4 - مصرع ذئب _ سلسلة رجل الأسرار _ كاملة مع روابط التحميل حصريا على روايتى

[MooNy87]

ثم غادر مكانه ليقف فى نفس المكان الذى أشارت إليه أو على مقربة منه قبل أن يعاود سؤالها :
ألم يبدُ ذلك غريبا بالنسبة لك ؟ وقوفه فى هذا المكان بهذه الصورة فى هذا الوقت المتأخر من الليل .

مطت شفتيها قائلة :
استغربت فى البداية .. لكنى لم أعر الأمر اهتماما .. كما قلت لك نمت بعدها , وقمت من نومى صباحا وأنا فزعة على صوت الخادم وهو يصرخ حينما رأى جثته طافية على سطح الماء .
لقد أخبرنى شقيقك أنه كان يجيد السباحة .
هذا صحيح كان يحب أن يسبح كثيرا فى حوض السباحة .
ألا يبدو غريبا إذن بالنسبة لك ان يموت شخص مثله غرقا فى حمام السباحة ؟

[MooNy87]

هزت كتفيها بلامبالاة قائلة :
ربما يكون قد انتحر ؟
لماذا ؟
لا أدرى .. الإجابة عنده وحده فقط .

صمت برهة .. ثم قال لها :
حسنا .. يمكنك أن تتفضلى .
واستدعى حارس الفيلا ليسأله قائلا :
ما اسمك وعمرك ؟
حسن رضوان , عمرى ثلاثة وخمسون عاما .
أين كنت ليلة أمس ؟ بالتحديد حوالى الساعة الواحدة والنصف .
كنت نائما فى حجرتى المجاورة للبوابة .
ألست حارسا للمنزل والمفروض أن تبقى مستيقظا أثناء الليل لحراسة المكان ؟

[MooNy87]

يا سعادة البك المكان هنا أمان , ولم يحدث خلال خدمتى فى الفيلا منذ عشرة أعوام أن وقع أى حادث يدعو للخوف أو القلق , ونومى خفيف , مما يجعلنى أنتبه لأى حركة مريبة أو صوت غير عادى , كما أننى أتأكد كل ليلة من إغلاق البوابة بإحكام
حسنا .. بما أن نومك خفيف كما تقول ألم تسمع ليلة أمس أية حركة أثارت قلقك أو انتباهك ؟
لا يا سيدى .
متى رأيت المتوفى آخر مرة ؟
صباح أمس حينما فتحت له البوابة .
وما الذى تعرفه عنه ؟ أقصد كشخص دائم التردد على هذا المنزل والإقامة فيه اوقاتا كثيرة .

بدا الرجل مترددا فى الكلام .. فصاح فيه قائلا :
لِمَ لا تتكلم ؟

***

[MooNy87]

انتهى الفصل الثالث

[MooNy87]

الفصل الرابع




قال له متلعثما :
ماذا أقول يا سعادة البك ؟ الرجل أصبح فى ذمة الله الآن ولا يجوز عليه سوى الرحمة .
نهض حاتم ليدور حول الرجل وهو يتفحصه بعينيه قائلا :
من الواضح أنك لم تكن تحبه .
فى الحقيقة الاستاذ راجى كان متعاليا وسيئ الطباع .. وقد شكوت للأستاذ حسام أكثر من مرة من سلوكه معى , وقال أنه سيتصرف معه , لكنه بقى على ما هو عليه ولآخر يوم فى حياته .
هل كان سيئ السلوك مع الجميع ؟
لا أدرى .. لقد لاحظت فقط أن الجميع هنا كانوا يحبونه فى البداية , لكن مشاعرهم اختلفت تجاهه فيما بعد .
كيف ؟
قال بصوت خافت :
لاحظت أن السيدة نبيلة والآنسة منى أصبحتا تتعاملان معه بجفاء فى الفترة الأخيرة , وتشيحان عنه بوجهيهما كلما التقتا به .
حتى الممرضة التى تتولى رعاية الأستاذ حسام تغيرت فى تصرفاتها معه بعد أن كانت تتعامل معه بمودة شديدة وبدا وكأنها تحاول تجنبه .
الوحيد الذى بقيت علاقته معه طيبة وعلى ما هى عليه هو الأستاذ حسام .

[MooNy87]

هل تعرف ما إذا كان للرجل أعداء يمكن أن يفكروا فى إيذائه ؟
كلا يا سيدى .. لا أعرف إلا ما قلته .
وانصرف الحارس ليأتى على أثره الخادم حاملا صينية عليها كوب من الشاى قدمه لحاتم الذى تناوله منه شاكرا وهو يقول :
جاء فى الوقت المناسب
واستوقفه قبل أن ينصرف قائلا :
اسمك منصور أليس كذلك ؟
أجل يا سيدى
منذ متى وأنت تعمل هنا ؟
من حوالى خمسة عشر عاما تقريبا
أنت الذى رأيت جثة المتوفى فى حمام السباحة
لا يا سيدى , لكنه ابنى ناصر
هل يعمل معك هنا ؟
بل يأتى ثلاثة ايام ليساعدنى هنا .. وهو حاصل على دبلوم زراعة ,ويتولى رعاية الحديقة وتنظيف حمام السباحة اسبوعيا .
هل هو موجود هنا ؟
أجل يا سيدى
حسنا استدعه لى

[MooNy87]

وما لبث أن حضر الشاب ليسأله حاتم قائلا :
لقد أخبرنى والدك أنك تأتى للعمل فى الفيلا من آن لآخر , وأنك تتولى مسئولية تنظيف حوض السباحة .
أجل لقد اعتدت أن أنظفه كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع .
أخبرنى إذن بما حدث حينما ذهبت لتنظيف الحمام , وكيف عثرت على جثة المتوفى ؟
بعد أن صليت الفجر توجهت إلى حوض السباحة لتنظيفه كالمعتاد حينما لمحت جثة طافية فوق سطح الماء , وعندما تفحصت صاحبها عن قرب تبين لى أنها للأستاذ راجى سكرتير الأستاذ حسام .
هل أخبرت الجميع بما رأيته ؟
أجل
وكيف كان وقع الخبر عليهم ؟
كلهم تقريبا صدموا بما حدث
ألم يبدو على أحدهم عدم تفاجئه أو تأثره بما حدث ؟
كلهم طبعا تأثروا بما رأوه .. لقد كان الأستاذ راجى وكأنه فرد من هذه الأسرة
صمت حاتم برهة دون أن يبعد عينيه عنه قبل أن يقول :
وكيف كانت علاقتك بالمجنى عليه ؟
لم تكن لى به علاقة شخصية , ولم ألتقِ به إلا مرات محدودة .

***

[MooNy87]

راقب حاتم الفتاة المقبلة عليه , وقد استرعى انتباهه أن عينيها كانت محتقنتين من شدة البكاء .
اسمك منى أليس كذلك ؟
أجل
ما هى صلتك بالمتوفى ؟
لم تكن لى به صلة أكثر من أنه كان يعمل سكرتيرا لدى والدى
وما رأيك فيه ؟
من أى ناحية ؟
أخلاقه .. طباعه .. تصرفاته .
ولِمَ تسألنى أنا هذا السؤال ؟

قال وقد انتهى من شرب الشاى واضعا الكوب على الصينية التى تجاوره :
إنه سؤال تقليدى أطرحه على الجميع .

[MooNy87]

حسنا وماذا كان رأى الجميع ؟
إننى أسألك أنت .
كل ما أعرفه أنه كان يحاول أن يستغل الجميع هنا .
حدجها بنظرة ثاقبة قائلا :
كيف ؟
قالت سريعا :
كان محتالا .. يتظاهر بشخصية غير شخصيته الحقيقية مما مكنه من الاستحواذ على ثقة أبى وعلى ثقتنا فيه فى البداية .
إذن فأنت ترين أنه لم يكن جديرا بهذه الثقة .
قالت وقد بدت كما لو كانت تبذل جهدا لإخفاء انفعالاتها الداخلية :
لم يكن هذا هو رأيى وحدى فيه , فالكل رآه على حقيقته فيما بعد .
لكن أظن أن والدك كان محتفظا بثقته فيه حتى النهاية , ولم يكن يرى ما ترونه فى شخصه .

[MooNy87]

والدى كاتب روائى يكتب الكثير عن الطبائع البشرية فى رواياته .. لكن يبدو أنه لا يعرف الكثير فيما يتعلق بالحياة الواقعية .
تأملها قائلا :
وأنت هل تختلفين عنه فى هذا الشأن ؟
أطرقت قائلة بأسى :
يبدو أننى لا أختلف عنه كثيرا فى هذا الشأن .. فالعالم الذى أعيش فيه محدود للغاية وحدوده غالبا هى هذه الفيلا التى تراها ولم أكن أعرف الكثير عن نفوس البشر خارجها
أليس لك أصدقاء ؟
قالت له متهكمة :
ما تبقى لى منهم أصبح قليلا للغاية
ومتى اكتشفت أن راجى ليس بالشخص الجدير بالثقة ؟
قالت بنبرة تقطر مرارة :
مؤخرا .. مؤخرا جدا