آخر 10 مشاركات
زوج لا ينسى (45) للكاتبة: ميشيل ريد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          كلوب العتمةأم قنديل الليل ؟! (الكاتـب : اسفة - )           »          52 - عودة الغائب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك لمستوى الرواية ؟
جيد جداً 85 88.54%
جيد 11 11.46%
سيء 0 0%
المصوتون: 96. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree9707Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-11-21, 02:41 PM   #101

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لبنى البلسان مشاهدة المشاركة


فصل جميل جدا
اخيرا سيرتبط هادي مع المى ننتظر ماسيحدث بينهما
وهل حب هادي لالمى سيتغلب عن ذكرى ماضيه وينسيه ان والدها سبب موت ابيه وتشرده هو وعائلته ولايقسو عليها
ابدعتي بانتظار الاحداث القادمة بفارغ الصبر


أنتِ أجمل اختي لبنى....

هادي ليس ملاك او مثالي ..بالنهاية هو انسان يخطئ ويصيب لذا سنرى ان شاء الله صراعه بين نارين الحب والانتقام وكيف سينعكس هذا في تصرفاته معها والى اين سيصل بهما الحال....

سعدت جداً بمشاركتك وكلماتك اللطيفة الداعمة...واتمنى حقاً ان تنال اعجابك....

نهارك سعيد....



shezo likes this.

ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-11-21, 03:01 AM   #102

nmnooomh

? العضوٌ??? » 314998
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 486
?  نُقآطِيْ » nmnooomh is on a distinguished road
افتراضي

قرأت الاجزاء في يوم واحد او اقدر اقول التهمتها التهاما
صراحة سرد قصصي رائع ومؤثر جدا
وتزامن مع خبر قراته اليوم في نشرات الاخبار احزنني جدا وادمى قلبي ففي احد الدول الاسلامية التي انتشر بها الفوضى قريبا قام الاهالي ببيع ابناءهم من الفقر والعوز
نسأل الله ان يرفع الغمه عن هذه الامه ويولي قادتها وحكماءها امرها وصلاحها

shezo likes this.

nmnooomh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-11-21, 09:37 PM   #103

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nmnooomh مشاهدة المشاركة
قرأت الاجزاء في يوم واحد او اقدر اقول التهمتها التهاما
صراحة سرد قصصي رائع ومؤثر جدا
وتزامن مع خبر قراته اليوم في نشرات الاخبار احزنني جدا وادمى قلبي ففي احد الدول الاسلامية التي انتشر بها الفوضى قريبا قام الاهالي ببيع ابناءهم من الفقر والعوز
نسأل الله ان يرفع الغمه عن هذه الامه ويولي قادتها وحكماءها امرها وصلاحها
تشرفت بقراءتك لروايتي المتواضعة اختي نمنومه وسعدت جداً برايك وأتمنى ان تعجبك للنهاية ان شاء الله ....

القصص الواقعية كثيرة ومؤلمة جدا وبالفعل تدمي القلوب فلنحمد الله على عطاياه ونسأله ان يديم علينا نعمه ويفك الكرب ويزيل الغمة عن امتنا الاسلامية ويجعل جميع بلادنا سخاءً رخاءً وان يرزق كل محتاج من فضله وواسع كرمه ويعوضه كل خير ..

دمتِ بخير...

shezo likes this.

ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-11-21, 10:08 PM   #104

منى محمد عبدة

? العضوٌ??? » 460601
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 264
?  نُقآطِيْ » منى محمد عبدة is on a distinguished road
افتراضي

روايه جميله جدا جدا جدا جدا
shezo likes this.

منى محمد عبدة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-11-21, 03:33 AM   #105

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى محمد عبدة مشاهدة المشاركة
روايه جميله جدا جدا جدا جدا
عيونك أجمل .....هذا من لطفك وذوقك....

نورتيني وأسعدني رأيك

shezo likes this.

ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-21, 01:12 AM   #106

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثامن (( بين ألَمي وألْمَتي ))



جاءت لحظة تكبيل الأصابع بهذه الحلقات المعدنية وفق المراسم المتعارف عليها عند جميع من يقطن هذا الكوكب .....أنا أعلم أن الفتيات مهووسات بهذه الأمور التافهة وهن يرسمن أحلاماً وردية لحياتهن المليئة بالرومانسية كما يشاهدن مسلسلاتهن المفضلة دون ادراك للواقع الذي يحيط بهن ...مسكينات!!.....
كان من المفروض اصطحابها للصائغ لاختيار محبسها على ذوقها تلك المدللة لكن بما أن كل شيء حصل على عجلة فلترضى باختياراتنا ونصيبها !!...
تقدمت خالتي تحمل صندوقاً خشبياً مزخرفاً بفخامة , تضع فيه المجوهرات الخاصة بعروستنا وخاتميّ خطوبتنا ...
أخرجتْ منه محبسها الألماسيّ الرفيع وهو من اختياري وناولتني إياه لأكبّل بنصر سمائي ...مسكتُ يدها برقة لتتناغم مع رقة أناملها البيضاء التي تكاد ان تذوب بقبضتي بعد التماس الكهربائي الذي أدّى لاحتراقي ....
لأعترف.....كنتُ جباناً....نعم.. لم أجرؤ هذه اللحظة للنظر الى سمائها من هذا القرب !! ....جاء دورها لتلبسني محبسي الفضيّ العريض المنحوت بنقشات منه وفيه , فأنا ابغض كل شيء ناعم للرجال.. وهذا ايضاً كان من اختياري !!...مدت يديها المرتجفتين , واحدة لتسند يدي من الأسفل والأخرى تمسك أصفادي بطرفيّ أناملها وتحاول أسري بها ..فرفعتُ يسراي لأدعم يمناها المرتعشة لتنجح بتقييدي عريساً لها وشعرتُ برفعها لرأسها للنظر لوجهي ربما نظرة امتنان على المساعدة أو أي شيء لكني لم ابادلها اياها وانا محدقاً بيدها مستسلماً لجُبني....الآن دور هذا الشيء الذي يحاصر اعناق النساء كما كان يريد ابي (إبراهيم ) حصري بربطة العنق الكريهة التي تشعرني كأنني على حبل المشنقة...مسكته من جانبيه بشكله العريض وحبيبات ألماس كثيرة تصطف بجانب بعضها عليه كالجنود دون ترك ثغرة بسيطة , ليليق بسمو الملكة ابنة ذاك النجس الذي بالطبع يسيل له لعابه من قيمته !!....
دنوتُ منها وجسدانا متقابلان , شبه ملتصقين وانا احمله وانحني قليلاً اتجاهها لأطوقها بذراعيّ معه....لأحتَلّ ما هو من حقي!!......فقتلتني......
بغير حقٍ قتلتني وهي ترفع شعرها بتسريحته المجعدة لتكشف عن عنقها وتفتح المجال للعقد لينساب على نحرها وأنا أغلقه مسبل العينين ,أدفن وجهي بين البشرة البيضاء وشلالها الأسود ,غارقاً هيماناً بعبق الماضي المشبّع برائحة الاناناس المتبخرة من شعرها المختلطة بعبير عطرها , استنشقها كالمدمن المخدّر الذي حصل على جرعته ليمضي في حياته البائسة......أما قلبي الخائن!!...
كان يسلّم على قلبها وأنفاسي الدافئة تجود عشقاً في قربها لترسم قشعريرة على بدنها لا تعلم ألْمَتي ما سرّها...؟!!
انتبهتُ لوضعي واعدت ملامحي الجدية ثم طلبت ببرود من خالتي لتكمل لها الباقي قبل أن افضح نفسي....!!
ساعة ونصف كاملتان لم أوجه لها بهما أي كلمة خاصة.. وهي كذلك ..وحتى انني لم التفت الى يساري حيث تجلس ملاصقة لي ...كنتُ انتظر متى ستنتهي هذه الليلة لينتهي معها عذابي !!...وبينما انا شاردٌ أعد الثواني لنذهب من هنا , تدّخلت خالتها (فاتن) تطلب من والدها:
" أيمكنهما الذهاب للشرفة ليتعرفا على بعضهما ؟؟ "

ردّ بحماس مع ضحكات كلها رياء:
" طبعا طبعا.....تعتبر الان زوجته "

لا أدري من كذب عليها وأخبرها انني اريد ان اختلي بابنة شقيقتها كأي عريس متلهف لذلك ؟؟!!... لكن الجميل بالموضوع انها انقذتني وأوقفت اختلاط انفاسي بأنفاس النجس في هذه الجلسة !!....وبما انني وُضِعت تحت الأمر الواقع , نهضتُ من مكاني وهي تمشي أمامي بعنفوان لنتجه للمكان المقصود وهاتفها بيدها ...ابتسمت رغماً عني وانا اتذكرها وهي طفلة صغيرة تلهو عندنا كالفراشة وكيف أصبحت الآن بكامل الانوثة ...مررنا من جلسة صغيرة وسط القصر , ملكية من خشب البلوط مع فرش باللون الأخضر الزيتي من المخمل بأربع كراسي , تجلس على احداها صديقتها واعتقد الأخرى هي من الخدم فأشارت للأولى هامسة بحياء يعاكس عنفوانها :
" هذه ميار صديقتي ..."

حييتها برأسي مبتسماً من غير كلام لترفع يدها ملوّحة بالهواء ترد التحية مع ابتسامة عريضة ثم استمرينا لوجهتنا.....كانت الشرفة ضيقة ,جدارها زجاجي, تطلّ على مسبح القصر وتحتوي على طاولة دائرية صغيره , سطحها زجاجي وقاعدتها كالكرسيين خاصتها من القصب , تفصل بينهما....
مرّت لحظات من الصمت ونحن ننظر امامنا فعدّلت جلستها اثناء ذلك وهي تسند ظهرها للخلف.... والمصيبة الكبرى انها لم تكتفي بهذا بل وضعت ساقاً فوق الآخر ليُكشف عن لحمها بشكل أكبر مغرٍ دون خجل أو رحمة وغير مكترثة لحال المسكين الذي بجانبها !...لا أعلم ان كانت تتعمد ذلك أم انها تتصرف بعفوية ...لكن الذي اعلمه ان واجبي شكر الله على نسمات الهواء الباردة التي منَّ بها عليّ لتجفف حبيبات العرق التي اجتاحتني قبل ان تلمع بعينيها وانكشف بسبب المنظر الرهيب الذي ألمحه بجانبي !!....
لم نتفق على هذه الحرب الفاتنة......هذا ليس بعادلٍ ابداً !!...
عليّ الآن ان ادافع عن نفسي بحركة هجومية فباشرتُ مفتتحاً الحديث بعد ان رمقتها بنظرة خاطفة :
" كم عمرك ألمى؟؟.."

كان سؤالٌ لا داعي له فأنا احفظه باليوم من التاريخ المحفور على عقدها الذهبي ..

اجابت بخجل:
" انا في الثمانية عشر.."

حككتُ ذقني بطرف ابهامي رافعاً أحد حاجبيّ ناظراً لها دون تحديق وقلت:
" ممم....اعتقدت انك اكبر من ذلك بكثير....لا تبدين انك بهذا السن بتاتاً "

احمرّ وجهها وسألت منفعلة بقهر, تفك ساقيها وتجلس في حالة دفاع:
" لم تقول هذا ؟؟.....انت اول شخص تعتقد ذلك .."

رائع .... لقد تخلصت من منظر فخذيها المكشوفين اخيراً..!!

وضعتُ ذراعي اليسار على الطاولة وقلت ببرود:
" نمط لباسك لا يليق بسنك وزينتك المبهرجة تزيدك بحوالي عشر سنوات ..."

هتفت كاذبة تستشيط غضباً وعيناها لامعتان :
" هذه انا دائماً بهذه الزينة الصاخبة.....وان كنت لا تعلم فانا اليوم أيضاً اعتبر عروس وهذا الطبيعي للجميع ...لست وحدي من تكون هكذا !! "

قلت بلا مبالاة وهي حالياً في حالة شهيق وزفير سريعين من غيظها ووجهها كحبة الفراولة الطازجة اللذيذة :
" جيــد....لكني لا احب كل هذا ويا حبذا لو تعتادين على عدم وضعها....وايضاً العدسات اللاصقة ان كانت للزينة اتركيها واذا هي للرؤيا فاستخدمي شفافة من غير لون ....لا احب التزييف..."

صرخت وحدقتاها ترتجفان وهي تشد قبضتيها وبنبرة اقرب للبكاء :
" ليست عدسات ...اقسم لك انها عيناي ."

شتمتُ في سري " تباً لكِ ولعينيكِ..."

احنت جذعها ليمينها تقترب مني وهي تفتح احدى عينيها بمساعدة إصبعيها ببراءة قائلة:
" انظر جيدا ...تستطيع تمييز ذلك...انظر "

ماذا تهذي هذه ؟؟....وهل انا مجنون لأنظر لهما من هذه المسافة الآن ؟؟....

أشفقت عليها وعلى نفسي فقلت :
" حسناً أصدقك.....انت تعلمين اليوم معظم الفتيات يعتمدن على التزييف.....لذا ظننت ذلك.."
تنهدت مضيفاً:
" وأيضا هذا اللباس لا يستهويني اطلاقاً لأنه يشعرني أن المرأة كسلعة رخيصة ليس الّا وهي تعرض بضاعتها لتنفق... مع ان الله أكرمها بالستر "

صكت أسنانها وهي مرةً تشد فستانها للأسفل محرجة , تحاول تغطية ساقيها اكثر ثم تعود لترفعه من منطقة الصدر الذي كُشف من شدها له... وهكذا ضاعت بين الشد والرفع ...!!....
تركتها تليّن يديها بهذه الحركات وانا أحاول كبت ضحكتي محافظاً على تقاسيم وجهي الباردة....ثم غيرت الموضوع بنبرة هادئة :
" ماذا تدرسين ؟؟."

حررت يديها , زفرت أنفاسها بهدوء وجلست بأدب وبدأ وجهها يعيد نضارته وأجابت وهي تنظر للأمام:
" أنا في السنة الأولى تخصص هندسة .."

قلت بشبه ابتسامة :
" ممتاز....موضوع شيّق .....كنت أود دراسته"

التفتت نحوي وارتسمت ابتسامة نقية تشبهها على ثغرها وهمست بنبرتها العذبة :
" حقاً؟؟...ما منعك من ذلك ؟؟

أجبتها بصوت متزن وانا شاردٌ في المسبح شاعراً بغصة تخنقني بسبب تغيير حلمي في دراسة الهندسة :
" لأنني وحيد أبي وهو يريدني أن أكمل طريقه بإدارة الأعمال.."

قالت في سرها ساخرة " حتى هذا يقررونه عنه !!"...ثم تبسمت مجاملة وهتفت برقة :
" لكنك ناجح في هذا المجال...ربما أنه الأنسب لك.."

قلت:
" ربما..."

رفعت ذقنها بتعالي مفتخرة :
" حاول ابي اقناعي بدراسة الطب...لكنني لم استسلم وصممت على ما اريد "
تابعت تنظر نحوي :
" الهندسة فن وجمال والفن يحتاج لإبداع وذوق رفيع...فاسمح لي.."
أكملت متلكئة بكلماتها :
" انت ..انتقدت زينتي... وهي من ضمن الجمال والذوق.....يعني لا اظن......انك تصلح او مؤهل لهذا الموضوع ....ما دُمت......تفتقد هذا الجانب !! "
ضحكت مازحة واستطردت:
" سيهرب زبائنك منك وخصوصا النساء اذا لم تُرضي اذواقهن او لا تشيد بزينتهن وجمالهن!!"

شاركتها ضحكتها ساخراً:
" ممكن.....وانت كذلك فعلتِ الصواب بعدم دراستك الطب لأن حسب انفعالاتك ستهربين خوفاً وضعفاً عند اول مريض يزورك وتتركين خلفك جثة هامدة ..."

تجهّم وجهها لوهلة ثم خضنا بعدها بعدة أحاديث...تكلمنا عن أشياء عامة كثيرة تخصنا ولا تخصنا وسألتني عن الجوائز التي نلتها.... بدوْنا بآخر انسجام ننتقل من سيرة لأخرى وحدثتني عن غربتها في كندا وحتى ذكرت من ضمنها ذاك البغيض وامضاء وقتهما معا....كانت تتحدث بعفوية لكني زجرتها عن سيرته وتوقفت بالفعل مجبرة بنظرات حانقة ثم عدنا لذكر هواياتنا ولامست بصوتها شغفها للسيارات والسرعة ...هي تتكلم وانا ملتفٌ بجسدي نحوها ,أتكئ بذراعيّ المكتفتين على الطاولة مبتسماً , مستسلماً لصوتها و بريق عينيها ولم أشعر الّا وهي تمد يدها بجرأة بريئة لتتحسس حاجبي المجروح وما ان لامسه طرف ابهامها سرت رعشة بجسدي فمسكتُ معصمها بلطف لأبعدها فسألتْ بنبرة عطوفة :
" ما هذا الجرح ؟؟.."

اعدت جسدي ونظري للمسبح وقلت :
" حادث صغير ...اصبت به مؤخراً..."

نظرت لها بطرف عيني مع نصف استدارة بوجهي وسألت بفضول :
" هل هو بشع لهذه الدرجة ؟"

نطقت من غير ادراك بعفوية :
" على العكس ...يزدك وسامة !! "

املت زاوية فمي مبتسماً فانتبهت لما قالت ووضعت يدها على فمها شاهقة ثم همست بتملّص :
" أ أ...أقصد انه لا يؤثر على الشكل لا سلبي ولا إيجابي .."

تفاجأت من نفسي لتبادلي الاحاديث معها بأريحية ومن غير حدود...اكتشفت كم هي فتاة شفافة , نقية , بريئة , هشة , تحاول ارتداء قناع القوة والغرور لكنها لا تفلح كثيراً....سرعان ما تتبدل ملامحها بين انفعالها من كلمة مستفزة لتنتقل في الحال الى الهدوء من عبارة لطيفة او اهتمام صغير....عقلي بالطبع لم يستسغ هذا كله بعد أن امهل قلبي القليل من المتعة , فقرع جرس التحذير ..."اوشكتَ على الانجراف سامحاً لمشاعرك بالسيطرة هادي!!"...لذا نفضت رأسي وتحوّلت الى الصلابة كما دخلت وقلت بصوت جهوري ثابت :
" يكفي هذا التعارف الذي وضعونا فيه ....لنعود من حيث جئنا ...لقد اضعنا وقتاً اكثر من اللازم دون فائدة وعلينا المغادرة فغداً الاعمال تنتظرنا..."

رفعت حاجبيها مصدومة من فظاظة كلامي وادّعت الموافقة على رأيي ثم همست بحزم:
" نعم أضعنا وقتاً بأمور تافهة لا داعي لها ..."

قمت من مكاني بهدوء وسبقتها لأدخل من الباب تاركها خلفي فنادت بجدية قبل ان اعتّب عتبته :
" يامن..."

توقفت وانا باسطٌ يديّ على جانبيّ متكئاً بهما على أطار الباب ونظرت لها على يميني فرفعت صوتها بنبرة آمرة وعجرفة من شدة اشتعالها:
" ليكن بعلمك...انا لديّ شروطاً لن اتنازل عنها , قبل الانخراط بعلاقتنا بشكل أوسع !! "

حررت يداي والتففت بجسدي ادنو نحوها بهدوء محنياً كتفيّ , قائلاً بتهديد وصوت قاسي منخفض وانا اشهر سبابتي امام وجهها :
" اياكِ وهذا الأسلوب معي .....قولي ما عندك من غير شوشرة "

رمشت عينيها , ابتلعت ريقها وقالت بنغمة مهزوزة :
" لم اقصد....لكن لديّ شروط تهمني ...سـ ..سأخبرك بها لاحقاً.."

استقمتُ بوقفتي , عدلت كُمَيّ قميصي وقلت:
" يمكنك ارسالها برسالة الكترونية..."

اومأت موافقة وهمست :
" لا اعرف رقم هاتفك..."

نظرتُ الى الطاولة حيث تضع هاتفها والتقطته محاولاً فتحه لأدق رقمي فوجدته مغلقاً برمز سري ...رمقتها بنظرة توحي بانتظاري لها لتملي عليّ هذا الرمز....فهمست بتلعثم تمد يدها :
" اعـ..اعطني إياه ...هذا شيء يخصني "

تبسمتُ ساخراً بضيق وانا اعلم وأعي انه ليس من حقي هذا قطعاً لكن غيرة لعينة تملكتني وانا أحاول كتابة اول حرف من اسم (صلاح) باللغة لإنجليزية مرات عديدة دون جدوى فألقيت به على الطاولة بغضب وكدت اكسرها وأكملت بوعيد:
" من الأفضل لكِ ان تبدليه لئلّا تأخذني الوساوس الى البعيد....وهذا ما لم أرضَه "

امتقع وجهها وهمست بخفوت منصاعة :
" حسناً سأفعل..."

وقبل اجتيازي الباب وصلتني كلماتها...تتمتم شاتمة :
" حائط متخلف مغرور "

تركتها كأني لم اسمعها ,متجهاً الى غرفة الضيوف لنعود أدراجنا انا وعائلتي بعد ان أعطيت رقمي للمغضوب والدها ليعطيها اياه...... أما هي حملت هاتفها بين يديها لتبدلها وهمست بأسف على رمزها السري من خلفي والدموع مترقرقة بعينيها :
" سامحني أيها الهادي"

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كانت ليلة طويلة مرهقة فبعد عودتنا من قصر العنكبوت اضطجعتُ على فراشي الأرضي وبيدي رفيق لياليّ العقد خاصتها !! كنت أتأمل سماءها واتذكر لقاءنا الأول ...ابتسم تارةً لبراءتها وشفافيتها واقطب حاجبيّ تارةً أخرى مغتاظاً من نفسي التي ستنجرف في تيار هواها ...بقيت على هذا الحال بين الصد والرد حتى غلبني النوم في ساعات متأخرة رغم ضرورة استيقاظي باكراً للحاق بأعمال الشركة ...وأول ما فتحت عينيّ مسكتُ هاتفي أتفقده لأرى اذا أرسلت لي شروطها سموّ الملكة...تنهدت محبطاً من عدم دخول أي رسالة منها !!...ما بالي متلهفاً لسطوع اسمها على هاتفي ؟!!...أم انني أريد التأكد انها أصبحت ملكي وتكلمني ؟!!...
نهضتُ قاصداً الحمام لاستحم واجهز نفسي ..ارتديت حلتي الرسمية ...بالطبع دون ربطة العنق الخانقة ولولا رغبة ابي ( إبراهيم ) لارتديت ملابسي اليومية فأنا لا أحب التقيد بهذا اللباس !!...تناولت الفطور مع عائلتي وخرجتُ متوجهاً الى مكان عملي وأثناء القيادة اهتز هاتفي معلناً عن دخول رسالة...املتُ فمي بابتسامة ولم يغلبني الفضول حتى وصلت الشركة بل مكتبي لأفتح الرسالة بعد استقراري مُرَكّزاً بفحواها :

[[ صباح الخير...كيف حالك؟...أتمنى ان تكونوا قد سعدتم في ضيافتنا .... شروطي هي أن لا تتدخّل بلباسي وزينتي .....دخولي وخروجي... وباختياري لأصدقائي ولا تحاول ابعادي عن علاقاتي القديمة مثل صلاح لأنه هو اخي وصديقي قبل أن يكون خطيبي السابق ولا يحق لك التعمق بحياتي الخاصة فلكل منا أسراره وأنا ما زلت تحت رعاية ابي ولست تحت رعايتك لتتحكم بي.....نهارك سعيد...سلام (مع رمز الوردة) ]]

تلك الجبانة لم تجرؤ لقول هذا في وجهي !!....
لو انها اختصرت على نفسها وكتبت اريدك ان تكون ديوثاً لا سائلاً ولا مسؤولاً بدلاً من ان تتعب اناملها الرقيقة بهذا الموشح كان أفضل لها ......فأنا كنتُ في قرارة نفسي أسعى جاهداً بإقناع ذاتي ان حياتها لا تهمني ولن انخرط بها ...لا اريد اللجوء ولا التعلق....هدفي واضح... ونهاية هذه العلاقة هي الفراق ومن ثم الانطلاق الى حريتي ووطني الحبيب بإذن الله...
إذاً لها ذلك حالياً... فهي ما زالت لا تعلم من هو هادي الذي يقدّس مزاجه... وأنا الآن بالوجه المشمس الهادئ ولتدعو ربها الّا تواجهني بالوجه الغائم العاصف!!!...
ضغطتُ على الارسال بعد كتابتي رسالة نصية رداً عليها ثم رفعت الهاتف على اذني متصلاً بصديقي (سامي) لأطمئن على الأوضاع في البلاد....

" هل تظن ان الجميع مستيقظٌ مثلك سيد هادي؟!...حسناً نحن نعلم أنك عريس وتقف على الأطلال تناجي معشوقتك وتتوعد لغريمك لكن ما ذنب المساكين الذين اجتازوا هذه المرحلة وينعمون بالاستقرار ؟؟"

قلت منصدماً:
" ويحك يا رجل...ما كل هذا الخطاب ؟؟....اذا كان هذا حالك وانت مغمض العينين فما وضعك وانت بكامل طاقتك ؟؟.....أعان الله شقيقتي عليك ."

أجاب شاتماً ثم قال :
" أنت المتصل قبل المتسولة وابنتها ...لمَ لا تنشغل بعروسك من باب الأوْلى؟ "

تأففت وقلت:
" أليس من المفروض ان تكون في المركز هذه الساعة لتمارس هوايتك وتستمتع في صفع المجرمين ؟"

رد متثائباً:
" بدلتُ ورديتي هذا الأسبوع لليل .."

" حسناً ...اخبرني كيف تسير أموركما وكيف هي معك ..؟"

هتف بحماس :
" رائعة ...استمتع بجمالها , براءتها , حنيتها .....تعطيني كل الاهتمام...تضحك حتى تدمع بوجودي وتقول لي انها لم تضحك مع احد من قبل هكذا....يبدو انك كنت معها غليظٌ وسمجٌ تلك المسكينة برأسك المتحجر ونكدك .."

تنهدت بارتياح وقلت:
" غاليتي......أرحتني, لأني كنت قلقاً عليها من الّا تتأقلم مع غلاظتك "

قال ببلاهة :
" من تقصد ؟؟ "

قلت:
" ماذا من اقصد؟....شقيقتي دنيا... خطيبتك... أم ان هناك غيرها وأنا لا ادري !! "

تأفف بعدم اهتمام وقال :
" أنا أتكلم عن عيوش...والدتك..."
تنهد وأردف:
" هل يا ترى كان عليّ خطبتها هي منك؟؟...سأعيد حساباتي... لا تقل خنتك !! "

" هل تدلعها عيوش يا وقح ؟!....أبي لم يفعلها .."

" ما أدراك أيها الأحمق....عندما كان يطفئ عليكم الأنوار ويقول لكم نوماً هنيئاً أطفالي , أتظن انه كان يفعلها ليصلي قيام الليل أم أنه كان يضع خططه العسكرية في قلب عيوش ليأتيكم بشادي ؟!"

ضحكت وقلت :
" رحمه الله....يكفي يا غليظ...ما وضعك مع دنيا ؟ "

قال مكملاً بغلاظته:
" تعتكف في غرفتها....هل وضعت المسدس على جبينها لتقبل بي؟...اعترف ! "

قلت بجدية منزعجاً منها :
" اترك الأمر لي...سأكلمها اليوم ان شاء الله و... "

قاطعني بحزم :
" اياك هادي....هل ستظهرني كأني أشكوك منها لأبدو ضعيفاً ؟!...أنت تعلم لا حدود لي في الصبر والعناد..... فثق بي دون ان تتدخل وأعدك بإذن الله انها ستقع في حبي بإرادتها دون ضغوطات....لذا اطمئن يا صاحبي ولا تشغل بالك .."

اجبت ممتناً:
" لا أعلم كيف سأجازيك يا صاحبي ؟ "

رد بصوته المرح:
" نلت جائزتي وأكثر....تكفيني ثقتك بي بتسليمي عائلتك "

" لا أحد غيرك يستحق هذه المكانة سامي..."
تنهدت وأكملت سائلاً:
" ما أخبار الأوضاع الأخرى ؟؟ "

" تقصد أمور الشركة ؟؟"

" لا لقد تكلمت في الأمس مع أحمد ...أقصد أوضاع البلاد ؟!"

أجاب:
" بعد قضائكم على تلك الكتيبة وصلنا انه تم سحب قواتهم من الحدود فبسبب فشل صفقتهم الكبرى توقف سكب المال عليهم حالياً.....وحزب الوغد ضعف صوته والآن الصيت الأكبر لحزب الثوار لكن هذا لا يكفي بالطبع لأن جنود الدولة يبقون هم الأقوى الى حين الانتخابات القادمة "

سألت:
" هل من مناوشات بينهما على الطاولة؟؟"

" لا ...حتى الأقاويل التي تسربت الينا ان الرئيس الحالي يريد وضع هدنة بين جيش الدولة وجيش الثوار حقناً للدماء ..."

" جيد اذا قرر التحرك ...لنرى خيره....."
زفرت انفاسي وأكملت مازحاً:
" حسناً سامي...اوصل سلامي لعيوش ....ٍسأغلق الآن لأتصل بالأبله بلال ...من مدة لم أكلمه , حتى هو لم يتصل بي ..."

ضحك قائلاً:
" ذاك المحظوظ يرقد بسلام في خطوبته دون قصف ومناورات ...ليس كحالنا حتى الخطوبة عندنا جهاد .."

ضحكت وقلت هازئاً:
" قلبه نقي ونيته طيبة , ليس كقلبك الماكر ....فعلى نياتكم ترزقون...لا تحسده "

قال متهكماً:
" وقلبك ما وضعه ؟!.."

اجبته بغصة مخفية:
" سأحاول انتزاعه... لأكمل بلا قلب إذا استطعت!!"

~~~~~~~~~~~~~~~~~

" صباح الخير...ما بكِ عابسة؟.. ؟"

قالت (ميار) بعد اقترابها من (ألمى) الجالسة على مقعدهن المعهود في الجامعة ويظهر على ملامحها الاستياء... فرَفعت الأخيرة رأسها تنفث غضب هاتفة:
" حائط....حائط....حائط.."

حدّجتها تحاول اختراق غياهب عقلها ثم احتضنت حقيبتها وجلست بتروّي سائلة:
" اخبريني ماذا جرى؟ فالأمس عندما اتجهتما للشرفة ,جاء اخي وعدت للبيت ولم يتسنّى لي توديعك.....ها ما بكِ تنفثين لهباً وانت اليوم خطيبة يامن الهاشمي بفخامته ؟"

ردت بضيق حانقة:
" تماماً ...لأني خطيبة ابن الهاشمي انا في هذه الحالة!!.....لقد اخبرته ان لديّ شروطي بعلاقتنا وطلب مني ان ابعثها برسالة ولأن تربيتي لا تسمح لي ان أكون فظة فقَبْل املاء طلباتي تعاملتُ معه برقيّ كالبشر لكنه حائط عديم ذوق ..."
رفعت صوتها تجز على اسنانها عند كلماتها الأخيرة ثم رفعت هاتفها تلصقه بوجه صديقتها آمرة:
" انظري ......بالله عليكِ هل هذا رد بعد رسالة طول في عرض ارهقت نفسي بكتابتها ومن عريس لعروسه في صباح اليوم الأول من ارتباطهما ؟؟"

أخذته من يدها تقرأ رسالتها ثم انزلت الشاشة للأخيرة فوضعت اصابعها على فمها تحاول كتم ضحكتها مع ازدياد اشتعال التي بجانبها وهي تسحبه منها شاتمة هاتفة :
" هل هذا مضحك ؟... أتشمتين بي ؟ "

ردت ضاحكة :
" أضحك على رسالته المعبّرة , لقد أرهق نفسه بإرسالها "

قالت وهي قاطبة حاجبيها بغيظ:
" أرأيتِ اكثر من هكذا برود ؟....أنا ابعث خطاباً وألقي تحية الصباح واسأل عن احواله ومثل البلهاء اختمها بوردة !! وهو يرد بـ [ لا يهم ] دون الرد على تحيتي له و سؤالي عنه او حتى وضع رمز وردة على الأقل !!..."

استدارت اكثر نحوها وهي ضاحكة وقالت:
" حسناً اتفقنا انه حائط ....لكنه في النهاية وافق على شروطك ولكِ الحرية "

ردت عليها بكبرياء:
" هي شروط لا اتخلى عنها بالفعل لكن لا مانع من اغاظته قليلاً بسبب أسلوبه المتسلط .."
زفرت أنفاسها وأضافت:
" اردتُ استفزازه فاستفزني ذاك الحائط المتخلف عديم الإحساس.."

سألت مبتسمة :
" كيف كانت جلستكما ؟؟.."

شردت قليلاً بالفراغ ثم اجابت :
" في البداية نكزت منه وهو ينتقد مظهري بكل برود وتخلف....لكن مع غوصنا بالاحاديث انسجمت معه دون ان ادري وبدأت احكي عن نفسي وكأن به جاذبية جعلتني اخرج الماضي والمستقبل براحة وانا اتأمل وسامته بهذا القرب وابتسامته الساحرة وهو كان ينظر لي مصغياً وعيناه المكحلتان تلمعان ....من يرانا يظن اننا نعرف بعضنا !! وحتى فضحت نفسي وحسّست على حاجبه المجروح وقلت له بِطيْش انه يزيده وسامة.."

شهقت مذهولة :
" تغزلتِ به من أولها مع لمسات ايتها الوقحة ؟؟!! "

طأطأت رأسها بوجنتين متوردتين وملامحها ما زالت عابسة :
" غصب عني ...لساني يترجم افكاري على الفور دون استئذان."

قرصت وجنتها مداعبة لها :
" صديقتي الساذجة البريئة !!......هيا أكملي وماذا حصل بعدها ؟؟ "

" في لحظة تحوّل لشخص آخر وعاد لملامحه كما جاء.."

قصّت عليها كل ما جرى في جلستنا من بدايتها الى نهايتها فغزاها الفضول حائرة :
" وما هو رمزك السري الثمين الذي اخفيته عنه ؟؟....لا تقولي حرف اسم صلاح ؟؟"

اجابت بابتسامة مائلة :
" لقد لمحته يكتب حرف اسم صلاح بالإنجليزي وهو يحاول فتحه !!.."

" اذاً ما هو ؟؟.."

نظرت لساعة هاتفها وقالت :
" ستبدأ المحاضرة ...ما رأيك ان نهرب منها اليوم ونأخذها من لميس لأخبرك قصتي ؟؟"

عدّلت جلستها متربعة على المقعد وكأنها في بيتها وهتفت:
" أنا لها....وصلتِ الى العنوان الصحيح ....هيا اتحفيني.."

جلست (ألمى ) بالمثل محاذية لها وقالت باعتزاز :
" أول حرف من اسم هادي بالإنجليزي...حب الطفولة ...هو رمزي السري !! "

جحظت عينيها متعجبة ثم ارخت ملامحها تصفق يديها ببعضهما ضاحكة بصوت عالٍ وقالت :
" يا لكِ من مصيبة!!...هل انتِ طبيعية ؟؟.....تذكرين حب الطفولة لدرجة تخليد اسمه برمزٍ سريّ؟؟!! "

زمت شفتيها عابسة بتصنع وهمست :
" لا تسخرين مني ...هو مميز جدا لدرجة أني غلّفته بإحدى زوايا قلبي !!..."

تابعت بضحكاتها وهتفت:
" يا ويلي ...لو اردتُ تغليف حب طفولتي لما اتسع قلبي ولاضطررت لاستئجار معدتي لأضعهم بها .!!......نعم كلي آذان صاغية ...تابعي عزيزتي من فضلك.."

اخبرتها كل شيء تذكره وحصل معها في الماضي ثم همست محبطة :
" كبرتُ على أمل اللقاء لكن أصبح هو حلم ميؤوس منه ...انتهى قبل ان يبدأ !! "

ردت مستنكرة ,ساخرة:
" وهل كنتِ تحلمين ان تكوني له وانت ابنة عاصي رضا ؟؟....تخيلي ابنة عاصي ولاجئ !!....تبنين أحلاماً فاقت الخيال ...انتما مثل المشرق والمغرب مستحيل ان تلتقيا.."

اومأت برأسها موافقه باستسلام وقالت حانقة:
" منذ امتلاكي هاتفاً ودائما هذا رمزي السري....لا ادري من اين خرج لي هذا الحائط لأبدله من اجله ؟!!"
ثم هتفت بنبرة تحدي وملامح قوية :
" غيرته على الهاتف لكن بأحلامه ان اغير كلمتي السرية التي تحمل اسمه الكامل على حاسوبي !!.."

~~~~~~~~~~~~~

تجلس على كرسي مكتبتها , تمسك القلم وتخط خربشات على دفترها والهاتف بيدها الأخرى تثبته على اذنها وهي تثرثر مع صديقتها التي بعثت لها صورتين برسالة الكترونية لتساعدها في اختيارها :
" أنا أرى الفستان البنفسجي هو الخيار الأنسب بلونه المبهج الذي سيعكس على بشرتك ويزيدك جمالاً..."

ردت عليها حائرة :
" لكن صدره مكشوف قليلاً ولم ارتدي له مثل هذا التصميم من قبل .."

تأففت من ترددها وقالت :
" يا ابنتي انت بنفسك قلتِ أنك ترغبين بارتداء شيء مميز بيوم ميلاده ماذا دهاك؟...ثم اطمئني خطيبك مؤدب لن يحرجك وكذلك يمكنك ارتداء عقد عريض معه ليستر قليلاً .."
تابعت سائلة:
"هل أعددتِ له كعكة أم ستجلبين واحدة جاهزة من المحلات ؟؟ "

" أمي حضّرت كعكة الجبنة بالفراولة كما يحب ...أنا فقط اقتنيت له الساعة ...قولكِ أتكفي وحدها ؟ "

" تكفي سلمى ... أنسيتِ ثمنها الباهظ ؟! "
ضحكت بمكر وأضافت:
" ثم هذا لا يعني شيئاً أمام مفاجأتك اليوم باعترافك بحبك له...مؤكد سيغمى عليه المسكين بلال عند نطقك بها بعد عناء !! "

ضحكت الأخرى بخجل وقالت :
" العقبى لكِ دنيا ...متى سنرى هذا اليوم ؟ ...ألا تشفقين عليه بعدم اهتمامك به ؟ "

تنهدت بحنق وهتفت:
" ارتاحي صديقتي ...سأستقبله اليوم.."

سألت متفاجئة :
" حقاً؟؟....أخيراً رق قلبك ؟ "

زفرت بملل واجابت :
" لا تفرحي يا حمقاء....أمي هددتني ان لم استقبله ستخبر هادي بكل شيء ليوبخني ويعيد برمجة دماغي على حد قولها .."

ردت ضاحكة بشماتة :
" تستحقين هذا ...لا احد غير اخي هادي يربيكِ......المهم ماذا سترتدين له ؟.....لقد فرحتُ من أجل سامي !! "

أجابت:
" عندي طقم لم ارتديه من قبل...سأسحره به !! "

تحمست هاتفة بفضول:
" ايتها الخبيثة أرني إياه حالاً..."

قالت بهدوء :
" انتظري دقيقة...سأصوره وابعثه لكِ .."

بعد دقائق قليلة وصلت الصورة لـ (سلمى) فشهقت مصدومة :
" أسدال صلاة يا دنيا ...أسدال صلاة ؟؟...وبألوان قوس قزح ؟!! "

ردت بلا مبالاة :
" ما بها ؟؟....الوانها مفرحة تسّر النظر وجديدة أيضا لم تبهت من الغسيل كالأخرى ...ألن يكفيه أني سأجلس معه ذاك الأشقر الغليظ ؟ "

همست بضيق منها ولأجلها :
" مجنونة دنيا ....ستخربين العلاقة بينكما بعنادك وعدم اهتمامك...تلاحقين عقلك الصغير بترّهات الماضي ...سامي شاب وسيم من عائلة محترمة ورجل بمعنى الكلمة وصابرٌ عليك ومؤكد انه لم يشكوكِ لشقيقك ...أرجو الّا تخسريه بتصرفاتك هذه !! "

قالت :
" اوف سلمى ما هذه المحاضرة ؟...هيا اغلقي لتتابعي تحضيراتك , اقترب حلول المساء .."

×
×
×

" لا تتحرك من مكانك وستجلس ملازماً لي والّا حرمتك من لمس هاتفي !! "
هددت (دنيا) شقيقي (شادي) ليجلس جانبها على الأريكة المعدّة لشخصين عند حضور (سامي)...فردّ بطمع :
" لا تنسي النقود أيضاً ...أنتِ من وعدتني بذلك.."

ضربته على كتفه بخفة حانقة وقالت :
" حسناً أيها الشبر ونصف... أنتَ لا تفوّت شيئاً ..."

كانت أمي تحضّر التضييفات بالمطبخ وبعد انتهائها منها بدأت تنقلها على الطاولة في الصالون لاستقبال (سامي) في اليوم الأول لهما للجلوس معاً بعد اعتكاف شقيقتي لأيام وأسابيع رافضة استقباله أو اعتباره كعريسٍ لها أساساً......اتسعت عيناها لرؤيتها لابنتها بالملابس الخاصة بالصلاة فنهرتها باستياء:
" دنيا .....أوشك سامي على الوصول...هيا اذهبي وارتدي شيئاً يليق بفتاة تستقبل عريسها !! "

ردت كاذبة بتهرّب :
" إني أرتدي تحتها أمي ...لكني انتظر آذان العشاء لأصلي وبعدها سأخلعها.."

صدّقتها ببراءة هامسة :
" حسناً صغيرتي....رضي الله عنكِ..."

نظرت لابنها وأردفت :
" وأنت عزيزي شادي....هيا اذهب لغرفتك راجع دروسك واخلد للنوم .."

تحرّك متقدّماً بطاعة فجذبته من الخلف قائلة :
" اتركيه أمي قليلاً....لا بد انه مشتاق لعريس شقيقته الذي لم يرهُ منذ الأمس.....سيجلس معنا قليلاً ونطرده بعدها !!.."

تبسّمت بحنوٍ وصعدت لغرفتها.....

اتّخذت (دنيا) مكانها على الأريكة المقابلة للتلفاز ووضعت على احدى المحطات الخاصة بعرض الأفلام وأمرت شقيقي بفتح الباب بعد أن قرع الجرس...دخل (سامي) وهو متأنقٌ يرتدي بنطالاً من القماش الكحلي وقميصاً بكُميْن طويلين يطويهما للمرفقين ولونه أزرق سماوي ,مستحمّاً بالعطر ويحمل سلّة صغيرة مليئة بالشوكولاتة الفاخرة ... كان مبتهجاً يشعر ان هذا اليوم الأول لخطوبته بعد أن علِم أن عروسه الجميلة ستستقبله....سبقه (شادي) يجلس بجانبها كما اتفقا وعند وصوله لباب الغرفة اتسعت عيناه بذهول لرؤيته ما ترتديه فقال في سرّه " يا الهي ...ما هذه الخيمة التي ترتديها مثل طبق السلطة ؟.."....
دلف محافظاً على ملامح لا مبالية بعد أن القى السلام ثم اقترب منها يعطيها السلّة يتصنع الأدب وجلس على أريكة منفردة جانبية ...بدأ يوجه كلامه لـ ( شادي) دون أن يعيرها أي اهتمام ولمح حركتها وهي تمسك به كلما حاول التحرك بعفوية فقال متنحنحاً بعد مرور بعض الوقت :
" هـيه...شَدشَد..."

رمقه (شادي) باشمئزاز وقال وهو يعيد نظره للشاشة :
" اسمي شادي..."

أحنى ظهره للأمام يضع مرفقيه على ساقيه واتكئ بوجنتيه على قبضتيه يحدّق به وهمس لنفسه بوعيد "لن أكون سامي ان لم ارسلك للمريخ أيها الخبيث "... ثم قال :
" أيها الرجل الصغير البطل ...هلّا جلبتَ لي كأس ماءٍ من فضلك ؟؟ "

كتّف ذراعيه ورد بغرور طفولي :
" أنت معتاد على المطبخ اذهب واجلب لنفسك ..."

وضعت يدها على فمها تكبت ضحكتها شامتة ونظرها موجهاً للتلفاز وقالت في نفسها " رائع شادي ..هكذا اريدك.."....

هتف (سامي) بمكر مهدداً :
" هـيه أنت... ان لم تأتني بالماء سأخبر هادي عن علامتك العجيبة في اختبار الرياضيات..."

أخرج لسانه باستفزاز وهتف :
" لقد اخبرته امي بذلك لا تشغل بالك.."

تمتم بضيق بصوتٍ غير مسموع:
" سامحك الله عيوش...اتركي لي شيئاَ لمقايضة هاذين الضفدعين.."

ثم أراح ظهره للوراء , يضع ذراعه على يد الاريكة والأخرى يرفعها خلف رأسه يستند عليها وساقاً فوق الآخر , مردفاً:
" عزيزي شادي....هل رأيت كيف انتقلت لكَ العدوى المسمّاة باللسان الطويل بسبب جلوسك بجانب شقيقتك ؟.....يبدو أنني سأحجز لك دوراً أنتَ الآخر لاستئصاله "

حدّجته بعينين متسعتين ثم اعادت نظرها للأمام قاطبة حاجبيها , تزمّ شفتيها باستياء منه وتمسك جهاز التحكم لترفع الصوت!.....زفر أنفاسه بيأس وهو يخرج هاتفه الخاص بالعمل يتفحصه فلمعت في باله فكرة ..رفع زاوية فمه بابتسامة ثعلبية وقال لـ (شادي) :
" أتعلم انه تم انزال آخر اصدار من لعبة الفيفا (كرة القدم)...؟؟ "

نظر له شقيقي شارداً وهتف محبطاً :
" أعلم لكن لم أستفد شيئاً...هاتف دنيا ذاكرته مليئة بالصور التافهة وأمي هاتفها أُنتِج منذ عام الفيل ولا ترضى بابتياع آخر ..."

تابع (سامي) ماكراً :
" لكن هاتفي الجديد فارغاً وسأحاول لاحقاً انزالها...."

اتسعت عيناه مُتهيئاً وقال :
" أستطيع انا انزالها....لقد حمّلتها لصديقي..."

تمتم (سامي) بحزن مصطنع :
" يا الله...خسارة ......لقد تركته بالسيارة..."

وقف (شادي) باستعداد متحمساً:
" أستطيع جلبه ...اعطني المفاتيح "

شدّته ( دنيا ) ليجلس فدفع يدها مردفاً :
" هيا سامي اعطني..."

أخرج مفاتيحه يدخل اصبعه بالحلقة المعدنية خاصتها , يلّوح بها غامزا له بابتسامة تشجيع :
" أجلب معك الشاحن واصعد لغرفتك لتركّز وتأتينا بالبطولة أيها البطل المحترف.....لم اضع رقم سري له بعد , سيفتح في الحال "

قفز نحوه يلقفها منه مختفياً عن الأنظار تاركاً مَن خلفه تشتمه بحقد :
" سأريك أيها الشبر ونصف.....لقد اشتراك بلعبة أيها الغبي !! "

استغلّ صديقي المكان الفارغ بجانبها ....دنا منها وجلس يحملق بها وهي لم تزح عينيها عن التلفاز وبدأت تشعر بحرارة في جسدها حياءً من هذا القرب ولشعورها بنظراته نحوها فقال بخباثة ووقاحة :
" من قال أن الحجاب يخفي جمال المرأة ؟؟...."

مسك طرف أسدالها وأكمل:
"مثلاً هذا الشيء المبهر الذي ترتدينه بلون السلطة الشهية لقد عكس على لون بشرتك عروسي الجميلة وغطّى على كل شيء ليبرز هذا السحر في وجهك لوحده... تبارك الله ..."

اقترب أكثر بوجهه هامساً بصوت خفيض رقيق:
" انا محتارٌ ...هل أنظر للوجنتين المحمّرتين ؟..أم لعينيّ الشهد البراقتين ؟...أم للشفتين الورديتين ؟."

ارتفعت حرارتها فهي لم تعتد على هذا الكلام وأن يقترب منها رجل لهذه الدرجة ...بدأت نبضات قلبها تتسارع وكادت تدمي شفتها السفلى وهي تعض عليها بتوتر وأحسّت انها ستبكي خجلاً ورهبةً من هذا الموقف لكنها لن تستسلم له ولن تريه ضعفها هذه اللحظة فهبّت واقفة لتعاند بعد موجة الغزل ، تخلع أسدالها أمامه متأففة وتلقيها على منضدة جانبها لتتسع عيناه شاتماً داخله....." سُحقاً لحظي أنا!!......تخلّصتُ من طبق السلطة هذا لتخرج لي من تحته منامة السنافر مع شرشبيل بأنفه الكبير؟!!... "

سحب أنفاسه واخرجها ببطء دون أن يعلّق ومدّ يده لطبق الفواكه أمامهما يأخذ تفاحة حمراء وهو يحني ظهره باتجاه الطاولة وبدأ بتقشيرها وتقطيعها بهدوء وهي جالسة مكانها تراقبه بطرف عينها تحاول الثبات تنصب دروعها لتتفاجأ به يمد قطعة منها لها بكل لطف هامساً بنبرة ونظرة حنونة :
" تفضلي دُنيتي..."

ابتلعت ريقها ووجنتاها على لون هذه التفاحة ثم مدّت يدها كالمخدّرة من تصرفه ونطقه لاسمها مع ياء الملكية وبدأت تقضم بها تنظر للشاشة دون تركيز , شاردة.....
بعد وقت قصير تلاشى اضطرابها وعادت لتكمل متابعة الفيلم ...هي تنظر للأمام وهو يجلس بشكل جانبي يحني ساقاً تحته والآخر على الأرض ويتأمل تقاسيمها بكل حب وبإصبعيه يمسك طرف شعرها الترابي المموج بنعومة ويصل لتحت اكتافها بقليل , يداعبه برقة مبتسماً مستمتعاً دون ملل....
رنّ هاتفه العمل فعدّل جسده جالساً بتأهب قاطباً حاجبيه بجدية يرد بهيبة ووقار ليأتي دورها تلتف قليلاً وتبدأ باستراق النظر لملامحه تتحدث في عقلها " كيف أصبح وسيماً بعدما تحوّل من الغلاظة للجد ؟!...أم هو بالفعل هكذا لكن أنا لم الحظ ذلك ؟! "...زجرت نفسها... " هيـه دنيا ماذا أصابك ...اثبتي ".....
انتفضت مجفلة من صوته الذي هدر به آمراً أحد عناصره بحزم!!... ليمد يده على الفور , يمسك يدها ويمسّد بإبهامه على ظهر كفها بحنية يهدئ رجفتها بعد أن لمحها وانتبه لنفسه وهو مستمرّاً بحديثه... فاقشعَرَّ جسدها من هذه اللمسة التي لم تفهم ماهيّتها ....!!
انتصب واقفاً بطوله الفارع وجسده الرياضي العريض بعد انهاء مكالمته , يرتّب قميصه المبعثر من جلوسه ...قابلته واقفة دون النظر لعينيه البنيتين فرفع يده يضعها من خلف رأسها على شعرها يجذبها له بلطف ليقرب جبينها من شفتيه ويطبع قبلة دافئة هامساً بمودّة:
" آسف يا عينيّ الشهد على رفع صوتي وخضّكِ....نسيتُ نفسي من ذاك المغفل "

ثم طلب منها جلب هاتفه من (شادي) وسط جمودها من حركته التي شلّت أطرافها وبعدها استأذن منصرفاً لمركز الشرطة ليحل بعض الأمور.....

~~~~~~~~~~~~~~~~~

جرت الأيام لتسجل شهرين من بعد ارتباطنا ونحن على هذا الحال...مهاتفات بسيطة بيننا لا تضر ولا تنفع ....كنت اتحجج خلالها بالأعمال والسفر لأتهرّب من لقائها ...كنتُ كمن ضمن علاقتنا بالجيب , لأن عند المصالح المدعو (عاصي رضا) لا يعترف حتى بوالدته فهو لا ينظر لي كنسيب وخطيب لابنته ويجب أن أصبّ اهتمامي بها كما يفعل الناس الطبيعيين!!....انما انا عبارة عن مغارة كنوز يجب المحافظة عليها حتى لو حارب العالم بأكمله....المهم هو تسوية أموره المادية !!...لكن في داخلي كان ضميري يرهقني وهو يؤنبني لمدى قساوتي عليها بأسلوبي الجاف والذي به أدمّر ثقتها بنفسها وأمحو كيانها وكبريائها كأنثى تريد أن تشعر بمكانتها وأهميتها في حياة شريكها....
كانت خالتي(مريم) تذكرني بين الحين والآخر بالاهتمام بها وعدم تهميشها وهي مقتنعة ان لا ذنب لها بمهمتنا الصعبة وأنها مجرد تذكرة دخول لوكر الثعلب وبيت العنكبوت دون أذيّتها وخصوصاً أنها تلّقت اتصال من السيدة (فاتن) تشكو لها وتطلب منها بطريقة غير مباشرة بأن أعير ابنة شقيقتها القليل من الوقت خلال برنامجي وبين زحام أعمالي وأقرّت أن (ألمى) مستاءة من هذه العلاقة التي لا تستطيع تقييمها وانها تائهة بمشاعرها لا تعلم كيف تتصرف ؟!!....
كان هذا اليوم هو منتصف الأسبوع وأنا شبه متفرغ ولسوء الحظ تركت الهاتف الذي يربطني بها كـ (يامن) في البيت سهواً......نظرتُ الى ساعتي وانا بالشركة فوجدتها تقترب من الثانية عشر ظهراً ومزاجي الجيد مرتفع جداً ولن اسمح لشيء بتعكيره....وبين الضمير الحيّ والشوق للسماء تذكرت انها تنهي محاضراتها على الواحدة لذا قررت أن أكون مرن بعض الشيء واغير اسلوبي رحمةً بها مستغلاً وجهي المشمس الهادئ...فعزمتُ للذهاب الى البيت لأبدل ملابس العمل الرسمية بأخرى مريحة وان أتوجه لجامعتها لاصطحِبها لأول غداء وفسحة خفيفة لنا سوياً....عند وصولي للبيت توجهتُ لغرفتي اتفحص هاتفي فوجدته مغلقاً لانتهاء شحنه فوضعته بالشاحن ودخلت للاستحمام لانتعش ثم ارتديت بلوزه كحلية نصف كم ضيقة مع بنطالاً من الجينز الفاتح وحذاءً رياضياً كلون البلوزة بشعار الماركة الأبيض....تعطرت ودنوت من الشاحن افصل هاتفي وافتحه.....بدأت الرسائل تتقافز تباعاً وكانت معظمها منها.....ضغطت على اسمها فوجدتها بأوقات مختلفة....
[ صباح الخير ]
[ هل انت متفرغ ]
[ هل استطيع الاتصال بك]
[ اجبني..]
[ مع أنه لا يهمك لكن وددت اخبارك لكي لا تجد حجة باتهامي ]
[ اليوم سأرافق صلاح للغداء ]
[؟؟؟؟]
[ يبدو انك مشغول كالعادة...سلام]

نعم أنا بمزاج فوق الممتاز لليوم مع كل من احبهم ويهموني ...لكن ذاك ( الصلاح) ليس من ضمن قائمتي!!....من أين خرج لي هذا البغيض؟؟.....
حاولت سحب أنفاسي قبل الانفجار لأحافظ على اتزاني لكن مع الأسف لم يساعدني هذا فأدرت جسدي عاصفاً قاصداً باب غرفتي وركلتُ بقدمي أول ما أتى أمامي وهي سلة المهملات القريبة من المرآه ثم صفعت الباب خلفي ونزلت السلالم بخطواتي الواسعة بسرعة ...تناولتُ عن العلّاقة قرب المدخل الرئيسي , مفاتيحي ثم خرجتُ دون استئذان اهل بيتي مستقلّاً سيارتي وبعد تشغيلها دعستُ على الوقود مع صوت الاحتراق من أنبوب العادم لها الذي أعزف عليه عند متعتي أو غضبي... لألحق بها....
كنت اسابق الريح لذا توقفتُ أمام باب جامعتها خلال عشر دقائق وتبقّى خمس فقط لانتهاء محاضرتها الأخيرة....
قبل أسبوع علمتُ ان (صلاح) انفصل عن خطيبته لعدم انسجامهما معاً ومما سهّل الامر عليه وعلى والده ان القرار جاء من قِبَل عروسه .....وها هو عاد ليحوم حول ما لا يخصه اطلاقاً...يعتقد اني لا افهمه او أقرأ نواياه !!...جاء ليغويها بسيارته الرياضية البيضاء الجديدة التي اقتناها مؤخراً بعد تحسّن وضع والده ليلعب على الوتر الحساس الذي تعشقه تلك المدللة وهو حبها وميولها للسيارات والسرعة.....
أطلّت من البوابة الكبيرة وانظارها موجهة لسيارته القريبة منها...تهللت أساريرها وهي تلوّح له بيدها التي امسك نفسي عن كسرها لها لألقنها درساً على فعلتها هذه....فعندما شرّطت على استمرار علاقتها معه لم اهتم لأني كنت اعرف انه مشغول ووالده بنسبهم ونبع الأموال الجديد وغير متفرغين لسموّها وظننتُ أيضا انها من الممكن تحاول استفزازي فأظهرت عدم اهتمامي ولم أفكرّ انها جادة في قولها...اما ان أرى المشهد يطبّق امامي وبوجوده كدخيل متطفل على سير برنامجي ليدمر خططي فهذا ما لن اسمح به ....!!
كنت اراقب من بعيد كالفهد الذي سينقضّ على غزالته ...افترقت عن صديقتيها وتوجهت الى الباب الذي فتحه لها بكل تملّق وكأنه السائق الخاص بها....ترّجلتُ من سيارتي أمشي بخطى ثابتة عجولة حتى حالَ جسدي بين بابها الذي تركه لها لتغلقه وسيارته...ارتجفت وازدردت ريقها بذهول لرؤيتي وهمست بصوت منخفض وهي تضع يدها على صدرها :
" يامن؟؟...ماذا تفعل هنا ؟؟!"

انحنيتُ بجذعي واضعاً يدي اليسرى على سقف سيارته واليمنى تمسك بالباب وتبسّمت ابتسامة باردة , مائلة ثم همست آمراً بصوت رزين هادئ :
" انزلي من غير ضوضاء واتبعيني.."

ضيّقت عينيها وكتّفت ذراعيها على صدرها بتحدي وهي تنظر الى الأمام وردت بعناد ترفع احد كتفيها:
" لا أريد..."

أدارت وجهها للجالس على يسارها خلف المقود وتابعت:
" وعدت صلاح لتناول الغداء معاً..."

قلت متهكماً بنبرة منخفضة جافة:
" أنا لا اعرف صلاح ولا فلاح...انزلي دون أي كلمة "

زمجر البغيض بغرور هاتفاً:
" ما هذا الأسلوب الهمجيّ؟؟...لا يليق بكَ كرجل أعمال ناضج !"

وضعت سبابتي اليمنى على شفتيّ هامساً بكل برود:
" ششش....لا تتدخل..."

ثم انتصبتُ بوقفتي ومددت يسراي أقبض ذراعها أشدّها بخفة للخارج وهي تتمتم مُحرجة تجول بعينيها من حولها قائلة بخفوت:
" اترك يدي....لا نريد فضائح هنا.."

سحبتها مطوقاً معصمها الأيمن بيساري ليضيع بين أناملي الطويلة , متجهاً الى سيارتي قائلاً لها وهي تتبع خطواتي مرغمة :
" قولي لنفسك هذا الكلام !!...أنت من اردتِ ذلك..."

عندما وصلنا لها أفلتُّ يدها فوقفت مندهشة فاغرة فاها وعيناها متسعتان ثم سألت دون ان تزيح نظرها:
" هل هذه لك ؟؟...متى اشتريتها ؟؟ "

توجهتُ الى باب السائق وأشرت لها بالركوب ففعلت بصمت وملامحها ما زالت على حالها مندهشة , مسحورة من جمال هذه السيارة التي اشتريتها منذ أيام قليلة وهي ببابين ينفتحان الى الأعلى والأهم لونها ازرق الذي اخترته خصيصاً كالسماء التي بعينيها تماماً !!.... لأتمتع بأجمل سماءين امتلكهما بين يديّ .....
كررت سؤالها بعد أن ركبت بجانبي تتأمل داخلها بانبهار:
" متى اشتريتها ؟؟.."

قلت وأنا انطلق بها بهدوء :
" منذ أسبوع تقريباً.."

قالت بضيق :
" لمَ لم تخبرني ؟؟.."

رمقتها بنظرة جانبية ويدي امدها للمسجل افتحه على محطة الاخبار واجبت سائلاً بجرأة باردة :
" هل تخبريني عندما تشتري ملابسك الداخلية مثلاً؟؟..."

صُبغ وجهها بالكامل بطلاءٍ احمر وعضت شفتها السفلى وتمتمت محرجة :
" وقح...!!"

ثم حاولت تصنع الجرأة وقالت ناظرة للأمام:
" لا مجال للمقارنة بهذا..."

تابعت ببرودي ونفس الوقاحة :
" بلى...انا اشتري السيارة بسهولة دون مقدمات كما تشترين انت ملابسك الداخـ..."

وقبل ان أتمّ جملتي مدت يدها ترفع صوت المسجل وصرخت بخجل :
" اصمت..."

حاولتْ العبث بأزراره وقالت بملل:
" كيف يمكنني تغيير المحطة ..؟؟ "

مددتُ يدي أضع على محطة القران وقبل ان استشعر أي كلمة منه قالت بجهلٍ ظاهر مستغربة:
" هل مات أحد ؟!...لمَ تضع على القران ؟؟.."

لا ألومها فهي نشأت في بيت والد عديم شرف ودين ولم تتذوق حلاوة الغوص به والاستماع الى التلاوة بأصواتٍ عذبة تأخذنا الى عالم آخر نقي , طاهر , ساكن وكأننا نحلّق في السماء بعيداً عن صخب وفوضى الحياة.....
قلت مستنكراً:
" هل مفهومك عن القران هو الموت ؟!...وا أسفاه ...لا تعرفين قيمته !! "

قالت:
" نعم....عندما يموت شخص يضعون في عزائه القران....لم اسمع القران يوماً في فرح او عيد ميلاد.."


" القران لا مكان ولا وقت محدد له....هو كلام الله جل جلاله من سابع سماء ويجب ان نحفظه ونسكنه في قلوبنا أينما وكيفما كنا لتبقى سليمة به...هو ليس رمزاً للموت والفناء , ليس للحزن والبلاء , ليس للكربة والشقاء... انه نعمة من ربنا فيه الأمل والرجاء فيه الفرح والهناء ....لظلمة الفؤاد هو النور والشفاء ..."

صمتّ برهةً ثم تابعت:
" هذا المجتمع الخاص بكِ هو المحروم من هذه اللذة التي اكرمنا بها الله.."

نظرت بتفحص وسالت:
" هل أنت ملتزم دينياً ؟؟..."

أغلقت المسجل وأجبت :
" يا ليت....أنا أحاول القيام بواجبي قدر استطاعتي فنحن في النهاية بشر لا نخلو من العيوب والذنوب والانحراف عن طريقه ....اسأل الله ان يغفرها لنا ويردنا اليه رداً جميلاً "

القت نظرها للمسجل ثم اعادته لي ببلاهة :
" لمَ اغلقته بعد كل هذا الخطاب ؟!!"

قلت تالياً:
" لأن كلام الله له احترامه ...{{ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }}....ونحن نتناقش وهذا غير لائق!!..."

تبسمت برضى وهمست :
" صوتك جميل بالتلاوة..."

نظرتُ لها مبتسماً بخجل رجولي شاكراً اطراءها ...

رفعت جسدها قليلاً ترنو الى الأمام متسائلة عندما بدأت ُ الاندماج بشارع سريع يمتد على طول الساحل :
" إلى اين نحن ذاهبون ؟!.."

انفرجت شفتاي عن ثناياي ضاحكاً ويدي تمسك المقود والأخرى على مقبض الغيارات ...ثم رميتها بغمزة هامساً لها :
" ضعي الحزام واستعدّي لمغامرة السرعة التي تعشقيها..."

شهقت مبتهجة وهي تضع الحزام على الفور هاتفة بحماس :
" كم أنت رااائع..."

دعستُ على الوقود منطلقاً انتقل من جانباً لجانب بخفة وهي تصرخ فرحاً مستمتعة وصرت ازيد بالسرعة اكثر فأكثر حتى اوشكتُ على اقفال الحد الأقصى من ساعة السرعة فوضعت يمناها على صدرها وخبت حماسها وقبضت بيسراها ساعدي قرب الرسغ وتلاحقت أنفاسها وهمست متوسلة :
" يكفي...هذا مرعب....ارجوك خفف السرعة..."

لم ألبِّ طلبها واستمريت على نفس الحال من قيادتي فشدّت اكثر بقبضتها تغرز اظافرها واختنق صوتها :
" ارجوك ...خفف...انا حقاً خائفة..."

اختطفت النظر لها ثم أعدته للشارع ...كان وجهها مبهماً ممتقعاً , يظهر عليه الذعر وكأن الدماء جفت من عروقها فقمتُ بإنزال ساعة السرعة رويدا رويدا حتى وصلت الحد الطبيعي ...وضعت يدها على فمها فعلمت انها أحست بالدوار...توقفتُ الى جانب الطريق اسألها بقلق :
" ما بكِ ألمى ؟...هل انت بخير ؟"

فتحت الباب على عجلة لتنزل ....لحقتها لأطمئن عليها او اساعدها لكنها اومأت بيدها الحرة تمنعني من الاقتراب ...ترنّحت بخطواتها تكاد تقع فأسرعت بإمساكها بقبضتيّ لأدعمها من السقوط ولما ثبتت أفلتّها لتندفع بعيداً عني تخرج ما في جوفها.....!!
عدتُ الى السيارة لأخرج قارورة ماء ومناديل ورقية....ناولتها إياها وتركتها تنفرد تأخذ راحتها....بعد دقائق عادت الى طبيعتها وأقبلت نحوي حيث انا متكئاً بظهري على سيارتي بإمالة قليلة , مكتوف اليدين وساق اضعها خلف الأخرى , مكمش العينين من اشعة الشمس المقابلة لي...وصلتني وهي تمسح فمها بالمنديل هاتفة باستياء:
" توبة....ما هذا الجنون؟....لم اجرب سابقاً هكذا سرعة وقيادة ..بل تهوراً وجنوناً.."

قلت بنبرة متهكمة:
" انت قلتِ انك تعشقين السرعة ففعلتها من أجلك..."

" فعلتها من اجلك؟؟!!...جملة جعلت الفراشات تتطاير فرحاً بداخلي لو انها قيلت لي بغير هذا الموقف " ....هكذا كانت تحدث نفسها !! ....
اما بعد ان رأت الموت بعينيها لم تتراقص الفراشات بل جددت اسلامها بنطق الشهادتين...!!

همست بتعالي ونفور بكلمات لو أنها سكبت على وجهي ماءً مغلياً لكان أسهل عليّ مما سمعت :
" أحب السرعة نعم .....لكني لا اثق بك لأسلمك روحي...فمثلاً مع صلاح....."

انتصبتُ بوقفتي محرراً يداي مشيراً لها بإحداها باحتدام ..ناطقاً بصوت حازم قاطعاً جملتها :
" اركبي.."

ووليتُ ظهري لها قاصداً مقعد القيادة....

كنا في صمتٍ تام للحظات ليست بقليلة اثناء الطريق وانا اسير بسرعة معتدلة فتنحنحت هامسة بعد ان قتلت القتيل ومشت في جنازته :
" ما بك صامت؟...هل انت غاضب ؟...اين سنذهب ؟ "

أجبتها بجدية جافة على الفرع الأخير من سؤالها وملامحي جامدة :
" سنذهب لتناول الغداء وبعدها سأعيدك الى بيتك..."

قالت ببراءة وكأنها لم تنطق سماً قبل دقائق وهي تنظر لساعتها:
" خسارة ما زال الوقت مبكراً....هل انتهت فسحتنا ؟!"

يا صبر.... ستقتلني هذه بلا شك أو تزيد على جنوني جنوناً...هل تقصد ذلك ام هي هكذا فعلاً.....لا استطيع تفسيرها هذه المخلوقة ....!!

اجبت بكبرياء :
" وددت اخذكِ الى مكان مفتوح لتقودي السيارة بنفسك .....لكن لا نصيب !! "

هتفت متفاجئة بانفعال :
" حقاً ؟!.."

" كنت ..وغيرت رأيي .."

زمّت شفتيها قاطبة حاجبيها وكتفت ذراعيها بحركة طفولية ثم همست بحنق:
" لمَ غيرت رأيك ؟!.."

نظرت لها بازدراء مصطنع ثم اعدت عيناي الى الامام وقلت بتعالي :
" لا اثق بكِ لأسلمك سيارتي الثمينة..."

توهجت وجنتاها حرجاً بعد ان وصلها الرد على كلامها السابق....تشعر بقصفي لجبهتها...وجلست ساكنة الى ان وصلنا!!

تناولنا الغداء بأجواء متوترة وبيننا صحراء قاحلة من الكلام....دفعتُ الفاتورة فور انتهائنا ثم نهضنا متجهين الى موقف السيارات وانصرفنا بهدوء عاصف الى سبيلنا حتى افترقنا امام باب منزلها بسلامٍ يتيم.....!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~

ما ان دخلت غرفتها حتى علا رنين هاتفها مستقبلاً اتصالاً من صديقتها , فردت بيأس:
" خيرٌ يا ميار ؟؟..."

أجابت على الفور:
" اتصلت بي لميس تخبرني انها رأت خطيبك وهو يسحبك من ذراعك امام الجامعة بعد ان افترقنا .."

قالت بضيق:
" نعم ..حصل.."

سألت لتطمئن:
" لماذا؟؟.."

تنهدت وحكت لها بالتفصيل الممل كل الأحداث كعادة جميع البنات اللواتي لا يتركن حرفاً او همسة دون نقلها وكأنهن يسردن رواية عن حياتهن العظيمة...!!...

تفاعلت (ميار) مع الأحداث وسألت بفضول تريد ان تعلم سبب تصرفها :
" كيف تقولين بوجهه انك لا تثقين به وزيدي على ذلك تنطقين اسم صلاح واردتِ ان تمدحيه بغبائك وتقارنيه به؟؟.....احمدي الله انه اوقفك قبل ان تكملي والّا لو سمع ما كنتِ تنوين التفوه به من ثناء لخطيبك السابق مؤكد لكان وضعك تحت عجلات سيارته الثمينة التي حرمتِ من قيادتها بسبب عقلك الصغير المتوقف عن العمل..... لا أفهم ...ألم تُسعدي بهذه المغامرة التي تعشقين؟؟"

ردت تفسر لها:
" كنت بداية متحمسة , اشعر وكأننا فوق السحاب .....متعة لها نكهة خاصة !! ...ولما ازداد اكثر بالسرعة مع حركاته الجنونية بين المركبات شعرت ان نبضي سيتوقف رعباً ....لم اجرب هذا مع صلاح سابقاً...."

سخرت منها ثم طلبت ان تستأنف بعد توقفها :
" جبانة !!...ها أكملي ...انا معك "

قالت بتيه , لا تفقه شيئاً عن حالتها:
" عند توقفنا جانباً أسرع نحوي بلهفة ومسكني بقبضتيه الكبيرتين قبل وقوعي ....كانت لمسته مخالفة لخشونته وجموده وبروده ....فيها دفء وحنان حقيقي !!...لم أرَ هذا الشيء مع صلاح مع انه كان لطيفاً معي دوماً خلافاً ليوم السباق فقط !! ....وبعدما افرغت ما في معدتي عدتُ له لأجده يقف متكئاً على سيارته بكامل الرجولة ...يقف بجاذبية مبتسماً مع نظرات كادت ان تقتلني ....فلعيونه الترابية المكحلة برموشه حكاية أخرى ...وكيف ان كانت الشمس مسلّطة عليها لتبرق وتصعق من يقابلها؟!!....لذا تحولت لهجومية لأني خفت !!..."

سألتها باستغراب:
" تتغزلين به وبلمساته...مما خفتِ إذاً ؟؟.."

اجابت هامسة بخفوت :
" خفت أن أقع بشباك حبه !!.."

قالت تنصحها :
" اتركي العنان لمشاعرك...جاء الوقت لتعيشي الحب الحقيقي وتستمتعين "

همست حائرة :
" لا اظن !!...صحيح ان القلب لا يستأذن صاحبه عندما يدق من اجل شخص ما ....لكن هو ما زال غامضاً بالنسبة لي ...يطلّ مرة ويغيب مرات ...يحن ويجن...بارد وحار...يعيش ويعيشني معه النقيضين....كيف سأسلم قلبي له بيدي وانا لا افهمه ؟؟....هذا الكلام والقرار سابق لأوانه ....سنرى ماذا يخبئ لنا المستقبل !!.."

ردت عليها :
" غريب أمره ...لم يتحول هكذا ؟...واجهيه بما تفكري به "

قالت محبطة:
" لا لن أواجهه لكي لا يظن اني اشحت منه الاهتمام او الحب !!...لكن أتعرفين ؟! "

" ماذا؟؟"

أكملت بضياعها:
" صلاح يعلم كم احب السيارات وكنتُ اطلب منه ليسمح لي بقيادتها وكان يرفض حرصاً على سيارته ويقول لي حين تأخذين الرخصة وكان يسخر مني بأني سأحولها الى خردة وقطع حديد ان قدتها !!....أما يامن لم أطلب منه ذلك ويبدو انه ظلّ حافراً في ذاكرته يوم تعارفنا عندما اخبرته بأمنيتي ان اقود سيارة وأن ابي لا يسمح بتعلمي القيادة لأنه يراني مجنونة بها ويخاف ان اتهور واتسبب بحادث لنفسي!!....وها هو كان سيسلمني سيارته لكن بحماقتي ولساني الغبي هدمت حلمي بيدي !!....إن لم يكن هذا نوعاً من الاهتمام ماذا قد يكون ؟!"

تنهدت واجابت:
" ماذا تريدين اكثر من ذلك وانت تعرفين ان الشبان مجرد ان تصفعي باب سيارتهم وكأنك غرزتِ سكين في روحهم وهو كان سيسلمك مقعد القيادة بالكامل دون تردد ؟!!....ارى ان تصبري صديقتي وستفهمينه وتعتادين عليه..."

ضحكت واردفت:
" بل ستعشقينه حد النخاع..."

جاملتها الضحكة وهمست:
"هذا ربما يحصل ان لم يغب ويطيل بالغياب بحجة العمل وان لا يضعني على هامش يومياته ....فإما ان أكون عنوانه الرئيسي أو سأكتب النهاية بيدي..!! "

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

أيام كثيرة رتيبة مرت علينا.!!...لا تغييرات بأسلوبي معها......علاقتنا شبه متوترة نسبح بها بين المد والجزر !!...تأتي ليالي عاصفة وتلحقها ساكنة وكنتُ هذه الفترة منشغلاً بأمور عدّة فعلا مثل شركتنا هنا وشركة والدي رحمه الله في الوطن....كذلك كان عليّ زيارة مقرنا العسكري على الحدود لتسوية بعض الأمور كتجديد أسلحة وضم شبان جدد للمعسكر وعلينا اختبارهم ....هذا البعد جعل فتوراً وبروداً بيننا بعض الشيء في التواصل.....هي بالنسبة لي مكانها في القلب سواء رأيتها أو لا , سمعت صوتها او حرمت منه لم يتزلزل و يتقلقل ذرة من شعوري لكن هي كأي أنثى لها أحلامها , خيالاتها ورغباتها , تبتغي الاهتمام والحب ...رقتها تجعلها تعصف من أي تجاهل غير مقصود وترضى من همسة دافئة ....ويبدو أنها كانت هذه الفترة تعيش صراعات داخلية , ترتب أوراق مشاعرها حتى حسمت الأمر ولقطت أنفاسها هذه الليلة لتنزل الى مكتب والدها تواجهه بما يختلج صدرها ويؤرق نومها .....
بعد عدة طرقات خفيفة على بابه العريض قال بصوت جهوري:
" أدخل.."

فتحته وابتسامتها على محيّاها هامسة:
" مساء الخير أبي..."

خلع نظارته الخاصة بالقراءة ورد عليها ببسمة حنونة :
" مساء الورد صغيرتي .....تعالي اجلسي لأراك "

زلفت منه ببطء مترددة فهيمنته لها صداها حتى لو كان في حالة استرخاء ....جلست على الكرسي المقابل لمكتبه , تخفض عينيها للأرض وتلعب بأصابعها فأراحها بفتح الحديث قائلاً:
" نعم يا حلوتي....اخبريني ما يزعجك !!؟"

ظلّت للحظات تستجمع شجاعتها فحدّجها بتوجس يرفع احد حاجبيه , ينتظر ردها , ناصباً سلاحه للدفاع خوفاً من مباغتته بقذيفة لا تسر باله.....فغمغم بحذر:
" ها...انا انتظر !"

ازدردت ريقها ..اغمضت عينيها تشد عليهما واندفعت على نفسٍ واحد :
" اريد الانفصال عن يامن.."

هبّ بفزع صارخاً:
" ماذااا؟؟....هل جننتِ؟؟"

كان الكلام الأول هو الصعب عليها أما الان فتحت الطريق لنفسها ولن تخشى شيئاً فاستطردت مؤكدة بعناد :
" ما سمعت...لا اريده ...لا ننسجم معاً....هو من عالم وانا من عالم....لا اشعر اني مخطوبة أساساً .."

قال ساخراً ببرود وداخله نيران متقده :
" ماذا تهذين ؟؟...كُفّي عن هذا الهراء وايّاك ان اسمعه مجدداً.."

صمت برهةً ثم سأل بتخوّف :
" هل يعلم بهذا؟....هل اتفقتما فيما بينكما ؟؟"

اجابت بتردد:
" لا.....اريد منك انت اخباره "

رمقها بنظرة قاتلة وصرخ بنبرة حادة :
" اصمتي...لحسنِ حظك انك لم تخبريه والّا لتمزقتِ بين يديّ "

حدّقت به مذعورة بعد تهديده الصريح وقالت :
" لو لم تكونا شريكين لقلتُ انه اشتراكَ بماله !! "

هنا انتهى من امساك نفسه عنها فانقضّ عليها من وراء مكتبه يمسك ذراعها بقوة ثم صفعها على وجهها هادراً بقسوة :
" اخرسي يا عديمة التربية.."

أحدثا جلبة في القصر مما جعل البقية يتوافدون هرولة اليهم , قلقين , فزعين من صوته الهادر ولجهلهم بما يحدث وأول من ارادت دفع الباب واقتحام المكان هي خالتها (فاتن) فأمسكتها الأفعى (سوزي) بخبثٍ تهمس بفحيحها :
" أتركيهما....أب يربّي ابنته , ما شأنك انتِ ؟"

رمقتها بازدراء واضح وانزلت يدها بقوة , هاتفة بحزم :
" لا شأن ولا رأي لكِ انتِ ايتها الأفعى السامة.."

ثم دلفت بوجهٍ مصعوق لرؤيتها لابنة شقيقتها تبكي ووجنتها محمرّة يُطبع عليها بصمات كفه الخشن فأسرعت نحوها تحتضنها بذراعيها وتقبّلها من رأسها , تحاول تهدئتها بحنوٍّ و(ألمى) تدفن وجهها على صدرها وصوت بكائها يعلو بقهر وألم .....لم يكن ألم الصفعة كخذلانها من والدها الذي لم يمد يده قط عليها مهما عصف او غضب منها ليفعلها الآن ....
سألت السيدة (فاتن) باستياء :
" ماذا يجري هنا؟...كيف وصلتما لهذا الحال ؟"

ولّاهما ظهره مزمجراً بغيظ واستهجان . يشتم ابنته وعروقه بارزة , مهدداً :
" لتضع عقلها في رأسها والّا لن أرحمها .."

حرّكت حدقتيها بينهما تجهل السبب , هاتفة:
" اخبراني ماذا جرى ؟"

رد وهو على وقفته ذاتها ناقماً :
" ابنة شقيقتك المصون تريد الانفصال عن خطيبها بل زوجها .."

صدمت مما سمعت وسألتها بخفوت :
" لماذا ألمى؟؟"

لم تجبها لانشغالها ببكائها من ألم الصفعة والطعنة في فؤادها فهتفت السيدة(فاتن) بعقلانية:
" اهدءا وسيحلّ كل شيء ان شاء الله ..."

أدار جسده ووجهه مكفهراً كالمصعوق بتيار كهربائي وقال بصرامة:
" لا حل غير الاستمرار بالعلاقة .."

صرخت ابنته وهي تبكي بنحيب:
" لمَ تفعل هذا بي ..لـــمَ؟؟!!"

قال ساخراً دون أدنى شعور وكأن التي أمامه غريمته وليست من دمه :
" لأن ارتباطك به هي صفقة....اذا انفصلتما لن يتبقى لنا شيئاً بعد أن تكبّد هو ووالده كافة المصاريف لفك الرهنية بالمصرف بما فيها هذا القصر الذي تنعمين برخائه وانتِ لم تفكري للحظة كيف حافظنا عليه بعد خسائرنا وكان هذا طبعاً الثمن مقابل الموافقة على عقد القران.....أم تظنين انه يفعل هذا كمشروع خيري ؟! ...

صعقها باعترافه كونها مجرد ملف على ورق يتبادلونه بينهم كيفما يشاؤون!!!
تهالكت ارضاً بعد ان خارت قواها , لا علامات للحياة على وجهها وانزلقت دمعة متشردة من سمائها كانت تتصارع بين جفونها فهاجرت معلنة خنوعها واستسلامها لحياتها المقيتة علّها ترسو في شتات العمر لتجد حضناً دافئاً يأويها....

×
×
×

تغيبت أسبوع ونصف عن الجامعة بعد انهيارها ومعرفتها لمكانتها بيننا ....اصبحت بجسد بلا روح وحتى جسدها غدا نحيلاً هزيلاً ...انعزلت في غرفتها ولا تكلم صديقتيها الا بأمور الدراسة...ذبلت عيناها وانطفأت نضارة بشرتها وكان عزاؤها الوحيد وسط الركام هي خالتها التي تحاول جاهدة لإخراجها مما آلت اليه ...كانت تتعذب من اجلها وحتى للمحافظة على كبرياء ابنة شقيقتها وعزة نفسها لم تشركنا بالموضوع او تُعلمنا بمعرفتها الحقيقة....كانت تسعى لتجميل صورتي امامها وتهدي عليها ...تخبرها لربما بزواجها ستخرج من جحيم بيتها هذا الذي لم تهنأ بداخله منذ فقدانها لوالدتها وزواج ابيها وانها ستملك حرية ذاتها ويكون لها كيانها واستقلاليتها وحياتها التي كيف تشاء ترسمها.....!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

ساعة تلوَ ساعة ويوم يتبعه آخر كان هذا العد التنازلي من أيام عمرها ... أهملت جامعتها بعد أن أصبحت حطام روح تحتضر تنتظر اجلها....لقد استحوذها اليأس والقنوط وهي مسلّمة نفسها دون مقاومة .... لم تعش سابقاً اياماً كهذه !!....
قبل ثلاثة أيام نهضت بنفسها مع جرعات أمل يوهبها الله لمن يشاء من عباده ومع وجود أناس يحبونها ويدفعونها لتمضي في حياتها أمثال السيدة (فاتن) وصديقتيها الوفيتين ...أتمّت الأسبوعين من يوم موقفها الأليم البائس مع والدها وعلمت خالتي (مريم) من خالتها أن نفسيتها في الحضيض دون ان توضح السبب الحقيقي بل لفقته لعدم اهتمامي بها واهمالها فقررت للترقيع عن تصرفاتي أن تدعوهما الى قصرنا في هذا اليوم وهو الجمعة أي بإجازتي بعد أن علمت مني أنني ذاهبٌ لقضاء ليلة للمبيت في الطبيعة مع أصدقائي ....ارادت ان تستغل غيابي كي لا نلتقي أنا وهي خوفاً من ردة فعلها اتجاهي لحنقها عليّ....رغبت أن تروّح لها عن نفسها بأجواء نسائية بعيداً عن ثقيلي الظل من أمثالنا وأن تقربها من أجوائنا العائلية بما أنني غير مبالٍ لها!!.... حتى أبي (إبراهيم) قامت بإقصائه بقضاء يومه مع أصدقائه...!!
بعد صلاة الجمعة وتناولنا الغداء معاً ومع خروج أبي الى منفاه ....توجهت الى المطبخ حيث كانت خالتي مشغولة تشرف على الخدم بتحضيرات التقديم والتضييفات ....كنت اجهل ما يجري ولم اهتم من الأصل لاستفسر عن هوية ضيوفها !!....اقتربت منها مداعباً لها ثم هتفت :
" خالتي سأصعد الى غرفتي لأنام....ارجو ان توقظيني بعد العصر لأصلي .."

تسمّرت في ارضها متفاجئة تسأل باندهاش:
" لمَ؟؟....ألم تقل أنك ستذهب مع اصدقائك لمبيت ليلة في الخلاء؟"

أجبتها متثائباً بكسل:
" نعم كنت!!....لكن مع الأسف أجلناها بسبب مرض والد احد أصدقائنا !!.."

بدا عليها الارتباك والصدمة فقلت مازحاً وانا اقرصها من خدّها:
" ما بكِ صدمتِ؟....هل كنت تنوين التخلص مني ؟! "

تأففت وهي تحوقل واجابت بامتعاض :
" لقد أفسدتَ دعوتي!!....يا الهي ستظن أنني خدعتها !! .."

رفعت احد حاجبيّ بتوجس سائلاً بفضول:
" دعوة ؟!!..لمن ؟!."

اعترفت مجبرة:
" دعوت السيدة فاتن وألمى لتمضيا هذا اليوم معي ونيتي بالطبع اخراج المسكينة من كآبتها التي تسبب بها رجل ثقيل غليظ عديم الضمير.."

وقفت لوهلة متفاجئاً ثم دنوت منها أقبل وجنتها هامساً بمكر :
" شكرا خالتي على هذا الاطراء الجميل........هل ترسمين خططاً من خلفي ؟؟.....كان يجب عليكِ استشارتي .."

غمزتها وأضفت:
" فيما يخص زوجتي طبعاً.."

ضربتني على كتفي منزعجة وقالت مؤنبة :
" هل تذكرت ان لك واحدة ترتبط باسمك أيها القاسي ؟!.....لا تكلّمها ولا تسأل عنها...أهكذا كان الاتفاق ؟!......"

لم أعلق على كلامها لأنها لم تخطئ بما قالت ....اما انا كنت اتجاهلها منتظراً... لأرى الى متى لن ترد على اخر رسالة أرسلتها لها منذ أسبوعين وحتى حاولت الاتصال بها وقتها ولم تجب او تعيد المكالمة !!....لذا تناسيتها عمداً ولم أسال عن أسبابها لكي لا تظن اني متلهفاً لصوتها ومحادثتها تلك المدللة .....
اكتفيت لخالتي بشبح ابتسامة !

اشارت بسبابتها آمرة بحزم :
" افعل أي شيء...اما ان تجد لك مشوار لساعات او لا تخرج من غرفتك بتاتاً....لا اريد ان أضع بموقف الكاذبة !!.."

رفعتُ سبابتي والوسطى الى جبيني بحركة العسكر مبتسماً هاتفاً:
" أمركِ مولاتي.."

صعدتُ الى غرفتي وبدّلت ملابسي لبنطال رياضي قصير لونه اسود وبلوزة بأكتاف عريضة بيضاء دون أكمام.....استلقيت على الأريكة المريحة في غرفتي المخصصة لمشاهدة التلفاز....نظرتُ للسقف أفكر بها وابتسم كالأبله ...ذبحني الشوق وانا صابرٌ مستسلمٌ لكبريائي ...بدأت اسأل نفسي !!...هل انا بالفعل عديم ضمير ؟!...لمَ أتجاهلها الى هذه الدرجة ؟!...هل بإهمالها وحرماني كما حرمانها من اللقيا اصدّ نابضي المتدفق بحبها عنها ؟!.....لو كان كذلك لاختفت من مخيلتي من عشر سنوات عندما كانت في الجانب الاخر ولم تكن بهذا القرب مني!!....أيّ سحر القته على قلبي لحظة وقوع عينيّ على عينيها ؟!!...أتساءل !!....هل أنا ضعيف لهذه الدرجة ولذلك ابني حصوناً بيننا لكي لا أقع اسير حرب بين يديها ؟؟....أين القوة والشجاعة التي اعتدت عليها ؟!!....لم لتكون علاقتنا معقدة بهذه الصعوبة ؟!!....لمَ ليكون نصيبي حبيبتي هي عدوتي ؟!....بل لمَ من كل رحاب هذه الأرض تكون هي ملجئي !!.....أحببتها ليكبر عذابي وانيني....وضعتُ يدي على قلبي زافراً اوجاعي ....إني احترق بنار الحب والانتقام..... وبين ألَمي وألْمَتي ....فتباً لقلبي وتباً لها لأني ما زلت لاجئاً في سمائها..!!..

استغفرتُ ربي متنهداً وادرت جسدي لجانبي الأيمن محتضناً وسادتي مستسلماً للنوم والخائن في صدري ينبض فرحاً يستعدّ لاستقبالها....!!

**********( انتهى الفصل الثامن )**********



أتمنى لكم قراءة ممتعة....


لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير



ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-21, 08:58 AM   #107

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,559
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباحك مشرق بجمال ألحانك حبيبتي
**القلب العصي** واهم هادى وهو يتخيل أنه يستطيع إلجام قلبه أو السيطرة علي مشاعره ببعض الكلمات الواهية مثل تشبيه محابس الخطبة بالاغلال والأصفاد
إذ بنظرة واحدة من ألمي ألقي القلب مرساته في صفاء عيونها الزرقاء وفقد كل قوارب النجاة
منذ متي إستطاع المرء ان يحكم مقاليد قلبه؟
ومتي غير النهر مجراه؟
لله در ألمي وهي تتعامل مع إدعاءات هادى والتي لو فسرها أحد ما كانت لتشير إلا لإنسان فظ مجبور علي زواجها لا تعرف المشاعر الرقيقة طريقها إليه فهو لم يلق لها بكلمة طيبة واحدة
ربما بالغ في فظاظته ليقنع الآخرين بانه غير متقبلها لأنها تحمل دماء أبيها حتي لا يفضحه قلبه وتشي به عيناه
وحتي لا يتم ضبطه بالجرم المشهود وهو وقوعه أسير هواها
لنرى إلي متي يصمد فتلك الجولة الاولى فحسب.
الحوار الذى تديرينه بينه وسامي يجعلني ابتسم علي الصباح
كما حوار ألمي مع ميار عن الحائط يامن وعن تمسكها بحب الطفولة الذى يحتل ركن أساسي لن يبارح قلبها فتخبرها ميار بحاجتها لإستئجار مكان بجوار قلبها ومعدتها لأحباب الطفولة ..أضحك الله سنك وما أراك هما ولاغما ابدا
**مساء الخاطبين**سلمي تحتفي ببلال بهدية وكعكة الجبن وإعتراف بالحب بينما دنيا تحتفي بسامي بإسدال الصلاة هو طبعا رداء مريح للنفس وللمناجاة والعبادة ولكن ليس للخطيب وايضا تلزم الصغير شادى بملازمتها وكأنها تمنح سامي اى تجاوبا أو هو يتجاوز معه فتقيد حركته بشقيقها.
الذي تمكن سامي من التخلص منه ببراعة ومن إحراز هدف بمرمي دنيا التي جذب انتباهها بعبارات عفوية وقبلةعلي الجبين .
ولأول مرة ترى ذلك الصابر المرابض بمنزلهم وهو يتعامل بشخصية قوية يرهبها صوته الحازم بشأن عمله.
لن يمر كثيرا ويهدم الضابط المغوار أسوار قلعة التمنع وتفتح له الدنيا قلبها علي مصراعيه ليلجه من أى باب شاء فكل ما تفعله هو تصرفات طفولية ليس إلا
**العاصفة وهدوئها**أعتقد أن هادى بالغ في فتوره مع ألمي فحتي صلاح الطامع هو وأبيه انفصل عن خطيبته لعدم توافقهما أى ان امر الإنفصال وارد حتي مع الشيطان عاصي
الجميل بالمشهد أن المي ما زالت كما هي تصفو سمائها بعد كدرها بلحظة
تغضب من يامن لإجبارها علي النزول من سيارة صلاح وتتحول إلي حالة من الإنبهار الطفولي بسيارة يامن
تنفعل من أسلوبه المزدرى ثم تطير سعادة لأنه سيصحبها في جولة سرعة بالسيارة
وكأى انثي تشعر بحنوه عليها أحيانا فمن مثلها فقد حنان الأم باكرا يستشعر نبضات الحنان وتستقبلها مراكز الحس فورا كالرادار
**مجرد ورقة بصفقة**حدث ما كنت أخشاه فكثرة الجفاء تعلم البكاء كما يقولون
ومن هو بعيد عن العين لن يكون قريبا من القلب
نجح هادى بجدارة ليجعل ألمي تطلب الإنفصال عنه
فيكون جواب والدها صفعتين إحداهها علي وجهها والأخرى سهما بقلبها أنها مجرد صغقة للحفاظ علي وضعهم المادى
لقد أخطأ هادى ليس بحق ألمي فقط بل لأنه بهذا يفسد الخطة الموضوعة للثأر من عاصي بصرف النظر عن مشاعره الحقيقية تجاه المي فهو يفشل المهمة الموكل بها
فقد تدهورت حال ألمي النفسية والصحية كثيرا بعد معرفة مكانتها بالضبط بالنسبة ليامن فهو إشتراهابماله وفاتن تحفظ مكانة المي فلا تقص علي مريم سبب حزنها
بينما هادى يتلظي لوعة وعشقا ويقع بين شقي رحي قلبه ومظهره الجامد القاسي معها إذ لو ترك لنفسه العنان لخر راكعا بين يديهاحاملا قلبه بين راحتيه هدية لسمائها الصافية
رائعة أنت حبيبتي في وصف المشاعر الإنسانية بكل حرف ولمحة وتحليل لما يدور بداخل الإنسان
يمكن لك بروايتك القادمة بإذن الله ان تكون رومانسية بالكامل أعتقدها ستفوق الخيال
سلمت أناملك المبدعةعلي كل حرف خطته بالفصل
وأسعد الله صباحك بكل الخير والسعادة واكرمك في اولادك
بإنتظار الفصل القادم اختي ألحان الربيع
لك خالص مودتي وحبي

Adella rose likes this.

shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-21, 06:30 PM   #108

لبنى البلسان

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية لبنى البلسان

? العضوٌ??? » 462696
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 5,543
?  نُقآطِيْ » لبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond repute
افتراضي



فصل جميل جدا كالعادة
بانتظار الفصل القادم بشوق لمعرفة ماسيحدث في زيارة المى لقصر هادي
تسلم اناملك ويعطيك الف عافية ابدعتي



shezo and Adella rose like this.

لبنى البلسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-21, 11:23 PM   #109

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباحك مشرق بجمال ألحانك حبيبتي
**القلب العصي** واهم هادى وهو يتخيل أنه يستطيع إلجام قلبه أو السيطرة علي مشاعره ببعض الكلمات الواهية مثل تشبيه محابس الخطبة بالاغلال والأصفاد
إذ بنظرة واحدة من ألمي ألقي القلب مرساته في صفاء عيونها الزرقاء وفقد كل قوارب النجاة
منذ متي إستطاع المرء ان يحكم مقاليد قلبه؟
ومتي غير النهر مجراه؟
لله در ألمي وهي تتعامل مع إدعاءات هادى والتي لو فسرها أحد ما كانت لتشير إلا لإنسان فظ مجبور علي زواجها لا تعرف المشاعر الرقيقة طريقها إليه فهو لم يلق لها بكلمة طيبة واحدة
ربما بالغ في فظاظته ليقنع الآخرين بانه غير متقبلها لأنها تحمل دماء أبيها حتي لا يفضحه قلبه وتشي به عيناه
وحتي لا يتم ضبطه بالجرم المشهود وهو وقوعه أسير هواها
لنرى إلي متي يصمد فتلك الجولة الاولى فحسب.
الحوار الذى تديرينه بينه وسامي يجعلني ابتسم علي الصباح
كما حوار ألمي مع ميار عن الحائط يامن وعن تمسكها بحب الطفولة الذى يحتل ركن أساسي لن يبارح قلبها فتخبرها ميار بحاجتها لإستئجار مكان بجوار قلبها ومعدتها لأحباب الطفولة ..أضحك الله سنك وما أراك هما ولاغما ابدا
**مساء الخاطبين**سلمي تحتفي ببلال بهدية وكعكة الجبن وإعتراف بالحب بينما دنيا تحتفي بسامي بإسدال الصلاة هو طبعا رداء مريح للنفس وللمناجاة والعبادة ولكن ليس للخطيب وايضا تلزم الصغير شادى بملازمتها وكأنها تمنح سامي اى تجاوبا أو هو يتجاوز معه فتقيد حركته بشقيقها.
الذي تمكن سامي من التخلص منه ببراعة ومن إحراز هدف بمرمي دنيا التي جذب انتباهها بعبارات عفوية وقبلةعلي الجبين .
ولأول مرة ترى ذلك الصابر المرابض بمنزلهم وهو يتعامل بشخصية قوية يرهبها صوته الحازم بشأن عمله.
لن يمر كثيرا ويهدم الضابط المغوار أسوار قلعة التمنع وتفتح له الدنيا قلبها علي مصراعيه ليلجه من أى باب شاء فكل ما تفعله هو تصرفات طفولية ليس إلا
**العاصفة وهدوئها**أعتقد أن هادى بالغ في فتوره مع ألمي فحتي صلاح الطامع هو وأبيه انفصل عن خطيبته لعدم توافقهما أى ان امر الإنفصال وارد حتي مع الشيطان عاصي
الجميل بالمشهد أن المي ما زالت كما هي تصفو سمائها بعد كدرها بلحظة
تغضب من يامن لإجبارها علي النزول من سيارة صلاح وتتحول إلي حالة من الإنبهار الطفولي بسيارة يامن
تنفعل من أسلوبه المزدرى ثم تطير سعادة لأنه سيصحبها في جولة سرعة بالسيارة
وكأى انثي تشعر بحنوه عليها أحيانا فمن مثلها فقد حنان الأم باكرا يستشعر نبضات الحنان وتستقبلها مراكز الحس فورا كالرادار
**مجرد ورقة بصفقة**حدث ما كنت أخشاه فكثرة الجفاء تعلم البكاء كما يقولون
ومن هو بعيد عن العين لن يكون قريبا من القلب
نجح هادى بجدارة ليجعل ألمي تطلب الإنفصال عنه
فيكون جواب والدها صفعتين إحداهها علي وجهها والأخرى سهما بقلبها أنها مجرد صغقة للحفاظ علي وضعهم المادى
لقد أخطأ هادى ليس بحق ألمي فقط بل لأنه بهذا يفسد الخطة الموضوعة للثأر من عاصي بصرف النظر عن مشاعره الحقيقية تجاه المي فهو يفشل المهمة الموكل بها
فقد تدهورت حال ألمي النفسية والصحية كثيرا بعد معرفة مكانتها بالضبط بالنسبة ليامن فهو إشتراهابماله وفاتن تحفظ مكانة المي فلا تقص علي مريم سبب حزنها
بينما هادى يتلظي لوعة وعشقا ويقع بين شقي رحي قلبه ومظهره الجامد القاسي معها إذ لو ترك لنفسه العنان لخر راكعا بين يديهاحاملا قلبه بين راحتيه هدية لسمائها الصافية
رائعة أنت حبيبتي في وصف المشاعر الإنسانية بكل حرف ولمحة وتحليل لما يدور بداخل الإنسان
يمكن لك بروايتك القادمة بإذن الله ان تكون رومانسية بالكامل أعتقدها ستفوق الخيال
سلمت أناملك المبدعةعلي كل حرف خطته بالفصل
وأسعد الله صباحك بكل الخير والسعادة واكرمك في اولادك
بإنتظار الفصل القادم اختي ألحان الربيع
لك خالص مودتي وحبي


يسعد مساكِ اختي شيزو ...❤


هادي اخذ دور المهاجم خوفاً على نفسه من ان يضعف....وأراد ايضا مشاكستها قليلاً..... وبالفعل بخل عليها بأي كلمة لطيفة تقال بموقف مثل هذا اثناء خطوبة اي شخصين طبيعيين ......كان جلفاً معها 🤦🏻‍♀️.....


انشرح صدري وسعدت جداً عند رؤيتي لكلامك بأنني استطعت رسم ابتسامة ولو خفيفة على وجهك بفضل الله ...😍😍
ولكِ بالمثل عالدعوة الطيبة🌺


سلمى كما بلال هما عاقلان ويليق بهما المثل ( طنجرة ولقيت غطاها ) أما دنيا فهي نشأت مدللة من ابيها ثم أخيها وما زالت تتصرف بصبيانية دون تحمل مسؤولية قرارها بالموافقة عليه وكذلك عريسها مشاكس وليس بأقل منها لذا سيلعبان لعبة القط والفأر ......تعتقد انها بامكانها الانتصار عليه بحيلها لكنه هو مشاكس ذكي فلن تهزمه 😂😂 ......سامي يتبدل حاله بين الفكاهة والجد حسب الموقف الذي يضع فيه....😊
أما بالنسبة للباس الصلاة صدقتِ مريح بشكل عجيب هههههه لكن بالطبع لكل مقام مقال 👍


هادي بالغ في فتوره لكنه بعقد قرانه ضمن انها له مهما اقترب او ابعد ....مع ان هذا خاطئ لانه لو ضمن اسمها تحت اسمه لن يضمن قلبها في بعده وجفائه وسيخسر روحها بلا شك ان لم يُرِها منه سوى القسوة والبرود والاهمال.....


ألمى مثلما كانت صغيرة فطرتها الطيبة هي التي تطغى على شخصيتها فمهما حاولت ادعاء القوة او الغرور الا ان البراءة والطيبة والعفوية بتصرفاتها تنتصر عندها ....

والدها الجشع ظهر انه حتى ابنته التي تتربع على عرش قلبه لن يسمح لها بهدم مخططاته ومطامعه....


سنرى الى اين يصل الحال بهادي ومشاعره وكيف سيغوص بين المد والجزر في بحر حبه والانتقام ....😅


دائما اقف عند كلامك ولا استطيع الرد بما تستحقين وبما يليق بذوقك اختي شيزو....اخجل امام رقيك ولطف عباراتك......انت تعطيني كلام اكبر من حجمي صدقاً.....وبارك الله فيكِ على هذا الدعم الذي يصل من قلبك النقي الى قلبي مباشرةً .....💘


الله يسعدك ويحفظك لاحبائك يا غالية...🌷🌷🌷

shezo and Adella rose like this.

ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-21, 11:32 PM   #110

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لبنى البلسان مشاهدة المشاركة


فصل جميل جدا كالعادة
بانتظار الفصل القادم بشوق لمعرفة ماسيحدث في زيارة المى لقصر هادي
تسلم اناملك ويعطيك الف عافية ابدعتي




شكرا جزيلا على رأيك الأجمل بحق روايتي اختي لبنى🌷🌷 ويسعدني ردك اللطيف دائما ❤❤واتمنى ان استمر عند حسن ظنكن يارب 😍


وسنرى ان شاء الله الفصل القادم زيارة ألمى لبيته 😂😉....


ليلتك سعيدة...🌺

shezo and Adella rose like this.

ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:40 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.