آخر 10 مشاركات
52 - خداع المرايا - أجاثا كريستي (الكاتـب : فرح - )           »          ليالي صقيلية (119)Notti siciliane ج4من س عائلة ريتشي:بقلمي [مميزة] كاملة و الرابط (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          287 - كذبة العاشق - كاتي ويليامز (الكاتـب : عنووود - )           »          284 - أنت الثمن - هيلين بيانش _ حلوة قوى قوى (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          275 - قصر النار - إيما دارسي (الكاتـب : عنووود - )           »          269 - قطار النسيان - آن ميثر (الكاتـب : عنووود - )           »          263 - بيني وبينك - لوسي غوردون (الكاتـب : PEPOO - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك لمستوى الرواية ؟
جيد جداً 85 88.54%
جيد 11 11.46%
سيء 0 0%
المصوتون: 96. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree9699Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-02-22, 01:56 AM   #231

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bobosty2005 مشاهدة المشاركة
مش بسهوله ان المى كانت لاحظت هادى و عرفت الحقيقه فأمامها صفعات و خيبات قبل ذلك💔 ستجعلها تنهار و تحذر للأبد

أحيانا أفكر 😒هل كان يجب إدخال المى دائرة الإنتقام
التحدث عنها كأنها أداة و عدم مراعاة مشاعرها اوجعنى

زفاف مزيف و مظاهر خادعة مهما كانت الاحتفالات😌 هناك فرق بين زواج دنيا و زواج المى

سامى أثبت مرة أخرى انه إنسان واعى و متفهم 👍لم يثور على دنيا ولكن بهدوء شرح لها حكاية ملأ المؤلمه إللى انقذها وجود سامى بجانبها

كلنا ننتظر نهاية عاصى 😡

احسنتى غاليتى👏 و بانتظارك متى سمحت ظروفك 🌷🌷🌷

اهلاً بالجميلة خفيفة الدم اختي bobosty2005

فعلاً عليها ان تعيش قليلاً بقربه وتحت سقفه لتأكل الصفعات والحب معاً هههه وبعدها تعرف الحقيقة

كان عليهم دخول بيت عاصي براحة لأخذ الأدلة ضده من اختلاسات للدولة وصفقات غير قانونية وزاد على ذلك وجود الكميرا التي وثقت احتضار محيي الدين والد هادي فأنسب طريقة للحصول على هذا كله هي أن يكون صهر له وقريب منه ومن بيته...لذا كانت ألمى كتذكرة دخول وليس للانتقام منه بها !!

نعم تبقى ألمى الضحية الاكبر بينهم

صدقتِ زفاف مظاهر وهذه هي النية بالفعل من هادي حفل زفاف مراءاة لمجتمعهم أما حفلة ايمان كانت بنوايا طيبة فمع علمها هي وفاتن بامر المهمة الا أنهما تأملان بأن يكون زواج حقيقي لألمى لانهما تعلمان بمشاعرها وايضاً طمعاً لاعجابهما بعائلة القائد محيي الدين كنسب مشرف......ويبقى مثلما قلت فرق بين زواج دنيا وألمى

سامي انسان واعي ومتفهم وهادي يشبهه الى حد ما لكن يبقى الاختلاف بمن تكون التي أمام كل منهما....فسامي أخذ ابنة الأصل بكل حب وفخر أما هادي أخذ ابنة عدوه حتى لو احبها لذا سيكون تعامله معها فيه تخبطات بين القسوة و اللين لأنه يتصارع بين عقله و قلبه ....فسنراه معها انفعالي وعنيف وغاضب وحنون ولطيف وعاشق.....يعني سيصيب البنت بالجنون من انفصامه ههههه


نهاية عاصي العاصي ههههه سنرى بفصول متقدمة ان شاء الله الى اين سيصل ؟!

تسلمي على ردك ومشاركتك الجميلة يا جميلة...نلتقي على خير باذن الله....سلامات


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-22, 10:09 PM   #232

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير..

ان شاء الله هيكون فصل الليلة...

دمتن بخير اخواتي....


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 12:12 AM   #233

bobosty2005

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية bobosty2005

? العضوٌ??? » 345060
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,798
?  نُقآطِيْ » bobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور 🌼🌺🌼

بإنتظارك ان شاء الله 😊


bobosty2005 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 12:38 AM   #234

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل العشرون (( قبلة مسروقة وثائر مهزوم ))




" هل نساؤهم يرتدين العباءة في الأفراح ايضاً؟؟.."

سألتني (ألمى) عندما رأت أصدقائي ونساءهم مقبلين نحونا ليهنئونا حيث نجلس على المنصة الخاصة بنا كعروسين فأجبتها وأنا انظر اليهم مبتسماً ابتسامة عريضة صادقة :
" لا حاجة ليتزيّنّ للغرباء....زينتهن وجمالهن لأزواجهن فقط!!.."

صمتت تنظر للفراغ تراجع في دماغها كلامي ولا اعرف أعجبها أم أرعبها وهذا لا يهمني الآن لأني وقفتُ أعانق من فتح ذراعيه وفمه في آنٍ واحد قائلاً:
" وأخيراً سنرى يامن محكوماً لامرأة !!.."

قلت له مازحاً:
" أنتم السابقون ونحن اللاحقون سيد عمر ..!.."

نظرَ للجالسة مكانها شاردة خلفي وهو ما زال يحتضنني وهتف:
" هيــه...سيدة ألمى.."

رفعت بصرها له فتابع:
" ما زال لديك الفرصة للهرب قبل ان تقعي مع هذا الهاشمي!!.."
ضحكت بخجل فأطلّت زوجته من خلفه تمد يدها لمصافحتها والمباركة لها وقالت بإعجاب :
" ما شاء الله على هذا الجمال...حفظك الله لنفسك ولزوجك!!.."

رمشت حياءً شاكرة ثناءها ففسحا المجال للذين بعدهما فاقترب (رامز) معانقاً لي وهاتفاً بمكر:
" الحمد لله لم يبقَ أحد أعزب في الشلة يتبجح علينا بحريته ....رأينا بكَ يوماً يا ابن الهاشمي !"

ضربته بقبضتي على كتفه ضاحكاً فأزاح جسده قليلاً يكشف مَن وراءه ولما رأيتها وحدها قلت:
" أين دميتي الشقراء؟...ألم تجلبا يارا ؟!.."

عبست بتصنع وقالت:
" اسأل صديقك..."

قال شامتاً بها لانتصاره:
" خيّرتها بين تركها عند جدتها أو القدوم للزفاف وحدي وتبقى هي معها في البيت لأنني لا اريد الجري خلف الأطفال وكأننا في الحضانة وتضيع هيبتي سُدى أمام الكم الهائل من هذا المجتمع الراقي"

ضحكتْ بصوت ثم وضعت يدها على فمها تمنع ما تبقّى من صداها فنظر اليها (رامز) قائلاً:
" اضحكي اضحكي سيدة ألمى...سيأتي هذا اليوم لنشمت بكما وأنتما تشاركان في سباق الماراثون خلف ابنائكم !!.."

مدّت زوجته يدها لتصافحها وتبارك لها وقالت :
" اسرعي واجلبي هاشمياً صغيراً لتربطي أبيه.....فمثل هؤلاء لا تعطيهم المجال للتنفس ولا تثقي بهم !!."

أجبتها مدّعياً الحزن:
" سامحك الله يا ريما ...هل تشبهينني بزوجك؟!.."

قالت وهي تنظر باشمئزاز مصطنع لزوجها:
" صحيح أنت لست مثلهم.."

ونظرت الى (ألمى) تستطرد بكلامها:
" زوجك وهو أعزب كان يغض البصر عن النساء عندما نخرج نزهات أما هؤلاء يتغزلون بهن بكل وقاحة امامنا ..!"

سعل بتصنع من خلفها (يزن) وقال ساخراً:
" هل أصبحتِ مثل عمر مذياعاً مفتوحاً ؟!...زوجتي حامل لا تستطيع الوقوف...افسحي لنا المجال!!.."

ابتعدت فتقدما يصافحانا فهمست (ألمى) وهي تضع يدها على بطن (لينا) زوجة (يزن):
" لقد برز بطنك!....كم هو جميل عليكِ الحمل!...هل عرفتِ نوع الجنين؟!.."

قالت لها وهي مبتسمة وتلهث مثقلة من حملها:
" بنت ان شاء الله .....العقبى لكِ ونحن نراكِ حاملاً ....مؤكد ستكونين أماً فاتنة!.."

قاطعتهما قائلاً:
" أحسنتما ...ستجلبون لي دمية جديدة!.."

قال (يزن):
" وأنت شدّ الهمة لنرى انتاجاتك من الدمى.."

تبسّمت مجاملاً فاقترب (عمر) مرةً أخرى وقال:
" أمي تبارك لكما وأوصتني لأدعوك للذهاب اليها غداً.."

شاركته زوجته (أماني) هاتفة:
" قالت ليجلب عروسه على العشاء غداً.."

نظرتُ للتي بجانبي ثم لهما وقلت:
" سلّمها الله وبارك بها .....اخبروها سنأتي حتماً في الأيام القريبة ان شاء الله...لا تتعب نفسها.."
غمزني مذياع الشلة قائلاً:
" أجل يا عم ...هل ستأتي لعشاء ام عمر ولديك عشاء أطيب وأهم الآن ؟!."

همست ببراءة ومن غير ادراك لنواياه خلف جملته :
" لا يوجد مثل عشاء الخالة ام عمر....أنا لا استطيع فقس بيضة !!...يعني لا مجال للمقارنة!.."

أطلق ضحكاته الخبيثة فرمقته بغيظ محذّراً ليصمت وينصرف وقالت زوجته :
" يا لكِ من بريئة ونقية....ابقِي هكذا ولا تجعلي شيئاً يغيرك!.."

وتبعت زوجها وباقي الشلة....!!
×
×
×

كان حفل زفافنا كبيراً يضم رجال أعمال ومعارف من الطرفين وكنتُ قد شددتُ على وضع موسيقى هادئة جداً ومنعتُ ما حرّم الله من المشروبات ليتفاجأ بعدم وجودها ضمن التضييفات أولئك الحثالة , النجِس وأصدقاؤه.!!... وعند انتهاء حفلتنا أقبل نحوي أبي (إبراهيم) هامساً قرب اذني:
" أنت مجبر لمصافحة الوغد ومعانقته وتقبيله ....عليك الترقيع عن أفعالك المتهوّرة لترطّب العلاقة الجافة بينكما !!.....لا اريد أي اعتراض ...تحمّل لينتهي كل شيء على خير !!.."


قلت منزعجاً:
" تكفي مصافحته!...لا استطيع معانقته وماذا ايضاً ؟!..تقبيله!...هذا هراء!.."

قال مصمماً بحزم:
" كبّر عقلك!...نحن لا نلعب هنا سيد يامن!...اختصر العناد وافعل ما أمرتُكَ به..."

يا اللــــه...الأمر شاق عليّ!!...رؤية وجهه يشعرني بالغثيان وكيف بتقبيله؟!....

مسكتُ يدها وسرنا نحو الطاولة التي يجلس عليها الوغد مع عائلته ...تقدّمت هي قبلي نحوه فوقف مقابلاً لها احتضنها وقبّل جبينها ثم قبّلت هي يده وهمست بصوت متحشرج:
" سأشتاق لك أبي...أنت تعلم كم أحبك وافتخر أنني ابنة لك!.."

افتخري يا مدللة !...سنرى الى متى ستفخرين به ؟!....

فسحت لي المجال وكابدتُ بعناء للاقتراب منه ...مددتُ يدي ثم عانقته وأنا احبس انفاسي ...اشعر أنني اعانق جيفة نجسة وقبّلته بوضع خدي على خدّه كي لا تلمس شفتاي بشرته !!...فهمس لي بنبرة غرور ورياء ونحن متعانقان:
" ابنتي امانتك !..وانا أعلم أني اسلّمها لرجل يصونها وانت اعلم ان خلفها أب يهدم الجبال لحمايتها!.."


همست في أذنه بثقة :
" زوجتي هي أنا ذاتي! وأنا أعلم كيف أحمي نفسي من بعد الله وانت اعلم انها بيديّ من ينزع روحه ليهديها إياها !.."

طبطب على ظهري ممتناً بنفاق فعدتُ خطوة للوراء ....استدرتُ اعانق ابي وخالتي وفعلت هي بالمثل ثم اقتربت خالتها تبارك لي من بعيد وتعانق صغيرتها هامسة:
" مبارك حبيبتي...كوني سعيدة دائماً"

وقفت زوجة أبيها ودنت منها صافحتها وعانقتها برياء هامسة قرب اذنها بفحيحها :
" مبارك ألمى!...أتمنى أن لا تعودي نادمة الينا !!....لقد خسرتِ من يعشقك...صلاح!.."

تحررتْ منها بنفور واستحقار دون ان تنطق حرفاً فدنا منها (كرم) ومدّ يده لمصافحتها وهو يبارك لكني سبقتها الفح كفه بقبضتي قائلاً بتعالٍ مع ابتسامة مائلة:
" شكرا كرم ....العقبى لك!.."

نظرت إليّ ببلاهة وهو باشمئزاز فاستدرتُ نحوها ومسكتُ يدها وقُلت للجميع رافعاً يدي ملوّحاً لهم:
" شكرا للجميع وليلة سعيدة ...سامحوني لأنه عليّ الآن أن اخطف عروسي !.."

سارت معي بخجل وكانت يدها ساخنة من ارتباكها ! ...ربما بدأت انفعالات ليلة الدخلة عندها ؟!!....عند وصولنا سيارة العروس المزيّنة نظرت للخلف حيث مدخل القاعة وقالت بقلق :
" ألن يأتي معنا السيد إبراهيم والسيدة مريم ؟!.."

فتحتُ لها الباب مبتسماً بمكر وأجبت :
"كلا.... انتقلا الى شقة قريبة للشركة.."

غمزتها وأضفت :
" ليعطونا حرّيتنا ..."

بُهتت ملامحها من الصدمة وقالت بتلعثم :
" كـ...كيف سيتـ...سيتركوننا وحدنا ؟!.."

قلتُ بوقاحة :
" لمَ ؟هل نحتاج هذه الليلة لعمّال مساعدة سيدة ألمى ؟! أم أنك تظنين نفسك تدخلين الى وكر الوحش وتريدين منهما حمايتك ؟!.."

دنوتُ من أذنها مردفاً بصوت ذائب لأذيبها :
" اصبري فقط يا قطة !!....وسترين المفاجآت !!.."

اسدلت اهدابها بخجل وتورّدت وجنتاها ثم جلست مكانها ولحقتها من الجهة الأخرى اجلس بجانبها وانطلق بنا السائق الى عش الزواج المزيّف !!....

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
غرفة كبيرة أشبه بالقبو ....دخان السجائر يملأ الأرجاء...مقعد وثير من الجلد الأسود وطاولة من الخشب المحروق....والحائط كأنه معرض للأسلحة من الحامض للحلو ومن الخفيف للثقيل...السلاح الأبيض والأسود.!!...جمجمة في الزاوية ورأس غزال مع قرنيّه في زاوية أخرى...ورجل سمين اربعينيّ أقرع بخدٍ مشطوب من ضربة خنجر من الماضي البعيد...اصابعه مدججة بالخواتم الذهبية الرجالية وفي عنقه سلسلة عريضة بحلقات متشابكة من الذهب الخالص...يفصل سبابة يسراه عن الوسطى سيجار عريض بلونه البني وفي الأخرى يلعب بالمسدس وعلى اذنه يثبت سماعة الأذن اللا سلكية ويتحدث مع احد رجاله بالطرف الآخر على الهاتف :
" متى آخر مرة تكلمتَ معه ؟!"

" قبل يومين وكان مشغولاً في التحضير لزفاف ابنته الذي يقام هذه الليلة.."

" هل حدّثك عن الصفقة خاصته ؟!.."

" أجل ...موعدها بعد خمسة أيام !...أرجو ان لا يخلف وعده كي لا يكون مجيئي للمدينة الساحلية سدى....!.."

" حسناً....تحمّل لخمسة ايام....في اليوم السادس التقِ به لتستلم منه أموالنا وإن تملّص او تحجج في اليوم السابع نفّذ ما أمرتُك به دون الرجوع اليّ.."

" الا يوجد بديل لذلك ؟!...قلتُ لك في السابق انك ستفتح على نفسك أبواباً أخرى انت بغنى عنها !.."

" الموضوع غير قابل للنقاش !!...لا يهمني أي باب يفتح ...المهم أموالي تعود لجيبي فأنا لا اعطي صدقات عن أرواح الفقراء!.."

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

انزلنا السائق في ساحة بيتنا ثم انصرف في سبيله....مسكتُ يدها برقة ثم صعدنا سلالم المدخل النصف دائرية ...حررتُ يدها واخرجتُ المفتاح من جيبي ...فتحته ودخلتُ مسمّياً بالله وكان البيت مظلماً...اشعلتُ الأضواء وهي ما زالت واقفة مكانها قرب الباب من الداخل والطرحة منسدلة على وجهها وتسلّط عينيها ارضاً....اقتربتُ منها...تأملتها للحظات...رفعت طرحتها مبتسماً بحب وحنان لها ...آاه الحمد لله ..اخيراً أصبحت في بيتي وتحت سقفي وأنا مسؤول عنها بالكامل !!...اعلم أنني احبها بأنانية !!.....لم ترفع نظرها إلي والارتباك يصاحبه الحياء يظهر جليّا عليها...حاوطتُ وجنتيها بيدي وقبّلتُ جبينها وهمست:
" مبارك عليكِ بيتك الجديد !.."

اومأت برأسها رداً على مباركتي دون همس...فأكملتُ وانا اشبك انامل يمناي بأنامل يسراها :
" هيا يا عروس امشي معي ...لنصعد الى الغرفة"

رفعت ستائر عينيها ونظرت نظرة غير مقروءة لي وقالت بداخلها .." هل حمل العريس لعروسه ليلة الدخلة في الأفلام مجرد خداع للمشاهدين ؟!...ظننتُ ان هذه حركة حقيقية تعيشها العروس في ليلتها الاولى!.."

وصلنا اول درجة للسلالم ولم تشعُر بنفسها الّا وهي بالهواء على ذراعيّ فشهقت متفاجئة وحاوطت عنقي بيديها مع باقة الورد الاصطناعية الصغيرة خاصتها التي تمسكها ودفنت وجهها بين صدري وعنقي خجلاً....صعدتُ بها السلالم وقلبي كأنه في سباق وانفاسي شبه لاهثة ليس لأنها ثقيلة فانا لا اشعر انني احمل شيئاً اساساً وليس لأني تعبتُ من صعود الدرجات إنما قُربها جعل الخائن يضخ الدماء بسرعة لسائر الجسد محتفلاً بحبيبته ومن شدة الضخ أرهق رئتاي فلهثت انفاسي ....ما هذا العذاب ؟!....ألا استطيع ان أكون بقربها هذه الليلة فقط ومن ثم تعود كما ولدتها أمها ؟!...فقط ليلة ارتوي منها !!...اشفي غليل سنيني العاشقة لها !!....وهي في احضاني ايقنتُ انهم ينتقمون مني بها وليس من ابيها بي !!.....صبرٌ من عندك يا الله !..انا اخوض اصعب المعارك...محاربة النفس والشهوات...معركة ستستنزف طاقتي ولا ادري ان كان هذا الجُهد الذي سأبذله يوصلني الى بر الأمان ام لا ؟!...والأصعب بالموضوع انني امنع نفسي عن ما هو حلالي ومن حقي !!...ليست شهواتي هي الشهوات المحرّمة والتي فيها عصيان لله حاشاه ...سأحرمها وأُحرمُ نفسي !!.. وحدّك يا الله الأعلم بنواياي من وراء افعالي وما أعاني!.....يا رب ان كان هذا ذنباً فسامحني وإن كان ابتلاءً فصبرني وان كان امتحاناً نجّني منه وإن كان عطاءً فبارك لي فيه ...!!
عندما اصبحنا في الطابق الثاني وهو طابق بجناحين كبيرين ...احداهما كان خاصاً بأبي وخالتي والآخر جُهّز لقدومها أما انا جناحي في الطابق الثالث....وقفتُ أمام الباب وأنزلتها عن ذراعيّ ولما فتحته تفاجأنا كلينا بالزينة الموجودة داخلها !!.....مؤكد هذه أفعال الخادمة (خولة) و خالتي (مريم)....هدية للعروسين السعيدين !!...كانت الأرض مفروشة ببتلات الجوري الحمراء والبيضاء وبينهم شموع جاهزة لإشعالها من اجل ليلة رومانسية !!....وقع نظرنا معاً على السرير حيثُ يوضع قميص نوم ناصع البياض كبيضاء الثلج التي تقف جواري... حبيبتي !!...توهّجت وجنتاها وأشاحت حدقتيها جانباً تهرب منه لشدة جرأته !!.....كان السقف مليئاً بالبالونات المملوءة بغاز -الهيليوم – بألوانها الأحمر والأبيض والذهبي ويتدلّى منها خيطان قصيرة !! ورائحة الغرفة تفوح بشذى الياسمين من زجاجة خاصة لتعطّر الجو!!....كان منظر الغرفة ساحراً جداً ويعبث بالمشاعر!!....ولجنا الى منتصفها وكانت خطواتها مترددة....تقدمتُ الى زاوية فيها طقم جلوس مصمم على شكلها من المخمل الجاف لونه ذهبي ومخداته بلون القهوة !!....خلعتُ جاكيت بدلتي والقيته عليه ثم ارتميتُ على الطقم أمدّ ساقيّ امامي ارضاً بارتخاء وبدأت احرر انفاسي بفك عقدة ربطة العنق التي خنقتني وقد ارغمني عليها أبي (إبراهيم) مستعيناً بالمصمم !!...فتحتُ اول زرين وهي ترنو اليّ مشدوهة فربتّ على المقعد جانبي كإشارة لها وهمست بلطف :
" تعالي الى هنا جانبي..."

جاءتني بخطى اسرع مغايرة لخطواتها المترددة وكأنها تهرب من شيء اليّ وجلست بسرعة حيث اشرت وكانت من لحظة لأخرى تخطف نظرها للسقف!!...عدّلت جلستي ...اخذتُ الباقة من يدها والقيتها على مدّ يدي فسقطت على السرير...املتُ نفسي بشكل جانبي لأظفرها جيداً ورفعتُ ذراعيّ ثم شرعتُ بفكّ طرحتها وهي خانعة ترخي ملامحها دون أي اعتراض...دنوتُ بجسدي اكثر منها وأصبحت كأنني اعانقها بسبب يديّ اللتين حاوطتاها ووصلتا الى شعرها من الخلف وانا اسحب مشبكاً مشبكاً ليتناثر ليلها في ليلتنا وبذات اللحظة استنشق أريجها من هذا القرب وبأطراف اناملي سرّحت مقدمة شعرها لأرتبه على وجهها واللون الوردي على خدّيها يعلن خجلها وارتباكها...مسكت كفيّها بحنية وسلّطت ارضي على القمر امامي وبقيتُ لثواني على هذا الحال ثم دنوتُ اكثر وقبّلتُ خدّها بقبلة طويلة كأني امتص رحيقها وانتقلت للآخر وانا اشعر بالحرارة التي وصلتْ لها ...حاصرتُ بدرها بكفيّ وداعبتُ انفها بأنفي ثم انتقلتُ لعنقها اسرق عبير عطرها الذي يحتل جسدها الممزوج برائحة الاناناس المتبخرة من شلالها الأسود ...كدتُ اسمع خفقاتها وهي بين يديّ اما خفقاتي تركتني وقفزت اليها لتتذلل وتنال رضا قلبها !!.....حررتها بكل هدوء مقصود....انتصبتُ واقفاً وقُلت بصوت جدي ثابت وهادئ:
" سامحيني !.....هذه فقط حدودي معك! وهذا ما استطيع اعطاءك إياه !..."

ارتجفت حدقتيها بصدمة صاحبتها لمعة ثم رمقتني بنظرة ضائعة وهي تضغط بأنامل كفها على اناملها الأخرى باضطراب وقالت بصوت مخنوق :
" مـ...مـ.. ماذا تقصد؟!.."

هربتُ بعينيّ الى الفراغ بعيداً عن عينيها وقلت :
" حياتنا الزوجية ليست كأي حياة تعرفينها !!.."

تابعت بنبرتها المختنقة:
" لا أفـ....أفهم!!...ماذا تعني ؟!.."

ابتلعتُ ريقي وشعرتُ بالمرارة بحلقي من صعوبة موقفي :
" أعني لن ننام لا على سرير واحد ولا في غرفة واحدة ؟!.."

لم تستطع السيطرة على جحوظ عينيها المصدومة !! لكنها تحكّمت بما كانت ستتفوه به وأسرته في نفسها " لماذا؟!..لماذا تفعل بي هذا ؟!...ما نيتك وما غايتك؟!.."...ظلّت تصارع افكارها...رفعت بصرها للسقف وهلة وانزلته مجدداً ثم تنحنحت لتجلي صوتها وتوازنه من غير اهتزازات وقالت وهي تقف منتصبة بشموخ وإباء لا يشبه ضعفها ولا براءتها :
" حسناً...هذا افضل شيء تفعله !....هلّا خرجت من فضلك ؟!...اريد ان انام !!.."

تفاجأتُ من ردة فعلها ....ظننتها ستبكي !...ستصرخ او تشتم ...ستطردني بفظاظة وتسألني بشفافيتها لماذا هذا القرار؟!.....هل يمكن انها تمنّت الّا أقربها ولم ترغب بي وجاءها قراري على طبق من ذهب؟!...أيعقل ذلك؟!....

لم اتحرك ساكناً فحدّجتني بنظرة رأيتُ فيها النفور وهتفتْ:
" هل عندك شيئاً آخراً تقوله ؟!...فانا متعبة وأريد ان انام !!...لو سمحت."

لم يعجبني هدوءها ...لمَ لا تثور وتضربني ؟!...ما بي حائر؟!....ماذا انتظر منها ؟!....شرّدت بها لحظات اتشاجر مع بنات افكاري ثم قلت بصوت هادئ محذّر :
" هذا الأمر سيدفن بهذه الغرفة!!...لا اريد ان يخرج من الباب او النافذة او على الهاتف!!...يعني ما بيننا سيبقى هنا وإياك ان يصل لأيٍّ كان!!...لا تودّين رؤية غضبي ...أليس كذلك؟!.."

رفعت زاوية فمها بابتسامة ساخرة مع صوت لضحكة مبتورة وقالت في سرها " هل سأفضح نفسي في خيبتي بك ومعك؟!...هل سأقهر اهلي بزواجي التعيس؟!...افضّل ان اموت هنا بمقبرتك هذه مع الآمي واسراري ولا اوجع ابي وخالتي عليّ بحقيقتك.."...
وقالت بعد ضحكتها المبتورة بتصنع:
" لا يهمني هذا الأمر كي اجعله قصة في حياتي !....اطمئن وتابع حياتك براحة سيد يامن !.."

صفعت جبينها بحركة تمثيلية وهتفت:
" اووه...آسفة!...اقصد يا... زوجي العزيز.."

وصلني تهكمها من وراء القوة التي ابتدعتها فتابعت دون أن اسمح لردها بالتأثير عليّ :
" ابتداء من الغد انتِ من ستهتمين بأمور المنزل من طعام واعمال التنظيف الخفيفة !....لقد صرفتُ الخدم!.."

استشاطت بانفعال مستنكرة :
" هل جننت؟!...مستحيل!....ما المناسبة.؟!."

قلت بهدوء:
" على العكس...هذا عين العقل!....والمناسبة انك زوجتي ولو بالاسم وانا لا احب طعام الخدم بما ان خالتي تركت البيت وهي من كانت تطعمني!.."

اشاحت وجهها بسموٍّ وهتفت بثقة وعجرفة ونبرة مرتفعة حادة لا اعلم لتستفزني ام هذا نبع من داخلها:
" أنا ابنة الوزير السابق....ابنة رجل الاعمال الشهير عاصي رضا ...مَن يعمل الخدم مِن اجلي تريدني ان اصبح خادمة ؟!.."

رغم اني لا اعرف نيتها لكن اسمه اشعلني فمسكتُ يدها وانا اصك على اسناني هامساً بغضب:
" لا ترفعي صوتك وتتبجحي باسمك !...عاصي رضا مثله مثل أي انسان ينام على قارعة الطريق...كلنا سواسية وكلنا أبناء ادم وحواء !!"

واكملت داخلي " خسئ وأن يُشبّه بأولئك الفقراء الشرفاء !!.."

حررتُ يدها واستدرتُ لأخرج فقالت من خلفي وهي تضع يدها الأخرى موضع قبضة يدي الثقيلة:
" انا لا اعرف في أمور البيت وستبقى بالجوع ان انتظرت طعامي الذي لن يعجبك !.."

قلت وانا اسحب جاكيتي ومولّيها ظهري اخطو نحو الباب:
" لو طبختِ تراب سآكله ...المهم من تحت يديك!...ستعتادين على ذلك"

توقفتُ قربه واستدرتُ نحوها ورفعت سبابتي مضيفاً :
" البيت كله ملكك وتحت تصرفك ...افعلي ما شئتِ...الّا غرفتي في الأعلى لا تقتربي منها وأنا غير موجود ولا تدخليها !!..."

قالت وهي صامدة على قوتها:
" هل اخبرك احد أني تواقة لرؤية متحفك ؟!....ارتع بها كما يحلو لك وارتاح!.."

خرجتُ دون تعليق واغلقتُ الباب بهدوء مخالف للبركان الذي في احشائي وسببه عذابي من قُرب الفاتنة وكذلك من تعاملي الجاف معها ..!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

" ماذا تقول سليم؟!.."

سأل السيد (ماجد) باستنكار مَن كان على الهاتف فردّ بثقة :
" مثلما قُلت .....بعد أربعة أيام ليحضّر نفسه لهذه المهمة...اخبره بذلك !"

أكمل مستنكرا:
" سليم أتعي ما تقول ؟!...الليلة دخلته ....كيف سيترك زوجته من اجل رحلة عمل ؟!.."

هتف بصرامة :
" من زوجته ؟!....هل سندللها بشهر عسل ؟!...لا اريد غيره لهذه المهمة لأني اثق به !....يجب ان نقسم ظهر الخسيس بإحباط صفقته !...تلك الصفقة التي حسّنت من وضعه المادي بعد استعانته بتجار السوق السوداء !..فهو يعتمد عليها ليسدّ دينه لهم !!..وطبعا الأهم لمحاربة هذه الاعمال الحقيرة ووضع حد لها !!...ليعلموا ان الشعب ما زال لديه من يدافع عنه ولا يترك حقه !!..."

قال بغير رضا مقترحاً :
" سليم !...لا أقول لندللها لكن هذا تصرف غبي !...الا يثير الشبهات ؟!..أي عريس طبيعي يعود لعمله في اليوم الرابع من زواجه وبالذات لرحلة عمل فيها مبيت بدل ان تكون رحلة عسل ؟!..ها؟....كيف سيقنعها او يقنع والدها ؟!....جد بديلاً له"

قال واثقاً:
" والدها لا يحتاج لإقناع لأنه اكثر من يتصرف هكذا ولا يضع اعتبارا لأي شيء غير العمل والصفقات ....يعني سيفهمه ويعذره !!...وقلت لن يقوم بهذه المهمة غير هادي...فقط فهدنا الأسود هو الآهل لها ...لا حاجة لإضاعة الوقت!..."

واستطرد هازئاً:
" اما إذا كان يريد ان يأخذ إذن سعادة السفيرة ويطلب الرضا هذا حالٌ آخر !!...فبما ان الأخ أصبح عاشقاً سيتلقّى الأوامر من خاطفة قلبه "

تنهّد بيأس وأضاف :
" ليتني استطيع ازاحتها عن طريقه !!..اشعر انها أصبحت عقبة بعد ان سحرته وليست تذكرة دخول!!.."

أجابه مستسلماً:
" حسناً سأتصل به بعد يومين ان شاء الله...."

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

بعد ان صعدتُ غرفتي ...خلعت بدلتي العرس والقيتها على سريري ثم دخلتُ لأخذ حماماً بارداً يبرّد هيجان قلبي وروحي مع ان الجو نهاية الخريف وفيه القليل من البرودة....وقفتُ اواجه المرآه عند مغسلة اليدين وتأملتُ خيبتي ثم عاد شريط قربها أمامي.....انفاسها المضطربة بين الحياء والرغبة ...وجهها المنير...رائحة شعرها وعطرها...ملمس يديها ووجنتيها ....وعينيها ...وآااه ثم آااه من عينيها ...أنا حبيبتي يفصلني عنها بضع درجات أُحرِم نفسي منها ؟!....تعاقبت انفاسي لهفةً....صرعتني نبضاتي رغبةً....تمزقت روحي هياماً....اريدها بشدّة!....مسكتُ رأسي أحاول ان انهي هذه الوساوس التي تجتاحني ولكنها لازمتني كأنها تريد الانتقام مني ...وددتُ ان اطلق صرخاتي !!...لا استطيع التحمّل...تباً تباً لما اوقعوني به ....ضربتُ قلبي بقبضتي متمتماً...".تباً لك أنت ايضاً أيها الخائن النذل " ...عدتُ لأمسك رأسي وجرّتني قدماي لباب الحمام فتحته أودّ النزول اليها ....اجتزت خارجه بخطوتين ثم عدتُ الى وعيي وعدتُ ادراجي.....صفعتُ باب الحمام وذهبت للمرآة اللعينة التي عرضت شريط قربها امامي وبقبضتي ضربتها بغلّ لتتناثر شظاياها في كل مكان علّها تخفف من حدّة شغفي !...ثمّ استلقيت بحوض الاستحمام وجعلتُ الماء البارد ينهمر ليطفئ لهيب عشقي .....مرّت ساعة وانا مسترخٍ في الماء لأطرد الهواجس الشيطانية عني !!.....بعد وقت شعرتُ ان حالي تحسّن ورجع لي عقلي وأصبحتُ هادي الصابر على عذابه والمتحكّم بمشاعره ....قمتُ وجففت جسدي وشعري...تركتُ الحمام الّف المنشفة على خصري واخرجتُ بنطالاً قصيراً لأنام فبيتنا مجهّز بالتدفئة الكاملة المركزية التي تخرج من الأرض ولا حاجة للملابس الثقيلة.....استلقيت على الأريكة الخاصة بزاوية التلفاز وبدأتُ أعبث بهاتفيّ (يامن وهادي) وكان اتصالات عديدة يصاحبها رسائل غليظة من أصدقائي هنا وهناك ...ضغطتُ على اسم صهري الغليظ في هاتف (هادي) وكان الوقت متأخراً قليلاً فأجاب :
" ليس وحدك من يحتفل بهذه الليلة سيد هادي!....نحن ايضاً ما زلنا في العسل !..ما هذه الاتصالات المتأخرة !؟؟.....أيّْ...انتظري قليلاً .."

قلتُ ساخراً:
" هل ضربتك شقيقتي حاملة دمي صغيرتي اللبؤة ؟!.."

قال هازئاً:
" تقصد الضفدعة ...."

تابع يكلّم من بجانبه:
".قلت انتظري....كفاكِ نقيقاً ايتها الضفدعة....اصبري ستكلمينه ..."


قلت:
" اعطني شقيقتي وارحنا من غلاظتك ..."

" هاادي حبيبي ....ما أجملكما انت وعروسك ...قمران على الأرض"

هتفت بجملتها بعد ان ضغط على مكبر الصوت فأعاد كلماتها يقلّدها متهكماً أما انا صُدمت وقلت:
" أين رأيتنا ؟!....لم يكُن صحافة !!.."

اجابت:
" خالتي بعثت صوراً لكما على مجموعتنا النسائية ...يا الله على هذا الجمال الذي تمتلكه عروسك!!...اخيراً رأيناها ....وأنت حبيبي اوسم عريس رأته عيناي !..."

خالتي المكّارة اذاً لم تتنازل وقامت بتصويرنا دون ان ننتبه !!..." حسناً خالتي حسابك معي !!.." ..قلت في سري فصدح صوت الغليظ :
" لا تصدق الضفدعة ....تكذب!...انا أوسم عريس رأته وباعتراف منها ليلة دخلتنا.."

وصلني صوتها تقول له :
" اصمت أيها الأشقر...انا لم اكذب...نعم كنت اوسم عريس لأن هادي لم يكن آنذاك عريساً....أما الآن انزلك عن عرش الوسامة.."

ضحكت بخجل من غزلها بي وقلت :
" لا تهتمي للأشقر الغليظ شقيقتي الحبيبة...هذا من غيرته!.."

هتف مستنكراً :
" اراك متفرغاً سيد هادي!....لمَ لا تذهب وتكمل ليلتك وتتركنا نكمل ليلتنا؟!...اين عروسك عنك ؟!....كيف تتكلم براحة ؟!...انتبه يا سيد ولا تفضح نفسك!!..."

لا تذكّرني بها ...ارجوك صديقي...اريد ان الهي نفسي عنها !!....

وددتُ الاعتراف بضعفي لكني اجبته بتملّص:
" انا اكلمكما من غرفتي الخاصة!!....ما اخبار الجميع ؟!..."

قال :
" عيّوش أمضت الليلة تبكي لأنها لم تحضر زفافك وكانت تدعو لك بالتوفيق والسداد..... لكن اطمئن قمنا بحركات بهلوانية لنضحكها وقد انسيتها ان لها ابناً نكدياً يتزوج الليلة اما شادي مسك الهاتف وكان يتغزّل بعروسك ويسأل عيوش متى ستجلبان له بنت جميلة مثل امها تناديه عمي كي يشعر انه كبير وليس شبر ونصف !!.....ذاك الضفدع متشوّق للقب عم ولم يفتح سيرة للقب خال !!....عندما ننجب أسدي لن اسمح له بلمسه حتى يرى شحمة اذنه !!...هل فضّل بنت الأخ على ابن الأخت ؟!....ام ان الدماء تحن لبعضها ؟؟!.."

قلت ساخراً:
" انت ستجلب دمية من اين تثق بنفسك لتجلب أسداً؟!.."

ردّ بغيظ مصطنع:
" هـيه أنت...لا تنسَ جدي وأبي فعلاها من قبلي ثم جدي قال لأحفاده المتزوجين من يأتيه بحفيد اول ويسميه على اسمه سيهديه قطعة ارض في قريته الأم !!...فمعظم أولاد عمي انجبوا البنات....انا سأبذل جهدي!....ادعو لي يا صاحبي لآتي أنا بالأسد ولا تخف سأزوجه لدميتك التي ستجلبها لنا وسنعطيها الأرض مهراً لها......قل عن صديقك ونسيبك بخيل أيها النكدي !!.."

ضحكت ثم أكملنا الدردشة وأخذنا الوقت فهتفت شقيقتي باستغراب:
" أخي!!.."

" نعم حبيبتي!.."

ألقت اسئلتها في وجهي مستنكرة:
" لقد اطلت الحديث معنا!....اين زوجتك؟!...كيف تتركها كل هذه المدّة؟َ!....هذا غير لائق يا اخي بحقها!....اذهب وتفقّدها !!.."

أضاف (سامي):
" يا عيني على زوجتي المتفهمة!!....بالفعل هادي نحن نسينا انفسنا ونحن نثرثر.....اذهب لعروسك خوفاً من ان ترتاب لاختفائك عنها!!..."

رسمت بسمة جريحة على وجهي وهتفت انهي المكالمة:
" حسناً...اكلمكما لاحقاً.... تصبحان على خير!.."

×
×
×

كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وانا على حالي استلقي على اريكتي بضجر والأفكار تعزق بي في كل الاتجاهات...فززتُ من مكاني متأهباً على حين غرة عندما تذكرتُ ان حبيبتي موجودة الآن وسط حقل للألغام!!....صفعت جبيني لأضرب عقلي الغبي !!....كيف نسيت هذا ؟؟...كيف غفلتُ عن هذه النقطة ونسيت عقدة طفولتها؟!....انها تخاف انفجار البالونات وغرفتها مدججة بها ؟!...لا اعرف كيف ركضت بخطى واسعة حافي القدمين وقفزت الدرجات مسرعاً حتى وصلت غرفتها ...طرقت الباب عدة طرقات ولا من مجيب!...فتحته ....لم تكُن تقفله !!...وقفتُ مكاني مفزوعاً من منظر الغرفة!!...اين ذاك الجمال الذي كان بها ويعبث بالمشاعر ؟!...سرقتُ نظري على أركانها....فوضى عارمة تحل بالمكان !....الورود مبعثرة...اغطية السرير على الأرض والفراش عاري من أي كسوة !!...المخدات كذلك طريحة ارضاً !....الشمعات الغير مستعملة ملقاة على الزرابي بعشوائية.....قميص النوم اللعين ممزق الى نصفين ؟!...ما هذا الغلّ؟!....كان خرير المياه المنبثقة بغزارة من الدُش يصدح في الأرجاء !....قصدتُ جهة الحمام وبهتت ملامحي لرؤية الفستان الثمين الفاخر تحول الى أشلاء لا تعد ولا تحصى تتناثر على اريكة موجودة قرب الحمام وعلى السجادة أمامها....تحوّل من أرقى وأجود أنواع الأقمشة الى قطع بالية لا تصلح لمسح احذية او اطارات السيارة المملوءة بالطين!!....يا الهي....ما هذا الدمار الذي خلّفته وراءها ؟!......هل حصل كل هذا وانا في الأعلى دون ان اشعر ما تواجه هنا؟!...دنوتُ من الحمام وطرقتُ بابه مناديا عليها بتوجس :
" ألمى...أأنتِ بخير؟!.."


طرقات اقوى وصوتي أعلى:
" ألمى ....اجيبيني ...هل كل شيء على ما يرام ؟!..."

علا وجيب قلبي ذعراً لأنها لا ترد فدفعتُ باب الحمام المقفل بقوتي ليفتح وهالني البخار المتصاعد داخله من سخونة المياه التي تنزل على حوض الاستحمام تندفع بقوة كي تصدر ضجيجاً يخفي انفجار البالونات ان حدث !!....وماذا ؟!...حبيبتي!.....حبيبتي تفترش الأرض ...تجلس بين كرسي المرحاض وحوض الاستحمام ..لقد حبست نفسها بالحمام هاربة من الألغام!!.....ترتدي روب الحمام القصير وشعرها اشعث ...تغطي اذنيها بيديها وتشد على عينيها وتهز رأسها بقوة وتبكي بوَجل وخوف !!....لقد دمّرتُ مدمّرتي من قسوتي !!....ما انا فاعلٌ بها ؟!...كيف تركتها لوحدها؟!....كيف سوّلت لي نفسي وكيف سمح بهذا قلبي ؟!...اغلقت الدُش وجثوتُ بسرعة امامها أحاول تحرير يديها عن اذنيها لتسمعني ...نفضتها لترد وهي على حالها ....صرخت بها لتصحو :
" يكفي...ألمى...اسمعيني ..."

ما زالت مستسلمة لخوفها ...بقوة حررتُ يديها ففتحتْ عينيها ودفعتني لكني وازنت نفسي كي لا اقع وهتفتْ صارخة :
" ابتعد عني...ابتعدددد ..."

شفتاها الملوّنة بالأحمر القاني ترتجفان....لم تستحم بعد ومساحيق الزينة تغطي وجهها ...والكحل يسيل على الجانبين يدمغ على بياض براءتها سواد فعلتي !!....همست لها :
" ما بك ألمى....لمَ كل هذا ؟!...."

صرخت :
" لا شأن لك...اتركني وابتعد عنييي !..."

تابعتُ مستنكراً:
" ما هذا الدمار بالغرفة ؟!...ولمَ فعلت هذا بالفستان ؟!...أكلّ عروس تفعل به هكذا ؟!..."

ضحكت بقهر وتهكّم وجفونها متورّمة من شدة البكاء وقالت بصوت مهتز :
" العروس الطبيعية عريسها من يساعدها في خلعه لأنها لا تستطيع وحدها فعل هذا لصعوبته....أما انا وجدتُ الحل الأمثل وهو تمزيقه ارباً بمقص وجدته بدرج خزانة الحمام لأني فشلت بخلعه!....المقص هو عريسي!.....كم انا ممتنة منه !....هل وصلتك المعلومة أم اعيد لك كلامي ؟!.."

قلت بعفوية وكأنني لم اتسبب بكل هذا:
" لمَ لم تطلبي مني ذلك؟ّ!.."

نهضت متكئة على حوض الاستحمام واجابت بنفسٍ عزيزة:
" أطلب من الجيران ولا أطلب منك أنت بالذات.."

ثم اعادت فتح الدُش وأشارت الى الباب هاتفة بحزم:
" اخرج واتركني من فضلك..."

وقفتُ منتصباً وهمست وانا امد يدي امسك ذراعها بلطف:
" تعالي معي!.."

نفضت يدها لتحررها من قبضتي وقالت:
" لن آتي معك لأي مكان ..."
وعلت نبرتها بحزم:
" اخرج لو سمحت !.."

اغلقته مجدداً ثم قلت بهدوء وانا اعيد قبضتي لذراعها:
" قلت تعالي معي...لنتحدث خارج الحمام ..."

وبدأت سحبها فبدأت تقاوم...تحاول ان تمسك بحنفية المغسلة وعادت تهز رأسها بعنف وتغلق عينيها ووصلت الى حالة هستيرية تتخبط مكانها!! ...افلتتْ يدها الممسكة بالحنفية وبدأت تضربني على ذراعي صارخة :
" لا اريد الخرووج...اتركنييي..."

جذبتها بسرعة لترتطم بصدري ثبّتها بذراعي من ظهرها الصقها بجسدي وبدأت امسد شعرها هامساً:
" ششش...اهدئي ألمتي....اهدئي...انا آسف..."

لم تستكين وحاولت المقاومة اكثر وشرعت تضربني بقبضتيها ...فعصرتها بين ذراعيّ بقوة وبدأت ابث من مساماتي اشعاعات تعطيها الدفء والأمان...ثم حملتها كالطفلة على يديّ واخرجتها من الحمام...جلست على أريكة الحُب الموضوعة بقربه واجلستها على حجري أضمها لصدري ...بذقني ابعدتُ شعرها عن أذنها وهمست تالياً آيات من القرآن تساعد على الارتخاء وتبث السكينة والطمأنينة !!...استمريتُ على هذا الحال مع اذكار الرقية حتى شعرت بارتخاء عضلاتها المنقبضة ...وفتور اعصابها ..وانتظام حركة صدرها التي كانت تعلو وتهبط بعنف.....نظرتُ لوجهها بعد مدّة كانت مغمضة عينيها براحة ....لقد ذهبت الى عالم النوم !!....نفثتُ أنفاسي المرهقة من مصارعتها وارخيت اعصابي بعد الجهد الذي بذلته واسندت ظهري للخلف وهي بحضني....والآن جاء دورُ أنانيتي !!...بدأت امعن النظر بتقاسيم القمر...كنتُ اتأملها بعشق ...يدٍ كانت مخدة لرأسها والأخرى برأس ابهامها حاولتُ مسح الكحل عن وجنتيها !!...ما أجملها وما ابرأها سبحان من صوّرها وأحسن صورها !!...كانت تترك فرجة يسيرة بين شفتيها المصبوغتين بالأحمر القاني ليظهر طرف ثناياها العليا ..وأنفاسها التي هدأت لسعتني.....لذيييذة بشكل لا يقاوم ولا يوصف!!...العشق اضعفني والأنانية دفعتني والرغبة اشعلتني لأميل بوجهي على وجهها مغمض العينين مستسلماً لإغراء هذا الثغر القابع بين يديّ ولم أعِ كيف التهمتهما برقة ضائعاً برحيقهما الذي صبرتُ اعواماً متمنياً رشفة منه.....أعلم أنني جبان واستغلالي !...اوقفتُ قبلتي العاشقة وأنا لم أشبع منها!!...عدتُ لأتأملها بحُب...وبسبابتي حاولت تعديل أحمر الشفاه الذي تبعثر على جوانب شفتيها بسببي !!....عصرتها مجدداً من شدة شوقي لها اريد إدخالها بين ضلوعي ثم وقفتُ مستقيماً لأضعها على فراشها العاري !....وضعتها واخذت مخدة عن الأرض احدى ضحاياها وعدتُ لأعدل نومتها ثم دثّرتها بغطائها وشرعتُ بإفراغ الغرفة من البالونات اترك سراحها من النافذة لتنطلق الى دجى الليل.....اذهبي وعانقي النجوم وابتعدي عن حبيبتي لتنعَم بالسلام .....!!

×
×
×

بينما كنتُ مستلقياً في وقتٍ متأخر على اريكتي في غرفتي أتذكر ما مرت به فينقبض قلبي ثم بعدها ابتسم بهيام مستلذاً من طعم شفتيها بعد ان ارتشفت رشفات مسكرة من رحيقها والنوم هاربٌ مني!!... شعرتُ بحركة قرب الباب ثم عطسة خفيفة ناعمة كنعومة صاحبتها ربما بسبب عطري المنتشر في الطابق!!.....نهضتُ من مكاني بسرعة وفتحتُ الباب قبل ان تدقّه وإذ بها مجفلة لمباغتتي لها ووضعت في الحال يديها على عينيها واستدارت بحركة سريعة بعد ان رأتني ببنطال قصير عاري الصدر ويبدو انها استحمت لأن ليلها مبلول ووجهها خالي من مساحيق الزينة وارتدت منامة طويلة خريفية بلون عسلي من الساتان بعد ان استيقظت من نومتها القصيرة!!...تبسّمتُ ابتسامة ثعلبية لبراءتها واتكأتُ بمرفقي على اطار الباب مائلاً بجسدي وهمست :
" لمَ أتيتِ؟!.."

قالت بهمس وظهرها ازائي :
" أتيتُ...لأنني.."

قلت بهدوء :
" اديري وجهك نحوي !.."

هتفت بخجل :
" ارتدي شيئاً .."

اجبتها ببرود:
" لا حاجة ..انا زوجك!.."

ثم مددتُ يدي على كتفها اديرها صوبي برفق فأخفضت رأسها حياءً وقالت:
" بعد أيام سيبدأ الموسم الشتوي للسنة الدراسية.....هل ستمنعني من الذهاب؟!.."

ضحكت بصوت مرتفع قائلاً:
" برَبك هل أتيتِ الساعة الثالثة والنصف بعد منتصف الليل لتساليني عن هذا ؟."

غضنت جبينها ورمقتني بنظرة سريعة ثم اخفضت حدقتيها للأرض وهمست مستنكرة:
" لمَ تضحك؟!...هذا شيء يشغل بالي!.."

قلت كاتماً ضحكتي:
" هل صحوتِ من النوم بسبب هذا؟!...اطمئني على كل حال ...بالطبع ستذهبين وتتابعين دراستك ان شاء الله !.."

أجابت:
" لم اصحُ بسبب هذا!..."

هتفت رافعاً حاجبي بفضول:
" إذاً ؟!.."

سألت بتردد:
" لـ...لمَ افرغت الغرفة من البالونات؟!.."
قلت:
" جمالها في السماء ...اذا بقيت بالغرفة سيذهب غازها وينقلب جمالها الى نفايات عندما تسقط ارضاً مجعّدة ...فقررتُ ان استغلها وهي في اوج عزّها ونضارتها واطلقها واستمتع بها ...لمَ تسألين؟!..."

اجابت بخفوت وحيرة:
" لا شيء!...فقط استغربت من اختفائها ثم تذكرت انك اتيتَ لغرفتي و..وحضنـ...يعني ...لا شيء!...لذا سألت!.."

تنحنحت واستطردت بنفس التردد السابق:
" رأيتُ حُلماً و...و.."

"و...ماذا؟..تابعي.."

تابعت دون النظر لوجهي:
" رأيتُ أنني اقف امام هاوية مظلمة سوداء لا نهاية لها فاختل توازني بغتةً وبدأتُ اصرخ لينقذني أحد !...وبينما أنا اتأرجح ودنوتُ من السقوط لم اشعر كيف ثبتّ مكاني ولم اقع عندما انتشلني صوت من الماضي يتلو عليّ آيات قرآنية تلاها سابقاً بصوت شجيّ حنون بالنبرة ذاتها والمشكلة أنني استيقظتُ وردّدت بعضها بطلاقة كأنني سمعتها في وقتٍ قريب !....قلت...يعني...ممكن ان يكون لديك تفسير لهذا ؟!...ما قولك ؟!.."

رباه...حمداً لله انها لم تكن في كامل وعيها وانا اتلو عليها بنفس النبرة الخافتة ما تيسر من الآيات التي ارددها لبث السكينة من فزع ووجل وما شابه ذلك !....أجبت وهي ما زالت تطأطئ رأسها خجلاً من مظهري :
" لستُ مفسراً للأحلام ...لكن أظن بما انها انتهت على خير ربما تكون رؤيا!!....ممكن ان تكون الهاوية هي ذنوب او فتن الحياة والقرآن والعمل به هو النجاة من الوقوع بهذه الفتن والذنوب !!....ربما رسالة لكِ...والله اعلم!..."

سألت ضائعة:
" لكن لمَ بالذات نفس الصوت الذي اعرفه من الماضي هو من قرأ عليّ وبنفس الآيات وليس قارئ مشهور؟!..."

رددت عليها:
" ممكن ان يكون صاحب الصوت ترك عندك بصمة وعشتِ معه موقفاً ما شبيه لحلمك وبقي في العقل الباطني لذا ربطتيه به !....لا ادري!..."

صمتت برهةً فقلت:
" هل انتهيتِ؟!.."

لم تجبني فشردّتُ قليلاً بحيائها الفاتن وجمالها الساحق ثم اضفت كي لا افعل شيئاً لا يحمد عقباه :
" ان لم يكن هناك شيء آخر اريد ان انام ...تبقّى ساعتان لصلاة الفجر!.."


ظلّت مكانها فهتفتُ بمكر لأحرجها :
" أتريدين الدخول معي الى غرفتي ؟!.."

هزّت رأسها بـ لا فهمست وانا أحاول ان اغلق الباب:
" حسناً ...تصبحين على خير!"

أوقفت اغلاقي للباب بكفها الرقيق وهمست بخجل متلعثمة :
" أشـ..أشعر بالجوع!.."

اجبتها مبتسماً بحنوّ:
" لديك المطبخ في الأسفل وفيه الجمل بما حمل ....تصرفي براحة !.....بالهناء والشفاء !..."

نظرت جانباً هاربة بسماءيها وهمست:
" لا اقصد طعاماً طعاماً !.."

رفعتُ حاجبي وسألت:
" ماذا اذاً؟!.."

اجابت:
" في مثل هذا الوقت أحب تناول البوظة!!.."

يا الهي !...بوظة ونحن على مشارف الشتاء !!...ما هذه الطفلة التي تزوجت؟!...كيف سأتحمل هذه البراءة والعفوية؟!....اللهم صبرني وأمدني بالقوة..!!

تبسّمت وهتفت:
" من اين سآتي لكِ بالبوظة الآن ؟!...لا نُدخلها بيتنا في هذا الفصل !...كلي أي شيء وغداً ان شاء الله سنجلب ما تريدين!..."

عبست ملامحها واستدارت بجسدها النحيل محبطة وسارت خطوتين ببطء وهي هامسة:
" حسناً.."

كيف لخائني المتيّم بها ان يسمح بهذا ؟!...عيب في حقه !...لم يطاوعني قلبي في هذه اللحظة فهتفت لها بلطف:
" انتظري.."
ثم دخلتُ غرفتي ارتدي بلوزتي البيتية واجتزتها نازل السلالم هاتفا:
" هيا اتبعيني!.."

توجهتُ الى المطبخ لأخرج ما احتاج من الثلاجة من حليب ومكعبات ثلج وموز وفراولة ...ثم تناولتُ الخلاط الكهربائي من الخزانة وشرعتُ بتحضير بوظة بيتية وهي جالسة تراقب مندهشة لينقلب السحر على الساحر وأُصبح انا خادمها ...عدّوا معي ما هي المهن التي سأقوم بها من اجل عينيها!...اصبحتُ رجل اعمال لأتزوجها...تحولّت لمربية أطفال لأنيمها .....الآن انا طبّاخ لأطعمها ...وما زال ينتظرنا المزيد من المهن !....فالقائمة لم تنتهي بعد !!....
بينما انا مشغول بتحضير البوظة اولّيها ظهري سموّ الملكة ...لا اعلم من اين استمدّت الجرأة لتسألني بوقاحة :
" يامن..!"

همهمتُ وانا مكاني:
" ها ؟!.."

أكملت:
" هل قبّلـْ..تني من فَـ..ـمي ؟!.."

يا ويلي ويا طول ليلي !!...الشكر لله انها لا ترى وجهي الذي تحوّل لحبة بندورة ناضجة مُحرجاً...ما هذا الامتحان المفاجئ الذي لم ادرس له ؟!......ادّعيت الثقة المصطنعة وأجبت دون الالتفات اليها مع ضحكة ساخرة:
" ما المناسبة ؟!...من اين اتيتِ بهذا ؟!.."

صمتت برهةً..وضعت اناملها على شفتيها ثم ردّت هامسة بضياع وتأنّي:
" لمَ شعرتُ بملمس دافئ .....على فمي .....وكأن... احداً....لمس شَفتيّ وانا نائمة؟!..."

قلت هازئاً:
" ربما هذا كان من ضمن حلمك واختلطت عليك الأشياء.."

يبدو انها اقتنعت لأنها صمتت وكأنها اُحرِجت من ظنّها ولم تفتح الموضوع مجدداً...انهيتُ ما بيدي وسكبتُ لها بكأس زجاجي شفاف كبير وزينته بسائل الشوكولاتة مع قطعة فراولة وغرست قشة عريضة واستدرتُ نحوها بحركة تمثيلية كالنادل وهمست :
" تفضلي سيدتي ...هل من طلباتٍ أخرى ؟!.."

قالت مبتسمة بامتنان:
" سلمت يداك...ألن تأكل ؟!.."

أجبت:
" انا لا آكل في هذا الوقت وخصوصاً هذه الأشياء ..لكن سأجاملك بالقليل.."

سكبت بكأس صغير واخذت ملعقة صغيرة وتناولت معها على مضض جالساً امامها...كانت ترتشف منه رشفة تلو الأخرى بمتعة وهي تطيل النظر في وجهي وكأنه جريدة وتقرأ منها مقالاً مهماً حتى انهت آخر ذرة فيه!!...أهي معجبة ؟!.. ثم قالت بسرور:
" طعمه رائع....يبدو انك ماهر بالمطبخ!.."

رفعتُ بصري اليها وقلت ببرود:
" ارجو ان لا تعتادي على هذا.."

نهضتُ من مكاني واستطردت:
" الآن دورك بتنظيف مخلّفات القصف الذي احدثته!.."

شهقت مستنكرة وقالت:
" ماذا؟!...الآن؟!..اريد ان انام....عندما استيقظ سأنظّف المكان!.."

قلت بهدوء :
" لا نوم قبل التنظيف!...في الصباح سيأتي والديّ لجلب صباحية العروسين ...هل تقبلين لنفسك باستقبالهما في بيتك بهذا الوضع ؟!.."

تأففت بنزق وتمتمت :
" ليتني لم اكن مفجوعة ....لقد وقع على رأسي طلبي الأحمق!!.."

اعدتُ الكرسي مكانها تحت الطاولة وهتفت:
" اقلقتِ نومي...سأنتظر في غرفة العائلة اقرأ ما تيسر من وردي حتى طلوع الفجر وانت باشري بالتنظيف!..."

تركتها وذهبت لوجهتي وبينما انا مسترسل في القراءة وصلتني أصوات الحرب العالمية الثالثة التي تحدث في مطبخ قصرنا....تارةً إناء يسقط والمسكين يتدحرج راقصاً حتى يستقر بمكان لا تصله أيدينا....وبعدها طبق زجاجي يفجر نفسه ليهرب منها متحولاً الى أشلاء على الأرض.!!....يبدو ان زوجته الكأس لم تتحمل فراقه فألقت نفسها خلفه ....مجازر تحدث دون رحمة !!...يا الهي!...قمتُ من مكاني وتوجهت لأرض المعركة خلسةً وبحذر كي لا يسقط سكين على قلبي او طنجرة على رأسي!...اتكأت على الحائط جانب باب المطبخ الواسع اكتّف يدي واشبك ساقيّ مبتسماً على الخرقاء اللذيذة التي امامي وانا أرى الحرب الطاحنة التي تخوضها ومنامتها هرب عسلها بعد ان اجتاحته الكثير من بقع الكلور وهي تقرفص تحاول لملمة ما تستطيع من شهداء الأواني ولما لمحتني قالت بوجهٍ قاتم محرجة:
" اعذرني...سأنظفه الآن...أين المكنسة؟!.."

اشرتُ لها على باب المخزن الخاص بالمطبخ وقلت:
" لا بد انها هناك.."

واستأنفتُ ساخراً لأشاكسها واحرجها:
" على هذا المعدل يجب اقتناء دزّينات من كل نوع بالإضافة لمنامات بديلة للتي تلونيها بالكلور!!.."

قالت بضيق:
" لا تسخر!....هذه المرة الأولى التي ادخل بها المطبخ يعني طبيعي ان احدث كوارث سيد يامن !....راقب بصمت او احضر خادمة!..."

شعرتُ بالانتصار عليها ولم يدم انتصاري عندما هتفت وهي قادمة تحمل المكنسة:
" على الأقل اعترفت أنني سببت دمار ولم انكر او اخجل !....وانت عندما تريد سرقة شيء ولا تريد الاعتراف بذنبك لا تترك اذاً اثراً في مسرح الجريمة !!.."

وتمتمت دون ان اسمعها:
" ايها الكاذب الجبان!!.."
واكملت بتمتمتها :
" انت من اجبرتني على احراجك كما احرجتني!.."

ضيّقت عينيّ غير مستوعب مقصدها وسألت بفضول :
" عن ماذا تتكلمين؟!...لا افهم !.."

مسكت عصا المكنسة تثبتها ارضاً بيدٍ وبشموخ وكبرياء وثقة وحدقتاها برقتا بدهاء عندما قالت بهدوء:
" احمر الشفاه خاصتي ما زال اثره على شفتك السفلى بعد سرقتك قبلة مني من غير اذني!...ام ان هذا ايضاً ضمن حُلمي مع ان الدليل الملموس موجود؟!.."

واستدارت تتابع عملها ببرود واعتزاز بنفسها اما انا تمنيتُ ان تنشق الأرض وتبلعني ...شعرتُ نفسي بحجم النقطة أمامها...اذاً هذا المقال الذي قرأته على وجهي!!....مسحت فمي بظهر كفّي بعنف وبالفعل ذاك الأحمر الشهيّ اللعين ترك بقايا على يدي فتمتمتُ شاتماً بغيظ وانا ادبرُ الى غرفة العائلة هارباً من فضيحتي وجريمتي:
" سحقاً يا احمق يا ملهوف...سحقاً للحُب الذي يدمر الهيبة... انتصرت عليك تلك بأسلحتها الانثوية وبعقلها الذي استهنتَ به !!...اصمد وقاوم ان كان بإمكانك ان تقاوم أسلحة الدمار الشامل أيها الغبي !!....واحد مقابل صفر من ليلتي الأولى والمشوار طويل للكأس !!...أين انت عني يا سيد سليم ؟!....تعال وشاهد ابن محيي الدين الثائر المهزوم امام عينيها والمخدّر من شفتيها...آاه....سحقاً لكِ يا مدمّرتي يا من ستتسببين بدنوّ أجلي !!..."

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

مرّ يومان على زواجنا وكانت الأوضاع بيننا شبه مستقرّة فاليوم الأول امضيناه بالنوم وكذلك زارنا أهلي وفي مسائه صممت خالتي على دعوتنا للعشاء في بيتهما وهكذا المدللة ارتاحت من تحضير الطعام وفي اليوم الثاني هربتُ منها دون ان اخبرها الى العمل كي لا انفرد بها ويزلّني الشيطان ! وعندما عدتُ بدت مستاءة من خروجي لكنها لم تعلّق وانا لم اهتم بالتبرير ودفنتُ نفسي بين مكتبي وغرفتي لأنشغل عنها ولا اضعف !!...كنتُ اتجنب الاحتكاك بها وفي اللحظات التي نتقابل كنتُ ليّناً ورقيقاً بمعاملتي معها !.....ورغم عذابي بسبب توقي واحتياجي لها الا انني اشعر بنشوة وسعادة غير مصدّق انها موجودة بين جدران بيتي ولي وحدي وهذا حالياً وحده يكفيني لأُفرِح سجين اضلاعي !!.....مع بداية اليوم الثالث جاءني اتصال من السيد(ماجد) يخبرني بانعقاد اجتماع طارئ في اليوم التالي ظهراً في معسكرنا على الحدود لإجراء مباحثات بشأن صفقة يترأسها الوغد (عاصي رضا)...لم اعرف ماهيّتها!!....لا بد انها خاصة بالأسلحة !!...ولأني اصبحتُ من القادة الرئيسيين في كتائبنا اختاروني انا لأتولّى احباطها والامساك بتلك العصابة المخرّبة....!!
×
×
×

في الصباح الباكر ليوم سفري جهّزت حقيبتي التي آخذها معي للمعسكر ونزلتُ الى المطبخ فوجدتها تصُفّ أطباق الفطور الخفيف على الطاولة...دخلتُ لها هامساً:
" صباح الخير..."

ردّت بابتسامة دون النظر اليّ :
" صباح النور.."

استقامت بوجهها البشوش تتطلّع عليّ وبسرعة بدّلت ملامحها تقطب جبينها سائلة:
" ما هذه الحقيبة التي بيدك ؟!"

أجبت:
" انا مسافر لعمل طارئ...ربما اعود غداً في الليل او بعد يومين!!.."

رفعت حاجبيها باندهاش هاتفة وهي تشير لنفسها:
" وأنا؟...ماذا سأفعل وحدي؟..."

اشاحت وجهها جانباً واردفت بامتعاض:
" لم أرَ عريساً يذهب لرحلة عمل في أسبوعه الأول!!.."

اعادت وجهها اليّ عندما قلت:
" ألمى!....كلانا نعلم ما بيننا ...لا حاجة لنعيش الدوْر وكأننا بالفعل عروسان !!.."

ابتلعت ريقها وهمست بغصة:
" انت وحدك تعلم ما بيننا...لا تجمع!...ثم انا لا أعيش الدور ومن حقي ان افهم ما يدور حولي"

دنوتُ منها عاطفاً عليها ...وضعتُ الحقيبة ارضاً...مسكتها من كتفيها وهي تنكس رأسها بخيبة وادرتها نحوي...بسبابتي رفعتُ ذقنها الناعم لتنظر اليّ وهمستُ:
" الى أي مدى يمكنك الصبر عليّ؟!..."

حدّقت بي بسماءيها بنظرات ضائعة ثم قالت:
" اعطني سبباً واحداً لأصبر عليك!...ولا تقل لي لأني زوجتك وهذا واجبي !!.."

هل أقول لها لأني متيّم بكِ وأريد الفوز بقلبك؟!...لا يمكنني ذلك!!.....

مسّدتُ وجنتها مبتسماً بحنان وهمست وانا اسرق شكلها بنظراتي العاشقة:
" لأن الصبر مفتاح الفرج!....الا تريدين الفرج؟!.."

رفعت يدها تبعد يدي عن وجنتها واشاحت وجهها هامسة بضيق:
" ليس جواباً مقنعاً..!.."

سألت بهدوء:
" ما المقنع بالنسبة لكِ وما الذي تريدين سماعه؟!..."

ولّتني ظهرها وهمست بكلمات لم اسمعها وكأنها تريد ان افهمها دون النطق بها...غضنتُ جبيني سائلاً:
" ماذا قلتِ؟...لم اسمع!...انظري اليّ وتكلمي!.."

تنحنحت واتكأت بيمناها على الطاولة وجازفت بعد مجاهدة نفسها هامسة وما زال ظهرها امامي:
" لا يذهب ظنك للبعيد عني....انا لا اريد هذا الشيء...لكن يومان وانا افكر بالسبب الذي يجعلنا متباعدين ولا نعيش حياة أي زوجين طبيعيين!!.."

قلت بفضول من خلفها مع ابتسامة ساخرة :
" وماذا استنتجتِ أستاذة ألمى بعد المباحثات القيّمة؟!"

قالت بتردد وصوت مهتز:
" وصلتُ لاحتمالين!....إما انك مخلص لأخرى لذا لا تريد لمسي ولا قربي وستعود اليها عندما تتخلص مني لأنني مهما تناسيت يبقى الواقع انني صفقة لا افهم هدفها !!..."

قاطعتها مستاءً لأجلها:
" احتمال فاشل ...احذفيه من قائمتك ثم انسي أمر الصفقة وهاتي بالآخَر لنرى!.."

ظلّت صامتة تشرد بالأرض امامها ...نظرتُ لساعة يدي وقلت بجدية:
" هيا ألمى ...عليّ الذهاب ...مشواري طويل....هاتي ما عندك!.."

سألت بحذر :
" ألن تغضب ؟!.."

اعطيتها الأمان قائلاً:
" مهما كان لن اغضب!!.."

ببراءتها المهلكة همست :
" اقسم انك لن تثور!.."

تأففتُ هاتفاً:
" ألمى ...هيا لا وقت لديّ!!.."

ثم استطردت:
" قسماً لن اغضب!....هيا ألمى.."

بصوتٍ خافت مرتبك همست حروفها التي جمّدتني:
" الاحتمال الثاني أن...أن...لـ...لديك مشـ...مشكلة....يعني....عـ...عاجز .!!.."

" ماذاا؟؟!!.."

هتفتُ بها مذهولاً فأكدت مرةً أخرى بخجل:
" نـ...ـعم...عاجز ..!.."

وأنا مكاني وخطوة واسعة تفصلنا ..انحنيت بجذعي صوبها امسك يدها المركونة على الطاولة وسحبتها بخفة فاستدارت بحركة دائرية شاهقة وارتطم ظهرها بصدري ومعصمها اسير قبضتي احاوط بطنها بذراعها الذي اشده للخلف ودفنتُ وجهي بين عنقها وشعرها قرب اذنها وجعلتُ انفاسي تحرقها وهمست مغمض العينين وهي مثلي مستسلمة لناري:
" لا تحرضيني ولا تستفزّي رجولتي !!...أتريدين ان اثبت لكِ الآن استنتاجك الفاشل مثل الذي قبله يا حلوة ؟!...لقد لعبتِ في منطقة الخطر !...لا تعيديها ...الّا اذا كنتِ ترغبين بذلك!...اتفقنا يا زوجتي الذكية؟؟."

بكوعها ضربتني على بطني بغلّ من حيائها فحررتها وقالت وهي تنظر اليّ:
" تفكيرك عقيم...قلت لك لا تظن أني اريد ذلك ولا أنام واحلم به !!...لكن علاقتنا كزوجين غير طبيعية ومن حقي ان ابحث عن الأسباب...."

دنوتُ منها فعادت الى الخلف ...اقترب وتبتعد حتى أصبحت الثلاجة خلفها تسد طريقها ...حبستها بين ذراعيّ الممتدتان على الثلاجة وانحنيتُ اقرب وجهي من وجهها وأنفاسي الملتهبة حُباً تلفحها ثم رفعت يدي وبظهر اناملي حسستُ على خدّها وهمست بصوت رجولي رقيق:
" لا ترهقي عقلك الجميل بالتفكير الخاطئ....حافظي عليه من اجل دراستك فقط...أما الأسباب اتركيها للزمن!.."

عدّلتُ وقفتي منتصباً وجذبتها لحضني اعطيها الحنان والأمان ومسّدتُ شعرها هامساً بعد ان قبّلتُ رأسها:
" عليكِ ان تعلمي شيئاً واحداً....أن ما افعله بنا هو لمصلحتنا وخاصةً من اجلك انتِ فقط!....قليل من الصبر ألمى ...فرج الله قادم بإذنه.."

حررتها مبتسماً متأملاً سماءيها بظمأ الغرام وقلت:
" يمكنك الذهاب في الليل الى بيت اهلك لتنامي هناك ريثما أعود!!.."


همست بتيه:
" لكن ماذا سأقول لهم وانا اعتبر عروس تعود اليهم بعد يومين ؟!.."

همست بحُب اطمئنها:
" لا تقلقي...سأتصل بوالدك واخبره فهو اكثر من يفهم طبيعة عملي ."

رمشت بعينيها برضا وسألت مشيرة الى الطاولة:
" الن تتناول فطارك؟!"

قرصتها من خدها وقبّلتُ اصبعيّ اللذين لامساها قائلاً:
" سامحيني....كلي انت صحة وعافية .."

ثم استدرتُ وتناولت حبة زيتون وهمست مع غمزة لها:
" هذه من اجل يديك التي حضّرت السفرة الشهية.."

اردفت وانا أقف باب المطبخ وهتفت من قلبي لمدمّرته:
" استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.."

تبسّمت ببراءة وقبول وهمست:
" مع السلامة...انتبه لنفسك!.."

وخرجتُ بصدرٍ منشرح بعد رؤيتي ابتسامتها ورضاها ومن الآن بدأتُ اشتاق لها ولعينيها ...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

وصلتُ المعسكر برفقة السيد(ماجد) في ساعات الظهيرة ....مررنا نطمئن على رعايانا وعساكرنا القدامى والجدد ثم اتجهنا الى الغرفة الخاصة بالاجتماعات لنرى نوعية الصفقة التي قدمنا لأجلها...!!.....تبادلنا احاديث عامة وخاصة بأعمالنا بالمعسكر وبعدها بصوته الجدّي الأجش قال وهو يلصق حاجبيه من رداءة ما سينطق به رئيس الجلسة القائد ( زهير رابح ):
" وصلنا منذ أربعة أيام عن آخر أعمال عاصي رضا....صفقة بمنتهى القذارة..."

كنتُ جالساً العب في قلم امامي على الطاولة المستطيلة الكبيرة ولما سمعتُ اسم الوغد رفعتُ حاجبي ناظراً بتأهّب وهتفت بتهكم :
" ما الغريب عليه؟!....اعماله كلها قذرة !!.."

بدأ يشرح لي بشكل مفصّل عن عمله الأخير وبعد نقاشات كثيرة قلت باستحقار:
" اذاً لهذا استطاع بسرعة الوقوف على رجليه مجدداً ذاك اللعين!!...أخذ قرضاً من تجار السوق السوداء لوثوقه بهذه الصفقة الغنية بمئات الآلاف من الدولارات وحاول التستر بصفقات الاستيراد والتصدير!......فليزد من رصيده ذلك النجس عديم الشرف!.."



قال بإصرار القائد ( زهير رابح ) :
" علينا الإمساك بالعصابة لتسليمهم لشرطة الوطن كي يقرّوا عن أسماء زعمائهم ليتم القبض عليهم في الداخل فالسيد سليم الأسمر واللواء جمال والضابط سامي الأنيس هناك في حالة تأهب واستعداد لهذه المهمة !...والسيد سليم صمم عليك لتمسك زمام هذه المهمة بالكامل من هنا !...أرجو ان توفّق بذلك!....هذه اخطر من السلاح والمخدرات!...صفقات تقشعّر لها الأبدان ....نحن نثق بك يا سيادة القائد هادي !.."


وقفتُ ضارباً الطاولة بكفيّ بتحدٍ وعزيمة وهتفت وانا أجز على اسناني بغيظ:
" بإذن الله سنقضي عليهم واحداً واحداً وسنقطع الرأس الكبير في نهاية المطاف مهما عَلا واستكبر.....إما أن اعود رابحاً او لا أعود!..."

كان يجلس جواري السيد (ماجد) فتبسّم وربّت على ظهري بفخر وقال:
" ستعود رابحاً بإذن الله...لم يختر السيد سليم فهدنا الأسود عن عبث "

سألت:
" هل تتبعتم خط سيرهم وأي طرق سيسلكون ؟!.."

أجاب القائد ( عبد الله يونس ) :
" بلال استطاع اختراق هاتف احد السائقين بعد ان حصل عليه من جاسوسنا على الحدود في الداخل وهو الآن يتتبعهم خطوة بخطوة ويتواصل مع عنصرنا شريف العمري هنا......في آخر الليل ان شاء الله ستكون معنا خارطة رحلتهم وأيُّ الطريقين سيدخلون!!.."

هتفت راجياً:
" آمل ان يتخذوا الطريق الشبه جبلية ...فالتصدّي لهم منها وايقافهم أسرع ودون ضحايا منا لسهولة إخفاء عناصرنا ان حدث اشتباك مسلّح !!..."

قال القائد ( زهير رابح ) :
" أتوقع هذا سيكون خيارهم لأنهم سيخرجون من النقطة الشمالية الأقرب للجبل لسهولة المعاملات هناك فأنت تعلم التسيّب والإهمال الذي تعانيه تلك النقطة بسبب انعدام الرقابة من دولتنا العزيزة إن لم يكن هذا متعمداً من أصحاب المناصب في حزب عاصي الذين يعيثون فيها فساداً من اجل مصالحهم الشخصية..."

هتف السيد (ماجد) :
" انهيار الاتفاقية والهدنة أصبح وشيكاً وان لم يسيطر جنود الدولة على الوضع ربما تعود الحرب بسبب مطامع حزب الوغد فبعد ان ضعُف سابقاً بإحباط تلك الصفقة الكبرى بدأوا يتخبطون فيما بينهم ولحماية أنفسهم شرعوا بمهاجمة حزب الثوّار بحماقة ومن غير ادراك وهذا لا يبشّر بالخير...!...والخلاص من هذا كله يكون بالإمساك بالخسيس عاصي رضا فرباط حزبهم كعقد لؤلؤ بخيطٍ مهترئ إن قطعناه وسقطت الحبة الأولى ستتبعها الأخريات بسهولة من غير جهد !!.."

زفرتُ انفاسي هاتفاً:
" إذاً على بركة الله اعزائي..."

انتهى الاجتماع بعد ساعتين وتوجهنا للغرفة الخاصة بالطعام لنتناول وجبة الغداء ثم بعدها اخذ كلّ منا غرفته للاستراحة وفي المساء التقينا لرسم الخطة التي سنسير عليها لإحباط الصفقة...!!
×
×
×

في فجر اليوم التالي نشرنا قواتنا الخاصة بين الأشجار في الطريق الشبه جبليّ بعد ان تأكدنا من خارطة سيرهم.... وكان أشبالنا يتخفّون بأغصان مليئة بالورق ملتصقة بأجسادهم لتمويه الأعداء..!!....
كنتُ انا قائد هذه المجموعة لأوجههم وارشدهم حسب الخطّة التي وضعتها بإحكام.....كنتُ ارتدي لباسنا الأسود الخاص بكتيبة ( الفهد الأسود ) حيث يطرّز اسمها على جهة القلب باللون الأبيض ...وفي وشاحي الليلي اتلثّم ومع دقات الخامسة والنصف فجراً تجهّزنا لتنفيذ الكمين الذي رسمناه بعد ان وصلت شاحنتان كبيرتان مغلقتان الى المنطقة التي حاوطناها من كافة الاتجاهات ...خرج قسم من قواتنا واغلقوا الجهة الأمامية والخلفية بمراكبنا العسكرية رباعية الدفع الضخمة كي نشلّ حركتهم ولا يحاولوا الهروب ...فنحن نسعى قدر الإمكان ان لا يكون خسائر بالأرواح وان هربوا سيكون خيارنا الوحيد اطلاق وابل من الرصاص الحيّ لنقضي عليهم نهائياً لكننا نجاهد لاتخاذ الامكانية الأولى وهي القبض عليهم بسلامة للاستفادة منهم للوصول للرأس الأكبر!!.....تقدّمتُ ورشاشي على ظهري ومسدسي على خصري بخطى واثقة مهيمنة صوب الشاحنة الأولى وبإشارة بإصبعي مع كلمة يتيمة وصوت جهوري آمراً السائق:
" انزل.."

ترجّل منها ينزل سلّمها بركبتين مرتجفتين ذعراً فأشرت الى الخلف بنفس النبرة الصارمة الجهورية:
" افتح الباب الخلفي حالاً.."

حاول التنصّل والهروب مرة ومرتان لكن لصبري حدود مع أولئك الحثالة فما كان مني الّا ان اهديه لكمة بقبضتي المكسوّة بكفوف سوداء واقية باطنها معدنيّ فارتدّ للخلف فاقداً توازنه وبصعوبة ثبّت جسده وانصاع مجبراً ليفتحه ونقاط من الدماء بدأت تسيل من زاوية فمه..!!....لحقتُ به واصبحتُ بين الشاحنتين وقبل ان يفتح الباب سحبت مسدسي بطلاقة واطلقتُ رصاصتي التي لا تضل طريقها بتوفيق من الله في منتصف جبهة مرافق السائق في الشاحنة الأخرى بعد ان لمحته يشهر سلاحه نحوي لأرديه قتيلاً ككلبٍ ضال بلا أصل ولا هوية !!...ثم عدّلت وقفتي بحذر بشكل جانبيّ وعدتُ بنظري منتظراً فتح باب الشاحنة ولمّا رأيت الكم الذي بداخلها تسمّرت مكاني!!....فتيات بمختلف الأعمار كالزهور وصل عددهن بالشاحنة الواحدة ما بين الخمسة وعشرين والثلاثين فتاة منهن الراشدات ومنهن القاصرات!!..منهن متزوجات ومنهن أرامل ومطلقات والأكثر أبكاراً...اقشعّر بدني مما رأيت وبغضب بركاني قبضتُه من تلابيبه صارخاً:
" الى اين تأخذ هؤلاء ؟!.."

أجاب مذعوراً وهو يرتجف بين يديّ:
" لا شأن لي سيدي...تلك الفتيات احضرناهن برضا أولياء امورهن !.."

زمجرتُ هادراً كالرعد:
" كيف برضا اوليائهن ؟؟!..لا تكذب!.."

اخرج ورقة من جيب قميصه بيده المرتعشة وكانت تحتوي على تواقيع اوليائهن ولم تكن مزيّفة بالفعل ولكن هذا بعد اقناعهم بتوظيفهن اما بشركات في هذه الدولة او بالمصانع والحياكة والزراعة والخدمة في البيوت..!!....تلك الحرب اللعينة اعادت اقتصاد بلادنا الام الى سنوات كثيرة للوراء ويلزمها أعواماً وأعواماً حتى تعود وتزدهر...لقد انتشرت البطالة وتضاعف الفقر وهؤلاء البسطاء يحتاجون لكل قرش لتمويل عائلاتهم الكبيرة والغارقون امثالهم يتعلّقون بقشة أمل , فيأتي أولئك حقراء البشر , النجس يقنعونهم بتشغيل بناتهم دون ان يعلمونهم بالحقيقة الوحيدة وهي...استغلالهن من قِبَل رؤساء الأموال بصفقات اقل ما يقال عنها دنيئة وهي التجارة بأجسادهن وبيعهن للنوادي الليلية وبيوت الدعارة وليس هذا فقط !...انما لما يسمّى بزواج المتعة لفترة مؤقتة من الوافدين لهذه البلاد من شتّى بقاع الأرض ففور انتهاء مصالحهم بها, يلقونهن الى الشارع بعد ان تلاعبوا بالدين على مزاجهم وعبثوا بشرف البريئات!!..ومنهن من تصبح اماً ويبقى ابنها من غير نسب يُذكر!!.....فهم يحللون لأنفسهم هذه النوعية من الزيجات والأدهى انهم يجدون من يساندهم من شياطين الانس الذين يرتدون ثوب العفة والوقار والشريعة فمثلهم من يحاولون تشويه الإسلام لكن خسئوا وليموتوا بغيظهم لأن اسمه سيبقى طاهراً مرفوعاً , شامخاً مهما حاولوا وتجبّروا عليه ومها افتروا واختلقوا ما ليس فيه ..!!
بعد ان افرغنا الشاحنتين من الفتيات...تقدّم سائق الشاحنة الأخرى نحوي وهمس بخباثة وغباء يجازف بعمره محاولاً اغوائي ورشوتي :
" انتم تتواجدون بمنطقة مقطوعة كالصحراء القاحلة دون نساء!!....ما رأيك بإطلاق سراحنا مقابل توزيع الفتيات على عناصركم ؟!.....أنت شاب بدمٍ حامٍ ستأخذ واحدة فاتنة وعذراء تبرّد نارك وكل مرة تأخذ عذراء غيرها ولن نخبر أحداً بهذا...اسألني انا جرّبت سابقاً ..متعة لأبعد الحدود!!....ما قولك ؟!.."

اجبته بلكمة اوقَعَته على تراب الطريق وقفزت فوقه اكمل لكماتي وبعد أن اوشكتُ على القضاء عليه ولم اترك مكاناً لم يتورّم بوجهه ...وقفتُ وبحذائي الصلب ضربته على المنطقة الحساسة لأقضي على مستقبله هذا الحيوان النذل كي لا يتبجح مرة أخرى ببطولاته!!..

في صفقاتهم هذه يكون السعر الأغلى للعذراء وان كانت جميلة يرتفع أكثر ...!!..

قبل ان نجري اتصالات مع الطرف الآخر في وطننا لتسليم ضحايا نذالة البشر...اقتربتُ من فتاتين تتشاجران وثالثة تبكي بصمت تبدو ابنة أربعة عشر سنة.....سألت بلطف الباكية :
" ما بكِ اختي ؟!.."

لم ترد عليّ...فوجّهتُ كلامي للمتشاجرتين :
" هيـه!!...انتما ...ما بها تبكي ؟!.."

قالت احداهما :
" تبكي لأنكم افسدتم علينا العمل !!.."

معظمهن لا يعلمن نوعية العمل الذي كان بانتظارهن !!...

سألت بفضول:
" وانتما لمَ تتشاجران ؟!.."

ردت ذاتها :
" لأنها توسلت لهذه ان تجد لها عملاً فوافقت على الفور !!.."

قلت:
" وهل هذا سبب لتتشاجري معها ؟!.."

اجابت باشمئزاز:
" لأنها ستجعلها تعمل بالفاحشة!!..."

نظرتُ الى الأخرى شزراً بعد ان اثيرت حفيظتي مما سمعت وهتفت بصوت قاسي :
" ما الذي اسمعه ؟!...كيف تجرئين على هذا ؟؟....أشكري ربك لإنقاذك من الجحيم الذي كنتِ ستذهبين اليه بدل ان تسعي بنفسك له...."

ضحكت بمياعة ودنت مني ...بدت لي انها ابنة عشرين عام ومن بنات الشوارع....استغفر الله!!....مع اقترابها ابتعدتُ ورفعتُ يدي اوقفها لأضع مسافة بيننا فهمست بدلع مصطنع :
" ما بك أيها الفهد الأسود؟!...انا لا آكل الفهود !...أنا امتع البشر !.."

صرخت عاصفاً بها بعد أن تأججت نيران الغيرة كونها ابنة وطني :
" اصمتي والزمي حدودك وأدبك ...الا تخجلين مما تتفوهين به ؟!...الا تشفقين على اهلك الذين تعبوا لتصلي لهذا العمر ؟!..."

صفقت يديها ببعضهما مع ضحكة قوية ..لكنها كانت ضحكة من أعماق الخذلان والقهر والإكراه ....برقت عيناها بالحقد وامتلأت مقلتاها بالدموع وقالت بصوت جاف مهتز :
" اهلي ؟!..كيف يكون الأهل ؟!..هلّا شرحت لي ؟!.."

قلت بازدراء :
" اهلك الذين انجبوك وربوك ...الذين يحرمون انفسهم ليطعموك ويكسوك !!...أهذا جزاء المعروف ؟!...ان تنكريهم وتشوّهي شرفهم وسمعتهم ؟!.."

صرخت من قاع بطنها ترفع سبابتها بصوتٍ أجش :
" ماذا تعرف لتدافع عنهم ؟!....اخبرني !!.....اهلي من باعوني وزوجوني لرجل يتعاطى المخدرات مع معرفتهم بهذا ليتخلصوا مني وانا ابنة سبعة عشر !!....اهلي الذين كنتُ اهرب اليهم من بطشه وطغيانه متوسلة لهم ليحموني فيخرج لي اخي ويركلني للخارج في الليالي ويتركني لكلاب الشوارع !!....أهؤلاء هم الأهل ؟!...أهذا هو الأخ الذي اتكئ واستند عليه ؟!...وفي ليلة من هذه الليالي بعد ان حرمني اخي من الدخول لبيتهم وجدني شلة شبان وأنا اختبئ عند حاوية نفايات فأخذوني عنوة بعد ان كتموا صوتي !!.....ولو لم يكتموه.!..على من سأنادي وبمن سأستنجد؟!....وضعوني في غرفة مهجورة وتناوبوا على اغتصابي دون رحمة !! وبعد الانتهاء مني القوني في حيّ اهلي ....اولئك اهلي الذين تدافع عنهم !!...مشيتُ الى بيت المسمّى زوجي وانا انزف فعلم أنني تعرضت للاغتصاب....ولأنه صاحب نخوة وستر وغطاء لي كما يقال عن الزوج !....لاحت في باله فكرة تأتيه بالأموال!!....ولم تكُن سوى بيعي للرجال بثمنٍ بخس !....وعندما علم بهذه الصفقات التي ستدرّ عليه الدولارات بعثني اليهم ....بالطبع هذه ليست المرة الأولى لي !!...وعند اول عمل لي هنا في هذه البلاد واستلام أجري....ذهبتُ الى طبيبة لتنزع رحمي !!....كي لا انجب أولاداً لا يعرفون من هم اباءهم ولا انجب أولاداً لهذه الدنيا الظالمة المليئة بالذئاب البشرية....وتقول لي أهلي ؟؟!....ماذا تعرف عن الظلم والاضطهاد ....ماذا تعرف عن ضعف المرأة ؟؟...ماذا تعرف عن الجوع والعراء ؟؟!...ماذا تعرف عن بقايا امرأة تموت في الحياة لم يبقَ بها غير النفس ؟!...لا ماضي جميل اتذكره ولا حاضر آمن اعيشه ولا مستقبل مزهر انتظره ....ماذا تريدون مني ؟!..."

شعرتُ وكأنني اتلقّى لسعات من دبابير هجمت عليّ!!...ماذا سأقول وبماذا سأدافع؟!...كان قلبي يصرخ الماً ودمائي تثور حميّةً عليها ....ان لم يكن الأهل مصدر الحنان والاحتواء والأخ هو السند والأمان لمن تركوا هذا ؟!...اذا لم يكن الزوج الستر والغطاء الى من تلجأ من بعد الله ؟!....يا الله ما هذه الكوارث التي اشاهد والمصائب التي اسمع والمحن التي نعيش ؟!....أهؤلاء بشر بيننا ؟!...ام حيوانات في غابة للوحوش ؟؟!.....ابتلعتُ ريقي وحاولتُ ان اثبت مكاني بقوة وقلت بفضول :
" عشتِ مصائب لا تحتمل ...اعانك الله!!....وبما انك تعلمين حق المعرفة ان هذا ظلم واستبداد وفظاعة....لمَ تحاولين تدمير الاخريات ؟!...اليست هذه انانية ؟!.."


ردّت بغصة تخنقها:
" كانت تبكي وتشتمكم لأنكم حرمتموها من العمل الذي لا تعرف حقيقته !...أتت الى هنا متحمسة لتعمل وتقبض النقود !...اتعلم لماذا ؟!.."

سألت بفضول:
" لماذا ؟!"

اردفت:
" لأن والدها الحنون الذي لا يشبه والدي أصيب في وعكة صحية مؤخراً واتضح انه يلزمه زراعة كبد !!...كبده لا يتناسب مع افراد عائلته !!.....أعلمهم الطبيب بوجود كبد ملائم وان عليهم جمع الأموال من اجل اجرائها ...فشقيقها الشهم ترك مدرسته وبدأ يعمل بالبناء وامها الطيبة تعمل في البيوت وهي أتت الى هنا من اجل العمل بعد ان تركت مدرستها ايضاً !!...هي وشقيقها من الطلاب المتفوقين !!...لكن والدهم اهم بالنسبة لهم لأنه افنى عمره من اجل سعادتهم وكي لا ينقصهم شيئاً رغم وضعه المادي السيء!...عمل ليلاً ونهاراً ليجلب لهم مستلزمات المدارس...اطعمهم من احسن الطعام كي لا يكونوا اقل من غيرهم ولكي لا يكون لهم حجة بتردّي العلامات !!...فبسببكم توسلت لي لأجد لها عملاً لتحصل على المال لعملية ابيها فوافقت , أما تلك لأنها تعلم طبيعة عملي فأهانتني لذا تشاجرنا ....انا اقترحت هذا شفقة عليها أي لمصلحتها لأن والدها يستحق الحياة بخلاف والدي الذي حتى انه لا يستحق الموت.. !!"

تبعثرت حروفي وضاعت الكلمات ...لا يمكنني السؤال ولا حتى الإجابات....كابوساً حقيقياً أعيش...مآسي في وطني يعيشها أبناء ملّتي ....ارشدنا يا رب ...اعنّا على محو الظلم....وحدك قادر يا الله ان تبدل حالنا لأحسن حال !!

كانت هذه حكاية من حكايات أولئك البريئات المضطهدات ....سمعت لأخريات وانا احبس الآهات وبعدها قمنا بالاتصال بشركائنا في الوطن ليستلموا منا الضحايا مع المجرمين وجثة مرافقهم النذل بشكل قانوني من النقطة القريبة....ثم هاتفتُ صديقي بشكل مستعجل :
" سامي!!.."

" اجل هادي!.."

" سأكتب لك بعض العناوين لفتيات ..اريدك الاهتمام بهن بشكل خاص!.."

" كيف؟!.."

" واحدة اسمها نيروز اهتم بأن تسجن زوجها بعد ان تطلّقها منه وقم بتربية والدها وشقيقها بشكل مناسب....كثّر من صفعاتك ولا تحسب العدد!!...وحقق لتصل للأنذال الذين اغتصبوها!!...وجد لها عملاً نظيفاً"

قال مازحاً يخفي قهره واشتعال نخوته:
" يا ويلي !!...لدينا عمل مكثّف!!....وماذا بعد؟!.."

" فتاة أخرى قاصر اسمها براءة ....اسحب من المصرف أجر عملية والدها وارجعها هي وشقيقها للمدرسة وجد عملاً بسيطاً شريفاً لوالدتها يعيشون منه ريثما يتماثل للشفاء الأب!!..."

هتف منتظراً:
" أيوجد شيء آخر؟! .."

اجبت متنهداً:
" حاول قدر الإمكان إيجاد عملاً مقبولاً لأولئك الفتيات جميعهن!...لا نريدهن ان يتخذن طريق الحرام !!....ارجوك صديقي ..انا اثق بك!...ستجد لجميعهن ما يرضي الله....أحمد سيساعدك فهذا من ضمن اختصاصه!!.."

" ابشِر يا صاحبي ....لا شيء مستحيل!.."

انهيت مكالمتي ثم عدتُ للفتاة ( نيروز) وناديتها جانباً فأتت بخطاها المائعة فقلت بجدية وصرامة :
" اعدلي مشيتك اولاً..."

لما وصلتني نظرتُ جانباً وهتفت :
" اعلم ما مررتِ به !....انت ضحية لأناس ظلموك!....لكن بإمكانك ان توقفي الظلم وتبدئي من الصفر!....لا تكوني ضحية نفسك وتندمين يوم لا ينفع الندم .....توبي الى الله ...اغتسلي وانطقي الشهادتين لتشعري كأنك ولدتِ من جديد....تحجبي واسجدي لخالقك ....اطلبي منه العون والثبات...اسأليه العوض في الحياة وبعد الممات....لا تقنطي من رحمة الله !!....ستعودين الى بلدك انسانة أخرى نظيفة....صديقي الضابط سيهتم بشؤونك ويوصلك الى بر الأمان بعيداً عمّن آذوك....سيجد لك عملاً تسترزقين منه.....لكن عديني الّا تعودي لهذه الطريق !....ارجوك...انا اغار عليكِ كأنك شقيقتي...انتِ اختي في الإسلام ولا اريد لك الشقاء في الدنيا والعذاب بالآخرة!!....اضحكي للحياة وستضحك لكِ...تعلّمي القرآن...ساعدي ايتام ..افعلي الخير وستجدين نفسك تحلقين في السماء وكأنك لم تشقي ولم تبكي يوماً..."

مدّت يداها لتمسك يدي تقبّلها بامتنان وهي تبكي متأثرة قائلة:
" اسعدك الله في الدنيا والآخرة ....يا حظ شقيقتك ان كانت لك ويا حظ زوجتك او من ستتزوجك!...فليحفظك الله يا اخي ....الآن شعرت ان لي أخاً ولو لن اراهُ مرةً أخرى!!....صدقني اخي لم اكن هكذا ....انا فطرتي طيبة لكن دمروني!.."

كنتُ قد ابتعدتُ بسرعة قبل ان تلمسني وبعد استماعي لها همست:
" استغفر الله اختي ...لم نفعل شيئاً...هذا اقل الواجب وليتنا منعنا حدوث هذا من قبل لكنه أمر الله وحكمته التي لا نعلمها !!.."


تنهدتُ واردفت:
" حسناً اختاه...عودي الى صديقاتك....اذهبن في أمان الله ....سيوصلكن أصدقائي الثوار !.."

الى اين وصل بنا الحال؟؟...اين الضمير الإنساني؟!...كيف يجعلهم الجشع وحب مال الحرام ان ينسوا ما لديهم من بنات من الممكن ان يُعاقبوا بهن ؟!....لقد كان (عاصي رضا) احد النماذج الرئيسية لمثل هذه القصص!!...لجأ الى هذه الصفقات التي تغدقه بالأموال ليعيد امجاده المزيّفة الواهية غير مدرك للحقيقة وهي امتلاكه ضلعاً قاصراً لا يدري ما تخبئه لها الأيام!!....يكفيه أن يبقى اسمه في المقدمة عسى ان ينال ما صبا اليه دائماً وهو ذاك المنصب الذي يجاهد دوماً بإحراق الأخضر واليابس والميّت والحيّ آملاً بالحصول عليه... !!

انتهى يومي العصيب الكئيب لكن من سيطفئ من صدري النار ويوقف اللهيب ؟!...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

وصلتُ بيتي في الليلة المصاحبة ليوم المهمة ...لم أرغب بالبقاء هناك...لقد توغّر صدري وكنتُ مصعوقاً مما رأيت وسمعت ...كنتُ كجمرة نار مشتعلة أو حتى حممٍ بركانية ملتهبة!!....لم أتمنى سوى أن اسحق الحقير بيديّ ...ازداد كُرهي وحقدي وهذا أثّر على مزاجي ونفسيتي ...تمنيتُ من الله لأجلها ان لا اجدها أمامي هذه اللحظات كي لا اؤذيها بغضبي فلمجرد رؤيتها ممكن أن تسكب الوقود على ناري إذا لعب الشيطان بعقلي كونها ابنة الوغد ودماؤه مهما بغضت او رفضت تجري في عروقها !!....اشمأززتُ منه وممّا يخصه ....لا اعرف من أي طينة ملوّثة جُبل هذا النجس !!....دخلتُ البيت بشعور مخالف لما خرجتُ منه ....ثلاثة ايام وأنا انجرف وراء عاطفتي لأغرق وأغرق وأتنفس هواها واطوف في سمائها ...كانت تقتلني دون رحمة بعفويتها وفتنتها وانا أحاول الاحتجاب عنها !...كانت تؤلمني بسبب وضعها بيننا...لم تعارض ولم تقاتل ...تستسلم لقدرها وتمشي مع التيّار سامحة له بإلقائها حيث يشاء!!....لا تتمرد ولا تخاصم!!...طيبة القلب ونقية النفس...شفّافة الروح وبوجهٍ بشوش !!.....
كنتُ طول الطريق اضع صورتين أمامي ....هي تنعم بالرفاهية والدلال والاهتمام وهنّ اما اجبرن من اوليائهن او استسلمن بإرادتهن من اجل قرش يوفرنه لعائلاتهن دون معرفة ما كان ينتظرهن من عذاب واغتصاب وهنّ اللواتي يعشن ويمتن ليحافظن على شرفهن الذي لا يمتلكن غيره في هذه دنيا البشر الغير منصفة لهن على عكس قريناتهن بنات عديمي الشرف!!.....ما زال الغضب يسيطر عليّ والضيق يجثم على صدري ....ولجتُ الى المطبخ وبدا البيت ساكناً فلا بد انها في أحضان النجس أما رائحة عطرها اللعين تعبق بالأجواء!!..وضعتُ هاتفي على الطاولة ودنوتُ من آلة صنع القهوة لأتناول فنجاناً يخفف الصداع الذي لازمني في رحلتي !!....اتكأتُ على السطح الرخامي بكفيّ منحني قليلاً من الوهن في جسمي ومن تعبي ....ارتجّ هاتفي الصامت من الرنين فاستدرت لأرى الاتصال الوارد وكان من خالتي (مريم)....لم ارغب بالكلام لكني مضطرٌ للرد كي لا تقلق:
" أجل خالتي؟!.."

" الحمد لله على سلامتك بنيّ.."

" سلّمك الله.."

" اتصلتُ لأتأكد من وصولك للبيت...لقد اتصلت بي زوجتك كثيراً لأنه بالطبع هاتف يامن مغلق وقد قلقت عليك لأنها لا تصل اليك !...سأتصل بها واطمئنها لتعود الى البيت ان شاءت !!.."

هتفت بضيق لا اريدها الآن أمامي:
" لا حاجة خالتي ! .....فلتبقى في قصر العنكبوت!.."

" لا يصح بنيّ....هاتفي لم يصمت ووعدتها عند معرفتي بوصولك سأخبرها بذلك.."

تأففتُ غير راضٍ وقلت:
" خالتي لطفاً....اريد ان استحم وانام لا حاجة لرجوعها في هذا الوقت!!.."

اردت ان احميها من نفسي وغضبي ...أنا أدرى بحالي وردود افعالي عندما يعكّر صفوي !!...

قالت باستسلام:
" حسناً بنيّ فقط سأخبرها انك عدت وسأطلب منها البقاء هناك...ليلة سعيدة !.."

" ولكِ خالتي !.."

استدرتُ عائداً لآلة القهوة وكان ماؤها يغلي ...ضغطت على زر لتُسكب القهوة فأبى أن يعمل!!...لا بد انه تعطل !!...هل حركاتي العدوانية عطّلته ؟!...حاولت وحاولت ومن قهري الباطني صرختُ صرخة زلزلت البيت ودفعتُ بذراعي كل ما أتى امامي وموجود على السطح الرخامي ليكون ضحية اشتعالي وكانت الآلة ضمن القتلى ودمغت من مائها المغلي بقعة على ذراعي تاركة اثراً احمراً مكانها!!...سحبتُ قدميّ بتثاقل ولم استطع الصعود لغرفتي فاتجهتُ الى غرفة العائلة وارتميتُ على الأريكة التي لا تتسع لطولي وإذ بلعنة عطرها تلاحقني فها هي بدأت تحتل زوايا بيتي والأغراض ....مسكتُ المخدة المربعة من تحت رأسي وألقيتها للبعيد لأبعد رائحتها عن محيطي وحاولتُ ان اسرق غفوة تساعدني لأكمل طريقي للأعلى !!....
×
×
×
لم تصبر للصباح بعد ان اعلمتها خالتي بوصولي ومع انها طلبت منها البقاء هناك الّا انها عاندت وأتت فأحضاننا الأخيرة ما زال تأثيرها قائماً عليها !!...ولجت الى المطبخ فشهقت بذهول مما رأت من كوارث ...التفتت بحركة سريعة خارجة منه قلقاً عليّ واتجهت للسلالم وعند اول درجتين لمحت طرفي في الغرفة التي بابها يواجه السلالم....عادت ادراجها قافزة بهلع ولما رأتني مستلقياً على الأريكة اضع ساقاً على الأرض والآخر يجتاز ذراعها من فوق ويداً على جبيني احجب الإضاءة الخارجية للغرفة عني وكانت الأخرى على صدري ...دنت مني بحذر بعد ان اشعلت الضوء...وصلت وجلست القرفصاء ثمّ مدت يدها تهمس بحنان :
" يامن...يامن....هل أنت بخير؟!.."

فتحتُ نصف عين بكسل على همسها وشذى عطرها الذي يعاند ويرفض مفارقتي ...ثواني قليلة حتى استوعبتُ من وأين انا ونهضتُ مفزوعاً قاطباً حاجبيّ ارمقها بنظرات لم تستطع ترجمتها لكنها كانت نفوراً ....تبسّمتْ وهي تقف منتصبة هامسة بصوت مُحب خجول :
" حمداً لله على سلامتك!.."

وبنفس اللحظة مدّت اناملها البيضاء الرقيقة الناعمة وحسست مكان البقعة الحمراء على ذراعي هامسة بألم على حالي:
" يبدو حرق!...هل لديك دهوناً خاصاً له؟!.."

انتفضتُ قائلاً بجفاء:
" لا تلمسيني!!.."

أجفلت وأغلقت قبضتها تعيدها جانب جسدها ورفعت حاجبيها هامسة بتساؤل:
" لماذا؟..هل تؤلمك؟!.."

اشحت وجهي جانباً وانا امسد ذراعي وقلت بغلظة:
" لا تؤلمني!...اذهبي لغرفتك!.."

ابتلعت ريقها وقالت وهي تقترب وتمد يدها مجدداً :
" انها حمراء!...اين علبة الادوية لأبحث عن دهون؟؟!"

نفضت يدها عني وقلت بنبرة حادة جارحة :
" قلت لا تلمسيني....الا تفهمين عربي ؟!...اذهبي لغرفتك وتجنبيني !!.."

عادت للخلف بوجل وتكدّست عيناها بالدموع وقالت بصوت مختنق :
" ما بكَ؟!...ماذا حصل؟!.."

اجبت بقسوة:
" لم يحصل شيء...هكذا انا... مجنون...هل ارتحتِ؟!...الستُ منفصماً؟!..الستُ حائطاً؟!....هذا مزاجي ....اختصري واذهبي لغرفتك !!.."

اجهشت بالبكاء لكنها ظلّت مكانها تحارب بما تمتلك من قوة:
" لمَ تفعل هذا ؟!...ما ذنبي أنا ؟!...ان فشلت في عملك لمَ تخرج هذا عليَ ؟!...لمَ لا تفصل بين أمور عملك وبيتك ؟!...كُن عادلاً وانصفني !....اذهب لمن جعلك تصل لهذا الحال ولا تتقاوى عليّ !!....اذهب واخرج غلّك فيه ولا تجعلني لقمة مدفع عندك!.."

ضحكتُ ساخراً بأسى موجوعاً ونهضت من مكاني...اقتربت منها مسكتُ ذراعها وقلت :
" هل أذهب لمن جعلني في هذا الحال ؟!..أأنتِ متأكدة ؟!.."

حاولت افلات ذراعها وقالت بقوة بينما سماءاها تهطلان الامطار بغزارة :
" أجل اذهب !....ام أن قوتك عليّ ولا تستطيع مواجهته ؟!.."

نفضتُ يدها مكبّلاً بلساني مشلول اليدين مطعون القلب وزجرتها هاتفاً:
" انصرفي الى غرفتك....لا اريد رؤيتك امامي ؟!...لمَ اتيتِ؟!.."

حدّجتني والنيران تشتعل بعينيها ثم ولتني ظهرها بعزم ولكنها لم تتجه صوب السلالم انما الى جهة المدخل وصفعت الباب بقوة خارجة ....فلحقتُ بها على الفور وكانت عند الدرجة الأخيرة للمدخل...مسكتها وقلت :
" اين تذهبين ؟!.."

ردّت:
" لا شأن لك !...الا ترغب بعدم رؤيتي ؟!...سأعود الى بيت أبي الذي يأويني !.."

انتفخت اوداجي وتصرفتُ بهمجية هادراً بها ... لا اريد سيرته:
" قلتُ لك اذهبي لغرفتك لا لبيتكم اللعـ...هيا ادخلي !!.."

زفرتُ انفاسي التي اثقلتني واستغفرتُ ربي من تصرفاتي ..اخفضتُ من حدّتي وقلت بنبرة بين القسوة واللين :
" تعالي معي....قلت لكِ تجنبيني لمَ العناد ؟!!.."

ارخت جسدها وظننتُ انها خضعت لكنها وقفت منتصبة ازائي وهتفت بكبرياء:
" لا اتوسّل منك الحب وكلماته ....ولا العطف ولمساته ....اريد فقط ان تريني ما مكانتي عندك؟...حتى لو انني خارج هامش حياتك لا تتردد وقلها بأعلى صوت....قل لي انتِ لا شيء ..."

اختنق صوتها وعاد يرتعش للبكاء واكملت تواجهني بعينيها المحتقنة :
" قل لي اكرهك...قل لي انت مصيبة وأجبرت على الزواج منك دون رغبة مني...قل لي ارتبطتُ بكِ من اجل صفقة ومع انتهاء المدة والصلاحية ينتهي كل شيء !....حتى لو كان ردك موجعاً سأتحمل ...لا تعتقد اني ضعيفة!...انا واجهتُ الصعب....انا فقدتُ أم....كبرتُ وحيدة....تغرّبتُ طفلة لا سند لي ... ارتبطت دون حب...انا مسيّرة وفق اهوائكم ...لا كيان لي ولا اعتبار!!.....لن تقتلني الحقيقة !!...فقط انطقها......الصمت والاخفاء يخنقاني ويقتلاني..!!.."

الحقيقة؟!...ما هي الحقيقة سوى مشردٌ وجد في عينيك الملجأ...وفي انفاسك الحياة...قلبه أصبح ملك يديك...روحه تعلّقت بروحك....لم يعلم معنى الحب الا معك ...يتمنى ان يلقى حتفه بين شفتيك.... يا مدمّرتي أتسأليني عن الحقيقة ؟!....حقيقتي انا ضحية عشق ووحدكِ المتهمة بقتلي!!...

بقيتُ محدّقاً بها لا اعلم ماذا اجيب؟! وماذا أقول ؟!..وكيف ابرر ؟؟!...كلماتها قطّعت شراييني وضيّقت أنفاسي ومزّقت روحي ....لم استطع الّا قول بصوت شبه ضعيف وأنا أقف امامها بصفتي الثائر المهزوم:
" لا إجابة لديّ !!.."

امالت زاوية فمها بابتسامة ساخرة وعيناها كالجمر وسط الثلوج وغابت السماء من امامي وكله بيدي ثم همستْ بتحدٍ وعجرفة مهددة :
" اذاً لا سلطة لك عليّ...لا تتدخل بي!....لا تقترب مني ولا تلمسني....سأعيش كما كنتُ أعيش من قبلك !....حتى تجد إجابة لسؤالي ما مكانتي عندك؟!....ابحث في موسوعة قلبك وفي الشبكة العنكبوتية في عقلك ...كلمات سهلة بسيطة اجعل لسانك يرددها...* من تكون ألمى بالنسبة لي ؟ *...علّك تجد طرف خيط يرشدك وعندما تخبرني بنتائج بحثك سنرى الى أي اتجاه سنذهب بعلاقتنا المسمومة !!....واقصى ما استطيع تقديمه لك هو ان أحاول التمثيل أمام عائلتينا والناس !....لا بد ان هذا ما تريده مني !...ليروا زوجا اليمامة السعيدين !!...أليس كذلك؟! .."

قلت بعزة نفس وغرور مكابراً كي اداري انهزام فؤادي:
" بلى هو كذلك...خير ما فعلتِ....أحسنتِ!.."

وقبل ان استدير لأدخل مرّت هي من جانبي بشموخ تتجه للمدخل ومع النسمات المعطّرة بعبيرها اغمضت عينيّ استنشقها وكأنني لستُ انا من كنتُ قبل قليل ابعد رائحتها عني !.... ألم اقل مجنون ؟!...قسماً أنا عاشق وعشق حبيبتي العدوّة وعدوّتي الحبيبة هو من اوصلني لدرجة الجنون !!...فهل يحاسب المجانين بما يفعلون ؟!!....
×
×
×

مرّ يومان علينا ونحن على اتفاقنا كلّ منا يعيش حياته بانفراد وحتى الطعام لا نأكله معاً وانا اهرب للشركة كيّ اتلافى الالتقاء بها أما الوغد بعد احباط صفقته حاول التماسك كي لا يفضح نفسه ولم يستسلم لأن اعوانه اعلموه بإصلاح الوضع خلال يومين وحتى لم يُنشر خبر الصفقة بصحيفة السيدة ( ايمان ) لأن السيد (ماجد) لم يخبرها بكافة المعلومات فالتحقيقات في الوطن ما زالت جارية وعلى حسبها سيكون النشر قريباً!!......كنت في اليوم التالي في شركتي وهو اليوم الأول لها بالجامعة وفي تمام الساعة الثانية بينما كنتُ في اجتماع مصغّر مغلق وردني اتصال من هاتفها وصراحةً توجستُ خيفة !!..ترددتُ قليلاً أرد ام لا ؟!...غروري المساند لعقلي يمنعني من الرد كي لا تظن اني ملهوف عليها وعشقي المساند لقلبي يدفعني للرد غير آبه لكرامته !!...رجحت كفّة قلبي فمسكتُ هاتفي وهو يرن بتواصل وإصرار لا يصمت واتخذتُ زاوية في مكتبي بعد ان استأذنتُ الحاضرين وهمست بجدية وكأنني غير مشتاق :
" أجل ؟!...ماذا تريدين بسرعة انا باجتماع ؟!.."

وصلني الصوت الباكي بذعر والذي لم يكُن سوى لصديقتها (ميار) هاتفة بتلعثم:
" سـ..يد يامن...الحق ألمى ....خـ...ـطفها رجال وألقوا حقيبتها !!.."

**********( انتهى الفصل العشرون )**********




قراءة ممتعة باذن الله...



سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 12:05 PM   #235

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,558
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الجمال الحان الإبداع

اشرق صباحي بمفاجأتك الحلوة ولقائي بجمال حضورك
ورؤية أبطالنا من جديد

☆دنيا جديدة☆
حفل زفاف رائع اكملتي إعداده بحضور الأصدقاء
وتعليقاتهم الطريفة والتي تدل علي المودة والمحبة الخالصة

وينتهي حفلنا الجميل بإصطحاب هادى لألمي
ولنذهب نحن لبيوتنا فالعروسة للعريس والجرى للمتاعيس( مثل شعبي لدينا)
ولكن يا ترى يصدق المثل أم يطفئ يامن فرحة ألمي؟

☆صراع الذئاب☆
من الطبيعي أن يكون من يتعامل معهم عاصي في صفقاته المشبوهة علي شاكلة ذلك المجرم

ولكن ترى تأتي النهاية علي يد هؤلاء ويكفون هادى مؤنة القضاء علي عاصي
ام يفي المجرم بوعده ويدفع إليهم اموالهم
أم كانوا يقصدون بإنتقامهم خطف ألمي مثلا؟
لندخل في منحي مختلف تماما

☆ليلتكم سعيدة☆
هذا طبعا علي سبيل المزاح...فليلتهم كانت كارثية
والعريس هو المتعوس

لقد قسي هادى علي نفسه كثيراقبل ان يقسو علي ألمي
كان يستطيع أن يسوق لها أى مبررا آخر غير مقولته تلك التي إن دلت علي شئ فهو علي رفضه للعروس

وعدم ثورة المي أو غضبهاكان متوقعافماذا ينتظر منها بعد ان لفظها ووضع لها حدودا وسياجا لا تتخطاه

والمى ببرائتها لا تثور إلا علي أعمال المنزل
ولكن لنرى إلي متي يظل صامدا... القول شئ والفعل شئ آخر

سنرى إلي متي يصمد هادى ويكبح نبضات قلبه العاشقة
حقا حبيبتي انت متمكنة من ادواتك فقد صورتي الصراع بداخله بكلمات من أصدق ما يكون

☆ظل الشجر☆
بينما مكالمة سامى ودنيا المشاكسة من جهة سامي والدلال من دنيا بليلة عرسه بعد رؤية صورهما وإعجابهما الشديد بجمال عروسه

ثم دعوته للذهاب لعروسه الذين اخذوه منها وهم لا بعلمون أنهم يحسدونه علي ظل الشجر الذى لم يناله
وما خفي كان أعظم بمهمة سليم غليظ الكلمات برابع يوم زواجه... اعذره لأنه يخشي أن يعوق عشق هادى لألمي مهمتهم السامية

☆ القبلة والدمار الشامل☆
إبتدأ الدمار الشامل بما خلفته ألمي في الحجرة من فوضي وتمزيق لكل شى والإلقاء العشوائي لمحتوياتها والدمار التام لفستان الزفاف الذى تحول لاشلاءثم للدمار النفسي الذى تعرضت له مع إنفجار البالونات التي لديها رهاب من صوتها

لننتقل للدمار الشامل الثانى بقبلة هادى المسروقة
والتي إنكرها وأدعي انها ضمن حلمها ولم يخف آثار جريمته بإزالة آثار احمر الشفاة وهذا الدمار كان أكبر مما فعلته المي وهي تحاول تنظيف المطبخ بعد أن أخل هادى بثاني شروطه انها المسئولة عن البيت حتي لو اطعمته تراب ليتحول هو طاهيا لها ما تشتهيه من البوظة خاسرا هدفين بمرماه من اول ليلة

هناك شيئا استغربه دائما حبيبتي نسرين وهو ظهور البطلة بالافلام أو الروايات بمظهر العاجز تماما حتي عن غسل كوب او قلي بيضة

فبظني أن الفتاة بفطرتها التي خلقت عليها تستطيع القيام بتلك المهام بشكل عادى تلقائي
وأتعجب جدا لمن يعجزون عن الطبخ وبجوراهم التاب يشاهدون فيه بالتفصيل الطريقة

ربما لأننا نطبخ ونحن مغمضى العيون ونقوم بالتنظيف كروبوت مبرمج علي الخطوات أرى عجز الفتاة عن القيام بدورها كفيلم هزلي

☆الأطرش بالزفة☆
يحق لألمي التساؤل عن طبيعة علاقتهم الزوجية الغريبة
خاصة وهي ترى حقيبته المعدة للسفر
وقد طرحت إحتمالين هما بالفعل ما قد يترائي لذهن اى إمراة مكانها وقد دحض هادى الإحتمالين
ولم يعطها مبررا سوى أنه لصالحها وأن الصبر مفتاح الفرج
ولكن لمن يا هادى؟.... لمن يصبر
ولنرى حبال الصبر تلك إلي متي ستظل ممتدة بالنسبة له هو وليس ألمي؟

☆بئست تجارة الرقيق☆
يا لقذارة عاصي هذا ..بعد الإتجار بالمخدرات والسلاح وبالوطن نفسه
يلجأ لأخس الأنواع بالتجارة بالبشر..طبعا الفتيات من كل لون وعمر.

ولكم هي تجارة مربحة تمارسها المافيا بكل بقاع الارض للاسف
وقد نجح هادى بالتخطيط المحكم ورفاقه في إحباط تلك الصفقة

ولكم وخزني قلبي علي ما سمعته من حكايا بعض الفتيات المخدوعات منهن وتلك النيروز المسكينة التي كانت تدرى بما هم مقبلون عليه
بئس أمثال عاصي الذين حولوا الاعراض الي ساحات مستباحة بسوء أحوال الاوطان وحاجة الناس الي المطالب الاساسية وعلي رأسها العلاج والدواء

وقد راقني جدا الكلمات الهادية التي القاها علي مسامع فيروز ونصيحته لها
والاجمل من القول هو الفعل بإعادة تلك الفتيات إلي ديارهن وحل مشاكلهن وتوفير العمل المحترم لهن بمساعدة سامي ورفاقه

وأعاود خشيتي ثانية من أن يصب المجرمين إنتقامهم من عاصي في ألمي حماها الله

اتعلمين انك تقدمين صورة جميلة للنصح وفتح باب الامل مهما كان الوضع مظلما اسودا ببراعة تصويرك للمعاناة بشكل تلقائي صادق جدا

☆آباء يزرعون الحصرم☆
ليت ما كابده هادى بعد عودته وصدمته مما رآه وسمعه في مهمته إقتصر علي جفائه مع ألمي
وحوارها البرئ معه عن موقعها بحياته بعد محاولةمساعدته لعلاج حرق يده فينفض يظها وكأنها رجس من عمل الشيطان لانها إبنة عاصي

لتأتي صرختها الصادقة بمعانتها طوال حياتها لتأتي صدمتها الكبري معه
وعليه فعلا أن يجد إجابة لسؤالهافهي ليست حجر

كل هذا جانبا ولكن الكارثة الكبرى تأتي بما توقعته وقد صدق حدسي بأن المي هي وسيلة القصاص من عاصي وفشل الصفقة علي يد هادى

والذى عليه الآن مكابدة خطف ألمي وكيفية تخليصها من مجرمي تجارة كل محظور
النهاية صادمة فعلا ولكني أؤمن بأن* صنائع المعروف تقي مصارع السوء*
فكما حمي هادى أعراض الفتيات وانقذهم من مصير بشع سيوفقه الله في إنقاذ ألمي

سلمتي حبيبتي علي الفصل الجميييييييل جدا والطويل ايضا مكافأة منك لنا
وقد تناولت كل الأحداث بمنتهي المهارة والدقة والبراعة في التصوير ورسم كل موقف بمشاعر صادقة حساسة جدا تنبع من قلب صادق يعرف معني الألم والمعاناة

بإنتظار الفصل القادم بكل شوق
دمتي في أمان الله وحفظه أختي المبدعة الجميلة ألحان


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 10:47 PM   #236

سكون ليلة
 
الصورة الرمزية سكون ليلة

? العضوٌ??? » 483780
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 142
?  نُقآطِيْ » سكون ليلة is on a distinguished road
افتراضي

كالعادة تقدمين أفضل من ما نتوقعه ، أسلوبك في الكتابة وفي صياغة الحوار وحتى تسلسل الأحداث ينضج ويتطور بشكل ملحوظ ، غير قدرتك على صناعة المشاهد الرومانسية صراحة يعني أحسدك عليها 🌚

استمتعت كثيراً بأخذ الأحداث للجانب العسكري من جديد ، وما لآمس وجداني حقيقة هو حكايات الفتيات اللواتي إنتهى بهن المطاف كسلع يتاجر بها .


ننتظر منك مفاجآت جديدة في الفصل القادم عزيزتي .. بالتوفيق إن شاء الله ♥️


سكون ليلة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 11:49 PM   #237

bobosty2005

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية bobosty2005

? العضوٌ??? » 345060
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,798
?  نُقآطِيْ » bobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond repute
افتراضي

إلى متى ستتحمل المى نتائج أفعال والدها 😌البونيه اتبهدلت خالص و كان ناقصها الخطف ليضاف لحياتها المزيد من التوتر و الألم

وأخيرا تم الزفاف الوهمى😓 و هادى يصارع نفسه بين حبه و انتقامه
والمى تتعايش مع تقلب تصرفاته و انفصام شخصيته كما تراها بصبر و حيره 😳

الجميع يرى نقطة ضعف عاصى هى المى و هذا جعلها ملطشه الرايح و الجاى 😏مفيش شفقة او رحمه و مبررهم ان عاصى 😡 لم يرحم أحد حتى فى حبه مؤذى

يقلقنى دائما رد فعل المى عندما تكتشف الحقيقه فهى لا تستحق هذا القهر 😭

لنرى معك القادم عزيزتى فصل ممتع و به الكثير من الأحداث و واضح اهتمامك بالتفاصيل👌 احسنتى بالتوفيق🌹🌹


bobosty2005 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-22, 02:11 AM   #238

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح الجمال الحان الإبداع

اشرق صباحي بمفاجأتك الحلوة ولقائي بجمال حضورك
ورؤية أبطالنا من جديد

☆دنيا جديدة☆
حفل زفاف رائع اكملتي إعداده بحضور الأصدقاء
وتعليقاتهم الطريفة والتي تدل علي المودة والمحبة الخالصة

وينتهي حفلنا الجميل بإصطحاب هادى لألمي
ولنذهب نحن لبيوتنا فالعروسة للعريس والجرى للمتاعيس( مثل شعبي لدينا)
ولكن يا ترى يصدق المثل أم يطفئ يامن فرحة ألمي؟

☆صراع الذئاب☆
من الطبيعي أن يكون من يتعامل معهم عاصي في صفقاته المشبوهة علي شاكلة ذلك المجرم

ولكن ترى تأتي النهاية علي يد هؤلاء ويكفون هادى مؤنة القضاء علي عاصي
ام يفي المجرم بوعده ويدفع إليهم اموالهم
أم كانوا يقصدون بإنتقامهم خطف ألمي مثلا؟
لندخل في منحي مختلف تماما

☆ليلتكم سعيدة☆
هذا طبعا علي سبيل المزاح...فليلتهم كانت كارثية
والعريس هو المتعوس

لقد قسي هادى علي نفسه كثيراقبل ان يقسو علي ألمي
كان يستطيع أن يسوق لها أى مبررا آخر غير مقولته تلك التي إن دلت علي شئ فهو علي رفضه للعروس

وعدم ثورة المي أو غضبهاكان متوقعافماذا ينتظر منها بعد ان لفظها ووضع لها حدودا وسياجا لا تتخطاه

والمى ببرائتها لا تثور إلا علي أعمال المنزل
ولكن لنرى إلي متي يظل صامدا... القول شئ والفعل شئ آخر

سنرى إلي متي يصمد هادى ويكبح نبضات قلبه العاشقة
حقا حبيبتي انت متمكنة من ادواتك فقد صورتي الصراع بداخله بكلمات من أصدق ما يكون

☆ظل الشجر☆
بينما مكالمة سامى ودنيا المشاكسة من جهة سامي والدلال من دنيا بليلة عرسه بعد رؤية صورهما وإعجابهما الشديد بجمال عروسه

ثم دعوته للذهاب لعروسه الذين اخذوه منها وهم لا بعلمون أنهم يحسدونه علي ظل الشجر الذى لم يناله
وما خفي كان أعظم بمهمة سليم غليظ الكلمات برابع يوم زواجه... اعذره لأنه يخشي أن يعوق عشق هادى لألمي مهمتهم السامية

☆ القبلة والدمار الشامل☆
إبتدأ الدمار الشامل بما خلفته ألمي في الحجرة من فوضي وتمزيق لكل شى والإلقاء العشوائي لمحتوياتها والدمار التام لفستان الزفاف الذى تحول لاشلاءثم للدمار النفسي الذى تعرضت له مع إنفجار البالونات التي لديها رهاب من صوتها

لننتقل للدمار الشامل الثانى بقبلة هادى المسروقة
والتي إنكرها وأدعي انها ضمن حلمها ولم يخف آثار جريمته بإزالة آثار احمر الشفاة وهذا الدمار كان أكبر مما فعلته المي وهي تحاول تنظيف المطبخ بعد أن أخل هادى بثاني شروطه انها المسئولة عن البيت حتي لو اطعمته تراب ليتحول هو طاهيا لها ما تشتهيه من البوظة خاسرا هدفين بمرماه من اول ليلة

هناك شيئا استغربه دائما حبيبتي نسرين وهو ظهور البطلة بالافلام أو الروايات بمظهر العاجز تماما حتي عن غسل كوب او قلي بيضة

فبظني أن الفتاة بفطرتها التي خلقت عليها تستطيع القيام بتلك المهام بشكل عادى تلقائي
وأتعجب جدا لمن يعجزون عن الطبخ وبجوراهم التاب يشاهدون فيه بالتفصيل الطريقة

ربما لأننا نطبخ ونحن مغمضى العيون ونقوم بالتنظيف كروبوت مبرمج علي الخطوات أرى عجز الفتاة عن القيام بدورها كفيلم هزلي

☆الأطرش بالزفة☆
يحق لألمي التساؤل عن طبيعة علاقتهم الزوجية الغريبة
خاصة وهي ترى حقيبته المعدة للسفر
وقد طرحت إحتمالين هما بالفعل ما قد يترائي لذهن اى إمراة مكانها وقد دحض هادى الإحتمالين
ولم يعطها مبررا سوى أنه لصالحها وأن الصبر مفتاح الفرج
ولكن لمن يا هادى؟.... لمن يصبر
ولنرى حبال الصبر تلك إلي متي ستظل ممتدة بالنسبة له هو وليس ألمي؟

☆بئست تجارة الرقيق☆
يا لقذارة عاصي هذا ..بعد الإتجار بالمخدرات والسلاح وبالوطن نفسه
يلجأ لأخس الأنواع بالتجارة بالبشر..طبعا الفتيات من كل لون وعمر.

ولكم هي تجارة مربحة تمارسها المافيا بكل بقاع الارض للاسف
وقد نجح هادى بالتخطيط المحكم ورفاقه في إحباط تلك الصفقة

ولكم وخزني قلبي علي ما سمعته من حكايا بعض الفتيات المخدوعات منهن وتلك النيروز المسكينة التي كانت تدرى بما هم مقبلون عليه
بئس أمثال عاصي الذين حولوا الاعراض الي ساحات مستباحة بسوء أحوال الاوطان وحاجة الناس الي المطالب الاساسية وعلي رأسها العلاج والدواء

وقد راقني جدا الكلمات الهادية التي القاها علي مسامع فيروز ونصيحته لها
والاجمل من القول هو الفعل بإعادة تلك الفتيات إلي ديارهن وحل مشاكلهن وتوفير العمل المحترم لهن بمساعدة سامي ورفاقه

وأعاود خشيتي ثانية من أن يصب المجرمين إنتقامهم من عاصي في ألمي حماها الله

اتعلمين انك تقدمين صورة جميلة للنصح وفتح باب الامل مهما كان الوضع مظلما اسودا ببراعة تصويرك للمعاناة بشكل تلقائي صادق جدا

☆آباء يزرعون الحصرم☆
ليت ما كابده هادى بعد عودته وصدمته مما رآه وسمعه في مهمته إقتصر علي جفائه مع ألمي
وحوارها البرئ معه عن موقعها بحياته بعد محاولةمساعدته لعلاج حرق يده فينفض يظها وكأنها رجس من عمل الشيطان لانها إبنة عاصي

لتأتي صرختها الصادقة بمعانتها طوال حياتها لتأتي صدمتها الكبري معه
وعليه فعلا أن يجد إجابة لسؤالهافهي ليست حجر

كل هذا جانبا ولكن الكارثة الكبرى تأتي بما توقعته وقد صدق حدسي بأن المي هي وسيلة القصاص من عاصي وفشل الصفقة علي يد هادى

والذى عليه الآن مكابدة خطف ألمي وكيفية تخليصها من مجرمي تجارة كل محظور
النهاية صادمة فعلا ولكني أؤمن بأن* صنائع المعروف تقي مصارع السوء*
فكما حمي هادى أعراض الفتيات وانقذهم من مصير بشع سيوفقه الله في إنقاذ ألمي

سلمتي حبيبتي علي الفصل الجميييييييل جدا والطويل ايضا مكافأة منك لنا
وقد تناولت كل الأحداث بمنتهي المهارة والدقة والبراعة في التصوير ورسم كل موقف بمشاعر صادقة حساسة جدا تنبع من قلب صادق يعرف معني الألم والمعاناة

بإنتظار الفصل القادم بكل شوق
دمتي في أمان الله وحفظه أختي المبدعة الجميلة ألحان


يسعد صباحك ومساؤك أختي آمال....

أنا معتادة في صباح كل يوم سبت أن انهض من فراشي في بيت اهلي بعد قراءة تعليقك الذي يبهج يومي كله...لكن اليوم حاولت الدخول وكان خلل في المنتدى ولما دخل ولم اجد تعليقك خشيت انك كتبتيه وطار مع الخلل فاحبطت كثيرا ...وبحمد الله لم تتأخري لتهديني عبق حروفك وجمال كلماتك فذهب الاحباط وعاد الحماس.....مهما شكرتك اكون مقصرّة في حقك صدقيني ....تسلميلي يا كل الغلا....

أما الفصل استطعت نقله وتعديله لأنني وجدت وقت فراغ ولم يكن ضغط بدراسة الأولاد كما ظننت ولكن اتوقع ان يكون الاسبوع القادم هو الحافل بالدراسة هههه....لنتركه على بركة الله....

--------

بالفعل هادي يقسو على نفسه معها فلا اعتقد ان يتحمل رجل ما يتحمله هههه ....هو لا يريد ان تكون علاقة حميمية بينهما بصفته يامن لأنه يشعر انه يخدعها لذا يجاهد لكبح نفسه عنها ...هل سينجح ام لا؟! ..

سليم قسوته خشية من اخفاق هادي للمهمة بسببها بالاضافة هو بالفعل لا يتقبّلها لانتمائها لعاصي مع يقينه بان لا ذنب لها....


ألمى قصفت جبهة هادي باحراجه هههه فلتكون مرة هي رابحة ولا يتبجح هو عليها دائماً هههه

صحيح ان فطرة البنت تجعلها تستطيع فعل اشياء بالمطبخ وأقلها تنظيف الأواني لكن ارى البنت حتى لو لم تجرب ستتعلم ولو نظرياً من امها وممن حولها قريبات واخوات اما هنا تحدثتُ عن ألمى وشخصيتها.....فتاة مدللة تربت بين خدم ودون ام تتعلم منها وخالتها فاشلة بامور الطبخ وستعترف بذلك في القادم ان شاء الله هههه وكذلك شخصيتها لا مبالية ولا توسع دائرة اهتماماتها العامة فطبيعي ان لا تنجح من اولها....عنا مثل بقول ( تجوزت وبتعرفش تفقس بيضة هههه ) للبنات المدللات اللواتي اصبحن بعد الزواج معدّلات وماهرات في امور البيت والمطبخ ....


نعم الاحتمالين اللذين وضعتهما ألمى هما طبيعيين لمثل وضعها أما الاحتمال الثاني صعب ويضرب غرور الرجل هههه...


التجارة بالفتيات مستوحى من مقالات قرأتها لضحايا الحرب والفقر بالفعل وغيرتها بطريقتي مع الخيال ....لكنها مع الأسف حقيقة مؤلمة جداً.....حمى الله نساء وبنات المسلمين ....

كم أتمنى ان يكون بيننا مثل هادي واصدقائه لحماية ابناء وبنات شعوبنا من الظُلم والاضطهاد....


هادي بالطبع لم يشمئز من ألمى نفسها انما بعد ما عاشه بالمعسكر بسبب ابيها تمنى عدم مواجهتها لانها تذكره به فسيصب غضبه عليها لانه لا يصل لوالدها لذا طلب من خالته الا تأتي لكنها اتت لنصيبها ههههه

هادي وافعاله الخيرية ستنقذ ألمى أم أنها ستكون قربان لضحايا الأعمال الدنيئة التي قام بها والدها ؟!...


بارك الله بكِ على الاوكسجين الذي تعطيني اياه كدعم لأستمر اذا اراد الله وسامحيني على الإطالة......
أسعدك الله في جميع اوقاتك.....نلتقي على خير


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-22, 05:35 PM   #239

لبنى البلسان

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية لبنى البلسان

? العضوٌ??? » 462696
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 5,543
?  نُقآطِيْ » لبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء الورد والياسمين لاحلى الحان
هادي ياهادي رفقا بالمى المسكينة
على الاقل احسن معاملتها لتتمسك بك وقت تكتشف الحقيقة
فصل جميل جدا رغم القفلة الشريرة 😅
الله يعطيك العافية وتسلم اناملك ألحان
بانتظار احداث الفصل القادم





لبنى البلسان غير متواجد حالياً  
التوقيع


أعظم الارزاق ♡
دعوة رفعت بإسمك في ظهر الغيب ★
لاأنت طلبتها.... ولا حتى تعلمها ☆




رد مع اقتباس
قديم 06-03-22, 06:51 PM   #240

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سكون ليلة مشاهدة المشاركة
كالعادة تقدمين أفضل من ما نتوقعه ، أسلوبك في الكتابة وفي صياغة الحوار وحتى تسلسل الأحداث ينضج ويتطور بشكل ملحوظ ، غير قدرتك على صناعة المشاهد الرومانسية صراحة يعني أحسدك عليها 🌚

استمتعت كثيراً بأخذ الأحداث للجانب العسكري من جديد ، وما لآمس وجداني حقيقة هو حكايات الفتيات اللواتي إنتهى بهن المطاف كسلع يتاجر بها .


ننتظر منك مفاجآت جديدة في الفصل القادم عزيزتي .. بالتوفيق إن شاء الله ♥️
اختي سكون الجميلة يا هلا ..
خجلتيني كثير بكلامك وهذه شهادة منك اعتز بيها ....انا ما زلت اتعلم منكم واعذروني على تقصيري واخطائي ببعض المواضع وأتمنى ان اكون عند حسن ظنكم يا رب وشكرااا كثييير عالتشجيع اللي بيرفع المعنويات....سعدت جدا ان الفصل نال اعجابك .......

(( انتظر بشوق فصل روايتك - ثأر الخناجر - طبعا متى ما استطعتِ...انا كنت مشغولة الجمعة والسبت لذا لم يتسنّى لي السؤال عنها..))


اسعدك الله في الدنيا والآخرة....


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:55 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.