آخر 10 مشاركات
لا تتركيني للأوزار (الكاتـب : تثريب - )           »          صمت الحرائر -[حصرياً]قلوب شرقية(118) - للمبدعة::مروة العزاوي*مميزة*كاملة & الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          494- اخر خيوط الحب - كارول مورتيمر -روايات احلام الجديدة(مكتوبة/كاملة)* (الكاتـب : *سهى* - )           »          2– التجربة - شارلوت لامب - ق.ع.قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          بقايـ همس ـا -ج1 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة المبدعة: عبير قائد (بيرو) *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          بين نبضة قلب و أخرى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          عشقتها فغلبت قسوتي-ج1من سلسلة لعنات العشق-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي *كاملة+روابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1710Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-11-22, 08:46 AM   #861

Dina abd elhalim

? العضوٌ??? » 434126
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 242
?  نُقآطِيْ » Dina abd elhalim is on a distinguished road
افتراضي


مبروك عليكى الختام وتمييز الرواية
قلمك رائع وتستحقى كل خير
فى انتظارك لا تغيبى علينا


Dina abd elhalim غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-22, 11:33 AM   #862

ريهام حسنين

? العضوٌ??? » 490625
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 143
?  نُقآطِيْ » ريهام حسنين is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء يسري مشاهدة المشاركة
برنامج معكم منى الشاذلي

دخلت منى الشاذلي إلى مقر تصوير البرنامج ضاحكه مع التصفيق العالي من الجمهور
حيتهم بكفها قائلة بابتسامة جميلة :-
" شكراً لكم أنرتموني وشكرا لكل من يتابعنا
طبيب نفسي مشهور ربما الكل هنا يعلمه وربما لا لكن الأكيد أن الأغلب أصبح يعرفه بعد تكريم مركزه الجديد
(وأشرقت الشمس بعينيها) لتبني علاج قضية التحرش بالأطفال والذي رغم افتتاحه حديثاً خرجت منه الدفعه الأولى بعد شفائهم التام ومحصلتهم مائة طفل وطفلة
لن أزيد على حضراتكم بالحديث ولنرحب معاً بالطبيب الدكتور شهاب البراعي أستاذ الطب النفسي بجامعة ......... والمنتدب بعدة جامعات دولية معروفة "
تعالى التصفيق الحار لدخول شهاب بوجهه البشوش لمقر التصوير
وقف شهاب يشكرهم على تحيتهم واضعاً كفه على صدره بامتنان ثم اقترب من منى الشاذلي يحيها وهو يضم كفيه لبعضهم البعض
"دكتور شهاب حضرتك شرفتني النهاردة بوجودك "
ابتسم شهاب يشكرها فبدأت منى الحديث مرة أخرى قائلة بنبرة تأثر عالية :-
" دكتور شهاب الحقيقة حضرتك فعلت ما لم يفعله أحد من قبل
المؤتمر الأخير الذي ذاع سيطه لتكريم المركز والاعتراف به دولياً كان سبقاً للبلد بأجمعها "
ابتسم شهاب وبدأ الحديث بلباقة قائلاً :-
"أشكرك لكن وما توفيقي إلا بالله
صدقيني الفكرة حين تم تنفيذها كان بمثابة سحر بالنسبة لي
لم يكن معي الميزانية وكانت فكرة مؤجلة لسنوات قادمة لكن أراد الله هذا "
أومأت منى ضاحكة بحماس وهي تسأله قائلة :-
" يعني تريد أن تخبرنا أنك ضحيت بميزانيتك من أجل هذا المركز "
ضحك شهاب قائلاً :-
" صراحة لا لن أدعي ميثالية أن أبعد ما يكون عنها
دون ذكر أسماء لقد هاتفني أحدهم قائلاً أنه يريد عمل مشروعاً خيرياً وطرح أمامي المبلغ فوجدت أنها فرصة وعرضت عليه الأمر فرحب بالطبع "
أومأت منى برأسها وهي تقول بنبرتها الجميلة :-
" الحقيقة حضرتك ناجح جداً محبوب جداً نفخر إن نموذج حضرتك من هذة البلد "
أشارت ناحية الجمهور ثم قالت مبتسمة :-
" أيضاً معنا هنا عدد من طلاب سيادتك "
تعالى التصفيق الحار مع الهتاف فابتسمت منى وهي تسألهم قائلة :-
"أخبروني هل الدكتور شهاب كما نسمع عن أساتذة الجامعه صارم ولا تحبون محاضرته أم ماذا ؟"
نظر لهم شهاب مبتسماً وهم يتدافعون في الاجابة بالنفي والثناء عليه فابتسم لهم شهاب وهو يقول بنبرة اعتزاز :-
"أنا أفخر بتدريسي لهم إنهم إخوتي "
ابتسمت منى الشاذلي ثم قالت :-
" ربنا يبارك في علم حضرتك والحقيقة أننا برنامج معكم منى الشاذلي أحضرنا لك مفاجئة صغيرة لكن انا واثقة أنك ستسعد بها "
ضيق شهاب عينيه بتساؤل فوقفت منى وهي تقول بنبرة حماسية:-
" مفاجئتنا صغيرة بالعمر في أواخر العقد الثالث من عمرها
سيدة جميلة وليست معروفة كثيراً لكن أنا واثقة أن ظهورها معنا اليوم ستعلق بقلوبكم
مفاجئتنا هي السيدة رنا الجوهري زوجة الدكتور شهاب "
تعالى التصفيق العالِ بدخول رنا الخجول بينما وقف شهاب مبتسماً بذهول وهو يبصرها تخطو تسلم على منى ثم تقترب منه تسلم عليه بحياء فقال بمشاكسة :-
" وتسلمين علي أيضاً لما لم تخبريني أنكِ مدعوة على الأقل كنا حضرنا معاً "
ابتسمت منى وهي ترد عنها قائلة :-
" نحن من شددنا عليها بهذا ما رأيك في المفاجأة يا دكتور"
تناول شهاب كف رنا بين كفه وهو يقول مبتسماً :-
"وهل تحتاج رأي إنها الأجمل على الإطلاق "
ابتسمت منى ودعت لهم ثم نظرت لرنا قائلة :-
" رنا أنتِ ابنة السيد ياسر الجوهري المعروف أم مجرد تشابه أسماء ؟"
"ليس تشابه أنا ابنته بالفعل"
" ماشاءالله يعني واحدة أخرى متزوجة من دكتور عظيم كدكتور شهاب وابنة رجل من رجال الدولة الأوائل وبهذا التواضع فهو شئ جميل "
"ابتسمت رنا بحياء وهي تقول :-
"ليس تواضع فقط أنا لا أرى شئ يستحق التكبر أو ماشابه مثلي مثل غيري بغض النظر عن فخري بكوني زوجة من وابنة من "
ابتسمت منى ثم نظرت لهم قائلة :-
" رنا أخبرينا كيف تعرفتِ على الدكتور ؟"
ناظرته رنا بخجل فابتسم شهاب لها قائلاً بمشاكسة :-
"أخبريها "
ضحكت رنا ثم قالت :-
"صدفة كنت أبحث عن عمل لشغل فراغي فوجدت إعلانا على ما أذكر أو ربما أخبرني أحد ان هناك مكتبة تسمى مكتبة الأصدقاء صاحبها يريد مترجماً وقد كان هو صاحبها "
ابتسمت منى وهي تقول :-
"إذا هو القدر
من اعترف للأخر بحبه أولاً "
ضحك شهاب وكأن الذكرى تمر أمامه وهو يفتح كفيه قائلاً :-
" بالتأكيد أنا "
ضحكت منى وهي تقول :-
" دكتور شهاب صارحنا عن ردة فعلك حين أخبرتك رنا بموافقتها عن الزواج "
اتسعت ابتسامة شهاب واحمرت اذنيه بشكل ملحوظ وهو ينظر لها متنحنحاً ثم قال بمشاكسة :-
" علمت أني حكمت على نفسي بالمؤبد لا مفر "
قطبت رنا بعدم رضا مصطنع وهي تعلم أنه يشاكسها وقالت :-
" والله ؟"
ضحك شهاب وتعالت الضحكات ثم ربت شهاب على رأسها وهو ينظر لمنى قائلاً :-
"أحلى وأجمل قرار اتخذته بعمري كله "
"حفظكم الله لبعضكم البعض
هل معكم أطفال ؟"
أومأت رنا وعينيها تلمعان بالحب وهي تقول :-
" نعم معنا حياة الكبيرة ....سنوات
ولارا وحمزة تؤمان .... سنوات"
" حفظهم الله لكم "
" دكتور شهاب ...سيدة رنا ما رأيكم أن نلعب معاً "
هزوا رؤوسهم وكل منهم ينظر للأخر فرتبت منى أوراقها بينما أتى فريق الإعداد وقت الفاصل يعطيهم مضربين متماثلان ظهر المضرب كلمة (شهاب) ووجهه كلمة (رنا) شرحت لهم اللعبة ثم بدأت وهي تقول :-
"سنلعب معاً الأن من أكثر "
نظرت لهم ثم بدأت بالسؤال :-
" من منكم نومه أثقل ؟"
رفع كل منهم اسم رنا فناظرته رنا بعتاب وهي تقول :-
"هل أنا فعلاً ؟"
ضحك شهاب وهو يقول :-
"أتسألين ؟"
" من منكم يحب جلسة البيت أكثر "
أثنيهم رفع اسم رنا مرة أخرى فضحكت منى متسائلة :-
"ألا تعملين يا رنا ؟"
ابتسمت رنا وهي تقول :-
"أعمل في الترجمة (أونلاين ) عمل حر لكني رفضت العمل بالخارج وفضلت وجودي بالبيت من أجل الأطفال "
أومأت منى تثني عليها ثم سألت مرة أخرى :-
" من منكم خلقه ضيق أكثر ؟"
اثنيهم رفعا اسم رنا فضحكت منى وهي تقول :-
" لقد خالفتم القاعدة من المعروف أنه الرجل دوماً "
ابتسمت رنا وهي تنظر له بمحبه ثم قالت :-
" شهاب نفسه طويل "
أومأت منى ثم سألت :-
" من عصبي أكثر"
رفعت رنا اسم شهاب ورفع شهاب اسم رنا التي اتسعت عينيها قائلة بذهول مضحك :-
" شهاب لا تمزح أنت بالطبع هل أتعصب أصلاً ؟"
رفع شهاب حاجبيه قائلاً بمشاكسة :-
"أصلاً ؟ "
ضيقت منى عينيها وهي تقول :-
" دكتور شهاب وجه رنا برئ جداً اعترف أنك الأكثر "
ضحك شهاب وهو ينظر لرنا قائلاً :-
" وجهها برئ وجميل لكنها شديدة العصبية حين تغضب "
"شهاب سأغضب منك " قالتها رنا بعتاب جعله يضحك وهو يقول بعد أن كررت منى السؤال :-
"انا مصمم هي الأكثر "
" ماذا تفعلان حين تتعصبان ؟"
ضحك اثنيهم وقالا بنفس اللحظة :-
" نتشاجر بالطبع "
ضحكت منى وهي تقول :-
" من يرى هذا الثنائي الجميل يقول أن لا شجار ينشب بينهم "
ابتسم شهاب وهو يقول :-
" لا هذا أمر خيالي الشجار بهار الحب "
أومأت منى وهي تسأل :-
" من منكم ينقلب وجهه أولاً ؟"
نظر كل منهم للأخر وكأنهم يفكران معاً ثم رفعا المضرب بشكل محايد جعل منى تضحك بتساؤل فقالت رنا :-
" نحن الاثنان حسب الموقف "
" من يتم مصالحته بسهوله ؟"
رفع شهاب اسمه بينما رفعت رنا اسمها ثم نظرا لبعضهم البعض فقالت رنا بذهول :-
" شهاب أنا من أصالح بسهولة بينما تأخذ مصالحتك مني مجهوداً "
قطب شهاب ينظر لها بتدقيق جميل لها فتذمرت رنا قائلة :-
" لنقل أننا متساويان رغم إصراري على أنه أنت "
ضحكت منى ثم سألتهم مرة أخرى قائلة ا :-
" من يتذكر المناسبات أكثر ؟"
مط شهاب شفتيه بخسارة وهو يرفع اسم رنا ورفعت هي الأخرى اسمها ضاحكه وشهاب يقول :-
"رنا تتذكر كل مناسبتنا معاً بأدق التفاصيل لكن أنا أنسى للأسف "
" السؤال قبل الأخير
من معه كلمة سر الأخر (passowrds) ؟"
لم يرفع أي منهم مضربه ورنا تقول :-
" هو ليس معه خاصتي ولا يسأل وأنا معي كلمة السر خاصته للهاتف الشخصي لا يمانع أبداً أما هاتف العمل فلا "
" من يغار على الأخر أكثر "
رفع اثنيهم اسم شهاب فرفعت منى حاجبيها وهي تقول بعدم توقع :-
"أنت يا دكتور ؟ تبددو هادئاً جداً "
ابتسم شهاب فقالت رنا :-
" شهاب غيور بشدة كما لا تتوقعي "
أومأت منى برأسها مبتسمة وهي تقول :-
" غريب رغم أنه بطبيعة عمله وشخصه بالأكيد تتصادمين مع المعجبات يا رنا ؟"
أومأت رنا برأسها وهي تقول :-
"أنا أغار جدا لكن طبيعة شخص شهاب وتفاعله مع المعجبات تروض غيرتي كثيراً
رد فعله دوماً ما يثبط حدة الغيرة عندي "
ابتسمت منى داعية لهم وهي تقول :-
" الحقيقة أنكم شرفتونا اليوم وسعيدة جدا بوجودك معي اليوم بالحلقة يا رنا وفخورة بتلبية الدكتور دعوتي وموافقتك يا رنا على الدعوة "
بعد وقت كانت تركب جواره في السيارة فشاكسها قائلاً :-
" الذي أتى وحده يذهب وحده "
بدأ بتحريك السيارة وهو يستمع لها تقول :-
"إذا أوقف السيارة إن لم تريدني وكانت المفاجئه سيئة "
التفت لها شهاب بعينان لامعتان ازداد التوهج فيهما وهو يتأمل ثايبها بحريه
ترتدي سترة ستانيه مكللة بالزهور متشابكة الألوان أسفلها تنورة واسعه تحتضن خصرها وقد أدخلت السترة فيها فضيق عيناه قائلاً :-
" أليس من الأفضل كنتِ أخرجتي السترة "
أغمضت رنا عينيها قائلة بنرة بدت لأذنيه طفولية بأنوثة مهلكة :-
" يا الله منك يا شهاب اسأل الله الصبر "
ضحك ضحكة رائقة ثم قال بجاذبية :-
" هل تعرفين فيما أريد اللحظة بشدة ؟"
التفت له تناظره بعينيها الجميلتين بتساؤل فهمس بنبرة نضحت من حروفها العاطفة :-
"اأريد أن أقبلك بشدة
الأن يا رنا الأن "
احمرت وجنتيها بشدة تناظره بذهول وقد تناول يطبع عليه قبله طويلة واحتفظ به في كفه حتى انتهى طريقهم ووصلا لشقتهم وفور أن أغلقا الباب خلفهم كان يحقق ما يريد يحلق معها في قبلة طويلة مشتاقة وشديدة العاطفة بينما هي تجاوبت بتوله تشعرها عاطفته كم هي مدللة وبعد فترة كانت تناظره بذهول وهي تقول بنبرة لاهثه :-
" منذ متى وأنت متهوراً ؟"
ابتسم شهاب يقربها منه يحتضنها وهو يقول بنبرة حميمية :-
" كيف لا أفعل وأنتِ بهذا الجمال يا حبيبتي ؟"
ضحكت رنا بانبهار وهي تقول :-
" أشعر وكأننا عدنا لأيام شهر العسل لو أعلم لكنت فاجئتك منذ زمن يا حبيبي "
ابتسم شهاب وهو يطبع قبلة حانيه على وجنتها الناعمة ثم ملس عليها قائلاً بألق :-
"ما رأيك أن نفعل ؟"
قطبت متسائلة :-
"نفعل ماذا ؟"
خلل شعرها بأصابعه وهو يقول :-
" نعود لأيام شهر العسل "
"وكيف ؟" تسألت بتوله فابتسم وهو يقول :-
" منذ أن تم فطام الصغيران وأنا أفكر أن اختطفك يومان نسافر وحدنا ما رأيك ؟"
" هل تسأل بالطبع موافقه لكن أين سنذهب ؟"
حك أرنبة أنفه بخاصتها وهو يهمس بعاطفة :-
" أي مكان معك سيكون جنة "
..............................
بعد مرور عدة أشهر
وكأن حبها أية وهو المرتل
وكأنه ترنيمة وهو المرنم

" إنها حالة ولادة " قالتها الطبيبة ببرود جلط عمر وهو يقول :-
" نعرف أنها حالة ولادة لكن لما تصرخ هكذا " ناظرته الطبيبة كمعتوه وهي تنظر لوالدته ثم قالت بحدة :-
"ألم تحضرا ولادة بالتلفاز من قبل إنه الطلق "
لم تزد كلمة أكثر وهي تتحرك وتتركهم تاركه عمر يرغي ويزبد سابباً العالم بمن عليه وسعاد تحاول تهدأته حتى خرجت الممرضة تنظر له ولرشاد المتكتف قائلة :-
" من فيكم زوجها ؟"
"أنا بالطبع من يكون يعني " قالها عمر بعصبيه جعل الممرضة تتذمر قائلة :-
" اهدأ يا أستاذ منذ أن أتيت وأنت تتعصب علينا جميعاً من أين لنا نعرف أنك زوجها يعني ؟"
تدخل رشاد في الحوار قائلاً بتلطيف :-
" اعذريه هو فقط خائف عليها "
لوت الممرضة شفتيها تتمتم مع نفسها قائلة :-
" هل هذا منظر يقلق أو يخاف على امرأة ؟"
إلا أنها تنهدت وهي تتحرك قائلة :-
"إنها تريدك بالداخل "
تحرك عمر للداخل فوجدها تنام على الفراش باكية وهي تصرخ بين حين وأخر فارتعش داخلياً دون أن يظهر هذا على ملامحه بينما يقترب منها ماسحاً على وجهها هامساً ببهوت :-
" هل تتألمين ؟"
سؤاله أغضبها فزاد بكاؤها وهي تقول :-
" هل تسأل يعني ؟"
"لا إنها تمارس جلسة من فن تعذيب الذات صدقاً إنه السؤال الأكثر استفزازاً من الرجال "
قالتها سهام التي لم يرها عند دخوله فنظر لها شذراً ثم قال بفظاظة :-
" من فضلك اتركينا يا سهام "
بعد أن خرجت مسك عمر كف سنابل بين كفيه وهو يهمس بحنان :-
" ستكونين بخير وستخرجان لي بسلام "
لمحة الخوف على وجهه لم تخطأها فهمست :-
"هل إن أتت فتاة ستغضب ؟"
ضحك عمر باختناق وهو يميل يقبل جبهتها قائلاً :-
" حتى لو قرداً المهم أن تخرجا سالمان "
بعد وقت كان يقف بجوار النافذة يضع قبضتيه في جيبي بنطاله والخوف يعصف به
سب بخفوت وهو يتذكر الاسطوانة التي دأبت عليها الفترة الماضية عن قصة موتها
الغبية أي موت هذا ؟
من أين له بالعيش دون جوارها
ألا تعرف أنها أصبحت بضعة منه لا يرتاح إلا في مجاورة أنفاسها
رفع يده ينظر للساعة ثم ضرب على حافة النافذة بتوتر فأوقفه صوت رشاد وهو يقول بسماجته المعهودة :-
" يا أخي لو كنت أعرف أن الزواج سيشمتني فيك هكذا لكنت زوجتك منذ زمن "
حدجه عمر بغضب جعله يبتسم ثم قال بهدوء :-
" لا تقلق الولادة هكذا أحياناً تأخذ وقت "
حاول أن يشغله وهو يقول :-
" هل سمعت عن إبادة أملاك البدوي ؟"
هز عمر رأسه شارداً فقال رشاد مبتسماً :-
" من يقول أن الليلة التي ذهبنا فيها للنبش وراء البدوي ولياله تثمر عن أسرة تكونت وتنتظر مولوداً الأن "
ابتسم عمر وهو يهز رأسه قائلاً :-
" معك حق قدر يشبه الخيال "أومأ رشاد
ثم لم يستطع الاستمرار في جو المتعقل هذا فقال بمزاح وهو يخبط كتف عمر بظاهر كفه :-
"لم أكن أعرف أنك رجل خرعاً هكذا يا رجل لقد كنت أكل اللب والسوداني وسهام تلد "
نظر له عمر بضحكه صفراء وهو يقول :-
" رشاد يا حبيبي لقد كنت معك بالولادة واتذكر جيداً حين كانت الولادة متعسرة ففقدت وعيك "
اربد وجه رشاد بتحرج ثم ضحك ببلاهة قائلاً :-
" تتحدث بأشياء لا تخطر للرجل على عقل "
قبل أن يتحدث أي منهم كان صوت سعاد الباكي يأتيهم من أخر الطرقة :-
" لقد تمت الولادة "
تحرك عمر مسرعاً وقلبه يهدر حتى وصل لأمه امام غرفة العمليات وفور أن خرجت الطبيبة سألها بتلهف :-
" هل هي بخير ؟"
" بخير لا تقلق الاثنين بصحة جيدة "
تنهد عمر لاهجاً بالحمد فسألت سعاد بتلهف أمومي :-
"ماذا أنجبت "
ابتسمت الطبيبة وهي تقول قبل أن تتركهم :-
"فتاة كالبدر ليلة تمامه تتربى في عزكم ان شاءالله "
ناظرت سعاد عمر بقلق ففهمها وضحك قائلاً بعتاب :-
" هيا يا أم عمر هل ظننتِ أني سأحزن حقاً ؟"
بعد وقت كان مع سنابل بالغرفة كل من عمر وسهام وسعاد بالغرفة تحتضن سنابل وتبكي لاهجة بالحمد وهي تقول :-
" حمداًلله على سلامتك يا قلب أمك "
تقبلها بكثرة وهي تضمها لها بحنو حيثما يسمح وضعها ثم حملت المولودة التي أحضرتها لهم الممرضة الأن وزاد بكاؤها
هل أتى اليوم الذي حملت فيه أطفال عمر حقاً
هل أصبح صغيرها أباً وله طفلة جميلة كهذة
أتلك قطعة اللحم الصغيرة هي قطعة من فلذة كبدها ؟
تضمها لها بحنو شديد ثم تضعها على صدر سنابل وتسندها لها قائلة بابتهاج :-
" انظري ابنتك قبليها واشعريها بحنانك "
احتضنت سنابل الرضيعة وفور أن فعلت شعرت بقشعريرة تمر في جسدها فدمعت عينيها بفرحه ليس كمثلها شئ
هل تعرف الشعور ؟
شئ أشبه وكأنهم فتحوا قلبها ووضعوا فيه هذة الصغيرة فيدق لها بجنون
وكأنهم أضافوا روحاً جديدة نقيه وطاهرة لروحها
وكأنه اقتطعوا لها جزءاً من حرير الجنة
وتلك اللحظة كانت عجيبة لاشتراك قلبيهم في الشعور فحين رفعت عينيها له التقت مع عيناه المتوهجتان واللامعتان بتأثر عميق
لحظة أشبه بشعاع ضوء مر راسماً حياتهم معاً حتى أخيراً أضاء نهاية النفق
أغمض عمر عيناه لاهجاً بالحمد وهويتقدم يحمل الصغير فاختض قلبه من هول الشعور
مشاعر متمازجة ومتباينة بين سعادة ... حب ... خوف وقلق وحنان هادر وكأنه يريد شق صدره وتخبئتها مع أمها هناك
مال ناحيتها ليكبر في أذنيها فأغمض عينيه من جمال الرائحة
رائحة بجمال الجنة
كبر في أذنيها ثم دون شعور كان يضمها لصدره بحنو جارف وكأنه يريد التواصل معها
قطع تلك اللحظة صوت أمه وهي تقول :-
"دع رشاد يدخل يا عمر لقد لففت لسنابل حجابها واعتدلت في جلستها "
أومأ عمر فتحركت سهام لمنادة زوجها الذي دخل مهللاً وهو يقول :-
" يا ألف نهار أبيض يا ألف حمداً لله على سلامة البسكويتة وابنتها "
" والله لأطردك مرة أخرى " قالها عمر بغضب فناظره رشاد بتحايل وهو يقول :-
" دعوني انظر هل الفتاة تشبهني أم ماذا "
" كبر في وجهها يا ولد واذا سأل أحد عنها قولا انها سوداء كالعبيد بأنف كبير وأذنين كحاملي الطاسة "
تحركت عليها الأنظار المذهولة حتى ان عمر ضحك مستنكراً وهو يقول :-
"أمي ما الذي تقوليه ؟"
ابتسمت سنابل تفهم حماتها فقالت ضاحكة :-
"أمي تقول هذا منعاً للحسد "
رفع رشاد حاجبيه وهو يقول :-
"هل توقفين حال الفتاة من أجل الحسد يا سعاد "
تذمرت سعاد قائلة بغضب :-
" اخرس يا ولد ولتسمعا الكلام "
حمل رشاد الصغيرة مسمياً وهو يقف جوار سهام ثم قال بطفولية :-
"ليست حلوة ابنتي أحلى منها "
تحركت سعاد لتحملها منه قائلة بغضب :-
"بل أحلى منك ومن ابنتك وزوجتك وعائلتك كلها "
تذمرت سهام قاطبة وهي تقول :-
" الله ومالي أنا يا خالتي "
عقدت سعاد حاجبيها وهي تقول :-
" اخرسا أنتِ زوجك بدلاً من أن أضربكم على مؤخرتكم والله "
لوى رشاد شفتيه ثم مال على سهام التي كبحت ضحكتها من قوله :-
" محدثة نعمة وكأن لم يرزق أحد بحفيدة غيرها "
"سمعتك يا قليل الحياء " قالتها سعاد بتوبيخ فتعالت ضحكاتهم
ليلاً
زفر عمر وهو يغلق باب غرفتهم في شقتها خلف والدته
لقد كان اليوم متعباً ولتوهم وصلا من المشفى منذ ساعتين حين سمحت الطبيبة بهذا وعزما على قضاء فترة نفاسها بشقة والدته حتى تستطيع الاعتماد على نفسها والصعود لشقتهم
ومنذ أن دخلا فرضت والدته حالة طوارئ لاطعام سنابل الدجاج والحساء والعسل بالحلبة حتى أخيراً اطمأنت لنوم سنابل فتركتهم مشددة عليه أن ييقظها أي وقت
دعك بين عينيه بإرهاق ثم تحرك ناحية الفراش الذي ضموا معه أخر ليلتصق به فيصبح فراشاً كبيرا
ابتسم بتعب ودقات قلب حانيه وهو يسمع صوت السرسعه الصغيرة
اقترب بقلب متلهف يجاورها فأصبحت بينه وبين أمها
مال يقبل كفها الصغير خوفاً من أن تشك شعيرات ذقنه وجهها
اقترب بأنفه يعب من رائحتها ثم همس بأبوة بدت لأذني سنابل المرهقة بديعة الجمال :-
" ما بال رائحتك أسرة هكذا يا فتاة ؟"
تناظرة الصغيرة مناغية وكأنها تستغرب هذا العالم الغريب
لما أخرجوها من القوقعه الأمنة التي كانت فيها
رفعها يضمها أقرب لقلبه فسكنت وكأن الأمان عاد لها
ملس على وجنتها الناعمة بأصبعه ثم همس :-
"يظنون أني لا أريد فتاة كرهاً بالنوع لا يعرفون أنه كرهاً للخوف
ألا يكفيني خوفي على أمك لتأتي أنتِ فتحتكري الدقات ودويها قرعاً لكِ؟
كيف لي أن اهدأ دقات قلبي خوفاً على اثنتيكم في هذا العالم
كلاكما طفلتان بحق الله "
صمت يتأملها بحنان ثم همس متأوهاً بعاطفة جارفة :-
"طفلتاي يالله كم أعشقكم "
تسمرت سنابل مكانها وبغباء رأه وهي تقطع عليه خلوته قائلة بتذمر حزين رغم تماوج قلبها ابتهاجاً:-
" هل كان يجب أن ألد وأكون نائمة حتى اسمعها منك ؟"
امتعض عمر يسب نفسه وهو يحك رأسه ثم همس قائلا بغيظ :-
" منذ متى وأنتِ مستيقظة ؟"
ناظرته بغيظ هي الاخرى وهي تقول بعدم رضا ونظرة عينيها تستجديه المزيد :-
" منذ البداية "
صمت عمر وهو يضع الصغيرة مبتسماً بتحرج ثم جاورها من الناحية الأخرى من الفراش وضمها له متنهداً تنهيدة طويلة ثم رفع رأسها له ودون مقدمات قبلها
قبلة ناعمة حنونة لكنها مشبعه بالقلق وكأنه يخرج قلق الساعات الماضية فيها ثم مال يقبل وجنتيها ونظر في عينيها هامساً بجمال :-
" قطعة من قلبي يا سنابل
كلتاكما قطعة من قلبي أحمدالله على جميل النعمة "
وقد أقر أخيراً بوقوعه لأسرها
هو الذي يتوه عند رفرفة عينيها وزقزقة نبراتها
....................................

العشق لا يحتاج إثبات بالحديث
العشق أفعال


التفتت ملك لحسن الذي يصف السيارة أمام الشقة القديمة التي تنتمي لمبنى من مباني عائلة البرعي فالتفتت له بغيظ قائلة :_
"حسن لما أتينا هنا ؟"
نظر لها حسن يخبرها بالنزول ثم اغلق السيارة يحثها ع السير والدخول للمبنى أمامه قائلا برقة :_
"ألا تشتاقين لأيامنا هنا؟"
ناظرته ملك كمعتوه تدخل معه للشقة وهي تقول بذهول:_
"هل جعلتني اترك الرضيع وأبناءك عند أمي لأجل أن تسألني هل اشتاق أم لا ؟"
ناظرها حسن عاقدا حاجبية بقرف ثم قال بغيظ:_
"ملك حبيبتي أردت أن اذكرك أن مروان يرضع صناعيا لقلة اللبن عندك أي أنكِ غير مدرة "
اتسعت عينا ملك بجنون والتفت رأسها له كقذيفة هامسة بنبرة مجروحه :_
"أنا غير مدرة يا حسن؟"
أومأ حسن برأسه ببرود قائلا بملل:_
"نعم يا ملك أنتِ غير مدرة ولما الصدمة ؟"
استشاطت ملك غضبا وهي تتحرك للخارج برعونة قائلة بغضب:_
"حسنا فلتجد لك المُدرة يا عديم الاحساس "
ابتسم حسن بخبث يلحق بها يكبلها بين ذراعيه رغماً عنها خامساً بغيظ:_
"يا مجنونة انتظري"
وكما توقع ملك تلفاز إن انفتح لا يغلق وهي ترغي وتزبد فكانت شفتاه القفل الذي ابتلع الكلمات
الأنفاس والهمسات حتى أنساها من تكون اللحظة ثم حين تركها ضامناً ترويضها بتلك الحمرة التي علت وجنتيها ابتسم بعبث ثم مد كفه في جيب بنطاله يخرج علبه من القطيفة فتحها أمام عينيها
لمعت عينا ملك بإعجاب للسلسال الصغير بدلاية عبارة عن كرة أرضيه صغيرة
ابتسم حسن برضا وهو يفك حجابها يسقطه أرضاً فتذمرت ملك بغيظ:_
"لقد أوقعت الوشاح أرضاً"
حدجها حسن بغيظ هامسا:_
"اخرسي"
ألبسها السلسال الصغير الذي التف حول عنقها الجميل وتراقصت الدلاية الصغيرة بغواية فمال لاثما يسمع همستها المتأثرة :_
"ما المناسبة ؟"
"المناسبة أنه أول مال اكتسبه من عملي الخاص دون تدخل نقود أبي "
توهجت عينا ملك بفخر ممزوج بالفرح وهي تحتضنه قائلة :_
"حقا مبارك ي حبيبي مبارك
إنها جميلة بل الهدية الأجمل بالنسبة لي"
ابتسم حسن بمحبة ثم زاد بريق الألق العبثي في عيناه وهو يهمس :_
"إذا ؟
أين المباركة ؟"
زار الغباء وجهها وهي تقول بفظاظة:_
"وماذا فعلت للتو؟"
حدجها بغيظ ثم التهم أنفاسها يخطف مباركته بنفسه ويخطا بأنحاء شقتهم القديمة صفحة جديدة بيضاء تروي للسطور عن العشق
والعشق جمر لا تستحال جذوته إلى رماد
............................



ليس مهم من هي !!
ليس مهم أنها لا تعجبه أو ربما حتى تعجبه !
ليس مهم أنها مؤخراً أصبحت تخافه

بسمة ساخرة تناوش شفتيه مفكرا أن من الذي لم يعد يخافه هو حتى أصبح يخاف من نفسه منذ أن تغير وانقلب ل النقيض منه !
طاقة الشر المكبوتة بداخله أصبحت عنيفة تجعله في لحظه ما يريد الفتك بأحدهم لكن ليس بالمهم
ليس بالمهم أبدا
هو نفسه تهدأ جوارها
جوارحه المخذولة من أقرب الناس إليه تهفوا لرقتها العفوية والتي تغلفها بالقوة والصلابة المثيرة للإعجاب

وجهها الصبوح ذو الملامح الطيبة يجعل العنف المتكالب عليه يتوارى بعيداً خجلاً من براءتها
يجد السكن بالقرب منها وإن لم يصرح بذلك
وإن كان مازالت روحه المكلومة مازالت تتخبط في طرقات التيه إلا أنه يجد فيها شيئاً من السكن

يُطفأ سيجارته التي اعتنقها مؤخراً رغما عن الجميع
يسقطها أرضاً بإهمال وهو يدهس عليها بطرف حذائه الأسود وأخيراً يدخل عليها
انحنى فمه بشبه ابتسامة متهكمة وهو يلحظ بدقة فزعها فور دخوله من انتفاضة كتفيها البسيطة لكنها لا تُظهر ذلك ببراعة تُحسد عليها
يقترب منها بتؤده وهو يشملها بنظراته بتلك العباءة التي لا تغير طريقتها في ارتداء الكثير منها منذ أن رآها
وبمكانها خلف الطاولة الصغيرة وقع قلبها فور دخوله وهي تميز رائحته قبل أن ترفع رأسها حتى
ترفع عينيها بوجل إلى عينيه شديدتي الإحمرار مؤخراً شديدتي الغضب لكنهما بهما لمحة
لمحة فقط من الهدوء العجيب أو ربما يهئ لها
تخافه أو لا تخافه لم تعد تعلم
لا بل هي تعلم هي لم تكن تخافه أبدا لم يمثل لها أبداً مصدر تهديد
بل كان ؟!
لكنه الآن بعدما حدث
بعد تلك الفترة التي انتشر فيها خير موت طليقته والرجل الذي فضلته عليه
عاد شخصاً آخر تماما لا يمت للأول بصلة
وكأنهم قاموا بتبديله ل النقيض منه
ملابسه الأنيقة أصبحت مهملة بها لمحة تمرد عجيبه
وكأنه ؟!
وكأنه يتمرد على نفسه القديمة أكثر ربما
بذلك القميص الذي نصف أزراره مفتوحه
ذقنه الغير حليقة
سيجارته التي لم تعد تفارق كفه
العينين الطيبتين رغم محاولته إظهار العكس قبلاأصبحتا عنيفتين مخيفتين
الابتسامة الموجزة انطفأت وأصبحت سوداوية بدرجة مقيته
"هل انتهيتِ من حل تلك الأحجيه الصعبة على وجهي؟!"

يقولها بفظاظه وهو يعد المخبوزات التي أمامها بجلافة دون أن يطلب منها هذا

يجز بأسنانه على باطن شفته بقوة وهو يحاول السيطرة على تلك الهمسات الملحة والعجيبة التي تطرق عقله الآن

وجلافته جلبت الضيق لها وهي تنتفض واقفة قائلة بصوتها الرفيع (المسرسع) بطريقة مستفذة لأذنه :_

"سيد خالد ماذا تريد لا يصح هذا أنت هكذا تتعدى على عملي ، قل ما تريد وسأجلبه لك"

رنة صوتها المستاءة وهي تقترب منه برائحتها الأشبه لرائحة الأمهات ذلك المزيج من الدفء والحنان
يجعل لمسة الهدوء تسكن قلبه وكأنها تربت عليه فتشفيه من جروحه
لكن تلك الهمسات الروحية المجنونة التي لا يعلم من أين أتت له تعلو وتعلوا فتجعله يرفع رأسه إليها قائلاً بعجز عجيب :_

"هل تتزوجيني ؟!"
وكأنه ثقلا عجيباً انزاح من على قلبه
وكأنه كان يريد فقط إخراج ما بجعبته حتى يُخرس تلك الهمسات المتعبه له
وكأنه أزاح هماً ثقيلاً من على كاهله
وكأنه كان مكتوم الأنفاس وأخرجها
لم يبالي حتى بشحوبها
لم يبالي بصدمتها التي جعلتها تسقط على مقعدها ورائها تناظره بذهول وفمها المهلك مفتوح
بل لم يبالي حتى بخط الدموع المار بعينيها الآن كشيطان شامت
يضم حاجبيه وهو يعتدل في وقفته
يغلق ملامحه كآله باردة لا حياة فيها وهو يستدير متجها إلى الخارج قائلاً باستهتار مريب :_
"انسي .."
يقف عند الباب لدقائق ثم يلتفت نصف لفته بالكاد فقط لمحها منها وهو يقول مرة أخرى قبل أن يخرج نهائياً
"أنسي ما قلت تماماً"
وخرج
خرج ولم يعد موجود كنقطة سوداء وهميه مرت من أمام عينيها المذهولتين
خرج لامباليا بفوهة البركان القلبي التي لتوه فتحها!!

.........................
الأيام كفيلة بالنسيان لكنها ليست مسؤولة عن محو الأحزان

رفعت سنا طفلها بين ذراعيها تلاعبه قائلة بمرح :-
" انظر لهذا الولد الحلو هل أكله ؟"
تضع رأسه على بطنه لتدغدغه فتقرقع ضحكاته الشافيه لروحها
ضمته لها بحنو وهي تحتضن رأسه لصدرها مصدراً تلحيناً من ما ما المتقطعة
تلك الكلمة التي كانت نوراً لقلبها فتشعر أن هناك شئ يستحق الحياة
يستحق العيش رغم كل انعدام الروح المحيط بهم هنا
دخول سديل قطع عليها شرودها لكن منظرها المهزوم أصابها بالجزع
أنزلت أحمد الصغير واقتربت منها هامسة بقلق :-
" سديل ما بكِ حبيبتي ؟"
رفعت سديل عينان قاسيتان لها رغم هزيمة الملامح وهي تسألها بفتور :-
" هل أنتِ من أخبرتيه عن نزولي الجامعه اليوم ؟"
قطبت سنا هامسة :-
" من ؟"
نظرة سديل النارية أخبرتها دون رد فهزت رأسها نفياً وهي تقول :-
" يا مجنونة هل سأفعل وأنا أعلم أن طاهر بن عمك هو من أوصلك ومن سيأتي بك في اليوم اليتيم الذي يسمح فيه عمك بنزولك كل شهر حتى لا يجعلك تنزلين مرة أخرى ؟"
صمتت سديل مطرقه أرضاً وذكرياتها تسبح في ما حدث صباحاً
خرجت من سيارة بن عمها الذي أخبرها بنبرته الغليظة قبل نزولها :-
"سأذهب حتى تنتهين وبالثانية سأكون هنا أمامك "
" عسى ألا تعود مرة أخرى "
قالتها سديل من بين أسنانها بغضب وهي تتحرك جهة الحرم الجامعي تلحق المحاضرة اليتيمة التي تحضرها مرة بالشهر وهي تدعي على عائلتها بأكملها
دخلت المدرج الذي وجدته ممتلئاً فصعدت حتى المقعد الأخير الفارغ وجلست مخرجه ما تحتاج من كشكول وقلم ثم نظارة نظر ارتدتها وهي تنتبه للدكتور وتدون ما يقول
لم تشعر بهذا الذي جلس جوارها مخطوفاً من تلك الطلة التي حرم منها لسنوات
لقد أتى اليوم خصيصاً لمقابلتها ودخل المدرج مستغلاً أن كليتها أو ليقل كليتهم بالساعات المعتمدة وهو كان طالباً ذات يوم فلن يسأل أحد عن جدوى وجوده من عدمه هذا خلافاً عن امتلاء المدرج
كان ينظر لها مسحوراً مستغلاً الازدحام
أغمض عينيه دون أن يشعر مقترباً منها مغمضاً عينيه يعب نفساً محملاً برائحتها
كان أشبه بميت سحبوا عنه الأنفاس ثم أعطوها له دفعه واحدة
وربما أشبه بمدمن حرموه من جرعته ثم ألقوا له اللحظة البصيص فليأخذه بنهم
رفعت سديل حاجباً مرتاباً من هذا السمج الجالس جوارها وهي تتحرك مبتعدة بتأهب أن تمسح بكرامته الأرض إن صدق حدسها وكأن متحرشاً في سابقة أولى من نوعها بالمدرج
لكن اللحظة التالية كانت تتمنى صدقاً أن يكون متحرشاً ولا أن تكون النبرة التي كرهت سماعها وعينيها تتسعا بذهول من وجوده جوارها
النبرة الحميمية بحنين خبيث ومقيت :-
" منظرك هذا يذكرني بتلك الأيام التي كنت أذاكر لكِ فيها في الثانوية العامة "
التفتت له سديل بجزع وكأنها تدعوا أن يكون كابوساً يزورها في استيقاظ لكن للحقيقة السوداء لقد كان بكامل هيبته وجسده الضخم جوارها
حاجباه الملتصقان وعيناه الواسعتان تكادان تلتهمانها
ابتسم سراج بجاذبية متأصله بهيئته الخشنه وهو يمر بعيناه في المدرج الذي يعج بالطلاب الواقفين وتلك الدوشة التي جعلتهم في معزل بعض الشئ ثم عاد بعيناه لها هامساً بثقل ونبرة متألمة ترجمها الغيم في عيناه
" هل تذكرين هذة الأيام ؟"
ما نطق به جعل الجليد يظهر له جلياً في عينيها فهمس بإصرار :-
" كنت طالبة ثانوية جميلة للغاية وذكية تلتصق بي لأذاكر لها"
ارتعشت شفتاه واندلعت النار في عيناه وهو يهمس بنذاله أججها برودها اللحظة :-
" الطالبة التي كانت تجلس بين أحضان أستاذها لاستذكار دروسها فتأخذهم العاطفة عن العالم كله "
حريق
حريق نشب بصدرها نحراً للذكرى التي جمعتهم سوياً الأن فتنخر في قلبيهم معاً
قبل سنوات
صففت شعرها وأخذت أحمر الشفاه أخبئته في جيبها وهي تلف حجابها كيفما أتفق ثم تسحب كتبها متسحبه للخارج
"إلى أين تذهبين " تسمرت متذمرة على صوت والدتها ثم التفتت مبتسمة وهي تقول :-
"سأصعد لسراج ليذاكر لي الكيمياء يا ماما "
اقتربت منها أمها وهي تقول برفض :-
"بالطبع لن تظني أني سأوافق "
"أمي إنه سراج "
ناظرتها أمها بحزم فتذمرت سديل وهي تعود أدراجها للحجرة
يومها انتظرت حتى خلد كل من أبيها وأمها للنوم ككل ليلة بعد صلاة العشاء ثم دخلت لتحايل سنا حتى توافق وهي تخبرها أنهم سيتقابلان على سطح البناية لا أكثر
بعد وقت سمحت لها سنا بساعة بعد تويصات عديدة فخرجت راكضة للأعلى ومعها كتبها
فور أن صعدت توقفت مكانها لاهثة وهي تراه واقفاً بشموخه يناظرها تقترب منه كدرة ثمينة يريد أن يخفيها بين ضلعيه
فتح لها ذراعيه ودون ثانية تأخر كانت تضم نفسها له متمرغه بوجهها فيه صدره العريض ثم رفعت عينيها له هامسة بعينان تبرقان أنوثه وشموخاً :-
" اشتقت لك "
مال سراج مقبلا جبهتها وكأنه يدمغها هامساً بنبرة مبحوحه :-
"وأنا اشتقت وأشرقت يا عزوة قلب سراج "
أبعدها برفق يحثها ناحية الطاولة وهو يقول :-
"هيا لأراجع لكِ سريعاً "
بدأ بفتح الكتاب والأوراق يخط بقلمه لكنه تسمر ببلاهة وهو يجدها منشغلة بأحمر شفاة لا يعرف من أين أخرجته تناظره بحزن وهي تقول :-
" لقد نسيت وضعه على السلم خسارة "
وبشقاوة كانت تمسك هاتفه تفتحه على الكاميرا وتضع أحمر الشفاة على شفتيها بدم بارد لا تدري أي وحوش أضرمتها بكهوفه
" ما رأيك ؟" قالتها ببراءة رغم جرأة عينيها إلا أنها كانت بريئة حتى أنه ابتلع ريقه بصعوبه وهو يهمس بنبرة متحشرجة رغم احتدام النيران في عيناه :-
" سديل أظن أنه يجب أن تنزلي "
انحسرت ابتسامتها دون فهم وقد لمعت عيناها بغضب وهي تتحرك ساحبه كتبها قائلة بجرح لم يقدر عليه :-
"أنا المخطأة "
تحركت بخطوات مسرعة لم تكن أسرع من خطوة واحدة منه قطعها بينهم بعد أن هب ورائها فيسحبها لتكون بين ذراعيه
وقبل أن تستوعب كان ينظر لموضع أحمر شفاها بالتهام ويهمس بلا اتزان كسكران فقد عقله بنبرة لاهثه وأنفاس تنثر اللهيب :-
"سأموت يا سديل سأموت إن لم أفعل هذا فاغمضي عيناكِ "
وبعينان متسعتان كانت تغلق عينيها على متن عناق أنفاسه
كانت بريئة رغم جرأتها متقوقعه على صدره برقه بينما كان هو قتيلاً في لذة حبها مقتولاً في مذاق الفتنة من شفتيها
" حبيبتي "
" حبيبتي "
" حبيبتي "
يهمسها فتغزو عاطفتها ولا يترك لها فرصة الاستيعاب بهجومه المتلاحق
كان ثملاً في الجنة التي طالما اشتهى مسها وكانت مخدرة بسلطنة العشق الذي يجمعهم حتى كان وعيها يعود تدريجياً فدفعته بقوة لا تناسب سنها الصغير تناظره مفجوعه للحظات حتى أنه كاد ينطق بالأسف لكنه ذهل وهي تضربه بقبضتيها في صدره هامسة من بين أنفاسها بشر وجرأة طالما عشقها :-
"أنا أحبك لكن إن كررت هذا يا سراج ستكون قبضتي في عينك حتى تفقعها "
ابتسم بتسليه رغم الإعجاب النابض في عيناه وهو يقول :-
" هل أنتِ قدر تهديدك ؟"
بدت شهية وهي تضع قبضتها في خصرها منعوجه قليلاً وهي تقول بتهديد لذيذ:-
" قدرها ونصف بل سأقتلك أيضاً يا سراج"
" فدوة يا حبيبة سراج"
عادت من الذكرى التي أوهنتها على همسته العاتبه والتي أتت لأذنيها متبجحه :-
"أين ذهبت هذة الطفلة ؟"
ابتسمت سديل ببرود رغم النزف في قلبها للذكرى وهي تقول بنبرة ثلجيه :-
" صعدت لعالم الكبار يا بشمهندس "
لملمت اشيائها ناوية الخروج فوضع كفه على كفها هامساً بتصلب :-
"إلى أين ؟"
لم تخبره أن يزيل يده فقط نظرة قاسيه من جانب عينها على كفه كانت كفيله ليرفع يده ويغلف الغضب لهجته هامساً بحدة :-
" صبرت عليكِ كثيراً يا سديل إلى هنا ويكفي "
لم تعيره بالاً وهي تنهض متحركه دون أن تلتفت وهي تشعر به ورائها وخرجت من باب المدرج الخلفي شاعرة أن أعصابها على الحافة لا ترى أمامها وهي تتحرك للخارج دون أن ترد عليه
الغضب كان متذبذباً في الأركان يتقافز بين كليهم وقبل أن تخرج من باب الحرم الجامعي كانت قبضته القاسية على ذراعها ونبرته القاسيه وهو يشدها قائلاً من بين أسنانه :-
"أنا لم أنتهى من كلامي يا سديل "
تناثرت كل ذرة تحكم كانت تتمسك بها في أعصابها وهي تلوي ذراعها تنزعه من قبضته بقسوة غير عابئة بالألم قائلة بغضب وقسوة مؤلمة :-
" ماذا تريد ها ؟
من قال أني انتظر منك كلاماً أصلاً "
عض سراج شفته بأسنانه يحاول كبت غضبه عنها متلمساً لها الأعذار وهو يهمس بحدة خافته :-
" لتستمعي لي مرة
مرة واحدة يا سديل لا تضطريني أن أفعل شئ يجعلك تغضبي عن حق "
انتظر منها انفعالاً أو حتى صراخاً لكن ما أذهله ضحكتها العالية وهي ترفع حاجباً مع رفع زاية فمها وهي تقول بتهكم :-
" تغضبني ؟
حقا ؟
ولى زمن الغضب يا بشمهندس "
حكت وجنتها بملل ثم قالت بنفس النبرة :-
"أنت كلك يا سراج لم تعد تعنيني ؟
إن احترقت يا سراج مكانك لن تشتعل النار سوى في موضعك وأسفل قدميك فقط هل تعرف هذا ؟"
هل يكون للكلام وقع الرصاص ؟
هل هذا الذي شُق نصفين للتو هو قلبه ؟
هل غشاوة عينيه التي أصابته بعمى لحظي الأن من شدة الغضب الذي يعتريه أم من شدة الألم
نار
نار تعربد بين ضلوعه لا يتخيل أن ما بينهما لم يعد
لا يتخيل أنها بالقسوة التي تجعله يقف الأن غير واثقاً من حبها
لم يتمنى يوماً كسرها ويوم أن حدث كان ينزف دماً قبلها
ما بالها لا تشعر به ؟
ما بالها لا تحاول إعطاؤه عذراً ؟
برزت عروق وجهه بشكل ظاهر يخيف أي أحد سواها وهي تبتسم بتقرف منتظره ما يقول ولم تنتظر كثيراً وهو يقترب حتى وقف أمامها مباشرة هامساً بقسوة هو الأخر تلمع بحدقتيه اللحظة وحلقاً متورماً من شدة ما يعانيه
" سأمررها لكِ صدقيني صبري له حدود
أنا أقدر وجعك أقدر صدمتك لكن أنتِ لا تريدين الفهم أن الصدمة كانت لكلينا
أنا لم أفرط فيكِ يوماً يا سديل بل أنتِ من فعلتِ "
لوت سديل شفتيها بتقزز مقصود حتى أن من يراهم اللحظة يظن أن شجاراً غير مؤلوفاً سينشب ويخرج عنه الكثير من الضحايا
وليس بالمخطأ
اثنيهم ضحايا
اثنيهم وقعا فريسة للعشق ولم يكن أحد منهم بذابح
اثنيهم كان الذبيح
" لم يخلق من يفرط بسديل الفارس يا سراج
سديل الفارس حين تحبك تعشقك بكل كيانها
تُشعرك أنك الملك وما قلبها سوى العرش
سديل الفارس حين تحب تغدق عليك عاطفة لو مررت على نساء العالم أجمع لن تجد مثيلها "
موجه من الألم الملبد بالخسارة مرت بكل إنش من جسده وكل خليه فيه تصرخ أنه يعرف ومن غيره يعرف
عاد صوتها القاسي مرة أخرى يصدح :-
" لكن يبدو أنك للأن لم تعرفها حين تكره "
" تكرهين ؟!" همسها بجنون مذهول وعيناه تضويان بشراسة عاتيه فواصلت دون أن تتوقف عند شعوره
" حين أكرهك أسحب منك كل ما أغدقته عليك يوماً فتغدو باحثاً عنه دون أن تجده
حين أقرر سحب حبي يا سراج أمحوه فلا يعد له محض بقايا
حين أٌجرح لا يهمني أن تجرحك شظاياي بل أذبح وريد حبي بنفسي
أفهم يا بشمهندس إلى هنا وكفى لم يعد هناك سراج في تاريخ سديل الفارس"
مطت شفتيها بتعاطف مصطنع وهي تقول بشموخ :-
" وأتمنى ألا توجد سديل في تاريخك فلتنظر لزوجتك وبيتك أفضل "
استفحل طعم الخسارة بحلقه فتصلب مكانه بغضب جم

هو رجل قبلي المذهب والدم وهي كانت طائفته التي كفر بها ففتنته
ويبدو أن رحمة القدر لاخراج غضبه تمثلت في طاهر بن عمها ونبرته الساخرة الملولة وهو يقول :-
" هل أقاطع شيئاً ما ؟"
" وما دخلك أنت وما الذي أتى بك أصلاً ؟"
قطب طاهر قائلاً ببرود سمج :-
"أتيت كي أقلها الأحرى أن اسأل أنا عن سبب وجودك "
" هل جننت ألا تعرف من أنا يا هذا ؟" قالها سراج بجنون ناوياً الانقضاض عليه إلا أن حركتها السريعة وهي تقف بينهم أمام بن عمها أوقفته وهي تحدث طاهر قائلة :-
" هيا لنذهب من هنا لن نقف دقيقة واحدة "
ناظره طاهر باستهزاء قارئاً بعين رجوليه الاشتعال الذي نشب في الاخر خاصة وهو يحثها على السير قائلاً :-
" هيا يا ابنة عمي "
صوت طرق باب الغرفة أخرجها من شرودها الطويل حتى أنها لم تحسب حساب تلك الدمعه التي نزلت من عينينها ولم تشعر سوى بكف سنا تمسحها لها وهي تناظرها بقلق قبل أن تتحرك لتفتح الباب ولم تكد تفعل حتى دفعها عمها وهو ينادي على سديل بغلظة :-
" تعالي يا ابنة البندر كيف تقفين مع بن الشيوخ وحدك تتحدثان بقلة حياء أمام العالم "
" ماذا تقول يا عمي إنه سراج؟" قالتها سنا باستنكار حاد بينما انتفضت سديل قائلة بغضب :-
" هل ابنك سرعان ما أسرى الأسرار بين أذنيك ؟"
شدها عمها من ذراعها للخارج وهو يقول بقسوة :-
" يبدو أن أهلك لم يربوكِ يا ابنة أخي وتتبجحين أيضاً "
خلصت سديل ذراعها منه بعد أن خدشه ظفرها رغماً عنها فسار غضبه مضاعفا وهو يميل خالعاً حذاؤه ناوياً ضربها
توقفت سديل مكانها بعناد قائلة :-
"هل تظن أني سأسمح لك بضربي لأنك تأوينا ببيتك ؟"
اقتربت سنا تحول بينهم بجزع قائلة بهدوء يخفي انكساراً مريعاً :-
" بالله عليك يا عمي لن تفعلها "
أزاح سنا بقسوة واصلاً لسديل التي كسرت قلب سنا وهي تلمح في عيني أختها الصامدة دوماً لأول مرة اهتزازاً
وكأن سديل للتو صدمت بموت أبيها
وكأنها لأول مرة تشعر بأحقية يتمها
الحذاء يرفع وصوت صراخ عمها لا يأبه بمحاولات سنا لردعه ولا حتى صوت الجرس العالٍ
سنا التي دفعها عمها مرة أخرى فوقعت أرضاً ورفع الحذاء مرة أخرى
رفعت هامت الحذاء وكسرت هامتها
لقد مات أبيها
لقد ماتت أمها
هي وأختها عرايا والغطاء الذي من المفترض أن يكسيهم هو من يضرم البرد في أوصالهم
سيحط على وجنتها ولن تتحرك
تُضرب شامخة ولا تُضرب خائفة
وباللحظة الحاسمة لنزوله لوجنتها كانت يد غاضبه تطيره ونبرتان شديدتان القسوة والعتو تتدافعان بتتابع مذهول للمنظر
" هل جننت يا هذا ؟"
" عمي ؟"
الأولى غاضبة بإباء والثانية شرسة بعواء
والأختان متجمدتان والمشهد لا يحتاج سرداً أو تقويل
يخرج الفرج من ثقب إبرة الضيق
يأتي اليسر مبدداً نزيف الأنين
وتشرق الشمس حتماً بعد عناء الطريق
الإشراق الذي أتى بصوت أكمل وهو يضمهم له قائلاً بنبرته الحنون وكأنه يبدد ذهولهم :-
" لقد جلبته من تحت الأرض كما يقولون "
بينما هما واقفتان تنظران للواقف بشموخ رغم دموع عينيه فاتحاً لهم ذراعيه فتشق صرختهم باسمه السماء وهم يركضان عليه
" ماجد "
لقد عاد الأخ الغائب فعلا ليستر عري أرواحهم بدفئه
أنتهت الإشراقة وإلى لقاء إن شاء الله إن كان لي نصيب وقررت الاستمرار بطريق الكتابة مع الجزء التالت ( وغرد الكروان في سنا الدجى )
ابتدت في سبتمبر 2020
وانتهت في الثالثة فجراً من التاسع من نوفمبر 9/11/2022
تمت بحمدالله
رواية اكثر من رائعة الوحيدة اللى جذبتنى اتابعها فصول رغم انى من مفضلى ال pdf فى انتظار الجزء الثالث و بالتوفيق دوما كاتبة مميزة


ريهام حسنين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-22, 11:50 AM   #863

اهله وحنين

? العضوٌ??? » 148214
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 158
?  نُقآطِيْ » اهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
سلمت يداكي قلمك رائع
بصراحه انا مش عارفه اعبر عجز عقلي عن التفكير
بس انا منتظره الجزء الثالث غ نار
مع العلم ان دي اول روايه اتابع فصولها و مستعده لمتابعه الجزء الثالث
بجد رائعه الروايه
انا فخوره جدا يا اسراء انه موجود كاتبه رائعه زيك و بتتكلم في مواضيع شائكه
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️


اهله وحنين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-22, 03:50 PM   #864

ميساء عنتر

? العضوٌ??? » 438131
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 98
?  نُقآطِيْ » ميساء عنتر is on a distinguished road
افتراضي

اععععععععععع حزينه انه الرواية خلصت😭😭😭😭😭😭مع انه الختام متل المسك😭😭😭😭 ختامها محزن وحماسي اتمتى تكتبي الجزء تالت بدنا نعرف قصة سنا واخوتها😭😭😭😭 سلمت يداكي يارب😍

ميساء عنتر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-22, 06:47 PM   #865

ماسال غيبي

? العضوٌ??? » 485399
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » ماسال غيبي is on a distinguished road
افتراضي

الف مبروك علي ختام.....ما يشدني لك هو ان حتابتك واقعية و هادفة انا اسفدت من معلمومات منك...بالتوفيق لا اتطولي غيبة انا جد متحمسة للجزء التالت عذاب عمار و ماريان و كيف يدفعان تمن انا اتق انه كما تدين تدان..و تجلاء هل ستتعض ،،العوض لسنا...قصة سراج و سبب تركه سديل و زوغجه باخري...

ماسال غيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-22, 11:18 PM   #866

Shadwa.Dy

? العضوٌ??? » 418619
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 626
?  نُقآطِيْ » Shadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond repute
افتراضي

الف الف مبروك
لنا لقاء قريب كاتبتنا المبدعة


Shadwa.Dy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-22, 04:42 PM   #867

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,963
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

ألف الف مبروك الختام وألف مبروك التميز بتستخقي وعن جداراة
الاشراقات ولا اخلى مع أكمل وغدي وعمر وسنابل ياجمالن
وسعاد ورشاد ياللي عطوا نمهة لكل فصل
ماريان واخيرا الرحيل هل راح يرمم شرخ روحها بتكنى ما تلتقي بعمار
هنا وباسين خطفوا فابي خصوصا هنا ياللي عم تحسس ياسين بقيمتو كشاب احتواءها الو رهيب الاتنين شافوا ببعض السند
معاذ وداليدا الله عليهم
خالد والسمرا ناطرة قصتن عانار
لتجي احلى قفلة باخلى اشراقة نور ماجد عا امل يكون العوض والسند لأخوتو ماشوقة للجزء 3 بعد استراخة تستخقيها بكل جدارة ابدعت وامتعت ماشاء الله ربنا يخفظك ويسعدك


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-22, 08:13 PM   #868

جود مطر

? العضوٌ??? » 442520
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 135
?  نُقآطِيْ » جود مطر is on a distinguished road
افتراضي

لا اله الا الله

جود مطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-22, 08:14 PM   #869

جود مطر

? العضوٌ??? » 442520
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 135
?  نُقآطِيْ » جود مطر is on a distinguished road
افتراضي أشرقت الشمس بعينيها

لا اله إلا الله

جود مطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-22, 08:15 PM   #870

جود مطر

? العضوٌ??? » 442520
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 135
?  نُقآطِيْ » جود مطر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جود مطر مشاهدة المشاركة
لا اله إلا الله
لا اله إلا الله


جود مطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:28 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.