آخر 10 مشاركات
سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سيدة الشتاء (1) *مميزة* , *مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          خدمة مميزة !!! .... (الكاتـب : حكواتي - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          106 ـ صيف في غيتسبرغ ـ بربارا بريتون ع. مدبولي (كتابة / كاملة** ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          437 - لحظة وداع - لوسي مونرو ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          434 - غرقت في عينيه - كيم لورنس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree11647Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-10-21, 10:35 PM   #801

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي




الفجر العاشر ..



تُغشى بصيرتك في التسليم لقناعات كبلت نفسك بها، دون جهد منها وعناء منك في فكها، لتكتشف أنها بلا قيد أساساً، لكنك برعت في لفها حول عنقك!












لم يجد منذر بداً من الهرب، ألحت عليه حاجة الاختلاء بذاته فكانت مهمة، والمطلب يتوه بين طواف المشاعر فسعي الأفكار، بما أجج سعيره..
صفّ سيارته أعلى جبل المدينة الشاهق، فهبط منها مترنحًا، أنفاسه شبه محتضرة، وكفه يمر موضع اليسار من جسده فيتأوه بثقل قلبه:
-اهدأ يا أخرق.. أتوسل إليك اهدأ
ارتكز على السياج ينكس رأسه يلاحق أنفاسه الواهنة، ثم يرفع بصره للأعلى بشهيق عميق متسائل:
-لم تكن مرضًا يا الله، ولا وهمًا تربص بي، كانت في قلبي حقيقة، حقيقة لدرجة أشعلت الأوهام وضربت بصحة عقلي في مقتل!
لا زال بذات الرجفة، يشعل سيجارته ينفث تبغها، وحريق جوفه يستبد به، راودته مشاعره.. استجابته الجسدية، ومعطياته الحسّية بنفور جلده، هالة المشاعر ذاتها وعلى ذكرها تضاعفت رجفة جسده استجابة فيزفر غضبًا ويلكم السياج:
-لستُ مريضا بها.. لست مريضا!
تقبع السيجارة بين شفتيه، فيحترق بين طيات الذكرى ولجوئه لزميله في الطب النفسي قبل سنوات لمتابعة حالته التي ضربت كل منطق يعرفه، رجل يتشبث بصورة امرأة تلاحقه في الأحلام والأوهام، تائقا لرؤيتها.. معترفا بإرادته الحارقة ورغبته للقياها أو مرآها على الأقل بكل ما يمتلك من جوارح، فأفضى لزميله ما ألمّ به، الذي استمع له بتركيز وبعد صمت وتدقيق شرح له:
((لو قلنا بأنك أحببت من النظرة الأولى وإن كان الأمر طبيعيًا فلا تغرنك الدهشة والتعقيدات، فهذا ما يطلق عليه بـ "هالة الجاذبية" أي أنك انجذبت لصفاتها الخَلقية أو الروحانية كالخير وخصال مميزة قد سحبتك بانبهار نحوها، شيءٌ منها جذبك!))
وهنا استبعد منذر الأمر كليا إذ أن جيداء قد عبرها بصدفة او اثنتين في الكلية، لكن لقاءه بها مرةً واحدة، ناهيك أنها عادية وأقل من حيث الجمال، ولم يعرف خيرها من شرّها ومع احتمال ورود الجاذبية بقوة إلا أنه استبعدها، فالجاذبية لا تحرقه لسنتين متتاليتين!
والأخرى أخبره بها الطبيب:
((أن يكون وجهها أو هيئتها قد ارتبطا بفترة أو "حالة" خاصة قد مررت بها وتلقائيا ما أن تمر تلك المشاعر المتعلقة فيما مضى دون إدراك منك فقد خزنها عقلك الباطني وهذا ما يبرر تواجدها طوال تلك السنوات))
ولما صدمه منذر بأنه كان خالي البال، مرتاحا وهذا ما يُعرف عن منذر أصلا:
((أنا أراها في أحلامي، وعلى غفلةٍ مني أجد صورتها تلاحقني، تفاصيل لم تمسني ولو لمرة.. أجادت مني وتصيبني بالذهول والخبال، لا يقتصر الأمر على شعور تلقائي احتفظ به عقلي الباطني، بل بإصراري أنا على إبقائها، والشعور الذي تمكن مني في حضرتها.. لم يحدث لي قبلها، ولا بعدها للآن))
وهذا ما يؤكد أن رغبته التي تخطت الحدود بالفرض عليها بأن لا تخرج من دائرته، ما حفز صديقه فسأل لغايةٍ:
((أي أنك تصر على إبقائها، مجازفا بمشاعرك، مع احتمالية وجودها الآن متزوجة.. مخطوبة.. أو حتى لا وجود لها بعد؟))
يبهت منذر بالحقيقة وبأكثر حالاته صدقا وتعرية لذاته يعترف:
((أجل مع ذكر كل الاحتمالات وأسوأها كارثية))
((وهل لإصرارك سبب؟))
يجيب:
((أجل.. للشعور الذي ما انفك يحرقني لمجرد ذكرها))
يقوده بالأسئلة لكي يصل محطة معينة يريدها وبشدة:
((إجابتك تخلو من المنطقية، أنت تريدها لإحياء الشعور والاستمرار به، يعني إذا رأيتها الآن وللتو ولم تحس بذات المشاعر فستغلق صفحتها للأبد))
ينفعل منذر حينها بقدر اليأس والتخبط:
((أي منطقية تلك التي تريدها، هل في عرض حالتي وما أعيشه أي ذرة من العقل؟! ثم أي شعور تودني أن أحييه؟ هي أساسا حيّة ولم تمت شعورها يضخ الحياة بي على العكس!))
وعلى ذكر آخر جملة من قول طبيبه، تخبط وضاع فهتف بذات القنوط يمسد جبينه:
((لا أعلم، صدقني لا أعلم، لكن ما أدركه جيدًا أن هناك هالة روحية تربطني بها، على أقل حدٍ من المواساة لنفسي))
ثم رفع وجهه إليه بتيه:
((والأسوأ أني أخشى أن تنتهي تلك الرغبة الحارقة برؤيتها))
هنا أقر صديقه أن رؤيتها هي الحد الفاصل.. وفعلا حين رآها أزف له البشرى والجميل أنه تفاعل معه بزخم عاصفٍ وأبلغه أن الخطوة التالية هي لقاء.. وجاء اللقاء من دون تخطيط!
لسعته السيجارة وهو في مطاحن الذكريات، فلم يتردد لثانية وأخرج هاتفه بأنامل راجفة يخبر صديقه باللقاء وشعوره الذي جذب الأقطاب، وأشعل النيران كلها؛ لتحديد ما يضمره أهو المرض الذي يشك به الطبيب، أم حالة روحانية أقوى، وجاءته الإجابة مختصرة:
((خطوتك القادمة.. حادثها وبسرعة))
دس الهاتف والتفكير بمجرد الحديث يرعبه، ويرهب قلبه المبتلى فيهمس بتعب..
((يا رب إن كان ابتلاء.. فأنا راضٍ، ستودي بقلبي جيداء.. ستقتله))


**


شقة وضاح مساء..
-من يرى حجم الفوضى النتنة في بيتك لا يصدق بأنك وضاح الذي يوشك على قتل أي من يلوث الأرض قبل قليل، لقد أرعبت المرأة يا عديم الذوق واللباقة.
خلع وضاح سترته ينفخ بضيق:
-مواعيدها دائمًا سيئة تستحق، ناهيك عن ابتياعها مع سبق الإصرار والترصد ومعرفتها بعدم الافتتاح للآن، تحرجنا حرفيًا يا رجل!
ارتكز منتصر على حافة الجدار يتهكم:
-ألم تفتحوا الصيدلية لحسكم الإنساني العالي، ومساعدة المساكين هناك؟ حري بك أن تترك غضبك الذي سيعدم الصيدلية من الزبائن وتوجهه لشقتك المقرفة فهي أولى!
هتف بها منتصر وهو يرمق شقة وضاح، يجعد أنفه باشمئزاز لم يحاول إخفائه ووضاح يتابع امتعاضه ويبرر:
-منزل عازب ما الذي تتوقعه مثلا؟
خطا منتصر نحو الصالة يخلع سترته المغبرة:
-الكثير من القذارة كما أرى الآن، مكرهة صحية على أقل حدٍ للوصف..
دخل وضاح غرفته يخرج ثيابا له وتوجه نحو بهو الصالة يرمق منتصر ويترك له الخيار والمنشفة حول عنقه:
-سأذهب للاستحمام، وأنت استخدم الحمام الخارجي عوضا عن تفحصك للقذارة المستدامة، أفضل لك كما أرى!
تبسم منتصر لفجاجة قوله وعلق باستفزاز:
-مع أنني أخشى المياه كما كل شيء إلا أنني سأفعل مجبرا، مع استخدامي لحمامك الخاص أنا الضيف هنا على فكرة..
ومن دون أن يترك له خياراً استخدم وضاح الخارجي، ومنتصر تنعم بخاصة وضاح كرد أكثر استفزازاً لقلة ذوقه المشهورة..
بعد وقت طويل تجاورا على الأريكة باسترخاء ينفثان تبغهما ومنتصر قد أعلم وضاح بشكل موجز ما حدث مع أيمن لاستقباله هنا في شقته وذلك لمتابعة دراسته، على ذكرها الأول انقبض قلبه برهبةٍ ووجل، وعن الشق الآخر من الحكاية تغيرت سحنته وأكظم وجهه غضبا، لم يعطه منتصر الكثير حفاظًا على خصوصية الشاب:
-بقاؤه لديك مؤقت ريثما أنهي الأمور العالقة، تواجده في منزله سيسبب له المزيد من الضغط والتعب خاصة ً في عمره هذا!
أيده وضاح بهزة رأس:
-مرحب به بأي وقت.. لا تقلق يا منتصر!
-قبل أن يأتي، عليك بتنظيف المنزل
أرفقها منتصر بالإشارة نحو بيت عنكبوت، فنفث وضاح التبغ في وجهه:
-لأول مرة أرى المتسولين يفندون شروطاً، متشكر لتجسيدك الحي لهذا المثل الشعبي!
لسماجتهما قدرة في تخفيف أي مزاج عكر فهدده منتصر:
-ستنظف الشقة رغما عنك، وأنت تلهو وتلعب كالمهذبين!
مرّت دعابتهما على خير وصمتا يرتكز منتصر بقدميه على الطاولة أمامه، يشرد في السقف حيث نقطة معينة يفكر بأحواله
وعن وضاح دارت به الأفكار حيث مصاف الذكرى، وجود منتصر يشعل ذكرها رغما عن جهده في نأيها، لكن الذكريات تلسعه بقسوة بزمن مضى كان شاهداً على كل ما حدث، لكمة حزن أشفقت لحال لبنى وحال أيمن.. لكنه مطمئن أنهما في قلبٍ أمين وهو المهم!
زفر يولي الفكر عنهما فالتفكير في حضرة منتصر خيانة؛ وشعور مذل له كوضاح، استمع لهمهمة منتصر:
-هل ستبقى الجلسة بهذا الجفاف، لقد خططت لليلة زاخرة مليئة بالمتعة!
سعل وضاح يتمتم بضحكة:
-لدي شجرة زاخرة ستعوض التصحر الذي نعانيه..
اعتدل في جلسته يكمل:
-في كل مرة أشعر بالجوع آتي هنا، أسترق منها وأسد رمقي
تبشر وجه منتصر يهتف سريعا:
-أين المرأة، أقصد الشجرة لا أستطيع التنفس مطلقا، أنقذني الآن قبل أن تفقدوني، خضرتها دائمة أم ماذا؟؟
سيطر وضاح على ضحكته:
- زيتونة يا منتصر زيتونة!
سأل منتصر بارتياع:
-زوجة باباي ما غيرها؟
رد وضاح بجسد مهتز إثر ضحكه:
-بل أشنع
تأوه منتصر بعد ضحكة صاخبة يهز كفه ويرمي برأسه نحو المسند:
-دعها لك إذا
شكا وضاح:
-المرأة تتعقبني بشكل يثير غثياني، تغريني وكأنني غر لا يزال في أوج مراهقته تفهم صدي تمنعا، تركت الشقة لشهر وجدتها تبحث في أثري
تأسف منتصر:
-ووجدتك؟
أومأ وضاح بأسف:
-وكسرت قلبها حيث استقبلتني على الدرج، وما أن دخلت حتى عاجلتني بأطباق لآكلها، وتخيل لو فعلت
على ذكرها سمعوا صوت طقطقة في الشرفة فعلق وضاح:
-موعد مساء الخير خاصتها كل ليلة
ضحكا كثيرا كثيرا على سلوك جارة وضاح التي تحاول التودد إليه وإغراءه لكنه لم يستجب لها توالت مواقف وضاح المضحكة معها فنفض منتصر عقب سيجارته في المرمدة:
-لا أعلم ما الذي وجدته بك، مغشية بصائرها المسكينة، وأستغرب أخلاقك العالية التي قذفت برغبتها عرض الحائط..
همس وضاح:
-تذكرت أن لي شقيقة.. ثم أنني لست كذلك.
وبوقاحة أردف:
-وللصراحة نحيلة.. تخيل ليست المواصفات التي آمل وتعجبني!
بشرود نطق منتصر:
-لا أعلم في اللحظة التي نخير فيها بانسلاخ فرض المبدأ، والواجب وتكبيل الظروف.. هل سنكون ذواتنا المحافظة والتي لا تقبل الخطأ، أم سننغمس في الخطيئة مباركين فك الأطواق!
رد وضاح:
-سنكون عكس ما نحن عليه، هذه اللحظات هي حقيقتنا التي نخفيها برداء الإنسانية، ونتوارى بالأخلاق عنها، لكن...
التفت إليه منتصر يكمل عنه:
-الوازع الديني والفطرة هي الفارق، أو بالأحرى الفيصل فيما يتعلق بنا
هز وضاح رأسه:
هذه هي.. ثم أردف:
-ومع أن شعور الشر يغري بالتجربة مع كل الأسف..
تنهد منتصر:
-مرعب لو كنا كذلك.. بل طامة لو فعلنا!
للحظة استجاب لوسوسة، فكّر لو انتهج مع لبنى دربا غير الذي يسلكه فكيف يكون؟
السلطة سهلة، كسر المرأة سهل.. بل إرعابها فن يمتلكه البعض بشغف، لكنه ليس من شيم الرجال. مطلقا، ولن يكون رجلاً لو آذاها! خرج من تفكيره السام على رنين هاتفه فالتفت إليه وجدها سلوان فتأفف بغيظ وحاول إلغاء المكالمة، لكنه قرر أن يغلق عليها المسعى برسالة:
((أنا مع العائلة، لا أستطيع الرد عليك))
استقام وضاح ملسوعا ظنا منه أنها لبنى فسأله:
-أتشرب شيئا؟؟
رأى نظرات الامتعاض من نظرات منتصر:
-أجل لا أثق بصحة أي شيء، لكن أصنع لي قهوة.
لم تبعث برد، مما أغضبه، لم يكن يتخيل أن سلوان لا زالت في وزر هواها القديم، شهران فقط ما قضتهما بعد طلاقها، وها هي نواياها تفضحها وتدلي بآخر ما توقعه، ظنها نسيت أمر قلبها نحوه بزواجها وأطفالها وحياتها، لقد صدق انها انشغلت أمام زملائهما، لكن ابنة عمه لها رأي آخر وهو بغباء منقطع النظير طلب منها أن ترافق لبنى لخلق ود فيما بينهما لنزع حالة الاكتئاب التي لازمتها وليفتح للبنى آفاقا جديدة بانفتاح سلوان، على ذكر المبجلة الأخرى ومض هاتفه فاستقبل رسالتها المترددة:
((أود الخروج مع أيمن للتسوق ثم النادي غدا))
افترّ ثغره عن بسمة هازئة فرد:
((البطاقة في مكانها، دعي السائق معكما طوال الوقت))
ثوان وجاءته رسالتها:
((حسنا، ليلة طيبة))
رمى بالهاتف واضطجع على الأريكة يرمي بأفكاره معها، لم يمض على مكوثه سوى دقائق والوسن زاره يريحه من تعب أيامٍ بلا نوم، دخل إليه وضاح رآه وأشفق حاله، عدّل وضعية قدميه ودثره، في أعمق نقطة من وضاح عرف أن منتصر يعاني.. وحالته اليوم ضايقته، فمن خير منه بمعرفتها!




Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 09-10-21, 10:38 PM   #802

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي





منزل الخباز..
أتمّت آخر لمسات تقشير وجهها، الليلة خطوبة سما على رجل ثري من خارج الحارة، تأهبت الفتيات وعلى رأسهن ثريا التي أعدت بشرتها للحفلة، دخلت عليها جيداء تسألها:
-هذه تجهيزات لحفل الليلة صحيح؟
أومأت ثريا وهي تضع الكريم على وجهها، لم تخف جيداء امتعاضها:
-ثريا دعكِ من هذه الحفلات لطفا، إنها استراحتك تأتي من محل عرفات منهكة للذهاب إلى الحفلات التي تعتبر مشاعًا وعرضا ليس إلا وبطريقة دونية وغير لائقة بفتياتها
تنفست ثريا بغضب تبرر:
-الحفلات فرصتي في الأنس والترويح عن نفسي، كما أنني أخرج كل طاقاتي المكبوتة فيها
غشاها غضبها من ثريا فلم تختر بعناية ما تفوهت به، إذ كل ما تراه هو تصرفات ثريا المستفزة فقط:
-تستطيعين الترويح مع نفسك معي، نخرج نتمشى في الحي، نسهر على السطح، دعكِ من الحفلات المليئة بأم أحمد الخطابة وغيرها من مزادات العرسان، التي نبدو كالمهرجات قربهن.
أظلمت تعابير ثريا تسأل وهي تتقدم منها:
-ما الذي تقصدينه؟
ردت جيداء بسخط:
-ما فهمته.. نعم أقصدهن بعينهن، تلك النسوة اللاتي يفسدن علينا متعة السهرة بركضهن هنا وهناك عند أم فلان الثري، وأخت فلان الوسيم، هذا مبهر جاوري والدته، ذاك أستاذ تملقي بجوار أهله، ما يحدث هناك مستفز جدا ومهين للغاية
وبطريقة فظة أنهت قولها:
-أنا لن أذهب هناك مطلقا، حتى الحفلات باتت ترهقني وتتعب نفسيتي.
تركت ثريا علبة الحريم من يدها وتوقفت عن تدليك بشرتها، وبملامح شاحبة حروفها:
-شكرا لك جيداء، لم أضربك على يدك لتذهبي معي، أذهب لوحدي..
رأت عبوس جيداء ونيتها في تصحيح القول فأغلقت مسعاه:
-أنا على علم بكل ما ذكرته وأذهب لقصده حرفيا، فأنا أريد الزواج بصراحة القول، أنا بحاجة رجل معي وحولي.. سأوفر عليكِ ما تريدين قوله..
حاولت جيداء إقناعها:
-وأنا أيضا أرغب بالزواج ثريا، بل كل أنثى على وجه الخليقة تريد، لكن ليس بتلك الطريقة فأنت أكبر وأهم من هذه التصرفات التي قد تحط من قدرنا لا أحد يستحق والله..
لحسن الحظ دخلت ربيعة على الصوت وسمعت ما سمعته فالتفتت صوب جيداء:
-لا شأن لكِ بها، كما أنك ستذهبين للحفل وتغيري أجواءك الكئيبة يا كئيبة، هيا أسرعي إلى غرفتك..
شهقت جيداء غير مصدقة:
-أمي
-قلت هيا أمامي
توجهت ربيعة صوب ثريا:
-لا عليكِ منها، أتمنى أن تجدي مسعاكِ وغايتك وأن يلقي الله بنوره على قلبك فتبصرين ما أظلمته الدنيا عنك يا حبيبتي
ثم خففت حدة موقف جيداء:
-تعرفينها دائما ما تفضل عزلتها... تعبأي بقولها
تركتها بقناعة مهزوزة، وعقل واعٍ بحجم الخطأ، لكنها تعانده بقسوة، ودخلت عند جيداء التي تحدث نفسها بغضب:
-نذهب إلى الحفل وبسبب الست ثريا تراق كرامتنا بالنظرات المعتوهة، وفوق هذا كله ثريا لا تقبل بأي عريس يأتي، بل ولها مواصفات
قاطعتها والدتها:
-أنت تمتلكين كل ذلك الغيظ لم أخفيته في قلبك لها، لا بل وكنت تسايرينها تركضين معها نحو كل حفل
زمّت شفتيها ترد:
-أمي، لم أكن راضية بكل هذا، كنت أذهب لأجلها
قوست ربيعة شفتيها للأسفل:
-والآن تذكرت كم أهنتما نفسيكما بتلك النظرات والهمزات؟؟
-لم أنس.. أخبرتك أنني مجبرة أمي..
تنهدت ربيعة تجلسها قربها:
-ثريا لن تستجيب لك بسهولة، بل ربما قولك ذاك آذاها
ابتأس وجه جيداء فرق قلب ربيعة لها:
-أجل أنت مخطئة وعليك أن تأتي لها بما لا يجرحها، الحفلات وإن ذهبت لها بنية واضحة لا تنسين أنها ترفه عن نفسها بها كرقصها المجنون مثلا!!
تبسمت جيداء لذكر رقص ثريا المميز:
-هي مخطئة بقناعاتها ولا أرضاه لكِ وحتى لها، لكنها ستعلم وحدها وتمل من تلك القصص
سألت جيداء بهمس:
-ما الذي بقي بعد الثانية والثلاثون؟
تنفست ربيعة عميقاً:
-بقي الكثير الذي لا تعرفه، لكنها لن تبقى مغشية البصائر ستعلم وتوقن الحقيقة كاملة، وأنتِ قلتها أثناء برطمتك، ثريا لا تقبل بأي خاطبٍ يتقدم، بل إنها واقعية وتقدر قيمة المعطيات التي تريدها ولا تتنازل، تعالي لها باللين ورفق القول، لن تملكي أحدا بفظاظة القول ولن تؤثري فيه يا جيدو
تنهدت جيداء بلا رد وعبء الحفل يثقلها فها هي ستبحث ثوبا وتضطر لمقابلة الوجوه التي تمقت وتتعايش معها رغم نفورها
-هيا حبيبتي تجهزي..
تجهزت جيداء بغير نفسٍ تنفخ هنا وهناك وبعد معاناة استطاعت ضبط ثوب أزرق وخرجت إلى ثريا ببسمة حلوة ترقّع ما حدث:
-هيّا ثريا أنا جاهزة.
ما أن خرجن إلى الشارع باتجاه الحفل حتى علا رنين هاتف ثريا باسم موسى الذي استعجل ثريا:
-اسمعي تواصلي مع براءة وأخبريها أن اللقاء سيكون في خربة سمور حسناً؟؟
توقفت في منتصف الطريق بحيرة:
-هل أبلغها أن تأتي به إلى الحي هناك؟
-أجل لقد جمعت الشباب كلهم ونحن بانتظاره..
تنفست بتوتر وأقفلت منه لتهاتف براءة تستعلم منها عن موعد مجيء الشاب:
- الساعة التاسعة مساء، حسنًا.. حسنًا تم الأمر!
أنهت الحديث معها لتحادث موسى ثانية تعطيه الموعد بالتمام للإطاحة بالشاب، استفسرت جيداء التي ترى الرعب جليا على وجه ثريا:
-ثريا ما الأمر لم توقفينا هنا في الشارع، هل غيرت رأيك وقررت عدم الذهاب للحفل؟؟
ابتلعت ريقها:
-لا سنذهب لكن لن نتأخر، نؤدي الواجب ونخرج...
لم يكن بقدرتها إفشاء سر براءة ولن يخرجها من رعبها إلا الرقص مثلاً، لم تتأخر في الحفل باركت للعروس وبحسرة نعت تقشير للبشرة وخرجت إلى بيت ضحى تنتظر موسى لأنها لا تطيق صبرًا وتود الاطمئنان..
**
حشرت براءة نفسها في حمام المنزل تهمس للشاب الذي تورطت معه:
-أنا سأكون في خربة سمور بانتظارك...
أمطرته بمعسول الكلام حسب خطة ثريا لتستدرجه إلى حيث موسى الذي سيتلقفه ويعطيه درسا لن ينسه
ظل معها على الهاتف ولم يغلق الخط، ورغم مجازفتها بالبقاء في الحمام والمناداة كل حين وآخر إلا أنها تغلبت على خوفها فحريتها اليوم على وشك أن تحصّلها.. نادتها أمها فهتفت:
-أمي أنا أستحم وأحتاج خصوصية انتظريني قليلا وأخرج.
طال الطريق أو أنه من أثقل بسماجته عليها وعائلتها بحاجة لاستخدام الحمام المشترك للمنزل فهمست له بخوف بدا له مغويا:
-أنا سأضطر أن أفصل الهاتف دقائق وأكون بقربك. لا تتأخر عليّ..
لم تنه الكلمة إلا وضربات والدها اشتدت على الباب، فسجدت بعينيها شكرا لله، وخرجت تحت نظرات والدها المتشككة والذي لم يرحمها بتفتيش ثيابها
-ما الذي كنت تفعلينه منذ ساعة، أنا منذ فترة لم أعد أستسغ تصرفاتك؟
رجته بلا صوت إلا يتعمق في تفتيشه ولرأفة الله بها لم يصل إلى صدرها ولم يتلمسه وإلا انفضح سترها فبكت:
-لم أفعل شيئا كنت أستحم، أقسم ألم ترى شعري مبلولا
جرّها من شعرها ولم يعبأ بصرخاتها يرميها في غرفتها يأمرها:
-افتحي خزانتك
وفتحتها فشرع يبحث فيها تحت تدخل والدتها، وانقضى الحال به إلى مكتبتها وحقيبتها المدرسية فلمح أشعار الحب التي تتوسم بها كتبها فلطمها حتى سال الدم من فمها يطرحها أرضا يركل ويرفس بصراخ:
-يا فاجرة، يا قليلة الحياء أي حب الذي تتغنين به
أوقع والدتها التي تدخلت تحاول إبعاده عنها فنهضت تركض نحو جدتها تصرخ:
-براءة براءة يا خالتي، أنقذيها من بين يديه قبل أن يبليها بعاهة!
ولم يرحمها من نوباته المعتادة إلا جدتها التي تدخلت ورمت نفسها جانبها تستجير به:
-استحلفك بالله يا ولدي أن تتركها.. بالله عليك اتركها
وقف بعصبية يرتجف بهول ما رآه ابنته الحقيرة تتغزل وتشكو أمر قلبها بمخطوطات، هذه تربيته التي كد بها، لم تتجاوز العشرين وتفعل ما فعلت، كيف لو كبرت لهربت مع رجل ما، عند هذا الخاطر اهتاج:
-أعينني عليها يا أمي أعينني، لا تتستري عنها وتحميها، مثلها قتلها واجب قبل أن تزهقنا بفسقها!
ضربته بعصاها تزجره:
-بل أعنها يا ظالم من شر نفسك وسوءتها، هذه ضلع قاصر التي تركل وترفس بها حسبي الله ونعم الوكيل بك.. حسبي الله ونعم الوكيل بك..
سحبته زوجته وتركتها في عهدة جدتها التي كفكفت دموعها وأنهضتها تجلسها على السرير وأخذتها بحضنها تبكيها وتبكي ولدها الذي هشم عظام البنت التي لم تتجاوز السادسة عشرة، لما استكانت إلا من تأوهات كل حين
تركتها بعد حين تأمرها بالنوم ووجهها مكدوم تشهق كل حين ببكاء لم ينته:
-نامي يا حبيبتي، نامي.. هداه الله وهداكِ
ما أن خرجت جدتها حتى لطمت وجنتيها المحمرتين بالصفعات تتحامل على ألمها وتخرج الهاتف من صدرها تطمئن لرسائل الحقير الذي تورطت معه.. بأنامل متعبة مسحت الشاشة وعيناها ترنوان بالنظر إلى الباب المقفل بالمفتاح ترى رسالة ثريا:
-أين أنتِ براءة..
لم تستطع محادثتها خوفا من اقتحام والدها الغرفة، تواصل رنين الشاب يعلمها بوصوله الحارة، مشت خطوة فترنحت للحظة وازنت نفسها تراقب سيارته من نافذة غرفتها بعينين وجلتين رأتها تسلك طريق الخربة، ارتفع وجيب قلبها تدعو:
-اللهم سلم.. اللهم سلم
ورسالة من ثريا تبلسم قلبها مع دعائها:
-ها قد وصل اطمئني سيزول كل شيء.
وتشاء الأقدار أن بذات الخربة التي شاعت فيها فضيحة موسى وضحى قبل سنوات، أن ينقذ موسى فيها سمعة بنت أخرى..
وغرائب الدنيا لا تنتهي!
**




يتبع...



Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 09-10-21, 10:39 PM   #803

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



لم تصبر ثريا وهي تلمح موسى قادماً فركضت إليه تستفرد به فناولها شريحة صغيرة:
-هذه الذاكرة التي تحوي صورها، وصور غيرها
لهث موسى يمسح عرقا تصفد على جبينه:
-لا زال في جعبته الكثير، لقد صورته بوضعيات مذلة، وأخذتها تهديدا له، لن يجرؤ أو يفكر بإيذائها!
لم تتوقع من موسى أقل من ذلك وذاكرة الهاتف بين يديها سُرت من قلبها تسأله براحة:
-ماذا فعلت به؟؟
انحنى يمسك بطنه:
-أنسيته حليب والدته، سأعيد تشكيله من جديد ذاك الحقير، لم تكن فقط تلك الفتاة من يهددها، بل الكثير من الساذجات اللواتي يوهمهن بالحب ويستغل ثغرات فيهن ويسحبهن نحوه.
التمعت عيناها فرحاً، حبا وبهجة، لدرجة نسيانها أن الذي يتحدث بالفضائل هو موسى، أثنت عليه من قلبها فطمأنها:
-لا تقلقي كل فترة سأستدعيه وأمرر دروسي على شاكلته، حتى أن صديقي نبهني لأمر آخر مخفي بحوزته وسنحصله بالطبع..
اقتربت ضحى وجيداء باستغراب تسألان الأمر وحال موسى المجهد فبرر بتعب:
-لقد تعاركت مع أصدقاء قدماء، سأصعد للراحة إلى اللقاء
سألت ضحى بفضولها:
-ماذا ما الأمر، ما الذي يحدث؟ هيا أخبريني..
تبسط وجه ثريا القلق وغمغمت:
-رأيته متعب وهو قادم بطريقه فخشيتُ عليه، وسألته هذا كل ما في القصة!
ابتلعت ضحى خوفها، فهل لاحظت ثريا على موسى ما علمت بأمره هي وتخفيه حبوب لا تخطئها العين يتناولها بشكل يومي، نسيت ما يتحدثن به ودار بها الكون بقرار انفصال مثلا ستجبرها عليه.. شدتها ثريا بعد ملاحظتها شرودها وسألت بشرود:
-ما الأمر؟؟
-متى سيتم افتتاح الصيدلية على حد علمك، منزلكم مقابل لها مؤكد تعلمون، طالت قصتها كما أرى، كل مرة أحرج بدخولي وهي غير مفتوحة بشكلٍ رسمي
لم يجلب الموضوع لضحى أي إثارة فقالت:
-لا أعلم ولا أهتم في الواقع، يمكن بعد يومين، يوم الجمعة أظن..
كانت الثلاثة غافلات عن نظرات سالم الذي استقام عن كرسيه مدهوشا فوصل زجاج الصيدلية ما أثار استغراب منذر ووضاح اللذين لحقا به يرونه يكاد يحتضنه فتمتم باستغراب:
-سبحان رب الصدف وجامعها، كيف يأتي بها!
التفت نحو وضاح يخبره:
-أرأيت فتيات الثلاث اللاتي يقفن في منتصف الشارع من يكونن؟
تحفز نظر منذر فواجه الشارع وهيئة واحدة يحفظها تسللت لقلبه الذي صفعه برؤيتها تسارعت نبضات قلبه ووضاح يتساءل فيرد سالم:
-الشاب الذي اصطدم بسيارتنا، زوجته تلك وشقيقتها التي بجانبها
للحظة.. للحظة توقف قلب منذر وسالم يكمل فيعاود ضخه بطبيعية:
-من تقف على الرصيف تلك زوجته، والتي تقف على الطرف شقيقتها..
بلا مبالاة نظر وضاح نحو الفتيات فعدّل النظر هذه المرة وذرات الإعجاب تتقاذف حوله وتتطاير بالقد القاتل، جسد مغرٍ وملفت يجذب بصر أيٍ كان، حلقت الذرات حتى وصلت ثريا فالتفتت تؤشر نحو الصيدلية بضحكة فاصطدم بوجهها وعرفها كانت امرأة كاملة بثوبها حد الخطر والفتنة، تذكرها وتذكر أمر زواجها فنكس ببصره عمّا لا يحل له وتمتم:
-عرفتهما، غريب جدا لم يخطر ببالي أبدًا
استفسر منذر والموضوع أهمّ مشاعره الفضولية التي فوتت التفاصيل التي يكاد يجن لمعرفتها وكيف لا يفعل والموضوع متعلق بجيداء
-التفاصيل من فضلك سيد سالم، تعرفني أحب الاطلاع على كل شيء.
**
-علاء من فضلك ساعدني لكي أذهب لسريري..
قادها علاء بذهن شارد أوصلها ومددها يودعها قبلة على الجبين:
-نامي حبيبتي، تصبحين على خير
شدت كفه تسأله:
-ألن تنام معي أو على الأقل تجالسني حتى أغفو، منذ أيام لم تفعل.. بت أشتاقك!
نظر إلى ساعته ثم انحنى نحوها يقبلها سريعا:
-لدي أعمال كثيرة مشغول يا عزيزتي.. تعرفين تراكم الأعمال لدينا هذا الأسبوع كتابة صكوك
أومأت تدعو له ببسمة:
-موفق حبيبي..
حدسٌ ما يقلقها ويناور على يقينٍ، وما كذب فؤادها أبدا، تمتمت أذكار المساء وأطبقت جفنيها فذهبت في سباتها، وعنه طوى الملفات وشرع بكتابة الصكوك وهاتفه يأتي برسالته شبه المعتادة:
-لم أستطع النوم للآن، ماذا عنك؟
تبسم لمحاولة اهتمامها الذي يكاد يئن لفقده هذه الفترة:
-لدّي أعمالي وبالطبع لم أنم
سريعا ما بعثت إليه:
-رباه لا زلت بنفس نظامك الأول، لم تتغير مواظب ومثابر في كل شيء وأي شيء.
-ما الذي سيغيرني، أنا هكذا لم أتغير؟
لم يكن يعلم بتنفس شريكته بالمحادثة المحتدم ولا غضبها الذي تطبق عليه بقسوة يسعدها جدا أن تكسر هالة النظام وتغير فيه ما عجزت عن تغييره بذاتها فأكملت له:
-بالطبع أنت لا تتغير، وهذه السمة التي تميزك..
سأل بجوع:
-لا زلت مميزا بنظرك، تسعدني مشاعرك الطيبة..
قهقهت بانطلاق تكتب وتحذف حتى أرست حروفها:
- لا زلت جذاباً كما كنت، زاخرا بالحيوية، سحرك متقد لا ينتهي، ومغرورا وهذا ما يتفق عليه الجميع
وأتبعتها بوجوه ضاحكة
انتشى، نزعة النقص في رجل مثله تتغذى على الاهتمام، حد التخمة التي لا تنتهي:
-وأنتِ لا زلت تجيدين صياغة الأحاديث بما يبهرني!
مسحت دمعة يتيمة سالت على وجنتها ترد بضحكة:
-لأنك لا تتوقف على إبهاري!
وقضى بينهما الحال حتى مطلع الفجر، مع امرأة كان معها فيما مضى وخذلها، كما يفعل مع أخرى ترقد على السرير وهي بحاجته، وللمرة الثانية يعجز عن كونه عوناً لمن يحتاجه!
**
في شقة سالي
أتمّت المحادثة معه واضطجعت على سريرها، شعرت بحاجتها لسيجارة فخرجت نحو الشرفة، سحبت واحدة وأشعلتها، وفجأة تقبض على قلبها شعور الخوف والبغض الذي تعرفه، هذه ريح زيد..
زيد طليقها الذي تميز ريحه عن بعد أميال تلفتت بجزع تبحث عنه في الشرفة، سحقت السيجارة بخوف ترتدي مئزرها وتبحث، لم تر شيئا فعادت بذات الخوف إلى مكانها هناك لمحته.. سيارته مصطفة على جانب عامود المنزل عينه بعينها، ارتعبت تشهق أنفاسها بخطر أغلقت شرفتها وسحبت الستائر توصد الأنوار وتهرب منه.. تهرب من سنواتها معه



يتبع..





التعديل الأخير تم بواسطة Lamees othman ; 09-10-21 الساعة 11:13 PM
Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 09-10-21, 10:40 PM   #804

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي





**
بعد منتصف الليل
هبطت جيداء عن فراشها ولقطات الحفل السريعة تمر ببطء على مخيلتها فتبتلع غصتها وتتنهد بثقل، سارت نحو المرآة تعاين شكلها، مرت بكفها نحو خصرها، ارتفعت يديها نحو عنقها وتجردت من البلوزة التي ترتديها خلعت القميص الداخلي وتجردت من كل شيء عدا ما يغطي صدرها،
بعينين مغمضتين، مرت بكفها بدءا من عنقها فكتفيها تتبع مسار كفها وتصطدم بالزوائد والمنحنيات الكارثية، جسدها منفر بطريقة لا تُنكرها، لا تعدها تصالحا مع الذات ولا قبولا، فهي لا تقبل ولا تتقبل النظرات والتعليقات حولها، لا يهمها (رؤية) من حولها، بل اهتمامها ينصب على (رؤيتها) هي التي تود الوصول لجسدٍ يرضيها، تحبه تتقبله، ترتدي فيه ما تتمنى!
-العقدة بي أنا، عليّ تقبل سمنتي، لكي أصل إلى ما يرضيني!
جذبت البلوزة من الأرض ترتديها فأصبحت بوجه المرآة تجنبت النظر إلى صدرها وحجمه، فحثت نفسها بصوت مسموع:
-افتحي عينيكِ، افتحيها، هذا جسدك، جزء منك إياك أن تنفري منه بهذه الطريقة، هو منك ومسؤولة أنت عنه..
فتحتهما ومررتها ببطء على كل تعاليم جسدها لمست الزيادات والانحناءات، تنفست عميقاً:
-أنا راضيةٌ بك كيفما كنت!
رفعت البلوزة فاقتربت أكثر حين خدشت البلوزة حبة دهنية تستقر في ذقنها، اقتربت تمسح ذقنها فبُهتت ترى شعرتين سوداويتين قاسيتين وجودهما غريب، يقبعن في ذقنها، فالتقطت ملقط الشعر تزيحهما تغمغم:
-ما هذا الشعر الغريب
**
فرقت أجفانها بتعب، ببطء مدت كفها تلمس وجوده فلم تجده، زفرت بيأس، النوم يسرق منها كل تفاصيلها، علاء يحتمل منها ما لم يحتمله أي رجل آخر، تحركت بثقل وجسدها مطلقًا لا يسمح، ازدياد السوائل أدى إلى انتفاخها بشكل مؤلم، قدماها متورمتان، وجهها يداها، كل ما طاله جسدها يزداد بشكل غير طبيعي، وإرهاق يذوي بها إلى الاستلقاء والنوم طيلة اليوم، لا ترى طفلها الذي أهملته كحال كل شيء لا ترى زوجها إلا لماما وتشكر الوديعة التي أعادت رونق وجهه إليه، وأعمالها المزدحمة التي تُشغله عن اهتمامها، اعتدلت لتقف، ما إن وطأت قدميها الأرض ولمستهما حتى أجفلت، ثقل، وخدر رهيب يلسع قدميها لدرجة عدم الإحساس، مدت كفها تسحب خفها وحاولت ارتداءه فلم يدخل، للحظة انفعال تأثرت حد البكاء، برؤية كل شيء حولها ينهار معها جربت ثانية وفشلت رمت برأسها نحو السرير ثانية تهتف:
-يا ربِّ أنها أيام ثقال فخفف وطأتها عليّ..
شردت بالسقف مطولا، مستغربة عدم مهاتفة علاء لها لليوم الرابع على التوالي تستيقظ مع أذان الظهر ليس إلا فبعثت إليه برسالة:
((صباح الخير حبيبي، أريد رؤية باسل هلا طلبت من منذر أن يأتي به هنا))
لم يرد رغم اتصاله، وتغييره لصورة ملفه الشخصية على موقع التواصل وهو الذي تبقى صورته لسنوات دون تغيير فبعثت مجددا:
((أين أنت علاء؟!))
نفضت عنها ظنًا سيئًا مع حاجتها لاستخدام المرحاض التي تلغي أي توجس آخر، استقامت تمشي حافية وهناك لم تدخل لذات السبب، امتدت للأمام تضع كفها أسفل بطنها تهتز لفرط حاجتها لاستخدامه، ولوخز الخدر المقيت، فارتدت خف زوجها تتزن، وقبل الدخول هاتفت علاء فلم يجب، فاتصلت بوضاح باكية شاكية:
-وضاح اجلب لي خفّا بيتيا بمقاس كبير أرجوك، حجمي لا يسمح بأن انتعل مما لدّي...
أنهى وضاح تركيب آخر مصابيح الإنارة في صالة الصيدلية، فكانت بألوان زاهية ملونة بما يناسب ديكور الصيدلية الأكثر من عصري ومميز، أقلقه اتصال رونق الباكي فهرع إلى جلب ما تريده وإن لم يكن يمتلك فكرة عما يلائمها، خرج يمشي في الشارع، ووجد لائحة عرفات لمحل ألبسة دخلها واستقبلته ثريا ببسمة:
-تفضل؟
توجه صوب بسطة تحوي الكثير من الأحذية فتبعته تساعده:
-أخبرني ما الذي تريده؟ كيف يمكنني أن أساعدك؟
رفع رأسه لها يشرح والبضاعة لا تلائم ذوق رونق قبل علاء:
-خف منزلي واسع يناسب سيدة حامل؟
ضيقت عينيها تسأله:
-في شهورها الأخيرة؟؟ صحيح؟؟ أعتقد أنه عليك أن تختار لها ذا الأصبع الواحد ومفتوح من الأمام لأنه يتحمل ثقل القدم
بغير قصدٍ تثبتت عينه في عينها استغرق وقتا للإجابة بالتمعن المفترس حد السقوط، وما أن انتبه لوجهها المتسائل حتى هز رأسه بضياع مؤنب:
-أجل.. في شهرها الأخير!
مرت على واحد رآه وضاح وكان يبدو مستعملاً بما لا شك فيه:
-ألا يوجد غيره؟؟
حيرت عينيها تبحث ورفعت رأسها:
-هذه البضاعة مستعملة، لن تجد هنا بضاعة جديدة، سأحاول البحث لك بما يبدو مقبولاً!
قلبت كل الرف تثرثر:
-لدّينا نوع يناسب كل الأحجام حتى أنني أنصح به كل النساء الحوامل، مريح وخفيف والكل يشكره عن تجربة!
أومأ بمجاملة فبحثت في الكومة ولم تجد:
-سأبحث لك في الرف السفلي!
انحنت تبحث لهُ وكاد أن يصرخ بها عن الانحناء في حضور أي رجلٍ كان، قد يطير بصره لمفاتنها مدت نفسها للأمام فجحظت عروق يديه يرفع حاجبه عن عرضها وبعد جهاد رفعت يدها التي تحتوي خف بفردة واحدة تهتف بصوت لاهث:
-أبحث عن أختها في الرف خاصتك، ريثما أنهي البحث هنا!
لم يتناولها فسألته بصوت أشبه بالزعيق:
-خذها؟
وضاح يمسك فردة الخف بيده ويبحث، كاد يضربها ويصرخ جنونا لكن لأجل عين رونق مضى ..
بطرف أنامله أخذه فتمتمت وتلوي شفتيها:
-لم تعجبه ابن الأكابر، لماذا جاء لبسطتنا
قهقهت بمكر:
-حسنا أنا أريك ماذا سأفعل، بدهاء أخرجت خف متأكدة لم ير مثله بسوء منظره وناولته إياه تسأله تراقب رأسه المنكب يبحث هو الآخر بالرف العلوي:
-ما رأيك بهذه؟
ارتفع حاجبه بذعر ثم ما لبثت بصيرته تستكشف مكرها يهمس من أسنانه:
-لا ..دعينا بالنوع الأول..
أومأت :
-كما تشاء، ابحث جيدا .
بسيطرة يشكر الله عليها تغاضى عن أمرها، حاول البحث وفشل عادت له تجاوره تبحث بجهد وما إن وجدت الفردة الأخرى حتى نظرت له بمطة شفاه:
-ها هي، إنها أمام نظرك على فكرة
نظرته القاتلة جعلتها تبتسم بلباقة لطيفة:
-إن شاء الله تعجبها، ربنا يتمم حملها على خير، ويفرحك بمولودك يا رب.
خرج بهزة رأس أزعجتها، أخرجت الهاتف تحاول محادثة براءة المتغيبة ليومين عن المدرسة وفشلت فتمتمت:
-لعله خير يا براءة
**




يتبع....


Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 09-10-21, 10:41 PM   #805

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي







بعض الآلام صارخة وناطقة، وبعضها لا يوصف بالحروف، بل أصعب من الكلمات فيعاني الخرس، وهذا أيمن بل هذه لبنى تقوقعا بأحزانهما وهزائمهما، يجيدان كتمانها والإطباق عليها بمعجزة . استغلت غياب منتصر اليوم في عمله، توترت قبل التفوه بالموضوع وما أن حسمت قرارها فتحته:
-أيمن إن لم تجد من يسمعك أو استعصى عليك القول، اتخذ صديقا لك من العدم وحادثه، أرجوك لا تبقى هكذا، يعز علي أن تذوي وتبقي ما بداخلك هكذا، أرجوك لا تراكم الأحاديث في قلبك!
أخوها لا يتحدث ولا يطمئنها، تخبرها عيناه بالكثير، هو ليس مثلها مهما عانت لن تصل لربع معاناته، حارت فيه وبطريقة تريح قلبه فالكتمان سيؤثر فيه سلباً وهي لا تريده مثلها إطلاقا لا تريد هذا لرجل قد يشب على الشك أو عدم الثقة، الاختلاف بين المرأة والرجل كبير، المرأة تستطيع المضي والتجاوز وإن راكمت وعن الرجل فهو يسحق بتراكماته التي ستغدو أمراضاً وعقداً . أخبرها بصراحة:
-لست بحاجة لأصدقاء أبث لهم همومي، أنا بخير ولا أعاني من شيء، لا أعتقد أن هناك ما يستحق أو يشرفني فيما أبثه أصلا..
برفق اقتربت منهُ تهمس له بحلاوتها:
-غدا ستعود إلى البلد وتباشر دوامك، لا ضير إن أفضيت ما بقلبك وبدأت صفحةً جديدة مع الحياة ، مكان جديد بروح جديدة هكذا يجب أن تكون.
مال طرف فمها ببسمة مشجعة:
-في صغري اتخذت صديقا لي، كنت أخبره يومياتي وما أشعر به، دون أن يخبر أحدا؟
-وهل حفظ سرّك؟
تحمست:
-أجل كان خيرُ وفيٍ لي، لا ينطق ولا يبوح بأمان أشكو وأعبر وأرقص وأبكي، أفعل كل شيء...كل ما تتوقعه، لا حدود بيننا مطلقا!
نفض رأسه والفكرة لم تعجبه:
-لا أمتلك مساحة الثقة التي لديكِ، كما أنني لم أصاحب أحدا، ومن كانوا معي لن يسألوا عني، ولن أخبرهم ببساطة عن تاريخنا الزاخر بالفضائح
ضربته في كتفه:
-من قال لك صديقي من لحم ودم! أنا مثلك لا أثق بأحد كنت أفرغ كل مشاعري في مدونة خاصة، أبث فيها كل شيء ولكي أكون صادقة كان لتأثير الأحاديث والثرثرة قدرة معقولة في التخفيف عني!
شردت في ذاكرتها:
-أنا أدرك جيدا كيف يكون شعورك حين لا تمتلك فيه أحدا تخبره بأبسط ما لديك، أو تلجأ له، يستقبلك أو يسمع منك دون أن ينتقص من قدرك أو ينظر لك بدونية.
الخوف كان ما دفعها لنصحه، وعدها أن يفعل وتتمنى من قلبها، خوفا أن ينزلق بما تخشاه..
ودّعته وطلبت منه التفكير بجدية قبل أن يخلد إلى النوم.
تركته ودخلت إلى مكتب منتصر تمسح الغبار عن كتبه، بالرغم من دعوة منتصر الدائمة لها للقراءة لكنها لا تقرأ، لفت نظرها كتاب ((٥٥ مشكلة حب)) ابتاعه منذ فترة وطلب منها قراءته أكثر من مرة ولم تفعل،
ضربها الشك في مقتل في كون منتصر عاشقاً ويعاني لوعة الحب، حصرت الأسماء ببالها فلم تظهر سوى سلوان تمتمت بسخط:
-الحقيرة تطلقت منذ شهرين، ومنتصر يحبها!
بغضب منه وعلى نفسها أمسكته بغل تقرأ سطوره، علها تجد مشكلة حبه هو الآخر وتحاول مساعدته، رغم عدم رغبتها في القراءة لفتتها المقدمة:


"بعض الأمراض يشفيها الكلام.. مثل أمراض النفس وعذابات الوجدان وجِراح القلوب..
وليس الكلام -هنا- النصائح والعِظات والعِبر والآراء السديدة..
ولكنَّهُ كلامُ الإنسانِ لنفسه.. إفضاؤه.. ونجواه.. واعترافهُ بما يؤرقهُ..
الإفضاء.. مجرد الإفضاء.. والاعتراف ولو للورق..
فض مكنون القلب والتعبير عن المشاعر الحبيسة المَخنوقة المَذبوحة في طيَّات الضلوع.. يشفي ويُريح..
الدمعة المسكوبة "لا تضيع".. وإنَّما هي تفتح نافذة للعاطفة تتنفس منها..
والضحكة المَريرة تفك ضائقة الروح..
والآهة تُفرج عن القلب.. “
((مقدمة كتاب ٥٥ مشكلة حب، للكاتب الدكتور مصطفى محمود، ص ٨))






لم تعلم كيف استقرت على الكرسي الهزاز تتابع بنهم كل ما طاله الكتاب، بجوع التهمت أكثر من ثلاثين مشكلة، لم تنتبه إلى منتصر الذي دخل عليها توا، يتابعها تقرأ بتركيز جم منفصلة عنه بعالم آخر، لما شعر بأن الموضوع سيطول استقام ليقف جانبها، لكنها حركت أناملها نحو عينيها تفركهما، ما إن اصطدمت به تحت تأثير تخمة القراءة حتى ابتسمت:
-أنت هنا، لم ألاحظك أبدًا؟؟
اقترب منها فاستقامت بدورها تترك الكتاب وتتمطى فأجاب بمزاجٍ رائق:
-يبدو أن الكتاب الذي في يديك مهم، حتى أنك لم تنتبهي لقدومي ولا جلوسي أمامك!
تثاءبت بكسل فكمم كفها، سحبت كفه تبتسم حيية وترد بحماس:
-أجل ...أجل لقد قرأت أكثر من ثلاثين مشكلة، لم أعرف كيف استطعت قراءة كل هذا الكم لإن الكتاب يستحق
ابتسم لوجهها المشع برضا، كان يتوقع ردة الفعل هذه لكنها وبكل أسف لم تحاول فتح الكتاب أبداً
-جيد أنك قرأت، في القراءة متعة خاصة لن يعرفها سوى من يتذوقها
أومأت له موافقة فأخذ بكفها نحو رفوف مكتبته:
-هذا الكتاب سوف تشعرين بمتعة خالصة أثناء قراءته وأشار نحو ((العادات السبع))
كانت بقربه تشعر بجوعها الحقيقي للمعرفة والغوص فمد لها كتابا آخر
((كتاب أربعون لمحمد الشقيري))
تعرفينه الذي يعد برنامجاً كل سنة
أومأت له متابعة فمضى نحو كتاب آخر
وهذا رائع جدا
(( كتاب نظرية الفستق))
ستكونين ممتنة لي بأن جعلتك تقرأينه
قضيا وقتهما في اختيار الكتب حتى تجاورا في فراشهما فأخبرته:
-الكتاب دفعني لأن أعطيه لأيمن لكي يقرأه، أيمن يبدو لي بحاجة للبوح ولن يبوح لي بالطبع أو لأي كائن، أعتقد أن لهذا الكتاب تأثير عليه سيوجهه للأفضل ويفعله
كاد أن يصفق لذكائها الذي أبهره:
-فكرة جيدة بأن تعطيه لأيمن، قد يساعده فعلا، لكن ليس أيمن وحده من بحاجته أنا وأنتِ، بل جميعنا، بحاجة إلى ملاذ خاص بنا نتشارك معه أسرارنا الخاصة، دون أن يكون هناك شاهد على ما نكتبه، على الورق نتعرى.. نبوح.. نعترف بأخطائنا، صادقين أكثر من أي وقتٍ مضى، مطمئنين بأن أسرارنا لن تخرج.. والأهم الشعور بانزياح العبء الذي يتكدس فوق قلوبنا
رمقته طويلا.. طويلا جدًا ثم ابتسمت باهتزاز:
-أجل الجميع بحاجته.. معك حق، أوافقك الرأي.
حين رأى جزءًا من قابليتها للحديث:
-ما أن تنهي أمر الكتاب هذا وتحثيه طريقةً نحو الانسلاخ عما يؤرقه باشري بالكتاب الثاني أقرئيه لينعكس جانبه عليكِ ويتأثر به أيمن!
سألت متشككة:
-لماذا ينعكس عليّ، ما الذي ينقصني مثلا؟! أنا لا أعاني وحياتي طبيعية أبدا ليست بحاجة لشيء.
جذبها نحوه بخشونة يهمس لجبينها الذي قبله:
-كلنا ينقصنا الكثير، لسنا كاملين، بل ممتلئين بالعيوب، وأغلبنا يعاني لكننا نتعايش ونتجاوز لكي نعيش ونستمر بطبيعية
لم ترد عليه ولم يفتح لها مجالاً أبدا، إذ أطفأ نور الغرفة هامسًا بصوتٍ أجشّ يضمها له وعينيه تستسلم لخدر لذيذ تنشد فيه راحةً بعيدةً عنه:
-اصنعي فكرة إيجابية لطيفة ليومنا غدا. وبعد غد، فأنا مشتاق لغدٍ وما بعده لبنى

**




الحياة تستمد بساطتها منا، نرهقها بالمثالية الزائدة، ونجرم بحقها بالفوضى!
اللون الأزرق يملأ المنزل، جنس المولود بات معروفاً وتنسيق الأثاث والتفاصيل الصغيرة باتت تعج به!
-الغرفة مميزة جدا يا رونق، ذوقك مبهر أكثر مما تتخيلين
تبسمت لقول أنسام المرأة التي تأتيها لمتابعة أعمال المنزل
-هذا جمال عينيكِ حبيبتي، تسلمين
راقبت آخر لمساتها في غرفة المولود القادم، وأغلقت باب غرفتها بسعادة أربع سنوات كانت فيهما زوجة لأفضل رجل حيث كان اختيارها موفقاً فيه، سعيدةٌ به، كما هو سعيدٌ بها، جل اهتمامها اكتفاؤه فيها، تبذل فيه الغالي والنفيس، تعطيه أضعاف عطائه فهو الزوج والحبيب، تؤمن أن الرجل كالخيط أنت توجهين مسار خياطته وتنسجينها، إن أدرتِ حنكتك وشغفك رسمتي لوحة، وإن فشلتِ ستنسل الخيوط، ومنطقها مستقيم جدًا وربما يحتاج لاعوجاج لاستقامته أكثر..
فالصورة المثالية التي تسعى لها، لم تصل الكمال إلا بعد نتوءات وشوائب تم فلترتها، وشوائب صورتها أن منتصر طاووس مختال بريشه، وهي المصور المبهرج الذي وقع فريسةً لغروره..
-من فضلك اذهبي لغرفتك، دعيني أنظم حقيبتك، موعد العملية قرييا، حاولي الاسترخاء من فضلك!
خطت رونق بلا مبالاة تخبرها بصدق:
-ثلاثة أشهر وأنا بهذا الحال، لقد سئمت نفسي وبت أحس بثقل حركتي حتى بدأت أشعر بنفسي كأنثى الفيل
طمأنتها أنسام:
-ستعودين أفضل مما كنتِ بعافيتك وقوتك، أخرجك الله منها سالمة معافاة، والآن من فضلك عودي لمكانك
تركتها على حالها ودخلت تنظم المطبخ دقائق مضت وصوت أنين مكتومٍ يصدح من غرفة رونق ركضت نحوها فأشارت لها رونق بالهاتف:
-هاتفي علاء كي يأخذني للمشفى.



**
كحالهما مؤخرا يقضيان أوقاتهما سويةً، إن لم تجمعها وجبة الغداء و تعسر العشاء فسهرة ليليةً، حاول قضاء اليوم معها لانشغاله مع رونق وولادتها التي ستتطلب منه الكثير من الطاقة، جذبه أحد أحاديثها التي تسحبه فيها عنان السماء وتتوجه كملكٍ عليها تبسم ضاحكًا وهم بالرد فجاءه الهاتف وصوت أنسام الشاكية:
-رونق يا سيد علاء، تعبت جدا سننقلها للمشفى
ركض بلا وعي يترك سالي دون اعتذار مما أثار قهرها وسخريتها في آنٍ واحد، لم تدر كيف ومتى حط عليها زيد بوجهه الذي تكره وتعده إحدى كوابيسها
-مسكينة هرع خارجا دون أن يعتذر وترك عنكِ الغداء الذي تجهزت له في صالون تجميل
تصنع الأسف فأشرست ملامحها بغضب نهضت عن الطاولة تهرب فأعادها بجذب معصمها بغلظة يجيب بتعابير مظلمة وعينين تحرقان وهج شمسها الساطع من خصلاتها وبشرتها:
-لا يصح أن تترك الغداء الذي لم يؤكل.. جئتُ أشاركك.
خيمت السخرية على صوته:
-لن نهدر هذه الزينة المتكلفة، أشعر بحجم خسارتك وأنت بهذا الثوب الباذخ ومفعوله الذي طار أدراج الرياح..
شحنت ناره ..وذكت وقودها بعمى حروفها :
-مؤكد لن أتزين لو كنت أنت من سيشاركني ..وخسارتي الحقيقية أن طلتي كانت من نصيبك.



**
في استراحة القهوة المعتادة دخلت جيداء بوجنتين متوردتين اعتادتا على نظرات مديرها أدهم الذي يظهر وده بلا عناء
استقبلتها الأغاني والأجواء الطربية المميزة تساءلت عن الأمر فهبت لها البشرى من زميلات العمل:
-السيد أدهم أعلن خطوبته منذ قليل.






انتهى الفصل .

قراءة ممتعة.

❤💨


Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 09-10-21, 11:03 PM   #806

جولتا
 
الصورة الرمزية جولتا

? العضوٌ??? » 464323
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 541
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » جولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond repute
افتراضي

متحمس ابلش قراءة 🤡🤡🤡🤡
شكرا لميس الحلوة
رح نرجع بعد القراءة اكتب تعليقي

الديجور likes this.

جولتا متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-21, 12:24 AM   #807

جولتا
 
الصورة الرمزية جولتا

? العضوٌ??? » 464323
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 541
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » جولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond reputeجولتا has a reputation beyond repute
افتراضي

ما شاء الله قمة بالابداع للاسف الفصل انتهى
وضاح بجنن
ولبنى لا تستحق منتصر
منتصر يستحقني 😂 ووضاح كمان 😂
كلهم حلوين حلوين. بالذات الحزين منذر
علاء كندرة مثل اي ذكر للاسف عند اول منحدر بخبصوا

قلمك قمة بالابداع ما شاء الله
انا متحمس من هلا للفصل التاني
موفقة حبيبتي ❤❤❤❤❤😍😍🥰🥰


جولتا متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-21, 12:59 AM   #808

رباب تطوانية
 
الصورة الرمزية رباب تطوانية

? العضوٌ??? » 481787
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » رباب تطوانية is on a distinguished road
افتراضي

تسلمي يالميس الفصل اليوم روعة روعة كثير عجبني
لفتلي أنتباهي الحالة لي يمر بيها مندر أو وصال الروح مع جيداء عبر الاحلام .كثير متحمسة اعرف تفاصيل حالته
كثير ضحكت على ثريا في مشهد المحل 😂😂😂
شكرا جزيلا

جولتا and الديجور like this.

رباب تطوانية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-21, 01:07 AM   #809

زهراء يوسف علي

? العضوٌ??? » 483901
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 332
?  نُقآطِيْ » زهراء يوسف علي is on a distinguished road
افتراضي

سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته
علاء يا علاء ليس كل من تغنى بالحب حبيب
جيداء لنوتصلح لمنذر أو لغيره مالم تملل بعثرتها الداخلية
ثريا ووضاح وسوء الفهم هو يعتقدها متزوجه وهي كذلك ولفي بينا يا لمونة
رواية رائعة فوق الوصف دمت متألقة

جولتا and الديجور like this.

زهراء يوسف علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-21, 05:11 AM   #810

ورده ديجا

? العضوٌ??? » 490730
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 146
?  نُقآطِيْ » ورده ديجا is on a distinguished road
افتراضي

فصل روعة حقيقي ظهور شخصية لبني بكل حيثياتها مذهل السرد والحوار كان اكثر من معبر حقيقي ابدعتي في المشكلة دي الواقعه المؤلمة ظروف حولت لبني من شابه مفهعمة ب الحياة الي امراة تخاف الاهتمام تخاف الحب
تنكر المشاعر

جولتا and الديجور like this.

ورده ديجا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:48 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.