آخر 10 مشاركات
أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          رهين الشك _ شارلوت لامب _ روايات غادة(مكتوبة /كاملة) (الكاتـب : منة الله - )           »          زوج لا ينسى (45) للكاتبة: ميشيل ريد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          كلوب العتمةأم قنديل الليل ؟! (الكاتـب : اسفة - )           »          52 - عودة الغائب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك لمستوى الرواية ؟
جيد جداً 85 88.54%
جيد 11 11.46%
سيء 0 0%
المصوتون: 96. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree9707Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-01-22, 01:20 AM   #181

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


ألف سلامة عليكم أختى العزيزة ألحان و على الأسرة الكريمة و ربنا يشفيكم و يعافيكم من كل مرض و يتم عليكم

الصحة و العافية جميعا

اللهم أشفى مرضانا و مرضى المسلمين أجمعين


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-01-22, 07:00 AM   #182

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,559
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أخواتي ....

اشتقت لكن عزيزاتي واعتذر منكن مجدداً لأنه لن يكون أيضاً فصل اليوم لظروف خارجة عن ارادتي ....فبعد العزاء اصبنا انا والعائلة بالكورونا وحجرنا الحمد لله وبسبب تواجد العائلة معاً 24 ساعة لم أجد وقت فراغ لنقل الفصل وتعديله ....

أرجو أن تعذروني ونلتقي باذن الله الأسبوع القادم على خير .....

دمتن سالمات.....
مرحبا.صباح الخير أختي ألحان

سلامتك حبيبتي انت وأسرتك ألف سلامة
شافاكم الله وعافاكم من كل بأس
والبسكم ثوب الصحة والعافية

ونحن إشتقنا أيضا لك
عذرك معك حبيبتي
سننتظر طلتك الجميلة
والفصل الجديد حالما تستطيعين

دمتي بصحة وسلامة وشفاء عاجل من الله
انت واسرتك الغالية


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-01-22, 05:54 PM   #183

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

بارك الله فيكن اخواتي على كلماتكن الطيبة وتفهمكن للظروف.....

اشكركن جزيل الشكر واستودعكن الله يا غاليات....


ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-01-22, 08:18 PM   #184

نوارة البيت

? العضوٌ??? » 478893
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,845
?  نُقآطِيْ » نوارة البيت is on a distinguished road
افتراضي

💖💖💖💖
سلامتك حبيبتي انت وأسرتك ألف سلامة


نوارة البيت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-01-22, 10:52 PM   #185

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوارة البيت مشاهدة المشاركة
💖💖💖💖
سلامتك حبيبتي انت وأسرتك ألف سلامة
الله يسلمك ويسعدك يا نوارة...اسم على مسمّى


ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-22, 03:14 AM   #186

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس عشر (( نار غيرتي ))



" اتركي هذه المهمة لي....إن لم أجعل تلك الضفدعة تقفز أمتاراً....سأتنازل عن مركزي..!!"

صرّح (سامي) بجملته ثم انحنى يلتقط الأكياس الكثيرة الموضوعة بجانب أمي وأخي مما اشتريا من تسوقهما ليساعدهما على ادخالها ....كانت (دنيا) غارقة في الحلقة الأخيرة من مسلسلها تخرج عيناها قلوب لمشاهد البطلين الرومانسية تارةً ثم تضحك لمشهد آخر...بل تبكي ايضاً وتعيش الدور بسذاجة وهي تتناول من المكسرات التي وضعها لها بطبق مشفقاً عليها لتتسلى وتنسى الآم كاحلها وذلك قبل أن يشرع بغسل الأواني!!....عند اغلاقه للباب خلفهما أشار لهما بسبابته الّا يصدرا صوتاً وأن يصعدا للأعلى ولما استدارت والدتي لتطيعه في طلبه همس بصوت خافت ملسوع من حماقته :
" عيوش.!!"

التفتت اليه برأسها ليكمل بنفس الصوت وهو يعمل حركة بيده كأنه يكتب شيء بالهواء:
" سجّلي لي قائمة بكل القنوات التي تعرض مسلسلاتها تلك .."

ضحكت ضحكة مكتومة وهزّت رأسها ثم صعدت للأعلى أما شقيقي (شادي) ظلّ عنده وسأل بخباثة يستفزه :
" هل سيخاف منك المجرمون ان ذهبت إليهم بهذا المنظر ؟! أم سيسخرون ويقولون خطيبته جعلته يغسل الصحون ولن يضعوا لك اعتباراً ؟!.."
استفزّ رجولته فضربه على عنقه بخفة وهمس:
" لا تحرضني ايها الضفدع.!!...اخبرني ....ما هو نوع المسلسل الذي تشاهده شقيقتك الضفدعة ؟!.."

اتكأ على الحائط بمرفقه براحة مع امالة خفيفة بجسده فقابله صديقي يفعل مثله ليكمل استجوابه عندما أجاب الصغير:
" لا اتابع معها لكني رأيتُ مرة مشهد للبطل في حلبة ملاكمة وكانت دنيا منفعلة تريده أن يهزم خصمه.......بصراحة له هيبة بعضلاته ...."

استقام بوقفته وأشار لصدره وبطنه مردفاً:
" خصوصاً عضلات صدره وبطنه....بطل خارق!."

توهّج المستمع غيرة فقال بتباهي وهو ينتصب بوقفته ويشير لجسده العلوي :
" تقصد مثل عضلاتي ؟!.."

رمقه بنظرة تفحصية ثم لوى فمه بتشكك وأجاب:
" أظن أن عضلاته أكبر قليلاً.."

صفعة ثانية انزلها على عنقه وهو شاتماً ومتهكماً من غيظه:
" ذاك السافل لا تغتر بعضلاته المنفوخة ...هذا كله بفعل الفيتامينات للعرض فقط وخداع عقول الفتيات الساذجات..!....ليس مثل عضلاتنا طبيعية من التدريبات!....اخبرني ماذا تشاهد ايضاً في مسلسلها ؟!.."

فكّر قليلا وقال:
" سمعتها هي وسلمى تتحدثان عن مشهد اعتراف البطل للبطلة بحبه كم كان مذهلاً ورومانسياً لا مثيل له .."

تخيّل المشهد امامه وهو متأكد ان هذا الاعتراف لحقه قبلة طويلة كتلك التي أعطاها إياها بالمشفى ولن ينسى طعمها وروعتها الى الآن فاشتعل بداخله اكثر من غيرته لكنه هتف بهدوء وشماتة يريد ان يطمئن أن ليس وحده المغفل بالقصة ولا يدري ماذا تتابع خطيبته :
" وذاك البلبل المسكين يعلم ما تشاهدان أم أنه مثلي ؟َ!"

" لا أظن لأني سمعت سلمى تقول إن سمعني بلال سيغضب لأنه يغار كثيراً..."

عندما أخذ ما يريد من معلومات وارتاح أن صديقه مغفل مثله ...زجره هاتفاً بصوت منخفض:
" هيـه .!!..لمَ تسترق السمع وتنقل الكلام أيها الشبر ونصف ..الا تعلم ان هذا حرام وعيب ؟؟!.."

حدّجه ببلاهة وقال بنبرة مرتفعة قليلاً:
" صوتهما كان مرتفعاً وأنت سألتني ..ما ذنبي انا الآن؟!.."

وضع سبابته على شفتيه وهمس:
" ششش...اخفض صوتك واصعد الى الأعلى ."

بعد أن اختفى (شادي) بين درجات السلالم توجّه (سامي) الى غرفة المعيشة حيث تجلس المخادعة مستمتعة بانتصارها عليه وعندما وقف على الباب ..نظرت له ببراءة لا تشبه فعلتها وهمست برقة تذيبه وساقها ما زال ممدوداً على الطاولة :
" مَن كان على الباب حبيبي ؟!.."

هل وقتها الان أن تنعته بكلمة تعزف على أوتار قلبه بكل حب ودلال ؟!.......شرد يفكر! ....إما أن يستعيد منصبه وهيبته الآن أو سيصبح سجين عشقها بحماقة ان خضع لكلمتها !!....

رفع يديه بتأهّب كإشارة لها بالبقاء على وضعها واتسعت عيناه فأصابها الوجل من ملامحه وقرون استشعاراتها اخبرتها بوجود خطر يحيط بها فهمست وهي تبتلع ريقها :
" ما بكَ سامي ؟!..اخبرني من كان على الباب"

أجاب بتحذير :
" لا تتحركي ...ابقي كما أنتِ.....حجمه ليس كبيراً كثيراً..."

جحظت عيناها ولم تعد باستطاعتها ابتلاع ريقها وهمست بصوت جاف خوفاً:
" عمّـ...عمّا تـ...تتحدث ؟!.."

ألقى كلمته ببرود وهو يلج للداخل اكثر :
" الصرصور ذو الشوارب !!...خلفك على ظهر الأريكة .."

لا يعلم اذا اشتركت سابقاً في الأولمبياد....او كانت فرساً في نادي الفروسية للقفز على الحواجز!!....لكن ما رآه من سرعة وطلاقة في اجتيازها الطاولة وصعودها السلالم حقاً أدهشه وفكر بمنحها جائزة على هذه الموهبة.!!....وتأكد أنه لم يخطئ ابداً بتسميتها الضفدعة ....!!
بعد أن اختفت عن الأنظار واصطدامها بشقيقنا في الأعلى ....ذهب هو الى مكان جلوسها...مسكَ جهاز التحكم...مد رجليه على الطاولة بسكون ووضع طبق المكسرات في حضنه يتناول منه بلذّة ...راقب دقيقتين المسلسل ليرى البطل الخارق ولما ظهر على الشاشة لوى فمه باشمئزاز وتمتم " ليس أوسم مني ...بل يبدو قصيراً " ثم بدأ بتشفير وحظر القناة التي كانت تشاهدها......مرتّ خمس دقائق فوصله صوتها من أعلى السلالم :
" سامـــي....هل قتلته ؟!.."

" ليس بعد!!.... طار ودخل تحت طاولة التلفاز.....نادي شادي ليساعدني "

نزل له أخي مثل البرق فقال:
" هيا اربط جهاز الألعاب الالكترونية بالتلفاز لنلعب معاً ساعة زمنية قبل ذهابي .."

وهكذا ضاعت أهم حلقة من مسلسلها وانتقم لبنطاله وهو يخبرها كلّما سألت من بعيد خلال لعبه بلعبة الحرب الالكترونية ان البحث ما زال جارياً عن الكائن المرعب الغير موجود اساساً.......لقد طبّق عليها العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم...!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كان يوم جمعة وهو يوم عطلتي من العمل والذي انهض به متأخراً قبل الصلاة بوقت لا بأس به بعد أن أشبع حاجتي للنوم......غسلتُ وجهي وارتديت بنطالاً رياضياً طويلاً باللون الأزرق وبلوزة نصف كم بيضاء قاصداً الذهاب للركض على الساحل.....نزلتُ السلالم بعد أن تعطرتُ وأخذتُ سماعات الأذن خاصتي وتوجهتُ الى المطبخ لأخذ قنينة ماء فتوقفتُ متسمراً مكاني على بابه بعد رؤيتي للشعر الأسود المتناثر على ظهر الكرسي ومقابلاً له وجه خالتي المضيء ببسمة حنان ولمّا رأتني همست:
" تعال يامن...جاءت ألمى لزيارتي..."

تنحنحت وتقدّمت للداخل أكثر ببرود مع أن قلبي سيقفز لرؤياها وهمست:
" أهلاً....كيف حالك ؟!"

كان هذا لقاؤنا بعد أيام عديدة من احتفالهم الماجن والتي قضيناها برسائل فقيرة بيننا ...
أجابت دون النظر اتجاهي وبنفس البرود:
" ممتازة....بأفضل حال"

قلت:
"جيد"
ثم توجهتُ للثلاجة لأخرج الزجاجة ووجّهتُ كلامي لخالتي:
" أنا خارج للساحل ..لن أتأخر...سأعود قبل الصلاة ان شاء الله.."

رمتني بابتسامة محرجة من ضيفتها لأنني سأتركها لكنها قالت :
" في أمان الله بنيّ.."

وما إن وليّتُ ظهري وخرجت من المطبخ لحقت بي مندفعة بغل تمسك ذراعي وتسأل بألم:
" ماذا فعلت لك؟!...لمَ تعاملني هكذا؟"

نظرتُ ليدها الممسكة بذراعي ثم إلى سمائها وقلت بهدوء قاتل:
" لا شيء...هكذا أنا....أتركي يدي.."

شدّت قبضتها الناعمة وهمست بعنفوان وكبرياء:
" أتيتُ إلى هنا لأطلب من السيد إبراهيم إنهاء علاقتنا ما دمت لا تنظر لوجهي وتشمئز مني......الأفضل لنا الانفصال.."

أملتُ فمي بضحكة باردة ساخرة وأنا أمسك يدها القابضة على ذراعي أُبعدها برقة هامساً:
" لا تتعبي نفسك...لا سلطة لأحد عليّ...أتزوجك أو أطلقك هذا قراري وحدي.."

توهّجت وجنتاها احمراراً من الغيظ ومعهما أنفها ودمعت حدقتاها وقالت:
" مغرور...أنا لا أريد الزواج منك....أنت مصاب بالانفصام ...اذهب وتعالج..."


تبسّمت وحككتُ مؤخرة رأسي وعيناي مسلّطة عليها وهمست:
" سأفكر بالموضوع بعد الزواج..."

زمّت شفتيها بحنق وأشاحت وجهها الى الجانب الآخر متمتمة:
" في حلمك نتزوج.."

تابعتُ بنفس الابتسامة ثم أمرتُ بلطف:
" انتظريني هنا....سآتي في الحال.."
وتركتها صاعداً الى الأعلى لأبدل بنطالي إلى جينز أزرق ثم نزلتُ أحمل كيساً بيدي وهي تنظر ببلاهة لي ولِما أحمله ولمّا وصلتها مسكتُ ذراعها ورفعتُ صوتي لخالتي الموجودة في المطبخ وأنا أسحبها:
" خالتي نحن خارجان...لا تقلقي علينا..."

وصلنا السيارة فتحتها وركبتُ قبلها هاتفاً لها بالصعود ....رفعت كتفها رافضة كالأطفال فترجلتُ ودفعتها برفق لمقعدها ثم أغلقت الباب وانطلقتُ وهي تشتم بالإنجليزية فقلتُ ناظراً للأمام:
" عليكِ تعلم الصينية أو الهندية لتشتمي براحة.."

لم تعلّق وظلّت تنظر للخارج صامتة ووجهها يظهر عليه الغليان فقلتُ بهدوء دون الالتفات اليها:
" فتاة مطيعة...أعدتِ لون شعرك وغيرتِ نمط لباسك....أحسنتِ تستحقين هدية.."

زفرت أنفاسها وهي تنظر من نافذتها الجانبية وقالت بعناد:
" أعدته لأني أنا أريد أما اللباس لا تظن من أجلك...هذا ما جاء بيدي عندما كنتُ على عجلة من أمري وسألقيه في النفايات فور وصولي..."

ضحكتُ بتهكم ثم أملتُ جسدي الى يميني ومددتُ ذراعي خلف كرسيها وعيناي على الطريق وهي تراقبني بحذر حتى وصلتُ للكيس الذي ألقيته على فخذيها حال امساكه فسألت بتعالي دون أن تلمسه:
" ما هذا؟ لماذا تضعه في حضني؟!.."

قلت آمراً بصوت خفيض:
" افتحيه....هذه هديتك من السفر..."

أطلقت ضحكة بصوتٍ عالٍ بأسى حتى دمعت عيناها وهتفت بغصة مستنكرة:
" هديتي من السفر؟...بعد أيام طويلة؟...هل كانت كل هذه الفترة بالميناء؟....لا أعلم كيف تفكر أنت؟.."

ضحكت وقلت بتباهٍ:
" هل انتظرتِ هديتي لهذه الدرجة؟"

أجابت بحنق وابتسامة مزيّفة:
" صدقاً لا أفهم كيف تكون رجل أعمال ناجح وأنت بهذه الشخصية...مزاجيّ...غامض....تود عني بشوق وتستقبلني بكره .....أيا ترى هكذا معاملتك مع زبائنك وموظفيك ايضاً؟؟..."

تنهدت وأضافت:
" اذا كنت كذلك ستخسر الكثير لا محالة.."
وحملت الكيس دون أن تفتحه وألقته في حضني هاتفة بجفاء:
" فلتبقَ هديتك لك....لا احتاجها..."
×
×
×

دخلنا ساحة قصرهم بعد دقائق والكيس ما زال في حضني وما إن أغلقت المحرّك نزلت تسبقني الى الداخل بخطى غاضبة فتبعتها حاملاً الكيس ولمّا اجتزت عتبة بابهم الذي أبقته مفتوحاً وجدتُ زوجة أبيها الأفعى تستقبلني بابتسامة خبيثة وحدقتاها تبرقان بشماتة وحقد بعد أن استشفّت من حركة الغاضبة وجود تماس بيننا وهذا أحبّ ما عليها فسألتها بازدراء:
" أين السيد عاصي؟"

أجابت بخباثة:
" خرج الى غداء عمل وسيعود في المساء.."

مسحتُ شعري للوراء متأففاً وقلت:
" اذاً سأعود في المساء....اخبريه بذلك"
ثم اجتزتها لاحقاً المدللة المشتعلة صاعداً السلالم بخطوات واسعة حتى وصلت غرفتها وطرقت طرقة خفيفة وفتحت الباب دون انتظار اذنها فرمقتني بغيظ وهي تكتّف ذراعيها على صدرها ....اقتربتُ وقلت لها وأنا ألقي ما في يدي على الفراش خاصتها بلطف وهمست:
" لا ذنب للهدية بغضبك....أتمنى ألّا تخرجي جنونك بها..."
وتركتها نازلاً السلالم كخطواتي وانا صاعده ثم خرجتُ من البيت منطلقاً بسيارتي.....
×
×
×

دخلت خالتها الى غرفتها تنظر لها بتوجّس وهمست متسائلة:
" ما به يامن خرج كالإعصار دون القاء التحية ؟؟"

ردّت وهي تنظر للخارج من نافذتها بضيق:
" هكذا هو....يعاملني حسب مزاجه .....أجزم أن لديه انفصام بالشخصية "

تبسمت بحنوٍ ودنت منها تضع يديها على كتفيها من خلفها وهمست برقة:
" صبراً صغيرتي....هكذا هم الرجال لا تستطيعين قراءتهم بسهولة ان لم يفصحوا بنفسهم عمّا في صدورهم....لا تعلمي ما يصارع بداخله فلربما ضغط العمل والمسؤوليات يتصرّف بهذه الطريقة .....عندما تكونين عنده ستعرفينه اكثر وتفهمينه .."

" تعبت يا خالتي ...لمَ كُتب لي الّا يدوم عليّ الفرح والهناء؟......منذ طفولتي وسعادتي ناقصة.....أكاد أبتهج بشيء وقبل ان يكتمل يومي أصدم دون التمتع به.."

قالت كلماتها بعد ان استدارت نحو خالتها مقتربة منها ترمي رأسها على صدرها وعيناها مليئة بالدموع فأحاطتها بذراعيها وهي تمسح على ظهرها بعطف وقالت لها :
" ستفرحين عزيزتي ان شاء الله فقط قولي يارب لعلّ فرج الله قريب.."
وأكملت في سرها " ستفرحين عندما تكونين بأحضان مَن تمنيتِ منذ سنين "....

وقعَ نظرها وهي ترفع رأسها عن صدر خالتها على الكيس المُلقى على سريرها فتحررت منها ببطء واتجهت صوبه قائلة:
"انظري....جلب لي هدية رجوعه من السفر بعد اكثر من أسبوعين....أيعقل هذا؟!.."

ضحكت السيدة(فاتن) واقتربت منها تدخل عليها بعض المرح:
" أراكِ لم تفتحيها بعد....ألم يصبك الفضول؟"

قالت بكذب:
" كلا....ماذا ستكون غير ملابس صلاة مثلاً لأخرج بها؟"

ضحكت وانحنت قليلاً تحمل الكيس وهزته هاتفة:
" لا اعتقد ذلك ....غير انه لو فكر بهذا يكون افضل علّك تسجدين لربك قبل فوات الأوان.."


تأففت متهربة وقالت بلا مبالاة:
" افتحيها انت لنرى..."

ابتسمت وهمست بمكر:
" لا استطيع...ممكن ان يكون شيئاً خاصاً جداً.."

رفعت حاجبيها وتوسعت عيناها مستفسرة ببراءة:
" خاص؟!...مثل ماذا؟."

غمزتها واجابت:
" ممم...مثلاً شيء ترتدينه له بعد زفافكما..."

نظرت بسذاجة وقالت بعفوية:
" اذاً عدنا لملابس الصلاة..."

تنهدت متعبة من سذاجتها وهتفت:
" صغيرتي الحمقاء البريئة....كقمصان النوم مثلاً..!!.."

شهقت تغطي فمها بيدها محرجة واصطبغ وجهها بالحمرة وهمست مختنقة حياءً:
" هل سيكون وقحاً لهذه الدرجة؟"

تبسمت بوقار وقالت:
" حقه بنيتي عندما تصبحين زوجته..."
وألقت لها الكيس لتفتحه فلقفته وبدأت تفتحه بحذر وتنظر خلسة خوفاً أن تصدم بشيء مشبوه مما قالت خالتها ولمّا ظهر لها ما بداخله أخرجتها صارخة بذهول مع ضحكات:
" مدهشة....انها دمية جميلة.."

هتفت مازحة التي معها :
" ظهر انه بريء ...خيّب ظنوني!"
وعندما أدارتها نحوها جحظت عيناها فاغرة فاها هاتفة باندهاش:
" سبحان الله كم تشبهك!"
وتابعت في داخلها" يبدو انك لم تنسَ شكلها وهي طفلة أيها الهادي"....

بدأت تقلب وتشقلب بها تتأملها بحماس وتقول مبهورة :
" انظري خالتي...وكأنها أنا.."

ثم اندفعت تخرج البوم صورها من خزانتها تنظر لصورها وهي طفلة صغيرة وتقارن بينها وبين الدمية وهمست مبتهجة :
" من يرى اختياره لهذه الدمية يظن أنه يعرفني منذ صغري....يا لها من صدفة !!.."
اقتربت خالتها منها تشاهد الصور معها وتحاولان معاً تذكر الأيام الماضية ثم قالت بهدوء وهي مبتسمة:
" حتى الفستان كان لكِ شبيه به.."

احتضنت الدمية بحبور وشدّت عليها بوجهها الضاحك وقالت:
" حقا؟!....أنا لا أذكره!!..."

صمتت برهةً وأضافت :
" مع أنني غاضبه منه إلّا أنه عليّ الاعتراف أنه مميز بهداياه..."

سرحت قليلاً بها تتأملها ولمعت عيناها بألم وهي تتذكر ما ينتظرها من إجراءات لحالتها المرضية وتفكر كيف ستخبرها أو الأصح هل ستستطيع اخبارها ؟!....ماذا ستكون ردة فعلها عند معرفتها ؟!...إن أصابها شيءٌ لا قدّر الله لمن ستتركها ؟!...هل سيمدّ الله بعمرها لتراها عروساً بالأبيض تدخل عش الزوجية ؟! ....كم تمنت لها هذا اليوم الذي ستترك فيه البيت الكئيب المجرّد من المشاعر ومن الترابط الأسري بل المبني على الحرام ....ضاعت في أفكارها حائرة وقالت في نفسها " هل أسلّمك صغيرتي لمن يصونك حقاً وستسعدين معه عند معرفتك هويته أم أنني ألقي بكِ للهلاك وأقتل قلبك بفعلي هذا وستكرهيننا حينها ؟!..".....نفثت أنفاسها وهمست وهي تطبطب على ظهرها بحنان :
" اسأل الله أن يريني يوم زفافك حبيبتي .."
ثم مسحت دمعة هربت من عينها قبل أن تراها الهائمة بدميتها ....
×
×
×

تجلس على الأرجوحة الخضراء في حديقتهم الواسعة المليئة بالورود الملوّنة وكان وقت العصر من نفس اليوم أي الجمعة وعلى كرسي جانبي يجلس (كرم) ويمد رجليه على أخرى ونظره ثابت على هاتفه مشغول بلعبته المفضلة بينما هي تلعب بخصلات شعرها بضجر من الهدوء القاتل ....تأففت وقالت:
" اووف....ما هذا اليوم الممل؟!....اوف"

أجابها دون أن يبعد نظره عمّا بين يديه :
" اذهبي لصديقتك تلك ولا تصرعينا بتأففك.."

قالت بضيق:
" ذهبت لقضاء عطلة الأسبوع في مدينة جدها .."

شتم بحنق لخسارته في لعبته الالكترونية وقال وهو يلقي الهاتف على الطاولة أمامه :
" اجلبي لنا شيء من المسليّات نأكله .."

ردت بانزعاج وعنجهية:
" لست خادمتك...اجلب انت..."

عند انهائها كلماتها خطر ببالها فجأة شيءٌ فقفزت صارخة بحماس تقايضه:
" سأجلب لك ما تريد لكن بشرط.."

سأل بفضول:
" ما هو؟ّ!.."

قالت بغرور مصطنع:
" تلعب معي لعبة الورق!!..."

نظر الى جهة باب المدخل ورآه بعيداً ففكر إن لم يوافق لن تجلب له ما يريد فهو يشعر بالارتخاء والكسل ولا حيل له للسير كما أنه لا مانع من ذلك لأنه أيضاً يشعر بالملل وسهراته الماجنة الممتعة تبدأ بالليل لذا قال من غير مفر :
" موافق...هيا اجلبيها واجلبي المسليات..."

أحضرت طلباته في الحال مع لعبة الورق وشرعا يلعبان سويّا بين الربح والخسارة فانضمت لجلستهما السيدة (سوزي) وهي تحمل فنجانها القهوة وتراقبهما بصمت وعند خسارتها في اللعبة الأخيرة ألقت أوراق اللعب بغيظ وزمجرت بضيق قائلة :
" هذه اللعبة تحتاج لمجموعة كما كنا نفعل بكندا ....لا يمكن هكذا..."

ضحك شامتا وقال وهو يرفع ذراعيه خلف رأسه يشبكهما ببعض ويعيد وضع احدى ساقيه على الكرسي :
" لا تتحججي ...اقرّي بخسارتك...سحقتك بجدارة .."

أما الأفعى التي كانت تترصد لحديثهما علّها تجد شيئاً تمارس عليه فحيحها وتنثر سمومها همست بمكر بعد أن جاءتها الفرصة لقدميها :
" اتصلا بصلاح وسأكون انا الطرف الرابع..."

شردت قليلاً تفكر وتتذكر أيام كندا ومتعة اللعب ثلاثتهم مع صديق رابع لهم ويبدو أن الفكرة راقت لها فهي تريد ان يمضي هذا اليوم الخانق كما أيامها لكنها تذكرت فجأة انها مرتبطة بآخر وارغمت على تغيير مجريات حياتها فهتفت بتردد :
" يا ليت....لكن سيغضب يامن ويفتعل لي مشكلة .."

دون ان تنتبه غمزت تلك لابنها فقال بصوت جدي ونصيحة اخوية مبتدعة لا تلائمه :
" ما يدريه بمجيء صلاح؟....ثم لا تقولي له ولا تجعليه يعتاد على رصد تحركاتك والتحكم بها ..يجب ان يكون لك استقلاليتك."

ولأننا متخاصمان والعناد والغباء يصاحبانها كما تسمح بسهولة للغير للتلاعب بها قالت بتحدٍ بعد أن حسبتها في عقلها :
" صحيح!...لست مجبرة على اخباره بكل شيء...ثم هو يعلم أنني لن اقطع علاقتي بصلاح حتى لو لم يعجبه الأمر ..."
وأكملت في داخلها " هل أتى هو ليهتم بي بنفسه وقلت له لا ؟...ما دام أنه يركنني على جنب حسب مزاجه لا يحق له التدخل بشؤون حياتي .."

اتصل (كرم) به ليأتي وبعد أن نجحا بالتلاعب بها نظرت لها الأفعى بنظرات تشكك ثم نطقت بفحيحها:
" هل تنوين الخروج ألمى؟!...ما هذا الذي ترتدينه؟...الا تشعرين بالحر؟!"

كانت ترتدي بنطال جينز طويل لونه اسود وقميص صيفي شيفون بإكمام طويلة باللون الأصفر الليموني فأخفضت عينيها تنظر الى ملابسها وهمست:
" فكرت بالتجوال قليلاً لكني لم أجد من يرافقني فبقيتُ على حالي..."

تبسمت وقالت بحنان مصطنع:
" اذهبي عزيزتي وبدّلي ملابسك.....الجو حار وأنت بالمنزل ....ارتدي شيئاً خفيفاً لتستطيعي اللعب براحة.."

أجابت بحيرة:
" لكن .!..سيأتي صلاح.."

ضحكت وقالت بخبث:
" صلاح معتاد عليك بكل حالاتك...هل نسيتِ؟!.."

اومأت لها توافقها ببراءة ثم نهضت متجهة الى الداخل لترتدي ملابسها البيتية الصيفية....بعد قليل عادت لمكانها تجلس متربّعة على الأرجوحة وهي ترتدي بنطالاً كحلياً قصيراً قطنياً ضيقاً ويصل لتحت الركبة بقليل وبلوزة قطنية حمراء ترسم جسدها وبأكتاف رفيعة جداً تكشف كتفيها ومنطقة الصدر وتسرّح شعرها بضفيرة جانبية بعشوائية وتضع طوقاً لونه أحمر لترفع غرتها عن جبينها.....وبينما هم يتناولون الاحاديث التافهة والعامة أقبل عليهم (صلاح) بحماس متلهفاً كمن دُعي لوجبة دسمة بعد جوع....كان هذا قبل غروب الشمس بدقائق ...بدؤا باللعب اربعتهم يتنافسون كفريقين يتبادلون بين اللعبة والأخرى...تارة هذا مع هذا وتارة هذا مع تلك...يعيدون ذكريات كندا وقهقهتهم تملأ المكان وهم يسخرون من بعض .....استأذنت (ألمى) منهم لتستخدم الحمام فاستغلت الأفعى غيابها وسألت مباشرة من غير مراوغة :
" عزيزي صلاح..."
بينما هو ينظر لها مستمعاً أردفت:
" هل ما زلت تريد ألمى لك؟!.."

احمرّ وجهه قليلاً ثم أجاب بغصة:
" أريدها حتى آخر يوم في عمري...لكن ما بيدي؟!.."

تبسّمت وقالت:
" إذاً يجب أن نفرّقها عن خطيبها المغرور ..."

نظر لصديقه ثم لها وسأل بفضول:
" كيف ذلك؟ّ!....لا اظن أنه سهل بالذات لأنهما يعقدان قرانهما..."

قالت بابتسامة خبيثة ماكرة:
" هي لا تعلم أنه سيأتي الليلة لوالدها...لقد أخبرني بذلك في الصباح.."

تدخّل ابنها متسائلاً:
" ومن اخبرك انها لا تعلم بقدومه؟!.."

اجابت بشماتة:
" عندما جاءا معاً كانت غاضبة وبدوَا متخاصمين ولو أنها تعلم لما احتاج ليطلب مني إعلام عاصي وكان اكتفى لتخبره هي وأنت تعلم بلقاءاتنا القليلة لا يوجّه كلاماً لنا ذاك المتعجرف وكأنه لا يرانا لكن هنا كان مضطراً..."

أمال زاوية فمه ضاحكاً بشماتة مثلها أما الآخر هتف:
" إذاً ؟!...ما علينا فعله؟!.."

قالت بدهاء:
" عندما تخبرني الخادمة بقدومه سأعطيك إشارة لتلعب بذكاء حتى توقع بينهما....أنا أثق بك.....يجب أن يراكما بوضع حميميّ معاً بالذات أنني انتبهت أنه لا يستسيغ لباسها العاري ذلك المتخلّف .."

ضحك (كرم) وهتف متفاخراً ومادحاً أفعالها:
" يا لك من ذكية يا أمي....أرجو أن نتخلص منه قريباً..."

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

ما بالي محتارٌ ماذا ارتدي؟!...وقفتُ أمام الخزانة لأخرج شيئاً ارتديه للذهاب الى بيتها....شعوري كأنني رجلٌ طبيعيٌ دون مهمات ويريد الاستقرار وذاهب لطلب عروس !!....هل كنت أكذب على نفسي قبلهم وادّعيت انني مستاءٌ من الزواج القريب؟!....ها هو الخائن يحتفل بسبب تحديد موعد زفافنا !!...لا أتخيّل وأصدق أنها ستكون في بيتي وتحت سقفي بعد قرابة الشهرين والنصف!!...هذا يعني سأنام وأصحو على سمائي الزرقاء ....سأراها في كافة أوضاعها ...سأعيش فرحها وغضبها ...خجلها وجرأتها....سنفطر ونتعشّى معاً....سنخرج ونعود سوياً....سأشاركها في أجواء دراستها ...انا من سأكون المسؤول عن خطواتها ....ان احتاجت شيئاً ستطلب مني أنا ولن يكون ذاك النجس حائلاً بيننا....كم أتمنى حتى أن نقرأ القرآن ونصلي معاً....سرحت وحلّقت في السماء مع أحلامي الوردية لدرجة أنني تخطيت حدودي في الخيال وأنا أراها تنام في حضني أو أضع رأسي في حجرها وتداعب شعري بأناملها حتى أغفو في ملجئي الدافئ....وخيالي وصل بي إلى أبعد من ذلك !!....لكني صحوت من غفلتي فجأة بعد سماعي طرقات باب غرفتي .....يبدو أنه حتى الحلم محرمٌ عليّ..؟!!.....تمتمتُ مستغفراً من افكاري وقلت:
" ادخل.."

دخلت خالتي مستغربة لأني ما زلتُ في بنطالي القصير دون بلوزة وقالت بتوجس :
" ما بك عزيزي لم ترتدِ بعد ؟!.."

أشرتُ لها على الخزانة وقلت بتبرّم :
" احترتُ ماذا أرتدي ...جئتِ وجلبك لي الله ....هيا ساعديني حسب ذوقك .."

ضحكت بمكر وهمست وهي تبعدني بيدها من امام الخزانة:
" ماذا يا عريس ؟....منذ متى تحتار في اللباس ؟!...أم لأنه هذا يوم خاص ؟!.."

ضحكت بخجل رجولي وقلت متملصاً:
" يجب عليّ أن اتقن دوري ...أليس كذلك ؟.."

اومأت برأسها برضا وهي تضحك وتخرج بيدها قميص أسود بأكمام طويلة ثم ناولتني إياه هاتفة:
" ارتدي هذا ...أحبه عليك...الأسود يليق بكَ وخصوصاً عندما تحلق شعرك وتكون ذقنك مهذبة وقصيرة هكذا ..."
عادت تفتّش بين ملابسي بينما كنتُ أنا مشغولاً بارتدائه وأخرجت بنطال رماديّاً غامقاً متناسقاً مع القميص ...اعطتني إياه وولتني ظهرها خارجة وهي تقول:
" لا تتأخر في النزول ....ابراهيم ينتظرك فلا تنسَ أنه عليكما المرور بمحل الورد وشراء سلة من الحلوى الفاخرة...."

" حسناً... سألحق بكِ حالاً ان شاء الله فور انتهائي..."

رتبت ملابسي وانتعلت حذائي متأنّقاً ثم تعطرت ووضعت ساعتي في يدي ونزلتُ لمن كان بانتظاري فالواجب هو ان والد العريس من يُعلم اهل العروس بموعد الزفاف....قبل الخروج انحنيتُ قليلاً بجذعي لأقبّل الحنونة من جبينها فهمست برقة وحنان:
" وفقك الله بني ورزقك سعادة الدارين.."
×
×
×

انطلقنا بسيارة أبي الفضية وقدتها انا وفي طريقنا تناولنا ما أمرتنا به خالتي .........كانت مرهقة اليوم وأيضاً لم ترغب بمرافقتنا فلو أن الحال طبيعي وسأكون عريساً بالفعل لأتت من أجلي ولو حبواً لكنها تريد ان نبعدها عن الأجواء الكاذبة والخادعة ولا تريد أن تتواجد الا للضرورة القصوى عطفاً على سمو الملكة.....يبدو أن النساء مخلصات لذوات جنسهن ويرفقن في حال بعضهن !!...أو ربما لأنها أحبتها , ازدادت شفقتها عليها بسبب أنها هي المخدوعة الوحيدة بيننا ..!!... والحقيقة انها بالفعل مخدوعة بنا...لا تدري ما يدور حولها ومن خلفها ....تتصرف بنقائها وروحها البريئة ...إلى متى يا ترى سيستمر خداعنا لها ؟!....كلما جاء في ذهني هذا اليوم يبدأ قلبي ينبض نبضات مرعوبة يخشى المواجهة الحتمية وما سيؤول اليه حالنا.!!......وصلنا ساحة قصر العنكبوت وفتح لنا الحراس الباب.....انقبض فؤادي لمّا رأيت سيارة البغيض (صلاح) عندهم.....اوقفت سيارتنا واطفأت المحرك ثم ترجلنا منها وانا احمل بيدي باقة الورد الأنيقة الكلاسيكية باللونين الزهري العتيق مع السكري ويزينها سلسلة من حبات الخرز الذهبية أما أبي تكفّل بحمل سلة الحلوى الفاخرة ...بدأنا نخطو بهدوء نحو المدخل عبر الطريق المبلّط بأحجار خاصة فلفت انتباهي اضاءة قوية في احدى زوايا حديقتهم حيث تتواجد هناك جلسة عبارة عن طاولة بسطح زجاجي و يحاوطها أربع كراسي باللون الأخضر وأرجوحة بنفس اللون....لم يظهر لي مَن هناك بسبب شجرة كبيرة تحجب ما خلفها لكن صوت الضحكات الرجولية وصلني ليتبعه صوتها بغنج تقول :
" هيا اعطني ...لا تتغالظ ...لن العب معكم مرة أخرى ان لم تعطني !!.."

عند سماعنا مصدر الصوت , قطعنا طريقنا وأصبحت وجهتنا الحديقة نجتازها عبر ممر رفيع رخامي خاص للحدائق حتى كُشفت لي الصورة بأكملها وما لم أكن أتوقعه....دقيقة ضاعت من وقتي لأستوعب المشهد بأكمله قبل أي تصرف متهور!!....كانت تقف على الأرجوحة بشبه اللباس الذي ترتديه والذي يجب ان يكون تحت العباءة لأي امرأة تريد الستر لنفسها وتقفز بغنج وميوعة وهي تمسك قميصه من كتفه بيد والاخرى ترفعها تحاول التقاط بطاقة من يده المنصوبة للأعلى ومع كل قفزة لها يكشف عن بطنها وهي غير مكترثة لحالها أما البغيض يستمر باستفزازها ومشاكستها وسط ضحكاتهم وشتائمها حتى انتهى المشهد تشهق صارخة عندما شدّها من خصرها لتقع في حضنه ...!!
كنتُ أقف مكاني كجبلٍ بركاني ينتظر أن تأمره الطبيعة بالانفجار ليرشق حممه الملتهبة بعشوائية وتحرق الأخضر واليابس ...لم يكن لديّ الوقت لأتنفس أو حتى لأفكر ...أقفلتُ مخي والقيت المفتاح وكان وقتي فقط للهجوم والانقضاض عليهما لأسحقهما معاً....حاول أبي (إبراهيم) أن يمسكني من ذراعي ليمنعني لكني نفضت يده عني بعنف والقيتُ الباقة من يدي ودعستها وهجمت على فريستيّ فهتف من خلفي بصوت خافت :
" رحمكما الله يا ابن رائد ويا ابنة عاصي..."

وصلتهما كالفهد المسعور وأصبتُ هدفي بلكمة شديدة من قبضتي على وجهه وتحديداً على أنفه وشفته وبدأ دمه ينزف على الفور منه وتبعه من طرف فمه أما هي مسكتها وسحبتها بقسوة من ذراعها وهي تترنح بخطواتها وتتعثر باكية بعد ان صدمت بوجودي عندهم ....وصلتُ الباب الذي يطل على الحديقة وكان مفتوحاً لأن النجس يقف على عتبته فاجتزته وأنا أسحبها بغضب على مرأى ومسمع الجميع غير آبه لأحد منهم وكان مكانه مذهولاً وما زال لم يستوعب الموقف وماذا يجري ولا ادري ان شاهد شيئاً مما حدث!!...صعدتُ بها السلالم وفي أعلاه التقيت بخالتها التي تقف مندهشة بتوجس وتنظر للتي تبكي فحاولت الكلام قائلة بقلق عليها:
" على مهلك يامن....ماذا يجري؟!.."

زمجرت وأنا اغضن جبهتي مشتعلاً دون الالتفات نحوها :
" لو سمحتِ سيدة فاتن...لا تتدخلي..."

ولما وصلنا غرفتها دخلنا وصفعتُ الباب خلفنا واقفلته بالمفتاح وهي بقبضتي ثم دفعتها فترنحت ووقعت على الأرض وحاولت الجلوس وهي تنظر لي بخوف وسط عبراتها وهمست بصوت متحشرج :
" حصل من غير ارادتي .."

اندفعت منحنياً نحوها ومسكتها من ذراعها لتقف أمامي وصرخت بها وانا اهزها بقوة:
" كيف تجرئين على هذه الحركات الدنيئة؟....من يكون الحقير لتتعاملي معه بهذه الأريحية ؟!.... أم يروق لك حضنه أيتها الوقحة ؟!....ألا تخجلين مما ترتدين ؟؟...هل تتعمدين اغاظتي ومعاندتي !!....انظري لنفسك لا يسترك شيء....كاسية عارية وتتغنجين بحركاتك للغريب ..ألا تستوعبين ماذا تفعل حركاتك هذه بالرجل؟؟....ردّي عليّ....."

ارتفع صوت نحيبها وهي ترفع ذراعها كأنها تحاول حماية وجهها من صفعة او لكمة وتتوسل قائلة:
" قسماً حصل من غير ارادتي...كنا نلعب فاختل توازني ووقعت وارتدي هذا في البيت فقط"

مسكتها من ضفيرتها فأنا لم اعد أرى أمامي ومفتاح قفل مخي ضائع لا فرصة للتريث او التصرف بحكمة و رزانة ...أصبحتُ مجنوناً...لقد جننتني وطيّرت عقلي وقصفت قلبي.!!....الوقحة لا ولن تفهم أنها أوقدت نار غيرتي ....أكملتُ في صراخي:
" وهل ان اجتمع العالم بأسره عندكم ستظلّين عارية تحت مسمّى أنك في بيتك؟؟.....أتظنين نفسك ألمى الطفلة لتلعبي مع الشبان كالسابق ؟!.....ألا يوجد من يشرح لك هذا أم هذه حياتكم الحقيرة ....تعيشون بفوضى دون مبادئ وتدّعون انكم أبناء المجتمع الراقي ..تتبارزون بالعريّ والوقاحة.......من الأولى بدل أن تلعبي وتتمايعي اذهبي واقرئي عن دينك يا مسلمة...."

زفرت أنفاسي اخفف من كبتي وضغطي وناري واستطردت بصوت اقل حدّة :
"أنت خطيبة يامن إبراهيم الهاشمي...عليكِ صون هذا الاسم !!.."
هززت ضفيرتها وأضفت بخشونة :
" هل فهمتِ؟؟!"

تبكي بحرقة وأجابت بين شهقاتها:
" فهمت...فهمت...اترك شعري..."

تركت شعرها ورفعت سبابتي وعيناي المتأججة بنار الغيرة كفيلة بحرقها ونسفها عن الوجود وهتفت:
" أسحقكم تحت قدمي يا أوباش...لا تعلمون مع من تلعبون!َ.."

طرقات قوية على باب غرفتها الذي اغلقته فدنوتُ منه وفتحته فاندفع منه والدها يحتضنها ويحدّجني بغضب وحقد ولحق به أبي (إبراهيم) اقترب مني وامسكني وهمس يحاول تهدئتي بعد أن رأى عروقي البارزة التي اوشكت على الانفجار فتنهدت بقوة ناظراً للسقف ومسحت وجهي وقلت بصوت جهوري أنبّه والدها باحتقار:
" لا اريده الاقتراب منها عشرة أمتار....وقد أعذر من انذر ..."

فصرخت بجرأة استمدتها من تواجدها بأحضان حبيبها الوغد بعد ان كانت تحت يدي كالقطة المبلولة :
" أنا لا اريدك....اتركني لننفصل.....ولست أنت من تعلمني الاخلاق أو تربيني"

ثم رفعت وجهها برجاء لوجه أبيها وهمست باكية:
" أرجوك أبي لا أريده....لا أريد الزواج....قل له أن يتركني..."

وقبل أن ينطق كلمة هتفت آمراً بجدية وملامحي متجهمة :
" بعد شهرين ونصف سيتم الزفاف....استعدوا لذلك.....جئنا لإخباركم بهذا..."


جحظت أعينهما بصدمة لوهلة وقال بعدها بثقة:
" لم يكن هذا اتفاقنا...ما زالت بالتاسعة عشر من عمرها .."

أجبتُ بعزة وغرور:
" غيّرت رأيي....أريدها في بيتي بعد شهرين ونصف ....لا حجة ولا وجود لأي مانع "

هتفت بوجهها الملتهب احمراراً وسماءيها الملبدة بغيوم الشتاء الثقيلة وشعرها الأشعث وهي ما زالت محاطة بذراعيه:
" أنا غير موافقه....من حقي الرفض.....نحن لا نعيش في غابة لتقرر عني ..."

قلت ساخراً :
" هل تخشين الانقطاع عنه ؟!.."

تدخّل والدها قائلاً:
" صلاح ابن العائلة من قبل ان يرتبط بها يوماً....لا اعلم لمَ تنزعج من علاقتهما؟!.....هو من رافقها طوال سنوات مكوثها في كندا ولم يفارقها...لو كان شيئاً بينهما كما تظن لارتبطا ببعضهما في السابق قبل عودتها الى هنا ولما احتاج لإقناعها لتقبل به حينها..."

أجبتُ متهكماً ومتعدياً حدودي:
" وما ادراك انه لم يحصل شيءٌ بينهما في السابق.؟!.."

فتحررت من حضنه وانقضّت عليّ تدفعني بغلّ من صدري:
" أخرج من هنا....كيف تجرؤ ..على هذا؟!"

أعلم أنني بالغت لكن ما عساي أن أفعل؟!....أنا انصهر كالحديد من الداخل وقلبي في حالة ذوبان كالشمعة التي تشرف على انتهاء مشوارها وعمرها....أعشقها ويا ليتني استطيع منع النسمات ان تلمسها !!...وكيف بذاك البغيض الذي ارتمت في حضنه وأنا الأولى بهذا؟! ...هي لي أنا حتى لو لم اعترف لها بحبي ورغم ايماني بانتهاء علاقتنا في يومٍ ما...لي أنا ومن حقي وحدي !!...غيرتي أعمت بصيرتي لكن لا يهمني ...كان عليّ الانفجار لأربيهما كلاهما وأضع حدّاً لعلاقتهما الحقيرة .....هي من أشعلت الفتيل بي بلباسها وتقرّبها منه!...أهي ساذجة لا تعرف الحدود بين الجنسين اجتماعياً ودينياً أم أنه لا يفرق معها هذا ولا أمل يوماً أن تطبق شريعتنا وأنا الذي رسمتُ أحلاماً لآخرتنا قبل دنيانا.....ستتعبني وترهقني ....متى يا ربي أنتهي من هذه المهمة اللعينة ؟!....لا ينفع أن استمر بهذا الجحيم....سأفقد أعصابي وهي أمامي وليست لي في الواقع ....حالي كحال الصائم الجائع الذي ينظر لوجبة شهية ولا يستطيع تذوقها لكن الفرق الوحيد بيننا أنه ستأتيه الدقيقة لينقض على وجبته أما أنا وجبتي حرّمت عليّ ولن أتذوقها وفقط سأتعذب بمنظرها ورائحتها ....هذا فقط ما سينالني منها.....علاقة مزيفة تربطنا وستأتي ساعة أعود لهادي واترك يامن وبانتهاء يامن ينتهي كل شيء وستختفي من حياتي سواء بإرادتها أو الظروف ستجبرها حينها ...يا الله كم أعاني !!....

ساندها والدها بعد موجة غضبها من كلامي هاتفاً بحزم:
" لا أسمح لك بإهانة ابنتي...أنا أعرَفُ بتربيتي وإن لم ترها لائقة بك...يمكنك تركها.."


ثم وجّه كلامه لأبي(إبراهيم) بجدية وصرامة:
" سيد إبراهيم اراك صامتاً...ما هذه التصرفات التي يقوم بها ابنك وما هذه الاتهامات ؟!......لو سمحت علينا وضع نهاية لهذا !!....ابنتي ليست من الشارع ليعاملها بهذه الطريقة..."

اثناء حديثه قمت بسحب كرسي المكتب وقبل أن يرد عليه أشرت له ببرود هامساً:
" تفضل اجلس يا أبي..."
وأعطيته إيماءة بعينيّ كي يترك الكلام لي ثم توجّهت للأريكة الموجودة جانب النافذة وجلست عليها براحة سانداً ظهري وأضع ساقاً فوق الآخر رافعاً ذقني بتعالي وقلت بصوت متزن:
" بعد أن أعدت أمجاد شركتك تريد انهاء العلاقة...أليس كذلك؟!.."

أجاب بغروره الفارغ:
" أعدته بقوتي ونفوذي ...أمهلني شهرين وسأعيد المال بأكمله لك لتُرجع لي شركتي الأخرى والقصر...."

ضحكت حد السعال وأنا أحرك يدي لأبي هازئاً كمن يقول " ما به يهذي هذا؟" ثم ثبتّ ملامحي قائلاً بصوت قوي ثابت:
" احضر ملف الصفقة لو سمحت"

نظرا الى بعضهما باستغراب هو وابنته لكنه انصاع بفضول خارجاً يقصد مكتبه وعاد بعد دقائق يقلّب صفحاته بعشوائية وقال بتساؤل وهو يضيّق عينيه:
" ها هو الملف....ماذا تريد منه؟!.."

مددت يدي لأخذه وفتحت على احدى صفحاته متحدّثاً بصوت يمتزج به الجد مع السخرية:
" عند رؤيتك المبلغ المكتوب للصفقة لم تعد تهتم بباقي البنود الفرعية وبدأت توقع الأوراق دون التحقق والامعان بها لظنّك أنك ستسترد القصر وشركتك الأخرى مجرد إعادة المال لنا لكنك لم تنتبه لأحد الشروط وهو إذا أصريتم على الطلاق دون اتفاق من الطرفين سيكون لكم ذلك مقابل رحيلكم من القصر وتسليمي شركتك تلك في الحال دون مهلة زمنية ..."

بدأت حبيبات العرق تظهر على جبينه وحركة صدره زادت قوة بسبب تلاحق أنفاسه فرفع يده لقميصه يحاول أن يفك أزراره العلوية وقال بصوت أخفى به هزيمته:
" مستحيل....لا يفوتني شيء كهذا.. أنا عاصي رضا.."

أما المدللة الغاضبة كانت مصدومة وهي تستمع لحوارنا لكنها لم تتدخل ربما بسبب الضربة التي سمعتها أو أنها تثق بوالدها وقوته فعلّقتُ على كلامه قائلاً:
" لكل جوادٍ كبوة !!.."

ضيّق بين حاجبيه بغضب وعيناه تشع بالحقد وقال ناظراً للجالس أمامه:
" سيد إبراهيم ...ما هذا الذي أسمعه؟!....هل خدعتماني ؟!..."


تنهد وأسند ظهره للخلف وقال بصوته الجهوري الواثق:
" لم نخدع أحداً....لقد وضحنا كل شيء في الصفقة...ليس ذنبنا خطؤك وقلة انتباهك وقلة ادراكك أما نحن رغبنا بابنة جميلة لنا كألمى لتنير بيتنا .."

نظرَ لها بحنان فهو كخالتي يعطف عليها وأكمل كلامه:
"...وبكلمة منكم سيستمر الحال على حاله دون أي مشاكل أو شوشرة وكأن شيئاً لم يكن أو بإصراركم ستكون المحكمة ملتقانا ..."

قاطعته منفعلة وعيناها متجمرتان :
" ليس نحن من نفتعل المشاكل....ابنك مصاب بالانفصام سيد إبراهيم ..خذه وعالجه"

تدخّلت قائلاً بنبرة حادة:
" قفي جانباً والزمي حدودك.."

ارتفع ضغط النجس وضاقت أنفاسه والشحوب اعترى وجهه فانتبهت له وذعرت من مظهره ودنت منه تمسك كفيه هامسة بحنان ووجل:
" أبي...هل أنت بخير؟!..."

ما زال على وضعه وجبينه يتصبب عرقاً فقالت برهبة:
" أبي أجبني...أأنت بخير؟.."

لأول مرة يظهر ضعفه أمامها وكانت حالته واقعيه لا يمثل عليها وبالطبع بسبب ما سمع من صدمات ومما سيخسر بإصراره على الانفصال فهذا القصر بناه حجراً بحجر كيف يشاء وعلى ذوقه وكان أكبر أحلامه في حياته الماضية الفقيرة البائسة أن يمتلك قصره الخاص لحياته الأزلية التي توهّمها :
" سامحيني أميرتي لوما....هذه المرة والدك فشل بحمايتك !!.."

وتهاوى على سريرها من خلفه بوهن وأكمل بفتح قميصه وملامحه مكسورة ومما زاد رهبتها رؤية يده ترتجف من تلف اعصابه فجثت أمامه ووضعت رأسها في حضنه هامسة بألم عليه:
" لا تقل هذا يا أبي...كن بخير وإنسَ موضوع الانفصال....لم أعد أريد ذلك وسأكون قوية من أجلك...لا تقلق عليّ...أنا ابنتك...سأعيش وأموت وأنا أفتخر بكوني ابنة عاصي رضا وسأفعل ما يرضيك أنت...."

أدارت وجهها المتورّم من الغضب والبكاء نحوي وسماءيها تغشاها السحاب وتابعت وكأنها تتحداني أو لتريني مكانتي :
"المهم ان تعتني بصحتك ولن نسمح لأيٍّ كان بكسرنا ...."

وأعادت وجهها له ثم حوّطته بذراعيها هامسة برقة :
" أحبك أبي ولن أحب أحداً مثلما أحبك...أنت حبيبي وبطلي ومن دونك لا معنى لحياتي..."

وصلتني رسائلها وعلمتُ مكانتي عندها...فهمت أن لا قيمة لي في قلبها!!.....إذاً سيكون كلامها المسموم الرادع عن التعمق بعلاقتي معها كما تخيّلت أو تمنيت ....حماقتي في الحُب جعلتني أرسم أشياءً تجمعنا معاً !!...ومَن جعلني أحمقاً غير الخائن القابع بين أضلاعي ؟!....يا رب الهمني الصبر والجم قلبي عن الغرق أكثر في حبها....

حالته بدت سيئة لم أتوقع أن يُظهر تأثره فهو لا يمتلك الإحساس والمشاعر....قلتُ بهدوء بعد كلامها :
" قرار سليم...!!"
واقتربت من المنضدة جانب سريرها وصببتُ له ماءً من ابريق وكأس كان عليها ....أريده أن يهدأ ...ليس شفقة أو رحمة مني ....شعرتُ باللذة لحاله لكني لن أقتله هكذا ...يجب أن يذوق العذاب ألوان لذا عليّ المحافظة عليه قدر استطاعتي بعون الله حتى تحين الضربة القاضية....دنوتُ من الجالسة أمامه لأناولها الكأس لتسقيه فأصبحت السماء تحت أرضي عندما رفعت عينيها إليّ وهوى الفؤاد لسحرهما بعد أن لسعه بريقهما وسرى شيئاً في عروقي ليكذّب كلامي الفارغ ويؤكد ضعفي ويقرّ أنني ما زلتُ لاجئاً في سمائها وقلبي يأبى أن يتوب ويرتجع عن هواها....فمتى؟؟ متى سأنساها ؟!......ما زالت يدي ممدودة لا أشعر بها لأنها تلقي عليّ طقوس السحر من زرقاوتيها فهي أيضاً كانت مشتتة في أرضي كما أنا محلّقٌ بها ...لا أعلم أكانت ثواني أم دقائق بيننا....ما أدهشني أنني رأيت في وجهها البراءة والرجاء مع العتاب فقط...لم أرَ الحقد !!..أم أن هذه أوهامي التي أرجو ؟!... أخفضت رأسها دون أخذ الكأس مني بعد أن منع ضياعنا صوت أبي (إبراهيم) متنحنحاً هاتفاً:
" هيا يا ولدي لنتركهم يرتاحوا ..."

وضعته على المنضدة ولحقت أبي وعند خروجنا من الباب المؤدي للحديقة كانت الأفعى تهتم بكدمات ذاك البغيض فاقتربتُ منه متوعداً وانا اشهر سبابتي وأجزّ على أسناني:
" إياك والاقتراب منها وإلّا سحقتك كما تسحق النملة من غير أن نشعر بها..."

نطق ابن الأفعى قائلاً:
" تحكّم بخطيبتك ولا شأن لك به..."

اقتربتُ نحوه فقفزتْ والدته تفصل بيننا لتحميه قائلة:
" لم يقصد قول ذلك...لا تضربه.."

رمقتهم بنظرة ازدراء وبصقت جانباً بكُره ثم وليتهم ظهري مدبراً لمن ينتظرني في سيارته....

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

زارتنا السيدة (فاتن) في اليوم التالي من المشادات التي شهدها بيتهم واستقبلناها بكل ود واحترام ...كان مزاجي هادئاً في هذا اليوم أما البارحة لأول مرة تشهد ثورة غضبي ....في البداية خجلت ان تفتح الموضوع ولكنها أجبرت لتطمئن على صغيرتها وما ينتظرها في مستقبلها .....كنا نجلس في غرفة العائلة قبل الغروب أنا وخالتي وأبي (إبراهيم)....فقالت بهدوء:
" لم أتكلم مع ألمى في الموضوع وأرغب في الاستماع منك.....اخبرني لما وصلتما لذاك الحال ؟!.."

قلت بجدية :
" حتى لو كان ارتباطنا مجرد مهمة الّا أنني لن أسمح لها بالتصرف بهذه الحرية ما دامت تحمل اسمي ....يمكنها فعل ما تشاء ومع من تشاء عند انتهاء كل شيء..."

ثم شرعتُ بقصّ ما حدث وبعد انتهاء كلامي قالت:
" شهور طويلة لك وأنت معها ...ألم تكن كافية لمعرفتها يا هادي ؟!....ألا ترى أنها بريئة وتتصرف بعفوية دون نوايا خبيثة ؟!....أعلم أنها تتصرف بحرية مطلقة مع صلاح لكنها لا تراه سوى أخ وصديق....تلك الحرية الوحيدة التي تمتلكها ....والدها الوغد يكون صلباً معها بكل شيء الّا انه بهذه النقطة بسبب قلة دينه لا يهتم ....لم يرشدها يوماً للصح...."

قاطعتها قائلاً وأظن أنني جرحتها بفظاظتي :
" وأنت سيدة فاتن ....أين كنتِ وأين كان دورك بكل هذا ؟...كان أولى لكِ أن تتفرغي لتربيتها وارشادها مِن أن...."

لم أكمل كلماتي بعد أن انتبهت لنفسي فهزّت رأسها ونظرتها كانت منكسرة وأجابت:
" من أن أهتم بالأمور الخارجية ...هكذا تقصد...."

أشحت نظري بندم وقلت:
" أعتذر منك..."

تبسمت بوهن وقالت:
" أنت لم تكن معي لتعلم ما عانيت في سنواتها الأولى وأنا أوجهها للطريق الصحيح ....لكن صلاحيتي بالتدخل بها كانت الى حدٍّ معين ....وايضاً تعلم كيف أبعدها عنا في فترة بلوغها وهو الوقت الذي تكون في أمسّ الحاجة لأن يرشدها احد...هي نشأت في الغرب.....كيف تريد أن تتعلم قيمنا ومبادئنا الدينية ؟؟....كيف تحاسبها على ما لا تفقهه.؟!...أنا أثق بك وأعتمد عليك بهذه النقطة !....أنت لست مجبراً على حبها لكنني أعلم أنك رجل من ظهر رجل وستعاملها بمودة ورحمة وستمسك بيدها لتخرجها من دنيا الأخطاء والحرام......صدقني هي لا تستحق المعاملة العنيفة !!....كلمة طيبة تشتريها ...ها انتم حددتم الزواج وستعيش معها عن قرب وستغوص في شخصيتها أكثر....لم أطلب من احدٍ شيئاً في حياتي أما من أجلها جئت لأطلب منك هذا ....أنا أعزّكم وأكنّ لكم كل احترام لكن ألمى عندي أهم من نفسي وحتى أبي ..هي أمانة شقيقتي الغالية , فيها أرى روحها وشكلها ورغم سعادتي في قرب الأجل لألقى الأحبة بإذن الله الا ان ما يؤرقني هو لمن سأترك صغيرتي ؟....ساعدتكم من أجل الوطن وأبي ولن أكذب ان قلت وعلى رأسهم من اجلها هي...أريد أن أطمئن على مستقبلها اذا أراد الله لها طول العمر فوالدها إن لم يمت قريباً بالتأكيد سيأخذ مكانه الذي يستحقه في النهاية وهو السجن.... وحتى لو لم يكن هذا لا قدّر الله فإنه يعتبر غير موجود في حياتها الّا بالاسم والقليل من الاهتمام الذي لا يروي ظمئها واحتياجها لرجل يحتضنها ويشعرها بالحب والأمان وهذا ما تمنيته لها منك...أما إن كنتَ ستقسو عليها لن أسمح لك رغم مكانتك في قلبي ....فأرجو أن ترعاها بشهامة وأن تضع نصب عينيك دائما أنها ضلع قاصر لا أحد لها ولا ذنب تحمله كي تعاقب عليه فهي لم تختار بنفسها ان تكون ابنته كما لم تختار بنفسك انت لتكون ابن محيي الدين فلا تعايرها او تعاقبها بنسبها ودمائها وتربيتها وبُعدها عن الدين لأن دمائك ليست بقوتك امتلكتها فالله يقسم البشر باختلافهم كما يقسم الارزاق وله حكمة في ذلك فمثلاً أنت رزقك الله عائلة ملتزمة صالحة فنشأت على ذلك وأيضاً ليس باختيارك انما هذه نعمة الله فلا تتعالى عليها لانتسابها لأب عاصي وخائن وأنت لانتسابك لأب ملتزم ومخلص.......كل ما انت فيه هو توفيق وهداية من الله وحده...."

لم تخطئ السيدة فاتن بمعظم كلامها ..بل تعاطفت معها وشعرت أنها توصيني بها وتودعنا كأنها تحسّ بدنو أجلها لا قدّر الله....لكنها اختارت الرجل الخطأ ...هي لا تعلم بعشقي لصغيرتها وأن هذا سبب كافي لأفقد عقلي واتهوّر عندما يمس الشيء رجولتي أو غيرتي عليها .....أنا ذهبت لهم أمس بكل حماس وانشراح رغم الصراعات التي اعاني منها داخلياً بيني وبين نفسي وخارجياً بيني وبين مهمتي ومَن ينهاني عن التعلق بها ...!!....لكنها قتلت هذا الحماس وحولتني لوحش كاسر عند رؤيتي لها في ذاك الوضع....سأحاول أن اتخطاه وأنساه والأكيد انني لن انساه بسهولة !!....إذا كنتُ أشتعل منه عندما كان خطيبها قبلي فكيف وهي أصبحت ملكي رسمياً...هل سأسمح بذلك وأقف بارداً ...إن لم أحدث دماراً وأشعل الحرائق لن أكون هادي المتيّم بعينيها...!!

بعد ان انهت كلامها قلت أناقشها :
" كلامك على رأسي سيدة فاتن....لكن هذا سلاح الضعفاء أن يوكلوا أمر الهداية او الضلالة بالكامل الى الله وكأن لا ذنب أو يد لنا بهذا ....هو أعطانا العقل لنفكر ونسعى وأعطانا أعظم دليل في الوجود وهو القرآن ثم سنة نبيه والآن الأمر أسهل مما نظن...فمن يريد الهداية بحث بنفسه عن الأسباب التي توصله لها ومن أراد الضلالة يُغشي قلبه عن الحق وطرق الوصول للنور...والهداية تأتي من العمل الصالح كما أن الضلال يأتي من العمل السيء والقبيح....الله وضع المسببات لهذا لكنه لم يجبرنا عليها ......{{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }}....وابنة شقيقتك أصبحت بالغة ولو ارادت التقرب الى الله جاهدت وبحثت لكنها ربما لا تفكر بهذا اساساً....ولم تكن البيئة أو مكان نشأتنا سبباً قوياً لنعلّق عليه بعدنا عن الدين كأننا ضحايا .. فكم من أجنبي أعلن اسلامه والتزم بدينه وهو يعيش في بلاد لا تمت للمسلمين بصلة وعلى العكس بلاد تحارب الإسلام وتضطهده؟!! ..لكننا نحب اختيار السهل لننكر ذنوبنا....هداها وهدانا الله..."

تنهدتُ وصمت برهةً ثم غيرتُ مجرى الحديث هاتفاً:
" المهم اخبرينا كيف أنتِ سيدة فاتن وما هي خطواتك القادمة ؟!"

تبسّمت وقالت:
" الحمد لله على كل حال ....هذا ايضاً سبب قدومي !....بعد شهر سيجرون لي عملية صغيرة لأخذ عيّنة من الكتلة الموجودة في دماغي وسأخبر أهل البيت أنها عملية بسيطة بسبب وجود كيس ماء في رأسي.....انتم تعلمون انني لم ولن اخبر احداً عن وضعي وخصوصاً ألمى .....أما العلاجات القادمة سيقررونها بعد العينة ومعرفة نوع الورم وما أسعدني في ذلك انكما ستكونان بإذن الله متزوجان وحينها ستتوكل أنت مهمة اخبارها بطريقتك وهي بين يديك....فلن أقلق عليها لأنها ستكون بين أيدي أفضل وأروع ناس عرفتهم في حياتي....لأنني أخشى عليها من الانهيار!!"

تبسّمت وعيناها فيها الألم الذي تحاول اخفاءه وهمست ناظرة لخالتي:
" ستجد الأم الحنونة في مريم ..."

نقلت نظرها لأبي وأضافت:
" والأب الداعم والحامي في السيد إبراهيم.."

أعادت حدقتيها إلي وتابعت:
" وبك ستجد كل معاني الرأفة والإنسانية والرجولة ان شاء الله..."

تنهدت وأردفت مبتسمة بتمنّي:
" لن أطمع وأستبق الأحداث....لكنني حتى أنني أحلم بمستقبل زاهر لها بعد انجلاء الحقائق وهو ان تستمرا كزوجين وتستقرا في الوطن لتتذوق البيت الدافئ الحقيقي بعيداً عن التمثيل وهي تنال شرف أن تكون كنة للسيدة عائشة حفظها الله...فيا حظها حينها عندما تكون تحت جناح تلك الأم العظيمة....."

هربت ابتسامتها واخفضت رأسها تشرد في الأرض وبعد صمت ثواني قالت :
" لا اجبرك على شيء هادي ....لكني أطلب منك ان تحتويها وتعطيها الفرصة بعد انهاء مهمتك ولا تضع امامك دائما طريق الانفصال والفراق .....لربما يرق قلبك لها وتحبها .."

يرق قلبي وأحبها وأنا المعذّب من شدة حبها ؟!!....

رفعت رأسها مجدداً ونظرت نحوي هامسة :
" ستعصف وستنزف وستكره وستهرب ...ستضيع وستنكسر بعد معرفتها الحقيقة أنا متأكدة....وسأكون أول من تكرهني لأن جرحها من الأقرب أعمق وأصعب ....لكن أرجوك....كن الجدار الذي يوقف عاصفتها والضماد الذي ينهي نزيفها ...كن القلب الذي يبدد كراهيتها والملجأ الذي يستقبل هروبها....كن بوصلتها من الضياع وكن أنت من يجبر انكسارها....أرجوك أن تتحملها حينها ولا تقف ندّاً بند لها....ارفق بها وبيتمها وضعفها ....لطفاً هادي ....اعطي نفسك الفرصة لتحبها وستسعد بقربها ليس لجمالها فحسب لكن لنقاء قلبها وصفاء روحها ....هي فتاة محبّة ومطيعة لمن يفهمها ويرّبت على فؤادها .....أسعدكما الله ورضي عنكما ...!! "

كم خنجرٌ سيغرز في ضميري وقبله خافقي ؟؟!!....كفاني هذا....لست ملاكاً...أنا بشر...أحب وأجرح كما أنجرح....اعلموها بذلك!!....لا أعرف أين سترسو سفينتي التائهة في محيط مهمتي !!....لا أعلم أي قرار سألغيه أو أي قرار سأتشبث به.....فلتحيي ضميري يا الله ولتنصرني على من عاداني.....

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

اتفق صديقاي على اصطحاب عروسيهما لتناول وجبة الغداء في احدى مطاعم المدينة الساحلية التي تبعد مسافة ساعة عن مدينتنا ومن ثم للتوجه للمجمع الكبير الفاخر بها حيث يوجد هناك محل لأزياء العرائس يمتلكه مصمم من أشهر المصممين في الوطن كي تلقي نظرة عروستنا دنيانا علّها تجد شيئاً يعجبها لزفافها .....وصلوا موقف السيارات الموجود على الشاطئ وترجلوا من السيارة أربعتهم ثم توجهوا لمكان مخصص للقاطرات المعلقة ( التلفريك) حيث عليهم استقلالها للوصول إلى المطعم الموجود على رأس جبل هذه المدينة والذي يطلّ على الطبيعة الخلابة لها من الغابات الخضراء وصولاً لمنظر المياه الزرقاء في صورة تشرح الصدر وتفتح النفس .....نظرت ( دنيا ) للقاطرة ثم رفعت نظرها بتوجس لقمة الجبل المرتفعة والتي يفصل بينهما الشارع الرئيسي الكبير ثم بداية الغابات الكثيفة التي ترتفع تدريجيا مع تضاريس الجبل ....اقتربت من خطيبها وهمست :
" سامي.."

تبسم ناظراً بحنان وهمس :
" عيناه !!.....ماذا تريدين ؟!.."

قالت بخجل من نفسها :
" لا يمكنني ركوب هذه!!...أنت تعلم لديّ رهاب المرتفعات !"

أجاب بتشكك:
" أعلم...لكنك ركبتي الطائرة عند عودتك للوطن!!.."

اجابت هاربة بعينيها محرجة :
" كانت أمي معي وأمضيت الوقت وأنا أخبئ وجهي في صدرها وهي تقرأ عليّ ما تيسر من القران.."

تبسّم ونظر لرفيقيهما ولما رآهما مشغولان بعيداً عنهما مسك يدها برقه وحنان وقبّل ظهر كفها هامساً :
" وأنا هنا معك من بعد التوكل على الله....لا تخافي حبيبتي ولا تفوتي هذه الفرصة الساحرة ....تحمّلي مدة ربع ساعة فقط !!.."

اومأت موافقة بقلة حيلة لا تريد ان يسخر منها احد ....

اقترب منهما من كانا بعيديْن وقال ( بلال) :
" اشتريت تذاكر لأربعتنا ....أي واحدة ترغبون بها الجماعية أم الزوجية ؟!.."

لم يتردد الحنون بقول :
" الزوجية..!!.."

لعلمه بنقطة ضعف حبيبته ..لا يريد أن تقع بموقف محرج عندما يكونوا معاً بنفس القاطرة ..فهو لا يعلم بالضبط ما ردود أفعالها ...يخشى أن تحتاج حضنه وبسبب تواجدهما تخجل فتحرم من أمانها أو أنها تفوق توقعاته وبكل جرأة ترتمي على أرضها ويصبح شكلهما حميمياً وهذا ما لن يقبله غيرةً عليها واحتشاما..!!.....

هتفت بحماس وسذاجة صديقتها قائلة :
" لمَ لا نركب معاً ؟؟!...ممتع أكثر...أليس كذلك دُندن ؟!.."

ودّت لو ضربتها على دماغها هي في عالم وتلك في عالم ...انها لا تدري كيف تتملص من الركوب بها والواقفة أمامها تتشدق متفاخرة بالمتعة ؟؟...أي متعه تتكلم عنها وهم معلقون في حبال الهواء ؟!....قبل أن ترد عليها بكلمة نكزها برفق خطيبها وقال يجيبها :
" كلا سلمى...سنستقل الزوجية .."

لقد احترم قرار صديقه فبدا له أنه يريد بعض الخصوصية لنفسيهما وهو ليس متطفلاً ليكسر اختياره وثم لا مانع أن يختلي هو الآخر مع حبيبة قلبه ليشاكسها قليلاً...!!
استقلّ كل زوجين قاطرته لتبدأ رحلة المتعة للجميع الّا العذاب لشقيقتي الجبانة ....جميعنا لدينا نقاط ضعف أو شيء نخاف منه مهما بلغت شجاعتنا وصديقي المغامر لم يهزأ منها ومن جبنها هذا وعلى العكس يرغب باحتوائها بل تشجيعها لتتخطى حاجز الخوف ...!!...كانت القاطرة بشكل دائري ولونها أزرق يتواجد بها مقعد جلدي يشبه حذوة الحصان ....بدأت تتحرك ببطء وعلى عكس بطئها نبضات التي تجلس جانبه آخذة بالسرعة....أول حركة عفوية منها هي محاولة كمش بنطاله قرب الجيب بأناملها...تبسّم بحنوٍ ورفع ذراعه الأيمن خلفها يحيط كتفيها وبالأخرى مسك يدها المتشبثة ببنطاله ....ازدردت ريقها وأغمضت عينيها تشدّ عليهما بقوة وتشعر أن الذي يخفق في صدرها سيقع منها ولمح توهّج وجنتيها وكاد يسمع ضربات قلبها فأمال رأسه يتكئ بذقنه على كتفها ليقرّب فمه من أذنها وهمس :
" اهدئي دنيتي......اسحبي نفسك وازفريه بهدوء....هيا .."

استجابت له بصعوبة فأكمل بصوت هادئ صافي يملي عليها كلماته الحنونة:
" تخيّلي أنك فراشة جميلة تحلّق بخفة فوق المروج الخضراء المزيّنة بأزهار الربيع الملوّنة.... وتستمتعين بعبيرها ....وضحكات الأطفال الذين يلهون بينها تملأ المكان وتشعرك بالسكينة...!!.."

امهلها دقيقتين لتستشعر ما يقول ولاحظ أن أنفاسها هدأت بالفعل بعد لحظات , حتى أن قبضتها التي بيده ارتخت قليلاً...كانت تشد عليها لدرجة أن أظافرها تركت بعض الآثار على جلده لكنه لم يهتم لهذا......رفع نظره لعينيها فوجدها مغمضة بارتخاء ايضاً أي قلّ انفعالها ...أفلت يده الممسكة بها ثم نقلها لوجنتها اليسرى ليدير رأسها اتجاهه وهي ما زالت مغمضة ....اقترب أكثر وألصق أنفه بأنفها وهمس :
" ازيحي الستار عن شهديك وانظري لعينيّ..."

فتحتهما ببطء فشقّت ثغره ابتسامة وهي بادلته إياها ....كانا ما زالا في منتصف الطريق بعد ان اجتازا الشارع من تحتهما وأصبحا فوق الأشجار ومنظر البحر يبتعد عنهما رويدا رويداً....حرّك يمناه لتساعد يسراه بتحويط وجنتيها ثم قبّل جبينها وقال يساعدها على تخطي وجلها من النظر للخارج والأسفل:
" انظري للشمس كيف تتلألأ أشعتها على سطح البحر....لا تحرميني من رؤية تلألؤها في عينيك ....أريد أن أرى انعكاسها بهما فما أجمل لون العسل عندما تمدّه الشمس بنورها يا عينيّ الشهد..!!.."

طأطأت رأسها بعد ان عاد الاحمرار والتوهج لبشرة وجهها وسببه الآن الحياء من كلماته وليس الرهبة فأنزل يده من وجنتها لذقنها ورفع لها رأسها ثم أداره للأمام نحو البحر ورفرف فؤاده عندما أشعّت عيناها بعد مزج ضوء الشمس بلونهما ليغرق في العسل عشقاً.....بدآ بالاقتراب للمحطة وعليه استغلال الفرصة قبل الاختلاط بالناس ...فهل يستطيع مقاومة هذا الجمال ؟! أليس من حقه تذوق العسل الذي أغرقه بحلاوته ؟!.....كانت هي في وضع ساكن وانسجمت الى حدٍ ما بالمنظر متناسية خوفها فأعاد يديه مجدداً لوجهها يحاوطه وحرك لها رأسها برفق نحوه وقرّب شفتيه لشفتيها يقبّلها ويستمتع بحلو الشهد قبل أن تستقر قاطرتهما مكانها....!!
×
×
×

تناول الأصدقاء الغداء بأجواء لطيفة ومرحة وكيف لا تكون كذلك ورأس المرح والحس الفكاهي صديقي ( سامي ) بينهم ....؟!!.....تمشوا قليلاً حول المطعم ليلتقطوا صوراً لهم وسط المناظر البديعة ومن ثم عادوا للقاطرات للنزول الى سيارتهم وبعدها توجّهوا الى غايتهم وهو المجمع الكبير وتحديداً الى دار أزياء العرائس ....بعد أن وصلوا إليه دخلت الصديقتان تسبقانهما بلهفة عند رؤيتهما التشكيلة الواسعة من فساتين الزفاف واحدٌ أجمل من ألآخر وحتى انهما نسيتا رفيقيهما....لحقا بهما وجلسا في زاوية جانبية بها طقم أرائك فاخر من المخمل الخمري على شكل حلقة ....اقتربت احدى العاملات من الفتاتين وقالت بتملّق:
" مرحبا آنستاي ...هل ترغبان بالمساعدة ؟!.."

قالت (دنيا) مبتسمة :
" أريد أن أرى أحدث تصميمات السيد باسل كارم لفساتين الزفاف الخاصة بالمحجبات .."

تبسّمت مجاملة واومأت برأسها هاتفة :
" إذاً عليك الانتظار قليلاً ريثما ينتهي مع الزبونة ليريكم على حاسوبه طلبك ....تفضلا اجلسا هناك ..."

أشارت لهما حيث يجلس خطيباهما فاتجهتا نحوهما وجلستا بجوارهما من بعد مضيّ عشرين دقيقة وهما تسبحان بين الاقمشة والفساتين....
قال (سامي) :
" ما بكما أتيتما ؟!...هل اعجبك شيئاً دنيا ؟!.."

تبسمت وأشارت بحاجبيها للغرفة المفتوحة ويظهر بداخلها المصمم وهمست :
" ليس بعد !...يوجد زبائن قبلنا...ريثما ينتهي يأتي دورنا ليرينا صور تصميماته على الحاسوب !..."

هتف بمرح :
" قلت في نفسي لا يعقل أن بنات حواء ينتهين بوقت قصير...إذاً نحن في البداية!....أرجو أن لا تحتاري كثيراً فلا تنسي ورديتي تبدأ في السابعة وعليّ اللحاق بها .!!.."

تبدّلت ملامحها للعبوس ونهضت بعقلها الصغير وقالت بعزة نفس :
" لا حاجة للانتظار...يمكننا الذهاب!.."

رفع حاجبه وقال بريبة من مظهرها ونبرة هادئة:
" سننتظر ...لم أقل ألآن ورديتي ...ما زال لدينا الوقت..!...لكني أنبّهك فقط !."

لن تكون (دنيا) ان لم تعاند فقالت :
" لا استطيع الاختيار تحت الضغط....سنشتري من مدينتنا لاحقاً..."

نظرت اليها صديقتها وجحظت عينيها بإشارة منها لتصمت ولا تعاند لكنها لم تهتم لها فأكمل صديقي وهو يتحكم بهدوء اعصابه :
" دنيا....قلت لدينا الوقت ..!!.."

سحبت حقيبتها من جانبه تصمم على رأيها بالذهاب فمسكها فوراً وهو جالس مكانه وزجرها بنبرة حادة جرحتها :
" دنيااا...لا تعاندي وتلعبي بأعصابي !!.....لدينا وقت لتختاري وليس للدلال .."

احتقنت عيناها بالدموع وقالت :
" لا تصرخ بي واترك حقيبتي ...لا أتدلل ولا أريد أن اختار..!!"

لما رأته متشبثاً بحقيبتها نفضتها من يدها تفلتها وأدبرت صوب الحمامات فلحقت بها صديقتها في الحال أما (بلال) قال :
" ما بك سامي ؟!...ليس من عادتك !...تمهل يا صديقي ألا تعرف النساء وبرود اعصابهن وطول بالهن في التسوّق؟!....منذ متى لا تطيق صبرا ؟!.."

استغفر قائلاً بحنق :
" يا رجل لا أحد أصبر مني لكن لمَ لتفتعل مشكلة الآن من غير داعي ....قل لي بالله عليك ما خطئي بتنبيهها بوقت عملي ؟!.....هؤلاء الكائنات تركيبتهن منهكة!!...الكلمة التي تتوقع أن تخاصمك بسببها هي التي تضحكها والعكس صحيح ..اووف...!!"

قال (بلال):
" ليس خطؤك لكنها ايضاً هي عروس ومدللة والبنت في هذا اليوم تشعر انه خاص لها لا تريد ان يشاركها به أحد..!!"


رد عليه بملل من وضعه :
" ومن ذا الذي يشاركها في يومها ؟!...ها انا متفرغٌ من اجلها وأعلم انها متحمسة لاختيار فستانها ..كل ما هنالك ذكّرتها بورديتي!!.."



ضحك وقال:
" ألا تعلم يا صديقي أن عمل الرجل هو العدو اللدود للمرأة أو الأصح ضرّتها وكيف ان دخل بيومها الخاص ؟!.."

" ماذا تهذي يا صديقي ؟!.."

أكمل ضاحكاً :
" الفتاة ترى أن رجلها ملك لها وما بالك ان كانت عاشقة ؟! ...ها عندك أنا مثال... لو بيدها لوضعتني بإطار وعلّقتني أمامها ولا تترك لي المجال لأتنفس ولمّا أنشغل في العمل ولا أكلمها تبقى حانقة لوقت طويل بل أيضا العمل لا يسلم من شتائمها ويأخذ نصيبه...هكذا البنات غير واقعيات أو عمليات مثل الرجال ويعتقدن أن كل شيء يجب أن يمشي حسب أهوائهن ولا يحسبن حساب للمسؤوليات !.....يعتقدن اننا نقوم بتصوير مسلسل رومانسي ......وأنت بجلب سيرة العمل كمن مدحت لها ضرتها !!.."

تنهد ومسح شعره للوراء ناظراً للسقف وقال :
" صبراً يا الله.....وما يدمّر عقولهن الصغيرة غير المسلسلات الهابطة..؟!.."

أعاد عينيه لصديقه وأردف ساخراً مستنكراً بجدية :
" وعندما نكون دون عمل من أين سنحقق أمنياتهن ومتطلباتهن حضرات الملكات ؟!...أم ينتظرن أن تهلّ علينا السماء بالمال ونحن جالسون في احضانهن ؟!.."

زفر أنفاسه بضيق ثم أحنى ظهره متكئاً بمرفقيه على فخذيه بعد أن سحب هاتفه من جيبه ووضع على اسم زميله ثم اسند ظهره للخلف براحة ينتظر الرد....

" مرحبا أشرف...أأستطيع ان اطلب منك خدمة ؟!؟؟"

" بالطبع....تفضل"

" هل بإمكانك استلام ورديتي الليلية ريثما اعود للمدينة ؟!.."

" خير...اين انت ؟!.."

" في المدينة الساحلية مع العروس من اجل مستلزمات الزفاف !!.."

" على خير يا صديقي...لا تهتم وخذ راحتك...مبارك سلفاً...أنا سأكمل هذه الليلة وأنت تأخذ مكاني الليلة التالية !..ما رايك ؟؟!..."

" رائع...اشكرك....اكلمك لاحقاً....الى اللقاء.."

أرخى جسده بارتياح نافثاً أنفاسه بعد أن كان مضغوطاً وضائعاً بين رضا المحبوبة ومسؤولياته فقال لصديقه :
" اتصل لخطيبتك لتتركها ...سأّذهب وأراها ...ضربني وبكى ثم سبقني واشتكى ..."

بعد ان اتصل (بلال) بـ (سلمى ) نهض (سامي) قائلا:
" يا الله....إلى الجهاد في سبيل الحُب ....عجيب أمره هذا الحب... يسعدنا ويتعسنا في نفس اللحظة ..."

سار خطوتين ثم التفت اليه وأضاف:
" يمكنكما يا صديقي التجول ريثما ننتهي كي لا تشعران بالضجر.."

رمش له ضاحكاً برضى وقال مازحاً:
" كأنك متأكد أنها ستسامحك وستنسى ...أخشى أن تعود مطروداً أو بعينٍ زرقاء !!.."

غمزه ضاحكاً وهتف:
" أنا أدرى من أي وادٍ أُخرج ضفدعتي....اهتم انت بدجاجتك ولا تقلق علينا!!.."



ضحك بصوت عالٍ وقال:
" دجاجتي ؟!..وأنا بلبل...وخطيبتك ضفدعة ...ماذا بعد ؟!...أشعر اننا نعيش في مزرعة الحيوانات ....أخشى أن تكون أنت الخروف بيننا !!.."

نهره بمزاح هاتفاً :
" هيــه...لن أرضى بأقل من منصب الأسد ..."

اكمل بصوت خفيض يحذّره :
" اياك ان تذكر الخروف امامها ...لن تعتقني !.....اياك لأني سأنتف لك ريشك حينها أيها البلبل!!.."

تركه يضحك وأدبر ناحية الحمامات لينال رضا ضفدعته ...التقى بصديقتها خارجة فسألها :
" كيف هي الآن ؟!.."

ردّت بخجل :
" مستاءة وما زالت تبكي .."

تبسّم وقال:
" حسناً لا تقلقي عليها ...اذهبي لبلال.."

وصل الحمامات وكانت تقف بالردهة التي تربط حمام الرجال بالنساء حيث المغاسل والمرايا وتغسّل وجهها الذي كان شبيهاً بحبة البندورة من البكاء ...لمحته بطرف عينها وأكملت تجفف وجهها ويديها بعدم اهتمام....اقترب منها ومد يديه لكتفيها وحرّكها بلطف لتقابله وابتسم بحب وحنان وهمس :
" أيصح في يومنا المميز أن نتخاصم دنيتي ؟!.."

رفعت وجهها اليه وعيناها ما زالت تجّمع الدموع وقالت باستياء :
" أنا لم اطلب منك أن تأتي بنا الى هنا اليوم تحديداً....كان بإمكانك اختيار يوم يكون برنامجك صباحيّ....ألا يحق لنا بأخذ راحتنا دون تطفلات العمل خاصتك ؟!.."

ها قد جاء للنقطة المهمة التي اشعلتها ... يبدو ان صديقه صدق وعليه ذكر زوجته الأخرى المسماة مركز الشرطة بحذر أو الأفضل ان يعد للعشرة قبل ذكرها كي لا يقع في مأزق زوج الاثنتين ويفتح على نفسه باب المشاكل ..!!

أجابها باسماً :
" هكذا سارت الأمور معي ...لكن اطمئني بدّلتها للغد من أجلك ....أما أنا أتمنى أن تفهميني وتقدّري ظروف عملي يا دنيا ..ليس كل شيء بيدي!!....ألم نتفق على فهم ظروف بعضنا ؟!..."

هزّت رأسها مبتسمة بنعم فمد يده يمسح بظهر انامله قطرات الدمع العالقة على رموشها ثم مسك يدها يسحبها برقة ليتوجها للمصمم الذي ينتظرهما ....

بعد قرابة الساعة من الحيرة في اختيار التصميم الذي يعجبها اهتدت أخيرا لواحد واتفقوا عليه نهائياً فنادى المصمم :
" حمادة....اجلب المتر وتعال !!.."

جاء (حمادة )يحمل المتر ففغر صديقي فاهه بذهول من مظهره دون النطق بحرف...كان (حمادة) يرتدي بنطال جينز باهت اللون ممزق ضيق بخصر نازل ومن تحت يكشف حوالي شبر من الساق وبلوزة حمراء وبفمه يمضغ علكة ومقدمة شعره أطول من الخلف وكل ثانية يزيح خصلات غرته التي تسقط على جبينه بمياعة ....ظلّ صديقي يحدق به وظهرت غيمة فوق رأسه وهو يتخيل أن يستضيفه يوماً الى المركز علّه يمارس عليه أحب هواياته وهو صفع المجرمين وأمثال هؤلاء المتشبهين بالنساء والذين بدؤا بالانتشار في الآونة الأخيرة !!.......تلاشت الغيمة وانفجر ضاحكا درجة القهقهة عند سماع صوته الأنثوي يقول :
" لو سمحتِ يا آنسة قفي رجاءً..."

توّرد وجه خطيبته محرجة من ضحكته والتي تعلم أن سببها المتشبه بالنساء الواقف أمامها بينما كانت هي تحاول كتم ضحكتها وحتى انها تفاجأت من نفسها انها ما زالت متحكّمة بها دون أن تطلقها وتقع هي أرضاً من قوتها .....كان المصمم و(حمادة) ينظران له كأنهما ينظران لرجل معتوه وهو مستمر بالقهقهة وما زاد ذلك عندما كرر طلبه بصوته الناعم :
" من فضلك آنستي ...قفي لنأخذ القياسات!!.."

وقفت بتردد ويبدو ان صديقي لم يستوعب عمّا يتكلمون لأنه مشغول بضحكاته لكن ما إن عيناه لقطت دنوه من عروسه يبسط ذراعيه ليفتح المتر هبّ من مكانه ومسكه قبل أن يلامس المتر جسدها وغضن جبهته وقال بحزم :
" ماذا تفعل ؟!.."


ردّ عليه المصمم:
" حمادة المسؤول عن القياسات فهو محترف ودقيق ولا يخطئ أبداً..."

قال بانزعاج ساخراً :
" أريد امرأة أن تقيس لها ...لن يلمسها هذا أو هذه لا ادري ماذا اناديه. !!.."

حاول المصمم هضم كلماته وسخريته وقال:
" نعتذر يا سيد ...لا عاملات لدينا بهذا المجال !!.."

قال(سامي) باشمئزاز :
" كيف لا تضعون عاملات والمكان خاص بالنساء ؟...أي منطق هذا ؟!....هل تعتقد أن جميع الناس يحملون صفة الدياثة وعدم الغيرة على العرض ؟!....."

ردّ (حمادة) بمياعة بعد أن شعر أنه لم يتقبّله هذا الجبل المقابل له وظن أن بكلماته سيغيّر له رأيه:
" لن نأكل خطيبتك يا سيد.....سنأخذ فقط قياسات جسدها بدقة كي يليق بها فستان الزفاف ويبهرك كما سيبهر جميع الحضور..."

ألقى نظره اليها يتفحّصها وأضاف مجازفاً بحياته :
" مع أنها تلبس ملابس فضفاضة قليلاً الّا انها لن تتعبنا لأنه يظهر لي التناسق بجسدها في الطول والعرض والوزن ...مؤكد سيكون الفستان خارقاً عليها فأنا أجزم انها تمتلك جسداً انثوياً مرسوماً باتقان !"

لقد لعب بعدّاد عمره ذاك المسكين شبيه النساء فمع انتهائه لغزله بها كانت تلابيبه بين قبضة صديقي الذي سحبه من الغرفة بغيظ صارخاً به :
" اغلق فمك يا وقح وغض بصرك عنها وإلّا سأقتلع عينيك يا قليل الأصل والنوع ...كيف تجرؤ على التغزل بها أيها المخنّث المائع؟!"

شعر بتنمّل يده وعليه أخذ الجرعة الأحب عليه فصفعه على عنقه بقوة قبل أن يدفعه ويقع على الأرض.....كان في هذا الوقت المصمم يحاول تهدئته كلامياً ولا يريد أن يكبّر المشكلة وبعد تبادل الكلام قال (سامي):
" أنا سآخذ قياساتها ..."

لو بإمكانه لسحبها وخرج من هذا المكان الذي يحوي على اشباه النساء وهي الفئة التي لا يكره بحياته مثلها وبنظره أن تكون بنت مسترجلة أهوَن من ان يكون رجل مائع يمتلك انوثة أكثر من الانثى نفسها لكنه بغنى الآن عن اصطدامه بعقل ضفدعته الذي سيرهقه بدلاله لذا حاول تقبّل تواجدهما هنا على مضض فهي صرعته بهذا المصمم وهذا المحل الذي تتابعه على صفحات التواصل الاجتماعي...!!

حدّجه المصمم بريبة وسأل :
" اتستطيع ذلك؟!....لكن اعلم أن لا ذنب لنا بأخطائك .."

أجابه صديقي :
" لا تشعرني أنني أصنع مكوك فضائي ...كلها قياسات بسيطة !!.."

وشرع بالقياس على أمل النجاح والواقفة بين يديه كادت تختم القرآن وهي تقرأ وتدعو كي ينجح بأخذها بدقة ولا يفضحها أو يضعها محل السخرية يوم زفافها نتيجة قياساته الخاطئة ...!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

اسبوعٌ مضى على زيارتنا لهم واقترحت خالتي عليّ أن نسعى لتحضيرات الزواج كي لا نُحشر لآخر دقيقة وبما أن الفستان يكون بتصميمات خاصة ويحتاج لوقت حتى ينتهي فأرادت ان نبدأ به وبعد أخذ موافقتي اتصلت بالسيدة (فاتن) لتعلمها عن ذلك كي تجهّز نفسها سمو الملكة.......عادت (ألمى) من جامعتها مرهقة ودخلت الى غرفتها تتسطح على سريرها قبل تناول وجبة الغداء وحل واجباتها فلحقت بها خالتها ما إن رأتها وطرقت الباب ثم دلفت بهدوء وابتسامة مَحبّة ترسم على محيّاها وجلست جانبها وافتتحت الحديث سائلة برقة:
" يا ترى كيف تريد أميرتنا ان يكون فستان زفافها؟!.."

نظرت لها بيأس وأجابت:
" تقصدين كفني!."

تجهّمت ملامحها وقالت:
" لا تقولي هذا يا صغيرتي ...لمَ ما زلتِ غاضبة ومرّ أيام على المشكلة وأنت تعلمين أن احتكاكك بصلاح كشاب لا يصح وحتى لو كان صديقك وبالذات أنك ترتبطين برجل ؟!...صحيح ان رد فعل يامن كان عنيفاً لكن عليكِ أن تعذريه ...كيف سيتقبّل رؤيتك في حضن غريب ويقف يتفرّج؟؟.."

أجابت بضيق:
" لا ادري كيف وقعت بحضنه لكني متأكدة انني وقعت رغماً عني....خالتي انت تعرفينني وتعلمي جيداً انني لست من صاحبات هذه الحركات..."

اغمضت عينيها بأسى وتابعت :
" حتى عندما كان خطيبي لم يكن بيننا حركات حميمية ابداً...اذكر حضن واحد بريء وسريع...."

رفعت اهدابها وسلّطت حدقتيها اليها واكملت:
" لن اخجل منك خالتي....يامن وحده مَن سمحت له بلمسي ومن سمحت لنفسي بالتقرب منه!...لكنه لا يصدق ان هذا كان غصب عني ولم يكن له الحق بإهانتي !!.."


مدّت يدها تضعها على كفّ صغيرتها وقالت:
" ألمى يا ابنتي ....خطيبك رجل غيور لا يحب هذه الحركات وهذا التحرر والتصرف مع الغرباء....ديننا قبل مجتمعنا ينهانا عن اختلاط المرأة بالرجل الذي لا يربطه بها دم او علاقة شرعية.....صلاح يعتبر أجنبي عنك والإسلام لم يقبل أن تسير العلاقة بين الجنسين وفق الأهواء والغرائز بل وضع آداب وحدود لمثل هذه العلاقات لا يجوز الخروج عنها وصدّقيني هذا كله حماية لنا نحن النساء قبل الرجال خوفاً من التعرض للتحرشات والاعتداءات أو رمينا بالكلام السيء لكن الناس السطحيين والفارغين يدّعون أن هذه الضوابط هي أفكار رجعية وتخلف !!...لو سرنا على منهج ديننا لتفادينا الكثير من المشاكل والكوارث التي يعانيها مجتمعنا....أصبحنا نتشبه بالغرب وتركنا أعظم نعمة أنعم الله بها علينا وهي نعمة الإسلام التي طريقها يأخذنا الى السعادة في الدارين ويجنبنا الكثير من الكوارث او الأخطاء التي تحوّل حياتنا لنقمة ونحن لا ندري....عزيزتي يجب عليكِ تغيير تصرفاتك فانت أصبحت فتاة واعية تستطيع تمييز الصح من الخطأ..."

تبسمت بحنوٍ ووضعت يدها على وجنتها تحسس عليها واكملت:
" قريباً ان شاء الله ستصبحين زوجة وربّة بيت .."

غمزتها وقرصتها من خدها تداعبها وأضافت:
" وربما أم في المستقبل القريب..."

تزيّن وجهها باللون الوردي حياءً واخفضت اهدابها هروباً فاستطردت السيدة(فاتن):
" لو أنك رأيتِ فتاة ما تقع في حضنه ماذا ستكون ردة فعلك؟؟؟."

قطبت حاجبيها بانزعاج واجابت:
" أسحقها بالطبع أما هو إن كنت أثق به لن أعاتبه لذا كان عليه أن يثق بي لأنني لا أفكر بصلاح اكثر من أخ..."

" وهو لا يثق بصلاح ليلتمس لكما الأعذار بالإضافة لرفضة من تقاربكما المحرّم والخاطئ..."

ردّت على كلامها وتابعت:
" اجيبيني بصدق...ما هي نظرتك له وما هو شعورك اتجاهه؟!"

شردت قليلاً بوجهٍ شاحب ثم رسمت ابتسامة على شفتيها وقالت بحيرة:
" أصابتني عدوى الانفصام خاصته ....فأنا يتبدّل شعوري وحالي وفق حالته...مثلا عندما يكون قاسياً أنفر منه...أو ربما من تصرفاته وليس منه .."

ابتلعت ريقها وأكملت بخجل :
" وعندما يكون لطيفاً ومهتماً أرغب بأن التصق به ولا أتركه ابداً وأن أصرخ للعالم وأقول هذا الرجل ملكي أنا......لا أعلم ما هذا الانجذاب له ؟!...تعامله الرقيق والعطوف معي ينسيني حالات ثورانه وجنونه وغلاظته....بل يسحرني ويأخذني الى عالم خاص بنا وحدنا....حضنه لوحده خالتي حكاية أخرى وسأعترف أنني تمنّيت سابقاً أن نجتمع معاً في وقتٍ قريب لألتمس الدفء وأنا أنعم في احضانه كل ليلة......آه يا خالتي لقد ضيعني في مشاعري المتناقضة ....يبدو أنه عليّ التأقلم حسب نوباته المتقلّبة إذا كُتب لنا ان نكون من نصيب بعضنا ..!!.."



تنهدت وسألتها مستنكرة :
" هل ما زلت ترغبين الانفصال عنه حقاً بعد قولك هذا؟...لأني أرى أمامي فتاة عاشقة تتحدث.!"

شقت ثغرها ابتسامة وهربت من السؤال سائلة :
" لمَ سألتيني عن فستان الزفاف؟!.."


ضحكت بلطف واجابت:
" لأنك غداً ستذهبين ان شاء الله لاختياره...لقد اتصلت بي السيدة مريم واخبرتني بذلك.."

شعرت بدغدغة في قلبها رغم علاقتنا المتوترة لأن كل بنت تنتظر اليوم الذي سترتدي فيه فستان الزفاف الأبيض الخاص بها وحتى لو كان دون عريس وكيف ان كان عريسها هو حبيبها الذي ستجتمع به تحت سقف واحد بل على نفس السرير ولا يفصلها عنه شيء ؟!....

مع أن وجهها أعاد نضارته بسبب الاحتفالات في داخلها الّا انها سألت بتوجس:
" هل سيكون يامن موجوداً معنا؟!.."

اجابتها بصوتها السعيد:
" لديك الهاتف...بادري انت بالاتصال واسأليه..."

قطبت حاجبيها بتصنع وقالت بكذب:
" لا داعي لسؤاله...أتى او لم يأتِ....لا فرق!!.."

صمتت لوهلة واستأنفت سائلة:
" انت سترافقينني صح؟؟.."

أجابت بنبرة حزينة لم تستطع طردها فهي كانت متحمسة لهذا اليوم من اجلها الا ان الظروف جاءت عكس امنياتها :
" اعذريني صغيرتي...غداً لديّ فحص مهم من أجل عملية كيس الماء التي اخبرتك عنها..."

اكفهرّ وجهها وحملقت بالأرض حزينة ومتألمة على خالتها وأيضاً على وحدتها في يومها المميز غداً ثم همست وهي تمسك يد خالتها بقبضتيها :
" سلّمك الله لنا خالتي ...هل يمكنني على الاقل اصطحاب صديقتي ميار ؟؟"

أجابتها برضى:
" بالطبع...لكن الأفضل يجب استئذانهم احتراماً لهم.."
×
×
×

في الليل استلقت على سريرها واحتضنت دبدوبها سارحة في شكل فستان زفافها وكيف سيكون عليها وتمنت ان نختاره معاً لنمحو ما مررنا به ونبدأ أولى خطواتنا نحو الحياة الزوجية الأزلية وابتسامة روحها المتسامحة البريئة على ثغرها لم تفارقها حتى بعد ذهابها الى عالم النوم والأحلام الجميلة.....

**********( انتهى الفصل السادس عشر )**********





قراءة ممتعة ان شاء الله...

لا اله الا انت سبحانك إني كنتُ من الظالمين


ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-22, 09:42 AM   #187

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,559
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الخير و السعادة علي اجمل ألحان
عودا أحمد حبيبتي ..انرتى المنتدى واشرق بحضورك

**البادى أظلم** مشهد إفتتاحي للفصل خفيف الظل
لسامي وهو ينتقم من دنيا ويرد لها حيلتها بالتواطؤ مع عيوش وشادى

المشهد طبيعي جدا وقد صورته بصورة لطيفة جدا
خاصة وهو يستجوب شادى الصغير
المحبة التي تأصلت لسامي بقلب أسرة هادى قبل حتي أن تعترف دنيا بمشاعرها تجاهه كانت صادقة بالفعل حفرت مكانته بقلوبهم وجعلته إبنا لهن

**حيرت قلبي معك**تبرعين بالفعل في تصوير التناقض في تصرفات هادى مع ألمي بشكل بارع فعلا
في لمحات دقيقة عن الصراع الذى يدور بداخل هادى وأيضا ألمي وهي ما إن تركن إلي أسلوب هادى الحاني العطوف معها حتي تظهر شخصية يامن المخالفة لذلك تماما فيبدأ في إظهار الإمتعاض وعدم اللامبالاة صادما قلبه هو شخصيا

ألمي لديها الحق في تشتتها فما أسوأ أن يتعامل المرء مع شخص مزدوج السلوك يتعايش بوجه وفجأة يرتدى وجه آخر

خاصة لمن كانت بطبيعة ألمي ذات ردود افعال طفولية تغضب سريعا وتنسي وتصفح سريعا
لم ترى في حياتها من الحنان سوى خالتها ودفئها
وكما يعاني بعض الناس من فقر الدم ألمي تعاني من إفتقار الحنان والعطف

وكيف سيكون حالها إذا علمت بمرض خالتها الخطير

**حيلة قديمة** المي تتسم بالسذاجة والغباء معا بشكل غريب
منذ متي وهي تتصرف بود مع كرم وأمه حتي لوكانت تشعر بالملل والضيق

سوزى عندما أشارت علبها بتغيير ملابسها كانت تضمر شرا
ولكن ألمي نفسها لو لم يكن هذا الامر عادى ومقبول لديها مافعلته

المشكلةليست بمقدم صلاح فهي تجلس مع كرم وهو ليس شقيقها بنفس الشكل..المشكلة في قناعات ألمي
أما باقي الخطة الساذجة لسوزى فمعتادة جدا مع الاغبياء

حتي هادى وهو يتخيل وجودها بحياته بعد الزواج كان من ضمنها الصلاة وقراءةالقرآن كأمنية
ألمي ينقصها الكثير لتكون علي مستوى الالتزام وندا لهادى بحسن نشأته وتربيته

**البريئةو الجلاد** المشهد كله بعد أن أعمت الغيرة قلب هادى وبصيرته كان قاسيا جدا وخرج عن الحدود والأصول المخولة لهادى
بجذبه لألمي من أمام أبيها بهذا الشكل ومحاسبتها بهذا العنف وقبيح الكلام

عقد القران لا يسمح له بالتطاول عليها ببيت أبيها
ولكن في حالتنا هنا ما يسمح له بذلك شخصية عاصي الإنتهازية الذى تراجع عن الثأر لآبنته والزود عنها ما إن لوح له هادى ببنود الصفقة بينهما

كلمة صفقة في حد ذاتها طعنة نافذة لكبرياء ألمي والمساومة لمن يفرض شروطه ومن له الغلبة كما لو كانت بندا مكتوبا وليست إنسانة

الصراع الذى صورتيه بنفس هادى وهو يرى حميتها علي أبوها وتراجعها عن رفضها له بما يؤجج غضبه
وهو ليس محقا ايضا فالرجل أصابه التعب بالفعل وهو بعد ابيها فماذا كان ينتظر؟
أن تختاره علي أبيها بكل إهاناته وصلفه وازدوج سلوكياته

المشهد رائع حبيبتي اجدتي التعبير فيه عن كل الإنفعالات بمنتهي الصدق والواقعية حتي اني أشفقت علي عاصي فيه فهادى قد اذله بالفعل وأحني هامته

**االوصية** تنشئةألمي في بيئة عاصي كمن تلقي ببذرة طيبة بأرض عطنة لا ريب أن تخرح نبتةمهزوزة متأرجحة علي غصن شجرةخبيثة تؤتي ثمارا بلا نكهة أو طعم تتلون بشكل بيئتها

مبررات فاتن كلها برأي واهية..أينx كانت هي في غرس القيم والمبادئ بداخلها وأين المي نفسها وعقلهالتفكر وتتدبر
ليس لأن هذه مقولة هادى بالفعل بل لأن هذا هو الصواب ما دام الإنسان اعطاه الله ملكة العقل فهو يحاسب علي جهله

لكن الغرض الحقيقي من وراء زيارة فاتن كان من ناحية وداعا ومن ناحية أخرى توصية علي ألمي وتوجيه نظر هادى لظروفها بعد رحيلهاوايضا ابيها فماذا سيكون من امرها
فهي الادرى بطيبةألمي وأنها ستتألم بمعرفتها الحقيقة ولكنها سريعة الصفح
وكأنها تقول له لا يأخذها بذنب أبيها وانه سيحبها إن فتح قلبه لها

وهي لا تدرى بالنيران المشتعلة بقلبه وعقله وضميره من جراء إحتلال ألمي لقلبه بالكامل.
هو من جعل عينيها ملجأ تريده أن يكون لها وطنا

**زوج الإثنين** بالفعل عمل الضابط لطبيعته الخاصة يكون مثل الضارة للزوجة
وبصفة عامة العمل إن لم يكن له نظام ثابت او مواعيد محددة
وهذا خطأ وعيب شائع لدى النساء فعلي الزوجة إحترام عمل زوجها ولا تضعه عقبة بينهما
دنيا بالفعل تثبت دائما انها مدللة رقيقة تخشي الحشرات والمرتفعات وتغضب سريعا

لكن سامي بكل صبره وحنانه دائما ما يستوعبها
حتي وهو يتعامل مع شبيه الرجال في محل الملابس
المشهد اضحكني بحق وانا اتصور كل تفاصيله بشكل حمادة وصوته ومخارج ألفاظه

فموضوع أخذ القياسات هذا دائما ما يثير المشاكل خاصة إذا كان رجل وكان هذا هو التقليد قديما
أذكر ان خالتي وكانت قوية البنية كان يأخذ لها قياساتها الترزى بنفسه وقد ظنت به سوءا فما كان منها إلا أن أوسعته ضربا

هذه المهمة بالفعل يحب ان تقوم بها الفتيات
المشهد كله هزلي جميل وانا احب المشاهد التي بها سامي بخفة ظله

**غدا يوم آخر** الحديث الذى دار بين ألمي وفاتن كان يجب أن تردده علي مسامعها منذ صغرها حتي تتدبر فيه وتتعامل علي أساسه

ألمي بنشأتها لم تكن لتفكر لماذا يجب ان يكون هناك حدود في التعامل بين الرجل والمراة أو شروط لملابسها وحدود الإختلاط

وأرى أنها تستجيب عندما تفهم المغزى
هي كالطفل الصغير الذى ما إن تقدم له حافزا كقطعة شيكولاته استجاب للنصح والقول بعدها

الغريب انه رغم ما حدث لم تكره هادى بل تذكر محاسنه عندما يعاملها بلطف وتتمتي لو يظل ذلك ابدا
وايضا تكرهه وتنفر منه عندما يتصرف بذلك التجاهل أو القسوة

هي طفلة بكل المقاييس تحتضن دبها وتحلم بفستان الزفاف والذى هو املx وحلم كل فتاة

عودا احمد ...وسلمتي حبيبتي علي الفصل الجميل الذى تخطينه بكل براعة وسلاسة ينساب الصدق والجمال في كل حرف من حروفه كما لو كنا نشاهد معك مشاهده بكل وضوح وشفافية

بانتظار القادم
دمتي في حفظ الله ورعايته أختي ألحان


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-22, 05:21 PM   #188

لبنى البلسان

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية لبنى البلسان

? العضوٌ??? » 462696
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 5,543
?  نُقآطِيْ » لبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond repute
افتراضي



مساء الورد والياسمين
عودا حميدا الحان ان شاء الله انت والعائلة الكريمة تحسنتو
فصل جميل جدا كالعادة يعطيك الف عافية
بانتظار احداث الفصل القادم





لبنى البلسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-22, 12:29 PM   #189

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

صباحك مشرق بخيرات الله اختي shezo

النور نورك يا غالية❤

هادي طبعا يعاني الازدواجية ليس لأنه شخص منفصم فعلا او مريض انما دوره في المهمة جعله بهذه الصورة فهو بين حبها والانتقام ينقلب من وجه لآخر ولو لم يكن بالمهمة لاتخذ وجه واحد له وهو العاشق الحنون.....اما ردود فعله اتجاهها عند رؤيته لها في حضن صلاح كان من نابع الغيرة لا غير لأنه انسان غيور على ما يخصه وكيف ان كانت حبه الأول والأخير وخصوصا مع شخص يبغضه..... ولكن في النهاية كل تقلباته بحلوها ومرها تكون هي الضحية التي تتلقاها.....

فعلاً ألمى تفتقد الحنان الرجولي وهي منذ طفولتها شخصيتها عفوية ومتسامحة لدرجة انها تبدو ساذجة اما تصرفها مع كرم لم يكن سوى بسبب شعورها بالضجر وخصوصا بعد عدم اهتمام هادي بها صباحا وغياب صديقتها فارادت احياء شيء من الماضي كاللعب في الورق كما كانوا يفعلوا في كندا ...لقد شعرت بالحنين لتلك الايام ومع وجود الملل لم تتردد بذلك وليس حبا او قربا لكرم اما سوزي هي افعى وبكلماتها المزيفة تجعلها تصدقها الى حد ما ونعود لان شخصية المى متسامحة وطيبة ......

في الدين ألمى في واد وهادي في واد لكن المى تحتاج من يمسك يدها ليأخذها لبر الأمان بلطافة وليس عن طريق الأوامر او القاؤها بتجبر على الطريق الصحيح......هادي لأنه ليس هادئ البال ليس لديه الوقت والصبر ليرشدها....فعقله ينصب اكثر بانجاح مهمته او انتزاع حبها من قلبه ولا يسعى لتغييرها مع انه يتمنى لها ذلك...


هادي فقد السيطرة على نفسه من شدة غيرته عليها وكان رده فعلا عنيف وليس من حقه صحيح ....هو لم يفكر بالحد المسموح له لكن في الواقع اي رجل غيور على ما يخصه ويرى ذلك القرب سيثور بالفعل ولن يفكر في حكمة وغضبه سيكون طبيعي جدا وانا قلت هو رغم محاسنه الا انه يبقى ليس مثالي لانه بشر يخطئ ويصيب😅

بالنسبة انها صفقة هي تجرعت الصدمة اول ما عرفت بها لذا لن تكون بنفس الصعوبة الآن مع انه ليس هيناً اكيد المساومة أمامها وهنا ايضا تصرف بغباء وقسوة ولم ينظر لمشاعرها لأنه كان كمن سينتقم منها او يؤلمها كما تألم من غيرته...💔

هو لم ينتظر ان تختاره على والدها لكن كلامها انها لن تحب احد قبله او بعده ولا معنى للحياة بدونه احبطه ورأى ان لا أمل ان تكون معه في ذلك اليوم عند معرفة الحقائق وانها ستختار والدها عليه مجدداً مهما كانت جرائمه ..😓....


فاتن في دفاعها عن بعد المى عن الدين صحيح هي حجج واهية لكنها محقة بان لا تلام كثيرا لانها فعلا كانت سيطرتها عليها محدودة ثم انشغالها لم يجعلها تسعى لغرز القيم بها والأهم انها ذهبت لكندا وهي في سن حساس بين الطفولة والمراهقة وهو السن الذي يبدأ فيه الطفل التمرد او الميول للخطأ ويجب ان يكون من يرشده للصواب....

وصيتها لهادي عليها لأن يوم الاتفاق على المهمة كان معروفا ان الزواج مؤقت ولن يضروها بشيء لكن في نفسها كانت تتمنى الاستمرار به وان لا ينفصلا...


زوج الاثنين ههههه حقيقة انا اواجه حولي نساء يحنقن على عمل ازواجهن لانشغالهم به عن البيت وعنهن ههههه لذا ذكرت شيء اراه امامي بالفعل وهو شعوري انهن يغرن من عملهم ههههه ........المهم انا لست منهن الحمد لله هههههه.....وبالفعل عمل الورديات مرهق للمرأة ويخل نظام البيت نوعا ما ......اما دنيا وعقل الضفدع ههههه مدللة لدرجة ترهق سامي عاشقها الحنون ههههه😂😂 مشهد حمادة كتبته وانا اضحك لاني تصورته امامي ولاني رأيت نموذج في تركيا لشاب عربي يعمل في احد المحلات وكان بالفعل له غرة تنزل على جبينه ويتكلم بمياعة ويكحل عينيه ههههههه ومسكنا انفسنا انا وزوجي عن الضحك والى الان نذكر اسمه ومن اي بلد هههههه......😂😂😂

ضحكت على خالتك والله ما قصرت هههههه تخيلتها مثلما نرى في الافلام المرأة المصرية القوية التي تحافظ على نفسها 😁👍.... ..يمكن في السابق كان جهل اكثر في الدين ولا نهتم لهذه الامور لكنا اليوم اوعى ويجب ان نعرف حدود الله ولا نسمح لغريب بلمسنا اكيد....

الله يسلمك اختي آمال الداعمة لمعنوياتي واتمنى القادم ان يعجبكم ⚘⚘⚘


بعرف طوّلت عليكِ بالرغي 😅🙈🙊🙉

الى اللقاء....


ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-22, 12:34 PM   #190

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لبنى البلسان مشاهدة المشاركة


مساء الورد والياسمين
عودا حميدا الحان ان شاء الله انت والعائلة الكريمة تحسنتو
فصل جميل جدا كالعادة يعطيك الف عافية
بانتظار احداث الفصل القادم




صباح الفل والرياحين😍

الله يسعدك ويحفظك ...الحمد لله 100%👍...تسلمي على السؤال وكلك ذوق❤

وكلماتك لطيفة وتعطيني دفعة لاستمر كالعادة احلى اخت لبنى⚘⚘⚘


ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:15 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.