعرفت بعدها على الدكتور تيمور الذي معه ثلاث وردات توفت والدتهن ؛واجها صعوبات كثيرة في البداية أما النهاية فها هي متجسدة أمامهما.
ورغم قلة التفاصيل إلا أن القصة حقا كانت مٌبهرة وظهر هذا في عيني مريم التي أردفت قائلة في سرها(هكذا حقا يكون الحب ....)
دقائق قليلة وعاد تيمور وفريدة إلى ضيوفهما وجلست الأخيرة بجوار أسرة هارون مٌرحبة وبعدها فُتِح باب البيت وخرج منه شاب يافع وفتاة تقاربه طولا يبدو عليهما الرٌقي والأدب وتقدما من الضيوف مصافحين وحين صافحا هارون أردف بابتسامة واسعة :"مبارك دكتور عبد الرحمن العاقبة عند التخرج "
ثم قدم له هدية قيمة مغلفة كان قد أحضرها خصيصا له
ناظره عبدالرحمن بحرجِ فأشار له تيمور بعينه فأخذها قائلا "أشكرك "
ثم صافح الفتاة قائلا بابتسامة رحبة:"مبارك بشمهندسة شروق العاقبة عند التخرج "
أخذتها منه قائلة بابتسامة جميلة :"شكرا لحضرتك "
استئذن كل منهما بعد أن صافحا الجميع وجلسا على أريكتين على مقربة منهم وبعدها انضم لهما باقي الإخوة ....
حين خرجت باقي البنات وصافحن الجميع وجدتهن مريم مقاربات جدا في السن عدا واحدة أصغر قليلا وإن كانت تبدو عليها ملامح أنوثة وجاذبية رغم صغر سنها .....
مالت على أذن ايمان قائلة :"كيف تستطيع الحياة مع سبع أبناء ؟ انا أكاد أجن من زياد وجنة فقط وكنت أرفض دائما طلب يوسف بإنجاب المزيد "
ابتسمت ايمان قائلة بخفوت:"الحب بين الزوجين يجعلهما يتحملان كل شيء معا وحين يعاني كل طرف للوصول إلى الطرف الآخر حين يجتمعان يتحملان معا كل شيء واي شي...."
أصابتها كلمات ايمان في صميم قلبها ،هل ما يجعل يوسف دائما شاردا بعيدا عنها أنه لا يحبها؟....
خرجت عن شرودها حين شعرت بجلبة عند باب الحديقة ووجدت أشخاصا يدلفون من بابها
قام على اثرها تيمور ومعه زوجته لاستقبال ضيوفهما الذين لم يكونوا سوى إخوة الأخيرة ....
أما الصغير الذي كان يجلس باستكانة ووداعة في حجر جده ما إن رأى الصغار حتى قفز قفزة سريعة مندفعا تجاههم قائلا بصوتِ عال :"زيزو ، مروان "
قفز نحوه الصغيران اللذان يماثلانه سنا تقريبا واحتضنوا بعضهم جميعا .....
دلف فادي اخو فريدة مع زوجته وفدوى اختها مع زوجها الذي كان يمسك في يده صغيرته التي تشبهه كثيرا وحين هرع الصغار الثلاثة إلى خيمة صغيرة في ركن من اركان الحديقة قالت لأبيها:"أريد الذهاب معهم "
قال لها سامر وعينيه تمتلأن بعاطفة قوية :"ابقي مع بابا أفضل هم أولاد ولعبهم عنيف وأنا أخاف عليكِ"
قوست شفتها لأسفل فلم يستطع مقاومة حزنها وبراءة وجهها فنزل بجسده كله لمستواها واردف وهو يمسد على شعرها بحنان :"حسنا روان اذهبي ولكن إن وجدتي اللعب عنيف عودي فورا"
لم ترد عليه وانطلقت خلفهم بينما انشغل هو وزوجته في السلام والمباركة
فإذا بتيمور يميل على أذن سامر قليلا وبعدها يتقدمان من طاولة هارون وأردف للأخير :"أعرفك ب- بشمهندس سامر زوج أخت فريدة والذي ستأخذ معه أستاذة مريم دورتها التدريبية الخاصة "
صافحه هارون بترحاب فأردف سامر بلباقة:"اهلا بك دكتور هارون ؛ثم أومأ برأسه مرحبا بمريم قائلا لها :أهلا بكِ سيدتي "
ثم أحاط ذراع زوجته التي كانت على مقربة منه قائلا لها :"فدوى اجلسي مع الأستاذة لتعرف فقط النقاط الأساسية التي سنبدأ منها.."
صافحتها فدوى بابتسامة عذبه فاستقامت مريم وصافحتها فحيتها الاولى ببعض عبارات الترحيب ثم أردفت وهي تقف بجوارها :"هل حصلتي على أي دورات من قبل ؟"
تنحنحت مريم ثم أردفت بحرج :"للاسف أول مرة "
قالت فدوى ببساطة :"لا يوجد مشكلة نبدأ من البداية بإذن الله "
اعجبها بساطة ردها فذاب خجلها والحقيقة أنها كلها كانت بسيطة رغم أناقتها ،وجهها ملامحه جذابة وبسيطة بشكل مٌحبب ومقرب إلى القلب فأردفت مريم
:"انا فقط لدي تخوف من شيء واحد هل استطيع في ظرف عدة أيام تعلم كل شيء؟"
قالت فدوى بنبرة عملية:"سامر أعطاني نبذة عن طبيعة عملك المهم الان أن تمتلكي المهارت الأولية التي تمكنك من ممارسة العمل وممكن بعد فترة نقوم بعمل دورة أخرى وهناك دورات تقام عبر الإنترنت ولكن المهم عندي الان البداية"
قالت مريم بتوتر وقد شعرت بالالفة تجاهها :"اخاف الا أستطيع "
لمحت فدوى نبرة التردد والقلق في صوتها فنظرت في عينيها نظرة داعمة وأردفت بابتسامة عذبة وهي تستعيد ماضي قريب
:"تذكريني بفتاة كانت دائماً تقول لا استطيع إلى أن تعرفت في يوم عن طريق المصادفة بثلاث اصدقاء ؛منهم صديقة كانت لها كمصباح الهداية ؛كانت دائماً عندما تقول لا استطيع تقول لها الأخرى باصرار بل تستطيعي ...
شردت قليلا بعينيها في ملامح راوية صديقتها المقربة وأردفت:وكأنها كانت بالفعل تحتاج إلى هذه الثقة التي بثتها فيها صديقتها فكانت بالفعل تفعلها ؛ ثم أشارت إلى نفسها ضاحكة وأردفت بنبرة ممازحة حميمية أشعرت مريم بالارتياح :وها هي تقف امامك الان وهي من ستدرس لكِ من الغد...."
اتسعت عيني مريم بدهشة في البداية ثم تحولت دهشتها إلى ابتسامة حلوة وهي تشعر بالارتياح يتسرب إليها من بين كلمات فدوى التي شعرت معها بالألفة فأردفت فدوى بصوت رخيم :"احيانا فقط نكن بحاجة لشخص يقول لنا أننا نستطيع ،تكون القدرة بداخلنا كامنة فقط تحتاج إلى من ينشطها وأنتِ حقا تستطيعين فعل أشياء كثيرة "
شعرت مريم بالانتشاء من كلماتها والمودة تجاهها ؛قطعت حديثهما فريدة حين وقفت بجوار اختها قائلة :"البوفيه جاهز؛ أجلا حديث العمل لوقت لاحق "
قالت فدوى بابتسامة عذبة:"ليس حديثا عن العمل فقط ، مريم إنسانة جميلة جدا أشعر كأنني أعرفها منذ زمن "
ابتسمت فريدة قائلة وهي تنظر في عيني مريم :"هي ماشاء الله عليها جميلة من الخارج ومن الداخل"
انتشت لمدحهما لها ،احيانا كثيرة تكون المرأة في حاجة لذلك...تكن بحاجة لمن يقول لها انها تستطيع فعل كل شيء تحتاج إلى من يبني بداخلها جدارا من الثقة بنفسها لا يهدمه
قطع حديث النساء تيمور الذي أتى من خلف زوجته يضع كفيه على كتفيها بحميمية قائلا بجوار أذنها:"هيا فريدة احضري ضيفاتك لتناول العشاء "
رفعت وجهها له وأردفت بنظرة رأتها مريم مستكينة وابتسامة بها من الحب والرضا الكثير :"حسنا آتية..... "
ثم دعت ايمان ومريم وفدوى ليسبقونها ولم تذهب هي وزوجها الا بعد أن قام جميع الضيوف وكانا هما في المؤخرة يده في يدها حتى وصلا إلى البوفيه
********
أخذت يُسر إجازة من المدرسة وذهبت مع يحيى وهاجر إلى مركز المحافظة ليرفها
عن الأخيرة قليلا ....
كانوا يتنقلون بين المحلات في المركز التجاري الأكبر في المحافظة ولم تحتاج هاجر مجهودا للاندماج ...
كانت تنتقي الملابس ويحيى ويسر ينظران إلى بعضهما نظرة خاصة،نظرة عطف عليها وهي هكذا كطفلة صغيرة تشع السعادة من عينيها وهي تنتقي ملابس جديدة ربما لا تحتاجها كثيرا ولكن لذة الشراء والانغماس في الحياة كانت تتملكها وكأنها تريد أن تأخذ هدنة من مخاوفها التي تجثم فوق صدرها ككابوس خانق....
حين انتهوا من شراء احتياجاتها أردفت يسر بنظرة ماكرة وهي تحيط ذراع زوجها بيديها :"اعتقد أن أفضل مايُحسن من مزاج هاجر الذهاب الى مدينة الملاهي "
ناظرتها هاجر بنظرات متسائلة فهي لم تقل من قبل هذا أما من كان يفهمها فهو يحيى الذي أردف بابتسامة متسلية :"وإن قلتِ أنكِ التي تريدين هل سأقول لا مثلا ؟"
قهقهت ضاحكة وأردفت :"حسنا مادمت لن تقول لا فهيا "
والذي لا يقول لا أحاط كتفها بذراع وكتف أخته بالآخر وبعد أن وضع مشتريات هاجر ويسر في حقيبة السيارة دلفوا جميعا إلى مدينة الألعاب التابعة للمول ................
كطفلة صغيرة لا تفرق عن الأطفال الذين تُدرس لهم كانت منطلقة....
اما هاجر فقد كانت بالفعل طفلة ،انطلقت مع يسر بكل طاقتها المكبوتة وهما تتنقلان من لعبة الى لعبة ويحيى يلازمهما خوفا من ركوبهما وحدهما ...
حين شعرت يسر بالتعب جلست على اقرب أريكة ولكن هاجر كانت تريد المواصلة فأردف يحيى ليسر بعد أن أحضر لها المثلجات :"سأبقى معها يسر لا اضمنها بمفردها وأنتِ لا تغادري المكان "
أومأت له برأسها بابتسامة عذبة وما إن استقل مع هاجر حتى شرعت في تناول المثلجات ؛ اتتها رسالة صوتية من مهند الذي اقتربت منه كثيرا في الفترة الأخيرة واقترب منها وأصبح يحدثها من هاتف أخته الأكبر منه بعدة سنوات
فتحت الرسالة فسمعت صوته الصغير وهو يتحدث كببغاء طلق اللسان
:"أجلس مع ميرا وحدي ؛ ابي لم يأتِ بعد وجدتي خرجت من الصباح،وغاضب منكِ لانكِ لم تأتي المدرسة اليوم "
ابتسم وجهها كله وسجلت له رسالة قائلة :" كان لدي مشوار هام حبيبي ولكني حقا اشتقت لك "
سمع رسالتها مباشرة فأرسلت لها أخته ميرا التي تجلس بجواره
:"يريد أن يفتح مكالمة فيديو ميس يسر "
اتسعت ابتسامة يسر وازداد تدفق الدماء إلى جسدها وهي تشعر بحبه وتعلقه بها الذي يزداد يوما بعد يوم
ففتحت هي مكالمة فيديو وكانت قد فعلتها عدة مرات من قبل بناءا على رغبة الصغير
فكان يجلس في فراشه بجواره أخته التي تشبهه كثيرا ،تشعر بالشفقة تجاهها وقد حملت الهم مبكرا وهي لم تتجاوز العاشرة بعد
ابتسمت يسر في وجوه الصغار ابتسامة عفوية من قلبها فاعتدل مهند في الفراش قائلا
:"اين أنتِ بالضبط ؟"
حركت الهاتف من حولها فظهرت الالعاب في خلفية الشاشة فقفز مهند من مكانه صائحا :"لمٓ لم تأخذيني معكِ "
صمتت للوهلة الأولى ولم تعرف ماذا تقول ثم أردفت بعد تفكير قصير
:"سأحاول باذن الله أن آخذكم جميعا أنا ومس نهلة في رحلة للملاهي ما رأيك ؟"
قال لها بلهفة وهو يقف على الفراش :"حسنا "
كان يحيى قد انتهى هو وهاجر وعادا إليها فأردف ما إن جلس بجوارها ورأى الصغير :"هيا يسر مازلنا لم نذهب بعد لبيت أبيكِ واليوم اقترب على الانقضاء"
اسرعت يسر بإنهاء مكالمتها مع الصغير أما يحيى فكان يشعر بالضيق حين يراها تتحدث مع الصغير
لم يبُح لها بمشاعره فلن يفهمه أحد ،منذ أن بدأت محادثاتها مع الصغير وهو يعرف وأحيانا كثيرة تكون بجواره وهي تحدثه هو واخته صوتيا ،مرات قليلة التي حدثته محادثات مرئية،لا يحدث ما يسيء ليحيى فهو في النهاية طفل صغير يتيم ولكن شعور بعدم الارتياح يساوره ولا يعرف مصدره ولا يصارحها لأنه ببساطة لا يملك مايقوله
ماذا سيقول وهو لم يحدث شيء
ربما تظن يسر أنه يغار من الصغير
هل يغار حقا؟
هل يغار من اهتمامها به وتوقها إلى الأطفال الذي تشبعه من قربها من الصغار في المدرسة بوجه عام وبمهند بوجه خاص؟
أخرجه من شروده صوتها وهي تقف بجوار هاجر قائلة :"هيا يحيى ألم تقل أننا سنمشي ؟"
استقام وخرج معهما واستقلوا السيارة متجهين إلى بيت عمه صالح أما عن ذهنه فلم تهدأ أفكاره
...................
حين عادوا إلى البلدة بعد زيارة سريعة لبيت صالح دلفت يسر إلى شقتها مباشرة تأخذ حماما تزيل به إرهاق اليوم
أما يحيى فدلف مع هاجر إلى بيت أبيه الذي كان قد غفى في غرفته أما نعمة فكانت تجلس متربعة على الأريكة أمام التلفاز
في البداية ابتسمت حين رأت هاجر ووجهها البادي عليه السعادة فأردفت وهي تنظر إلى المشتروات في يدها :"ادخلي حبيبتي غرفتك ورتبي أغراضك الجديدة وانا سأتحدث مع يحيى قليلا ثم آتي لأرى ماذا أحضرتي "
قالت هاجر وقد غزا قلبها الشك أن خلف أمها مصيبة ما :"حسنا "
وحين دخلت غرفتها لم تُغلِق بابها جيدا
أما يحيى فجلس بجوار أمه قائلا وعلامات الإرهاق بادية بشدة على وجهه
:"ماذا هناك أمي؟ "
نظرت الى ملامح وجهه المليحة وبداخل قلبها حسرة على شبابه وعمره الذي يجري دون أن يكون له على وجه الارض ولو ثمرة واحدة وأردفت بنفاذ صبر
:"أنا تعبت يحيى ،تعبت من الانتظار ،كل من حولي أصبحن جدات وفرحن بابنائهن الا انا "
قال مراوغا فهو ليس لديه اي استعداد لنقاشها الان :"كيف امي؟ وماذا عن زياد وجنة؟ "
جزت على أسنانها وهي تميل نحوه بوجهها قائلة
:"زياد وجنة أبناء يوسف وأحفاد صالح ،أشارت إلى موضع قلبها قائلة بصوتِ يُقطِر حسرة ونظرة مشتاقة :أنا أريد أن أرى أبناءك أنت ،أحفاد زكريا عمران الذين سيحملون اسمه "
زفر قائلا ليغلق الموضوع:"كل شيء بأوان أمي"
قالت بغل :" نحن من نختار أوان كل شيء ، وابنة ليلة واضح جدا انها لن تنجب يا ولدي ،ولا أقول لك اتركها ؛ أقول لك اعطي نفسك فرصة لرؤية فتاة أخرى ربما ترتاح لها وتأتي بالخير خلفها"
استقام واقفا وهو يكظم غيظه عنها قائلا :"قلت لكِ أكثر من مرة لن استطيع،ثم شدد على حروف كلماته قائلا: لن أكسر يسر أمي"
صاحت فيه بصوتِ عال وهي تقف قبالته:"يسر نفسها إن حدث بينك وبينها اي شيء وجاءتها الفرصة لتتزوج وتنجب ستفعلها "
تأججت عينيه بالغضب واردف بصوتِ حانق وحاجبين منعقدين :"اغلقي الكلام في هذا الأمر نهائيا ولا تكرريه ثانية"
فُتِح باب غرفة زكريا وظهر من خلفه والنعاس في عينيه قائلا :"لمٓ يعلو صوتكما؟ "
التفت له كلاهما وأردف يحيى بملامح مشتعلة :"نفس حديثها طوال الفترة الأخيرة تزوج يحيى ،اريد أن أرى أبناءك يحيى ،ثم أردف بامتعاض : وما زاد أنها تحولت إلى يسر تشكك فيها "
ضربت نعمة كفا بكفِ وأردفت بذهول:"أنا شككت فيها ! كل ما قلته أن يتزوج وتبقى زوجته كما هي وأنها إن حدث بينهما مكروه هي أول من ستبحث عن الإنجاب الذي حُرِمت منه معه "
كان زكريا قد تقدم منهما حتى أصبح في مواجهتهما وقد طار النُعاس من عينيه في نفس اللحظة التي دلفت فيها يُسر من الباب النصف مفتوح بعد أن سمعت اخر الكلمات التي قالتها نعمة ،كانت آتية لتُعطي هاجر قطعة ملابس تخصها كانت قد نسيتها بين أغراضها ؛ وحين سمعت كلمات نعمة المسمومة دلفت بثقة وهي تشد عضديها وبعينيها عزم وتحدي وأردفت بهدوء يحمل خلفه عاصفة عاتية
:"حقا يحيى عمتي لم تقل شيء خاطىء ثم رفعت سبابتها قائلة بصوتِ لا يخلو من السخرية وإن كان جادا:عذرا عمتي هناك شيء واحد فقط خاطيء وهو أنني من الممكن أن أقبل أن يتزوج زوجي واظل على ذمته"
أغمض يحيى عينيه وهو يراها تقف بثبات هكذا وهو يعرف أنها تتمزق من داخلها ....
والتي تتمزق من داخلها بالفعل لا تقبل بالإهانة، فأردفت في وجه نعمة بثبات
:"أما الشيء الصحيح هو أنني إن تزوج زوجي لن أبقى على ذمته يوم واحد وبعد عدتي بيوم واحد سأقبل بأول عريس مناسب لانني أنا الأخرى من حقي..."
"يسر "
هدر يحيى في وجهها مقاطعا بنظرة قاسية ،إن ظنت انها بهذا ترد لأمه كلماتها فهي ادرى واحدة بأنها بهذه الكلمات تضرب خافقه في مقتل .....
فصاحت فيه وهي ترزح تحت ضغط الأيام والسنوات الماضية التي قضتها نعمة في سم بدنها وهي صامتة ولم يكن صمتها ضعفا بل كان احترام وتقدير وحب ليحيى أما اليوم فلم تستطع فأردفت ببرود:"ماذا فيها؟لابد أن تعلم عمتي أنني ليس بي عيب،ثم أشارت بسبابتها نحوه قائلة بقهر مكبوت: إذا كان الله ابتلانا معا فلنتحمل معا ؛أما ما تريده عمتي بأن تزوجك وتنجب من غيري وأنا أربي لها أحفادها لن يحدث ولو على جثتي "
قبض يحيى على ذراعها قبضة موجعة رغما عنه وأردف وهو يضغط على حروف كلماته :"وهل سمعتي ما قالته امي ولم تسمعي رفضي؟"
نفضت ذراعها من قبضته بعنفِ قائلة بحدة:"دون أن أسمع أعرف ماذا قلت ولكن لابد أن يعلم الجميع أنني لست معيوبة،سقط قناع الجمود واغرورقت عيناها بالدموع قائلة:لابد أن يعرف الجميع أن كلانا يستطيع الانجاب وأن بقاءنا معا ليس فضل ولا منة من أحدنا على الآخر"
"كفى هراء يا ابنة صالح أباكِ لو عرف أنكِ قلتِ هذا الكلام سيغضب منكِ"
قالها زكريا بغيظ من سيل الهجوم الذي هاجمت به يسر فأردفت الأخيرة بثقة وثبات
:"ابي هو من قال لي هذا "
ضيق زكريا مابين حاجبيه قائلا بتساؤل:"قال لكِ ماذا؟"
رفعت حاجبا واحدا قائلة ببرود لا يخلو من أدب الحديث مع عمها
:"قال لي أنتِ ست البنات وليس بكِ عيب واحد،وتبقين مع زوجك لأنكِ تريدين البقاء أما إن اخترتي في أي وقت الابتعاد فما عليكِ سوى قولها ، أبي عرضني على أفضل الأطباء وجميعهم أجمعوا أنني سليمة ولا مانع لدي من إنجاب طفل سليم"
"نكتفي بهذا القدر من النقاش "
قالها يحيى بحدة وملامح غاضبة وهو يجذبها من معصمها للخارج وهي خلفه بقوة الجذب إلى أن دلفا إلى الشقة وصفع بابها بحدة ووقف أمامها متخصرا والشرر يتطاير من عينيه التي تلاشى لون العسل الصافي بهما لتصبحان شديدتي القتامة قائلا
:"استطعتي نطقها بهذه السهولة؟"
الغيرة عنده مرض والتملك داء .....
حبها هوس وبعدها موت وقربها حياة ......
والكلمة كالسهم إن خرجت أصابت في مقتل ......
وهو الذي أصيب بعشقها منذ أن كان طفل صغير رأى ابنة عمه الرضيعة بعد ولادتها مباشرة كملاك صغير في المهد ،تعلقت عينيه بها يومها وأردف قائلا لعمته ليلة ببراءة
(حين تكبر يسر ستكون زوجتي....)
ضحكت وقتها هي ونعمة وحليمة وأردفت الأخيرة التي كانت عنان على يديها ابنة اشهر معدودة
(ما رايك أن تاخذ عنان فهي اكبر؟)
قال بإصرار لا يعرف من أين أتى به
(بل يسر ،اريد يسر)
قهقهن جميعا ضاحكات وقتها فأردفت غالية وهي تمسد على شعره الناعم
(إن كنت تريدها حقا ادعو الله أن يكون قد كتبها في اللوح المحفوظ زوجتك)
لم يعرف وقتها معنى جملتها ولكنه حفظها وحين شب وأصبح في الرابعة عشرة أصبح يدعو الله دائما بهذا الدعاء ....
نظرت يسر إلى عينيه المتقدتين كجمرتين عاتبتين عتاب كأنه سوط يمزق نياط قلبها وأردفت بصوتِ جامد
:" لقد تعبت ،تعبت من نظرتهم لي وتعبت من الكلام المبطن الذي افهم معناه وتعبت من الشعور بالانتقاص من قدري والضغط عليّ وكأنني أستطيع أن آتي بالولد وانا من أتمنع "
"ومتى اشعرتك أنا بهذا الشعور؟"
قالها بمرارة وهو يعتصر قبضتيه حتى ابيضت مفاصله فأردفت بانهزام
:"عمي وعمتي دائما "
قاطعها بحدة وهو يقطع الخطوتين القاصلتين بينهما قائلا بصوت عال
:"ابي وامي قالا وأنتِ رددتِ الضربة لي انا "
"أي ضربة؟ ماذا قلت أنا ؟"
قالتها يسر باستنكار
فأردف بنبرة ساخرة مريرة ونظرة قاسية وهو يتجاوزها فيصطدم ذراعه بكتفها
:"قلتِ أنكِ تستطيعين الزواج والانجاب من غيري "
...............
أما عند نعمة وزكريا فكان الأخير يجلس بجوار زوجته على الأريكة بوجه متجهم فأردف :"يبدو أن الأمور ستتعقد بينهما حقا "
أردفت وهي تلهث انفعالا:"في كل الاحوال ستتعقد ؛ إن لم يكن اليوم سيكون غدا ولكن وقتها سيكون العمر مر ولن يعرف ابنك غلطته في حق نفسه إلا بعد فوات الاوان "
قال مفكرا بحيرة :"المشكلة في ابنتك مريم"
قالت بثقة:"صالح لن يأخذ هذا بذنب ذاك وإن كان حقا يحيى ويسر ليس بامكانهما إنجاب طفل سليم وكل منهما بحث عن نصيبه مع شخص آخر وقتها النفع سيعود على الجميع وأولهم يسر نفسها فلم سيغضب صالح؟"
اطرق برأسه مفكرا في كلماتها والفكرة تدور في رأسه بهدوء
........
أما عند صاحب الامر فكانت الفكرة تغلي في رأسه كمرجل من نار
كان يحيى يدور في حجرته كأسد غاضب بعد أن دلفت هي إلى حجرة الاطفال الخالية من أي اطفال ......
مادامت نطقتها إذن تفكر بها
هل الميثاق المعقود انحل؟
والحبل الممتد اهترئت خيوطه ؟
أما هي فكانت ترقد في الفراش وهي تشعر بالتعب ؛التعب من كل شىء في حياتها ...
حين تشعر المرأة أن حياتها مع زوجها مرهونة بشيء ...أي شيء ستفقد الأمان والسكينة ....
وهي طوال الفترة الماضية تحملت ضغوط كثيرة حتى وصل بها الحال إلى هذا الانفجار المدوي الذي هز جدران الثقة والأمان التي كانت تحتمي خلفها من أي اعصار يهدد علاقتها بزوجها
**********

soha, سبنا 33, samahss and 7 others like this.

Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-21, 09:46 PM   #770

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

في صباح اليوم الأول للدورة التدريبية الخاصة ب-مريم ارتدت ملابس أنيقة محتشمة وكعادتها لم تضع أي رتوش على وجهها وحين أوصلها أحمد إلى باب المركز قال لها :"ما إن تنتهي مريم حدثيني مباشرة مسافة السكة وأكن امامك ..."
ابتسمت له قائلة :"اشكرك أحمد أنا أعرف أنني سأتعبك معي الأيام القادمة .."

قال لها متهكما ليزيل عنها الحرج:" ستتعبيني بشدة ولكن ماذا نفعل نحن الأطباء من سماتنا التضحية براحتنا في سبيل راحة الآخرين..."

لكزته مريم في كتفه قائلة بسماجة :"هل صدقت نفسك ؟ لم تتخرج بعد ...."

قال لها ضاحكا :"هانت يا ابنة عمي بقى القليل ...."

قالت له بنظرة دافئة وهي تتأمل ملامحه السمحة التي تشبه ملامح عمها وجدتها :"وفقك الله؛ اتمنى لك النجاح والسعادة..."

حين تركها دلفت هي من الباب الزجاجي الشفاف للمركز ووقفت في البهو الواسع ولم يكن المكان خاليا ،كانت تقف في المنتصف لا تعرف هل تتقدم من السكرتيرة تخبرها أن لديها موعد أم تتصل بفدوى التي أعطتها رقم هاتفها بالأمس

في هذه المواقف الجديدة عليها لا تعرف كيف تتصرف ......

ولكنها مضطرة لتعلم كل شيء ......

شعرت بأنامل تلامس كتفها فالتفتت خلفها بسرعة فإذا بفدوى ذات الوجه المُريح العفوي التي تعرفت عليها بالأمس فقط وللعجب كانت كأنها تعرفها منذ سنوات،

قالت لها مريم :"كنت للتو سأسال عنكِ..."

قالت لها فدوى:" وها أنا أتيت هيا بنا ...."

اخذتها إلى إحدى القاعات الصغيرة وبدأت معها من الصفر

بل من تحت الصفر .....

*********

تجلس في منتصف المطبخ تُقٓطِع الخضروات بطريقة آلية ،عقلها ليس في رأسها منذ ما حدث وقلبها شارد خارج حدود جسدها

لم تتخيل في اسوء كوابيسها ماحدث هذا ولم يكن في حسبانها

جلست رحاب بجوارها وقد قصت عليها ما حدث مع حاتم ،ربتت الاولى على كتفها وهي تلاحظ هالة الحزن التي تحيط صاحبتها وأردفت بضيق:" قلت لكِ زهراء ابتعدي عنه ولكنكِ تركتِ مشاعرك تقودك حتى تعلق بكِ هو الآخر..."

دون أن ترفع عينيها إليها أردفت بقنوط:" وهل أملك أن اضغط على الزر ولم أفعلها؟..."

قالت رحاب بعد أن أخذت نفسا عميقا:" لماذا لم تقولي لي أنه صارحكِ بحبه في آخر مرة كان فيها هنا ؟..."

قالت زهراء وهي لاتزال على نفس حالها بصوت حزين :"لم أكن اصدق نفسي ،ظننت نفسي اعيش أجمل احلامي وحين استفقت على الواقع المرير لم استطع مواجهته بالحقيقة لذلك اختفيت من أمامه ولم يخطر ببالي أنني سأفتح النافذة فأجده امامي ...."

وعلى الجانب الآخر كان حاتم يقود سيارته يدور بها في أنحاء المدينة والغضب قد تملك منه ؛منذ ما حدث ولا يملك إجابة وافية لكل تساؤلاته

وكأنه يرى امرأة أخرى أمامه غير زهراء ذات الوجه البرىء

اتملك وجهان؟؟؟

من فاطمة هذه ومن سعد ومن فرح ؟

ماهذا الوجه الاخر الذي رآه حين ذهب إلى الحي الذي تسكنه؟

ايكون لها تؤاما وهو اختلط عليه الأمر؟

يشعر أن عقله أصابته لوثة

منذ الأمس والكلمات تُعاد ويتردد صداها في عقله بشكل بشع ولا معنى لكل ماسمعه سوى شيء واحد

أنه احب كاذبة

والافظع أنه احب امرأة متزوجة

توقف عند هذه الخاطرة وانتفض

لا ...

لا ليس الى هذا الحد

حين قالت المرأة أنها زوجة سعد هذا بالتأكيد كانت تقصد طليقها

أما البنت الصغيرة فهي قالت له أنها ابنتها ،إذن كذبت في أمر الطفلة فقط

توقف على جانب الطريق وحسم أمره واتصل بمعتصم الذي رد عليه على الفور وبعد التحية أردف حاتم بصوت متوتر :"معتصم أعرف أنك في إجازة ولكني احتاجك في شيء هام..."

ولاه معتصم كل اهتمامه وهو يجلس على الشاطيء بجوار عنان واردف :"قل ما تريد.."

قال حاتم بصوت مختنق:" اريد معرفة معلومات مفصلة عن امرأة لا اعرف عنها سوى اسمها وعنوانها ..."

قال معتصم ببساطة :"ارسل لي على الواتساب البيانات فقط ..."

قال حاتم :"اريد المعلومات على وجه السرعة معتصم...."

"اعتبرها عندك "

قالها معتصم وأغلق معه ولم تمر ثواني حتى كان حاتم قد أرسل له الاسم والعنوان

فاتصل معتصم بسامح واردف بنبرة آمرة:" سأرسل لك بيانات على الواتساب أريد معرفة كل شيء عن صاحبتها ...."

قال سامح:" حسنا متى تريدها ؟..."

قال معتصم بجدية قبل أن يُغلِق:" كنت اريدها من ربع ساعة مضت ...."

أغلق معه وترك الهاتف على الكرسي قائلا لعنان التي تندمج في تصوير المناظر الطبيعية الخلابة المحيطة بهما :"الا تريدين نزول البحر؟..."

قالت بهدوء :"لا سأستغل الفرصة واصور هذا الجمال المحيط...."

لم يرد عليها ونزع عنه تيشرته والقاه على الكرسى فأشاحت بوجهها بعيدا في خجل أما هو فدخل حتى منتصف البحر يسبح بين الأمواج ....

أما هي فكانت تتابعه بعينيها بقلق حين رأت أن الموج عالي فهي لا تعرف أنه ماهر في السباحة ،ظلت هكذا تتابعه كثيرا وتصور قليلا بذهن مشتت حتى عاد إليها

..............

أما حاتم فلم يتأخر عليه معتصم كثيرا ،وصله تنبيها باستلام رسالة على الواتساب وكان يجلس شاردا في أحد المقاهي لم يتذوق شيء من المشروب الموضوع أمامه وهو ينظر في اللاشيء

فتح الرسالة بلهفة وقرأ المكتوب بصوتِ مسموع وإن لم يكن واضحا لمن حوله

الأسم: فاطمة الزهراء جلال اسماعيل النبهاني

السن: ٢٤ عام

المؤهل: دبلوم صناعة

الحالة الاجتماعية: متزوجة من سعد حمدان سعد منذ خمس سنوات حتى الآن

عدد الأولاد: واحدة

وباقي البيانات لم يراها جيدا فقد غشت عينيه غيامة وتشوش ذهنه لثوان بعدها شعر بالغضب يسيطر عليه ولم يدري بنفسه الا وهو يُسرِع خارج المقهى متجها بسيارته إلى مطعم زهراء الكاذبة

............

بعد قليل

طرق على باب المطعم الخلفي من جهة المطبخ بحدة وحين نظرت رحاب من النافذة الزجاجية ورأت تجهمه و جمود نظرة عينيه عرفت أن الحرب قادمة لا محالة ولا مفر من الهروب فالمواجهة وإن كانت متأخرة فهي أفضل من التمادي

قالت لزهراء دون أن تنظر إليها ؛ فقط لتستعد :"أنه حاتم ...."

ارتجف جسد زهراء وسرت في أوردتها قشعريرة باردة كالثلج ولكنها ادعت الصلابة وظلت في مكانها

حين فتحت رحاب الباب دلف حاتم بخطوات بطيئة وإن كانت تدك الأرض دكا ورمق رحاب بنظرة ازدراء شملتها من رأسها حتى أخمص قدميها فشعرت بالخجل الشديد وتمنت لو انشقت الأرض وابتلعتها

وقف بين الفتاتين وصفق بكلتا يديه تصفيقا حارا ثم أردف والنيران المندلعة بداخله تهدد بحرق المطعم بمن فيه:" كان اداءا تمثيليا رائعا اجادته كل منكما بمهارة فائقة ،لابد أن اصفق لكما بحرارة وارفع لكما القبعة ثم بسط ذراعيه بطريقة مسرحية قائلا :ولكن للاسف لا أحمل قبعة فاعتبراني قد رفعتها بالفعل..."

"حاتم انا ...."

قالتها رحاب فقاطعها بحدة وبصوتِ اجفلها:" أنتِ تصمتي تماما لأنكِ تسترتي على كاذبة ......"

لاذت رحاب بالصمت أمام ثورته فالتفت إلى زهراء التي لم تُحٓرِك ساكنا منذ دخوله وتنظر أمامها بشكل آلي وأردف بنبرة ساخرة لاذعة وإن كانت تحمل بين طياتها مرارة الدنيا:" لا اصدق أنكِ ضحكتِ علي بوجهك البريء هذا، ولكن أُحيكِ فقد أجدتي التمثيل وصدقتك ..."

اقترب خطوتين حتى أصبح يقف على بعد خطوتين منها ثم أردف بصوت قاس :"ولكن السؤال هنا لمٓ فعلتيها ؟ ماذا كان هدفك بالضبط أن توقعي رجلا في حبالك وأنتِ على ذمة آخر؟...."

رفعت عينين تمتلئان بدموع اللوم نحوه فأردف بعينين تحملان شراسة فهد يستعد للانقضاض على فريسته :"لا.... دموع التماسيح هذه لا داعي منها الان ،الاوراق كُشِفت ولن أمشي من هنا إلا بعد أن أعرف السبب الحقيقي لفعلتك ..."

كور قبضته وأردف بوعيد:" لقد سألت وعرفت كل شيء عنكِ ثم أردف بصوت كالفحيح :تُرى كم مرة فعلتيها من قبل؟..."

عند هذه النقطة والصمت أصبح مُستحيلاً فاستقامت لتقف قبالته وأردفت بوجه شاحب وصوت مهزوز وإن كان قاسيا:" وحين سألت ألم تعرف أنني لم أتزوج سوى ثلاثة أشهر منذ خمس سنوات ومن وقتها وهو يتركني كالمُعلقة ؟....

ارتجفت شفتيها قائلة :حين سألت لم تعرف أنني اسكن بمفردي وأربي ابنتي بمفردي وأباها يتنصل من كل ما يخصها ؟..."

قهقه ضاحكا ضحكة ساخرة وأردف بازدراء :"وأين والدك الذي ادعيتي وجوده وهو مات منذ سنوات؟ ...."

زمت شفتيها وأردفت والدموع تلمع في عينيها :"حين قلت لك ذلك لم أكن أعرفك، كان في أول لقاء لنا وهذا ما كنت أقوله لأي شخص حتى لا يظن أنني ليس لي أحد ويضايقني..."

قال بنفس السخرية:" وأخوكِ ؟ وأختك؟...."

قالت بمرارة:" لم أكذب ؛ لي أخ سافر بعد أن زوجني مباشرة ولم يعٌد حتى الآن واختي ماتت قبل أبي بعام واحد، أنا لم أكذب عليك، أنا حدثتك عن حياتي القديمة حين كان لي أب واخوة ،كنت أهرب من واقعي باللجوء إلى ماضي يخصني لا يخص امرأة أخرى ...."

:"تبررين الكذب؟"قالها بازدراء

فأردفت بمرارة:" لا ابرره ولكن ...."

صاح فيها بحدة :"ولكن ماذا ؟"

قالت والدموع بالفعل تسيل من عينيها وجسدها كله يختض :"حين عرفتك كنت أعرف أنك مجرد بصيص ضوء ظهر فجأة وسيختفي فجأة لم آخذ وجودك على محمل الجد ،لم أتخيل أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه ..."

مط شفتيه قائلا بامتعاض:" وما الذي وصلت إليه الأمور ؟أنا فقط كنت أجلس مع امرأة متزوجة وأتحدث معها بحميمية وهي لم تمانع وفي آخر مرة .....

قطع كلماته والدماء الساخنة تندفع إلى رأسه ،لا يستطيع نطقها؛ لايستطيع نطق أنه قال لها احبك وهي على ذمة رجل آخر.....

صاحت فيه بحدة وملامح بائسة تنذر بانهيار وشيك :"قلت لك ليس زوجي ..."

هدر بغضب وهو يود أن يغرز أظافره في لحمها :"مادمتِ مكتوبة على اسمه إذن فهو زوجك لا تبرري لنفسك الكذب والخداع والتدليس...."

صرخت قائلة وشعورها بالظلم يمزقها:" أنا لا أبرر، أنا من البداية أعرف ان وجودك عارض ولن يدوم ولكني لا أريد أن تكون النهاية هكذا وتظل صورتي سيئة في نظرك ...."

"صورتك أصبحت مشوهة ،صورة مشوهة لامرأة يبدو أنها تمتهن اغواء الرجال .."

قالها بنبرة قاسية فوضعت رحاب يدها فوق فمها واتسعت عينيها زعرا

أما زهراء فقد احتدت ملامحها وقست نظرتها وضغطت على أسنانها قائلة بغضب :"اخرس أنا أشرف امرأة قابلتها في حياتك... أنا لم أقول لك كلمة واحدة ولم أفعل فعلا مشينا ولم ترى مني ماتقوله هذا .....أنا اكرس حياتي كلها لابنتي فقط بعد أن تنصل أباها من مسئوليتها ،ثم صاحت فيه وهي تشير حولها وامارات الجنون قد بدت على قسماتها: لو كنت امرأة سيئة لم يكن هنا مكاني في مطبخ أحد المطاعم البسيطة ،لو كانت مهنتي غواية الرجال لكنت اتنعم في الخيرات دون مجهود ،لكنت هانم لا طاهية في مطعم أعمل بيدي رغم أن لي نسبة في المكان فقط لأوفر أجر عاملة ...."

أشارت بسبابتها على الباب قائلة بعينين تحملان من المتناقضات الكثير ما بين حب وكره ولوم وغضب وحسرة وكرامة مهدورة :"اخرج من هنا ولا أريد أن أرى وجهك ثانية ،لقد ظننت أنك من طينة أخرى غير طينة كل الرجال ولكن جميعكم واحد ولكن بهيئات مختلفة ..."

نظر إليها من أعلى لأسفل بازدراء وأردف بقرف :"العفة ليست كلمات تقال؛ العفة أفعال ولو كنتِ كما تقولين مظلومة لما بقيتي على ذمته يوما واحدا؛ لا تبقين على ذمة رجل وتشاغلين باقي الرجال ...."

ألقى الكلمات المسمومة في وجهها وتركها وخرج بخطوات سريعة حادة دون أن ينظر خلفه أما هي فلم تستطع الصمود أكثر؛كان كمن غرز خنجر سام في منتصف صدرها ؛أزهق روحها دون أن يلمسها؛طعنها في قلبها الذي ذاق اللين فقط معه، تهاوى جسدها لتسندها رحاب التي صرخت ما إن وجدت جسدها يتراخى بين يديها وتسقط أرضا فتسقط معها وهي تحتضنها ليأتي محمد من الخارج على صوت رحاب المفزوعة

**********

بعد العصر

كان يوسف قد انتهى من توقيع العقود مع بعض السلاسل التجارية الكبرى وكان في سيارته يستعد للرحيل ،منذ أتى وسندس تتنتظر هاتف منه ليلتقيان كما اتفقا وهو للتو انتهى من عمله.....

قال للسائق :"هيا بناعلى الفندق سأرتاح قليلا ثم أنزل ثانية...."

"حسنا استاذ يوسف كما تريد"

قال يوسف:" ولكنك لن تنزل معي لا تقلق سأقود أنا وأنت إجازة لباقي اليوم ...."

قطع حديثهما اتصال من صالح رد عليه يوسف وبعد السلام أخبره بالعقود التي أبرمها فأردف صالح بخبث غير ملموس:" وماذا ستفعل بعد ذلك؟..."

قال يوسف بخبث مماثل:" أبدا سأعود إلى الفندق ...."

قال صالح بنفس النبرة :"جيد ؛ مريم أيضا عندك سأغلق معك لاطمئن عليها ...."

تجعدت جبهة يوسف وهو يسال أبيه:" ماذا تفعل مريم هنا ومتى جائت ومع من ولماذا؟...."

تنحنح صالح قائلا بوقار :"ذهبت بالأمس مع عمها هارون ؛ستأخذ كورس مكثف في الحاسب الالي ؛ كما تعلم هي لا تجيده وهو هام في العمل......"

اشتعل يوسف اشتعالا ذاتيا واردف وهو يجز على أسنانه:" والزوج اخر من يعلم؟"

قال صالح ببرود :"حين تصبح زوجا تحدث معي هيا اغلق لاتصل بالبنت فهي حاليا في المركز واقتربت على الانتهاء أريد أن اطمئن أنها ستستطيع العودة...."

قال يوسف بسرعة:" انتظر أبي من الذي اوصلها المكان؟...."

قال صالح مدعيا عدم الاكتراث:" أحمد من اوصلها ...."

"حسنا أبي أغلق الان سأحدثك لاحقا "

قالها بسرعة وأغلق واشتعاله يهدد بالانفجار فإلى جانب أن لا أحد أخذ رأيه في سفرها فهي الان هنا في العاصمة الكبيرة بمفردها وهذا أول تعامل لها على الإطلاق؛ اتصل باحمد الذي رد عليه مباشره ودون سلام أردف بانفعال مكبوت:" احمد هل لي بمعرفة عنوان المكان الذي تتواجد فيه مريم ؟...."

قال أحمد الذي كان يستعد للنزول من البيت للذهاب إليها:" انا ذاهب إليها الان حدثتني منذ دقائق وقالت إنها أوشكت على الانتهاء...."

أردف يوسف من بين أسنانه التي يجز عليها:" لا أريد أن أتعبك اعطني فقط العنوان انا هنا في القاهرة ....."

أعطاه احمد العنوان الذي لم يكن يبعد عنه كثيرا رغما أن الوجهة عكس وجهة الفندق تماما وقبل أن يغلقه أخبره ألا يخبرها لأنه يريدها مفاجأة

وهو ما إن أغلق معه حتى قال للسائق وهو ينزل ليستقل مقعد القيادة:" بامكانك العودة إلى الفندق لدي مشوار هام..."

قال الرجل :"ألن تحتاجني معك ؟...."

قال يوسف :" لا شكرا انا احتاجك فقط في المشاوير الطويلة لأنني أمل ..."

قالها وهو يترك الرجل ويركب السيارة بسرعة وينطلق بها

.............

بعد أن انتهت مريم من المحاضرة الطويلة التي قضتها مع فدوى ودرست فيها قدرا جيدا وطبقت أيضا كانت تشعر بالإرهاق الشديد ومع الإرهاق كان شعورا حلوا بالانجاز حتى لو كان إنجاز شيء بسيط ،استضافتها فدوى في مكتبها وشربا معا مشروبا مثلجا منعشا بعدها استئذنت مريم وغادرت المكان وهي تتصل باحمد ولكنه لم يرد عليها بناءا على طلب يوسف .....

وهي ما إن خرجت خارج البناية ووقفت تنظر حولها إلى زحام المارة حتى شعرت أن هناك أشياء كثيرة في الحياة قد فاتتها ،فكرت قليلا لمٓ ستعود إلى البيت وماذا ستفعل ؟

كان الصغار يحتاجون إلى ملابس والعاب ووعدتهما انها ستحضرها لهما ،لمٓ لا تذهب للتسوق قبل عودتها إلى البيت

ولا تعرف أن هناك من ينتظرها وعيناه تطلقان شررا ،ليس غضبا بل غيرة.......

رفعت الهاتف على أذنها مرة أخرى لتتصل باحمد وهي تخطو تجاه الشارع حين وقعت عينيها على سيارة يوسف المصفوفة بحوار الرصيف وهو يجلس على مقدمتها يناظرها بنظرات غامضة ليس لها أي معنى.....

لم يقل لها صالح على ترتيبه لذلك ما إن التقت عينيها بعينيه واقتربت منه حتى أردفت بذهول:"ماذا تفعل هنا ؟...."

قال باستخفاف وهو ينزل من فوق مقدمة سيارته:" كنت أسير بالصدفة فعرفت أن زوجتي سافرت من مدينة لأخرى دون علمي وتأخذ كورسات مكثفة حتى تقدر على التحدي والمواجهة فقلت لابد أن يكون لي دور في هذا العمل العظيم...."

لاحظت نبرته الساخرة فأردفت بنبرة مماثلة وهي تعقد ذراعيها فوق صدرها:" زوجتك السابقة سيد يوسف ..."

قال لها بنظرة شملتها من قمة رأسها حتى أخمص قدميها:" اركبي السيارة أحمد لن يأتي...."

قالت له بعناد وقد راق لها شعورها بضيقه:" لن اركب؛ لدي مشوار هام سأقوم به قبل أن أعود إلى البيت..."

ضيق ما بين حاجبيه قائلا :"أي مشوار هذا ؟...."

قالت بهدوء وهي ترفع حاجبا واحد:" ليس لك دخل ..."

ثم تخطته في لمح البصر لتوقف سيارة أجرة ، حين استوعب ما فعلته كانت قد وقفت لها بالفعل سيارة وأردفت بصوت عال للسائق مول ***** يا اسطى......"

قال الرجل:" تفضلي...."

أما يوسف فحين حاول اللحاق بها كان هناك سيل من السيارات يحول بينها وبينه فلم يستطع الوصول إليها فجزعلى أسنانه غيظا منها وهي تستقل سيارة الأجرة التي بينها وبينه صف سيارات

فأسرع نحو سيارته؛ استقلها وطار بها خلف سيارة مريم وهو يسب ويلعن بصوتِ مسموع خاصة وهو يخترق زحام القاهرة بسيارته في هذا الوقت من اليوم وجميع الموظفون عائدون من أعمالهم .....

أما ما زاد من توتره هو سرعة السيارة التي بدأت في الازدياد ما إن خرج السائق من بؤرة الزحام ليزيد يوسف هو الآخر سرعته وقد بدأ القلق يساوره ووصل الادرينالين في جسده إلى أعلى معدلاته .........


نهاية الفصل

أتمنى يكون نال اعجابكم وفي انتظار انطباعاتكم

soha, سبنا 33, samahss and 7 others like this.

Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:00 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.