آخر 10 مشاركات
أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          52 - عودة الغائب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          غيث أيلول -ج5 سلسلة عائلة ريتشي(121)غربية - للكاتبة:أميرة الحب - الفصل الــ 44*مميزة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          ترافيس وايلد (120) للكاتبة: Sandra Marton [ج3 من سلسلة الأخوة وايلد] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عِـشـقٌ في حَضرَةِ الـكِـبريآء *مميزة مكتملة* (الكاتـب : ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك لمستوى الرواية ؟
جيد جداً 85 88.54%
جيد 11 11.46%
سيء 0 0%
المصوتون: 96. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree9707Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-10-22, 04:47 PM   #1531

لبنى البلسان

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية لبنى البلسان

? العضوٌ??? » 462696
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 5,543
?  نُقآطِيْ » لبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع مشاهدة المشاركة
يا هلا بالرقيقة العزيزة علينا احلى لبنى ....

وهمي اشتاقولكن ههههه الله يسعدك ...

اللي بفهمه انه انت تؤيدي أن اعطيها درس عن طريق خطوبة او زواج هادي مثلا هههههه ؟؟!!

هتاخذ درووس ورح تسألوا وين ألمى راحت ههههه الا أن براءتها لن تتغير فبعد عينيها هو عشق براءتها هههه

عينيك الحلوات وسعيدة انه اعجبك الفيديو مثلما اعجبني ..الله يسلمك......روايتي اصبحت جميلة بكن فقط وبدونكن لا تسوى شيء....

سلامات غاليتي

😱😱😱😱
ليس درجة زواج يالحونتي 😁 مهما فعلت
الغبية المى تبقى حبيبتنا





اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع مشاهدة المشاركة
السلام عليكم....

عذراً عذراً عذراً منكن .....بكل خجل وضيق أقول أنني سأقوم بنشر الفصل غداً إن شاء الله......ظروفي لم تسمح لي بانهائه....أرجووو منكن أن تعذروني....حقاً آسفة!...😔😔😔😔


نهاركن سعيد...

معذورة عزيزتي ولكي مطلق الحرية
في موعد تنزيل الفصل كلنا نعاني من الظروف و ضيق الوقت
هذه الايام
الله يسعدك يارب





لبنى البلسان غير متواجد حالياً  
التوقيع


أعظم الارزاق ♡
دعوة رفعت بإسمك في ظهر الغيب ★
لاأنت طلبتها.... ولا حتى تعلمها ☆




رد مع اقتباس
قديم 18-10-22, 12:29 AM   #1532

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
Elk

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع مشاهدة المشاركة
السلام عليكم....

عذراً عذراً عذراً منكن .....بكل خجل وضيق أقول أنني سأقوم بنشر الفصل غداً إن شاء الله......ظروفي لم تسمح لي بانهائه....أرجووو منكن أن تعذروني....حقاً آسفة!...😔😔😔😔


نهاركن سعيد...





الغد و اليوم واحد فقط لا تحزني كي نكون نحن سعداء.
على قدر حبنا للفصل و شوقنا له نهتم بك أنت
نحن أسرتك و لسنا مجرد قراء فخذي راحتك معنا متى أتى الفصل مرحبا به


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-22, 05:03 AM   #1533

رعدالسما
 
الصورة الرمزية رعدالسما

? العضوٌ??? » 505665
?  التسِجيلٌ » Aug 2022
? مشَارَ?اتْي » 304
?  نُقآطِيْ » رعدالسما is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع مشاهدة المشاركة
السلام عليكم....

عذراً عذراً عذراً منكن .....بكل خجل وضيق أقول أنني سأقوم بنشر الفصل غداً إن شاء الله......ظروفي لم تسمح لي بانهائه....أرجووو منكن أن تعذروني....حقاً آسفة!...😔😔😔😔


نهاركن سعيد...
وعليكم السلام..هلا وغلا بالغلا كله
حبيبتي ما اطيبك نحن اخوه ولا يوجد بيننا اعذار وكلنا لدينا ظروف الله يسهل امورك وييسرلك
واليوم من الغد ليس ببعيد
المهم دائما تكوني بخير😘😘


رعدالسما غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-22, 01:16 PM   #1534

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,558
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع مشاهدة المشاركة
السلام عليكم....

عذراً عذراً عذراً منكن .....بكل خجل وضيق أقول أنني سأقوم بنشر الفصل غداً إن شاء الله......ظروفي لم تسمح لي بانهائه....أرجووو منكن أن تعذروني....حقاً آسفة!...😔😔😔😔


نهاركن سعيد...
مرحبا.صباح الورود على لحونتى القمر

تصدقى لقد إستيقظت باكرة جدا لا من أجل فصلنا الجديد
ولكن من أجل لقاء لحونتنا القمر
يعنى ياقلبي لا إعتذار ولاشئ من هذا بيننا
المهم انك بتتواصلى معانا وبنشوفك
ونحنا وين لا نروح
هتلاقينا مرابطين هنا ننتظر القمر
خذى وقتك حبيبتى وبدون أى توتر أوقلق
نحنا عايزين الامور تظبط
مش عايزين هادى يتهور ولا حاجة
هى المى صعبة شوية بس إحنا معاها ايضا
سننتظرك وقتما تفرغين من كتابة الفصل حبيبتى
كفاية علينا اننا نطمأن انك بخير
أحلى كاتبة واغلى أخت

صباحك زى العسل
كل الحب لك ولشعب لاجئ الجميل


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-22, 01:32 PM   #1535

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,558
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع مشاهدة المشاركة
مساء الخيرات🌷


احب أن اشكر اختي وصديقتي الجميلة والكاتبة المبدعة ( سماح نادين) على اهدائي هذا الفيديو الخاص لروايتي بتصميم أناملها الساحرة والذي خطف قلبي😍..... حفظها الله😘❤

أتمنى أن ينال اعجابكم 🤗🥰


https://youtu.be/lwly6yjobay
مرحبا.صباح الخيرات يا قلبي لحونتى القمر

شاهدت الفيديو مذهل بحق
روعة روعة روعة
لم اتصوره بهذا الجمال
سماح ما شاء الله عليها
نقلت لنا فيلم تسجيلى مذهل عن الرواية الرائعة

ادام الله محبتكما
ودمتما مبدعتان ومتألقتان
ودمتما حبايب قلبي تسكنون فؤادى


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-22, 05:32 PM   #1536

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح الخيرات يا قلبي لحونتى القمر

شاهدت الفيديو مذهل بحق
روعة روعة روعة
لم اتصوره بهذا الجمال
سماح ما شاء الله عليها
نقلت لنا فيلم تسجيلى مذهل عن الرواية الرائعة

ادام الله محبتكما
ودمتما مبدعتان ومتألقتان
ودمتما حبايب قلبي تسكنون فؤادى




أين مكاني أنا من هذا الغزل حقا أغار
أحبيني أنا أيضا


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-22, 12:13 AM   #1537

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
Elk

السلام عليكم .....


تأخرتُ كثيراً فاستسمحكم عذراً وشكراً لتحملكم اعذاري.....


سأنزل الفصل خلال دقائق ان شاء الله بعد تنسيق حجمه ......


ملاحظة: لم تتم مراجعة الفصل اطلاقاً أي سأنزله كيفما كتبته فمؤكد ستتعثرون بالكثير من الاخطاء فارجو ان تتجاوزوا عنها احبائي......الفصل من 42 ص واتمنى ان لا تسأموا من الاحداث داخله لأنه كان لا بد منها ولا يمكنني القفز عنها واسأل الله ان ينال رضاكم ....


الى اللقاء


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 19-10-22, 12:24 AM   #1538

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث والثلاثون (( يا مَن هواهُ أعـزّهُ و أذلني ))




*من ألمى إلى هادي*

لمن أشكي من بعدك يا حبيبي همي؟!
و أتلو له فاجعات غمي...
و قد كنت أنت قاتلي و معذبي..!!
فكيف يصير الأمان خوفا؟!!
و الحب حربا..
أينقلب الحنان إلى جفاء؟!
و يحتضر وحيداً الوفاء؟!
كيف تكون داءً بعد ما كنت دواء؟!
كيف يصير حبك علة و قد كان هو الشفاء؟!
أتبخل الشمس يوما بنورها عن السماء؟!
و تهاجر النجوم بحار الفضاء؟!
قلي كيف سأصبر هذه المرة؟!
و قد كنت صبري في كل مرة...
قبلك كان لي وطن كان لي حلم...
و لما أتيت صرت وطني و صرت لي الحلم...
فكيف يا معذبي أتجرع من يديك ويلات الظلم؟!
كيف أتألم منك فيهفو قلبي إليك؟!
كيف تمزق روحي فتخونني لتدافع عليك؟!
ليتك تدري يا حبيبي أنني بحاجتك و كل ما سواه لا معقول...
ليتك لا تصدق أبدا ما أقول...
و لا ترضى بأي من تلك الحلول...
فما من حقيقة في الكون غير أني أحبك...
فلتنهار بعدها كل الوعود لأظل أنا بقربك...
تعبت يا عذاب قلبي فهل تحنو علي؟!
أرهقت أيها الغالي فهل تأتي إلي؟!
(( كلمات أميرة المشاعر نورهان الشاعر))

×
×
×

" ليس هكذا تنال منه!!.....سنحتاجه ليعترف بجرائمه ومن يكونوا أعوانه.....فالمخفي أعظم!!......هو الآن بقبضتنا.......ستدمر كل شيء بغضبك الذي لم تعد تتحكّم به....!!..."

صرخ بها بعد أن فعلَ فعلته.....!!

أتلومونني على غضبي ؟!!....بربكم!....ألا أثور وأغضب بعدما سمعت ما سمعت منه ورأيت ما رأيت....ذاك أبي الحنون !!.. لا تعلمون ماذا يعني هذا عندي!....أبي...من كان لنا الأمان والبيت الدافئ...الحب والحنان...السند ورمز البلد!!..متى يلام الابن في حب والده ؟؟!...هل أقف صاغراً وأنا أتوجع مع أنينه ؟؟!...أأصبر وانا اشاهد تدفق دمائه الطاهرة؟!... هذا النجس سلب مني حياتي بقتله لأبي وكان السبب بخروج روحي مني.....ألمى الروح..!!...هو السبب في شتاتي وعذابي وجرائمه التي لا تعد ولا تحصى بحق الوطن والبشرية...أأنساها له ؟؟!!.... صفحته مليئة وسوداء كسواد قلبه!!....لا نجد نقطة بيضاء واحدة فيها !!......فأمثاله لا يستحقون الّا أبشع ميتة لتشفي غليل ما في الصدور..!!!

أفلتُّ المسدس من يدي حتى سقط ارضاً وأمسكتُ بها ذراعي الأيسر الغارق بالأحمر بعدما اضطر السيد (ماجد) إطلاق رصاصته عليّ مجبراً من مكانه بعيداً عني قرب الباب ليوقف تهوري وهو يرى الوغد كاد أن يلقط أنفاسه الأخيرة بقبضتي !!.....لقد حاولوا كل المحاولات في ايقافي لكني أبيتُ الخنوع!!.....احمرّ وجهي والذي أصبح كأنه مرآة لدمائي الحامية التي اريقت مني!!....صرختُ بألم وكان هذا ألماً من قلبي وليس من ذراعي...فجروحي الداخلية أشد وأعمق :
" سأنال منه...سأسحقه...سأحرقه وأعذبه!!..."

اقترب مني صديقي (سامي) وامسكني حتى أجلسني على كرسي قريبة منا ريثما يصل الاسعاف من مقرّنا القريب بعد أن اعلموهم بشكل عاجل كي يأتوا ويخرجوا الرصاصة ويضمدوا جرحي النازف من عضلي...آآآه يا ذراعي الأيسر الى متى ستتحمل اصابات بسببه ؟؟!..... وكان البعض يهتمون بالوغد ويساعدونه على اعادة تنظيم أنفاسه حتى يأتي طبيبنا مع الإسعاف ..!!...قاموا بنقله من أمامي للغرفة الأخرى عند وصول الفريق الطبي فهم ما زالوا يلاحظون ثورتي وأنفاسي اللاهثة ونظراتي الكارهة القاتلة له مما أدّى لنزف دمائي الحامية بشكل أسرع..!!....ذهب صديقي والسيد(ماجد) للاطمئنان عليه ...بالطبع ليس عطفاً!!...انشغلا ممرضان بي لإخراج الرصاصة والسيطرة على الدم بينما كنتُ أكمش ملامحي وأضيّق عينيّ مجاهداً على دفن وجعي داخلي دون اخراج أي أنّه ..!!...بعد قليل عاد صديقي وكان الممرض يضع لمساته الأخيرة ليثبّت الضماد ....دنا مني وهمس بصوته القلق عليّ:
" كيف أصبحت الآن؟!.."

قلت باقتضاب وأنا أمسك ذراعي المصاب فور انتهاء الممرض ناظراً للضماد ووجهي يبدو عليه علامات الألم :
" جيد!....لا مشكلة!.."

وضع كفه على كتفي الأيمن يشدّ عليه ليبث لي الطمأنينة ويشد أزري مردفاً بلطف:
" سنذهب الى المشفى....حمداً لله أنهم نجحوا بإخراجها دون ضرر كبير ولكن علينا الاطمئنان على الجرح خشية أن يلتهب ويحدث مضاعفات لا قدّر الله...."

قلت بإصرار وضيق مما آل إليه حالي:
" اجلب الطبيب فور انتهائه من الحقير ليطمئن عليه.....لا أريد الارتباط بالمشافي!..."

هزّ رأسه مستاءً من عنادي واتجه الى احد الرجال في الخارج ليعلم الطبيب!!.....بعد انتهائه من معالجة الوغد والذي كان كالقطة بسبعة أرواح ولم يتأذّى قدِمَ إليّ وتفحّص الجرح...عقّمه من جديد ولفّه بضماد أقوى ثم علّقها على عنقي منعاً من تحريكها تفادياً لحدوث نزيف!!.......

مرّت ساعتان على الحادثة...!....كنتُ أقف في الخارج استنشق بعض الهواء النقي فاقترب مني السيد(ماجد) ووضع يده على كتفي هامساً بهدوء وثقة:
" أنت اجبرتني على فعلها يا هادي....هذا آخر شيء كنت سأفكر به!!....لمَ جعلتني أن اؤذيك ؟!....أربعة رجال لم يستطيعوا تحريره من قبضتك..!!"

بقي نظري مثبتاً للأمام بعزّ وإباء سارحاً بالأرض الخالية المظلمة والتُي يكسر ظلامها بصيص من نور القمر المحتجب خلف غيمة تسير ببطء ثم همستُ ببرود دون الالتفات إليه:
" غير مهم!!....حصل ما حصل!..."

قال بصوت متزن:
" سننطلق بعد نصف ساعة الى الحدود وهناك عند باب النفق على أرض الوطن سيكون بانتظارنا فريق من معسكرنا المقابل لنقله مكبّلاً...وكذلك صحافتنا الخاصة..."

أشحتُ رأسي جانباً أخفضه للأرض بمرارة واستدرتُ بجسدي لأعود للداخل هامساً بإيجاز:
" ممتاز!.."

تنحنح وقال وهو يتبعني للداخل:
" بالنسبة لإعلام عائلته أو نشر الخبر بصورة عامة لن يكون اليوم حتى نتأكد من وجوده خلف القضبان!..."

توقفتُ واستدرتُ نحوه بجديّة وشماتة:
" بقي ثلاث ساعات للفجر.... سيكون الخبر بين يدي السيدة ايمان عند حلوله بإذن الله.....وقبل الظهيرة ستفجر قنبلتها !....لن يؤجل أي شيء!..."

اعترض قائلاً:
" لا اظن أن سليم سيوافق.."

بثقة وشموخ ونبرة آمرة مسيطرة قلت:
" المهمة مهمتي وأنا أقرر.....سينتشر الخبر قبل الظهر....اريد ان يستيقظوا النيام عليه!!....انتهى!!..."

ولم يكُن في بالي غيرها....الأميرة المدللة النائمة!...فلتريني كيف ستتثبت براءته !...فأنا متشوق لذلك!....رمت حبي وكأنه لم يكُن يوماً من أجل مجرم وخائن وأنا الذي اضعتُ عمري محترقاً بعينيها...!!...هيا يا مدللة ......قومي وحاربي!.....برّئي من لم يمتّ للبراءة بصلة!....اتحفيني بشجاعتك !!....أتقدرين اثبات أنني الظالم بينما لا سواكِ ظالمة ؟؟!...يا من ظلمتِ حبي!!....اشكوكِ لمن وأنتِ السلطانة على قلبي.؟!...أنتِ الحاكم والجلّاد لروحي.....قومي وتحدّيني بأدلة من سراب..!!.....تعالي وواجهيني يا مستبدّة..!!...على الرحبِ والسعة.....سأكون بانتظارك.....!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

تركض في الخلاء ...تتعثر وتنهض .....أنفاسها تتعاقب...تلهث ....وتلهث....جبينها يتصبب عرقاً....تشدّ عينيها بألم....هناك مجهول يلاحقها في الظلام.....تبصر قبساً من نورٍ بعيـــد المدى...تزيد خطواتها الّا أن ذاك النور يبتعد عنها......شهقت بعد أن أمسك بها فهبّت من سريرها مرة أخرى تضع يدها على عنقها بعد أن أحست بشيء يخنقها ويقطع نفسها ....ازدردت ريقها وتنهدت بعمق !!...أضغاث أحلام!!....تذكّرت ما علّمتها إياه بشأن أمثال هذه الكوابيس المزعجة.!!.....تبسّمت بأسى واستعاذت بالله من الشيطان الرجيم وتفلت على يسارها ثلاثاً.......نبض قلبها نبضة حب وحنين والحاجة للأمان.....أزاحت الغطاء عنها....أشعلت نور الأباجورة الموضوعة على المنضدة جانب سريرها.... جرّت قدميها الحافيتين جرّاً دون اكتراث ببرودة الأرض إلى أن وصلت أريكتها لتتناول عنها حقيبتها التي أخذتها معها من بيتنا !!..فتحتها وبحثت بعشوائية عن مُرادها.....أخرجتها ولمعت عينيها بالطمأنينة بعدما استشعرت تأثير حضن صاحب الصورة عليها والتي سرقتها عن مكتبتي !!...ضمّتها لصدرها وعادت إلى مكانها تستلقي جانباً ونسيت أن تغطي بدنها ....أي سحر دافئ غلّفها ؟؟!....لا تشعر بالبرد اطلاقاً....سرحت بالفراغ لتستحضر شعورها بتركيز أكبر عندما تكون بين أحضاني وجسدها العاري البارد يلتصق بجسدي الحامي المتأثر من قربها !!...شقت ثغرها بابتسامة ناعسة نقية ثم حاولت النوم بأريحية بعد أن استمدّت الوصال والسلام من صورة تحمل روحاً وهمية وقبل أن تغفو عاد لها العقل ليذكّرها بصاحبها فعبست مخذولة ومدّت يدها التي تحملها الى المنضدة جانبها لتبعدها عنها....قلبتها واستدارت الى الجهة الأخرى واحتقنت مقلتيها بدموع قلة الحيلة وهمست بتحشرج:
" سأقاوم حبي كي لا احتاجك يا من كنتَ الأغلى عندي.."

~~~~~~~~~~~~~~~~

استعذتُ بالله من الشيطان الرجيم ثم استجمعتُ قواي قبل دخولي الغرفة المجاورة التي يتواجد بها الوغد وقسم من رجالنا يحاوطونه وكان (سامي) يراقب هاتفه بين الفينة والأخرى ينتظر الأمر بالتحرك ممن يتواجدون على ضفة النفق الاخرى في ارض الوطن وعندما أصبحت أمام النجس رمقني بعينين تفيضان حقداً وقال بسخرية:
" لم اكن أعلم أنني زوجتُ ابنتي لثعلب خبيث..."

وتابع بعنجهية:
" أيا ترى عرفت حقيقتك تلك الساذجة أم أنك فعلتَ كل هذا وهي نائمة بأحلامها الوردية بحماقة؟!.."

دنوتُ منه بعظمة وخيلاء راسماً ابتسامة شماتة وافتخار:
" أجل عرفت !!....بما يهمك الأمر الآن؟!.."

انقلبت سحنته بانفعال مكفهرّاً وقال بتلقائية دون التحكم بأنانيته:
" ناكرة الجميل السافلة عرفت ولم تحذرني ؟!...سأريها!!.."

درتُ حوله ثم ثبتّ مكاني من خلفه وأنا محافظاً على ملامحي بينما نيران الغيرة عليها استعرت داخلي وانحنيتُ ممسكاً بقبضة يمناي كتفه وبغلّ وكراهية ضغطتُ حتى كدتُ اسحق عظامه دون أن اشعر من حولي بقوة ضغطتي وهمستُ بفحيح بأذنه:
" احفظ لسانك عنها أيها ألـ***.....صدقني لا تود أن تجرب غيرتي عليها.."
ضحك ضحكة مستفزة بغطرسة وقال بيني وبينه:
" سأطلقها منك ولن ترى شعرة منها ....أساساً لن اتعب نفسي فأكيد هي من ستلقي بكَ كالكلب خارج حياتها.....ابنتي واعرفها!!.....أميرة والدها لن تبيعني بتاتاً مهما فعلت او سأفعل بها وأنت خير شاهد بالماضي يا ......"

ورفع نظره إليّ بتحدي وسخرية:
" صحيح ماذا أناديك....ابن ابراهيم أم ابن محيي الدين ؟!.."

" اعتزّ بكلاهما يا نذل لكن أنت لن تجد من يذكُرك يا قليل الأصل......حتى ابنتك سيأتي يوماً وتعرف حقيقتك السوداء وستخجل أن تُنسب اليك !!..."

كنتُ أحاوره وأنا أعلو قمة الكراهية والحقد لكن من أمامي لا يرضى بالخنوع والاستسلام .....يفضّل الموت مهما أحبّ الحياة على أن يرضخ ويظهر ضعفه ....المكابرة من أكبر سماته والتي يعززها بحقده وتعاليه اتجاه الآخرين فقال بدمٍ بارد :
" اظن انك لا تنتمي لمحيي الدين!!....فهو لم يلجأ يوماً الى أبخس وأدنى الطرق لانجاح مهماته...."

ورفع كتفيه بزهوّ وتعاظم قائلاً بثقة:
" عليّ أن اعترف بهذا....لقد كان ذكياً ونزيهاً وشجاعاً ووقف في طريقي وجهاً لوجه دون استخدام اساليب عوجاء وخادعة مثلك!....أنت مسكين اعتمدت على فتاة لا ذنب لها ....!!.."
حاول أن يدعس على عرق النخوة والرجولة عندي وهو يطلق ضحكاته الكريهة وحاولتُ امساك نفسي والثبات رغم نجاحه باستفزازي داخلياً بسببها وقلت بابتسامة زائفة:
" مع الأسف ذنبها أنها تحمل على هويتها اسم احقر وانجس مخلوق على وجه الأرض...!.."

وقف (سامي) ليخوض الحديث معنا ودنا منه واثقاً بنفسه ثم انحنى يتكئ بكفيه على ذراعيّ كرسي الوغد ليواجهه ببرود:
" ألم تسمع بالمقولة التي تقول وداوها بالتي كانت هي الداء؟!.."

وانتصب بوقفته مردفاً بذات البرود:
" يعني أمثالك داءهم الغدر...المكر.. ...الطرق الدنيئة والنفوذ والجبروت فكان علينا معالجتك بنفس اسلوبك بالضبط والحرب خدعة وانت وقعت بالفخ بعد سنين من الانتظار الحمد لله ..."

ابتلع ريقه وقال بصوت فيه نبرة مطعونة لم تخفَ علينا وركّز عيناه على عينيّ :
" طبعا لا تحتاج المسألة لذكاء لأدرك أنك اخذت كل هذا من خزنتي في العاصمة!!..اي شريحة آلة التصوير وتقارير الجثة ....لكن السؤال ....كيف علمت بشأن الجثة وبالرقم السري؟!....فالخزنة لم يكن عليها أي أثر لاقتحام غريب!!..."

ضحكتُ بثقة وهتفت دون النظر اليه:
" الله يمهل ولا يهمل......السيدة فاتن شاهدة على فعلتك الاجرامية تلك!...وجاء الوقت لكشفها وهي من ساعدتنا على الرقم السري وأتمنى أن يرزقها الله السلامة حتى تحتفل بك وانت خلف القضبان أيها الخسيس!!...فهي أكثر من تستحق رؤية هذه الصورة!.."

استشاط غضباً وصك على اسنانه مزمجراً بحقد:
" العاهرة الحقيرة...فلتذهب الى الجحيم بمرضها ولا تهنأ بعافيتها !!.."

لم اتحمل دعائه عليها فاندفعتُ بخطوة واسعة من غير سيطرة على نفسي ثم لكمته على أنفه بيدي السليمة حتى صرخ متأوهاً ووضع يده مكان الضربة يحاول مسح قطرات الدم التي نزلت وقال وهو يبصق جانباً لعابه:
" سأنال منها تلك الخبيثة....لقد كنت اطعم أفعى في بيتي!..."

تدخّل السيد(ماجد) مقاطعاً لحديثنا بعد سماعه جملته الأخيرة لحظة دخوله من الباب:
" فكر كيف ستنقذ نفسك من حبل المشنقة أيها المعتوه!!.."

أجاب من فوره بعنجهية وضحكة ثعلبية:
" لا تقلق.....سأخرج منها مثل الشعرة من العجينة!....لن اعترف بشيء حتى صوتي بالشريحة لا يتطابق تماماً مع صوتي الآن بسبب قِدَمها وسأقول أن احدهم افترى عليّ وطبعا سيكون في ظهري أكبر المحامين.."

ضحك السيد (ماجد) وقال:
" حسناً احلم كما تشاء فالحلم لا يوجد عليه جمرك..."

والتفت صوبي انا و(سامي) قائلاً بجدية:
" هيا السيارة جاهزة.."

اعطينا الاشارة لاثنين من عناصرنا لتكبيله بحبل متين ووضع لاصقاً على فمه وغمّ عيناه بالقماش الأسود وأركبناه مرغماً وسط مقاومته البائسة لتحرير نفسه حتى وصلنا الى الحدود والنفق ثم أرض الوطن....!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

استيقظت من النوم وكانت الساعة الحادية عشر ظهراً.....أنزلت ساقيها عن السرير تضع قدميها أرضاً ولم تستطع النهوض بالكامل...مرهقة جداً!! ....وضعت يديها على رأسها تشد عليه من شدة شعورها بثقله عليها...غضنت جبينها متأوهة وجاهدت لتقف مكانها وما إن ثبتت منتصبة على قدميها حتى عادت وارخت جسدها لتسقط مجدداً جالسة على السرير بوهن.....نامت وقت كافي بعد الكوابيس الّا أنها تشعر بحاجتها للنوم أكثر!!.....انزعجت من نفسها لمَ اصبحت هكذا؟! فقد كانت تكفيها الست ساعات وهذه الليلة نامت اربع ساعات اضافية عن المعتاد وجسدها يطمع بالمزيد.....ومعدتها لم تعد تحتمل الجوع....انها منذ أيام لا تأكل بشكل كافي بسبب توعكها البغيض وهذا الجوع يزيدها ألماً وغثياناً.....شجّعت نفسها مرة أخرى لتقف وقامت بترتيب منامتها الخفيفة التي كانت تكشف عن فخذيها بسبب جلوسها ومشت بتثاقل تتثاءب برخاوة ...وفجأة شدت جسدها بتأهب وعينان جاحظتان بعد أن اخترق مسامعها صرخة آتية من الأسفل صدحت في الأرجاء!....لم تعطي لنفسها مهلة لتستوعب بل انقضت على الباب تفتحه بهمّة حافية القدمين فلم تعي انتعال خفيها....نزلت السلالم على عجلة بقفزات سريعة تختصر عدد الدرجات رغم صداعها وشعورها بالدوار حتى وصلت آخره وتوقفت ناظرة للذي يحمل صحيفة بيده يلوّح بها بغيظ ومن صدرت منها الصيحة تجثو على ركبتيها متسمّرة في ارضها دون تصديق لما حدث..!!....اقتربت بحذر وارتباك تهيء نفسها لكارثة هي أكثر من تفقهها فأخرجت صوت أبح ضعيف جاهدت ليصلهما:
" مـ...ماذا جرى كرم ؟!.....ما بها الخالة سوزي؟!...."

رفع يده يمد الجريدة نحوها ووجهه لا يبشر بالخير هاتفاً:
" تم القبض على والدك في أرض الوطن بتهم عديدة لم يذكروا تفاصيلها.....انظري للصورة......لقد التقطوها له الثوار على الحدود!..."

مدت كلتا يداها المرتجفتين وكأنها عجوز في التسعين من عمرها لا تقوى على حمل ورقة.....أخذتها كارهة هذه اللحظة التي ستشوه عيناها بذاك المنظر الذي تخشاه لوالدها والذي تمنت حتى آخر العمر أن لا يتحقق!!....بسطت الجريدة المطوية ليقع نظرها على صورة تحتل نصف الصفحة لاشخاص بوضع جانبي قليلاً ومعالم وجوههم مظللة لاخفاء هوياتهم وأجسادهم واضحة ولم يفتها جسد والدها ولباسه وهو مكبّل يتوسط رجلان ضخمان...احدهما يمسكه من ذراعه ليدفعه للسير وهو صديقي والآخر ذراعه معلّق بعنقه ولن تحتاج لأدلة لتتأكد من هويتي فلقد عرفتني ايضاً من وقفتي وجسدي وملابسي ولم تهتم لإصابتي بقدر اهتمامها لمن أصبح أسيراً بقبضاتنا!!.....كانت تحدّق بالجريدة الراقصة بين يديها اثر ارتجافها وكانت الدموع تهرول ساقطة لتبلل الصورة المشؤومة عسى أن تمسحها من أمامها ولكن وا أسفاه من سيمسحها لها من ذاكرتها ؟!....
تمتمت بهمس ينبئ عن احتضار قوتها لتعلن جملة النهاية في حياتها بعد أن دفنت آخر أحلامها:
" لقد فعلها ...كما قال... دون ان ينتظر ....ودون أن يرحمني !..."

ركّز سمعه وبصره وجلّ حواسه لما قالت ورفع حاجبه سائلاً:
" من هذا الذي فعلها ؟!.."

رفعت حدقتيها ترمقه بنظرات لا معنى لها بينما الدموع ما زالت تتدفق دون سيطرة منها وهمست والغصات تعيق أنفاسها:
" يامن.....يامن من فعلها ....ظننتُ أن سيرق قلبه ولن يفعلها بي....لكـ....لكنه ها هو فعلها!...هو من خطط للقبض على أبي"

استعادت قوتها المسمومة واستقامت واقفة لتنقضّ هائجة مندفعة نحوها لسماعها جملتها ثم امسكتها من تلابيب منامتها وهزّتها بقوة صارخة في وجهها دون رحمة:
" أيتها الفاجرة الخائنة....هل تكتّمتِ عمّا عرفتِ وساعدتيه ضد والدك ؟!..."

بكت بكاءً يحمل كل المرارة وعلا نشيجها دون أن تتمكن من الدفاع عن نفسها فسحبتها تلك نحو الباب لتطردها وهي تغرز اصابعها بين طيات شلالها الاسود لتمسكها منه والذي طالما كرهته بينما كان يعلو اكثر نحيبها مع محاولاتها بتحرير نفسها منها وهي تتلوى ألماً وتتوسل فالأفعى تمتلك جسداً ببنية أقوى وما يزيدها قوة هو كيدها وحقدها عليها :
" ارجوكِ ....ارجوك خالة اتركيني إنك تؤلميني..!!.."

تقدّم ابنها منها ومسكها محاولاً ابعادها عنها قائلاً:
" لنفهم اولاً القصة...!.."

صرخت برفض:
" ماذا سنفهم من سافلة باعت والدها لزوجها ؟!.."

ثم اطلقت ضحكة شيطانية بشماتة متابعة:
" وها هو زوجها ألقى بها كالكلبة بعد أن أخذ حاجته منها..."

واكملت بسحبها بحركات عنيفة تصمم على اخراجها فصرخت أخيرا بها:
" أنا لم أبع أبي ....لم أبعه وسأسعى لتبرئته!..."

استطاع (كرم) تحريرها من قبضة والدته التي قالت بسخرية:
" عن أي تبرئة يا غبية تتحدثين؟!...لا بد أن لديهم أدلة ترسل والدك للجحيم!..."

صرخت بغيرة:
" اصمتي....كل ما لديهم مزيف ليوقعوه هؤلاء الانذال!!.."

ردت الأخرى صارخة :
" اذهبي الى جهنم لتبرئته ...لم يعد لك مكان هنا بيننا!.....هيا اخرجي..!!."

قالت بقهر:
" لن تستطيعي طردي من بيت والدي !.."

ردت بغطرسة:
" لا شيء لكِ يا وقحة بعد أن تزوجت وأصبحت تحملين اسم عائلة أخرى!..."

لقد ظنت أن القصر عاد لعصمة زوجها الخائن كما ادّعى امامها ذات يوم ليحافظ على كبريائه المزيّف.....!!

هدرَ بهما هاتفاً بصلابة:
" كفى!!.....على أي أساس تتقاسمان الورثة؟!....هل تظنان أنها ستبقى لكما؟؟!.....خلال ساعات ستتجمد كافة حساباته بالمصارف وبما فيهن الخارجية وستصادر أملاكه جميعها سواء شركات او بيوت!.."

ونظر إلى (ألمى) متابعاً:
" ألم تقرئي السطر الأخير أن مسؤولون ذوي مناصب مرموقة في بلاد الأم طلبوا من هذه البلاد مصادرة اوراقه وملفاته من أجل التحقيق وكذلك تجميد حساباته؟؟!...يعني سيصبح كل شيء هباءً منثورا.....!..."

هزّت رأسها برفض وهي تشدّ على شفتيها المرتجفتين انفعالاً وأرسلت دموعاً صامتة لتتلألأ على وجنتيها فوجّه كلامه لوالدته:
" أمي....وضّبي اغراضنا.....يجب الرحيل فوراً قبل أخذ كل شيء منا!!..."

سألت بصدمة:
" ماذا سنفعل واين سنذهب؟!.."

قال:
" سأحجز الآن حجز فوري على الشبكة العنكبوتية قبل تجميد الحسابات لأقرب طائرة تأخذنا إلى أخوالي وجدي في هولندا... لقد عادت شبكة الاتصالات والعنكبوتية للعمل في الصباح....وهناك نتدبر أمورنا..!"

سألت مستنكرة:
" وجامعتك؟!.."

رد بلا مبالاة:
" أي جامعة أمي ؟!...تعلمين أنني لا اهتم بها والآن حريتنا هي الأولى قبل أن نغدو على الرصيف !!.."

توسعت عيناها مرعوبة وهتفت بريب:
" وأنا؟!....ماذا سأفعل؟!.."

" اذهبي وتوسلي ابن الهاشمي ليأويك في بيته ولا تنسي دموع التماسيح للتأثير عليه ...."

ورمقتها بنظرة من أسفلها إلى أعلاها متابعة بفحيح خافت:
" أو استخدمي دلعك وجمالك الذي تتباهين به.....أم أنه اكتفى وسيبحث عن غيرك؟!.."

قالتها بسخرية وهي تتطلع عليها ثم اشاحت نظرها لابنها مردفة:
" وكأننا نحن مجبرون بها!........هيا بنيّ احجز كما قلت وانا سأذهب لأرتب حقيبتي وحقيبتك واخرج المجوهرات ..!!.."

ولمّا صعدا الى الأعلى غائبان عن انظارها جلست بقلة حيلة على درجة السلم تمسك عاموده الخشبيّ بانكسار وحزن شديد تملّكها على حالها وبعد دقائق قليلة قرع الجرس فهجمت لتفتحه تحمل الأمل معها غير مكترثة لملابسها البيتية لتتفاجأ بالمحامي خاصتنا الذي جاء لتسليمها اوراق بعد ان عرّف عن نفسه وتأكد من هويتها وقال:
" تفضلي سيدة ألمى ....هذه الأوراق تثبت أنك مالكة هذا القصر بأمر من السيد يامن !!..."

صُدمت في البداية من قوله وما يحمل في جعبته لكنها رفضت بعزة نفس واباء قائلة :
" لا اريد أي شيء منه ولا انتظر عطفه عليّ ....اخبره بذلك!.."

قال:
" عفواً سيدتي انا مجرد مرسال بينكما غير أن هذا القصر من حقك....اقرئي الأوراق ....لقد سجّله باسمك بعد زواجكما كاضافة لمهرك وليس الآن فعلها.."

صمت قليلاً وتابع:
" إن لم توقعي وتستلمي الأوراق سيضطر للتنازل عنه من أجل هذه الدولة فهو لا يريده ولا يريد أي مال يأتي من وراءه ...يعني لن يبيعه بيعاً....إما أنتِ أو الدولة ولا يمكنك استرداده لاحقاً !!..."

اعادت حساباتها في عقلها وقررت في النهاية التوقيع من أجل والدها لا غير آملة لربما انه سيعود له يوماً.....بعد أن اغلقت الباب دلفت الى المطبخ لتضع شيئاً في فمها....تكاد تموت جوعاً ....طلبت من الخادمة اعطائها حبة تفاح فهذا ما اشتهته هذه اللحظة.!!......كانت تود أن تفطر كالناس الطبيعيين الّا انها غيّرت رأيها فور رؤيتها للمطبخ وما فيه وقد لاحظت تقبّل معدتها للفواكه والخضروات أكثر من أي شيء آخر.....صعدت الى غرفتها وهي تقضم من التفاحة بنعومة ثم أخرجت هاتفها القديم لتشغّله بعد معرفتها ان الاتصالات عادت فالجديد تهشّم في بيتنا اثناء حربنا الاولى!!....نجحت بفتحه وتبسّمت ابتسامة واهية لانه ما زال يعمل واتجهت لحقيبتها التي كانت معها في سفرنا تبحث عن الشريحة لتحاول الاتصال بصديقتها (ميار) التي اشتاقت لها بشدة ولثرثرتها عسّى أن تخفف عنها وتقف جانبها الّا أنها انتهى بها المطاف صافعة جبينها بعد تذكّرها أنها لم تأخذها عن المنضدة الموجودة جوار باب بيتنا الهاشميّ حيث وضعتها لها!!.....خرجت من غرفتها بخيبة أمل وملامح الانهزام تكسو وجهها الجميل ومع خروجها خرجت الأفعى من غرفتها الزوجية وتبعها ابنها يجر حقيبتيهما ....هدر قلبها بوجل من فكرة أنهما سيتركانها وحدها فازدردت ريقها وهمست برجاء:
" ابقيا معي هنا....لن يأخذوا القصر منا....يـ...يامن سجّله بـ...باسمي..!!..ارجوكما ابقيا...ماذا سأفعل وحدي في بيت كبير كهذا؟!!."

اطلقت ضحكة بغيضة ودنت منها بعتوّ وتطاول هاتفة:
" اذهبي وابحثي عن عمل افضل لكِ....ففاتورة الكهرباء والماء والهواتف ستأتي بعد اسبوعين وإن لم تقومي بسدادها سيقطع عنك كل شيء ووقتها لن يفيدك او يفيدنا هذا القصر الذي سيتحول لقبر ...أظن بتِّ تعلمين أن كل الحسابات ستتجمد ولن تستطيعي سحب قرش واحد!!....ربما لقمة طعام لن تجدي!.."

لم يأبها لتوسلاتها ورجائها ورمقاها بنظرة أخيرة باستخفاف وعنجهية كأنها قذارة ثم نزلا السلالم بعجلة ليتجها الى مطار العاصمة فقد نجح ابنها بايجاد طائرة تنقلهما الى بلجيكيا بعد منتصف الليل ومن هناك سيتوجهان الى هولندا حيث اشقاء (سوزي) يقيمون مع والدها العجوز الخائن الذي كان رئيساً للوزراء قبل حوالي احد عشر سنة ....!!.....رحلا يختفيان عن مجال رؤيتها وسط بكائها المكتوم فتشبّثت ببقايا أمل وبعض الأماني لوجود الخادمة معها في البيت فنزلت لتتسلّى معها علّها تؤنس وحدتها وتخفف من آلامها ولما دلفت الى المطبخ لم تجدها وما إن خرجت حتى لاحظت خروج تلك من الغرفة الخاصة بها حيث انها الوحيدة من بين الخدم التي تقيم معهم وكانت تجر حقيبتها خلفها فهفت قلبها برهبة واتسعت عيناها بصدمة واقتربت منها هامسة:
" أ...أين تذهبين ليلي؟!.."

اسبلت اهدابها تهرب بعينيها عنها كي لا ترى الألم الذي يحتل تقاسيم سيدتها الصغيرة وأجابت بمشقة محرجة منها:
" سامحيني سيدة ألمى ......عليّ الذهاب لايجاد عمل آخر على الفور ...فأنت تعلمين أنني أعيل عائلة بأكملها في بلادي وينتظرون كل قرش مني بفارغ الصبر !!...لا يمكنني أن اتأخر عليهم..."

وسقطت دمعة من عينها مسحتها ثم مسكت يدها بعطف متابعة:
" ارجوك سامحيني سيدتي ....لو كان الأمر بيدي لبقيت معك لكن الله وحده يعلم بظروف عائلتي !!....واسأله ان يفرجها عليك."

أفلتت يدها برخاوة واومأت برأسها توافقها بلا حول ولا قوة منها وحبست دموعها بمقلتيها لألّا تكشف ضعفها وتخدش كبرياءها وهي تشيح وجهها جانباً وهمست بلطف تصنّعته:
" لا عليك ليلي....انت محقة....اذهبي واتمنى ان تجدي ما يرضيك!....لا تقلقي بشأني!!..."

لحظات لتسمع بعدها صوت اغلاق الباب فتسمح لنفسها بالانفجار والانهيار على ركبتيها عند اقرب جدار وتتبع انهيارها بصرخة ألم هزّت كيانها :
" آآآه آآآه.!!.."

لقد بدا المكان موحشاً!!...اندثرت معالم الحياة فيه وتحول الى مقبرة تضم أشلاء الموتى!!.....فتحت مناحة تمزق نياط القلوب كأنها في جنازة لروحها.....استندت بظهرها على الجدار وضمت ركبتيها الى صدرها ترتجف وتنظر يمنة ويسرة بمنظر يفتت الصخر ويمزق الأكباد....كان مشهدها مؤثراً تملأه الأشجان ويثير اللوعة والحسرات عليها ...!!.....رحل الجميع عنها دون أي ذرة من الانسانية .....تركوها تضيع بين توسلاتها لتبث وتشكي همومها لجدران قصرهم العريق الذي بكل ما يحمل من فخامة غدت قيمته كقيمة بيت العنكبوت....بنيَ بجهد ووقت طويل وهدم بسرعة كلمح البصر!!....دثّرت رأسها وخبأت وجهها على ذراعيها المكتفتين على ركبتيها وازداد صوت أنينها وعويلها وجسدها الرقيق يرتجف مع شهقاتها...!!...تملّكها خوفٌ غليظ من مستقبل تجهل معالمه !!...من ساعات تخشى قدومها !!...أصبحت وحيدة في هذه الدنيا الواسعة....أجل إنها وحيدة ....لقد ضاقت عليها الأرض بما رحبت !!..لا أهل ولا جيران ...لا أقارب ولا خلّان!!....وُلدت وحيدة وستموت وحيدة....انتابتها الهواجس لتضاعف قنوتها ويأسها وتفيض باسرافها من أوجاعها !!... رفعت وجهها للسقف تسلّط عينيها النجلاءين الملتهبتين للأعلى فتساقطت دموعاً حارة غزيرة على وجنتيها وسالت على عنقها حتى وصلت نحرها فصدرها ثم استقرت لتكوي قلبها ومن عمق الوجع الذي يسري في عروقها هتفت بأسى وشجى وقهرا لا يُنتسى:
" آآآآه يا أمي آآآآه...ليتك ما أنقذتني من الحريق وتركتني لأرحل معك عن هذه الدنيا الكاذبة القاسية....!!....أتشعرين بي يا أمي ؟!...هل تسمعيني؟!..أترين حالتي الآن ؟....هل شاهدتِ الغنيمة التي قدمتها للذئاب البشرية ؟!.....أين أنتِ عني يا أمي؟.....أتراكِ كنتِ ستحبينني لو بقيتِ على قيد الحياة؟.....هل عرفتِ كيف باعتني خالتي لهم ؟....خالتي التي أحببتها أكثر من أي شيء باعتني وكأنني لا أساوي شيء !!...وهو الذي غدرني ..هو من كان أماني في طفولتي وحضنه الذي لم أنساه...كيف استطاع فعل هذا بي ؟!..لمَ جعلني اذوق الحب معه واتعلم حروف السعادة ومعنى الحياة ثم هدمني ودفنني بنفس الحياة التي ما كنتُ سأحبها لولاه؟؟!...هل أمضيتُ عمري اعشق وانتظر من كان سيرميني الى حتفي بيديه ؟؟!....أنسي أغلى الليالي التي عشناها معاً وإن كانت قليلة ؟؟!...ألهذه الدرجة ابنتك رخيصة يا أمي ؟!.....اخبريني عن ذنبي الذي جنيته لأعيش كل يوم من بعدك بعذاب لا يضاهيه عذاب؟...أم....أم أن الله يعاقبني لأني طلبتُ أن آكل الطعام حينها من يديك وليس من يدي المربية ؟!....هل انزعجتِ مني يومها؟....هل أرهقتُكِ بدلالي فغضب الله عليّ وحرمني منك ؟!...أتراكِ تسامحينني أم أنك لم تعفِ عني ؟!......كيف سأمضي كيف ؟..... سرقوا أبي مني ليضاعفوا عذابي.....ألا يمكنك حمايتي؟....خذيني عندك وانقذيني من جحيم الدنيا والبشر!!.....ياااا رب...ياا رب اقبض روحي وارحمني..!!.....لم أعُد أقدر على البقاء!!.....ليتني أموت وارتاح واريح الجميع مني!....ما عُدتُ أريد العيش بأرض تتسع للجميع الّا لي أنا.!!......أنا عالة على الحياة يا أمي.!!..أنا عالة لا أسوى ذرة غبار!!...لا أحد يحبني كما أحببتني أنتِ!!...لمَ انقذتني يا أمي ولم تتركيني لأموت معك ؟؟!...لمَ؟؟..لمَ؟؟.."

وعادت لتدفن رأسها من جديد على ركبتيها مرتجفة مع نحيبها وشهقاتها التي تخرج بعد أن شقّت لها صدرها لتبقى على هذا الحال الى وقت لم تدركه فقد عزلت نفسها الى عالم آخر كمن تقف تنتظر بين محطتين يمثلان الدنيا والآخرة ....لا عاشت في الأولى ولا نالت الثانية....!!
كان ألمها صعب ...صعب جداً وأصعب ما فيه أنها لم تجد من يشاطرها إياه أو يخفف عنها من حدته وقسوته....ما عاشت وما أحست في تلك اللحظات أعظم من أن يختصر ببضع كلمات ....لو كان الألم شيئاً يتجسد لربما لتشابه مع السماء المظلمة لحظة انشقاقها من البرق...!!....
ولو قال لي احدهم عبّر عن ألمك بكلماتك لاختصرته بـ...
ألم الألمى يؤلمني مهما كذّبتني ولامتني..!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

تحرّكت عــقارب الساعة متمهلة حتى سجلت ساعات عديدة على مكوثنا في المعسكر الثاني الموجود في بلاد الأم بعد ان اجتزنا النفق الذي يربط الأرضين.....اشتد الألم في ذراعي نتيجة اهمالي للدواء الذي اوصوني به وكذلك عدم تعقيم الجرح مرةً اخرى وتغيير الضماد.....كان مزاجي سيئاً للغاية ولم اسمح لأحد بالاقتراب مني....اواجه صراعات داخلي ونيران تلتهم احشائي.....أليس من المفترض أن ازفر أنفاس النصر والراحة بعد سنين لامساكي به ؟!....أليس من المفترض أن يعلو صوت ضحكاتي وان اجهر باحتفالاتي ؟!...لكن محال لم افعل ايٍ منهما.....فقط وجع وجع يجثم على صدري وصداع حاد يلازمني....أصبتُ بالحمى بسبب التهاب ألمّ بجرح ذراعي... أم أنها من الجروح التي تنزف من أعماق حبي وخذلاني؟!....وقد أدّى ما مررتُ به لتأخيرنا في الانتقال الى العاصمة!......كان (عاصي رضا) محبوس في غرفة مشددة بالحراسة لا تستطيع ذبابة الدخول اليه الا بأمرٍ منا ....كنا ننتظر قدوم السيد (سليم الأسمر) الذي قرر المجيء للحدود أما صديقي (سامي) عاد ادراجه الى العاصمة فور وصولنا للمقر لاتمام باقي الاجراءات الامنية كجلب قوات حماية خاصة من الشرطة لنقل المجرم الى المركز الامني الكبير في العاصمة من اجل ايقافه على ذمة التحقيق الى حين موعد محكمته !!.....بعد جهدٍ جهيد أرغمني السيد(ماجد) للذهاب الى مشفى معسكر الثوار لتلقي العلاج اللازم وقد وافقتُ مكرهاً دون المكوث هناك وعند حلول ساعات الليل الأولى بعد هروب شمس الغروب وصل من كنا بانتظاره مع حرسه الخاص وكانت هذه المرة الأولى التي أرى به وجهه مكفهراً... بدى كأنه شخصاً آخراً جُبل على الكراهية يحمل خلفه غضب وغيظ وحقد السنين على غريمه خائن الوطن..!!.... جاء اليوم الموعود وهو مواجهة خصمه وجهاً لوجه....في البداية مرّ الى غرفتي ليطمئن عليّ بعد معرفته باصابتي ثم سأل بغلظة موجهاً نظره المشتعل لمن كان يقف أمام النافذة مكتف الأيدي:
" في أي غرفة موجود الوغد؟!.."

حرر ذراعيه رافعاً احداهما مشيراً الى يمينه بصوت ثابت:
" في غرفة توفيق المتحدث باسم الثوار...!.."

هزّ رأسه موافقاً وقال بصوت أجش:
" جيد...هيا اتبعاني !..."

نهضتُ من السرير مثقلاً بمساعدة السيد (ماجد) وسرنا حتى وصلنا الغرفة المنشودة لنشاهد العرض الخاص بكليهما .....ابتعد الحارسان عن الباب ليركله السيد(سليم) بعنف حتى طرق بالحائط الداخلي مصدراً ضجيجاً جعل المستلقي يفزّ من مكانه وصاح بصوت جهوري هادراً به:
" لا راحة لك أيها النجس!.."

ثم انقض عليه هائجاً بقوة لم تتضاءل منه رغم سنين عمره وامسكه من تلابيب قميصه مكملاً بصوته الغاضب:
" واخيراً وقعت بين ايدينا أيها الحقير.."

ليتبعها بلكمة شديدة انزلها على وجهه جعلته يسقط على السرير خلفه!...لكنه يبقى هذا الثعلب (عاصي رضا) ....لن يسمح لأحد بالشماتة به !!...ضحك بدناءة هاتفاً ببرود اتقنه مخفياً آلامه:
" لقد ضعفت قبضتك أبا معتز ....أين القوة التي كنا نراها بالميادين؟!.."

نطق كلماته من بين اسنانه مجيباً:
" ليست قبضتي من ضعفت ...إنما أنت فقدت الاحساس بالألم من كثرة سواد افعالك اللا انسانية والتي أدّت الى تحجر ضميرك...هذا إن وُجد عندك من الأساس أيها اللعين!.."

هتف بثقة بينما كان بإبهامه يمسح زاوية فمه ليزيل قطرات من الدم :
" هل تظن أنني سأسجن وأبقى مكتوف الايدي؟!....لديّ من يدمركم ويهز مضاجعكم أيها الحثالة!..."

اطلق ضحكة ساخرة يرد عليه بثقة:
" سنسحقك ومن تبعك ولن نبقي لكم أثراً..."

سأل متهكماً:
" ما لديكم ايها المساكين لتثقوا بأنفسكم الى هذه الدرجة؟!..."

اجاب بصرامة :
" كان علينا افلات اول حبة خرز من المسبحة وهي أنت ليلحقك باقي الأوغاد!.....أوتظن أننا لم نعلم من هم؟!.."

بثقة وتجبّر اصدر قهقهة بغيضة وقال:
" لن تصلوا إليهم ."

وحدّجني بخباثة وشماتة مضيفاً:
" من كان يعرفهم لقد مات واخذ اسراره معه!!....محيي الدين لم يخبر أحد عنهم كي لا يعرّض أي شخص للخطر فهو كان يعلم أن مصير من كان يحمل بحوزته معلومات عنهم سيكون الموت.....مثله تماماً..!....لا تنسَ أنني كنت صديقاً مقرباً منه يوماً واعلم كيف يفكر وكيف يحافظ على من يخصه؟!..."

وتابع بضحكاته المستفزة....فصفق يديه ببعضهما من كان يقف نداً له مطلقاً ضحكات جهورية واثقة ثم ولاه ظهره يخطو حتى وصلني واستدار مجدداً ليواجهه واضعاً يده على كتفي وهاتفاً بفخر واعتزاز:
" يقال الذي انجب لم يمت!.."

ناظره بتوجس يحاول قراءة ما بفكره فأردف السيد (سليم) وهو يربّت على كتفي:
" محيي الدين رحمه الله كان قد ترك عناوين واسماء والغاز برموز مشفرة لثقته أن ابنه يستطيع فكّها!!....وها قد حان الآن وقت استعمالها لنسقطكم واحداً تلو الآخر من غير رحمة!...."

ابتلع ريقه وفكّ اول زر من قميصه المبعثر متمتماً:
" حتى وهو ميت لم نسلم منه ذلك الخسيس!.."

رؤيته لوحدها تضني اعصابي وصوته يثير اشمئزازي وكيف إن تجرأ على أبي؟!....هجمتُ عليه مصعوقاً ساخطاً بعد أن أثار حفيظتي وقبضته من عنقه مجدداً محدجه بنظرة قاتلة ومزمجراً به:

" اصمت ولا تأتي بسيرة أسيادك الشرفاء أيها النجس!..."

رفع يده آمراً بنبرة جافة وصوت جهوري:
" اتركه يا هادي....لن يخلص منا....سيرى الويلات قبل أن يتمنّى الموت!..."

ثم جلس بأريحية على كرسي جانبي واضعاً ساق فوق الآخر بعد أن حررتُ الوغد وهتف يتابع حواره معه:
" من كنت تدعمهم سيبيعونك بقرش.....الآن أنت أصبحت كما ولدتك أمك بفارق صغير أن صفيحتك مليئة بالذنوب والجرائم .....ما اقصده أنت الآن صفر اليدين!....لا مال...لا جاه...لا منصب....وحتى هذه ملابسك ستخلعها ولن تضعها على جسمك مجدداً....لم تعد تملك أبسط الاشياء حتى!.....لقد تم الحجز على جميع ممتلكاتك..."

وضحك بسخرية مستطرداً:
" زوجتك المصون وابنك بعد ساعات قريبة سيكونان بهولندا عند والدها ...أما ابنتك!..."

تعاقبت انفاسه وشحب وجهه فهتف مقاطعاً جملته:
" ما بها ألمى!....أين هي؟!..."

نطق اسمها من بين اسنانه وكأنه ألقى على قلبي قذائف تحوله الى اشلاء وتزيد من اوجاعي!...ألمى!....سمائي!..حتى في هذه اللحظات الأقسى عليّ اخترقت كياني لتحدث زلزالاً داخلي؟!...يا ترى ما اخبارها؟!....ماذا تفعل؟!....هل استطاعت تجاوز ما مررنا به؟!....كيف استقبلت الخبر وكيف تحمل قلبها الصغير البريء؟!....ماذا قررت وعلى ماذا نوت؟!....أيوجد أمل لتعود إلي بارادتها لتنير أرضي؟!....ساعات سُجّلت على فراقنا وأنا اشتاق لها رغم جروحي واوجاعي!...أحبها لدرجة كرهتُ نفسي من حبها!...كيف سيشفى القلب المكلوم وكيف سألملم بقايا روحي في بعدها؟!.....ما أقسى الحياة معنا ...ذاقت دفء احضاني وعشتُ اللجوء في عينيها ثم بكل بساطة.....نفترق دون رجوع!.....صبرٌ جميل والله المستعان..!...ربنا الطف بنا وارحمنا ولا تجعلنا من عبادك القانطين...!!.....
بعد سؤاله عن ابنته حاول الآخر التلكؤ بالرد ليعذبه فصرخ الأول:
" ما وضع ألمى واين هي اساساً؟؟!.."

ببرود ساحق أجابه وربما لا يعلم أنه يسحقني معه عندما يكون الشيء يخصها حتى لو لم يكن حقيقياً:
" لا نعلم عن مكانها....فلتتدبر أمورها!.....انتهت مهمتنا معها!....فقط عليها أن تسعى لتجد مأوى لها قبل الاستيلاء على الاملاك!..."

رغم معرفتي انها مجرد مسرحية ليغيظه ورغم معرفتي بكل الحقائق وأنها ستبقى معززة في بيتها ولن يستطيع أحد اخراجها منه الّا أنني لم اتحمل المزيد من الحديث عنها وبكل ما يتعلّق بها وبمصيرها ومعاناتها فبهمّة نارية تركتُ المكان بمن فيه خارجاً لأتنفس هواءً نقيّاً يجدد قوتي ويبرّد على فؤادي المشتعل قهراً عليها....!!

فاردف ضاحكاً ليستفزه:
" يعني....ستتشرد!.."

ثم نظر الى السيد (ماجد) وقال بذات النبرة يتابع مسرحيته:
" سيد ماجد....سجّل اسمها مع اللاجئين لربما تحصل على خيمة ما ...فهي بالنهاية ابنة الوطن ولا ذنب لها بأفعال والدها السوداء..."

بصوتٍ خفيض ضعيف وقلق عليها سأل مستنكراً:
" كيف...سمح لنفسه ذلك السافل بفعل هذا بها ؟!...أليس هو زوجها ؟!..."

أجابه بهدوء واضعاً عينيه بعينيه:
" مثلما سمحت لنفسك بتشريد العائلات وخاصة عائلته هو ومثلما سمحت لنفسك بقتل والد زوجتك القائد ياسين النجار ومثلما سرقت ونهبت واجرمت دون ان يرف لك جفن....ماذا سنذكر ونذكر فقائمة اعمالك حدّث ولا حرج ....ثم تأتي لتسأل بهذه البساطة كيف فعل هذا بها ؟!...."

تنهد بثبات وأضاف:
" هذا من بعض ما عندكم سيد عاصي!...."

وبكل هيبة ووقار نهض من مكانه منتصب القامة تاركاً خلفه كلب يعيش صراعاته لوحده الى حين قدوم الفريق الأمني الرسمي الخاص بالدولة!....

×
×
×

مع سكون الليل وصرصرة الحشرات انطلقنا متوكلين على الله نحو العاصمة بموكب أمني خاص لنزف معالي الوزير السابق المدعو (عاصي رضا) مع حراسة مشددة الى السجن الامني المركزي ولم يكن ذلك احتراماً له كرجل سياسي إنما كان احتياطاً من محاولات تحريره من حلفائه او حتى اغتياله فمناصريه كثر واعداءه أكثر وخاصة بعد أن اشيع خبر امساكنا به....!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

بعد الحروبات مع النفس التي عاشتها كانت قد استجمعت القليل من قواها لتتجه تجرّ قدميها مع أذيال عجزها وانكسارها الى غرفة العائلة ورمت جسدها الهزيل والذي ازداد نحافة بسبب امتناعها عن الطعام على الاريكة البيضاء الطويلة ثم فتحت التلفاز وللمرة الأولى تضع على قناة تعرض الاخبار اربعة وعشرون ساعة يومياً وهي التي كانت اكثر ما تكره تلك المحطات ولم تكن هذه في مجال اهتماماتها اطلاقاً لكن يبدو أنه جاء الوقت لتكون نفراً جديداً من المتابعين وتزيد نسبة المشاهدة والأهم ان هذا كان أول تغيير يطرأ عليها بعد الانقلاب الذي حدث على حياتها وبينما كانت في حالة تركيز تقرأ الاخبار الاخيرة الموجودة على الشريط اسفل الشاشة قرع جرس بيتها وقرع معه قلبها ...الساعة السابعة ليلاً!!....توجست خيفة في البداية الّا أنها لن تغلق أبواب الآمال الجميلة في وجهها لذا قامت بهدوء غير مكترثة لمنامتها المبعثرة وشعرها المنكوش المشعث وجفونها المتورّمة اثر البكاء.....فتحت الباب بحذر وغضنت جبينها عندما رأت امرأة غريبة تقف أمامها....قريبة لسنها وشعرها يصل لكتفيها يميل للأحمر ...حتى أنها لم تستطع تحديد لونه من اختلاط صبغات كثيرة فيه.....ونظراتها غير مريحة نهائي!!....نزلت قليلاً بحدقتيها سريعاً فعضت شفتيها بخجل لاظهار تلك لمفاتنها بشكل ملفت ومبالغ فيه فقطعت الزائرة سرحانها هاتفة:
" هل أنتِ ابنة عاصي رضا ؟!."

ضيقت عينيها وهمست:
" أجل!...بماذا يمكنني أن اخدمك؟!.."

مدّت لها ورقة كانت تحملها بيدها تزامناً مع القاء قنبلتها:
" أنا عشيقة والدك....واريد حق ابني الذي ارغمني على اجهاضه!.."

بردة فعل سريعة وانفعال شديد هدرت بها متخلية عن صوتها الناعم:
" ماذا تهذين ايتها الكاذبة ؟....هل هذه اساليب تسول جديدة تبتدعونها ؟؟!..."

وهمّت باغلاق الباب الّا أن تلك اوقفته بمرفقها بقوة وتابعت:
" أنا لا اكذب ولا اتسول منك!....كنت احمل شقيقك في بطني لكن والدك اصرّ على انزاله ووعدني بمبلغ كبير منذ اسابيع والى هذا اليوم وانا ما زلتُ انتظر.....لكن لما علمت ما حصل له لم استطع الصمود أكثر وجئت لأخذ حقي وحق ابني !!......"

قالت كلماتها بينما كانت تحاول دفع الباب لفتحه والاخرى تدفعه لإغلاقه فصرخت بها فور انتهائها:
" كاذبة... انصرفي من هنا!!...أبي لا يعرف امثالك ايتها السافلة... "

حاولت فتحه بقوة أكبر وهي تصرخ:
" لست كاذبة ...كان يستأجر لي شقة تطل على البحر ويأتيني ليلاً إليها ليستمتع معي لأن زوجته الشمطاء كانت تثير اشمئزازه بتجاعيدها وبالعلامة اسمها سوزان والشهرة سوزي ....صدقيني لا اكذب !....."

وعلت نبرتها اكثر تقول بحدة بينما كانت (ألمى) تكذّبها وهذا كان اكثر ما باستطاعتها فعله والرد عليها :
" اعطيني مالي وسأذهب دون شوشرة والّا سأفضحه واشهر اسمه .."

الشيء زاد على قدرة تحملها....لا يمكنها اكثر من ذلك....طفح الكيل ولا تعلم الى متى ستذوق الويل من الظالمين لوالدها....هذا على حسب ظنها!!...فهي ما زالت تؤمن به وبنزاهته وشرفه !!....لا تعلم من أين قوة غريبة وافتها فضغطت اكثر بجسدها على الباب حتى اطبقته صارخة:
" انصرفي ايتها الكاذبة ....كاذبة!....كلكم كاذبون!....!!.."

ثم انزلقت بجسدها من خلف الباب وعادت لوصلة نشيجها... كانت تغمض عينيها والألم يعتصرها ولم يرحمها وهي تتمتم من بين عبراتها بصوت ضعيف بعد ان هربت قوتها:
" كاذبون!....ماذا بعد ايها الكاذبون؟!...آاه يا أبي....سامحني.... لم استطع الوصول إليك لأحميك منهم قبل الامساك بك ..."

وعند كلمتها الأخيرة ارغمت نفسها للتوقف عن البكاء ومسحت انفها بكم منامتها ثم كفكفت دموعها وقامت عن الأرض الباردة وهي تقول بتمتمة بينما كانت تلك تواصل طرقاتها وتنادي لتفتح لها:
" سأفعل المستحيل لتبرئتك أبي!....تحمّل من أجلي!.."

دلفت الى المطبخ بعد احساسها بجفاف حلقها وكل بشرتها فكل الماء بجسدها فاض خارجاً منها على هيأة دموع بكتها مدراراً.!!...فتحت الثلاجة لتشرب الماء فوقع نظرها على زجاجة عصير برتقال وأخرى لمشروب غازي.!...ابتسامة طفيفة ظهرت على محيّاها عندما تذكرت صديقها (شادي) الذي كان يهتم بما تحب وفعل الكثير من أجلها بالايام القليلة!!....أخرجت عصير البرتقال واخرجت كأس ثم جلست على الطاولة الدائرية الصغيرة التي تتوسط المطبخ وسكبت لنفسها لتشرب....أرهفت السمع لتتأكد من اختفاء الطرقات على الباب بعد أن يئست تلك المومس المتسولة والتي جاءت تفتري على والدها.....كان هذا ما تعزّي نفسها به!....أجل مجرد متسولة لعوبة اعماها الجشع وجاءت تسلب اموالهم !!....ضحكت بغصة للفكرة التي اقتنعت بها بل واثقة كل الثقة منها ثم تنهّدت تسند ظهرها لظهر الكرسي وتتابع شرب عصيرها وما إن اوشكت على انهائه حتى علا رنين الجرس مع طرقات قوية على الباب وقد خمّنت أن هنالك اكثر من شخص .....اتجهت ببطء متسللة حتى وصلت النافذة القريبة من الباب...ازاحت الستار قليلاً فهالها المنظر الذي صاحبه صوت جهوري ينادي :
" افتحوا الباب ....نحن الشرطة .....إن لم تفتحوه سنضطر لكسره !!...."

الى متى سيتحمل قلبها وماذا ستعيش بعد؟!....خفق خافقها برعب ...رجال شرطة كثر مسلحون ويمسكون بكلاب مسعورة متدربة!!....اغمضت عينيها ووضعت يدها على صدرها تسحب هواءً جديداً ثم زفرته بقوة وفتحت لهم ليدخلوا الذين عرّفوا عن انفسهم ووظيفتهم وهم يسلموها ورقة للإذن الرسمي والذي كان بشكل عاجل من قيادات عليا...!!....استلمتها صاغرة دون اعتراض لأنها قد هيأت نفسها بالنهار لهذا المشهد بعد أن ألقى على مسامعها (كرم) الخبر!!....بخيبة سارت لتجلس على اريكة جانبية تتواجد عند السلالم أو بالأصح لتسمح لجثتها الحية بالانهيار فاسحة المجال للدخيلين بالقيام بعملهم دون عراقيل منها ...!!....قاموا بتفتيش القصر متراً فشبر ولم يتركوا ركناً واحداً....الخزنة الموجودة في غرفة النوم وجدوها مفتوحة والاوراق التي بها مبعثرة ليست ذات اهمية لهم ...ولا اثر لأموال او مجوهرات!!...أما في الأسفل وتحديداً في كهفه والغرفة التي شهدت ايام اعتكافه ليطبخ طبخاته فتشوا الرفوف وبين الكتب والادراج وأخذوا ملفات كثيرة والخزنة الكبيرة بما فيها !!....بعد ساعة من الزمن انتهت المهمة بنجاح ...لقد أخذوا ما أخذوا وتركوا ما تركوا..!!.....لم تعد تهتم بما اخذوا وما تركوا ولم تقوَ على مجابهتهم !....هل هي على مقدرة أن تقف خصماً لهذه الدولة الكبيرة ؟!...ما لها وما لهم ؟....لن توقع نفسها بمأزق فكل ما يؤرقها ويأخذ الحيز الاكبر من تفكيرها هو المتواجد في الوطن وكيف ستنقذه ؟!..تحبه وتحترمه ولن تتخلى عنه وستفعل المستحيل من أجله ...لكنها لم تكتفي بهذا!....لقد زادت اصراراً وتحدي لتفرك بصلة في عين غريمها أي انا وتثبت لي كم كنتُ ظالماً وكم كانت هي محقة!!....في ليلة وضحاها أصبحتُ أكبر اهدافها وأسمى طموحاتها بل ألد أعداءها !......بعد أن خرجوا تاركين مخلّفات رهيبة وخسائر فادحة لم تفعلها الزلازل والبراكين بحد ذاتها جالت بنظرها بنظرات تحمل كل الأسى على الطابق الأرضي وصعدت السلالم مجبرة علّها تجد شيئاً يرشدها لطرف خيط!!...عند وصولها لباب غرفة والدها أضناها المنظر المأساوي الذي أحلّ بها !...ملابس والدها غدت كالمماسح على الأرض...اقتربت أكثر وحملت احدى مناماته ثم ابتركت الأرض ساندة نفسها لسريره وباشرت باستنشاق بقايا رائحته منها وهي تقرّبها لأنفها وتضمها لصدرها بحنية واحتياج بليغ لم تطلبه آنفاً مثل الآن ...!!....بعد لحظات من الانعزال في عالمها الخاص وبينما كانت في غمرة روحانياتها ابعدتها كالمجفلة وكأنها تجبر نفسها لعيش واقعها ....لفت انتباهها الخزانة المفتوحة على مصراعيها والخزنة الصغيرة ببابها الموارب فهم لم يحكموا اغلاقها ضحكت بنشوة وكأنها وجدت شيء تتشبث به او ما ينقذه وينقذها وهي تعلم أنهم لم يتركوا شيئاً لها ...لكنها مجرد امنيات طفولية لفتاة وجدت قطعة حلوى تأكلها بعد المرار الذي ذاقته!!....نهضت متكئة بمرفقيها على السرير من خلفها ثم اتجهت إليها وبضحكة مبتورة همست لنفسها بعد أن لمحت خلوّها من المجوهرات " حرصت الافعى على الا تترك خاتماً خلفها "....نزلت بحدقتيها للاسفل وفتحت الدرج الموجود تحت رف الخزنة حيث كان يصفّ ساعاته الثمينة فوجدته فارغاً !!....إنها (سوزي) أخذتها كلها !!....كانت متأكدة أن لا غيرها لأنها علمت عن الاغراض التي أخذوها الشرطة فقد سجّلوها على ورقة وناولوها إياها!.....لم يجدوا مجوهرات وكان جلّ تركيزهم وصبّ اهتمامهم بالملفات والاوراق والاجهزة الالكترونية خاصته مثل الحاسوب واللوح الرقمي....رفعت بصرها للرف الاعلى مجدداً تصوّبه داخل الخزنة واخرجت الاوراق القليلة الباقية فيها ثم شرعت بقراءة ما بها بشكل عشوائي دون تدقيق!!....تقرأ واحدة وتضعها خلف الأخرى...ليست ذات أهمية!!....استوقفتها واحدة اصفرّ لونها بفعل الزمن!...امعنت النظر بها لتستشف بعض ما كتب عليها !!...شعرت بالحنين لأصحابها!...أمها وجدّها ...وخالتها (فاتن)....انهم يتنازلون عن شركة جدها والمصنع وأراضيهم لوالدها .... " يا الله كم كانوا اوفياء له ويحبونه ويثقون به ".... هذا ما جاء في بالها !! ..لقد رسمت في مخيلتها انهم كانوا عائلة سعيدة ووالدها هو المسؤول عنهم بحبه لهم وتفانيه من اجلهم لذا سلّموه كافة أملاكهم!.....لكن لمَ خالتها باعته؟!..لا أحد يشعر بقهرها منها!!..مؤكد سيأتي يوماً وتسألها عن اسبابها...لكن ليس الآن فهي ما زالت حانقة عليها ولا تستطيع مكالمتها!!.....ركّزت للتواقيع اسفل الورقة!...هذا توقيع امها (كريمة)...وهذا خالتها (فاتن)....لكن هي تعلم علم اليقين أن جدّها انسان متعلم ومثقف!...ما به وضع بصمته وليس توقيع بقلم مثل امها وخالتها ؟!...." وماذا في هذا ؟!..."..ازاحت السؤال التافه من دماغها وتابعت تتفحص الاوراق لتتسع عيناها دون تصديق وشهقت بابتسامة شقّت وجهها وكأنها ولدت هذه اللحظة بعد يوم شاق وتعيس عاشته عند وقوع عنوان بيت صاحبة الورقة تحت نظرها !!....يا الله لا تصدق حقاً....كيف لم تفكر بها ؟!....نظرت الى ساعتها وكانت تقارب على التاسعة والنصف!...اعادت الاوراق بعشوائية للخزنة وأخذت ما تنفع غايتها !...

×
×
×

لأول مرة تخرج وحدها في هذا الوقت المتأخر ..في العاشرة ليلاً...بل وماذا؟!...تركب سيارة أجرة!.....كانت الدنيا لا تسعها بعد حصولها على عنوانها....لا تعلم كيف بدّلت منامتها لملابس الخروج...بنطال جينز فاتح اللون بركبتين ممزقتين ويلتصق بجسدها وبلوزة وردية من الوبر الناعم بكمين طويلين .وشعرها رتبته بسرعة ...تضع جاكيتها الابيض الجلدي الخفيف على ذراعها وحقيبة صغيرة تحمل بها عدة ورقات من المال والورقة التي اخرجتها من الخزنة والهاتف القديم الخالي من الشريحة!....لقد جلبته معها كي تشتري شريحة جديدة لاحقاً لكن الأهم الآن الوصول الى صاحبة العنوان !!......بعد ما يقارب العشرون دقيقة وصلت الى غايتها!....الحي القديم!....وهو حي يتواجد في المناطق السكنية لمتوسطي الحال والأقرب للفقر وليس كحيها لفاحشي الثراء!....دفعت للسائق ونزلت في شارعه المسمى بشارع الأقواس المضاء بمصابيح متفرقة بعضها يعمل والبعض يحاول لفظ أنفاسه الأخيرة... تارة يضيء وتارة ينطفئ ...اضاءات خافتة جار على زجاجها الزمن ..!!....اجتازت الشارع بسرعة لتقترب اكثر للحي ....بيوته بسيطة...تختلف الوانها...منها المبني من الحجر القديم ومنها بطلاءات باهتة!!....حملت الورقة تنظر لرقم البيت لتقرر من أي زقاق ستبدأ بحثها....سألت نفسها .." يا الله لمَ لم آتي الى هنا سابقاً مع خالـ..."...وبترت سؤالها وغصة العمر بقسوة وقهر تختلج صدرها...غصة كانت سببها الأغلى عندها ..السيدة (فاتن) الحنونة!!.....لم تستدل من أيها تبدأ!!....كلها متشابهة ولا امارة للبيت الأول!...كانت البيوت متراصة على بعضها وازقتها ضيقة بالكاد تتسع لسيارة صغيرة!...قالت في سرها.." يا الهي ما هذا الاكتظاظ والتشعب؟!..كيف سأجد البيت من بين هذا الكم الهائل من البيوت؟!.."...وكان ما يصعب عليها عملها ويعيق مسيرتها هو الليل وعتمته وافتقار الطرق للانارة القوية!....دخلت احداها على غير هدى لتجرّب حظها....دنت أكثر من اول بيتين صادفاها تتفقد رقميهما ...عبست ببراءة وتابعت طريقها....لم ينفعاها....بعيدان كل البعد عن رقم (53)...فجأة وجدت نفسها بين مفترق ازقة ...طرق متشعبة!!...شعرت وكأنها أرنب في متاهة البحث عن الجزرة!....رقم الهاتف مسجل على الورقة لكنه لن يفيدها فهاتفها لا يتصل!..." سحقاً غبية "....شتمت تلوم نفسها لمَ لم تحرص على شراء شريحة قبل قدومها ؟...ألم تفكر أنها قد تحتاجها ؟!....هل ظنت نفسها في حيها العريق النظامي كل شيء مسجل بشكل دقيق لتسهيل الوصول الى العناوين دون عناء ؟!....غاصت بعفوية تسلّم زمام امورها لقدميها أينما تأخذانها!....ارتدّت للخلف مجفلة تضع يدها على قلبها الذي هدر بفزع بعد أن قفز أمامها قط كبير يخرج من برميل للنفايات! ....لهثت انفاسها من شدة هلعها وكأنها كانت في سباق الماراثون.....تعترف بنفسها كم انها جبانة وقلبها ضعيف!....تخاف من أي شيء دون تفكير !!...اخرجت هاتفها لتستخدم كاشفه بعد أن وصلت الى نقطة دامسة الظلام!!...لم ترَ الا انعكاسات لعيون قطط جائعة ...حرّكته قليلاً للحائط فلمعت لمعة طفيفة قطعة حديدية اكل عليها الدهر وشرب...مليئة بالصدأ لكنها استطاعت قراءة الرقم!...اسدلت اهدابها وزفرت محبطة يائسة لاكتشافها انها بعيدة كل البعد عن البيت المنشود!......شتمت نفسها .." تباً لكِ يا متهورة عديمة التفكير !...الم تستطيعي الانتظار حتى الصباح؟!..."....ارخت كتفيها ونكست رأسها عائدة ادراجها وبينما هي تسير على مهل وصلها من زاوية قريبة قهقهات ودندنات فعاد ينبض نابضها بارتياب ووجل.....لقد شكّت أن اولئك هم من المتسكعين في الطرقات إذ انها كانت تشاهد افلاماً كثيرة ويكون امثالهم في الاحياء الفقيرة يشربون السجائر واحيانا الخمور والويل إن وقعت فتاة بين ايديهم!!...عند هذه الفكرة شهقت تنظّم أنفاسها المرعوبة واسرعت في خطاها دون اصدار صوت منها وهي تلتفت بحذر الى النقطة التي سمعتهم منها ...عجّلت أكثر من شدة ارتياعها فركلت دون انتباه علبة معدنية ملقاة ارضاً فضحت مكانها !....ثواني ليصلها صوت صفير اعجاب من احد الشبان الذي أطلّ من امامها بعد ان لمحها...كيف لا تدري!!...لم تعطي نفسها المجال لتفكر وفقط بدأت تركض وجبينها يتصبب عرقاً وكاد قلبها يخرج من صدرها واضطربت انفاسها ...زادت من سرعتها ....تركض وتركض حتى تعثرت بحجر مبلط يبرز قليلاً عن اخوته فوقعت على ركبتيها وتأوهت تكمش عينيها بحسرة ووجع.!! .قاومت اوجاعها ونهضت من جديد....قطعت مسافة لا بأس بها وعند شعورها انها ابتعدت قليلاً انحنت تضع كفيها على ركبتيها وهي تسعل بشدة ...تنتصب تلقط نفسها ثم تعود للانحناء ...انهكها التعب وفعل ما فعل بها!!..بدت وكأنها عجوز فاقدة لصحتها !....ثقلت حركتها ...نال منها الاعياء الشديد وقيّد قدميها....اصفرّ وجهها اصفرار الموتى من شدة الفزع وكان يهتز قلبها خيفة خلف اضلعها ....استسلمت لجبنها ولانعدام عافيتها .....لا يمكنها البحث أكثر والمغامرة والمخاطرة !!...أحسّت بحركة ما تقترب منها فلم تدري كيف استردت حصانتها لتبتعد اكثر وعند وصولها لطرف الحيّ سقطت جالسة على حافة رصيف سامحة لانهدام حصونها ...اعترتها رجفة هائلة بسائر جسدها صاحبتها ارتجاف شفتيها ....عجزت عن كل شيء!....غدت عاجزة جداً ...كأن شيئاً علق في شعبها الهوائية وشلّت اطرافها...لا سلاح لديها تدافع به عن نفسها ولا دواء تملكه يخفف عن الآمها.... لم تملك سوى البكاء والبكاء فقط !!...لو مرّ أحد وسمع أنينها لأدمت فؤاده عليها...كانت صورة لامرأة جريحة مكسورة الخاطر في حالة ميؤوس منها....ضمّت ساقيها تلصقهما بصدرها علّها تدفئ نفسها بعد موجة الصقيع التي داهمتها ليس من الجو إنما مما عاشت ...بنظرات مكلومة يشعّ منها الأسى تطلعت على الجرح النازف من ركبتها والذي تشعر بحريق يخرج منه!!..ثم رفعت رأسها للسماء بليله الحالك يكسره بعض النجوم.!!..لم تنطق حرفاً.!!..كانت عيناها كفيلة لتوصل رسالتها وهي تبثّ حزنها وتشكو همها لمن خلقها فسوّاها ....!!

[ يا مَن هواهُ أعـزّهُ و أذلني
كيفَ السّبيلُ الى وِصالِكَ دُلّنِي
يامن هواه أعزّه و أذلني
كيفَ السّبيلُ الى وِصالِكَ دُلّنِي
أنتَ الذي حلّفتَني وحَلفتَ لي
وحَلفتَ أنكَ لا تخون فَخُنتَني
وحلفتَ أنّكَ لا تميل مع الهوى
أينَ اليمينَ وأينَ ما عاهَدتَني
تركتني حيرانَ صبّاً هائِماً
أرعى النّجومَ وأنتَ في عَيشٍ هَنِي
لأقعُدنّ على الطَريقِ وأشْتَكي
وأقولُ مَظلُومٌ وأنتَ ظلمتَني
لأقعُدنّ على الطَريقِ وأشْتَكي
وأقولُ مَظلُومٌ وأنتَ ظلمتَني
ولأدعونّ عليك في غسق الدجى
يبليك ربي مثل ما أبليتنـي ]
((الإمام سعيد بن أحمد بن سعيد))

حجبت وجهها على ركبتيها غير آبهة للمكان المتواجدة فيه وكانت شهقات صغيرة تصدر منها بعد أن سكن نحيبها ...دقائق رتيبة مرت عليها وهي صامدة على حالها وفجأة شعرت بخبطات لقدمين ضعيفتين وصوت شيء يطرق على الأرض يدنو إليها....رفعت رأسها بتأهب فظهر لها رجلٌ من العدم....شيخٌ كبير!!...يرتدي ثوب ابيض وفوقه عباءة سكرية بحواف ذهبية...يتكئ على عصاه الخشبية العتيقة وعمامة بسيطة تعلو رأسه...ذقنه تنبت بعشوائية بلون رمادي غامق يخالطه الشيب ..وجهه ابيض وملامحه مريحة...يبدو عليه الطيبة ..سيماهم في وجوههم.!!...دنا منها أكثر واشاح وجهه جانباً يغض بصره وقال:
" السلام عليكم بنيتي!!..."
كانت ما زالت تتأمله ولمّا شعرت ببعض الأمان وتأكدت بقلبها أنه لن يأتيها خطر منه ردت:
" وعليكم السلام.."

" ماذا تفعلين على قارعة الطريق بنيتي ؟!....الوقت متأخر والدنيا غير آمنة لكِ !!.."

" تهتُ في طريقي!!.."

" توقعت هذا....فأنت تبدين غريبة عن الحيّ!!..كيف يمكنني مساعدتك ؟!.."

فكّرت قليلاً...نهضت من مكانها فتأوهت تخرج أنّة صغيرة بسبب ألم ركبتها...نفضت الغبار عن بنطالها من الخلف وأجابت :
" أبحث عن بيت السيدة سهيلة خضور .....كانت مربيتي!.."

×
×
×

* من ألمى لهادى*

لا ...يا من كنت حبيب..!!
طفلة صغيرة انا للحنان تروب..!!
رحلت أمي ومالت شمسي للغروب...
أباً لا يدري بي ولا يؤوب..!!
هو من تبقى لي.. فكيف أثوب؟!
حضناً منك كفاني كل الخطوب...
من هاديٍ حلمت به عمراً شبيب...
سيرتني أقداري لعهد جديد..!!
أب يشترى به مجده التليد..!!
بيامنٍ بين الود والقسوة عنيد...
احكمَ وثاقي بقيدٍ من حديد...
تناسيت وسلمت قلبي لحب وليد...
وعدت إلى هاديٍ بوجهٍ بعيد..!!
والآن تغتال قلبي لثأر شديد...
كيف أختار وخياري كله وئيد؟!
يمناي أنت ويسراي.. عمري.. بل يزيد..!!
طلقة اطلقتها على قلبي وكله وجيب...
كيف الوصول وقد تهت بين الدروب؟!
إخترت ...وجرح قلبي بلا مجيب..!!
(( كلمات الرائعة shezo))

**********( انتهى الفصل الثالث والثلاثون)**********



قراءة ممتعة...

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين...


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 19-10-22, 12:29 AM   #1539

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 7 والزوار 5)
‏ألحان الربيع, ‏Arw2, ‏شيماء ام عائشة, ‏بيكهيون, ‏هتاف عبدالله, ‏سماح نادين+, ‏الروح الهائمه


منورين ويا رب انه يعجبكم🌷


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 19-10-22, 02:38 AM   #1540

رعدالسما
 
الصورة الرمزية رعدالسما

? العضوٌ??? » 505665
?  التسِجيلٌ » Aug 2022
? مشَارَ?اتْي » 304
?  نُقآطِيْ » رعدالسما is on a distinguished road
افتراضي

من ألمى إلى هادي*

لمن أشكي من بعدك يا حبيبي همي؟!
و أتلو له فاجعات غمي...
و قد كنت أنت قاتلي و معذبي..!!
فكيف يصير الأمان خوفا؟!!
و الحب حربا..
أينقلب الحنان إلى جفاء؟!
و يحتضر وحيداً الوفاء؟!
كيف تكون داءً بعد ما كنت دواء؟!
كيف يصير حبك علة و قد كان هو الشفاء؟!
أتبخل الشمس يوما بنورها عن السماء؟!
و تهاجر النجوم بحار الفضاء؟!
قلي كيف سأصبر هذه المرة؟!
و قد كنت صبري في كل مرة...
قبلك كان لي وطن كان لي حلم...
و لما أتيت صرت وطني و صرت لي الحلم...
فكيف يا معذبي أتجرع من يديك ويلات الظلم؟!
كيف أتألم منك فيهفو قلبي إليك؟!
كيف تمزق روحي فتخونني لتدافع عليك؟!
ليتك تدري يا حبيبي أنني بحاجتك و كل ما سواه لا معقول...
ليتك لا تصدق أبدا ما أقول...
و لا ترضى بأي من تلك الحلول...
فما من حقيقة في الكون غير أني أحبك...
فلتنهار بعدها كل الوعود لأظل أنا بقربك...
تعبت يا عذاب قلبي فهل تحنو علي؟!
أرهقت أيها الغالي فهل تأتي إلي؟!
(( كلمات أميرة المشاعر نورهان الشاعر))


الي الجميله رقيقه المشاعر نورهان الشاعر ❤
سلمت اناملك الرقيقه كرقه مشاعرك ملكه المشاعر حقا لم اجد مثلك بوصف الاحاسيس فكلماتك تبين مدي رقتك وكم تملكين من فيض المشاعر ذادك الله وانعم عليك بما يسعد قلبك ❤


رعدالسما غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:17 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.