آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          أغلى من الياقوت: الجزء الأول من سلسلة أحجار كريمة. (الكاتـب : سيلينان - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          39 - ابنة الريح -روايات أحلام قديمة (الكاتـب : فرح - )           »          [تحميل] الــخــوف مــن الــحــب للكاتبة : bent ommha (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          عذراء في ليلة زفافها (22) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك لمستوى الرواية ؟
جيد جداً 85 88.54%
جيد 11 11.46%
سيء 0 0%
المصوتون: 96. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree9699Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-12-21, 02:09 AM   #121

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل العاشر (( سامحيني حبيبتي ))


" آآه حبيبي يوم الخميس لقد ضاع سدى !....كل أسبوع انتظره بفارغ الصبر لأتصرف بحرية دون ان اجبر نفسي على الدراسة ولأسهر لأي وقتٍ أشاء ولا أستيقظ باكراً في اليوم التالي....لكن مع الأسف هذا الامتحان وعدم فهمي للمادة جاء لينكد عليّ اجازتي...يا ربي ماذا سأفعل؟! "

تنهدت (ألمى) هاتفة بأسى وهي تتربع على العشب في حديقة الجامعة بعد انتهاء الدوام وصديقتاها تجلسان مقابلتان لها بعد أن أصلحت الوضع بينهما وخاصة (لميس) التي خاصمتها ليومين بسبب فظاظتها معها !!....كانت تمسك بيدها اصبع شوكولاتة تأكل منه برقة وبالأخرى تقلب صفحات دفترها لترى ما ينقصها من مادة الرياضيات إثر تغيبها فيما مضى عندما كانت في حال يرثى له وقت معرفتها بشأن الصفقة ..!!...لقد خسرت موضوعاً طويلاً كاملاً وحاولت تعويضه من صديقتيها لكنها لم تكتفي لان شرح الأستاذ مختلف وهو ليس متفرغاً ليعيد لها ذلك خصيصاً....كان هذا ما يؤرقها فالامتحان في مطلع الأسبوع القادم وهي ما زالت ضائعة وليست متمكنة منه....فهتفت (ميار) :
" تعالي أنتِ ولميس عندي غداً صباحاً لندرس معاً وسنحاول قدر استطاعتنا شرح الصعب لكِ..."

ضحكت ساخرة من نفسها وتابعت :
" مع أنك ما شاء الله تتفوقين علينا رغم تغيبك..."

أضافت (لميس) على كلام صديقتها:
" بالفعل هذا احسن من لا شيء ...سنفعل نحن ما في وسعنا وكله في النهاية على الله.."

راقت لها الفكرة فاتفقن على الالتقاء في التاسعة صباحاً عند (ميار).....اغلقت دفترها واعادته الى حقيبتها بعد ان وجدت الحل منهما وتابعت بأكل الشوكولاتة.....رن هاتف (لميس) ففتحته مجيبة:
" اهلا امير..."

"...."

" حسناً سأنتظرك عند المدخل.."

بينما صديقتها تكلم خطيبها , حملت هي هاتفها تتفقده محبطة تكلم نفسها " شهر كامل لم يتعنَّ لمكالمتي !!...الهذه الدرجة حقد عليّ وانا التي يجب ان تحقد؟!....لقد نويتُ أن اعطي انفسنا فرصة كما شجعتني صديقتاي وخالتي وطلبن مني ان لا اكابر او ارفض اذا بادر بالمصالحة ولأبدأ من جديد...فلن أخسر اكثر مما خسرت ان لم ينصلح الوضع بيننا !!......لكنه غير مهتم!!.......اوف........أشعر بالفراغ القاتل وأنني اقف منتصف الطريق لا أتقدم ولا اعود لحياتي قبل معرفته..."

ارتج هاتفها الصامت بعد وصول رسالة وهو بين يديها فاتسعت عيناها بذهول وابتلعت ريقها وهمست متلعثمة تنظر لـ (ميار):
" كـ...كيف هذا ؟! ."

سألتها باستغراب:
" عمّا تتكلمين ؟!.."

رفعت هاتفها تريها الشاشة واجابت:
" كنت افكر به فوصلتني رسالة منه بعد شهر خصام.."

ضحكت بمكر وقالت :
" اعترفتِ يا خبيثة انك تفكرين به وانت تدّعين عدم الاهتمام.."

تأففت منها وهتفت:
" اصمتي ميار واخبريني كيف حصل هذا ؟!.."

أحنت ظهرها للوراء وهي تتكئ على كفيها براحة للخلف واجابت:
" ماذا تريدين اكثر من ذلك؟!!.....هناك ما يسمى توارد خواطر أو تداعي أفكار...مثلاً مثل حالتك الآن كنتما انتما الاثنان تفكران في بعضكما بنفس اللحظة.... هذه توارد خواطر... واكثر الناس الذين يحصل لهم هذا ايتها الحمقاء هم اما التوأم الحقيقي أو المحبون وأصحاب المشاعر الصادقة والقلوب النقية وايضاً يقال عنها الحاسة السادسة !!..."

صمتت تضع سبابتها وابهامها على ذقنها وعيناها للسماء تمثل انها تفكر وأضافت:
" يا ترى انت وهو توأم أم من المحبين !!؟.."
ثم اعادت نظرها لها وقالت :
" هيا افتحيها لنرى ماذا بعث لك شقيقك التوأم.."

فتحت الرساله لتجد :
[ مرحبا ألمى...كيف حالك؟....أنا انتظرك خارج الجامعة منذ وقت ...اين انتِ؟..]

رفعت رأسها مندهشة تقول لصديقتيها :
" ينتظرني في الخارج...ماذا يريد مني ؟!..."

نهضت (لميس) اولاً وهمست :
" هيا اذاً لنخرج ...لا بد ان امير وصل ولتذهبي انتِ لتري يامن .."

مدت الجالستان يديهما لها لتساعدهما في النهوض فسحبتهما حتى وقفتا ثم خرجن معاً و(ألمى) تتوسطهما ...كنتُ اقف استند على سيارتي الرياضية السماوية اضع نظارتي الشمسية الفاخرة وارتدي بنطالاً من القماش الرمادي الغامق وقميصاً بكمين طويلين اطويهما قليلاً , لونه رمادي فاتح ...اعبث بهاتفي وانظر من حين لآخر الى مدخل الجامعة......وقفت مكانها عند البوابة بعد أن وقع نظرها عليّ وهي تتقنّع باللامبالاة وكأنها غير مهتمة ولا تراني فهتفت صديقتها (ميار) مازحة :
" يا ويلي....ما هذا الزلزال الواقف باب جامعتنا بكل هذه الاناقة؟!......ألمى يا غبية.."

وكزتها بمرفقها هامسة:
" ليبلعك هذا الزلزال في جوف الأرض عسانا نتخلص منكِ.."

ضحكت (لميس) وقالت قبل ان تفارقهما :
" هيا اذهبي قبل ان يسحبك كالسابق او يحملك هذه المرة على كتفه لتكوني مشهد الموسم.."

رمقتها بتوجس وقالت بنبرة جدية بريئة :
" قولكِ!!....هل يفعلها ؟!.."

دفعتها الأخرى لتتقدم قائلة:
" انطلقي الى جنّات الخلد.."

بدأت تقترب نحوي بخطى واثقة ثابتة جاهدت على اتقانها وملامحها جامدة جافة وللأمانة رغم جمودها الّا انها لم تنقص شيئاً من جمال تلك الساحرة الصغيرة وطبعاً لم اخلع نظارتي لأتأملها بحرية دون ان تمسك بي في الجرم المشهود ولما وصلتني همست بجفاء :
" ماذا تريد؟!.."

رفعتُ زاوية فمي بابتسامة ساخرة قائلاً:
" وعليكم السلام..."

توردت وجنتاها محرجة فقلت وانا افتح باب السيارة لها :
" اركبي.."

بقيت مكانها متسائلة :
" لمَ والى أين ؟!.."

قلت:
" اركبي ..لديّ ما أقوله.."

ركبت مجبرة مترددة.... شغلت المحرك وانطلقت بهدوء حتى ابتعدنا عن الجامعة ....توقفتُ على طرف الطريق واستدرت بجسدي قليلاً نحوها وقلت :
" سنذهب غداً في رحلة ...استعدي لذلك "

همست رافضة:
" لا اريد.."

تبسمت سائلاً:
" ما المانع...؟!"
وقبل ان ترد اردفت موضحاً كي لا تظن لوحدنا:
"سنذهب مع عائلات أصدقائي الى الطبيعة لقضاء ليلة هناك.."

هتفت مندفعة :
" هل جننت ؟!...بالطبع لا .."

قلت ببرود وتسلّط وانا انظر للشارع امامي:
" بلى سنذهب...جهزي نفسك !!..."

قالت بعناد وخجل :
" مســـتحيل....لن أقبل بقضاء ليلة معك...أأنت مجنون؟!.."

نظرت لها بابتسامة ماكرة وقلت بوقاحة :
" من يسمعك يا حلوة يظن انني اطلبك لتكوني في سريري !!.."

جحظت عينيها شاهقة محمرّة وهمست بثقة مصطنعة :
" وقح....لا اقصد هذا ..."

تابعت بمكر وانا اميل نحوها :
" ما هو الـ (هذا )؟....وضحي لم افهم !!.."

اختنق صوتها حياءً والتصقت بنافذتها كالقطة الصغيرة المحشورة وهمست:
" انت قليل ادب....افكارك سوداء"

اقشعرّ جسدها ذائبة بعد ان مددت يدي لأشاكسها وانا امرر ظهر سبابتي على ذراعها المكشوف هامساً بصوتٍ رخيم خافت مقترب لأذنها لأزيد من ذوبان تلك الحلوى التي يتضاعف حلاها وهي بهذا الوضع مع استعدادي لصد صفعة او خرمشات منها:
" قليل الادب يبعث سلامه لك ويقول انتظريه غداً في العاشرة صباحاً يا قطة ولا داعي للعناد لأنه مثلك مجبر"
وانهيت جملتي قارصاً خدّها المشتعل باللون الدموي من لمستي دون تلّقي أي هجوم!!... لن اكذب ...لقد جازفت بحركتي وتفاجأت من خنوعها وعدم تصرفها كالسابق!!......وبعد ان عدلت جلستي لأكمل سيري...لملمتْ روحها الذائبة وقالت بصوت خفيض :
" لن اذهب.....اتفقت مع صديقتيّ لنلتقي وندرس معاً لامتحان الرياضيات.."

قلت بهدوء :
" اذهبي باكراً وسأمر عليك بالعاشرة!!."

ردت بضيق:
" هنالك بعض الأشياء ستشرحانها لي بسبب تغيبي وهذا يستغرق وقتاً...صدقني لا أستطيع مرافقتكم"

قلت متبجّحاً بمزاح:
" أنا أثق بكِ...تستطيعين استيعابها بسهولة....فأنتِ عروس يامن الهاشمي يجب ان تكوني مثلي "

رفعت حاجبيها باندهاش وهمست بتهكم :
" هل لأنك يامن الهاشمي تظن نفسك بطلاً خارقاً تعرف كل شيء؟!.."

حككت جانب فمي وقلت بثقة :
" لست بطلاً خارقاً لكن كل شيء متعلق بالرياضيات هو لعبتي ..."

اشاحت وجهها الى نافذتها تخفي بسمة شقت ثغرها وتمتمت:
" مغرور.."

فقلت على الفور:
" لا نسيتِ شيئاً.."

التفتت نحوي هامسة بتعجب:
" ماذا؟."

قلت وانا مبتسماً دون النظر لها :
" حائط!!.....حائط مغرور.."

اتسعت عيناها...عضت شفتيها وسالت بحرج:
" هل كنتَ تسمعني؟.."

ضحكت دون الرد عليها..... يا لبراءتها وشفافيتها ...تعترف بذنبها وتكشف دواخلها دون الحاجة لأي صفعة لتقرّ !!.....

وصلنا الى باب بيتها فقلت مؤكداً على كلامي قبل ان تترجل:
" سآتي واجدك جاهزة في العاشرة ان شاء الله.....ارتدي ملابس فضفاضة , طويلة.."

اجابت بانتصار وهي تحتضن حقيبتها وترفع ذقنها بتعالي:
" لا يوجد لدي هذه المواصفات.."

ادرت المقود في الحال داعساً على الوقود فقالت ببلاهة:
" الى اين تذهب؟؟.."

" سنذهب الى المجمع القريب لنشتري شيئاً مناسباً.."

هتفت بامتعاض:
" لا تحلم...لن اغير لباسي من اجل ايٍّ كان....هذه انا !!.."

سحبت نفساً عميقاً اخرجته بالتدريج....يا الله صبرني عليها قبل ان انفجر بها ....وصلنا المجمع , ركنت سيارتي بالمرآب خاصته...نزلتُ فظلّت مكانها تكتف يديها على حقيبتها ...قلت بهدوء:
" هيا انزلي.."

رفعتْ كتفها رافضة ...توجهتُ الى بابها فتحته وسحبتها من ذراعها لتنزل فتأوهت قائلة وهي تمسد مكان قبضتي قاطبة حاجبيها:
" أيّ....انتبه ليدك الثقيلة هذه....ستكسر ذراعي.."

قلت وانا اقفل السيارة :
" اذاً امشي وانت صامتة ....هيا اتبعيني.."

" لمَ اتبعك ؟!...لن اتوه ...انا معتادة على هذا المجمع.."

" بالطبع وهل قلنا غير ذلك ؟!!...لكن مع الأسف لا تعرفين المحلات الخاصة باللباس الساتر .."

لوت فمها بازدراء وسارت جانبي كالتلميذة الخلوقة....
دلفنا الى المصعد الموجود في المرآب ثم نزلنا بالطابق الأول وبدأنا التجول بين المحلات نبحث عن شيء يناسبها...كنا نختلف على كل شيء...تارةً يعجبني ولا يعجبها أو العكس!!...بعد اكثر من ساعة من الكرّ والفرّ اهتدينا اخيراً على لباس مناسب.....وفي طريق العودة تأففت بحنق هامسة:
" وافقت على مضض لأنني سئمت!!...أنا ألمى ابنة عاصي لم ارتدي يوماً بهذا الذوق الرديء.."

حافظت على رباطة جأشي وقلت متهكماً :
" أكيد ...نعتذر منكِ يا ابنة الوزير لقد حرمناكِ هذه المرة من اظهار جسدك لكل من هبّ ودب ليتغنوا بمفاتنك ويرضوا غرورك ولتكوني علكة في افواه الجميع.."

قطبت حاجبيها مغتاظة وردت بنبرة تفاخر:
" انا ارتدي هذا النوع لأني احبه وارتاح به وليس للفت انتباه أصحاب العقول المريضة..."

اجبتها وانا ادخل ساحة منزلها مشيراً بحاجبيّ له:
" مع والدك احبي هذا النوع....اما عند خروجك برفقتي ستحبين ذاك النوع الرديء لأنك لستِ مرتبطة بديوث لا يغار على عرضه واسمه.."

قالت منفعلة وبنبرة مرتفعة بعض الشيء:
" ماذا تقصد؟!...هذه إهانة لوالدي !!..."

قلت ساخراً:
" انا اظهر الحقائق فقط ....انت اخذتِ الشيء بحساسية !!.."

سألت بمكر بريء :
" وهل تغار عليّ مثلاً ؟!"

همست ببرود:
" لو كانت أي واحدة غيرك تحمل اسمي او تخصني كأم أو أخت لفعلت نفس الشيء...."

نظرت لها واردفت:
" يعني الشيء ليس خاص بكِ كألمى.."

غيرت الموضوع سائلة :
" ماذا احضر معي؟!.."

" لا شيء....قبعة وحذاء مريح..."

عادت لنفس النقطة تستفسر بفضول:
" هل اصدقاؤك يجبرون زوجاتهم على هذا اللباس ؟!.."

ضحكت مجيباً:
" طبعاً لا.."

اشتعلت قهراً وقالت:
" اذاً لم انت تجبرني من دونهم ؟.....كيف ستكون صورتي امامهن ؟!.."

قلت بلا مبالاة:
" غداً نرى ان شاء الله......هيا تفضلي انزلي.. .عليّ الذهاب.."

قالت بعبوس طفولي :
" طرد معتبر..."

فتحت الباب لتترجل...فأمسكت يدها آمراً بلطف:
" لا تضعي من عطرك غداً..."

نظرت ليدي ثم رمقتني بنظرة مشبوهة وقالت برقة وعذوبة:
" حاضر...حسناً...هل من أوامر أخرى سيد يامن؟"

سحقاً لجمال اسم يامن من بين شفتيك ....من بعد سبع سنوات لأول مرة اكتشف انه بهذا اللحن الساحر...يا ترى هل سيكون لي نصيب بسماع اسمي الحقيقي هادي وأنتِ تتغنين به بهذه العذوبة ودون ان تكرهيني لما سأفعله بوالدك ؟!!...

تبسمتُ لها مسحوراً وقلت:
" سلامتك سيدة ألمى.."

نزلت بهدوء , ترفع يدها تودعني بكل نعومة وبراءة تذيب القلب ثم طرقت الباب بغلّ كادت تكسره ولربما كاد زجاج القصر ان ينهال معه من قوته وأدبرت دون ان تلتفت لجريمتها.....

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

" تفقّديها عيوش ان كان ينقصك شيئاً ..؟!.."

سأل (سامي) والدتي عند دلوفه الى مطبخ بيتنا ووضع مجموعة من الأكياس المليئة بالأغراض على الارض بعد أن قام بالتسوّق دون ان تطلب منه ذلك...فأجابت محرجة ممتنّة:
" سامي ما من داعي لذلك ...لمَ تكلّف نفسك كل هذا ؟!....ان احتجنا شيئاً سأبعث سائقنا الحاج أشعب وايضاً انت تعرف يوجد بقالة قريبة استطيع ارسال شادي للضرورة..."

أجاب وهو يفتح الثلاجة ليرتب الأغراض الخاصة بها داخلها :
" لا اريد ان اذهب وينقصكم شيء ...لا ارتاح..."

" رضي الله عنك بنيّ....لا اعلم ما الخير الذي فعلته ليرزقني ربي ابناً آخراً..."

اقتربت منه مسكت ذراعه بحنية وهمست قلقة :
" عزيزي سامي..."

نظر لها بنفس الحنية وقال :
" أُؤمريني أمي ..."

اخفضت عينيها تشعر بالأحراج وقالت بصوت خفيض:
" هل أهلك راضون عن تواجدك معنا معظم الوقت ؟!....أخشى ان ينزعجوا بنيّ او يغضبوا منك وهذا ما لا ارضَاهُ اطلاقاً....فلهم حق عليك وهم أولى بك منا"

استدار ضاحكاً يمسك يديها بقبضتيه وهتف :
" هل تريدين ان اتصل بوالدي لتسمعي بنفسك ؟!..."

تابع بصوت جدي هادئ :
" عندما اذهب الى البيت واجلس معهم هو من يطردني ويقول *بدل الثرثرة الفارغة اذهب وصن أمانتك ولا تخذل صديقك بك الذي سلّمك اغلى ما يملك وهو مغمض العينين.....لا اريد أن أسمع يوماً أن يقال ابن محمود الأنيس ليس رجلاً ولم يستطع حماية نساء بيته... وليكن بعلمك لو فشلت بمهمتك هذه لا قدّر الله بسبب تقاعسك سأتبرأ منك مهما كنت الأغلى على قلبي من بين اشقائك *..."

احتقنت عيناها بالدموع متأثرة وأكملت لتطمئن :
" سلّمه الله أبا رامي........ووالدتك بنيّ ؟!...هي أم والعاطفة تغلبها .."

قال مبتسماً :
" كيف رضاكِ عن هادي وهو بعيد عنكِ..؟!.."

نزلت دمعة ولحقتها أخرى هامسة بشوق :
" رضا ربي ومن ثم قلبي يخرج له مع كل نفس أتنفسه ..."

مسح دمعتيها بإبهامه برقة وقبّل جبينها وهمس وهو يضمها لصدره :
" أمي كذلك لا تقلّ عنك بشيء وهي ترضى عليّ ليوفقنا الله في مهمتنا من أجل الوطن..."

ضحك وأضاف وهي مازالت على صدره يربت على كتفها :
" ثم أن والديّ أنجبا فريق كرة قدم من الشباب... لن يشعرا ان غاب أحدنا واضيفي لذلك شقيقتيّ المتزوجتين اللتين تأتيان تسع مرات في الأسبوع مع القرود خاصتهن ليصدعوا رؤوسنا بشيطنتهم , تاركتا زوجيهما لينعما بالهدوء في البيت !!...يعني لا ينقصهما غلاظتي فوق وقتهم الحافل بالضجيج..."

حررها منه واستطرد بمرح :
" لا يليقِ بك عيوش الوضع الدرامي الحزين...... اريني صف اللؤلؤ دائماً لتمديني بالطاقة الإيجابية "

ضحكت وقالت :
" ليسعدك الله سعادة الدارين ويحفظ اهلك عزيزي سامي..."

دخل عليهما (شادي) وانقضّ على احد الاكياس بعد ان لمح مسلياته المفضلة وقال :
" ما هذا الكرم أبا السوس ؟!...أم هذه رشوة لدنيا ؟! ..."

" سوس في عينك ...لا تقلها ثانية!!......وهذه لك لتملأ كرشك أيها الضفدع ....تكفيكَ لأسبوع حتى اعود ان شاء الله .."

التفت الى يمينه حيث يقف (سامي) وهو على وضعه جاثياً على الأرض يغوص بين الأغراض ليذخرها لنفسه قبل ان يشاركه احد عليها وسأل :
" الى أين انت ذاهب ؟!.."

" الى العاصمة ....وان اخبرتني عيوش أنك كنت مطيعاً ولم تشاكسها وقمت بحل واجباتك كما يجب ,سأحضِر لك معي مفاجأة بإذن الله...."

كان سيذهب صديقي (سامي) الى العاصمة للالتحاق بدورة تعليمية استكمالية تخص عمله بالشرطة لمدة أسبوع والتي ترفع من نقاطه وتقدم له الفرص ليتقدم ويترقّى وقام بتوصية شقيقه الأكبر (رامي) وكذلك صديقنا (بلال) بتفقد عائلتي بغيابه!!....

خرج (شادي) متفائلاً بالمفاجأة , صاعداً لغرفته مع اغراضه فتنحنح (سامي) هاتفاً بعد ان نظر لساعته على معصمه:
" عيوش...."

" نعم بنيّ.."

" نادي دنيا لأراها قبل ان اخرج..."

التفتت له تحدق به بانزعاج من أجله وقالت:
" ماذا اتفقنا سامي؟...لقد ابليت بلاءً حسناً لمدة أسبوع.....استمر وتحمل ولا تدمر خطتنا..."

قال بعبوس مصطنع:
" لكن لا أستطيع ...سأتغيب أسبوعاً ...كيف لا اراها واودعها بعينيّ؟!..."


نهرته بحزم:
" سامي...تحمل.."

قال متوسلاً وساخراً بذات الوقت:
" ارجوكِ عيوش لا تقسي عليّ.....عندما أتيت التقيت بالحاج أشعب ....هل يرضيك ان يكون هو اخر من رأت عيناي بشاربه الأسود المصبوغ المخيف وكرشه المتدلّي ؟!.....انا حتى لا اعلم كيف تقبّله زوجته فشاربه يغطي شفتيه ولا استدلّ على فتحة فمه ....اعانها الله ....لا بد انها تكتفي بتقبيل جبينه قبلة اخوية وهي تحمد الله لأنه اقرع والّا لالتصق شعره بحاجبيه الكثيفين الملتصقين ولن تجد مكاناً شاغراً..."

ضحكت رغماً عنها وهتفت:
" تحتاج لتربية ...لا تسخر من خلق الله وتتنمر.....ثم ما شأنك بالآخرين ...وهل وقع عليك ان تحمل همهم؟؟..."

" لا اسخر ولا اتنمر ...الله أعطاه العقل والنظر والوسائل المريحة ليهذّب شاربه وحاجبيه لكن هو مصمم ان يكون من اهل الكهف ...فليتحمل انتقادنا !!.....منظر شاربه جريمة بحق البصر ...سأقترح إضافة قانون لمعاقبة هذه الحالات.... اشفق على زوجته "

قالت تذكّره:
" هذا اختيارك أستاذ سامي...لا تنسَ..."

أجاب وهو يتمطى :
"أتريدينني أن اجلب سائقاً وسيماً ليقلّها الى جامعتها وحتى لو كان كبيراً بالسن ؟!...طبعا لا.....اما هكذا كالحاج أشعب ستنفر من النظر له والثرثرة معه !!..."

ضحكت وهتفت:
" مسكين سامي......لقد اصبحا صديقين وتجلس في الامام بجانبه احتراماً له لأنه يعتبرها كابنته التي في سنها ودائما يحكي لها عنها !!..."

صرخ مصدوماً :
" نعــــــم؟؟!!...سامحك الله عيوش....لا تنفعي لتكوني عميلتي السرية ...لمَ لم تخبريني ؟!.."

سألت بفضول :
"ما بيدك لتفعله ؟....هو في سن والدها لا تقلق.."

هز رأسه متوعداً وقال:
" سأحرص على أن ينزع الكرسي الأمامي ويلقيه بأقرب حاوية .......هذه الضفدعة ستفقدني عقلي يوماً ما ..!!.."

عاد لطلبه هاتفاً :
" هيا عيوش ناديها لا اريد ان اسافر بوقت متأخر من الليل ...سأذهب لأجهز حقيبتي وانطلق بعد قليل.....لا تقولي لها أنني اسأل عنها .....تحججي بأي شيء !!.."

هزت رأسها محوقلة مبتسمة له ونادت بصوتٍ عالٍ عليها وقبل ان تأتي نبهته على التظاهر انه غير مهتم وحتى لو القت السلام يتجاهلها ويمثل انه مشغول بالهاتف ولم يسمعها او يلحظها.......
نزلت بعد دقيقتين وهي ترتدي منامتها الحمراء المليئة برسومات ميكي ماوس وشعرها مرفوع للأعلى على شكل كعكة تثبته بقلم وقالت مجبرة بنعاس من ارهاق الدراسة دون ان تنظر له :
" مرحبا.......ماذا تريدين أمي ؟!.."

كان يختلس النظر لها ولم يرد التحية....

قالت أمي :
" التحقتُ في الوقت وانا اعمل بالمطبخ ...اذهبي لتلمّي الغسيل ....ستغرب الشمس ويبرد !!.."

ردت بحنق :
" امّــــي ......قبل ان اصعد سألتك عنه وقلتِ اتركيه ....يا الله امّـــي... هل صعود ونزول السلالم العملاقة بهذه السهولة ؟!.."

" اذهبي من غير تذمر....هيا .."

" ارتدي الحجاب قبل ان تخرجي ولا تنسي ان تجلسي في المقعد الخلفي للسائق والّا لاضطررتِ للذهاب لجامعتك على قدميك الصغيرتين يا عينيّ الشهد ..."

لم يمسك نفسه عن التدخل بها ونعْتِها باسم الغزل تاركاً تنبيهات حماته تذهب كالماء بالغربال.....اما تلك تأففت تضرب قدمها بالأرض خارجة تتمتم بطلاسم لم يفهمانها فقالت امي وهي تصفق بيديها :
" ممتاز سامي...رائع...كل الاحترام يا بطل.....اذهب وساعدها ان اردت وأستأذنها بسفرك لترضا عنك ولا تنسَ قبلة على جبينها أيها المغفل...."

~~~~~~~~~~~~~~~

تسللتْ خيوطها الذهبية من بين ستائر نافذتي لتكتب صباحاً جديداً ليوم الجمعة حيث موعدنا.....استحممتُ وارتديتُ ملابسي الرياضية المريحة وهي عبارة عن بنطال لونه اسود يمر من جانبيه خطان رفيعان رماديان وبلوزه سوداء نصف كم قطنية متسعة بعض الشيء وشعار ماركتها رمادي...حذائي كالخطين وقبعتي كلون البلوزة تغطي شعري الحليق....تعطرت ونزلت الى غرفة الطعام حيث ينتظرني اهل بيتي لتناول الفطور سوياً وبعدها خرجت لأضع خيمتي الخاصة بأدواتها وبعض الأغراض بمركبتي رباعية الدفع لان مشوارنا للجبال.....بعثتُ لها رسالة صباحية لأتأكد من استيقاظها وتجهيز نفسها من غير تأخير .....في التاسعة والنصف انطلقتُ متجهاً الى منزلها ولما وصلت كانت العاشرة الّا ربع ...بعثت رسالة أخرى اعلمها بوصولي فردت :
[ باقي خمس عشر دقيقة على الموعد المتفق عليه..]

يا لبرودها ...متى أصبحت سمو الملكة بهذه الدقة كساعة -بيغ بن- ؟!!.....ستحاول استفزازي ...لكنني لن اعطيها لها....اللهم بك اصبحنا....أرسلتُ رداً :
[ لا مشكلة...انتظرك في سيارتي ]

ردت:
[ حسناً ..انتظر...لن اتأخر ]


[ اتركي الهاتف وانهي تحضيراتك..]

لم تقرأها او ترد ...نزلتُ اتمشى بساحة بيت العنكبوت ....حفظتُ أسماء أبناء البستاني خاصتهم وحتى احفاده وحفيدته الصغيرة (ملاك) فائقة الذكاء ....اخبرني البوّاب قصة حياته الأليمة بسبب زوجة شقيقه الحقودة......قرع رأسي الحارس ببطولاته مع الصبايا.......جلستُ على حافة حوض وفتحت نقاش مع دعسوقة كانت تحاول تسلق الزهرة حتى أني ساعدتها لتصل قمتها ....الوقت يمر وسمو الملكة لم تظهر على الشاشة !!...
عدتُ لسيارتي احمل هاتفي...كانت الساعة العاشرة والنصف فأطلّت أخيراً قبل ان اذهب واسحبها من شعرها هذا ..معذّبي ....انشرح صدري لرؤيتي لها بالملابس التي اخترناها وهي عبارة عن بنطال جينز واسع بعض الشيء وقميص خمري فضفاض بأزرار يصل لمنتصف فخذيها ...الحمد لله لم تتسبب بمشكلة صباحية....كنت فاتحاً النافذة الخاصة بالمقعد جانبي واتأملها مبتسماً....تستحق (ألمى )المطيعة هذه الابتسامة الصباحية أليس كذلك...؟!!.... وقبل أن تصلني سبقها شيءٌ آخر....وصلتني , فتحت الباب وجلست وهي تبتسم بكيد نسائي وتصبّح عليّ فقلت قاطباً حاجبيّ بنبرة استياء:
" ما هذا ألمى ؟...على ماذا اتفقنا ؟!.."

ادّعت الجهل وقالت بصوتها القاتل :
" ماذا؟....ها انا ارتديتُ كما تحب سيد يامن .."

صككتُ اسناني بغيظ وقلت بصوت منخفض:
" ألم انهك عن وضع العطر؟!.....رائحتك تسبقك بأمتار !!.."

قالت ببرود مستمرة بكيدها بعد ان صفعت جبينها شاهقة:
" يا اللـــه....لقد نسيت ذلك!!.."

هتفت آمراً بضيق:
" انزلي اخفي هذه الرائحة او استحمي ....افعلي أي شيء....هيا .."

ردت بخبث:
" لكن العطر موجود على ملابسي وليس على جسدي !!.."

قلت مزمجراً بها :
" تصرفي....لا اريد هذه الرائحة "

قالت بتحدٍّ ماكر:
" اما هذه الملابس بعطرها او ملابسي من غير عطر ..!!"

تأففتُ بضيق مستسلماً وقلت:
" الخياران أسوأ من بعضهما لكن العطر قوي وجذاب ولا يصح وضعه بين الغرباء فالمرأة المتعطرة التي يشمها رجل أجنبي تعتبر كالزانية!!..."

التفتّ اليها واردفت متعصبّاً غيراناً على عرضي :
" وانا لا اقبل ان تكون زوجتي بهذه الصفة .."

اندهشت مما سمعت للحظات...ثم تنحنحت ترخي ملامحها وقالت بشيء من الانتصار لتعاند فقط :
" اذاً ما الحل؟!.."

قلتُ مجبراً:
" بدّلي ملابسك سريعاً....لقد تأخرنا !!..."

لمعت عيناها بدهاء لكسبها هذه الجولة ونزلت مسرعة متحمسة لتبدلها وانا على حالي انتظر وانتظر وبعد عشرين دقيقة عطفت على الانسان الذي كاد يتحول لجثة في ساحة منزلها ليضعوا له نصباً تذكارياً شهيد الألمى...!!
جاءت وليتها ما جاءت....لم نتدرب بالمعسكر لنحارب هذا النوع من الأعداء !!...ما بهم غفلوا عن هذه المسائل التي تزهق أرواح الرجال المسالمين ؟!....
اقبلت تتمخطر في مشيتها , ترتدي بنطالاً رياضياً لونه اسود يصل الى تحت ركبتيها بنصف شبر وعلى طرفيه خط عريض زهري لو مررت اظفري عليه لتمزّق من ضيقه وبلوزتها قصيرة بلون الخطين تنحت خصرها وعلى صدرها مكتوب بالأسود باللغة الإنجليزية * احبك *......أحبّتها أفعى بسبعة رؤوس ...صبراً صبراً.....قبعتها زهريه وتخرج من فتحتها الخلفية شعرها الليلي المربوط كذيل الحصان ....ومع مشيتها يتأرجح من اذنها حلق طويل اسود يصل لكتفها وبالأخرى واحد صغير ...الأدهى من ذلك تفرقع العلكة بكل برود تلك الساحرة الصغيرة....ولأقول الحق ..وجدتُ حسنة يتيمة بين كل هذا ...لقد أخفت سماءيها عني بنظارة شمسية!!....كانت تحمل حقيبة على ظهرها خاصة للجولات والله اعلم ما تضع بداخلها...وان كان عطراً سأكسره على رأسها او اجعلها تشربه بعد الغداء ....ركبت دون ان تنظر اليّ...اخرجت من الفانوس السحري الذي كان على ظهرها , مرآة وكريماً واقياً من الشمس ...وضعت منه على اطراف اناملها وبدأت تربّت وتوزعه بخفة على وجهها لتحمي بشرتها الحليبية...وبعدها مسحت ذراعيها وانا محنط مكاني اشاهد مراحل العناية الخاصة بالألمى ...هل انا مجبرٌ على ذلك؟!....اخرجت قلم شفاه شفافاً تمرره على شفتيها لتلمعان ....ابتلعتُ ريقي لأرطب حلقي الجاف بسبب الكارثة .....انها مجرمة حرب!!....مهلاً عليّ مهلاً .....اعادت كل شيء لخزنتها..... انحنت تعقد خيطان حذاءها الأسود ثم اسندت ظهرها للوراء والتفتت ليسارها نحوي....الشكر لله تذكرت الحائط الذي بجانبها لتهمس بكل عفوية وهي تفرقع العلكة :
" يمكنك الانطلاق....انا جاهزة..."

بكل بساطة يمكنني الانطلاق؟!!...هي جاهزة...وانا ما وضعي في هذه الحالة ؟!.....ويلتاه... ماذا افعل بنفسي ؟!....آه لو أمكنني الاعتذار عن هذه الرحلة المفخخة.....سامح الله نساءكم الفضوليات أصدقائي!!.....

اذاً هي مخططة لهذا لتعاندني بمكرها الانثوي....لكنها ما زالت ساذجة لا تعلم مع من تلعب ؟!.....تبسمتُ بكل برود وانتفاضة تدور بين احشائي ...رفعتُ هاتفي بشكل سريع وانا اسيرُ بسرعة بطيئة وضغطت على ارسال بعد كتابتي لجملة مختصرة....انطلقنا في الطريق السريع ...كنتُ شارداً بنظري الى الامام , اتكئ بمرفقي اليسار على النافذة واحرّك ابهامي وسبابتي على ذقني وهي تمسك هاتفها ويبدو انها تراسل صديقتيها وبين اللحظة واختها من الهدوء تصدر صوتاً من فرقعتها لعلكتها ....الله اعلم انها تفعل هذا بدل الألعاب النارية احتفالاً بالنصر والتغلب عليّ!!....أتتعمد اغاظتي ام انها حالتها الطبيعية ؟!.....فجأة اطلقت قهقهة مائعة ولما انتبهت لوجودها معي حاولت كتمها فقلت بهدوء مركّزاً عينيّ على الطريق:
" اضحكينا معك سيدة ألمى..."

ردت ضاحكة:
" لا شيء يخصك ...اكلم صديقاتي "

سألت بفضول:
" هل راجعتِ على امتحانك ؟!.."

قالت وهي تبدل ملامحها للجدية:
" متى سأراجع وانت تضع برامجاً في طريقي؟"

" كنتُ مضطراً.."

رمقتني بنظرات حائرة وسألت:
" لمَ؟؟"

أجبت:
" أصدقائي صمموا على اصطحابك لتتعرف زوجاتهم عليكِ بما انني لم ادعهم لخطوبتي !.."

همست بغصة:
" ليروا الصفقة الخاصة بالسيد يامن الهاشمي....اليس كذلك؟!.."

انزعجت من سؤالها متألماً لأجلها...سيبقى هذا الموضوع جرح لا يلتئم في قلبها !!......اجبتها بلطف:
" هم لا يعلمون بصفقة او غيرها....يعتقدون علاقتنا طبيعية...لذا تصرفي وفق ذلك.."

تبسمت بسمة مكلومة وقالت:
" غريب!!......على كل حال جيد أنك اخبرتني والا لكنت سأرى بأعينهن الشماتة والسخرية..."

هتفت بهدوء:
" ستتعرفين عليهن وسترين بنفسك طيبة قلوبهن وأرواحهن المرحة .."

سألت بنبرة تحمل في ثناياها الغيرة:
" ألهذه الدرجة علاقتك قوية معهن ؟!.."

اجبت مبتسماً:
" نوعاً ما.!....يكفيني معرفتي بأصدقائي فهم يحملون هذه الصفات ولا بد انهن مثلهم لأني أرى التوافق والسعادة الزوجية وهذا يكفي لإدراك ذلك....اسأل الله ان يديمها عليهم.."

تنحنحتُ وتجرأتُ امسك يدها بيميني برقة وهمست :
" ألمى..."

نظرت متفاجئة ليدي ثم لوجهي فالتفتّ اليها سريعا وأكملت:
" انسي أمر الصفقة...."

كنتُ سأطلب منها ان تنساها وأقول لها لنفتح صفحة جديدة كأي عروسين طبيعيين لكني لم استطع...شيء منعني ...ليس قسوة مني عليها فأنا اقسو على نفسي قبلها....لقد خفت ان اعطيها الأمل لتثق بي وتسلمني قلبها وبعدها احكم عليها بالإعدام بسبب مهمتي....لذا تراجعت عن إتمام جملتي وحررت يدها...فسألت بخفوت:
" لمَ أنساها ؟!..ما الجديد؟!.."

اكتفيت مجيباً ملتفتاً اليها مرةً اخرى :
" لا شيء....هكذا..."

اجابت بامتعاض وهي تفتح الفانوس السحري خاصتها لتخرج سماعات الاذن :
" جـيد.."
ووضعتها على اذنيها ثم اوصلتها بهاتفها تستمع للموسيقى كأنها تخبرني بطريقة غير مباشرة... انتهى الكلام...لا اريد سماع صوتك...التفت للأمام...!!

بعد ساعة على الطريق السريع اتفقنا على نقطة التقاء في احدى محطات الوقود لنجتمع فيها ثم نسير معاً الى منطقة الغابات الجبلية المطلة على نبع مياه كبير تابع لقرية صغيرة ريفية.....كان قد سبقني (عمر)و(يزن) ينتظراننا انا و(رامز).......قبل ان اترجل من السيارة وكزتها لتترك السماعة التي كانت بآخر انسجام معها وحتى لم تخجل وهي تتمايل وتهز قدمها راقصة مكانها وسألتها وهي تنزع احداها :
" هل تريدين دخول الحمام ؟!.."

ردت بإيجاز وهي على حركتها المتمايلة... لا اعلم ان كانت مغمضة عينيها مسترخية , ضائعة او لا... فالنظارة تحجب عني السماء :
" لا.."

وقبل ان تعيد السماعة قلت:
" هذا افضل....لا تنزلي من السيارة....سآتي بعد قليل.."

تركتها واتجهت الى الاثنين اللذين يشعلان سجائرهما , يتظللان بشجرة محاذية لمركباتهما...القيت التحية الخاصة بنا وهي ضرب قبضاتنا ببعضها فقال (يزن):
" نحن ننتظر السيد رامز وحرمه المصون..."

سألت ضاحكاً:
" ما بهما...لمَ تأخرا؟!"

أجاب (عمر) هازئاً شامتاً :
" الحسود عندما علم اننا تركنا انا وزوجتي ابنينا عند حماتي قرر تطبيق ذلك على طفلته لكن زوجته المجنونة رفضت ووقفت له بالمرصاد , لا تريد تركها وحصل بينهما المشادات التي تعرفها فاستسلم منصاعاً لحرمه في الدقيقة الأخيرة وانشغلا بتحضير أغراض الطفلة ....وها نحن نتأخر بفضلهما...!!.."

قلت مبتهجاً:
" رائع ..اذاً ستأتي دميتي .."

قال (عمر) وهو ينظر خلفي يحرك حاجبيه بمكر:
" ودميتك الأخرى نزلت من السيارة مقبلة نحونا.."

سحبتُ أنفاسي مستغفراً بداخلي , أحاول تمالك أعصابي مستديراً ببطء لأتلقى الصدمة وهي تمشي برقة بهذا الشبه لباس الذي يرسم جسدها بحرفية متقنة يجعلها كدمية الباربي بطولها الناعم ونحالتها الانثوية حتى وصلت لنا هامسة بدلع :
" مرحبا شباب.....هل يمكنني أخذ يامن منكم لدقيقة ؟!.."

صبرٌ جميل والله المستعان...تغرز بي سكيناً وراء الثاني ...ما هذه الرحلة التي ستوصلني نهاية المطاف اما قاتلاً او مقتولاً..؟!!

كان (يزن) هو الأكثر خجلاً والأقل كلاماً بين أصدقائي فغض بصره في الحال أما الداهية (عمر) الثرثار لا يفوّت أي خبر او موقف دون التعليق عليه ...اجابها بصوت رقيق ليماثل صوتها :
" يمكنك أخذ يامن وأب يامن ..."

ثم قبض بأصابعه قميص (يزن) من كتفه يحاول دفعه بخفة نحوها مسترسلاً :
" حتى صديق يامن.."

وعاد لشده اليه هاتفاً بصوت رجولي :
" لا....هذا عريس جديد....زوجته تحتاجه "

ضحكت بخفة تجامله دون ان تعير الحائط أي اهتمام فأمسكتُ ذراعها اسحبها والحمم تتقاذف في عروقي هامساً لها من بين أسناني :
" ماذا تريدين ؟...نبهتكِ لتبقي مكانك!...لمَ تتعمدين استفزازي ؟!.."

ردت وهي تحاول مسك يدي لتبعدها عن يدها وتحدق بي بمكر:
" اريد استخدام الحمام...جئت لأخبرك كي لا ينشغل بالك..."

يا أمي على هذه الحنية والطاعة التي نزلت فجأة من السماء عليها !!....قلتُ وانا ادفعها بخفة لتختفي:
" اذهبي وعودي الى السيارة على الفور.."

رسمت ابتسامة مستفزة واومأت براسها ايجاباً وانصرفت قاصدة الحمام....
لقد أضاعت فرصها......استعدّي يا ابنة (عاصي)......سأريك اللعب على أصوله.....

وصل (رامز) اخيراً...استقلّ كلٌّ منّا مركبته....أدرتُ سيارتي لأمر من امام النافذة الخاصة بالطلبات السريعة لدكان المحطة....طلبتُ كأسين من العصير المثلج بطعم الكرز...ناولتها احداها فقالت :
" لمْ تسألني ماذا اريد !!...ماذا لو لمْ اكن احبه ؟!.."

قلت غامزها بخباثة :
" هذا افضلها هنا....تذوقيه وادعي لي..."

مدت يدها وابتسامة بريئة على محيّاها....شعرتُ بالغبطة من الشفّاطة التي حاصرتها بشفتيها تسحب العصير بكل نعومة منها ...عدتُ مستديراً لألحق بهم....وقبل الخروج من الساحة لأندمج مع الشارع , دعستُ على الوقود لمسافة قصيرة ثم حولتُ قدمي للمكابح فجأة فسُكب نصف كأسها على القسم العلوي من جسدها , يغطي بلونه الدموي جزءاً كبيراً من بلوزتها بما فيها كلمة * احبك * ليكتب مكانها * لا تلعبي مع الهادي *....شهقت تنظر اليّ ببلاهة فاغرة فاها رافعة يديها والعصير يتقاطر من كأسها يضع بصماته الأخيرة عليها وبرودة الثلج تلسعها وهتفت مذهولة :
" آححح .....ماذاا فعلــت؟!.."

قلت معتذراً بتصنع :
" يا اللـــه....انا آسف ...لقد قفزت قطة امامي..."

تجمعت الغيوم بسماءيها وهمست بصوت باكي:
" ماذا سأفعل الآن؟...انظر الى وضعي المزري !!.."

اجبتها بصوت درامي متألم :
" ولا محلات خاصة لبيع الملابس هنا...."

قالت بتحشرج:
" هيا لنعود.....لا يمكنني مقابلتهم بهذا المنظر الطفولي المثير للسخرية..."

قلت لها:
" مســـتحيل...طريق العودة من مكان آخر ونحن اوشكنا على دخول الغابة..."

سألت بصوت مخنوق :
" قل لي ماذا سأفعل ؟!......أو سأبقى في السيارة ..."

همست بدهاء :
" انتظري...سأتصل بعمر قبل اختفاء التغطية من هواتفنا لأرى اذا كان معهم ملابس بديلة....فزوجته ممكن ان تكون الأقرب لقياسك.."

هتفت رغم ضيقها من حالتها بغيرة بريئة:
" مدهش!!....وتعلم قياسات نسائهم ايضاً.."

اجبت باستياء:
" لا تتكلمي هكذا.....هن كأخوات لي ومن الطبيعي تقدير احجام الناس فأنا لستُ أعمى .."

ضغطت على اسمه سائلاً بلا مقدمات فاتحاً مكبر الصوت:
" عمر هل تمتلكون بالصدفة ملابس بديلة من اجل ألمى؟!"

أجاب مسانداً لي:
" نعم ...لقد طلبتُ من اماني ان تجلب احتياطاً لعدم معرفة ما سيواجهنا .."

قلت آمراً:
" رائع....انتظرني مدخل الغابة...سآتي بالحال.....الى اللقاء.."

قالت بحنق وهي تقطب حاجبيها عابسة وتزمّ شفتيها كالطفلة :
" تعلّم من صديقك....انظر كيف قام بتذكيرها لتأخذ ملابس احتياطية....ليس مثلك همّك اللباس الفضفاض والعطر.."

تبسمتُ دون تعليق واعطيتها مناديلاً رطبة لتنظف نفسها ....صففتُ جانباً عند وصولي مدخل الغابة....ترجلتُ وقطعت الطريق الترابي قاصداً الطرف الآخر حيث يقف (عمر)....القيت التحية على زوجته فأطلّت من الخلف شقيقته الصغيرة البالغة من العمر سبعة عشر عاماً هاتفة بحماس:
" أخــي يامن...كيف حالك؟..."

تبسمتُ مجيباً:
" أهلاً ميساء ....كيف حالك انتِ....ما هذه المفاجأة ؟!.."

ردت مبتهجة:
" الحمد لله ...انا سعيدة بمرافقتكم لهذه الرحلة في أحضان الطبيعة.."

قلتُ ضاحكاً:
" يعني اخيراً عمر اوفى بوعده لكِ لتعيشي أجواء المغامرة..."

اشتركت زوجته بالحديث:
" كان يتملّص الى ان اوقعناه مجبراً.."

اقترب (عمر) مني بعد ان أخرج من صندوق سيارته الملابس الخاصة بزوجته .... كنتُ انا من طلبتها مسبقاً في رسالة نصية بعثتها له ليجلبها من بيته عند خروجنا من ساحة منزلها بعد رؤيتي للشبه لباس الذي ترتديه !!.....عدتُ لها حاملاً الكيس ووضعته في حضنها قائلاً ببرود:
" تدبري امرك بهذه..."

فتحت الكيس تخرج ما بداخله وهي تنظر بذهول ثم سالت بتعجب:
" ما هذا؟؟!.."

قلت بلا مبالاة:
" عباءة...الم تشاهدي عباءة من قبل؟!....لا بديل لها....او ابقي كما انتِ..."

صمتت للحظات يبدو انها تمر بمعادلات حسابية في دماغها ثم نظرت من خلفي الى الخارج وسألت هامسة متقبّلة الأمر:
" اين سأبدلها؟!...."

تبسمتُ مُطَمئِناً لها هامساً:
" انتقلي الى المقاعد الخلفية...النوافذ مكسوّة بالأسود العازل للرؤيا..."

بعد دقائق من انتقالها للخلف فتحت الباب تقفز بسبب ارتفاع المركبة لتطلّ عليّ بكامل الأناقة بهذه العباءة السوداء التي تبدأ بضيق من طرفي الكتفين ثم تأخذ بالاتساع تدريجياً الى نهاية الذراع مع حواف الفتحة المطرزة باللون الفضي اللامع ومن الخصر ضيقة بسبب الحزام الفضي الذي تعقده لجانبها على شكل فراشة وقسمها السفلي كلوش ينزل بانسياب.....دنوتُ منها هائماً...سحرها لوّن سواد القماش.!!..مددت يدي بخفة لشعرها من الوراء وانا اقف مقابلاً لها وسنتمترات قليلة تحول بيننا ...سحبت الربطة ليتناثر شلالها الليلي بحرية على ظهرها واكتافها ليرسم لوحة آية في الجمال حتى همستُ لها بضياع وخفوت وانا محلّقٌ في سمائها :
" ألمى يا فاتنة "

" ماذا قلت؟!"

تنحنحت هارباً بعينيّ هاتفاً:
" قلت هيا سيسبقوننا ..."

كان عليّ تغليفها بالكامل!!...مهما ارتدت لا يُخفى جمالها ....لا اعرف ما الحل مع هذه الفتنة ؟!!...

لحقنا بهم ننغمس بين الأشجار الكثيفة من السرو والصنوبر التي تندمج مع الازهار البرية تحتها , المتظللة بها لتنسج سجادة بديعة على الأرض وتكتمل الصورة مع زقزقة العصافير , يلحق بها نقيق الضفادع من الوديان القريبة لتعزف ايقونة خاصة بالطبيعة....
كانت هي تمسك هاتفها تلتقط الصور بين الحين والآخر توثّق دقائقها لتحتفظ بها ...اما أنا تائهٌ ابحث عن ملجئي القريب البعيد , الفاتن العنيد التقط كل حركة لها بعينيّ لأحفظها في دماغي علّني اروي ظمئي بها عند ابتعادي عنها......وفي النهاية هزمني قلبي الخائن الذي رفع راية النصر معلناً اللجوء في سمائها في هذه اللحظات الخالدة طالباً السلام حتى إخطارٍ آخر لوقتٍ مجهول..!!

بدأنا بالصعود نتجه الى قمة الجبل حيث يطل على القرية الشبيهة بالريف السويسري بخضرة حقولها وبيوتها الخشبية والحظائر الواسعة المليئة بمختلف الحيوانات والمواشي ونبع الماء الصافي وكأنها قطعة استوردت من تلك البلاد...!!.....لما وصلنا هدفنا وترجّلنا قلت لها بصيغة الأمر ونبرة حازمة :
" اربطي شعرك.."

حدّجتني بحيرة كمن تنظر لرجل معتوه...معها حق!!...هكذا انا أتحول لجلف في ثواني....لا اجيد التعامل مع هذه البتلات الناعمة المحاطة بأشواك الخيانة...!!....نصيبها ان تكون ابنته ونصيبي ان أحبها ....ليتها لم تحمل اسمه لأهديها فؤادي على طبق من ذهب لتأخذ نبضاته وتعيش كل الحب والسعادة الموجودة على هذه الأرض....!!

همست بتيه ونقاء :
" أنت من تركته هكذا..."

قلت بملامح صلبة من غيرتي عليها التي لن تفهمها :
" كنا لوحدنا....الآن سننخرط بالمجموعة......لا داعي للتباهي..."

زفرت مستاءة تتأفف , تخرج من رسغ يدها الربطة وتجمعه بصعوبة من كثافته بشكل عشوائي هاتفة:
" أنا لم أتباهى...كفاكَ اتهام.."

دنونا من أصدقائي وزوجاتهم لأعرّفها عليهم ....القينا التحية وهتفتُ بمرح لنسائهم وانا اضع يدي برقة على ظهرها:
" غلبكن الفضول لتتعرفن على خطيبتي ....ها هي اشبعن بها وتعارفن فيما بينكن .."

قالت (اماني ) زوجة (عمر) بابتسامة عريضة منبهرة:
" ما شاء الله لا قوة الا بالله ....من أي بحر عثرت على هذه اللؤلؤة النادرة ؟!"

تبسمتُ مجاملاً.....فتدّخل زوجها بصوت تمثيلي حزين :
" أيها القاسي على الأقل عرّفها بنا....تبنا عن اكل البشر....لمَ فقط نساؤنا سينلن شرف مخاطبة ابنة الوزير ؟!.."

تبسمتْ بافتخار معتزة ببطلها المزيّف......وددتُ لكمَ هذا السمج لذكره للنجس!!....أشرتُ له وانا ناظراً لها :
" هذا مذياع الشلة.....عمك عمر يكبرني بسنتين ولديه طفلين ذكور خمسة وثلاثة اعوام..."

شهق مستنكراً:
" ويحك!!....عمها مرّة واحدة ؟!.."

شمتت زوجته ضاحكة:
" احتراماً لك...فانت اكبرنا سناً.."

قال موجهاً كلامه لـ(ألمى):
" اذاً هذه خالتك اماني ...ارجوكِ ناديها بخالتي احتراماً لها فهي في سن خطيبك.."

ضحكت وقالت له بلطف جريء:
" لقد ظننتكَ أصغر من يامن..."

هتف منشرحاً:
" لينصر الله دينك.....اخيراً وجدت الداعم لي في هذه المجموعة الحسودة.."

قالت زوجته:
" أعانكِ الله....سيلتصق بكِ....اطلبي الدعم من يامن..."

قاطعتهم تأتي بخطى سريعة بعد ان كانت تلتقط الإشارة بالقرب لتكلم والدتها...هاتفة:
" أنا اتيت.."

قلتُ مُرحّباً:
" اهلاً ميساء...اعتقدت لوهلة ان عمر قذفك من النافذة تحت الأشجار.."

قالت غامزة ببراءة وعشميّة:
" لا يستطيع فالتوصيات والأوامر بأيدي القيادات العليا زوجته ووالدتي.."

كانت مستمعة لحوارنا وعينيها فيها نظرات غريبة ...هل هي اعجاب أم غيرة ؟!...ميساء هي فتاة رقيقة , محجبة بوجهٍ ابيض دائريّ ووجنتين ممتلئتين دائمتيّ التوّرد وعيناها واسعة سوداء وجسمها نحيل متناسق.....قلتُ لها لأخفي نظراتها التي تكاد ان تفضحها :
" هذه ميساء شقيقة عمر في السنة الأخيرة من الثانوية.."

اومأت برأسها تحييها مع ابتسامة صفراء فتابعتُ مشيراً اليها هاتفاً لـ(ميساء):
" هذه خطيبتي ألمى ...قريبة الى سنك.."

مدت يدها تصافحها بنقاء هاتفة بمرح:
" سررت بمعرفتك أيتها الجميلة.."

أجابت بابتسامة ضعيفة:
" وأنا كذلك..."

دفعَ (عمر) صديقنا (يزن) حيث نجتمع هاتفاً لي:
" عرّفها على خائب الرجا..."

احمرّ وجه (يزن) ولكمه على كتفه هامساً بمرح:
" اصمت...ستفضحنا امام الانسة ألمى.....على الأقل حتى تعتاد علينا.."

قلت وانا اضع يدي على كتفه :
" هذا يزن يصغرني بسنة ..."

اومأتُ لزوجته من خلفه:
" وهذه لينا ..اعتقد في سن العشرين...اليس كذلك؟"

حركت رأسها بإيجاب تؤكد على كلامي فأردفت:
" تزوجا حديثاً من حوالي أربعة شهور..."

هتف (عمر) بمرح ..فهو لا يستطيع ان يكتم شيئاً داخله لأنه سيتفجر:
" ما فات خطيبك ان خائب الرجا سيصبح أباً قريباً....العقبى لكما.."

اخفضت عينيها بحياء ووجنتاها ورديتان وشردت داخلها " العقبى لنا ؟!...ومن قال أني سأسمح له بلمسي ان استمر بعدم اهتمامه بي ولم يشعرني بوجودي كأنثى تخصه!!؟..."


تفاجأتُ بالخبر وعانقت صديقي مباركاً لهما......جلتُ في حدقتيّ باحثاً عن (رامز) وسألت زوجته:
" ريما....اين رامز ودميتي ؟!.."

ردت ضاحكة بسيطرة :
" عاد الى المركبة ليجلب لعبة يارا.."

" هذه ريما زوجة رامز"

همستُ مبتسماً لـ (ألمى)متابعاً بحلقة التعارف فحيتها مصافحة لها مع ابتسامة رقيقة لا تشبه ابتسامتها لـ (ميساء) ....جاء (رامز) يلهث وهو يحمل ابنته ذات العامين على اكتافه وفور رؤيتها لي بدأت تحرك يديها تحاول القفز الى حضني فاقتربت منها وسحبتها من فوقه وبدأت اقبّل وجنتيها بنهم واشتم رائحتها فأنا احبّ هذه الطفلة وكأنها قطعة مني ...الأطفال نقطة ضعفي ورائحة (يارا) تذكرني بالشهور الأولى لشقيقي وهو يكبر على يدي وكذلك بـشقيقته (سلوى)....همست وانا ادفنها في صدري اضمها بحنان:
" كم اشتقتُ لرائحتك يا دميتي الشقراء.."

لم اتخيل او أتوقع انها ممكن ان تغار من طفلة !!...لم تستطع إخفاء بريق عينيها الذي وصل لحد الغليان وكأنها تنتظر كلمة للفوران....قاطعت هذه اللحظات زوجة (رامز) مازحة من غير قصد :
" على الأقل لا تقبّلها أمام ضرتها...ستشعر الآن ألمى بالغيرة.."

لأول مرة تتحكم بانفعالها ..لا ادري من اين نزلت عليها هذه القدرة....فهي شفافة تخرج ما في جوفها مباشرةً دون ان تفكر بالعواقب ....وهذه احدى أسباب غرقي في عشقها ....روحها نقية , بريئة , لا خباثة ولا حقد ...احمد الله انها لم ترث دماء والدها النجسة واخذت منه قصر القامة مع انها تناسبها كفتاة.......هي النواة الطاهرة بين خلايا الانتقام....ومع حبي لعفويتها الا انني فرحتُ لتسترها على مشاعرها في هذا الموقف وهي ترد عليها ضاحكة بينما وحدي من يعرف ما يحدث في اعماقها من ثورة:
"لا أغار... مبارك لها ...لتشبع به ويشبع بها.."

ردت عليها زوجة (عمر):
" هذا من وراء قلبك...لو حقيقة لقطعتيهما بين اسنانك......المهم اطمئني انا حجزتها لابني أنس .."

صمتت برهةً وتابعت ترمي زوجة (رامز) والدة الطفلة بازدراء مصطنع:
" رغم انني اشفق عليه من هذه الحماة النكدية..."

قال (رامز) زافراً أنفاسه :
" ظهر الحق وزهق الباطل.."

ثم وجّه كلامه لي هاتفاً:
" عش حياتك اولاً وبعدها ارتبط بالأولاد لأنك لا تعلم كيف ستنقلب حياتك الى نكد بمهارة الزوجات..."

تدّخل مذياع الشلة بخباثة:
" سامحك الله رامز....لمَ تنبهه؟!...كنا سنوقعه بالمصيدة ليعيش ما عشناه ونشمت به كما غدرنا يزن ....لا احد افضل من الاخر ...نطالب بالمساواة النكدية.."

اجابته زوجته متوعدة وبضيق مصطنع:
" هكذا اذاً؟؟....ليكن في علمك ..لن اترك اولادي بعد اليوم لأهلي لتتحمل رعايتهم انت أينما تذهب.."

هتف محاولاً ترميم أقواله رافعا اصبعه تائباً:
" الّا زوجتي رائعة....فهي تعلم كيف تبعد النكد عن حياة زوجها.."

نصبنا خيمنا في بقعة نظيفة منبسطة , خالية من الحجارة....شرعت النسوة بإخراج ما يخص الطعام لتجهيزه اما هي حصلت على اعفاء وجلست تشاهدهن ....جاء هذا لصالحها لأنها لا تستطيع تقطيع حبة خيار ابنة العز والدلال..!!
بعد فترة التحضيرات وقبل البدء بالشواء نوينا إقامة صلاة الظهر جماعة لأننا تغيبنا عنها بالمسجد فالوقت ادركنا على الطريق.....فرشت زوجة (عمر) البساط الكبير على الأرض لنصلي عليه وقبل اصطفافنا وتوجهي للإمامة , دنت مني بحياء محرجة هامسة بهدوء وتلعثم كأنها ستعترف بجرم:
" أُ...أُريدُ أن أصـ....أصلي..."

أشرق قلبي بشعاع الأمل رغم معرفتي انها طلبت ذلك تداركاً لموقفها بينهم كي لا تكون شاذة عن القاعدة وسطنا......ولْيكُن ذلك!! ...لا نعلم متى يشق الله لها نور الهداية ولربما سجدة منها تُقبل في السماء أكثر من سجدات المئات من امثالنا...لسنا نحن من نحكم او نوزع بطاقات الدخول الى الجنة والنار ...واجبنا ان نقوم بما فرض الله علينا وأن نُذكّر غيرنا إن نفعت الذكرى عسانا نكون سبباً لفتح باب الهدى لاحدهم ....!

شقت ثغري بسمة الأمل وأجبتها داعماً لها:
" حسناً ...سنرى من معها حجاب إضافي !!"

اسدلت اهدابها خجله , محرجة وهمست:
" كـ..كيف سأصلي ؟؟....انا لا اعرف الوضوء ولا الصلاة !!...."

اجبتها مبتسماً بحُب:
" سأخبر زوجة عمر لترشدك للوضوء....لا حرج بذلك...كل شيء له بداية ....لم نُخلق مستعدين.....كنا مثلكِ ...لا تخجلي او تترددي...تعلمنا وما زلنا نتعلم... وبالصلاة افعلي كما يفعل الجميع وسأعلّمك إياها لاحقاً ان شاء الله..."

قالت مرتاحة بابتسامة رضا:
" حسناً..."

باشرنا بالصلاة بعد ان وجدت حجاباً مع (ميساء)....كانت تحاول تقليد الحركات لا تفقه شيئاً منها حتى اتممناها ....وقفت من تسبيحاتي لأخطو انتعل حذائي فوقع نظري على هذا التجمع العجيب للكون في مخلوقٍ واحد....منذ متى كان القمر هو من يضم السماء؟!...هل اختّلّت الموازين؟!....وشاحها الأبيض يغطي ليلها ليبرز وجهها المنير كالبدر في أوج طلته وكماله , يحمل السماءان الصافيان ...ربااه على هذه الملاحة وهذا البهاء..!!.......كانت لحظة نادرة لها اقفلتها في خزائن مخي ملقياً مفتاحها بغرف قلبي الذي لم يعد يحتمل المزيد......خلعت حجابها امامي بتصدٍّ وتباهٍ بعد ان اخبرَتها عيناي برجائي الصامت " لطفاً...ابقي هكذا حبيبتي"....لكنها لن تكون (ألمى) ان فعلتها !!...

×
×
×

جالسة بينهن ووجهها متهلل يظهر عليه الحبور وهي تتبادل الأحاديث معهن بكل ودّ دون حدود...تأقلمت معهن الى حدٍ ما والسبب انهن هن من يجعلن الصنم ينطق بأرواحهن الطروبة.... كانت بينها وبين نفسها تشعر بالراحة لكونها تماثلهن باللباس الساتر فجميعهن محجبات... والّا لكانت محط الأنظار ولربما الانتقاد الهامس ....استوعبت سبب اصراري عليها لترتدي الفضفاض.!!.....لا أقبل ان تكون ظاهرة بتبرجها ولا اطيق ان تُذكر بسوء بين أصدقائي...أريد أن يبقى شأنها مرفوعاً ...أنا أخاف وأغار عليها...أخاف عليها من غضب الله وأغار على سمعتها ومن ان يرى سحر جمالها غيري.....شيء يجثم على صدري يخبرني انها ليست لي في دنيتي فأتمنى ان ترضي الله في دينها لألقاها بين الحور العين ولتكون وحدها حوريتي في جنتي..!!....ستقولون أناني ...تمنيتُ هذا لها من أجلي ؟!!....نعم.... ان كان تمني الخير لأفوز بمن أحب ومن يخصني يعتبر أنانية فسأكون انا مصنعها ولا أبالي.....!!
كنتُ مشغولاً في اشعال الموقد الفحمي لتبدأ حفلة الشواء ومن حين لآخر اكلم هذا وتلك بمزاحات ودعابات الّا هي لم أوجه لها شيئاً خاصاً دون قصد ......كانت وظيفتها مراقبة كل حركة وهمسه تبدر مني .....هتفت (ميساء) من بعيد وهي ترفع طبقاً مغلفاً بالقصدير :
" أخي يامن ...أمي حضّرت لك هذا خصيصاً....خمّن ما هو ؟!.."

رميتها بابتسامة محاولاً احتباس حماسي بعد رؤيتي للتي تجلس بملامح عابسة وهي تترصد تحركاتي وحدسي اعلمني انها منزعجة من قربي لهذه الفتاة....فقلت واثقاً ببرود:
" كعكة الشوكولاتة....ما غيرها؟!"

وانشغلتُ مجدداً بالموقِد.....فقال (عمر) ساخراً:
" يا لك من ساذج يامن....انت لا تدري لمَ هذه المقدمات ولمَ هذه الرشوة !!.."

عدّلت جلستها تتجهز لاقتناص الحكاية بشكل أوضح ناصبة كافة حواسها معه فرمقتُه بفضول رافعاً حاجبي هامساً:
" هيا اتحفني سيد عمر.."

قال وهو يتجه لجلب اللحمة من عند زوجته شامتاً:
" لقد حصلت ميساء على المرتبة الأولى في صفها بمهمة الرياضيات التي ساعدتها بها.....لذا طمعت امي وارادت ان تساعدها بمهمة العلوم..."

تبسمتُ مجيباً بصوت راكز مسموع:
" أنا بأمر خالتي ام عمر....سأساعد ابنتها في كافة المواضيع ما دام الثمن كعكة الشوكولاتة..."

قفزت شقيقته هاتفة باندفاع:
" رااائع اخي يامن.."

رمقت اخيها بازدراء مصطنع:
" ليس مثلك فاشل لا يهمك الا معدتك.."

رد عليها ببرود متهكماً:
" وهو سيفعلها من اجل معدته وليس بنية الصدقة..."

جلست (ميساء) جانب (ألمى) وهي تضم ساقيها لصدرها وتحيطهما بذراعيها وتتأرجح بظهرها بسرور , تنظر لي وتتحدث لها عني... همست للتي بجانبها ببراءة:
" انتِ محظوظة بأخي يامن.....ستجدينه متى تحتاجينه لدروسك او حتى لأي شيء آخر فهو شخص معطاء لا مثيل له.."

يبدو ان التراكمات وصلت الحد الأقصى في جوفها ولم يعد اتساع لها فأرادت افراغ القليل منها في مكانٍ ما فنطقت بحماقة وبرود قاتل يخفي خلفه مشاعر الغيرة:
" هل حقاً يعني لكِ يامن بأنه أخ؟..ام شيئاً اخراً...؟؟"

التفتت لها بملامح مبهمة سائلة:
" لم افهم.....ماذا تقصدين؟!.."

نظرت لها نظرات باردة وتابعت:
" كحبيب مثلاً.."

صعقت من هول ما القت عليها من اتهام دنيء...لم تكن مستعدة لتسمع هذا...ابتلعت ريقها وهمست بصوت متحشرج مخنوق:
" ماذا؟؟؟....كـ..كيف تتجرئين على قول هذا لي ؟!.."

اجابتها بنفس الأسلوب السابق :
" لا تنكري...هذا واضح ....يوجد انسجام بينكما..."

أمالت قليلاً جسدها نحوها وهي تصك على اسنانها بوجهٍ كحبة البندورة وعيناها محتقنة بدموع الخذلان ثم همست بتهديد:
" سأدّعي أنني لم اسمع شيئاً من كلامك المسموم لأنه ان وصل لشقيقي وأخي يامن سيحدث فتنة وتوقعين بينهما ..."
ابتلعت ريقها وأضافت بشيء من الازدراء:
" حقاً انا مصدومة منك ومن كلامك.."

انهت جملتها وانتفضت واقفة تتجه بعزم نحو الأعشاب تتهرب من رؤية احد لوجهها الأحمر المهزوم ثم جلست على صخرة واجهشت بالبكاء رغماً عنها.......استلم مهمة الشواء عني (رامز)....توجهتُ الى حيث يجلس (يزن )و (عمر) قرب النساء....فقال الأخير:
" اذاً لتأتي ميساء بدفترها ما دمت متفرغاً.."

نظرتُ الى المكان حيثُ كانت تجلس فلم أجدها.....وقع نظري على وجه (ألمى) الممتقع وهزة قدمها المضطربة....رفعت رأسي باحثاً عن الأخرى لشعوري بوجود خطب ما .....نهضتُ متجهاً اليها بعد رؤيتي انعزالها ولما دنوتُ اكثر هالني منظر وجهها الباكي فسألت بتوجس:
" ما بكِ ميساء ؟...لمَ تبكين؟؟"

اجابت وهي تكفكف دموعها :
" لا شيء اخي يامن...عُد مكانك ارجوك"

غيرتُ الموضوع احتراماً لخصوصيتها رغم قلقي والذي سببه الأكبر ان يكون علاقة لتلك بحالها:
" هيا احضري مهمة العلوم لنبدأ ريثما يجهز الطعام..."

ردت بضيق ونبرة حازمة:
" لا داعي اخي يامن...انا سأقوم بحلّها...ليست بهذه الصعوبة.."

رفعتُ حاجبي سائلاً بفضول:
" لم يكن رأيك هكذا....اخبريني ما بكِ؟"

قالت متهربة بحدقتيها:
" صدقني لا شيء.."

هتفت ادلي بتوقعاتي :
" هل ألمى السبب؟؟...أجيبيني"

اومأت برأسها نافية وهمست بوهن:
" لا.."

تركتها وعدت الى المجموعة بملامح جافة ولما وصلتها همست بهدوء دون ان أُشعِر أحد:
" اتبعيني الى السيارة.."

انصاعت بلا مبالاة....ولما ابتعدنا همست من خلفي بنبرة باردة فيها الغرور:
" ماذا اخبرتك شقيقة صديقك؟!."

وقفت فجأة مستديراً نحوها فارتطمت بصدري شاهقة بتوتر:
" مـ...ماذا تريد؟!"

رمقتها بنظرة نارية مشدود الفكين هامساً بقوة:
" ماذا قلتِ لها ؟!...هي لم تخبرني شيئاً...لكنني رايتها مسرورة بجانبك وفجأة تحولت الى هذا الحال؟!.."

نكست رأسها للأسفل وهي تلعب بأصابعها مرتبكة واجابت بتردد:
" سألتها..عن...عن...مكانتك عندها...يعني اذا تراكَ كأخٍ لها...أم ...أم.."

" أم ماذا.؟!..تابعي "

صرختُ بها فاجابت بصوت مهزوز:
" أنها تراكَ..كـ....كحبيب"

قبضتُ ذراعها بذهول وهززتها هاتفاً بغضب اوبخها:
" يا لكِ من وقحة....كيف تسمحين لنفسك بهذا....ماذا ان سمعك شقيقها ؟!....حتى لو كان يوجد شيء كهذا فهو ليس من حقك !!....ميساء اعرفها قبل ارتباطي بكِ وكانت هي اكثر من فرح لخطبتي لأنها بقلب محبّ لا تحمل الضغينة به....لقد احبتك دون معرفتك فقط لأنك تخصيني ....لكنك كشفتِ لها بغبائك معدنك الرخيص ..."

كانت تبكي تحاول تحرير يدها من قبضتي وهي تتألم قائلة:
" اترك يدي...انك تؤلمني ..."

اجبتها وانا احرر يدها بغلّ:
" ليس بالألم الذي سببته لها.... ستعتذرين منها والّا لفعلت انا باسمك امامهم جميعاً...."

انهارت تجثو على الأرض تحجب وجهها بكفيها وعلا صوت بكائها حتى أطلقت رصاصات اوجاعها التي تجتاح صدرها لتصيبَ فؤادي وهي تقول :
" أنت السبب....انت!!......اشعر انك مجبرٌ عليّ.....تعاملني كعدوة لك...لا اعرف ما ذنبي !!....رغم علمي انني صفقة الّا أنني تأملتُ ان نفتح صفحة جديدة واعطي علاقتنا فرصة....لكن ارتباطي بك هو مجرد صفعات ....اردتُ الانفصال عنك فصفعني أبي لأول مرة على وجهي ليلحقها بصفعة على قلبي عند قوله لي أني صفقة ....رغبت بأن اتقرب منك لأرضى بنصيبي لكنك تصفعني بروحي....كنتُ اقنع نفسي انك جامد وهذا اسلوبك...لكنني اكتشفتُ اليوم كم أنت لطيفٌ مع الجميع الا انا !!.....طفلة صغيرة تتغزل بها بكل حب ... فتاة غريبة تتعامل معها بكل رقة وود....اصدقائك تستطيع المزاح والقاء الدعابات معهم...نساءهم تعاملهن بكل رقيّ ووقار....ماذا سأخبرك ايضاً ؟!......مثلاً...أكان شاقّاً عليك اعلامي وانت تشتري لي الملابس انهن محجبات ولن أكون مرتاحة ان كنت مختلفة بينهن ؟؟!!....فقط أوامر وتسلّط....هل اخبرك انني سمعتك عندما قلت ألمى يا فاتنة لكنك استكثرت عليّ اعادتها ؟!...كنتُ احتاج سماعها لأرضي غروري كأنثى عريسها يتغزل بها....اهتزت ثقتي بنفسي ...ابحث عن عيوب بشكلي وشخصيتي .....هل كلماتك لي تكون بهذا الثقل على لسانك؟!....في الأمس اخبرتك انني سأدرس مع صديقاتي ليشرحن لي موضوعاً لا أفهمه لأنني تغيبت عن جامعتي ....وكان هذا بسببك يوم اردت الانفصال عنك...فخسرت الكثير الكثير...وماذا؟!....لم تحرك ساكناً كالصنم من غير مشاعر ...تتبجح ببطولاتك في الرياضيات ...لم تتكرم عليّ بعطائك وتتطوّع او تتنازل وتقول لي رافقيني ولا تقلقي انا سأشرحه لكِ...هل كان سينقصك شيء لو فعلتها ؟!!.....أما هي تغدق عليها بعلمك دون ان تفكر ...أتعلم ؟!....انا جالسة جانبها وهي تمدحك ...تصوّر....تعرفك اكثر مني وانا عروسك !!....كنتُ اصغي لها صامتة وبراكين تتفجر في باطني !!.....هل أصفق لكما ام ماذا أفعل ؟!....نعم أنا آسفة لما تفوهت به لها لأن ليس ذنبها بمعاملة من يسمّى خطيبي معي ..أنا آسفة لأني لم استطع صون كرامتي واظهرت غيرتي الحمقاء ....لكنني لستُ آسفة لك...ان كنت تسعى لكي لا تحبني واحبك...اطمئن....فأنت تكرهني وانا بدأتُ اكرهك..."

كنتُ أقف مكاني مستمعاً على غير هدى ...قلبي ينزف وروحي تحتضر....هل قالت اكرهها ؟!...الا تعلم أنني أحبّها قدر كراهيتي لوالدها وأني أكره نابضي الخائن من شدة حبه لها ؟!....
كلماتها عرّتني من نفسي !!.....هل انا بهذه القسوة والبشاعة ؟!....هل انا ظالم لها وهي الأولى بايجابياتي..؟!!.... اعرف مدى فظاظتي...لكنني لست لئيماً..... حاولت ان اجمّد علاقتي بها كي لا تحبني واكسرها في المستقبل لكن يبدو أن انهيارها هذا هو الأصعب وأنا اغرز خناجر صلابتي بها دون ان أحسّ....لقد قتلت روحها النقية وانوثتها الفتّاكة بإجحافي معها ....سامحيني حبيبتي ....تحملي قسوتي وبخلي ....انا اتعذّب اضعاف عذابك ....لا استطيع ان افرش لك الأرض بورود الحب فالدمّ بيننا والوطن يفصلنا....لن يكون ربيع في حياتنا ....ستمر فصولنا الأربعة عاصفة بنا ....انتِ ألمي في الدنيا...فأرجوكِ كوني أملي في الآخرة.....
ما زالت تبكي وانا متسمّراً مكاني كالحائط ....يجب ان افعلها الآن او سأقسم ظهرها الى الأبد....بدأتُ ادنو منها ببطء حتى صرتُ امامها وشبراً يعزل وطنينا... حضني وعينيها !...مسحتْ دموعها بكفيها ونظرتْ لموضع قدميّ ثم رفعت رأسها بالتدريج حتى وصلت قمتي ....أتعلمون ماذا رأيت في سمائها ؟!....كانت تلك النظرة هي بذاتها من عشر سنوات عندما زارت مخيمي وأصبحت رؤيتها ضبابية تشعر بالرهبة , خائفة من صوت انفجار البالونات تبحث عن الأمان ....نفس النظرة لكن الانفجارات داخلها ووحدها تعاني من سماعها!!....لن أكون الهادي ابن محيي الدين الشامي ان لم أفتح لها حضني وهي تستعطف الأمان في حضوري.... فأهلاً بكِ يا ملجئي وسمائي لتدوسي على قلبي وتنثري دمائي....
جثوتُ بمحاذاتها....انزلتْ رأسها هروباً فجذبتها بطلاقة قبل ان تقاوم لتقع في احضاني وتوقعني معها ارضاً لأصبح انا اريكتها وهي فوقي اطوق ظهرها بذراعيّ احاصر يديها على صدري ووجهانا متقابلان ....حاولت أن تتحرك بعنف لتتحرر مني فهي كانت في قمة الغضب والتحطّم ولا تطيقني.....عززتُ من حصري لها لتستكين وهمست لها نادماً :
" آسف ألمى ...لم اتعمد جرحك.....سامحيني"

امتثلت وسلّمت زمامها لي في احضاني دون ان تبدي أي ردة فعل كالشاه المستعدة لنحرها....ثم سلّطت عينيها السماويتين على عينيّ الترابيتين .....سارحة , شاردة , حائرة... في داخلها تفكر " هل جميع الاحضان متشابهة ؟! ...لكن حضن ابي مختلف ليس بنفس الاحساس!! ...حتى صلاح لم يكن شعوري هكذا عندما حضنني المرة الوحيدة في خطبتنا !!...لمَ بدأت تتسارع دقات قلبي الآن ؟ لمَ اشعر بجاذبية قوية وبقيت مكاني مثل البلهاء راضخة له؟!.....ليس بيدي...حضنه غريب , مريح ...إنه ....إنه يذكرني بذاك الحضن ؟!....يا الله بدأتُ أهذي.!!....عيب ألمى عيب .....ان علم بم تفكرين سيحرقك على الفور ...هذا مجنون.....اوف....وانا ايضاً سأجن ....سحقاً لهاتين العينين المكحلتين!! ......هل اجبر نفسي على النهوض قبل أن افقد السيطرة وأقبّل هذه الرموش ؟!......يا لأفكارك المنحرفة يا ألمى ".....

فقط نظرات نرسل خلالها ذبذبات الحب وكلٌّ منا شاردٌ بأفكاره ونواياه.!..

فأنا على حين غرة وهي بهذا القرب تذكرت قلم الشفاه اللامع الذي لامس شفتيها....هل مسموح أن أتذوقه ؟!....ليس لشيء ...فقط لأعلم أي نكهة تحب وأجلب لها مثله هدية ؟!.......أصدقتموني ؟!...ايّاكم.... انا نيتي سيئة بهذا... ليس مثلها أقصى امانيها كلمة لطيفة ......لكن مع الأسف محروم بإرادتي كي لا أضعف وأغرق.....
بينما نحن على هذا الحال فجأة انفجرت ضاحكة وانا تبعتها اضحك لضحكتها لا يهم السبب.....بالنهاية تصافينا .....فهذه هي ألمتي الطيبة التي تجعلني متيّماً بها يوما عن يوم.... من تتحول بسهولة وتنسى ....كلمة تكسرها ولمسة تجبرها....!
تململت لتنهض فعصرتها بذراعيّ....استكانت مجدداً بارتياح فقلت بمكر :
" هل اعجبك وضعنا ؟!...سيمسكون بنا بقضية مخلّة للآداب "

ارتعدت حياءً ووجهها متوهجٌ ...حررتها فوقفتْ وبدأت تنفض التراب عن ركبتيها....نهضتُ من مكاني وفعلت بالمثل لكن من الخلف ...قلت لها :
" انفضي التراب عن ظهري....سيفضحنا عمر ....لا يفوته شيء !!"

اقتربت على استحياء......يا اللـــه !!.... طلبت منها ان تنفضني لا أن تحسس وتـ.... استغفر الله ...اين انت يا صبري؟! ...

" ألمى.."

" ها..؟!"

الـ (ها) بصوتها لوحدها دمار شامل....قلت:
" انا افتح لكِ المجال لتنتقمي مني....انفضيني يعني اضربيني ليزول التراب....ألم تري الخادمة كيف تطرق الفرش في بيتكم ؟!....افعلي مثلها واخرجي غلّك.....لا تتعاملين مع ظهري كأنه وجهك وتوزعين كريم الواقي عليه بنعومة "

عدنا الى المجموعة فشغّل الإذاعة خاصته :
" أين اختفيتما ...ها...أتظنا أنكما لوحدكما سيد يامن ؟!....الليل طويل تستطيع أخذ جرعاتك كما تشاء.."

" عمر اصمت ..."
نهرته عن غلاظته ثم اخذتها جانباً وطلبتُ منها لتذهب وتعتذر من (ميساء)...لم ارد ان اتدخل بينهما وتركتهما على راحتهما....

×
×
×

" ميساء....أنا آسفه...سامحيني.....لا اعلم كيف تفوهت بهذا؟....ليس من طبعي...اعتذر منكِ..."

تبسمت لها ببراءتها ونقاء روحها ومدت يدها تصافحها ثم شدتها بلطافة تجلسها جانبها وقالت وهي تسرح بالأعشاب امامها:
" انا ايضاً آسفه اذا حماسي واندفاعي جعلك تسيئين الظن ......صدقيني أخي يامن بمقام عمر شقيقي....نحن نحترمه ونحبه كابن للعائلة ....فهو رغم اسمه ومكانته متواضع لأبعد الحدود ولا يشعرنا بالفرق بيننا..."

التفتت نحوها ووضعت يدها على كفها وتابعت:
" سأخبرك سر لتطمئني !!...لكن لا تبوحي به لأحد ..."

ارتسمت ابتسامة بريئة وهي تستعد لسماعها....فاستطردت الاخرى:
أنا وابن خالتي نحب بعضنا ....هو ينتظر انتهاء ثانويتي ليتقدم لي....يعرف بحبي الأخوي ليامن ولا ينزعج لأنه يثق بي.....وأنتِ افعلي هذا وثقي بحبيبك.."
قالت وهي تنظر لي من بعيد وتتذكر الصفقة :
" جميل الحب ..حافظي عليه.....مثلًا انا ويامن لم نرتبط عن حب...خطبتنا وعلاقتنا تقليدية..."

ردت عليها ضاحكة:
" كدتِ تشعلين بي النار واخي يامن عيناه تلتهمك وتقولين علاقتكما تقليدية؟!....حسناً ممكن في البداية كنتما كذلك لكن نظراتكما تفضحاكما...لا تحاولي اقناعي بغير هذا..."

جاملتها بابتسامة واستمرتا بالثرثرة حتى نادتهما زوجة (عمر):
" هيا ايتها المدللتان ...الطعام جاهز..."

افترشنا الأرض نجلس على شكل حلقة حول المائدة كل واحد بجانب شريكته....لم تمد يدها لطبقها فوكزتها بخفة هامساً:
" كلي ولا تفوتي الفرصة.....اذا انتظرتِ دقيقة ستغدين في صحراء قاحلة بفضلهم .."

ثم مسكت سيخ لحم اناولها إياه...اخذته ووضعته بالطبق...فسالت بتوجس:
" ما بكِ؟..لمَ لا تأكلين ؟!."

اجابت بخجل:
" لا احب لحم الخراف....آكل فقط الكباب.."

تبسمتُ هامساً بحنوٍ:
" حاضر.."

ومددتُ يدي احمل طبق الكباب الكامل وأضعه امامها فشهقت بوجهٍ محمرٍّ هامسة :
" ماذا تفعل؟...اعده مكانه....سيظنونني مفجوعة !!"

نطق من يصطاد المواقف:
" من ينظر لكِ سيدة ألمى لا يتوقع انك تأكلين كل هذا...تذكري أن لك أخوة جياع من فضلك...."

ازداد وجهها توهجاً وتمتمت محرجة:
" أرأيت ؟!.."

قلت بصوت مرتفع:
" لا تهتمي له......هو يريد احراجك ليبقى الطبق له.....ان لم تكوني ذئبة سيأكلك هؤلاء الذئاب..."

ثم مسكتُ قطعه وقربتها من فمها...قضمت منها برقة وحياء وهي ترفع اهدابها لتسطع سماؤها بوجهي....فتنحنح (رامز) هاتفاً:
" احم احم...نحن هنا....ستشعل الفتنة سيد يامن"

اخذت ابنته من حضنه ..وضعتها على حجري واطعمتها من الكباب وقلت:
" ها انت متفرغ سيد رامز...اطعم زوجتك قبل ان ينزل الطبق على رأسك"

قال (عمر) ساخراً:
" ما ذنبنا نحن لتفسد بيننا وانت تطعم دميتيك بهذه اللطافة والرومانسية.."

ضربته زوجته بمرفقها على معدته فقال بصوت مختنق وهو يسعل :
" خذ...ها انا اول ضحايا الفتنة "

قالت زوجته بتصنع منزعجة:
" تعلّم يا هذا......فقط تعرف كيف تأكل ولا تعرف كيف تطعم"

امضينا جلستنا بالحكايات المنوعة ...تمشينا قليلاً بين الورود والتقطت لها بعض الصور بهاتفها وصورة ذاتية بهاتفي لنا وانا اضع ذراعي على كتفيها والخلفية السماء والازهار ....عندما حلّ الليل سهرنا على اضاءة المصابيح التي تعمل على البطّاريات ...تناولنا الفواكه والمكسرات بأجواء مرحة مع مشاحناتهم الزوجية وانهينا ليلتنا بشرب الشاي المغلي على الفحم مع كعكة (ام عمر).....نفذت الطاقات من الجميع فدخلوا خيمهم يستقرون....كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل....بقينا انا وهي وبدأت نسمات باردة تلفحنا ...هكذا يتبدل الجو الى بارد ليلاً في هذه المنطقة ...كانت تجلس تحتضن ذراعيها تضمهما الى صدرها وانفها ورديّ من صفعات البرد فهمست لها بحنان:
" هيا ادخلي الى الخيمة ونامي..."

سالت بارتباك:
" وأنت؟."

" لا تخافي...لن ادخل....اطمئني ...لا اشعر بالنعاس..!!"

اومأت لي بنعاس موافقة ثم نهضت هامسة بتثاؤب:
" تصبح على خير..."

رسمت ابتسامة خفيفة وهمست بهدوء:
" وانتِ من اهل الخير.."

بعد ان دخلت الخيمة جمعتُ بعض الاغصان الصغيرة اليابسة , حوطتها بحجارة عند حافة الجبل قريباً من المنحدر ...اشعلتُ ناراً تؤنسني , التمس منها بعض الدفء وانا اسرح بالمنظر الليلي حيث يُعكس البدر على وجه بقعة ماء النبع والبيوت الخشبية تلمع بقناديلها تتلألأ كالنجوم وكأننا اصبحنا بين سماءين من فوقنا وتحتنا.......مرّت ساعتان وانا مكاني مرة العب بهاتفي ومرة اردد ما تيسر من الآيات بصوت خاشع خفيض ..احمل عصا صغيرة , ارسم بعشوائية على التراب...سمعتُ خطوات انثوية من خلفي فعرفت انها هي ...استدرت بوجهي فوجدت ملامحها مذعورة وانفاسها لاهثة فسألت قلقاً:
" ما ايقظك؟!.."

قالت بنبرة خائفة:
" نهضت لأشرب فلمحت صرصوراً داخل الخيمة....جئت هنا على الفور قبل أن يطير عليّ.."

اطلقت قهقهة ...ذكرتني بشقيقتي (دنيا) وافلام الرعب مع الصراصير....سأجري بحثاً لأفهم ما مشكلة أولئك الفتيات مع هذا المخلوق البريء.....حركت رأسي مستنكراً ثم نهضت هاتفاً:
" هيا لنطلق النار على هذا الدخيل.."

سبقتها وقتلته في مكانه والقيت به خارجاً ثم طلبت منها الدخول وعدتُ الى ناري....بعد لحظات عادت نفس الخطوات لتتوقف في مسافة معينة ...التفتّ للخلف وجدتها تجلس على الأرض , تضم ركبتيها لصدرها تحاول تدفئة نفسها فسألتها مازحاً:
" هل عاد ابنه لينتقم؟!.."

ضحكت ببراءة واومأت نفياً براسها..فأردفت:
" اذاً من الأفضل ان تذهبي لتنامي....داخل الخيمة اكثر دفئاً .."

قالت محرجة وصوت رقيق:
" لم أرتح....أخاف ان يأتي غيره.."

عدت بوجهي الى ناري وهي ورائي وضحكت هاتفاً:
" مشغولون الآن بتشييع جثمان صديقهم...اطمئني.."

تبسمت بأنفها المحمرّ وقالت مازحة:
" أشعر أنك تريد اقصائي بأي طريقة ....هل يزعجك وجودي؟!.."

حمقاء...كنت افكر بها قبل قليل ...تمنيتُ لو انها مستيقظة لنتسامر سوياً...أجبتها نافياً بهدوء وانا اكمل بالعصا لوحاتي مولّيها ظهري:
" أبداً ....اقول ذلك من اجلك...لترتاحي"

" لا ارتاح داخل الخيمة.."

" كما تشائين....انت حرة.."

استدرتُ مجدداً لها وهمست:
" اقتربي من النار...ستبردين"

هل أنا مجنون؟!...كان يجب اقناعها لتعود للخيمة بأي طريقة....لم شجعتها لتأتي؟......يا الهي ..كيف سيكون قرب النار من البارود ؟!...

دنت مني موازية لي ومسافة متر بيننا...جلست وهي تمسح كفيها ببعضهما من البرد....فالنار شعلتها صغيرة ويجب الالتصاق بها لتشعر بحرارتها....
" تعالي...اقتربي اكثر من النار.."

طلبت عاطفاً عليها....تحركت تزحف حتى وصلتني ...همست وهي تنظر للأمام:
" يا له من منظر رائع.."

تأملتها بنظراتي فوجدت انعكاس القمر في سمائها وضوء النار يتحرك راقصاً على وجهها ليحدث مشهداً ابداعياً آخراً من صنع الخالق ...اجبتها بصوتٍ هامسٍ مبحوح يتدفق منه المشاعر وانا سارحٌ بجمالها:
" بل منظر نادرٌ, ساحرٌ.....يكاد يقتلني "

شعرتُ ببرودة جسدها من رعشتها ....فمددت ذراعي احوط كتفيها وانا اضمها لصدري ...مسكتُ يسارها بيميني اغلفها بقبضتي لأوهبها الدفء من لهيبي ...رفعت رأسها عن صدري تحدّق في وجهي وهي مطوقة بذراعي وهمستْ:
" ويقتلني ايضاً.."

شددتُ باحتضانها وهيمن علينا الصمت يعقد السنتنا عن الكلام والهمس , يترك خافقينا يتفاعلان بفعل هذه الجاذبية الحارقة ....املتُ رأسي نحوها اداعب انفها الأحمر بأنفي ...حجبت سماءها بأهدابها, رافعة رأسها مستسلمة بشفتيها لحتفها فأغلقتُ بوهن جفوني على أرضي وأنا بشفتيّ احفر قبري لنستقبل معاً قبلة الموت لكلينا.....شعرة غير مرئية بيننا تفصل شفاهنا قبل ان نسقط في الدرك الأسفل من العشق المحروم علينا ...ففززتُ من مكاني لأتلافاه متوجهاً الى حافة المنحدر وانفاسي متهدجة , امسح بيدي على رأسي بغلّ ونفحات الهواء لم تقدر على تبريد هيجان قلبي ولا على مشاعري التي كادت تجرفني مع تيار الغرام , تاركاً خلفي انثى جريحة تبكي مدراراً من قسوتي وضعفي.......التفتّ الى الخلف بعد ان كابدت ململماً بقايا روحي فلم اجدها !!...رفعت رأسي ناظراً لخيمتي فلمحتُ الطرف الأخير من عباءتها وهي تدخلها لترثي نفسها وخيبتها مني....ليس ذنبك ألمتي!! ....لا ينقصك شيء يا زهرة في ربيع العمر يا نجمة تضاهي في جمالها القمر يا براءة ينشرح بها الصدر يا حمامة بيضاء تحمل غصن الزيتون لتنثر السلام وسط الحرب والغدر.....سامحيني حبيبتي...!!

**********( انتهى الفصل العاشر )**********


قراءة ممتعة ان شاء الله....

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-21, 02:15 AM   #122

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اعتذر عن تاخري بانزال الفصل....اتمنى لكم قراءة ممتعة ....

واعتذر ايضاً لانه لن يكون الاسبوع القادم فصل بسبب انشغالي بامتحانات اولادي.

أراكن على خير ان شاء الله ...

shezo likes this.

ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-21, 09:18 AM   #123

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,547
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الفجر الجميل علي إشراقة اليوم الندى اعذب ألحان لكل الفصول
**القلوب لا تكذب و لا تتجمل**ألمي في قرارة نفسها لا تكره يامن كما تدعي فمن يكره احد لا يأتي علي باله او يحسب مدة إنقطاعه بل يتمني لو غاب عن الوجود
ولكن شهر كثير جدا حبيبتي ان يحتمل هادى كل هذه المدة لا يرى معشوقته ولا يسمع صوتها
ولكن ما يعجبني به أنه موقن بنقاء نفسها لكنه واقعي فيما يخص ملابسها أوبعض مظاهر التحرر العفوية
كما أنه يحكم السيطرة علي تمردها دائما فتذعن للذهاب لتلك الرحلة وكانت تستطيع الإصرار علي الرفض
أسلوبك الرقيق البسيط في لقاءات المي وأصدقائها خاصة عبارات الإعجاب والمشاغبة من ميار مذهلة حقا تذكرني بأيام الجامعة الجميلة فميار لها قرينات في كل الدول تجعلني ابتسم أو أضحك علي عكس اسلوبك الرصين وكلاهما رائع وفي محله
كما انه من الواضح أنه ستكون هناك جولات بين هادى المعلم السابق للرياضيات بالمخيم وطالبته الجديدة القديمة ألمي وليته يعيد تحفيظها بعض سور القرآن الكريم كمافعلها وهي صغيرة فقد أشفقت عليها وهي تشاهدهم بالصلاة ولا تعرف كيفية أدائها
**رب أخ لم تلده أمك**دائما ما كان هناك ذلك الصديق أو الصديقة من نعتبرهما من أهل البيت حتي أنهم كانوا يذهبون معنا بالزيارات العائلية أو شراء متطلبات المنزل وجلب الاكلات المحببة من منازلهم أو حتي الوقوف بالمطبخ لصنعها وذلك الأخ الموجود للزود عن اهل البيت ورعايتهم بل ودفع المال في بعض المواقف
وللأسف غابت هذه الشخصية كثيرا عن حياتنا والتهي الحميع بمتطلبات الحياة أو بهمومه فلا ينقصه غيره ولم يبق لنا سوى الذكرى الجميلة لمن ابعدتهم الحياة عنا وكاتبة حساسة موهوبة مثلك تنشر عبق أحلي أيام عشناها
هذا هو سامي.. ومن مثله هو رحمة ورزق من الله يجعل الحياة جميلة وكان ليقوم بهذا الدور حتي بدون ارتباطه بدنيا.
وعائشة لا تفرقه عن أولادها غير أن دنيا تتغنج كثيرا من فرط إهتمامه بها
وقد أفسد للتو خطة عائشة للتقريب بينهما
يبدو أن دنيا لن تشعر او تعترف بمشاعرها إلا بالطريقة الصعبة التي منها احتمال فقدان من نحب بسبب موجع
**سلام..لعينيها**بدات المعركة بعطر ألمي او حيلتها لتلبس ملابسها المثيرة المعتادة
حقا كان لهادى ان يترك ملابسها الفضفاضة بعطرها الملفت وانا أعلم حرمته افضل من لبس كاسي عار فماذا لو لم تفلح خطته لإجبارها علي تغييرها بالعباءة.
غيرة المي الواضحة حتي من يارا ذات السنتين هو إفتقاد لحنان لم تذقه من قبل وحبا ليامن لاتفسر كنهه
هادى رغما عنه يقرر الهدنة ونشر السلام بينهماوالذى كان ليكون فعالا لو نفي قصة الصفقة ليخفف عنها
كما انه يخطئ في أنه لا يريد إيلامها عندما ينتقم من والدها ذلك انها ستتألم علي كل الاحوال فأولى به أن يكون له رصيدا بقلبها يشفع له ساعتها وقد نسي في هذه المعادلة قلبه ومن الذى سيخفف عنه وقت صدها أو هجرانها
الامر كله لله فليعش تلك اللحظات المسر وقة من العشق الصادق معها ويدع ما في الغد لله
أشرتي إلي نقطة هامة جدا حبببة قلبي نورانية الروح والمشاعروهو عدم إصدارنا الأحكام الجائرة علي البعض كقول: انت لن ترد علي جنة.. او أن من علي شاكلتك لن يتقبل الله منه فهذا تأله علي الله والعياذ بالله فالأمر كله لله.. رب سجدة واحدة من شخص لا يحفظ من القرآن سوى فاتحة الكتاب والإخلاص أن تعادل الف سجدة ورب شخصا نراه عاصيا يعمل عملا واحدا يكافئ عبادة الف عام
من نحن لنحكم علي هذا أو ذاك .
إن صحفنا بيد الله سوداء كانت ام بيضاء نسعي لنيلx رضاه ولا نطمع سوى برحمته وعفوه.
وربي لو حاسبنا الله بعدله ما شم أحدنا ريح الجنة..
(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (58)قوله تعالي بسورة يونس
الرحلة والاصدقاء رائعة جدا بالاجواء الطبيعية الجميلة والقلوب المحبة
**المشاعر المخنوقة والغيرة الحمقاء**لو تدرى ما يمر به هادى من ألم ووجد وعشق حد أنه يدعو الله ان تكون حور يته بالجنة لأنه فقد الأمل بالدنيا .
أى عشق هذا وأى عبارات حساسة صادقة موحية رسمتي بها بكل الإبداع لوحة رائعة لعاشق متيم بلا أمل
لو تدرى ألمي لما جرحت ميساء بهذا الشكل
أحيانا اتعجب من عشق هادى لها مع الكثير من التصرفات الخاطئة لها حتي مع تراجعها سر يعا وإعترافها بالخطأ اظن هادى لو لم يحبها طفلة ويرفق بها ما لفتت نظر هx وهى فتاة يافعة مبهرة أو ربما هو الحب الذى يلقيه الله بالقلوب بلا سبب فهو أيضا رزق
حتي الإنسانية رزق يحرم منه غلاظ القلوب أصحاب المصالح المادية والنفوس السوداءأمثال عاصي
أبدعتي حبيبتي في مشهد ألمي وهي تفضي بما نفسهامن أسي وحزنx كل ما راودها من مشاعر سلبية بسببه له فيحتضنها ضاربا بعرض الحائط كل إدعائاته بالصلابة والقسوة
وألمي بشفافيتها رغم تصرفاتها الغريبة أحيانا تشتم حضن هادى لهاx وهي طفلةx قد صدقت فعلا فالاحضان ليست كبعضها وأعظمها احضان الاوطان العبقة بالدفء والأمان
كما جاء بطلنا الصرصور مرة ثانيةx الذى يبدو شر يكا معنا في احداثنا
حقا اكثر شئ مرعب بالصرصور هو انه قد يطير وx يحط علي المرء .
انا عاشقة جدا للشتاء كفصل حزين تتلبدسمائه بالدموع تبكيها أمطارا هي رحمة و رزق
لكني أحبه اكثر لإختفاء الصراصير به
هذا الصرصور بطلنا المأسو ف علي شبابه جعل ألمي تقبع بين يدى يامن ناعمة بالدفءx والحب امام الحطب المشتعل لولا فرارهادىx بآخر لحظة
ولو يدرى ما أقساها علي المرأة ان يشعرها حبيبهابالنفور
هي خاتمة قاسية علي المي حبيبتي الحان الربيع
ولكن للظرو ف احكام كما يقولون
سلمتي حبيبتي علي الفصل الرائع والرحلة الهائلة التي اصطحبتنا بها وكأننا معهم
وفق االه أولادك بإمتحاناتهم وقد علمت أن هذا أوانها من صديقاتي الكاتبات اللاتي اعتذرن للمتابعة مع أولادهم فبناتي قد تجاوزوا هذه المراحل
بارك الله لك فيهم وجعلهم من الفالحين الناجحين وأقر عينك بهم
سأفتقدك كثيرا و سأدعو لهم بالتوفيق
دمتي في حفظ الله ورعايته أختي الحان الربيع


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-21, 06:33 PM   #124

لبنى البلسان

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية لبنى البلسان

? العضوٌ??? » 462696
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 5,543
?  نُقآطِيْ » لبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond repute
افتراضي



يعطيك ألف عافية الحان على الفصل الجميل تسلم اناملك
راح نفتقد الرواية واحداثها
وفق الله اولادك في امتحاناتهم وجعلهم من المتفوقين
وحفظهم لكي يارب


shezo likes this.

لبنى البلسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-21, 09:30 PM   #125

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Chirolp Krackr

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 4 والزوار 7)


‏موضى و راكان, ‏ألحان الربيع, ‏اثار ناصر, ‏فاطمة هزار





تسلمى ألحان الربيع و كل الفصول كما قالت شيزو فصل مميز و ممتع
و بالتوفيق دائما لك و لأولادك و حفظكم الله من كل شر

shezo likes this.

موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-12-21, 12:37 PM   #126

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح الفجر الجميل علي إشراقة اليوم الندى اعذب ألحان لكل الفصول
**القلوب لا تكذب و لا تتجمل**ألمي في قرارة نفسها لا تكره يامن كما تدعي فمن يكره احد لا يأتي علي باله او يحسب مدة إنقطاعه بل يتمني لو غاب عن الوجود
ولكن شهر كثير جدا حبيبتي ان يحتمل هادى كل هذه المدة لا يرى معشوقته ولا يسمع صوتها
ولكن ما يعجبني به أنه موقن بنقاء نفسها لكنه واقعي فيما يخص ملابسها أوبعض مظاهر التحرر العفوية
كما أنه يحكم السيطرة علي تمردها دائما فتذعن للذهاب لتلك الرحلة وكانت تستطيع الإصرار علي الرفض
أسلوبك الرقيق البسيط في لقاءات المي وأصدقائها خاصة عبارات الإعجاب والمشاغبة من ميار مذهلة حقا تذكرني بأيام الجامعة الجميلة فميار لها قرينات في كل الدول تجعلني ابتسم أو أضحك علي عكس اسلوبك الرصين وكلاهما رائع وفي محله
كما انه من الواضح أنه ستكون هناك جولات بين هادى المعلم السابق للرياضيات بالمخيم وطالبته الجديدة القديمة ألمي وليته يعيد تحفيظها بعض سور القرآن الكريم كمافعلها وهي صغيرة فقد أشفقت عليها وهي تشاهدهم بالصلاة ولا تعرف كيفية أدائها
**رب أخ لم تلده أمك**دائما ما كان هناك ذلك الصديق أو الصديقة من نعتبرهما من أهل البيت حتي أنهم كانوا يذهبون معنا بالزيارات العائلية أو شراء متطلبات المنزل وجلب الاكلات المحببة من منازلهم أو حتي الوقوف بالمطبخ لصنعها وذلك الأخ الموجود للزود عن اهل البيت ورعايتهم بل ودفع المال في بعض المواقف
وللأسف غابت هذه الشخصية كثيرا عن حياتنا والتهي الحميع بمتطلبات الحياة أو بهمومه فلا ينقصه غيره ولم يبق لنا سوى الذكرى الجميلة لمن ابعدتهم الحياة عنا وكاتبة حساسة موهوبة مثلك تنشر عبق أحلي أيام عشناها
هذا هو سامي.. ومن مثله هو رحمة ورزق من الله يجعل الحياة جميلة وكان ليقوم بهذا الدور حتي بدون ارتباطه بدنيا.
وعائشة لا تفرقه عن أولادها غير أن دنيا تتغنج كثيرا من فرط إهتمامه بها
وقد أفسد للتو خطة عائشة للتقريب بينهما
يبدو أن دنيا لن تشعر او تعترف بمشاعرها إلا بالطريقة الصعبة التي منها احتمال فقدان من نحب بسبب موجع
**سلام..لعينيها**بدات المعركة بعطر ألمي او حيلتها لتلبس ملابسها المثيرة المعتادة
حقا كان لهادى ان يترك ملابسها الفضفاضة بعطرها الملفت وانا أعلم حرمته افضل من لبس كاسي عار فماذا لو لم تفلح خطته لإجبارها علي تغييرها بالعباءة.
غيرة المي الواضحة حتي من يارا ذات السنتين هو إفتقاد لحنان لم تذقه من قبل وحبا ليامن لاتفسر كنهه
هادى رغما عنه يقرر الهدنة ونشر السلام بينهماوالذى كان ليكون فعالا لو نفي قصة الصفقة ليخفف عنها
كما انه يخطئ في أنه لا يريد إيلامها عندما ينتقم من والدها ذلك انها ستتألم علي كل الاحوال فأولى به أن يكون له رصيدا بقلبها يشفع له ساعتها وقد نسي في هذه المعادلة قلبه ومن الذى سيخفف عنه وقت صدها أو هجرانها
الامر كله لله فليعش تلك اللحظات المسر وقة من العشق الصادق معها ويدع ما في الغد لله
أشرتي إلي نقطة هامة جدا حبببة قلبي نورانية الروح والمشاعروهو عدم إصدارنا الأحكام الجائرة علي البعض كقول: انت لن ترد علي جنة.. او أن من علي شاكلتك لن يتقبل الله منه فهذا تأله علي الله والعياذ بالله فالأمر كله لله.. رب سجدة واحدة من شخص لا يحفظ من القرآن سوى فاتحة الكتاب والإخلاص أن تعادل الف سجدة ورب شخصا نراه عاصيا يعمل عملا واحدا يكافئ عبادة الف عام
من نحن لنحكم علي هذا أو ذاك .
إن صحفنا بيد الله سوداء كانت ام بيضاء نسعي لنيلx رضاه ولا نطمع سوى برحمته وعفوه.
وربي لو حاسبنا الله بعدله ما شم أحدنا ريح الجنة..
(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (58)قوله تعالي بسورة يونس
الرحلة والاصدقاء رائعة جدا بالاجواء الطبيعية الجميلة والقلوب المحبة
**المشاعر المخنوقة والغيرة الحمقاء**لو تدرى ما يمر به هادى من ألم ووجد وعشق حد أنه يدعو الله ان تكون حور يته بالجنة لأنه فقد الأمل بالدنيا .
أى عشق هذا وأى عبارات حساسة صادقة موحية رسمتي بها بكل الإبداع لوحة رائعة لعاشق متيم بلا أمل
لو تدرى ألمي لما جرحت ميساء بهذا الشكل
أحيانا اتعجب من عشق هادى لها مع الكثير من التصرفات الخاطئة لها حتي مع تراجعها سر يعا وإعترافها بالخطأ اظن هادى لو لم يحبها طفلة ويرفق بها ما لفتت نظر هx وهى فتاة يافعة مبهرة أو ربما هو الحب الذى يلقيه الله بالقلوب بلا سبب فهو أيضا رزق
حتي الإنسانية رزق يحرم منه غلاظ القلوب أصحاب المصالح المادية والنفوس السوداءأمثال عاصي
أبدعتي حبيبتي في مشهد ألمي وهي تفضي بما نفسهامن أسي وحزنx كل ما راودها من مشاعر سلبية بسببه له فيحتضنها ضاربا بعرض الحائط كل إدعائاته بالصلابة والقسوة
وألمي بشفافيتها رغم تصرفاتها الغريبة أحيانا تشتم حضن هادى لهاx وهي طفلةx قد صدقت فعلا فالاحضان ليست كبعضها وأعظمها احضان الاوطان العبقة بالدفء والأمان
كما جاء بطلنا الصرصور مرة ثانيةx الذى يبدو شر يكا معنا في احداثنا
حقا اكثر شئ مرعب بالصرصور هو انه قد يطير وx يحط علي المرء .
انا عاشقة جدا للشتاء كفصل حزين تتلبدسمائه بالدموع تبكيها أمطارا هي رحمة و رزق
لكني أحبه اكثر لإختفاء الصراصير به
هذا الصرصور بطلنا المأسو ف علي شبابه جعل ألمي تقبع بين يدى يامن ناعمة بالدفءx والحب امام الحطب المشتعل لولا فرارهادىx بآخر لحظة
ولو يدرى ما أقساها علي المرأة ان يشعرها حبيبهابالنفور
هي خاتمة قاسية علي المي حبيبتي الحان الربيع
ولكن للظرو ف احكام كما يقولون
سلمتي حبيبتي علي الفصل الرائع والرحلة الهائلة التي اصطحبتنا بها وكأننا معهم
وفق االه أولادك بإمتحاناتهم وقد علمت أن هذا أوانها من صديقاتي الكاتبات اللاتي اعتذرن للمتابعة مع أولادهم فبناتي قد تجاوزوا هذه المراحل
بارك الله لك فيهم وجعلهم من الفالحين الناجحين وأقر عينك بهم
سأفتقدك كثيرا و سأدعو لهم بالتوفيق
دمتي في حفظ الله ورعايته أختي الحان الربيع

صباح الأنوار اختي شيزو


انقطاع هادي شهر عنها بسبب الكبرياء يعني حب وكبرياء ههههه ....لانها رفضت قبلته ولانها هددته هذا جرحه عشان هيك ما تنازل ليحكي معها حتى لو مشتاق لكنه اضطر بالنهاية بسبب اصحابه .....

بالنسبة لميار صحيح دائما بيكون بشلة البنات وحدة مثلها ما في حدود وعايشة بعفوية هههههه بتكون فاكهة الصحبة ....

مزبوط شعور ألمى صعب لانها شعرت حالها شاذة بينهم من ناحية اللباس او عدم معرفتها بالصلاة......


سامي رجل مخلص لصديقه وقلبه طيب واذا احب يحب بصدق ورح نشوف ان شاء الله لوين بده يوصل مع دنيا ههههه......وصحيح اللي ذكرتيه ما في احلى من الايام اللي كانت كلها هداة بال نتشارك مع بعض بكل شي واليوم كل واحد مشغول بعيلته وهمومه مع انه وسائل الراحة كلها متاحة بس بقول البعد عن الدين هو اللي زاد همومنا يعني الشي بايدينا ...


ألمى روحها النقية تجعلها طفلة في تصرفاتها وايضا ما زالت في سن صغير وربما من ضعفها بتحاول انها تثبت وجودها بالعناد وانا بشوف مثلا حواليي ومنهم اولادي اذا اهملتهم شوي بصيروا يعملوا اشياء غلط للفت انتباهي ههههه نوع من الاستفزاز ....وهيك ألمى بتستفزه بالشي اللي بقهره لانها من اول يوم عرفت مثلا عن عدم تقبله للباسها وكمان العطر ومع اهماله الها بدها تلفت انتباهه باي طريقة ههههه......هو لانه ذكي عرف نيتها فلهيك بعث لصاحبه انه يجيب عباية وحطها تحت الامر الواقع يعني غصب عنها بدها تقبل تلبسها لانه مش رح ترضا تكون بينهم بملابس متسخة مثل الاطفال هههه......ألمى معها حق بغيرتها لانها رات كيف كانت شخصيته جميلة مع الكل من بنت صغيرة للكبير الا هي بكون جامد معها ....


كثير نلتقي بأناس يحكمون على الغير من مظهرهم وكأنهم ضامنون انفسهم انهم بالفردوس ....العبرة لمن صدق وليس لمن سبق ....


اعجبني جدا تعبيرك (( أن يكون له رصيدا بقلبها يشفع له ساعتها )) .....لانه لو لم تحبه سيكون سهل انها تخرجه من حياتها لاي سبب وكيف اذا كان انتقام من ابوها

الحب النقي الصادق انه يتمناها باخرته الحياة الابدية قبل دنيته الفانية.....بس وين هدول ههههه ...اليوم اذا بتقولي للرجل مرتك بتكون حوريتك بالجنة بصيبه سكتة قلبية ههههههه


مشهد ألمى طلع من قلبي تعاطفاً معها لاني شايفتها اكثر شي مظلومة بروايتي هي البريئة الوحيدة بينهم كلهم هههههه وطبعا لو لم يحتضنها لن يكون هادي الحنون الذي عرفناه


بالنسبة لبطلنا الصرصور انا مثلك بالزبط اللي بخوفني منه غير شواربه انه بطير ودايما بقول لو ما بطير يمكن اتجرا اقتله هههههه بس هيك مستحيل اقرب وسبحان الله هذا اللي بفكر فيه بالشتوية انه بتحرك بحرية لانه بختفي بهذا الفصل ودايما بدعي من ربنا انه يقرضه زي ما انقرضن الديناصورات ههههه


صعب انه المرأة تشعر انها مرفوضة من حبيبها او زوجها فهنا هادي جرحها بغباء من غير قصد مع انه يتمناها قبلها ......هو خاف ان تكون هذه القبلة هي نهايته والسبب اللي رح يضعفه بمهمته.....


ما في اجمل من الرحلات في الطبيعة انا عاشقة لها احب الخضرة والوديان تعطيني طاقة ايجابية مع رائحة الاعشاب والتراب يمكن لانه هو الحنين للماضي لانه بيت اهلي بمنقطة فيها واد ومن خلفة سهل وجبل يكون في الربيع مذهل وكنا نذهب انا وبنات عمي لنتمشى هناك وحتى كنا نسميه النيل الصغير ههههه اما بلد زوجي مدينة جبلية مكتظة بالبنايات التي تشعرني بالاكتئاب هههههه


حبيبتي اختي آمال الله يسعدك وشكرااا كثير على كلماتك الحلوة والدعوة لاولادي اللي فرحت قلبي ويارب الله يحفظلك بناتك وتشوفيهن باعلى مراتب الدنيا والدين......بارك الله فيكِ

وانا كمان رح اشتقلكن كثير ...ان شاء الله نلتقي على خير

shezo likes this.

ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-12-21, 06:58 PM   #127

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لبنى البلسان مشاهدة المشاركة


يعطيك ألف عافية الحان على الفصل الجميل تسلم اناملك
راح نفتقد الرواية واحداثها
وفق الله اولادك في امتحاناتهم وجعلهم من المتفوقين
وحفظهم لكي يارب

الله يعافيك ويسلمك اختي لبنى❤😍

شكرا كثير الك عالدعوة الحلوة مثلك ....الله يحفظك ويبارك بعمرك⚘⚘

shezo likes this.

ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-21, 10:53 AM   #128

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 4 والزوار 7)


‏موضى و راكان, ‏ألحان الربيع, ‏اثار ناصر, ‏فاطمة هزار





تسلمى ألحان الربيع و كل الفصول كما قالت شيزو فصل مميز و ممتع
و بالتوفيق دائما لك و لأولادك و حفظكم الله من كل شر

الله يسلمك ويحفظك اختي موضى وبارك الله فيكِ على الدعوة الجميلة مثلك

سُعدت بوجودك

shezo likes this.

ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-21, 09:42 AM   #129

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,547
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الخير حبيبتي ألحان كل الفصول
قلت أمر فقط لألقي عليك تحية الصباح
اسعد الله أوقاتك وكل أسرتك بالخير وبرضا الرحمن
وربنا يوفق اولادك يارب في إمتحاناتهم
وإن شاء تقر عبنك دائما بنجاحهم وتفوقهم
دمتي في حفظ الله ورعايته


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-21, 01:39 PM   #130

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح الخير حبيبتي ألحان كل الفصول
قلت أمر فقط لألقي عليك تحية الصباح
اسعد الله أوقاتك وكل أسرتك بالخير وبرضا الرحمن
وربنا يوفق اولادك يارب في إمتحاناتهم
وإن شاء تقر عبنك دائما بنجاحهم وتفوقهم
دمتي في حفظ الله ورعايته
صباح الخيرات والمسرّات اهلا اختي الغالية آمال 🌷🌷

بارك الله فيكِ...لا اجمل من ان اقرأ كلماتك الطيبة الصادقة ....اخجلتيني بكرمك وطيب اصلك ....ولكِ بالمثل حبيبتي ...

الله يسعدك ويفرح قلبك بحبايبك ❤❤❤

نهارك سعيد 🌺

shezo likes this.

ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:12 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.