آخر 10 مشاركات
287 - كذبة العاشق - كاتي ويليامز (الكاتـب : عنووود - )           »          284 - أنت الثمن - هيلين بيانش _ حلوة قوى قوى (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          275 - قصر النار - إيما دارسي (الكاتـب : عنووود - )           »          269 - قطار النسيان - آن ميثر (الكاتـب : عنووود - )           »          263 - بيني وبينك - لوسي غوردون (الكاتـب : PEPOO - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          ياسميـن الشتـاء-قلوب شرقية(26)-[حصرياً]-للكاتبة الرائعة::جود علي(مميزة)*كاملة* (الكاتـب : *جود علي* - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك لمستوى الرواية ؟
جيد جداً 85 88.54%
جيد 11 11.46%
سيء 0 0%
المصوتون: 96. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree9699Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-03-22, 01:12 PM   #261

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بيكهيون مشاهدة المشاركة
اي خلينا كتكوت قريب و الله نفسي شوف هادي اب بكل هديك الحنية و التفهم متاكدة رح يكون اب مثالي و بدي شوف كمان المى و هي تتعذب عشان تغير الحفاض🤣🤣🤣🤣


قريبا او بعيدا خلي في كتكوت بالقصة و الا رح نلجأ للوسائل الصعبة🔪🔪
هههههههههههه ضحكتيني والله 😂😂😂 .....عسل😘

بس يا خوفي يقع تغيير الحفاظة على هادي الحنون بالآخر هههههه 🏃🏼‍♀️🤦🏻‍♀️🤣


المهم مش رح استبق الأحداث لكم 😅
وان شاء الله رح نشوف مع بعض لوين بدهم يوصلوا بعلاقتهم 😍🤔


ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-03-22, 12:06 AM   #262

bobosty2005

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية bobosty2005

? العضوٌ??? » 345060
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,798
?  نُقآطِيْ » bobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond repute
افتراضي

المى ستصدم بالجميع 💔فاللعبه على وشك النهايه و عاصى سيحاسب على أفعاله السيئه
شئ طبيعى حبها لوالدها وثقتها به وأن تراه بصورة جيده طبعا مخالفه للواقع
👀يا عينى عليها كل فصل يزداد تعاطفنا معها تدفع ثمن أخطاء والدها وللأسف من احبتهم هم من سيخذلوها

هادى أحب المى وانقذها رغم انها ابنة عدوه فهل ستسامحه المى وهو من سيقضى على والدها 😌

ميار أتمنى مساندتها لالمى عندما تحتاج لذلك والقفله كانت مبهجه 😊كسرت حدة الأحداث وقلقنا على المى

سلمت أناملك غاليتى أتمنى لك دوام التوفيق و النجاح🌺🌺


bobosty2005 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-03-22, 11:27 AM   #263

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bobosty2005 مشاهدة المشاركة
المى ستصدم بالجميع 💔فاللعبه على وشك النهايه و عاصى سيحاسب على أفعاله السيئه
شئ طبيعى حبها لوالدها وثقتها به وأن تراه بصورة جيده طبعا مخالفه للواقع
👀يا عينى عليها كل فصل يزداد تعاطفنا معها تدفع ثمن أخطاء والدها وللأسف من احبتهم هم من سيخذلوها

هادى أحب المى وانقذها رغم انها ابنة عدوه فهل ستسامحه المى وهو من سيقضى على والدها 😌

ميار أتمنى مساندتها لالمى عندما تحتاج لذلك والقفله كانت مبهجه 😊كسرت حدة الأحداث وقلقنا على المى

سلمت أناملك غاليتى أتمنى لك دوام التوفيق و النجاح🌺🌺

اكيد ستكون صدمة كبيرة عليها فهي لا تعلم من اي جهة تأتيها الضربات😥

سواء سامحت هادي او لا يوجد حقيقة واحدة وهي ان شعوره اتجاهها شفع لها الكثير لأنه مؤكد كان سيعاملها بطريقة اقصى حتى لعلمه ان لا ذنب لها 😅

أما ميار هي صديقة وفية وطيبة لكن سنرى الى اين ستصل علاقتهما 😊

سلمتِ على المشاركة اللطيفة والدعوة الطيبة عزيزتي😍😘


ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-03-22, 10:33 PM   #264

لبنى البلسان

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية لبنى البلسان

? العضوٌ??? » 462696
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 5,543
?  نُقآطِيْ » لبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء الخير والسعادة الحان
تسلمي على الفصل الجميل جدا
خصوصا مشهد ميار والمزهرية 😂
يعطيك الف عافية بانتظار احداث الفصل القادم





لبنى البلسان غير متواجد حالياً  
التوقيع


أعظم الارزاق ♡
دعوة رفعت بإسمك في ظهر الغيب ★
لاأنت طلبتها.... ولا حتى تعلمها ☆




رد مع اقتباس
قديم 24-03-22, 02:11 AM   #265

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لبنى البلسان مشاهدة المشاركة

مساء الخير والسعادة الحان
تسلمي على الفصل الجميل جدا
خصوصا مشهد ميار والمزهرية 😂
يعطيك الف عافية بانتظار احداث الفصل القادم



يا اهلاً وسهلاً بالعزيزة الرقيقة لبنى..

الله يسلمك ويسعدك ويعافيكِ...

هههه ان شاء الله الفصل القادم هنشوف مصير المزهرية !!!


ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-22, 05:32 PM   #266

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


صل على النبي محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
رد مع اقتباس
قديم 24-03-22, 05:58 PM   #267

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صل على النبي محمد مشاهدة المشاركة
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم...


جزاك الله كل خير


ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-03-22, 01:35 AM   #268

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا صديقاتي....


سأقوم بتنزيل الجزء الأول فقط من الفصل الثاني والعشرون بعد قليل لأنني لم أتمكن من نقل الفصل بالكامل ....أرجو ان تعذروني.....أما الجزء الثاني منه سأنزله ان شاء الله إما الاربعاء أو الخميس من الأسبوع القادم وبعدها سيكون استراحة في شهر رمضان باذن الله....كل عام وانتم بخير....


ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-03-22, 01:41 AM   #269

هتاف عبدالله

? العضوٌ??? » 491458
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 25
?  نُقآطِيْ » هتاف عبدالله is on a distinguished road
افتراضي

بنات فيه بارت 🥺♥

هتاف عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-03-22, 02:11 AM   #270

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني والعشرون (( صفقة وشهر عسل )) الجزء 1


" يا مجنونة .....ماذا تفعلين ؟! "

سألت (ألمى) صديقتها بخفوت بعد أن سحبت المزهرية من يديها وجرّتها بسرعة الى الغرفة المجاورة للباب قبل ان تنزلها على رأس (أحمد) .....ثانية واحدة كانت الفاصل قبل حلول الكارثة في بيتنا !!.....لقد استأخرت عودة (ميار) اليها حيث كانت تنتظرها في المطبخ فذهبت لتتفقد الوضع ورأتها منفعلة تبحث عن شيء حولها وما إن اهتدت المجنونة لسلاح جريمتها كانت قد وصلتها دون ان تشعر بها .....!!

" اتركيني ...سأذهب واريه ماذا تستطيع ان تفعل الخادمة بالبواب الذي بحجم الباب "

نطقتها بصوت منخفض وهي تجزّ على اسنانها وتتململ بين يديّ (ألمى) لتتحرر فردّت الأخيرة:
" لا تفضحينا هذا ضيف يامن ...ارجوكِ لا تضعيني في مشكلة مع الحائط.....سأذهب لأخبره ليستقبله...انتظريني في المطبخ !!.."

انصاعت مجبرة تنفذ ما طلبت منها بعد ان هدأت قليلاً ...هي ليست من طبعها الانفعال لكن عدم نظره اليها اشعرها كأنها نكرة بالإضافة لنبرته الجافة المتعالية وطريقته الفظة وهو يلقي أوامره ...!!.....مبدأها من يحترمها ويتقبّلها تعطيه عينيها ومن يستصغرها ويقلل من شأنها ستجعله يندم على اليوم الذي وُلد فيه ....ما زالت كرامتها تضغط عليها لماذا لم تنتقم وتريه حجمه؟!....وبينما كانت تنتظر عودة صديقتها اليها أكلها الندم وبدأت تفكر وتحدث نفسها في سرها ...." كان عليّ أن اضع ندبة على ذاك الباب ...ماذا يظن نفسه ؟!..يبدو انه مغتر بجسده !!....صحيح انه لوهلة من الخلف اعتقدته زلزالاً لكنه لا يستحق نيل هذا اللقب وخصوصاً أنني لم أرَ وجهه ومؤكد انه قبيح مثل لسانه لذا استدار لأنه أحرج مني !!....اوف...يا الله ...عليّ وضع علامة عليه ...كيف ؟...كيف؟..لا استطيع التنازل لمن يفكر بإهانتي!!.."

عادت ( ألمى )تتمتم حانقة فتطلعت عليها وقالت:
" ما بكِ يا حمقاء ؟!...هل ظنك ايضاً خادمة مثلي ؟!."

أجابت عابسة:
" وان ظنني خادمة هل سيكون مخطئ؟!.....ذاك الحائط طلب مني ان احضّر قهوة لضيفه ريثما ينزل وفوقها قال آمرا ..* اياك ان تدخلي وتقدميها انت...سآخذها عند نزولي..*...لقد صعد ليتوضأ ويجلب شيئاً...!!..."

هتفت مستنكرة بينما كانت الأخرى تحضّر فنجانيّ قهوة من آلة صنع القهوة الجديدة البديلة لضحيتي قبل أيام :
" على الأقل انت خادمة لزلزال يستحق وليس لباب حديدي صدئ لا نعلم من أي خرابة عُثِر عليه !!..."

تأففت قائلة وهي تضع الفنجان الأول في الصينية بعد ان حضّرته:
" لا أعلم ماذا ستكون ردة فعل أبي إن علم أنني أصبحت خادمة !....لم يكن يسمح لي وانا صغيرة ان العب مع الخادمات وعندما كبرت كان يعترض ان رآني افتح احاديث معهن !!....وكان يعاملني كأميرة وممنوع لمس أي شيء أما هذا الحائط يصرّ على ان أقوم ببعض الأعمال المنزلية بنفسي كأنه ينتقم مني ..."

صمتت قليلاً بينما كانت تضع الفنجان الآخر ثم تابعت بنبرة اهدأ تعترف :
" صحيح الى الآن لم احضّر غير الفطور والذي اساساً يكون معظمه جاهز وفقط اضعه في اطباق والعشاء يكون ساندويتشات خفيفة والغداء يومان اكلنا في بيت اهله ويومان عند سفره لعمله أكلت في بيت أهلي ويومان كنا متخاصمين وكلٌ منا يأكل على حدة والأمس طلب طعام جاهز من المطعم الّا انه لا يتنازل ويذكّرني بأنه يريدني ان اطبخ أنا ولا افهم غايته !!."

ردّت عليها بصدمة بعد اعترافها:
" ويحـك!!......قرعتي رأسي منذ الصباح وانت تقولين عن نفسك خادمة وظننتُ لوهلة انه يجعلك تشطفين القصر وباحاته بفرشاة اسنان على رجل واحدة ونفس واحد حتى كنت افكر باستدعاء جمعية الرفق بالإنسان دفاعاً عنك ليتضح في النهاية أنه صابرٌ عليك ويدللك يا معتوهة ؟!!..."

اجابت رافضة:
" هل هذا يسمى دلال؟...اشعر انه يريد ان يهينني بإصراره على الطبخ بيديّ وغسل الصحون !!...وإن كانت خالته تطعمه ما شأني أنا لأفعل مثلها ؟!.."

قالت بعدم رضا من كلامها :
" لم تقولين هذا ؟...يجب ان تخدمي زوجك بكل حُب......الرجل يحب كل شيء من يديّ زوجته ...وهذا سيقرّب قلبيكما ويجعل بينكما مودّة وعليكِ استغلال هذه النقطة ..."

قالت (ألمى) في سرها .." أي مودة يا صديقتي وكلٌ منا في طابق...آه لو تعلمين! "

بينما تابعت الأخرى في كلامها :
" هذه ليست إهانة ابداً ...ها نحن في بيتنا مع أننا ميسورو الحال الّا انه لم تقبل امي يوماً بجلب خادمات وكانت ونحن صغار تجلب امرأة محتاجة تعرفها لتساعدها من حين لآخر في تنظيف البيت وكانت فقط نيتها لتقدم لها المال دون ان تحرجها او تجرحها أما عندما كبرنا اصبحنا انا وشقيقتي نساعدها وعندما تزوجت شقيقتي والتحقتُ انا بالجامعة عادت لتعمل وحدها حتى تزوج شقيقي وباتت زوجته تساعدها لأنها تسكن فوقنا وحتى أنها تقوم بمعظم أعمال البيت ولا تسمح لأمي بأن ترهق نفسها..!!.."

نظرت إليها وهتفت ساخرة :
" ماذا آنسة ميار ؟....قبل قليل كنتِ مستاءة من كونك خادمة والآن تقلبين الحديث وتقولين ليست إهانة ؟!.."

عادت لتشتعل بعد ان كادت تنسى عدوّها واجابت:
" الوضع مختلف !...أنتِ تفعلين هذا لزوجك أما ذاك الباب الصدئ لا صلة له بي وتعمّد اهانتي وكلمني من رأس أنفه كأنني خارجة من صندوق نفايات ورائحتي خنقته مع أنني اضع عطري الفاخر الذي اعجبك !!..."

قالت بيأس متعاطفة معها:
" ماذا سيكون صديق الحائط المغرور سوى باب مغرور ؟!.."

لمست الفنجان بأطراف أناملها وتابعت:
" اوف بدأت القهوة تبرد!...سيجعلني أن أقوم بتحضير غيرهما !...ما به تأخر ؟.."

مع انتهاء جملتها لمعت الفكرة برأس (ميار) لتنفذ انتقامها فقالت بمكر :
" ممم ....هاتي لأدخله أنا وأضيّفه .."

جحظت عينيها مندهشة وقالت:
" أنتِ؟!...قبل ثواني كنت حانقة عليه وهكذا ستثبتين له صحة أقواله أنك خادمة....ما نيتك بهذا ؟؟!...اعترفي.."

تنهدت تنهيدة خفيفة واردفت :
" ثم لن يعجب حائطي هذا التصرف وخصوصاً انه نبهني على ذلك !!.."

تأففت بملل هاتفة:
" نبهك أنت ربما غيرة عليكِ أما انا لا سلطة له عليّ !!...أريد فقط أن أقول له كلمة لأني سأنفجر !!.."

شهقت وهتفت:
" مستحيل ...لن تدخلي...ستخلقين مشكلة !!.."

قالت كاذبة :
" كلا يا صديقتي لا تقلقي ...سأقول له كلمة بهدوء من غير شوشرة ولكن تحمل معاني كثيرة ...وإن حاول زلزالك زلزلتك سأتحمل المسؤولية انا ...هيا سأدخل قبل ان يأتي زوجك.."

حملت الصينية بعد ان استسلمت لها زوجتي الغير مرتاحة والقلقة من ردة فعلي وبينما تلك كانت تخطو خطواتها نحو غرفة المكتب كانت تلمع عيناها بدهاء وتكلّم نفسها في سرها بوعيد... " ستريك الخادمة كيف سترسم لوحة بألوان القهوة على بلوزتك البيضاء أيها الباب الصدئ المغرور.."
فتحت الباب بيسراها دون ان تطرقه ثم دخلت بابتسامة خبيثة تحمل الصينية بيمناها دون ان تنظر اليه وخطت خطوتين للداخل وكان هو يطأطئ رأسه للأسفل منشغل بكتابة رسالة على هاتفه ولمّا وصلته مع رائحة عطرها قطب حاجبيه ورفع رأسه ليتأكد من شكوكه أنها هي ولا يهيأ له فصُدم عندما وقعت عيناه عليها من الخلف بجسدها الأنثوي المتناسق الذي اظهره لباسها الضيّق وهي تنحني لتضع الصينية على طاولة دائرية صغيرة أمامه بعفوية لا تقصد هذه الحركة فغض بصره فوراً وتمتم كالسابق منزعجاً:
" استغفر الله العظيم...ما هذا اليوم ؟ .."

ادّعت انها لم تسمعه وأمسكت لسانها !!...وبعد ثبات الصينية على الطاولة حملت احد الفنجانين لتطبّق خطتها وما إن استدارت نصف استدارة مستعدة للهجوم ليخونها كاحلها ملتوياً فترنّحت شاهقة فاغرة فاها والفنجان يرقص بيدها مع اختلال توازنها لينتهي فيها الأمر للسقوط الى الهاوية مع لوحة بنكهة القهوة ترسم على صدرها وبلوزتها البنفسجية !!....لكن الهاوية التي سقطت فيها ليست أي هاوية ...إنها هاوية حضن (أحمد)!!.....كردة فعل سريعة منه ثبّتها بقبضتيه ..!!....وبعدها الاثنان دخلا في صدمة ولم يستوعبا الأمر !!...دقيقة وربما أكثر توقفت الصورة ومع توقفها توقف قلباهما من وضعهما الحميميّ!!......بعد لحظات عاد خافقها يضخ الدماء بعنف فابتلعت ريقها وبدأت ترفع رأسها للوراء بحذر مع رجفة بشفتها السفلى متناسية حرارة القهوة التي لذعتها لترى المصيبة التي وقعت فيها وما إن وصلت لوجهه حتى كادت تُسحق كل خلاياها من قوة الزلزال الذي حطم مقياس –ريختر- بنظرها !! وقالت في سرها " عينان سوداوان وبشرة بيضاء رجولية وشعر فحميّ وذقن نابت خفيف وفوق كل هذا الطابع الحسن يا الله ...أهو حلم أم عِلم ؟!.."..... ولم تعِ كيف انطلق لسانها العفوي وخرج صوتها بـ :
" الله أكبر.....هل أنا في الجنة ؟!"

فردّ عليها بنبرة غير مفهومة ان كانت ساخرة أم نُصح وهو ما زال ممسكاً بها من غير ادراك لنفسه لكن عينيه يسلّطهما جانباً :
" نفذي فرائض الله ولكِ الجنة !....العطر والتبرّج سيقودانك الى النار والهلاك يا آنسة "

ومع انتهاء جملته خانته حدقتاه وهما تتجهان نحو وجهها لا شعورياً فابتلع ريقه عندما استوعب هذا القرب وهو يرى تقاسيمها الناعمة البريئة التي لا تشبه طول لسانها مع بشرتها الخمرية الصافية وقبل أي ردة فعل او محاولات دفاعية كنتُ قد دخلتُ المكتب فتوقفتُ بعدما رأيتُ ما رأيتُ وهتفتُ مدهوشاً :
" أحمد !!...ما هذا الوضع الذي أراه في بيتي ؟!.."

ليتبع سؤالي سؤال مِن التي لحقت بي هاتفة بذهول وشفافية دون تفكير :
" ميار !!....ماذا تفعلين في حضن ضيفنا ؟!.."

عاد عقل صديقي للعمل فرفع يديه بوضع الاستسلام مُحرجاً بعد أن أفلت ضحيته على حين غرة لتقع أرضاً على مؤخرتها فتتأوه متألمة ويجيب مشيراً عليها :
" استغفر الله....هي من وقعت في حضني !!...الذنب ذنبها لا ذنب لي!...أنت تعرفني جيداً يا صديقي !.."

استجمعت قواها بعد صدمتها بالزلزال لا تريد ان تبقى تحت انقاضه وقالت حانقة وهي ما زالت على الأرض:
" هيـــه أنت....ماذا تظن نفسك ؟...ما ذنبي ان كنت أنت بحجم الباب وتأخذ مساحة في هذا المكان ؟!.."

تطلّع عليها باشمئزاز وأشار إليها بيده ثم وجّه وجهه ونظره وكلامه إليّ هاتفاً بسخرية:
" لا أعلم كيف توظفها خادمة في بيتك وأطول ما فيها لسانها فهي بالتأكيد لا تستطيع الوصول لتنظيف المرآة الموجودة فوق مغسلة اليدين وبغض النظر انها متبرجة وتستحم في العطر ؟!.."

أجبته في الحال بعد أن أُحرجتُ من كلامه بينما الواقفة تحاول كتم ضحكتها بعد ما سمعت منه:
" الآنسة ميار المحترمة تكون صديقة زوجتي وليست خادمة يا أحمد وعلى العكس مشكورة انها جاءت لتقدّم القهوة لك !!.."

صُبغ وجهه بالأحمر محرجاً من زوجتي وصديقتها دون ان ينطق أي كلمة وفكر في نفسه أنه عليه الاعتذار على تسرّعه وسوء الفهم الذي حصل منه !!....لكن الغاضبة لم تعطه المجال ليقرر بعد ان اقسمت في سرها انها لن تفوّتها له فبسرعة نهضت من مكانها مع اطلاق تأوهات اثر ارتطامها بالأرض ثم سحبت الفنجان الآخر ونثرته لترسم لوحة فنية على بلوزته البيضاء بينما أنا و(ألمى) نقف متسمّرين مكاننا مما نشاهد أما صديقي وقف فوراً وأشهر سبابته أمام وجهها ورمقها بنظرة نارية وهتف ببرود لا يشبه نظرته :
" فقط احمدي ربك أنك فتاة وأنني في بيت صديقي....لن أقول غير هذا !"

ثم استدار عاقد الحاجبين وهتف بضيق وهو مقبلٌ نحوي ليخرج:
" أين الحمام ؟...سأتوضأ !!....واجلب لي بلوزة من عندك لأبدّلها!.."

وخرجنا معاً تاركين الصديقتين خلفنا....!!

×
×
×

بعد أن انهينا حديثنا عن الصفقة أنا و(أحمد) قررتُ دعوته لنتناول طعام الغداء المتأخر في مطعم قريب من حيّنا يرتاده الأغنياء .....تركت صديقي وصعدتُ الى غرفتي ابدّل ملابسي وعند نزولي التقيتُ بها في طابقها تود ايضًا النزول لصديقتها التي تنتظرها في غرفة العائلة وكانت قد أعطتها ملابس من عندها بعد حفلة القهوة التي حدثت في مكتبي وما لفت انتباهي انها ترتدي بلوزة بيضاء ضيقة للخروج فقلت :
" الى اين العزم ان شاء الله ؟!.."

ردت بتعالٍ:
" ألم نتفق على الّا تتدخل بي ؟!"

وسبقتني لتنزل وما ان استدارت تحطّ قدمها على اول درجة حتى صرختُ بها :
" ألمـــى....عودي وبدّلي بلوزتك اللعينة فوراً .."

القت ضفيرتها الجانبية الى الخلف التي كانت تنزل على كتفها والتفتت بغرور قائلة:
" ما بها بلوزتي الآن سيد يامن ...هذه دائماً ارتديها ؟!.."

قلت بخفوت وأنا أصك فكيّ بغيظ:
" ترتدينها عند عاصي رضا ليس عندي!!.....ملابسك الداخلية الحمراء تظهر جليّا من الخلف بكل جرأة وقلة حياء..."

شهقت متفاجئة وهاتفة:
" ماذا ؟!"

صمتت وهلة ورغم شعورها بالحرج الّا انها رفعت نبرة صوتها وقالت لتعاند:
" وبما يهمك الأمر؟...أنا لا أعني لك شيئاً !"

حدّقت بها لثواني ثم قلت متهكماً ومحذراً:
" يبدو هواياتك عرض مفاتنك!!...جرّبي الّا تغيرينها "

توهّج وجهها غضباً وهتفت:
" المتخلّفون يظنون ذلك! أمّا المتحضرون لا ينظرون تلك النظرة للباس المرأة بل يكون لهم أمراً عادياً وحرية شخصية حتى انهم يرونها ذوقاً رفيعاً وتحرراً راقياً ..!!....ليس مثلكما انت وصديقك لا اعلم من أي زمن أتيتما ؟!"

ضحكتُ نصف ضحكة ساخراً وقلت وأنا اتخطّاها واسبقها لنزول السلالم:
" لا مزاج ولا وقت لدي لنقاشاتك التافهة.!!....قلت ما عندي!!... .أنا خارج مع أحمد ولا اعلم متى نعود....سلام!!"

أسرعت تتبعني هاتفة بعين وقحة وكأنها لم تتطاول علينا :
" انتظر!...الى اين ؟!...خذانا في طريقكما !!.."

قلت لها بعدم اهتمام دون ان التفت الى الخلف:
" فليقُم احد المتحضرين بإيصالكما لأن المتخلفيْن على عجلة من أمرهما..!!.."

×
×
×

جلسنا جانب النافذة الزجاجية الكبيرة التي تطل على حديقة خاصة للمطعم ثم طلبنا الطعام ...كنتُ اولّي ظهري للباب وصديقي وجهه إليه وأثناء تبادلنا الحديث نقلَ عينيه نحو الباب ثم اخفضهما وقال متسائلاً:
" أليست تلك زوجتك وصديقتها ؟!.."

التفت بسرعة لأرى وكانتا هما فعلاً..!!....قلت مستغرباً:
" ما أتى بهما الى هنا ؟!.."

ولمّا ولجتا للداخل أكثر وقع نظرها علينا واتسعت عيناها متفاجئة ثم أمسكت ذراع صديقتها تهزها لتنظر معها بصمت !!....وما أثار حفيظتي وجعل دمائي تغلي أنها لم تبدّل بلوزتها !!....جاهدتُ على الثبات والتحمّل وادّعي اللا مبالاة واعدت نظري لصديقي لنتابع.. استصغاراً لها كأنها لا تهمني بالفعل لكني لا أعلم الى متى سأمسك نفسي ولا اوبخها !!....جلستا على الجهة الأخرى المقابلة لنا ويفصلنا عن بعضنا اربع طاولات ...فهمست تبتلع ريقها:
" يا ويلي ...ما هذه الصدفة السيئة ؟!....لم اظن بتاتاً أننا سنجدهما هنا !."

قالت (ميار) بضياع :
" الصراحة الى الآن انا مصدومة ......ضاع الهاشمي الصغير المنتظر!!......ما اخبرتني به جعلني أنسى الباب الصدئ !!....الفضول يقتلني لأعرف ما أسبابه الغريبة كي لا يلمسك !!...الأمر ليس طبيعي بتاتاً وخصوصاً إذا لم يكن مثلما قلتِ لدية مشكلة عجز وما شابه ؟!!....."

ردت عليها عابسة وقلقة:
" ميار ارجوكِ انسي الموضوع ....أنا أتكلم عن شيء آخر وانت ما زلت عالقة هناك؟!.....إن وصله أنني اخبرتك الله أعلم ماذا سيفعل بي ؟!...ارجوكِ احذري ...أنا كنتُ سأنفجر لو لم أخبر أحداً ما أعيش معه !!.."

فكّرت وهمست تعاتبها وتنصحها:
" لو أنك بدّلتِ بلوزتك كي لا تتسببين لنفسك بمشكلة معه!..لا أعلم لمَ عاندتِ؟....قلت لك بدّليها تفادياً من ردود افعاله ولفعل ما يرضيه !...أنت تضعين فجوات بينكما بدل من أن تتقربي منه !....افضل طريقة لمعرفة ما يؤرقك هو التقرّب له ومسايرته لتصلي الى ما تريدين!!...ثقي به وابعدي التردد في علاقتك معه....اتركي عزة نفسك المزيّفة وتنازلي قليلاً ....أنت لا تفعلينها لغريب ...هذا زوجك !!...المرأة عندما تتزوج يصبح زوجها اقرب مخلوق لها ...تستطيع أن تحدثه وتفعل معه ما لا يمكنها مع غيره سواء كان أب أو اخت أو صديقة !!......لقد سمعتُ قصة قديمة فيها العبرة عن زوجة طلبت الطلاق من زوجها وذهبت الى القاضي ليحكم بينهما وذهب معها زوجها وأبوها فطلب منها القاضي طلباً غريباً وهو السؤال الذي اريد اجابته منك أنتِ .!!.."

عدّلت جلستها واقتربت منحنية على الطاولة اكثر اتجاهها تهمس همساً متابعة:
" لو أنك كنتِ بمكان شبه عارية وجاء والدك وزوجك أمامك ...بمن تختبئين من الآخر ؟!..."

لم تأخذ وقتاً لتجيب:
" بالطبع يامن...أنا اموت خجلاً من والدي لا يمكنني الظهور أمامه بهذا الوضع ورغم أننا لم يحصل شيءٌ بيننا واخجل منه بهذه الأمور الّا انني سأكون اجرأ معه مما مع أبي أكيد...!!.."

أسندت ظهرها للخلف على كرسيها وابتسمت هاتفة:
" والمرأة بعدما طلب منها القاضي أن تتعرّى احتمت على الفور بزوجها فرفض طلبها القاضي وأمرها ان تعود مع زوجها لأنه حتى مع وصول علاقتهما للطلاق الّا انه كان الأقرب اليها ....هكذا العلاقة بين الزوجين سبحان الله هما ستر وغطاء لبعضهما وليكن كلٌ منهما سكناً للآخر ....هذا ما اريد ان اوصله لكِ..."

غمزتها وأضافت بوقاحة:
" يا ابنتي هل أنا سأعلمك ماذا تفعلين لتوقعيه ؟!...استخدمي اسلحتك الأنثوية بدهاء التي لا يصمد امامها أكبر زلزال !!....املئي وقته بوجودك...ضعي بصمات رائحتك بكل زاوية ....فاجئيه باهتمامك به.....اطيعيه بما يريد ويحب و.....اقتربي لأوشوشك .."

كنتُ بين الحين والآخر القي نظري عليهما فرايتهما تلتصقان ببعضهما تقول لها صديقتها شيئاً في اذنها وبعد الوشوشة توّردت وجنتاها وضربتها على كتفها هامسة بحياء:
" وقحة ....مستحيل لن افعلها !..."

رفعت يدها ولوت فمها بيأس منها وقالت :
" اذاً امضي عمرك وأنتِ تندبين حظك يا غبية !!.....وأنا التي اعدّ الساعات لأرى انتاجاتكما ...لقد هدمتما أحلامي!!.."

بعد قليل بينما كنا نحن نتناول المقبلات قبل الوجبة الرئيسية وهما تفعلان بالمثل لفت انتباهي الطاولة التي خلفهما وعليها أربعة شبان يتهامسون بين الهمز واللمز وشعرتُ أن موضوع الساعة خاصتهم هو الجالستان بالقرب منهما وما أجج نيراني أكثر هي بلوزتها اللعينة التي عاندت ولم تبدّلها لكني حاولت كظم غيظي وقلت لصديقي :
" تحمّلني وسامحني يا صديقي ....لا استطيع تركهما هناك بالقرب من الكلاب الضالة .!!"

تنحنح محرجاً وقال:
" على راحتك ...هذا حقك ...بالنهاية هي زوجتك وعليك حمايتها !!.."

" ألن تنزعج ؟!.."

" كلا....أمرنا لله سأتحمل ما دام الوضع طارئاً ولمرة واحدة !!.."

" أكيد ؟؟!.."

" أكيد ان شاء الله !."

أخذتني الحميّة اليهما....تبسمتُ مجاملاً ثم قلت بلباقة:
" هلّا انضممتما معنا الى طاولتنا ؟!.."

رفعت حاجبها بتساؤل تحدّجني ثم اعادت نظرها الى الطبق امامها وقالت ببرود :
" ما المناسبة ؟!.... ربما تنزعجان من روائح عطورنا !!.."

حافظت على ابتسامتي ومعها هدوئي وقلت:
" لا يليق أن أكون انا وزوجتي في نفس المطعم وكل واحد منا في جهة !!...هيا ألمى صديقي ينتظرني !...أما العطر سيضيع بين روائح الطعام ومعطر الجو الذي يضعونه هنا "

وانحنيت قرب أذنها وهمست بخفوت مهدداً مع ابتسامة مزيفة:
" سأريكِ في البيت كيف سأمزّق بلوزتك اللعينة وهي على جسدك لأرى الأحمر بوضوح .....أليس هذا ما تريدينه يا عنيدة ؟!..."

انتصبتُ بوقفتي تاركاً وجهها يصدر ألواناً وقلبها يخفق بشدة ثم وجّهتُ كلامي للصامتة :
" تفضلي آنسة ميار ..."

نهضت بخجل تطيعني فتبعتها الأخرى تفعل مثلها وعندما خطونا خطوات قليلة التفتّ اليهن للوراء وقلت:
" أرجو ان لا يصدر منكما أصوات مرتفعة وقهقهات ....صديقي لا يستسيغ هذه الأمور !!....لطفاً.."

أعادت كلامي في سرها بتهكم وتمتمت:
" كأنك تختلف عنه بشيء !.."

فوكزتها صديقتها لتصمت قبل أن اسمعها !!....لما وصلتُ طاولتنا نقلت طبقي لأجلس جوار (أحمد ) وهما جلستا جوار بعضهما ازاءنا وبعدها طلبنا من النادل ان يجلب وجباتهما الى طاولتنا وقلت لأعرّف الجميع على بعض :
" مع أنه فات الأوان لكن واجبي تعريفكم على بعضكم.."

أشرت لمدمّرتي ونظرت لصديقي قائلاً:
" هذه زوجتي ألمى تدرس الهندسة.."

نقلت يدي للتي جوارها وتابعت:
" هذه الآنسة ميار صديقة زوجتي وزميلتها في الجامعة .."

نظرت إليهما وأنا اضع يدي على كتف صاحبي وأضفت:
" هذا صديقي أحمد من بلادنا الأم وجاء لمهمة عمل وهو يعمل مدير العلاقات العامة في احدى الشركات .."

تبسّموا لبعض مجاملة ثم شرعنا في تناول الطعام بصمت أربعتنا....مدّت (ميار) يدها لتأخذ المملحة وبذات الوقت مدّ صديقي يده صدفةً فلمس يدها من غير قصد !!.....نظرا لبعضهما بحنق وأعاد كلٌ منهما يده لمكانها دون أن يأخذاها فتمتم صديقي مستغفراً وتابع أكله ....بعد قليل رنّ هاتف زوجتي العزيزة ....حملته تتفحّصه فكان اتصالاً من خالتها...وقفت تستأذننا لتردّ عليها ...لحقتها بنظراتي فرايتها تتجه للخارج وبنفس اللحظة كنتُ قد لمحتُ الجالسين في الزاوية يراقبونها فنهضت من فوري وتبعتها الى حيث ذهبت وبقي على الطاولة صديقانا ...كانت (ميار) تشبك ساقيها ببعضهما في جلستها بينما هي منحنية للطاولة وتتكئ عليها بأحد مرفقيها وتتابع أكلها.... ولما ارادت تغيير وضعها....حررت ساقيها فمن دون انتباه لكزته من تحت الطاولة بمقدمة حذائها فنظرَ إليها بجفاء وتمتم محوقلاً !!.....رغم قوة شخصيتها الّا انها كانت تشعر بالحياء والحرج وكذلك غير مرتاحة من نظراته فبدا عليها الارتباك وهذا أدّى لسقوط شوكتها تحت الطاولة !!....انحنت لتلتقطها ولمّا رفعت رأسها بعجلة ارتطمت بها فاهتزت مع الأطباق وكأسه المليء بالمشروب الغازي تناثر منه رذاذ على طبقه أما هي وضعت يدها مكان الألم وغدا وجهها الخمري كلون الفراولة وحتى أنها تأمّلت أن يقول لها كلمة مواساة ولكن أملها ذهب أدراج الرياح عندما نطق بنبرة جافة أقرب للعجرفة :
" هل أنتِ هكذا دائماً خرقاء بحركاتك ؟!....رجاءً انتبهي!...تتسببين بمصائب لمن حولك!....."

جحظت عينيها وابتلعت ريقها ثم هبّت من مكانها بعد ان تكدّست الدموع في عينيها ومن غير تفكير مدّت يدها لتمسك كأسها الماء الذي امامها وكانت قد شربت نصفه لكنه قد سبقها بردة فعل سريعة منه بسبب سرعة بديهته بقراءتها فهو استطاع معرفتها خلال وقت قصير من جميع تصرفاتها لهذا اليوم!!......أخذه وأسند ظهره للوراء ببرود وشربه على نفس واحد ثم قال :
" حرام سكب الماء عبثاً....هذا تبذير وجسمي أولى به من وجهي او بلوزتي !....لا تزيدي سيئات في صحيفتك !...يكفيك عرض شعرك وجسدك وعطرك...."

شدّت على قبضتيها جانباً وجزّت أسنانها وانفجرت به هاتفة بصوت مهتز يستعد لاستقبال البكاء :
" أنت مغرور بشكل غير طبيعي....لا تشبه صاحبك!....لا أعلم كيف تكون مدير علاقات عامة لشركة وأنت لا تستطيع إدارة لقاء بسيط مع فتاة تصغرك وما زالت تتعلم من الحياة ....مؤكد أنك تبعد الزبائن بدل أن تقربهم وشركتكم ستعلن افلاسها..."

صديقي ناجح جداً في منصبه بل مدير محبوب بين موظفيه وزملائه ويكسب زبائن دون أدنى مجهود بذكائه ولباقة لسانه لكن لديه حساسية من النساء وخاصة المتبرجّات فيصبح فظاً جداً معهن وما درسه يتبخّر من عقله عند مواجهتهن..!!

استدارت وخطت خطوة بعزم فقال:
" لا أطيق النساء المتبرّجات !!.."

أطلقت ضحكة مكلومة بعد جملته وعادت إليه تتابع بسخرية موجوعة :
" أنت يا ....يا فضيلة الشيخ ....قبل أن تحكُم على الآخرين اذهب وتعلّم جيداً كيف يكون النُصح والترغيب في الدين !!.....تراني متبرّجة نعم لكن بدل أن تحببني به وترشدني الى الطريق الصحيح بمعاملتك هذه تدفعني أكثر للمعصية عندما تنفرني منه ....فنصيحة يا سيد اذا رغبت بجذب أحد لدينك اعرف كيف تتصرف معه بذكاء ومعرفة وصبر كي تنجح لأن الدين معاملة !!....ومع الأسف معاملتك معي بعيدة كل البعد عن الدين !!....ربما تحفظ من القرآن والسنة وربما لا تتأخر عن صلاتك لكن عليك أن تعكس هذا برقيّ تصرفاتك وليس بفظاظتك "

زفرت أنفاسها واستطردت بقهر:
"ربما أنا ضالة عن طريقي واحتاج لمن يمسك يدي ويوصلني الى بر الأمان لا ليحكم عليّ ويهينني !!.... منذ الصباح وأنت تشعرني كأنني ارتكبت كبيرة من الكبائر والعياذ بالله.....يكفي الى هنا !!....لو كان أمامك ملحد لما تصرفت معه بهذه الطريقة !!.."

ثبّتت دون أن تبكي ولما أنهت خطابها ولّته مدبرة الى حيث كانت تجلس في البداية دون ان تنتظر أي رد منه وانفجرت هناك تطلق العنان لدموعها..!!.....امتقع وجه صديقي مما ألقت عليه من كلمات ...أعاد شريط اليوم في عقله سريعاً !!...قال في نفسه.." ما بي أصبحتُ همجياً ؟!...الفتاة عندها حق !....لكن رغماً عني لا اطيق أن أرى امرأة من بنات ملّتي تعرض جسدها للجميع ولا ترتدي اللباس الشرعي ....زدتُ على الطين بلة وأصبحت احمقاً !....ما ذنبها لأُخرج عليها رفضي للنساء عامةً ؟!...".......رفع رأسه وخطف نظرة سريعة عليها فوجدها تبكي وتسحب منديلاً تلوَ منديل تمسح دموعها وأنفها ....شعَر بانقباض في قلبه على حالها !!....هي قريبة من عمر شقيقته الصغيرة ذات الخمسة عشر عاماً والتي لا يسمح لأحد بأن ينزل دمعتها وها هو جعل أخرى تبكي مدرارا....وبينما هو يتأمّلها ويعيد حساباته ونادماً حد الاختناق من تصرفاته ركّز بصره أكثر ليرى ردة فعلها بعدما اقترب منها أحد الشبان الذين يتواجدون بقربها وجلس أمامها.... لكن لمَ هذه اللحظة سخنت دماؤه وكأنها تخصه ؟!...هل لأني صديقه وهي تخص زوجتي وما يخصني يخصه لذا أخذته الحميّة ؟!....انتظر قليلاً يراقب قبل أي تهوّر منه .....كان الشاب أزعر , سوقيّ من أولاد الذوات المدللين فقال بغلاظة:
" من ذا الذي ابكى القمر عند الغروب ؟!.."

تطّلعت عليه باستحقار وسط شهقاتها وقالت:
" انصرف من هنا حالاً !!..."

تابع يهز رأسه رافضاً :
" لا.. لا ...أنا رأيتك قبل ذاك الثور الذي يجلس هناك !...لمَ جلستِ معه هو ؟....الآن دوري !..."

هتفت بغيظ :
" اغرب عن وجهي يا حيوان ..."

مدّ يده يمسك معصمها واستمرّ بابتسامته الخبيثة وكلامه بينما هي تحاول أن تفكّ نفسها منه بتوتر وتنظر حولها خائفة:
" أنا ولهان ...ذاك الثور الذي كنت جالسة معه هو الحيوان ...ممم...ما رأيك بفسحة صغيرة معي بسيارتي (...).؟!؟..ستعجبك !!.."

وقبل أن يسمع اجابتها حررها متأوهاً يمسك يده جانب رسغه من شدة الألم بعد أن جعل صديقي من قبضته شاكوشاً وأنزلها بغلّ عليها حتى كاد أن يطحن عظامه فرفع بصره إليه وفزّ واقفاً مع تجمّع أصدقائه حوله وصرخ بـ (أحمد) :
" من تكون أنت لتفعل هذا ؟!.."

فأعطاه صديقي ضربة برأسه لرأسه بعد أن أجابه :
" أنا الثور يا بغل !!.."

ومع دخولي الى المطعم اسبقها رأيت الشجار فاندفعتُ اساعد نادلين يحاولان فض النزاع وكان ذاك البغيض وصديق له يهجمان على صديقي لكنه كان يتلقّى ضرباتهما باحترافية بحكم تدريباته ويعيد لهما اللكمة باثنتين وبينما أنا أحاول تهدئة الوضع بوقار ولا أفهم سبب هذا سمعتُ الاثنين التابعين لهذه الشلة الفاسدة يقول احدهما للآخر:
" انظر انظر .....عاد الصاروخ الأبيض !!..."

فالتفتّ الى حيثُ ينظران ولما وقعت أرضي على سمائي طار عقلي وطار وقاري ومن غير تفكير بدأت انزل ضرباتي عليهما ونتناوب أنا وصديقي عليهم وهي وصديقتها تمسكان بعضهما ترتجفان خوفاً ويعتري وجهيهما الوجوم .....وبعد معركة طاحنة حصلنا على كومة بغال فوق بعضهما أما (أحمد) شُقّت البلوزة التي يرتديها قرب كتفه بعد أن غدره أحدهم بسكين الطعام وتسبب بجرح صغير له...!!......اقترب مدير المطعم هاتفاً بانزعاج:
" لو سمحتم ابقوا هنا لنستدعي الشرطة !!.."

قلت له:
" اسألهم إن كانوا يريدون هذا فعلى الرحب والسعة سننتظر لا مشكلة !!.."

رفع رئيس الشلة رأسه بوهن وأجاب بعد أن سمعنا :
" لا نريد شرطة ولا ان نقدم شكوى ضد أحد !!..."

فقال المدير :
" والأضرار التي سببتموها في المطعم ؟!.."

قلت بهدوء :
" سأعطيك رقمي وسأحوّل لك المبلغ الذي تريد بعد معرفتك بحجم الضرر !!.."

ثم أدبرنا اربعتنا خارجين الى السيارة ....أوصلنا (ميار) الى بيتها وكانت تجلس خلف مقعده فاضطر هو للنزول ليفسح لها المجال لتترجّل لأننا كنا بالسماوية ذات البابين ولمّا نزلت تلاقت أعينهما التي تحمل الكثير ما بين الندم والملامة !!..ودمعة واحدة فرّت من بنّ عينها كانت كفيلة لتشرح له على ما فعله بها....ثم ولّته ظهرها متجهة لبيتها بصمت من كليهما دون أي كلمة شكر او اعتذار او حتى وداع ..!!.....وكذلك أنزلنا صديقي أمام فندقه وأكملنا طريقنا الى بيتنا....!!
أما ألمتي لم تنسَ ما قلتُ لها في المطعم لذا هربت من السيارة مسرعة تسبقني قبل أن اطفئ المحرك لتبدّل ملابسها لملابس بيتية قبل أن أنفذ تهديدي واعتكفت في غرفتها ...!!

×
×
×

في اليوم التالي صباحاً وردني اتصال من (أحمد ) وبعد السلام والكلام وقبل أن نغلق قال:
" أريدك أن تأتي معي الى بيت والد صديقة زوجتك..!.."

هتفت مستغرباً:
" خيرٌ؟؟ لماذا ؟!.."

أجاب بندم :
" أنا مدين لها ولأهلها باعتذار قبل أن أسافر ...!!"

~~~~~~~~~~~~~~~~~

بعد يومين ارتديتُ ملابسي الخروج تعطّرتُ ونزلت الى غرفتها ...طرقتُ الباب ففتحت لي وهي ترتدي فستان منامة قطنية قصيرة وكماها طويلان لونها أحمر ومرسوم على صدرها ابطال كرتون من عالم ديزني وقسم من شعرها تجمعه بكعكة فوضوية للأعلى وتثبّتها بقلم والباقي منسدل على ظهرها وبيدها قلم آخر....تمالكت نفسي عن الضحك من هذه الصورة ....شعرتُ أنني جئت لغرفة ابنتي الصغيرة ومعي الحلوى لأفاجئها !!...بينما انا اتأملها مبتسماً حدّقت بي بسمائها الصافية وبدأت تربّت بالقلم على شفتيها وتحركه بعفوية بحركة جعلت ريقي الظمآن لرحيقها يجفّ ودمائي تسخن رغبةً ثم همست بعذوبة صوتها:
" ماذا تريد؟!"

حككتُ عنقي هارباً بنظرتي الشغوفة لشفتيها وقلت:
" ارتدي ملابسك...سنذهب لبيت والدك!.."

قالت ساخرة:
" من أيام قليلة خسر صفقته وماله وانهار ولم تذهب لتسأل عنه !.....ماذا تغير الآن؟َ!"

اجبت بهدوء:
" جلبتُ له صفقة غيرها مربحة لتعوّضه عنها عن طريق أحمد صديقي.."

شردت قليلاً تحاول قراءة ملامحي وثبتت طرف قلمها بين شفتيها بطريقة جذابة , مثيرة استفزت مشاعري !!....اللهم الثبات ...اللهم الثبات ....اياك ان تضعف يا خائن يا ملهوف !.....رفعتْ حاجبيها بصدمة بعد ان مددتُ يدي وسحبتُ القلم بغلّ من يدها والقيته من فوق رأسها داخل الغرفة !....غبية لا تعي التفاعلات التي تحدث داخل جسمي !!....يا صبر أيوب !!....التفتت الى الوراء تبحث عن حبيبها القلم ثم اعادت حدقتيها اليّ وقالت بملامح مبهمة:
" اذهب انت....لا حاجة لوجودي....لديّ مهمة عليّ تسليمها غداً..."

قلت لأحمّسها:
" هيا تجهّزي وعند عودتنا سأساعدك بحلها..."

اتسعت عيناها بنشوة وهتفت:
" حقاً ستساعدني؟!.."

سحبتُ خصلة حرة من شلالها وبرمتها على إصبعي هامساً كأني اريد رضاها عني:
" بل ان كنتِ تريدين سأحلها لوحدي بالكامل..."

تبسّمت بحبور وشبه انتصار وقالت بعلياء وكبرياء:
" حسناً.....خمس دقائق فقط ....انتظرني في السيارة !.."

غمزتها وقلت بمكر:
" أتحتاجين لمساعدة في تبديل ملابسك؟!.."

وكان جوابها صفع الباب بوجهي .....!!

~~~~~~~~~~~~~~~

" اهلاً بالعروسين...أنرتم البيت"

قالتها السيدة (فاتن) برقة بعد ان استقبلتنا في غرفة جلوس العائلة الخاصة ببيت العنكبوت ...كنا نجلس جوار بعضنا على الأريكة الزوجية وبعد دقائق جاءت الأفعى زوجة أبيها ورحّبت بنا بنفاق ظاهرٌ عليها ثم جلست معنا مقابلة لنا ولمّا وقعت عيناها على الملف الموجود أمامي على الطاولة همست بفحيحها :
" يجب أن تكونا في هذه الأوقات في رحلة شهر العسل..."

نظرتْ للتي بجانبي وتابعت متألمة من اجلها بتصنع:
" يا لنصيبك يا ألمى!...خرجتِ من عند والد مشغول بصفقاته وبالكاد يأتي للبيت وذهبتِ عند زوجك الذي يبدو لن يكون أقل منه انشغالاً.."

قاطعتها السيدة (فاتن) بانزعاج:
" ما أدراك بزوجها ووقته وما بينهما؟!.."

أشارت لها بعينيها الى الملف القابع على الطاولة واجابت:
" انظري ماذا جلب معه وهو في الأسبوع الثاني للزواج!!.."

أسندت ظهرها للخلف ووضعت ساقاً فوق الآخر واستطردت:
" كان من المفروض الآن أن يقضيا شهر عسلهما بجزيرة ما لوحدهما وهي بين احضانه ...ليست بين ملفاته!!.."

احمرّت التي بجانبي حرجاً وخجلاً وتعاقبت أنفاسها وبرقت عيناها ألماً وضيقاً لأن تلك عزفت على الوتر الحساس !!...ماذا ستجيبها وكيف ستدافع عني وعنها وهذه هي الحقيقة؟؟!....أما أنا اسندتُ ظهري للخلف بكل هدوء ومددت ذراعي احيط كتفيها وأشدّها نحوي ثم وضعتُ ساقاً فوق الآخر بكل غرور وقلت بثقة وبرود:
" يا الله سيدة سوزي....لقد أحرقتِ المفاجأة!!...أتعلمين ما هذه الصفقة؟!..."

تطلعت عليّ بفضول فتابعتُ مبتسماً :
" هذه الصفقة التي ترينها هي رحلة لعاصمة الوطن عبارة عن شهر عسل لحبيبتي ألمى وماذا ؟!.."

املتُ زاوية فمي بابتسامة ماكرة ونظرة خبيثة وأضفت:
" وجني مال وفير لكِ لتستطيعي متابعة حياتك بوضع مساحيق التجميل وزيارة أطباء شدّ التجاعيد التي تغطي وجهك ونفخ شفتيك كلّما تفجر السيليكون داخلهما قبل أن يعلن زوجك افلاسه وتغدين كالمومياء ...أرأيت كم انا طيبٌ وأسعى لمصلحتك؟!.."

شعرتُ بارتجاج جسدها تحت ذراعي بينما كانت تحاول بكفها كتم ضحكتها الشامتة بالأفعى بعد أن كانت بحالة جمود من احتضاني لها بتملّك لا يمكن نكرانه وبنطقي لكلمة حبيبتي أما خالتها اطلقت العنان لقهقهتها غير مهتمة والتي كان من المفترض ان يكون وجهها بالألوان لم يظهر عليه أي لون بسبب طبقات الزينة السميكة التي تضعها والتي أخفت تأثرها باحترافية ولم يصدر منها سوى بضع كلمات حانقة:
" انت لا تحترم مَن هن في سن والدتك!!.."

قلت وأنا أحسس على ذراع ألمتي قرب الكتف المحاصَر بذراعي بحركة دافئة استغل عدم رفضها للمساتي :
" لا يحشرن أنفسهن بما لا يخصهن مَن هن بسن والدتي كي لا يسمعن ما لا يرضيهن.."

فزّت من مكانها بعينين حاقدتين مشتعلتين وتركت الغرفة هاربة لتخفي انهزامها وتبعتها السيدة(فاتن) مستأذنة لتطلب من الخادمة جلب التضييفات لنا فهمست من كانت أسيرة ذراعي وهي تحاول تحرير كتفيها قائلة بابتسامة:
" منافق محترف...ابعد يدك...لا أحد يرانا الآن يعني لا داعي للتمثيل !!"

ضغطتُ عليها أكثر وجذبتها اتجاهي بتملّك أكبر واغمضت عينيّ وأنا أمرر انفي على عنقها بضياع العاشق الولهان وهمست بحرارة وصوت رخيم خافت قرب أذنها :
" لنبقى مستعدين إن دخلوا علينا ...هكذا أفضل ومقنع أكثر ..ما رأيك ألمتي ؟!... ثم قولي شكراً زوجي حبيبي لأنك خلصتني منها..!!.."

بقبضتها الصغيرة ضربت فخذي وقالت وهي تبتعد عني :
" ما المناسبة لأشكرك؟!...أنت فعلت هذا لأنها مسّت حدودك وكبريائك وليس من أجلي !!.."

×
×
×

بعد أن منّ علينا بنزوله توجهتُ معه الى مكتبه النجس لنتحدث بأمور الصفقة ولأشرح له بالتفصيل كما أعلمني (أحمد) وكان باب مكتبه مفتوحاً على مصراعيه وهي تجلس على أريكة في منتصف البهو مقابلة لمكتبه ...ترفع ساقيها عليها وتضمهما لصدرها وتتكئ بمرفقها على احداهما وتتوسّد بوجنتها قبضة يدها مصوّبة نظرها للداخل عندنا تنظر نظرات بريئة , حالمة كلّها رجاء ...مليئة بالاحتياج لحضن دافئ وأماني لحياة مستقرة من أقرب شخصين عليها...!!......أقتنع المدعو (عاصي رضا) بالصفقة بلا شك او تردد بل كاد ان يسيل لعابه بعد أن حسب أرباحها وأخبرته أن لقاء توقيع الاتفاقية سيكون في عاصمتنا الأم ثم قلت بمكر ودهاء:
" أفكر باصطحاب ألمى لقضاء شهر العسل هناك !!...ما رأيك؟!...فهي لم ترَ بلادها الأم!.."

ردّ بحماس:
" فكرة رائعة ...إذاً سأصطحب سوزي...من مدة لم نسافر لمكان!.."

رسمتُ بسمة مزيفة وقلت:
" سأحجز لي ولألمى في منتصف الشهر بأحد الفنادق هناك.."

تنهدتُ بأسى مصطنع واستأنفت بنبرة يائسة:
" مع أنني كنتُ أفضّل استئجار فيلا لتأخذ راحتها لكن مع الأسف لا وقت لديّ للبحث وبرنامجي حافل من هذه اللحظة حتى سفرنا!!.."

هتف بثقة وحنية حقيقية من اجل ابنته:
" مستحيل ...لقد أتت الفرصة لأميرتي كي تسكن القصر الذي عاشت به والدتها !....انه يتسع لقرية!.....سنقيم به معاً ..!!..."

حاولت تمثيل الرفض لكنه أصرّ قائلاً كلمته النهائية :
" لا اريد أي اعتراض ...انا كنت مقصّراً معها في هذه النقطة وعليّ تعويضها ما فاتها !....ستُسعد صغيرتي برائحة وذكريات والدتها التي بقيت في ذاك البيت !.."

الحمد لله الذي سهل أموري في المرحلة الأولى من المهمة الأصعب والتي كنتُ قلقاً بشأنها !!...فوصولي الى هناك ومكوثي في قصره هو النقطة الأهم والأغلى وهي نقطة التحول في قضيتنا وسيأتي الباقي بسهولة بإذن الله .....!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~

وصلنا بيتنا في العاشرة مساءً بعد ان تناولنا العشاء في بيت والدها...صعدتُ الى غرفتي لأبدل ملابسي وصليت العشاء ثم نزلتُ الى المطبخ مرتدياً بنطالاً زيتياً قصيراً وبلوزة ضيقة بذات اللون من غير أكمام فدمائي دائماً حامية ولا أشعر بالبرد بغض النظر عن التدفئة في القصر وبالطبع.....قُرب الألمى الذي يوصلني الى حد الغليان !!.....حضّرتُ كأس شاي وفشار ثم توجهتُ لغرفة العائلة لمشاهدة التلفاز لأني لا اشعر بالنعاس!.....لحظات ونزلت حبيبتي الى المطبخ لتتناول كأساً من عصير البرتقال الطازج وقبل ان تصعد السلالم غيّرت مسارها اتجاهي ...وقفت على الباب وهي تحيط كأسها بأناملها الرقيقة البيضاء التي يزيّنها خاتم زواجنا...ترتدي منامة قطنية خريفية باللون الوردي يزيّن بلوزتها قلوب حمراء وهمست وهي ترتشف منه برقة:
" لقد املأت غرفتي برائحة الفشار.."
رمقتها بنظرة سريعة وأنا اقبض حفنة منه بيدي ثم اعدت عينيّ للتلفاز وقلت وانا اتناول حبة تلو الأخرى:
" لا داعي للمقدمات....يمكنك مشاركتي ان رغبتِ"

ظلّت واقفة وقالت كاذبة:
" لو اردتُ لحضّرته لنفسي !"

قلت بعدم اهتمام ونظري للشاشة:
" كما تشائين!"

بدأت تدنو مني بعفوية بعدما رأت ما اشاهد ...وصلتني وسألت بهدوء:
" هل تحب مشاهدة البرامج الوثائقية للحيوانات؟!.."

قلت:
" لا أجمل منها....وفيّة...رحيمة...بخلاف الكثير من البشر!.."

تحمّست وهمست ببراءتها المعهودة وهي تجلس بحذر جانبي :
" كانت برامجي المفضلة وأنا صغيرة وكنتُ أبكي واغمض عينيّ عندما يمسك النمر بالغزال البريء "

قلت:
" سنّة الحياة...القوي يأكل الضعيف!"

ثم تطلعت ليساري حيث تجلس بينما كنت منحنياً بظهري , متكئاً بمرفقي على فخذي وأمامي الطاولة الصغيرة مبعثر عليها حب الفشار بسبب قبضتي الكبيرة وحملتُ الطبق الكبير المليء به وقربته نحوها سائلاً:
" ماذا تفضلين ان تكوني ؟....النمر ام الغزال؟!"

مدّت يدها تكمش حبات بقبضتها الصغيرة والتي اجزم انها لم تتجاوز الخمس حبات وأجابت وهي تضع حبة بين شفتيها بكل رقة ونعومة خلافاً لي إذ كنتُ اتناوله بنهم كالمفجوع :
" أنت النمر وأنا الغزال!!...ولا أندم على كوني الغزال لأنني أفضّل أن أكون المظلومة لا الظالمة !...فأنا على يقين أن الله سيعوضني بصبري....لذلك سأنتظر حتى حين!!..."

فاجأتني بكلامها الذي أخذ منحنى آخراً فيه تلميحات عمّا نعيش....لقد أصابتني في مقتل!...لم استطع الرد عليها بعد أن رأيت حجمي ووصلني رأيها بي وماذا أكون في نظرها والذي أخشى أن أكون عند ربي بمنزلة الظالم فعلاً..!!....ولمّا لم ارد بشيءٍ أسندت ظهرها للخلف ووضعت احدى ساقيها تحتها وتابعت وهي تتناول من الطبق الذي اصبح بيننا:
" قبل أيام بعد عودتك من رحلة عملك كنتُ يائسة أتمنى الموت واللحاق بوالدتي !...لكن الله أرحم بنا منا ....بينما كنتُ أتصفح مواقع التواصل ظهر امامي مقطع عن الصبر ولأقول الصراحة أول مرة في حياتي استمع لشيء ديني !....عادة أتخطى هذه المقاطع لكنني شعرت حينها أن هذا ما احتاجه !......وبعد أن سمعته خرجت بروح جديدة تتحدى الحياة لأن الله لن يخذلني .... لا أعلم كيف ساقني الله اليه قبل أن ادمر نفسي في الدنيا والآخرة .."

صدمة حقيقية أعيشها !!....لم أتوقع سماع ذلك منها وهي بعيدة كل البعد عن الدين !...أو هكذا ظننت بها !!...استقمتُ بظهري جاحظ العينين وسألت بقلق:
" هل فكرتِ بإنهاء حياتك؟!.."

تبسّمت وعيناها تحكيان الألم المصاحب لنبرتها:
" كلا....لكني خشيتُ من تراكمات آلامي وأوجاعي أن أصل الى هذه المرحلة....وبفضل الله هذا المقطع ضمد ما في صدري من طعنات وجروح وسأصبح أكثر تحملاً..."

كلامها جعل قلبي ينزف عليها ...كرهتُ نفسي هذه اللحظة !...ما أنا فاعلٌ بها ؟!....هل كنتُ من الممكن ان اوصلها للانتحار بسبب اجحافي معها ؟!....يا رب أرني الطريق الصحيح لأعاملها بالوجه الذي يرضيك !! ....

عدتُ لبداية حديثنا وحاولت الدفاع عن نفسي كنمر وقلت:
" نحن نرى النمر وهو ينقضّ على الغزال .....نرى نصف المشهد....نظن أنه من جوعه فقط فعل هذا !...لكن ألا يمكن أن يكون الغزال من بدأ بطعن ابن النمر بقرونه وارداه قتيلاً وهو ما زال ضعيفاً لا حول له ولا قوة ؟!.."

فكّرت قليلاً وأجابت:
" نحن هكذا البشر نأتي بالمبررات لدعم اختياراتنا حتى لو كانت تخفي الحقائق او ظالمة!..."

لذنا بالصمت قليلاً وضحكنا على مشهد للقرود الصغيرة أمامنا وهي تلهو معاً وتقفز بين الأغصان ولما ظهر اعلان مفاجئ سألتها:
" لمَ لم تجلبي المهمة التي قلتِ عنها ؟َ!...هل أنهيتِ جميع واجباتك؟!"

ردت بيأس ترفع كتفها باستسلام وعدم اكتراث:
" أنهيتُ واجباتي قبل ان نخرج وبقيت تلك المهمة ...حاولتُ أن احلها بعد عودتنا لكني مللتُ منها وتركتها ....لستَ مجبراً على حلّها أنت لذا لم اجلبها ....مملة بشكل قاتل....لا يهم سأخسر القليل من الدرجات وأعوضها فيما بعد.."

سألت:
" أي موضوع ؟!"

أجابت:
" العلوم الاقتصادية....لا احبه ممل لذلك اسرح اثناء المحاضرة ولا استوعب الّا القليل ...!"

تبسمت بحنوٍ وقلت:
" اجلبيه لنرى..."

حدّقت بسماءيها شاردة ثم رسمت ابتسامة هامسة:
" إنسَ....لا حاجة....شكراً.."

قلتُ بهدوء ناظراً لساعتي:
" هيا لديك الفرصة الآن ...قبل ان اذهب للنوم!"

فكّرت قليلاً ثم وقفت أمامي وهمست :
" حسناً ...لكن بشرط!.."

رفعتُ حاجبي وقلت مازحاً:
" المفروض انا الذي يشترط .."

ثم أردفت:
" أمزح....ما هو شرطك؟!"

أجابت وهي تشبك كفيها خلف ظهرها ناظرة للسقف ثم إليّ وهي تموج بوقفتها كالطالبة المذنبة:
" تحلّها وحدك من دوني...!"

قلت مستغرباً:
" لمَ؟...عليك أن تفهمي الموضوع!.."

قالت بحياء وهي تحرر كفيها وترفع يدها لتبعد جزءاً من غرتها هرب من المشبك من شدة نعومة شعرها:
" لأنك....لأنك.."

قاطعتها بفضول:
" لأني ماذا؟!.."

أجابت بعفوية ونقاء :
" لأنك تكون لطيفاً في هذا الوضع....وأنا لا أريد ذلك!"

ضحكت وقلت:
" هل لطفي يزعجك؟!.."

ردت بغصة معترفة:
" أجل...لأنك تأخذني به بين السحاب ورقته ثم تقذفني فجأة إلى الشمس لتحرقني بلهيبها ..."

تنحنحت بعد أن كشفت لي حقيقتي بالتعامل معها وعدّلتُ جلستي أخفي شعوراً قاسياً يختلج صدري وقلت:
" على راحتك....هاتيه واذهبي للنوم!.."

صعدت وجاءت بحاسوبها وكتابها لأقوم بالمهمة التي وقعت على عاتقي ....وضعته على الطاولة أمامي وضغطتُ على زر التشغيل وفجأة ارتبكتْ بعد ان ظهر أمامنا كلمة السر التي غفلتْ عنها ونسيت وجودها...!!....قطبتُ حاجبيّ وسألتها :
" ما هي كلمة السر؟!"
همست بنفسها بوجل.." يا الله ...ها هي العاصفة آتية من البداية !!.." ثم حاولت استعادة رباطة جأشها وقالت بتلكؤ:
" أنا...سـ...أنا سأكتبها "

رفعتُ حاجبي وقلت:
" لماذا؟!...هل هي كلمة السر الخاصة بالمفاعل النووي؟!.....هيا اكتبيها!...."

أدارت الحاسوب نحوها فأعدته كما كان وقلت:
" ابقيه هكذا..."

قالت بتذمّر وهي تحمله وتضعه على ساقيها :
" هلّا تركت لي بعض الخصوصية من فضلك؟!...ثم هل أنا اعرف كلماتك السرية المهمة؟!.."

كتّفت ذراعيّ مستسلماً بضيق ...الفضول يذبحني!!.....اريد معرفة كل شيء يخصها !!...وبعد أن املَتها أعادته لي وقالت وهي تنهض من مكانها تتثاءب وتتمطّى:
" مشكور سلفاً....اترك كل شيء بعد انتهائك وفي الصباح سأوضّب المكان....تصبح على خير !.."

بدأتُ بحل مهمتها وعقلي توزّع بين الحل وبين انشغاله بكلمتها السرية الثمينة وبعد أن انهيتها بمهارة متقنة وسلّمتها باسمها على الموقع الخاص بالجامعة ....لمعتْ عيناي بمكر وتحدٍ وحدثت نفسي .." هي ثلاث محاولات فقط.....إما اكتشفها وإما تبقى حسرة في قلبي ...!!.."
أغلقته ثم أعدتُ تشغيله مسمّياً بالله....أزلت اسم (صلاح) من القائمة وبالطبع لن يكون اسمها.....سأجرب أمي أو (كريمة)...لكن أمي قصيرة لا تصلح .....خسرت اول محاولة باسم أمها....المحاولة الثانية هل اجرب (عاصي) اللعين ؟!...لكنها ايضاً ذكية وليست بتلك السذاجة لتضع أسماء متوقعة !!....على حين غرة تذكرت دفتر مذكراتها والاعتراف بالحب ....فتبسّمتُ بخباثة ...بسملت وكتبت حروف ( هادي) ثم ضغطت للدخول فتجلّت صورة قمري تتربّع على شاشتها ....زفرتُ أنفاسي بقوة لنجاحي ...القيتُ ظهري للخلف بارتياح وتمتمتُ سائلاً بحيرة الغائبة عني:
" هل آن الأوان لأجازف وأتقدم خطوة نحوك حبيبتي ؟!.."

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


يتبع...




ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:20 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.