آخر 10 مشاركات
ومازلنا عالقون *مكتملة* (الكاتـب : ررمد - )           »          أغلى من الياقوت: الجزء الأول من سلسلة أحجار كريمة. (الكاتـب : سيلينان - )           »          93 - زواج العمر - منى منصور (الكاتـب : meshomasray - )           »          حب غير متوقع (2) للكاتبة: Mary Rock *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك لمستوى الرواية ؟
جيد جداً 85 88.54%
جيد 11 11.46%
سيء 0 0%
المصوتون: 96. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree9699Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-01-22, 08:16 AM   #161

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,551
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع مشاهدة المشاركة
أسعد الله أوقاتك بكل خير أجمل أخت

ما صدقت وينتا أروح البيت لأنه من الصبح وانا بدي ارد عليكِ مع أني مش عارفة اصلاً شو بدي أرد على كلامك اللي أكبر من حجمي ....والله كلامك بلسم للقلوب ...مثل النسمات الربيعية الحلوة....مثل العطر الفوّاح ...مثل كل شي جميل بيخطر عالبال هو هادا كلامك ....شكرا على كل حرف بتهديني إياه بروايتي وبتمنى من قلبي انه ربنا يجعل حروفك كصدقات جارية عنك لأنهن برسمن بسمة عالوجه وفرحة بالقلب يا أطيب روح وأجمل قلب ...ربنا يحفظك ويهدّي بالك


بالنسبة للرواية والله ما زلت خائفة انه ما ترقى لمستواكن وكثير بيجيني شعور انها ما بتسوى وبتندم على نشرها والسبب ليس كثرة او قلة المتابعين لأنه بنظري متابعة مثلك ومثل باقي أخواتي الموجودات معنا بتكفين وبتزدن كمان بصدق كلماتكن وحضوركن المميز المشرّف اللي هو كنز لأي كاتبة بالمنتدى....دمتن مثال للقارئات الراقيات الرائعات

وعلى قولتك روايات كثيرة تحظى بمتابعة كبيرة وفحواها حدّث ولا حرج ...بتذكر صدفة اجت قدامي رواية عليها متابعة باحد المواقع ...صابني حب استطلاع ..دخلتها لقيت البطل بيخطف البطلة وبيغتصبها وقال بتصير تحبه ...انصدمتتت كييف هههه شو المنطق والأدهى التعليقات المشجعة والواااو كأنه انجاز عظيم.....ما قدرت أكملها رغم انها شاطرة بالسرد .....قلت يارب وين وصلت سطحية البنات وتفكيرهن وضاعت مبادئنا وديننا !!!
لذا أعترف انني وضعت مخافة الله امام عيني ومن ثم الحياء فكل حرف سنسأل عنه .....أخاف من الابتذال بالسرد أو زرع قيم خاطئة اللي ممكن تقرأها واحدة وتأثر فيها بشكل سلبي ومن ثم أتحمل أنا ذنبها .....أسأل الله أن يغفر ذنوبنا جميعاً


وجد أنا ما توقعت أكتب رواية لأني ما كنت أميل لهلشي وحتى القراءة ما كانت من هواياتي بس يمكن الانسان بتغيّر مع الزمن أو ميوله بتتغير ....

ما شاء الله عنك وعن اختي موضى فالمكتوب باين من عنوانه انكن قارئات مخضرمات وان شاء الله بنتعلم منكن فأنا مثلا بالنحو مش شاطرة هههه لكن امي شاطرة بالعربي وكانت قارئة سابقة لذا استعين بها لتصحح اخطائي قدر استطاعتها فهي صحتها لا تساعدها كثيرا بالاضافة ان التصليح يكون بوجود ضجة الاحفاد فالتركيز صفر هههه وحمدا لله أسعد عندما تجد لي اخطاء بسيطة جداً وليست كثيرة ويبدو أن هذا صدفة حسب السليقة ههههه أما الاملاء مشكلتي هي اغلب الاحيان في الهمزات متى تكون (ؤ ء ئ أ )......وايضا لو ركزتِ ستجدين بعض الاخطاء الاملائية سقطت سهوا ههههه فبعدما اقوم بالنشر واراجع اكتشفها في الحال لكن مع الأسف السلبية هنا في المنتدى أننا لا نستطيع التعديل بعد النشر....أتمنى أن يضيفوا هذه الخاصية للضرورة....

وأعود وأكرر شكرا شكرا شكراا على دعمك المتين واشكر الله على أنه عرّفني على انسانه برقيّك وطيابتك.....دمتِ شمساً تنيرين المنتدى وعائلتك ...
مرحبا.صباح الخير حبيبتي ألحان الدنيا

حبيبتي انا لم اجاملك في حرف واحد مما قلته
صدقا أستشعر نبل أخلاقك وحرصك وتقواك فيما تكتبين
عندما اقرا لك اشم عبق الأقصي الكريم
أكرمنا الله بزيارته والصلاة فيه

في البداية ظننتك سورية لان لسانك حلو
هذا تعبير بنقوله عندناعلي الناس اللي كلامهم مهضوم مثل ما تقولون
ولطالما أحببت السوريين جدا من حسن كلامهم
وايضا من حلوياتهم الشرقية الجميلة ههههههه
ربما كانت البلد الوحيد التي تمتيت العيش بها
حتي شوارعهم ومنازلهم والورش الحرفية
نسخة من مصر فلم اكن ساشعر بغربة
اصلح الله لهم الحال يارب ورد غريبهم وأمن وطنهم

اما فلسطين فهي بقلب كل عربي ولمصر قلبنا كله لها مستقرا
اراها كعبة الجمال بكل مدنها ذات الطابع الروحاني الاصيل
آية الجمال علي الأرض
يكفي ان كل شبر من ارضها وترابها تعطر وتزكي بخطي رسول
اكرمكم الله حبيبتي وأمن اوطانكم وعفا عنكم من ظلم وعدوان اعداء الله
ارض الابطال انتم وربي حفظكم الله وسلمكم

اما عن قولك انك لم تفكرى بعد في كتابة رواية اخرى
فلن نسمح لك بذلك بل سنأخذ الوعد انا وحبيباتي القارئات بروايات عديدة
حتي تصل للالف علي اقل تقدير
وربى لا اجاملك كنت لتوى اكتب لصديقتي اصغر كاتبة بالمنتدى رنا الليثي كاتبة واعدة تكتب روايتها
الثانية *عازفةالرعد* وأقص لها كم انت رائعة وموهوبة جدا

اما عن كلامك الطيب عني فهو يخجلني واكثر مما استحق
وتذهب كل فصاحتي ادراج الرياح ولا أعرف كيف ارد
اكرمك الله واعطاكي من دعائك لي المثل واكثثثثثثثثر حبيبة قلبي

ليتك يا نسرين تفتحي صندوق الرسائل الخاصة لديك
فهو لا يستقبل رسائل فكيف ساتواصل معك
فقد ارسلت لك تهنئة بالعام الجديد
وطبعا لم تصل
احب التواصل كثيرا مع صديقاتي
تقدرى تقولي عاملة مكتب بريد صغير هههههه

من الواضح ان المنتدى كان معطلا
ظننت انه لدينا فقط..له يومان علي هذا الحال
ربنا يهديه ويستقر

وسانتظر الفصل حالما تستطيعين إنزاله حبيبتي

دمتي اختي وصديقتي
في حفظ الله ورعايته


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-22, 01:07 PM   #162

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم.....

اعتذر عن عدم انزال الفصل بسبب خلل بالمنتدى وأرى أن الخلل ما زال قائماً....فاحيانا يدخلني واحيانا لا وكذلك لوحة التنسيق والتعديلات في الرد اختفى منها الكثير فلا يمكنني من غيرها لتنسيق الفصل......أرجو ان يتم اصلاح هذه المشكلة لنتمكن من انزاله من غير نقصان أو عراقيل...


دمتم بخير...


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-22, 01:33 PM   #163

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح الخير حبيبتي ألحان الدنيا

حبيبتي انا لم اجاملك في حرف واحد مما قلته
صدقا أستشعر نبل أخلاقك وحرصك وتقواك فيما تكتبين
عندما اقرا لك اشم عبق الأقصي الكريم
أكرمنا الله بزيارته والصلاة فيه

في البداية ظننتك سورية لان لسانك حلو
هذا تعبير بنقوله عندناعلي الناس اللي كلامهم مهضوم مثل ما تقولون
ولطالما أحببت السوريين جدا من حسن كلامهم
وايضا من حلوياتهم الشرقية الجميلة ههههههه
ربما كانت البلد الوحيد التي تمتيت العيش بها
حتي شوارعهم ومنازلهم والورش الحرفية
نسخة من مصر فلم اكن ساشعر بغربة
اصلح الله لهم الحال يارب ورد غريبهم وأمن وطنهم

اما فلسطين فهي بقلب كل عربي ولمصر قلبنا كله لها مستقرا
اراها كعبة الجمال بكل مدنها ذات الطابع الروحاني الاصيل
آية الجمال علي الأرض
يكفي ان كل شبر من ارضها وترابها تعطر وتزكي بخطي رسول
اكرمكم الله حبيبتي وأمن اوطانكم وعفا عنكم من ظلم وعدوان اعداء الله
ارض الابطال انتم وربي حفظكم الله وسلمكم

اما عن قولك انك لم تفكرى بعد في كتابة رواية اخرى
فلن نسمح لك بذلك بل سنأخذ الوعد انا وحبيباتي القارئات بروايات عديدة
حتي تصل للالف علي اقل تقدير
وربى لا اجاملك كنت لتوى اكتب لصديقتي اصغر كاتبة بالمنتدى رنا الليثي كاتبة واعدة تكتب روايتها
الثانية *عازفةالرعد* وأقص لها كم انت رائعة وموهوبة جدا

اما عن كلامك الطيب عني فهو يخجلني واكثر مما استحق
وتذهب كل فصاحتي ادراج الرياح ولا أعرف كيف ارد
اكرمك الله واعطاكي من دعائك لي المثل واكثثثثثثثثر حبيبة قلبي

ليتك يا نسرين تفتحي صندوق الرسائل الخاصة لديك
فهو لا يستقبل رسائل فكيف ساتواصل معك
فقد ارسلت لك تهنئة بالعام الجديد
وطبعا لم تصل
احب التواصل كثيرا مع صديقاتي
تقدرى تقولي عاملة مكتب بريد صغير هههههه

من الواضح ان المنتدى كان معطلا
ظننت انه لدينا فقط..له يومان علي هذا الحال
ربنا يهديه ويستقر

وسانتظر الفصل حالما تستطيعين إنزاله حبيبتي

دمتي اختي وصديقتي
في حفظ الله ورعايته

رغم أنني لم انزل الفصل الّا أنك لم تحرمينني من روعة كلماتك اختي الغالية آمال.....حفظك الله ورزقك من فضله ...مهما أقول لا اوافيك حقك......


هههههه ربما تقارب اللهجة في بلاد الشام جعلك تظنين ذلك.....أنتِ وقلبك الحلوان يا غالية......عندنا في فلسطين نقول (زاكي ) بدل (مهضوم) ههههه......ويارب يكتب الله لك زيارة الأماكن التي تحبينها وأن تتذوقي من خيراتها....

حب الأقصى يجمعنا كعرب ومسلمين اخوان ولا أنسى أن مصر منذ صغري كانت الأقرب لقلبي فهي أم الدنيا بلا شك....زرتها 3 مرات....مرتين وانا صغيرة ومرة يوم شهر العسل مع أن كان الدارج حينها السفر لتركيا الّا اننا انا وزوجي اخترناها لحبنا لها ...وأتمنى أن يزور اشقاءنا العرب بلادنا ليستمتعوا بجمالها وللصلاة في رحاب الأقصى باذن الله....


بالنسبة لكتابة رواية أخرى يا ليت...انت تعطيني اكبر من حجمي ...انا اذا أنهيتِ هذه على خير سأشعر أنني انجزت هههههه ....مع أنني كتبت رؤوس اقلام لرواية اخرى اثناء كتابتي هذه الّا أنني لا اظن ساخرجها الى النور او حتى لا اعلم ان قررت اكمالها اساساً وذلك لاسباب خاصة...
وصدقاً أخجل كثيراً عندما تثني على روايتي والآن زيدي على ذلك أنكِ تتحدثين عني لكاتبة مميزة وموهوبة مثل اختنا رنا الليثي هذا كثير جداً....لقد رأيت رؤوس أقلام من كتاباتها وهي ما شاء الله لغتها واسلوبها قوي واتمنى ان اتعلم منها....رغبت بمتابعة روايتها لكنني أرى بسبب بلاغتها وقوتها أنها تحتاج لتركيز تام مني هههه وللأسف افتقد هذا بسبب المسؤوليات والأولاد ....لكن باذن الله ساحاول متابعتها ان وفقني الله لذلك.....

كلامي انا او غيري عنك هو أقل ما تستحقينه ....فلا يمكن أن ينكر احدنا جمال تعليقاتك التي تخترق القلب من غير استئذان.....

لم انتبه لمسألة قفل الرسائل ...اكيد اثناء التسجيل قمت بهذا بعشوائية.....ساحاول الأن فتحها وان لم انجح فاعلمي انه بسبب الخلل.....فانا يشرفني ويسعدني أن نتواصل بكل حب وود اختي آمال الجميلة....

القاكِ على خير باذن الله.....


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-22, 06:19 PM   #164

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس عشر (( موعِد زفاف ))


تضحكان بسعادة وهما تنتقلان من لعبة الى أخرى وسط هذا الاكتظاظ الجماهيري والأجواء المبهجة التي تكون في أيام العيد.....لقد زارتا مدينة الملاهي لترفّها عن نفسيهما بعد ضغط الامتحانات ورحيل شهر رمضان....كان هذا اقتراح وبإصرار من صديقتها (ميار) بعد حوالي أسبوعين من حالة الاكتئاب التي عاشتها (ألمى) بسبب غيابي وعدم تواصلي معها اثناء رحلتي فشجّعتها على الخروج لتعدّل مزاجها ولتهتم بنفسها لاقتراب موعد عودتي كي لا أراها بصورتها الشاحبة ....استجابت لصديقتها متحمّسة , متشوّقة تريد أن تمضي ما تبقّى من ايام بلمح البصر !!....ومع انتهاء هذا اليوم وهو اليوم الثاني من عيد الفطر اتفقتا سوياً للخروج غداً للتسوق ولزيارة صالون التجميل لتتدللا وتهتما ببشرتهما وشعرهما فلم تأتيهما الفرصة قبل العيد بسبب انشغالهما بالجامعة والواجبات والامتحانات......!!
×
×
×

نفذتا اتفاقهما في اليوم التالي ....توجهتا لأكبر المجمعات في المدينة تشتريان ما تريدان وما لا تريدان من اكسسوارات وأشياءً أخرى تخص الفتيات ......وقفت (ألمى) أمام محل لبيع ملابس المحجبات فاستغربت صديقتها سائلة:
" ما بكِ تقفين كالبلهاء أمامه ؟؟"

ضحكت وأجابت:
" بالطبع لا أريد أن أتحجب فأنا ما زلتُ صغيرة...لكنني أردت احداث بعض التغييرات بنمط لباسي اليومي!.."
نظرت الى يمينها نحو صديقتها ثم أعادت عينيها إلى النافذة الزجاجية الكبيرة الخاصة بالمحل تمعن النظر بما يعرض فيها من ملابس محتشمة ثم سألت بذهول :
" أنتِ؟؟!...كيف ولِمَ؟؟....لا أفهم!!"

سحبتها من يدها لتدخلا المحل دون أن تجيبها وبدأت تفتّش بين الرفوف والعلّاقات حتى اختارت بضع قطع لتجربتها وهي مسرورة.....كانت تضعها في سلة بعد أن قامت بقياسها وبدأت تخرج قطعة تلوَ الأخرى وتقول للتي معها :
" سآخذ هذه وهذه وتلك..."

شهقت (ميار) هاتفة باستنكار:
" مجنونة!!...ما هذا الذوق؟؟...انظري كم هي فضفاضة ستخفي جمال جسدك !"

أجابتها ضاحكة :
" أعلم....لكني أفعل هذا من أجله لأفاجئه فطالما علّق على لباسي وانتقده بسبب ضيقه وقصره !!.."

قالت بحيرة:
" صحيح أنه حائط وسيم ويجب فعل ما يرضيه ..لكنك بهذا تصبحين فتاة أخرى أكبر سناً وأقل مستوى...!!"



غمزتها هاتفة بثقة:
" لا يهم....المهم أن يراني كما يحب ...وبعدها بالتأكيد سأقنعه ليتقبّل لباسي المعتاد!!"

بعد أن أنهيتا التسوّق دلفتا الى صالون تجميل تكون (ميار) زبونته فهي تواظب على زيارته لأنها من متتبعي أحدث صيحات الموضة من تسريحات الشعر!!!.....بينما كانت مصففة الشعر تهتم بها وبشعرها...سألت صديقتها التي تنظر إليها :
" ألن تقصي شعرك؟"

أدارت وجهها الى المرآة محتارة ...تلعب بشلالها الأسود برقة ودلال وهمست :
" سأقص غرّتي لقد طالت وأطراف شعري المتقصفة فقط!!"

شجّعتها هاتفة:
" لمَ لا تجرّبين تسريحة جديدة؟...الشعر المتوسط والقصير هو الدارج في هذه الأيام ....انظري الى شعرك يصل الى خاصرتك وأنت بنفسك تشكين لنا صعوبة تسريحه "

ردّت بخجل وعيناها تشع شوقاً :
" لا أريد.....ربما يحب شعري هكذا "

تأففت يائسة منها وقالت:
" أنتِ حرة.."

بعد قليل تنحنحت (ألمى) وهي تصوب عينيها لعينيّ صديقتها في المرآة وقالت :
" ممم....أفكر في ادخال خصل شقراء إليه....ما رأيك؟"

التفتت لها وشعرها ما زال بقبضتي المصففة وأجابت بتعجّب:
" منذ متى تحبين الأشقر؟؟..دائماً تنتقدين لميس لأنها تقوم بصبغه بالأشقر وكنتِ دائمة التباهي بسواد شعرك..!!"

اخفضت عينيها لأصابعها التي تلعب بهم على ذراع الكرسي بتوتر وقالت:
" أراه يميل للون الشعر الأشقر ....يعني أعتقد ذلك!"

أسندت ظهرها مشيرة للمصففة بمتابعة عملها وقالت وهي تنظر لانعكاس صورة صديقتها بالمرآة:
" جرّبي لنرى ألمى الشقراء.."

وضحكت غامزة لها بعد انتهائها من جملتها ثم قالت للمصففة تستشيرها :
" ما رأيك هل يكون جميلاً هذا ؟؟...شعر اسود بخصل شقراء ؟"

أجابتها وهي تقص لها شعرها بمهارة:
" أرى أن تغيّر لون شعرها بالكامل بخلفية كستنائية ثم ادخال له الخصل الذهبية...يكون متناسقاً ومبهراً.."


قالت (ألمى) بتيه واستغراب:
" لكن لون حاجبيّ أسود...لن يكون جميلاً!!"

تبسمت وردّت على الفور:
" سنقوم بتغيير لونهما ايضاً.."

تحمست للمظهر الجديد الذي ستظهر به وبعد لحظات همست سائلة بتوجس:
" ماذا ان لم يعجبني ..او..يعجبه؟!"

أشارت الى رفوف جانبها :
" لا تقلقي...هذه مستحضرات لإزالة الصبغة "
×
×
×

بعد ما يقارب الساعتين من تواجدهما في الصالون ...خرجتا تلعب كلٌّ منهما بشعرها فرحتان بمظهرهما الجديد فهتفت (ألمى) بثقة:
" هذه أول مرة أجازف بشعري...لم اكن أتوقع أن يتغير شكلي لهذه الدرجة !!...أتوّق لرؤية ردة فعله عندما يرى ألمى الشقراء..."


ضحكت وردّت مازحة:
" في الحالتين جميلة وفاتنة لكن سنرى أي طلاء يفضّل حائطك ليدهن به عينيه.."

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

العاصمة لا تبعد كثيراً عن مدينة السيد (سليم الأسمر)....كان موعد زيارتنا للسجن في ساعات العصر وهو خاص بالسجناء الأمنيين والسياسيين ...بالكاد حصل على ساعة لنقابل بها شخصاً الى الآن أجهله !؟...وكان هذا بفضل صديقي (سامي) مع السيد(سليم) بمساعدة اصدقائهم!!....استقبلنا هناك اللواء (جمال) في غرفته احتراماً للسيد (سليم) ومنصبه وبعد المصافحات والقليل من الممازحات ...بدّل نبرة صوته للجد ووجّه كلامه لي آمراً:
" ستدخل الغرفة وحدك ولا أريد أي شوشرة تفتح علينا باب السين والجيم....هذا يعتبر لقاء من تحت الطاولة "

قلت وانا ما زلت تائهاً لا أعلم علاقتي بالموضوع:
" من هذا الذي سأدخل له وما علاقتي به ؟!.."

ضحك وأجاب بصوت جهوري :
" الطيّار!!....هل سمعت به ؟!"

شردت بالفراغ ابحث بين صفحات ذاكرتي وقلت:
" كلا......لا اذكر هذا الاسم!!"

فقال مجدداً:
" منذر حسين الأشوَل؟!"

حرّكت حدقتيّ متابعاً بالبحث في عقلي وأجبت بهدوء بعد برهة:
" في أول بداياتي في المعسكر ذُكر هذا الاسم أمامي ..أعتقد كان مديحاً له بمهارته بالقناصة...شيئاً من هذا القبيل !!"

عبست ملامح السيد (سليم) وقال:
" نعم...ولّقب بالطيّار لأنه يقنص ويختفي طائراً دون ترك أثر"

أضاف اللواء (جمال):
" قُتِل على يده العشرات ....فهو قاتل مأجور يعمل لمن يدفع أكثر ...لا انتماء سياسي له وقبل ست سنوات ألقيَ القبض عليه عندما حاول اغتيال عضو في البرلمان بعد أن وشى عنه شقيقه الذي كان يسير على خطاه ثم تاب بعدها..."

بدأت دمائي تسخن فضولاً فسألت بضيق :
" أريد معرفة علاقتي بالموضوع ...لا شأن لي بتاريخ ذلك المجرم.."

تنهد السيد (سليم) وقال دون مقدمات :
" هو قاتل والدك.."

نطق كلمته لتصل دمائي الساخنة حد الغليان بل الفوران فنهضت بعزم مستقيماً بوقفتي بوجهٍ قاتم مشدود الفكين وعيناي تذرف حقداً صارخاً بقوة :
" اللعين ...سأحرقه ...هيا أدخلوني له !!"

أسند اللواء (جمال) ظهره على كرسيه الجلدي براحة يشبك أصابعه ببعض واضعاً ذراعيه على بطنه البارز هاتفاً ببرود ساحق :
" هذا ليس من ضمن اتفاقنا سيد هادي ....اهدأ لتقابله والّا لعدتُ أدراجك بخفيّ حُنيْن.."

اتجهتُ بحركة جنونية نحو الباب وصرخت:
" لن أهدأ سأقتله....أتفهمان ؟؟....سأقتل ذاك الحقير ..."

هدرَ بي السيد (سليم) قائلاً:
" ماذا جرى لك ؟؟....كفاك تهوّراً وانفعالاً...لم اعهدك هكذا....قل لي ماذا ستستفيد من قتل ميّت في السجن والمجرم الحقيقي , الرأس المدبر , الحاقد ينعم بالحرية والرفاهية في الخارج ؟!"

قبضتُ جبيني برؤوس أناملي أشد عليه , أحاول أن أسكن انفعالاتي والصداع الذي باغتني من صراخي ...زفرتُ أنفاسي ثم استغفرت هاتفاً وأنا أوليهما ظهري:
" كيف عرفتما أنه هو ذاته القناص ؟؟...لقد ذكرتما أنه قبض عليه عندما حاول اغتيال عضو في البرلمان...كيف توصلتما انه هو من ...من قتل والدي؟؟"


التفتُّ لهما فأجاب اللواء (جمال):
" سلّمناه لمحقق يخرج الاعتراف من فم الميّت لكي يعترف بكافة الجرائم التي ارتكبها وكان من ضمنها جريمة قتله لوالدك متحملاً كامل المسؤولية....لكن السيد سليم لم يقتنع أنه هو من خطط ونفذ لوحده فقابله بالسجن وحصل مشادات بينهما ليقرّ عن عاصي لكنه أبى وصمد دون أي اعتراف فقلت للسيد سليم حينها أن..."

قاطعه السيد (سليم):
" أخبرتك أنني أثق بجنودنا الشرفاء وليس بأولئك النجس....محيي الدين رحمه الله قال الحقيقة لطباخ الثوّار كأمانه ليوصلها لي وهذا ما حصل....لن اقتنع بشيء غير ذلك !!...هذا اللعين يكذب لا اعلم السبب لمَ لهذه الدرجة متكتم !!.."

ثبّت بصره إليّ وأضاف بحزم :
" أريدك أن تخرج الاعتراف منه بطريقتك .."

قلت بجفاء:
" ماذا سيفيدنا اعترافه إذا كان لا يجلب ذاك الحقير للسجن؟؟... لأنه لا يوجد بين وطننا وتلك الدولة أي اتفاقية او معاهدة لتسليم مجرمين سياسيين وغيره!! "

قال :
" أنت تعلم أننا نعمل جاهدين على جلبه الى هنا بطريقة أو بأخرى لكن يجب أن تكون الأدلة التي تخص خيانته للدولة والشعب والاختلاسات بين أيدينا لندخله السجن أولاً على ذمة التحقيق بها وهذه مهمتك وبعدها نبدأ بكشف أوراقه ورقة ورقة......نحن لا نملك خيوطاً تخص جريمة والدك والشاهد الوحيد هو الطبّاخ ...فعلينا جلب أدلة أكثر مثل اعتراف هذا اللعين وبعد أن ننجح ان شاء الله بأخذه من الطيّار نستطيع حينها القاء هذه التهمة عليه وهو مسجون لنضغطه ونحصره بها وسنجتث اعترافه رغماً عنه سواء بالسلم أو بالإجبار ..!!.."

أخذتُ شهيقاً وزفرته بقوة هاتفاً:
" حسناً...أريد قراءة ملفه أولاً لمعرفة بعض المعلومات الشخصية عنه "

تبسّم موافقاً اللواء (جمال) ثم ضغط على زر ليدخل أحد العساكر وطلب منه جلب الملف من غرفة الأرشيف ....بعد ربع ساعة جلبه فخرجت لقراءته بهدوء ثم عدت لهما قائلاً بصوت هادئ ثابت :
" أنا جاهز لمقابلته ..."

ضغط مرةً أخرى على الزر ليدخل نفس العسكري وبعد دخوله ناداه ليقول له كلمة في اذنه ثم أمرني باللحاق به.......دلفتُ الى غرفة جدرانها باهتة ورائحة الرطوبة تنتشر بفضائها ...بابها حديدي يأكله الصدأ وفيها شباك زجاجي عازل للصوت فقد صفة الشفافية بسبب البقع الموجودة عليه غالباً منذ قيام الدولة..!!...وبحكم خبرتهم أزالوا الكرسيين والطاولة منها ووضعوا وسادتان لكل منا لنجلس أرضاً من غير أي أدوات بعد أن اخذوا ساعتي وهاتفي وحزامي وحذائي الرياضي....مؤكد احتياطاً من جنوني !!...لكنهم نسوا أخذ يديّ فأنا لستُ بحاجة لأدوات إن قررتُ قتله!!......ربّعتُ ساقيّ على الوسادة وجلت بنظري على زوايا الغرفة الضيقة....لحظات وفُتح الباب فاستدرتُ برأسي وحاولت الحفاظ على هدوئي فور ادخالهم له...كان رجلاً أربعينياً لكن مظهره يوحي لأكبر من ذلك بكثير....ذقنه تنمو بعشوائية لونها بني يخالطها بياض خفيف ووجهه احمر مُنمّش بحاجبين ملتصقين...عيناه بلون ذقنه فيهما نظرة انكسار بعد جبروت وقوة.....شعره حليق أو حتى بدا لي أنه أقرع وليس بسبب تعليمات السجن..!!...عدلتُ جلستي وانا مكاني فاقترب بخطى ثابته يحاول أن يُظهر هيمنته ويخفي انكساره....رسم ابتسامة على زاوية فمه سائلاً بلا مبالاة :
" من أنتَ؟...وماذا تريد مني؟"

تصنّعتُ الضحكة مشيراً له بالجلوس وأنا أكابد للتحكم بأعصابي ففعل وهو يتأمّلني بفضول ينتظر اجابتي وإظهار هويتي التي يسأل عنها...!!...لم أرُدّ فغيّر صيغة سؤاله وهو على حاله يظهر لا مبالاته:
" من هذا الوسيم الذي أراد مقابلتي؟!"

اتكأت بكف يميني على الأرض خلفي وظهري منحني قليلاً للوراء , أضع ساقاً تحتي والآخر اثنيه منتصباً بركبتي أسند ذراعي الأخرى عليها وسألت بكل هدوء مضاد لأعاصير قلبي التي تهبّ لاقتلاع اضلاعي من قوتها :
" من هو عاصي رضا بالنسبة لك ؟!"

تبدّلت ملامحه للشحوب فإنه لم يستطع اخفاءها لكنه أيضاً لم يستسلم وكرر سؤاله بعنجهية :
" من أنت؟....لا أجيب على أي سؤال دون معرفة من امامي "

أجبته ببرود وأنا انظر الى زوايا الغرفة لأقلل من قيمته وأذلّه :
" جئت لأسألك لا لتسألني ..!"

أجاب مكابراً:
" أعتقد أنك أنت من تحتاج أجوبتي لذلك على الأقل عرّف عن نفسك أو اتركني لأعود لزنزانتي !!.."

دنوتُ منه منحنياً بظهري للأمام متكئاً بكف على الأرض والأخرى أمسكه بتلابيب لباسه السجن بعنف وزمجرتُ قائلاً:
" أنا عذابك.... هذه هي هويتي ..!!"

ضحك ساخراً:
" هل ستعذّب ميّت ؟!"

أجبته ساخراً مثله:
" السجن هو قبرك وقتلي لأفراد اسرتك بالبطيء هو عذابك في هذا القبر...ألم تسمع عن عذاب القبر؟!...ما رأيك ؟!"

ارتبك يبتلع ريقه ثم قال بصوت مهزوز :
" ماذا تريد مني ؟!....لا ذنب لعائلتي....اتركهم في حالهم !! "

قلت بثقة قاسية وفي داخلي غير راضي لأن هذا ليس من طبعي التهديد واستخدام الأبرياء لمهامنا :
" اجاباتك هي حمايتهم مني ومن غيري وعنادك هو احضاري في كل زيارة هدية لك... رأس أحدهم ....مممم.....أتحب أن أيَتم اولادك من أمهم أولاً أم أحرق قلبها مثلا على تلك الصغيرة التي تعاني من مرض التوحّد ؟!....."

استطردت بقسوة أشد :
" أو أمنع الدواء عن ابنك الأوسط المصاب بالسكري حتى ينهار..."

أكملت محدقاً بالسقف أدّعي التفكير :
"ما اسمه؟.. ذكرني ؟!!...مجيد ؟؟...مجد؟؟....نعم مجد "

صوبت حدقتيّ عليه بنظرة حارقة وأضفت بنبرة جافة :
" ها أخبرني بمن تحب أن أبدأ ؟!...قل لي لمن تشتاق لأجلب لك رأسه سريعاً "

رفعتُ سبابتي أحركها متوعداً وهتفت بنظرة تحذيرية :
" إعلم أن الذي أمامك قلبه توّزع الى قطع ...ناس سرقوه وناس سحقوه وناس أحرقوه ....لم يتبقَّ لي قطعة منه تنبض كي أشفق على أحد لكن لي عقل يخطط ويدان تنفذان في الحال فاحذرني ولا تلعب معي !!.."

صرخ بعينين غاضبتين يختلط بهما الخوف والارتباك:
" اسأل ما تريد ..."

قلت :
" سؤالي الأول...من هو عاصي رضا بالنسبة لك؟!"

سأل بذكاء :
" من أين أعرف أنك لست من رجاله وجئت لتختبرني ؟!"

هتفت بهدوء :
" هل هو غبي لهذه الدرجة ليبعثني عندك لتدلي بما لديك عنه في سجن أمني مراقب لا تدخله ناموسة ولا يُنطق حرف دون سماعه ومعرفته ؟!...هل سيأتي بالدب لكرمه ؟!"

نكس رأسه للأرض وأجاب بقهر :
" هو شخص خسيس , وغد , ماكر , أناني لا يؤتمن ولا يُصدّق!"

شقّت ثغري ابتسامة ساخرة وسألت:
" لمَ؟...اسمه لامع وله مكانته!!"

قال:
" لامع بالنصب والخداع والقتل ....لقد وعدني اذا جاء يوم ودخلت به السجن سيساعدني ويوكّل أمهر المحامين.....وعند اتصالي به للخارج أنكر معرفته بي وبدأ برفض مكالماتي !!"

سألت :
" ما نوعية العمل الذي بينكما؟!"

تنهّد وهتف:
" هي مرة واحدة فقط!!....لكن حجمها كبير"

اضطربت احشائي وتصاعدت الدماء الى وجهي لأنه يقصد بعبارته تلك مكانة والدي وثمن العملية ...!

قلت آمراً بصوت ثابت:
" أخبرني عنها بالتفصيل !!.."

ردّ وهو يشيح رأسه جانباً هارباً بحدقتيه للحائط:
" لا استطيع...لا يمكنني ذلك!!....لا أخشى على نفسي انما على عائلتي ...سيقتلهم لقد هددني "

شددت فكيّ وبرزت عروقي وقبضتُ عنقه بيميني هادراً بصلابة :
" إن لم يفعل هو سأفعل أنا فور خروجي....هيا اخبرني"

اختنق وجهه وأصدر ألواناً وهو يكابر رافضاً فصفعته وحررتُ عنقه وبدأ يسعل يستعيد أنفاسه ...فصرخت:
" من يكون محيي الدين الشامي ؟!"

جحظت عيناه وأعاد ظهره للوراء وكأن عاصفة خريفية قوية اجتاحت المكان مع هذا الاسم.....تأججت النيران في عروقي فجلجلت الغرفة في صوتي لأنه لم يجب:
" أجبني من يكون ؟؟"


ولمّا لم يرد وكان في حالة جمود قلت بصوت ساكن فيه نبرة سموّ وكبرياء:
" سيدُك محيي الدين الشامي هو والدي.."

ثم لكمته على وجنته قائلاً بصوت مرتفع صارم:
" أتفهم ؟!...هل عقلك استوعب ؟!...أم أفهمك بطرقي الخاصة؟!"

ازدرد لعابه ووضع يده أمام وجهه لحماية نفسه وقال بصوت خائف:
" ليس ذنبي...لا أعرفه شخصياً....أنا....أنا فقط نفّذت ما أراد بعد أن دفع لي مبلغاً كبيراً دون ان اهتم بتاريخ وهوية الضحية..."

لكمة أخرى ألصقتها بفمه وهتفت:
" تنهي حياة انسان من أجل بضعة قروش!!....لو كان بينكما ثأر أو مشكلة ربما عذرناك...لكنك هكذا بكل قسوة ودون ضمير وبقلب ميّت تلطخ يديك ...تخسر
دنياك وآخرتك وتشرّد أبرياء بسبب قروش نتنة لا بركة فيها ...أموال حرام تذهب مع الريح كيفما تأتي!!.."

قال بنبرة ناقمة , حاسدة وحسرة:
" ربما انت وُلدت وبفمك ملعقة ذهب لهذا تلقي خُطبك بسهولة ...أما من عانى الفقر والذل ....من نام لأيام هو وزوجته وأولاده من غير طعام لا يفكر مثلك !!.."

استندت ارضاً على ركبتيّ نصف واقف ومسكته من ياقته بيديّ أهزه وأصيح به ألماً وكُرهاً:
" لو كل من عانى الفقر اصبح قاتلاً لقضى نصف سكان الأرض على النصف الآخر.....تشرّدنا وعانينا القهر والفقر لكن ثقتنا بربنا كبيرة...هو يضعنا بامتحانات يختبر صبرنا وعلى قدر صبرنا يعطينا من خيره ....أما أمثالك يلجؤون الى الشيطان بأنفسهم فماذا ينتظرون غير هذا من العذاب والذل؟؟!!"

نفثتُ أنفاسي المشتعلة بقوة وقلت بأسى:
" لو أنك نبهته عن غدر الوغد له بذمة وضمير لحماك وعائلتك وأعطاك مالاً وعملاً لتعيش بشرف معهم ...لكنك اخترت ان تصبح عبداً للشيطان عاصي رضا.."

أضفت ببرود:
" هيا أخبرني التفاصيل... فها أنت عرفت من أكون وما يمكنني فعله للانتقام لأبي"

تنهدت واستطردت بهدوء :
" اخبرني وأعدك بحمايتهم منه...ثم أنه لن يعلم الّا وهو بالسجن بإذن الله"

طأطأ رأسه بانهزام وهتف بصوت ضعيف :
" زارني مرة في بيتي واقترح عليّ مبلغاً كبيراً...أقبض نصفه قبل العملية والنصف الآخر بعد القضاء عليه ..وشرّط أن أوثّق له ذلك بالصور و..."

كأن السقف انهالَ على رأسي عند سماعي طلبه الدنيء .....أشعر أنني تحت الأنقاض ولا استطيع إزاحة الردم عني ...لا استطيع التنفس ...المكان يخنقني ...فقاطعته أدوي بصوتي علّني أحرر أنفاسي :
" الحــقير...الملعون....لم يكتفِ بقتله ...أراد ايضاً الاستمتاع بصوره.."

نظر اليّ بحذر ووجهه مصفرّ يعتريه الفزع وأكمل:
" أعطاني آلة تصوير صوت وصورة صغيرة...لأنه...لأنه.."

صرخت به:
" لأنه ماذا؟!"

أجاب وجبينه يتصبب عرقاً :
" لأنه يريد التمتع بأنينه وقت الاحتضار...!!"

لا وقت لتمالك الأعصاب ولا للهدوء ...لا مجال لإحكام العقل في هذه اللحظات بعد أن اخترق أذنيّ الكلام عن أحقر وأدنى وأقسى جريمة قتل ....لم يرتوِ من انهاء حياته وحسب!!....بل أراد التمتع بهذه المشاهد متى رغب بذلك وكأنه ذاهب للسينما للترفيه عن نفسه مع عائلته !!....تركتُ عقلي في سباته واستسلمتُ لانفعالاتي لأبدأ بضرب وركل من كان أمامي من غير رحمة حتى ثبتّ فوقه أصفعه صفعات تخفف من غلّي...كيف أرحمه وهو لم يرحم أبي ؟؟!....كيف ؟....كنتُ مصعوقاً وأريد أن أفرّغ شحناتي ...أضرب وأضرب مغشي على بصيرتي ...
" اللعنة عليكما....اللعنة يا نجس يا مجرمان ....سأنهي حياتكما أيها الوغدان.."

أشتم وألكُم...أشتم وألكُم ..وناري تزداد اشتعالاً !!....وضعته هدفاً لي لأخرِج قهر السنين وعذابي عليه ...وما كانت الضربات الا مضاعفة للعذاب داخلي لأني مكبّل بأصفاد المهمة عن قتل ذاك النجس (عاصي) عندما يكون امامي!!...كيف يختبرون صبري عليه ؟!...إلى أي حد يثقون أنني لن انهيه بيديّ؟؟.....عدتُ مركزاً بالذي أثبته تحتي وحاوطت عنقه بيديّ أضغط بإبهاميّ على بلعومه لأسد القصبة الهوائية وأمنع وصول الأوكسجين ولم أعِ الّا بأيدي كثيرة تحاول سحبي وافلاته مني...كان هؤلاء أربعة عساكر سحبوني من فوقه بقوة ولولا دخولهم لخرجت روحه بين يديّ....كنتُ مستشيطاً غضباً , حركاتي عدوانية عنيفة ولم أفكر بأي نتائج وخيمة سأصل اليها...كنت أرى وجه أبي المتألم أمامي ووجه الملعون يبتسم .....لا أستطيع التحمل !!......كأنني مربوط بسيارتين بذراعيّ وساقيّ وبدأتا بالسير باتجاهين متعاكسين ... .أشعر بجسدي انشطر الى قسمين...آهٍ ثم آه...لا غيرَ لي سواك يا الله ....كانوا يحاولون اخراجي وانا أضع كل ثقلي على الأرض أريد أن أعود إليه.....قبل اخراجي من الباب استطعتُ التحرر منهم بكل قوتي ثم اندفعت اليه مجدداً اسأله هاتفاً بحقد :
" أين سلمته آلة التصوير؟!.."

بالكاد استطاع الوقوف بمساعدة احد العساكر ..مسك بيدٍ بطنه وبالأخرى يمسّد على عنقه وأجاب بصعوبة وهو يسعل وفمه يقطر دماً:
" سلّ..سلّمته إياها فـ....في مكتبه الخاص ببيته... الموجود ...في العاصمة هنا !!.."

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

ألقيتُ حقيبتي على السرير العريض في غرفتي ....أنهكني تعب السفر وما عانيت هناك في بلادي الأم...من ينظر لحالي يعتقد أنني كنتُ أخوض معركة ضارية لا لزيارة اهلي....ففوق تعبي ومقابلتي للمجرم (الطيّار) كان الأصعب لحظة فراقي عن عائلتي وأكثر ما يؤلمني هو دموع نبض الحياة أمي الغالية التي تنزل كالماء المغليّ على جلدي......توجّهتُ للاستحمام أمشي بخطى بطيئة واهية قبل أخذِ قسطاً من القيلولة ....فالحمد لله ان موعد رحلة العودة إلى المنفى كان مبكراً وسار دون أي مشاكل أو عقبات......لم أكترث لتلك الحقيبة وما بها ...لم أرسم هدفاً سوى فراشي الأرضي لأرتمي عليه بجسدي فاتحاً ذراعيّ , تاركاً له المجال ليرتاح ويشحن طاقة من جديد.....تركتُ هاتفي مغلقاً حتى إشعارٍ آخر...لا أريد مكالمات تؤرقني وتبدد نومتي من غير شفقة!!...أنا أعلم أن الأعمال الكثيرة تنتظرني في الشركة وأعلم أن عليّ زيارة المقر العسكري خاصتنا ...لا داعي لتذكيري
بذلك ...!!....لكن السبب الأعظم أنني لا أرغب بسماع صوتها ولا قراءة حرفاً منها....فلتنتظر ولترتقب...إذا كانت توّاقة لرؤيتي !!...وإن لم تكن سيكون هذا أفضل لي....!!

×
×
×

بعد قضاء ساعات من نومي لم استيقظ بها الّا لأداء الصلوات جاء وقت المغرب فأيقظتني خالتي لأصليه ولتناول وجبة العشاء ولمّا نزلت الى غرفة الطعام وجدتُ السيد (ماجد) ضيفنا على المائدة فصافحته مرحّباً به وجلستُ لنتشارك طعامنا بجو لطيف نتبادل أحاديثنا العامة !.....بعد انتهائنا طلبت منّا خالتي الانتقال الى غرفة العائلة لتجلب لنا الشاي بنكهة النعناع مع البسكويت البيتي الذي صنعته ورائحته تنتشر في أرجاء البيت.....كنا نشاهد التلفاز ونعلّق على الأخبار التي عرضوها ونحن نحتسي الشاي المنعش فتنحنح من لم يأتِ إلّا لخبر أو طلب قائلاً:
" بعد غد سيقيم المدعو عاصي رضا احتفالاً في بيته لأنه أعاد احدى شركتيه لعصمته فور سداده لدينه من المصرف.."

قلتُ وأنا جالس بأريحية بملابسي البيتية الخفيفة ماسكاً كأسي بيميني وبصري موجهاً للتلفاز:
" والمطلوب ؟!."

قال بهدوء:
" لا بد أنه سيدعوكم بالطبع....عليكم الذهاب دون تملّص وتحجج.."

رفعت حاجبي ناظراً إليه سائلاً بفضول:
" لمَ لنتملّص؟!.."

أجاب:
" لأن هذه النوعية من الحفلات ليست من ثوبنا!!.."

سألت:
" كيف ذلك؟!"

أجاب بازدراء:
" ستكون حفلة مختلطة لا تخلو من العريّ والرقص وكذلك الخمور..."

همستُ ببرود رافضاً:
" إذاً ما من داعي لذهابنا....فليتمتعوا وشياطينهم بمجونهم !!.."


قال بصوت حازم:
" أنت بالتحديد ستذهب !...لا يمكنك الرفض مطلقاً.."

نظر لأبي (إبراهيم) وخالتي يتنازل عن جزء من طلبه متابعاً:
" يعني إبراهيم والسيدة مريم ممكن إيجاد حجّة من اجلهم..."

قلت:
" ما ضرورة ذهابي؟"

" سيكون في الاحتفال نخبة من رجال وسيدات الأعمال ....عليك لفت انتباههم بشتّى الطرق دون أن يشعر ...فها هو سيبدأ بالاستقلالية والاستغناء عن خدماتك بعد عودة شركته هذه.....لذلك لا تعطيه المجال لعقد صفقات كثيرة للنجاح ولِيكون دائماً بحاجتك ذليلاً....عليك سحب البساط من تحته في الحفل"

شردتُ بالفراغ وملامحي ثابتة ثم همست بضيق:
" لا استطيع التواجد بأماكن كهذه ...لا أرضاها لنفسي ولا لتربية أبي لي...والأهم لربي.."

قال بقلة حيلة:
" أعرف أنه صعب....لكن يمكنك الهاء نفسك عن هذه الأشياء ....بالطبع سيطلبون منك مشاركتهم بالشرب وبالنسبة لهم الرفض قلة واجب وإهانة......تحجج بأي شيء ولا تظهر التزامك الديني بعناد...يجب أن تظهر أنك من أبناء جلدتهم....نثق بك دون وضع نقطة سوداء ضدك!"

تأففتُ بضيق مستسلماً وقلت:
" حسناً..سأحاول"

هتف آمراً:
" نفّذ يا هادي لا تحاول....كل طلب لنا هو فرض وليس خيار"

×
×
×

صعدتُ إلى غرفتي بعد سهرتنا القصيرة ودنوتُ من الحقيبة الملقاة فوق السرير ....فتحتها لأرتب أغراضي فخرجت من بينها الدمية (ألمى)...تبدّلت ملامحي للضيق عند رؤيتها فأخرجتها بعنف وقذفتها للحد الذي تصل له يدي فارتطمت بالحائط المقابل لي حيث فراشي الأرضي....مسكتُ هاتفي حائراً أفتحه أو لا أفتحه فألقيته هو الآخر على السرير ليبقى مغلقا ويعزلني عن العالم الخارجي ثم توجّهتُ للزاوية الخاصة بالتلفاز أبحث عن شيء أشاهده علّني أتسلى حتى يزورني النعاس....بعد ساعتين من الملل تيقّنت أن النوم هو الأجمل للمرء للهروب من واقعه ومرارة عيشه ...فقصدتُ فراشي الأرضي متخذاً جانبي الأيمن فوقع نظري على الدمية الثابتة على ألأرض ...سرحتُ بها رغماً عني مبتسماً ...أحدّق بها كأنها تقف أمامي بصورتها منذ سنوات....فجأة شعرت بانقباض قلبي الذي استيقظ من غيبوبة الخيانة للحظات ليساند عقلي في مسيرته...استغليّت هذه اللحظة ونهضت من فوري ...التقطتها من مكانها ذاهباً بها إلى غرفة الملابس ورميتها بالخزانة المغلقة حيث تتواجد الخزنة وعقدها القلب الذهبي وهتفت بضيق وغيظ وأنا اصفع بابها :
" أخرجي من حياتي وقلبي يا ابنة اللعين.."

~~~~~~~~~~~~~~~~~

" خالتي.......خالتي.....اخبريني الصراحة ....أيهما أجمل؟"

قالت جملتها وهي داخلة مندفعة الى غرفة خالتها تحمل فستانين حائرة بينهما .....فنظرت الأخيرة لكليهما وأجابت:
" لمَ لم تشتري فستاناً ساتراً أكثر؟..أخشى ألّا يعجب هذا خطيبك ويفتعل لك مشكلة"

قالت بدلع مستنكرة:
" هذه حفلة خالتي.....يكفي أنني اشتريت ملابساً لم أفكر يوماً بارتدائها وفقط لأجله!!.....لا يعقل أنه معقّد لهذه الدرجة ليمنعني من هذا اللباس بالحفلات"

استدارت تولّيها ظهرها لتضع ملابسها النظيفة التي قامت بطيّها بالدولاب وهتفت:
" البارحة كنتِ غاضبة منه....ما بدّل مزاجك الآن.؟"

أجابت ببراءة:
" كنتُ غاضبة لأنه لم يكلمني أو يبعث لي رسالة بعد عودته لكنه اليوم في الصباح بعث لي واحدة يخبرني أنه كان متعباً وأنه أمضى اليومين الفائتين بالنوم ولم يضع هاتفه بالشاحن.."

تبسّمت وهي تغلق أبواب دولابها وهمست مشيرة لأحد الفساتين:
" ارتدي هذا الأزرق النيلي ...رغم قصره الّا أن أكتافه العريضة وصدره أكثر سترة من الأحمر الذي بدون أكتاف ويكشف صدرك !! .."

تابعت تسأل بحماس:
" وشعري!!...كيف أسرّحه؟"

أجابت باستياء:
" لا تسأليني...فأنت لم تستشيرينا بالتهوّر الذي قمتِ به وأدعي أيضاً ألّا يسبب لك مشكلة معه !"

هتفت واثقة بقرارها:
" سيعجبه خالتي فهو يحب الشقراوات!"

هزّت رأسها ضاحكة رافضة لأفعال صغيرتها وأجابتها مستسلمة:
" سرّحيه تسريحة جانبية لينزل على كتفك وكذلك الغرّة بنفس الاتجاه.."

أمالت جسدها تقبّلها هاتفة:
" شكراً يا أجمل خالة !!"

×
×
×

امتلأ قصرهم بالضيوف المدعوين وهم من أبرز رجال الأعمال والصحافة التابعة له وكان داعماً لها في السابق قبل انهياره....كان من ضمن الضيوف السيد ( رائد السيد) وابنه (صلاح) ...لقد عادا للعمل معاً بعد انقطاع أشهر بسبب سوء وضعيهما...كانت هي تتفتل في أرجاء بهو قصرهم الواسع ترحّب بضيوفهم بحبور وكانت فرحتها ليست لهم إنما تهفو للقائي الليلة......وقفت في زاوية ممسكة بيدها كأساً من عصير الليمون وترتدي فستاناً نيلياً كلوش يصل الى بداية ركبتيها , كتفيه عريضين وفتحة ضيقة عند الصدر , يحيط خصره سرباً من حبات الكريستال الفضي والكعب مثلهن وسرّحت شعرها كما أرشدتها خالتها....التصق بها (صلاح) كالغراء دون أن يعتقها ولحق بهما (كرم) بظله الثقيل.....وصلتُ بيت العنكبوت في حال لا يعلمه الّا الله....كنتُ أشعر بثقل خطواتي وأنا أُقبِل إلى المدخل...لا أود رؤيته بغضاً ولا حتى رؤيتها هروباً وتمنّعاً من سحرها !!....أمضيت الطريق من بيتي لبيتهم وأنا أرجو ربي بأن يلهمني الصبر وكبح جماح غضبي وانفعالاتي وأن يربط قلبي عنها عند مواجهتها....وقفتُ على عتبة الباب ونفخت سموم أنفاسي الحاقدة كي لا أثور...ولجتُ إليهم حاملاً بيدي باقة من أرقى الزهور المنسقة باحترافية... لَيتها كانت لتوضع على قبره مع أنه لا يستحقها وإن كان ميتاً.!!...كنتُ أرتدي حلّة سوداء وكذلك القميص مثلها ولَيت هذه ايضاً ارتديتها لقدومي لبيت عزائه !!....لم أسمح لعينيّ بالبحث عنها وسط هذا الجمع من الناس لكنها هي صادتني بسماءيها فشهقت مذهولة تضع كفها على فمها وتمتمت دون أن يسمعها من معها :
" ربااه...ما هذه الوسامة القادمة إلينا ؟!!"

عند دخولي كان الجو ساكناً من الموسيقى وفقط تُسمع أصوات همسات وهمزات ولمزات مجتمعهم المنافق .....اتجهتُ بكل عزة وكبرياء نحو المغضوب عليه لأسلمه الباقة واهنئه برياء مجبرٌ عليه ....بدأ يتباهى بي كصهر له بين أصدقائه ومعارفه وطبعاً هذا ليس حباً إنما ليستخدم مكانتي أنا وأبي (إبراهيم)..!!.....من لم يعرفني سابقاً بدأ يقترب مني لنتعارف وصار يأخذنا الحديث بين الشرق والغرب ونجحتُ بذكاء بلفت الأنظار نحوي حتى أصبح رقم هاتفي المحمول وشركتنا مع قسم كبير منهم ليزوروني بنية العمل ....!!....مع أنني جاهدت لأنشغل عن التفكير بها الّا أن خائني من بين نبضاته ذكرني بها متسائلاً باستغراب لمَ لم تظهر لي الى الآن ؟!.....وما اخرجني من دقيقة الخيانة هو إقبال ثلاث سيدات نحوي لمتابعة وصلة التعارف....كانتا اثنتين تبدوان في سن الخمسين وواحدة في الثلاثين ....شعرت بحاجتي للتقيؤ من لباسهن الفاضح لكني تحكّمت باضطراب معدتي...عند وصولهن إليّ مدت احداهن يدها لتصافحني فوضعتُ يدي على صدري وغمزتها هامساً بتصنع:
" اعذريني سيدتي ...وعدتُ خطيبتي الّا ألمس غيرها ...لا يمكنني اخلاف وعدي "

ضحكت بصوت عالي ودلع تظن نفسها مراهقة وأخذت الموقف برحابة صدر وقالت :
" محظوظة ابنة السيد عاصي أن ترتبط برجلٍ وسيم ومخلصٍ مثلك....انقرض هذا النوع من الرجال..!!.."

وأكملن بأحاديث تافهة يتخللها عبارات غزل لي وأنا أجاملهن وضحكاتهن تعلو ولحظات حتى وصلني الصوت العذب من مدمّرتي :
" عن اذنكن....احتاج خطيبي لدقائق !"

تبسّمتُ لهن مستأذناً دون الالتفات نحوها لأني أجاهد بشق الأنفس الّا اصطدم بعينيها اللتين بسببهما بدأت أشعر بخفقات التمرد داخلي من الخائن الذي يحاول الانقلاب ضدي !!...... لن أسمح له وسأنشر جنود الحراسة في سائر جسدي لقمع هذا التمرد !...لم أكن ألمح سوى لونين نيلي وأبيض فنجح قلبي بإسقاط عقلي ليجعله يأمرني بالنظر لها بعد أن استوعبتُ ان الأبيض هو ساقيها العاريتين واستعديتُ لأنزل عليها وابل من البهادل وما إن ثبتت حدقتيّ عليها تسمّرتُ مكاني مذهولاً مما رأيت وبقيت ثواني معدودة هكذا وهي توزّع ابتساماتها بحياء وتزيح خصلة من غرتها الشقراء وقعت على عينها ثم همست بغنج :
" ما رأيك بلون شعري؟!"

لم أجبها فقالت وهي ترفع ذقنها بعلياء معتزة به:
" جميل..اليس كذلك؟"

أجبتها بسؤال قاطباً جبيني بغيظ وما زلت على صدمتي بشقارها ولم اعلّق بعد:
" ما هذا اللباس العاري الرديء أمام الرجال؟"

عبست بدلال وهتفت برقة وهي تدفع كتفي بنعومة بكف يدها :
" لا تكن معقّداً.....ماذا سأرتدي للاحتفال !"

قبل أن أنزل بغاراتي قاطعنا ابن زوجة ابيها وهو يقف بيننا يمسك كأسين من الخمر قائلاً:
" هيا ألمى...صلاح ينتظر لبدء التحدي......خذي كأسك "

ناولها إياه وأخذته بقلة إدراك ثم سبقها عند (صلاح) ...رأت نظراتي الناريّة فارتبكت وتنحنحت هاربة بعينيها الى الأرض هامسة:
" كنا.....كنا نتسلى إلى حين بدء الاحتفال...فـ ..فاقترح علينا كرم هذا التحدي لأننا لم نجربه من قبل....سنتسابق من يستطيع شربه دفعة واحدة .."

اتسعت عيناها واتسع معهما فمها بحماس وأضافت :
" ما رأيك أن تشاركنا التحدي ؟!"

ومع انتهاء اقتراحها اقترب النجس مني يمسك هو الآخر كأسين ويمد احداهما نحوي هاتفاً بضحكته الملعونة :
" خذ كأسك وتعال لأعرفك على السيد وليد كناوي صاحب أكبر شركة لتصدير الأقمشة.."

استغفرت بسري وأملت زاوية فمي بابتسامة كاذبة وقلت:
" اعذرني...لدي قرحة معدة...الطبيب منعني !"

أرخى يده الممتدة وقال:
" زال البأس...هيا اتبعني"

تبعته دون أن أعير الواقفة أي اهتمام فتأففت تضرب كعبها بالأرض الرخامية بحركتها الطفولية ثم ابتسمت متنهدة هامسة:
" لقد أنقذني مجيء أبي من غضبه الظاهر في عينيه"

عادت الى مكانها تقف مع (كرم )و(صلاح) وأنا انخرطت مع ضيوفه مجدداً أتمم مهمتي بإظهار دهائي واستراتيجيتي بمكر وأكسب المزيد من صفقات العمل !!...بعد حوالي ساعة من الاستقبالات والتعارف أخذ كل شخص مكانه ليلقي المستضيف كلمته المثيرة للاشمئزاز وبعدها صدحت نغمات الموسيقى الكلاسيكية لمن يريد الاسترخاء أو الرقص ...كنتُ اقف أسجل حضور في جسدي لكني شارد الذهن... عزلت عقلي الى عالم الاستغفار والتسبيحات فاقتربت تقاطع انعزالي ضاحكة ببلاهة قائلة:
" هل ترقص معي ؟!"

خطت خطوة أخرى ولم يفصلنا سوى سنتمترات فاخترقت أنفي رائحة الخمور تفيح منها فهتفتُ باستحقار مصدوماً:
" هل شربتِ الخمر ؟!"

رفعت الوسطى والسبابة بيمينها وضحكت بغنج وميوعة هاتفة :
" فقط اثنان ونصف ....وخسرت التحدي!"

انتفخت اوداجي والتهبت عيناي غضباً واستنكاراً ثم مسكتُ ذراعها بقوة وسحبتها خلسة أصعد بها السلالم قاصداً غرفتها....فتحت الباب وأغلقته بقدمي من خلفي ثم دفعتها ألقيها على سريرها مزمجراً بازدراء وأرميها بنظرات تحقير من قدميها لرأسها وكأني أرى جيفة أمامي وقلت بصوت خفيض قاسي جداً :
" أنتِ تثيرين اشمئزازي....لباسك فاضح...سلوكك مخزي....رائحتك نتنة بفعل الخمور....وزيدي على هذا لون شعرك الذي جعلك كالساحرة العجوز...ماذا تظنين نفسك ؟!"

رفعت القسم العلوي من جسدها وهي تتكئ على مرفقيها ووجهها صبغ بالأحمر القاتم وغامت سماءها وهمست بصوت مخنوق يستعد للبكاء:
" أنا أثير اشمئزازك؟؟....هل هذا تعبيرك عن اشتياقك لي كما ادّعيت قبل سفرك ؟!....غيرت لون شعري من أجلك...لأنك تحب الشقراوات ."

صرخت بنفس ملامح الازدراء:
" من أين تعلمين ماذا احب وماذا أكره ؟...كيف تحكمين عليّ؟"

تابعت بنبرة محطمة :
" أراك تنتبه للشقراوات...و...وكنت تنعت ابنة صديقك بدميتي الشقراء...وظـ..ظننت..."

قاطعتها ضاحكاً بسخرية ومع كل كلمة أخرجها أطلق رصاصة على روحي ..لكني مجبر...مرغم...عليّ أن اقسو عليها وعلى نفسي :
" يا لك من مسكينة...هل تغارين من طفلة؟!....كما انك كيف تقارنين نفسك مع تلك البريئة الطاهرة ؟...ها...اخبريني!.."

علا صوتي بغلظة وشدّة:
"..اخبريني ما هذا القرف الذي أنتِ به؟!..."

عدّلت جلستها وهي تبكي بحرقة بعد انفجارها صارخة :
" اصمت ...اردت ان اعجبك لكنك لا تستحق .."

حرقتني بحريقها فقلت ممسكاً بمعصمها أهزّها:
" أنت غبية....غبية....تعجبيني بطبيعتك....بشعرك الليلي...بعفويتك ...بحركاتك ......أما أنا الآن لا أرى أمامي ألمى ....اصبحت واحدة أخرى بلونك المزيف....قتلتِ براءتك بشربك ما حرّم الله علينا !!....حمقاء لا تثقين بنفسك وتسمحين لمن كان ان يتلاعب بكِ"

تسارعت نبضاتها وتلاحقت أنفاسها وصدرها يعلو ويهبط انفعالاً وبيدها الأخرى تمسح عينيها اللتين سال منهما ما وضعت عليهما من زينة فحررتُ يدها راجعاً خطوة الى الخلف فنهضت بعزم ودنت مني ...عدتُ خطوة وهي تقترب أكثر وعلى هذا المنوال حتى حشرتني بين الباب ومكتبتها وأغلقت جانبيّ خصري بيديها الممدودتين على الحائط خلفي وقالت حانقة بوجهها المبعثر وصوتها الفتّاك كلاماً مغايراً لما كنا عليه:
" لمَ لم تكلمني أسبوعين كاملين ؟!..ها؟....لمَ لم تسأل عني ولم لم ترد على رسائلي مع انك كنت تقرأها ؟!"

يا ربي ...أنا بماذا وهي بماذا ؟...قسماً بريئة ....طفلة بجسد أنثى....أشكّ أن دمائها مختلطة بدمائه ..!!....صبراً يا هادي ....استمرّ ولا تضعف...تذكّر فقط أنها ابنة ( عاصي رضا ) المجرم النجس.....!!

تحديّت نفسي بأن انظر إليها دون أن أتأثر بقربها ...جمعتُ الأرض بالسماء لثواني ولما شعرت أني سأحلّق بسماءيها المحمرّتين مستسلماً... دفعتها بخفة وأجبت استمر بقسوتي كدرع حماية من فتنتها:
" أكلمك واسأل متى أريد أنا....أرد على رسائلك حسب مزاجي.....أنا من أقرر هذا.....ثم اذهبي استحمّي أفضل لكِ لأن رائحتك لا تطاق..."

رجعت خطوة للخلف محرجة وأسدلت أهدابها وهي تحجب شفتيها بأناملها هامسة :
" كفى...لا تجرحني!"

شعرت برغبة جامحة بضمها لحضني ...بالتربيت عليها...بأخذ يدها ونُصحِها ...وبـ....بتقبيل شفتيها وعينيها وبالتهامها كلها على بعضها ....مثيرة للشفقة ومثيرة بجمالها.....تباً لها ولهم ....ايّ ورطة أنا بها ؟!...آه منكِ يا مدمّرتي وآه من معركتي...!!...

كادت ملامحها المنهزمة أن تهزمني لكني عزمتُ على التقدم بشراستي فأكملت ببرود مصطنع وأنا أشير بسبابتي من الأسفل للأعلى عليها وأتذكر رؤيتي لها تقف ضاحكة بجانب البغيض الذي استفز غيرتي:
" وهذا اللباس من الأفضل أن تتركيه...الّا اذا كنتِ تودين لفت الأنظار لتجمعي حولك الرجال كالكلاب الضالة الجائعة ...ممم....أمثال حبيب القلب صلاح.."

اتسعت عيناها بذهول لثواني ثم قطبت حاجبيها وحدقتيها ترتجفان غيظاً ...ابتلعت ريقها وهتفت وهي تشير للخارج:
" أخرج برة...أنت متخلّف...معقّد....أنا ارتديت من أجلك وكل شيء فعلته من أجلك....لكنك حائط لا تفهم ولا تشعر ....ما أغباني .!!..."

تسابقت دموعها بالقفز الى الهاوية وأكملت صارخة بصوت موجوع وهي تدفعني:
" هيا اخرج....لا اريد رؤيتك....لا يمكنني التعامل مع متقلبي المزاج...اخرج"

مسكتُ يديها وأعدتها الى السرير من خلفها حتى جعلتها تستلقي للخلف بجسدها العلوي وقدميها على الأرض وثبتّ كفيها قرب رأسها بكفيّ وأنا أنحني فوقها وهي تتململ لتنهض ثم داعبتُ عنقها قرب أذنها بأنفي لأثيرها وهمست بأنفاسي التي نثرت القشعريرة على بدنها مهدداً:
" اسمعيني يا حلوة....سأخرج لأني أريد هذا....أما أنتِ إياك النزول قبل أن تنتهي حفلتكم اللعينة تلك .."

حاولت افلات يديها وبدأت تحرّك رأسها بعنف بعد أن كانت شبه خاضعة وردت بتحدٍّ وغضب:
" سأنزل لا شأن لك بي.....ابتعد عني والّا سأخبر أبي بذلك.."

حررتها وانتصبتُ بوقفتي عائدا للخلف متراً وقلت متهكماً:
" أرجوكِ لا تخبريه....سأبكي خوفاً الآن"

استشاطت مغتاظة وقذفتني بمخدتها وهي تجزّ على أسنانها فلقفتها واحتضنتها أشمّ أريج عطرها الملتصق بها الذي يذيبني ويعبث بمشاعري ثم تصنعت الاشمئزاز منها هاتفاً لاستفزازها وانا ألقيها عليها:
" يـع.....رائحة عطرك عالقة بها "

وقبل أن أسمع أي تعليق أو أرأف لأوجاعها , تركتها صافعاً الباب خلفي....مشيتُ خطوتين ثم استدرتُ نحو غرفتها واقفاً ....لقطتُ أنفاسي وتنهدتُ من أعماقي ...تأملت بابها بأسى ...كانت معركتي معها مضنية لأعصابي , مؤلمة لروحي , مبكية لقلبي ...همستُ متمتماً :
" هذه ضريبة أفعال والدك وهذه هي حياتك معي ألمتي....لكِ الله.... يا حبيبتي "

نزلت السلالم برخاوة واستأذنت الحقير برقيّ مزيّف وركبت سيارتي متوجهاً الى الساحل أشكو للبحر همومي وأروي له قصة عشقي البائسة....!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~

" أصبحنا وأصبح الملكُ لله ....خير أيها الغليظ ؟!"

رددتُ على اتصال صديقي (سامي) فور دخولي مكتبي في الشركة صباحاً...فقال متحمساً:
" لم أنم من فرط السعادة قلت لتعرف مني الخبر قبل غيري !"

جلست على أريكة ومددت احدى قدماي للطاولة وقلت :
" الحمد لله أن أحدنا سعيد على الأقل .....هيا اتحفني بما عندك !"

رد مفتخراً بنفسه :
" أقنعت عقل الضفدعة وحددنا موعد الزفاف....بارك لنا يا صاحبي "

هتفت متفاجئاً :
" متى ان شاء الله ؟!.."

قال مبتهجاً كالطالب الذي ينتظر موعد رحلته المدرسية :
" بعد شهرين بإذن الله في منتصف الخريف..."


" ماذا ؟؟...بهذه السرعة ؟!.....ظننتُ بعد عرس بلال أي بعد سنة تقريباً !"


هتف شامتاً:
" ذاك البلبل كان متباهياً بنفسه أنه أقنع عروسه وأمها بزواجه القريب لكني سحقته ونلتُ الصدارة...غار مني المسكين!....العقبى لك .."

ضحكت وقلت :
" وكيف أقنعت ضفدعتك ؟!.."

" هيــه...هذه أسرار عروسين خاصة... لمَ سأطلعك عليها ؟!"

رد بغلاظة ثم ضحك وأردف متنهداً هيماناً:
" الحُب وآه من الحُب يا صديقي ..."

قلت شاتماً بمزاح:
" ما أغلظك...سمج....إخجل قليلاً واحترمني ...أنا شقيقها كيف تتباهى بحبها أمامي؟ "

رد يغيظني :
" عروسي حلالي وأنا حر ...اتغزل بها ..أشتمها ...أقبّـ..."

قاطعته بغيرة عليها :
" أصمت...فعلاً غليظ بوقاحة...لا تتمادى.. سأقتلك "

تذكرت فجأة وأردفت :
" أيها الثعلب المخادع ....الآن تذكّرت....خدعتها باختيارك أن يكون الفرح بيوم مولدها....يا لك من ماكر ..."

أطلق قهقهته المستفزة وقال:
" هيـه ليس هذا فقط ...لا تنسَ السر بجاذبيتي وشخصيتي المؤثرة على عالم حواء....لقد أوقعتها بالفخ.....المهم كنتُ سأدعوك لفرحنا لكني غيرتُ رأيي....أخشى أن تأخذ ضفدعتي ليلة الدخلة مني ! "

ضحكتْ فتابع بجدية مصطنعة:
" هيا وأنت استعجل لتلهي نفسك عني وتعتقني ....أنا أخطط لتعبئة البيت بالضفادع الصغيرة ...سأجعلها تفقس البيض بوقت قياسي.....اللــــه ما أجمل صغاري وهم يقفزون من كل زاوية.....لذا لا أريدك أن تقف لي بالمرصاد ...ثم لنرى من سيأتي لعيوش بالحفيد الأول.."

استرسلت بالضحك مجاملاً له ثم تنهدت وقلت :
" أكثرَ الله من ضفادعك ...أما حلمك من أجلي فهو بعيد المنال....لن نخدع أنفسنا ...أنت تعلم ماهيّة زواجي ! "

" اذاً اسرع من انهاء المهمة لنجد لك عروساً تليق بك وتستقر معنا ثم تجلب لنا وليّ العهد محيي الدين الثاني.."

آاه يا صديقي لا تعلم أن صديقك لا يرى غيرها منذ سنوات.!!....كنتُ أرى كل العيون تتشابه أمامي الّا سماءيها مميزتين , فريدتين... وحدهما تلاحقاني في كل مكان...أنام واصحو عليهما.....ما كان عليّ أن أحتفظ بتلك الأمانة الأشبه باللعنة!.....لقد ألقت تعويذتها بعينيها وجعلتني مربّطاً بها...ضعيفاً إزاءها ... أنتَ لا تدري اين أغرق وماذا أعاني ؟!....فأنا وخائني نتفق أننا لا نريد سواها....إما هي زوجتي أو يا مرحبا بحياة العزوبية....!

" هيـه...هادي ..أين ذهبت ؟!"


تنحنحت مجيباً:
" ها أنا معك سامي.."

صمتّ لوهلة وأضفت:
" ليتمم الله لكما على خير يا عريسنا الغالي ....نتكلم لاحقاً بالتفاصيل ان شاء الله.."

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

" ســتتزوج!!"
خرج هذا الأمر من مكبر الصوت على الهاتف أمامنا نحن الثلاثة في الشركة بعد أن أطلقها بكل هدوء وثبات بينما كنتُ أنا أجلس وكأنني أشاهد مباراة كرة قدم , مستمتعاً بها بين الجمهور حتى ارتطمت هذه الكلمة كالكرة بوجهي فجأة وبقوة على غفلة ..!!

فسألتُ فوراً مستغرباً:
" كيف؟!...هي لم تتم العشرين وكان هذا الاتفاق !!"

أجاب من الطرف الآخر :
" هادي يا ولدي ...هل سننتظر اتفاقياتهم وشروطهم؟...عليك تحديد موعد الزفاف في أقرب وقت .."

وزعتُ نظري بين الجالسيْن معي ثم وجهتُ كلمتي للسيد(ماجد):
" سيد ماجد ...تدخّل...لمَ أنت صامت؟"

أجاب ببرود:
" الكلمة للسيد سليم.."

تأففت وقلت:
" كلمته على رأسي ...لكن لمَ الاستعجال اذا كان بإمكاننا تنفيذ بعض المخططات من غير زواج ؟!"

ضرب جملته عبر الهاتف بسخرية:
" ممَ تخاف يا ابن محيي الدين ؟؟....أم ما زلت متعاطفاً مع من لا ذنب لها ؟!

أجبتُ بضيق:
" لستُ متعاطفاً مع أحد لكني لم أتوقع أن يكون زواجي بهذه السرعة!!"

قال ابي (إبراهيم) مازحاً بجرأة:
" أحمق...ستكون دميتك بين يديك...افعل بها ما يحلو لك .....فهي حلالك "

هتف السيد (سليم) متهكماً :
" أخشى يا إبراهيم أن تلعب هي به كما يحلو لها ..."
ثم وجّه كلامه إليّ:
" ستكون زوجتك وفي بيتك ليس من حقنا منعك عنها ....نحن رجال ونفهم بعضنا......لكن إياك يا ولدي أن تسلّمها قلبك ...حبّك لها سيضعفك... سيجعلك تتنازل من أجلها!!....قُم بإنهاء مهمتك بأسرع وقت لتتحرر......الطيّار قدّم لنا خدمة لنتحرك بعجَلة عندما كشف عن مسألة الة التصوير....كنت أظن فقط أننا سنأخذ ملفات وأوراق ترسله إلى الجحيم !!.......يعني عليك دخول بيت العاصمة بأي طريقة وهذا لا يتم إن لم تكن زوجها رسمياً لتتصرف بأريحية دون قيود أو شبهات..."

ضربت بقبضتي ذراع الكرسي وزمجرتُ بغيظ هاتفاً:
" ما هذا الهراء الذي تتكلمون به؟!...ماذا تظنونني؟!...لن ألمسها بتاتاً وسأفعل ما عليّ فعله ....لا حاجة لهذه التّرّهات التي تتفوهون بها ....أخبرني متى الزفاف؟!...أريد أن أرتاح من هذه المهمة المعقّدة.."

قال بصوته الجهوري:
" بالطبع علمت أن زواج شقيقتك بعد شهرين .....القرار لك تريد قبلها أو بعدها"

أجبت من فوري:
" بعدها.....لا أريد الانشغال بشيء عن فرحها....هي الأهم.."

" إذاً ليكون بعد شهر من زفافها لتحلّ أمورك!.."

قلت متأففاً على مضض:
" حسناً...ان شاء الله"

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

انقضى أسبوع من بعد حفلتهم الماجنة ونحن متخاصمان لا نتواصل مع بعضنا...لا أدري ما وضعها وكيف أمضته؟!....في هذه الأيام حاولت أشغل نفسي بالعمل وزرت المعسكر مرة...أريد أن أتعافى من حُبها...لكني لم أجد الدواء المناسب ...لو علمت بوجوده في آخر الدنيا لذهبت دون تردد......
قُربها ذنبٌ وبُعدها عذاب.!!....معضلتي لا تُحل ببضع سطور أو كتاب....ساعدني وارأف بحالي يا رب الأرباب ....
عُدتُ هذا اليوم من عملي في المساء وتوجهتُ إلى غرفتي لأبدّل ملابسي فرَنّ هاتفي قبل تبديلها وإذ به اتصال من السيدة (إيمان)....غريب!!...لا حديث مباشر بيننا !! ....بعد السلام والتحية والإكرام بدا لي من صوتها أنها مرتبكة وقد أصبتُ بحدسي عندما طلبت مني زيارتها بشكل عاجل ...نفّذت طلبها ذاهباً برفقة خالتي (مريم) لأنها تسكن لوحدها ولا يمكنني الاختلاء بها....استقبلتنا وادخلتنا بيتها بملامح وجلة وبشرة شاحبة...يبدو عليها أنها عانت ساعات طويلة من البكاء...فسألتُ بتوجس وأنا أتأمل ملامحها :
" عساه خيراً سيدة إيمان ؟!"

نكست رأسها وأجهشت بالبكاء فاقتربت منها خالتي ووضعت يدها فوق كفها الموضوعة على فخذها وهمست بقلق:
" ما بكِ سيدة إيمان ؟!...اخبرينا علّنا نستطيع المساعدة "

رفعت رأسها بقلة حيلة ووجهها محتقن بالحمرة...مسحت دموعها وقالت بصوت مرتعش:
" لم أعرف لمن الجأ بعد أن نزل عليّ هذا الخبر كالصاعقة....اعذراني اقلقتكما معي....لكنكما الأقرب لنا..."

قلت بقلق:
" أي خبر سيدة ايمان؟...ماذا حصل ؟"

شدّت شفتيها بلَوعة وعيناها غارقة بالدموع ثم نظرت إليّ وأجابت بألم:
" البارحة علمنا أن فاتن مصابة بورم سرطاني في دماغها.."

ثم تابعت نشيجها بحرقة وانضمت لها خالتي كذلك وهي تحوقل وتقول:
" يا الله.....مسكينة فاتن.....الله يشفيها"

كنتُ أنا في حالة ذهول مما سمعت ...صحيح لقاءاتي بها قليلة الّا أنني احترمها ولها مكانة خاصة عندي ...فهي ثابرت بمساعدتنا بكل ما تطال يداها....إنها امرأة مضحية , صامدة , حكيمة , مخلصة لوطنها....لها نضالات وبصمات لا تنسى ولا يمكننا نكرانها ....وغير كل هذا أنا أعلم كم أن (ألمى) متعلقة بها لأبعد حدود...يا ترى ماذا ستكون ردة فعلها عند علمها بذلك ؟!.......همست سائلاً بأسى متأثراً من الخبر :
" كيف حالها ؟!..ماذا فعلت عند معرفتها بهذا؟"

تنهدت بعمق وأجابت:
" ما شاء الله ...هي أقوى مني ومؤمنة بقضاء الله.....أنا حاولتُ الثبات أمامها لكني أمضيتُ الليلة الفائتة واليوم وأنا مكاني كأنني مقيدة...لم استطع الذهاب لعملي ولا فعل أي شيء آخر.....اتصلتُ بكم ...لا اعلم ماذا افعل من أجلها....وهي لا تريد ان تعلم أحد من أهل بيتها "

صمتت برهةً...كفكفت دمعاتها وحدّقت بي بنظرة فيها الرجاء وهمست بين الخجل والحزن:
" لا حق لي بذلك...لكن...يعني لو أنكما.."

قلت أشجعها للاستمرار بكلامها:
" تفضلي سيدة ايمان أنا جاهز لأي شيء يمكنني تقديمه"

رسمت بسمة امتنان بين آلامها وتابعت:
" لو أنكما تتزوجان أنت وألمى في القريب العاجل.....يعني لا تؤاخذني على تطفلي......لكن عند معرفتها بالخبر لم يخرج منها غير * يا رب أرني صغيرتي في فستان الزفاف وفي بيت زوجها لأطمئن عليها قبل أن أموت *.....كان هذا دعاءها لربها .....لو علمت أنني طلبتُ منك ذلك ستخاصمني ...لكنني لم أتحمل....أريد أن تذوق الفرح ....كما أن ربما هذا يساعدها على العلاج....فالنفسية المرتاحة أكثر ما يحتاجه المريض ليتقبّل جسده الدواء ويتماثل للشفاء....الدعم والمساندة في هذه الحالات مهم...ماذا سيكون أجمل من رؤيتها لابنة شقيقتها عروساً وخصوصاً لك ليرتاح بالها ...كم هي متفائلة لحياة صغيرتها معك....تنتظر هذا اليوم على أحرّ من الجمر كي تنشلها من الظلمات الى النور...تصبو بأن تتغيّر على يدك وأن تعوضها ما فقدت من حياتها السابقة في بيت والدها ..!...تضع ثقتها وأملها فيك من بعد ربنا ونحن نعلم مَن انت ومِن صُلب مَن خرجت.."

مسكينة السيدة (فاتن)...هل تظن أنها ستضعها بين أيدي أمينة ؟!.....لو تعلم أنني لن اعتبرها زوجة ولن أعاملها وفق ذلك وحتى لربما أقسو عليها لما وافقت على مساعدتنا لا من أجل والدها ولا من أجل الوطن!!.....هذه أحلامها البريئة مِن حُسنِ نيتها ....لِمَ أُوضَع بهذه المواقف المحرجة ؟!..هل لأجلِد نفسي أكثر ؟!....لا القلب مرتاح ولا الضمير مرتاح ........سنرى ما تقدّمه لنا الأيام ....أدعو ربي أن يرشدني الى الطريق الصحيح ...لا أظلِم ولا أُظلَم...!!

جلسنا ساعة عندها نواسيها دون أن نخبرها بقرارنا عن الزواج لأن هذا ما زال بيننا فقط ولم يخرج عن دائرتنا.....!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

التحضيرات على قدمٍ وساق في منزلنا الجبليّ في بلاد الأم ...قد كان من المقرر إن تزوج صديقي قبل إتمام مهمتي أن يقيم في بيتنا حتى عودتي ان شاء الله....لذا بدؤا بتجهيز غرفة الضيوف في الطابق الأرضي لتكون غرفتهما....هي غرفة رحبة فيها شرفة صغيرة تطلّ على الفناء الخلفي للبيت حيث منظر الغابات الجبلية القريبة وفيها حمام خاص....سيقوم (سامي) بطلائها وتأثيثها من جديد ....مشكور صديقي وأهله فرغم أن بيته جاهز بجانب بيتهم الّا أنهم لم يعارضوا على اقامته في بيتنا مؤقتاً!......كيف سأردّ له هذا المعروف الذي أحفره بدمي ولن أنساه ما حييت ؟!....أرادت أمي والخالة ( أم سلمى ) الذهاب للمدينة المجاورة المشهورة بأسواقها للتسوق من أجل بعض الأغراض التي تخص جهاز العروس ثم لرؤية أقمشة تخيطانها ليوم الفرح فتبرّع صديقنا (بلال) بأخذهما بعد انتهاء عمله بعد الظهر وطبعاً لا بد من اصطحاب خطيبته معه وشقيقتها وكذلك التصق بهم صغيرنا (شادي) وبقيت (دنيا) في البيت لأن لا موقع لها من الاعراب بينهم وأيضاً وكّلتها والدتي بالاعتناء في البيت كترتيبه وتنظيفه وغسل الأواني الخاصة بوجبة الغداء .....مضت ساعات قليلة وشقيقتي تعمل وتتذمر بين الفينة والأخرى وحتى ندمت لمَ لم ترافقهم لتهرب من هذه الأعمال التي تكرهها؟!.....تلك المدينة كانت تبعُد مسافة ساعة ونصف عن مدينتنا فعندما اقتربت الشمس من الغروب وما زال أولئك يغوصون في الأسواق ...اتصلت أمي بصهرها العزيز ليذهب الى البيت بعد انتهاء دوامه لأنه الى حين وصولهم سيكون الوقت بعد العِشاء ولا تريد أن تبقى ابنتها لوحدها في هذا البيت الكبير ....!!....لم تكُن (دنيا) تدري بطلب والدتنا فبينما كانت تقوم بطيّ الغسيل في الأعلى لتضعه في أماكنه ...قرع جرس الباب....نزلت لتفتحه وكان الوقت بين المغرب والعشاء ...
" مَن على الباب ؟!"

" افتحي ..هذا أنا "

فتحته مستغربة مع اتساع عينيها المستنكرة وهمست :
" سامي ؟!.."

حملق بها بغلاظة وقال:
" ما بكِ كأنكِ رأيت شبحاً أمامك ؟! "

تنحنحت وقالت:
" لم تقل أنك آتٍ .....لذا استغربت...هل انتهت ورديتك؟! ! "

رفع يده الممسكة بكيس وغمزها قائلاً :
" هربت وجئت لأتعشى مع حبيبتي ...هل عندك مانع ؟! "

تبسّمت بخجل وهمست :
" تفضل.."

دلف وأغلق الباب ..دنا منها وهتف بمكر:
" تفضل هكذا لوحدها دُنيتي؟!.."

همست بدلع تنهره وهي تبعد عينيها عنه بحياء:
" سامــي!!.."

اقترب أكثر وحاصرها بذراعيه عند قرنة الباب وهمس بصوت رخيم:
" يا روح سامي "

حاولت الهرب من تحت ذراعه فأمسكها وقال :
" قولي أي كلمة لقلبي يا عينيّ الشهد حتى أحررك .."

رفعت حاجبيها تعني لا تريد القول فأحنى رأسه إليها ليقرّب أذنه عند فمها ينتظر أي كلمة حلوة منها وهمس :
" هيا...ما زلتُ أنتظر...لن أتزحزح قبل سماعها "

تعاقبت أنفاسها وتوهّجت وجنتيها من التصاقه بها مع رائحته التي تدمنها لكنها باتت تحفظه جيداً وتعلم أنه بئر من غير قاع ولن يحلّ عنها اذا أسمعته شيئاً يدغدغ قلبه وسيطمع بالمزيد......لذا لقطت أنفاسها والصقت شفتيها بأذنه ثم بمكر وكيّد النساء عضته منها لينشغل بأوجاعه وفرّت هاربة منه.....وضع يده على أذنه التي احمرّت متألماً ومتأوهاً وهددّ هاتفاً:
" سأريكِ أيتها الضفدعة الجبلية.."
ولحق بها فوجدها جالسة في غرفة المعيشة عند التلفاز....وضع الكيس على الطاولة وزلف منها قائلاً:
" العقاب يزداد....اذا تأخرتِ سيتضاعف لا شأن لي..."

فزّت منقضة على الكيس تفتحه هاتفة بهروب :
" ماذا أحضرت لنا.؟!...أكاد أموت جوعاً.."

سحبه بخفة من يدها وأرجعه خلف ظهره وقال:
" وأنا أموتُ حباً...اعطني الحُب لأعطيكِ الطعام...تبادل مصالح !...هيا.."

وقفت كالتلميذة المطيعة المؤدبة ورفعت سبابتها بوجنتيها المتوردتين وعينيها البراقتين وقالت:
" واحدة فقط....لا تطمع!.."

" كلا....كلمة ... وقبلة تكفير عن العضة....لن أتنازل... "

" اووف سامي...لا تتغالظ....كنتُ أمزح معك....ماذا ستترك ليوم الفرح ؟!"

غمزها بخباثة مبتسماً وقال:
" وهل تعتقدين أنني سأكتفي بهذا حبيبتي ؟!.."

جحظت عيناها وسألت:
" ماذا تقصد بقولك ؟!"

اعاد الكيس على الطاولة وجلس على الأريكة وأجاب:
" اتركي ماذا أقصد الآن ....سأشرح لكِ لاحقاً....إن نطقت حرفاً لن تأكلي وستحبسين نفسك بالغرفة.....هيا اقتربي لنأكل... سيبرد.....تنازلت عن القبلة حالياً لكن لا تبخلي عليّ بكلمة من بين شفتيك..."

جلست بجانبه ..ناولها سندويشتها ثم أخرج خاصته ...سمّى بالله وقضم منها أما هي قبل أن تبدأ الأكل ..انحنت قليلاً نحوه تقترب من أذنه وهمست بصوت ناعم وأنفاسها تلعب بمشاعره :
" أحبك يا أشقري..."
ثم قبّلته من خدّه وعدّلت جلستها لتأكل....علقت اللقمة بحلقه من صدمته...أخذ بالسعال فبدأت تضرب على ظهره مفزوعة وبعد أن ابتلعها هتف :
" سامحك الله... كدتِ تقتلينني....يعني بالله عليكِ هل وجدتِ هذه اللحظة لتفعلي هذا بي وأنا منذ الصباح أطلبها منكِ..."

عبست ملامحها ووضعت ما بيدها على الطاولة ثم فزّت وولّته ظهرها لتذهب زعلانة لكنه بسرعة وضع ساندويشته جانباً وأمسك يدها يجذبها لتقع في حضنه وهمس بحب وحنية :
" أمزح يا حياتي .."
ثم قبّلها من جبينها وساعدها بالنهوض عن حجره لتجلس جانبه تكمل طعامها....!!....بعد أن شبعا ....لملمت البقايا واتجهت لتلقيها في صندوق النفايات في المطبخ ولما دخلته صفعت جبينها عندما انتبهت أنها نسيت غسل الأواني...ارتبكت احشاؤها ونظرت للساعة على حائط المطبخ وكانت السابعة وخمس واربعين دقيقة...أدركها الوقت!!...ستأتي أمي وتوبخها والأصعب أن هذا الفيلم سيكون أمام حبيبها لتضيع هيبتها ...!!....خرجت من المطبخ واتجهت نحو السلالم وفجأة وصله صوتها تصرخ متألمة...هبّ من مكانه كالنمر ذاهباً إليها خائفاً عليها...وصلها فوجدها تقف على قدم وترفع الأخرى تمسك كاحلها وتتأوه فهمس بوجل:
" ما بكِ حبيبتي ؟...ماذا جرى؟!"

ردت بصوت متقطع موجوعة:
" تـ...تعثرت بهذه السجادة..... التي تصر أمي....آه...على وضعها أمام السلالم ....آي...تؤلمني!.."

أمسك ذراعها برفق وهمس بعطف:
" تعالي حبيبتي لتجلسي ونرى ....هل آخذك على العيادة ؟!.."

" أي...كلا ..لا أريد...ستتحسن...سأذهب لغسل الأواني ....لقد نسيتهم..!!.."

قال ينهاها بشفقة:
" أي أواني ...إنسي....تعالي وارتاحي.."

ردّت بقهر:
" لا يمكن...ستغضب أمي وتوبخني!.."

لم يصغِ لها...حملها على ذراعيه دون سابق انذار وأدخلها لغرفة المعيشة...وضعها على الأريكة وقرّب الطاولة لتمد رجلها ....وهمس:
" ابقي هكذا...سنرى ...ان لم يخفّ الألم سآخذك للعيادة....سلامتك يا عينيّ الشهد.."

اومأت برأسها خاضعة....جحظت عيناها عندما رأته يفك أزرار قميصه الخاص بزيّ الشرطة وهتفت بذهول:
" ماذا تفعل؟!.."

وضع القميص على ظهر الاريكة بجانبها وكان يرتدي تحته بلوزة قطنية سوداء بأكتاف عريضة دون أكمام وقال :
" سأغسل الأواني.."

سرحت ثواني بعضلاته البارزة ولما انتبهت لنفسها تململت لتقوم وقالت رافضة:
" كلا ...كلا...أنا سأغسلهم.."

ثبّتها مكانها وقال بتصميم:
" لا تعاندي....ابقي مكانك....أنا محترف بغسل الأواني....لقد انتقموا منا بكلية الشرطة !!.."

وافقت على مضض ....تركها أمام التلفاز وذهب يباشر في عمله قبل أن تداهمهما أمي.....بعد نصف ساعة قرع جرس الباب ...فتحه ليجد حماته وابنها فشهقت عند رؤيتها مظهره هاتفة :
" ماذا تفعل بنيّ....ما هذا المنظر؟!.."

كان يرتدي مريول المطبخ ويديه غارقتان برغوة سائل تنظيف الأواني وكان قد حكّ انفه فترك أثراً وأصبح كالمهرّج بأنفٍ أبيض....وبقعة متوسطة من الكلور طُبعت على بنطاله الكحلي الخاص بزيّ الشرطة قرب الركبة دون أن ينتبه .....مسح جبينه بذراعه وأجاب:
" لا شيء عيوش....دنيا تعثرت ويبدو ان كاحلها التوى ...حرام...قررتُ مساعدتها....ثم سامحك الله لمَ تضعين هذه السجادة هناك...هل تريدين أن تسلميني عروسي مضروبة ؟!!"
نظرت لساعة يدها وهتفت بغيظ:
" هل تعثرت بالسجادة الموضوعة أمام السلالم؟؟"

" أجل!"

" هل تعثرت الساعة الثامنة الّا عشر دقائق؟!"

اتسعت عيناه مندهشاً وسأل باستنكار :
" عيوش....هل تضعين الآت مراقبة أم تتعاملين مع الجن ؟!...بسم الله بسم الله....كيف عرفتِ.؟!.."

تنهدت وأجابت:
" آه يا ولدي الساذج ....تدير مركز شرطة بالكامل وتكشف أمهر وأدهى المجرمين ....وعند ابنتي تفقد عقلك ولا تستطيع تشغيل هذه البطيخة التي تحملها ؟!..."

" ماذا تعنين ؟!"

" أعني أنها خدعتك.....لقد فعلتها بي عند متابعتها لمسلسلها السابق ...كان يوم عرض الحلقة الأخيرة في الثامنة مساءً ولمّا طلبتُ منها غسل أواني وجبة العشاء ادّعت انها تعثرت قبل أن يبدأ بعشر دقائق وبنفس المكان على تلك السجادة لكنها لاحقاً ندمت واخبرتني لتعتذر لأنها كذبت....وها هي اليوم فعلتها معك...فلقد علمنا من سلمى أن اليوم عرض الحلقة الأخيرة للمسلسل الثاني الذي تتابعانه وقد طلبت من دنيا تسجيل الحلقة لها لأنها اضطرت للذهاب معنا......عزيزي سامي المسكين!.....ابتعد... سأربيها تلك المدللة..."

احمرّ وجهه محرجاً ...فتاة تخدعه؟!!...كيف فاتته هذه الكذبة ؟!...ما موقفه في هيئة الأمم المتحدة ؟!!....عندما يذهب للبيت ويروا بقعة الكلور ماذا سيخبرهم ؟!...هل سيقول لهم قام بالقبض على تاجر أدوات تنظيف؟!.....ضاع منصبه وضاع اعتباره!!..وضاع بنطاله!!...أخذ شهيقاً وزفره بهدوء وقال :
" اتركي هذه المهمة لي....إن لم أجعل تلك الضفدعة تقفز أمتاراً....سأتنازل عن مركزي..!!"


**********( انتهى الفصل الخامس عشر )**********





قراءة ممتعة ان شاء الله...

الله اكبر ولله الحمد


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-01-22, 03:29 PM   #165

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,551
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا مساء الخير مبدعتنا الجميلة ألحان
**من أجل عينيه**ألمي طفلة صغيرة تسعي لتغيير شكلها بما يرضي هادى
جميل أن يسعي المرء لإرضاء من يحب ولكن الأجمل أن يكون عنx قناعة منها أن لبسها متحرر وأن الحشمة تزين الفتاة وتزيدها جمالا
ولا أدرى لماذا تعتقد الفتيات أن الحجاب سيخفي جمالها أو أن فرصها بالزواج ستقل مثلا
علي العكس الحجاب يضفي نورا وألقا علي الفتاة ويبعد عنها الاشخاص السيئين الذين يرون في الفتاة متحررة الملبس مطمعا ولقمة سائغة
**فداك أبي** لا أعتقد أن إصطحاب السيد سليم لهادى للسجن لمقابلةالطيار قاتل أبيه كانت ليستخرج منه معلومات هم اقدر منه علي إستخراجها من شخص ميت بالفعل وبين أيديهم.
إنما أراده أن يعيش ألم مقتل ابيه وإستمتاع قاتله بصوره وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة فلا تتحكم به مشاعره تجاه إبنة عاصي فتفسد مهمتهم كما يتصور
ليلقي بالدمية ألمي التي كان سعيدا يوم شرائها لانهاشبيهتها
فما أقسي ان ينبض قلبه لها الآن وصورة أبيه أمامه
خاصة والمجرم رضا بدأ يستعيد مكانته باسترداد إحدى شركاته ومن كان بمثل دنائته لن يحفل بوجود يامن ولا شراكته ما إن تنتفي حاجته فمثله كالضباع لا يعرف عن مكارم الاخلاق شيئا فهو يتغذى علي الجيف والمصلحةالقريبة
ولتزداد وطأةالأمر عليه المشاركة بالحفل الماجن الذى يقيمه حتي يفسد عليه نجاحه
ولا أرى خاسرا كبيرا هنا سوى ألمي الواقعة بين شقي الرحي.. أبيها الطامع ويامن الذى سيأتي لها بوجه غير وجه هادى الذى عطف عليها
** سيرك العاصي**الحفل المسموم وقد نجح هادى في إجتذاب الجميع لزيارة شركته والإستعداد لعقد صفقات معه بشكل يبدو كأنه عفوى حتي لا يشك عاصي بشئ
وقد إلتزم اقصي درجات ضبط النفس ليبدو إنسانا منفتحا في هذا الوسط الموبوء
ولكن ما أخرجه عن طوره هو ألمي نفسها بمظهرها وشعرها المصبوغ
ولتزيد الطين بلة تتبارى مع الفاسدين في شرب الخمر
هي كارثة بحق وتستحق إعادة تهذيب وإصلاح
فالبيئة التي نشأت بها وتعليمها بالخارج تجعل من يشمئز من المظهر والسلوك المتحرر او ينفر من شرب الخمر لانه محرما متخلفا معقدا وغير متمدين
ولطرافة الامر هذا الدور لا يليق بها بتلك البراءة اللاإرادية التي تحيط بها وسلوكها العفوى
أعتقد أن ألمي لوكانت تزوجت صلاح ما كانت شعرت باستهجان أو جرم من اى تصرف متحرر او شعرت بالإثم للاقتراب من محرم كالخمر ولم تكن لتجد رادعا أو ناصحا لها
وحسنا أن هادى إستطاع أن يكبح مشاعره ولم يبدى لها إلا الإستياء والنفور
وليكتوى هو بناره وحده علي شاطئ البحر عله يغسل عنه عذابه معها وبها
**عيون القلب الخائن**بتحديد زفاف دنيا وسامي
وقد ظن أنه بعيدا عن هذا صار عليه هو الآخر أن يتزوج حتي يستطيع إتمام مهمته
ومع كل الإدعاء بالرفض وأنه يستطيع إنجاز الكثير دون الزواج الفعلي
فما أعتقد إلا أنه يخشي من قلبه اسير العيون الزرقاء رغما عنه
فليعلن تمرده كيفما يشاء ولنرى معك لمن تكون الغلبة؟
خاصة مع مرض فاتن الخطير ..ليس لرغبة فاتن فقط في الإطمئنان علي ألمي
ولكن لأن ألمي بالفعل لو أصاب خالتها مكروه فلن يتبقي لها سوى عاصى وهادى فهل سيتركها له ليكمل إفساد حياتها ويستغلها كما يشاء؟
**الحلقة الأ خيرة**ما أجمل علاقة سامي وهادى وهو يقبل بالإقامة في بيت دنيا حتي لا يتركهم
والاجمل منها تلكx الحيلة التي لجأت لها دنيا لتسجيل حلقة المسلسل الأخيرة من اجل سلمي
وضاعت هيبة الضابط الاشقرمن اجل دنياه
سامي من الشخصيات الظريفة خفيفة الظل وكل الحوارات الخاصة به خفيفة علي النفس خاصة علاقته الجميلة مع عيوش والتي لا تخفي عنه شيئا من الاعيب إبنتها
المشهد الأخير خير ختام للفصل
سلمتي حبيبتي علي الروعة والجمال والاسلوب المتميزفي كل تفصيلة بالفصل بشكل يجعلنا لا نريد للفصل أن ينتهي
بانتظار الاعراس والافراح القادمة
أسعد الله قلبك وملأحياتك فرحا وسعادة
دمتي في أمان الله أختي الحان الربيع


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-01-22, 07:06 PM   #166

لبنى البلسان

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية لبنى البلسان

? العضوٌ??? » 462696
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 5,543
?  نُقآطِيْ » لبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء الانوار
تسلمي ألحان على الفصل الجميل كماعودتنا
بانتظار احداث الفصل القادم وماينتظر الابطال
يعطيك الف عافية





لبنى البلسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-22, 06:52 PM   #167

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا مساء الخير مبدعتنا الجميلة ألحان
**من أجل عينيه**ألمي طفلة صغيرة تسعي لتغيير شكلها بما يرضي هادى
جميل أن يسعي المرء لإرضاء من يحب ولكن الأجمل أن يكون عنx قناعة منها أن لبسها متحرر وأن الحشمة تزين الفتاة وتزيدها جمالا
ولا أدرى لماذا تعتقد الفتيات أن الحجاب سيخفي جمالها أو أن فرصها بالزواج ستقل مثلا
علي العكس الحجاب يضفي نورا وألقا علي الفتاة ويبعد عنها الاشخاص السيئين الذين يرون في الفتاة متحررة الملبس مطمعا ولقمة سائغة
**فداك أبي** لا أعتقد أن إصطحاب السيد سليم لهادى للسجن لمقابلةالطيار قاتل أبيه كانت ليستخرج منه معلومات هم اقدر منه علي إستخراجها من شخص ميت بالفعل وبين أيديهم.
إنما أراده أن يعيش ألم مقتل ابيه وإستمتاع قاتله بصوره وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة فلا تتحكم به مشاعره تجاه إبنة عاصي فتفسد مهمتهم كما يتصور
ليلقي بالدمية ألمي التي كان سعيدا يوم شرائها لانهاشبيهتها
فما أقسي ان ينبض قلبه لها الآن وصورة أبيه أمامه
خاصة والمجرم رضا بدأ يستعيد مكانته باسترداد إحدى شركاته ومن كان بمثل دنائته لن يحفل بوجود يامن ولا شراكته ما إن تنتفي حاجته فمثله كالضباع لا يعرف عن مكارم الاخلاق شيئا فهو يتغذى علي الجيف والمصلحةالقريبة
ولتزداد وطأةالأمر عليه المشاركة بالحفل الماجن الذى يقيمه حتي يفسد عليه نجاحه
ولا أرى خاسرا كبيرا هنا سوى ألمي الواقعة بين شقي الرحي.. أبيها الطامع ويامن الذى سيأتي لها بوجه غير وجه هادى الذى عطف عليها
** سيرك العاصي**الحفل المسموم وقد نجح هادى في إجتذاب الجميع لزيارة شركته والإستعداد لعقد صفقات معه بشكل يبدو كأنه عفوى حتي لا يشك عاصي بشئ
وقد إلتزم اقصي درجات ضبط النفس ليبدو إنسانا منفتحا في هذا الوسط الموبوء
ولكن ما أخرجه عن طوره هو ألمي نفسها بمظهرها وشعرها المصبوغ
ولتزيد الطين بلة تتبارى مع الفاسدين في شرب الخمر
هي كارثة بحق وتستحق إعادة تهذيب وإصلاح
فالبيئة التي نشأت بها وتعليمها بالخارج تجعل من يشمئز من المظهر والسلوك المتحرر او ينفر من شرب الخمر لانه محرما متخلفا معقدا وغير متمدين
ولطرافة الامر هذا الدور لا يليق بها بتلك البراءة اللاإرادية التي تحيط بها وسلوكها العفوى
أعتقد أن ألمي لوكانت تزوجت صلاح ما كانت شعرت باستهجان أو جرم من اى تصرف متحرر او شعرت بالإثم للاقتراب من محرم كالخمر ولم تكن لتجد رادعا أو ناصحا لها
وحسنا أن هادى إستطاع أن يكبح مشاعره ولم يبدى لها إلا الإستياء والنفور
وليكتوى هو بناره وحده علي شاطئ البحر عله يغسل عنه عذابه معها وبها
**عيون القلب الخائن**بتحديد زفاف دنيا وسامي
وقد ظن أنه بعيدا عن هذا صار عليه هو الآخر أن يتزوج حتي يستطيع إتمام مهمته
ومع كل الإدعاء بالرفض وأنه يستطيع إنجاز الكثير دون الزواج الفعلي
فما أعتقد إلا أنه يخشي من قلبه اسير العيون الزرقاء رغما عنه
فليعلن تمرده كيفما يشاء ولنرى معك لمن تكون الغلبة؟
خاصة مع مرض فاتن الخطير ..ليس لرغبة فاتن فقط في الإطمئنان علي ألمي
ولكن لأن ألمي بالفعل لو أصاب خالتها مكروه فلن يتبقي لها سوى عاصى وهادى فهل سيتركها له ليكمل إفساد حياتها ويستغلها كما يشاء؟
**الحلقة الأ خيرة**ما أجمل علاقة سامي وهادى وهو يقبل بالإقامة في بيت دنيا حتي لا يتركهم
والاجمل منها تلكx الحيلة التي لجأت لها دنيا لتسجيل حلقة المسلسل الأخيرة من اجل سلمي
وضاعت هيبة الضابط الاشقرمن اجل دنياه
سامي من الشخصيات الظريفة خفيفة الظل وكل الحوارات الخاصة به خفيفة علي النفس خاصة علاقته الجميلة مع عيوش والتي لا تخفي عنه شيئا من الاعيب إبنتها
المشهد الأخير خير ختام للفصل
سلمتي حبيبتي علي الروعة والجمال والاسلوب المتميزفي كل تفصيلة بالفصل بشكل يجعلنا لا نريد للفصل أن ينتهي
بانتظار الاعراس والافراح القادمة
أسعد الله قلبك وملأحياتك فرحا وسعادة
دمتي في أمان الله أختي الحان الربيع
مساء النور والفرح والسرور لغاليتي شيزو...


صادقة ....الحجاب يزيد الفتاة ميزة وجمالاً ونوراً .

ربما سليم كان قاسي على هادي باصطحابه لهذه الاماكن لكن بحكم دورهم وعملهم لا يعطون مجال للعاطفة لذا هو يشد ويضغط عليه أما بالنسبة للقناص فهم لا يأخذوا منه سوى اعترافه انه قتل ولم يعترف لصالح من بل تحمل كافة المسؤولية خوفاً على عائلته ولم يكونوا يعلمون بشأن الكميرا الا لما اعترف لهادي حين هدده بعائلته وفقد اعصابه .....

ألمى هي المتضررة الوحيدة بين الجميع بنظري...حتى لو كان الحق مع هادي وأهله ومعاونيه الّا انه مجرد ارتبط فيها عن طريق خدعة هذا يجعلها ايضا ضحية بريئة عندهم ...فهي ضاعت بين مخططاتهم ...

ههههه هادي يخشى الزواج لا يريد ان تكون تحت سقفه كي لا يضعف اما صداقته هو وسامي أحبها وكم جميل ان يكون مثلها على ارض الواقع ....هذا الوفاء بات نادراً...قلة من يحملوه ....في هذا الزمن نسبة كبيرة للمصالح والمظاهر المزيفة......

أحب شخصية سامي وعلاقته بحماته ....جميل ان يكون الصهر مثل الابن وليس مثلما كنا نسمع بالافلام النكد بين الحماة وزوج البنت أو الحماة والكنة ههههه ....طبعا ايضا السبب يعود ان عائشة انسانة طيبة متسامحة محبة ومِن حسن حظها مَن ستكون كنة لها ههههه....

سامي عند دنيا يفقد عقله فهو عاشق ولهان وهي مدللة ومشاكسة ههههه

ولكِ مني كل الحب على كلماتك التي تبرّد على قلبي فهذا الفصل بصعوبة نقلته وعدّلته ...التحقت بالوقت بسبب ظروف....لذا لم يرق لي .....

القاكِ على خير اختي الرائعة آمال ....


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-22, 06:59 PM   #168

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لبنى البلسان مشاهدة المشاركة

مساء الانوار
تسلمي ألحان على الفصل الجميل كماعودتنا
بانتظار احداث الفصل القادم وماينتظر الابطال
يعطيك الف عافية



مساء الفل والياسمين أختي الجميلة لبنى

الله يسلمك ويعافيكِ ويبارك بعمرك

وجودك وردك هو الأجمل كما انتِ عودتني يا وردة .....

نلتقي على خير يارب


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-22, 04:43 PM   #169

هتاف عبدالله

? العضوٌ??? » 491458
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 25
?  نُقآطِيْ » هتاف عبدالله is on a distinguished road
افتراضي

باااارت جميل
تسلم يدينك على هالرواية الروعة بانتظار البارت الجاي ❤


هتاف عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-22, 10:25 AM   #170

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,551
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الخير حبيباتي قارئات لاجئ في سمائها

اختي ألحان الربيع تعتذر عن فصل الغد
لوفاة حماتها رحمها الله وادخلها فسيح جناته

وإذا تمكنت ستعتذر بنفسها غدا
الرجاء الدعوة للفقيدة بالرحمة ولأهلها بالسلوان

أدامكم الله بخير ولا أراكم مكروها أبدا في عزيز لديكم
دمتم بكل الخير والمودة أحبتي


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:01 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.