آخر 10 مشاركات
بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          52 - خداع المرايا - أجاثا كريستي (الكاتـب : فرح - )           »          ليالي صقيلية (119)Notti siciliane ج4من س عائلة ريتشي:بقلمي [مميزة] كاملة و الرابط (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          287 - كذبة العاشق - كاتي ويليامز (الكاتـب : عنووود - )           »          284 - أنت الثمن - هيلين بيانش _ حلوة قوى قوى (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          275 - قصر النار - إيما دارسي (الكاتـب : عنووود - )           »          269 - قطار النسيان - آن ميثر (الكاتـب : عنووود - )           »          263 - بيني وبينك - لوسي غوردون (الكاتـب : PEPOO - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك لمستوى الرواية ؟
جيد جداً 85 88.54%
جيد 11 11.46%
سيء 0 0%
المصوتون: 96. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree9699Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-02-22, 12:50 AM   #221

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل التاسع عشر (( خاطفة قلبي ))



" حسناً سيد خالد ها انا عائدٌ إليكم .."

عندما كنتُ متجهاً لسيارتي الى مدخل المخيم , وردني اتصال من السيد (خالد ) طالباً مني أن اعيد له الأوراق التي تخص رخص شراء الأرض والبناء كي يطبع منها نسخة لتبقى معه ان احتاجوها لمثل هذه الحالات من العراقيل التي تواجههم.....عدتُ من منتصف الطريق وأنا أمشي أعبثُ بهاتفي واحمل الأوراق بيدي الأخرى ولما وصلت نقطة شبيهة بالمفترق بين البيوت ورفعت رأسي لأمضي في طريقي وقعت عينيّ على التي تقف مع الخالة (فاطمة)...أصابني الجمود من شدة الصدمة !!....ماذا تفعل هذه هنا ؟!....تواريت في زاوية احد البيوت قبل أن تلمحني جارتنا وتكشفني !!....كانت تشير لها نحو المدخل ولا اعلم ماذا تشرح وعلى ماذا ترشدها؟!...قتلني الفضول لأفهم قصتها !!...لم أتوقع بتاتاً أن تأتي لهذا المكان....يا ترى ما غايتها وما لها هنا ؟!.....مستحيل أن تكون السيدة (فاتن) من بعثتها !!.....فكرت وفكرت أريد ابعادها عن المنطقة .....الخطر يحاوطني !!....لو توقف الأمر عليها وحدها كان بإمكاني المراوغة لكن الخالة (فاطمة) ان رأتني ستهتف فوراً باسمي الحقيقي !!....تذكّرتُ الصورة التي التقطتها لها صباحاً وكذلك كنتُ قد صورتُ دفتر مذكراتها قبل قراءته لأستفزها واشاكسها فخطر ببالي الآن ارباكها بسبب رسالتها للحبيب كي تلتهي عني!!..لذا اول عمل قمتُ به هو ارسال الصورتين لها مع رسالة أخرى وأخبرتها عن أخذي هويتها والسبب وسألتها عن مكانها بحجّة أنني سأقلّها من حيث تتواجد...!!....

×
×
×

بينما جارتنا منشغلة بالشرح وصلت رسائلي الى هاتفها فرفعته بعد الرنين تتفحصه ولاحظتُ ارتباكها وبحركة عفوية نظرتْ يمنة ويسرة ثم جمعتْ أصابعها بإشارة توحي للواقفة معها بالانتظار ومشت خطوتين ثلاثة تبتعد ورفعت هاتفها لأذنها فظننتُ انها ستتصل بي لكن اتصالها كان لصديقتها :
" انقذيني يا ميار ..انا في مصيبة!!.."

ردّت بقلق:
" ما بكِ؟...ما الذي جرى؟"

اجابت بصوت مرتبك:
" يامن بعث لي صورة وانا نائمة في الصباح وصورة لدفتر مذكراتي!!...لقد أخذه!! ....وانا التي ظننتُ عند استيقاظي من النوم أن رائحة عطره في غرفتي مجرد هلوسات ليتضح انه كان بها بالفعل!!.....يا الله!... ويسألني عن مكاني يريد أخذي من حيثما أكون!!..انا في مصيبة."

تأففت صديقتها قائلة:
" فعلاً مصيبة!...ماذا ستفعلين؟!.."

قالت بضيق:
" مياار ...اتصلت بكِ لتعينيني لا لتسأليني!!.."


صمتت برهة وهتفت:
" مثلما قلتِ هذا من الماضي لا شأن له به!!.."

ردت مختنقة:
" لكنني خائفة!...لا تفاهم مع ذاك الحائط!!...كيف سيصدقني وقد أخبرتك بغيرته حفاظاً على اسمه وسمعته!.."

قالت:
" تشجعي ألمى أنتِ لست مخطئة لتخافي ...ردي عليه واخبريه بمكانك ليأخذك !!.."

قالت مرتبكة :
" أنا بذاك المخيم...يعـ...يعني مخيم هادي!!.."

" ما الذي أخذك الى هناك ايتها الحمقاء ؟!...إن كان سلاحك أن هذا من الماضي!! والآن ما سبب وجودك بهذه البقعة لو اكتشف أن صاحب تلك الرسالة شخص من المخيم؟!..ها؟...اجيبي!"

" لا توتريني ميار!!.....يا لسوء حظي !...كنتُ على وشك الالتقاء بـهادي فخرج لي يامن في المنتصف !!.."


قالت منزعجة من تصرفاتها:
" لو اخبرتني ان هذا هو مشوارك لمنعتك عنه ....غير منطقي تصرفك هذا ولحسن حظك وليس لسوئه عدم التقائك به وأنت مرتبطة بآخر......هيا اخرجي من تلك المنطقة ..اذهبي لمقهى او مطعم وكلميه منه فأنا أعرفك لو سألك وانت مكانك ستعترفين بسرعة دون داعي لصفعة!!..."

همست بوَجل :
" حسناً ميار ابقي معي على الخط ريثما أجد سيارة أجرة وسأكلمه وانا فيها كي لا اكذب!!.."
وتابعت سيرها متناسية من تركتها خلفها تتنظر انهاء مكالمتها ....!
×
×
×

بدأت تختفي عن أنظاري فتقدمتُ أكثر بخطواتي الحذرة اتأكد من رحيلها ولما اجتازت البوابة والهاتف ما زال على اذنها عدتُ للخالة ( فاطمة) وفور رؤيتها لي قالت وهي تنظر لطريق الخروج من المخيم ثم إليّ بملامح مبهمة:
" هادي... بنيّ!... لمَ عدت ؟....هل التقيت بابنة الوزير عاصي رضا ؟!.."

رفعتُ حاجبي بفضول وقلت :
" لمَ سألتقي بها ؟!.."

قالت بقنوط عابسة :
" مسكينة لا نصيب لها بلقياك ...هذه المرة الثانية التي تأتي وتسأل عنكم !!.."

قلت باستغراب :
" المرة الثانية ؟!...متى جاءت سابقاً؟!.."

فكرت وردت :
" تقريبا منذ حوالي سنة واربعة اشهر اعتقد .....جاءت برفقة شاب يبدو صديقها من الأثرياء حسب لباسه وحتى ابني أَيْهَم في ذاك اليوم جاء منبهراً بسيارته الحمراء باهظة الثمن التي كان يركنها جانب المخيم!!.."

ربطتُ المدة الزمنية التي أدلت بها مع يوم عودتها للبلاد وقد ذكرت بالرسالة مرافقة البغيض (صلاح) لها !!...اذاً البقعة في مذكراتها هي هذا المكان!!...زفرتُ أنفاسي مبتسماً بارتياح !...الغيرة أعمتني وظلمتها !....فهذا يعني جاءت حبيبتي لزيارة (هادي)!!...أيعقل ان كان له مكانة في قلبها لهذه الدرجة.!!....أأفرَح أم احزن؟!.....ليتني هادي !!.....ضحكتُ على نفسي من شعوري بالغبطة مني أنا ذاتي !!.....راق مزاجي.!...استأذنت الخالة وتوجهتُ للسيد(خالد) سلّمته الأوراق ثم اتجهتُ بحذر لسيارتي !!...وفي الطريق اتصلت بي لكني لم أرد عليها ....!!
×
×
×

.عدتُ الى بيتي وخبأت سيارة (هادي) في المرآب المغلق ثم استحممت وأخذت سيارة (يامن) التي يتواجد بها دفترها ...رفعت الهاتف متصلاً :
" مرحبا...كيف حالك؟!.."

أجابت باستياء سائلة لتتغدى بي قبل أن اتعشى بها:
" كيف تسمح لنفسك بدخول غرفتي بحرية وتصويري بذاك الوضع؟!.."

قلتُ ضاحكاً وبالطبع بسبب اطمئناني على الرسالة تلك ومن يكون صاحبها والّا لرأت ذاك الوجه الغائم العاصف:
" غرفة زوجتي أدخلها متى أشاء!!"

أعادت جملتي بصيغة وصوت متهكم فأكملتُ ضاحكاً :
" أين أنتِ؟!.."

قالت:
" في طريقي مع سائقي الى البيت !....لمَ تسأل ؟!.."

قلت:
" انتظريني في الخارج.. لن اتأخر انا قادم!!.."

وبعد عشر دقائق كنت باب بيتها وكانت تنتظر بالفعل ..القيتُ السلام وقلت وانا ارتدي نظارتي مبتسماً بمكر :
" هيا اركبي!.."

أجابت باستغراب :
" إلى أين !!.."

لم يكن يخطر في بالي مكان معين وكان هدفي رؤيتها ومشاكستها بدفترها قبل أن أعيده لها لكني تذكرت بدلتي الزفاف التي اخترتها وما زالت في المحل فهتفت:
" اخترتُ بدلة للزفاف ...اركبي لتخبريني رأيك بها !!.."

تهللت أساريرها لاهتمامي برأيها بشيء يخصني...رفعت هاتفها تتصل بخالتها تعلمها عن مرافقتها لي كي لا يقلقوا عليها وركبت بكل سرور !...خرجتُ من ساحة قصر العنكبوت والجبانة لم تسألني عن دفترها وكأن الصورة لم تصلها كتلك فقلت آمراً وأنا اتكئ بساعدي الأيسر على النافذة وسبابتي على فمي ونظري للأمام :
" احذفي صورتك تلك التي بعثتها !."

احمرّت وجنتاها احراجاً من وضعها المكشوف بالصورة وهمست بخجل:
" حذفتها !...ليس من حقك رؤيتي بهذا الوضع!...للناس خصوصيات !.."

قلت بمكر مدّعياً جهلي:
" أي وضع ؟! لم افهم !.."

حضنت حقيبتها ونظرت ليمينها للخارج واجابت :
" وضعي بذاك اللباس وانا نائمة !.."

رمقتها بنظرة سريعة ثم قرصتها من خدّها قائلاً بوقاحة لأكمل احراجها :
" سأراكِ بوضع أصعب قريباً ...يا قطة !.."

شدّت من احتضان ما بيدها واكتسى وجهها كله بالأحمر وتمتمت بحياء وعيناها ما زالتا في الخارج:
" قليل ادب!.."

تبسمتُ واخرجت من جيب بابي دفترها ومددته لها هامساً:
" خذي دفتر مواهبك ؟!.."

التفتت بسرعة جاحظة العينين وسحبته من يدي قائلة باستنكار:
"هل قرأته ؟!.."

" أيعقل أن احمله من غرفتك كل هذه الطريق لأنظر الى غلافه فقط؟!.."

أجابت حانقة تبلع ريقها:
" تتمادى في التعدّي على خصوصيات الغير!!...هل تسمح لي بفعل ذلك؟."

قلت ببرود لطيف:
" عندما رأيتُ غلافه غلبني الفضول لأرى ما في داخله من براءة!!...كنتُ أظن أنني سأرى خربشات طفلة ...ترسم فراشة!...تكتب اسمها وتزينه..."

صمتّ وهلة ثم خطفتُ نظري إليها وتابعت بجديّة مصطنعة:
" لا اعترافات حُب سيدة ألمى !!.."

وضعت يدها على فمها شاهقة بصدمة وجفّت دماؤها بعد أن سمعت كلماتي والتي لم تتوقع القائي لها بوجهها بوضوح دون أيّةُ تلميحات!!... ولمّا لم تنطقُ حرفاً قلتُ لها مبتسماً:
" لا تخجلي او تتوتري....أمرٌ طبيعي هذا أن نُحب....ورغم وقاحتك بالاعتراف إلّا أنه يعتبر بريء!!.."

ارتجفت حدقتاها ودماؤها التي جفّت انتشرت في سائر جسدها مرةً أخرى لتلوّن بشرتها فتابعتُ ساخراً:
" هل على الأقل وصلته رسالتك؟ أو بالأصح هل كان يبادلك نفس الشعور حينها ؟!"

زمّت شفتيها باستياء ثم زفرت بضيق هامسة:
" هل يمكنك تغيير الموضوع؟!."

قلت بابتسامة خبيثة:
" كلا...موضوعك أثارَ فضولي!.."

ردّت مندفعة :
" إذاً احكي لي اولاً عن بطولاتك مع البنات!.."

وتمتمت مضيفة بخفوت:
" لا بد أنك كنتُ من واحدة لأخرى متباهياً تظنُ نفسك وسيماً!.."
قلتُ بثقة وهدوء مبتسماً من كلماتها التي تفوح منها رائحة الغيرة:
" كانت واحدة منذ طفولتي وصباي .."

قاطعتني بنفس الاندفاع :
" ما اسمها؟..وما شكلها؟!.."

قلت:
" لا أدري إن كانت قمرٌ في كبد السماء أم انها هي الكون الذي يحمل السماء !!.....اسمها روح.... "

قصدتُ معنى اسمها (ألمى) وهو الروح....!!

استشاطت غيظاً من غيرتها وقالت وهي تجزّ على اسنانها :
" أنت وقِح!....كيف تجرؤ على التغزل بتلك أمام خطيبتك التي لا تُسمّعها أيّ كلمة حلوة ؟!...حتى لو أصبحت من الماضي..."

أوقفتُ السيارة فجأة فاهتز جسدها وتناثر شعرها على وجهها وصرخت قائلة:
" ماذا تفعل؟!...لمَ توقفت؟"

استدرتُ نحوها قليلاً ومددتُ كلتا يديّ برقة لأٌبعد الشلال الأسود الذي فاض على ثلوج وجهها وهي في حالة ذهول تحدّجني بسماءيها البراقتين وقلبها يتمرّد بخفقاته بين ضلوعها ورعشة باغتتها من لمساتي لوجنتيها الورديتين واقتربتُ أكثر من وجهها وهي تغمض عينيها مستسلمة لمصير شفتيها فهمست بصوتٍ رخيم لا يلائم نيّتي:
" أنتِ من طلبتِ أن أحكي عن بطولات الماضي مع حبيباتي...يا حلوة"

ثم حررتها معتدلاً بجلستي بعد ان عبثت بمشاعرها ودعستُ على الوقود مستمراً في طريقي فبدأت ترتب شعرها بارتباك وحاولت إخفاء حرجها بسبب استسلامها ثم قالت بجرأة متحولة لقطة شرسة :
" أجل كان يبادلني نفس الشعور وعشنا أجمل أيام معاً ...لن انساها."

قلت على الفور بجدية :
" ماذا ؟!.."

قالت ببرود وهي تسند ظهرها بعد كذبتها بانتصار مع ابتسامة ماكرة:
" جوابي لسؤالك في الموضوع الذي أثار فضولك!.."

حاولت كتم ضحكتي وهتفت بكل هدوء:
" جيد!...على الأقل اطمأننت أن مشاعرك لم تذهب سُدى!.."

ضاعت من جوابي البارد الذي فاجأها لأنه مخالف لغيرتي ولا يشبهني وبقيت على حالها تائهة بأفكارها...!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~




" جدتــي....جاء بابا "

استدارت بجسدها تلصقه بالجدار من خلفها وبدأت تنزلق على مهل حتى وصلت الأرض مقرفصةً ويدها على فمها تحاول منع خروج صوتها الباكي والذي تترجم على شكل دموع من شهديها ....جاء بابا !!...بكل ثقة ودون تردد قالتها الطفلة !...سألت في عقلها ... " لمَ فعلت بي هذا يا سامي ؟!...ماذا تخفي من ماضيك ؟!.."...أحسّت بحركة قادمة نحوها ....كان رجلان يسيران في الطريق فاستقامت واقفة تسحب الهواء وتمسح دموعها مع أنفها بظهر يدها....بعد ان اجتازاها بدأت تهفّ بكفيها على وجهها كي تبرد هيجانه ...شهقت وزفرت تنظّم أنفاسها .....استعادت رباطة جأشها وقررت خوض معركتها دون تأجيل...عليها فهم الصورة التي رأتها بعينيها !!....يجب أن تغوص في أغوار زوجها....أليس هذا من حقها وخصوصاً بعد أن سلّمته نفسها ليصبحا جسدين بروحٍ واحدة ؟!....استدارت جهة المدخل البسيط لهذه الغرفة الطينية وكان له درجتان مكسرتان ...صعدتهما وأقبلت للباب الأزرق ...ابتلعت ريقها مبسملة وطرقته !!....

" دُنْـ..يا ؟!"

قالها بتقطّع مشدوهاً لرؤيته لها بعد أن فتح الباب بنفسه وهذا دليل على علاقته الوطيدة بأهل هذا البيت !!...ركّزت حدقتيها الدامعة عليه تشدّ على شفتيها لتمنع ارتجافهما ....بقيا لثواني يحدّقان ببعضهما حتى سأل:
" ماذا تفعلين هنا دُنيا ؟!...كيف وصلتِ ؟!.."

قبل أن تجيب انتقل بصرها للتي جاءت بوجهها الضاحك تسحب كرسيها ذو العجلات هاتفة :
" مَن جاءنا بابا ؟!.."

حملقت بالصغيرة تحاول إيجاد أي رابط او ملامح توحي انها من دمائه ولمّا لم تجد لعب الفأر في صدرها غيرةً.." هل تشبه أمها ؟!!."...ثم تنحنحت تجلي صوتها المختنق وقالت دون لفّ او دوران :
" مَن هذه الطفلة ؟!.."

كان يمسك مقبض الباب بيمينه رافعاً حاجبه يحاول فهم وقراءة ما يجري أمامه !! ومع سؤالها التفت قليلاً ليساره ينظر للطفلة مبتسماً ثم أعاد عينيه للواقفة فكررت بصوت صارم نبرته مرتفعة :
" أجبني سامي ...من تكون هذه الطفلة ؟!.."

بُهتت ملامح الصغيرة وكأنها أثارت رهبتها وفور رؤيته لصورتها تلك أجاب دون تردد وباعتزاز:
" ملأ تكون ابنتي!.."

بحركة سريعة ولّته ظهرها لتمشي هاربة كي تنفجر بكاءً بعيداً عنه لكنه حوّط معصمها يوقفها وقال بصوت حازم خافت وهو يخرج مفاتيح سيارته من جيبه يمده نحوها:
" انتظريني في السيارة خمس دقائق .."

التفتت بوجهها المشتعل صوبه وما زالت توليه ظهرها وقالت بصعوبة :
" ارجوك...اتركني لأذهب ...سأنفجر لا يمكنني الانتظار!.."

هتف بجديّة وصوت خفيض مع ايحاءات بعينيه كأنه يريد أن تفهمه دون أن يوضح كلامه :
" دُنيا قلت انتظريني بالسيارة ولا تتهوري وتصعّبي الأمور بيننا..!!"

اطلقت ضحكة مكلومة هامسة مستنكرة:
" أُصعّب الأمور بيننا؟!.."

ورمقت(ملأ) بنظرة أسى فوجدتها تنظر لأنامل يدها المرتعشة في حضنها والارتباك يكسوها, مسدلة أهدابها فقررت أن تختصر من عنادها ولا تزيد الوضع سوءاً لذا استدارت نحوه تُظهر قوتها وسحبت المفتاح من يده هاتفة بجفاء :
" فقط خمس دقائق أنتظر ثم أذهب !."

بعد اختفائها عن بصره حيثُ يركن سيارته بساحة ضيقة جانبية بالطرف الآخر أغلق الباب وقرفص أمام الصغيرة مسك يديها وقبّلهما بحنان ثم بظهر كفه حسس على وجنتها وبالأخرى يحاول تهدئة رعشة يدها ولم يفلتها الّا أن استكانت فأقبلت جدتها تقف خلفها قائلة بحرج وقلة حيلة :
" سامي بنيّ ..هذه زوجتك أليس كذلك ؟!.."

رفع حدقتيه لها وهو على حاله وابتسم ثم رمشَ مع ايماءة برأسه يجيبها بنعم فتابعت :
" اذهب لها بنيّ واصلح اموركما....ليس ضرورياً اصطحاب ملأ اليوم....تعوضها لاحقاً ان شاء الله !.."

قال بثقة :
" كلا يا حاجّة أم توفيق !...هذا اليوم لملأ مهما كان !.."

فهتفت الطفلة برقة تخفي انكسارها وما مرت به قبل قليل:
" بابا !"

تطلّع عليها بنظرات كلها حنيّة وهمس :
" روح بابا...ماذا تريدين حبيبتي؟!.."

تابعت وكأنها فتاة راشدة :
" اذهب لزوجتك الجميلة ....حرام كانت ستبكي !...لا أريدها ان تكرهني اذا اخذتك منها !....سأنتظرك الخميس المُقبل أو أي وقت أنت تريده ...أرجوك بابا لا تكسرها!"

تبسّم بكل حُب لها وقال:
" ألن تحزني اذا ذهبت!؟.."

مسكت يمناه بقبضتيها الصغيرتين وقربّتها لشفتيها الرقيقتين تقبّلها باحترام وهمست تُطمئنه :
" أنا أحبك بابا واشتاق لك لكن سأحزن إن كرهتني خالتي دنيا ...أريدها أن تحبني مثلما أحبها !"

انتصب واقفاً ثم انحنى يقبّلها من جبينها وبيده بعثر لها شعرها مُداعباً وقال وهو ينقل نظراته بينهما :
" إذاً أعدكم أننا سنعوّض هذا اليوم بيومٍ أجمل بإذن الله..."

أخرج من محفظته نقوداً ورقية ثم مدّها للجدة بتواضع هاتفاً:
" لم اجلب شيئاً معي لأني نويت اصطحابكما لشراء ما تحتاجان لكن رأيتما ماذا حصل ....سأبعث لكِ سائق لتُملي عليه ما ينقص ويُحضِره لكِ !.."

هربت بعينيها مُحرجة ولم تمد يدها وهتفت بضعف:
" كثير هذا بنيّ...خير الله موجود !....لا تستمع للطماعة الصغيرة وتنفذ لها كل ما تطلب!...هكذا ستفسد تربيتها ولن استطيع السيطرة عليها لوحدي لاحقاً!..."

قال وهو يصرّ على إعطائها ما بيده:
" امسكي يا حاجّة ....ملأ فتاة مطيعة ولن ترهقك ثم ان شاء الله ريثما تستقر الأوضاع وانتقل الى بيتي ستكون معي حيثُ يجب أن تكون ودون اعتراض من أي جنس مخلوق!.......لتترعرع في بيت أبيها !.."

~~~~~~~~~~~~~~~~

" عملية أخذ العينة الأثنين المقبل أليس كذلك ؟!..أم الثلاثاء ؟!."

سألت السيدة (ايمان) صديقتها السيدة (فاتن) الجالسة امامها في شقتها وملامحها شاحبة تعتقد ان سببها ارتباكها من العملية فردت بوهن :
" أجل الأثنين من الأسبوع القادم ان شاء الله !.."

نبرتها جعلت صديقتها تقلق عليها أكثر فمدت يدها تضعها فوق كفها تربّت عليها لتساندها وهمست بعطف:
" على خير حبيبتي فتّون ....أنتِ قوية بإذن الله...لا تقلقي...اردت التأكد لأخذ إجازة ومرافقتك !.."

أجابتها بنفس النغمة الضعيفة:
" شكرا عزيزتي ...انا لا اقلق ولا افكر اساساً في نفسي....عقلي في أمور أخرى!.."

شدّت ملامحها بتأهب تسألها:
" ما هي هذه الأمور التي تشغلك ؟...انسي كل شيء وفكري بدعم نفسك!.."

ردّت بائسة:
" اقترب زفاف صغيرتي ....اريد فعل الكثير لها ومن أجلها لكني في صراع يصدعني !....لا أستطيع النوم وأنا أتقلب في فراشي تارةً ضميري يقتلني لأني أشعر أنني أخدعها وتارةً قلبي يبث الطمأنينة في جسدي أن ما فعلته الصواب!!....صدقاً تعبت !.."


قالت تحاول ان تريحها وتخفف من حمل همومها :
" لم تخدعيها ...أنتِ تجمعينها بمن تمنت منذ الطفولة وتهديها على طبق من ذهب عائلة دافئة فخر لمجتمعنا عوضاً عن عائلتها المفككة .."

همست بأسى:
" ليس كما تظنين!....نعم هي أحبت وتمنت دوماً أن يكون لها عائلة كتلك لكن بالطبع لن تفضلهم على والدها ولا أدري ماذا ستكون ردة فعلها حين يكشف الملعوب !!.."

زفرت أنفاساً أثقلتها وأردفت:
" ستكرهنا جميعاً وعلى رأسهم أنا !!....أخشى أن تؤذي نفسها!...هي لم ترَ شيئاً يسرّ بالها وخاطرها في حياتها لتتشبث بها خصوصاً بعد أن تُصدم بأقرب المقربين منها مثلي بسبب مساعدتي لهم ضد أبيها والأمَرُّ من ذلك استخدامها كورقة رابحة في المهمة أو حتى صدمتها عند معرفة حقيقة والدها المنحطّة !!....أي أن في الجهتين ستخسر ....لو فهمتني والتمست العذر لفعلتي ستحقد حينها على والدها.. ولو لم تصدّقني وتقف معه ستحقد حينها عليّ ..وبالنهاية ستخسر شخصاً من بين أغلى اثنين على قلبها!....أنا والبغيض!!....ألمى رقيقة , هشة ...لن تتحمل الصدمات وبسبب بعدها عن الدين لا استبعد أن تضر نفسها بعد أن تفقد عقلها لفقدانها احدانا !...آه يا ربي ساعدني !..."

لم تستطع الرد عليها ...ماذا ستجيبها وكل ما قالته وارد جداً وصحيح !!؟..ظلّت صامتة تحاول إيجاد كلمات تساندها لكنها أرهفت السمع تتطلّع على التي استطردت بعد هدوء قائلة بقلق :
" ينتابني بعض القلق من هادي مع ثقتي به واحترامي له !!.."

سألتها بحيرة :
" لمَ؟..وممَ ؟"

أجابت :
" هو تزوجها بسبب المهمة التي وكّل بها من أجل الوطن وتنقيته من الأوغاد ومعاقبتهم لكن بدخول مقتل والده في الموضوع يتغيّر الحال !!فمع معرفتي أنه لن يؤذيها شخصياً الّا أنني أظن أنه سيطلقها فور انتهاء وظيفته دون أن يعي أنها غارقة بحبه منذ سنين !!....أي ستزداد وحدتها في هذا العالم وأعود لنفس النقطة انها ستدمّر حياتها سواء بادراك او من غير ادراك !.."

شبح ابتسامة زيّنت ثغرها وهتفت:
" هل من المعقول بعد أن يرتاح باله بإتمام مهمته بنجاح أن لا يقع في حب تلك الدمية البشرية؟!...أنا انثى وأقرّ بجمالها الفاتن فكيف برجل تكون بين يديه ؟!...مستحيل أن يتركها واسأل الله ان تكون ابنة شقيقتك ذكية وتجلبه لصفها من البداية قبل وضع النقاط على الحروف وكشف الحقائق ليكون رباطهما متيناً!.."

همست باستسلام:
" أتمنى ذلك!!....فأنا أتشتت عند التفكير بصغيرتي!.."

نهضت السيدة (ايمان) من مكانها واتجهت للمطبخ تجلب عصيراً تبللان ريقهما ولما عادت تحمل الصينية وجدت ظرفاً يوضع على الطاولة فوضعتها عليها وجلست تحني ساقاً تحتها والآخر على الأرض بعد أن سحبته تغضن جبينها بتساؤل وهي تقلّبه :
" ما هذا المكتوب؟!.."

قالت بغصة والألم يذبحها :
" احتفظي به معك!..."

حدّجتها بنظرات وجِلة ثم سألت متسلّحة بالقوة :
" ماذا يحوي ؟!...لمَ تعطيني إياه؟!.."

أجابتها بتردد والدموع تترقرق في عينيها :
" إ...إذا أخذ الله روحي ...سلّميه لألمى!!.."

أصابها الوجوم فوق وجلها لكنها هتفت بحماس وتفاؤل يغطي وجعها عليها :
" لا تقولي هكذا!....سنستقر بأرض الوطن بعد ان يعاقب كل مذنب و ستفرحين بها وبأولادها وسنعيش معاً بإذن الله في سعادة لا تضاهيها سعادة ..."

برقت عيناها ببريق الأمل وابتسامة زارت محيّاها وقالت:
" يا رب.....لكنه أمانتك....احتفظي به!.."

~~~~~~~~~~~~~~~~

كانت تجلس تاركة باب السيارة مفتوحاً وتدلّي ساقيها للخارج ...تتكئ بمرفقيها على فخذيها مع انحناءة صغيرة بظهرها ...تتأفف وهي تنتظر !!...تنظر لساعة يدها مرةً وتفكر مرات وكل هذا خلال الخمس دقائق التي حدّدها لها !!..الدقائق اجتازت هذا العدد لكنها ستمهله الوقت الضائع ..لا بأس !!.....استقامت بظهرها تتطلع من النافذة الأمامية للسيارة بعد سماعها خطوات قادمة والتي لم تكن لغير (سامي)....عدّلت جلستها تدخل قدميها للسيارة وأغلقت الباب ...وصلها وفتح باب السائق وجلس جانبها وبما انه يعرف ردود فعلها وكيف ستنفجر كان أول ما توقعه ان تصرخ طالبة الطلاق فهذا طلب شبه طبيعي من امرأة اكتشفت خداع زوجها لها وكيف ان كانت التي يتكلم عنها هي (دنيا) المدللة الاندفاعية ذات الكبرياء المرتفع ؟!!...سحب المفتاح من بين مقعديهما وثبّته مكانه وشغّل المحرك بهدوء وثقة كأنه غير مذنب بتاتاً..!!...خرج من بين الأزقة الضيقة وهما صامتان وكأن القطط ابتلعت لسانيهما!!....هي تنتظر أن يبرر ويشرح وهو ينتظر أن تنفجر وتصرخ !!...يا ترى من سيكون صبوراً أكثر وهو ينتظر الآخر ؟!....بالطبع صديقي هو مصنع للصبر والمرأة لن تكون امرأة إن ظلّت محافظة على صمتها وسكونها وخاصة شقيقتي.....هذا يعتبر عيب في حقها !!...أليس كذلك ؟!...لكنه سبقها هامساً ببرود يصل درجات تحت الصفر كادَ أن يجمد نبضاتها ويصيبها بسكتة قلبية:
" هل تتجسسين عليّ وتراقبيني يا عينيّ الشهد ؟!.."

بربِّه!!...هل هذا وقت النغاشة والغزل ؟!...

قالت بحنق:
" مذنب وتتبجح؟!!...لا تضع أي لوم عليّ !!..."

أكمل ببروده :
" أهذا كان سبب تغيرك المفاجئ أيتها الضفدعة الجبلية ؟!.."

ردت على الفور بغيظ من بروده :
" أتريدني أن أرقص لك بعد ما سمعت ؟!.."

مال الى يمينه يقترب منها مبتسماً يشاكسها هامساً بصوت ولهان :
" يا ليت !!...ما رأيك أن نحتفل الليلة عسى أن نأتي بشقيق مستعجل لملأ؟!.."

دفعته بيدها ليبعد عنها وهتفت بصرامة :
" كُن جدياً وتكلم كرجل ....لا تخف او تتهرب من اخطائك وتخفيها خلف مزاحك الثقيل !.."

اعتدل بجلسته وتحوّل الى الجدية ثم توقف جانباً في الحيّ !...شدّ قبضتيه على المقود وملامحه أصبحت جافة وقال:
" ليس سامي من يهرب من اخطائه أو يخاف.. دُنيا!!.. لن ألومك بشيء لأنك ما زلتِ تتعرفين عليّ.!!...ومعرفة بعضنا بالزواج ستكون أصعب وتحتاج لوقت !!..دائماً السنة الأولى في حياة الزوجين تكون كالمسودّة للرواية...نكتبها ثم نعدّل اخطاءنا دون أن نقنط لننشر رواية جميلة وناجحة لحياتنا أو أننا نبقي الأخطاء كما هي لتندثر هذه الرواية دون أن يسأل عنها احد...الشيء بيدنا من بعد الله"



تنهّد بعمق وأكمل :
" هذه نقطة احفظيها ...إن أخطأت أصلّح خطئي واعدّله واعترف به ولا أهاب احداً....والدي بهيبته لم أخف منه يوماً منذ صغري !!...مشاعري اتجاهه هي حب واحترام فقط !!....."

شرد برهةً واستطرد:
" مرة في مراهقتي رغبت بتجربة طعم السجائر وكان هذا اكثر ما يكره والدي ويهددنا إن مسك احدنا سيذيقنا الويل ويتبرأ منا!!...كنتُ جاهلاً والشيطان أغواني !!....فجرّبت سيجارة واعترف انها راقت لي وقتها ومن أجل والدي أقسمت لنفسي الا افعلها مجدداً ثم رحتُ على الفور أخبره بذلك واعتذر مع علمي بردة فعله وأنه سيعاقبني عقاباً شديداً ....لكني كنت على يقين ان الخطأ خطئي ويجب مواجهة عواقبه مهما كانت !!...وما فاجأني يومها أن أبي احتضنني وقبّلني قائلاً..* أنت أسدي وابني الغالي...هكذا اريدك ! واجه اخطاءك مهما عظمت ....قل الصدق ولو على قطع رأسك !!...مداراة الخطأ تجرّ خطأ والخوف من المواجهة يضعف القلب ويولّد الجُبن!!...عدني بنيّ أن تبقى هكذا ولا يغيّرك الزمن!!....بقلوب الشجعان نحافظ على الأوطان...لن يخون ولن يبيع الّا من كان قلبه جبان ...*....."

نظر إليها مع امالة خفيفة نحوها وأردف:
" لذا يا زوجتي العزيزة لو نفرض أن ملأ كانت نتيجة خطأ ارتكبته لكنتُ أول شيء فعلته هو اخبار شقيقك بهذا ثم أنت دون تردد مهما كلفني الأمر ومهما سأخسر والأهم لم أكُن سأخفيها بهذا الحيّ البائس الفقير لأني لا أخاف الّا من شيئين اثنين ...اولهما خالقي ومن ثم خوفي الذي يلازمني وهو أن افقد الأحبة !!...أهلي وأنتم !.."

كانت تصغي له وفي داخلها تفتخر به وحتى بدأت ترتاح لأن أثناء انتظاره راودتها الكثير من الأفكار وكان من بينها شيء يقول لها الّا تتسرع لأن من اهدته قلبها وجسدها وروحها مستحيل أن يحمل صفة الخيانة !!. وغَدت شبه متأكدة أن ( ملأ) ليست منه ولكنها ما زالت غامضة بالنسبة لها ولم يوضح قصتها بعد فهمست سائلة :
" من تكون تلك الطفلة ؟! ولم تقول لك بابا ؟! وما دمت لا تخاف كما تدّعي لمَ اذاً تكلّمت بالهاتف هامساً بحذر كي لا اسمعك ؟!.."

تبسّم وأسند ظهره للوراء وراسه ثبّته على رأس الكرسي يوجهه مع بصره لسقف السيارة وأجاب :
"لو سألتِني حينها لأجبتك!!... لم أتكلم همساً خوفاً من أن تسمعيني...اطلاقاً !!.....إنما هكذا يجب أن أتكلم معها ...بهذه النبرة الهادئة الخافتة !!.."

صمت يستعيد كل شيء بذاكرته ثم لمعت عيناه بحزن وتابع بصوت موجوع :
" قبل أربع سنوات في بداية عملي حدثت جريمة قتل في الجهة الأخرى من الحيّ....جئتُ برفقة مجموعة من الشرطة بعد إخبارية وصلتنا من أحد الجيران ...كان عمر ملأ ثلاث سنوات ونصف ...والدها كان هاملاً مدمن مخدرات ووالدتها تعمل في البيوت لتستر على نفسها وابنتها ....جاءته الحالة يريد جرعته وكانت زوجته تخبئ القروش في خزانة المطبخ الصغيرة ولما أمسكت به متلبساً لأخذها... حاولت منعه مع التوسلات لأن هذا المال إذخرته لتشتري لملأ مستلزمات الروضة كملابس وحقيبة كي لا تنقص عنها شيئاً !!...تصارعا أمام الطفلة بين الصد والرد والصراخ وهي تغلق أذنيها لتخفف من حدة الصوت وتلتصق بالباب وانتهى الأمر به بسحب سكين وقطع وريد والدتها الرئيسي دون وعي!! ...دقائق استوعب جريمته بعد ان عاد لوعيه ووقع نظره على طفلته الباكية فبدون تفكير قتل نفسه بنفس طريقة قتله لزوجته!!....لما وصلنا كانا قد فارقا الحياة وكانت جدتها قد وصلت قبلنا بعدما اعلمها الجيران...كنتُ برتبة ملازم أول وصلاحياتي محدودة لأنه كان متواجداً مَن أعلى مني فأمر آنذاك بأخذ الطفلة لتسليمها للرفاه والشؤون الاجتماعية !!....لما اقترب احد العساكر لأخذها تشبثت بجدتها لأنها كانت الوجه الوحيد الذي تألفه من بيننا واصابها الصرع وجدتها تبكي على حال صغيرتها وعلى المشهد الدموي الذي امامهما وحتى لم تكترث كون ابنها مقتول لأن هالها منظر حفيدتها الوحيدة وشغل بالها.....كنتُ أقف جانباً وقلبي يتمزق عليهما ولا حول لي ولا قوة فالقانون فوق الجميع ...وما أوقف نبضاتي... عند مرورها من جانبي وهي بحضن الشرطي تتململ بقوة انحنت نحوي تمدّ يديها لنجدتها ومسكت برمز الرتبة على كتفي ونظراتها فيها الرجاء ومن قوة قبضتها خرج الرمز بيدها عندما سحبها ذاك متابعاً بطريقه للسيارة !....لم افهم لمَ اختارت ان تتشبث بي من دونهم ؟!!....كان سيادة النقيب هو الموجود ولم يرأف ويتركهما معاً بل أصرّ على ارسالها للشؤون لوضعها بدار الرعاية !!....وهكذا بعد ان انهينا التحقيقات في ملابسات الحادث وقمنا بتشميع المكان وعادت الجدة لبيتها مكسورة , اصابني الأرق ليلتها وانا استرجع مشهد الطفلة أمامي وطعنات موجعة اجتاحت جسدي وكلما اقلب جانباً أرى عينيها تلاحقاني ...تخيّلتها ابنتي وتيتّمت من بعدي ماذا سيكون مصيرها في دنيا الوحوش !!...لم تغب عني نظرات الرجاء بعينيها !!..انتظرت حتى اشرقت الشمس وخرجت من بيتي الى حيث ارسلوها وكانوا قد نقلوها الى احدى دور رعاية الأيتام فلحقتُ بها وإذ بهم يخبروني أنها فقدت قدرتها على السير من الصدمة !!...رافقوني لغرفتها لأراها فوجدتها على السرير ورمز الرتبة ما زال في قبضتها !! كأنها تلتمس منه الأمان !!.......قبل أن أتقدم نحوها أقسمتُ في سري أن أكفلها وأرعاها وأن يكون ثلث راتبي مهما صغر او كبر هو حقاً لها ....أعدتها لجدتها ولن أنسى فرحتهما وهما تحتضنان بعضهما ..."

لم تستطع امساك دموعها وهي تستمع له ...مدّت يسراها ومسكت يمناه بحنية وحب فالتفت ناحيتها مبتسماً ولمعة الحزن لم تفارق مقلتيه وهمست باعتزاز:
" أوَتسأل لمَ اختارتك انت لتتشبث بك ؟!...ألا تدري أنك نبع للحنان ومصدر للأمان ....وجهك يضحك وقفاك يضحك !!....ألا تعلم أن بكَ جاذبية تجبر الناس على حُبّك سواء أرادوا ذلك أم لا ؟!.."

جذب يدها لشفتيه يقبّلها بامتنان على كلامها ثم اعادها مكانها وحاصرها بيديه وأضاف :
" عرضتها على طبيب نفسي وهو يتابع حالتها الى يومنا هذا وهو من طلب منا ان نتعامل معها بصوت منخفض ولين لأنها تخاف من الصوت العالي... لذا أتكلم معها هامساً وبرقة وإلّا تبدأ يدها بالارتعاش دون ان تستطيع التحكم بها وهذا يؤخر من تقدّمها!!....ايضاً نأخذها للتمارين كي تعود للسير والحمد لله الأمل كبير ...لقد بدأت تتحسن عن قبل جسديا ونفسياً..."

سألت بشفقة :
" لمَ تناديك بـ ..بابا..؟؟"

"رحتُ لزيارتها مرة في بيتها بعد أن الحقتها بالروضة وعيّنت مرافقة لها تهتم بها فوجدتها هي وجدّتها تتحدثان ولم تنتبها لي ....سمعتها تشكو بحسرة لها أن جميع زملائها لهم آباء وأمهات الّا هي فلم أتردد حين ظهرتُ أمامها فاتحاً ذراعيّ لاحتضنها وهامساً ..* جاء بابا *...ليتكِ رأيت السعادة التي كانت تشعّ من كل خلية في جسمها بعد كلمتي تلك !...منذ تلك اللحظة ولم تناديني الّا بابا بل تفخر بي لمّا ازورها في مدرستها الآن أكثر من فخر الأولاد بآبائهم الحقيقيين رغم معرفتها من أكون بالنسبة لها وحتى طبيبها النفسي شرح لها الحدود في العلاقة حين تبلغ وتقبّلت ذلك ولكنها طلبت الّا احرمها مناداتي بهذا اللقب مهما وصلتْ مِن العُمر....لديها عقل كبير وذكية....ستكون امرأة رائعة في المستقبل بإذن الله وسأفتخر بها "

تبسّمت بانشراح لكلامه مع انها تألمت على الطفلة وكان سؤالها الأخير من موجة التحقيقات :
" إذاً لمَ أخفيت هذا ولم تخبر أحداً مع انه مسؤولية وليس بالشيء القليل وممكن ان يجلب الظنون حولك والشبهات ؟!.."

بسمل مجيباً :
"...{{ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }}..."

ثم تابع :
" لم أرد أن تعلم شمالي عمّا تنفق يميني ...رغبتُ أن يكون لي شيء بيني وبين الله ....وضعت حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أمامي وتمنيتُ أن أكون منهم (( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشابٌ نشأ في عبادة ربه، ورجلٌ قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه)).."

تبسّم لها بحنان وقال وما زالت يدها محاصرة بقبضتيه :
" تمنيتُ ذلك سابقاً.!!..لكن لم يكن سيستمر اخفائي لأني نويتُ أن انقلهما لبيتي مستقبلاً في الطابق المنفصل الأرضي ...اذا أراد الله... لتكون تحت عيني فبالنهاية ستكبر البنت وتحتاج لرجل يحميها ولا يمكنني الاختلاء بها حينذاك واحتاج لامرأة ان تكون الوسيط بيننا...كنتُ قد نويتُ أن اخبرك بقصتها عند عودتنا لتكوني انتِ هذه المرأة بل خططتُ لاصطحابك عندها اليوم...لكن!!..."

حدّقت به بفضول وهمست:
" لكن ماذا؟!.."



ردّ بغصّة:
" برودك معي الأيام الأخيرة قتلني !!...لم تدري ما فعلتِ بي !...فقررت تأجيل الموضوع لحين أن أفهم أسبابك تلك !...وها هي كُشِفت لوحدها !..."

مدّ يده يمسد وجنتها بلطف وهمس بحُب:
" نحن في أول الطريق وسيكون اذا شاء الله مشوارنا طويلاً معاً....لم اغضب من تصرفك ولم انزعج من مراقبتك لي اليوم لأني أتفهم ما مررتِ به كأنثى ولو كنتُ مكانك لربما فعلت نفس الشيء....نحن بشر ونسيء الظن !...لكن عديني أن تواجهيني بما يختلج صدرك او يثير شكك....لا تعاقبيني بتغيرك معي!!..."

كانت يسراه ما زالت متشبثة بيدها اليمنى أما يمناه أنزلها من وجنتها لصدرها يضعها جهة قلبها وقال هامساً:
" لا تقتلي قلبك بالشك والظنون يا روحي ودُنيتي....هذا خُلق ليُعَمَّر بالإيمان ولينبض بالحُب....فقط ثقي بي يا حُبي ولن اخذلك ابداً بإذن الله .."

دمعة خائنة طردتها من عينها بعد أن خجلت من نفسها أمام حبيب عمرها الذي لا يمكنها ايفاءه حقه ولن تجد أي عبارات تصفه بها بل حسدت حالها على هذه العطيّة التي انعمَ الله بها عليها فانقضّت عليه تعانقه بقوة وحرارة في السيارة لتعوّض نفسها قبله مما حُرمت منه بما كسبت يدها وهمست باختناق وعبراتها تنساب على خديها :
" أعتذر حبيبي....سامحني وتحمّل غبائي واندفاعي....أنا لا استحقك سامي.."

طبطب على ظهرها مبتسماً وهي تخنقه بذراعيها اللتين تحاوطان عنقه وهمس بمرح:
" الضفدعة خُلقت لتكون لسامي وسامي لن تكون غيرك مليكة قلبه يا ابنة الأصل.."

بعد الأحضان التي لم يشبعا منها سألها بنبرة مرحة :
" هل أخبرتِ عيوش بشكوكك ؟!.."

ردّت بثقة:
" ليست دُنيا ابنة محيي الدين وعائشة من تفشي أسرار بيتها وتفضح زوجها مهما تهورت ....أساساً لمّا خرجتُ من البيت قلت لها أني ذاهبة إلى زوجي حبيبي.."

ضحكت وأضافت معترفة بخجل من فعلتها:
" لم اكذب عليها ....أنا جئت اليك....لكن لأمسك بكَ متلبساً!!..."

ضحك وهيأ سيارته للسير مجدداً فقالت بحنان وعطف :
" سامي...هيا لنعود ونأخذ ملأ....حرام لا بد أني كسرتها لأنني اخذتك منها !!.."

انشرح صدره لطلبها وهتف يرمقها بنظراته العاشقة :
" أتعلمين أنها تُحبك وأنها طلبت مني القدوم اليك كي لا اكسرك؟!....يبدو أنني أنا سأنكسر بينكما ايتها الشقيتين.."


ضحك وتابع:
" سنذهب إليها في مرةٍ قادمة ان شاء الله .....الآن علينا الذهاب لخلية حبنا لنرتاح يا عينيّ الشهد...فأنتِ تعلمين ما ينتظرنا صباحاً!!.."

قالت بتعب تضع كفها على جبهتها وهي تتخيل المشوار الطويل :
" يا الهي ...صحيح نسيتُ أننا سنذهب لمدينة عمتي لبنى لزيارة جدتي لترى الأشقر صهر محيي الدين ....تعبتُ من التفكير بالطريق !.."

قال بوجهه الضاحك:
" السيد سليم صمّم على استقبالنا عنده في البيت لنبيت ليلتنا ....لكنه لا يعلم أنني أكثر عناداً منه ..."

رمقها بنظرة سريعة مع غمزه وهمس بمكر وهي تنظر اليه:
" أيظن أن أيام عسلي انتهت؟!...هل أنا مجنون لأتقيّد في بيته ولا آخذ راحتي بالتهام العسل ؟!.....لذا حجزت بأحد الفنادق القريبة من حيّهم لنتابع حيثُ وقفنا !!.."

تورّدت وجنتاها حياءً ولاذت بالصمت تنظر الى الأمام تتهرّب من لهفتها عليه التي كانت أضعاف لهفته !!...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

جاء يوم الأثنين وهو يوم موعد أخذ العينة من السيدة (فاتن) لمعرفة نوع مرضها الخبيث الذي اختار دماغها ليستوطنه دون رحمة بها او بصغيرتها التي كانت دائماً لها هي الأم والصديقة والشقيقة والتي جمّلت لها الحياة بروحها وحنيتها ووجهها البشوش ولم تنفك عن حمايتها والوقوف معها حيث عاهدت نفسها ان تساندها حتى آخر رمق لتعوضها عن يُتمها ووحدتها ....صدَق من قال أن الخالة هي الأم الأخرى !!....الله كريم معنا ...يأخذ ويعطي ...يوازن لنا حياتنا بكل دقة سبحانه !....ها هو أخذ والدة (ألمى) وكانت خالتها هي العوّض منه !!...لا يخفى علينا ان وضع السيدة (فاتن) غير مُطَمْئن بسبب وجوده بمنطقة حساسة جداً لكن علينا الّا نيأس من روح الله !!..وما المرض الّا ابتلاء من الله ليطهر به العبد ويكفّر عنه ذنوبه ولو تأملنا حكمة الخالق لتقبّلناه برحابة صدر دون جزع وقنوط ودون أن ننقم من نصيبنا !!..وكم أتعجّب ممن يقرنون هذا المرض بالموت فقط!!....فكم من مريض به تعافى بإذن الله ؟؟!....وكم من متعافي أخذه موت الفجأة ؟!...حين تأتينا الساعة لا تستأذننا...ولا يمكن لأيٍّ منا تغييرها ..!!
{{ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ }}
نسأل الله أن يرزقنا حُسن الخاتمة وأن يقبض أرواحنا وهو راضٍ عنا !!....

ويبقى السؤال !!...كيف سيعوّض الله تلك اليتيمة (ألمى) إن أخذ منها خالتها وانتهت مهمتنا بسجن والدها؟!....
سنترك كل شيء للزمن الكفيل بتضميد جراحنا ..!!
كانت السيدة (فاتن) تتابع حالتها المرضية في احدى مستشفيات المدينة المجاورة وقد اختارت خصيصاً الابتعاد عن مدينتنا الساحلية كنوع من الحيطة والحذر لأنها لا تريد ان تصل حقيقة مرضها لأهل بيتها وبالذات لابنة شقيقتها !......صديقتها الوفيّة لم تتركها وكانت هي من رافقتها لإجراء هذه العملية البسيطة والتي ادّعت أنها عملية لكيس ماء فقط !!....مكثت يومين في المشفى وعادت لبيتها ومدينتنا مع السيدة (ايمان) وعليها انتظار جواب العينة الذي سيحتاج من يومين لأسبوع لتخرج نتيجته !!....

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

يوم مُرّ وآخر يمُر ....ترحل الأيام ونقترب من ساعة الانتقام !!..

" ما آخر أخبار عريسنا ؟!.."

هتف بها السيد (سليم الأسمر) على الهاتف ونحن نجتمع كالعادة في شركتنا أنا وأبي (إبراهيم) والسيد (ماجد) فأجبته بدمٍ بارد:
" باقي أسبوع لأصبح عريساً...لا تستعجل!"

قال بجدية:
" ها نحنُ اقتربنا من هدفنا بعون الله ..."

قلت بهدوء وقلبي يصارع نبضاته المضطربة:
" يا رب....على خير ان شاء الله.."

تجمدتُ على مقعدي بعد أن فاجأني بجملته الجريئة :
" اجعلها تأخذ حبوب منع الحمل يا هادي !!...أنت بغنى عن الخوض بهذه المتاهات التي ستعيق طريقك !!...اتفقنا؟!"

حتى أبي (إبراهيم) كان حاله من حالي لكنه لم ينبس ببنت شفة !!...

بعد أن استوعبتُ جملته رددتُ بجدية وأنا أشعر بالغيرة عليها من هذه السيرة :
" سيد سليم لا داعي لهذا الكلام لو سمحت!...لن يكون شيئاً بيننا ...نقطة وانتهى!!..."

ضحك ضحكة استفزتني وقال بنفس الجرأة :
" أتصدق ما يتفوّه به لسانك يا ابن محيي؟!...أنت رجل هل ستستطيع مقاومة إغواء الأنثى ؟!...أتظن محاربة رغباتك وشهواتك مثل محاربة عدوك على أرض المعركة وخصوصا لعلمك أنها حلالك وكيف إن كانت جميلة حد الفتنة مثلما قالوا عنها ؟!.."

تنهّد بسخرية وأضاف :
" يا ابني هي زوجتك على سنة الله ورسوله ....لا تحرم نفسك منها !!...تمتّع بما هو من حقك لكن كُن حذراً بشأن الأطفال!!...إياك أن يتم الحمل وتضيع وتضيعنا معك!!....ولا تنسَ ان عدم اقترابك منها هو فتح باب الشبهات عليك !...لا تضمن أنها لن تشكوك لأبيها بسبب امتهانها وجرحها كأنثى وحرمانها من حقها كزوجة مثل باقي الزوجات..!! "

ما هذه الترّهات التي أسمع ؟!.....تهدّجت أنفاسي وانتفخت أوداجي ....ضربتُ بقبضتي الطاولة أمامي وصرختُ باحتدام من حميّتي عليها رغماً عني :
" كــفى!!.....مهما كانت أسباب ارتباطي بها فهي بالنهاية زوجتي .!!.."

أكملت بنفس وضعي المشتعل وانا انقل نظري بين الموجودين معي :
" أتفهمون ؟!....هي زوجتي يعني لا أسمح لأحد بالخوض بما يخصنا كزوجين ....وأنت سيد سليم مع احترامي لك كنتَ دائما تقول لا نريد ادخال جنس الحريم في هذا الأمر وأراك اكثر من تقسو عليها بحقد !!...ألم يكن الاتفاق عدم أذيتها ؟!...ألا تلاحظ أنك تؤذيها حتى بكلامك!!؟.....لن أخدعها بالمزيد وأتقاوى عليها ...يكفي أننا نعيّشها بكذبة كبيرة ستسحقها وتزعزع حياتها وستحرّم عليها ان تثق بأحد .."

زفرتُ أنفاسي ورفعتُ كفيّ على صدغيّ اضغط عليهما وتابعت بصوت اهدأ من قبل :
" لو سمحتم اتركوا هذا الأمر لي لوحدي ولا أريد أي تدخّل لأني لن اسمح بذلك البتة ...أنا أعلم كيف أحلّ أموري !!.."

ساد صمت قصير في غرفة مكتبي ومثله من الهاتف ثم همس بكل هدوء السيد (سليم):
" اعترف أنك تحبّها أيها الهادي..!!"

غضنتُ جبيني أترجم سؤاله ثم أجبته بكل ثقة ودون خجل , غير آبه لأيّ أحدٍ منهم :
" كلا...لا أحبها !....بل أعشق التراب الذي تسير عليه ....هي وحدها خاطفة قلبي!!.."

وأردفتُ ببرود ساخر:
" هل ارتحتم الآن ؟!......ما رأيك سيد سليم ؟!.."

هتفَ بصوت يائس:
" منه العوض وعليه العوض...هذا رأيي يا ابن محيي الدين!.."

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

القلوب المحبة التي تترك اثراً غالياً علينا والتي تضيء لنا الحياة وترسم بسمة على شفاهنا وتكون بلسماً لروحنا هي من أعظم عطايا الرحمن فهي تأتينا إما بعائلة دافئة أو بولدٍ بار أو بصديقٍ مخلص وكانت السيدة( ايمان) هي مثال يحتذى به لتلك القلوب !!...لقد خططت كي ترسم جواً من الفرح مع ألأُلفة والمودّة لقلبيّ أعز صديقة لها مع ابنة شقيقتها الغالية عليها عن طريق دعوتهما الى بيتها للاحتفال بوداع العزوبية لتكون هذه الليلة ليلة من ليالي العمر التي تضع بصمتها في دفتر حياة أي عروس ولا تُنسى !.. ففيها يكون لقاء الأحبة وستكون لها من أجمل وأصدق الذكريات وهي ليلة حاسمة إذ تنتقل الفتاة من حياتها السابقة الخالية من المسؤوليات والمليئة بالدلال والحرية لأخرى تقلبها رأساً على عقب وتحوّلها من ابنة عابثة مدللة لا تهكل هماً الى امرأة ناضجة مسؤولة وربة بيت تحمل رسالة وتخوض مهمة من أرقى وأسمى المهمات والتي فيها إما ان تكتب بيدها من بعد الله النجاح وهي تبني اسرة بمستقبل مزهر وأولاد صالحين يكونون عوناً للوطن والدين أو الفشل باتباعها ما لا يرضي الله فينتج أولاد عالة على المجتمع ويكونون سبباً في تراجع وهدم هذه الأمة !!.....
لقد اتفقت السيدة (ايمان) مع السيدة (فاتن) على مفاجأتها بهذا الاحتفال دون اعلامها كي يكون صداه ووقعه على قلبها أجمل!!.... ...
وهل يوجد ما هو أروع من المفاجآت السعيدة التي تأتينا ممن نحب خاصة ؟!....
كانت (ألمى) طوال الأسبوع الخاص بيوم الزفاف شبه يائسة وتشعر بالملل وحتى أنها نسيت لقبها كعروس !!...فلا يوجد في بيتها أجواء فرح مثلما تسمع بين صديقاتها عن تلك الليالي المصاحبة للعرس وأنها عادة تكون مذهلة ومبهجة بل ربما تكون أجمل من يوم العُرس نفسه !!.....طلبت منها خالتها مرافقتها لبيت صديقتها بحجّة شرب فنجان قهوة ولم تطلب منها أن تتزيّن بل تركتها على طبيعتها !!....في طريقهما وهما في السيارة همست (ألمى) بنبرة حزينة :
" خالتي..!!"

ردت عليها بحنوٍ:
" ماذا يا قلب خالتك ؟!"

اسدلت أهدابها تخفي وميض الأسى بعينيها وتابعت:
" ألا يفترض أن نحتفل هذا اليوم مثل باقي الناس ؟!...لمَ لا يوجد لنا أقارب ومحبون يأتون إلينا ويقفون معنا بفرحنا ؟!..."

ابتعلت ريقها وأضافت :
" حتى صديقتي ميار قالت لي سابقاً أننا سنحتفل بوداع العزوبية وها هي لا حسّ ولا خبر منها ولمّا اتصلتُ بها كي تزورني في بيتي اعتذرت لأن عليها مشوار مهم !!..ولميس مشغولة مع خطيبها !!....ألم أقل لكِ أن الفرح محرّم عليّ؟؟......"

أوجعت فؤادها بكلماتها فمدّت يدها تربّت على يد المجاورة لها بعطف وهمست :
" تفاءلي خيراً بنيتي !!...سيعوضك الله بكرمه !!..."

مسكت كف خالتها واتكأت برأسها على كتفها الأيمن وظلّت شاردة بلَوعة طوال الطريق حتى وصلتا البيت المنشود...!!
بعد أن صعدتا الى شقتها وقرعتا الجرس طلّت عليهما السيدة (ايمان) بكل سرور هاتفة :
" أهلا بعزيزتيّ ...تفضلا أدخلا.."

دلفتا الى الداخل وكان الرواق شبه مظلم وكانت رائحة عطور منعشة تفوح بالأرجاء ....في منتصف الرواق قالت السيدة (ايمان) لـ (ألمى) وهي توقفها :
" انتظري ألمى .."
طاوعتها وهي تحدّقها باستغراب من طلبها ...غابت دقيقتين وعادت تحمل شالاً وغمّت لها عينيها وسط اندهاشها من حركتها ....مسكت بيدها كطفلة تعلّمها على السير وبدأت تخطو ببطء معها حتى وصلتا الى باب غرفة الضيوف البسيطة والسيدة (فاتن) تخطو خلفهما....توقفت السيدة (ايمان) عن السير وبعينيها أعطت إشارة لـ(ميار) كي تفجر العبوّة المليئة بقصاصات الورق الملوّنة اللامعة و لـ (لميس) كي تفتح المسجّل على الموسيقى الخاصة بالأفراح لحظة سحب الشال عن عينيّ الواقفة بجانبها لاستقبالها كما يستقبلون العروس في احتفالها....لقد اخذت رقميّ هاتفهما من السيدة(فاتن) ودعتهما لحفل صديقتهما مع أن (ميار) كانت تتجهز لتقوم هي بالاحتفال من اجلها لكن تغيرت كل التخطيطات بسبب السيدة (ايمان) التي أصرّت على ان تتكفل بكل هذا.!!......بقيت (ألمى) مكانها في ذهول ما إن رأت صديقتيها المقربتين والزينة والتضييفات بكافة اشكالها وانواعها من معجنات وحلويات ومشروبات والفواكه المنسقة على الطاولة باحترافية وجميعه من صُنع صديقة خالتها الهاوية لكل ما يخص المطبخ والطعام مع شموع تتوزع على الأرض وعلى المناضد حول الأرائك وحبل كهربائي من نجوم يصدر اضاءة بالوان متحركة تثبتّه على ستائر النافذة والورود الطبيعية بألوانها البهية الزاهية تُضع على الطاولة وعلى أطراف هذه الغرفة لتضفي الحياة داخلها ...حتى أن آلة تصوير بالصوت والصورة كانت مثبّتة في احدى زوايا الغرفة لتسجّل أحلى الذكريات..!!
رفعت كفيّها على فمها تكتم بكاء الفرحة ولكن دموع عينيها انسابت خارجة لتحتفل معها على خدّيها ....قفزت (ميار) عن الكرسي التي كانت تقف عليه بعد ان انهت دورها واندفعت تحتضنها بقوة ولحقت بهما(لميس) تحاوطهما وبدأن بوصلة بكاء الفرح مع القفزات الطفولية وخالتها مع صديقتها تصفقان لهن مع نغمات الموسيقى....انتهت الوصلة خاصة الصديقات واقتربت من صاحبة البيت وعانقتها متأثرة بامتنان هامسة :
" هذا كثير سيدة ايمان....لم أحلم بشيء كهذا ....يا لحظي بوجود صديقة مثلك لخالتي....الله يحفظكما لي !..."

ثم انتقلت لتعانق خالتها بكل حُب....جلسن جميعهن يتناولن ما لذّ وطاب من امامهن وهن يتبادلن الأحاديث بكل مرح ويشاكسن بعضهن ولكن مفاجأة السيدة (ايمان) لم تتوقف على هذا فقط !!....نهضت من مكانها ودنت من العروس أمسكت بيدها لتنهض معها هامسة :
" تعالي معي ألمى ...!"

غابتا عن الأخريات لدقائق عديدة وهن لا يفهمن سبب الغياب جميعهن !!....

اتسعت أعينهن وفغرن أفواههن بانبهار ما إن دخلت عليهن كالحورية بالفستان المطرّز وهو الزيّ الخاص لوطننا وكان لونه أبيضاً بنقوشات وخيوط قرمزية تنتشر عليه بإتقان ويغطي شعرها غطاء للرأس ينزل بانسياب كالطرحة ولونه وتطريزاته كالفستان !!..وسماءيها محاطتان بالكحل الأسود العريض ...لقد اقتنته السيدة (ايمان) خصيصاً لها كي تراها بالزي الوطني الذي تعشق فهي مخلصة لكل ما يخص بلاد الأم من عادات وتقاليد وحاولت احياء بعض هذه العادات بحفلتها المتواضعة كي تعيد رائحة الأعراس في الوطن الغالي وليشعرن كأنهن على أرضهن ولسن بين الغرباء في أرض الشتات !!....كانت نظرات السيدة (فاتن) لصغيرتها كلها دفء وحنية ...كان قلبها يرفرف سعادة من أجلها وعيناها تلمع ببريق أشبه ببريق الوداع !!...لقد وصلها جواب العيّنة منذ يومين وللأسف أخبروها أنه من النوع الذي ينتشر وعليها اجراء عملية أولية لاستئصاله ولها ان تختار أي مشفى تريد لأن مشفاهم ذاك لا يمتلك الإمكانيات الكبيرة لهذه الحالات الخطرة وقد اقترحوا عليها عدة مستشفيات في الخارج للسفر لها ولكنها ليست متفرغة الآن لنفسها وعليها الاطمئنان اولاً على غاليتها وبعدها لكل حادثٍ حديث بما يخصها !!....
.سحبت المستضيفة احدى الكراسي ووضعتها في منتصف الغرفة وأجلست العروس عليها هاتفة تشرح للتي لا تفقه شيئاً عن الوطن وتقاليده:
" من عاداتنا يا ألمى في الوطن أن تحتفل العروس قبل يوم الزفاف بالحنّاء ونحن هنا في هذه البلدة حُرمنا من هذه العادات الجميلة التراثية !!...لكنني أحببتُ أن أراك عروساً تمثلين الوطن وعاداته بيننا ....أنا أعلم انك لم تزورينه !!.....ربما يأتي يوم وتستقرين هناك ووقتها ستعلمين ما هو الوطن وكيف نعشق ترابه وكل شيء يخصه !! وسيكون هو الأغلى عليكِ حتى من أبيك وأمك!.....كوني مخلصة له لتنعمي بدفء أحضانه...أحبيه ليُحبك صغيرتي !!.."

جالسة تستمع إليها ببراءة مبتسمة ولا تعلم ما هذا الشعور الذي زارها اثناء كلام تلك عن الوطن !!...كانت كأنها شعرت بنبضة حنين وافتها للمجهول!....أنزلت حدقتيها تمعن النظر بفستانها الذي أبهرها كما أبهر غيرها ...بأناملها لامست التطريزات التي تزيّنه !!.... لم تفكر يوماً أن ترتدي مثل هذا النوع لكنها حقاً أحبته وشعرت أن دماءها تنتمي له !....كم كان مذهلاً عليها !!....كانت كالقمر والفستان زادها سطوعاً.....أَيا ترى لأنه جميل أم أن رائحة الوطن تضع بصمتها عليها ؟!....
أحضرت السيدة (ايمان) اصبعاً خاصاً من الحنّاء لتنقش لها على بطن كفها حرفيّ اسمينا وتزيّنهما بالقلوب والنقوشات الناعمة....جلست جوارها وقالت :
" لميس انقلي المسجل على الأغنية التالية......ميار هيا وجّهي آلة التصويرعلينا ووثّقي جمال أميرتنا ألمى .....فتّون تعالي اقتربي اجلسي وامسكي يد صغيرتك "

طبّقت كل واحدة منهن ما أملت عليهن لتصدح بينهن احدى الأغاني التراثية الخاصة بطقوس الحنّاء بصوت شجيّ مع الكلمات والألحان التي تبكي من يسمعها وكأن ابكاء العروس ومَن حولها هو ايضاً من الطقوس الواجبة والّا لن يتم الفرح إن لم تُغرق العروس الموجودين في دموعها ...

[[....حنّا يا حنّا العرايس يا هِيه
على إيد العروسة يا ماحلاه
عريسك عليكِ هالِمْبارك
محروس من الحسد الله يرعاه
يُمّا الليلة عندك تِوَدِّعيني
بكرا من الصبح ماشي لا تبكي
خايف يُمّا لا أزورك غريبِة
عين ما تطيق فراقك...لا والله
.
.
حنّا يا حنّا العرايس يا هِيه
على إيد العروسة يا ماحلاه
قولي لَبيّي لا يحزن علَيّي
روحي تدعيله يا رب يخليه
شوف الحنّا يا بيّي ع ايديّي
على العرايس فراق الأحباب!!
.
.
صبايا جبنا الحنّا نحنّي ست البنات
عروسة هيّو الحنّا تا يخفّف من الدمعات
حنّا يا حنّا هِيه يا حنّا الوداع
الليلة يُمّا عندِك بزورك ..وما برجع
.
.
حنّا يا حنّا العرايس يا هِيه
على إيد العروسة يا ماحلاه
حنّا يا حنّا الأخضر.... جابوه خالي وعمي
ودّعت خيّي وبيّي ..كيف اودع إمي؟
يا رفيقة يا رفقاتي ...ليش ما ودّعتِنا؟
صعب فراق الحبايب يا إم كف محنّا..
حنّا يا حنّا العرايس يا هِيه
على إيد العروسة يا ماحلاه ...]]....(من التراث الفلسطيني)

أنهت السيدة (ايمان) نقش الحنّاء وساعدت العروس على الوقوف ولحقت بها خالتها تمسك بإحدى يديها وبالأخرى تلوح بها مع الحنّاء المرسوم عليها وتتمايلان كلتيهما مع الأغنية برقة ونعومة ونظراتهما لبعضهما تحكي الكثير والكثير من الحب والحنان والاشتياق ....كانت (ألمى) بسماءيها الغائمتين تتأمل خالتها وكأنها تشعُر بانقباض في قلبها والمقابِلة لها ليست بأقل حال وهي تمعن النظر بها كي تسرق آخر الصور علّها تشبع منها في بُعدها عنها والواقفات يصفقن لهما دون التحكم بالعَبرات التي تنهمر من أعينهن لهذا المشهد الدافئ الممزوج بين البهجة والانشراح وبين الغُصة التي تجتاح العروس وأهلها للحقيقة الوحيدة وهي فراق الابنة وغياب أنفاسها عن أهلها والبيت دون عودة وان عادت لن تكون كما كانت فكل شيء سيتغير من لحظة دخولها بيت الزوجية.!!.....انتهت الأغنية وشدّت السيدة (فاتن) ابنة شقيقها لتعانقها وتلك تجاوبت معها ومن غير ادراك أجهشتا بالبكاء رغماً عنهما وهمست العروس باختناق:
" احبك خالتي...سأشتاق لكِ كثيراً...أرجوك زوريني دائماً ولا تغيبي عن حياتي يا من تنيرين عمري وسنيني ..!!.."
ومع كلماتها يزداد النحيب من الحاضرات وكذلك خالتها التي همست بصوت مهزوز:
" صغيرتي الحبيبة ....وانا احبك...سامحيني بنيّتي عن تقصيري فيما مضى وعن كل ما هو آتٍ....اعلمي أنني احبك أكثر من أي شيء في الوجود يا أميرة قلبي ...وثقي أنه كانت لكِ يوماً خالة تفديك بعمرها لتسعدي وأن كل شيء تفعله وفعلته هو من أجلك أنتِ فقط !!.....لأنك تستحقين الأفضل والأجمل والأغلى ....رضي الله عنك ورزقك سعادة الدارين ....أتمنى لكِ زواجاً مباركاً حبيبتي الغالية.."

ردّت بِشجا :
" كانت وما زالت وستبقى أغلى خالة ...أنتِ أمي بعد أمي...أنتِ من حملتِ همّي ...أنتِ التي حبها يجري في دمي....تعلمين كم أحبك وسأبقى أحبك الى آخر العمر.."
×
×
×

كُنت في هذه الليلة الساكنة الأخيرة قبل الزفاف جالساً في غرفة العائلة أشاهد التلفاز وبينما أنا مندمجٌ مع الأخبار أقبلت عليّ خالتي ترتدي ملابس الخروج مع أن الساعة تشير للتاسعة ليلاً وهي بهذا الوقت تنام عادةً....قلت لها :
" خير خالتي!!...الى أين؟!...ما بك ترتدين ملابس الخروج؟!.."

ردّت بنبرة مرتبكة فيها مرواغة:
" أريد منك أن توصلني لبيت السيدة ايمان !.."

سألت باستنكار:
" في هذا الوقت؟!...عساه خير؟!"

تبسّمت بحنان وقالت:
" كل خير بنيّ....يقمن باحتفال صغير لتوديع العزوبية من اجل عروسك والسيدة ايمان قامت بدعوتي.."

قلت مبتسماً بسخرية:
" أجل...تقصدين جنون البنات وتفاهاتهن !!...وما لكِ أنت هناك لتذهبي؟...الشيء يخصهن!!.."

ردّت بحنق مصطنع:
" لا تقل جنون بنات!!....والرجال يحتفلون ايضاً بطريقتهم الخاصة....أم انه عندما يصل الأمر لهم يكون عقلاني وللبنات يسمى جنون وتفاهات ؟!....هيا قم بدّل ملابسك ولا تؤخرني!!.."

قلت مبتسماً:
" لا حاجة لتبديل ملابسي...سأوصلك واعود فأنا لن انزل بالتأكيد!!.."



قالت آمرة بضيق :
" أتمنى ان لا تعاند مرةً.....قلت لك بدّل ملابسك يعني بدّل....لا اريد أن توصلني بملابسك البيتية!!...تعلم أني ارغب برؤيتك دائما متأنقاً.."

" خالتي....يا خالتي...انا في السيارة لا داعي لذلك!!.."

" هااادي..."

صرخت بغيظ مني فوثبتُ من مكاني بطاعة مازحاً واضعاً الوسطى والسبابة على جبهتي بتحية العسكر هاتفاً:
" أمرُكِ مولاتي....سأبدلها حالاً...كل شيء ولا غضبك الذي سيودي بي لتوبيخ من زوجك العزيز!!.."

ضحكت وكتّفت يديها بانتصار واقفة بشموخ:
" أحسنت...هيا استعجل!!.."
×
×
×

عندما وصلنا باب البناية التي تقطن بها السيدة (ايمان) ..قالت خالتي :
" هيا انزل وتعال معي !!..."

هتفت مستنكراً:
" نعــم؟!!...أين انزل خالتي؟!...ما بكِ؟...ما موقعي بين النساء؟!.."

قالت بمكر:
" وهل طلبت منك التأنق كي تبقى بالسيارة سيد هادي !!.."

قلت رافضاً:
" خالتي ...سهّل الله دربك....لن انزل بالتأكيد!!.."

أخرجت الهاتف من حقيبتها وقالت بوعيد:
" عائشة تنتظر مني هاتفاً واحداً لأخبرها برفضك !.."

" ماذااا...ما شأن أمي ؟!.."

يبدو أنني وقعت بين اتحاد نسائي واجتياح غاشم وسأسلّم نفسي أسيراً لمخططاتهن الماكرة ..!!

" هيا ولا تتعبني !!....السيدة ايمان من طلبت ذلك!....وصدقاً لا اعلم السبب!!.."

تأففت بزنق هاتفاً:
" اووف....ما هذا التسلّط ؟!.."

قالت ببرود:
" ششش...اهدأ...لنتسلّط مرةً عليكم ....فهذا دوماً من اختصاصكم وخاصةً أنت مع خطيبتك !!.."

رمقتها بنظرة جانبية ساخرة:
" وهل شكتني لكِ خطيبتي ؟!.."

" لا داعي لتشكي....المكتوب يقرأ من عنوانه.."

قالت جملتها وفتحت الباب تنزل مضيفة :
" هيا ...انزل!.."

أثناء صعودنا السلالم هتفت مستاءً وحانقاً :
" لقد خرّبتم عليّ ليلتي الساكنة...كنت انتظر برنامجاً أحبه وها انتم أفسدتم كل شيء !!.."

بعد قرع الجرس فتحت لنا السيدة (ايمان) الباب بتهلل وابتهاج ووضعت سبابتها على فمها هامسة بصوت خفيض:
" ششش....ادخلا وانتظراني هنا دقيقة "

ما لهما عليّ تريدان اسكاتي ؟!...هربت من (ششش) خالتي لأقابل (ششش) هذه ؟!...هل ابتَلع لساني واريحهما ؟!!..

قطبتُ حاجبيّ بفضول لطلبها الغريب ولحظات حتى جاءتني تحمل كيساً بيدها وقبل ان تخرج ما به تطلعت عليّ بخجل ورجاء :
" أعلم أنك لا تستسيغ هذه الأمور....لكن وغلاة والدك رحمه الله أن لا تفشلني !!.."

دقّ قلبي لذكرها غلاة والدي التي ما بعدها غلاة وقلت بحذر منتظراً طلبها :
" رحمه الله...تفضّلي سيدة ايمان قولي ما عندك!.."

أخرجت من الكيس الزيّ التقليدي الخاص بالرجال في الوطن وكانوا يرتدونه في الأعراس وله عدة قطع لكنها اكتفت بالعباية الفاخرة ولونها أسود وحوافها ذهبيه من النوع الفاخر وناولتها لخالتي لتلبسني إياها ثم أخرجت الحطّة (الكوفية) البيضاء وساعدتني خالتي بعقدها على رأسي بشكل أنيق ثم تقدمنا حيث تتواجد باقي العصابة !!.....وكانت هذه ايضاً من ضمن مفاجأة السيدة (ايمان) للعروس وهي جلب عريسها اليها كي تكتمل صورة الفرح بنكهته الوطنية !!..
أصبحتُ صندوق المفاجآت لسموّ الملكة!!....
دخلت خالتي قبلي وصافحتهن والجالسة بحياء لم تتوقع ابداً أن ترى عريسها أمامها هذه اللحظة ولو أمضت عمرها تفكر لم تكُن ستنتظر قدومي وما إن وقفتُ على باب الغرفة حتى وقع نظري على تلك الحورية التي اسقطت قلبي من جمالها وسحرها وأنا اراها بزيّنا الشريف بالإضافة لرسمة الكحل في عينيها التي خطفت روحي ولم تترك شيئاً يبقى ملك لي هذه الفاتنة التي جعلت كل خلية تهفو اليها حُباً وشوقاً ...أما هي بقيت مكانها مذهولة تحاول استيعاب ما يدور حولها وبعدها رسمت ابتسامة على محيّاها تهديني إياها انا وحدي فاقتربتُ منها لا أرى غيرها ولا أريد سواها ثم انحنيت أمسك يديها واسحبها برقة لتقف ازائي وعيوننا العاشقة تسبح في بحرنا وكأن الزمن توقف علينا والمكان أُفرِغ لنا ولا أحسّ أو أشعر بأنفاس غيرنا ...كنا كأننا وحدنا في هذا الكون نغوص في مشاعر الفرح والحُب بين اللمسة والنظرة...مددتُ يمناي خلف عنقها وجذبتها بلطافة لأهديها قبلة دافئة على جبينها جعلت الدغدغة تسري في منابعها تحمل اللهفة في دمائها وما جعلنا نقطع هذا الوصال والهيام هي المستضيفة التي نادت علينا تشير لنا للجلوس على كرسيين جانب بعضهما :
" تفضلا اجلسا هنا ..."

مسكتُ يدها بحنية ومشيتُ خطواتي اسحبها حتى وصلنا مكاننا ثم تفاجأتُ بالسيدة (ايمان) تضع اصبع الحنّاء بيد عروسي آمرة بضحكة مرح:
" اكتبي بالحنّاء حرفيّ اسميكما على كفّه وزيّنيهما....كنتُ سأفعل ذلك لكن بالطبع عريسك لن يقبل .."

جحظت عينيها بحياء وارتباك رافضة بهمس :
" لا اعرف ...لم اجرب سابقاً.."

تبسّمت ورمقتها بنظراتي المسحورة المُطَمئِنة وهمست بخفوت لها :
" ابدئي وانا سأساعدك!!.."

كانت تجلس على يميني فمددت يسراي اقربها منها , اضعها على فخذي ورأيت يدها المرتجفة تضعها على يدي فمسكتها بيميني لنكتب ونرسم معاً ما طُلب منا وبينما نحنُ منسجمان بلوحتنا وصلني صوت الحنونة بلحن شجيّ خافت وهي تصفق بهدوء وتبعنها الباقيات بالتصفيقات:

[[...قولوا لأمه تفرح وتتهنا ...ترش الوسايد بالعطر والحنّة
يا داري هنّا وابنيها يا بنّا ...والفرح النا والعُرسان تتهنّى
والدار داري والبيوت بيوتي واحنا خطبنا...يا عدوِّة موتي
يا بيّي (ألمى) لا تِكون عبوسي ...واسمح بوجهك واعطينا العروسي
يا بيّي (ألمى) لا تِكون طمّاعي...والمال يفنى والنسب نفّاعي...]]..(من التراث الفلسطيني)

ثم تبعتها بأغنية أخرى ولحن آخر مختلف:

[[...لا تطلعي ع الجبل ياختي بإيدا الحنّة
لا تطلعي ع الجبل ياختي بإيدا الحنّة
سبّل عيونه ومد ايده يحنّونه....غزالِ صغَيَّر وكيف اهله سمحوله
يا إمي يا إمي شدّيلي مخداتي.... وطلعت من البيت وما ودعْتِ رفقاتي
يا إمي يا إمي هَيْئيلي مناديلي....وطلعت من البيت وما ودعْتِ انا جيلي
سبّل عيونه ومد ايده يحنّونه....غزالِ صغَيَّر وكيف اهله سمحوله..]]...(من التراث الفلسطيني)

ما بهن النساء يترجمن مشاعرهن عن طريق البكاء ؟!...يفرحن يبكين !!....يحزنّ يبكين !!....لمَ نحن الرجال لا نشعر بحاجتنا للبكاء بمثل هذه المواقف ؟!....هل الذي ينبض داخلي صخرة متحجّرة ؟!...عديم الإحساس !!....لكن كيف لا يحسّ وهو الخائن الذي باعني بعد نبضة حُب من اجل عينيها ؟!....أليس الحب هو من ضمن قائمة المشاعر ؟!...
مع انتهاء النقش على يدي واغنية خالتي التي جعلتها تسكب الدمعات وهي تغنيها بإحساس من لُبّ الفؤاد ...رفعتُ عينيّ لأتأمل الفاتنة التي بجانبي وهمست لها :
" مبارك عروسي ....سلمت يداكِ"

رمشت بعينيها خجلاً وتبسّمت هامسة:
" ويداك.."

ثم وقفتُ مكاني مبتسماً وقلت بمرح:
" حسناً فعلتُ ما اردتم...شكرا لكم.....عليّ الذهاب اعذروني..."

قالت السيدة (ايمان) بكرم ونبرة مرحة بعد التهاني والتبريكات لنا من الحضور :
" إبقَ قليلاً وتذوّق من ضيافتنا ....لم تأكل شيء.."

تناولت بيميني قطعة من كريات الشوكولاتة وأكلتها مجاملاً لها ثم هتفت:
" ها أنا أكلت سيدة ايمان من اجل خاطرك....اريد اعفاء الآن لو سمحتن....لكن ارشديني الى الحمام لأغّسل يدي اولاً!!.."

وهكذا انتهت هذه الليلة المميزة بجمعتنا العَبِقة بشذى الوطن وعاداته ليعود كلّ منا الى بيته بحبور وسعادة ننتظر اليوم الأكبر....!!

~~~~~~~~~~~~~~~~

أشرقت وجوهنا مع اشراقة شمس الصباح ولكن تبقى اشراقتنا مختلفة عنها فالشمس لا تغيّر شعاعها ولا تبدّل نواياها ويبقى هدفها هو اضاءة هذا الكون بنورها وضيائها أما نحنُ البشر في كل يوم نشرق بشعور آخر وتفكير مغاير عن الذي قبله !!...مرةً نشرق مع الألم وتارةً نشرق مع الأمل !!....حالنا مثل الذي يمسك الوردة كثيفة البتلات ويسحب واحدة تلو الأخرى كضربة حظ تحبني او لا تحبني ؟! حتى تغدو قرعاء لم يتبقّ منها سوى ذاك القسم المسمّى المبيض لتكتب مع سقوط آخر بتلة على أي حظ نرسو !!....ربما بتلة (ألمى) الأخيرة لليوم كانت السعادة !!...أما أنا تركتُ الوردة عالقة بنصف البتلات لأني أخشى مما هو قادم في حياتي !!...لا أريد أن اعرف ما يخبَأ لي ولو كان عن طريق لعبة بلا فائدة !!....
كنت في صباح هذا اليوم أجلس مع أبي (إبراهيم) وخالتي (مريم) في الشرفة المغلقة بالزجاج المطلّة على الحديقة المكسوة بأوراق الشجر المتساقطة بدرجات مختلفة من الألوان والتي تمثّل حياتنا ...تكون باللون الأخضر وتبدأ تتغير للأصفر فالبرتقالي ثم بالنهاية لون يكون ما بين الأحمر والبني لتتلاشى بعدها مع الزمن دون ان تترك أثر !!...وهكذا حياتنا نبدأها أطفال برآء ومع الزمن كلما نتقدم في العمر تشوهنا شوائب الحياة التي تمحو صفاءنا وتبدّل ألواننا حتى نصل للنهاية المكتوبة علينا ومن ثم نصبح تحت التراب لا نعلم إن كنا ذكريات لأحدهم أم أن حتى هذه دفنت معنا!!

" أبي لا داعي لهذا.!!.....القصر كبير !!.."

قلت له بضيق فنظر لخالتي على يساره وتبسّم وهو يضع كفه فوق كفها هاتفاً بحنان:
" أنا وخالتك اتفقنا وهذا قرارنا نحن الاثنان...!!"

أكملت مستاءً من قرارهما:
" لمَ لا تستشيروني ؟!....ماذا سأفعل ببيت كبير كهذا ؟!.."

قال بهدوء:
" لتأخذ حريتك الكاملة دون قيود وخالتك لا تريد رؤيتها مخدوعة أمامها ولا تستطيع فعل شيء لها ثم نحن نحتاج للابتعاد قليلاً ولبيت صغير كنوع من التغيير وهو قريب من شركتنا !!."

هتفت محرجاً منه لأنه تنازل عن قصره الذي اعتاد عليه من اجلي واجل مهمتي :
" لمّ لتسكُن ابنة الوغد في القصر تنعم بكافة الرفاهية وأنتما تحشران نفسكما في بيت ضيق غير رحب ؟!.....أنا من سأنتقل لشقة أخرى !!.."



ردّ بحزم:
" هادي بنيّ انا قلت كلمتي ولا تراجع عن قراري....هنا بيتك ولا تضغط علينا من فضلك!!.."

أضافت خالتي:
" هكذا أفضل للجميع.."

صمتّ برهةً وقلت بجدية:
" إذا لترافقكما السيدة خولة ....لا احتاج لخدم!!.."

سألت متعجبة:
" كيف؟....من سيهتم بأمور القصر؟!.."

أجبت:
" فلتأتي من حين لآخر للتنظيف الأساسي.."

قالت:
" والطعام؟!...فأنا لن أكون معك لأطبخ!!.."

قلت ببرود:
" لتعتاد المدللة على صنع الطعام وأعمال البيت!!.."

همست بذهول:
" لماذا يا ولدي ؟!...أنا أجزم أن كأس الماء يأتيها لفمها....ما نيتك بهذا ؟!.."

قلت :
" انتهى عهد الدلال عند الوغد.....وليأتِ ويرى سموّ الملكة تعيش في بيت بدون خدم !!.."

هتفت جاحظة العينين:
" هل كنتَ تنوي هذا من قبل أم الآن قررت؟!..."

أجبت ببرود:
" حتى لو بقيتما معنا ...كنت سأجعلها تهتم بأموري التي أريد ومتى أريد وخاصةً اذا جاء لزيارتنا لأكسر غرورهم !!.."

تساءلت حائرة :
" ما ذنبها وأي غرور ؟!.."

أجبت :
" حتى لو كانت عفوية وبريئة الّا انها تحمل صفات الغرور والتفاخر أحياناً كونها ابنته وهذا لا يعجبني!...عليها أن تتعلم التواضع ولتعلم أنها مثلها مثل الباقي!!......ثم أنتِ تعلمين أنني أحب طعامك انت وأمي ولا افضّل طعام الخدم والآن دور زوجتي أن تقوم بهذا الدور !!.."

غمزتها بمرح:
" أليس كذلك؟!.."

حوقلت دون أن تنطق كلمة أما أبي (إبراهيم) قال :
" مسكينة!!...وقعت بيديّ الداهي وليس الهادي !!.."

هل قسوتُ عليها بقراري هذا ؟!...ربما نعم وربما لا !!....فالداهي يريد فعلاً أن يكسر أنفها قليلاً لكن الهادي يريدها أن تندمج بأمور الحياة لتتحمل مسؤولية نفسها بعد أن تخسر كل شيء حولها !!...إن وقعت من النعيم الى الجحيم على غفلة ستحترق وتتحول الى رماد ولن تساعدها حبال النجاة أما ان دخلت تدريجياً بقدميها وبحذر لهذا الوضع الذي سيؤول له حالها ستستطيع أن تصارع للبقاء ....يكفيها شرف المحاولة فممكن أن تصيب وتنجو !!...

~~~~~~~~~~~~~~~~~

صفّرت بإعجاب هاتفة :
" يا إلهي ....حوريّة فاتنة....ما هذا الفستان؟!....ماذا سيحدث عندما يجتمع الزلزال مع البركان هذه الليلة؟!.....ستقتلين الرجل!....ارحميه من جمالك!!!..."

أخذت نفَساً وربّتت بسبابتها على خدّها تدّعي التفكير وتابعت:
" هل ستنجبان لنا أطفالاً مثل الذين نراهم في الشارع أم نسخ فريدة من انتاجكما؟!...ها انا أنبّهك....عليكما احضار زلزال هاشمي صغير
مدمّر لأحجزه لنفسي فأنا أعاني من جفاف عاطفي !!.."

ضحكت بحياء وقالت وهي تتأمل فستانها بالمرآة:
" يكفي يا ثرثارة !!....صراحة لم أتوقع أن يكون الفستان الساتر بهذه الفخامة والأناقة!!.."

هتفت (ميار):
" يا لذوقه الرفيع ...جيد أنه اقنعك على هذا !!.."

أردفت (لميس):
" قمة الفخامة!!...ما اسم المحل ؟!.."

وكزتها (ميار) بمرفقها وقالت هازئة:
" لا يهم المحل أيتها الخرقاء....المهم صاحب الذوق ...أي مَن اختار هذا!!.."

استطردت باشمئزاز تمثيلي:
" وانتِ مَن اختارك انتِ تحديداً ماذا سيكون ذوقه غير الفساتين من عهد جدتي ؟!!..."

فردت ملامحها بفخر وأضافت:
" انظري....انظري...الخيوط فيه تصرخ رقيّ وثراء يا بنتي!!.."

ضحكت (لميس) لغلاظة صديقتهما ثم وجّهت نظرها بوجهها البشوش للعروس سائلة:
" ما هو شعورك ألمى ؟!.."

تورّدت وجنتاها وهمست بقلق:
" نصف مني سعيد ومتحمّس ونصف خائف ومرتبك !!.."

سألتها بودّ:
" ممَ ترتبكين ؟!"

أجابتها هاربة بعينيها خجلاً:
" أنت تعرفين قصدي!!....لا أدري ماذا سأفعل ..."

أسدلت أهدابها باستحياء وأضافت:
" نحن قبلة لم تكتمل لنا !....وكيف بذاك الشيء؟!...كيف سأتصرف؟!.."


ربتت على كتفها برقة وقالت:
" لا تخافي !!...اتركي كل شيء بعفوية وسيأتي وحده دون عناء.."

قاطعتهما الأخرى ساخرة:
" يا ابنتي هل تظنين انه سينتظر حتى تتصرفين سيادتك؟!....اذا كان هكذا سأتحول الى مومياء وانا انتظر الهاشمي الصغير !!.....لكني أثق بالزلزال وليس بكِ يا حمقاء !!.. خصوصاً البارحة رأيت كيف كانت عيناه تخترقك اختراقاً ...يبدو انه ولهان..."

طرقة على باب غرفتها لتدخل السيدة(فاتن) بأناقتها تتأمل صغيرتها بفستانها الساحر بحنوٍ واعتزاز وهمست:
" حماكِ الله ورعاك يا أميرتي الصغيرة...ما شاء الله ما هذا الجمال !.."

دقائق قليلة وهي غارقة بين اطراءات من حولها يتغنينَ بجمالها دلَف من الباب بهيمنته وحنانه الأبوي....يقترب ونبضاته ترتجف لفراقها فها هي صغيرته المدللة من تتربع على عرش قلبه ستتركه وكأن دخولها في حياته مثل رمشة العين لا يعلم كيف أتت لدنيته وهو منشغل بأعماله ثم ما لبثت أن تكبر حتى رحّلها الى كندا وما إن عادت حتى خُطفت منه بلمح البصر دون ادراك!!...وصل اليها وبريق عينيه يفضحه يستعد لهطول دمعاته الأبوية العطوفة!!...في هذا الموقف مهما كان الأب قاسياً أو جامداً لن يستطيع تمالك نفسه وهو يعلم أنه سيسلم ابنته لآخر وحياة مجهولة تنتظرها كفاكهة البطيخ لا نستطيع تخمين ما بداخلها قبل أن نفتحها ونتذوقها ان كانت صالحة ولذيذة أم تالفة وبدون أي طعم !!....مسك ذراعيها بقبضتيه عند كتفيها وهمس برفق:
" سامحيني على تقصيري بحقك يا أميرتي ومهجة قلبي....لا تنسي أن لكِ أباً يحبك وستجدينه متى تحتاجينه !!.."
ثم قرّب يبصم قبلته المُحبة الحنونة على جبينها فانحنت قليلاً بجذعها تقبّل يديه بلهفة وهي تبكي فاحتضنها يشدّ عليها بقوة وانهارت حصونه وأخذ يبكي لبكائها والواقفات شاركنهما بسكب الدموع في الموقف الأصعب على كل أب وأم وهو لحظة فراق ابنتهم عنهم..!!

ولجت اليهم زوجة أبيها هامسة بفحيحها :
" لقد وصل موكب العريس!!.."

حرر ابنته من حضنه ومسح دموعه واقتربت صديقتاها تعدلان لها الزينة التي فسدت من البكاء ثم دنت منها خالتها لتسدل الطرحة على وجهها ومشت العروس خطوتين تشبك ذراعها بذراع والدها ونزلا السلالم معاً بتبختر وحذر وأولئك يتبعنهما من الخلف وكانت المفاجأة لها عندما وصلت آخر درجة هو الهمس الحنون الذي وصلها ممن كانت تنتظرها جانباً:
" أسعدك الله في زواجك صغيرتي الغالية .."

رفعت رأسها ناظرة لمصدر الصوت ثم أفلتت ذراعها واندفعت تجثو أمامها تبكي وتعانقها وتلك جالسة على كرسيها الخاص وهمست بحُرقة:
" خالتــي سهيلة...أين أنتِ عني؟...اشتقتُ لكِ كثيراً...ما أجملها من مفاجأة!!.."

ردّت عليها وهي تمسح دمعاتها بيد وبالأخرى تربّت على ظهر صغيرتها:
" هذا يوم السعد والمُنى وأنا اراكِ تزفّين الى بيت عريسك!!.."

دنت منها خالتها تساعدها على الوقوف هاتفة :
" هيا يا ابنتي....عريسك في انتظارك!!.."

×
×
×

كنتُ أقف على مدخل بيتهم وأمسك بيديّ طوق من الورود الفاخرة ببهاء ألوانها وشذى عطرها ولمّا فُتح الباب أشرقت منه مثل شمس الصباح وسطعت مثل بدر الليل ومعها أشرق في قلبي الحُب وسطعت على ثغري ابتسامة العشق....كان فستانها ناصعاً كالثلج بكميّن طويلين من قماش الدانتيل الفاخر يرسم جسدها بإتقان ومصمم على شكل حورية البحر ويزيّنه بعض من حبيبات الكريستال الناعمة على منطقة الصدر والتي تتلألأ متراقصة بوميضها متأثرة من غروب الشمس المنعكس عليها .وليلها يُجمع بتسريحة ناعمة منخفضة مع خصل عشوائية تحيط بدرها ..اقتربتُ منها بخطى هادئة ثابته وعطرها يعبث بأحاسيسي ثم البستها طوق الورد كالعقد على رقبتها لينزل على صدرها ويكسر بياض فستانها ....رفعتُ برقة طرحتها عن وجهها وليتني ما رفعتها ...آاه من الملاحة والسحر الذي يشعّ منها!!....تضع زينتها لتضيء وجهها!!...وهل ينقص البدر اضاءة ؟!...كانت تسدل جفونها تحجب عن الأعين عينيها ورموشها الكثيفة في حالة استسلام ولمّا فتحتها تحولت فصول السنه كلها الى شتاء عندما أبرقت بسمائها على أرضي من حيث لا احتسب لتصيب قلبي وتشلّ أطرافي ...لتزهق روحي وتأسر مشاعري ....انها تفعل بي ككل مرة بإصرار!! ...تدخُل حياتي كالإعصار...لتُحدِث بها مجازر ودمار...رفقاً بقلبي يا فاتنة !!.....أنا مشرّد ضحية حرب !!...وطني يناديني وأرضي تشتاق لي ....أرجوكِ اعطفي عليّ واطرديني ...لمَ تكبليني وتقيّديني ؟!...ماذا تريدين مني ؟!...ماذا تستفيدين عندما لا ترحميني كـ(يامن) ولا تعتقيني كـ(هادي) ؟!...هل تتلذذين بعذابنا ؟! ....اخبريني الى متى يا حبيبتي ستبقيني لاجئاً في سمائك ؟!..

قيّدتُ كفها بقبضتي برفق وسحبتها بلطف لننزل معاً السلالم القليلة لمدخل قصرهم ...وصلتُ سيارة أبي الفضية الفاخرة المزيّنة بشريط ابيض من التل مع الورود الحمراء التي تثبّت على مقدمتها ...فتحتُ لها بابها وساعدتها على الركوب ثم استدرتُ للآخر وجلستُ جوارها وأشرتُ لسائقنا بالانطلاق الى قاعة الفندق المطلّ على البحر حيثُ سيقام حفل زفافنا!!...وباقي سيارات الأصدقاء لحقت بنا تزفّنا.... تشغّل مصابيح الغمازات وتصدح بالزمامير في الشارع ليعرف الجميع أن هذا موكب العروس وكان هذا ايضاً من ضمن العادات !!...

**********( انتهى الفصل التاسع عشر )**********


أتمنى لكم قراءة ممتعة....

سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك.....



ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-02-22, 12:52 AM   #222

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم...

سأحاول ان يكون فصل الأسبوع القادم ان شاء الله وإن لم اوفق بذلك أرجو ان تعذروني بسبب مهمات وامتحانات شهرية على اولادي....


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-02-22, 07:59 AM   #223

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,558
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bobosty2005 مشاهدة المشاركة
مساء الخير و العافية عزيزتى shezo
أود أن أشكرك على كلماتك الجميله والغاليه على قلبى 😘
صدقا بستمتع بقراءة تحليلك فلك أسلوب خاص بك هناك من يكتب مجرد تعليق انما انت تبدعى👍 لا اجاملك ولكن تستحقى ذلك
الرواية منوره بك💕 و بكاتبتنا و بالحضور الكرام 💖

الحان موهبه تستحق الثناء 👏وأتمنى الا تحرمنا من وجودها بعد هذه الروايه
أنا الاسعد بتواجدى معكم 😍مع خالص تحياتي
مرحبا.صباحك ورد وجورى حبيبتي بوبو

لقد اشرق صباحي بكلماتك الرقيقة
واسعدتي قلبي بها
وشهادتك الجميلة بحقي علي رأسي يا قلبي

الحمد لله الذى انعم علينا بالصحبة الطيبة بك وبكل الحضور
دام تواجدك العطر الذى يفوح شذاه حيثما حللتي
بأسلوبك التلقائي المميز المريح للنفس

صباحا جميلا لك ولكل الحضور ولكاتبتنا الرقيقة
ادام الله المودة والمحبة بيننا أختي بوبو


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-02-22, 11:08 AM   #224

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,558
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح السعادة والرضا أختي ألحان الإبداع

☆مفاجأةلنا☆
كنت علي يقين أنك لن تنولينها لنا ونحن نتمني أن ترى ألمي هادى
أعلم لم يأن الاوان بعد وأن الأحداث كانت للتغير برؤيته ولكنها أمنية المراهقين امثالنا
ولقد أحسن هادى التصرف فما أسهل التلاعب بألمي وتحويل مسار فكرها لجهة أخرى
فلو كانت تستخدم عقلها لكانت سعت لرؤية هادى وبعدها يكون ما يكون من أمر يامن
والذى ما زال يتلاعب بمشاعرها وبدفة الحوار كما يشاء فألمي كالصفحةالبيضاء يستطيع ان يخط عليها ما يشاء

☆ما زال العرض مستمرا☆
كم انا مستاءة من دنيا وغيرتها التي لم تأخذها الشفقةبالفتاةالقعيدة ويداهاترتعشان توترابسبب الغيرةالتي أعمت بصيرتها

وكم هي جميلة وحزينةالقصة التي أوردتها بشان ملأ
وقد ساق الله سامي لها ليكون عوضا وسندا لها بعد ماعانته

وما أجمل إستعانتك بالآية الكريمة والحديث الشريف لو كنت مكانك لأستعنت بهما تحديدا فهما من أجمل ما ورد حثا علي العمل الصالح وكونه علنا له ثواب وسرا له ثواب اكبر افاض الله عليكى من فضله ورضاه

لو كان احدا آخر غير سامي لغضب من دنيا وأنبها ولكنه يحمل تلك النفس النقية الصبورة والروح الجميلة التي لا تخشي الا الله وتقدم كل ما بإمكانها لمن يحب من مودة وعناية
واظنها آخر مرة ترتاب فبها دنيا به

بالمصرى كده هو في زى سامي ولا حلاوة سامي

☆الوصية☆
تبرعين حبيبتي وأنت تحللين ألمي جيدا فهي بعيدة عن الدين فعلا وإن كانت نبتة صالحة يمكن تنوير طريقها بسهولة
مخاوف فاتن في محلها فحال إنكشاف الحقيقةستخسر ألمي خالتها أو أبيها أو كليهما
وردة فعلها لن تكون متوقعة نظرا لخيبة أملها
لو كانت فاتن تعلم بعشق هادى لها لاطمئن قلبها
وخطابها الذى تركته لإيمان ماهو الا توضيح واعتذار لألمي حال وفاتها

وكما قلت حبيبتي الموت ليس بالصحة ولا بالعافية بل هي آجالامحتومة عند رب العالمين
وما أعمارنا إلا سهم أطلق بميلاد الفرد ينتهي الاجل بوصوله لمرشقه
ومنا من يكون موته رحمة وبشارة من رب العالمين بحسن الخاتمة ومنا منx تكون حياته لعنة ندعو الله أن يخلصنا منه

هي حكمته في خلقه دنيا تضم الصالح والطالح وبالأخير العاقل من آتعظ وجعل دنياه سبيلا إلي آخرته بفعل الصالحات لينال حسن الخاتمة وهبنا اللهx وإياك وكل الحضور الكرام إياهاوجمعنا فى جنان الفردوس

☆إصرار علي القسوة☆
مهما كان الهدف السامي الذى يسعي إليه سليم ومن معه فلا يحق له التدخل بهذا الشكل بحياة هادى المستقبلية مع ألمي
فقد بدافاقدا لكل معاني الإنسانية وهو يتحدث عن ألمي وكأنها غرض أو شئ غافلا عن أنها بيدق في خريطة كفاحهم وأن هادى يعشقها وهو يعلم هذا
وان كليهما سيناله الجرح والألم بعد نجاح مهمته أيا كان موقف ألمي

☆الصديق خير رفيق☆
رب صديقا يكون أخا او أختا هو بالدنيا وما فيها فرباط الروح أقوى من رباط الدم

السيدة إيمان نعمة ورزق من الله للسيدة فاتن
تمكنت بمفردها من إسعاد ألمي وخالتها بما أعدته من حفل حناء جمعت به صديقتيها وقد كانت تتأسي منذ قليل بعدم وجود احد ليشاركها الفرح

فإذا بالسيدة إيمان تحتفل بها ذلك الإحتفال الدافئ بكل معاني الحب والإنتماء للوطن وكل التفاصيل التي لم تغفلها حتي تكون أهدت فاتن إحتفالا كاملا بقرة عينها ألمي
ربما يكون زادا يقوى عزيمتها بعد ان ظهرت النتائج بما كانت تخشاه

وليكتمل حفل إيمان تحضر السيدة مريم هادى ليحتفل معهم وقد نسيا الدنيا هو وألمى وهما بحتصنان بعضهما بنظراتهما وتحفهم الاغنيات الجميلةالتي أوردتها
عرفت الآن انك صاحبة مواهب متعددة تستطيعين تنسيق حفلات الاعراس او ما يسمونه الآن wedding planner ستربحين مبالغ طائلة ودعوات كثيرة
العقبي لك لتفرحي بصغيرتك العنيدة بارك الله لك فيها

☆الحياة مجرد رحلة☆
الطيب يذهب تحت الثرى ولكن عمله الطيب يظل نبتة تنمو وتزهر وذكراه عطرا يعلق بالمكان
ولو إتبعنا قوله تعالي بسورة الإسراء(وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا )
لكان كلا منا ذكرى طيبة ..لكن كثيرا من يسلمون نفسهم لغواية الشيطان الذى يتسلل لنفوسهم كالمرض الخبيث فتنتشر الآثام والذنوب

رحلتنا بالحياة قصيرة أمدها محدود ولكن نستطيع ان نجعلها دهرا بحسن فعالنا والإحسان في كل اعمالنا فالرحمة واللين والرفق تزين الحياة وبعدها لن يكون المرء سوى سيرةx وذكرى عطرة لايزول شذاها مثل السيد محي الدين

رغبة هادى في ان تتعلم ألمي كيفية إدارة بيتها وأن تتولي شئونه بنفسها ليس ترويضا لنمرة شكسبير او عقابا كما يرتأيه السيد إبراهيم وخالته

بل هو يعدها للإعتماد علي نفسها ولتكون قوية حال وجدت نفسها بعيدة عن رفاهية ما تعودت عليه
وأظن أن من سيشقى أكثر في تلك المرحلة هو هادى الذى عليه أن يساعدها حتي تتعلم ويتقبل الكوارث التي ستبدر منها

لا يسوء المرأة أبدا ان تقوم علي خدمة بيتها أو يحط من قدرها فمهما نالت المراة من ثراء أو حازت مناصب فهي بنظرى ناقصة إن لم تعرف كيف تدير شئون ليتها وتقوم علي طلبات اهل بيتها بكل الحب

ولنا القدوة في رسو لنا الكريم فقد كان يخسف نعله ويرتق ثوبه ويعاون أهل بيته وما عاب طعاما قط
وهو رحمة الله المهداة للعالمين ..رزقنا الله شفاعته

☆حق المواطنة☆x
ليلة الزفاف من أجمل الليالي في حياة أسرة الفتاة والتي أحاطتها خالتها وصديقاتها بكل مظاهر الفرحة حتي الخائن عاصي تملكته مشاعر الأبوة التي بالفعل تكون خالصة بعيدا عن سوء خصال المرء واعماله

فالرجل يحب إبنته ويتأثر برحيلها عنه لبيت آخر ودنيا جديدة
يستطيع هادى أن يسعد بها ولا يظل لاجئا في سمائها
فهي تمنحه حق المواطنة عن طيب خاطر

فليكن لهاقلبا محبا وزوجا حنونا ورفيقا مؤنسا ليكون لديه رصيدا عندها يشفع له حينما يأتي وقت الحقيقة
فيد الحب تداوى وتمحو كل الأحزان

سلمتي حبيبتي علي الفصل الجميل المملوء بمظاهر البهحة والفرح ولمحة من تراثكم الجميل
وقدرتك االإبداعية الجميلة في رسم الأحداث ومزجها بقناعتك الجميلة وربطها بجمال ورقي تعاليم ديننا السمح

إلي لقاء حبيبتي
وفقك الله ورزقك بما تحبين


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-02-22, 11:13 AM   #225

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,558
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع مشاهدة المشاركة
السلام عليكم...

سأحاول ان يكون فصل الأسبوع القادم ان شاء الله وإن لم اوفق بذلك أرجو ان تعذروني بسبب مهمات وامتحانات شهرية على اولادي....
مرحبا.صباحك ورد وجورى أختي ألحان

ليس أحب علي من أن انتظر الفصل بشوق
فحضورك الجميل بهجة للنفس

ولكن من أجل قمرى العنيدة وشقيقها طبعا
لك كل العذر لتتفرغي لهما

وفقهما الله واثلج قلبك بنجاحهما دائما
ليكونا نماذجا لحسن الخلق مثل والديهما

دمتي بكل الخير حبيبةقلبي


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-02-22, 12:50 PM   #226

لبنى البلسان

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية لبنى البلسان

? العضوٌ??? » 462696
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 5,543
?  نُقآطِيْ » لبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond repute
افتراضي


صباح الفل والياسمين لالحان الجميلة
يعني ياألحان حتى لمحة من هادي لم تلمحها المى 😂
سامي كان هذا المتوقع من شخصيته واخلاقه مستحيل
ان يكون انسان مخادع
تسلمي على الفصل الجميل يعطيك الف عافية وتسلم اناملك
معذورة على الفصل القادم حتى وان كنا متشوقين للاحداث
فالاولية للاولاد ودراستهم حفظهم الله لك ووفقهم في اختباراتهم
وان شاء الله يتحصلوا على علامات ممتازة
دمت بود






لبنى البلسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-02-22, 10:50 PM   #227

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح السعادة والرضا أختي ألحان الإبداع

☆مفاجأةلنا☆
كنت علي يقين أنك لن تنولينها لنا ونحن نتمني أن ترى ألمي هادى
أعلم لم يأن الاوان بعد وأن الأحداث كانت للتغير برؤيته ولكنها أمنية المراهقين امثالنا
ولقد أحسن هادى التصرف فما أسهل التلاعب بألمي وتحويل مسار فكرها لجهة أخرى
فلو كانت تستخدم عقلها لكانت سعت لرؤية هادى وبعدها يكون ما يكون من أمر يامن
والذى ما زال يتلاعب بمشاعرها وبدفة الحوار كما يشاء فألمي كالصفحةالبيضاء يستطيع ان يخط عليها ما يشاء

☆ما زال العرض مستمرا☆
كم انا مستاءة من دنيا وغيرتها التي لم تأخذها الشفقةبالفتاةالقعيدة ويداهاترتعشان توترابسبب الغيرةالتي أعمت بصيرتها

وكم هي جميلة وحزينةالقصة التي أوردتها بشان ملأ
وقد ساق الله سامي لها ليكون عوضا وسندا لها بعد ماعانته

وما أجمل إستعانتك بالآية الكريمة والحديث الشريف لو كنت مكانك لأستعنت بهما تحديدا فهما من أجمل ما ورد حثا علي العمل الصالح وكونه علنا له ثواب وسرا له ثواب اكبر افاض الله عليكى من فضله ورضاه

لو كان احدا آخر غير سامي لغضب من دنيا وأنبها ولكنه يحمل تلك النفس النقية الصبورة والروح الجميلة التي لا تخشي الا الله وتقدم كل ما بإمكانها لمن يحب من مودة وعناية
واظنها آخر مرة ترتاب فبها دنيا به

بالمصرى كده هو في زى سامي ولا حلاوة سامي

☆الوصية☆
تبرعين حبيبتي وأنت تحللين ألمي جيدا فهي بعيدة عن الدين فعلا وإن كانت نبتة صالحة يمكن تنوير طريقها بسهولة
مخاوف فاتن في محلها فحال إنكشاف الحقيقةستخسر ألمي خالتها أو أبيها أو كليهما
وردة فعلها لن تكون متوقعة نظرا لخيبة أملها
لو كانت فاتن تعلم بعشق هادى لها لاطمئن قلبها
وخطابها الذى تركته لإيمان ماهو الا توضيح واعتذار لألمي حال وفاتها

وكما قلت حبيبتي الموت ليس بالصحة ولا بالعافية بل هي آجالامحتومة عند رب العالمين
وما أعمارنا إلا سهم أطلق بميلاد الفرد ينتهي الاجل بوصوله لمرشقه
ومنا من يكون موته رحمة وبشارة من رب العالمين بحسن الخاتمة ومنا منx تكون حياته لعنة ندعو الله أن يخلصنا منه

هي حكمته في خلقه دنيا تضم الصالح والطالح وبالأخير العاقل من آتعظ وجعل دنياه سبيلا إلي آخرته بفعل الصالحات لينال حسن الخاتمة وهبنا اللهx وإياك وكل الحضور الكرام إياهاوجمعنا فى جنان الفردوس

☆إصرار علي القسوة☆
مهما كان الهدف السامي الذى يسعي إليه سليم ومن معه فلا يحق له التدخل بهذا الشكل بحياة هادى المستقبلية مع ألمي
فقد بدافاقدا لكل معاني الإنسانية وهو يتحدث عن ألمي وكأنها غرض أو شئ غافلا عن أنها بيدق في خريطة كفاحهم وأن هادى يعشقها وهو يعلم هذا
وان كليهما سيناله الجرح والألم بعد نجاح مهمته أيا كان موقف ألمي

☆الصديق خير رفيق☆
رب صديقا يكون أخا او أختا هو بالدنيا وما فيها فرباط الروح أقوى من رباط الدم

السيدة إيمان نعمة ورزق من الله للسيدة فاتن
تمكنت بمفردها من إسعاد ألمي وخالتها بما أعدته من حفل حناء جمعت به صديقتيها وقد كانت تتأسي منذ قليل بعدم وجود احد ليشاركها الفرح

فإذا بالسيدة إيمان تحتفل بها ذلك الإحتفال الدافئ بكل معاني الحب والإنتماء للوطن وكل التفاصيل التي لم تغفلها حتي تكون أهدت فاتن إحتفالا كاملا بقرة عينها ألمي
ربما يكون زادا يقوى عزيمتها بعد ان ظهرت النتائج بما كانت تخشاه

وليكتمل حفل إيمان تحضر السيدة مريم هادى ليحتفل معهم وقد نسيا الدنيا هو وألمى وهما بحتصنان بعضهما بنظراتهما وتحفهم الاغنيات الجميلةالتي أوردتها
عرفت الآن انك صاحبة مواهب متعددة تستطيعين تنسيق حفلات الاعراس او ما يسمونه الآن wedding planner ستربحين مبالغ طائلة ودعوات كثيرة
العقبي لك لتفرحي بصغيرتك العنيدة بارك الله لك فيها

☆الحياة مجرد رحلة☆
الطيب يذهب تحت الثرى ولكن عمله الطيب يظل نبتة تنمو وتزهر وذكراه عطرا يعلق بالمكان
ولو إتبعنا قوله تعالي بسورة الإسراء(وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا )
لكان كلا منا ذكرى طيبة ..لكن كثيرا من يسلمون نفسهم لغواية الشيطان الذى يتسلل لنفوسهم كالمرض الخبيث فتنتشر الآثام والذنوب

رحلتنا بالحياة قصيرة أمدها محدود ولكن نستطيع ان نجعلها دهرا بحسن فعالنا والإحسان في كل اعمالنا فالرحمة واللين والرفق تزين الحياة وبعدها لن يكون المرء سوى سيرةx وذكرى عطرة لايزول شذاها مثل السيد محي الدين

رغبة هادى في ان تتعلم ألمي كيفية إدارة بيتها وأن تتولي شئونه بنفسها ليس ترويضا لنمرة شكسبير او عقابا كما يرتأيه السيد إبراهيم وخالته

بل هو يعدها للإعتماد علي نفسها ولتكون قوية حال وجدت نفسها بعيدة عن رفاهية ما تعودت عليه
وأظن أن من سيشقى أكثر في تلك المرحلة هو هادى الذى عليه أن يساعدها حتي تتعلم ويتقبل الكوارث التي ستبدر منها

لا يسوء المرأة أبدا ان تقوم علي خدمة بيتها أو يحط من قدرها فمهما نالت المراة من ثراء أو حازت مناصب فهي بنظرى ناقصة إن لم تعرف كيف تدير شئون ليتها وتقوم علي طلبات اهل بيتها بكل الحب

ولنا القدوة في رسو لنا الكريم فقد كان يخسف نعله ويرتق ثوبه ويعاون أهل بيته وما عاب طعاما قط
وهو رحمة الله المهداة للعالمين ..رزقنا الله شفاعته

☆حق المواطنة☆x
ليلة الزفاف من أجمل الليالي في حياة أسرة الفتاة والتي أحاطتها خالتها وصديقاتها بكل مظاهر الفرحة حتي الخائن عاصي تملكته مشاعر الأبوة التي بالفعل تكون خالصة بعيدا عن سوء خصال المرء واعماله

فالرجل يحب إبنته ويتأثر برحيلها عنه لبيت آخر ودنيا جديدة
يستطيع هادى أن يسعد بها ولا يظل لاجئا في سمائها
فهي تمنحه حق المواطنة عن طيب خاطر

فليكن لهاقلبا محبا وزوجا حنونا ورفيقا مؤنسا ليكون لديه رصيدا عندها يشفع له حينما يأتي وقت الحقيقة
فيد الحب تداوى وتمحو كل الأحزان

سلمتي حبيبتي علي الفصل الجميل المملوء بمظاهر البهحة والفرح ولمحة من تراثكم الجميل
وقدرتك االإبداعية الجميلة في رسم الأحداث ومزجها بقناعتك الجميلة وربطها بجمال ورقي تعاليم ديننا السمح

إلي لقاء حبيبتي
وفقك الله ورزقك بما تحبين

مساء الأنوار اختي آمال الغالية...


ههههه آسفة لأني خيبت آمالكن .....لكن مثلما قلتِ لم يئن الآوان لأنهما يجب أن يمرا بعدة أشياء مهمة قبل كشف الحقيقة وان شاء الله هانت هههه ...


أما دنيا على العكس هي اختصرت من عنادها عندما رأت رعشة الطفلة فقررت اطاعته والانتظار يعني أخذتها الشفقة من صورتها تلك .....
ملأ هي مثال للكثير من الأطفال في الحقيقة الذين شاهدوا جرائم قتل احد اطراف والديهم.......منذ فترة طعن رجل زوجته الحامل أمام ابنهما بعدة طعنات دون ذمة او ضمير ..الله اعلم لأي حال وصل الطفل عند رؤيته هذا المشهد حمانا الله وأصلح حال الأمة!!
وكذلك سامي يمثل أناس بالفعل موجودين بيننا وهم رمز للعطاء وليس فقط مجرد خيال وحلم في رواية ....زادهم الله من فضله وضاعف من تواجد اصحاب هذه القلوب الرحيمة ليكونوا عوناً لاخوتهم.....

سليم الأسمر مكانته تجعله قاسياً من غير شفقة وبسبب بغضه لعاصي من أفعاله في الوطن وقتله لصديقه لا يعطف على ابنته وهذا خطأ ولكن لنقول يبقى بشر وغير مثالي حتى لو كان وطنياً وشريفاً وقريب من الدين وكان هنا الدور لهادي اما يوقفهم عند حدهم او يتركهم يتكلمون ويقررون عنه كما شاؤوا !!

فعلأ امثال السيدة ايمان هي نعمة عظيمة من الله...


أما عن تنسيق الحفلات فمع الأسف انا بعيييده كل البعد عن هذا ههههههههه بفضل الله السنوات الاخيرة حاولتُ الالتزام قدر الامكان ولم أعد اتواجد بالأعراس الصاخبة لأني توقفت عن سماع الاغاني مع الموسيقى وفقط اشارك ان كانت وليمة زفاف بجلسة هادئة مع الاغاني التراثية النسائية والطبلة فقط ( كعرس سامي هههه ) .......اسأل الله الثبات وحتى سابقاً عندما كنت على الموضة كنتُ ممن يبقون جانباً ويشاركون بصمت هههه ....وشكرااا الك عالدعوة الطيبة يارب تفرحي بأميراتك وتشوفيهن احلى عرايس

أنا معك على المرأة ادارة بيتها واسرتها بكل حب ومع ان في الفترات الاخيرة انتشر الكثير من الفتاوي فيما يخص أن المرأة ليس واجب عليها الخدمة في البيت الا أنني لم اتقبل الأمر اطلاقاً....حتى السيدة فاطمة رضي الله عنها عندما شكت من عمل البيت وانها تحتاج خادمة ..رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لم يساعدها على ذلك بل قال لها انه سيعطيها ويدّلها على شيء افضل من هذا وهو التسبيح والاذكار.....

بارك الله فيكِ على كل كلمة تكتبيها وسلمت اناملك التي ترسم السعادة في قلبي صباحاً ومساءً


نلتقي برضا من الله ان شاء الله....


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-02-22, 10:54 PM   #228

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباحك ورد وجورى أختي ألحان

ليس أحب علي من أن انتظر الفصل بشوق
فحضورك الجميل بهجة للنفس

ولكن من أجل قمرى العنيدة وشقيقها طبعا
لك كل العذر لتتفرغي لهما

وفقهما الله واثلج قلبك بنجاحهما دائما
ليكونا نماذجا لحسن الخلق مثل والديهما

دمتي بكل الخير حبيبةقلبي
حبيبتي يسعدني ان يكون هذا شعورك لروايتي واتمنى ان اكون عند حسن ظنكن للنهاية ولكِ كل الشكر على الدعوات الجميلة الطيبة يا طيبة ولكم بالمثل يارب


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-02-22, 11:10 PM   #229

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لبنى البلسان مشاهدة المشاركة

صباح الفل والياسمين لالحان الجميلة
يعني ياألحان حتى لمحة من هادي لم تلمحها المى 😂
سامي كان هذا المتوقع من شخصيته واخلاقه مستحيل
ان يكون انسان مخادع
تسلمي على الفصل الجميل يعطيك الف عافية وتسلم اناملك
معذورة على الفصل القادم حتى وان كنا متشوقين للاحداث
فالاولية للاولاد ودراستهم حفظهم الله لك ووفقهم في اختباراتهم
وان شاء الله يتحصلوا على علامات ممتازة
دمت بود


مساء الرقة واللطافة

هل كانت اللمحة ستشفي الغليل برايك هههه؟!
عليها ان تكشف حقيقته بشيء اصعب من مجرد رؤيته ههههه....اتمنى ان يكون قريباً ان شاء الله لاني لا استطيع بالضبط تقدير اي فصل فالموجود على المسودة (الدفتر)غير مقسم لفصول وانا احدد الفصل عند نقله حسب طاقتي ووقتي للكتابة عالحاسوب هههه!!

نعم سامي كان هذا متوقع من شخصيته وانت اصبت في الصميم مع انه كان ممكن ان يكون احتمالات كثيرة غير هذا وايضاً الكثير من الناس يبدونَ بلا تشبيه كالملائكة وهم في الحقيقة غير ذلك يعني المنافقين ...ابعدهم الله عنا....

انت الجميلة بتواجدك معنا وباهدائك لي لطف كلماتك ..شكرااا اختي لبنى الرقيقة على دعوتك الطيبة لاولادي.... الله يسعدك ويعطيكِ وساحاول قدر الامكان ان يكون فصل اذا اراد الله ....سلامات


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-22, 12:25 AM   #230

bobosty2005

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية bobosty2005

? العضوٌ??? » 345060
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,798
?  نُقآطِيْ » bobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond repute
افتراضي

مش بسهوله ان المى كانت لاحظت هادى و عرفت الحقيقه فأمامها صفعات و خيبات قبل ذلك💔 ستجعلها تنهار و تحذر للأبد

أحيانا أفكر 😒هل كان يجب إدخال المى دائرة الإنتقام
التحدث عنها كأنها أداة و عدم مراعاة مشاعرها اوجعنى

زفاف مزيف و مظاهر خادعة مهما كانت الاحتفالات😌 هناك فرق بين زواج دنيا و زواج المى

سامى أثبت مرة أخرى انه إنسان واعى و متفهم 👍لم يثور على دنيا ولكن بهدوء شرح لها حكاية ملأ المؤلمه إللى انقذها وجود سامى بجانبها

كلنا ننتظر نهاية عاصى 😡

احسنتى غاليتى👏 و بانتظارك متى سمحت ظروفك 🌷🌷🌷


bobosty2005 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:58 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.