آخر 10 مشاركات
شريكها المثالي (50) للكاتبة: Day Leclaire *كاملة* (الكاتـب : Andalus - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          عزيزتى لينا (61) للكاتبةK.L. Donn الجزء4من سلسلة رسائل حبLove Letters كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          عزيزى مافريك(60)للكاتبةK.L. Donn الجزء3من سلسلة رسائل حب Love Letters .. كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سلسلة رسائل حب Love Letters للكاتبة K.L. Donn (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          283 - الحب لا يكذب - كارولين اندرسون (الكاتـب : عنووود - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك لمستوى الرواية ؟
جيد جداً 85 88.54%
جيد 11 11.46%
سيء 0 0%
المصوتون: 96. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree9707Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-11-21, 01:59 AM   #111

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 5 والزوار 1)


‏موضى و راكان, ‏غصة في روحنا, ‏هدوء الصمت222, ‏ألحان الربيع, ‏هدى الحسني



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تسلمى يا جميلة فصل ممتع و مشبع عجبنى طبق السلطة بألوان قوس قزح

shezo and Adella rose like this.

موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-21, 02:11 AM   #112

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 5 والزوار 1)


‏موضى و راكان, ‏غصة في روحنا, ‏هدوء الصمت222, ‏ألحان الربيع, ‏هدى الحسني



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تسلمى يا جميلة فصل ممتع و مشبع عجبنى طبق السلطة بألوان قوس قزح
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

نورتيني اختي موضى وراكان ..

يسلمك ربي ...أنت اجمل

ههههه هادا الطقم شي فاخر من الاخر لعيون سامي

shezo, Adella rose and Silan like this.

ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-21, 11:09 PM   #113

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخيرات....

سأقوم بتنزيل الفصل ان شاء الله بعد قليل...



shezo and Adella rose like this.

ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-21, 11:32 PM   #114

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل التاسع (( هي حربي وسلامي ))



فُتِحت بوابة القصر الكهربائية للسماح لسيارة السائق الخاص بالسيدة(فاتن) وسمو الملكة (ألمى) بالدخول الى ساحته الشاسعة في الساعة الثالثة قبل العصر.....ترجلتا منها وهما تحملان بين ايديهما هديّة قيمة لخالتي وكانت عبارة عن حقيبة من الجلد الأصلي بلون خمري مع طقم عطور فاخر من نفس الماركة ......لم تكن المرة الأولى التي تزور بها السيدة(فاتن) بيتنا....لقد أتت سابقاً مرتين او اكثر بالخفية لجلب اخبار مهمة من بيت العنكبوت !!...
الآن هي مضطرة للتمثيل أمام ابنة شقيقتها وكأنها زيارتها الأولى الى هنا ....أما الأخيرة كانت تخطو جانبها نحو مدخله الكبير ببابه العريض المصنّع من النحاس المدمج باللون الذهبي وهي تتأمل هذا القصر الشبيه بضخامته لإحدى قلاع الروم المجددة بالوان العصر الحديث...كانت تلتفت يمنة ويسرة على الحديقة المحيطة بساحته بهندستها المبهجة من تناسق الأزهار الملونة بأنواعها مع مختلف الأشجار المحاطة بالنادر من الأحجار ....وهمست لخالتها بانبهار :
" اذا كان من الخارج بهذه الفخامة والجمال ...كيف سيكون من الداخل ؟؟ "

تبسمت مجيبة:
" لندخل ونرى.."

قربت منها اكثر هامسة بخفوت:
" اعتقدتُ ان قصرنا هو الأجمل بطابعه الهندي....اتضح اني مخطئة ....هذا يشبه الخيال كما كنت اشاهد قصور الاميرات في الرسوم المتحركة !!.."

رفعت يدها تربت على كتفها بحنوٍ وهما تصعدان درجاته النصف دائرية وقالت بحب :
" جعله الله بيتك الذي ستعيشين فيه مع عائلتك الجديدة بسعادة وراحة بال صغيرتي."

قطبت حاجبيها برفض وقبل ان تنبس ببنت شفة أطلّت خالتي تفتح الباب لاستقبالهما بوجهها البشوش النقي ورقّتها , صافحتهما واحتضنتهما بلطف بمشاعر صادقة دون رياء....دلفتا وهي ما زالت تنظر بإعجاب على تصاميمه المميزة...وجّهتهما الى غرفة الجلوس العائلية والتي يتواجد بها تلفاز يأخذ مساحة كبيره من احد حيطانها وكأنه شاشة سينما ونافذة كبيرة على حائط آخر تطل على الحديقة الخلفية , تغطيها ستارة تتناسق مع الاثاث بتصميمه المغربي الذي يحتل الغرفة ,فرشه كريمي ومخداته تتنوع بين الجنزاري الغامق والفاتح وزرابيّ من الحرير تَدمِج هذه الألوان....طاولته مستطيلة من خشب مطلي بالكريمي ...فوقها مزهرية كلونها , فيها ورود اصطناعية تلائم هذا الديكور ورائحة اللافندر التي تملأ المكان , تعطر الجو وتهدئ الاعصاب من زجاجة صغيره بعيدان رفيعة موجودة جانبها....
سلالم عريضة تفصل هذه الغرفة عن المطبخ المقابل لها .....
ارادت ان تستقبلهما هنا خاصةً لإدخال (ألمى ) بالأجواء العائلية دون رسميات كما الضيوف الاغراب....قدّمت لهما بعض التضييفات وجلست ليتبادلن الاحاديث المتنوعة وهي بالكاد تشارك ....
مع رفعِ اذان العصر تنحنحت خالتي هامسة مُحرجة , توجه كلامها لها :
" ألمى... بنيتي.."

نظرت لها بابتسامة بريئة واجابت برقة:
" نعم سيدة مريم ..."

قالت وهي تلعب بأصابع يديها في حضنها بارتباك :
" أنا أسفة....اتفقنا على هذا اليوم على أساس أن يامن سيكون في الخارج.."

فزعت وتبدلت ملامحها للعبوس بعد سماعها اسمي دون ان تنطق حرفاً فتابعت خالتي:
" فاجأني بتأجيل مشواره لظرف يخص احد أصدقائه.....أي لم اكن أعلم انه سيبقى في البيت الّا باللحظة الأخيرة ....صدقيني "

قاطعتها السيدة(فاتن) وهي تمدّ يدها لتضعها على كف ابنة شقيقتها تحاول تهدئتها قبل ان تنفعل , هامسة بلطف :
" لا تقولي هكذا سيدة مريم....البيت بيته ونرجو الّا نكون نحن من ازعجناكم..."

أجابت بخجل نافية:
" لا .....لا سيدة فاتن ...نورتم بيتنا...أنا حقاً محرجة منكما....أشعر أنني بدوت كمخادعة بالموقف الذي وضعني به...سامحه الله.."

تبسمت السيدة (فاتن) ترد بلطافة:
" حاشاكِ سيدة مريم...نحن نعلم من انتِ.."

بدأت ترتخي تقاسيمها تتقبل الحال الذي وقعت به !!....عادت تنسجم وتنخرط معهما باحاديثهما وتشارك بالذي يكون في مجال معرفتها وهو قليل , نسبةً لاختلاف اعمارهن وعيشها في الخارج.....
نهضت خالتي من مكانها مستأذنة:
" عن اذنكما ...سأذهب لإيقاظ يامن ليصلي..."

اومأت السيدة (فاتن )برأسها بإيجاب ثم قالت:
" لو سمحتِ وانا اريد ان اصلي ..."

أشارت ليمينها على حافة الجلسة وردت:
"ها هي سجادة الصلاة ...تفضلي خذي راحتك.."

بعد أن اختفت عن الأنظار ...تمتمت بحنق لخالتها :
" خالتي ارجوك لا اريد ان نطيل في الجلسة ...لا ارغب برؤيته.."

مسكت كفها تحيطه بين كفيها وقالت برجاء :
" صغيرتي اهدئي ...حتى لو قابلتيه تصرفي على طبيعتك وكأن شيئاً لم يكن...ارجوكِ كوني قوية ولا تسمحي لأي سببٍ كان ان يهدمك...لا تشغلي بالي عليكِ كالسابق !!.."

وافقت على مضض من اجل خالتها التي نهضت متجهة لتصلي العصر....

مرّت ساعة من بعد اذان العصر وأنا في غرفتي اشاهد التلفاز اقلب قنواته بملل...وصلتني رائحة اعشقها اخترقت انفي ....لا... لم اقصد ألْمتي !!...انها كعكة الشوكلاتة الداكنة الأفضل لديّ !!....مستعد ان افتعل حرباً من اجلها!!.....لم أتمالك نفسي فخرجت من غرفتي كما انا بلباسي الذي نمتُ فيه ...نزلت السلالم بهدوء كاللص المتسلل الى المكان قاصداً المطبخ وعشقي....طلبت من الخادمة (خَوْلة) ان تُحضِر لي لغرفتي منها فور تجهيزها مع كأس شاي .....كنتُ أقف موليّاً ظهري للباب ووجهي مقابل الآلة الخاصة بصنع القهوة , انتظر انتهائها من تحضير فنجاني !!...وبينما انا في وضع الانتظار واقفاً ادندن أنقر بإصبعي على السطح الرخامي والعب بقدمي بنفس النغمة أتسلى وأقضي وقتي ....رائحة أخرى بتُّ أدمنها زلزلت كياني وهذه لا أفتعل حرباً من أجلها لأنها هي حربي وسلامي هي جيشي واعدائي هي غنائمي وخساراتي هي ملجئي وشتاتي.... دخلت الينا لتقف متسمّرة مكانها للحظات بعد اصطدامها بالحائط خاصتها وهو انا لا غيري !....ظلّت على حالها تتأملني من الخلف ثم تنحنحت بعد ان لمحت الخادمة هامسة بصوتها العذب :
" من فضلكِ...اريد كأس ماء للسيدة مريم ...كادت تختنق بحبة من المكسرات !!.."

لففتُ وجهي ليميني رافعاً حاجبي مركّزاً بما قالت...أسرعت الخادمة تخرج بالكأس بنفسها متجهة لخالتي....استدرتُ بكامل جسدي لأجدها على حالها مشدوهة !! ...تلاقت أعيننا على بُعد خطوات بعد غياب مُضني....تنحنحت ثانية ترخي تقاسيم وجهها هامسة :
" عن اذنك !.."


" انتظري.."


بقيتْ مكانها فأردفتُ:
" أتريدين قهوة ؟!.."

اكثر من شهر لم نلتقي وجها لوجه واسبوعين لم نتكلم ولو برسالة لأسألها سؤال بحماقة لا محلّ له بالإعراب!!...هل ستقول لي نعم يا ليت..اني أتشوق لشرب القهوه معك ومن تحت يديك؟!....ما هذا السؤال الغبي الذي تفوهت به كأننا كنا قبل ساعات معاً ...بدلاً من ان احييها لأنها المرة الأولى التي تزور بها بيتي او اسأل عن احوالها ؟!!...
ولّتني ظهرها لتعود ادراجها دون أي رد طبعا ولو اقتربت وسكبت قهوتي على وجهي وخرجت لن ألومها!!...ماذا كنت انتظر مثلا ؟؟!!....
لكن بخطوتين مني مسكت معصمها لأوقفها. ..وبحركةٍ سريعة سحبتها ولففتها... لتدور بخفة ويصطدم ظهرها بصدري... وبذراعي حوطتها ولقفتها.....
رفعت رأسها للخلف وهي محاصرة في حضني تحت ذراعي , لترى وجهي ثم تبعته بعينيها تلقي شهاباً من سمائها لتصعق أرضي بسحرها....انتفضتُ محررها مني متمتماً شاتماً جمالها ....فقالت بصوت ناعم مخنوق حياءً:
" عفواً...ماذا قلت ؟!.."

ماذا قلت وماذا سأقول ؟؟!!... آاه ...لو تعلمين يا مدمّرتي؟!!...

استجمعتُ قوايَ منتصباً بوقفتي ..حككتُ عنقي بتملّص هاتفاً :
" كيف حالك..؟"

حرارة جسدها المشتعل خجلا من حركتي معها لسعتني لكنها اجابت ببرود مصطنع :
" بخير ...كيف حالك انت ؟!.."

تبسّمت هامساً:
" اصبحتُ بخير عندما رأيتك في بيتي.."

تفاجأت وتوردت وجنتاها !!...من يراها يظن أني اغرقتها بعبارات حب وغزل لكن هذا الوضع الطبيعي لأنثى لم تسمع كلمة لطيفة من خطيبها البخيل منذ ارتباطهما ...اعتقد يجب ان توثّق هذه اللحظة بدفتر يومياتها لتحتفل به مثل أيام العيد ..!!...أسدلت اهدابها الى الأسفل تطردني من سمائها وقبل ان اضيف أي كلمة , استأذنت ذاهبة الى من تركتهما دون الالتفات خلفها لترى ما أحدثت من مجازر بفتنتها ورائحة عطرها....
شردتُ بالفراغ باحثاً عن طيفها.....يا الهي... ماذا تنوي ان تفعل بي هذه (الألْمى) ؟؟!!....يا لصعوبة مهمتي!!....

بعد ان عادت الى غرفة العائلة سألتها خالتها بخفوت:
" أين كنتِ؟"

اجابت بخجل :
" تصادفت مع يامن في المطبخ وسلمنا على بعض فقط...ها انا أتيت..."

تنهدت وعدلت جلستها برضى ثم تابعن بالثرثرة النسائية......

عدتُ لأخذ فنجاني الذي اجزم انه ما زال محافظاً على سخونته بسبب الحرارة التي تشع من جسدي من قربها الحارق!!! ....صعدت لغرفتي مجدداً ألهو مع مَللي ......تبسمتُ بمكر حالماً ...لو أنها تصعد عندي لأشاكسها قليلاً ألْمَتي....وتنثر شذاها على مخدتي لتؤنسني في ليلي ووحدتي...!!

أصدرَ هاتفها نغمة دخول رسالة ففتحتها حالاً :
[ لا تخرجي بهذا العطر ثانية.....أم تحاولين اغوائي ؟!]

شقت ثغرها ابتسامة لا تعلم لماذا ثم عبست بتصنع وكأنها تخشى ان اراها وهي تبعث رداً :
[ لا ترتدي هذا اللباس ثانيةً بوجود الضيوف ...أم تحاول عرض عضلاتك للفت انتباهي ]

قرأت رسالتها ضاحكاً صافعاً جبيني وبعثتُ أخرى :
[ يعني تُقرّين أنني لفتُّ انتباهك ( مع رمز الوجه الغامز)...]

ردت على الفور:
[ متوهّم ...مغرور]

الحقتُها برسالة :
[ أنا أعلم ان الضيوف لا مكان لهم بالمطبخ لذلك تصرفت بحرية في بيتي ]

قرأَتهْا , تأففتْ وأغلقت الهاتف ثم أعادته الى حقيبتها دون رد...

×
×
×

دخلتُ الحمام لأتجهّز لصلاة المغرب وفي الأسفل لم يشعرن بالوقت وهن في آخر انسجام !!....ارتفع الآذان فقالت خالتي موجهة كلامها للسيدة (فاتن) :
" ما رأيك أن تتجهزي لنصلي الجماعة مع يامن ؟؟.....ستنبهرين بصوته.....انا استغلّ وجوده في البيت لأكسب الجماعة مع صوته الشجيّ الحنون .."
ثم صوبت نظرها للأخرى تسألها بحنان:
" وأنتِ عزيزتي ألمى ...هل تودين مشاركتنا ؟؟.....لدي أسدال صلاة ..."

اومأت برأسها رفضاً محرجة بخجل دون أن تصدر كلمة.....لم تضغط عليها خالتي ...لربما ظنت انها ترفض لعذر شرعي خاص بالنساء....يا حبّذا لو كان ذلك!!...انما لأنها لا تعلم كيفية الصلاة ومؤكد أنها لا تحفظ أي سورة قصيرة الّا اذا علقت في دماغها صدفةً من الماضي...
بعد خروجي من الحمام ارتديتُ بنطالاً من الجينز الكحلي مع بلوزة كلونه نصف كم لها ياقة مع زرين وخط ابيض عريض على صدرها ...تعطرت وسرحت شعري الذي ازداد طوله قليلاً عن المألوف.....أذنتُ لخالتي بالدخول بعد طرقاتها الخفيفة...دنت مني تستنشق عطري ترميني بنظراتها الحنونة وهمست :
" اللـــــه ما أجمل رائحتك....بسم الله ما شاء الله عزيزي هادي...ماهذه الوسامة والأناقة ؟!"

قلت ضاحكاً بحياء رجولي:
" القرد في عين أمه غزال خالتي..."

غمزتني قائلة:
" لنرى اذا كان فقط بعين أمه أم ايضاً بأعين أخرى.."

قلت محبطاً:
" لا اظن ذلك خالتي لا تتوهمي.....متأكد انها لا تطيق رؤيتي !!.."

ربتت على ظهري وهمست:
" تلك المسكينة ستكسر بينكم ...يا الله كم هي بريئة ......هذه الجلسة عرفتني عليها أكثر!!....أرجو ان تعطيها بعض الاهتمام ولا تقسو عليها..."

قلت:
" لتعتاد على هذا الحال لا بديل لذلك .."

سألت:
" ألا يشعر قلبك بالعطف عليها؟؟.."

تسألني عن الخائن ان كان يعطف عليها ولا تدري انه غارقٌ عشقاً ويريد من يعطف عليه وينشله من مصيبته... !!!

تجنّبت النظر لها وانا اضع ساعتي على معصمي وأجبت:
" من الأفضل لها أن نستمر هكذا كي لا يكون انكسارها قاتلها بعد الانتهاء من مهمتي !!.."

قالت:
" على الأقل لتعيش بضع أيام سعيدة ولا تكون كل ايامها متشابهة بالحزن والألم.."

لم أجب فتنهدتْ وطلبت بلطف:
" نريد أن تؤمّ بنا انا والسيدة فاتن لنكسب صلاة الجماعة.."

نظرت لها فاتحاً عيناً ومغلقاً الأخرى أحكّ عنقي متهرّباً فاستأنفت برجاء:
" لا تحرمنا الجماعة ولا صوتك الحنون.."

تبسمتُ لها ناظراً بحنوٍ هامساً:
" ما عاش من يحرمك شيئاً خالتي الغالية.....اسبقيني سآتي في الحال.."

اومأت برضى هامسة:
" رضي الله عنك وسدد خطاك وأفرح قلبك .."

نزلت السلالم خلفها وتنحنحتُ بعد ان اقتربت من الغرفة حيث يتواجدن فسمحت لي بالدخول...ألقيتُ التحية على السيدة (فاتن) دون النظر للتي بجانبها وبعد السؤال عن الأحوال توجهتُ الى سجادة الصلاة التي جهزتها خالتي مسبقاً وكلتاهما من خلفي وهي تجلس من خلفهما بهدوء مُحرجة !!.....تمنيتُ أن يكون حرجها ممن فرض علينا الصلاة وليس منا بني البشر......أقمتُ الصلاة و شرعت بها تالياً الفاتحة ثم اخترتُ آيات من * سورة الفرقان* رتلتها باتقان لعلّها توكزها من غفلتها قبل فوات الآوان وتكون سبباً لهدايتها...

{{ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70)
وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77) }}

كنتُ أستشعر كل آية أتلوها....ففي تلاوة القرآن لذة ومتعة تأخذني الى البعيد خارج هذا الكون لأنسى بها من أكون !!.......كانت هي لأول مرة تسرح في عالمٍ غير عالمها مع الآيات وصوتي الذي لامس قلبها , فسمحت لدموعها بالانهمار على راحتها لثقتها اننا لن نراها......أما اثناء سجودي لفت انتباهها ذراعي الأيسر الذي يظهر عوجه الصغير عند المرفق في هذا الوضع فقط وسببه حادثة حرّاسها في الماضي !!....كانت تتأمل بفضول ولكنها أبقت ذلك بداخلها دون استفسار حتى اشعارٍ آخر.....
بعد انتهائنا من الصلاة واذكارها , همست السيدة (فاتن) بصوت خافت متأثر:
" تقبل الله يا يامن...ربي يحفظك...لأول مرة اشعر بالخشوع حتى لم استطع مسك دموعي.."

تبسمت ممتناً قائلا:
" منا ومنكم صالح الأعمال..."

استأذنتُ صاعداً لغرفتي لجلب محفظتي ومفاتيحي ثم عدتُ اليهن هاتفاً بثقة:
" سيدة فاتن ...سأصطحب ألمى معي إلى مشوار..."

انتفضت هي بمكانها تحدّجني باستغراب عاقدة حاجبيها تحاول اختراق غياهب عقلي وهمست بارتباك :
" إلى أين؟؟.."

لم التفت لها بل ركزت عينيّ على خالتها مع ابتسامة خفيفة وكأنني انتظر الموافقة التي لا احتاجها لكن لنقُول انه من باب الذوق!!!....ردت عليّ مبتسمة بصوتٍ هادئ:
" كما تريد..."

رمَقَتها ابنة شقيقتها بنظرات عابسة فيها عتاب وحدّثت نفسها " هل انا كرة قدم يركلها احدهم على الآخر ولا رأي لي؟!..هذا الحائط لا يستشيرني بشيء بتُّ اعرفه ...انه حائط متسلّط...أما خالتي صدمتني !!...ما بها منحازة لهذا الكائن بشكل واضح ؟....لم أرها تتصرف أي تصرف جيد او سيء مع صلاح حتى لم تكن تعتبره موجود أساساً.....حسناً خالتي ستضعينني بموقف لا مناص منه !!.."

تدّخلت خالتي (مريم) هاتفة:
" لكننا سنتناول العشاء معاً....لا يصح ذلك...اترك مشوارك ليوم آخر..."

تبدّلت ملامحها العابسة الى الشماتة...عدّلت جلستها ترفع رأسها وكتفيها بعلياء وتضع ساقاً على الآخر , تشبك أصابع يديها على ركبتها وتمسك شفتيها عن الابتسامة , تقول في نفسها " هو ابن الماما ..لن يرفض لها طلب...جاء الفرج.."

أجفلت من صوتي عندما قلت حاسماً الأمر :
" ستعوضينها بمرات قادمة خالتي...أما انا لست دائم التفرغ.."

تبسمت لي بحنان قائلة:
" أقنعتني ....معك حق.."

وهنا تلاشى حلمها القصير , متبخراً في الفضاء لتتحول ملامحها الى محبطة , تحرر ساقيها وترخي يديها في حضنها مستسلمة......

×
×
×

أسيرُ ببطء شديد لأخرج من الحيّ بسيارتي السوداء ذات الدفع الرباعي المرتفعة عن الشارع...مرةً انظر للأمام ومرةً الى يميني حيث تجلس صامتة بملامح باهتة لا حياة فيها...وتهرب من نظراتي !!...همست بلطف مبتسماً لأكسر حاجز الصمت:
" اخبريني ألمى...أين ترغبين الذهاب ؟!.."

رمقتني بنظرة جانبية سريعة ثم اعادت حدقتيها الى الشارع وأجابت بصوت يائس وهي ترفع كتفها وتلوي شفتها بعدم اهتمام:
" لا فرق لديّ ...كل الأماكن متشابهة "

قبل أن اقرر الخروج هذه الليلة معها , عاهدتُ نفسي أن أكون هيّناً , ليّناً , عطوفاً ومتسامحاً مهما واجهت من عناد او صد لأعوضها عمّا فاتنا ولأن ضميري أنبني بأن لا ذنب لهذه البريئة بذنوب المغضوب عليه أبيها...!!....لذا قرر ضميري عقد هدنة بين القلب والعقل ولن يسمح للأخير بالتدخل لتدمير فسحتنا !!.....لم أعلّق على ردها واكتفيت بابتسامة خفيفة ثم دعستُ على الوقود بعد وصولي الشارع الخارجي متوجهاً الى الساحل الذي يكون ساحراً في هذا الوقت إذ يعجّ بالعائلات التي تتنزه مع الأطفال وكذلك القوارب المزينة بأضواء ملوّنة مع محلات كثيرة متنوعة ما بين المطاعم والمقاهي الخشبية وأسواق متنقلة صغيرة.......
بالمناسبة !..هذا المكان خاص بعامة الشعب ونادراً ما نجد به من الطبقة الغنية !!....اخترته لتغيير الروتين فكلانا نعيش بأجواء هادئة نوعا ما , تخلو من هذه التجمعات البشرية التي بأصواتها تعزف نغماً يدلّ على الحياة ببساطتها وكأن لا همّ لديهم ولا يفكرون بما ينتظرهم غداً......أوقفت سيارتي بالموقف الخاص ترجلنا منها وسرنا جانب بعضنا وهي تنظر بتفحص للمكان فسألتني مستغربة وهي ترى الحركة فيه :
" هل تأتي دائماً لهذا المكان ؟!.."

أجبتُ بهدوء :
" في بعض الأحيان...مع أصدقائي وعائلاتهم .."

همست بتعجب:
" يبدو غريباً...لم أرهُ من قبل !!....عادةً نذهب للجانب الآخر .."

تبسمت قائلاً:
" أتمنى أن يعجبك...نوع من التغيير عن نمط حياتنا !! "

جاملتني تومئ بابتسامة توافقني على رأيي ...بدأنا نتمشى على ممر خشبي محاط بأحواض الورود واضاءات بينها تشبه شعلة الشموع بخفوتها حتى وصلنا الى الرمال !!......كانت ترتدي بنطالاً من القماش الأبيض يصل منتصف ساقيها يلتصق بجسدها....لا حاجة لأقول أنني وددت لو مزقته واشتريت لها غيره ...لكن عهدي يلجمني !!....قميصها باللون الزهري المرجاني من الشيفون بأكمام طويلة ينتهي طوله عند بداية بنطالها ليبرز الحزام المماثل له . مع حذاء أنيق مغلق بكعب مرتفع بنفس اللون !!.....كانت تمشي بحذر بسببه وهو يغرز بالأرض وفجأة تعثرت فأمسكت بي وأمسكتُ بها وأصدرت انةً خفيفةً متألمة بعد أن التوى كاحلها فسألتها قلقاً:
" هل يؤلمك كثيراً ؟!.."

أجابت وهي تكمش تقاسيم وجهها , تتأوه :
" آلمتني قليلاً...ستتحسن!...لكنني استصعب السير بهذا الكعب على الرمال .."

اقتربنا من مقعدٍ في طريقنا وهي ما زالت تتشبث بي مجبرة وحرارة جسدي آخذه في الارتفاع ...لو قستها بميزان لتفجر من شدتها !!..كانت تمسك ذراعي الضخم بكلتا يديها الناعمتين كالطفلة الملتصقة بوالدها خوفاً من الوقوع فأشرت لها بالجلوس وسألتها :
" ما مقاس قدمك ؟!.."

نظرت لي مندهشة بعينين متسعتين فقلت بجديّة :
" لا أمزح...أجيبيني "

طأطأت رأسها بخجل وهمست:
" ستة وثلاثون ونصف أو سبعة وثلاثون.."

أهديتها ضحكة خفيفة دون كلام...يا الهي ...هل سأشتري لها من قسم الأطفال ؟!!...لو وطئت بقدمها على قدمي الضخم لتألمت هي وسأثبت بالفعل أني حائط.....

وليّتها ظهري مدبراً هاتفاً:
" لا تتحركي...انتظريني.."

كانت تنظر لي من بعيد سابحة بأفكارها , تائهة...لا تستطيع تحديد حالتي !!...تسأل نفسها " ما هذا التحول الذي طرأ عليه ؟ وما هذا الاهتمام وهذه اللطافة التي اظهرها اتجاهي بعد أسابيع كثيرة من القحط والجفاء؟! ".....
لا بد انها تظن انني مصابٌ بحالة انفصام لكني لن أؤنبها أو أعاتبها فأسلوبي سرعان ما يتغير معها !!.....
أخبروها هذا أنا...... من أجبرت لأحمل اسمين مختلفين كخصمين يصعدان على حلبة الحياة ليتصارعا وجميع ضرباتهما صوب القلب المسكين ذاته الذي يربط كليهما بنبضاته ....يقبع بين المطرقة والسدّان احداهما هو عشق ألْمَتي والأخر الانتقام فداءً لابي والوطن...كم سيصمد ويتحمل هذا النابض من ضربات ؟؟!.....ايٍّ كان الكاسب منهما سيكتب نهايته لا محالة ليرتاح الجميع .....أرجو أن لا تلوموني بانفصامي !!...
فأنا مثل الذي يقف على الأعراف !!

غبتُ لدقائق وعدتُ أحمل كيساً ...ناولتها إياه فمدت يدها تأخذه بخجل ...فتحته ووجدت حذاءً رياضياً بناتياً خفيفاً ابيضاً مع نقشات بنفس لون قميصها تماماً....تبسمت قائلة:
" لقد أتعبتك....شكراً لك......هل أنت معتاد على شراء أغراض تخص البنات ؟"

نظرت لها رافعاً احد حاجبي بتسائل :
" لِمَ؟؟."

أجابت وهي تخلع كعبها لترتدي الجديد:
" لأنك تملك ذوق رفيع يدل على خبرتك بهذا المجال.."

ابتسمتُ مجيباً بثقة:
" الذوق موهبة ربانية لا يحتاج لخبرة.."

هتفت مازحة:
" غيرتُ رأيي....يمكنك دراسة الهندسة ما دمت تحمل هذه الموهبة.."

ضحكت صافقاً كفيّ ببعضهما , قائلاً:
" ويحــك...ربطتِ دراسة كاملة بحذاء ؟؟!.."

وضعت حذاءها بالكيس وانتصبت واقفة تحمله بيدها ...مددتُ يدي لأخذه عنها فأزاحته للوراء رافضة بحياء هامسة:
" لا تتعب نفسك...سأتولّى أنا الأمر..."

أملت طرف فمي مبتسماً هاتفاً بمرح:
" هل تظنين أنني سأنزهه معنا ؟!.... سأضعه في السيارة.."

وسّعت عينيها , ترفع حاجبيها تنظر لي ثم التفتت الى البعيد من حيث أتينا وهمست سائلة مشيرة الى موقف السيارات:
" ستعود الى هناك ؟!....لستُ مجبراً على هذا !!.."

قلت لها غامزاً :
" دقيقتان ...انتظريني هنا...سأعود في الحال.."

شتمت في سرها " سحقاً لغمزاتك ".. ومدّت يدها تعطيني إياه مذعنة !!.....أدبرتُ مسرعاً بخطواتي ورجعت بعد أقل من خمس دقائق فارتسمت ابتسامة على محيّاها وهي تنظر لساعتها وتقول ساخرة:
" أربع دقائق وعشرون ثانية !...تخطيت الوقت الذي حددته لنفسك.."

ضحكت مازحاً :
" صادفتني أزمة مرور خانقة...ليس ذنبي.."

تمشينا سويّاً نستمتع بالمكان ونتبادل الأحاديث المختلفة والوضع مستتب بيننا لا إطلاق لصافرات الإنذار ولا نصب لمضادات الصواريخ ...!! ....مررنا بجانب أطفال يلهون بالرمال ويبللون أنفسهم بالبحر...تبسمت متنهدة بألم من غصة تختلج صدرها وقالت:
" أتعلم ....لم أدخل البحر للسباحة في حياتي...لا يمكنني العوم أصلاً !!.."

سألتُ بفضول:
" كيف ذلك ولديكم مسبح ؟!.."

همست بقهر:
" كان ابي يخاف عليّ فلم يسمح لي بالاقتراب منه ...الّا اذا كان موجوداً !!.."

أطلقت ضحكة مبتورة ساخرة وأضافت:
" وطبعاً لم يكن موجوداً !!.....إما مسافراً وإما بالشركة أو غارقاً بين ملفاته في البيت..."

زفرت أنفاسها المجروحة ولمعة حزن زارت عينيها وأكملت:
" كل شيء ممنوع ....لو حنطني كان أيسر له !!.."

ويلٌ لوالدك مني حبيبتي !!.....ماذا لو أضمك لحضني في هذه اللحظة ويحدث ما سيحدث ؟!!.....
.لكني جبان لن أفعلها... أنا أعْرَف بنفسي...!

وصلنا الى مطعم خاص بالأكلات السريعة...فتحتُ لها الباب مشيراً لها بالدخول...توجهنا الى شرفته المطلّة على الساحل , تكشف البحر بشكل أكبر لعدم وجود معوقات أمامها.....قلتُ لها آسفاً:
" أنا آسف لقد ضيعتُ عليكِ فرصة تناول الطعام من يد خالتي التي تنافس أشهر الطهاة وجلبتك لتأكلي الأكل السريع..."

ارتسمت ابتسامة لطيفة على شفتيها وأنزلت عينيها خجلاً وهمست:
" لا يهم...أنا معتادة على هذا الطعام بكندا .."

بعد انتهائنا من وجباتنا أكملنا التجوال على طول الساحل ثم اقتربنا لنقف الى الحافة الاسمنتية القريبة من البحر حيث مرسى القوارب المضاءة بالألوان.....تركتها لأجلب لها كأس ذرة من عربة كانت خلفنا.....عندما أدرتُ وجهي مقبلاً نحوها , تسمّرتُ مكاني لرؤية مشهداً أعادني الى الوراء سنوات عدة في المخيم وها هو يتكرر أمامي !!.....بطلته هي لكن الطرف الآخر طفلة مختلفة عن السابقة!!....شقراء تقارب الستة أعوام تمسك سلة من الزهور لتبيعها ...مدت يدها تمسك قميصها من طرفه تشده لتنتبه لها فأجفلت ودفعتها لتبتعد عنها وهي قاطبة حاجبيها بانزعاج وازدراء , تنفض ملابسها بقوة تزيل لمساتها عنها وكأنها وباء أو اغرقتها بالرمال المتسخة...!!...وقفت الطفلة مكانها تبكي دون أن تهتم بها .......يكفي الى هنا !!...اشتعلت النيران في عروقي ليصل لهيبها الى عينيّ وبدأت أسير بخطى سريعة ثابتة وفي منتصف الطريق تمتمت مستغفراً زافراً أنفاسي وما إن وصلتها كنتُ قد تحكمت بأعصابي وارخيت ملامحي لتذكري أنني عاهدت نفسي الّا أزعلها هذا اليوم.....دنوتُ من الصغيرة جالساً القرفصاء أمامها , أمسك ذراعيها الضئيلتين لأبعدهما عن عينيها ثم حملتها وبدأت بدغدغتها لأضحكها وكأنني لم أرَ شيئاً وتلك تنظر لنا على بعد خطوات قليلة منا ....جلستُ على المقعد القريب ووضعتها في حجري , أمسّد على رأسها هامساً بصوت مسموع:
" ما بها الحلوة الصغيرة تبكي ؟!.."

رفعت كتفها بعبوس دون أن ترد ...اقتربت تلك منا ثم جلست ببطء على طرف المقعد وكأنها خائفة من الالتصاق بنا......مسكتُ كأس الذرة أمدّه للطفلة قائلا:
" خذي هذا لكِ وأخبريني ما أبكاكِ؟!"

اخذته وهي تمسح دموعها ثم اشارت لها , تقول بصوتها الطفولي:
" هذه الفتاة دفعتني دون أن أفعل لها شيئاً.."

كانت صامتة تراقبنا دون تدخّل ,لا نكران تدافع عن نفسها ولا اعتراف بذنبها !!.....أجبتها بضحكة مصطنعة وراءها شعلة من الغضب وأنا اهزّ برجلي مداعباً لها وانظر للأخرى نظرات كفيلة بإحراقها..:
" لا تهتمي لها....لا بد أنها غارت منكِ لأنك أجمل منها .."

أطلّت بوجهها تنظر للجالسة على يميني ثم ضحكت ببراءة وقالت:
" أنت تكذب !!....أنظر الى عينيها كم هي جميلة .."

ربااه... كان هذا ما ينقصني ....النظر الى ملجئي وسمائي.....ما هذا الجيل المخيف؟!

هتفتُ ضاحكاً وانا امسك ضفيرتيها الجانبيتين :
" لكن أنتِ شعرك أصفر جميل.....هي شعرها أسود....لذلك تغار منك .."

صرخت بحماس فرحة :
" حقا!؟.."

قرصتها من خدها بشقاوة قائلاً:
" بالطبع....هيا اخبريني ماذا ستبيعينني ؟؟!"

اجابت تشيرُ للسلة الموجودة على الأرض:
" هذه الزهور.."

ثم اقتربت من اذني توشوشني وهي تضع يدها بحرص تغطي فمها لتمنع غريمتها من سماعها :
" إياك أن تعطي هذه الزهور لتلك المتباهية بعينيها.....هي لكَ أنتَ.."


ضحكتُ بصوت مرتفع صافعاً ساقي وقلت :
" حسناً ..أمرُكِ.."

قفزت من حضني تناولني إياها واخذت النقود تتفحصها هاتفة:
" هذا كثير!!...ألا يوجد معك فكّة ؟!"

قلت:
" كلها لكِ يا حلوة.."

اقتربت مني تقف على رؤوس اصابعها تطبع قبلة بريئة على خدّي ممتنّة ثم انصرفت وهي تلوّح لي حتى اختفت..!!

كان هذا العرض أمامها دون أي ردة فعل ظاهرة منها ...أما داخلها كما أعادني تصرفها هذا الى تلك الأيام كذلك تصرفي مع الطفلة اعادها لنفس الموقف ...كانت تنظر لي بعيون حائرة وهي تعيد الشريط أمامها تتذكر الماضي لكن بطل مشهدها هو الهادي خاصتها..!!

قطعتُ شرودها قائلاً بجدية:
" سأجلب لكِ كأس ذرة آخر.."

انتفضت رافضة تبلع ريقها:
" لا....شكراً....لا اريد.."

قلت:
" كما تشائين !!.."

ثم اردفت سائلاً:
" لمَ أبكيتِ الصغيرة ؟!.."

ردت وهي سارحة بالبحر :
" فاجأتني بلمسها لي وانا لا أحب ان يلمسني أحد وخاصة هؤلاء بملابسهم الملوثة.."

أدارت وجهها الى يسارها نحوي وأكملت:
" أنا لا أفهم كيف أجلستها في حضنك وهي ترتدي تلك الملابس !! لا وسمحت لها ايضاً بتقبيلك ...الّا تشعر بالاشمئزاز ؟! "

بلى... أشعر بالاشمئزاز من كلامك العنصري الدنيء...لمَ لتكوني هكذا ؟؟!!...

رغبت بالرد عليها بهذا لكني قلت متهكماً بحنق محركاً رأسي برفض:
" أشمئز؟!...أأشمئز من هذه البراءة والطهارة ؟!....هم أفضل منا جميعاً....لا يحملون في قلوبهم غلاً وحقداً على أحد....قلوبهم وأرواحهم أنقى مما نرتدي ....ملابسك لو اتسخت تستطيعين غسلها لكن قلب هذه الطفلة اذا كسرتيه كيف ستجبرينه ...{{ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ }}....؟!..."

تنهدت وأضفت:
" لا تعلمي !!...من الممكن أن يأتي يوماً وهذه الصغيرة يصبح لها شأن ومكانة عظيمة وربما أنتِ في حينها تكونين من تستجدي اللقمة لإطعام طفلك الجائع ويضعها الله في طريقك كرزق...لذا لا تغلقي الأبواب أمامك!!..."

ابتلعت ريقي واردفت طارداً غصة من الماضي:
" تقلب الموازين في لحظة....تنتقلين من مكان لآخر برمشة عين !!...تكونين في نعيم السماء وفجأة تجدين نفسك في قعر الأرض !!.... لا تدري ماذا يخبئ لك الزمن......ارجو ان لا تري هذا اليوم.....هداكِ الله.."

كانت تصغي لي دون ان تقاطعني وهي تبعد خصلات شعرها عن وجهها من نسمات الهواء التي تداعبه وتنظر لي وكأنها طفلة تنتظر ليرشدها أحد لتُحسن التصرف ويضعها في الطريق الصحيح....أخفضت رأسها ندماً بعد أن ضمت كفيها لبعضهما في حضنها تنظر لهما وهمست :
" أ...أنا آسفة لتصرفي هذا..."

شقت ثغري بسمة ورمشتُ لها برضى....
يا الله كيف ارتاح قلبي وسررتُ لشعورها بالندم ....لقد خشيتُ أن تكون بقلبٍ ميتٍ لا نور فيه وظلمات الغرور والأنانية هي من تخيّم داخله....يا رب أنِر بصيرتها ولا تجعلها من عبادك الضّالين ...

استقمتُ واقفاً أمامها فرفعتْ رأسها سائلة:
" متى سنعود ....ألّا يكفي الى هنا؟..."

قلت ناظراً لها:
" لمَ...أتشعرين بالملل ؟"

أجابت:
" الساعة اوشكت على العاشرة....تأخر الوقت"

هتفت مبتسماً مشجعها:
" بقي شيء أخير وبعدها نعود....هيا انهضي واتبعيني "

سرنا وانا حامل الزهور التي اشتريتها الى ان وصلنا مكتب تأجير الدراجات المائية ... وضعت ما بيدي جانباً واستأجرت واحدة وهي تتبعني بأنظارها ثم اقتربت الى الموقف المصفوفة به هذه المركبات وناديتها ولما وصلتني ركبتُ احداها وهي على حالها تراقب بصمت فمددتُ يدي لها وقلت بهدوء :
" هيا ألمى.."

هزّت رأسها رافضة والخوف يعتري وجهها فحركت أصابع يدي المرتفعة صوبها أشير لها بالتقدم وهمست :
" هيا اركبي..."

رفضتْ مجدداً فتبسمتُ آمراً بلطف رجولي:
" ثقي بي لمرةٍ..."

همست بخجل من جبنها وهي تشير الى اكتافها:
" أريد سترة نجاة.."

ضحكْتُ فقالت عابسة:
" لا تضحك والّا لن أركب.."

قلت كاتماً ضحكتي:
" حسناً سنرى"

طلبتُ من الصبي المسؤول بجلب واحدة لكنه أجاب محرجاً:
" التي بحوزتي من الحجم الكبير !!.....لا تؤاخذني هي تحتاج الحجم الخاص بالأطفال ولا يتوفر لدينا لأن هذه المركبات للبالغين فقط!! "

توهّجت وجنتاها بحياء فرمقتها بنظرة حنونة هامساً بتمنّي وود :
" ألمى..."

حدّقتني بسمائها فتابعتْ:
" لا تخافي ابداً وأنا معك.."

تقدمت خطوة تمدّ يدها المرتجفة بتردد ...بدأت تدنو من يدي فتلامست أطراف أناملنا لتبعث ومضة كهربائية تشعل النور في خافقينا ورعشة تجتاح بَدَنينا...أغلقتُ أصابعي على أصابعها وبدأت أسحبها برقة وحنية...قفزت خلفي متجمّدة فأدرت وجهي ليميني أنظر بطرف عيني لها وهمست :
" تشبثي بي جيداً..."

ردت بصوتٍ خافتٍ مرتعد :
" لو كان بالنهار أفضل..."

قلت لها:
" والليل له متعته الخاصة.."

ثم طلبتُ منها مجدداً:
" أمسكي بي.."

مسكت بي تشدّ بلوزتي من الخلف حتى ضغطت ياقتها على عنقي فضحكت محركاً رأسي برفض وقلت:
" هكذا تخنقينني.."

أرجعتُ ذراعيّ الى الخلف أمسك يديها بقبضتيّ وسحبتهما بلطف للأمام لأشبكهما على خصري وهي منصاعة من غير مقاومة فالتصق جسدينا وانطلقنا بخفة نطوف على الماء بدنيا غير دنيانا تاركين الحقائق خلفنا لأول مرة...نسرق هذه اللحظات من الزمن الكفيل في ايلامنا ... يداها تعصراني وكأنها تريد الأمان مني ومعي ...أنفاسها تلفح عنقي تدفئني وشعرها يتمرد مع الهواء ويعانق وجنتيّ ويلامس أنفي وفمي ليعطيني الوقود من عبيره ...مع كل ضغطة منها , قلبها ينبض على ظهري وقلبي يجاهد بين ضلوعي...حررتْ ذراعيها ثم رفعتهما تدسهما من تحت ابطيّ تثنيهما للأعلى لتطوق كتفيّ بكفيها اللتين أصبحتا قرب وجهي...كأنها تعانقني بشكل عكسي!! ...وبنعومة لفّت رأسها تسند وجنتها اليمنى تتوسّدني , تغمض عينيها تسبح في عالمنا وأنا أداعب ظهر كفّها الأيمن تارةً بذقني وتارةً بشفتيّ لأمسح أثر حروقها ألتي آلمت روحي وأوجعتني ....لقد ضعنا !!....
تُهنا في بحر الهوى وكنّا به عاشقين ...ذُبنا في الحب سوى تناسينا العذاب والأنين ...ظمأ الفؤاد بها ارتوى هي عمري والسنين....
ساعة تحت ضوء القمر ووسط البحر لم نشعر بمرورها من روعتها وجمالها الذي تمنينا ألّا ينتهي ويرافقنا طول العمر....!!

×
×
×

" هل تعبتِ ؟؟"

سألتها بعد رؤيتي لملامحها مرهقة ونحن متجهان الى موقف السيارات فأجابت بنعاس :
" قليلاً....أنا احتاج للنوم فقط....استيقظت باكراً اليوم..."

قلت بفضول وأنا اضغط على مفتاح سيارتي لأفتحها :
" كيف كان يومك ؟؟ "

ردّت بملامح مبتهجة رغم ارهاقها :
" لأكون صادقة....هذا افضل بل أجمل يوم مرّ عليّ من شهور..!! "

تبسمتُ بنفسٍ راضية وقلت مؤكداً على كلامها :
" وأنا كذلك...لن أنساه.."

كانت الساعة توشك على الحادية عشر والنصف عند وصولنا باب بيتها ....بقينا جالسين في السيارة دون النطق بأي كلمة ونظراتنا الطويلة هي من تتحدث قبل أن تنزل !!...سماؤها لمعت ببريق لأول مرة الاحظه منذ ارتباطنا...لمعة تخفي الكثير لم استطع ترجمتها لكنها لم تبخس شيئا من سحرها وجاذبيتها!!...
لقد أهدتني ليلة من أجمل لياليّ ...كنتُ أفكر كيف سأشكرها ؟!!...هل بلمسة رقيقة أم بهمسة حنونة أم....؟؟!....الخيار الأخير هو ما اختاره قلبي الخائن...فدنوتُ منها مستسلماً له لأهديها ونفسي قبلة لذيذة دافئة على وجنتها الثلجية ...قبلة امتنان تستحقها حبيبتي فقط لا سواها !!......لكنها أوقفتني في منتصف غزوتي قبل أن أصلها وأسرقها منها وهي ترجع رأسها للخلف وتضع يدها أمامي تمنعني من الاقتراب !!
ربما لو صفعتني كان أشرف لي وأسهل على خائني الذي طعنته بنصل خنجرها الحادّ! ......أنا ترفضني ؟؟!!....هل قلبي أصابه العمى وظن انها ستبادله مشاعره الجارفة ؟؟!!...يا لغبائي وغبائه !!....ألهذه الدرجة سحرتني بقربها حتى نسيت من أنا وما موقعي هنا ؟!....يا لك من مغفل يا هادي !!......استعدتُ رباطة جأشي مستغفراً بداخلي ثابتاً بملامحي وقلت بصوتٍ متزن :
" تصبحين على خير.."

لم ترد ولم تتحرك...فأدرت وجهي لها سريعاً منتظراً نزولها أرمقها بنظرة استغراب فسألت في الحال بجرأة:
" ماذا أعني لك ؟؟.."

لم تأخذ اجابتي وقتاً لأقول ببرود مصطنع وحرائق هائلة داخلي :
" ما هذا السؤال ؟...خطيبتي بالطبع.."

ارتجفت حدقتاها وقالت بجرأة اكبر :
" هل تحبني ..؟؟"

أأقول اللعنة على حُبك ومن أَحَبّك... واللعنة حرام...؟؟!!

فاجأتني بسؤالها فأجبتها بآخر هروباً من الرد:
" ما هذه الأسئلة الآن؟؟.."

تكدست دموع في عينيها وتبسمت تخفي جرحها وتابعت :
" لن تستطيع الإجابة لأنك لا تكذب ولأني مجرد صفقة أليس كذلك ؟؟!"

ماذا؟؟؟...كادت تجف الدماء في عروقي من معرفتها بأمر الصفقة !!...ألهذه الدرجة والدها الوغد النجس عديم ضمير حتى معها ليصارحها بإهانة كهذه كبيرة في حقها ؟؟!!

حاولتُ التملص من السؤال هامساً بجفاء وصلابة وعيناي على باب بيتها امامي:
" تصبحين على خير.."

صرخت بألم:
" أجبني على سؤالي ...هل أنا مجرد صفقة ؟؟"

التفتّ لها وقلت بهدوء مزيّف:
" ماذا تستفيدين من الإجابة ؟!!"

ردت بصوت حازم , قاسي , خالي من الرقة :
" أريد سماع ذلك منك لأتصرف وفق ذلك ..."

رفعت حاجبي سائلاً بفضول :
" ماذا تعني ؟!.."

صرخت بصوتٍ منخفض آمر وهي تشدّ على فكيها :
" أجبني لتعلم.."

نفثتُ نفسي واجبتُ بعد ان ضقت ذرعاً منها أريد معرفة قصدها:
" نعم....أنتِ صفقة "

هتفت صارخة وهي تحرك سبابتها امام وجهي تهددني :
" إذاً إيّاك أن تحاول لمسي او تقترب مني...ووفر فسحاتك ولمساتك تلك لنفسك ...التي كنتُ بسذاجتي سأصدقها ....لا داعي لها ولا للتمثيل المُشْمَئِز الذي سيجعلني أتقيأ .."

ثم قفزت بخفة دون انتظار أي رد وهي تصفع الباب بقوة ومعه روحي ودون أن تلتفت للوراء وحتى لم تأخذ أغراضها وهي تجري الى المدخل ودخلت تختفي عن أنظاري لتصعد الى غرفتها وترتمي على سريرها مجهشه بالبكاء......ضربتُ بقبضتيّ على المقود ازفرُ لهباً وغضباً أشتم الحقير وذاتي " تباً له وتباً لي"...أدرته بقوة ودعستُ على الوقود مصدراً صوتاً بإطارات سيارتي لانزلاقها مكانها وانطلقتُ مغشياً على بصري ...لا اعرف كيف قدت وكيف وصلت بيتي لينتهي يومنا ككل أيامنا معاً بأجواء مشتعلة مشحونة بالآلام تحرمنا من أيتها سعادة...

~~~~~~~~~~~~~~~

تنظر لنفسها بالمرآة , لوجهها الشاحب , للعيون الذابلة ....ظهرت أكبر من سنها!!....تسأل نفسها مَن يستحق ومِن اجل مَن ؟!َ....شردت قليلاً تسترجع ليلة أمس ....تعترف انها كانت من اجمل لياليها ...قضت ساعات برفقتي وكأنها تعرفني منذ زمن !!...ما سرّ الانجذاب السريع ؟..لمَ تملّكها شعور غريب وهي معي ؟!....كم تمنت ان تكون تلك اللحظات التي عشناها هي الحقيقة....أفاقت على صوتي الذي تردد فجأة بأذنيها " نعم...أنتِ صفقة " فسقطت دمعة من عينها قتلتها بيدها وهمست " لا بكاء لا ضعف ...كوني قوية " ثم سرّحت شعرها تضمه للوراء وحملت حقيبتها خارجة من الغرفة للذهاب الى جامعتها ...

×
×
×

دخلت قاعة المحاضرات بعد ان سبقتاها صديقتاها وهي ترتدي قناع الثقة والكبرياء ...توجهت تجلس بجانبهما تصبّ تركيزها على المحاضرة , لا تريد اشغال عقلها بمن لا يستحق , بل الأولى ان تستغله لدراستها .....محاضرة خلف محاضرة مع استراحات قليلة حتى انتهى اليوم وخرجنَ ثلاثتهن الى الحديقة للثرثرة البناتية التي لا بد منها قبل العودة الى بيوتهن....فسألت (لميس) موجهة نظرها لها :
" كيف هي أمورك مع خطيبك ؟...من أيام لم تكلمينا الّا عن الدراسة.."

تأففت وردت عليها بعجرفة ونبرة جافة:
" سئمت يا لميس من كلامك عن العرسان....لا تكوني تافهة وشغلك الشاغل العريس والخطوبة !!..."

كأن قطار صدم كلتيهما وهما تستمعان لردها المفاجئ القاسي وحدّجتا ببعضهما ثم لها فقالت (لميس) التي امتلأت عيناها بالدموع متأثرة من كلامها :
" أنا تافهة ولا أفكر الّا بالخطوبة ؟!...شكرا لكِ ألمى...لم أتوقع هذا منكِ.."

وقبل ان تسمع ردها استأذنت صديقتهما ( ميار) وانصرفت تنتظر خطيبها في الخارج....
رمَقت الأخيرة بخيلاء وهتفت :
" وأنتِ...هل تريدين الانصراف مثلها وتركي ؟! "

قالت مندهشة منها معاتبة :
" ما بكِ ألمى ؟...لم تقذفين الجمر الملتهب ؟"...هل هنالك شيء؟...وما ذنب لميس بظروفك ؟!؟.."

ردت بجفاء:
" لا شيء.."

قالت بنبرة حادة:
" كاذبة !!...أنا اعرفك "

سألت ساخرة:
" الى أي مدى تعرفينني؟!.."

سلطت حدقتيها عليها بذهول من عنجهيتها دون ان تنبس بكلمة لكنها تعلم ان صديقتها تمر بضائقة ما والّا مستحيل ان تعاملها بهذه الطريقة!!.... أخرجت (ألمى) هاتفها من حقيبتها وضغطت عليه تنتظر الرد ...

" مرحبا.."

" اهلا...ما هذه المفاجأة ؟!.."

" هل يمكنك أن تقلّني من الجامعة؟! "

" وهل يمكنني رفض طلب أميرتنا ؟!"

" مذهل أنت يا صلاح.."

شهقت صديقتها تضع يدها على فمها ولما أغلقت هاتفها سألتها بقلق عليها :
" هل يعلم خطيبك بهذا؟.."

ضحكت بغرور واجابت واثقة من تصرفاتها:
" لا شأن له بحياتي...انا هكذا....أعجبه فليستمر...لم يعجبه فليذهب ويغلق الباب خلفه.."

جحظت عيناها وهمست بفضول وهي تمسكها من ذراعها تسحبها لمقعد قريب :
" اخبريني ما بكِ؟."

صمتت للحظات ثم طاوعتها تجلس جانبها ...تنهدت بقهر شاردة بالفراغ وقالت وهي تشعر بالاختناق:
" لم اخفِ عنك شيئاً...انت صديقتي المقربة....آسفة على فظاظتي ...قسماً غصب عني أكاد أنفجر !!.."

ردت بإخلاص:
" لا عليكِ....لو لم يكن لك مكانة عندي ولا أعرف معدنك الطيب لتركتك دون ان التفت خلفي.....هيا فضفضي!!.."

تفحصت ساعتها , عدلت جلستها تلقط نفسها وبدأت تقص عليها من قرارها بالانفصال الى سحر وجمال الليلة الماضية مع نهايتها القاسية الأليمة .....كانت تستمع لها وتتألم من اجلها وبما مرت به , تشعر بها وبقباحة هذا الاحساس فمدّت يدها تضعها على ظهرها تربّت برفق وهمست:
" أنا اعلم انه شعور صعب.....لكن انظري الى النصف الممتلئ من الكأس...الى الإيجابيات !!...ما يدريك لعلّ هذا سبب لتتحول هذه العلاقة الى حب حقيقي وتنسجما معاً...جعل الله لكل شيء سببا....أنت لا تري نفسك وانت تتحدثي عن المواقف الجميلة بينكما ...عيناكِ تلمعان ولو انهما تترجمان لمعانهما لأخرجتا قلوباً منهما دون ان تدري.."

ردت بقنوط:
" لا فائدة من هذا...لن اسمح لنفسي بحبه ...لمَ لاحبه وانا بنظره مجرد صفقة؟....لو أنه حاول التبرير على الأقل ربما فكرت...لكنه رد على سؤالي وبقى كالحائط دون إضافة أي كلمة "

هتفت معاتبة:
" هل اعطيته الفرصة لذلك ؟؟...قلتي ما عندك وتركتيه .."

ردت مستاءة:
" ليس حجّة...كان بإمكانه الاتصال بي...لكنه لم يهتم ..."

" كيف سيتصل وانتِ القيتِ عليه كلاماً لاذعاً ؟؟....لا بد انه شعر بالإهانة!!.."

تابعت بابتسامة عطوفة مُطَمئِنة:
"كان سيقبلك ...لم ليفعلها ما دام لا يشعر بشيء اتجاهك ؟"

هتفت هازئة:
" لأنه رجل...وهذه الأشياء هي متعة عابرة بالنسبة لهم...لا دخل للمشاعر بها "

قالت بثقة تثبت نظريتها:
" لو كان كما تقولين لصفعك على اهانتك له او وبخك وصرخ بك .....لا يمنعه شيء عن هذا وهو ضامن صفقته !!....لا تتسرعي صديقتي واعطي لقلبك الفرصة ...كوني حكيمة والأيام ستوضح لكِ كل شيء..."

كانت وكأنها فتحت عينيها لشيء غفلت عنه فسرحت للحظات تسمح لوميض الأمل أن يمر من قلبها وفجأة انتفضت تقطع طريقه في منتصفها لتضع قفلاً على مشاعرها وقالت بجدية وهي تقف من مكانها بعد الرنين الذي صدر من هاتفها:
" ليفعل ما يشاء ...لم يعد يهمني .."

ثم ودّعت صديقتها مدبرة للذي ينتظرها في الخارج ...

×
×
×

ركبت جانبه دون سلام وكأنهما تناولا الفطور معاً صباحاً...طردت أنفاسها الثقيلة وهي تسند ظهرها للخلف بأريحية وأشارت له هامسة كأنه سائقها :
" استمر الى الامام لنذهب ونتناول شيئاً نأكله....إني أتضور جوعاً.."

بسمة حب ارتسمت على محيّاه وقال:
" كما تأمرين أميرتنا....ماذا تشتهين ؟!"

أجابت وهي تحتضن حقيبتها وتنظر للأمام:
" أحنّ الى الأكل الإيطالي الذي كنا نتناوله في كندا....خذني الى مكان مختص بهذه الوجبات فقط...لا افضل المطعم الذي يَلُمّ كافة الأطعمة الشرقية والغربية لأنه يبخس الإيطالي حقه ولا يكون بنفس الجودة..."

انطلق بحماس يشعر بدغدغة في قلبه ...ها هما يعيدان الأيام الخوالي معاً...سألها بمكر:
" هل خطيبك الهمجي يعلم بذلك ؟."

قالت بعدم اهتمام:
" لا داعي ان يعلم..."

برقت عيناه بخبث متشفياً بعد ان لمح بإجابتها وجود مشاحنات بيننا وهمس محرّضاً:
" أكيد لا داعي...أنتِ ابنة عاصي رضا ...لمَ ليقيّدك ذلك الهمجي بأسلوبه المتخلف !!"

اجابت في سرها " لأنه اشتراني " ثم قالت ببرود وهي تنظر له نظرات فارغة:
" لا اعتقد أنك تنوي قضاء مشوارنا ونحن نتكلم عن الحائط !!.."

قهقه ضارباً المقود بكفه هاتفاً بسخرية:
" ماذا؟...الحائط؟....هل تدلعينه بالحائط؟.."

اكمل بقهقهاته فانتفضت لاستيعابها بما تفوهت امامه وهمست :
" انسَ....زلة لسان"

حاول كتم ضحكاته وهو يحرك رأسه يمنة ويسرة نافياً متمتماً بصوت خفيض:
" حائط ؟!."

غلبه الفضول فسألها محاولاً التحكم بملامح جدية :
" لا تكذبي....لم تنعتينه بالحائط؟."

تأففت تشيح وجهها للنافذة بجانبها لالتصاقه بالكلمة وقررت ان تتخلص منه فقالت:
" حسناً سأخبرك لتكفّ عن سيرته..."

قال متحمساً:
" حاضر.."

قالت دون الالتفات نحوه :
" جسده الضخم البشع وأسلوبه المتسلّط الآمر ....عقله اليابس الذي أضاع قفله بأحد المحيطات....عناده الغبي ...تصرفاته المتهورة الفظة وفقدانه للمشاعر والذوق ...بروده القاتل ...لا حسنة فيه... لهذا اختصرت ذلك بحائط.."

ضحك ساخراً قائلاً:
" يا للهول...كل هذا؟!!.....أتمنى ان يكون قريباً اليوم الذي تتخلصين به منه .....كيف تتحملينه ؟!.."

استمعت له دون تعليق وهي تكمل في داخلها تتذكر الأمس " كاذبة...وسيم ينضح رجولة...عطره ادمان.... بغمزته قتلني ...بلمسته اشعلني...قربه أدفأني ...ذكاؤه أبهرني...حنانه أسرني....لو لم أعلم أنني صفقة لكنتُ مثل البلهاء أرتمي بأحضانه دون أن أفكر!!.."

وصلا الى المطعم الإيطالي ..جلسا وهما ينتظران ما طلبا من أصناف ...كانت هي تنظر الى هاتفها من حين لآخر تتفقده لربما اعطف عليها برسالة !! ....مع أنها تألمت الّا انها لا تعلم لمَ قلبها ينجذب الى مكان اخر بعيداً عن الحقد......أما انا بعد تحملي لإهانتها ليلة البارحة احتراماً للعهد الذي قطعته لنفسي, عدت لشخصيتي الأولى وهي الجفاء والكبرياء ولم اتنازل لأكلمها أو اسأل عنها ......انتهى تسامحي وعطفي بانتهاء عهدي مع اشراقة هذا الصباح...!!


" بمَ تشردين ؟؟.."

همس لها وهو يحدّق بها ....فأجابته متهربة بعد ان أفاقت من شرودها على صوته:
" لا شيء....الدراسة والامتحانات..."

قال مبتسماً:
" نعم هذه الفترة صعبة قليلاً.....اذا احتجتِ أي مساعدة لا تترددي !!.."

قالت ممتنّة:
" سلمت....بالطبع سأخبرك.."

تبدلت ملامحه للجد وهمس بهدوء:
" ألمى...أشعر أنك تغيرتِ!!.....كنت اكثر مرحاً والآن تبدين مهمومة .."

انكرت هامسة:
" لا ...فقط مثلما اخبرتك...ضغط الدراسة.."

أمضيا ساعة معاً بعد تناول وجباتهما ثم طلبت وتقاسيمها بائسة:
" اسفه صلاح أشعر انني مرهقة....هل يمكنك ايصالي للبيت ؟؟!.."

اومأ موافقاً ثم خرجا واستقلّا سيارته قاصدين بيتها ولما وصلا أطفأ المحرك قائلاً:
" سأدخل لأسلم على عمي عاصي وأرى كرم.....لقد بعث لي رسالة انه جاء من العاصمة.."

رمشت له بموافقة والحزن في عينيها ثم دخلا سوياً الى القصر وبعد ان استأذنت منه , صعدت السلالم متجهة الى غرفتها فأوقفتها التي رأتهما من النافذة حين دلفا معاً وسألتها بحزم:
" ما هذا ألمى؟...كيف تأتين مع صلاح ؟.."

حدّجتها باستنكار واجابت بكبرياء:
" عفوا خالتي....ما المانع من ذلك؟.."

قالت بصوت جدّي تصك أسنانها وتحاول اخفاضه:
" يامن المانع....كيف تسمحين لنفسك؟؟ هل يعلم ؟؟.."

برقت عيناها بقهرٍ متألمة واجابت بغيظ:
" لا شأن له بي.."

ثم ادارت لتدخل غرفتها فأمسكتها من ذراعها تحدثها بنبرة اكثر صرامة:
" له كل الشأن...هو خطيبك...بل يعتبر زوجك.."

تأففت تحاول الإفلات منها صارخة:
" قولي تعتبرين صفقته....ثم أنني اشترطت عليه هذا في البداية وقال لا يهمه الأمر...فليأتي ويكذبني ان أراد...حتى رسائلنا ما زلت محتفظاً بها وهذا اكبر دليل.."

قالت بازدراء حانقة من تصرفاتها:
" فلتفعلي ما يحلو لكِ....لكن اعلمي انك الخاسرة.."

ردت بضحكة ساخرة مبتورة :
" لا اعلم لمَ كل هذا الاهتمام به ؟...هل ألقى عليكِ بسحره..!؟.."

أجابت بخيبة :
" أنتِ عمياء....أتنكرين انهم عائلة محترمة , راقية , متواضعة , ناجحة ومحبوبة!!....كم تمنيتِ ان يكون لك هكذا عائلة !!.....لو عشتِ بينهم ستعيشين ملكة معززة مكرّمة.....وبالطبع رجل كيامن لا غبار عليه ومئات يتمنينه بكل مقوماته ....لكنك تصرّين على التشتت بحياتك البائسة هنا.."

قالت بعناد وتكابر:
" افضّل الحياة البائسة على ان أكون صفقة قبيحة تشعرني بالإهانة.."

ضحكت بقهر متهكمة:
" تقبلتِ صلاح دون تردد وهل ظننتِ ان ارتباطكما كان بسبب الصداقة فقط ؟؟...الجميع يهتم بمصالحه....والدليل يا حمقاء لم يتشبثوا بكِ كعروس لابنهم وكذلك والدك لم يهتز له جفن وقت الانفصال ...فبانتهاء المصالح بينهما انتهى النسب المزعوم والحياة الوردية وكلٌ بدأ البحث عن منفعته..!!..."

تنهدت بعمق تريح توغّر صدرها واستأنفت :
" ماذا سأقول غير هداكِ الله صغيرتي وشرح صدرك ؟..."

ثم استدارت نحو غرفتها تاركة من وراءها ضائعة بكلامها الذي يبدو أن عقلها وقلبها أخذ بتحليله بتقبّل دون أي رفض منهما...!!

~~~~~~~~~~~~~~

اتفق السيد(ماجد) مع السيدة(ايمان) لترافقه الى حدود البلاد لكتابة مقال عن الوضع هناك حيث أُنشِئت قرية صغيرة خاصة لمهاجرين قدامى من دولتنا الأم بهجرة غير قانونية....كان وضعهم أصعب من الوضع الذي عشناه في لجوئنا لأنهم لم ينالوا ابسط الحقوق من كلتا الدولتين...تجولا يستمعان لمعاناة هؤلاء وما يلقون من تشديدات وكأنهم بين شقيّ رحى , لا يتقدمون في هذه الدولة ولا يعودون الى دولتهم الأم....اعتمدوا على تربية المواشي والدواجن والزراعة ...يبيعون منتوجاتهم بمساعدة جمعيات من اهل الخير من الداخل والخارج , وبينما هما يتنقلان من مكان لآخر , صدر صوت اطلاق نار قريب....اغلقت السيدة( ايمان) اذنيها واحنت كتفيها تغمض عينيها , صارخة:
" آه يا الهي ما هذا؟"

" هيا لا تخافي ..اتبعيني.."
أمرها السيد (ماجد)وهو مستمر في مشيته ضاحكاً على ردة فعلها....

" لمَ تضحك؟ الا تسمع صوت الرصاص؟ الا تخاف من ان يصيبنا؟"
سألته باستنكار بعد ان استقامت بوقفتها....

أسرع في مشيته , ينظر للأرض مبتسماً وقال:
" سأطلعك على سر ...لكن لا اريد التصوير!!"

قفزت هاتفة بفضول:
" ما هو ؟ قل لي.."

أجاب:
" سندخل الان بين الأشجار لتري بنفسك"

بعد ان اجتازا الأشجار , وقفت منبهرة بالمساحة الشاسعة أمامها , المليئة برجال بأجساد رياضية يرتدون لباساً أسوداً ورؤوسهم مغطاة بأوشحة بذات اللون وتظهر فقط عيونهم ... يصطفون بشكل منسق وهم يحملون أسلحتهم ويصوبونها على أهداف أمامهم....
" رباه... ما هذا المنظر الرهيب؟ من هؤلاء وما هذا المكان؟!"

التفت لها وقال:
" هنا معسكر الثوار اللاجئين وهنا يتم تدريبهم على أيدي أمهر وأكبر القادة , الخبراء في فن القتال بأنواعه والدفاع عن النفس"

نظرت له ترمش بحياء وهمست:
" هذا أجمل مشهد رأيته في حياتي...اشكرك...خسارة !! ...لو انني استطيع التصوير"

قال مبتسما:
".. سيحطمون هاتفك ان فعلتها "

ثم أضاف بلطف:
" هل ترغبين بعيش مغامرة جميلة؟"

اجابت بحماس:
"بالطبع.. "

" لكننا سنسير على الاقدام لما لا يقل عن عشرين دقيقة!! "


" لا يهم ...انا ارتدي حذاءً رياضياً ومستعدة لأي مغامرة"

قطعا مسافة لا بأس بها بين الأعشاب المصفرة ووصلا الى سياج مرتفع , محاط بأشواك حديدية وعليه إشارة كهرباء وخطر الموت.....نظرت حولها الى الأرض الخالية وقالت ساخرة:
" هل انتهت مغامرتنا الى هنا سيد أبا لؤي ؟"

توسع فمه ضاحكاً ثم أخرج قطعة قماش سوداء ..نفضها واقترب منها ..فسألت بذهول:
" لم هذه..؟؟"

قال:
"! سأغمّ عينيك لبدء المغامرة ..لا تخافي"

توجه بها بعد ان اغلق عينيها الى شجرة قريبة, تحتها اكوام قش يبسة...أزاحهم ورفع باباً حديدياً بلون الأرض....نزل سلماً وهو يسحبها بحذر ويوجهها لتنزل حتى وصلا قاع الأرض وبدءا يسيران الى الامام , يمسك مصباحاً صغيراً يضيء عتمة النفق ....شعرت بنفاذ أنفاسها وجبينها وجسدها يتصببان عرقاً وقالت بضيق:
" سيد أبا لؤي....اشعر بالاختناق ....لا استطيع...اين نحن؟...احتاج للهواء..."

قال مواسياً:
" تحملي قليلاً ...لا تخافي...لن يحصل لكِ شيء..."

اخرج من حقيبة صغيرة كانت بحوزته قنينة بلاستيكية فيها ماء ورش رذاذ منها على وجهها لتبرد وترتاح...وصلا الى باب اخر بعد سير اكثر من خمس عشر دقيقة...ثم صعدا السلم بالطريقة ذاتها اثناء دخولهما وخرجا من تحت الأرض لشجرة مماثلة للأولى بعد ان فتح لهما رجل كان بانتظارهما وبعد ابتعادهما بقليل , أزال السيد (ماجد) قطعة القماش عن عينيها ففتحتهما تفركهما لشعورها بالظلام للحظات ثم نظرت حولها قائلة بتعجب :
" اين نحن وكيف وصلنا الى هنا ؟!.."

ضحك وأجاب:
" نحن الان في ارض الوطن...سآخذك الى مكان يمكنك كتابة تقرير كامل عنه"

ابتلعت ريقها وعيناها متسعة والدموع مترقرقه فيها وهمست دون تصديق متلعثمة :
" حـ...حقاً....حقاً أنا الان اقف على تراب وطني ؟!...لا..اصدق...هل انا بحلم ؟!.."

اومأ برأسه مؤكداً وعيناه لمعت تأثرا من اجلها فانحنت تجثو لتجرف بكف يدها حفنة تراب ...قربتها لأنفها تشتمها بقوة ويداها ترتجفان وكأنها تريد ادخالها لجوفها وقالت بصوت متحشرج ودمعة سقطت من عينها :
" اللـــــه على هذه الرائحة.....حبيبي وطني الغالي "

فتحت جيب جانبي بسحّاب لحقيبتها ودّست التراب بها ثم انتصبت واقفة ومسحت الدمعة التي علقت على خدها بكفها وقالت مبتسمة بحنين:
" هيا...أنا مستعدّة.."

اتجها نحو مركبة بانتظارهما وكأنها خارجة من تحت الأنقاض وبعد ان استقلّاها اوصلتهما الى مكان مفتوح يبعد حوالي عشر دقائق عن الحدود وهو تابع للوطن وليس ضمن الأرض المختلف عليها.......بعد ان ترجلا منها قال السيد ( ماجد):
" يمكنك هنا تصوير ما شئتِ.."

تبسمت واخرجت الهاتف لتكون مستعدة لالتقاط احداث فورية لا تريد تفويتها...تقدما مشياً على الاقدام وكان امامها مجموعة كبيره من الصهاريج الضخمة لونها بني من الصدأ الذي يكسوها ومتفرقة عن بعضها فسألت:
" ما هذا..؟؟"

أجاب يفسّر لها:
" هذه حارقات تستخدم لتسخين النفط ليتحول الى مواد مشتعلة كالوقود بأنواعه...وبعد الانتهاء يخرجون المادة في انابيب حديدية تمر في حفرة مليئة بالمياه لتبريدها..."

استمرا في السير وتابع بكلامه:
" بالطبع لم اجلبك لتكتبي مقالاً عن تكرير النفط وكيفية تحويله الى وقود .."

ضحكت وقالت بمكر:
" انت تفهمني ....بالضبط هذا ليس من اختصاصي ومجال اهتمامي.."

اقترب من احد الصهاريج فخرج من خلفه طفلٌ لم يتعدّى الاحد عشر سنة يتشح بالسواد وكأن احداً سكب عليه طلاء فحميّ من رأسه الى اخمص قدميه فذهلت السيدة(ايمان) من مظهره وسالت مصدومة وهي تحرك حدقتيها بينه وبين مرافقها :
" من هذا؟؟..وماذا يفعل طفل في سنه بمنطقة ملوثة كهذه ؟!.."

أشار له مجيباً:
" ها هو أمامك اسأليه.."

زلفت من الطفل وجثت امامه تضع يدها على كتفه وبالأخرى تمسك يده هامسة بنبرة عطوفة:
" ما اسمك وماذا تفعل هنا .."

أجاب بثقة رجل ولم يظهر منه الا بياض اسنانه وعينيه :
" اسمي اسلام...آتي هنا لأجمع بقايا الفحم.."

سألت بفضول:
" وماذا تفعل بها؟"

قال:
" اذا جمعت الكثير ابيع قسماً لأشتري الطعام لأمي واخوتي وادخر الباقي للشتاء لنتدفأ عليه واذا كان قليلاً نكتفي به لسد جوعنا.."

همست بحنوٍ:
" هل تعلم انه مضر بالصحة صغيري؟...وانه اكثر تأثيراً على الأطفال خاصة ؟!.."

رد ببراءة:
" أعلم...فأخي امجد ظهر على وجنتيه بقع بنية اللون وقال الطبيب انها ستلازمه مدى الحياة.."

اغرورقت عيناها بالدموع لم تتحمل هذا الموقف وسألت بصوت مهزوز:
" لمَ استمريت اذاً ؟"

طأطأ رأسه للأسفل وأجاب:
" لا يهم أنا...المهم ان لا أرى امي تبكي وهي لا تستطيع اطعام اخوتي او تدفئتهم بالشتاء وهم يرتجفون امامها.."

ضمته اليه بقوة من غير تفكير وغير آبهة لملابسة المسودة بسواد الظالمين الجشعين الخائنين الذين اوصلوا الوطن وابنائه لهذا الحال ...لم تستطع مسك شلال دموعها وكان كل ما فكرت به فقط ان تمده بالأمان والحنان وبعد لحظات افلتته ووقفت تمسد على رأسه واردفت وهي تشير جانبه :
" ومن يحمل هذا الكيس الكبير المليء بالفحم ؟؟"

أجاب معتزاً:
" انا احمله على اكتافي واسحبه أحيانا وأيضا أصدقائي يساعدونني عندما يكونون متفرغين.."

قالت:
" هل أنت من سكان هذه المنطقة ؟"

" كلا....نحن نزحنا الى هنا بسبب الحرب...كان لنا بيتٌ يأوينا ومدفأة تكفينا....لكن القصف هدمه وخرجنا منه سالمين الّا ابي استشهد تحت الردم فجئنا الى هنا مع بقية العائلة "

سألت وسيوف القهر تقطع احشائها :
" من المتسبب بالحرب برأيك؟"

قال:
" كل انسان اناني يفكر بمصلحته الخاصة فقط ...خائن لدينه ووطنه "

قالت مندهشة من رده:
" انت صغير في السن ..كيف عرفت ذلك ؟"

رد بكلمات تفوق عمره:
" القهر يجعل الحجر ينطق ليبحث عن ذنبه الذي لم يقترفه والذي جعله مشرداً من غير هدف ولا عنوان....كيف ونحن البشر نرى ونعيش هذه الحقيقة ؟."

×
×
×

انتهى اللقاء بالتقاط بعض الصور لهذا الطفل والمكان من هاتف السيدة(ايمان) لتكتب تقريراً وتوصل للعالم عن المعاناة التي يعيشها أطفال وطنها دون رحمة ...لتريهم نتائج الحرب كيف تقتل الطفولة والبراءة وتجعلهم يتحملون مسؤولية اكبر من أجسادهم واعمارهم , لعلّها تجد من يتحرك للوقوف بوجه الظلم ويمسك بأيدي أطفال الوطن الحبيب من اجل غد ووطن آمن وأجمل....
وهما في طريق العودة لمدينتنا خارج الوطن , زفرت انفاساً كانت تجثم على صدرها واسندت رأسها للخلف مثقلة مما رأت وهتفت :
" ليتني بقيتُ اسمع صوت الرصاص الذي صمّ اذني ولم أر قهر الطفل الذي أصاب قلبي..."

~~~~~~~~~~~~~~~

" ماذا يفعل هاذان الضفدعان ؟؟!!.."

سأل (سامي) نفسه بعدما دخل الى ساحة بيتنا الجبليّ في المساء ووقع نظره على شقيقيّ اللذين يبحثان عن شيء في احدى زوايا الحديقة و(دنيا) تشمّر كميْها وبدون حجاب تربط شعرها للأعلى بعشوائية وبيدها معوَل التراب ..تنحنحي اتجاه الحوض المليء بالورود و(شادي) يمسك هاتفها يسلّط الكاشف على الموقع.....

" هيـه أنتما...ماذا تفعلان؟؟.."

تابعت دنيا بلا مبالاة وهي تلوي فمها تحركه باشمئزاز بعد سماعها صوته وتشتمه في سرها " ها قد جاء الغليظ .."..... أما (شادي ) رد على الفور وهو يضع اصبعه على فمه:
" ششش....سمعنا خشخشة بين الأزهار...ربما أفعى !!.."

اتسعت عيناه بذهول هاتفاً :
" ماذا؟...أفعى؟!!..."

ثم اقترب منها يضع يده على المعوَل آمراً:
" اعطني إياه وابتعدي..."

استقامت بظهرها رمقته بنظرة عناد ثم عادت تنحني تسحبه لتحرره من يده , تتابع بحثها....فاستطرد بهدوء حازم:
" قلت اعطني إياه وابتعدي..."

عدلت وقفتها والقت المعول ارضاً بنفور ونفضت يديها ببعضهما تزيل ما علق بهما من تراب ثم تنّحت جانباً فمسكه وبدأ يجري بحثه عن العدو الذي اجتاح حديقة بيت عروسه ليريها بطولاته.....لمح جلد هذا الكائن بين الورود ورفع المعول ليضربه الضربة القاضية فتحرك ذاك هارباً قافزاً فشهق (سامي) قبل أن ينزل يديه ليقتل غريمه صارخاً بصدمة :
" يا الله ...كدتما تقتلان شقيقكما ..."

جحظت اعينهما مندهشين وسألا بصوتٍ واحد :
" شقيقنا ؟؟.."

أنزل يده يتكئ بها على عصا المعول وهز رأسه رافضا حركاتهما وقال ببرود :
" نعم....انه ضفدع...كدنا نقتل المسكين بسبب تهوركما ..."

زفر شقيقي أنفاسه بارتياح بعد ان اطمأن انها ليست أفعى ثم تذكر ما قال وسأله:
" ماذا تقصد شقيقنا؟؟. هادي شقيقنا تسميه ضفدع ؟!!.."

قال بثقة وابتسامة ماكرة:
" لا ....أنتما الضفدعان...ذاك أدعوه بشيءٍ آخر..."

صكت فكيها لاستهزائه بهما وتجرأت ترد على كلامه بغيظ وهي تشهر سبابتها امام وجهها وعيناها تلمعان :
" لا تقل ضفدعان...ان لم تعجبك اشكالنا تستطيع غض بصرك عنا .."

أمال زاوية فمه بابتسامته الثعلبية...رمى ما بيده وصفقهما ببعض ينظفهما من بقايا التراب العالقة بعصا المعول وبدأ يدنو نحوها ببطء قائلاً دون ان يكترث لوجود (شادي):
" هل أستطيع ان ابعد عيني عن عينيّ الشهد خاصتي ؟!..."

كانت واقفة مكانها ودقاتها تتسارع كلما اقترب اكثر منها ولما وصلها شد اوتاره الصوتية مردفاً بصوت جدي خفيض :
" أنا لم احاسبك بعد على خروجك من غير حجاب ....كيف تخرجين هكذا....ها أجيبيني ؟!!..."

اسدلت اهدابها محرجة ثم شجعت نفسها لتجيب بفظاظة ونبرة مرتفعة :
" أنا في بيتي ولي الحرية ....الجدران مرتفعة ...ثم شعري أم شعرك لتتدخل؟!...لو سمحت هذا ليس من شأنك !!.."

هز راسه ضاحكاً بتهكم قائلاً:
" اوه آنسة دنيا تردين جواباً في وجهي !!...رائع .....وتنزعجين عندما ادعوكِ بأم لسان طويل ؟!!...هيا تابعي ..."

صمتت تراجع حساباتها وعيناها في الأرض ....هل ثقلت العيار ام لا ؟...هل عليها ان تتابع بالفعل أم يكفي الى هنا قبل ان يهدر بها كما يفعل مع عناصره ويوقف قلبها بصوته ؟!.....تنحنح وقال بصوت صارم ابتدعه ليفرض سيطرته بتصنع ونصف متر يفصل بينهما :
" انظري اليّ ..."

كانت تلعب بأصابع يديها بتوتر وتنكس رأسها ورائحة عطره تخترقها فرفعت عينيها بحياء من قربه وتوهجت وجنتاها فتابع :
" هذه آخر مره تخرجين من غير حجاب ...لا داعي ان اكرر هذا....انت في الخارج ومن الممكن أن يأتي أي شخص الى هنا لحاجة ...مفهوم ؟!.."

رفع صوته عند اخر كلمه فاتسعت عيناها برهبة ...عادت خطوة للوراء وشحب وجهها ثم صرخت بصوت باكي وهي هاربه تصفع باب المدخل خلفها قبل ان يدخل لها :
" لااااا......امــــي "

ارضى غروره المزيف بعد ان فرض هيمنته ثم التفت لـ ( شادي ) قائلا ليعطيه دروس :
" عزيزي شادي....عليك أحيانا ان تكون قاسياً مع الجنس اللطيف ...هؤلاء الكائنات تعطيهن اصبعك فيلتهمن يدك....ضع ذلك في عقلك للمستقبل ..."

تنهد ثم أردف يغمزه مبتسماً بكبرياء وهو يعدّل ياقته:
" ارأيت كيف ارتعبت مني وعملت حسابي ؟!!..."

كان شقيقي يصغي له وبعد ان انتهى من محاضرته علا صوته بقهقه لدرجة مسك بطنه وجلس على حجر كبير يحيط بشجرة الزيتون قائلا :
" أتظن...أنها هربت منك ؟!!.."

حدّجه بتساؤل رافعا حاجبه وهتف :
" بالطبع.....لا اظن...أنا متأكد.... ألم ترَ كيف هربت بعد ان زجرتها!!.."

أكمل بضحكاته وهو ما زال ممسكا بطنه بيد والاخرى يشير عليه ...فانزعج مردفاً :
"هيـه... ما بك تضحك أيها الضفدع.....لا تثير جنوني ؟؟!! "

قال وهو يلقط أنفاسه بعد موجة الضحك :
" لقد تجهم وجهها وهربت بعد أن رأت الصرصور ذا الشوارب على كتفك "

صرخ مصعوقاً :
" ماذا ؟؟.."

ثم لف وجهه لكتفه الأيمن فلمحه ومسكه من شاربيه وجلس جانب (شادي) وهو يرفع الصرصور امام وجهه يحدثه :
" سبحان من يضع سره في أضعف خلقه ..."

تنهد محبطاً وأكمل :
" تبحث عن أفعى دون ان تهتز لها شعرة ويقف رجل مثل الجدار أمامها وتعانده بوقاحة ولما رأتك كاد يتوقف قلبها ...قل لي يا رجل ...من اين تمتلك هذه الهيبة ؟!!...."

رد عليه (شادي) ضاحكاً :
" تخاف من شكل شاربيه .."

نظر له على يساره وسأل :
" وهل ذقني وشاربي لا تراهما ؟؟!!....ام عليّ استعارة شاربيّ هذا الكائن!!؟؟"

تمتم شاتماً والقاه على الأرض ثم سحقه بقدمه فقال الذي بجانبه :
" حرام ...لم قتلته؟.."

أجاب غير مكترث :
" وهل اتركه يفرض هيمنته وهيبته على عروسي بحجمه الضئيل وانا مثل الباب لا يرتجف جفنها مني ؟!!.."

نهضا من مكانهما ونفضا بنطاليهما من الخلف ثم دلفا الى البيت....

×
×
×

" غير معقول يا سامي...أنت ترخي لها الحبل كثيراً وتجعلها تزيد في دلالها وعنادها .."


" آآه يا عيوش اخبريني ماذا افعل ؟...لا استطيع احزانها!!.."


ردت مستاءة من ابنتها التي استمرت بعدم اهتمامها بوجود عريسها وتتصرف على مزاجها :
" وان يكن...عليكَ ان تكون حازماً والا سأضطر لأخبر هادي ليردعها عن تصرفاتها الطفولية..."

ضحك وقال :
" لقد هددني ان نزلت دمعة من عينها بسببي سيفقأ عينيّ .."

قالت بضيق مني ومن ابنتها :
"نسيت ذلك ...كنت سأشكوها لمن اتلفها بدلاله .......فلتبكي علّها تعقل......لن تموت من البكاء ...لا تهتم لهما.........أنا اخجل منك عزيزي سامي حقاً ......فقط مرتين استقبلتك وجلست معك من يوم ارتباطكما!!.."

تنهدت...صمتت....ثم ابتسمت بعد ان لاحت في بالها فكرة وهتفت :
" أتعلم ..؟! لدي الحل .."

احنى جذعه ليساره بالقرب منها على الاريكة الطويلة في غرفة العائلة , يتكئ بمرفقه الايسر ومصغياً بتأهب وسأل بفضول :
" ما هو ؟!.."

اجابت بابتسامة ماكرة :
" تجاهلها ولا تعيرها أي اهتمام...ألقِ السلام عليها من راس انفك وبجفاء ولا تقلّها من الجامعة وعندما تأتي لا تسأل عنها ....أنا اعلم هكذا البنات ان لحقت بهن هربن وان هربتَ هن يلحقن بك ...اسألني ...سترى كيف ستشتعل عندما لا تشعرها بوجودها.. "

جحظت عيناه وفغر فاه وبعد ان ارخى ملامحه سأل ببرود :
" هل هذه كانت احدى التكتيكات الحربية التي طبّقها عمي محيي الدين عليكِ ليوقعك أسيرة بين يديه ؟!!.."

احمرّت وجنتاها خجلاً ثم ضربته بقبضتها على كتفه وقالت :
" اصمت يا فتى ولا تتواقح ...هذا جزائي لأني اساعدك !!.."

قرصها من وجنتها وقال مداعباً :
" اسعد الله أجمل حماة ....فليحفظك ربي لي يا أمي الثانية ..."

واخرج هاتفه يطلب بيتزا من خدمة التوصيل ليتعشوا معاً.....

~~~~~~~~~~~~~~~~~

يطوى يومٌ خلف الآخر والبعد يفصلنا...استمرينا على هذا الحال ومع علمي بلقاءاتها بالبغيض ( صلاح) الّا انني سمحتُ لنفسي بالتجاهل رغم دناءة الشعور بالدياثة....
في أحد الأيام بعد مرور حوالي شهر على تلك الليلة الأخيرة بيننا , هاتفني أحد أصدقائي المقربين الذي ولدت علاقتي به مع اثنين آخرين اثناء التحاقي بنوادي اللياقة البدنية عندما كنت في الجامعة !!...هؤلاء من بلاد مجاورة وليس من أبناء وطني وسياستنا... لذا لم اشركهم بمخططنا لأني لم ار من داعي لكشف اسرارنا الخاصة وهم يعرفونني فقط باسم (يامن) ويعلمون بخطبتي من ابنة وزير بلادنا السابق ويرونها على أنها شيء يفتخر ويتباهى به وانني محظوظ بهذا النسب المشرّف لقلة ادراكهم للحقائق.....كنا قد نوينا سابقاً الخروج الى الطبيعة لقضاء عطلة الأسبوع وهذه نفعلها من وقت لآخر...لم يشأ الله أن نوفق بخطتنا المرة الاخيرة بسبب مرض والد احدهم...لكني اكثر من يعرفهم لا يتنازلون عنها ولو بعد حين فكلمني قائلاً بصوته المرح:
" لا اراك تذكر اتفاقنا الذي لم ننفذه بعد.."

قلت ببرود:
" انا جاهز هذا الأسبوع...تفقّد رامز ويزن .."

ضحك وقال:
" هما مستعدان دائماً ما دام بالأمر حفلة شواء.."

اجبت مبتسماً وانا أتذكر فجعنتهم :
" جيد...اذاً لنذهب هذه الجمعة.."

تنحنح هاتفاً بتردد :
" أعلم أنه لن يعجبك...لكنه أمرٌ واقعٌ علينا.."

سألت بتعجب:
" ما الأمر؟! لقد اقلقتني.."

تابع بتردده وصوت ضاحك:
" نساؤنا التصقن بنا بحجة اننا نهتم لفسحتنا ونتركهن للشقاء في البيت.."

قلت:
" والمطلوب؟!.."

قال بمرح:
" قررنا اصطحابهن هذه المرة لنغلق افواههن من التذمر.....لذلك اجلب خطيبتك معك."

اجبت على الفور:
" لا....وقتاً ممتعاً لكم..."

رد بصوت مفشول:
" لا تحرق علينا حماسنا ..حتى انهن متشوقات للتعرف عليها....يكفي انك لم تدعنا الى الخطوبة.."

قلت متهرباً:
" عندما اتزوج سنفعل ان شاء الله....الان انا في فترة خطبة لذا لا استطيع.."

هتف مغتاظاً:
" هل تخدع نفسك؟....انت عاقد القران وهي محللة لك.....كل ما في الامر قضاء يوم وليلة في الطبيعة معاً"

صمت برهةً واستأنف ماكراً:
" ام انك لا تثق بنا وتخاف عليها من نسمة الهواء ؟!.."

تأففت وقلت:
" حسناً سأرى وأخبرك.."

رد متحمساً مشجعاً:
" افعل ...وستكون المكافأة بما انكما عروسان ان لا تجلبا أي غرض نحتاجه او طعام...فقط الخيمة خاصتك.."

ثم ضحك يمنّ عليّ:
" يا عم...عش حياتك ولا تنسَ معروفنا هذا..."

ضحكت آمراً:
" عمر....اغلق ..انا مشغول ولست متفرغاً لك.."

لقد وضعوني في مأزق!!....اذا صممتُ على الرفض سأفسد عليهم حماسهم وسيعتقدون بالفعل أنني اخبئها عن الجميع وكأنها جوهرة نادرة او سيظنون تكبّراً مني بحكم مكانتي ومكانتها لانهم هم من البسطاء....لا يعلمون ان تواضعهم ونقاءهم وبساطة عيشتهم هي اكبر مكانة وقيمة وشرفاً من والدها !!...أما الأصعب هو الخيار الثاني ....كيف سأخبرها بذلك وكيف ساصطحبها ولو مجبرة مع تواجد هذه الأجواء الشاحنة والانقطاع منذ أسابيع ؟!!...
تركتُ مسألة اعلامها الى يوم الخميس تنصّلاً من المواجهة من قبل يومين لأنها كانت ستقرعني بهما بعنادها وتعجرفها ....فذهبتُ بتثاقل الى جامعتها انتظر خروجها في الثانية بعد الظهر.....

**********( انتهى الفصل التاسع )**********




قراءة ممتعة ان شاء الله....

سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته...


ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-21, 02:29 AM   #115

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 2 والزوار 6)

‏موضى و راكان, ‏ألحان الربيع



تسلمى ألحان فصل ممتع

و خاصة نصائح عيوش لسامى من أجل معاملة الضفدعة التى تخاف من شوارب الصرصور

ألمنى مشهد صبى الفحم و معاناته

ليوفر غذاء و دفىء لأسرته

تبا للظالمين سارقى الأوطان

shezo likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة موضى و راكان ; 27-11-21 الساعة 02:56 AM
موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-21, 09:55 AM   #116

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,559
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا صباح الخير أختي ألحان الربيع
**عفرها بالتراب**يقولون عندنا بمصر "وكأنك يا أبو زيد ماغزيت"
سأبدأ من آخر المشهد وليس أوله بالكلمة التي قالها هادى لألمي نعم أنت صفقة
وربي لو أراد قتلها مافعل أكثر من ذلك
بعض الكلمات نور وبعضها قبور وهذه الكلمة ليست قبرا فحسب بل هى رفاتا تحولت إليه ألمي بمكانها
بعد يوم من المفترض أنه حاول به أن يكون لطيفا معها ويمنحها يوما جميلالا تنساه
وقد كان يوما جميلا بالفعل بعد كل الترهات واللقاء الفاتر بمنزله وبعد تأثرها بتلاوته القرآن بإمامته لخالتيهما بينما أنزوت هي جانبا لأنها لا تفقه كيف تصلي او تحفظ من القرآن قصار صوره والتي لن يحرص عاصي علي تحفيظها إياها
آيات سورة الفرقان التي تزلزل النفس بمعانيها من أولها لآخرها حتي أسمها الفرقان وتعنيxxx التفرقة بين الحق والباطل ، والهدى والضلال ، والغي والرشاد ، والحلال والحرام .xxx
إلا ان يامن لم يطبق معانيها مع ألمي وكان غليظا جدا
كنت لألتمس العذر له لو قسا عليها بسبب معاملتها الجافة للطفلة الصغيرة
لكنه كان رابط الجأش ساحرا في تعامله الإنساني مع الطفلة أعطاها درسا بلا قسوة أو توبيخ مع أن هذا الموقف يشبه كثيرا ما حدث بالمخيم يوم دفعت سلوى أرضاوتسبب بإصابة ذراعه والتي لاحظتها ألمي في صلاته ودعوته الجميلة لأن ينير الله بصيرتها ولا بجعلها من الضالين
وتلاوته "واما السائل فلا تنهر"
كان بجب أن يذكر نفسه بها وهو يقسو بهذا الشكل
لقد اجدتي وصف حالته بين رغبة في الاقتراب والاخرى بالابتعاد والتمزق بين كليهما كمن هو بالأعراف وهو تشبيه بليغ جدا
المعاني الجميلة التي وردت بهذا الجزء كلها رائعة تشير لسر الحياة والهدف منها وكيف نحياهابإنسانيةوهذا ما يأسرني في كتابتك الحس العالي بالمبادئ الكريمة وحسن الخلق وأن الحياة رحلة خلقنا الله لنبحر فيها بصالح الأعمال وليس بأسواها
فمن يضمن الغد وتقلباته لنواجه الله يوما بعد أن تنتهي تلك الرحلة بوجوه سوداء وقلوبا ران عليهاما كسبنا
أنار الله دربك حبيبتي ..وربي إن يومي يشرق ونفسي ترتاح بقراءة ما تخطينه بنور قلبك ونقاء روحك
**لا شى يهم**اللامبالاة التي تتصرف بها ألمي جاءت كرد فعل طبيعي لشعورها بالضآلة فتهين لميس وتتجافي مع ميار لولا أنهاتحتملها بحق الصديق وتنصحها بالصبر وأن ما هو قادم قد يكو ن الأفضل
بينما اقصي جنوحها في لا مبالاتها هو بالتقائها بصلاح ومصاحبته لها للبيت
ربما تعتقد أن هذه التصرفات لو علم بها يامن سيتركها ويحقق رغبتها بالإنفصال عنه
حتي خالتهاحبيبتها لا تسمع لنصحها
وليزيد الامر سوءا يعود هادى لسابق عهده من الجفاء والإبتعاد
كلاهما أحمقان فهي كالأطفال تصفو سريعا
وهو يعاند قلبه والذى شاء أم أبي سينتصر لنفسه وسيدحر العقل فالقلبx والعشق سلطان تخضع له الرعية المتمثله في كل كيان الإنسان بدءا بعقله وأحيانا خارج الكيان المادى بالمبادئ والقيم والعهود كلها تخون المرء وتعلن ولائها وطاعتها لسلطان القلب .
**رحلة للألم والمجهول**السيدة إيمان برفقة السيد ماجد تصل لأرض الوطن في خطوات مجهولة وتحتضن ترابه تتمني أن تودعه بقلبها
حقا لا يعرف دفء الأوطان وأمانها إلا من اغترب عنها مرغما
ما أروع تصويرك لبشاعة الحروب والدمار الذي يصيب البشر من جراء نزاعات وصراعات سببهاالانانية والمصالح التي تحول ابناء الوطن للاجئين والبعض الآخر مشردين لا وطنا ضمهم ولا ملجأ أواهم
فصاحتك حبيبتي في التعبير عن قسوة دمار الوطن علي لسان الطفل الصغير جاءت أكثر من رائعة
لو تم تصوير مشهده المغطي بالسخام ليحفظ علي اسرته حياتهم وهو بالحادية عشر لأوجع قلوب العالم والمتشدقين بالحرية وحقوق الإنسان
والله إن الحجر لينطق من قهره كما قالها الصبي
سلمت وسلم فوك علي هذا المشهد الرائع الموجع للقلوب
حفظ الله اوطاننا وأعان من بعانون من ويلات الضياع والشتات فيصبح مجرد
الحفاظ علي الحياة وتنسم الهواء املا قد يكون بعيد المنال
**بطل المشهد**وها أنت تلطفين الأجواء علينا بعد هذا المشهد الأليم بدنيا سامي والتي تبحث عن ثعبان وترتعب من صرصور يتحول في ثانية لوحش الشاشة وللحق أنا اراه كذلك ويكاد قلبي يتوقف و يغمي علي من مرأى الصرصور
وسامي يتوهم أنه هيمن علي الموقف
ولكن نصيحة عائشة جاءت بالصميم فالتجاهل وعدم الإهتمام كثيرا ما يأتي بنتيجة جيدة والمرحلة الثانية هي اللجوء لإثارة غيرةالفتاة بأخرى ايضا تأتي بنتيجة جيدة
ومعك مبدعتي نتابع الخطة الأولى لأجمل حماة عيوش.
بينما هادى هو من يحتاج نصائح والدته
وربما لو أفلح في إقناع ألمي بالذهاب بتلك الرحلة مع أصدقائه وزوجاتهم لكانت فرصة جيدة للتقر يب بينهما وإصلاح ما أفسدته يداه رغما عن قلبه
سلمت نفسك علي كل تعبير خرج منها بهذا الفصل وما سبقه
فعلا كل إناء ينضح بما فيه وانت ماشاء الله إناء مسك وعنبر ينشر علينا عبق السحر والصدق والإبداع
اسعد الله صباحك اختي بكل السعادة والخير بحجم البحرلاني أعشقه واراه اكبرمن الدنيا نفسها
بانتظار الفصل القادم لك ودى ومحبتي الصادقة
Shezo/آمال


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-21, 05:26 PM   #117

لبنى البلسان

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية لبنى البلسان

? العضوٌ??? » 462696
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 5,543
?  نُقآطِيْ » لبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond repute
افتراضي



فصل جميل جدا درجة شوقتيني لاحداث الفصل القادم
سلمت اناملك وابداعك
يعطيك الف عافية


shezo likes this.

لبنى البلسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-21, 09:02 PM   #118

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 2 والزوار 6)

‏موضى و راكان, ‏ألحان الربيع



تسلمى ألحان فصل ممتع

و خاصة نصائح عيوش لسامى من أجل معاملة الضفدعة التى تخاف من شوارب الصرصور

ألمنى مشهد صبى الفحم و معاناته

ليوفر غذاء و دفىء لأسرته

تبا للظالمين سارقى الأوطان

الله يسلمك ويسعدك اختي موضى


هههههه شوارب الصرصور انا عندي فوبيا منهن


حقيقةً مشهد الحارقات فكرته مستوحاة من احد التقارير الخاصة باخواننا اللاجئين في سوريا الذي شاهدته قبل كتابة القصة وأثر بي لدرجة البكاء فظلّ عالقاً في دماغي ولكني غيرته بطريقتي...

الله يفك كربتهم ويرفع عنهم البلاء ويعوضهم كل خير....


شكرا لكِ على مشاركتك اللطيفة مثلك

shezo likes this.

ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-21, 10:23 PM   #119

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا صباح الخير أختي ألحان الربيع
**عفرها بالتراب**يقولون عندنا بمصر "وكأنك يا أبو زيد ماغزيت"
سأبدأ من آخر المشهد وليس أوله بالكلمة التي قالها هادى لألمي نعم أنت صفقة
وربي لو أراد قتلها مافعل أكثر من ذلك
بعض الكلمات نور وبعضها قبور وهذه الكلمة ليست قبرا فحسب بل هى رفاتا تحولت إليه ألمي بمكانها
بعد يوم من المفترض أنه حاول به أن يكون لطيفا معها ويمنحها يوما جميلالا تنساه
وقد كان يوما جميلا بالفعل بعد كل الترهات واللقاء الفاتر بمنزله وبعد تأثرها بتلاوته القرآن بإمامته لخالتيهما بينما أنزوت هي جانبا لأنها لا تفقه كيف تصلي او تحفظ من القرآن قصار صوره والتي لن يحرص عاصي علي تحفيظها إياها
آيات سورة الفرقان التي تزلزل النفس بمعانيها من أولها لآخرها حتي أسمها الفرقان وتعنيxxx التفرقة بين الحق والباطل ، والهدى والضلال ، والغي والرشاد ، والحلال والحرام .xxx
إلا ان يامن لم يطبق معانيها مع ألمي وكان غليظا جدا
كنت لألتمس العذر له لو قسا عليها بسبب معاملتها الجافة للطفلة الصغيرة
لكنه كان رابط الجأش ساحرا في تعامله الإنساني مع الطفلة أعطاها درسا بلا قسوة أو توبيخ مع أن هذا الموقف يشبه كثيرا ما حدث بالمخيم يوم دفعت سلوى أرضاوتسبب بإصابة ذراعه والتي لاحظتها ألمي في صلاته ودعوته الجميلة لأن ينير الله بصيرتها ولا بجعلها من الضالين
وتلاوته "واما السائل فلا تنهر"
كان بجب أن يذكر نفسه بها وهو يقسو بهذا الشكل
لقد اجدتي وصف حالته بين رغبة في الاقتراب والاخرى بالابتعاد والتمزق بين كليهما كمن هو بالأعراف وهو تشبيه بليغ جدا
المعاني الجميلة التي وردت بهذا الجزء كلها رائعة تشير لسر الحياة والهدف منها وكيف نحياهابإنسانيةوهذا ما يأسرني في كتابتك الحس العالي بالمبادئ الكريمة وحسن الخلق وأن الحياة رحلة خلقنا الله لنبحر فيها بصالح الأعمال وليس بأسواها
فمن يضمن الغد وتقلباته لنواجه الله يوما بعد أن تنتهي تلك الرحلة بوجوه سوداء وقلوبا ران عليهاما كسبنا
أنار الله دربك حبيبتي ..وربي إن يومي يشرق ونفسي ترتاح بقراءة ما تخطينه بنور قلبك ونقاء روحك
**لا شى يهم**اللامبالاة التي تتصرف بها ألمي جاءت كرد فعل طبيعي لشعورها بالضآلة فتهين لميس وتتجافي مع ميار لولا أنهاتحتملها بحق الصديق وتنصحها بالصبر وأن ما هو قادم قد يكو ن الأفضل
بينما اقصي جنوحها في لا مبالاتها هو بالتقائها بصلاح ومصاحبته لها للبيت
ربما تعتقد أن هذه التصرفات لو علم بها يامن سيتركها ويحقق رغبتها بالإنفصال عنه
حتي خالتهاحبيبتها لا تسمع لنصحها
وليزيد الامر سوءا يعود هادى لسابق عهده من الجفاء والإبتعاد
كلاهما أحمقان فهي كالأطفال تصفو سريعا
وهو يعاند قلبه والذى شاء أم أبي سينتصر لنفسه وسيدحر العقل فالقلبx والعشق سلطان تخضع له الرعية المتمثله في كل كيان الإنسان بدءا بعقله وأحيانا خارج الكيان المادى بالمبادئ والقيم والعهود كلها تخون المرء وتعلن ولائها وطاعتها لسلطان القلب .
**رحلة للألم والمجهول**السيدة إيمان برفقة السيد ماجد تصل لأرض الوطن في خطوات مجهولة وتحتضن ترابه تتمني أن تودعه بقلبها
حقا لا يعرف دفء الأوطان وأمانها إلا من اغترب عنها مرغما
ما أروع تصويرك لبشاعة الحروب والدمار الذي يصيب البشر من جراء نزاعات وصراعات سببهاالانانية والمصالح التي تحول ابناء الوطن للاجئين والبعض الآخر مشردين لا وطنا ضمهم ولا ملجأ أواهم
فصاحتك حبيبتي في التعبير عن قسوة دمار الوطن علي لسان الطفل الصغير جاءت أكثر من رائعة
لو تم تصوير مشهده المغطي بالسخام ليحفظ علي اسرته حياتهم وهو بالحادية عشر لأوجع قلوب العالم والمتشدقين بالحرية وحقوق الإنسان
والله إن الحجر لينطق من قهره كما قالها الصبي
سلمت وسلم فوك علي هذا المشهد الرائع الموجع للقلوب
حفظ الله اوطاننا وأعان من بعانون من ويلات الضياع والشتات فيصبح مجرد
الحفاظ علي الحياة وتنسم الهواء املا قد يكون بعيد المنال
**بطل المشهد**وها أنت تلطفين الأجواء علينا بعد هذا المشهد الأليم بدنيا سامي والتي تبحث عن ثعبان وترتعب من صرصور يتحول في ثانية لوحش الشاشة وللحق أنا اراه كذلك ويكاد قلبي يتوقف و يغمي علي من مرأى الصرصور
وسامي يتوهم أنه هيمن علي الموقف
ولكن نصيحة عائشة جاءت بالصميم فالتجاهل وعدم الإهتمام كثيرا ما يأتي بنتيجة جيدة والمرحلة الثانية هي اللجوء لإثارة غيرةالفتاة بأخرى ايضا تأتي بنتيجة جيدة
ومعك مبدعتي نتابع الخطة الأولى لأجمل حماة عيوش.
بينما هادى هو من يحتاج نصائح والدته
وربما لو أفلح في إقناع ألمي بالذهاب بتلك الرحلة مع أصدقائه وزوجاتهم لكانت فرصة جيدة للتقر يب بينهما وإصلاح ما أفسدته يداه رغما عن قلبه
سلمت نفسك علي كل تعبير خرج منها بهذا الفصل وما سبقه
فعلا كل إناء ينضح بما فيه وانت ماشاء الله إناء مسك وعنبر ينشر علينا عبق السحر والصدق والإبداع
اسعد الله صباحك اختي بكل السعادة والخير بحجم البحرلاني أعشقه واراه اكبرمن الدنيا نفسها
بانتظار الفصل القادم لك ودى ومحبتي الصادقة
Shezo/آمال

مراحب اختي شيزو.....اسعد الله صباحك ومساءك


اعجبتني عفرها بالتراب ههههه.....وفعلا المثل بمحله
كل كلمة قلتيها عن هادي صحيحة 100% ....لقد عاش لحظات جميلة معها بكل حب لكن ( اجا يكحلها عماها هههه) ...اولاً بغض النظر عن الصراع الذي يعيشه ووجوده بين نارين أودّ أن اظهره كشخص عادي يخطئ ويصيب وليس مثالي او من الخيال , فيجب ان يكون له هفوات وزلات ....ثانياً ردة فعله كان من منطلق كبرياء رجل رُفض من أنثى وليست أي انثى انما من يهواها...ربما نراها بسيطة لكن الواقع يقرّ أن الرجال بشكل عام لا يقبلون الرفض !!....وكذلك النساء ان تشعر انها مرفوضة من شريكها وحبيبها سيكون شيء جارح .....وسنرى ذلك ان شاء الله الفصل القادم هههه.......مع انه قُهرَ من والدها على حسابها لمعرفتها انها صفقة الا ان كبرياءه غلبه وكان غليظاً.....


ككل مرة لا استطيع الرد بما يليق بفخامة وقيمة كلماتك التي تغدقين بها عليّ والتي اتمنى ان استحقها وان اكون عند حسن ظنك يا غالية......وسأكتفي بأن ادعو الله ان يرزقك سعادة الدارين كما تسعدينني وتأثير تعليقك يلازمني من الفصل الى الاخر ....جعل الله كل حرف تكتبيه لي ولزميلاتي صدقة جارية عنك وعن احبابك (الكلمة الطيبة صدقة )


ذكرت لاختي موضى ان مشهد الحارقات والصبي فكرته مستوحاة من تقرير منذ اكثر من سنة شاهدته لاخواننا في سوريا وأثر بي لذا ادخلته في قصتي وكان هو وتقارير اخرى بالاضافة للانشودة الشهيرة ( لاجئ على الباب ) لشاعر يتواجد في مخيمات اللاجئين والتي بكيتُ عند سماعي لها بصوته الحنون.... كانوا السبب في دفعي لكتابة روايتي المتواضعة ......


اما الصرصور فأنا مثلك هههههه مستعدة لاقفز من بلكونة لو تواجد معي واغلق الباب عليّ ....لا اخاف من الافاعي ولا من الفئران لكن هذا المخلوق اموت رعباً منه...


سنرى نصيحة عائشة اذا ستأتي بنتيجة او لا هههه وبالنسبه لابنها سينال نصيبه بالمستقبل من نصائحها ان شاء الله .....

تشرّفت بمعرفتك اختي بالله آمال وانتِ فعلاً نبع من الآمال الجميلة التي تنثريها بيننا لنمضي في طريقنا بكل حب وسعادة.....

أختك ألحان الربيع ..



shezo likes this.

ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-21, 10:29 PM   #120

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لبنى البلسان مشاهدة المشاركة


فصل جميل جدا درجة شوقتيني لاحداث الفصل القادم
سلمت اناملك وابداعك
يعطيك الف عافية



الله يسعدك ويعطيكِ لحتى يرضيكِ اختي لبنى .....كلك ذوق

اتمنى ان يعجبك الفصل القادم باذن الله ...وشكرااا على الكلمات الداعمة

shezo likes this.

ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:37 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.