آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          شريكها المثالي (50) للكاتبة: Day Leclaire *كاملة* (الكاتـب : Andalus - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          عزيزتى لينا (61) للكاتبةK.L. Donn الجزء4من سلسلة رسائل حبLove Letters كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          عزيزى مافريك(60)للكاتبةK.L. Donn الجزء3من سلسلة رسائل حب Love Letters .. كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سلسلة رسائل حب Love Letters للكاتبة K.L. Donn (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          283 - الحب لا يكذب - كارولين اندرسون (الكاتـب : عنووود - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك لمستوى الرواية ؟
جيد جداً 85 88.54%
جيد 11 11.46%
سيء 0 0%
المصوتون: 96. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree9707Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-02-22, 09:27 PM   #191

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,156
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي


عودا حميدا
بارت فخم مليء بالاحاسيس والمشاعر تعجبني اظهار المشاعر المختلطه او المتنازعة لان من النادر يكون شعور واحد في الموقف انا ارتفع ضغطي من خطيبة يامن تقول لها غيري ملابسك تغيير تقول ننادي خطيبك السابق توافق


غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-22, 01:30 AM   #192

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غدا يوم اخر مشاهدة المشاركة
عودا حميدا
بارت فخم مليء بالاحاسيس والمشاعر تعجبني اظهار المشاعر المختلطه او المتنازعة لان من النادر يكون شعور واحد في الموقف انا ارتفع ضغطي من خطيبة يامن تقول لها غيري ملابسك تغيير تقول ننادي خطيبك السابق توافق
اهلاً بكِ اختي غداً يوم آخر ..أنرت الرواية....

ممنونة جداً من كلماتك الجميلة ....كلك ذوق

أما بالنسبة لألمى تبدو انها ساذجة بسبب فطرتها الطيبة مع قلة خبرتها بالناس ومواجهة الحياة بصعابها والذي كان لوالدها دور بهذا ليضعف شخصيتها لكن خطيبها السابق هي تعتبره صديقها منذ طفولتهما ومشاعرها لم تتغير نحوه كصديق حتى وهما مرتبطان لذا لم يكن غريبا عليها قدومه وقربها منه ....وأكيد ان طيبتها مستفزة هههه


ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-22, 04:04 PM   #193

سكون ليلة
 
الصورة الرمزية سكون ليلة

? العضوٌ??? » 483780
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 142
?  نُقآطِيْ » سكون ليلة is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

فصل جميل جداً ، أحببت كيف تمكنت من الإنتقال عبر الفصول بين أحداث الحرب والمخيم إلى فترة سلم تأخذ فيها الرواية منحنى آخر نحو وصف علاقات إنسانية بدون أن تقطعي انسجام القارئ .

هناك سؤال يدور في رأسي طوال الفصول الأخيرة من الرواية "لماذا يأخذ يامن ومن معه قضية عاصي رضا بشكل شخصي ؟ رغم أني لا أعتقد أن أعماله الدنيئة اقتصرت على على قتل محيي الدين ، ألم يحن الوقت أن ينظر هادي نحو غيره من ضحايا عاصي رضا ؟ .


يؤسفني أن نخسر فاتن من شخصيات الرواية فبصراحة منذ إنكشاف حقيقة قتل أبيها وهي من شخصياتي المفضلة في الرواية .

وأخيراً ألمى ، أعتقد أن شخصيتها بحاجه للصدمة التي ستتلقاها من يامن لتنضج أكثر وتغادر عالمها الوردي قليلاً .

شكراً لك ..


سكون ليلة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-22, 10:05 PM   #194

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سكون ليلة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله

فصل جميل جداً ، أحببت كيف تمكنت من الإنتقال عبر الفصول بين أحداث الحرب والمخيم إلى فترة سلم تأخذ فيها الرواية منحنى آخر نحو وصف علاقات إنسانية بدون أن تقطعي انسجام القارئ .

هناك سؤال يدور في رأسي طوال الفصول الأخيرة من الرواية "لماذا يأخذ يامن ومن معه قضية عاصي رضا بشكل شخصي ؟ رغم أني لا أعتقد أن أعماله الدنيئة اقتصرت على على قتل محيي الدين ، ألم يحن الوقت أن ينظر هادي نحو غيره من ضحايا عاصي رضا ؟ .


يؤسفني أن نخسر فاتن من شخصيات الرواية فبصراحة منذ إنكشاف حقيقة قتل أبيها وهي من شخصياتي المفضلة في الرواية .

وأخيراً ألمى ، أعتقد أن شخصيتها بحاجه للصدمة التي ستتلقاها من يامن لتنضج أكثر وتغادر عالمها الوردي قليلاً .

شكراً لك ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته....اهلا اختي سكون نورتينا

سعدت انه اعجبك الفصل رغم علمي بانه كان ساكن نوعا ما من الاحداث هههه لكن لا مفر منه هههه.....أما الانتقال بين الحرب الى فترة سلم لقد ذكرت في فصول سابقة تدخل وسطاء اجانب وتعادل الحزبين في الانتخابات حزب سليم وحزب مسؤول عنه عاصي لكنه لا يتواجد طبعا فقط يدعمه من الخارج وتقرر تشكيل حكومة تضم من الحزبين حتى الانتخابات القادمة اي بعد حوالي ثلاث سنوات وبسبب الصفقة التي اعادته للوراء ضعف حزبه قليلا فحزب سليم اصبح الأقوى ولكن السيطرة للجنود لذا الأمن مستتب لا حروبات مع ان الخونة مستمرين من تحت الطاولة باعمالهم الممنوعة كادخال اسلحة غير قانونية وما شابه والثوار وظيفتهم احباط عملياتهم التي تخرب الوطن وحماية الحدود ...... وقد أحببت في هذه المرحلة تجميد الحروبات وتسليط الضوء على مشاعرهم المتضاربة هههه لنعطي الرومانسية قليلاً من حقها هههه وسنرى ان شاء الله ما سيحدث مستقبلاً.....


اجابتي لسؤالك :
القضية في الاساس قضية وطن ....والد هادي كانت مهمته الدفاع عن الوطن مع اصدقائه سواء في ساحات المعركة او بايجاد ادلة تدخل الخونة امثال عاصي السجن ولأنه تلقى تهديد وصى اصدقائه بجعل ابنه يتمم المهمة من اجل الوطن ان حصل له شيئاً ...فالان مهمة هادي الاساسية هي الحصول على ادلة الخيانة كملفات وما شابه بالاضافة لأدلة لجرائم القتل التي ارتكبها وجرائم الحرب كي يتحاكم في الدولة بشكل قانوني أما سليم وماجد يستفزونه بقضية والده كي لا يضعف ويفشل فتركيزهم على هذه النقطة هو نوع من التحفيز بالاستمرار بالمهمة لأن مشاعر الغضب والانتقام لها دور كي لا يستسلم ويبقى حاقد عليه ولو كان الشيء شخصي لأكتفى بذله وقتله ثأراً لوالده لا بمحاكمته فقط ....ودفاع هادي والثوار عن ضحايا عاصي وامثاله كان بمساندتهم في المخيمات او حمايتهم بمنع دخول الاسلحة للدولة لقتلهم وايضاً في الفصول القادمة سنرى الأعمال الشنيعة الدنيئة التي يقوم بها عاصي وسيكون مشاهد لها ان شاء الله مع ضحايا جدد وكيف سيدافع هادي عنهم وردود فعله......


نعم شخصية فاتن سينتهي دورها بفصول قادمة ولكن انتهاء دورها يخدم الحبكة لدخول منحنيات أخرى في حياة ألمى وسنرى ما سيطرأ عليها من تغييرات ان شاء الله....وماذا سيحصل في عالمها الوردي هههه....أنا ايضاً أحبها ههه لأنها تذكرني بعمتي رحمها الله ونصائحها فهي لم تتزوج وكانت صديقة مقربة لنا وحنونة رغم وجود فرق في السن وتوفت بسبب السرطان حفظكم الله....


انا التي اشكرك على تعليقك الجميل .....الى اللقاء باذن الله


ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-22, 03:10 AM   #195

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع عشر (( حضنُ أمي ))


" إبراهيم ....أين هادي ؟!..."

سألت خالتي (مريم) زوجها عند دخولها الى غرفتهما بعدما بحثت عني بينما كان هو يتجهز للذهاب الى عمله....فأجاب وعيناه على المرآة أمامه يعدّل ياقة قميصه:
" ربما ذهب للجري على الساحل..!!..ما بك مشوّشة ؟!.."

أجابت على الفور رافضة احتماله:
" ليس بالساحل ...هاتفه الخاص بيامن موجود في الغرفة ...لا يذهب من دونه !.."

رفع حاجبه بتوجس ثم سأل:
" أمس عندما اخبرتيه عن ذهابكم اليوم لدار أزياء العرائس من أجل فستان الزفاف ماذا كان رده ؟!...فأنت تعلمين تركتكما تتناقشان وذهبت للنوم.!..."

أجابت منزعجة :
" رفع ضغطي !!...عنييد ...قال لي لن يذهب وأن ما من داعي لذلك ولنتدبر نحن امورنا لكني صممت فأنهى الحديث دون ان يعطيني جواباً ..أخشى أنه اختصر ليهرب مني!!...سيحرجني أمام السيدة فاتن وألمى إن بقي على كلمته ...ما به أصبح قاسياً ؟!..يا ربي ماذا سأفعل؟!..."

أدار وجهه جانباً إليها وملامحه فيها العتاب وقال:
" تسألين لمَ أصبح قاسياً وأنت أحد أسباب قسوته ؟!.."

قطبت حاجبيها مستنكرة واجابت:
" لمَ تقول هذا ؟...ما هو ذنبي انا ؟!.."

حمل زجاجة العطر يرشّ على عنقه وأجاب يكمل ملامته :
" ألستِ أنتِ من اقترحتِ أن نجعل سليم يوقفه عن الانغماس في مشاعره لمصلحته ؟!...ألم تلحظي أنه تغيّر الى حد كبير منذ عودته وأصبح أكثر عصبية بغض النظر عن غضبه عليها الأسبوع الفائت في ذاك الموقف.....ابن شقيقتك عاشق مهما أنكر!! .... ردود فعله حينها وحميته عليها ليس لأنها مرتبطة باسمه فقط كما تبجح فهو يعلم كما نعلم انها تذكرة لدخول بيت العنكبوت ولا شأن له بتصرفاتها ان لم يحبها.....لكن المسكين يكتوي بنار الحب ويحرقها معه ولا يجرؤ على الاعتراف ليقينه انه واقع في العشق الممنوع !!...أصبح يراها عقبة في طريقه فلا حل لديه الّا الهروب منها .."

قالت بنبرة يتخللها الندم:
" أعلم أني كنت قاسية بهذا القرار لكن لحمايته ولم أتوقع انه سيخرج هذا عليها...ظننتُ أنه سيصبح أكثر حذراً فقط !!..."
تنهدت وتابعت:
" أين هو الآن يا ترى ؟!.."

"مؤكد ذهب للمعسكر...حاولي اتصلي على هاتفه الآخر !!.."

قال جملته وخطى خطواته القليلة اتجاهها ثم احنى جذعه يقبل جبينها مستودعها الله وأدبر خارجاً الى غايته ...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

" أماه !!....خير ان شاء الله ؟!...ما بك تتصلين في هذا الوقت ؟!.."

وردني اتصال من أمي في العاشرة صباحاً بينما كنت أجلس على صخرة في أرض المعسكر سارحاً أتفكر في خلق الله سبحانه وتعالى بديع السموات والارض.......لن أخبئ أو انكر ان عينيها اللتين اشتقت لهما كانتا ضمن هذه اللائحة!!...كيف سأفصلهما عن السماء وهما السماء ذاتها؟!.......التفكر في خلقه هي من العبادات المحببة عليّ لأنها تخطفني الى عالم آخر في رحلة هادئة بعيداً عن ضوضاء الحياة وأعود منها بنفسٍ راضية وروحٍ ساكنة وقلبٍ صافي....

" اشتقتُ لك يا مهجة قلبي ...هل أزعجك اتصالي ؟!.."

ردّت بنغماتها الساحرة فقلت :
" أيزعجني اتصالك أمي وأنت نبض الحياة وسلم النجاة ؟!...أنتِ فقط مَن يحق لكِ كل شيء وأي شيء.... اؤمريني لأقول لكِ سمعاً وطاعة..."

ضحكت بحنية وقالت كلماتها التي توصلني الى عنان السماء :
" رضي الله عنك وأرضاك يا غالي ابن الغالي......اين انت الآن وماذا تفعل ؟!..."

" جئت الى المعسكر ...خرجتُ من البيت قبل صلاة الفجر .."

" متى ستعود للمدينة؟؟"

" لم اقرر بعد!!...ربما أبيت هنا الليلة....لمَ تسألين؟!.."

" أردتُ أن أرى الى أين وصلت تحضيرات عريسنا العزيز.."

نطقتها بلطافة فأجبتها مراوغاً بمرح:
"أنتِ اخبريني عن الأجواء عندكم واخبار الغليظ وضفدعته !!..."

ثم غيرت نبرتي للجدية:
" هل كل شيء على ما يرام ؟!...لا تترددي بسحب أي مبلغ تحتاجينه من المصرف من أجل تحضيرات الزفاف وجهاز العروس....لا أريد أن ينقص دنيانا شيء أمي ....هذا يوم السعد لها ولنا بإذن الله...لبّي لها كل طلباتها ...هذه صغيرتي وحبيبتي المدللة.."





ردت باستياء:
" ألا تكفّ عن تدميرها بدلالك المفرط ؟!.....بنيّ هذا خطأ وحتى لو أنعم الله علينا بهذه الخيرات يجب أن يكون لكل شيء حد وشقيقتك لا حدود لها ما شاء الله .......ستمسك بيت وستكون زوجة ..عليها تحمل المسؤولية وزوجها غير مجبر على تلبية متطلباتها التافهة أما جهازها ان شاء الله عندما تعود أنت لنا وتنتقل هي الى بيت سامي بالطبع ان شاء الله سنقوم بتجهيزها دون ان ينقصها غرض لكن الآن لا داعي لذلك.."

قلت:
" أمي... ما دام الله يعطيني الصحة والعمر والرزق الحلال لن أحرم شقيقيّ مما تشتهي انفسهما ..سأعوضهما عن كل ساعة حرما فيها ...أريدهما أن يتذوقا ما أنعم الله به علينا ....اللهم أدمها من نعمة واحفظها من الزوال .."

"آمين.."

أمّنت خلفي , صمتت برهة ثم همست :
" بني ما هذا الذي سمعته ؟!..كيف لا تذهب مع العروس لاختيار فستان الزفاف ؟!.."

لقد اتضح لي المخفي وراء الاتصال !!....يبدو أن خالتي استعانت بها لتوقعني أو تغلق عليّ جميع المخارج ...فهي تعلم أن كل شيء يهون بالنسبة لي عند كلمة من أمي...وحدها غاليتي التي ارتمي تحت قدميها من أجل رضاها...هي فقط دون البشر من لا اجرؤ على عصيانها او كسر كلمتها وخاطرها ....إنها أماه نبضي لأمضي في هذه الحياة....


أجبت:
" أمي لا رغبة لي في ذلك ...أهو ضروري تواجدي ؟!.."


قالت برقة تعاتبني:
" أنت لن تذهب لمعرفتك أن الشيء غير حقيقي لكن ما ذنبها وهي تظن نفسها عروساً طبيعية ككل العرائس ؟!....حرام عليك كسرها بعدم اهتمامك ...أنت تقتلها بالبطيء بنيّ...هل وضعتها ايضاً في خطة الانتقام ؟!...أتريد أن تذلّها ؟!....لمَ تتصرف بهذه القسوة ؟!..."

قاطعتها ولا إجابة لديّ:
" أمــي !!.."

أكملتْ :
." لا تقاطعني واسمعني ....أنا أتخيل شقيقتك مكانها حتى من غير مهمات لو أن سامي اعتذر عن مرافقتها لأقامت الدنيا وأقعدتها ...فرحة الفتاة في هذا اليوم لا تضاهيها فرحة وربما أهم من يوم الزفاف نفسه ...تحب أن تختار مع عريسها فستان ليلة العمر مهما ما مرّوا به من مشاحنات ...ستسألك عن رأيك ...ستتدلل عليك ...تطمح بأن تكون ملكة على عرش قلبك بفستانها الجميل ...تريد ان تبهرك وتسحرك ....أنت عندها تكون أهم من الناس أجمع ...لن تراهم ...سترى نظرتك إليها ..اعجابك بها ...لن تنظر للمرايا لتتأكد من جماله لأنك أنت مرآتها ...ابتسامتك تجعلها راضية عن نفسها...نظرة عينيك توحي لها ان كل شيء تمام وكأنك تقول لها اطمئني يا عروسي أنت فاتنة.!.....عزيزي هادي لا نعلم ما هي نهاية طريقكما وماذا يخبئ لكما المستقبل لكن اعلم ان ليلتها هذه لن تتكرر لأنه ان كانت نهايتكما سعيدة لا تستطيع إعادة هذه الأيام المصاحبة للزفاف وإن كانت الفراق ستكون المسكينة بقايا أنثى ...ستتحول الى رماد بعد حرقها حتى لو مضت في عمرها مع شريك آخر....ستفتقد الحياة بألوانها مهما زيّن لها مَن حولها أيامها..."

حتى مجرد ذكر شريكٍ آخرٍ جعل تياراً كهربائياً يجري في منابعي من غيرتي ...لا أستطيع تقبّل أنه سيأتي يوم ولن تكون لي بل ستكون في حضن غريب !!...كانت تلقي كلماتها وأنا اصغي بكل حواسي وجوارحي ....هي محقة لكني أخاف !..أخاف من أشياء لا استطيع البوح بها لهم ...اشياء تجثم على صدري وتشتت تفكيري ...!!

" لم أسمع صوتك يا ولدي ...اين ذهبت؟."

عند انتهاء جملتها تنهدت تنهيدة طويلة وقلت:
" معك أمي...كنت افكر!!.."

"بمَ؟!."

" لا شيء مهم أمي!!.."

تنهدت هي الأخرى وأضافت :
" ..{{ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }}....مهما كنت تعاني وتواجه من صعوبات في مهمتك لا تظلمها حبيبي...لا تعاقبها وتحملها اثقال والدها!!.."

أين أنا في كل هذا ؟!...هل فكر أحدهم بمعاناتي ؟!..لمَ أنا الوحيد الملام والذي عليه أن يكون الجبل الصامد أمام الأعاصير ؟!...ألا يعلمون أنني اتعذب اضعاف اضعافها من عذابها ؟!...ألا يشعرون في تلك الكتلة التي تتفتت في صدري ؟!...هل يظنونني رجلاً آلياً من غير مشاعر وفي كبسة زر بإمكانهم التحكم بي كيفما شاؤوا....تزوجها يا هادي سأتزوجها...اتركها يا هادي سأتركها....قسم يريدني ان اكون لطيفاً في تعاملي معها وآخرون يريدونني أن أضع حداً لعلاقتي بها!!....على من ومن سأطيق؟!...أليس هذا سبباً كافياً ليجعلني منفصماً ,مهتز الشخصية في نظرها؟!!......وماذا عن الذي ينبض نبضة تلو الأخرى في عشقها؟!...ألا يحق له ان يختار ..ان يتمرد...ان يعصف ويهرب...ان يهدأ ويقترب ...!؟!

كلماتي وصلت حلقي وبدأت تخنقني ..أريد ان اخرجها علّني ارتاح ..ربما سأتحرر من جلد ذاتي ...يجب ان أُطلق آهاتي ...

" آااه أمي آااه..."

همست بحنوٍ:
" سلامتك يا قرة عيني من الآه....اخبرني بما يزعجك ويؤلمك ؟"

قلت في غصة بسبب بعدها عني:
" أمي...احـ...أحتاج حضنك...افتقد لمساتك ....متى أمي سأضع رأسي في حجرك وأنسى كل شيء وارتاااح.......انا تائه وخائف !!....تائه في افكاري وخائف جدا مما هو آت....أريد ان ارتاح امي...خارت قواي ..."

شددت قبضتي وضربتُ صدري نحو قلبي كأنها تراني وأكملت بألم وصلها عبر موجات صوتي:
" أريد نزع هذا الخائن أمي.....يرهقني ولا يرحمني ....أنا....أنا.."

وكذلك صوتها الذي استعد للبكاء وصلني بنفس الألم:
" أنت ماذا بنيّ؟...قل لي حبيبي ....أتريد ترك المهمة؟....ان كانت تقتلك تلك المهمة لا نريدها ..."

تحشرج صوتها وتابعت باكية :
"اتركها وعُد الى حضني وحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن ظلمنا وشتت شعبنا ودمر وطننا...تعال الى حضن امك الوطن الذي لن يتخلّى عنك...."

" كلا أمي....إما أنا أو هو وحلفاؤه....سأتابع مسيرتي حتى آخر نفس في رئتي !!.."

سألت بصوت خافت حزين تجاهد لإيقاف بكائها :
" إذاً ما بكَ هادي؟...أشعر بك تتألم ...لستُ مرتاحة البال من أجلك !!...فضفض بنيَ عسى أن نضمد جراحك معاً.."

أغمضت عينيّ...سحبتُ نفسي بعمق وزفرته على مهل وقلت مستسلماً:
" أنا... أحبها ....أحبها أمي...!!.."

لم اتخيل أن اعترافي الأول سيكون لأمي وهي كانت أكثر من أخشاها وأخجل منها لأن حبيبتي ابنة قاتل قلبها...لكنني جازفت وأطلقت لساني ليعلن عن خيانة نابضي...


دقيقة هدوء من كلينا ثم ادهشتني برد فعلها قائلة بصوت أعاد حيويته:
" كنتُ أعلم بذلك....حدسي اخبرني!!...أنت لم تنسها منذ الصِغَر......لكن لمَ تخاف؟؟ ...إجعل قلبك يخوض التجربة وانتظر معه إلى أين المستقر!!...تعثر وانهض...حارب واستسلم...لا تحرم نفسك من هذا الشعور الفريد!!....ارخِ حبالك القاسية وفك قيود الغضب عنك....عِش هذا الشعور وكأنكما معاً في حياة سرمدية ودع كل شيء للقدر....لن تأخذ الا ما كتبه الله لك مهما هربت واختبأت....واجه بنيّ ما يأتي أمامك بنفسٍ راضية دون أن تفكر في الغد ....إن كانت ألمى من نصيبك لو اجتمع الإنس والجن لن يفرقوكما ...وإن لم تكن لك يوماً لا تجزع ولا تقنط من رحمة الله واسأل العوض منه وحده....عُد بني أدراجك واذهب معها ومن أجلها...المُحب هو الذي يعطي دون ان ينتظر المقابل ...إكرمها من فائض عطائك ...كن حازماً في قرارك واختيارك ...لا تتردد ولا تخشَ لومة لائم...انا معك وفي ظهرك..."

رباه على هذه الراحة التي تمدّني أمي بها ...كلامها بلسمٌ لجروحي ونورٌ لظلمة فؤادي....لكن رغم كل هذا الذي سمعته سأحاول الّا اخنع لقلبي فقلت :
" كلا أمي ...سأقتل قلبي وأدفن حبها المحرّم عليَ.."

تنهدت بأسى واحباط وقالت :
" حتى لو قتلت قلبك....أرجوك أن لا تقتل ضميرك !!....اذهب اليها.."

همست بعد لحظات شرود:
" حسناً أمي.....سأذهب..... من أجلك ومن أجل رضاك !.."

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كيف سيكون لقائي بها ؟!...أما زالت مستاءة مني ؟!....

وصلتُ مدينتنا في ساعات العصر ...ذهبت لبيتي لأستحم ثم لأخذ خالتي لكنها باغتتني رافضة مرافقتنا..!!...هل تتعمد ابقاءنا وحدنا ؟!...على ماذا تنوي ؟!...كنتُ أظن أني سأتكئ عليها في هذا اليوم لأهرب قليلاً من سمائي ولكنها أحبطت مخططاتي .....وُضعت تحت الأمر الواقع وتوجهتُ لوحدي الى بيتها في سيارتي رباعية الدفع وفي طريقي اتصلت بها لأخبرها بقدومي ...عندما وصلت كانت في انتظاري مع صديقتها (ميار)...فاجأتني!!... كانت مستعدة ولم تجعلني أجف في انتظارها سمو الملكة كعادتها !!..أما وجود صديقتها أراحني ..لقد وجدتُ أخيراً من يحمل الحمل عني !!...ترجلتُ من سيارتي مبتسماً ونظارتي تحجب عينيّ ..ألقيت السلام ثم فتحت الباب الخلفي وأشرت بلباقة لصديقتها هاتفاً:
" تفضلي آنسة ميار.."

ركبت ولحقتها هي لتركب بجوارها لكني اوقفتها ممسكاً كفها برقة ومن هذه اللمسة التي كانت بعد حرمان ارتعشنا كلانا فالتفتت نحوي تسلّط عينيها... همست وابتسامتي لم تفارقني:
" مكانك بجانبي...ألمى.."

ثم سحبتها بلطافة محكماً قبضتي على كفها الرقيقة عكس سحبي لها الأسبوع الماضي بعنف واستدرتُ من خلف السيارة متوجها للباب الأمامي ...فتحته وقلت:
" تفضلي يا عروس.."

تقدّمت على استحياء بعد أن صبغ وجهها بالأحمر جراء خفقان قلبها السريع من كلمتي التي داعبتها من الداخل وركبت ثم اغلقتُ لها الباب وعدتُ مكاني منطلقاً لواجهتنا....بعد أن اجتزنا شارع حيهم ...تنحنحت صديقتها وقالت :
" من فضلك أنا سأنزل بعد قليل جانب المصرف المركزي..!!"

خلعت نظارتي وتطلعتُ في المرآة الامامية انظر لانعكاس الجالسة في الخلف وقلت:
" لمَ آنسة ميار؟!...ألن ترافقينا؟!..."

قالت بخجل ونبرة مرحة :
" ظننتُ أن السيدة مريم ستكون موجودة لذا وافقت...لا يمكـ.."

قبل ان تكمل جملتها وصلت رسالة لهاتفها فرأيت ابتسامتها الساخرة ومن نظرتها علمت أنها لم تكن سوى من التي بجانبي فبخفة سحبتُ هاتفها وقرأتها متقطّعة مع صوت وأنا انقل نظري بين الكلمات والطريق وهي تحاول سحبه مني:
[ سأريكِ أيتها اللئيمة ..حسابك عسير...أين ستذهبين وتتركيني لوحدي اواجه ذلك الزلزال؟!..]

ضحكت صديقتها وضحكتُ معها لكنها هي لوت فمها باستياء وقطبت حاجبيها بوجهها المحرج وقالت:
" لا تضحكا..."

اعطيتها هاتفها ...أخذته ومدت يدها بحنق لهاتفي الموجود بين كرسيينا وبدأت تعبث به تحاول فتحه ....فقلت :
" أربعة أصفار.."

حرّكت رأسها اتجاهي مع حاجبها المرتفع المتسائل فأكملتُ بعد أن رمقتها بنظرة خاطفة وبسمة :
" الرقم السري أربعة أصفار...افتحيه "

التفتت اكثر بجسدها نحوي وسألت باستنكار :
" يعني تقول لي أنه لا يهمك العبث بهاتفك الخاص ؟!.."

قلت بثقة:
" لا يوجد شيء أخفيه !!...اسبحي بين الرسائل كما تشائين لكن لا تلوميني ان شعرتِ بالدوار وانت تتنقلين بين الرسالة والأخرى...!."

أصابها الفضول فعدّلت جلستها وفتحته ...ظهرت صورتي أمامها على الشاطئ عاري الصدر وارتدي بنطالاً أسوداً قصيراً فقالت في سرها " مغرور , مغتر بعضلاته.."...... ثم سألت هازئة بخفوت :
" ألم تجد أجمل من هذه الصورة لك لتضعها خلفية لهاتفك؟!..."

أجبتها بهدوء:
" صورة ساحرة تجمع البحر مع السماء وقت الغروب لم يلفت انتباهك بها الّا صورتي البعيدة ؟!...انظري للجميل فيها كسحر الطبيعة واتركي البشع مثلي.."

اجابت في داخلها " المشكلة أنك القمر بها "..قبل أن ترد :
" معك حق !!.."

ثم التفتت للتي في الخلف قائلة وهاتفي ما زال في يدها:
" ابقي معنا ميار ....لن نتأخر !!.."

عضت شفتيها لتُسكتها وقالت :
" في المرات القادمة...اعذريني لن أكون مرتاحة!!...أشعر أنني مثل القطة السوداء بينكما .."

تبسمتُ قائلاً:
" وجودك لا يزعجنا آنسة ميار...على العكس ستكون ألمى مرتاحة اكثر معك..."

وأكملتُ مازحاً:
" فهي تراكِ فرقة الإنقاذ الخاصة بالزلازل والبراكين.."

قالت بمزاح ايضاً وكأنها معتادة عليّ:
" عليها أن تواجه غضب الطبيعة لوحدها كي تعرف كيف تتصرف عندما تكون وحيدة...ربما فرق الإنقاذ لن تكون دائماً مستعدة لانتشالها ...أليس كذلك ؟! "

قلت ضاحكاً:
" بلى...قولي لها هذا.."

تدخّلت مستاءة منا :
" هلّا صمتّما من فضلكما ؟!...كأنكما وجدتما فرصة لتتحفاني بثقل دمكما .."

قلت مازحاً ومادحاً:
" سامحك الله ...أنا ثقيل دم لا انكر لكنك تمتلكين صديقة ما شاء الله بروحٍ مرحة ...تذكّرني بأحد أصدقائي!!....لو لم يكن مرتبطاً لأشرت له عليها !!.."

جحظت عيناها بصدمة من كلامي ثم ومضت حدقتاها بلمعة غيرة أما الأخرى أخفت خجلها الظاهر على وجهها وقالت تكمل مزاحها :
" شكراً سيد يامن على الاطراء اللطيف...لكن أرجوك إن أشرت لعريس إليّ فليكن بصدرٍ رحب وخفيف ظل ....لا أطيق ضيّقي الخُلُق...سأهجّ منه في ساعتي الأولى...!!...."

أمالت زاوية فمها الجالسة جواري وحمحمت ساخرة كأنها تقول لي " أي لا يكون مثلك!!"....فقالت صديقتها مجدداً:
" قف هنا من فضلك !!.."

قلت بمروءة:
" أين بيتك لنوصلك على الأقل إليه ؟!"

أجابت بامتنان:
" شكرا لك ..سأشتري بعض الأغراض واتصل بأخي ...حينا ليس بعيداً من هنا !!.."

أوقفتُ السيارة جانباً لتترجل ثم عدتُ لأندمج في الشارع بعد دخولها لأحد المحلات ......الآن أصبحنا وحدنا !!.....قلت وأنا أقف أمام إشارة المرور الحمراء :
" تبدو صديقتك من أصلٍ طيب ...أهنئك على اختيارك الموفق!!.."

رمقتني بنظرة فيها شرارات الغيرة دون أن تعلّق وعادت تتفحص هاتفي من جديد وقالت بملل:
" هاتفك ممل ...لا تطبيقات جذابة به ...ورسائلك ترفع الضغط كلها عن العمل ومواعيد العمل ...وبعض رسائل الأصدقاء لكني لم أدخلها لأنني لستُ متطفلة .."

ضحكت وقلت:
" تقصدين لست مثلي!......على كل حال لا تدخليها لأن محتوياتها لن تروق لكِ...معظم رسائلهم وقحة أولئك الوقحين ..مثلاً عمر... ماذا سيخرج منه برأيك ؟!....أما الحقيقة أن رسائلك الملوّنة بالرموز التعبيرية هي وحدها من تزيّن هاتفي !!..."

تبسّمت بنشوة مسرورة من كلماتي ثم قالت:
" أتعلم ؟...اشتقت للخالة أم عمر ولأماني .."

مددتُ يمناي أضعها فوق يسراها وهمست بصوت رخيم :
" انسي الجميع الآن وقولي لي أي محل تريدين يا عروستي الذهاب إليه ؟!.."

هل اللمسات ساحرة لهذه الدرجة كي تستكين وتجيبني بكل عذوبة وببراءتها التي اعشق :
" في شارع النبلاء هناك دار أزياء المصمم إلياس عيسى ...هل سمعت به ؟!.."

غضنت جبيني وضيقت عينيّ أفكر وقلت :
" لا اذكر..."
ارخيت ملامحي واضفت مبتسماً:
" سنتعرف عليه الآن!.."

قبل دلوفنا الى المحل أوقفتها ممسكاً بذراعيها عند كتفيها وأدرتها نحوي وقلت بلطافة وأعيننا منسجمة ببعضها :
" لطفاً ألمى....اختاري أي فستان ترغبين به مهما كانت قيمته لكن ليكن ساتراً ....اتفقنا ؟!.."

أبقت عينيها عليّ لثواني شاردة ثم أنزلت أهدابها بحياء ورضى مع ايماءة موافقة برأسها وهمست :
" اتفقنا..!!"

دخلنا وكان المحل واسعاً بتصاميم داخلية فاخرة وأثاث أنيق ويعرض فيه فساتين للعرائس لا تعد ولا تحصى وما لفت انتباهي وجود قسماً خاصاً لكل ما يلزم العريس ايضاً وقبل مقابلتنا للمصمم بدأنا نتجول بين أركانه ونتفرج بعشوائية على المعروضات ثم توجهتُ لقسم العرسان وتبعتني وبينما انا اتفحص البدل سألتني :
" هل ستشتري بدلتك من هنا ؟!.."

أجبتها وأنا أمسك بواحدة أتفحصها :
" اشتري في أي وقت ومن أي مكان لا مشكلة لديّ لكني ابحث عن واحدة لصديقي اهديه إياها ليوم زفافه ...!"


قالت :
" لكن اصدقاءك متزوجون !!.."

قلت وأنا اعيدها مكانها :
" صديق في بلاد الأم !!.....سيتزوج قبلي !"

سألت بفضول:
" هل ستذهب لزفافه.؟!."

اتسعت عيناي مبتهجاً بعدما وقع نظري على حلّة لونها رمادي غامق آخر فخامة وكأنها صممت لتوأم روحي (سامي)...تخيلته يرتديها ..ستكون مبهرة وأنيقة عليه ذاك الأشقر بالتأكيد!! ...وهتفت :
" ها هي...وجدتها !.."

أدرتها إليها واردفت مبتسماً:
" ما رأيك بها ؟!.."

أجابتني مع انها كانت تنتظر اجابتي على سؤالها :
" جميلة وراقية ...فليرتدِها بالهناء !.."

أشرت لإحدى العاملات لتأتي وتخرج لي قياسه المناسب فكررت سؤالها :
" هل ستذهب لزفافه في تلك البلاد ؟!.."


نظرتُ اليها وقلت:
" اسمها بلاد الأم او بلادنا او الوطن....ألست من هناك ؟!.."

لوت فمها بحيرة وقالت بعدم اهتمام:
" لم اشعر يوماً بذلك ...نشأت هنا وفي كندا أما تلك لم ازرها مرة ولا أتوقع أن تأتي ساعة واذهب الى هناك !!.."

حافظت على ملامحي المبتسمة لكن في داخلي ثورة غيرة على الوطن الذي بدا لي أنها لا تهتم به ولا تعترف بانتمائها له وقلت :
" هل مكان نشأتك ينسيك انتمائك الحقيقي وأرض اجدادك ؟!...ألا تشعرين بالحنين لتتعرفي على بلدك التي يجب ان تكون جذورها متأصلة في دمائك كما جذورك متأصلة في ترابها ؟!.."

أجابت :
" الحنين يكون لشيء لامسته وفقدته....لشيء عرفته وأحببته...لشيء أصبح ماضيك وذكرياتك ...أنا لم تطأ قدمي تلك الأرض لأقول اني عرفتها وفقدتها وأحن لها ولكل شبر بها !!...و أبي رغم ذهابه عدة مرات بفترات متباعدة الا انه لم يفكر يوماً بأخذي الى هناك وأنا ايضاً لم اطلب منه.... أما الذي اعرفه عنها هو القليل والفضل لخالتي عندما تخبرني حكايا عن ماضيها هي وأمي وعن بيت جدي وتحكي لي عن بطولاته أيام الثورات ..!!..."
ازدردت ريقها وتابعت ببحة حزينة:
" ربما الشيء الوحيد الذي ممكن ان يجعلني أوافق على الذهاب الى هناك هو لأرى بيت أهلي الذي عاشت به أمي عروساً وحملت بي فيه.....يعني على أمل أن أشتم رائحتها في زواياه...هذا فقط لا غير!! ."

لقد ذهلت من كلامها !!...لا تفكر في موطنها الأصلي بتاتاً...لا اعرف هل ألومها على ذلك ام أشفق عليها لإضاعتها لهويتها ولذكرها سيرة أمها بغصة ؟!....
سألتها بفضول لأعرف القليل عن افكارها ورأيها بنقطة تهمني:
" وما رأيك ببطولات جدك ؟!..الا تفتخرين بذلك ؟!.."


ردت دون تفكير:
" قصص أكل الزمن عليها وشرب لا تعنيني شيئاً !..."

صدمتني وتابعت :
" لكن لأقول الحق بحقهم .."

تأملتُ مستمعاً منتظراً لتكمل وتنقذني من صدمتي :
" حسب روايات خالتي وصور جدي كانوا يبدون ابطالاً حقيقيين !!.."

شعرتُ بالاعتزاز والفخر قبل أن تقسم ظهري مضيفة :
" بخلاف ثوّار اليوم فأنا سمعت أبي يقول ان أولئك الأوغاد هم مخربون أشبه بالعصابات التي تتقاوى على الناس العزّل وتسلبهم ما فوقهم وتحتهم ويجعلونهم دروعاً بشرية لهم ويطمعون بالوصول الى الحُكم ليفعلوا في البلد ما يريدون حسب ميولهم ونواياهم الخبيثة ...اسأل الله أن يأخذهم ويريح الشعب من أمثالهم !!.."

طعنة وطعنة....وطعنة !!...تتحدث دون ان تفقه شيئاً وفقط تعتمد على ما غسل به دماغها ذلك النجس....آه يا نذل!!.....لملمتُ قلبي الممزق من طعناتها وقلت :
" وأنتِ ألا تتابعين الأخبار أو تبحثين لمعرفة الحقائق أكثر بنفسك ؟!.."

قالت بعدم اكتراث ولا مبالاة:
" كلا ...لا تهمني أخبارهم وأكره كل شيء يتعلق بالسياسة والحروبات ...لمَ لأتعب نفسيتي بهذه المشاهد والأخبار ؟.. ثم من قال أن الاعلام يوصل دائماً الصورة الحقيقية ؟!...ومع أني انا هنا في بلدي هذه أعيش بسلام وأمان الا أنني لا اهتم للمكان بقدر ما اهتم بمن يكون معي فيه... فالأرض الميتة لا تعنيني مثل الأرواح الحية."

غيّرت نبرتها وسألت :
" وأنت هل نشأت بداية حياتك في الوطن أم هنا مثلي ؟!.."

أجبتها بشموخ وبأنفاسي الصامدة من اجل الوطن :
" نشأتُ في رحاب الوطن وكبرتُ على عذب مياهه وخيرات ترابه ونقاء هوائه..!!"

" إذاً ما سبب قدومكم الى هنا ؟!...لمَ تركتموه وجئتم لهذه البلاد ؟!.."

سألتني فابتسمت مجاملاً وقرصتها من وجنتها برفق مجيباً :
" فقط ثلاثة أيام .!!"

همست بتيه بسبب اجابتي التي لا تمت لسؤالها السابق بصلة:
" ثلاثة أيام ماذا؟!.."

" سأذهب لبلاد الأم لحضور زفاف صديقي لمدة ثلاثة أيام .."

قلت كلماتي ثم بدأت اخطو أمامها مضيفاً لأقطع حديثنا ذاك وانهيه قبل أن تغلي دمائي:
" هيا لنرى المصمم !!.."
×
×
×

اخترنا فستانها وفق ذوقينا من كتالوج يضم آخر التصميمات لموسم الشتاء وخرجنا راضيين بعدما أخذوا قياساتها وبلطف من الله كانت امرأة من تقوم بهذا العمل فقد اخبرتني أمي سابقاً عن جنون صديقي النجيب ذو الأصل الكريم وما فعله بمحل فساتين الزفاف وخشيتُ أن يقع قياس جسدها على عاتقي أنا مثله..!!

بعد أن ركبنا سيارتنا سرت بطريق مغاير لطريق العودة فسألتني بتشكك وهي تستدير نصف استدارة بجسدها نحوي:
" إلى أين ذاهب ؟!.."

أجبتها بنبرة مرحة :
" أنا جائع...ماذا عنكِ؟!."

عادت لتجلس براحة وقالت بصوت خجول :
" يعني...قليلاً."

رمقتها بنظرة عاشقة سريعة مبتسماً ثم اتخذتُ وجهة معينة وبعد ربع ساعة دلفتُ الى احد شوارع هذه المنطقة الراقية والتي تبدو كأنها قطعة مستنسخة من أحياء إيطاليا بمحلاتها ومطاعمها ومقاهيها فهتفت بانبهار :
" هل هذا المكان موجود في مدينتنا وانا لا أعلم ؟!...يا الله كم هو مبهر وكأننا انتقلنا الى دولة وحضارات أخرى....ما هذا المكان ؟!"

أجبتها بحُب:
" هذا الحي يقطنه الإيطاليون...لذا وضعوا فيه ثقافتهم , عاداتهم وتراثهم وكل شيء يخص بلادهم ... "

" لمَ اخترته هو بالذات.؟!."

سألتني بينما كنتُ أركنُ سيارتي جانب أحد الأرصفة فأجبتها محدقاً بها هامساً بعذوبة بعد أن اوقفتها :
" في هذا المكان يوجد لي صديق إيطالي له مطعم خاص بمأكولاتهم التي تحبين !!.يعني اخترته من أجلك..."

برقت عيناها بانشراح وابتسمت بود ...ليس لأنها ستأكل طعامها المفضل بل لأنني اخترت من اجلها ما تحب وباعتراف مني فوصلها اهتمامي بها ...الاهتمام الذي تتمناه وترجو ان لا يختفي لأنه ان دلّ على شيء لن يكون سوى...الحُب!!...فهو لم يأتِ الّا من قلب يحبك ويريد سعادتك ورضاك!!...
فمن منا لا يريد أن يكون له رفيق يهتم به ؟!...يشعرنا اننا موجودون ؟!...يفعل ولو القليل... فقط...من اجلنا !!..
رغم أنها كانت لفتة صغيرة مني اتجاهها الّا انها استقبلتها بعناية وامتنان...!!
ترجلنا من السيارة وبدأنا نمشي ببطء وعند وصولنا الى مفترق بين أزقة هذا الحي , كان علينا اختيار الطريق المبلطة بأحجار الرصف الرمادية والتي تكون خاصة بالطرق المنحدرة وكانت طريقنا بالفعل مائلة ...فدنوت منها ورفعت ذراعي قليلاً لأفتح المجال لشبك ذراعها بي مع نظرة رؤوفة من أرضي تنادي بها على سمائها وهمست:
" امسكي بي كي لا تنزلقين...هذه الحجارة ملساء وانت تنتعلين الكعب!!.."

شبكت ذراعها بذراعي بقليل من التردد وهي ترفع رأسها إليّ مكنونة المعالم ولا اعلم ان كان ترددها حياءً مني أو انها تشعر بالرهبة خوفاً من حالات انفصامي !!....سرنا نزولاً وأنا أشير لها على الجانبين واشرح لها عن بعض المحلات حتى توقفنا أمام باب ضيّق حديديّ لونه بني لا تستطيع تخمين ما خلفه فهمستُ ضاحكاً:
" وصلنا..!!.."

قالت بتعجّب مع اتساع عينيها :
" هل هذا المطعم...؟!"

رفعت رأسها تتفقد أعلاه بسماءيها مستغربة , تبحث عن لافتة أو أي شيء يوحي لاسمه وعنوانه...فقلت مبتسماً وانا أدفعه لندخل بعد ان حررنا ذراعينا:
" لا تحكمي على الكتاب من عنوانه ...ادخلي وانظري بنفسك..!!"

ضحكت قائلة:
" أين هو العنوان أساساً لأحكم عليه؟!.."

دلفنا الى رواقه الضيّق المسقوف وعلى طول جانبيه قناديل صغيرة بإضاءة خافتة صفراء حتى وصلنا ساحة صغيرة مربعة وفي وسطها باب خشبيّ عريض على شكل قوس من الأعلى بلون الخشب الطبيعي ويزينه قطع من الحديد الأسود...فتحته فوقفت مدهوشة تنقل حدقتيها على كافة ارجائه من الداخل , تتعرف عليه معجبة بالتصميمات الإيطالية بطرازها القديم من اثاث الى تحف وغيرها وجانب طاولة الطلبات تجلس فتاة إيطالية ترتدي الزي التقليدي الخاص بهم وتعزف على آلة الأكورديون بكل هدوء واحترافية وما ان وقع نظرَ صديقي ( إدوارد) علينا فزّ من مكانه مبتهجاً برؤيتي وأقبل نحونا يصافحني ويحييني باللغة الإيطالية والتي لم أكن اعرف منها الّا كلمات عامة قليلة جداً وكانت عن طريقه.. وقبل أن يمد يده لها سألني بإنجليزيته المكسرة وهي اللغة التي نتداولها بيننا :
" هل بإمكاني مصافحتها أم ايضاً تطبق عليها أفكارك ومعتقداتك الدينية الخاصة بكم ؟!.."

ضحكت وأجبته وهي تستمع لنا :
" يكفيك كلمات ترحيبية ..!!.."

ضحك وأحنى ظهره قليلاً يحييها مع حركة بيده على طريقة النبلاء وقال لها بنبرته المرحة :
" عشيقك يصمم على ادخالي الى ديانتكم وأنا أصمم على ضمه لديننا ولا نعلم أيّنا سينتصر أيتها الأميرة الجميلة .."

زجرته قائلاً:
" قل زوجك ...ليس عشيقك ولا تتغزل بها أيها الأحمق!.."

انتصب واقفاً يرفع يديه باستسلام تمثيلي هاتفاً :
" اووه.. لقد نسيت أي عقل أمامي ..اعتذر!.."

ثم دعانا الى احدى الزوايا الجميلة المتطرفة وهي زاوية تضم طاولة دائرية مع ثلاث كراسي يحجزها من أجلي عند معرفته بقدومي بعيداً عن صخب الموسيقى احتراماً لرغباتي وسحب لها الكرسي لتجلس وقبل ان يذهب ويرسل لنا النادل ليرى طلباتنا انحنى يهمس في اذني يستفز غيرتي متعمداً:
" هل هكذا الجمال العربي يكون ؟!...بدأت أفكر بأن اغير هويتي قبل ديانتي !.."

نكزته بمرفقي على صدره المنحني اتجاهي وقلت له بضيق وحميّة :
" إدوارد...لا تتواقح وتتعدى حدودك....سأذهب حالاً"

لمَ جمالها يلفت الأنظار ؟!...ألِكي أبقى في محيط لهيب الغيرة ولا أبرح هذا المكان؟!...أيوجد أمل أن تحجب ليلها الطويل وبدرها المنير وسماءها الصافية وجسدها المثير عن الأخرين وتجعله ملكاً وحصرياً لي أنا وحدي ؟!..

انتصب وربّت على كتفيّ وهتف :
" أمزح يا رجل ...خذا راحتكما .."

وحيّاها مجدداً , استأذننا ثم انصرف لعمله وبعث لنا النادل وبعد ان اختار كلٌ منا وجبته وشرعنا في الأكل كانت تأكل بمتعة وهمست بسرور :
" كيف فاتني مكان مثل هذا ؟...حتى أنه أطيب وألذ من الذي كنتُ أتناوله في كندا...."



شقت ثغري ابتسامة عطوفة وقلت بحنوٍ:
" صحة وعافية على قلبك....فليبقَ هذا المكان خاص بنا وحدنا ولن نخبر به أحداً...ما رأيك؟!.."

كشفت عن لؤلؤها المصفوف بين شفتيها وضيقت عينيها بحركة نغشة منها وهي تومئ برأسها بقبول وهمست بخفوت :
" موافقة.."
ثم تابعت باسمة :
" هذا الكتاب الذي اهديتني إياه لا يكفيه عنوان ليعبّر عمّا بداخله من جمال .."

أمضينا وقتاً لطيفاً في هذا المكان الدافئ وكانت تتصرف بعفويتها التي عهدتها عليها أما انا كنتُ كتوماً أكثر وحذراً فيما يخرج مني عدا انها حازت على معرفة مكاني السريّ هذا والذي أخبرتها أنني أزوره أثناء سعادتي عكس البحر الذي أهرب إليه في ضيقي وغضبي !!...رأيت الفرحة في سمائها الصافية بعدما أشعرتني كأنها تحمل أسراراً مهمة عني والسبب طبعاً شخصيتي الغامضة معها ....فأنا لم أشركها يوماً بما احب وما أكره بشكل خاص وكل تصرفاتي معها كانت بصفة عامة !!.....ودّعنا صديقي ( إدوارد) وخرجنا في سبيلنا وما إن صدرَ نباحٌ قريبٌ من أحد الأزقة التي مررنا بها لم أشعر كيف أخذتني على حين غرة بحركة سريعة تحتضنني من الأمام وتحاوط خصري بقوة ووجهها تلصقه في صدري مرتجفة من ذلك الكلب وما كان مني الّا أن أدعم هذا الحضن بمحاوطتي لها وكأن الفرصة أتتني لألتمس سحر جسدها الذي تغلغل في جسدي ليبدأ ذلك الخائن خلف أضلاعي يترّنّم بنغمات العشق من أجل الفاتنة الخائفة بين ذراعيّ..!!...اتكأتُ بذقني على رأسها وهمست بصوتٍ خفيض ولهان:
" اهدئي أنا معك...لا تخافي ..هذا كلبٌ مربوط. !!.."
عند آخر كلمه اطمأنت وركد ارتجافها وبدأت ترفع رأسها صوب وجهي وهي ما زالت محبوسة في حضني والظلام حولنا وهدوء لا أنفاس للبشر الّا من صرصرة الجنادب الليلية مع اضاءات البيوت الخافتة والتي لا تُظهر للغير ملامحنا من بعيد ولم نكن نرى سوانا وأنا أحني رأسي لأقابل وجهها ثم أملته أكثر لألصق جبيني على جبينها وجعلت جنود أرضي تلامس جنود سمائها ثم أكملتُ هامساً بأنفاسي المتقدة إثرَ احتراقي:
" آاه.....كم اشتاقُ لكِ...يا ألمتي .."
ثانية وتسبقها أخرى وضربات قلبينا في سباق مع الحُب واللهفة لبعضينا وبينما أنا أعتصرها لأجعل جسدينا جسداً واحداً لم أعد أحتمل أن أحرم نفسي من تذوق رحيق شفتيها ...سأتذوقها وأذوب لا مفر ولا هروب!!...أغمضنا أعيننا نعطي لأنفسنا التصريح لنفعلها وما إن تلامستا حتى افترقتا بنفس السرعة كالبرق على صوتِ اللاهث من الجري مع انجليزيته الضائعة :
" من الجيد أني لحقتُ بك....لقد نسيتُ هاتفك على الطاولة ..!!"
×
×
×

دخلت بيتها بعد أن أوصلتها وصعدت السلالم ووجيب قلبها يزّفها اثناء طريقها لغرفتها وهي طائفة في عالمها تضع بطن أناملها على شفتيها اللتين تشقّان ابتسامة رغماً عنها ...كانت مغيّبة ...ذائبة !...ولجت لعشها ووقفت أمام المرآه ....أنزلت يدها عن فمها وحملقت في وجهها ذو الوجنتين المتوردتين بلون الحياء والحبور...لمعت عيناها برضى وتمتمت تسأل انعكاس صورتها بخفوت :
" ما هذا الشعور اللذيذ رغم عدم اكتماله ؟!...ماذا كان سيحصل بي يا ترى لو أنه لم يأتِ صديقه الإيطالي وينقذني من الخضوع بين يديه ومن أسرِ شفتيّ بشفتيه ؟!.....أكنتُ سأصبح بقايا ألمى من انصهاري ؟!....ماذا فعلت بي يا يامن من مجرد تماس سريع ؟!......"
جرّت قدميها لسريرها واستلقت تستعيد كل ما حصل معها اليوم وهي بين الفينة والأخرى تشد بلوزتها من جهة كتفها لأنفها تستنشق عطري العالق بها ثم غطت في نومها دون أن تنتبه لملابسها التي لم تبدلها .....

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

تمضي بنا الأيام وتأخذنا نحو مستقبلنا المجهول ...يقترب موعد زفاف شقيقتي وصديقي ومعه يقترب زفافي!!...وقبل يوم من عرسهما ها نحن نحطّ بطائرتنا مرةً أخرى بوقتٍ متقارب وبفضلٍ من الله علينا في أرضنا الطيبة لنملأ شُعبنا الهوائية بنقاء هوائها , وقد كان باستقبالنا (سامي) الذي لا يتنازل عن دوره هذا مهما كان مشغولاً.....وبعد الاستقبالات في البيت والترحيبات والأجواء التي تفوح منها رائحة الأفراح والتي أتمنى أن تبقى ديارنا عامرة بها التزمتُ بغرفتي لأرتاح أما خالتي انشغلت مع والدتي وشقيقتي ليفرغن ما في جُعبهن من حكايا لا تنتهي !! وبينما انا مستلقٍ على سريري اتوسد ذراعي الأيسر وشاردٌ في السقف ولم استطع النوم...دخلت أمي وزلفت مني بخطواتها التي تنبض بالحياة والتي تخبرنا انها ما زالت صامدة من أجلنا...التفتّ بوجهي نحوها وعزمتُ على النهوض لأعدّل جلستي فأسرعت بحركتها تحاول منعي وهي تضع كفيها على كتفي وصدري وهمست بصوتها العطوف:
" ابقَ بنيّ كما أنت ...جئتُ فقط لأراك ان كنت تحتاج شيئاً.."

اتكأت بمرفقي ارفع جسدي قليلاً ومسكت كفها أقبّله وقلت :
" سلامتك أمي...لا تعامليني كالضيف أو الغريب...أنا في بيتي !.."

جلست بتباطؤ جواري على طرف السرير ومدت يمناها تمسد وجنتي هامسة:
" بالطبع حبيبي أنت في بيتك...لم اقصد هذا...."
مدت يدها الأخرى وحاوطت وجهي بهما وعيناها تحصر الدموع وقالت:
" جئتُ لأعطيك حضني.!..منذ ذلك اليوم عندما طلبته وأنت بعيد وأنا أنام في حسرة كلما تذكرت المسافات التي تفرقنا وأنت بأمسَّ الحاجة لي بنيّ .."

اختنقتْ وأجهشتْ بالبكاء بين حروفها الاخيرة ففززتُ جالساً أمسك يديها أشدّ عليهما أحاول رفع معنوياتها وأنا الأحوج لها قائلاً بصوتي المبحوح اختناقاً:
" سامحيني أمي ...لو علمت أني سأفعل بكِ هذا لما نطقت حرفاً...ها أنا جئت وسأنعم في دفء حضنك...أرجوكِ لا تعذبي روحك وترهقي قلبك ..."

حررتُ يديّ وجذبتها من عنقها برفق لأضع رأسها على صدري وربّتّ على ظهرها وأنا أقبّلها من فوق حجابها طالباً الرضا:
" فقط ارضي عنا أماه ...رضاكِ هو وقودي لأؤدي واجباتي في هذه الدنيا ...اسأل الله ان يطيل في عمرك وأنت بكامل الصحة والعافية لتمدّينا من نبع حنانك .."

رفعت رأسها وكفكفت دموعها بكفيها وقالت بوجهٍ ضاحك لتهرب من آلامها وتحميني منها :
" جلبنا عبد المعين ليعيننا ووجدنا انه يريد من يعينه!! ....جئت لأساندك فقمت انت بمساندتي بنيّ..."

قلت وانا أتأمل وجهها المشعّ بالطيبة والايمان:
" أنفاسك أكبر سند لنا أمي.."

زحفت بجسدها وهي جالسة لتصل تقريباً منتصف السرير وابعد ثم كإشارة منها ربتت بكفها على فخذها وهمست بفائض من الحنان:
" ضع رأسك هنا على وطنك الذي يفديك بعمره لتحيا....أترك نفسك ولا تقيّد أي مشاعر تجتاحك....إن رغبت بالضحك فاطلقها ولا تبالي وإن شعرت بالبكاء فابكِ في بئر حضني الذي سيدفن في قلبه دمعاتك...خُذ مني سعادتي واعطني اوجاعك يا مهجة قلبي....هيا نَم يا صغيري ويا فرحة عمري لأعطيك الأمان عسى أن ترتاح.."

أملت جذعي براحة وحذر حتى وصل رأسي حجرها فمدت يداً تداعب بها ذقني وخدّي والأخرى تمسح شعري برقة فطلبتُ منها بعد لحظات من الصمت والسرحان وأنا أثبّت عينيّ الترابية بعينيها :
" أتذكرين آيات سورة الأنفال التي كان أبي يقرأها عليّ قبل النوم ؟!.."

ارتسمت بسمة على محيّاها ورمشت بعينيها تومئ بنعم وقالت:
" رحمه الله...أجل..كانت هذه الآيات يقرأها عليك بالليل قبل ذهابه للجهاد في المعارك راجياً من الله النصر..."

قلبتُ رأسي الموجود في حضنها وكذلك جسدي جانباً على يميني وأسدلت اهدابي باسترخاء وهمست:
" من فضلك...اقرئيها عليّ "

تنحنحت وبدأت ترتل مجوّدة بصوتها الناعم , مرهف الإحساس بعد البسملة:
"..{{ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ(8) إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ(12) }}..."

كيف غفوتُ وكيف تركتني أمي دون أن أشعر بعد أن دثرتني بغطائي؟!...حقاً لا أعي!!...لكن بالتأكيد هذا هو سحر الأمومة ولمساتها مع حضنها الآمن فحنانها يتسلل إلينا كنسمات الصباح العليلة ..كشعاع الشمس أول طلّاته من نوافذ البيت المكسوّة بالستائر الرقيقة !!....آه ما أروع حضنُ أمي!.....احفظها لنا يا رب ولا تحرمنا من لمسها وهمسها...
×
×
×

في آخر الليل بعد أن انتهينا من بعض الأعمال الخاصة بتحضيرات حفل الزفاف الذي سيقام في حديقة بيتنا الجبليّ غداً , اتخذ كلٌ منا غرفته وبعد وقت ليس بقليل ولأني غفوت في ساعات العصر ولم أشعر باحتياجي للنوم قصدتُ غرفة أمي لأرى ان كانت نائمة أم ما زالت مستيقظة !! ..فأنا اشتاق لها كثيراً وأريد أن أُشبِع عينيّ منها قدر الإمكان قبل الرحيل وايضاً لديّ كلاماً لها!!....طرقت الباب فقالت :
" من على الباب؟!.."

" هذا أنا أمي...أيمكنني الدخول ؟!."

" بالطبع أدخل ..."

دخلت ووجدتها كانت ترتدي منامتها , تجلس على سريرها وتمد رجليها والمصحف في يدها تضعه على مخدة صغيرة في حضنها وتقرأ منه المنجية من عذاب القبر *سورة الملك* فهذه احدى عاداتها منذ صغرنا ..تختم يومها بها!!....قلت بأدب :
" هل قطعت عليكِ خلوتك.؟!."

تبسّمت هاتفة :
" كلا عزيزي...فقط انتظرني لأنهي آخر آياتها .."

اومأت بعيني لتسترسل بقراءتها ثم دنوتُ من فراشها الوثير العريض الواسع وارتميت بجانبها مستلقياً على ظهري براحة ....انتهت من القراءة وأغلقت المصحف قبّلته ووضعته على المنضدة على يمينها وهمست بقلق وهي تدير وجهها ليسارها نحوي :
" لمَ لم تنم وغداً ينتظرنا يومٌ طويلٌ ان شاء الله ؟!.."

رفعت جسدي العلوي اسند ظهري لظهر السرير جالساً وأجبت :
" اكتفيتُ من نومة العصرية وجئت لأسألك عن دنيا !."

سألت بفضول وتشكك:
" ما لها دنيا ؟!"



تبسمت وهمست :
" لا تقلقي !...لكن أود أن اعرف ان وصيّتها على زوجها وأهله أم لا ؟!...أعترف أنني دللتها ولا أسمح لأحد بجرحها او توجيه أي كلمة تزعلها ...لكن أيضاً لا أريدها أن تخطئ بحق أي أحدٍ منهم وعليها صون بيتها وزوجها واحترام أهله !!..."

تنهدتُ بهدوء وتابعتُ:
" يعني أقول لو أنك تكلميها بهذا الموضوع وأنا متأكد أنكِ لم تقصري بهذا لكن من باب التذكير أمي .."

رسمت ابتسامة رضا على وجهها ومدّت يدها تربّت على ذراعي الممدودة بيننا وقالت:
" شقيقتك مدللة لكنها بنت أصول...مهما تدللت وعاندت فطرتها الطيبة تسبقها ومع ذلك وددتُ أن اطلب منك انت لتقوم بتوجيهها كأبٍ وأخٍ لها ....هي سمعت مني ما يكفيها والآن دورك بنيّ!!.."

صمتّ برهةً وقلت:
" حسناً أمي...سأكلمها في الصباح بإذن الله!!"

" ان شاء الله....والآن قل لي...ما وضعك مع ألمى ؟!.."

حروف اسمها القليلة جعلت قلبي يرقص عند سماعها...ألهذه الدرجة أشتاقُ لها ؟!...أم أن تلامس شفاهنا زاد من وضعي عشقاً وفي حبها غرقاً وهذا وأنا لم استطعمها جيداً بعد!!....فحالتي كالمسكين الظمآن التائه في احدى الصحاري ووجد كأس ماءٍ ليسدّ القليل من عطشه وما إن وصل الماء لطرف شفتيه حتى انزلق من يده وانسكب كله على الرمال ....عرف ملمس الماء لكنه لم يدخله لجوفه !!....وضعي كالمحتضر يبللون له شفتيه قبل خروج الروح ....ولكن لا الروح خرجت ليرتاح ولا الماء دخل ليرتوي....ماذا تفعل روحي بروحي ؟!....أيا ترى سنعيد تلك اللحظة بعمق أم انها كانت الطريق لارتكاب الخطيئة ونجانا الله منها ؟!....

" جيد وضعنا أمي...لا تقدم ولا تأخر.."

ضحكتُ وأملتُ رأسي احكّ عنقي مردفاً:
" تستطيعين القول ان الوضع مستتب حالياً على الحدود ما لم تثير حفيظتي لأقصفها !!..."

همست بصوت دافئ :
" هادي وأنت ايضاً اقترب زفافك ...على ماذا تنوي ولما تخطط في حياتك معها ؟!.."

شردت قليلاً أفكر وأنا اهزّ رأسي بحركة لا أعلم ثم أجبت :
" سأترك ذلك للأيام...فأنا خططتُ سابقاً للكثير ولكن مخططاتي دائماً تفشل عندما يكون الأمر متعلقاً بها !!....لكني ما زلت اؤمن بنهاية علاقتنا... كيف ومتى العلم عند الله !!.."

سألتني على غفلة :
" والأولاد ؟؟.."

جحظتُ عينيّ بذهول وسألت مستنكراً:
"عن أي أولاد تتحدثين ؟.."

أجابت :
" بعد شهر ستتزوجا رسمياً وستكون معك في غرفتك ...ألم تفكر بهذه النقطة ؟!....على ماذا ستتفق معها ؟!...وإن تم الحمل ما موقع الأولاد بينكما وأنت تضع برأسك نهاية لعلاقتكما ؟!.."

قلت بضيق:
" إلى أين وصلتِ أمي ؟!...طموحك عالٍ ....اخفضي سقف طموحاتك وارتاحي...بالطبع لن يكون أولاد بيننا .."

سألت باستياء:
" إذاً ماذا ستكون حجتك لتقنعها باستخدام حبوب منع الحمل ؟!....ها ؟...أجبني !!.."

ضحكت متنهداً وقلت رغم الأسى الذي ينتشر في داخلي :
" لا حاجة لأي مانع..."

رفعت حاجبها تسأل بتعجب :
" كيف ذلك؟!....لا تجننني !!.."

استدرت بجذعي العلوي جانباً وقلت مبتسماً بمرارة:
" ببساطة لأنه لن يكون علاقة بيننا كما تظنين...سنعيش منفصلين كل واحد بغرفة الى أن يشاء الله .."

" ماذا؟!...ما حجّتك لها؟!....هذا سيجعل زواجك مشبوهاً وستضع نفسك في الخطر!!..."

هتفت مستنكرة فأجبتها بهدوء :
" ستأتي الحجّة في وقتها ...لا تهتمي...وإن كان سيكون مشبوهاً سيبقى بيننا ولن تجرؤ على البوح عمّا يحدث في بيتنا لأنني سأشدد بتنبيهها على هذه النقطة ثم لا بد أنها ستخجل من ذكر مثل هذه المواضيع الحساسة لأحد !!....اطمئني أمي!!..."

ارخت ملامحها بيأس وتنهدت هامسة بحزن:
" لا تعليق لديّ حقاً...أتمنى من الله أن يختار الخير لكليكما !!.."

أمّنت خلفها وقلت بأدب ونبرة تحذيرية:
" هذا الكلام لا اريده أن يخرج من بيننا...فقط أنتِ من أطلعتك عليه ...من فضلك لا تخبري أيٍّ كان وحتى خالتي ....اعتبريه سري الذي فصحتُ عنه لكِ وحدك!.."



هزّت رأسها موافقة ثم غيّرت نبرتها السابقة وقالت:
" أرجو أن يصل السيد سليم وعمتك لبنى غداً في وقت مبكر لأننا دعونا بعض أصدقاء والدك وأريد أن يكون بيننا رجل كبير لاستقبالهم وتأدية الواجب في حقهم.."

فُتح الباب بقوة قبل أن أنبس ببنت شفة لها ليدخل الرجل الصغير الغاضب صارخاً لا يرى أمامه من شدة نعاسه :
" أمّـــي....تكلمي مع ابنتك المزعجة أريد أن أنام وهي لم تترك هاتفها تتكلم مع سامي ويزعجانني !!..."

كان ينام معها هذه الليلة في غرفتها لأن خاصته تنام بها خالتي فقلت :
" اذهب لغرفتي ونَم هناك..."

اتسعت عيناه متفاجئاً من صوتي فيبدو انه لم يلحظني عند دخوله من التصاق جفونه ببعضها ثم قال مستنكراً باندهاش:
" لمَ تسمحين لهادي النوم على سريرك وأنا لا ؟!...هل تحبينه أكثر مني ؟!.."

ضحكنا كلانا ثم أرهفنا السمع بصمت على صوت التي تنادي من بعيد حتى وصلتنا:
" شادي ....ايها الشبر ونصف اين انت ؟!...تعال لقد انتـ..."

قطعت كلمتها وجحظت عينيها بصدمة عندما ولجت إلينا ووجدتني مستلقياً جوار أمي وقالت بنزق :
" ما هذه التفرقة والعنصرية التي نعانيها في هذا البيت ؟!....لمَ سمحتِ لهادي بالنوم على سريرك مكان أبي ؟!..أم لأنه حبيب القلب سيدة عيوش ؟!..."

ظلّت أمي صامتة فقلت متباهياً بمزاح :
" أشمّ رائحة احتراق من الغيرة ....ما بكما عليّ ؟.."
وأكملتُ استفزهما ببرود :
" ربما أنتما تبللان تحتكما لذا أمي تمنعكما من النوم عليه لمَ هذا الحسد ؟!.."

ضحكت أمي وقالت:
" هادي لم يشاورني وارتمى عليه ...أتريدان مني أن أطرده ؟...ثم نعم يحق له كل شيء يفعله وأنا اريد أن أشبع منه ...أنتما في وجهي أربعة وعشرين ساعة ...كفاكما طمعاً أيها الشقيان.."

عبست (دنيا) بتصنع وهمست :
" وأنا ظننتُ أنكِ ستبكين عند خروجي من البيت لبيت زوجي !.."

رغم أن التفكير بهذا يجعل فؤادها يسكب عبراته لأنها لا تريد أن تتخيل أن ابنتها وحيدتها ستترك البيت يوماً لترسم حياة جديدة لها مع أناس جدد ولن يتبقَّى منها سوى الذكريات التي لا تعود الّا أنها منعت ظهور تأثير ما تفكر به على وجهها وفتحت ذراعيها باسمة هامسة بحنية :
" تعالا إليّ يا صغيريّ.."

وقبل انهاء طلبها تسابقا بالانقضاض والقفز نحونا ...صغيرنا من يساري على طرف السرير ودنيانا على يمين أمي في الطرف الآخر لأصبح أنا وهي في النصف...سحبتُ (شادي) وجعلته بيننا والتصقنا أربعتنا في بعضنا ...شقيقتي تتكئ برأسها على كتف أمي وتحتضنها من الخلف بذراعها وشقيقي يتوسد صدرها وأنا ألصق رأسي برأسها وبيميني أحاول حصر ثلاثتهم كأنني الدرع الحامي لهم ...مدّ أخي يسراه وسحب يسراي يحاول وضعها في حضنه وشد قبضته عليها بحب واشتياق فلحقته عروستنا بيمينها تضعها فوق قبضتينا تدعم تماسكنا ونبض الحياة الحنونة شرعت بتقبيلنا واحداً واحداً أينما تصلنا ودمعتان خانتاها انسابتا على نور وجهها بسبب المشاعر الدافئة الجياشة التي ملأت غرفتها وبيتنا ونحن حولها آمنون في منظر يعبّر عن رباطنا العائلي المتين ودمائنا الوفية التي تنضح بالحب والسعادة وتجعل انشراح في الصدور والشعور بالغبطة لمن يفتقد هذا التآلُف والوئام ....
هذه صورتنا اللطيفة الوديعة بقينا عليها ونحن نتناول أطراف الحديث نستعيد بعض السعيد من الذكريات مع صدق الضحكات ولم ندنُ من المؤلم منها كي لا نكسر او نشوّه نقاء ليلتنا التي نالت الصدارة كأجمل ليلة من ليالي عمرنا في سنواتنا الأخيرة من بعد رحيل أبي رمز العطاء والأمان...!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كنا في العاشرة والنصف صباحاً من يوم الفرح نتناول فطورنا الذي حضرته أمي وخالتي بأنفاسهما الطيّبة والهدوء يعم في المكان بسبب الكسولان اللذان أمضيا ليلتنا وهما يتسابقان في الثرثرة ...فها هو الصغير يتكئ بمرفقه على الطاولة مغمض العينين ويتوسد كفه وبين الدقيقة والأخرى ينتفض مجفلاً كلّما وقع راسه وأمي تكلمه ليصحصح ولكن لا حياة لمن تنادي أما عروستنا تدثر رأسها تخفيه متوسّدة ذراعيها على الطاولة وشعرها الترابيّ يتناثر حولها وكنتُ قد أبعدت صحن المُربى من أمامها قبل أن تغمس وجهها به وهي غارقة في أحلامها ...مددت يدي أداعب أذنها بإصبعي كي تنهض ولكنها لم تتحرك..!!... وبينما نحن بين الصد والرد لنوقظهم قرع جرس الباب فسبقتني امي لتفتحه ليدخل علينا عريس الزين فهاجمته قبل ان يلقي تحيته قائلاً بصدمة :
" يا فتّاح يا عليم يا رزاق يا كريم ....هل رايتنا بحلمك سيد سامي ؟!.."

وما إن قال :
" صباح الخير.."
حتى فزّت الماكرة , المخادعة عند سماع صوته الذي كان بمثابة جرس الإنذار وبدأت تلملم نفسها وشعرها الذي بدا كأنه مصعوق كهربائياً وفركت عينيها والواقف يصبّ جلّ نظره عليها معتبراً إيانا أننا سراب أو ظلال لأصنام فقلت وهما يتأملان بعضهما بهيام :
" لماذا جئت ؟!.."

يبدو أنني أكلّم نفسي فطرقت قبضتي بخفة على الطاولة مصدراً صوتاً للخشب مع اصطكاك المعالق بالأطباق فانقطعت لحظة هيامهما وعادا للواقع وأجاب :
" جئتُ لأخذك لنحتفل بتوديع العزوبية !!.."

جميعنا صوبنا بصرنا نحوه مشدوهين مما قال فهتفت أمي باستغراب بينما انا كنت أحاول قراءة نظراته وما وراء كلماته :
" هل أنت في وعيك عزيزي سامي ؟!...كان يجدر بكم ان تحتفلوا به قبل ليلة او ليلتين....منذ متى يحتفل به الناس صباحية الزفاف.."

أجاب بثبات يقنع الموجودين لكنه بالتأكيد لم يستطع اقناعي فمثل هذا لا يفوتني !!:
" تعلمين عيوش هادي جاء البارحة وبيتنا كان عامراً بالضيوف لذا لم يتسنَّ لنا القيام به وأريد أن اودع عزوبيتي مع توأمي ....لن نتأخر بإذن الله !!.."

تدخّلت خطيبته هاتفة بحيرة :
" كيف ؟!...ربما أمي تحتاجه بشيء....هل هذا وقته ؟!.."

دنا منها بجرأة وقرصها من أنفها بلطافة بالوسطى والسبابة هامساً دون ان يحسب حسابنا هذا الوقح :
" اذهبي لصالون تجميل العرائس يا جميلة واهتمي بنفسك من أجل ليلة عمرنا يا عينيّ الشهد ولا تفكري بشيء ....شقيقي رامي سيقوم بأي مهمة عن هادي تحتاجها عيوش وباقي اشقائي يهتمون بمتطلبات أهلي..!!.....اتفقنا حُبي ؟!.."

توهّج وجهها حياءً وحرجاً منه وما زاده احمراراً قولي بنبرة مازحة تخفي غيرتي عليها:
" أتعلم أنك وقح وغليظ لدرجة غبية ؟!...على الأقل احترم حميّة شقيقها الكبير!.."

رفع يده بلا مبالاة مع حركة بوجهه تدلّ على ملله من كلامي وقال :
" تعطيني دروس التربية في وقتٍ آخر ...هيا انهض حالاً !.."

أجبته بعدم اهتمام وأنا احمل كأسي الشاي لأشرب :
" لمْ أُنهِ فطوري بعد ثم سأبدل ملابسي البيتية .."

كنتُ ارتدي بنطالاً اسوداً رياضياً وبلوزة قطنيه خريفية رمادية ....

دنا اكثر مني وبيدٍ أخذ كأس الشاي مني ليضعها على الطاولة وبالأخرى يحاول سحبي وهتف :
" هيا لا ترفع ضغطي!!.."

سايرته متوجساً من حركاته وبعدما انتعلت حذائي الرياضي الأسود وصرنا خارج البيت مسكته من ذراعه رافعاً حاجبي بتساؤل:
" ماذا هناك سامي؟؟....اقلقتني !!"

قال بعجلة :
" في الطريق سأخبرك.."

هتفت بعدم ارتياح :
" لا اخبرني الآن او لن اتحرك.."

تنهد بيأس مني وأجاب:
" صديقي عُبيدة ضابط الجمارك في النقطة التي على حدودنا الشرقية يقع في مشكلة وعليّ مساعدته !!.."

قلت باستهجان :
" هل اخترت هذا اليوم لتساعده ؟!..الا تنتظر تلك المشكلة ؟!.."

تأفف وقال :
" رجال عصابات تهريب المخدرات خطفوا ابنه !!.."

" ماذااا؟!..متى وكيف ؟!"

سألت مصدوماً ليجيب:
" هذا الأسبوع الثاني ولا أي جهة رسمية تعرف بالقصة!!....فقط أنا وهو وأهل بيته وصديقي في مركز تل الصقور أشرف....تكتم عن الخبر حتى يجد مخرجاً..."

قلت:
" هل يبتزونه بمبالغ طائلة ؟!.."

قال:
" يا ليت !!...كنا قد حللناها مهما كلفنا من مال!....يريدون أن يوقّع على تصاريح لبضاعة جديدة سوداء لهم ستدخل من النقطة التي يعمل بها!!... وبعد يومين من رفضه لطلبهم الدنيء قاموا بخطف ابنه اثناء عودته من المدرسة ...لو هددوه لاحترس وحمى عائلته لكنهم بخباثة أظهروا له عدم اصرارهم ليباغتوه بفعلتهم الحقيرة !!.."

قلت مقترحاً الحلول :
" لمَ لا يسايرهم بالالتقاء بهم مدّعياً موافقته بعد ان تضعوا لهم كميناً ذكياً للقبض عليهم وارجاع الطفل ؟!.."

قال ساخراً بحنق :
" أيها الغبي ان فعلها هم ليسوا حمقى ليثقوا به بما انه ضابط ومعروف عنه انه شريف فسيعززون من رجالهم المتدربين ويحمون أنفسهم وسيحصل اشتباك مسلّح ويكون الكثير من الضحايا من طرفنا وربما الطفل اولهم حفظه الله !.."

قلت:
" اذاً ما العمل ؟!."

أجاب متنهداً:
" حالياً اعطاهم موعداً لبعد ثلاثة أيام من اليوم كي يلتقي بهم لكني لم أنم وانا افكر واخطط منذ أسبوع ونصف فقررت أن أقوم بالعملية بنفسي !.."

قلت معاتباً باستياء:
" وهل اخترت يوم زفافك لتفعلها ؟!...لمَ لم تفعلها من قبل او على الأقل بعد يومين من الزفاف ؟!.."

" اووف هادي...انا رسمتُ كل شيء وخططت له ليس عن عبث!!...الطفل موجود في المدينة الشرقية في فيلا رئيس المافيا عقاب صفوان وبعد تقصّي المعلومات عنه قمت بمراقبة بيته على مدار الأسبوع والنصف بمساعدة أشرف بشكل يومي عن طريق آلة التصوير الطائرة وتأكدتُ انه يوم الخميس يذهب مع عائلته برحلة استجمامية أسبوعية لبيتهم في المدينة الساحلية ويكون عدد الحراس في الفيلا أقل من باقي الأيام غير أن عبيدة يكون في عمله بهذه الأوقات لذا لن يشكّوا بأي حركة لأنه مراقب من قِبلهم ...فعلينا أن نتغدى بهم قبل أن يتعشوا بنا !!...وأنا لم أخبر عبيدة بمخططي وأردتُ أن أقوم به لوحدي وانقذ الطفل لأني أؤمن أن الشجاعة تغلب الجماعة وليس كما خدعونا وقالوا العكس !!....فاذا كانت الخطة محكمة بإذن الله وبعد التوكل عليه ستنجح!!..."

ركبنا سيارته لنكمل حديثنا عن الخطة فسألت:
" ما هي الأدوات التي معك والأسلحة ؟!.."

" كل شيء جاهز....المسدس الذي يطلق إبر منوّمة من أجل كلاب الحراسة الدقيق الذي يعمل بالإشعاع (MP5)والمسدس الكاتم للصوت مع ذخيرته ورشاش
وسماعة الأذن المخفية مع المايك ....وواقي الرصاص...يكفي هذا اليس كذلك ؟!.."

" ان شاء الله..أتمنى...وأنا ما وظيفتي ؟!.."

" ستجلس في السيارة وتنتظرني لتكون مستعداً للانطلاق حالما أحرر الطفل.."

" هيــه ..هل تسحبني لبلد أخرى تبعد عنا ساعة ونصف لأتولى القيادة فقط ؟!."

كان هذا حديثنا بالسيارة في ساحة منزلنا وقبل ان نجتاز البوابة الكبيرة حتى سدّ طريقنا صديقنا (أحمد) بسيارته ومعه (بلال)...فتمتم الغليظ شاتماً:
" من أين خرج لنا هاذان الأحمقان ؟!.."

ضغط على زامور السيارة ليبتعدا لكنهما لم يتحركا فاطفأ (احمد) محرك سيارته وترجلا وهي تغلق الطريق أمامنا وركبا معنا ثم هتف (بلال) :
" ما هذه الخيانة أيها الخبيثين ؟!...ذهبنا لبيتك سيد سامي وقال شقيقك رامي أنك اتيت للسيد هادي لتذهبا للاحتفال بتوديع العزوبية !!..أين نحنُ من ذلك ؟!.."

تطلعنا ببعضنا أنا وهو وكتمنا ضحكاتنا فأضاف (أحمد) :
" نظراتكما الخبيثة توحي أنكما تخفيا شيئاً...لن نتزحزح حتى تخبرانا .."

أجابه (سامي) ساخراً:
" اذهب يا ولد ..هذا الاحتفال للمخطوبين وليس للعازفين عن الزواج أمثالك "

فقال (بلال) متفاخراً:
" إذاً يناسبني أ.."

قاطعه الغليظ متهكماً :
" خذ الإذن من عروسك قبل أن تتبجح ....أنا لست مسؤولاً لأتحمل خطاياك "

سئمت من حديثهم التافه والوقت يمضي فقلت لأنهيه :
" سامي لا وقت لدينا ...هيا .."
والتفتّ للوراء قائلاً :
" انزلا لدينا مهمة ..!!."


رفع بصره لسقف السيارة ويديه داعيا :
" ياا رب ماذا اذنبت لأُبتلى بمثل هؤلاء الحمقى ؟!.."

فتح (أحمد ) الباب وقال :
" سأركن سيارتي ...انتظروني وإلّا قسماً لن أريكم وجهي إن غدرتموني وذهبتم..".

تأفف (سامي) وهتف :
" صبراً يا الله ....ماذا ستفعلان معنا ؟!...انا وهادي نكفي ..."

هتف ( بلال ) ببرود :
" اعطنا نبذة سريعة عن المهمة لنقيّم ان كنتما تكفيان ام لا .."

فأجبته أنا مختصراً بالشرح وبعد ان انتهيت قال للذي بجانبي وبثقة يربط حزامه:
" إذاً قُد السيارة وأنت صامت أيها الغليظ ...تقولان فيلا وحراسة مشددة ...من سيعطل لكَ آلات المراقبة أو يفتح لك الأبواب الكهربائية ؟؟,,,وربما تحتاجان لقطع الكهرباء عن طريق التحكم عن بعد يا ذكيين !!.."

صفع (سامي) جبينه وتمتم شاتماً نفسه :
" يا لحماقتي كيف فاتني هذا ؟!.."

أجاب (أحمد) شامتاً :
" أرأيت ؟! هذه نتيجة عدم العزوف عن الزواج ...أنت حالياً في المرحلة الأولى تشتت وضياع ...بعد شهر العسل فقدان جزئي للعقل....ومع الأطفال ان شاء الله تكون جاهزاً لحمل شهادة من مشفى الأمراض العقلية !......يا عم ...العقل زينة...اعطني حريتي اطلق يديّ !!.."

أضاف ( بلال ) ساخراً منه :
" سنتفهم وضعك يا ضابطنا النبيه ...أنت عريس ومرتبك من الزواج لن نؤاخذك !.."

زفرت أنفاسي بضيق وقلت بحزم :
" هلّا أغلقتم هذه السيرة ؟!...ألا تضعون اعتباراً لوجودي بصفتي شقيق العروس ؟!..."

تنهدت مستطرداً:
"هيا احمد تحرك وابعد سيارتك ....علينا انهائها باكراً فأنا لستُ متفرغاً وأهلي يحتاجونني !!.."

قال احمد بلباقة وهو يمدّ يده على كتفي :
" نعتذر يا صديقي ...كنا نمزح لنرطب الجو المتوتر !...حقك علينا!.."

اومأت برأسي راضياً وهمست :
" وأنا اعتذر يا صاحبي .... لكنني مضغوط جداً....المسؤوليات تنتظرنا وعريسنا أخرج لنا مهمة من تحت الأرض من حيث لا ندري!!.."

×
×
×

في طريقنا بدأ ( بلال ) يقوم بعمله ...لقد أنزل برنامجاً على هاتف (أحمد) ليربط السماعة للتواصل مع (سامي) من الداخل وبرنامجاً آخراً على هاتفه خاص بالاختراقات فهو وظيفته البقاء في السيارة ليتحكم بآلات المراقبة والكهرباء ويوجّه عريسنا الضابط حسبها ...كنا في منطقة الهدف في المدينة الشرقية بين الساعة الواحدة والنصف والثانية بعد الظهر ....اتخذنا مكاناً قريباً من الفيلا بين الأشجار المجاورة...وقبل أن يهمّ للنزول قلت له :
" اشرح لي من اين ستدخل وستخرج .."

بينما كان صديقنا بلبل يسابق الدقائق ويخترق الأنظمة الأمنية الخاصة بالفيلا شرع (سامي) بالشرح لي بدقة :
" سأدخل من الخلف وأعود من نفس المكان لأن اكثر الحراس يتواجدون في المدخل .."

وأكمل يشرح أشياءً أخرى وأنا كل تركيزي معه فقال ( بلال ) بعد قليل :
" نجحت...انظروا.!!..هناك غرفة بالطابق الأرضي يقف امام بابها حارسان ..."

قلب لنا هاتفه لنرى وكان مثلما قال وربما يتواجد الطفل فيها ولكن لا آلات مراقبة تُظهر ما بداخل الغرفة ويبدو انها للنوم خاصة بالضيوف لذا لا يضعون بها أنظمة امنية بخلاف باقي زوايا الطابق !!...الجميل أن في داخل الفيلا فقط هاذان الحارسان لكن لم نعلم إن كان داخل الغرفة غيرهم !!.....قلت لتوأمي :
" سامي أنا سأدخل.."

قال بسخرية:
" هل جننت؟!...ماذا تهذي ؟!.."

" لا أهذي ...انا اريد الدخول وانت ابقَ!.."

وهكذا بدأنا نتجادل مَن منا سيدخل حتى أنهى صراعنا عندما فتح بابه بعناد مصمماً وترجّل قاصداً صندوق السيارة يضع على جسده واقي الرصاص ويملأ الذخيرة ورفع لنا بيده التحية العسكرية متوكلاً على الله ثم بدأ يخطو بحذر مدبراً الى السور الخلفي ففتحتُ بابي ببطء كي لا يصدر صوتاً وهمست لمن معي اضع سبابتي على فمي:
" ششش...ولا كلمة.."

ثم خطوت خلفه حتى وصلته بخفة قبل أن يصل السور وباغتّه بضربة جانبية على رأسه من قبضتي كي يغمى عليه ثم أشرت لـ(أحمد ) ليأتي ويساعدني على حمله!! ...حملناه حتى وصلنا السيارة ووضعناه في المقعد الامامي جانب السائق !!.....لم يكن سوى بضعة أمتار التي ابتعدها.!!....خلعتُ مضاد الرصاص عنه وارتديته وأخذت الحزام الذي يعلق عليه أسلحته وحوطت خصري به ووضعت السماعة في أذني ثم همست :
" أحمد...استلم مقعد القيادة وكن جاهزاً للفرار عندما أعود ان شاء الله....بلال أنت ركّز ووجهني بدقة واستعد لإنزال مفتاح الكهرباء الرئيسي عندما اطلب منك....لا نريد أي خطأ ...علينا الخروج بإذن الله سالمين جميعنا مع الولد !.."

تسلقت السور بحذر وإذ بكلبٍ يستلقي على العشب في الحديقة الخلفية دون وجود حراس عنده ولما شعر بي هبّ وبدأ ينبح لكني بطلاقة اسكتّه بطلقة من مسدس المنوّم قبل أن يتابع نباحه ...قفزتُ وتدحرجتُ بجسدي حتى وصلت بلاط شرفة خلفية...انتصبتُ واقفاً واقتربت من بابها الزجاجي الموصد والذي يفتح لوحده عند الوقوف أمام العين خاصته والتي كانت فقط داخلية فهمستُ لـ(بلال) من السماعة ليخترقها ...بعد خمس دقائق نجح بالتحكم به وفتحه وكان هذا يؤدي للمطبخ الكبير الساكن من أي حركة وبينما أنا ألج متسللاً إليه تفاجأت بوجود خادمة فاحتجبتُ سريعاً بالبراد وهمست في داخلي " يا رب سامحني لا مفر "...ثم من مسدس المنوم الخاص للحيوانات أطلقتُ إبرة لتصيب عنقها وتحديداً على الوريد كي تفقد وعيها ...خرجتُ من المطبخ قاصداً رواق رفيع يصل الى بهو الفيلا وعليّ اجتيازه لأصل للردهة التي تضم أبواب الغرف الأرضية وبما فيها التي يتواجد بها المخطوف...همست لصديقي بقطع الكهرباء فالمساحة هنا واسعة ولا يمكنني السير بهذا الضوء القوي ...ثلاثة دقائق وحلّ الظلام في الداخل الّا من نور خافتٍ جداً للنهار يأتي من ستائر النوافذ السميكة...بدأت بلبلة في الداخل إثر انقطاع الكهرباء وكانت من الحارسين وظنّا أنه خلل او فصل القاطع الكهربائي واتجه أحدهما للخزانة الخاصة بمفاتيح الكهرباء وهو يسيرُ على كاشف الهاتف فاستغليّت ذهابه ثم بخطوات سريعة ووقت قياسي اجتزتُ البهو لأصل الردهة متوسطة المساحة واختبأتُ بعامود مزخرف من الحجر الطبيعي يلتصق بالحائط وشبيهه مقابلاً له...كان الحارس الثاني يعبث بهاتفه ينتظر صديقه الذي ذهب للكهرباء....اقتربت منهُ وهو شاردٌ بهاتفه وما إن نظر إليّ متفاجئاً حتى أعطيته ضربة شبيهه للتي ضربتها لعريسنا ولكن بحديد المسدس ويجب ان لا يقوم منها لمدّة ليست قليلة او أن يعاني ارتجاجاً بالمخ من قوتها ...!!...حركتُ قبضة الباب لأفتحه وإذ به موصد بمفتاح ..فكرت لثواني ثم خمّنت أن يكون بجيب أحد الحارسين...فتشتُ بجيوب الملقى أرضاً وبحمد لله وجدته وفتحت الباب ودلفت ثم ابتسمت بحنوٍ للوجه الملائكي النائم على السرير كان طفلاً ابيض البشرة وشعره بنياً ناعماً كثيفاً ...اقتربت اتأمله بانشراح.. وبرفق حملته أضع رأسه على كتفي واثبته بذراعي وبدا لي انه بالسادسة من العمر , كان ضئيل الحجم..!!....سرتُ بهدوء كأنني لا ألامس الأرض من تحتي ولما فتحت الباب ذُهلتُ كما ذُهل الذي يقرفص جانب زميله يحاول أن يعيد له وعيه وبخفة سحب مسدسه من ظهره عندما رآني ومع سرعة تصويبه نحوي كانت سرعة قدمي التي ركلتُ بها ما بيده توازيها فجثى على ركبتيه ليلتقطه وكنتُ بهذه اللحظة بيدي الحرة أسحب المسدس كاتم الصوت من حزامي وأفرغ أربع رصاصات منه في ساقيه ثم ركضتُ مدبراً عائداً بنفس الطريق الذي اتخذته بدخولي والولد في حضني يبكي مذعوراً وأنا أحاول كتم صوته وتهدئته ولما وصلت الحديقة بأنفاسي المتعاقبة قلت لـ (بلال ) بصوتٍ لاهثٍ :
" تعال لتلقف الولد مني ...هيا استعجل ..بسرعه "

مسّدتُ على شعره وقبلته هامسا برقة :
" لا تخف يا صغيري....أنا صديق والدك ...سآخذك اليه الآن...لكن عليك أن تتشبث بعنقي جيداً ولا تُفلتني ...مفهوم يا بطل ؟!.."

سكت عن البكاء يصغي إليّ ولم يعطني جواباً فكررت عدة مرات حتى اومأ برأسه بنعم مع ارخاء ملامح وجهه التي كانت مذعورة وهكذا بدأت تسلق السور ولكن بصعوبة من شدة حذري عليه كي لا يسقط مني ولما وصلت قمّته كان صديقي وراءه ينتظرني مستعداً لفتح ذراعيه , بسملتُ متوكلاً على الله وألقيته له ليلتقطه ويحتضنه وكان ارتفاع السور حوالي أربعة أمتار !!...نزلتُ المتران الخشبيان منه بحذر ولما وصلت الاسمنتيّ قفزت ولحقتُ بـ ( بلال ) حتى وصلنا السيارة وانطلق بنا ( أحمد) بأقصى سرعة إلى أن ابتعدنا عن هذه المنطقة زفرنا أنفاسنا ثلاثتنا بقوة نفرغ الضغط من صدورنا وانتقل للسير في اعتدال وعريس الهناء في سباته ....
×
×
×

ونحن في طريقنا استيقظ صديقي (سامي) وبدأ يتململ ويتحسس مكان الضربة ثم فزّ بتأهبّ بعد أن استوعب تواجده بالسيارة وبدأ يوزّع نظراته علينا ثم اتسعت عيناه مدهوشاً بعد أن وقعت على الصغير الجالس بيني وبين (بلال) في الخلف وارتسمت ابتسامة عريضة على وجهه وهمس وهو يمد يده ليصافحه :
" سند!!...الحمد لله على سلامتك يا بطل !...كيف حالك أيها الشرطي الصغير ؟!.."

تبسّم الولد وضرب كفه بكف سامي كالكبار وأجاب :
" أنا بخير عمي سامي !...لم أخف من أولئك الأشرار لأنني سأصبح شرطياً مثلكم والشرطي لا يخاف ....اليس كذلك ؟!.."

مسحتُ شعره مداعباً وأجبتُ عن صديقي :
" طبعا أيها الأسد سند...هم سيخافون منك !.."

بينما كنت أكلم الصغير رمقني (سامي) بنظرة غاضبة وقال معاتباً بجدية :
" لمَ غدرتني ؟!...لمْ يكن عليك فعلها هادي !...هذه وظيفتي أنا وأنت عرّضت نفسك للخطر !!...ماذا لو فشلت وحاصروك أو قتلوك ؟...ماذا سأفعل أنا حينها؟!...هل كنت تريدني أن أتشرّب حسرتك طوال العمر والندم يذبحني وتضعني بمواجهة عائلتك الذين لن يسامحونني أبد الدهر إن علموا بهذا ؟!....لا تفعلها مجدداً أو انني لن الجأ لك مرةً ثانية !!.."

أجبته مازحاً بصوت هادئ بارد ألطّف الجو بعد شعوري بانزعاجه الحقيقي من كلماته ونبرته:
" لا أريد لشقيقتي أن تترمل ليلة زفافها وتبكي دماً وألماً.."


قال بضيق من خوفه عليّ:
" وأنت؟..لمْ تفكر بنفسك؟!.."

قلت بضجر :
" ساامي...نجونا بفضل الله ...هلّا غيرت الموضوع وألتفتّ للطريق وأرشدت أحمد أين يتجه ؟!..."

زفرَ أنفاسه الحانقة عليّ , عدّل جلوسه وبدأ يرشد الذي بجانبه على طريق بيت ضابط الجمارك صديقه السيد عبيدة والموجود في الضاحية الجنوبية لهذه المدينة....ثلث ساعة وكنا أمام بيته....كان متوسط الحجم من البيوت الحديثة , له ساحة صغيرة ويوحي لأناس متوسطي الحال...دخلنا ساحته وقبل أن ينزل صديقي قام بالاتصال لوالد الطفل :
" مرحباً عبيدة ...لا أرى سيارتك باب المنزل أما زلت في العمل ؟!.."

"....."

" معي أمانتك !!.."

"....."

ضحك (سامي) وأجاب:
" هذه هدية زفافي لك ..."

"......"

" لم نفعل شيئاً....هذا الواجب يا صديقي !...مهما تجبّر أولئك الحثالة سنمرّغ انوفهم في التراب ونكسر ظهورهم .....بعد عودتي من إجازة الزواج بإذن الله سنبدأ بفض مضاجعهم وتفرقة خليتهم للامساك بهم أو تصفيتهم واحداً واحداً كتذكرة عبور للجحيم ليكونوا عبرة لغيرهم ..."

"....."

" بارك الله لك وان شاء الله ترى سند أوسم عريس .."

"....."

" حسناً...لا تقلق....نتكلم لاحقاً.."

أغلق هاتفه فسألته:
" ماذا قال لك ؟!.."

أجاب بارتياح:
" لو سمعت كيف تبدلت نبرة صوته الحزينة للسرور وبدأ يشكرني ويدعو لي ولكن لأن بيده عملاً ضرورياً لم يُطل بالكلام وطلب مني تسليمه لمَن في البيت...سيتصل بهم ويخبرهم ليفتحوا الباب .!!.."

تمطّى مرهقاً بنعاس ...لمس موضع ألمه مكان قبضتي متأوهاً ثم نظر لساعته وهتف:
" الساعة الآن الرابعة والنصف وما إن نصل ستكون السادسة ان لم نواجه أزمة مرور....يا الله هل سألحق أن اجهّز نفسي؟!.."

أجاب (بلال) شامتاً:
" برأيي اتصل بعروسك واخبرها انك كنت بمهمة لربما تصفح عنك وتعذرك ان تأخرت عن موعد الزفاف أستاذ سامي !!..."

تنهد سانداً رأسه على وسادة مقعده ومسح شعره للخلف ثم هتف بمزاح يخفي توتره وارتباكه:
" آاه ...يا رب سهل أموري....لا أريد أن أبيت هذه الليلة خلف الباب ...أنت أعلم بحالي ونيتي يا الله....استر علينا وعلى فعلتنا هذه .."

ضحك (أحمد) وقال بعد أن لمح باب المنزل يفتح نصف فتحة :
" هيا سامي ....فُتح الباب !.."

تطلّع صوب الباب وبثواني لاحت في باله فكرة وهتف بصوت خفيض متألم ابتدعه بخباثة :
" إنزل أنت احمد وسلمهم سند ...رأسي يؤلمني بسبب هذا النكدي ذو رأس الصوان ..."

نزل دون تردد وأخذ الطفل سائراً بهدوء فالتفت على الفور الغليظ نحونا وقال :
" ادعوا أن يتم الأمر .."

رفعت حاجبي بتساؤل وسألت بتعجب :
" لمَ تقول هذا ؟!..أي أمر؟"

ضحك بمكر وقال :
" ذاك العانس أحمد دائماً يتحجج أنه لا يريد الزواج لأنه لم يجد فتاة على هواه ....فهو يريدها خجولة جداً , مطيعة إن قال لها اللبن أسود ستقول صحيح , قليلة الكلام والزنّ وبنت أصل.."

اتسعت عيناي وقلت :
" هل ضربتي أثّرت على عقلك وبدأت تشبك مواضيع في بعضها ....ماذا تهذي ؟!.."

أجاب معتزاً بعقله الفذّ :
" يا مغفل ...تعمّدت ارساله ليقابل شقيقة عبيدة من أبيه ....هي الموجودة في البيت وستستلم الطفل منه....ما شاء الله تنطبق عليها مواصفات فتاة أحلام ذاك الأبله بالإضافة انها محجبة وجميلة جداً ....سند يشبهها الّا انها تمتلك عينين خضراوين تشبهان عيون القطط......متأكد إن رآها لن يبعد نظره عنها "

ضحكتُ لدهائه وقلت:
" يا رب أن تعلق صنارته ويجد من تستر عليه ....لكن من واجبي اخبار شقيقتي برأيك القيّم عن تلك الفتاة !.."

تأفف وقال بانزعاج ساخراً:
" هيـــه....لم تستكثرون عليّ الفرحة وتحسدونني لأني سأتزوج قبلكم؟! ...أتريدون زرع الفتنة بيننا ؟!.."

قاطعنا (بلال) مشيراً للخارج وهاتفاً:
" جاء أحمد...لنرى بركات تخطيطاتك أيها العبقري.."

جلس أحمد خلف المقود وشغّل المحرك بهدوء ونحن الثلاثة نحملق به ننتظر أي كلمة او تعليق منه فانتبه لنا وسأل مندهشاً :
" ما بكم تنظرون إليّ ؟!.."

ردّ الأشقر الغليظ:
" مَن أخذ الطفل منك ؟!.."

أجاب بعدم اهتمام :
" لا بد انها زوجة صديقك فأنا اوصلته ووليّت ظهري للباب احتراماً لحرمة البيت وقلت لها انا صديق سامي والسلام عليكم وتركتهما وجئت.."

سأله بغيظ:
" وكيف عرفت انها زوجته ؟!.."

قال وهو يلّف المقود يستدير ليخرج من الباب:
" يعني من ستكون بالله عليك؟...وما شأني أنا؟!...ثم بدل ان تضيع وقتك بالتحقيق معي حضّر اجاباتك للتحقيقات التي ستواجهها من القيادات العليا في مدينتنا مثل أهلك وعروسك وحماتك بسبب تأخرنا يا غليظ..!!.."

ارتمى بجسده للوراء على مقعده وسحب نفساً وزفره بقوة محبطاً يائساً قاطعاً الأمل بصديقنا عدو الزواج....

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

رفيقة دربي , حبيبتي , من كانت خير سند في الشدائد ...هي مهجة قلبي وقطعة من روحي ...هي الأم بعد الأم ....سنوات عشناها في حلوها ومرّها أذكرها ...لا انسى شقاوتها وضحكاتها ...كأنه البارحة!!...كم أصبحت الأيام سريعة ؟!...ما زلتُ اشعر بدفء أكتافي التي كنتُ أحملها عليها !!...منذ نعومة أظافرها تعلّقت بي ...كانت كالدرع لتحميني من تأنيب والديّ على اخطائي في طفولتي...حتى أبسط طعامها تشاطرني إياه!!...هي العطاء والوفاء ...هي العزة والكبرياء....أعيد أمامي شريط حياتنا منذ ولادتها حتى هذه اللحظة!!...في مثل هذا اليوم جاءت دنيتُنا الى هذه الدنيا ...دخلتْ البيت ودخلتْ معها الرحمة!...أتعجّب من الناقمين على هذه النعمة !!...ألا يدركون أي نعمة أغدقهم ألله بها ..كيف لا وهنّ الطريق الى الجنة ؟!...كم وصّانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عليهن وبأن نحسن تربيتهن لنفوز بجنّات النعيم؟! ....هنيئاً لمن رُزق بهذه الهبة العظيمة فهنّ البهجة والسرور التي لا حدود لها!!...إنهن المؤنسات الغاليات....فرفقاً بهن....يوم مولدها أبي الجبل الصامد اهتزت روحه واقشعّر بدنه بقدومها ....صورته عالقة في ذهني عندما حملها بين ذراعيه برقة وحنية وقرّبها لصدره ليؤذّن في اذنها الآذان الأول وهي ملفوفة بغطائها الأبيض الحريريّ وسطوعه وبهائه يعكس على وجهها...دمعتان تحملان العاطفة والمودّة سقطتا من مقلتيه أمامي فرِحاً بهذه الرحمة التي وهبنا إياها الله الوهّاب...قبّل جبينها الصغير ومدّها نحوي لأحملها قائلاً حينها * هذه امانتك يا هادي , هذه دنيتك ...تموت أنتَ لتحيا هي في هذه الدنيا ...إنها هي دنيانا *....وسمّاها (دنيا)....كانت كالحمامة البيضاء التي تنثر السكينة والسلام تحلّق في أركان بيتنا...كل زاوية لها فيها حكاية!...حكاية دفء وحكاية حنان...اختزلتُ من ذاكرتي سنين الهجرة لأقفز بالزمن واتأملها أمامي الآن وهي تقف على عتبة باب غرفتها بطلّتها البهية متمّةً التسعة عشر عاماً لتخطو خطوة أخرى في العمر , خطوة انتقالية تضعها في عش الزوجية !!..ترتدي فستانها الثلجيّ الناصع دون أي شائبة به مع حجابها الذي يضفي النور لنور وجهها ...طلّت علينا زهرة نيسان...طلّت لنرشّها بالعطر وزهر الأقحوان....دنوتُ منها رفعتُ الطرحة لأقبّل جبينها وبوجنتيها الورديتين طوقت خصري تحتضنني وارتفعت على رؤوس اناملها وقبّلت جبيني ثم شبكتُ ذراعي بذراعها وسرتُ بها نحو السلالم...كل درجة تطؤها قدمها تعزف في قلبي نغمة ...ألحان ما بين فرحتي لها وبها وما بين حزني لتسليمها لآخر يتحمل كافة مسؤولياتها ويرعاها....بين الدرجة والأخرى بدأت اوصي بها لتحافظ على بيتها وحياتها مع زوجها ...طلبتُ منها أن تحفظ سره وقرشه وتصون عرضه...أن تقف معه بالضراء قبل السراء...أن تكون خير معين له وتأخذ بيده إلى الجنة ...أن تكون زوجة تسرّ نظره وأمٍ تُحسن تربية أولاده ...أن تحترم أهله وتضعهم فوق رأسها وتجعلهم هم أهلها ...أن تدفعه ليصل أرحامه ...أن تكون ستراً وغطاءً له...وبعد نصائحي العديدة تنهدتُ برضا مبتسماً لها ثم حملتها بين ذراعيّ ونحن في منتصف السلالم الدائرية وهمست بشموخ رافعاً رأسي مفتخراً بها :
" صغيرتي دنيانا...كوني له البلسم للجراح وكوني أنتِ الوطن الذي يجري في العروق.....أريدُ أن أسمع منه...نعمَ الحسب والنسب ونعمَ الزوجة والصاحبة ابنة محيي الدين الشامي .."


**********( انتهى الفصل السابع عشر )**********




أتمنى لكم قراءة ممتعة



سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-22, 09:40 AM   #196

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,559
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الخير بيوم جميل مشرق بنفحات إبداع الجميلة ألحان

**كرة مرتدة** صدق إبراهيم فيما قاله لمريم فهي قست علي قلب هادى كثيرابلجوئها للسيد سليم الذى إنقض علي قلبه المسكين بأشواكx مرارة الماضي فقذفها بكل قوته مرتدة لألمي بكل قسوة
وهي في إرتدادها تمزق شباك قلبه معها

ما أجمل الحوار الذى أدرتيه بين هادى وأمه
تلك العائشة الرائعة
من تتقي الله في إبنة قاتل أبيه.. فألمي لا ذنب لها
وما أجمل الكلمات التي انتقيتها لتقنع بها عائشة هادى المعذب فأقدارنا بالفعل بيد الله
هو في جهاد والجهاد ليس معناه وأد الضمير.
فمن يدرى ماذا بالغد إلا الله!

وكان إعترافه لوالدته ليس ليزيح هما عن كاهله فحسب بل تمني في قرارة نفسه أن تردعه عن هذا الحب الذى لا يجد سبيلا للفرار منه فإذا بها تعينه به وليس عليه
نعم الإنسانة ونعم الأم هي.. وجميلة أنت حبيبتي وأنت تنيرين النفوس بالمعاني النبيلة

**القطة ليست سوداء**ميار من الشخصيات الجميلة جدا وحواراتها وخفة ظلها ورؤيتها العميقة للحياة والاشخاص رغم إرتدائها ثوب الدعابة إلا أن ذلك ينبئ بوجود روح الكاتبة لديك والتي تستطيع تناول كل أشكال الإبداع لو تركت نفسها علي سجيتها دونما تفكير هل تستطيع أم لا؟

فالسؤال طالما ورد بالذهن معناه أنك تستطيعين تلوين موهبتك بكل ألوان الإبداع لتخرجين لنا بروائع تخطف عقولنا وأبصارنا

رغم رفق هادى بألمي ورقته الغير معتادة إلا أنه يصدم من إجاباتها عن الوطن
مع أنه لو أنصف لألتمس لها العذر
فما تعرفه عن الوطن هو فكرة مشوهه يشحذ يها ابوها ذهنها

وهي لم تعش هناك وقد جاء تعبيرك مناسبا تمام لحالتها فهي تهتم بالأرواح الحية وليس بالارض الميتة
وبالفعل ما يربطنا بالأشخاص أو الوطن هو التاريخ والذكريات وهي رصيدها منهم صفر

وبالأخير يتنقيان التصميم الذى يرضى ذوق كليهما
فستان الزفاف علي الرغم من أنه لا يتم إرتدائه سوى مرة واحدة آلا أنه يعني الكثير للعروس وترتبط به ذكريات لا تنسي

*من اليسار إلي اليمين* كما سار اليوم إلي الآن بخير وسلاسة دون إزدواج شخصية من هادى يأخذها لاقصي اليمين بمكانه السرى الخاص بأوقات سعادته والمسمي بالركن الإيطالي وليس البحر منفسه من الضيق
أستشعر من سردك لما دار بينهما ومن سعادة ألمي البراعة في تصوير فرحتها وسعادتها الوجلة ربما لخشيتها من نوبات المد والجزر التي تنتاب هادى بدون مقدمات فهي بعد طفلة رغم تحفظي علي الكثير بشأنها إلا انك بوصفك لها تبدو من هؤلاء الذين مشا عرهم بين راحتيهم وعيو نهم مرآه صادقه لما يجيش بصدورهم

والعاشق يفقد سيطرته علي سلطان قلبه ولو للحظات بسيطة
كانت كافية لفتح عالم السحر والخيال لألمي الطفلة الجميلة ولهادى ليرتوى قلبه العاشق بوصال معشوقته
أى أن موقعة شراء فستان الزفاف تمت بنجاح

*الأم وطن بلا حدود*
استطيع تصور كم المشاعر والأحاسيس التي إنتابت هادى وقدماه تحط أرض الوطن
واكاد أرى لقائه بأمه وإخوته والزاخر بالحنين والوحشة

ما أجمل عبارتك
《خُذ مني سعادتي واعطني اوجاعك يا مهجة قلبي》
من اصدق التعبيرات التي قرأتها عن الام فمتي لم تتمني الأم ان تمنح عمرها وحياتها فداء لحظة ألم تمر بعين أولادها
كلنا نستشعرها وحتي من ليس أما منا ولكنك عبرت عنها بعبارة شافية وافية ودافئه جدا

والتجاء هادى لوالدته كمن يريد ذخيرة ليأخذها معه عند رحيله

حديثها عنه وألمي كان ضروريا
وبصرف النظر عما ينتويه ومبرراته في هذا وهل سيصمد العقل كثيرا أمام القلب؟

فكل ما قلتي حبيبتي علي لسان عائشةان الأمر القادم كله بيد الله حتي هادى نفسه لا يملك عليه سبيلا
وما أجمل رسمك لتلك اللوحة المبهرة لعائشة وهي تحتضن أولادها علي سريرها وتنفلت دمعاتها سعادة رغما عنها

*وداع العزوبية ..إسمه عبيدة* كان واضحا من مقدم سامي صباحا أن الامر علي غير ما يحاول تصويره
وقد فهم هادى ذلك ومعه أيضا من وجدوهم بالخارج أحمد وبلال عباقرة الإتصال والتحكم عن بعد

لتكتمل عناصر المهمة التي بغير وقتها لإنقاذ طفل عبيدة
ويتحرك الجميع بعد التنسيق بينهم لإنجاح المهمة في جو لا يخلو من المشاكسات الظريفة بين الأصدقاء

ولكن الغير متوقع أن يفقد هادى لسامي وعيه ويتولى هو المهمة عنه
صحيح أن هادى مدرب جيدا ولكن سامي ايضا كضابط شرطة كان أجدر بالقيام بالمهمة حتي لو كان اليوم هويوم عرسة..وهل لو تعرض هو للخطر بدلا من سامي كانت لتقر عين دنيا؟

ما أ جمل التسابق في أداء الواجب والتعاون بين الجميع عن قناعة وفداء
وينجح هادى باستخراج الطفل وعودتهم مسرعين
مستوعبين عتاب سامي لهم
ولكن كما قال هادى المهم أن نجحت المهمة وتم إرجاع الطفل لحضن أبيه

وتفشل حيلة سامى لمحاولة توفيق رأسين بالحلال لاحمد وشقيقة عبيدة التي استلمت الطفل...احمد هذا ميئوس منه

*من قال أخ..فقد نجا* كما البنت بالبيت رحمة ونور لوالديها ونعمة كبيرة لا يدركها الأ ذوى البصيرة والقلوب الطيبة
فالأخ ايضا هو السند والعون والأمان والحائط الذى يحمي من غوائل الايام والدرع الذى يزود عن الاخت والاسرة
هو بالفعل من يشد العضد ويمنح الأمان
للأب مكانته الكبيرة ولكن للأخ مذاق آخر من الرحمة والحنان والأمان

هادى وهو يوصل أخته لعريسها ويتذكر أيامهما صغارا كان نعم الناصح وخير صديق
فما قاله كله يندرج تحت كلمتين أن تكون مودة ورحمة لزوجها فيكون لها سكنا ووطنا

سلمتي حبيبتي علي الفصل الجميل والذى إجتهدت أن اختصر في وصف كم الإبداع والصدق به وآلا لم اكن لاتوقف عن التفصيل والتدقيق بكل عبارة أعجبتني

سلمتي حبيبتي وسلم إبداعك الرائع الذى ينساب كنعومة النهر يدغدغ المشاعر ويصل للقلب ويمس الروح

بانتظار ألحانك القادمة
دمتي في أمان الله حبيبتي


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-22, 03:22 PM   #197

bobosty2005

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية bobosty2005

? العضوٌ??? » 345060
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,798
?  نُقآطِيْ » bobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond repute
افتراضي

بداية مميزه بالكتابة👍 وروايه أولى رائعة ومشروع كاتبه ناجحه
لا أتمنى أن تكون الوحيده 👏

اختيارك موضوع مش بسيط لتطرحيه بأول روايه لك شئ يحسب لك وبطريقة سرد جميله😘 اى بدايه يكون بها عثرات ولكن نتعلم منها

جارى القراءة اتمنى لك التوفيق عزيزتى لك منى كل الدعم 🌺🌺🌺


bobosty2005 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-22, 11:42 PM   #198

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح الخير بيوم جميل مشرق بنفحات إبداع الجميلة ألحان

**كرة مرتدة** صدق إبراهيم فيما قاله لمريم فهي قست علي قلب هادى كثيرابلجوئها للسيد سليم الذى إنقض علي قلبه المسكين بأشواكx مرارة الماضي فقذفها بكل قوته مرتدة لألمي بكل قسوة
وهي في إرتدادها تمزق شباك قلبه معها

ما أجمل الحوار الذى أدرتيه بين هادى وأمه
تلك العائشة الرائعة
من تتقي الله في إبنة قاتل أبيه.. فألمي لا ذنب لها
وما أجمل الكلمات التي انتقيتها لتقنع بها عائشة هادى المعذب فأقدارنا بالفعل بيد الله
هو في جهاد والجهاد ليس معناه وأد الضمير.
فمن يدرى ماذا بالغد إلا الله!

وكان إعترافه لوالدته ليس ليزيح هما عن كاهله فحسب بل تمني في قرارة نفسه أن تردعه عن هذا الحب الذى لا يجد سبيلا للفرار منه فإذا بها تعينه به وليس عليه
نعم الإنسانة ونعم الأم هي.. وجميلة أنت حبيبتي وأنت تنيرين النفوس بالمعاني النبيلة

**القطة ليست سوداء**ميار من الشخصيات الجميلة جدا وحواراتها وخفة ظلها ورؤيتها العميقة للحياة والاشخاص رغم إرتدائها ثوب الدعابة إلا أن ذلك ينبئ بوجود روح الكاتبة لديك والتي تستطيع تناول كل أشكال الإبداع لو تركت نفسها علي سجيتها دونما تفكير هل تستطيع أم لا؟

فالسؤال طالما ورد بالذهن معناه أنك تستطيعين تلوين موهبتك بكل ألوان الإبداع لتخرجين لنا بروائع تخطف عقولنا وأبصارنا

رغم رفق هادى بألمي ورقته الغير معتادة إلا أنه يصدم من إجاباتها عن الوطن
مع أنه لو أنصف لألتمس لها العذر
فما تعرفه عن الوطن هو فكرة مشوهه يشحذ يها ابوها ذهنها

وهي لم تعش هناك وقد جاء تعبيرك مناسبا تمام لحالتها فهي تهتم بالأرواح الحية وليس بالارض الميتة
وبالفعل ما يربطنا بالأشخاص أو الوطن هو التاريخ والذكريات وهي رصيدها منهم صفر

وبالأخير يتنقيان التصميم الذى يرضى ذوق كليهما
فستان الزفاف علي الرغم من أنه لا يتم إرتدائه سوى مرة واحدة آلا أنه يعني الكثير للعروس وترتبط به ذكريات لا تنسي

*من اليسار إلي اليمين* كما سار اليوم إلي الآن بخير وسلاسة دون إزدواج شخصية من هادى يأخذها لاقصي اليمين بمكانه السرى الخاص بأوقات سعادته والمسمي بالركن الإيطالي وليس البحر منفسه من الضيق
أستشعر من سردك لما دار بينهما ومن سعادة ألمي البراعة في تصوير فرحتها وسعادتها الوجلة ربما لخشيتها من نوبات المد والجزر التي تنتاب هادى بدون مقدمات فهي بعد طفلة رغم تحفظي علي الكثير بشأنها إلا انك بوصفك لها تبدو من هؤلاء الذين مشا عرهم بين راحتيهم وعيو نهم مرآه صادقه لما يجيش بصدورهم

والعاشق يفقد سيطرته علي سلطان قلبه ولو للحظات بسيطة
كانت كافية لفتح عالم السحر والخيال لألمي الطفلة الجميلة ولهادى ليرتوى قلبه العاشق بوصال معشوقته
أى أن موقعة شراء فستان الزفاف تمت بنجاح

*الأم وطن بلا حدود*
استطيع تصور كم المشاعر والأحاسيس التي إنتابت هادى وقدماه تحط أرض الوطن
واكاد أرى لقائه بأمه وإخوته والزاخر بالحنين والوحشة

ما أجمل عبارتك
《خُذ مني سعادتي واعطني اوجاعك يا مهجة قلبي》
من اصدق التعبيرات التي قرأتها عن الام فمتي لم تتمني الأم ان تمنح عمرها وحياتها فداء لحظة ألم تمر بعين أولادها
كلنا نستشعرها وحتي من ليس أما منا ولكنك عبرت عنها بعبارة شافية وافية ودافئه جدا

والتجاء هادى لوالدته كمن يريد ذخيرة ليأخذها معه عند رحيله

حديثها عنه وألمي كان ضروريا
وبصرف النظر عما ينتويه ومبرراته في هذا وهل سيصمد العقل كثيرا أمام القلب؟

فكل ما قلتي حبيبتي علي لسان عائشةان الأمر القادم كله بيد الله حتي هادى نفسه لا يملك عليه سبيلا
وما أجمل رسمك لتلك اللوحة المبهرة لعائشة وهي تحتضن أولادها علي سريرها وتنفلت دمعاتها سعادة رغما عنها

*وداع العزوبية ..إسمه عبيدة* كان واضحا من مقدم سامي صباحا أن الامر علي غير ما يحاول تصويره
وقد فهم هادى ذلك ومعه أيضا من وجدوهم بالخارج أحمد وبلال عباقرة الإتصال والتحكم عن بعد

لتكتمل عناصر المهمة التي بغير وقتها لإنقاذ طفل عبيدة
ويتحرك الجميع بعد التنسيق بينهم لإنجاح المهمة في جو لا يخلو من المشاكسات الظريفة بين الأصدقاء

ولكن الغير متوقع أن يفقد هادى لسامي وعيه ويتولى هو المهمة عنه
صحيح أن هادى مدرب جيدا ولكن سامي ايضا كضابط شرطة كان أجدر بالقيام بالمهمة حتي لو كان اليوم هويوم عرسة..وهل لو تعرض هو للخطر بدلا من سامي كانت لتقر عين دنيا؟

ما أ جمل التسابق في أداء الواجب والتعاون بين الجميع عن قناعة وفداء
وينجح هادى باستخراج الطفل وعودتهم مسرعين
مستوعبين عتاب سامي لهم
ولكن كما قال هادى المهم أن نجحت المهمة وتم إرجاع الطفل لحضن أبيه

وتفشل حيلة سامى لمحاولة توفيق رأسين بالحلال لاحمد وشقيقة عبيدة التي استلمت الطفل...احمد هذا ميئوس منه

*من قال أخ..فقد نجا* كما البنت بالبيت رحمة ونور لوالديها ونعمة كبيرة لا يدركها الأ ذوى البصيرة والقلوب الطيبة
فالأخ ايضا هو السند والعون والأمان والحائط الذى يحمي من غوائل الايام والدرع الذى يزود عن الاخت والاسرة
هو بالفعل من يشد العضد ويمنح الأمان
للأب مكانته الكبيرة ولكن للأخ مذاق آخر من الرحمة والحنان والأمان

هادى وهو يوصل أخته لعريسها ويتذكر أيامهما صغارا كان نعم الناصح وخير صديق
فما قاله كله يندرج تحت كلمتين أن تكون مودة ورحمة لزوجها فيكون لها سكنا ووطنا

سلمتي حبيبتي علي الفصل الجميل والذى إجتهدت أن اختصر في وصف كم الإبداع والصدق به وآلا لم اكن لاتوقف عن التفصيل والتدقيق بكل عبارة أعجبتني

سلمتي حبيبتي وسلم إبداعك الرائع الذى ينساب كنعومة النهر يدغدغ المشاعر ويصل للقلب ويمس الروح

بانتظار ألحانك القادمة
دمتي في أمان الله حبيبتي


صباح ومساء النور والسرور لأختي الرائعة شيزو ...أهلا بكِ


نعم فعل هادي لم يتوقع وقد قام بهذا العمل ليس لعدم ثقتة بقدرات سامي وكان ادعائه انه لا يريد لشقيقته ان تبكي مجرد حجة انما الحقيقة أنه خاف من ان يتأذى او يصاب لأنه عريس ونيته المحافظة عليه لذا لم يكترث لنفسه فأكيد لن يكون سامي أغلى على دنيا من شقيقها ...


أما هادي ومبرراته في علاقتة الزوجية مع ألمى فهذا سنراه في الفصول القادمة ان شاء الله وهل مثلما قلتِ سيصمد العقل أمام القلب ام لا والى متى ؟!! ههههه

كما قلتِ ايضاً البنت هي رحمة لا يدركها الا ذوي البصيرة وأن الأخ هو العون والسند وخصوصاً للاخت....


ككل مرة لا اعلم بماذا أرد على كلماتك سواء بما يخص فحوى الرواية فأنت ما شاء الله تكتبين رواية للرواية تحلليها بعناوين مميزة جداً وعميقة تجعلها بأبهى صورة أو على كلماتك التي اخجل منها بحقي ولا استطيع شكرك عليها .....

دُمتِ لي قارئة تفهمني وأخت تدعمني وصديقة تُلهمني ......لو تعلمين كم أحبك آمالي الغالية


ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-22, 11:52 PM   #199

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bobosty2005 مشاهدة المشاركة
بداية مميزه بالكتابة👍 وروايه أولى رائعة ومشروع كاتبه ناجحه
لا أتمنى أن تكون الوحيده 👏

اختيارك موضوع مش بسيط لتطرحيه بأول روايه لك شئ يحسب لك وبطريقة سرد جميله😘 اى بدايه يكون بها عثرات ولكن نتعلم منها

جارى القراءة اتمنى لك التوفيق عزيزتى لك منى كل الدعم 🌺🌺🌺

أهلا بكِ أختي bobosty2005 أنرتِ الرواية ...

لكِ مني كل الشكر والعرفان على كلماتك التي أفرحت قلبي ...كلك ذوق يا جميلة

تشجيعك هذا تأج على رأسي واتمنى أن اكون عند حسن ظنك للنهاية ...بارك الله بكِ على هذا التعليق الداعم جداً وعلى دعائك الطيّب ...

دمتِ بكل خير اختي...


ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-22, 05:30 PM   #200

لبنى البلسان

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية لبنى البلسان

? العضوٌ??? » 462696
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 5,543
?  نُقآطِيْ » لبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond repute
افتراضي



مساء الخير والسعادة الحان
فصل جميل جدا كما عودتنا
تسلم اناملك بانتظار الفصل القادم ومايحمله من احداث




لبنى البلسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:43 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.