آخر 10 مشاركات
طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          بشاير غرام " وجدير بالذكر " (4) .. سلسلة بيت الحكايا *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          غيث أيلول -ج5 سلسلة عائلة ريتشي(121)غربية - للكاتبة:أميرة الحب - الفصل الــ 44*مميزة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          42 - وانطفأت الشموع - كارول مورتيمر ( إعادة تصوير ) (الكاتـب : عيون المها - )           »          رواية المخبا خلف الايام * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : مريم نجمة - )           »          موسم الورد* متميزه * مكتملة (الكاتـب : Asma- - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          383 - همسات الندم - جين بورتر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          أميرتى العنيدة (87) للكاتبة: جين بورتر ..كاملة.. (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          366 - عروس الصقر - جين بورتر (الكاتـب : أميرة الورد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-06-21, 11:42 PM   #1

صفا ممدوح محمد

? العضوٌ??? » 489306
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » صفا ممدوح محمد is on a distinguished road
افتراضي فارس الأحلام (1) .. سلسلة فيما يعشقون مذاهب


بسم الله الرحمن الرحيم

روايتي الأولى على المنتدى، أتمنى أن تنال إعجابكم

الرواية عبارة عن ثلاثة أجزاء، كل جزء يمثل مرحلة عمرية مختلفة للأبطال..
موعد التنزيل سيكون يوميًا لحين إنتهاء الجزء الأول ♥


الجزء الأول

فارس الأحلام

مقدمة

منار وأحمد، رجل وامرأة جمعتهما وصية ما أفسدت كل مخططاتهما، واضطرا ليواجها مصريهما سويًا..فـ إلى أين تؤول بهما الحياة؟
إنها القصة الكلاسيكية نفسها، لكن لحظة! لا أحد يعيش القصة نفسها، لكلٍ منا تفاصيله المختلفة!


الفصل الأول


متى ستعرف كم أهواك يا رجلا أبيع من أجله الدنيـــا وما فيها
يا من تحديت في حبي له مدنـا بحالهــا وسأمضي في تحديهـا
لو تطلب البحر في عينيك أسكبه أو تطلب الشمس في كفيك أرميها

نزار قباني


_وانا مش هارضى إنك تفضلي واقفة مكانك وسايبة نفسك كدة!


ارتفعت نبرته المحببة إليها، لكن بشيء من الحزم هذه المرة ووقفت هي تستمع إليها ثم أغمضت عينيها سامحة لدموعها بالهطول، بل ومتمنية لو سحبت الدموع المقلتين وخرجت بهما.
قبل ستة شهور من الآن لم تكن واقفة في مكانها، بل كانت روح تواقة إلى القفز هنا وهناك، حياة مليئة بالمرح اعتادتها مع والدها، أخر ماتبقى لها في هذه الحياة، وآخر من رحل..
فهي الآن تعاني من آلام الفقد والوحدة وعلاجها الوحيد هو نوم تغرق فيه علّها تستيقظ فتجد هذا كله كابوس انتهى.

_ويكون في علمك اللي في دماغك دة مش هايتنفذ أبدًا، مش هاسمحلك تضيعي كل حاجة وأطاوعك ولما تفوقي من دة كله هتعاتبيني إني وافقتك!

كان المتحدث هو هشام، محامي العائلة، الرجل الوحيد الذي اخترق فقاعتها الزجاجية التي أحاطت بها نفسها وساندها بكل مايستطيع فعله.
مجنونة هي، تريد أن تتبرع بكل ما تملك من أجل شروط وصية لم تعجبها، لكن والحق يقال لم تكن شروط الوصية عادية أبدًا!
استدارت لتواجهه وقد احتفظت عينيها بدموعهما وتأرجحت بحة ضعف على أحبالها الصوتية: مش هعاتبك.. صدقني يا عمو هشام مش هعاتبك بالعكس هاشكرك إنك ريحتني من إني أخوض كل المعركة دي لوحدي..
حاول أن يتكلم: يابنتي أحمد الحسيني مش وحش أبدًا، دة راجل كويس جدًا ومحترم وابن ناس و..
قاطعته: أرجوك، أرجوك يا عمو أنا مش عايزة أي سيرة عن الموضوع دة تاني..
_طب خدي فرصة تفكري!
_فرصة تاني؟! خلاص ياعمو أنا بقالي شهور بفكر ودة قراري النهائي اللي أنا مرتاحاله.
تنهد بعدم إرتياح وهو يمسح جبينه بيده قائلًا: طب اقعدي مع أحمد و..
وكأنما لدغها عقرب صرخت فجأة: لأ!

ثم خففت من حدتها بتوتر قائلة: لا ياعمو، أرجوك بلاش.. خلاص والله مش عايزة حاجة، مش عايزة غير إني أعيش مرتاحة بس.. حضرتك بلغه وقوله إني متنازلة عن كل شيء يخصني مش عايزة أي حاجة، وهو ممكن يتنازل هو كمان أفضل من إنه.. من إنه.. يعمل حاجة مش عايزها.

وابتلعت ريقها بصعوبة وكأنما لفظت شوك جرح حنجرتها ثم تابعت: مكتوب في الوصية إن الأسطبل والفيللا مش في شروطها، فأنا هاتنقل للاسطبل الفترة دي.. محتاجة مكان مريح وصغير بس أحاول ألملم فيه اللي باقي مني.
_طيب يا منار، اللي تشوفيه، بس أنا ماقدرش أديكي الكلمة الأخيرة، الكلمة الأخيرة للوصي عليكي، أحمد الحسيني.

غزت الدموع عينيها فجأة مرة أخرى.، أومأت برأسها وهي تمسج جدران الفيللا بعينيها واستأذن "هشام" مغادرًا، ليتركها توضب أغراضها استعدادًا للرحيل.
_______

القلق يعصف به، شاب في أواخر العشرينات، يجلس بتوتر على مقعده خلف مكتبه بشركة إستيراد وتصدير هو رئيس مجلس إدارتها.
وسيم إلى حدٍ ما، بداية من حاجبين مستقيمين، شعر أسود مصفف بعناية، عينان ثاقبتان، أنف صغير، فم يلتوي دائمًا في لحظات السخرية والغضب والقلق.. وهي حالته الآن.
يشبك أصابعه وهو ينظر إلى الهاتف منتظرًا أن يرن في أي لحظة، وأجفل فجأة على صوت طرقات الباب تبعها دخول "وليد" صديق عمره وشريكه في كل شيء، وزميله في العمل بكلية الآداب جامعة الأسكندرية كـ معيدين.
دخل "وليد" ببهجته المعتادة قائلًا: صباح الفل يا أبو حميد، ايه الأخبار؟ غطست أسبوع انت وقولت عدولي، كنت فين ياعم دة انا قلبت الدنيا..
أسكته أحمد بنظرة ضيق: شششش.

رنَّ الهاتف فالتقطه أحمد بسرعة ورد: صباح الخير يا متر، إزي حضرتك يارب تكون بخير، الحمدلله والله تمام..المهم ايه الأخبار عندك؟... امممم تمام برضه يعني مفيش فايدة، والله أنا كنت شايف إن حضرتك ترتبلي معاها معاد من الاول... لا ماهو مش حل بصراحة خالص.. مش متنرفز والله بس حضرتك المفروض أدرى بوضعي.. ماهو دة دلع بنات دة!
زفر متابعًا: طيب ممكن حضرتك ماتقولهاش إني رديت على مكالمتك لحد ما اشوف أنا هاتصرف إزاي.. شكرًا، السلام عليكم.
ألقى الهاتف بعصبية على المكتب أمامه ورجع في مقعده بعنف جعل وليد يسأله بقلق: في ايه؟
نظر إليه وكاد أن يشرح له، قبل أن يجمع مفاتيحه وهاتفه وهو يقول: أنا جعان وهانزل أتغدى، تيجي معايا؟
وقف وليد بعدم فهم وتبعه متجاهلًا أن أحمد لم ينتظره بل أعطى أمره وانتظر التنفيذ، ليقول وليد في نفسه: الله يكون في عونها والله دي أمها داعية عليها اللي هاتتجوزك يا ابني!


_____

كانت في غرفتها تحاول جمع ماتبقى لها من أشلاء الذكريات، أمسكت بصورة مؤطرة لها مع والدها، ومسحت دمعة سالت برفق فوق وجنتها.. لطالما كان والدها السند والعضد الذي يحميها، ابتسامته كانت بمثابة لمسة مؤازرة على الكتف.. لكن لماذا فعل هذا بها؟ لماذا ألقاها في أخر بئر تريد أن تُلقى بداخلها، بئر شفقة أحمد سعد الحسيني!
تنهيدة تلاها إستغفار، حاولت أن تتماسك وتستغفر أكثر ليزيح الله همًا كان على قلبها مكتوبًا.
وضعت الصور في الصندوق وأحكمت غلقه قبل أن تستمع لرنين هاتفها بنغمة خاصة، التقطته فورًا وهي تجلس بابتسامة راحة كبيرة: قولت لأ يا آلاء.. قولت لأ.
_____

كانا في مطعم صغير على شاطئ البحر، مطعم يُقدم لـ أحمد وجبته المفضلة من السوشي، هو رجل شرق آسيوي بإمتياز ولن تفلح نظرات وليد الممتعضة في جعله يتوقف عن إلتهام طعامه.
_انت السفر كتير للصين وتايلاند بهدلك حاسة التذوق.
ابتسم أحمد بسخرية وهو يلتقط بعصاه قطعة جمبري ويغمسها بـ صوص الصويا : يابني مابلاش انت، عشان انت لما أكلت كبدة الهوهو انبهرت أساسًا!
انقلبت معدة وليد في الحال وهو يقول بصعوبة: ماتفكرنيش بقى، كان مقلب وعدى.. المهم، بغض النظر عن ريحة الأكل المقززة، مالها منار؟
تنهد أحمد ومسح فمه بمنديل ورقي قائلًا: بنت مريبة.
_مريبة؟
_آه تخوف، تفتكر في ايه في خزنة المكتب مخوفها جدًا إنه يتفتح قدامها! تفتكر بتخبي على أبوها ايه؟
مال وليد بجسده إلى الأمام ليشبك أصابعه على الطاولة قائلًا: هاتكون مخبية قنبلة يعني؟ بص يا أحمد، احنا الاتنين عارفين عم حسن بركات رحمة الله عليه، ولو كان في حاجة اتلعب بيها في الشركة دي فهايكون..
صمت وقد شعر بالتوتر من الجملة التي تليها ليبتسم أحمد بإقرار: هايكون بابا الله يرحمه هو اللي لعبها صح؟
_ماقصدش!

_لأ.. تقصد، عالعموم، حتى ولو اللي انت بتقوله صح، ايه اللي يخوفها هي بقى، المفروض أنا اللي أخاف!
ليسأله وليد: طيب، كان هايحصل ايه يعني لو نزلت مناخيرك اللي في السما دي شوية وروحت قابلتها انت وقولتلها منار، صباح الخير، أنا أحمد سعد الحسيني، سعيد إني اتعرفت عليكي أخيرًا ومحتاج اتكلم معاكي شوية في مكان هادي؟
وسع أحمد عينيه بإستغراب قائلًا: مكان هادي؟ ما اطلبها للجواز أحسن!

ضحك وليد قائلًا: قصدي إنكم تحاولوا تتفاهموا، لكن انت بمجرد إنك عرفت إنها هاتنتقل للاسطبل، نقلت خيلك من هناك كإنك مش عايز تتقابلوا ولو صدفة، والبنت لوحدها في الدنيا، طبيعي تخاف.. انت ماقدمتش السبت عشان تلاقي الحد!
ليجيبه أحمد بتوتر: انت عارف إني مابعرفش أتعامل مع البنات! حتى لما باباها كان بيطلب مني أفهمها حاجة مش فاهماها في المادة بتاعتي كنت بعتذر، دي طبيعتي ومش مضطر أغيرها عشانها.
ليجيبه وليد بتأكيد: مفهوم، بس برضه الظروف اتغيرت مابقاش أبوها وابوك، بقيتوا انتوا الاتنين دلوقتي ملاك شركتكم، لازم تبقوا سوا، عالأقل تشوفوا بعض، مش معقول أبوك وأبوها صحاب كل دة وعمركم ما اتقابلتوا!

ليعلق أحمد ببساطة: أنا لاحظت إن دي رغبتها هي وماحبتش أكون متطفل ودة شيء يحسبلي على فكرة، بس دة لا يعني أبدًا إنها تتصرف من دماغها في شيء مايخصهاش لوحدها، يعني ايه خد كل حاجة ليك واتبرع باللي مش عايزه؟ هو احنا بنتكلم في دولاب هدوم، دة شغل وفلوس ومصالح ناس!
ليسأله وليد: طب وانت ناوي على ايه دلوقتي؟
أجابه أحمد بخبث: هاقولك.

_____

كانت الشقة أعلى الاسطبل عبارة عن كومة غبار كثيفة، تملؤها رائحة الخشب وفضلات الحيوانات..
لكنها لم تستسلم عقدت وشاحًا حول رأسها وارتدت مئزرًا وقفازات وحاولت بمساعدة صديقتيها "منة" و"آلاء" تحويله إلى مكان يصلح للعيش.
زمت آلاء شفتيها وهي تضرب الأريكة بالمنفضة بقوة قائلة: وعلى سبيل الجنان، انتي.
لتبتسم منار: شكرًا.
_هبلة والله!
_شكرًا برضه!
توقفت آلاء عن العمل لتسألها بجدية: هو انتي غاوية مرمطة وخلاص، يابنتي دي ولا عيشتك ولا هاتكون عيشتك أبدًا ولا هاتعرفي تعيشيها خلي بالك.
لتجيبها منار بثقة: هحاول!
_ليه؟!
_عشان الباب اللي يجيلك منه الريح، سده واستريح!

لتسألها آلاء بغيظ: وهو الحسيني ريح؟ دة نسمة باردة في عز الصيف، دة معطر جو دة.
ابتسمت منار رغمًا عنها قائلة بحزم: اتلمي!

صعدت منة الدرجات الخشبية قائلة: تصدقوا كنت فاكرة هلاقي تحت خيووول بقى، مالقتش إلا ستورم بس!
لتجيبها منار وهي تسعل بقوة: لأ، أحمد شال كل الخيل اللي هنا نقله في مكان تاني عشان ريحة المكان وسابلي ستورم بس.
لتغمز لها آلاء: حساس حمادة دة!
لتبتسم منار ثانية: وبعدين معاكي؟
ضحكت آلاء ثم نظرت إلى منة قائلة بغيظ: هو ليه مفيش دم خالص، ماتيجي يابنتي تساعدينا بدل المرضانة اللي عمالة تكح دي!
تجاهلتها منة وهي تجلس فوق أحد المقاعد النظيفة قائلة: هو أحمد دة شكله عامل إزاي عشان ترفضيه كدة؟ انا بصراحة مش شايفة في الوصية أي مشكلة، باباكي وخايف على مصلحتك فقرر يخطبك لـ راجل بيثق فيه وغني جدًا وانتي غنية، ماتتجوزوش ليه؟
أجابتها آلاء وهي تزيح مقعد لتجلس عليه هي الأخرى بإرهاق: انتي مش عارفة أحمد دة مين؟ أحمد الحسيني يابنتي المعيد اللي بيدينا مادة دكتور مصطفى اليماني.

شيء في منة تغير، شيء لم يلحظه أحد ابتلعت ريقًا جافًا وهي تسأل: دكتور أحمد أدب مقارن يبقى هو أحمد اللي في الوصية ابن صاحب عمو الله يرحمه؟
أجابتها آلاء: شوفتي الحظ، وبترفض النعمة الجاحدة!
منار وهي تسعل بشدة: خلاص بقى، موضوع وخلص ومش حابة أتكلم فيه..

نظرت منار إلى آلاء نظرة ذات معنى، فـ هي لم تخبر أحدًا سوى آلاء بإعجابها الشديد لـ أحمد الذي تقريبًا تحول إلى حب حطمه أبيها على صخرة وصيته المجحفة.

أما منة فارتمت في أحضان الصمت علّه يخفف من وطأة الألم المتوغل في صدرها، أحمد ومنار! أحمد حبيبها هي، لا أحد سواها.. كيف تتشابك الخيوط بهذه الطريقة لتقف أمام حبها له!

انشغلت بالعمل وتعللت بذرة غبار دمعت لها عيناها حين سئلت عن السبب وفي قلبها قتلت ألف دمعة.


______

في شقة راقية بـ حي متوسط، فتح الباب ودلف "عمر" إلى الداخل وماكاد أن يغلق الباب خلفه حتى فوجئ بـ "أحمد" يخرج من المطبخ وفي يده كوب عصير، ولمزيد من الاستفزاز بدأ يشربه بصوت مقزز عقد له "عمر" حاجبيه..
حاول أن يتجاهل أحمد ليجلس على الأريكة لكن أحمد سبقه ليضع كوبه أمامه قائلًا: عصير ليمون فريش هايروقك.. ويبرد على قلبك.

ليبتسم عمر بسخرية: لا البرود سيبتهلكم انتم، بتعمل ايه في بيتي أصلًا انت؟
_بشرب عصير!
_ماعندكمش عصير في بيتكم؟!
_العصير عندكم انتم أحلى.. وبعدين بيت أختي مكاني ومطرحي ولا عندك رأي تاني!
بطرف عينيه نظر إلى أقدامها الواضحة من تحت باب غرفتهما ليسأل بنزق: حكتلك طبعًا عملت ايه؟
هز أحمد رأسه وهو يلتقط الريموت كنترول قائلًا: ماتدخلنيش في أي تفاصيل مابينكم، أنا جاي أشرب العصير!
نهض عمر بقوة قائلًا: طب اشرب العصير وروح بقى.

مد أحمد ساقه على الطاولة أمامه قائلًا بإستنكار: وتسيبني أروح في انصاص الليالي كدة البنات الوحشين يعاكسوني والبقالة اللي تحت البيت تشوفني راجع متأخر؟

ليسأله عمر بعصبية: أحمد، رد عليا قالتلك ولا لأ؟
ضحك أحمد بقوة وهو يعتدل: والله انتم مجانين! مقالتليش تفاصيل، قالتلي زعلانين مع بعض وتعالى صالحني عليه..
وكأنه انتهز فرصة للحديث قال متأثرًا: انا تعبت يا أحمد تعبت، مش عارف اعملها ايه، مريم أختك مفيش شيء بيرضيها، ومش عارفة ترضيني، مش بتحاول ترضيني ولا بتهتم بيا ولا بسعادتي، وانا محتاج دة، محتاج أحس بقربها مني إنها موجودة وفاضيالي وملكي، إنها حبيبتي بتاعة زمان المهتمة بكل تفاصيلي، والحب دة زاد بكونها مراتي.. محتاج..
قاطعه أحمد رغم جدية الموقف: ومش عايز دي في دي؟ بجد مش عايز دي في دي كمان قول ماتتكسفش!

أجابه عمر بنظرة اشمئزاز وكاد أن يرميه بوسائد الأركية لولا دخول نورهان الصغيرة ابنة عمر ومريم التي استيقظت على صوتهما لترتمي في حضن أحمد بسرعة البرق: خالووو!
وقف أحمد بسرعة ليقذفها في الهواء هاتفًا: ياروح خالو وحشتيني خالص! طب بذمتكم حد يبقى عنده سكر كدة ويعمل اللي بتعملوه دة؟
بدل عمر نظره بينهما قائلًا: أنا هاقوم أخد شاور وشوف انت هتنام فين لإني بنام جنب نور، ممكن تنام انت عالكنبة هنا.
علق أحمد بإستنكار: كنبة؟ انت ايه مفيش ذوقيات خالص كدة؟ أنا اللي جايب السرير الزيادة في أوضة نور مخصوص عشان أنام عليه على فكرة،
خلي عندك ذوق دة بدل ماتفتحلي أوضة المسافرين!

_أولًا إحنا ماعندناش أوضة مسافرين، ثانيًا انت أخر واحد تتكلم عن الذوقيات أنا بقيت ألاقي قمصانك في دولابك وماكنة حلاقتك على مراية الحمام، انت قربت تنقل بيتك هنا أصلًا.
ثم تابع بعد أن زفر: أوضتنا دي انا مش هاقرب منها غير لما تيجي تتأسفلي بنفسها مش تجيب حد يصالحني عليها!
اصطنع أحمد التفكير قبل أن يقول: طب بص أنا عندي حل، أنا مش هاعرف أنام عالكنبة لإني أد الكنبة مرتين ولو نمت عليها رجلي هاتطلع من البلكونة تدخل علىشقة الجيران، فأنا هنام في أوضة نور وانت خد نور نيمها مابينكم زي الجدار العازل كدة!
لوى عمر شفتيه قائلًا: اتريق اتريق، بكرة تتجوز وتشوف اللي أنا شايفه.

أخذ طريقه إلى الحمام بينما تسلل أحمد إلى غرفة مريم وطرق على بابها بخفة هامسًا: أنا كدة عملت اللي عليا، حاولي تهدي الدنيا وتلمي بيتك يابنت الحلال كفاية كدة الراجل جايب أخره.

ثم دخل إلى غرفة نورهان وأخذها معه وأغلق الباب عليهما بالمفتاح من الداخل.
_خالو؟
استدار إليها بابتسامة ليجد عينيها مشرعتين على الألم: هو بابا وماما هيتطلقوا؟
نظر إلى عينيها مباشرة وهو يقترب منها راكعًا على ركبتيه واحتضن رأسها الصغير بين يديه قائلًا:مين اللي قاللك كدة؟
_سمعتهم.
ابتلع ريقه كاذبًا: دي كانت لعبة بيلعبوها سوا!
_كانوا بيزعقوا جامد!
_دة برضه جزء من اللعبة!
عقدت حاجبيها الصغيرين بضيق قائلة: لعبة وحشة، قولهم مايلعبوهاش تاني!
كاد أن يعلق بأي شيء، لكن حمدًا لله أنقذه رنين الهاتف فوقف تدريجيًا وهو يجيب: السلام عليكم؟
_وحشتك صح؟
زفر بضيق، ثم وضع سبابته أمام فمه قائلًا لنورهان: هششش.

ثم طرأت فكرة ما على باله جعلته يعطي الهاتف لتورهان مشيرًا إليها: اتكلمي.

التقطت نورهان الهاتف لتقول: آلو؟

استمع لنورهان تبادلها حديث طفولي وابتعد هو ناحية النافذة، منذ وفاة والده وتلك المحادثات لا تتوقف أبدًا، فتاة ما تحاول الإيقاع به.. ربما تكون موظفة في الشركة أو طالبة في الجامعة، أو حتى قريبة له.. الأمر المؤكد أن هناك من يساعدها في الوصول إليه فـ كلما غير رقم هاتفه استطاعت مكالمته.
أغلقت نورهان الهاتف فاقترب منها ليأخذه منها، في نفس اللحظة التي طرق فيها عمر على الباب بقوة وهو يحاول أن يفتح الباب لكن أحمد احتضن نورهان بسرعة قائلًا: شششش كإننا نمنا.

أطاعته نورهان بمؤامرة طفولية جعلت عمر يشتاط غضبًا بالخارج: طب والله كنت عارف إنك ندل، ماشي يا أحمد مردودالك!

لطالما أعتقد أحمد أن الحل الوحيد لحل مشكلاتهما هي المواجهة، فكلما ابتعد عمر زادت مريم عنادًا حتى يغلبها الشوق فتتصل به مستنجدة ويتصالحا دون أن يتناقشا أو يعالجان سبب الشجار الأساسي.. الشجار الذي يصب فوق رأس الصغيرة التي لم يستطيعوا إخفااء مشكلاتهما عنها فصار الطلاق يهددها.

أمَّا عمر فكان مسرورًا، تاق لها وتمنى أن تكون خطة مدبرة منهما لتصالحه.. تمنى وسقطت أمنياته على أرض الواقع متهشمة، فما إن دخل الغرفة حتى وجدها نائمة وتخفي جسدها بالكامل أسفل الغطاء، حاول إحداث بعض الأصوات لـ إيقاظها لكن بلا جدوى.

استسلم وتدثر هو الآخر بالغطاء مستغفرًا ومحوقلًا.
أمَّا مريم فمسحت دمعتها عن وجنتها بإباء، خافت أن تعرض نفسها فيعرض عنها ويجرح كبرياؤها فاستسلمت لفكرة النوم المصطنع بينما الشوق يملأها لهذا الذي يفصله عنها بضعة سنتيمترات.

نهاية الفصل الأول




روابط الفصول

الفصل 1 .. اعلاه
الفصل 2 .. بالأسفل

الفصل 3
الفصل 4, 5, نفس الصفحة
الفصل السادس








التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 25-07-21 الساعة 12:16 AM
صفا ممدوح محمد غير متواجد حالياً  
قديم 25-06-21, 11:59 PM   #2

heba nada

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية heba nada

? العضوٌ??? » 460821
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 202
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » heba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond repute
افتراضي

بالتوفيق يا صفا❤

heba nada غير متواجد حالياً  
قديم 26-06-21, 12:01 AM   #3

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي




اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


في حال وجود اغلفة او تواقيع مصممة من قبل الكتاب والكاتبات نرجو الاخذ في الاعتبار ان المقاس المطلوب هو 610 × 790



هل الرواية حصرية لشبكة روايتي الثقافية ام هي غير حصرية؟ الرجاء الإجابة بحصرية او غير حصرية دون اضافات....





واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء




التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 26-06-21 الساعة 10:43 PM
قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 26-06-21, 12:07 AM   #4

صفا ممدوح محمد

? العضوٌ??? » 489306
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » صفا ممدوح محمد is on a distinguished road
افتراضي

غير حصرية للمنتدى

صفا ممدوح محمد غير متواجد حالياً  
قديم 26-06-21, 12:55 AM   #5

Soy yo
عضو جديد

? العضوٌ??? » 390429
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 483
?  نُقآطِيْ » Soy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية جميلة وأسلوب رائعة سأكون ان شاء الله في رحلتك داخل المنتدى ...بتوفيق أن شاءالله

Soy yo غير متواجد حالياً  
قديم 26-06-21, 06:54 AM   #6

صفا ممدوح محمد

? العضوٌ??? » 489306
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » صفا ممدوح محمد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soy yo مشاهدة المشاركة
رواية جميلة وأسلوب رائعة سأكون ان شاء الله في رحلتك داخل المنتدى ...بتوفيق أن شاءالله
حبيبتي تسلمي لدعمك شكرا ليكي 😍😍


صفا ممدوح محمد غير متواجد حالياً  
قديم 26-06-21, 06:56 AM   #7

صفا ممدوح محمد

? العضوٌ??? » 489306
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » صفا ممدوح محمد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة heba nada مشاهدة المشاركة
بالتوفيق يا صفا❤
حبيبتي يا بوب
شكرا لدعمك اللطيف وتشجيعك 😍😍😍


صفا ممدوح محمد غير متواجد حالياً  
قديم 26-06-21, 03:01 PM   #8

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بداية مشوقة اتمنى لك التوفيق ..يعني منار معجبة باحمد طب ليه رافضاه..ومريم وعمر مجانين ..منتظرين الاحداث ودمتي بخير

زهرورة غير متواجد حالياً  
قديم 26-06-21, 03:07 PM   #9

صفا ممدوح محمد

? العضوٌ??? » 489306
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » صفا ممدوح محمد is on a distinguished road
Rewity Smile 1

الفصل الثاني

يولد الإنسان بشطر نفسه ، ويعيش حتى يرى الإنسان الذي يولد بالشطر الآخر ، وفي لحظة اللقاء يمتزج الشطران ويجيء الحب!

غازي القصيبي


أول ليلة تقضيها هنا، في مكان يدعى الكينج مريوط بالأسكندرية، السكون الشديد جعلها تقلق من أي صوت، التحفت بغطائها جيدًا لكنها فزعت على صوت صهيل "ستورم" يليه نباح "رعد"

بحذر شديد تلمست قدميها الأرض باحثة عن خفها، ثم تفقدت المشهد من نافذتها.. الخوف؟ لا لن تسمح له أن يتسلل إلى قلبها، هي أقوى، بالله هي أقوى من أن تبكي خوفًا، اللهم أنت الصاحب في الفقد.
تعرف جيدًا أنه لهذا السبب أمر والدها بشروط الوصية العقيمة تلك.
منذ ثلاث سنوات وهي متعلقة بالمعيد أحمد، كأنما رشَّ عليها سحرًا وازداد التعلق يومًا بعد يوم حتى بلغ أقصاه وتحول إلى حب.. واعتقدت يوم عرفت أن أحمد الحسيني هو أحمد بن عم سعد الحسيني صديق والدها وشريكه أن كل أحلامها قد اقتربت جدًا، وحين توفى والدها أخذت وقتًا كبيرًا لا تفكر إلا في فقدها، لكن جزء صغير جدًا من قلبها تمنى لو حضر أحمد ليعزيها بكلماته..
كانت ليلة الفقد صعبة على كليهما فالموت كان مترصدًا لسيارة أبيها الذي يصاحبه فيها سعد الحسيني، وحين انلقبت السيارة فقد كلاهما حياته.. لكن لماذا لم يحضر ليعزيها؟
ووجدت الإجابة حين دلفت إلى مكتب أبيها تشم رائحته في أوراقه وجدت وصيته في الخزينة، فتحتها وكأنها فتحت جرحًا لن يندمل أبدًا، فقد أوصى الطرفين بزواج أحمد ومنار، إما هذا أو التبرع بالأملاك!
إنه الخوف، خوف والدها عليها من أن تقتلها الوحدة جعله يختار لها أحمد، ولـ أنها لم تكبر في عينيه بعد لم يعلمها، ولأنه يخشى الموت كتب وصيته ووافقه سعد الحسيني، دون استشارة الطرفين.. فقط.. فقط لو كانت الظروف مختلفة لظلت على حلمها الجميل، لكنها الآن ليست إلا يتيمة دفعت إليه بغرض الشفقة ورفض إستلامها، نعم رفض.. فبالطبع ترك له أبوه وصية مماثلة، وفتحها وقرأها، ثم أرسل إليها المحامي يسألها بكل غباء مالذي تريد فعله بأملاكها؟
لا.. لا تريد أي شيء، سترفض كل شيء وترفض أن تقابله حتى..
ربما لو كان قابلها وأخبرها أنه سيتزوجها لكانت صدقته وامتثلت له كمرغمة مثله تمامًا وعلمته كيف يحبها مثلما تحبه، لكنه كان أجبن من أن ينظر إلى عينيها ويسألها!
زفرت بفراغ قلب من كل شيء إلا منه، وكادت أن تعود إلى فراشها لكن انتاب قلبها رجفة وهي ترى أحدهم يتحرك خلف السياج ويشعل نارًا.. ابتعدت عن النافذة برعب وذهول وهي لا تستطيع التحكم لا في تنفسها ولا في دقات قلبها، ثم علا رنين الهاتف فاكتمل المشهد المرعب بالموسيقى التصويرية التقتطت الهاتف سريعًا لتجد رقم هشام المحامي أجابته وهي على وشك البكاء: عمو هشام!
أجابها بتثائب: ايه يا منار، معلش حبيبتي بكلمك في وقت متأخر بس أحمد خاف لا تتخضي، هو بعت حارس يقف على باب البيت عندك من برا غير حارس الاسطبل عشان المكان هناك مش متأمن كويس وانتي لوحدك.. انتي كويسة؟

حسنًا، كيف تخرج رجلًا كهذا من قلبها؟!

______

في اليوم التالي كان أحمد يجلس في مكتبه بالجامعة، يراجع محاضرته التي سيلقيها بعد نصف ساعة، ثم ترك ما في يده سريعًا ما إن دخل وليد إلى المكتب ليعاجله القول: ها سبع ولا ضبع؟
ابتسم وليد بثقة: سبع طبعًا، بس ايه نادية بتاعة الشئون غلبتني على ما ادتهوني.
رفع أحمد حاجبه بشك تحقق منه بفتح الملف فألقاه سريعًا على المكتب وهو يضرب جبينه بيده: جايبلي ملف الكلية بتاعها؟ هاشوف ايه درجاتها في الثانوية العامة، والله العظيم أن قلبي كان حاسس إنك مابتخلصش في حوار أبدًا!
سأله وليد بدهشة: أومال انت كنت عايز ايه؟
عقد حاجبيه وهو يتصفح الملف قائلًا: كنت عايز معلومات تحطهالي في ملف وتجيبهالي، معلومات من عندك والملف من أي مكتبة بجنيه وربع، مكانش قصدي ملفها بالمعنى الأكاديمي يا أكاديمي ! امشي يا وليد.
نهض وليد قائلًا: أنا غلطان إني بساعدك والله مفيش شكرانية!
كاد أن يخرج فاستوقفه أحمد قائلًا: عملت ايه في الموضوع التاني صح؟
ليبتسم وليد بانتصار: ماتقدرش تستغنى عني.
_إخلصصص!
وليد ببرود: الإعلان متعلق من امبارح على وول الكوريدور ومبنى العميد.. بس تفتكر هاتيجي؟!
أحمد بثقة وهو يرتاح في مقعده: لو مجاتش تبقى غبية، وماعتقدش إنها غبية.

_____

في أحد المطاعم الشهيرة بجانب المجمع الأدبي للكليات، كانت منار تعبث بشوكتها في الطبق بيأس قائلة: مش عارفة!
لتعلق آلاء بحدة: هو ايه اللي مش عارفة هو دة كمان جواز!
لتقول منار بثقة: أصل د. وليد يبقى أنتيم د. أحمد، على طول مابعض فأكيد في حاجة ورا الموضوع دة، النية مش صافية برضه!
آلاء: هاتخسري ايه؟ دة مبنى العميد لو مديتي رجلك من على الطرابيزة هنا هاتلاقي نفسك فيه، أدخلي شوفي عايزك في ايه واطلعي، ولا انتي ايه رأيك يا منة؟
أجابت منة بانتباه: هاه؟
ضحكت آلاء قائلة: أنا قاعدة مع اتنين عاهات والله واحدة هاتدفن نفسها والتانية مسافرة على طول، فيكي ايه انتي كمان؟
أجابت منة بضيق وهو تحتضن كوب العصير بين يديها: مفيش.
لتغمز منار بعينها: لأ اللي واخد عقلك يا ضنايا الكلام دة مبياكلش معانا قري واعترفي في ايه!
لتجيبها منة بحدة: قولت مفيش!
لاحظت منار سوء نبرتها لكنها لم تشأ أن تفسد أول خروج لها منذ وفاة والدها، رفعت يدها بإستسلام وهي تضحك قائلة: خلاص، آسفين ياريس، قوليلي ايه رأيك في الموضوع دة أروح ولا ما اروحش؟
لتجيبها منة في حدة أكبر: وانا مالي أنا؟ هو قال الأولى على الدفعة تروح لدكتور وليد، هو أنا الأولى على الدفعة؟ الموضوع يخصك لوحدك؟
لتبدل آلاء النظر بينهما قائلة: انتوا اتخانقتوا من ورايا؟
أجابتها منار ببراءة حقيقية: والله أبدًا، انتي زعلانة مني يا منة؟ أنا زعلتك في حاجة من غير ما اقصد؟
زفرت منة بضيق: لأ، الموضوع مالوش علاقة بيكي، ضغط الإمتحانات بس.
لتلمس منار يدها بحب: ربنا يقويكي يارب، أنا قررت خلاص..
تنهدت بيأس وتابعت: أنا هأجل السنادي.
نهضت آلاء فجأة وسحبت سكين الأكل وهي تشير إلى رقبة منار: أغزك بالسكينة دي ويبقة حلال الله أكبر! قومي يا منار تحت تهديد السلاح، قومي يا منار بدل ما افرج عليكي المطعم بحاله.

منار وهي تحاول القبض على ضحكتها: لأ هو خلاص اتفرج علينا أصلًا خلاص!
نهضت ووضعت آلاء السكين على الطاولة وهش تضحك بينما زمت منة شفتيها بضيق أكبر، وعندما دخلوا إلى الكلية تفرق ثلاثتهم، منة إلى الحمام لتتفقد زينتها، آلاء لتصور لمنار المحاضرات المتأخرة، ومنار إلى مكتب وليد الذي طلب من منار حسن بركات الطالبة بالفرقة الرابعة والأولى على الدفعة للثلاث سنوات السابقة الحضور إلى مكتبه لـ أهمية الإشتراك في النشاط العملي.
في الحقيقة لا أحد يعرف ماهو النشاط العملي تحديدًا في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب، ولا حتى وليد نفسه يعرف ماهو النشاط العملي لكنه كتبه!

طرقت الباب بحذر، فجاءها صوتًا من الداخل: ادخل!
وفتحت الباب، ولكن قبل أن تفتحه بالكامل كان عقلها قد ترجم الصوت ونسبه إلى صاحبه، ليتها ما فتحت الباب!

سعلت بخفة وهي تنظر إلى الأرض قائلة: السلام عليكم!
ابتسم وهو ينهض من مكتبه ويشير إلى المقعد الذي أمامه: وعليكم السلام، انتي منار صح؟ اتفضلي اقعدي د. وليد جاي حالًا.
أنَّ قلبها بعذاب يحكي عن ليال مضت حاولت فيها أن تتناساه فازدادت صورته تجرءًا وسطوة على القلب، والآن صوته يعزف كسيمفونية على أوتار أذنيها فتطرب لها الروح.
استتر وجهها بثياب الخجل وهي تنظر إلى السجادة الصغيرة التي افترشت أرض المكتب وظلت واقفة منتظرة.
كرر طلبه: اتفضلي اقعدي!
سألته: هو د. وليد هيتأخر؟
أجابها ببساطة: أنا اللي كنت عايزك مش د. وليد.
تمامًا كما توقعت، ابتسم وهو يجلس على حافة المكتب متابعًا: مكانش قدامي حل غير دة بعد ست شهور هروب بدون سبب.
تشبثت بحقيبتها والدمع يغزو عينيها نظرت إليه: بدون سبب؟
الباب المفتوح على مصراعيه جعل وليد يدلف إلى الداخل دون استئذان لكن ما أن رآها حتى استأذن مبتعدًا: آسف ماكنتش أعرف إنك هنا.
أجابته بضعف: المفروض يا دكتور إني أكون هنا، لإن دة كان طلب حضرتك ولا هي لعبة مابينك وبين صاحبك؟
تفهم وليد توترها فطلب منها برفق: اقعدي يا منارأحمد عايز يتكلم معاكي شوية سامحيه في الطريقة بس هو مضطر يعمل كدة.

كانت تشعر أنها بقصر قامتها مسجونة بين عملاقين، ورائحة دخان سجائر وليد تخنقها من جهة ومن الجهة الأخرى عطر أحمد النفَّاذ، ابتلعت ريقها ويشهد الله أنها حاولت لكن صوت أحمد قال: أنا محتاج أعرف انتي ليه عايزة تتبرعي بكل حاجة؟ ليه بتقولي إن مفيش حل غير دة؟

حاولت السيطرة على نفسها، لكن رائحة الدخان كانت تغزو خلايا مخها، ابتلعت ريقها يجب أن تتغلب على نوبة هلعها لكن.. غشاء أسود سميك كتب كلمته الأخيرة فوق بصرها لتسقط فاقدة الوعي.
نظر وليد إلى أحمد بدهشة، وأحمد لم يع الموقف بعد!
سأله وليد بإستنكار: انت قولتلها ايه؟
ليهتف به أحمد: إحنا لسة هنتنافش؟ نادي أم سيد بسرعة من برا!

حملتها أم سيد بمساعدة من إحدى الطالبات، ونقلاها سويًا إلى عيادة الجامعة، كان أحمد ووليد يقفان بالخارج، لا يشعر أحمد بالذنب لكنه يشعر أن هناك حلقة مفقودة غير مفهومة أبدًا!
أمَّا وليد فاتصل على أخر رقم على هاتفها، لتأت آلاء مسرعة والهلع يتمكن منها
أخبرتهما أن الأمر ليس سيئًا نظرًا لكونه يتكرر بشكل مستمر، فـ منار مصابة بـ "الربو" يصاحبه أحيانًا نوبات إغماء إذا تعرضت لضغط روائح شديد وهي حالة نفسية أكثر منها مرضية
نُقلت بعد أن أفاقت من الإغماء إلى مستشفى خارجي، وظل أحمد ووليد في الإنتظار بالخارج، بينما آلاء ووالدتها مع منار بالداخل، ومع تأخر الوقت اضطر وليد لـ أن يرحل ويترك أحمد وحده والذنب قد بدأ يتسلل إلى قلبه فهو من وضعها تحت ضغط نفسي.
بعد منتصف الليل كانت منار قد استعادت عافيتها، وصلت شكرًا لله على إعادته روحها لجسدها ثانية.. بعدها طلب أحمد منها أن تسمح له بالدخول ليطمئن عليها وبعتذر منها.
وبعد شد وجذب بين آلاء ومنار، وافقت أخيرًا.. رغمًا عنها!
طرق الباب ودخل قائلًا: السلام عليكم!
ثم أشار إلى ملابسه قائلًا: أنا غيرت الملابس اللي كان فيها البيرفيوم والله العظيم خليت وليد يجيبلي غيرها، أنا بعتذر جدًا بجد ماكنتش أعرف!
والآن هي ليست يتيمة ووحيدة فحسب، بل ومريضة حمقاء أيضًا.
تمتمت بما يشبه: مفيش مشكلة، حصل خير.
أومأ برأسه قائلًا: حمدًا لله على سلامتك يا منار، صدقيني مكانش قصدي!
هل نطق اسمها بكل هذا اللطف؟
لم تجد ماتقوله، لو كانت تكلمت الآن لكانت قالت أحبك!
أومأت برأسه واستأذن مغادرًا: أنا قاعد برا، وقت ماتكونوا جاهزين تروحوا قولولي.

ما إن خرج حتى غنت آلاء بسخرية:
وحين أن لا أقول أحبك
فمعناه أني أحبك أكثر..
لكزتها منار بضعف في كتفها فتألمت آلاء في حين ضحكت والدتها: الجدع ابن حلال والله يا منار ماتعرفيش كان عامل إزاي عشانك!
لتؤكد آلاء: آه والله قوليلها ياماما، دة حب من أول نظرة دة ولا ايه يامنار يا أختي؟
هزت منار رأسها: لا دة إحساس بالذنب والشفقة عشان هو السبب في اللي أنا فيه بس!
لترفع آلاء يديها إلى السماء: شفقة! كشفت راسي ودعيت عليكي، دة الراجل ماروحش من صباحية ربنا ولا داق الأكل من قلقه عليكي!

تبًا له، فليذهب أو يجلس أو يفعل مايشاء، أليس هو من وضعها في هذا الموقف، مالذي يريد أن يناقشها فيه؟ لماذا رفضت طلب الزواج الذي لم يطلبه أصلًا.
حاولت التخلص من طنين آلاء قائلة: يلا يا طنط نجهز عشان نمشي لاحسن آلاء حلمت أحلام وصدقتها لوحدها..
ثم نظرت إلى آلاء قائلة بحزم: وانا مش هاعيش مع أحلام سراب يا آلاء.

____

كان يقف بشرفة الردهة يعبث بلعبة على هاتفه منتظرًا خروجهم، وماكاد أن يكسب حتى قطع اللعبة رنين هاتف قرر أن يخرج فيه غضبه كله: أفندم؟ عايزة ايه سيادتك؟ ماشبعتيش تهزيق!
_أنا متصلة أقولك إني خلاص مش هاكلمك تاني وهحاول أنساك.
_برافو، جدعة.
_بس صدقني منار مش هي الشخصية المناسبة ليك!
رفع حاجبه بدهشة: منار؟
_أيوة منار، عايزة أقولك إنها بتمثل عليك إنها ماتعرفش الوصية، مع إنها اللي خلت أبوها يكتبها عشان تتجوزك.. بتمثل إنها يا حرام متفاجئة بعد ما ابوها مات، مع إنها خلته يكتبها عشان لو مات تبقى موجودة والإيد اللي بتوجعك اللي ماسكاك بيها.. عايزة تتجوزك بالعافية وابوك ياعيني صدق الحرباية وابوها وقال ياعيني ينقذها من الوحدة وياتتجوزها يا تخسروا كل أملاككم، بالله عليك هو في تمثيلية كدة؟ راجل هايموت ويسيب بنته وحيدة وياتتجوزك ياتخسر كل حاجة؟ تمثيلية سخيفة وانت ضحيتها، أنا بكلمك عشان صعبان عليا لكن خلاص دي أخر مكالمة مابيننا يا أحمد، أخر مرة هاقولك بحبك.

أغلقت الهاتف وتركته لـ دهشته..
حاول أن يربط الأحداث ببعضها فتشابكت الصور في عقله بطريقة ما..
فتح هاتفه من جديد واتصل بـ وليد قائلًا: معلش يا وليد صحيتك من النوم، عايز حاجتين تبعتلي سواق أوبر انت واثق فيه على المستشفى، وتبعتلي حداد على عنوان الشركة.
ليسأله وليد بإستنكار: هو انت الصبح ملغي من عندك؟
ثم استدرك قائلًا: انت قولت حداد؟!

نهاية الفصل الثاني


صفا ممدوح محمد غير متواجد حالياً  
قديم 26-06-21, 03:18 PM   #10

صفا ممدوح محمد

? العضوٌ??? » 489306
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » صفا ممدوح محمد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرورة مشاهدة المشاركة
بداية مشوقة اتمنى لك التوفيق ..يعني منار معجبة باحمد طب ليه رافضاه..ومريم وعمر مجانين ..منتظرين الاحداث ودمتي بخير
حبيبتي شكرًا لدعمك، تم تنزيل الفصل الثاني ♥


صفا ممدوح محمد غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:35 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.