آخر 10 مشاركات
رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          الحب الأزرق *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : Fatma nour - )           »          608 - المرأة الضائعة - روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : samahss - )           »          554 - حب بلا أمل - catheen west - د.م (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          ذنوب مُقيدة بالنسيان *مكتملة* (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل ستكون عودة سارة وثائر بسبب مرض عهد
نعم 19 67.86%
لا 9 32.14%
المصوتون: 28. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree4186Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-02-22, 02:08 PM   #1571

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي


اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


صل على النبي محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
رد مع اقتباس
قديم 09-02-22, 09:26 PM   #1572

Saleha.ss

? العضوٌ??? » 422923
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 132
?  نُقآطِيْ » Saleha.ss has a reputation beyond reputeSaleha.ss has a reputation beyond reputeSaleha.ss has a reputation beyond reputeSaleha.ss has a reputation beyond reputeSaleha.ss has a reputation beyond reputeSaleha.ss has a reputation beyond reputeSaleha.ss has a reputation beyond reputeSaleha.ss has a reputation beyond reputeSaleha.ss has a reputation beyond reputeSaleha.ss has a reputation beyond reputeSaleha.ss has a reputation beyond repute
افتراضي

انا الان في بداية الرواية اهنئ الكاتبة ع اسلوبها الشيق والممتع في الكتابة❤

Saleha.ss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-22, 10:56 PM   #1573

تغريد&

? العضوٌ??? » 458904
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 245
?  نُقآطِيْ » تغريد& is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم
صراحة ابدعتي في تصوير ليلة زواج هند ومحارب ....الشغف الخفى والمشاعر المهذبة كانت معطية نكهه مميزة ليلتهم الأولي
تصدقين امحمومه واقري البارت وتختلط علي الأحداث مع أحداث في بيتي ههههههه ستر الله عليه
الله يعطيك العافيه 💜


تغريد& غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-22, 06:26 PM   #1574

ظِل السحاب
 
الصورة الرمزية ظِل السحاب

? العضوٌ??? » 486399
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 605
?  نُقآطِيْ » ظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالبة المغفرة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم كيفك سحاب عساك بخير،واخيرا زواج هند ومحارب الي كنت استناه على نار وفعلا اللقاء حلو بينهم بس هند ليش احسها تصعب الامور على محارب مافهمت هي تختبره أو ماادري طريقة تفكيرها كيف ووين حابة توصل؟؟ ياريت توضحيلي هالنقطة إذا تقدرين ،هيا مسكينة رحمتها وحسيت لحالتها كانت تبغى تتعالج بدون مايعرف صعب بس قدر الله وأنا كنت اتمنى انها تصارحه من البداية أما صعب كالعادة رصين وردات فعله موزونة الله يثبت عليه نعمة العقل وهالمرة الظاهر إنه بيخلي هالدلوعة تستوي على نار هادئة وان شاء الله سياسة الحرب الباردة تخليها تفكر في العلاج بجدية أكثر قبل مايطفش الرجال ويدورله على زواجة ثانية والله أنا صرت خايفة من هالروحات لجدة انه يساويها ويتزوج،😅 ،اما ثاير هل بيفكر يرجع للعسكرية بما انه كره شغلت التجارة والسمسرة ،زهور بترجع تتصل بخالد ادري الاخت صايرة خفيفة مرة ههههههه .دمت بخير عزيزتي
وعليكم السلام والرحمة
انا بخير وصحة الحمدالله بس حايسه حبتين مع الكتابة
يمكن هند تظهر جانب شايفة أن زوجها يميل له ..كلنا شايفين كيف
محارب يحب يختبر ردات فعلها .. هي قاعدة تجذبه بأبراز جزء من
شخصيتها ..
استهدوا بالله وين زوجة ثانية وهم مالهم شهر من تزوجوا .. لا تخوفون هيون
تعرفونها دلوعة ..
اممم طيب ثائر مصاب ايش ممكن يخليه يرجع للعسكرية وهو اللي رفض
اعمال المكاتب و يبغى العمل الميداني .
تصير على زهور البنت مرة مندفعة بروح اقرأ عليها يمكن تهجد .

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النيروز مشاهدة المشاركة
رواية رائعة وسرد ولا أروع🌷🌷🌷🌷🌷
شكرأ لك وسعيدة بأنها نالت على اعجابك .

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saleha.ss مشاهدة المشاركة
انا الان في بداية الرواية اهنئ الكاتبة ع اسلوبها الشيق والممتع في الكتابة❤
اتمنى أنها تعجبك لنهاية و تكون تستحق القراءة في نظرك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تغريد& مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
صراحة ابدعتي في تصوير ليلة زواج هند ومحارب ....الشغف الخفى والمشاعر المهذبة كانت معطية نكهه مميزة ليلتهم الأولي
تصدقين امحمومه واقري البارت وتختلط علي الأحداث مع أحداث في بيتي ههههههه ستر الله عليه
الله يعطيك العافيه 💜
وعليكم السلام و الرحمة
يمه الحمدالله عدت على خير .. أنا والله عندي هذا الخوف أني اهذي مع الحمى
بمواقف او اسماء تخص اللي أكتبه .
الله يعافيك جميلتي


ظِل السحاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-22, 07:18 PM   #1575

emy92

? العضوٌ??? » 311427
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 451
?  نُقآطِيْ » emy92 is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

emy92 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-22, 05:11 PM   #1576

ام محمد وديمه
 
الصورة الرمزية ام محمد وديمه

? العضوٌ??? » 432976
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » ام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond repute
افتراضي

بارت روعه

ساره وثائر

تطور جميل في علاقة زوجيه جميله تزداد صلابه و َمتانه بعد تجربه قاسيه في البعد

اتوقع اللي فالاوراق قد تكون ملكيه ارض او بيت مثلا باسمها

هند ومحارب

علاقة لأشخاص ناضجين فكريا وعقليا عمر الثلاثين يكون الزوجين منفردين بشخصياتهم عادة
مع الحوار الفكري اللي دايما بينهم يثبت عمق تفكير كل واخد فيهم وجديته لبدء حياة تتمتع بالتفاهم اولا والتناغم الفكري

ستزداد صلابه عندما يتعمق كل واحد في شخصية الثاني ويفهمها مازالو في طور التعارف وتقريب الاراء بطريقة ذكيه وماكره من الطرفين

كلاهما كتاب مقفول يحاول كل منهما قراءة الثاني حتى يستطيع أن يفهم الاخر بحذر شديد من الطرفين لعل يفتح كل منهم كتاب الاخر ليندمجو في مجلد مملوء بالحب والتفاهم وتتكلل. حياتهم باطفال يكونون لهم زينة الحياة الدنيا

هند ستستطيع ان تضع حد لزوجات حمواها لكن اتمنى الا تجن طليقة محارب وتبدأ بنفث سمها في علاقتهم


انوار وماهر

بدءو بحفظ بعض ومعرفة ردات الفعل والتعمق في نفسية الاخر

ماهر رغم غضبه الا انه هذه المره فضل ان يكون سكوته هو العقاب لها


خالد وزهور

تقدم جدي في العلاقه.. جرئه من جهة زهور في الردود لم تحسب حساب مقابلها من خالد

هل عدم الاجابه على الهاتف إجابة صريحه منها بعدم الرغبه في تجاوز مرحلة التواصل الكتابيه ام انها بالصدفه ام تكن موجوده بقرب هاتفها وستتجرأ وتتصل هي


هياوصعب

والوضع الصعب الذي يعيشونه

تقدم خجول من هيا في علاجها الا ان معرفة صعب بالمشكله الحقيقيه وانهيارها والمواجهه لم تأتي بثمارها بعد

أعجبت لمحاولة صعب أن يغير استراتيجيه معها وزعزعة ثبات علاقتهما الفاتره لعل الغليان فيها يأتي بالدواء الشافي لعلاج هيا

رائد بالغ في ردة فعله عندما سلمت عليه هدى

هي تعتبره كابنها لكنه لم يتقبل جرأتها ولا كلمة ولد منها
لا تستعجل يا رائد فقد تتقدم يوما لابنتها وتكون حماتك

سمر معها حق في الحذر من عماد وعلاقته باخيها في النهايه عبدالعزيز طفل لايعرف ان يفرق بين الصالح وذو النوايا السيئه

هنا عماد ان كان جادا الأفضل أن يتقدم لسمر وينهي الموضوع


ام محمد وديمه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-22, 09:36 PM   #1577

طالبة المغفرة

? العضوٌ??? » 489470
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 643
?  نُقآطِيْ » طالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم مو المفروض الحين ينزل البارت؟؟

طالبة المغفرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-22, 09:36 PM   #1578

ظِل السحاب
 
الصورة الرمزية ظِل السحاب

? العضوٌ??? » 486399
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 605
?  نُقآطِيْ » ظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
كيفكم اليوم أن شاء الله أنكم بصحة وعافية
ما اطول عليكم استلموا الفصل و قراءة ممتعة للجميع
.
.

الفصل الثامن و الاربعون
.
.
عاد ليسحب نفس عميق و يتصل مرة أخرى .. هذه المرة مع قلق و توتر أكثر .. أن لم تجب
فما الأعذار التي سيضعها لها ؟ هل سيقول الحياء منعها ام أنها تشعر بالتوتر مثلة .. أنفتح
الخط ليغلق باب أفكاره .. سمع صوتها الهامس : الو .
عقد حاجبيه وبادلها الهمس : زهور !
عاد همسها : ما توقعتك تتصل بهذا الوقت .
يحاول أن يستوعب نبرة صوتها فهو لا يسمعه جيداً : متى توقعتيه ؟
تأكدت من إغلاقها للباب للمرة الثالثة خلال دقيقتين .. وقالت بنبرة أكثر وضوحاً : يعني الوقت
الحين بدري .
ميل شفتيه : عادي .. ترا مو لازم المكالمات تكون تالي الليل .
لوحت بيدها : ادري .. بس مدري ليه توقعت كذا .
حك اعلى شاربه وهو يضع تصنيف لصوتها .. ليس صاخب بل هادئ ولكنه مليء بالحيوية
وكأنها طفلة تحكي قصة تحبها : ايوه .. وش العلوم عندكم .
مسحت على تنورتها وهي تتذكر أحداث الأيام السابقة : لا جديد .. من لما رجعنا الديرة و
الروتين واحد .
سأل بفضول : وأنتِ تحبين الديرة أكثر ولا الحوية .
تنهدت : خلني أفكر لحظة .. يمكن الحوية لأني عشت هناك أكثر .. بس الصدق الديرة هادئة
تنام وأنت مرتاح حتى والمكيفات طافيه ما تسمع أزعاج .
ابتسم : طيب وش رأيتس بالجيران .. احسن اللي هنا ولا اللي هناك .
قالت بصراحة : هنا أكيد .. هناك جيران بالاسم بس اما هنا غير .. عاد اليوم أمي عازمة
جاراتها .
قال بهدوء : وجاتكم ام سعيد .
هزت رأسها نافيه : لا من لما جينا ما شفتها وحتى أنوار بيتها طافية .. وام صعب تقول أنها
راحت مع ولدها للمدينة .. نقلوه هناك واستأجر بيت وأخذ امه .
ابتسم : الله لا يردها .
شهقت : لا تدعي عليها .
ميل شفتيه : ما دعيت عليها .. دعيت لكم ودعيت على ولدها وحرمته .
عضت شفتها تمنع ضحكتها من الانفلات : يقولون أنك كنت تهددها .
رفع حاجبيه استنكاراً : أنا .. اعوذ بالله .
بان عدم التصديق في صوتها : أجل ليه أنت و أنوار مسببين لها رعب .
عدل من وضع السرير حتى يريح ظهرة : مغر هيبتنا تنحشها وهي خلقه ذروق .
ضحكت من قلب هذه المرة فكلمت ذروق لا تسمعها سوا من والدها اما أخوتها فهم يقولون
خريشة ..
ابتسم لا ارادياً وهو يسمعها تحاول أن تسيطر على ضحكتها لذلك قال : ترا من هالحين اعلمتس
مصطلحاتي نفس الشيبان بالضبط .. شفتي عمي كيف يتكلم ها أنا مثله .
مسكت بوجهها تخفف من الم عضلاته لشدة الضحك : الحمدالله هذي اعرفها أبوي دايم يقولها
لي .. بس لا تزود في العيار ترى ما أعرف .
لوح بيده : سهلة تتعلمين .
هزت رأسها نافيه : لا شكراً عندي كلماتي اللي احبها .
حين ظنا بأن الحديث سيكون صعب بينهما .. وجدوا أرواحهم تتألف وكأنهم يحدثان بعض كل
صباح ومساء على مر السنين .. هو يجد حياءها يبرز بين الحين و الأخر ولكن طبعها البسيط
يغلب فتنساق بالأحاديث .. أما هي تجده وكأنها تعرفه منذ عصور .. وكأنها تحدث أبيها و
أخوتها .. الكلام معه ليس صعباً .. يخرج سلس دون عناء .. ليس مرهق تخاف فيه أن تلفظ
شيء فيفهمه بطريقة خاطئة .. ظنت بأنه يميل في أسلوب الكلام لطبع رائد ولكن كل دقيقة تمر
تثبت لها بأنه يجمع بين أسلوب والدها و أسلوب ثائر .


-----------------------------------------


استيقظ باكراً رغم أن دوامة يبدأ قبل الظهر بقليل .. ينتظر متى ينتهي هذا اليوم حتى يعود
لديرة و يرتاح .من البقاء في هذا المنزل الكبير وحيداً .. نزل للأسفل ليعد لنفسة الأفطار ..
قطعتان من التوست و كوب من الشاي .. اخرج هاتفه ليتصل بوالدته كعادته حين يكون
بعيدا عنها .. أسئلتها الروتينية لا تتنازل عنها ( متى نمت ومتى استيقظت ؟ ماذا أكلت وكيف
كان عملك ) أسئلة حفظها من كثر ما اعتادت اذنه عليها ولكنه يحبها ..
.. انقطع صوت والدته ليسمع صوت رائد : ولد تعال أخذني ذبحني الطفش
أن تركتوني زيادة لحالي بتلقوني أحط مناكير .
أنزل كوب الشاي حين كان سينسكب عليه بعد ضحكة : المناكير زينه تغير من نفسيتك .
كشر حين ردد عماد عبارة زهور الدائمة : اسمع على حظي يوم جيت هنا .. خويكم صعب
صار يروح لجدة .. دور لي ناس شقردية اقعد معها .
بعثر شعره : روح لجابر .
ميل شفتيه : جابر عنده دوام .. حتى السهر ما يسهر .
رفع كتفيه : أجل أصبر لين أجيك بكرة .
قطع تذمر أخيه اتصال أخر .. تأمل الرقم فكان لهاتف ثابت .. ودع رائد ليرد على الاتصال
عماد : الو .
سمع صوت رجل : السلام عليكم .. الأخ عماد .
دب الشك والتوجس في قلبه من أسلوب الرجل والضيق بين في صوته : وعليكم السلام ..
أيه أنا عماد .
الرجل : أنت جار الطالب عبدالعزيز ال ..... .
نهض من كرسيه : وصلت .
الرجل : أنا مدير المدرسة وأتمنى منك الحضور الان .. لان حسب علمي الوصي عليه أخته .
صعد للأعلى مسرعاً : زين أنا جاي .
بدل ملابسه بسرعة و توتر .. ماذا فعل هذا الطفل ليستدعوه .
حين صعد لسيارته نظر لساعة حتى أن الوقت باكراً جداً فالساعة الان الثامنة صباحاً .
كان هناك ازدحام شديد بسبب خروج باصات و سيارات طالبات وطلاب الجامعة .. يكره هذا
الشارع المزدحم طوال العام الدراسي .. مرت أكثر من نصف ساعة حتى خرج أخيراً لطريق
المدرسة .. تنهد وهو يتوقف أمام المدرسة أخيراً .. نزل مسرعاً و تخطى الحارس لداخل ..
فهو قد زار هذه المدرسة سابقاً مع بعثة المستشفى و يعلم أين يقع مكتب المدير .. حين وصل
كان عزوز يقف في جهة وطالب أخر يقف في جهة أخرى .. انزل عزوز نظرة للأرض حين
وقف أمامه عماد وسأله : وش فيه ؟
زم شفتيه وقال متمتماً : تهاوشت مع واحد .
ابتعد عنه ليطرق باب مكتب المدير ويدخل حين سمعه يأذن له بالدخول .. القى السلام ..
على المتواجدين وهم المرشد الطلابي و المدير و رجل أخر علم بأنه أحد أقارب الطفل الواقف
بالخارج ربما والده او عمه .. جلس حيث أشار له المدير وقال : نعتذر منك لكن عبدالعزيز
اعطانا رقمك .
هز رأسه : زين سويتم .. وش صار ما قدرت أتكلم مع عبدالعزيز زين واترككم تنتظرون .
تنهد المدير : اللي صار شد بالكلام بينه وبين أحد زملائه و عبدالعزيز تهجم على زميله .
رفع حاجبه : وش الكلام اللي دار بينهم .. يعني عبدالعزيز مو أي كلمة يرد عليها .
تلون وجه والد الطفل بينما نظر له المدير نظرة خاطفة قبل أن يعود بنظرة لعماد ويقول :
تعرف الأطفال وزلات لسانهم .. يعني ذكرة بيتمه وجدته الله يرحمها .
برز فكه وهو يحاول أن يسيطر على مشاعره و ينظر لوالد الطالب الأخر ويقول : بس هذي
الأشياء مو زلة لسان .. هذي أداب يتعلمها الطفل في بيت اهله وفي مدرسته من أول سنه .
عدل والد الطفل من جلسته وهو يشعر بالحرج بينما أكمل عماد : والحين وش الإجراء
اللي تبغون تتبعونه .
المدير بمهنية : قدامنا حلين اما يوقعون تعهد .. او أنتم تتكفلون بمسؤولية أن مثل هذي
التصرفات ما تنعاد بمكان خصص للعلم .
تبادل نظرات مع والد الطالب قبل أن يقول : لا حنا بنفهمهم و لا عاد تشوفوا منهم الا اللي
يرضيكم .
بعد ثلاث دقائق من النقاش خرج ليشير لعبدالعزيز أن يلحق به .. تبعه راكضاً ليقول له عماد
: بسرعة روح هات شنطتك .
توقف بخوف : ليه !
عماد : بكرة ترجع ما عليك .. بس اليوم منت مكمله لا أنت ولا هو .
نزل كتفيه باحباط فهو يرى أنه تعرض لظلم .. فذاك الطالب هو من بدأ الشجار وتلفظ عليه
.. دخل لصف بعد أن طرق الباب وهو يرسم الهدوء على ملامحة و يمشي بثقة ليأخذ حقيبته
و يخرج ليلحق بعماد الذي وجده يتحدث مع والد الطالب الذي تشاجر معه .. حين مر بجوارهم
مسح ذاك الرجل على شعره وقال : ما عليه أمسحها بوجهي المرة ذي .
تراجع بحياء فهذا رجل كبير ويعتذر منه همس وهو ينظر لعماد : حصل خير .
في السيارة قال بحذر : انت ما راح تعلم أختي .
هز رأسه نافياً : طبعاً ما راح أقول وش يخليني اهرج حرمة ماهي محرم لي .. أنت اللي
بتعلمها .. هذا أذا ما كان المدير اتصل وبلغها .
نسي أن المدير يمتلك رقم أخته وهو في ملفه .. كشر بضيق : والله لتعاقبني .
عماد : لأنك تستاهل العقاب ولا أنت تقدر تروح للمرشد ولا المدير وتقدم شكوى .. أو حتى
تروح لأي واحد من اساتذتك تراهم ما راح يظلمونك .


----------------------------------------


مدت قدميها للأمام وهي تحاول أن ترمي قماش ثوبها للأمام حتى لا يبين شيء من ملابسها
الداخلية وحتى لا يبرد جسمها فحتى لو كان الجو اليوم شبة دافي فهي امرأة كبيرة بالسن
وعظامها التي ضعفت من الحمل والرضاعة لا تتحمل البرد حتى لو كان خفيفاً .. منذ
تزوج محارب انتقلت لمنزل سفر حيث توجد لها غرفة هناك لا تذهب لها الا نادراً حين
يشتد عليها المرض .. اما الان فلا تريد أن تضع اصغر أبنائها في موقف محرج وهو يزورها
في المنزل الذي كان يعيش فيه مع طليقته .. نظرت لساعة الصغيرة المصنوعة من الذهب
و الجلد البني .. ساعة لم تفارق معصمها منذ 30 سنه .. جلبها لها سفر وكانت أول ساعة
ترتديها في حياتها ولم تبدلها ابداً .. تتعرض للكسر أحيان و تتعطل أحيان ولكن أبنائها
يسارعوا لتصليحها مهما واجهتهم مشاكل بسبب انقطاع قطعها من السوق .. مسحت على
الساعة بحنان .. كانت هذه الساعة تبهر أنوار و العنود .. كم مرة سمعتهن يتمنين ساعة
مثلها وكم مرة خططن لسرقتها وفشلن .. وفي النهاية اتفقن أنهن سيرثنها بعد موت جدتهن
.. كن صغيرات ولا يعلمن معنى الموت او حتى الورث .. مصطلحات يسمعنها من الكبار
و تلفظها السنتهن فقط ..
دخلت ام ماهر تحمل صينية الشاي بالميرمية .. جلست قريباً منها وهي تنظر لساعة
مبتسمة : للحين ما قررتي لمن تعطينها .
ضحكت عمشاء بخفه : بتروح للي جابها .
مدت عليها كاسة الشاي : بعد عمر طويل أن شاء الله .
أخذت الكاسة : أرسلتوا فطور للعرسان .
ام ماهر : ايه و روزانا تقول هند علمتها معد نرسل لهم شيء .. هي بتسوي عيشتهم .
هزت رأسها بتفهم : زين دامها قالت خلاص لا عاد تحسونهم .
دخلت العنود تحمل طفليها قبل أن تنزلهم على الأرض ثم تفرش لحافهما لترفعهم وتضعهم
عليه .
ابتسمت عمشاء : وراتس قالبه وجهتس .
العنود بتعب : ما نمت زين .. مدري وش هجدهم البارح كل واحد فاتح فمه .
عمشاء : وليه ما قلتي لوخيتس تعاونتس .
العنود وهي تسحب صينية الشاي : وين اقولها الضعيفة عندها دوام .
هزت رأسها بتذكر : أبك معد أجمع .. ضيعت الله يعافينا .
ام ماهر : مافيتس الا العافية .. انا لولا مدرسة ريم ولا كان يمديني ناسية وش اليوم .
العنود بتعب : متى يكبرون ويروحون للمدرسة .
فرقعت عمشاء اصابعها : هذي سنين فيها حياة و موت بعدين قولي من غير شر .
ام ماهر وهي تتأمل وجه ابنتها : لونتس متغير .. اتركيهم عندي وروحي نامي لا تمرضين
من قلة الراحة .
هزت رأسها رافضة : لا ما يحتاج بشرب الشاهي واصحصح و اذا قيلوا شوي نمت معهم .
عمشاء : اذا أنتِ تعبتي من الورعان أجل أنوار الداجة وش بتسوي في ورعها .
ضحكت العنود بينما قالت ام ماهر : عاد أنوار كانت تساعد أختها ما عليها تعرف للورعان .
عمشاء : والله ليدج .. حفيدتي وأعرفها .. فكيها تناطح الريجيل والله لترجع داقة خشمهم
لكن ورعها بيدج .. أنتبهوا له ترا ذنبه عليتسن كلتسن .
عاد ضحك العنود يرتفع في المكان بينما عمشاء شربت من كاسه الشاي بعد أن صرحت
بأحد همومها الجديدة .. تلك القتاة لم تلتزم طوال حياتها سوا بشيئين .. الأول دراستها
و الأخر عملها .. اما بقية الأمر تدخل لها وكأنها أعصار .
اما ام ماهر فلم تحمل الكثير من الهم .. هي ترا أن غريزة الأمومة تكفي ثم ان أبنها كان
مسؤول عن أخته سابقاً و كذلك كان يهتم بريم حين كانت رضيعة فهو يعشق الأطفال ..
أخذت العنود هاتفها لترسل لأنوار .. ستشتعل تلك غضباً بالتأكيد .. ( تخيلي جدة شايلة
هم ورعكم .. تقول والله ليدج عشانتس امه )
اتاها الرد بعد دقائق : ما دجوا ورعانتس عشان يدجون ورعاني .. بعدين جده لا تتكلم
وهي عندها فرخ مثل محارب خليني بس لين أمسكه علميها أنها جايبه ولد سروق )
نظرت لجدتها : جدة أنوار تتوعد في محارب وش مسوي لها .
لوحت بيدها : مدري عنهم وحيلهم بينهم .
ام ماهر وهي تغير الموضوع بعد أن تعرفت على الضيق في نبرة صوت عمتها : يا بنت
اتركي الجوال عيونتس ناشفه من السهر لا تزيدينها .


----------------------------------------


خرجت من المنزل بعد أن أخبرت جدتها بأنها ستذهب لزيارة سارة و ستعود قبل المغرب
كما أن المسافة أصبحت أقرب في أقل من دقيقة طرقت الباب ودخلت .. سمعت صوت
صراخ عهد وعمر قادم من الفناء الخلفي لتبتسم و تحرر شعرها من الطرحة و تتجه
نحوهم دارت حول المنزل الذي تحفظ كل مكان فيه فهي قضت ثلاث سنوات تمر عليها
الساعات وهي تجلس هنا دون أن تشعر بملل .. توقفت حين سمعت صوتهم يقترب لتختبئ
خلف الجدار وحين سمعت خطواتهم قريبة جداً قفزت امامهم ليرتفع صراخهم وهي ترفع
طرف عبايتها تركض خلفهم : وين بتروحون يعني .
زاد صراخ عمر وعهد حماساً بعد أن أستوعبوا أن من قفز أمامهم هي هيا .. كانت عهد
الكسولة أول من تمزالأمساك به لتميل وتقبل خدها بقوة : اخ قلبي ( اشارت لها ) لا
تتحركين خلاص ترا تصيرين غشاشة .
ثم ابتعدت تبحث عن ذلك الصغير السريع .. متى اصبح بهذه السرعة ؟ كانت تمسك به
خلال دقيقتين بالكثير .
لمحته يختبئ خلف جذع نخلة فأسرعت نحوه .. لم يعلم ذلك الصغير بأن مكان إختبائة
سيء الا حين نوا الهرب فالنخل يحاوطة من عدة جهات و حركة قدميه تصبح اصعب ..
احتضنته من الخلف ليرتفع صراخة وهو يعلم نيتها جيداً .. قبلت خده ثم عضته برفق
: يا ظالم أجل تهج للحوية .. تترك الديرة الزينه وتروح للمفحطين وازعاج الشوارع .
استمر صراخة حتى أتت سارة راكضة وهي من ضنت بأن شجاراً قد حدث بينه وبين
أخته .. توقفت لتسحب نفس عميق : هيا يا ظالمة خوفتوني .
انزلته ارض لتتجه لسارة وتحتضنها : اه يطري علي زمان قد مضى .
ابعدتها للخلف : الله أكبر .. ترا كلها كم شهر .
عادت لتحتضنها : بنت بالله قولي أنكم بتستقرون هنا اذا خلص بيتكم .
اعادت شعرها للخلف : الله أعلم .
ابتعدت عنها وهي تتأمل شعرها : حركات الشعر صار طويل .
لمست أطراف شعرها : امحق طول كلها كم سانتي .
طوقت كتفها وهي تأخذها للمنزل : ايه كيف الحياة الجديدة يا عروسة .
هزت رأسها : لا تنشديني مدري كيف جاي وضعي .. أحيان أحس اننا جايين نلعب
وبعدين برجع لبيت أهلي .
ارتفعت ضحكة سارة : هي كذا بدايتها .
دخلن للمنزل لتسحب هيا نفس عميق : اه يا زين الريحة .. يا بنت والله أني أرتاح هنا
أكثر من بيوت عماني .
اتجهن نحو المجلس وسارة تقول : أجل خلينا نحلل الباقي لنا من شهور بعدين البيت هذا
بيصير لأمي و زهور .. ما يجنه الا من وين لوين .
اخذت فنجال القهوة : صدق مطبختس اللي هنا وش بيصير عليه .
سكبت لنفسها ايضاً وهي تميل شفتيها : بقول لثائر يبني لي مطبخ مع مستودعاته حتى
مطبخي هذا احسه صار صغير .. احتاج الآت أكثر .
هزت رأسها بتفكير : الا تعالي اليوم المعلمات يدورن وحده يتفقن معها عشان احتفالات
المدرسة عاد انا رشحتتس .
جلست : لا ومبسوطه بعد .. يا بنت والله معد الحق .. دورن وحدة غيري .
لوحت بيدها : أنتِ الخسرانة ..( تلفتت حولها ) الا وينها خالتي .
سارة : راحت مع خالتي شيخة يزورن بنت منيرة الكبيرة والدة .
ابتسمت : ايه صدق اليوم اشوف بنتها مبسوطة جاتها أخت .
لوحت بفنجالها : ايه وعلوم عروستكم .
رفعت هيا كتفيها : لا أعلم ما أرسلت لها .. تعرفيني بنت مؤدبة .
رفعت حاجبها : اذا بغيتي صرتي مؤدبة .
نظرت حولها بحركه سريعة قبل أن تنهض وتجلس بجوار سارة : على طاري الأدب
يعني .. بس لا تنصدمين انا كنت اقدر أنشد أمي بس قلت تفكيرها غير عنا عشان كذا
جيت لتس .
هزت رأسها بتفهم تحثها على أن تكمل .. سحبت هيا نفس عميق : ولا تضحكين علي .
ضربت كتفها بخفه : وترتيني يا بنت اخلصي علي.
فركت كفيها ونطقت بسرعة : كيف تقول الحرمة لرجال تعال .
عم الصمت لثواني وهي تترقب ردة فعلها ولكن سارة كانت صامته تحدق بها .
ضربت كفيها ببعض : كنت عارفة انها حاجه صعبة .
هزت رأسها نافيه : لا حاجه سهله .
نظرت لها : أجل كيف ؟
أنزلت فجالها : بس تعتمد على طريقة تفكير الرجال وكيف الوضع بينكم .
صمتت تنتظرها تكمل لذلك قالت : الشيء الشائع هو الزينة المبالغ فيها حبتين و طريقة
الكلام والتعامل .
دفعتها و وجهها يتغير : اكلت هوا .
سارة : ترا يمكن المسكين تعب وهو يبادر .. كل رجال في الحياة يبغى زوجته تبين
له أنها هي بعد تهتم .
التقطت المخده لترميها عليها ثم تدفن وجهها بكفيها : خلاص وش ذا .. أنا الغبية جاية
اسأل حرمة كم لها متزوجة .
عدلت شعرها وهي تسيطر على ضحكتها : أجل وين بتروحين .. لوحده ما قد تزوجت
ولا لمخطوبة كل تفكيرها كيف تفرض رأيها ومبادئها .
تنهدت : وش ذا الحياة المعقدة .
التقطت ثلاجة القهوة : هاتي فنجالتس .. بعدين الحياة كذا .. ويمكن حتى زوجتس
ما يقصد هذي الأمور يمكن يلمح لشيء ثاني .
مدت فنجالها : مثل وش .
رفعت كتفيها : عاد هذي ترجع لتس ولشطارتس .. هو زوجتس فكري وش الشيء اللي ناقصكم
او يمكن فيه جانب من علاقتكم مو عاجبه او يحس أن فيه نقص .. مو بالضرورة يلمح لذيك
الأمور .. الزواج أركانه كثيرة .


----------------------------------------


أبعدت اللحاف بقهر و طرقات أخيها لم تنقطع ابداً .. نهضت لتفتح الباب : وش تبغى .
عزوز : هالحين وقت العشاء .. اذا منتي مسوية لي عيشة خلينا نطلب من الكفيتيريا اللي ورانا.
تنهدت وهي تتجه نحو الحمام : مالي خلق اطبخ .
ركض للغرفة : أجل بدق عليهم .
أغلقت باب الحمام وتنهدت بتعب .. تشعر بتوعك منذ أتصل بها المدير و أخبرها بالقصة ..
شعرت بألم ينتشر بين عروقها مصدرة قلبها .. هل أصبح اليتم أمر يعاير به المرء .. ما زال
أخيها صغيراً وتعرض لهذا النوع من المضايقة فماذا سيحل به أن تقدم خمس او ست سنوات
وأصبح في عمر حساس جداً .. وما زاد ألمها هو الرجل الذي التجأ له أخيها .. تشعر بأنه وجه
لها صفعة قوية .. كانت تهدده بالشرطة واذا به يسرع لأخيها ليدافع دونه .. تخجل حتى من
النظر لانعكاس صورتها في المرآة .. بشع هو شعورها .. تود لو تعتذر ولكنها لا تعلم كيف
او حتى ما هي الوسيلة لتقديم الاعتذار .. هو لم يقف مع أخيها فقط بل أنقذهم من السنة أهل ذلك
الحي .. فلو أنها اتجهت لجارهم أبو عبدالله لأنتشر الخبر بطريقة ما وعادت لتصبح فاكهة
مجالسهم .. استحمت سريعاً وخرجت قبل أن يتصل المندوب بأخيها .. مشطت شعرها و ارتدت
عبايتها حين أخبرها عزوز بأن المندوب يتصل .. خرجت ممسكة بكف أخيها غداً ستعود للعمل
فهي تشعر بتحسن وتخشى أن يتم الاستغناء عن خدماتها قبل أن تجد وضيفة أخرى ..
وقفت أمام باب العمارة بينما اتجه أخيها لدفع الحساب واستلام الطلب .. لو كانت لها عائلة
حقيقية تسندها بحب كبقية العوائل لما كانت الان تعيش هنا .. لكانت تنام مرتاحة البال دون
كوابيس تعيد نفسها كل ليلة .. لمحت فتون قادمة تحمل في يدها أكياس يعد أن أنزلها الباص
الذي يقلها هي و مجموعة أخرى من النساء العاملات .. فتون ورغم أنها لا تحتاج للعمل الا
أنها تلجأ له تمضية الوقت وكسب بعض الدخل .. ورغم أنها تمتلك سيارة الا أنها تذهب مع
الباص لعملها فهي لا تحب القيادة فالليل .. لوحت لها لترفع هي كفها فتتجه نحوهم راكضه
و عزوز يغمز لها بعينيه فالمندوب لم تتحرك سيارته بعد .. توقفت أمامهم : مساء الخير .
ردت عليها بهدوء : مساء النور .
عزوز بقهر : أي خير وأنتِ تعدين قدام الريجيل .
تراجعت فتون : المندوب مشى خلاص .. تعالوا جبت لنا عشاء .
لوح عزوز بالأكياس في يده : عندنا عشانا .
طوقت كتف سمر : زيادة الخير خيرين .
أخذ عزوز وجباته و دخل لغرفته ليشاهد مقاطع اليوتيوب ويتناول طعامه بينما جلسن الفتيات
بالصالة .. رفعت فتون علبه الشاورما : أخوك يخرج من المله اذا طلب غيرها .
ضحكت لأول مرة منذ الصباح لتزيد قهقهتها بشكل تدريجي وتختفي ابتسامه فتون حين لمحت
دموع سمر .. نهضت لتدور حول الطاولة وتجلس بجوارها في اللحظة التي التقطت سمر منديل
لتمسح دموعها و ترفع مشروبها لتأخذ منه رشفة .. تأملتها فتون : ايش فيه !
رفعت كتفيها وأخذت الشوكة لتغرسها في صحن الفرايز الذي تفضله فتون وتجلبه بين فترة
و أخرى .. مضغت لقمتها لثواني قبل أن تقول : عماد .
تقدمت فتون بأهتمام : وش فيه .
روت لها ما حدث وهي تتناول طعامها بطريقة غريبة وكأنها تفرغ قهرها في الأطباق و مضغ
لقمتها بقوة .. سحبت فتون أطباقها وهي تميل شفتيها : ما أعرف ايش أقول لك .. واضح نيته
صافية .. يمكن تعلق بعزوز .. يعني أخوك بسم الله عليه ينحب .
مسحت على عنقها بتوتر : مدري وين أودي وجهي .
حكت فتون حاجبها وهي من أصبحت تعرف مصطلحات هذه الفتاة جيداً رغم أنها سابقاً لم تكن
تحتك بأحد خارج حدود عائلتها : شوفي عادي تتصلي و تعتذري .
شهقت بصدمة : وين اتصل .. أنا دقيت اهاوش طاح وجهي من الحياء .
رفعت كتفيها : طيب اعتبري أنه ما صار شيء .
هزت رأسها : هذا اللي بيصير اصلاً .
مرت دقيقة من الصمت قبل أن تعود فتون للحديث : بس والله الرجال مريب شوي .
سمر بتأييد : صح أحس ما عنده شغله غير حنا .
فتون : فكري معي .. يعني اوكي هو كان كويس و وقف معكم بكذا موضوع .. بس اهتمامه
بعزوز غريب .
فرقعت اصابعها : هذا اللي أنا أقوله من البداية .
رفعت الشوكة في وجه سمر : ممكن هو بعد محتاج عزوز .
عقدت حاجبيها : كيف يحتاجة .
ميلت شفتيها بتفكير : يمكن له تجربة بطفولته .. أو فيه أحد عزيز عليه عاش قصة مثل قصتكم.
رفعت كتفيها : الله اعلم .
رمت الشوكة : بنت اديني ملح .. اشبهم الصوص حقهم كدا .
أخذت لقمه لتمضها تتأكد من الملح : والله عادي .
لوحت بيدها : مرة لا .
نهضت : الا أنتِ ما راح ترتاحين لين يصيبتس الضغط .


----------------------------------------


استيقظ صباحاً على صوت خطواتها هنا وهناك و الأشياء التي تعبث بها لتزعجه .. القى
باللحاف ونهض منزعجاً : الحين شغلتس هذا ما قدرتي تخلصينه البارح .
نظرت له ببرود : ياالله صباح خير .. يعني الواحد ما يمشي ولا يبدل ملابسة .
تأمل هيئتها .. فستان مريح بأكمام طويلة شعرها تجمعه للخلف بشريطة و حذاء رياضي
لا رائحة عطر ولا حتى كحل في عينيها .. ولا شيء يزين كفيها الا دبلتها .. اذاً لديها جلسة في
المحكمة .. زم شفتيه : يعني متى بالله بصحي من النوم ونفطر ونتقهوى مع بعض .
نظرت لساعة المعلقة : لي ساعتين مسوية الفطور و القهوة واصحيك .. قلتها لك اذا تبغى
تهاوش لا تلف و تدور .
لوح بيدة وهو يتجه للحمام : لا ابغى اهاوش ولا هم يحزنون .
اتجهت لعبايتها لترتديها .. يعاملها كما عاملته سابقاً .. رغم أنها كانت واضحة وصريحة في
سبب خلافاتهم .. ام أنه يلمح لعدم ثقتها به .
لفت الطرحة و ربطت نقابها حين خرج من الحمام والماء يتقاطر من شعره .. ه+ل استحم !
توقفت تتأمله .. نعم فعل ذلك .. المنشفة التي يلفها حول خصره تثبت ذلك .. لم تمر سوا دقيقتين
.. مع مرور الوقت تكتشف به عادات غريبة .. الصباح استحمام قصير وعكسه في المساء ..
ابعدت نظرها حين قال : ادري حلالتس بس لا تطالعين كذا .. حسيت أني طالع عريان .
جمعت حقائبها : كنت احسب كم دقيقة مرت .
خرجت وهو يقف يختار ماذا سيرتدي .. حين سمع صوت باب الشقة يفتح ثم يغلق هز رأسه
بعدم رضا : ابوك يا الجفاف .. حتى ما قالت مع السلامة .
ارتدى ملابسة وخرج لغرفة الجلوس حيث تضع وجبة الإفطار دوماً .. تنهد وهو يجلس وحيداً
.. ما كان سينقص منك لو أخبرتها بأن تجلس معك حتى تتناولان الإفطار معاً ..
ما زال يشعر بالانزعاج اما هي لم تكلف نفسها وتعتذر .. فقط تتصرف وكأنها لم تتفوه بأي
شيء .. تصرفها هذا يزيد من غضبة و غيرته ..
أنزل كاسه الشاي بعد أن فقد شهيته ..
..
أوقفت سيارتها في المواقف ونزلت .. اليوم لديها قضية أثبات نسب لذلك لن تتعب نفسها
بالتفكير في ماهر او أي شخص .. اتجهت حيث تجلس موكلتها برفقتها والدتها و أخوتها
ميلت شفتيها .. لو اطلق هؤلاء الخمسة العنان لغضبهم ماذا سيحل بذلك الذي يقف في الزاوية
و امامه محامية .. تنهدت كم أن الزواج و تبعاته معقده .. حين اتى موعد جلستهم كلن أخذ
مكانه .. القضية رفعتها الزوجة بعد أن رفض الزوج أن يعترف بأبنه .. تلك الفتاة كانت
مخطوبة لرجل وبعد أن طلقها تقدم هذا الرجل لخطبتها و اقنعها أخوتها بأن الزواج منه سيسكت
السنه الناس و سيثبت بأنها فتاة لا ينقصها شيء .. ولكن لسوء حظها هي ارتبطت بشخص
مريض بالشك .. ولدت ابنها في الشهر السابع فصاح ذلك الرجل بأنه أبن خطيبها .. متعللاً بأنه
لم يشاهد دليل عذريتها رغم أنها تشك في صحة أقواله .. فرجل مريض بالشك يستحيل أن يمر
أمر كهذا امامه دون أن يعلق .. فالمرضى لن يقنعوا أنفسهم بأن تلك الأمور ليست دليل قطعي
لابد منه .. تتمنى بأن يقرروا القيام بتحاليل لأثبات النسب بدل تضييع الوقت وطلب أشياء تأخر
فقط النطق بالحكم .. كان خصم مستفز و بجدارة ومع ذلك لم تهتم .. هي ترا هذا المكان اعظم
و أكبر من أن تلتفت فيه إلى رجل مثلة .. لم تأخذ الجلسة ساعة .. وكانت ستنتهي في وقت
أقصر لولا صراخ ذاك الشكاك بين لحظة والثانية .. و اعتراضات محامية التي لا تأتي بأي
نفع لهم .. فقط تأخر سير الأمور قليلاً .. حين خرجت من القاعة التفتت لموكلتها : أحلام
الأحسن أننا ما نكتفي بأثبات النسب .
أحلام : كيف يعني .
لوحت بكفيها : شوفة عينتس هذا مريض و أن تركتي ولدتس معه بيطلعة نسخة عنه .. بس
تطلع نتائج التحليل .. جمعي لي كل محادثاته اللي فيها سب وقذف .. وحاولي هذي الفترة أذا
اتصل فيتس تسجلين المكالمة .. أغلب شيء هو بيعتمد الاتصالات بدل الرسائل عشان ما يترك
عليه دليل .
أحلام بتفكير : المشكلة الحين ما راح يحلل صدقيني .
ميلت ابتسامتها ساخرة : ليه هو على كيفة ؟ هذا أمر قضائي .. مثل الشاطر يسحبونه الشرطة
لتحليل اذا رفض .. لا يستفزتس من هذا الجانب .. حطي هذي الكلمة حلق بأذنتس .. أنتِ
الكسبانة انتهى الموضوع .
ودعتها لتتجه لمكتب ام فايز .. القضية التالية ستكون بعد صلاة الظهر لذلك ستستغل الوقت في
الراحة قدر المستطاع ..
حين وصلت للمكتب كان أمامها نصف ساعة لترتاح قبل أن تبدأ المواعيد .. مسحت على بطنها
الذي برز بشكل جميل وخفيف : الحين وش نسوي لأبوك هاه .. اعتذار ماني معتذرة دامه طايح
في اللف و الدوران .. دور لي طريقة نقلب السالفة عليه .. تعب نفسك وفكر معي .
اتتها رسالة من محارب قرأتها بملل قبل أن تغلق الهاتف : فاضحتك فاضحتك الله لا يعوقني
بشر .. ما طاحت نفسك الا في المعمول حقي .
مر الوقت كما تحب .. مواعيد موكلين .. جلسة في المحكمة للخلع رغم أنها في هذه القضية ترا
بأن موكلتها استعجلت .. و ربما تندم لاحقاً .. تلك الأشياء التي طلبت الخلع من أجلها ربما
كانت ستحل لو أن أحدهم تنازل و طلب من الأخر الجلوس لوضع النقاط على الحروف .. رأت
الكبرياء في عينيهما وتعلم بأنها ستأتي لحظات يحل مكانه الندم ..
حين عادت لشقتهم الساعة الثانية و النصف ظهراً وقت الانتهاء الجديد لدوامها .. لم يكن
موجوداً .. انزلت عبايتها واتجهت للمطبخ لتعد وجبة الغداء .. جلست على الطاولة
لتقطع الخضار .. ستعد صينية الدجاج بالخضار .. هي أسرع و أسهل من الوقوف لأعداد
الكبسة .. دخلت لتستحم بعد أن تركت الصينية بالفرن .. ربما الاستحمام يبعد عنها النعاس
.. مر الوقت بعدها ولم يأتي .. أتصلت به ولم يجيب .. ستتناول طعامها ثم تنام .. هي أدت
ما عليها لذلك ستنام مرتاحة البال ..


---------------------------------------------------


أغلقت جهازها بعد أن انتهت من جلستها مع الطبيبة .. تشعر براحة كبيرة وهي تفصح عن
مخاوفها دون تردد .. ومع ذلك تشعر بأن هناك شيء ناقص لا تعلم ما هو .. خرجت من
غرفتها وهي تحرر شعرها من المشبك الصغير الذي كان يثبته .. الان الساعة الرابعة و
النصف .. لا أحد في المنزل سواها فجدتها ذهبت لغنمها و برفقتها زينب و زوجها الذي
اوصلهم لهناك .. اتجهت للمطبخ لتعد القهوة و الشاي .. اليوم لم يتصل بها أو حتى يرسل رغم
أنها البارحة أخبرته بأن لديها جلسة علاج اليوم ..
جلست على الكرسي تتأمل النار المشتعلة تحت أبريق القهوة .. لا تصدق بأنه أصبح بارد
ولا يهتم بعلاجها .. هذا عقاب بالتأكيد .. هو كان مهتم بكل التفاصيل التي تخصها وتخص
علاقتهم حتى لو ترك لها مجال كبير من الحرية فكيف ينقلب بين ليلة وضحها .. ربما هذا
ما قصدة وما لمحت له سارة .. ربما يريدها أن تبادر لتنهي هذه الأزمة بينهما ..
رفعت هاتفها و اتصلت به .. حين اجابها كان صوته ثقيل وكأنه استيقظ من النوم لتو .. همست
: أنت للحين نايم ؟
اجابها بصوته الثقيل : الساعة كم ؟
أبعدت الهاتف لتنظر لساعة ثم اعادته لتخبره : الساعة اربعه و سته وثلاثين .
بان الضيق في صوته : سكري يا هيا أنا بقوم اصلي .
هزت رأسها دون أن تنطق وابعدت الهاتف لتغلق الاتصال .. و تنهض لتنقل أبريق القهوة
جانباً حتى يكمل غليانه ثم تتجه للغلاية لتزل الماء المغلي في ثلاجة الشاي .. تنهدت
على الأقل كسبت أجر وهي توقظه ليصلي فرضة .. حين جهزت القهوة حملت كل شيء
و ذهبت لغرفة الجلوس .. هل سيعيد الاتصال بها ام لا ؟
زفرت نفس سريعاً ستتصل بوالدها لن تضيع الوقت فهي لم تحدثه منذ يومين ..
كانت نبرة صوته السعيدة وهو يخبرها عن رحلة مقناصه مع أبو ثائر و أبو هند و أبو ماهر
كفيلة بأن تقذف السعادة في قلبها .. سمعت صوته يحدث أحدهم ويخبره ( هذي بنيتي )
عاد ليحدثها : هذا عمتس أحمد يسلم عليتس .
ارتجفت شفتيها كل شخص تربطة صلة دم مع أبو خالد فهو غالي و ثمين بالنسبة لها ..
همست: الله يسلمه من كل شر .. عاد يبه ما اوصيك دور لي من القمريات
السمان وجيبها لي .
اتاها صوته مختلط مع صوت الهواء القوي من حولة : ابشري غالي والطلب رخيص .. مير
تراني خشيرتس بالمرق كان سويتيه .
ابتسمت : ما يحتاج توصي .
ودعته وهي تنظر لهاتفها مبتسمه .. مدت يدها لثلاجة القهوة لتسكب لنفسها .. وحين كانت
سترتشف من فنجالها تجمدت يدها وهي تلمح بطرف عينها الرجل الذي يقف أمام باب المجلس
.. سمت بالله بصوت مرتفع وحين سمعت صوت حركته صرخت والفنجال يسقط على قدمها
ليركض نحوها بينما هي تزحف للخلف تنظر بصدمة لملامحه وهو يجلس أمامها يحاول رفع
ثوبها عن قدمها .. تمسكت بثوبها وهي تقرأ الأذكار بصوت مرتفع تبعتها بآية الكرسي ..
همس بصوت ثقيل : وهذا حالنا دايم .. مرة تحسبيني خيال و مرة جني .
كان تنفسها سريعاً غير قادرة على رفع وجهها لتنظر للجني الذي اتاها بهيئته .. تنهد وهو يتربع
في جلسته : يوم تكلميني أنا نايم بالمجلس .. ولا جيت الا الساعة 2 ونص .
رفعت نظرها له .. فأخرج هاتفه واتصل بها .. اجابت على الاتصال ليقول : اللي قدامتس
زوجت سمو جني يا الخريشة .
هزت برأسها علامة على فهمها للوضع .. ابعد كفها التي ما زالت تمسك بطرف فستانها
الربيعي .. تأمل قدمها حيث كان احمرار جلدها واضحاً .. نهض بصمت نحو المطبخ يبحث
عن مرهم للحروق بينما هي كانت تجلس في مكانها غير قادرة على التحرك .. تأثر الخوف
لم يغادرها بعد .. حين عاد لها أنزلت رأسها حياءً فهي لا تتخيل موقفها وكيف كان مظهرها
أمامه .. في اللحظة التي وزع في المرهم على بشرتها .. فكرت أن كانت بعد الاستحمام
وضعت زينتها ام لا .. عضت على شفتيها بقهر .. لم تفعل شيء سوا أنها مشطت حاجبيها
و رسمتهما و رطبت شفتيها ..
همس وهو يتأمل قدمها : ليه ملابستس خفيفة كذا .
لمست طرف فستانها : اليوم حر .
رفع طرف فستانها ليتحقق أن كانت القهوة قد انتثرت على أماكن أخرى أم لا .. اشاحت
بوجهها حياءً وهي تشعر بسبابته التي يمررها على ساقها .. همست : بس طاح على القدم .
ابتعد حينها وهو يغلق علبة المرهم بينما هي نهضت مسرعة للمطبخ .. فبقعة القهوة صعب
إزالتها .. جمعت المنظفات وهي تنظر له : الحمدالله على السلامة .
اغلق باب الصيدلية واتجه نحو المجلس : الله يسلمتس .
حين كانت تنظف السجاد همست : ليه ما طلعت تنام فالغرفة .
طال صمته فظنت بأنه لم يسمع كلامها .. رفعت نظرها له فكان يتأملها .. عادت لتركز على
ما تفعل وهو قال : قلت مقيلين ما ابغى اصحيكم .
هزت رأسها بتفهم حينها أكمل : دوري لتس وسيلة تواصل غير هزة الرأس هذي .
رفعت كتفيها : هذي عادة عندي مقدر أغيرها .
رفع فنجاله ليرتشف منه ثم يقول : ومتى جاتتس هذي العادة .
رفعت كتفيها مرة أخرى : مدري .
نهضت وهي تجمع ما أتت به و تعود للمطبخ لتغسل كفيها و تحضر مزيداً من الكاسات و
الفناجيل .. توقفت في مسيرها أمام المرآة لتتأمل مظهرها .. كل شيء جميل فقط لو أنها
تزينت بشكل أفضل .. كشرت بضيق وهي تتذكر صحن المعمول و المكسرات الذي تركته
خلفها .. عادت لتأخذهم و تذهب له .. جلست قريباً منه وحين نظر لها مستغرباً اقترابها وهي
دائمة الهرب .. أشارت لسجاد : المكان لين .
عضت على شفتيها حين عاد بنظرة لهاتفه .. هو يصعب مهمتها بتصرفاته هذه ..
تنهدت : ايه كيف كان شغلك .
مد عليها بفنجالة الفارغ : خصلته اليوم الصبح .
ابتسمت : يعني مو راجع لجدة .
أخذ الفنجال منها : الا الخميس عندي جلسه لقضية ثانية .
عقدت حاجبها بتفكير : مو كانت قضية وحدة .
هز رأسه : الا بس وحنا بالفندق عرفتني وحدة وطلبت مني أمسك قضية أمها .
سكبت لنفسها من القهوة : و بتخلص الخميس .
نظر لها : تقصدين القضية .
هزت رأسها بالإيجاب : ايه .
ميل شفتيه : مدري .. ما نعرف وش يصير بالجلسة ولا وش بيقدم الطرف الثاني .
زمت شفتيها بصمت .. منذ متى وهو يستلم قضايا خارج الطائف بهذا الشكل .. عاد
ليمد فنجاله عليها ثم يأخذ حبة من المعمول : تراني بكرة عازم لي ريجيل .
مدت فنجاله عليه : متى ؟
شب من الفنجال : المغرب .
لم تعلق و اكتفت بتأمله وهو يشرب قهوته و يتصفح هاتفه .. لم يسألها عن جلستها كيف مرت
و أن كانت تريد أن تشاركه بعض الحديث عنها .. شجعت نفسها أن تحدثي أنتِ ولا تنتظريه
أن يبادر .. سحبت نفس عميق : أولى خلصت جلستي الثانية .
هز رأسه : زين .
صمتت .. تنتظره أن يأتي بتعليق أخر ولكنه ما زال صامتاً .. فركت كفيها ببعض : ما تبغى
تسألني كيف كانت .
نفى ذلك : لا .. هذا يخصتس أنتِ .
نظرت له : بس أنا أبغى أتكلم معك عنها .
نظر لعينيها : لا .. شيء أنا مستثنى منه من البداية ما اتدخل فيه على النهاية .
ارتجفت شفتيها .. هذه المرة الثانية التي يصرح فيها بأنه لن يتدخل .. اشاحت بنظرها بعيداً
عنه و التقطت هاتفها لتتشاغل به .. كانت تريد أن تنهض من المكان بأكمله ولكن قررت أن
تبقى فجدتها ستأتي في أي لحظة .
تأملها وهي تزم شفتيها بضيق و تتصفح هاتفها بطريقة توضح بأنها ليست منتبهة على ما
تشاهده .. خديها تلطخا بحمرة الغضب و تنفسها غير منتظم .. نعم أخرجي الفتاة المدللة
بداخلك .. هل غضبت بسبب كلماتي .. كنتِ تستحقينها يا جبانة .. ابعد نظره عنها بصعوبة
فهي في نظرة فاتنة بكل حالاتها .. كان يسيطر على ابتسامته بصعوبة .. نظر لفنجاله الذي
فرغ فوضعه على السفرة وقال : صبي لي شاهي .
نظرت له بضيق غير مصدقة بروده .. سكبت له و وضعت الكاسة بجوار فنجاله ثم غادرت
لغرفتها .. لن تستطيع البقاء معه في مكان واحد وهي تحمل هذه المشاعر السلبية التي يقابلها
ببرودة و بعض التسلية .. أغلقت الباب وكم تمنت لو أنها أغلقته بقوة لتفرغ قليل من قهرها ..
جمعت شعرها للأعلى وهي تدور في المكان : طيب يا صعب أنا اوريك .
تأملت المكان حولها .. كيف تثير غضبه .. هي لن تستطيع أن تعاتبه رغم أنها تجد العتاب حق
من حقوقها ولكنها تعلم جيداً بأنه سيقلب الطاولة و سيصبح هو من يعاتبها .
نظرت لدولاب ملابسها .. نعم بهذه الطريقة يعاقب الرجال .. فتحته لتتأمل ملابسها ثم أغلقته
بقهر : وهذي هي حيلتي ! وأن جاء يا غبيه وش بتسوين .
حتى الرفض لا تستطيع أن ترفض ..
القت بنفسها على السرير ثم صرخت وهي تدفن وجهها في مخدتها .


----------------------------------------------


كان في طريقة لديرة ولكن قبل أن يخرج من الحوية توقف أمام أحد المحطات لتعبئة
البنزين و نزل للبقالة لشراء بعض الأشياء .. عندما كان يقف في الصف يريد أن يحاسب
كان صوت الرجل الذي امامه ويتحدث مع الكاشير يبدو مألوفاً .. همس ليتأكد : ضاري !
التفت له الرجل ليبتسم .. نظر له ضاري بعد السلام : هاه راجع لديرة .
تقدم ليدفع الحساب : ايه .. وش رايك تخاويني .
أشار ليسارته المتوقفه جانباً : مير دربنا واحد .. خالي قانص و يبغاني الحقه .. بشرني
عن الوالد و العيال .
جمع أغراضة و ابتعد ليترك فرصة لمن هم خلفه : كلهم بخير الحمدالله .. بشرني عن أبوك .
لوح بيده : أكلمه ويقول أنه بخير .
عقد حاجبيه : تكلمه!
زادت ابتسامته : ايه اكلمه .. له شهر بالشرقية .. عمتي لها مواعيد هناك وهو معها .
ربت على كتفه : ما تشوف شر أن شاء الله .
رافقة للخارج : خالد كيف سوا بعد العملية .
ميل شفتيه : والله ماهو اللي .. اول كم يوم ما صحى من البنج وتالي الليل ما ينام من الوجع .
عقد حاجبيه بضيق : الله يعين .. كسوره واجد و عمليته صعبة .
نظر للمكان حوله : امين هو صبور ما شاء الله عليه .. اهم شيء النفسية ما تتعب .. نص
العلاج يعتمد عليها .
ضاري : اذا خلو اخصائي يتابع حالته النفسية أن شاء الله أنه ما راح يتعب .
عماد : أتوقع له جلسه بعد أسبوع عشان يقيمون وضعه .
ربت على كتفه : أجل صرت تشيل كل الحمل .
ضحك : أي والله .. هي كلها هينه الا شغل ثائر جاب لي الصداع .
حك حاجبه : هي جات على شغله .. ثائر بكبره يجيب الصداع .
أشار للعامل الذي ينتظر حساب البنزين : ما كذبت .. يلا خل رجلك على البنزين ما حنا موقفين
الا بالديرة .
فتح باب سيارته وهو يرفع صوته : خلك عند كلامك لا اشوفك حايص تدور الحمام .
سمع صوت قهقهته يرتفع في المكان .. أغلق باب سيارته و تحقق من هاتفه ليجد اتصال فائت
من والدة .. بالطبع سيحدثة عن الزواج .. تنهد وهو يحرك المقود ويتبع سيارة عماد ..
منذ اللحظة التي ظهرت فيها أمامه وهي تخبرة بحديث الفتاتين عنها وعنه كانت تلازم تفكيرة
ومهما حاول أبعادها عن تفكيرة يحدث أمر ويعيدها مرة أخرى .. أحب عزيمتها وكيف أنها
تحارب مرضها بقوة .. عكس والدته التي استسلمت للمرض حين اكتشفته .. ولكن هناك
العشرات من الأمور تجعلة يبعدها عن تفكيره .. أولها و أهمها و أكثرها واقعية .. أن مرضها
يعتبر وراثي .. والدته كانت مصابة اذاً هناك أحتمال بأن يخرج أحد أبنائه او أحفادة او أحد من
سلالته مصاب بالمرض .. و زواجة منها يعني أنه يزيد من هذه الفرصة وبشكل كبير ..
هو يعلم بأنه لو تقدم لها لرفضته وبشكل قاطع خاصتاً لو علمت أن والدته كانت مصابة
بنفس المرض .. و السبب الأخر و بكل صراحة هو يخشى على اطفالة .. هو لا زال يذكر
منظر والدته المنهارة وهي تحمل السكين تريد أن تقتله وتقسم على أنه ليس بشري .. كان والدة
هو من أنقذه في ذلك اليوم بينما هي رحلت من هذه الحياة في اليوم التالي ..
حين وصل بذكرياته لتلك اللحظات اتصل بوالدة ليبعد المشاعر اللسلبية التي هاجمته ..
..
حين وصلوا لديرة أشار لضاري ثم اكمل طريقة بينما ابتعد ضاري قاصداً المكان الذي
يخيم فيه خاله و البقية .. أوقف السيارة في المواقف قبل أذان المغرب بقليل .. نزل ليتفقد
عمل العمال وأن كان كل شيء يسير كما هو متفق عليه .. لم يتبقى الكثير و ينتهي هذا
العمل .. ها هم بدأوا في أعمال الديكور بعد أن انتهوا من اعمال السباكة و التسليك ..
صعد للأعلى فلم يجد تقدم يذكر .. يبدو انهم لم ينتهوا من الديكورات بالأسفل .. خرج
للحديقة حيث تنتشر مواد البناء هنا وهناك .. هذا المنظر يفترض به أن ينقلب مئة و ثمانون
درجة قبل أن يأتي أخية .. ارتفع صوت الأذان فخرج متجهاً للمسجد .. ليقابل في الطريق
صعب و جابر وكان هو المبادر لدعوتهم لتناول العشاء .. قبلوا الدعوة و صعب يخبرهم
بأنهم غداً مدعوون للعشاء في منزلة .. بعد الصلاة تفرقوا بعد أن وعدوة بأنهم سيحضروا
قبل صلاة العشاء .
دخل المنزل ونادى على والدته ليجيب رائد عوض عنها : أمي تصلي .
اتجه لغرفة الحلوس ليسلم على أخية : ما شاء الله وش ذا القصة الجديدة .
نظر له بنصف عين : تبغاك توك تشوفها .
ضحك بهدوء بينما لوح رائد بكفه : وينك من اليوم ؟
عماد : جاني شغل أخرني وتوني جيت من المسجد و عزمت العيال للعشاء .
عقد حاجبيه : من العيال !
عماد وهو ينهض بعد أن سمع خطوات والدته : جابر و صعب .
استقبلته والدته بحنان جعل الجالس على كرسيه يقلب عينيه : والله لو أنه انا ما ربجتي
علي كذا .
احتضن عماد وجهها بكفية : خليتس منه يمه وركزي معي تراني عزمت العيال للعشاء .
سألته : كم هم .
رفع كتفيه : يمكن يجون ثلاث .
رائد : دقوا على خالتي تطلع ابناخينا خلوه يجي يتعشى مع الريجيل .
شيخة : لا بيزعجكم واصلاً هو يستحي منهم .
عماد : اصلاً بعزم خالتي وام عمر .. بطلع الحين اشوف الجزار .
رائد : لا تجيب لحم عرد .
شيخة : وتتشرط بعد .. أنت صليت ؟
هز رأسه : ايه اصلاً هذي وظيفتي الجديدة انتظر الصلاة .
خرجت وهي تقول : هذي وظيفة كل مسلم خل عنك السوالف .


----------------------------------------------


حين دقت الساعة الثامنة والنصف كانت أبنتها شاحبة اللون و حرارتها مرتفعة بشكل مخيف ..
هي تعاني من قلة النوم و شهيتها مسدودة لذلك تعب جسمها ويبدو أن صغيريها قد نقلوا لها
العدوى .. اتصلت بعدنان تخبرة فطلب منهن أن يستعدن فهو ينتظرهن بالخارج .. بصعوبة
البستها عبايتها و طرحتها ولم تربط لها النقاب فتنفس ابنتها كان ثقيلاً .. ثم أسرعت هي
لغرفتها و لبست عبايتها و ركضت لتوصي ريم على جدتها و الأطفال .. أنزلت ابنتها بصعوبة
وخرجت لتجد سيارة عدنان في الخارج و برفقته زوجته .. في كل مرة تحاول الأتصال
بزوجها يكون هاتفه خارج التغطية .. نظرت للأمام حين سألها عدنان عن المستشفى
الذي يردن الذهاب له فطلب مستشفى المحافظة القريبة منهم .. كانت تخشى أن تفقد أبنتها
الوعي .. طوال الطريق كانت تقرأ عليها المعوذات بينما عدنان يقود بسرعة عالية ..
فوجة أبنه أخيه الشاحب و طريقة تنفسها البطيئة توترة ..
حين وصلوا للمستشفى أتصلت بها ريم تخيرها بأن ضغط جدتها مرتفع فكادت أن
تصرخ .. فلا أحد هناك .. علي و عائلته ذهبوا بعد الظهر لتمشية و سيعودون في
وقت متأخر ..
قالت بنبرة هادئة حتى لا توتر أبنتها : خليتس عندها وأنا بدق على حرمة عمتس تجيكم .
أغلقت الخط لتتصل بهند التي اجابتها فورا فقالت : هند اذا ما عليتس امر روحي للبيت و
شوفي ضغط عمتي .. الحارة ما فيها أحد .. وانا بالمستشفى مع العنود .
هند بهدوء : أبشري بروح لها الحين .
أغلقت الخط و اتجهت لعدنان تخبره بما حدث .. تنهد : وحرمة محارب بتعرف لها .
ام ماهر : ايه بتعرف لها .. جدتها بعد عندها الضغط .
..
اسرعت لتبدل ملابسها و ترتدي عبايتها .. حين وصلت للمنزل وطرقت الباب فتحت لها
ريم التي تتصرف بطريقة غريبة بعد أن سيطر عليها التوتر .. مسحت على كتفها : طيب
خلاص أنتِ اطلعي لصغار وأنا بروح لعمتي .
ركضت ريم للأعلى بينما هي اتجهت للغرفة المفتوح بابها .. طرقت الباب ودخلت ..
نادت على عمتها : عمه .
اتاها صوت عمشاء المتعبه : هذي منه .
اقتربت وهي تنزل نقابها : أنا هند .. تونسين شيء ؟
حاولت أن ترفع نفسها : ايه رأسي لف بي مدري علامه .
فتحت الدرج لتجد جهاز الضغط كما توقعت .. أخرجته لتقيس ضغطها فوجدته مرتفع قليلاً ..
بحثت في الأدوية وهي تسألها : تعشيتي يا عمه .
عمشاء بتعب : ايه ما قصرت علياء .
كانت ادويتها مماثلة لأدوية جدتها فأعطتها الحبه المناسبة بعد أن سألتها أن كانت اخذتها سابقاً
ام لا .. جلست بجوارها على السرير و دلكت مؤخرة رأسها مع عنقها وكتفيها حتى بانت
الراحة على ملامح عمشاء .. همست لها : الله يجزاتس خير .. الورعه وين راحت .. خوفتها
الضعيفة وهي ماش قلب .
هند : ريم فوق مع عيال العنود .
اشارت لها : خليتس معها تراها ما تعرف شيء .. والصغار محمومين .
هزت رأسها : أبشري .
خرجت من الغرفة و تركت الباب مفتوحاً حتى تسمع صوت عمتها لو نادت عليهن .. صعدت
للأعلى ونادت على ريم التي خرجت من أحد الغرف : تعالي أنا هنا .
اتجهت لها و هي تلمح الساعة تشير لتاسعة والربع .. دخلت الغرفة لتجد الطفلين ممددين على
السرير : متى ناموا .
ريم : هالحين اعطيتهم الرضاعات وناموا .
مسحت على كتفها : زين روحي نامي وأنا بقعد معهم .
رفضت بأدب : ما اقدر أمي موصيتني عليهم .
هند: وأمتس بعد داقة علي ومعلمتني .. روحي نامي وراتس دوام بكرة وأنا بقعد معهم .
اقنعت ريم نفسها بأن هذه سيدة كبيرة و تستطيع أن تتعامل معهم بشكل أفضل .. ثم أنها
هي لم تنام منذ استيقظت لصلاة الفجر و لدوام .. غادرت بينما رفعت هند هاتفها لتطمئن
ام ماهر على عمتها و تسألها عن مقادير الرضعات و مقياس الأدوية لطفلين ..
تأملتهم بهدوء .. تنفسهم المنتظم وملامحهم المسترخية .. ابتسمت حين ابتسم أحدهم
وهو يحلم .. لا تعلم من منهم نايف ومن نواف .
مر الوقت ثقيل و بطيء وحين أتت الساعة العاشرة و الربع نزلت لتتفقد عمتها فوجدتها
نائمة .. حين عادت للأعلى وجدت ريم تنام بجوار الصغار و قالت حين رأتها : كل شوي
اتحلم فيهم .. اه يا شين المسؤولية .
ابتسمت : زين نامي معهم وهم ترا بيزعجونتس كل شوي .
غطت ريم فالنوم سريعاً اما هي جلست على كرسي التسريحة تتصفح هاتفها و تراقب تنفس
الصغيرين بين الحين و الأخر .
عند الساعة الحادية عشر أرسل لها محارب : نائمة ؟
دخلت المحادثه سريعاً : لا .
ارسل ايموجي لوجه مصدوم تبعه بكلامة : غريبة .. تونسين شيء .
ابتسمت وهي ترد : لا أنا بخير .. بس العنود تعبانه و ودوها المستشفى وانا جيت اقعد مع
ريم و عمتي .
كان ردة : أمي فيها شيء ؟
تنهدت لن تكذب عليه ليس وكأن الوضع خطير : بس ارتفع ضغطها واعطيتها دواها و همزتها
ثم نامت الحمدالله .
سألها : تركتي عندها مويه .. تراها تعطش .
حاولت أن تتذكر : كان عندها قارورة موية يوم تأخذ علاجها بس مدري بقى فيها شيء ولا لا .
محارب : شوي مريها وتأكدي .
كتبت : طيب .
سمعت صوت باب المنزل فأنهت المحادثة و وخرجت بعد أن لبست نقابها ..
قابلت ام ماهر والعنود في الصالة بينما سمعت صوت عدنان قادم من غرفة والدته ..
نظرت للعنود : كيف صرتي .
العنود بهدوء : الحمدالله صرت ازين .. سامحيني تعبتتس .
ام ماهر : أي والله تعبناتس معنا .
هند : افا بس ماهي بيننا .. بعدين وين التعب .. بس جلست وتأملت عيالتس وهم نايمين .
رفعت العنود نظرها للأعلى : يا زينهم .. اهم شيء ما صحو .
هند : لا اعطتهم ريم رضاعاتهم وناموا روحي نامي قبل يصحون .
نظرت لأم ماهر : تصبحون على خير .
اوصلتها لباب المنزل : وانتِ من أهل الخير .
خرجت لمنزلها وهي تحرك المفتاح في يدها .. فتحت باب المنزل و دخلت
حين أغلقت الباب ارتجفت بسبب صوت هاتفها .. تعوذت من السيطان وهي ترقع الهاتف
وتجيب : ويش ما كفتك الرسائل .
سمعت تنهيدته : لا رسائل ولا مكالمة .. انا ما يكفيني الا شوفتس .
حررت شعرها : مو لهدرجة .
ميل شفتيه : ليه مو واثقة .
علقت عبايتها و فتحت دولابها لتخرج بجامة : يمكن لأن مالنا الا يومين .
ابتسم : و اليومين ما تكفي .
جلست على السرير : ما اظن .
تنهد : لا تظنين تأكدي أنها تكفي وزيادة .
لعبت بأطراف شعرها . طيب .
سمعت صوت الرسائل قادم من هاتفه فنظرت لساعة .. نفس التوقيت منذ يومين ..
همست : ايوه وش تسوي .
عقد حاجبيه : لا تهمسين .
مالت ابتسامتها بتسليه وأكملت بهمس : ليه ! ما تسمع يعني ؟
تعرف على نيرتها المتلاعبة : مو هذا البلا .. أسمع وأحس .
القت بشعرها للخلف .. يرضي أنوثتها بطريقة رجولية .. أصبحت تنقاد خلف مشاعرها
رغم أنها تشعر بالخوف من فكرة أن تتعلق به ... ولكنها ما أن تحيط بها دائرته تنقاد خلفه
بكل بساطة و دون تفكير .. شيء ما يجذبها نحوه يخبرها أن تختبر كل كلمة وكل شعور معه
وجدت نفسها تخبره بشيء من هذه الوقائع .. فتهمس له : مو هذا البلا فاللي تحسه و كيف
توصله .. اعترف يلا .. أنت تقرأ علي ؟
ضحك بخفوت خشية أن يسمع من ينتشروا في المكان صوت ضحكته : لا أنا ما اقرأ بس
أجذب .
رفعت حاجبها : واثق يعني .
ميل شفتيه : بعض منا عندكم .


----------------------------------------------


خرج من منزل أبو ثائر بعد أن تناول العشاء و شرب الشاي اثناء سهره مع الشباب .. لوح
لجابر : ايه هضم .
التفت عليه جاير : البلا فاللي بينام والدسم لاصق في معدته .
ارتفع صوت ضحكته وهو يفتح باب الحوش و يدخل بينما جابر يمشي بأتجاه منزلهم ..
اقفل الباب و تنهد .. اين يذهب الأن ؟ النوم في المكتب غير مريح .. و الذهاب لها اشبه
بالاستلقاء فوق بساط من الجمر ..
مر غرفة جدته تأكد من نومها ثم تتبع عدد أقراص ادويتها يتأكد منها قبل أن يغادر بهدوء كما
دخل و يصعد للأعلى ..
اتجه لمكتبه رغم أن باب غرفتهما كان جزء منه مفتوح و ضوء خاف قادم منه كما أن رائحة
جميلة كانت تعبق في الأجواء .. علق شماغة الذي كان يعصب به رأسه و تبعه بثوبة ..
استلقى على كنبته و تأمل السقف .. عقله يخبره بأن اذهب ونام في فراشك دون أن تهتم لها
.. صبرت سنوات ثم شهر .. يومان قبل أن تنهار حصونها لن تضرك ..
أغمض عينيه على الرغم بأن xxxxب الساعة الثانية عشر قد دقت ولكن النوم لم يأتية ..
والسبب نومة العصر .. نهض بعد أن أقنع نفسه بأن يذهب لها و يتسلى بإغاضتها قليلاً قبل
أن يخلد لنوم .. دخل و ترك الباب مفتوحاً وجدها تجلس على مكتبه الصغير في الزاوية حيث
أصبحت تضع أغراضها .. كانت ترتدي بجامه حريرية تكشف ذراعيها و تلقي بعشرها للخلف
كاشفة عن عنقها و كتفيها ونحرها .. رائحة المكان جميلة و مريحة .. ابعد نظره عنها ..
وأخذ بجامته التي وضعتها على السرير .. حتى فراشهم كانت له رائحة جديده تدعوه لأن
يستلقي .. دخل الحمام ليستحم و يلملم بعثرته السريعة .. دخلت وأنت الصياد لا تخرج وقد
أصبحت الفريسة .. جفف شعره وجسمه و ارتدى بجامته التي تفوح منها رائحة أحد عطوراته
الهادئة .. حين خرج كانت ما زالت تجلس في مكانها و تعمل على أمر ما ..
سألها : ليه سهرانه ؟ ما وراتس دوام !
أغلقت جهازها و رفعت يديها تشدهما للأعلى : الا وراي .. بس جاتني شغله هالحين
قلت أخلصها .
مرت من أمامه و التقطت عبوة كريم الرمان الذي تفضله و بدأت توزعه على ساقيها
بينما هو تجاهل هذا المنظر .. رفع طرف لحافه ليدخل لفراشة .. أحاطت به الرائحة
الجميلة فأغمض عينيه و قال : بخري الغرفة قبل تنامين .
سمع أغلاقها لعلبة الكريم وهمسها : أبشر .
أخذ يقرأ أذكارة وهي تشعل الجمر ثم تبخر الغرفة ثم تضع المبخره في الصالة بعد أن أبعدت
العود عن الجمرة .. نظرت لباب الغرفة و ارتجاف دواخلها يهزمها منذ دخل من الباب ..
منذ البداية وأنتِ تعلمين أنك مهزومة فلما تنصدمين الأن .. أبعدت شعرها للخلف و سحبت
نفس عميق .. هو لن يقترب طالما هو يأخذ موقفاً منها و يتبع أسلوب جديد .. لذلك أدخلي
بقلب قوي واستلقي بجوارة .
دخلت بهدوء وأغلقت الباب .. مشت بهدوء دون تردد نحو الفراش ودخلت اسفل لحافها
تنظر لسقف وتقرأ أذكارها التي اضاعت العد فيها وأين وصلت حين شعرت به يتحرك
لينام على جنبة الأخر موليها وجهه .. ابتلعت ريقها و أعادت قرأ أذكارها ولكنها أضاعت
كل شيء مرة أخرى حين اقترب قليلاً وهو يرفع جسمه ليتكئ على مرفقه واضعاً وجهه
على باطن كفه يتأملها .. نظرت له بصمت .. فكان صامتاً يتأملها وعيناه حين رف
تكون بطيئة .. ذكرت نفسها بما تشجعت به قبل دخولها لهنا .. ولكن نظراته تشل تقكيرها
و عزمها .. كان الحل الوحيد أمامها بأن تنظر له فقط .. نعم هذا هو حلها .. وتقسم أنها
التوبة ولن تعود لمثل هذه التصرفات فهي ليست كفو لها .. طال الوقت وحين ظنت بأنه
سيبقى يحدق فيها و تسلل شيء من الراحة لقلبها .. حرك شفتيه وهمس : الحين هذا
اللي طلع معتس .
اقترب حاجبيها من بعض بخفه لا تعلم ماذا يقصد .. مال نحوها بشكل خفيف : هذي
هي الطريقة اللي بتقولين فيها تعالي .
كانت كلماته تصل لعقلها متأخرة وهي تحاول أن تستوعب ماذا يقول .. شدت بكفيها
على اللحاف وهي تهز رأسها نافية توقعة .. فسألها : أجل .
همست بصوت مبحوح لطول صمتها : أنا ما كنت اقصد تعال .
رفع حاجبه الأيمن : والله ! أجل ليه كل ذي الحركات .
شتت نظراتها في المكان : أي حركات ؟
رفع سبابته ليمررها على عنقها نزولاً لكتفها : هذا اللبس و هذي العطور وباب الغرفة
المطرف وأنتِ للحين صاحية .
شدت اللحاف للأعلى حتى غطت جسمها ولا يظهر منها سوا وجهها : أنا كل شوي كذا
.. ليه أنتِ تبغاني أقول لك تعال ؟
ضحك بسخرية : هيون .. يا جبانة .. الحين صار كل هذا شيء عادي .
دفعت بالضيق في صوتها لتبين له جديتها وصدقها : أنا مو جبانة .. وايه أنا كل ليلة البس
بجامة و اعطر الغرفة و الفراش .
هز رأسه بتفهم : طيب يا جبانة طفي النور ونامي راح الوقت وانتِ تكذبين على نفستس .
مدت يدها للأبجورة يجوارها لتطفئ النور : مدري وش تبغى توصل له .
تصلب جسمها بعد أن شعرت بذراعة على خصرها : أبغى أعلمتس أنتس جبانة ولا أنتِ
قد هالأمور .. بعدين بالله لو نويتي مستقبلاً تضبطين لنا ليلة لا تحطينها بنص الأسبوع .
أبعدت ذراعة بضيق : تصبح على خير .
همس وهو ينسحب لمكانة : وأنتِ من أهله .


----------------------------------------------


استيقظت عند الساعة الثامنة صباحاً .. حين تحركت بكسل ضرب كفها في كتفه
فجلست بسرعة غير مدركة الجسد الذي بجوارها ..كان يغط في نوم عميق و الأرهاق
واضح على ملامحة .. أبعدت نظرها لبدلته الملقاه على طرف السرير .. لم تشعر بدخولة
ابداً .. وهذه أحد مشاكل السهر الذي لا تحبه .. فهي نامت الساعة الواحدة بسبب حديثة
الذي يتنقل به من موقف لأخر .. أخبرها قصصه مع كلاب غنمهم وكيف كانت تطاردة
هو الوحيد من بين أخوته .. و كيف كان انتدابه لشرقية هو الأسواء في حياته ..
وكم مرة تضارب مع الفتية أيام دراسة الثانوية وكيف كان طالب محبوباً حين كان
بالجامعة .. خرجت من الحمام وهي تجفف شعرها ثم ارتدت ملابسها .. ستتركة
ينام حتى الساعة العاشرة ثم تحاول أن توقظه ..
حين خرجت لصالة وجدت مفاتيحة وهاتفه على طاولة المدخل .. نظرت للهاتف
مطولاً وصوت تلك الرسائل يعود لها وهي من لاحظت وصولها دوماً في نفس الساعة
سحبت نفس عميق وهي بين نارين .. هل تقرأ محادثاته او تتغاضى عن هذه الوساوس
.. ومع ذلك هي مرت بتجربة قاسية سابقاً ولا تريد لهذا الزواج ان يفشل ايضاً .
.
.
انتهى الفصل


ظِل السحاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-22, 11:05 PM   #1579

آمال العيد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية آمال العيد

? العضوٌ??? » 358740
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,030
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » آمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

ما شاء الله فصل رائع جداا
اسمتعت كثيرا فيه انتظر السبت لعيون هالبارت 🤭🤗
احداث الفصل كوم والرسائل على جوال محارب شي ثاني فضول الأنثى نط والله 😈 يا ترى مين لا تقولون الغبراء ذيك طليقته نسيت اسمها 🤔 والا نحسن الظن ونقول رسائل جماعية واحد متحمس يرسل بأي وقت 🤣🤣🤣 بليز لحد يسبقنى على الشطحات

انوار وماهر مستفزين بشكل كل واحد ينتظر الثاني يبدأ شكلها زعلتهم مطولة لحد ما يشرف البيبي ويطيح الحطب ع قولهم 🙄

خالد وزهور واضح الانسجام مع بعض وكميه الراحة بينهم الله يديمهم 👏

مصعب وهياء عجبني تطنيش مصعب لها يلا ننتظرها تطلع شخصيتها الجديدة لابد ما تطلع من هالقوقعه ونشوف شي اخر يمكن مصعب ينصدم معنا 🤪🤪

ضاري يقولون ابعد عن الشر وغنيله دام هذا السبب ابد لا تفكر تتقدم حرام الأطفال هم اللي يتضررون

وبس والله هذا ما جاء برأسي من أفكار 🤭

يعطيك العافية سحابة جدا ممتنه لك ولقلمك الجميل الله يزيدك من فضله ويبارك لك ومنها للأعلى يارب 😊


آمال العيد غير متواجد حالياً  
التوقيع
ياربَ بارك لي في وقتي وعُمري وطهره من الفراغ، وألهمني يا الله البصيرة والحكمة والإتزان 🍁 .
رد مع اقتباس
قديم 12-02-22, 11:05 PM   #1580

آمال العيد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية آمال العيد

? العضوٌ??? » 358740
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,030
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » آمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 120x( الأعضاء 40 والزوار 80)‏آمال العيد*, ‏نوّووور, ‏mnor منور, ‏شيخه فهد, ‏تغريد2, ‏غوايش, ‏قسيس, ‏رحاب المانوليا, ‏غروب., ‏Dall, ‏ترانيم الزمان, ‏شموخي ثمن صمتي, ‏زهرة المدن, ‏همس الرحمة, ‏Eng.f, ‏Light dream, ‏هاهاي, ‏لورا ابراهيم, ‏Maha bint saad+, ‏HEND 2, ‏سوووما العسولة, ‏Ai35, ‏الآمال, ‏ريانهه, ‏ام احمد ورؤى, ‏قموووووره, ‏لمعة فكر, ‏دُجى., ‏هتاف عبدالله, ‏ghdzo, ‏نورا الخلف, ‏gggg044, ‏Maryammmaaz, ‏خيريةة, ‏جنون امراه, ‏bayan safa, ‏Asmaa mossad, ‏amana 98, ‏Lazy4x, ‏نور الحاره

آمال العيد غير متواجد حالياً  
التوقيع
ياربَ بارك لي في وقتي وعُمري وطهره من الفراغ، وألهمني يا الله البصيرة والحكمة والإتزان 🍁 .
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ثائر ، سارة ، ظل السحاب ، صعب و هيا ، أنوار و ماهر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:58 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.