4 - مصرع ذئب _ سلسلة رجل الأسرار _ كاملة مع روابط التحميل حصريا على روايتى

[MooNy87]

وعاد للحديث إلى حسام قائلا :
ما هو سبب الوفاة فى رأيك ؟
لقد غرق فى حوض السباحة كما هو واضح
أقصد السبب وراء غرقه
هز كتفيه قائلا :
لا أدرى .. أرجح أن يكون قد انتحر
وما الذى يجعلك ترجح ذلك ؟
كنت قد لاحظت عليه فى الفترة الأخيرة .. بالتحديد منذ أربعة أيام أنه يمر بحالة اكتئابية تنتابه من حين لآخر
ألم تعرف السبب ؟
رغم أننا كنا بمثابة صديقين , وكنت أعامله كأخ أصغر لى إلا أنه لم يفصح لى مطلقا عن السبب وراء تلك الحالة التى انتابته مؤخرا .. أعتقد أن للأمر علاقة ببعض الأمور العاطفية .. لقد أخبرنى من قبل أنه أحب فتاة ما .. لكن يبدو أن علاقته بها قد منيت بالفشل .

[MooNy87]

وما اسم هذه الفتاة ؟
لم أهتم بسؤاله عن اسمها , ولم يطلعنى على تفاصيل علاقته بها , فليس من عادتى أن أتدخل فى الأمور الشخصية حتى بالنسبة إلى المقربين إلىّ .. لكن من الواضح أنه يحبها حبا قويا , وأن لعاطفته نحوها تأثيرا على حالته النفسية .
قال حاتم وهو يدور حول مقعد الرجل :
إذن فأنت ترجح فكرة الانتحار
أظن ذلك
لكن ألا يمكن أن يكون أحدهم قد دفعه من الخلف مثلا , ليسقط فى حوض السباحة مما أدى لغرقه ؟
أستبعد ذلك , لأن راجى كان يجيد العوم , وقد رأيته مرات عديدة وهو يسبح ببراعة فى حوض السباحة
لكنه لن يستطيع السباحة بالطبع إذا كان غائبا عن الوعى
نظر إليه بدهشة قائلا :
غائبا عن الوعى !
وجدت آثار كدمة شديدة فى جبهته , ربما تكون قد أدت لفقدانه الوعى قبل سقوطه فى الحمام .

[MooNy87]

ربما .. لكن هذا لايعنى أن أحدا قد دفعه للسقوط فى الحمام , فقد تكون جبهته قد ارتطمت بحافة الحوض وهو يقفز إلى الماء .
ابتسم حاتم قائلا :
شخص يجيد العوم كما تقول يخطئ فى طريقة القفز فى حمام السباحة .. أظنه أمرا مستبعدا
وربما لم يكن ينوى أن يسبح بالفعل بدليل أنه كان مرتديا لثيابه كاملة .. وهذا ما جعلنى أرجح فكرة الانتحار .
فالشخص الذى يسعى للانتحار غرقا يكون يائسا إلى الحد الذى يجعله لا يهتم كثيرا بالطريقة التى يقفز بها إلى حوض السباحة .
وبالطبع لن يحاول استغلال مهارته فى العوم بل سيكون مستسلما تماما للغوص فى الماء .
مط حاتم شفتيه مفكرا للحظة .. ثم ما لبث أن قال :
نظريا هذا أمر محتمل .. يبدو أنك مصر على فكرة الانتحار
قلت أرجح ذلك لكن تبقى كل الاحتمالات قائمة بالطبع
من فضلك هل يمكننى الانصراف الآن فأنا اشعر ببعض التعب ؟
آه طبعا تفضل

[MooNy87]

تأهب للعودة إلى الداخل .. لكن قبل أن يستدير بمقعده المتحرك سأله حاتم قائلا :
كيف حال إصابتك الآن يا أستاذ حسام ؟
الحمد لله تجاوزت مرحلة الخطر تقريبا , لكن الكبيب أخبرنى أننى سأحتاج لفترة علاج طويلة قبل اكتمال الشفاء , وحتى يمكننى الوقوف على قدمى مرة أخرى
أتمنى لك شفاءً عاجلا
أشكرك
وهمّ بالذهاب , لكن حاتم استوقفه مرة أخرى قائلا :
سؤال أخير من فضلك .. هل كان لدى المتوفى أعداء ؟
قال له متأففا :
حسب ما أعرف لم يكن لديه أعداء .. راجى كان شخصا ملتزما وحريصا على عمله .. وسمعته الطيبة , وثقتى به هى التى جعلتنى أسمح له أن يقيم فى منزلى .. وخلال فترة وجوده معى لم يخبرنى عن وجود أى عداوات بينه وبين أى شخص , كما لم يتبين لى ذلك .

[MooNy87]

هز حاتم رأسه موافقا

بينما قال له حسام :
هل لديك أى أسئلة أخرى ؟
آه نسيت أن أسألك هل أنت متزوج ؟
قال له بصبر نافد :
زوجتى توفت منذ فترة طويلة ولم أتزوج بعدها .


واجه حاتم تذمره بابتسامة هادئة قائلا :
لديك ابنة واحدة على ما أظن
أطلق زفرة قصيرة من صدره قائلا :
أجل .. والآن هل تسمح لى ؟
تفضل

[MooNy87]

أدار الرجل عجلات مقعده عائدا إلى الداخل تتبعه نظرات حاتم فى حين اقترب الرائد فتحى ليسأله قائلا :
ما رأيك فيما قاله الرجل ؟
قال حاتم وهو ينظر إلى حوض السباحة :
ما رأيك أنت فى شخص يجيد السباحة ثم يفكر فى الانتحار غرقا ؟
هز كتفيه قائلا :
أعتقد أنه كان يتعين عليه التفكير فى وسائل أخرى للانتحار
هذا ما أقوله لنفسى , وما يجعلنى أستبعد دافع الانتحار .
هل تؤيد وجود جريمة فى هذه القضية ؟
بل أنا واثق من ذلك .

***

[MooNy87]

جلس حاتم بالقرب من حمام السباحة فى انتظار حضور العمة , والتى حضرت بعد عدة دقائق ليسألها قائلا :
ما اسمك ؟ وسنك ؟
نبيلة وصفى .. 39 سنة
هل أنت متزوجة ؟
أنا أرملة .. زوجى توفى منذ عدة سنوات .
وهل تقيمين هنا ؟
أجل .. هذه الفيلا كانت ملكا لأبى .. وأنا أقيم فيها مع شقيقى حسام .
وابنة الأستاذ حسام أيضا ؟
أجل .. هى بمثابة ابنة لى أيضا
وما رأيك فى المدعو راجى أقصد المتوفى ؟
أطلقت زفرة قصيرة من صدرها قائلة :
ماذا أقول ؟ ربنا يرحمه ويسامحه .

[MooNy87]

نظر إليها مدققا وهو يقول :
يبدو أنه لم يكن موضع قبول من ناحيتك
هذا الرجل ما كان يجب أن يدخل منزلنا من البداية .
لِمَ تقولين ذلك ؟
قالت وقد ارتسمت ملامح البغض والكراهية على وجهها :
لأنه لم يكن أمينا ولا جديرا بالثقة التى منحها له حسام
لكن هذا يتعارض مع رأى شقيقك فيه
حسام كاتب كبير يعرف كيف يرسم الشخصيات بأبعادها المختلفة فى رواياته وجوانب الخير والشر فيها .. أما فى الواقع فهو حسن النية بأكثر مما ينبغى , لذا قلت لك إنه منحه ثقة لم يكن جديرا بها
هذا يعنى أنه كان لك تحفظات معينة بشأن المتوفى .
همت بأن تقول شيئا .. لكنها تراجعت والتزمت الصمت للحظة قبل أن تنطق قائلة :
هو مجرد إحساس

[MooNy87]

قال وهو يتمعن فى قسمات وجهها :
أمتأكدة أنه مجرد إحساس فقط ؟
أجل .. وإحساسى لا يخيب مطلقا
ولو أنه رد غير مقنع لكن دعينى اسألك هل تعرفين شيئا عما إذا كان الرجل قد مر بقصة حب قبل موته ؟ أقصد كان يعيش حالة عاطفية بصورة أو بأخرى
قالت له ساخرة :
راجى .. لا أظن أن مثله يمكن أن يحب
عاد ليرمقها بنظراته الثاقبة قائلا :
لا أظن هذه المرة أن رأيك هذا نابع من مجرد إحساس فقط
ما كنت أراه من تصرفاته وأفعاله لم يكن يدل مطلقا على أنه ذو شخصية عاطفية على الإطلاق
متى كانت آخر مرة رأيته فيها ؟
الليلة الماضية حوالى الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل

[MooNy87]

سألها باهتمام :
أين ؟
أشارت إلى حوض السباحة قائلة :
هنا .. رأيته واقفا على حافة الحمام وهو يتطلع إلى الماء ويديه حول خصره كما لو كان يتأمل شيئا ما .
وأين كنت وقتها ؟
فى غرفتى بالدور العلوى .. شعرت برغبة فى استنشاق بعض الهواء فغادرت فراشى وفتحت النافذة حينما رأيته واقفا بجوار حوض السباحة على نحو ما ذكرت لك .
وماذا حدث بعدها ؟
لا أعرف ظللت واقفة حوالى دقيقة امام النافذة المفتوحة , ثم عدت بعدها إلى فراشى واستغرقت فى النوم .
ألقى حاتم نظرة ثانية على حافة الحمام .