آخر 10 مشاركات
خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          قصر لا أنساه - مارغريت مايلز- عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          79 - قسوة وغفران - شريف شوقى (الكاتـب : MooNy87 - )           »          1 - من أجلك - نبيل فاروق (الكاتـب : حنا - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك لمستوى الرواية ؟
جيد جداً 85 88.54%
جيد 11 11.46%
سيء 0 0%
المصوتون: 96. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree9699Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-02-22, 12:11 AM   #201

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لبنى البلسان مشاهدة المشاركة


مساء الخير والسعادة الحان
فصل جميل جدا كما عودتنا
تسلم اناملك بانتظار الفصل القادم ومايحمله من احداث


مساء الفل مع عبق الريحان لأحلى لبنى البلسان

شكراً لك على رايك وردك الجميل وسلّمك الله ....

الى اللقاء يا غالية...


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-22, 09:45 PM   #202

bobosty2005

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية bobosty2005

? العضوٌ??? » 345060
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,798
?  نُقآطِيْ » bobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond repute
افتراضي

لما تكون هذه روايتك الأولى فما بالنا بالثانية حقيقى لقد ابدعتى😘

علاقة هادى وألمى من العلاقات الشائكة إللى تتوقعى لها الانهيار بالمستقبل💔 عندما تنكشف الحقيقة ويرفع القناع عن يامن
واثق من نفسه هادى 😜ان الزواج سيكون على ورق أشك بذلك هههههه
و والدته💕 إنسانه متفهمه وحنونه يا حظه بها
الأخ فعلا سند👍 وخاصة عندما يكون بشخصية هادى و فاتن حزنت 😢لمرضها هى قدمت لابنة اختها ما تستطيع تحت سيطرة عاصى
كيف ستعرف ألمى الوطن ومن أين وهى من يتحكم بها أب خائن 👎عندها حق ولا استطيع لومها هى الخاسر الوحيد😌 بهذه المعادله الصعبه والمخدوعه من الجميع فهل ستغفر

لنرى معك القادم غاليتي تستحقى كل الاشادة احسنتى 💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕


bobosty2005 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-22, 10:38 PM   #203

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bobosty2005 مشاهدة المشاركة
لما تكون هذه روايتك الأولى فما بالنا بالثانية حقيقى لقد ابدعتى😘

علاقة هادى وألمى من العلاقات الشائكة إللى تتوقعى لها الانهيار بالمستقبل💔 عندما تنكشف الحقيقة ويرفع القناع عن يامن
واثق من نفسه هادى 😜ان الزواج سيكون على ورق أشك بذلك هههههه
و والدته💕 إنسانه متفهمه وحنونه يا حظه بها
الأخ فعلا سند👍 وخاصة عندما يكون بشخصية هادى و فاتن حزنت 😢لمرضها هى قدمت لابنة اختها ما تستطيع تحت سيطرة عاصى
كيف ستعرف ألمى الوطن ومن أين وهى من يتحكم بها أب خائن 👎عندها حق ولا استطيع لومها هى الخاسر الوحيد😌 بهذه المعادله الصعبه والمخدوعه من الجميع فهل ستغفر

لنرى معك القادم غاليتي تستحقى كل الاشادة احسنتى 💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕

كلامك أخجلني وأثلج صدري...شكراااا بلا نهاية على ردك الداعم اختي bobosty2005

نعم علاقتهما معقدة لأن مع وجود الحب دخل الخداع ....هي تُعد مخدوعة وسنرى ان شاء الله ماذا يخبئ لهما المستقبل ...

واثق من نفسه هادي نعم هههههه اقترب الزواج وسنرى صموده امام الحب والجمال هههههه

عائشة امرأة أصيلة ومؤمنة واذا دخل الايمان لقلب انسان بالتأكيد سيتصرف مثل عائشة الى حد كبير

فاتن مرضها ووفاتها بفصول قادمة لخدمة الحبكة الخاصة بحياة ألمى...

نعم اجابة ألمى لهادي عن الوطن كانت واقعية فهي لم تعرف ارضه ولم تجد أب يحببها فيه وحكايا فاتن عنه كانت مثل القصص التي تنسى وليست كافية لغرس حبه بقلب ألمى...

مثلما قلتِ وبنظري أن ألمى هي الضحية الوحيدة بينهم لأنها تعيش بمسرحية ...وباذن الله سنرى لأين ستصل وهل ستغفر ؟!...

سعيدة جداً بوجودك بيننا ورأيك بي اضعه في عيني وعلى رأسي.....كلك ذوق عزيزتي


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-22, 08:03 PM   #204

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,557
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bobosty2005 مشاهدة المشاركة
لما تكون هذه روايتك الأولى فما بالنا بالثانية حقيقى لقد ابدعتى😘

علاقة هادى وألمى من العلاقات الشائكة إللى تتوقعى لها الانهيار بالمستقبل💔 عندما تنكشف الحقيقة ويرفع القناع عن يامن
واثق من نفسه هادى 😜ان الزواج سيكون على ورق أشك بذلك هههههه
و والدته💕 إنسانه متفهمه وحنونه يا حظه بها
الأخ فعلا سند👍 وخاصة عندما يكون بشخصية هادى و فاتن حزنت 😢لمرضها هى قدمت لابنة اختها ما تستطيع تحت سيطرة عاصى
كيف ستعرف ألمى الوطن ومن أين وهى من يتحكم بها أب خائن 👎عندها حق ولا استطيع لومها هى الخاسر الوحيد😌 بهذه المعادله الصعبه والمخدوعه من الجميع فهل ستغفر

لنرى معك القادم غاليتي تستحقى كل الاشادة احسنتى 💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕
مرحبا.مساء السعادة أختي الجميلة بوبوستي

أنرتي الرواية الجميلة وكاتبتها والحضور
ما شاء الله عليكي صاحبة حس راقي
ونظرة تحليلية دقيقة
مصحوبة بخفة الظل الممزوجة بالواقعية

تضفين نكهة خاصة بمشاركاتك المميزة

وبحق كما قلت من يقرأ ألحان لا يصدق أنها
تكتب لاول مرة
فهي موهوبة بالفعل
واسلوبهايتميز بالصدق والدفء

مرحبا بك غاليتي أسعدني وجودك حقا
مسائك رضا من الرحمن


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-22, 08:24 PM   #205

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.مساء السعادة أختي الجميلة بوبوستي

أنرتي الرواية الجميلة وكاتبتها والحضور
ما شاء الله عليكي صاحبة حس راقي
ونظرة تحليلية دقيقة
مصحوبة بخفة الظل الممزوجة بالواقعية

تضفين نكهة خاصة بمشاركاتك المميزة

وبحق كما قلت من يقرأ ألحان لا يصدق أنها
تكتب لاول مرة
فهي موهوبة بالفعل
واسلوبهايتميز بالصدق والدفء

مرحبا بك غاليتي أسعدني وجودك حقا
مسائك رضا من الرحمن
حبيبتي واختي الغالية آمال أنتِ هبة من الله لي ....محظوظة بكِ وبتواجدك معي ....أنتِ المنبع للصدق والدفء والطيابة والرقيّ ....ربي يحفظك لنا جميعاً

وصفك عن الأخت bobosty2005 حقيقي وفي مكانه وسعيدة أنا بتواجدها بيننا كما باقي أخواتي العزيزات...

ليلتك سعيدة...


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-22, 02:55 AM   #206

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن عشر (( نبضة شكّ ونبضة حنين !! ))

أجواء الزفاف مع صوت الضحكات السعيدة التي تخرج من حديقة بيتنا ملأت الأرجاء ووصلت الى آخر الحيّ ...كان حفلاً بسيطاً في هيئته وبعدد المدعوين الذي اقتصر على قسم من أقارب صديقي وأقاربنا والجيران وبعض أصدقاء أبي ....كانت جلسة خاصة بالنساء في بهو منزلنا الواسع أما الرجال في الحديقة المزيّنة وبعد أن بدأ الضيوف بالمغادرة وبقي المقربون جداً بدا على صديقي كأنه يجلس على نار من توقه لعروسه فبين اللحظة والأخرى يلقي نظره الى مدخل البيت يريد أن ينادونه كي يخطفها ويهرب الى الشاليه في المدينة الساحلية والذي حجزته لهما اسبوعاً كاملاً هدية زواجهما.!!....عندما ظهرت على الباب شقيقته (بيان) تهللت أساريره وهي تلوح له ليدخل لعروسه فما كان مني الّا أن انحني لأحمله على كتفيّ وأزفه لها مع أهازيج الفرح والتصفيقات التي تترنم بها عماته وخالاته وشقيقتاه ووالدته حتى وصلنا الى المكان الذي تجلس به دنيانا بجمالها ونورها وأنزلته ليتقدم نحوها ويرفع طرحتها عن وجهها ثم ختم على جبهتها قبلته الدافئة وتقدّمت اخته (رزان) ومسكت يمنى العروس لتلصق رؤوس أناملها بأنامل يسراها كي ينقل العريس الخاتم من بنصرها الأيمن يودّع الخطوبة.. للأيسر يستقبل الزواج ..وكذلك فعلت له (دنيا) بالمثل مع ارتباكها وحيائها وهي تسمع من حولها يريدون منه أن يرقص معها لكنه فاجأهم عندما أمال جذعه قليلاً ثم حملها بين ذراعيه وفرّ هارباً للخارج من وسط النساء وطلباتهن التي لا تنتهي !!...لحقتُ به الى سيارته ولما أنزلها هناك وقفت بينهما أضع يديّ على كتف كلٍّ منهما وهمست لصغيرتي برفق :
" لا تنسي يا حبيبتي متى احتجتني أنا موجود ورهن اشارتك ....فليسعدك الله في حياتك الجديدة وليرضا عنك !.."

ارتمت على الفور في حضني وأجهشت بالبكاء وأنا أطبطب على ظهرها وأقبّل رأسها من فوق حجابها وطرحتها وقلبي اختلطت نبضاته بين الفرح لها وبين ذلك الشعور كأن شيئاً انتزع مني وآلمني ولكني لا أستطيع منعه لأنه الصح وهذا ما يجب أن يكون !!...كابدت وكابدتُ كي لا تهربُ دمعة الفرح والحنان من عيني لكنها كانت أقوى وغادرتني!! ....

كان (سامي) يراقبنا مبتسماً وعيناه تلمعان تأثراً بنا لكنه تنحنح وقال بغلاظة :
" أُغرُب عن وجهي لن تحتاجك وكفاكما ولولة ...كل دقيقة تُحسب من عمري ...لا أريد تضييع الوقت!!.."

حررتها ومسحتُ دمعتي وضربته بقبضتي على كتفه بخفة هامساً بضحكة خفيفة موصيّاً :
" هي أمانتك يا صاحبي ...أسلمك روحي وأنا أثق أنك آهلٌ لها.."

أعاد لي الضربة نفسها وهمس بصوت رجولي عاشق وواثق :
" إن لم يسعها قلبي أفرش لها روحي...لا توصي حريصاً يا أخي..."

تعانقنا أنا وهو بقوة من شوقنا لنودّع بعضنا لأنني سأرحل غداً إلى بلاد اللجوء ولن أراهما حين عودتهما....

×
×
×

أوقف سيارته قرب الشاليه بعد ان استغرقت طريقهما حوالي ساعة ونصف ...كانت نسمات الخريف باردة فأول ما نزلت (دنيا) احتضنت جسدها بذراعيها فدنا منها على الفور يلبسها جاكيت بدلته الذي خلعه اثناء القيادة...أخرج حقيبتيهما من صندوق السيارة وسارا نحو عشهما الذي سيمضيان به أسبوع العسل ....أخرج من جيبه المفتاح الذي سلّمه إياه (بلال) فهو من قام بإجراءات الحجز بطلب مني قبل قدومي للبلاد ...سمّى بالله ودخل بيمينه يجر ما بيده وتبعته عروسه ....كان الشاليه من الخشب وسقفه من القصب , ردهته متوسطة فيها أريكة الحُب وتلفاز ومنها باب لغرفة النوم ومطبخ صغير وشرفة تطل على البحر بمساحة رملية خاصة فهكذا كل شاليه له شاطئه الصغير المغلق الخاص لنزلائه كي يأخذوا راحتهم ويتصرفوا بحرية ....!!....فتح باب غرفة النوم فتفاجأ بالورود والشمع الاصطناعي المضاء ولمحَ على السرير صندوقاً صغيراً مغلّفاً ومربوطاً بالربطة الخاصة بالهدايا بشكل أنيق...وضع الحقائب جانباً ثم عاد للتي تطأطئ رأسها بحياء وارتباك خارج الغرفة ....دنا منها ومسك يدها قبّلها ثم همس بعشق مبتسماً وهو يسحبها برقة :
" تعالي انظري ما أجمل الزينة ولنفتح معاً الهدية...مؤكد انها من بلال ..."

سارت معه باستحياء دون ان تنطق كلمة ..أجلسها على طرف السرير وجلس جانبها وبدأ بفتح الغلاف عن الصندوق وما إن رفع الغطاء الكرتوني حتى قفزت بوجهه ضفدعة حقيقية أجفلته وكذلك شقيقتي والتي تبدّل وجهها الممتقع من المفاجأة لضحكات مرتفعة في الحال لما رأت ردة فعله الأولى فهي لم تره يوماً يهاب شيئاً ودائماً يتسلح بالشجاعة لكن هنا جاءه شيء لم يتوقعه على غفلة وما زاد اشتعاله البطاقة في قاع الصندوق والتي كُتب عليها ( مبارك عليك ضفدعتك يا ...) وبعد الـ (يا) كانت صورة خروف!! .....تمتم شاتماً يشد فكيّه بغيظ ثم مد يده لجيب جاكيته الموجود على كتفيها وأخرج هاتفه وبعث رسالة :
[ إن لم أنتف ريشك واصنع منه مخدة لعروسك يوم زفافك لن أكون سامي الأسد أيها البلبل الأحمق !]

رفع رأسه للتي ما زالت تقهقه وقال بحنق محرجاً:
" ماذا سيدة دنيا ؟!.هل تشمتين بي ؟!..فليُدم الله عليك هذه الضحكات."

وضعت كفها على فيها تكتم ضحكاتها فوصلته رسالة وكانت رداً من صديقنا :
[ اقلب البطاقة يا خروف ...هذه هديتي ]

قلب البطاقة وكانت الهدية عبارة عن حجز خاص لتناول العشاء الفاخر في اليخت بالموقع القريب من الشاليهات في الليلة التالية .....تبسّم وأعاد له الرسالة :
[ صحيح انها هدية جميلة لكنها لن تشفع لك عندي ...أضعت هيبتي يا غليظ ]

وأغلق الهاتف نهائياً كي يتفرّغ لأجمل ليالي العمر....
فتح باب الشرفة وحرر الضفدعة لتذهب للطبيعة ثم عاد ووقف إزاء عروسه الجالسة وعيناها في الأرض من لحظة القائه هاتفه جانباً فقد علمت أنه حان وقت الجد ولم تستطع السيطرة على ضربات قلبها الآخذة في الازدياد توتراً وخجلاً....مدّ يديه لذراعيها وأوقفها وبدأ يساعدها على خلع الحجاب الخاص بفستان العرس وهمس لها عندما شعر باضطرابها يزداد :
" سنستحم لنتوضأ ونصلي ركعتين شكر لله عسى أن يبارك لنا زواجنا وحياتنا !!.."

اتسعت عيناها بذهول وقالت من غير ادراك :
" ماذا تقصد بنستحم ؟!.."

ضحك وأجابها بحنية ليخفف من انفعالها:
" أقصد كلّ منا على حدة ...اطمئني دُنيتي .."

ساعدها بفك زر الفستان من الخلف مع سحب السحّاب قليلاً لتكمل هي ثم خرج من الغرفة واغلق الباب خلفه لتأخذ راحتها فهو لا يريد أن يربكها وعليه أن يكون رقيقاً وليّناً بمعاملته معها كي لا تخاف او تنفر ....
بعد ما يقارب النصف ساعة وهو ينتظر مستلقياً على الاريكة في الردهة فتحت الباب وكانت ترتدي منامة عرائسية وردية من الساتان بأكمام طويلة لأنها لن تجرؤ على ارتداء قمصان النوم من أولها ونادت بصوت خافت :
" سامي...لقد انتهيت....يمكنك الدخول!.."

قام من مكانه ولما وصل الواقفة على الباب ورائحة الصابون والعطر تفيح منها وشعرها الترابي ينسدل لتحت كتفيها بشبر والذي جففته بمجفف الشعر سريعاً, توقف وحاصرها بذراعيه على اطار الباب وقرّب أنفه يستنشق عبيرها وقال:
" انتظريني حُبي....سأستحم لنصلي معاً.."

عندما انتهيا من صلاتهما ودعائهما وأيقنت أن لا مفر من هذه الليلة اقتربت لحقيبتها اليد ومسكت العلبة الصغيرة وبحثت بعينيها عن قارورة ماء فرفع حاجبه بتوجس من الذي بيدها ...دنا منها وكانت مترددة تشدّ عليها ولا تعرف كيف تفاتحه فقال:
" ما هذا الذي بيدك ؟!.."

أجابت بتلعثم خائفة من ردة فعله :
" إنـ....إنه حُبـ...حبوب منع الحمل!!.."

" لماذا يا دنيا ؟! "

سألها بنبرة مستغربة فقالت بخفوت تبعد نظرها عنه :
" لا أريد الآن أطفال.."

قال بنبرة ساخرة يحاول التحكم بأعصابه :
" لم نتفق على عدم الأنجاب ..دنيا !"

تجرأت وثبّتت عينيها بحدقتيها المرتجفة بعينيه وأجابت:
" ولم نتفق على إنجاب الأطفال مبكراً ايضاً..."

" وأنا أين رأيي بالموضوع ؟!...هل الشيء يخصك وحدك ؟!....فأنت قررتِ وها أنتِ على وشك التنفيذ!!.."

ازدردت ريقها وأجابت وهي تشيح نظرها جانباً:
" لم أكن سأتناوله دون أن أُعلمك ...فقط قمتُ بتجهيزه وكنتُ سأخبرك في الحال!"

سأل بنبرة مجروحة :
" ما السبب للتأجيل ؟!.."

أجابت بثقة مهزوزة وعيناها عليه:
" ما زلتُ في الجامعة ولا أريد لأي شيء أن يلهيني عن الدراسة !!.."

ضحك ضحكة مبتورة ساخرة وقال:
" أتقصدين ستؤجلين الموضوع لحوالي ثلاث سنين ؟!.."

صمتت وهربت بشهديها فسحب العلبة من يدها وألقاها على الأرض وقال بعزة نفس وقلبه مطعون لأنه قرأ أن صمتها هو إجابة نعم لسؤاله :
" لا داعي له !!....سنمدد فترة الخطوبة آنسة دنيا "

ثم سحب مخدة عن السرير وخرج من الغرفة وصفع الباب خلفه !!....

لقد انتظر تلك الساعة التي تجمعهما ليضع كل لهفته وعشقه لها في هذه الليلة متمنياً ان يرزقهما الله بالذرية الصالحة فهو رجل محب للأطفال وليس بغريب عليه صاحب القلب الحنون أما هي صُفِع قلبها مع صفعة الباب وجلست بوهن على طرف السرير واغرورقت عيناها بالدموع وهذه المرة ندماً من نفسها ومن طريقتها الخاطئة بعدم اخباره بما يجول بخاطرها سابقاً بشأن حياتهما الأسرية ....تاهت بعمق ترتب أفكارها !!..اعادت بذاكرتها كل لحظة حلوة عاشتها معه وفجأة انقبض فؤادها عندما مرّ عليها يوم الحادث المشؤوم...وضعت يدها على صدرها ترّبت على نبضاتها المذعورة عليه خوفاً من فقدانه .. لن تسامح نفسها إن حرمته مما يتمنى !..لن تقبل أن ينام غضبان عليها ..تذكّرت وصايا والدتنا لها !!....تنهدت وبحثت سريعاً في عقلها كيف ستنقذ ليلة العمر وكيف ستراضي حبيبها الذي عدّت الثواني كي تكون بين أحضانه وتنعم بدفء أنفاسه التي تعشق؟!....نهضت عن السرير ودنت من حقيبتها وأخرجت قميص نوم أبيضاً جميلاً ارتدته بحياء بسبب تصميمه الجريء ثم سترت جسدها بعباءته وأخرجت علبة مساحيق التجميل تتزيّن له , تعطرت وخرجت للذي كان مستلقياً على الأريكة شارداً بانزعاج...وصلته وقرفصت جانبه ثم سحبت ذراعه الذي يتوسده ووضعت كفه بين قبضتيها الصغيرتين وقربتها لشفتيها تقبّلها آسفة وهو يحدق بها متعطشاً لقربها وهمست بنعومة :
" حبيبي.. لم أرِد اغضابك ...أعلم انك تتوق للأطفال وأنا مثلك وأكثر ..أريد جلب نسخة أخرى منكَ لدنيتي لكني خشيتُ أن يكون حملي مثل حمل أمي صعب وأخسر دراستي لذا اتخذتُ هذا القرار بغباء دون الرجوع لك ...أنا آسفة ولك ما تريد!...فقط ارضَ عني "

عدّل جسده جالساً وسأل بفضول:
" أتقصدين أنكِ غيرتِ رأيك بشأن تأجيل الموضوع؟!.."


تبسّمت بحياء واومأت برأسها ايجاباً فأردف:
" لمَ بدّلتِ قرارك بلحظات ؟!.."

قالت بعد ان استقامت واقفة ثم جلست بجواره تتكئ على كتفه الأيسر برأسها جانباً تنظر للأمام وتطوق يديها حول خصره :
" إن حصل وكان حملي صعباً أستطيع تعويض السنة الدراسية أما أيامنا الأولى معاً لا استطيع تعويضها اذا بدأناها بالخصام ولم نستغل لياليها الجميلة التي سترافقنا طول العمر وكذلك أنت تستحق كل السعادة يا من تنثر الورد في طريقي يا أطيب قلب وأجمل حُب !!.."

انشرح صدره لكلامها ..تبسّم وجذبها يجلسها في حضنه ويحاوط خصرها النحيل بذراعيه الضخمين وقال بصوت رخيم ينبض حناناً :
" اعدك سأكون جانبك دوماً ما دمتُ حياً...لا تفكري بالمستقبل المجهول وماذا يخبئ لنا ولا تستبقي الأحداث بشأن حملك ...اتركي كل شيء على بركة الله فمن يضع الضيق يضع معه الفرج ومن يضع الداء يضع الدواء وسيلهمنا حينها كيف نتصرف وكيف نجد الحلول إن كان الأمر صعباً اذا كتبت لنا هذه النعمة !....فكم من أزواج أرادوا تأجيل الانجاب بحجج كثيرة !!...منهم من يريد أن يعيش حياته الأولى بحرية دون مسؤوليات ومنهم بحجة حتى يصلح الحال المادي ومنهم ومنهم وعندما يرغبون بالإنجاب يصدمون من صعوبة إتمام الحمل ويبدؤون بالسعي والمعاناة وصرف المال توقاً ليرزقهم الله بالذرية.....لقد ظنوا ان الشيء بكبسة زر!!....نحن لا نشارك الله بعلمه وحكمته وعلينا تسليم أمورنا له فكله بيد الله وهو أخبر بتسييرها لنا ....!!....لا أريد أن نتبجح وكأن الشيء بإرادتنا وقوتنا وفضلنا فيعاقبنا الله بالحرمان ....سنتوكل على مولانا وندعو بأن يطعمنا الأبناء الصالحين المعافين هذا كل ما علينا حبيبتي !!.."

صمت برهةً تنهد وأضاف :
" ثم لمَ هذه الوساوس ...من قال ان كان حمل أمك صعباً حتماً ستكونين مثلها ؟!.."

غمزها ضاحكاً وتابع :
" أنا ابني مؤدب وحنون مثل والده لن يتعب أمه أما أنت وأشقائك كنتم مشاكسين تحتاجون لتربية لذا عذّبتم عيوش !!.."

ضحكت ودفنت وجهها في عنقه وشدّت باحتضانه كما يحتضنها ولم ينتظر ففزّ عن الأريكة يحملها هامساً قرب أذنها بأنفاسه المحترقة شوقاً والتي أدت لذوبانها :
" هيا يا عينيّ الشهد لنتذوق العسل ونستمتع به في خلية حُبنا .."

ودخل بها الغرفة وصفع الباب خلفه بقدمه ليضع أولى بصماته العاشقة على دنيته التي صبر حتى فاز بها وبقلبها .....

×
×
×

يومان والثالث كانا في سعادة لا حدود لها وهما ينعمان بالعسل معاً ويزدادا شغفاً وعشقاً لبعضهما..!!
في صباح اليوم الرابع خططا لمشوار في وسط المدينة الساحلية ...كان (سامي) قد تجهّز وجلس على الشرفة ينتظرها حتى تنتهي وبعد أن ارتدت ملابسها وحجابها لم تستطع اغلاق اسوارتها الذهب فتوجهت للمنتظر خارجاً ليساعدها ولكنها توقفت فجأة متسمرة مكانها من هوْل ما سمعت منه وهو يتكلم هامساً بالهاتف :
" آسف حبيبتي .."

"...."

" أعدك ان شاء الله أن يكون ذاك آخر خميس أتغيب به عنك!!.."

"...."

" أنا أشتاقُ لكِ أيضا.."

"...."

اطلق ضحكة خفيفة وقال :
"جميلتي مَلَأ...أنت تعلمين أن أنا ومالي لكِ ...فقط أطلبي وسأنفذ في الحال "

"...."

" حسناً...سألتقي بكِ يوم الخميس بعد انتهائي من عملي ان شاء الله.....اعتني بنفسك يا قمر سأغلق الآن.."

حاولت ان تلقط أنفاسها !!...وضعت يدها على فمها تمنع خروج شهقة منها ...عادت خطوتين للوراء ثم أسرعت لغرفة النوم وبدأت تعصف بها الأفكار ؟؟!...أي أفكار ؟!...هي متأكدة مما سمعت !!....لم تتخيل ولم يُهيأ لها !!...تقول في نفسها المصدومة " يا ربي ساعدني....من تكون ملأ ؟!...أهي عشيقته ؟!..لكنه ملتزم ولن يفعلها!!...إذاً...أيـ...أيعقل زوجته ؟! أم من ؟؟!...يا الله...ماذا سأفعل ؟!...هل خدعنا جميعاً وحقيقته ليست كما يبدو ؟!...ماذا يخبئ عنا ؟!...كيف سأتصرف معه ؟! وكيف سأواجهه بما سمعت ؟!...هل ان سألته سيجيب بالحقيقة أم سيراوغ ويكون اكثر حذراً ان كان يفعلها ويخونني ؟!!..."

سمعت صوت خطواته مقبلاً الى الغرفة فاحتجبت سريعاُ في الحمام وأقفلت الباب وجلست على طرف الحوض وبدأت تسكب عبراتها....طرق الباب هامساً:
" ألم تنتهي بعد حُبي ؟!.."

ودت لو تصرخ به وتقول لا تكذب وتناديني حبي لكنها قالت بمشقّة :
" خمس دقائق فقط....انتظرني في الخارج ."

" حسناً ...لا تتأخري!.."

جاهدت نفسها لتسترخي وغسّلت وجهها لتبرد توهجه الجليّ وخرجت له ولكنها خرجت بعد أن طفأ حماسها ولهفتها عليه وقررت ان تسايره مجبرة حتى ترسو على بر في قراراتها ونبضات الشكّ تخنقها .!!..وما متأكدة منه انها لا ولن تغفر للخيانة حتى لو ركع نادماً تحت قدميها !!....

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

" يكفي ميار ....لقد مللت....نحن متمكنتان من هذه المادة لا داعي للتكرار.."

نطقت (ألمى) جملتها بضجر لصديقتها التي جاءت لزيارتها في بيتها لمراجعة الواجبات الجامعية ....أغلقت تلك الكتاب ونهضت عن كرسي المكتبة تتمطّى رافعةً رأسها لفوق فلفت انتباهها على الرف في الأعلى الحجر الذي اهديتها إياه يوم ميلادها فوقفت بفضول على الكرسي وحملته بتثاقل سائلة:
" هذا الحجر الذي أخبرتنا عنه أليس كذلك ؟!.."

ردّت مبتسمة وهي تعدّل جلستها على سريرها تضع ساقاً فوق الآخر وتلعب بخصلات شعرها المتدلية على كتفها :
" بلى...هو....ما رأيك به ؟!...وما تحليلك للرسمة أيتها الفيلسوفة ؟.."

مسكته بحذر ونزلت عن الكرسي ثم جلست عليها تمعن النظر به وتتفحصه ولوت فمها بعدم معرفة وقالت :
" الرسمة متعوب عليها بلا شك ...مؤكد لها معنى عميق وعدم تفسيره لكِ عنها هذا يدل على سر..!!.."

" ماذا سيكون السر ؟...تقولين وكأنها أسرار دولة !!.."

همست بلا مبالاة فهتفت الأخرى سائلة بدهاء :
" هل تغزّل يوماً بعينيك ؟!.."

أجابتها على الفور حانقة بدلال:
" لا يتغزّل بشيء ...حائطي بخيل !..."

اسدلت اهدابها بقلة ثقة بنفسها وتابعت:
" أو أن شكلي لا يعجبه ولم يجد شيئاً بي يتغزل به !...لا أعلم.."

تأففت منها وقالت مستهزئة :
" بدأت الحماقة تأخذ مفعولها !....ثقي بنفسك يا بنتي ...أنتِ كالدمية المتحركة .."

ثبتت الحجر في حضنها وحررت يد تطرق بها على خشب المكتبة بنية طرد العين عنها كما يعتقد الجهّال ويستخدمونها من غير إدراك لمعناها ...وأكملت:
" زرقة عينيك كزرقة السماء وأظن أنه رسم العينين بالسماء كدلالة أنها عينيك أنتِ ."


سألتها فوراً حائرة :
" والخيمة ؟ والفتى ؟....لما ترمزان يا نبيهة ؟!...يعني هذا لو قلنا ان تحليلك بشان العينين صحيح !"

فكرت قليلاً وأجابت حائرة مثلها :
" هنا يكمن السر !!....لو أنه فقير لقلنا انه هو لكنه ما شاء الله زلزال محمّل بالثراء الفاحش!!..والفتى يبدو فقيراً او متشرداً "

قالت لها بسخرية :
" لو أنه يقصد نفسه لرسم رجلاً وليس صبياً يافعاً !!...أكثر ما يثير فضولي هو تلك الرموز كالطلاسم بلا معنى....ما تحليلك يا عبقرية زمانك ؟!"

أمعنت النظر بها ثم وضعت الحجر على المكتبة وتحركت بكرسيها تجرّها بعجلاتها حتى اقتربت من سرير صديقتها تلتقط عنه هاتفها , تفتحه سائلة :
" هل جربتِ البحث عنها في الشبكة العنكبوتية ؟!.."

اتسعت عيناها بتعجب وأجابت :
" يا لكِ من داهية ...لم يخطر في بالي اطلاقاً!!."

ضحكت بسخرية وقالت :
" عقلك لا يعمل وتتركينه في سبات عندما يتعلق الأمر بزلزالك الوسيم وفقط تستخدمينه بدراستك التي لا تطعم خبزاً ولا تبهج قلباً.."

حركت يدها بتكرار باسطة كفها للأعلى تحفّزها وأكملت بنفس النبرة :
" أفيقي يا بنتي واستكشفي عنه..."

رمشت عينيها بتواصل سريع ولوت فمها وغيرت صوتها متابعة تقلّدها :
" يحبني أم لا يحبني ؟...وحائط مغرور.."

أعادت صوتها لطبيعته وأردفت :
" هذا ما تفلحين به بما يخصه !!...عليكِ أن تفتحي عينيك وذهنك لما يدور حولك ..."

قذفتها بمخدتها مستاءة منها وقالت :
" يا ويلي ما هذا المذياع الذي فتحتيه ولم تغلقيه ؟؟!...خذي نفساً آنسة ميار !...ثم أنا لستُ فضولية مثلك ...ما يأتيني آخذه بترحيب والمخفي ليبقى مكانه ولا حاجة لي فيه."

تنهدت بارتياح ترخي جسدها للخلف على الكرسي وتضع هاتفها في حضنها وقالت :
" لو كنتُ مكانك وخطيبي بهذه المواصفات القاتلة والغموض المشوّق لجعلتُ من علاقتي مغامرة ومتعة ولا أشعر بالملل وأنا ابحث عن كل صغيرة وكبيرة تخصه ...لكن آااه لمن اشكي وأبكي والتي امامي تتهم ذاك الزلزال المدمّر بالحائط وهي أولى بحمل هذه الصفة ؟!.."

سرحت بأفكارها قليلاً ثم هتفت تعطيها تفسيرها الذي خطر ببالها هذه اللحظة بعد أن فتحت لها صديقتها ذهنها :
" أيعقل أنه يرمز بالعينين لعينيَّ وأن الفتى يمثل الفقراء وأنه واجبي النظر لهم ومساعدتهم ؟!.."

صفقت بيديها ضاحكة ومشجعة وقالت بمرح :
" حمداً لله عاد عقل ألمى للعمل ...تحليل منطقي ....لا يستبعد فأنت أخبرتنا كيف يهتم بهذه الفئة وأنه كان يعاتبك وينصحك بما يخصهم !!..."

حملت هاتفها مجدداً واستطردت :
" بقي علينا البحث عن الطلاسم أسفل الرسمة .."

نهضت عن السرير ثم اتجهت نحو الباب هاتفة :
" ابحثي أنتِ...سأطلب من لِيلي جلب الكعكة ومشروب الحليب بالشوكولاتة!!.."

تركتها لدقائق قليلة وعادت مع الخادمة التي تحمل طلبها ...وضعت الأخيرة الصينية على المنضدة جانب السرير وجلست (ألمى) مجدداً عليه وسألت بتهكم :
" أجل يا ملكة الشبكة العنكبوتية ...ماذا وجدتِ؟!.."

زفرت أنفاسها محبطة وقالت :
" يستخدمون الرموز في الخرائط أو لإيصال فكرة معينة وكانت الحضارات في الماضي تستخدمها وأشهرها الحضارة المصرية القديمة أي زمن الفراعنة !!...لكني أذكر أن جدي كان يقول في الحرب ابتكر الجنود والمقاتلين رموز لوضع خططهم او ارسال رسائل لا يستطيع أيٍ كان فهمها ان وقعت بيده ....أي شيفرة...نظرتُ لبعض الرموز ولم أجد أي رمز يشبه ما خطّ خطيبك ....اعتقد هذه مبتكرة !!..."

ضحكت واستأنفت مازحة :
" بقي أن نقول عن الزلزال خاصتك محارب ايضاً ..."

أكملت بضحكاتها :
" تخيلي تلك الوسامة في أرض المعركة يرتدي زي الجنود ويحمل سلاحه .....يا ويلي سيليق به !....أو يأخذونه ليمثل فيلم للكوماندو ...ما رايك ؟!.."

ردت مازحة بغيرة حقيقية:
" أتعلمين أنك تتغزلين بخطيبي بعينٍ وقحة ؟!...أنا لم أجرؤ على فعلها بيني وبين نفسي !.."

هتفت باستهتار ترفع يدها :
" لأنكِ معتوهة بكل بساطة أقولها !!..."

ردت عليها هازئة:
" أنتِ خيالك واسع ...بالطبع لن يتجنّد هنا فهذه ليست دولته وكذلك لن يتجنّد في وطنه ذاك لأنه يقيم هنا...إذاً لا داعي لجلب صور لمخيلتي لن تتحقق"

صمتت صديقتها برهةً ثم أشارت للموجود على المنضدة :
" هاتي لنشرب الحليب بالشوكولاتة نبلّ ريقنا...لقد جففته لي أنتِ وخطيبك !....الله يصبرني !.."

بعد ان انتهيتا من اكل الكعكة وشرب الحليب استدارت (ميار) بملل للمكتبة وبدأت تفتح أدراجها واحداً تلوَ الآخر فلفت انتباهها دفتر صغير خاص للمذكرات عليه قفل والمفتاح مربوط معه وغلافه شخصية (سالي) الكرتونية وهي تحمل دميتها فتناولته بفضول والتفتت للجالسة على السرير وسألت:
" ما هذا ألمى؟..يبدو قديماً!!..."


رسمت ابتسامة عريضة ولمعت عيناها بحنين قبل ان تمد يدها مجيبة:
" اعطني إياه وتعالي جانبي لأريكِ.."

انصاعت لها صديقتها فاستلقت (ألمى) على سريرها ببطنها تلوّح بساقيها للأعلى وفعلت تلك بالمثل جوارها وفتحته بالمفتاح الصغير وقالت والتوق للماضي يذبحها :
" هذا دفتر مذكراتي منذ ان تعلمت الكتابة والقراءة ..."

وشرعتا بتقليب الصفحات تنظران للرسمات والكتابات الطفولية لكنها تخطت الصفحات الأولى منه لتبقيها لنفسها فقط..!! ....كانت صديقتها تشير للكلمة الغير مقروءة وهي تجيبها بعفوية حتى وصلتا لمنتصفه فكانت رسمة بخطوطها البريئة لخيمة ملوّنة وكأنها ترمز لفصل الربيع يجلس على بابها طفل طويل وحوله ثلاث بنات صغيرات وتكتب بخط صغير جداً فوق كل شخص اسمه !!....تفتحت اساريرها وهي تحدّق بهذه الرسمة البريئة التي اعادتها الى عبق الماضي فعلّقت صديقتها مازحة:
" هربتُ من خيمة خطيبك على الحجر فتعثرت بخيمتك على الدفتر....ما لكم على الخيام ؟!...إن سئمتما من القصور اتركاها لي وارحلا.."

وأكملت سائلة:
"هيا اشرحي ما هذه الرسمة؟!."

وكأن الفراشات ترقص داخلها تدغدغها لمجرد فتح هذه السيرة فهمست بصفاء النفس ووجهها المزهر وهي تشير للولد:
" هذا هادي...حُب الطفولة ...هذه شقيقته دنيا وهذه صديقتها سلمى...وهذه أنا "


شهقت ضاحكة وقالت بتهكم:
" لكن هذه الخيمة تبدو كالقصر بسبب الوانها الزاهية وأنت قلتِ أنه كان يسكن بخيمة فقيرة!!.."

أجابتها مبتسمة بغبطة:
" لأنها كانت مزهرة بأجوائهم العائلية والترابط الذي بينهم فبَدَت أجمل من القصر.."

انتقلت الى صفحة أخرى ترسم فيها طفل كبير يحتضن طفلة أصغر منه لكن ملامحهما غير مفهومة أقرب للمتاهات والخربشات لقلة خبرتها بالرسم فسألتها مجدداً:
" ما هذه الرسمة الغير مفهومة يا ليوناردو دا فينشي ؟!.."

تنهدت وهمست :
" هذا المشهد الذي لم استطع التعبير عنه لا برسمة ولا بكلمات..."

ابتلعت ريقها , اسدلت اهدابها وأردفت:
" هو حضن هادي الحنون..."

أكملت بتقليب الصفحات حتى توقفت عند رسمة لدائرة مفتوحة يسقط منها قلب وقبل ان تسألها صديقتها شعرت بأسى ولمعت سماءها وهمست بغصة :
" هذا عقد من الذهب....صممته والدتي لي لتهديني إياه بعيد ميلادي الخامس!!...لكن القدر أراد شيئاً آخراً ..."

سقطت قطرة نقية من عينها مسحتها وتابعت :
" لقد أخذها القدر مني!!.....ولم يكتفِ بأخذها بل أخذ معها ذكراها الوحيدة ...هذا العقد!... اعطتني إياه خالتي عندما كنتُ بالثامنة ...يحتوي على ثلاث صور ...لي ولأمي ولخالتي .."

قاطعتها تستفسر متعاطفة معها:
" لمَ..أين هو؟!"

أجابت بصوت مخنوق:
" ضاع مني...لا ادري أين اوقعته !!...هل بالمخيم أم قبل ذهابي الى هناك؟!....ترك فراغاً مؤلماً في قلبي!!.."

تطلعت إليها بحزن مشفقة عليها وهمست تربّت على كفها الأيسر بيمينها :
" لا تحزني ألمى....لم يكن من نصيبك....عوضك الله بغيره.."

استقامت جالسة على السرير تضع الدفتر على فخذيها وتشدّ عليه بتوتر وقالت:
" لكنه من رائحة أمي...أي كان أغلى ما املك!!...لا بد أن احدهم وجده وباعه....كيف يستطيعون أخذ غرض ليس من حقهم ولا يعيدونه لصاحبه ؟!...سامحهم الله... "

سحبت الدفتر منها بمرح لتغيّر الموضوع من اجلها بعد ان خيّم الحزن على الأجواء وهذا اكثر ما تكره فروحها المرحة دائماً تبحث عن الأشياء الإيجابية وبطبعها تهرب من آلامها وحزنها الى عالم الدعابة كي لا ترهق فؤادها وهتفت:
" هيا نتابع لنرى ما في جعبتك من أسرار ..."

تابعتا بين الصفحات وثبتتا على احداها فيها كتابات قصيرة تعبّر عن استيائها بذاك اليوم الذي اهانت به (سلوى) الصغيرة وتجاهلي لها وكانت بين كلماتها شتائم لصغيراتي الثلاثة وسؤال استنكاري بحقد طفولي * لمَ هؤلاء يحظينَ برفقة ذلك الهادي وأنا لا ؟*......" كانت (ميار) تقرأ وتضحك تسخر منها:
" يا الهي غيّورة منذ طفولتك.."

فضربتها على كتفها محرجة وهمست:
" أصمتي...كنتُ طفلة صغيرة ساذجة.."

ضحكت وقالت:
" ما زلتِ كما أنتِ طفلة وساذجة بخلاف أن جسدك فقط نضج وتغيّر.."

ولحقت جملتها تسألها بجدية:
" أجيبيني بصراحة..."

ركّزت حدقتيها عليها وجلت أذنيها منتظرة السؤال فأضافت صديقتها:
" لو ظهر الآن هادي أمامك...ماذا ستفعلين ؟!.."

نبشت من مركز قلبها مشاعر صادقة لطفلة كانت مدفونة وأجابت بعد تفكير:
" صدْقاً لا أعلم..!!....اخبرتك ان له مكانة خاصة في قلبي لكن أي إجابة مني هي غير منطقية ...ربما هو متزوج او عاد لبلاده....فليبقَ ذكرى جميلة ومميزة في مخيلتي !.. والأهم أنا مرتبطة و..و.."

سألتها بمكر تضرب كتفها بكتفها :
" و..ماذا؟!.."

تورّد خدّاها بحياء ولامست شفتيها بأناملها شاردة بحُب فأمسكت بها في الجرم المشهود صديقتها النبيهة وهتفت باندهاش :
" أيتها الخبيثة ...هل قبّلك ولم تخبرينا بذلك ؟!.....ألم يكن من المفترض أن تنشري هذا الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي لنبارك لك ؟؟!...يا عيني ...اشمّ رائحة حُب بجواري..."

استدارت للفراغ على يمينها هاربة من مواجهة عينيّ تلك وقالت :
" قبلة سريعة !!...جاء صديقه ولم نكملها !.."

" لم نكملها ؟!...يعني تجاوبتي معه ايتها الوقحة بدل أن تدفعيه أو تصفعيه لتظهري أنكِ لستِ متلهفة له وليتعذب حتى ينال منكِ !!....أم أن هذا سحر الزلازل لا تدركين بأي أرض تقفين ؟!.."

" يكفي ميار ....تعشقين هذه السيرة ...متى سترتبطين لتعتقينا قليلاً أنا ولميس ؟!.."

" اسألي خطيبك إن كان لديه صديق شاغر يتحمل لساني !...المهم أن يكون مزلزل ليزلزلني زلزلة ....أريده وسيماً وشخصيته رجولية بحتة ...إن قال لي اللبن أسود سأقول له بسبب هيبته ومَن الأعمى الذي قال غير ذلك يا زلزالي المدمّر لقلبي وأوصالي ؟!.."


ضحكت قائلة لها :
" قسماً مجنونة أنتِ..."

وفتحت على آخر صفحة خطتها يدها بعد عودتها من كندا وتكتب التاريخ عليها وكلماتها واضحة من أنامل فتاة ناضجة... بعد إتمام قراءتها شهقت (ميار) وهمست:
" يا لجرأتك يا ألمى ...افرضي وقع الدفتر بين يديّ خطيبك البركاني وقرأ هذا؟؟...لن يشفع لكِ أي تبرير وسيظن أنكِ كنتِ بعلاقة حقيقية وسيحرقك قبل أن يحرق الدفتر !!....برأيي مزقيها أفضل ولا تستهيني بغيرة الرجل لأنه سيراوده الشك دوماً أنك ما زلتِ تميلين لغيره ولن يصدقك حتى لو أقسمتِ"

ازدردت ريقها بوَجل ثم رسمت ملامح التحدي والعناد على وجهها وقالت :
" اولاً لم تكن علاقة وأنا أدرى بنفسي ثانياً هل سيحاسبني او يلاحقني على مشاعر لا نستطيع التحكم بها وأصبحت من الماضي ؟!...كنتُ طفلة وكتابتي مجرد تعبير عن مشاعر لاحقتني قبل ان اعرفه....لا حق له بذلك!......وهل أنا أسأل عن ماضيه ومشاعره وكم فتاة وضع في حضنه؟!....لن امزقها هذه ذكرياتي وأساساً لا يمكنه الوصول لدفتري....المرة الوحيدة التي دخل غرفتي وهو بمزاج عالي يوم جاء لشرح المادة لي والمرات الأخرى دخلها لتوبيخي لا يرى أمامه من غضبه !!.....ارتاحي آنسة ميار.."

أغلقت الدفتر وضمته لصدرها تنظر للسقف باشتياق وأكملت هامسة:
" أتعلمين ....قراءة الرسالة أحيا بي الحنين لزيارة المكان !!...سأحاول الذهاب لتفقد الوضع!.."

~~~~~~~~~~~~~~~~

تأففتُ من رنين هاتفي المتواصل وسحبته من جواري لأرى الطفيلي المزعج الذي يتصل في السابعة صباحاً فما كان غير السيد (ماجد) يطلب مني جلب هوية عروسي لأنه عليه القيام ببعض الإجراءات القانونية في الحكومة بشأن زواجنا الرسمي ...اضطررتُ على النهوض مستخدماً الحمام , مرتدياً بدلتي الخاصة بالعمل وكان لونها كحلي وقميصها سماوي ونزلتُ حضّرتُ فنجان قهوة من آلة صنع القهوة لأشربه في طريقي عوضاً عن الفطور لأني على عجلة كي ألحقها قبل الخروج لجامعتها...

×
×
×

لما وصلتُ بيتها كانت الساعة الثامنة فتلطخ صباحي بوجه الشؤم والدها وهو عازم على الخروج الى عمله !!...القيتُ عليه التحية الصباحية مجبراً فردّها لي بتعالٍ واضح بعد أن أصبح بيننا فجوة منذ ذلك اليوم واستأذنتُ منه للدخول اليها مِن كرم أخلاقي التي لا يستحقها فاستقبلتني خالتها التي كانت تتناول فنجانها القهوة على أريكة منفردة قريبة من السلالم وتبسّمت مشيرة لي بالصعود هامسة بعد التحيات والسؤال عن الأحوال:
" الساعة الثامنة ..لا بد انها تجهزت للجامعة...يمكنك الصعود!!.."

اومأت لها ايجاباً وعلى ثغري ابتسامة لطيفة ثم صعدتها بخطوات واسعة ...طرقتُ بابها عدة مرات برقة ولما لا من إجابة فتحته بحذر وهدوء وكانت الغرفة مظلمة الّا من بصيص ضوء خافت يخترق ستار النافذة يحتضنها بحنية وهي على سريرها فاقتربتُ منها وكانت تنام على بطنها تعانق مخدتها تحت رأسها وشلالها الأسود يحتل جوانبها بحرية والقسم الأوسط من جسدها مغطى بغطاء خريفي رقيق وحتى بهذا الفصل المتقلّب لا تتنازل عن اظهار جسدها فكان ساقاها مكشوفين بشكل مغرٍ لارتدائها منامة صيفية قصيرة وذراعيها كذلك !!...دنوتُ أكثر فأكثر سامحاً لوقاحتي باختراق خصوصيتها وتبسمتُ وانا اتأمل دميتي البريئة بعشق ثم أخرجتُ هاتفي والتقطتُ صورة لها بوضعها الفوضوي المثير لأشاكسها لاحقاً !!...أحنيتُ ظهري اتجاه وجهها ومسكت بأناملي خصلة من شعرها معذّبي وبدأتُ بتمريرها على أنفها وهي تهشّ بيدها لإبعادها كأنها ناموسة وأنا مستمر بمشاغبتي فكمشت ملامحها عابسة بضيق واستدارت للجانب الآخر جهة النافذة فتوجهّت لأفتح الستائر لتطرق الأشعة الذهبية بابها وتزيّن وجهها فقطبت حاجبيها وشدّت على عينيها بانزعاج وتمتمت قائلة بدلع وهي تعيد جسدها لوضعها الأول هاربة من الشمس:
" خالتــــي...اغلقي الستارة...محاضراتي تبدأ في الحادية عشر قبل الظهر.."

ثم سحبت الغطاء تدفن رأسها تاركةً القسم الذي أضنى أعصابي وأشعل حواسي من فتنته الحارقة كما هو.. مُشاع!!.. ليستفزني أنا ومشاعري أكثر وأكثر....أيا ترى عليّ اجبارها بعد الزواج على ارتداء اللباس الشرعي الكامل أمامي على الأقل في بيتنا ؟!...فهذه المحتالة النائمة عبارة عن حرب ضروس ستكون مقاومتي لها ضعيفة وخصوصاً بوجود ذلك الجاسوس الخائن الذي يعمل خلف قضبان صدري لصالحها..!!...آاه من قلبي..... كما صبراً آل ياسر صبراً يا ابن الشامي ....نفضتُ رأسي لأشتت أفكاري قليلة الأدب وبحثتُ بنظري عن حقيبتها لأخرج بطاقتها الهوية!!...لمحتها على المنضدة جانب سريرها ...اقتربتُ بهدوء منها فوقع نظري على دفتر برسومات كرتونية مع قفل!!...لا بد انه مذكرات الطفولة البريئة!....رسمتُ بسمة ماكرة بحُب وأخذته لأشبع فضولي بطفولتها وأخذتُ معه هويتها وأدبرت خارجاً دون أي همس ....

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

انهيتُ أعمالي في الشركة باكراً وقت الظهر ...قمتُ من مكاني أتمطى ثم أملتُ فمي ببسمة مائلة ثعلبية بعد أن تذكرت دفترها الخاص بطفولتها الذي تركته في سيارتي وقررتُ أن اذهب للساحل لأستمتع بالعبث به ومشاهدة ما يحتويه فالآن المزاج في القمة ومتفرغ للحركات الصبيانية !!.....وصلتُ الحافة الاسمنتية للبحر وجلست على المقعد الذي اتخذه دوما عند مجيئي لأغوص في عالمها مع سماع الأمواج المرتطمة بالحافة ورائحة المياه المالحة....فتحته برفق على أول صفحة التي تكتب فيها جملاً مبعثرة من اناملها الصغيرة وكانت ( أحبك يا أمي)...(متى سآتي إليك؟)....( لا أصدقاء لي أمي )..
(لمَ لم تجلبي لي أخوة ؟)....(وعدني ابي باصطحابي الى الملاهي)....( أبي لا يسمح لي باللعب مع أحد لكني أحبه )....( أم كرم دائماً تقول عني بشعة وتقول لا أصدق من يقول أنني جميلة !)..(هل انا بشعة يا امي ؟!)...(أم كرم تهددني بطرد خالتي).....( أخاف من زوجة أبي )...( أحب خالتي فاتن وهي تحبني)..(أحب خالتي سهيلة).... جئتُ بفضولي اخترق اسرارها فانقلب الشيء ضدي بعد أن شعرتُ لأول مرة بيُتمها منذ ان عرفتها فرغم انها اعترافات قديمة من قلب جاهل بريء الا انني تألمتُ لأجلها كثيراً....تباً لهذا الفضول الذي ساعد على تجذّر إحساس اكنّه لها في قلبي....!!
كنتُ أقلب الصفحات ووجهي يوزّع الابتسامات بسبب الرسومات التي اراها امامي والتي لا احتاج لمترجم او وقت لأدرك فحواها فهذا ما عشناه معاً ولينكر من ينكر ...!!
وصلتُ الرسمة الخاصة بالعقد الذهبي فضاق صدري وانقبض خافقي ....إنه الأمانة ....الأمانه التي اثقلتني ودمرتني ....أما آن الآن الوقت لإرجاعها؟؟!! ....ستعود لها امانتها بإذن الله ...هي بالحفظ والصون ....احفظها في خزانتي وأصونها في صميم قلبي !!....لكن لتنتهي مهمتنا اولاً وكل شيء سيعود الى مساره ...وكل مهاجر الى داره.....

" يا لها من غيّورة"

قلتها ضاحكاً بعد ان وصلت للشتائم الخاصة بصغيراتي ...انزلتُ عينيّ لأسفل الصفحة فأنبني ضميري من قسوتي معها عندما تجاهلتها رغم لهفتها عليّ حينها....لم أتوقع انني جرحتها لهذه الدرجة ولم افكر انها تتوق لتكون برفقتي مثل صغيراتي !!....آه حبيبتي لو الأمر بيدي لعوضتك عن كل دقيقة نزفتِ بها وجعاً من هذه الحياة ولكنتُ أقفلتُ عليكِ في بيتي وقلبي لتبقي لي وبي ومعي للأبد ما دمتُ أتنفس على هذه الأرض...!!
اعتقدتُ انني وصلت لآخر ما خطت يدها فأغلقته ثم بحركة سريعة من رأس ابهامي قلّبت الصفحات بعشوائية فانتبهت لوجود صفحة وحيدة عليها كلمات بعد صفحات عديدة فارغة ..!!...ثبتّ عليها ...نظرتُ للتاريخ ...كان تاريخ يوم مولدها وهو يوم عودتها من كندا...وكانت تكتب فيها ...

( عدتُ يا حبيبي وطلبت من صديقي صلاح ليأخذني الى أجمل بقعة زرتها والتقيت بكَ فيها لكني لم استطع البوح له بشيء لأنه كان ضد علاقتنا !!.....لقد جئت لأراك مع ان صورتك لم تغب عن خيالي وحضنك الدافئ لم يبرح من بالي !!..ما الذي يميزك لتفعل بي هذا ؟!.....قل لي كيف أصبحت ؟!....أتفكر بي وتشتاق لي كما أشتاقُ لك ؟!...أتعلم انك انت حبي الأول ولربما الأخير ؟!!....لا اعرف اين وصلت في حياتك لكني تأملت دائما ان يجمعنا الله معاً....سأقول لك سري الوحيد...أنا أحبك وغلّفت حبي لك في قلبي ولن يتزعزع ابداً مهما قابلت او عرفت غيرك ...وحتى لو لن تكون من نصيبي ولو أصبح لي احفاد ايضاً ....ستبقى مشاعري اتجاهك هي الأغلى يا من سكنت روحي ...ها انا ابوء بها على دفتري لأنني لا استطيع قولها لأحد فالجميع سيقف ضدي ولأنني لا يمكنني الوصول لك لأخبرك بها ....أم أن الأمل موجود بأن نلتقي يوماً؟!..)

" خائنة...خائنة"

نطقتُ بها بعد ان توغّر صدري مما قرأت !!..كدتُ ان امزق الورقة والدفتر كاملاً لكني منعت نفسي من فعلها!!.....وانا الذي كنت اعتقد انها أحبت ذاك البغيض (صلاح) سابقاً ليظهر انها استغفلته ايضاً؟؟!....من هذا الحقير الذي تعترف له بحبها بل تصرّ على الاحتفاظ به ؟؟....هل اواجهها بما قرأت أم ادفنه في مقبرة الالام التي تحتل قلبي ؟؟.....ليتني بقيتُ على الصفحات الأولى ولم اتعمق اكثر !.....ما بي ؟!...لمَ انزعجت ؟؟...ألست انا من تمنيت الّا تحبني كي لا تنهار ؟!...أم ان انانيتي تجعلني ان امنعها من محبتي وحب غيري ؟!.....زفرت انفاسي ماسحاً وجهي بيدي ومستغفراً !!....بدأت افكر بتروّي .....لا تتسرع يا هادي!!.....هذه كلماتها منذ سنة ...الا يمكن ان مشاعرها تغيرت ؟!.....لكن فضول الغيرة يقتلني !!....أود معرفة من سكن روحها وغلفته في قلبها ؟!....كيف ؟ كيف ؟؟؟.....يا الله دلّني على مخرج دون ان احطمها ودون ان اسحق أيّ أمل لمستقبلنا !!....أنا على يقين لو ثرت هذه المرة ستكون الضربة التي تكسر الجسر الذي يربط قلبينا مهما رممت او بنيت !!.....بينما انا اخوض معركتي وردني اتصال ...اخرجتُ هاتفي الخاص بـ(هادي) من جيبي وفتحته مجيباً:
" اهلاً سيد ماجد !!.."

" عليكَ الذهاب للمخيم بصورة عاجلة !.."

" خير ان شاء الله؟!"

" تقوم الجرافات والآليات بتنظيف وتجهيز الأرض التي اشتريناها مؤخراً لتوسيع المدرسة وبناء المستوصف الخاص للمباشرة بالمشروع "

" نعم اعلمني بذلك السيد خالد صباحاً....على خير بإذن الله...لكن لمَ عليّ الذهاب ؟"
" لأن لجنة التنظيم والبناء قامت بإيقافهم ويريدون الأوراق الرسمية والقانونية لرخص البناء !! .."

" خذها أنت من أبي إبراهيم ...موجودة في خزنة الشركة!!.."

" انا في طريقي للمعسكر والّا لم اكن لأطلب منك هذا.....هيا هادي اذهب واعطها للسيد خالد ...انه في الانتظار!!..."

تنهدت وقلت :
" حسناً ...أمري لله....سأذهب للبيت لتبديل ملابسي وسيارتي !.."

من عادتي عند ذهابي الى المخيم أقوم بارتداء ملابس متواضعة لا تحمل أي ماركة عالمية ثمينة وكذلك سيارتي رخيصة من الإنتاج القديم لأنني اذهب الى هناك بصفتي (هادي ) فحتى أبناء المخيم لا يعلمون بتقمّصي لشخصية (يامن) احتياطاً من أي هفوة او غدر ويعلمون ان دوري بالمساعدة والإعمار هو كوني وسيطاً بين المخيم ورجال اعمال اثرياء لا اكثر ولا اقل !!....

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

" وأخيراً انتهت محاضراتنا المملة والأهم أن اليوم هو الخميس "

قالت (ميار) كلماتها بعد ان وضبت كتبها في حقيبتها فتبعتها ( لميس) قائلة :
" هيا الحقا بي سأدعوكما لشرب شيء ساخن على حسابي !! "

هتفت (ألمى) :
" ما مناسبة هذا الكرم المفاجئ ؟!.."

تبسمت وقالت بسرور :
" زواجنا في مطلع الربيع انا وأمير...حددناه في الأمس !!"

" اووه ...العقبى لي "
هتفت ( ميار) بسعادة مع روح الدعابة ثم احتضنتها واردفت:
" مبارك صديقتي ...ليكن على خير!.."

فعلت (ألمى) مثلها ...عانقتها وهمست :
" مبارك لميس ...تستحقين كل السعادة ....أنتما أجمل عروسين وعشتما أجمل حُب .."

وكزتها (ميار) بمرفقها وقالت مازحة :
" هيـه ايتها العمياء ...أنهما عاشا اجمل قصة حب لا بأس سأمررها لكِ يا أم القبلات المبتورة لكن كيف تقولين أجمل عروسين ؟!..."

نظرت لصديقتها (لميس) باستخفاف وتابعت ساخرة :
" لا تؤاخذيني لميس ..صحيح انت جميلة وأمير يُعد وسيم ....لكن نحن نتكلم عن زلزال ثلاثي الأبعاد ..لا مقارنة بالتأكيد...وهذه الغبية كالدمية لكنها لا ترى نفسها ولا خطيبها !!..."

ضحكت (لميس) لكلامها فهي تعرف جيداً الروح الطيبة التي تمتلكها تلك لذا لا تزعل منها بتاتاً حتى لو شتمتها مع خطيبها ..!....

اعادت (ميار) نظرها لـ (ألمى) وأضافت :
" مؤكد الشهر القادم ستكونان انتما أجمل عروسين بزفاف يضج له الاعلام ....كم انا متحمسة ليوم زفافكما...يا إلهي !..."

طأطأت رأسها وقالت بخفوت ونبرة حزينة:
" لا تتحمسي...يامن لا يُدخل الاعلام بحياته ....سيكون زواجاً مثل باقي الناس وربما أقل...لأنه اخبرني ستكون جلسة هادئة بموسيقى خافتة وفقط لإشهار الزواج فهو لا تروق له الحفلات والضجيج !!....رسمتُ أشياء كثيرة ليوم زواجي منه وطارت في مهب الريح..... ليس بيدي شيء"

ربتت على كتفها بعطف وقالت بمرح:
" حسناً ...لنكون تحت أوامر السيد يامن ...لا يهم !!....نحن من نصنع السعادة وليست السعادة من تصنعنا ....سنلتقي معاً ونحتفل كصديقات باحتفال وداع العزوبية وسنقوم بكل شيء نحبه...نأكل ....نقفز...نصرخ....نرقص....افرغي طاقاتك وما يأتي في بالك معنا .....والسيد يامن عيشي معه الحب والرومانسية ....أرأيت ما اسهلها ؟!.."

تبسمت وردت عليها :
" سنرى ابداعاتك واحتفالاتك الجنونية ...لم يبقَ الا القليل !.."

تطلعت(لميس) لساعة يدها وقالت بحماس:
" الساعة الان الثانية والنصف ...هيا تحركا قبل ان يأتي أمير لاصطحابي في الثالثة !!.."

قالت (ألمى):
" ما رأيك ان تؤجلي دعوتك ؟!"

سألتها (ميار) بفضول:
" لمَ ...على ماذا تنوين ؟!..."
وتابعت:
" لا تخرّبي الدعوة...علينا استغلال هذه البلهاء "

هربت بعينيها واجابت:
" لديّ مشوار ...اخبرت السائق ان يعود لأخذي من هنا في الرابعة ...اما الآن سأذهب بسيارة اجرة لمشواري !!.."

رفعت حاجبها وقالت :
" أي مشوار ؟...ولمَ لا تذهبين مع السائق ؟!.."

ردت عليها بعد تنهيدة :
" سأخبرك لاحقاً عنه....لا يمكنني الذهاب مع السائق لأنه بالتأكيد سيخبر أبي !!.."

نقلت حدقتيها لـ(لميس) واستطردت :
" ماذا قلتِ لميس...أيمكنك تأجيل دعوتك ؟!.."

اومأت مبتسمة برضى وهمست :
" على راحتك ألمى ...إذاً ستكون الدعوة للفطور يوم السبت في المطعم الموجود خلف الجامعة !!.."

رفعت رأسها (ميار) بشموخ واعتزاز وهتفت بمزاح :
" المعنى الحقيقي لِـ...لعله خير!....ذهب المشروب الساخن ليعوضنا الله بفطور من العيار الثقيل...."

ضحكتا على كلامها ....وودعن ثلاثتهن بعضهن وراحت كلّ واحدة في طريقها....

~~~~~~~~~~~~~~~~~

انتهى أسبوع العسل أمس وانتهت إجازة صديقي (سامي) معه ليعود اليوم وهو يوم الخميس لعمله !!...لكنه عاد وشيء يجثم على صدره فمنذ اليوم الرابع لزواجهما وانقلبت زوجته العروس معه ...انها لا تعانده بشيء !!...فهو يعشق عنادها..ما بها تغيرت ؟!...كأنها مسيّرة ومستسلمة !!....والأصعب اين ذهب شغفها وما أطعمته إياه خلال الثلاثة أيام الأولى ؟!...لقد كانت تحرقه بعشقها أما باقي الأيام بدت باردة ..باردة بشكل قاتل !...تلتزم الصمت معه ولا تجيبه الّا على قدَر السؤال ....ثلاثة أيام لم يمل من ثرثرتها وغنجها معه !....كيف تبدّلت هكذا ؟!...أيعقل أن لهفة العشق لها مدة وتنتهي عند النساء ؟!....سأل نفسه أسئلة غبية وذكية ولم يهتدِ لسبب يكون عذراً لانقلابها المفاجئ!!...حتى انه راجع نفسه ان جرحها بكلمة دون ان ينتبه ولم يفلح ايضاً بالعثور على هذه!!....ذهبَ في الصباح الى عمله بعد أن جهّزت له ملابسه وأدخلت له الإفطار لغرفتهما كالزوجة المطيعة !...قبّلها من جبينها وعانقها ولم يشعر بحرارة جسدها !....أمضى يومه جسده في العمل وعقله عند التي سلبته منه ...سلبته منه حُباً لها وقلقاً منها وعليها !......نظر لهاتفه كانت الساعة الثالثة !!...انتهت ورديته ...حمل جاكيته الخاص بزي الشرطة ومفاتيح سيارته ...ودّع زملاءه وغادر المركز!!....لم ينسَ موعده مع حبيبته ( مَلَأ )...لم يأخذ شيئاً في طريقه لجميلته هذه ...هو يشتاق لها وهي تشتاق له وعندما يذهب اليها سيأخذها لشراء ما تريد ان كانت تحتاج شيئاً!!....سار في طريقه شارداً وسرعته معتدلة ولم ينتبه اطلاقاً لسيارة الأجرة التي تتبعه ....فلو كان (سامي) ذو النظرة الثاقبة وسريع البديهة في وضعه الطبيعي لأدرك ان هناك من يراقبه ويلاحقه !!....بعد حوالي ربع ساعة دخل على احد الأحياء ...أحياء تصرخ بالفقر ...تناشد ليعطف عليها أصحاب القلوب الرحيمة والأيدي السخيّة !!....والتي كانت تراقبه ذُهلت من وضع الحيّ المزري !!...وما علاقته به ؟!...تساءلت في سرها ..." أيعقل أن من يأتيها الى هنا من بنات الشوارع ويعاشرها مقابل مبلغ ضئيل ؟!.."...نفضت رأسها تطرد الوساوس القبيحة من عقلها واستغفرت ربها ....لامت نفسها ما بها أصبحت تتهمه بأشياء دنيئة لهذه الدرجة ؟؟!....لكنها ايضاً لن تكون طيبة حد السذاجة لتسمح بمرور المياه من تحتها تحت مسمّى انها تثق به !!......دخلت سيارته احد الأزقة الضيقة المليئة بالحفر والحجارة ومستنقعات صغيرة من مياه الصرف الصحي الراكدة .....رأته من بعيد يوقفها في شبه ساحة صغيرة ...ارادت الاستمرار للداخل اكثر فقال سائق سيارة الأجرة:
" اعتذر سيدتي...لا يمكنني الدخول أكثر...المكان ضيق والسيارة ستتضرر وهي ليست ملكاً لي !!.."

اومأت بعينيها خاضعه لأسبابه....دفعت له ما يستحق وترجّلت تمشي بخلسة وحذر خوفاً من الإمساك بها ....اقتربت أكثر فرأت غرفة طينية من الطراز القديم مدخلها له شرفة ضيقة مع سقف من الحديد الصدئ وبابها من الخشب مطلي بالأزرق السماوي والقشور والخدوش تملؤه ....كان زوجها يقف يطرقه بهدوء...حاولت الاحتماء والتخفي بجدار قريب يتيح لها الرؤية بوضوح !!...وضعت كفها على فمها تكتم شهقة غدرتها مع دمعة انسابت من خلية عسلها عندما فَتحت الباب طفلة تجلس على كرسي ذوي الاحتياجات الخاصة تتهلل أساريرها مبتهجة لرؤيته هاتفة :
" جدتـــي....جاء بابا !!.."

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كنتُ أقف بانشراح مرتاحاً وأنا أرى التقدم في مخيمي الحبيب ....لقد قمتُ بحل الاشكال بفضل الله بعد أن أعطيتهم اوراقنا القانونية ليتابع بعدها العمّال بهمة ونشاط العمل في الأرض الجديدة لإعمار هذه البقعة الشريفة الغالية على قلوبنا ...المنطقة التي احتضنتنا بعد الهروب من غدر الحروب ...ملجؤنا الحنون الذي لم يطردنا عن ترابه رغم مرور السنين !!....بعد ان اطمأننتُ على مشروعنا تجولتُ فيه بين الوحدات السكنية حتى وصلتُ خيمتي ...دخلتها مبتسماً وارتميت بجسدي على الفراش الأرضي الوحيد بمخدته والذي استخدمه عند هروبي من مسرحيتي لواقعي...آتي لأرتاح واطمئن على الرعايا .....قابلتُ جارتنا الخالة ( فاطمة) فأصرّت أن تدعوني لشرب الشاي مع معجناتها اللذيذة ...لبيّتُ دعوتها بكل سرور وأخذنا الحديث وهي تسأل عن أمي وخالتي وبشّرتها بزواج شقيقتي!!....قمت من مكاني هاتفاً:
" لا يُمل خالة فاطمة ...لكن اعذريني عليّ الذهاب !!.."

اجابت بطيبة وكرم :
" رضي الله عنك بنيّ...لا تتأخر علينا وتعال دوماً لشرب الشاي معنا وسأصنع لك ما تحب كالسابق !.."

قلت بتواضع:
" حفظك الله يا خالة....سآتي بالتأكيد بإذن الله....شكرا لكِ على الاعتناء بخيمتي ....هيا استودعكم الله..."

منذُ أن ابقيت خيمتي على حالها اوصيتها على الاهتمام بها وكلما عزمتُ لإعطائها ما فيه النصيب اجر تعبها كانت تغضب مني وترفض رفضاً قاطعاً فتوقفتُ عن محاولاتي كي لا اجرحها ..!!

اجابت بوجهها الدائري الأسمر البشوش وهي تضع يديها على كتفيّ احدى بناتها الصغيرات :
" هذا واجبي بنيّ....لم افعل شيئاً....أمانة أن توصل سلامي لعائشة ومريم واخبرهما كم اشتقت لهما وبارك للمشاغبة دنيا بزواجها.."

ضحكت وقلت :
" أمرك خالة وسلّمك الله ...اوصلي سلامي لعمي خليل !.."

وليّتها ظهري وسلكتُ طريقاً آخراً بين البيوت مقبلاً للمدخل حيث أوقف سيارتي ....

×
×
×

بعد ان وصلتْ المكان المنشود ...دفعتْ لسائق سيارة الأجرة ....ترجّلت منها , تنظر بحُب وشوق لكل شيء وفي راسها هدف واحد ووحيد ....الخيمة 86 ...وصلت إليها ومشاعرها متضاربة بين اللهفة للمكان واصحابه وبين الرهبة والخوف إن علم والدها بقدومها الى هنا !!...قصاصات من الأوراق في دفتر مذكراتها أحيَت بها نبضات الحنين لزيارته ....كانت ترتدي نظارتها السوداء تظنها قبعة الاخفاء ....وصلت الى بيت الخالة(فاطمة)... ألقت سماءيها على بابه...رسمت ابتسامة طمأنينة لعدم خروج أحد فمشت خطوات قليلة حتى وصلت الخيمة ...خلعت النظارة لتبعد سوادها وتمعن النظر بالألوان الطبيعية التي يراها قلبها قبل عينيها ...ازاحت الباب القماشي بأناملها البيضاء الناعمة بكل رقة وكأنها تخاف ان تخدش قماشها او تترك اثراً عليها...حرّكت حدقتيها تنظر لكل زاوية ولما تبقّى داخلها....اغمضت عينيها تستشعر ما عاشته قبل حوالي أحد عشر عاماً....فتحت عينيها وابتسمت تكلّم نفسها وهي تنقل نظرها من مكان لمكان ..".هنا لعبتُ مع دنيا وسلمى....هنا كان يجلس حاملاً كتابه وأنا اتطفل عليه بأسئلتي ...هنا علّمني سورة النصر واهداني قلمه!!...".....دنت من الفراش الموجود حيرانة واكملت متسائلة داخلها.."...لمَ اشعر وكأن هذا الفراش فيه حياة ..كأن أنفاسه عالقة بها..." انحنت تمسك المخدة فأوقعتها في الحال قبل ان تقربها لأنفها وتشمّ العطر العالق بها والذي لم يكن سوى عطر (يامن) بعد سماعها الحركة خلفها والتي كانت من الخالة (فاطمة) وما إن رأت أن هذه التي جاءت الى هنا قبل سنة تبسمت وقالت مرحّبة بها :
" اهلاً بابنة الوزير...ما زلت اذكرك من العام الماضي.."

ردت عليها بابتسامة تجاملها وقلبها خفقاته مسرعة اضطراباً بعد ان اجفلت من دخولها المفاجئ فتابعت الأخرى:
" كيف حال السيدة فاتن؟...لم تزرنا هذه السنة وجاءت مكانها السيدة ايمان؟.."

اجابتها بهدوء واختصار:
" بخير....سلمتِ...كانت منشغلة آنذاك!!.."

تبسمت وقالت:
" الحمد لله.....أتبحثين عن شيء يا ابنتي ؟؟!.."

أبعدت عينيها مرتبكة وهمست:
" كلا...مررتُ من هنا صدفة وغلبني الفضول لزيارة خيمة السيدة عائشة !!..ما هي اخبارهم؟!.."

اجابتها على الفور:
" صحيح كنتِ قد سألتني عنهم سابقاً...ان كنتِ تحتاجينهم بشيء عجّلي والحقي بهادي...قبل خمس دقائق غادرنا...ستجدينه عند المدخل..."

اشارت للطريق التي أتت منه واستطردت:
" اسلكي هذا الطريق اقصر لأنه هو سلك الأطول...هيا اسرعي... مؤكد ستلتقين به !!..."

*********( انتهى الفصل الثامن عشر)**********


قراءة ممتعة ان شاء الله...

اللهم صلّ وسلّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-22, 09:28 AM   #207

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,557
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الجمال والإبداع أحلي ألحان

**إستفت قلبك** ما أجمل وصفك لأجواء الفرح..جميلة أفراحكم بشكلها الراقي الجميل حيث النساء معا والرجال بمجلسهم في الهواء الطلق يحتفون بالعريس

جميل لحظة إنتقال محبس الزواج من اليمين الي اليسارمعلنا بدء حياة وارتباط روحين برباط مقدس وقد جعلها الله آية لنا حتي في الزواج بكل ما يعنيه فهوآية ورحمة وحكمة

دنيا رغم عشق سامي لها بدأت بدايتان خاطئتان
تدراكت الاولي عندما قررت تأجيل الإنجاب بقرار منفرد
فأصلحت خطأها بنفس اللحظة
جميل حبيبتى ماx ذكرته بهذا الصدد فكثيرا يخطأون عندما يفترضون أن الإنجاب هذا خيارا متاحا يوافقون عليه او يؤجلونه او انهم يملكون أسبابه.

ولا يدرون كم هو نعمة من الله يمنحها ويهبها لمن يشاء والا ما كان هناك من يحرم من نعمة الإنجاب لانها مشيئة الله وسيظل ذلك إلي يوم الدين مهما تقدم الطب بقو له تعالي
(لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ)سورة الشورى
وأيا كانت أسباب من يؤجل الإنجاب فهي أولا وأخيرا لاتعارض مشيئة المولى فليؤجل من يؤجل ولن ينال إلا ماكتب الله له

واحيانا يكون التأجيل سببا في تأخر الإنجاب أو إنعدامه إذا كان هناك علة بسيطة يمكن علاجها بيسر في بداية الزواج

هناك من يؤجل للإستمتاع بالحياة وكأن الاطفال والذين هم من أول الاسباب بتشريع الزواج للحفاظ علي النسل وعمار البشرية هم من سيعوقون السعادة

لا أراها كلها اسبابا مقنعة الا اذا كان هناك علة تستوجب التأجيل لخين زوال أسبابها
بل وأراه تأله علي المولي لا يليق

بينما تنظيم الاسرة شيئا آخر للمتفذلكين الذين يقيسون هذه علي تلك
فاطلاق الانجاب بلا حدود ايضا ليس صحيا والإيات والاحاديث به كثيرة
في قوله تعالي بسورة النساء
(وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا )

وايضا قوله تعالي بنفس السورة
(وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا )

وللاسف الكثير من شبابنا والذين يستقون معلوماتهم من مواقع التواصل التي يختلط بها الكثير من المفاهيم وتؤول علي حسب أقوال قائليها ومنهم من هم ليسوا من اهل العلم اساسا

أما البداية الخاطئة الثانية لدنيا هي تسمعها علي مكالمة زوجها ولنقل أنه عرضا
فقد اودى ذلك بها للشك وسوء الظن
وبدلا من أن تصارحه بما سمعت وتسأله من هي ملأ تلك
تسلم قيادها لوساوس الشيطان وتفسد علي نفسها فرحة زواجها

ويتنافي تصرفها مع المودة والرحمة التي جعلها الله بين الزوجين وهي لم يمض عليها بعد ايام في دنياها الجديدة
لو تفكرت قليلا لوجدت أن سامي الذى لبث بينهم عمرا كراع للاسرة فاقدا أى امل لها محتملا جفائها ما كان ليعرف غيرها ز وجة كانت أو عشيقة

وما كان أخيها هادى الذى هو تؤما له ليجهل شيئا كهذا أو يزوجها لمن كان مرتبطا بغيرها

لو استفتت قلبها لنطق وجهر بها ان سامي رجلا لا يخون

عفوا منك حبيبتي أطلت في هذه النقطة
فالاولي بها جهل تام بإرادة المولي
والثانية هو سلوك يستفزني جدا من النساء
فمن كانت لديها شكوى أو شك فلتناقش شريك العمر بها صراحة ولا تسلم نفسها للشيطان

سلمتي حبيبتي علي طر حك لنقاط هامة ولرؤ يتك الجميلة لكل الموضوعات وطرحها بشكل تلقائي يدعو للتفكر بها بسلاسة ويسر

لي عودة لمتابعة التعليق علي باقي الفصل


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-22, 09:33 AM   #208

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,557
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الجمال والإبداع أحلي ألحان

**إستفت قلبك** ما أجمل وصفك لأجواء الفرح..جميلة أفراحكم بشكلها الراقي الجميل حيث النساء معا والرجال بمجلسهم في الهواء الطلق يحتفون بالعريس

جميل لحظة إنتقال محبس الزواج من اليمين الي اليسارمعلنا بدء حياة وارتباط روحين برباط مقدس وقد جعلها الله آية لنا حتي في الزواج بكل ما يعنيه فهوآية ورحمة وحكمة

دنيا رغم عشق سامي لها بدأت بدايتان خاطئتان
تدراكت الاولي عندما قررت تأجيل الإنجاب بقرار منفرد
فأصلحت خطأها بنفس اللحظة
جميل حبيبتى ماx ذكرته بهذا الصدد فكثيرا يخطأون عندما يفترضون أن الإنجاب هذا خيارا متاحا يوافقون عليه او يؤجلونه او انهم يملكون أسبابه.

ولا يدرون كم هو نعمة من الله يمنحها ويهبها لمن يشاء والا ما كان هناك من يحرم من نعمة الإنجاب لانها مشيئة الله وسيظل ذلك إلي يوم الدين مهما تقدم الطب بقو له تعالي
(لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ)سورة الشورى
وأيا كانت أسباب من يؤجل الإنجاب فهي أولا وأخيرا لاتعارض مشيئة المولى فليؤجل من يؤجل ولن ينال إلا ماكتب الله له

واحيانا يكون التأجيل سببا في تأخر الإنجاب أو إنعدامه إذا كان هناك علة بسيطة يمكن علاجها بيسر في بداية الزواج

هناك من يؤجل للإستمتاع بالحياة وكأن الاطفال والذين هم من أول الاسباب بتشريع الزواج للحفاظ علي النسل وعمار البشرية هم من سيعوقون السعادة

لا أراها كلها اسبابا مقنعة الا اذا كان هناك علة تستوجب التأجيل لحين زوال أسبابها
بل وأراه تأله علي المولي لا يليق

بينما تنظيم الاسرة شيئا آخر للمتفذلكين الذين يقيسون هذه علي تلك
فاطلاق الانجاب بلا حدود ايضا ليس صحيا والإيات والاحاديث به كثيرة
في قوله تعالي بسورة النساء
(وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا )

وايضا قوله تعالي بنفس السورة
وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (9)x

وللاسف الكثير من شبابنا والذين يستقون معلوماتهم من مواقع التواصل التي يختلط بها الكثير من المفاهيم وتؤول علي حسب أقوال قائليها ومنهم من هم ليسوا من اهل العلم اساسا

أما البداية الخاطئة الثانية لدنيا هي تسمعها علي مكالمة زوجها ولنقل أنه عرضا
فقد اودى ذلك بها للشك وسوء الظن
وبدلا من أن تصارحه بما سمعت وتسأله من هي ملأ تلك
تسلم قيادها لوساوس الشيطان وتفسد علي نفسها فرحة زواجها

ويتنافي تصرفها مع المودة والرحمة التي جعلها الله بين الزوجين وهي لم يمض عليها بعد ايام في دنياها الجديدة
لو تفكرت قليلا لوجدت أن سامي الذى لبث بينهم عمرا كراع للاسرة فاقدا أى امل لها محتملا جفائها ما كان ليعرف غيرها ز وجة كانت أو عشيقة

وما كان أخيها هادى الذى هو تؤما له ليجهل شيئا كهذا أو يزوجها لمن كان مرتبطا بغيرها

لو استفتت قلبها لنطق وجهر بها ان سامي رجلا لا يخون

عفوا منك حبيبتي أطلت في هذه النقطة
فالاولي بها جهل تام بإرادة المولي
والثانية هو سلوك يستفزني جدا من النساء
فمن كانت لديها شكوى أو شك فلتناقش شريك العمر بها صراحة ولا تسلم نفسها للشيطان

سلمتي حبيبتي علي طر حك لنقاط هامة ولرؤ يتك الجميلة لكل الموضوعات وطرحها بشكل تلقائي يدعو للتفكر بها بسلاسة ويسر

لي عودة لمتابعة التعليق علي باقي الفصل


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-22, 10:00 AM   #209

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,557
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا ثانية.وعذرا منك حبيبتي علي تكرار المشاركة السابقة فقد تعطل المنتدى وتوقف حين إرسالها فتكررت مرتين بضغطتين منى

**سر التعويذة**
ألمي من الشخصيات البسيطة جدا
ما هو متاح أمامها فهو لها وما هو غامض تتركه ولا تتعب ذهنها
تعيش بعيدة عن وطنها فلا ترهق ذهنها بتصوره أو برغبتها في التعرف عليه

ببساطة تنتمي لما هو بين يديها وحسب
تميل بكل مشاعرها ليامن حين يحنو عليها وتلفظه حين يقسو
منتهي الطفولية بالتفكير وعدم النضج لا يشفع لها سوى برائتها

والشئ الوحيد الثابت والراسخ لديها هو حبها لهادى الطفل
والذى نبع من وحدتها آنذاك وتأثرها بجو المحبة والإرتباط في أسرة هادى حتي وهم يقيمون بالعراء

ألمي لو تفكرت كما أوعزت لها ميار لفهمت سر الكتابة علي الحجر والمغزى من الصورة المرسومة بإتقان لكنها تظل ألمي قصيرة النظر لأبعد مدى

ميار شخصيتها غير ألمي تماما شخصية جميلة بالفعل مزجها الواقع وتغليفه بابتسامة يجعلها نعمة لمن يرتبط بها
تبسيطها للامور بعدم تعقيد مع وعيها وحكمتها يجعل منها صديقة بحق

وقد صورتي حوارها مع ألمي بشكل رائع يشرح القلب فعلا ويجرى البسمة علي الشفاة خاصة اللبن الاسود اللون.
وليت دنيا كانت هنا لتأخذ العبرة ممن لم تعشق بعد

**الأخت سر أخيها**
كما إندفعت دنيا بالشك في سامي يكرر هادى فعلته بإتهام ألمي بالخيانة بعد تصفحه لدفتر ذكرياتها
وبعد إستشعاره معاناتها الشديدة باليتم
وغربتها بين أبيها وزوجته وخشيتها من رحيل خالتها
وتمسكها الشديد بذكراه

هو ايضا لوتدبر قليلا وقرأ الرسالة التي تناجي فيها حبيبها بتفهم لأدرك أنها تناجي مجهولا سرابا لا تعرف حتي ملامحه

فمن سيكون ذلك المجهول سوى من احتفظت بقلمه الرصاص المنقوش عليه
حقا ما أسهل تلاعب الهواجس والوساوس بالعاشقين
الذين يفكرون بقلوبهم متناسين عقولهم

ها هي دنيا التي تتصرف بخطأ يتلوه خطأ حين تتبع زوجها لتضبطه بالجرم المشهود وهو الذى إستشعر تغيرها وبرودها معه وحار في أسبابه ولكنه لم يظن بها سوءا أبدا

لتكون المفاجأة التي تصفعها بحي فقير و طفلة مقعدة وزوج بدرجة إنسان
خسئ الشيطان وسوء الظن ما أبشعهما من قرناء سوء

**صانع السعادة**إنتشرت في الاونة الأخيرة تلك المحال الخاصة ببيع الشيكولاته والمسماة بصانع السعادة
وكما الشيكولاته هناك أيضا صناع للسعادة بين البشر مثل ميار ولميس وسامي وأيضا السيدة فاطمة من ترعي خيمة هادى
والتي جائتها ألمي بنفس توقيت مجئ هادى لمتابعة أعمال البناء بالمخيم ليكون**لقاء بلا موعد**
وقد حمل ألمي الشوق والحنين لتلك الايام
ولتقفي آثار هادى وأسرته
فتكون المفاجأة بوجوده بالفعل

فهل تلقاه !وهل تدرك أن يامن هو هادى أم تراهه تسأله ماذا تفعل هنا يا يامن؟
اشعر انها بمحدودية تفكيرها لن تربط بين الإثنين
مع أملي في العكس طبعا

نهاية الفصل هكذا ستجعلني اظل بشوق اسبوعا كاملا
سلمتي حبيبة قلبي علي الفصل التحفة فعلا

أراكي بكل فصل تتفوقين علي نفسك و تقد مين لنا رواية جديدة بأحداثها وحواراتها وبنبضات قلوب وعقول أصحابها

دمتي بكل الخير والتوفيق أختي ألحان


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-22, 06:45 PM   #210

لبنى البلسان

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية لبنى البلسان

? العضوٌ??? » 462696
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 5,543
?  نُقآطِيْ » لبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء الخير الحان
لااظن البنت الفقيرة والمقعدة هي بنت سامي
ممكن هو تكفل بها وقت فقدت والديها وكانت محتاجة لحنان اب
قفلة نار لكن اكيد المى لن ترى هادي الا من الخلف
لااعتقد ان يألحان راح تريحينا وتكشفي حقيقة هادي لالمى 😅
تسلمي على الفصل الجميل ويعطيك الف عافية
بانتظار احداث الفصل القادم بشوق





لبنى البلسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:13 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.