آخر 10 مشاركات
287 - كذبة العاشق - كاتي ويليامز (الكاتـب : عنووود - )           »          284 - أنت الثمن - هيلين بيانش _ حلوة قوى قوى (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          275 - قصر النار - إيما دارسي (الكاتـب : عنووود - )           »          269 - قطار النسيان - آن ميثر (الكاتـب : عنووود - )           »          263 - بيني وبينك - لوسي غوردون (الكاتـب : PEPOO - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          ياسميـن الشتـاء-قلوب شرقية(26)-[حصرياً]-للكاتبة الرائعة::جود علي(مميزة)*كاملة* (الكاتـب : *جود علي* - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك لمستوى الرواية ؟
جيد جداً 85 88.54%
جيد 11 11.46%
سيء 0 0%
المصوتون: 96. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree9699Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-07-22, 02:54 PM   #591

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل التاسع عشر.....
كما توقعت لم يكن هناك لقاء بين هادي و ألمى، فالماكر شاهدها قبل أن تشاهده فإختبأ منها، عموما قد أتى الأمر في صالح ألمتنا فقد برأها أمام الغيور المعقد يامن و إلا كانت المسكينة لتدخل في أزمة عصبية مما سيفعل لها بسبب رسالتها التي بها إعتراف صريح للحب، لكنها مكانت تدري أنها وقعت في حب نفس الشخص مرتين، مع تغير الإسم و الشخصية ظلت الروح واحدة دوما، روح خطفت منها قلبها في جميع حالتها.
المشاغب لم يضيع الوقت و هو يجعلها تضطرب بعد إرسال صورتها لها مرفوقة بصندوق الطفولة. و جعلها تنتظره متأهبة و هو لا يهتم بشيء غير مشاكستها، ليصنع من رؤية البذلة حجة له، لكنه بالتأكيد لم يترك فرصة توتيرها تمر دون أن يستغلها، فالعجيب أنه تحدث معها على إعتراف الحب بشكل رائق يخلف غيرتها الجنونية، فلم تكن المسكينة لتدري السبب، و هي لا تصدق نجاتها من كارثة طبيعية محققة، و من فوق إعترف لها بحب واحدة تدعى روح. مجددا طيبتنا لم تفهم، أعيرها عقلي انا. هههه.
فعلا سالم أصبح يستفزني و يزعجني كثيرا، ما له و مال علاقة خاصة بين زوج و زوجته؟ هادي يظل إنسانا ليس دمية يحركونها كما شاءو. لكن الله كم أعجبني رده المجنون و إعترافه الصريح بحبها وقتها تمنيت معانقته بقوة، و تقبيله من وجنتيه. ههههه. لا تقولي ذلك لألمى حتى لا تنتف شعري دعيه سرا بيننا.
سمسم خروفنا الغالي، هو أمير نبيل جدا، إتضح أي قلب كبير يملك و أي روح جميلة يتمتع بها، أنا لم أشك فيه بشر أبداً، فهو يستحيل أن يكون خائنا، و قد برهن من أي معدن أصيل هو.
قصة الفتاة قطعت قلبي، فإن كنت أنا أقشعر من ذكر الجريمة كيف لفتاة تراها بعينيها، تقتل والدتها و والدها أمامها، فقط لطف الله، فلولاه لجنت للأبد. و قد كتب لها أن تحظى بأب رائع كسامي، و قد إخترته من بين الجميع.
إيمان إنسانة رائعة جدا، محبة للجميع، بل هي تحيى بتضحيتها من أجل الغير و رغبتها في إسعاد الجميع، فكانت حفلة الحناء، تقليدا جميلا أحيوه، عشنا في أجواءه الفلسطنية الجميلة و إنتهى بإنظمام العريس في الأخير، العريس المبهور بحوريته، أتمنى من كل قلبي أن تنجو فاتن من هذا المرص الخبيت و تتغلب عليه.
بداية حفل الزفاف كانت رائعة جدا ، مليئة بالأحاسيس الجميلة لكنني لا أستبشر نهاية سعيدة بعد كل الضغوطات التي على هادي بين عقله و قلبه و ضميره.
لم يكن تصرف ابراهيم بترك البيت جيدا، فعلى الأقل كانت مريم لتنقد ألمى من بطش الداهي.


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-22, 09:44 PM   #592

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
Elk

مساء الخيرات...😍

ان شاء الله خلال نصف ساعة أو أقل سأقوم بنشر الفصل 27.....


أتمنى أن ينال رضاكم....🌷


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 03-07-22, 11:00 PM   #593

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

حصلت مشكلة في النت....لذا تأخرت....اعتذر...سأقوم بتنزيله حالا ان شاء الله

ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 03-07-22, 11:12 PM   #594

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع والعشرون (( أرواح تحتضر ))



ليلة ولا في الأحلام....كانت أجمل مما توقعت أو تخيّلت...حقاً إنها ليلة العُمر!!.....شعرتُ بحمل ثقيل ازيحَ عن صدري بعد اتمام زواجي منها.....كم كنتُ ظالماً لها ولنفسي؟!...أفضتُ عليها من نهر حبي بسخاء دون حسبان بينما كانت هي تطعمني من سحرها الفتّاك الذي لا يُشبع منه حتى لو قضيتُ عمري أتذوق حلاوته...!!...

" اغمض عينيك!!.."

قالتها بنبرة فيها الحياء وهي ملتصقة بي....تتكئ بساعدها الأيسر على صدري بينما بسبابتها تداعب تارة شفتيّ ومرةً تمررها على حاجبي المصاب ووجهها يقابل وجهي فسألتُها بفضول بعدما تأوهتْ بنعومة لأني عضضتُ لها اصبعها :
" لمَ أغمضهما؟!"

زمّت شفتيها وهمست بدلع:
" أريدُ أن أنهض من مكاني لأستحم وأنت تعيق طريقي بهاتين العينين اللتين تلتهماني !!....لا تترك لي المجال لأتنفس.."

رفعتُ زاوية فمي بابتسامة مائلة وهمست بهدوء متسائلاً دون تعليق على جملتها... كي لا ننسى انفسنا:
" كم أصبحت الساعة الآن يا ترى؟!....فبما أنه يوجد واحدة سلبت عقلي وأنا انتظرها نسيتُ ساعة يدي..!!"

بعبوس ودلال بينما هي مستمرّة بحركة اصبعها لامتني :
" كيف سنعرف الوقت سيد يامن وأنت لم تجلب هواتفنا؟!.."

بخفة مسكتها من كتفيها ألفّها وأثبتها على ظهرها وحاصرتها بنصفي العلوي بشكل جانبي وقلت وأنا أتأمل من فوقها الفتنة التي يحملها وجهها:
" المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين..!!.....اخذتُ الحيطة والحذر كي لا يأتينا اتصال يفض مضجعنا ويخرّب ليلتنا كالسابق سيدة ألمى الهاشمي!!.."

عانقتني بذراعيها وهمست بغنج:
" أقنعتني!!.."

ثم رفعت رأسها متشبثة بعنقي تأخذ الدعم مني حتى باغتتني بقبلة ناريّة ولما افلتتني همستُ بتحدّي بعدما ارتفعت حرارة دمائي:
" هل أنت على قدْرِ هذه الحركة يا صغيرة؟!.."

بابتسامة لعوب يخالطها الحياء دفعتني بكفيها من صدري وقالت بعد أن استجبتُ مبتعداً عنها مرتمياً على ظهري عائداً لمخدتي:
" لا تتحداني يا طماع !!..أنا لم أقصد بها الّا شكرك على تفكيرك المنطقي !.."

" العفو....تعالي كل يوم.... لن أمانع إن كنتِ ستشكرينني بهذه الطريقة!!."

قلتها مازحاً بتسلية ثم مددتُ يدي ليميني على المنضدة كي آخذ جهاز التحكم الخاص بالتلفاز وفتحته فهمستْ:
" هل سنشاهد فيلماً؟."

تبسّمت بوقار وأجبتُ بهدوء جاد وعيناي على الشاشة:
" كلا حُبي.....سأبحث عن احدى القنوات التي تضع الساعة لأرى إن كان لدينا متّسعاً من الوقت من أجل استعمال حوض الاستحمام الدافئ الذي يرخي العضلات ويريح الأعصاب !....فأنت تعلمين علينا تجهيز حقائبنا لأننا سنخرج باكراً لنمر أولاً على خالتك نسلّم عليها ومن ثم الى المطار !!...."

رميتها بغمزة سريعة واستأنفت قبل أن اعيد وجهي للتلفاز:
"أنا أخشى أن ننسى أنفسنا ونحن غارقان بالعسل يا عسل !!.."

ولمّا وجدتُ أن معنا ما يكفينا من الزمن ألقيتُ جهاز التحكم وهمست لها وأنا ارفع جذعي وأعدّل جلستي باسطاً كفي لها:
" هيا معي الى الحوض..!!.."

تشبّثت بالغطاء تستر نفسها حتى وارت كتفيها أكثر وقالت تكرر طلبها محرجة بوجنتيها المتوهجتين واللتين لم اعلم إن كانتا خجلاً أم من ثورة الحُب التي عشناها:
" اذاً أدِر وجهك وأغمض عينيك!!.."

ضحكتُ وقلت:
" كأني لم أركِ يا قطة!!.."

ضربتني بقبضتها على عضلات ذراعي وتمتمت مستنكرة بجسارة مختلطة بالحياء:
" أصمت... لقد خدعتني وجعلتني كالمغيبة أما الآن أنا في وعيي لن أسمح لك!!.."

استدرتُ نحوها ومددتُ يدي أبعد خصلة تمرّدت على وجهها ثم مررتُ ظهر أناملي برفق على وجنتها محدثاً قشعريرة لذيذة على سائر جسدها وهمستُ ناظراً بحُب إليها:
" هذا سحر الحُب حبيبتي... أن تنسي الدنيا وما فيها وفقط تستمتعين به وتعيشينه بقلبك واحساسك دون السماح لعقلك أن يرهقك من التفكير!!...الحُب هو أن ندمج نبضات قلبينا لنغني على ايقاعها أغنية مذهلة تميزنا نحن فقط .... نحكي بها عن انصهار روحينا.... ونعبّر بها عن مشاعرنا الصادقة الشغوفة المندفعة بالتقاء جسدينا ... "

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

ارتدى بنطاله وقميصه وزرره بعشوائية وخرج من باب الغرفة دون أن يلتفت للتي ما زالت على السرير وكان معها قبل قليل يفرغ بها رغباته المحرّمة !!.....فهو هكذا بعد ان يحصل على ما يريد لا يلتفت خلفه !!..ينظر للجميع بدونيّة ويرى نفسه فوقهم ولن يجرؤ أحد على مواجهته أو سؤاله ما دام يشتريهم بأمواله السوداء!!...عند عظمة المال يصمت الجميع!!...هذه أسمى معتقداته النتنة الراسخة في عقله النجس!!......قصد أريكة رمادية اللون قريبة من النافذة في شقتها المرتفعة الموجودة بإحدى العمارات الحديثة التي يسكنها اصحاب الأموال والمناصب في المدينة الساحلية!!....أزاح الستار الأبيض قبل أن يجلس ليقع نظره على المنظر الساحر من الأعلى متنهداً سارحاً بالبحر بعد أن تخطّى الميناء واضاءات الشوارع محلّقاً بأجنحة أحلامه لما وراء البحار والجبال.....إلى مسقط رأسه ودولته الأم ...رسم ابتسامة منتشياً بعد أن زيّن له خياله المنصب المنتظر !!.....جلس على الأريكة باسترخاء فلحقت به بعد قليل عشيقته ابنة السابعة والعشرون عاماً بلباسها الفاضح حاملة علبة السجائر وجاورته بجلوسها بميوعة وبضحكات لا تناسب الّا العاهرات أمثالها ثم سحبت سيجارة بشفتيها من العلبة بحركة مغوية وأشعلتها باحترافية لتضعها بفمه بعد أن أخذت نفساً طويلاً منها فقبلها دون تردد لكنه لم يتنازل وينظر اليها او يشكرها.!!.....نال مراده والآن مرتاح !!..هل تظن نفسها شيئا يهمه؟...هل تعتقد أنه يضعها بخانة البشر أو يعطيها أي قيمة تذكر؟....باعت نفسها وجسدها بعد أن وضعها برأسه غير متحكّم بشهواته ...وبالطبع....رزمة نقود صغيرة لمثل اولئك كفيلة لتركع عند قدميه وتكون رهن اشارته.....باختصار جارية رخيصة!!.....مالت نحوه تداعب ياقته واثقة من نفسها دون ان تنتبه لملامحه التي لا تخفي اشمئزازه وتقززه منها.!!....حاولت اثارته من جديد فأبعدها عنه ضَجِراً ....استجابت لرفضه تعدّل جلستها.......سحق سيجارته بالمطفأة وهي ما زالت في منتصفها .....نظر لساعته عاقد الحاجبين بجدّية ثم هتف بكل راحة:
" لملمي أغراضك خلال اسبوع لأسلّم الشقة لأصحابها!!....انتهى وقت المرح!!.."

" كيف؟؟...ماذا تقصد؟.."

رمقها بنظرات يحتقرها من فوق لتحت ثم أبعد وجهه مجدداً ناظراً الى الأمام وقال:
" أقصد ابحثي عن مصدر جديد للمال وإنسي سيدك عاصي رضا.....أنا سأرحل من هنا !!.."

خفق قلبها مضطربة وتعاقبت أنفاسها وقالت متلعثمة:
" لـ..لا يمكنك ذلك...مستحيل!!.."

انتصب واقفاً بحزم وقال بتعالي وتجبّر بعد ان اطلق ضحكة ساخرة:
" ما هذا.. لا يمكنك ذلك؟....من أنتِ لتقرري يا..."

وقطع جملته دون أن يكمل...يبدو أنّ ذرة ضمير وافته من غير قصد كي لا يجرحها أو الأصح ....أن بسبب تعجرفه استخسر فيها حرق طاقته بالكلام!!.....وقفت أمامه وتكدّست الدموع بعينيها ثم مدّت يدها تمسك كف يسراه وقرّبتها لبطنها قائلة مترددة برجاء مصحوباً بالأمل:
" كـ...كنتُ أود مـ...مُـ..مفاجأتك....أنا حامل بابنك!!..."

نفض يده من بين يديها بعنف متكهرباً واستدار يقابلها جاحظ العينين بعد أن أراعه ما سمع منها ثم صرخ مستنكراً:
" ماذااا؟؟.."

مسكها من ياقتها التي تكشف أكثر مما تستر بعدوانية وهزّها بشراسة متابعاً بصرخاته:
" ألا تأخذين احتياطاتك؟؟..كيف تجرئين على عدم تناول حبوب منع الحمل وأنا حذرتك؟؟.."

بتلعثم وخوف أجابت:
" نسيتُها مرة واحدة فقط من غير قصد....أُقسِم لك... صدقني !!.."

" قالوا للص أقسم فقال جاء الفرج....هل سأصدق قَسَماً يخرج من فم عاهرة؟؟.."

قالها متهكّماً بغيظ ودفعها لتقع على الأريكة خلفها واستطرد مشهراً سبابته بلا مبالاة بينما بيده الأخرى يحاول تعديل أزراره:
" من الصباح الباكر تذهبين الى طبيبة النساء لتجهضيه....هذا ما ينقصني ....ولد في هذا الوقت ...وماذا؟...من ساقطة !!.."

أجابته من بين عبراتها وبكائها من اهانته لها وهي تحاول استعطافه:
" لا تكن قاسياً....أنا في سن ابنتك !!...ثم هكذا تأتيها بأخٍ بدلاً من أن تبقى وحيدة.....و..وايضا الجنين قلبه بدأ ينبض ودُبّت به الروح..."

مال بجذعه نحوها وقبض شعرها بغل وهزّها وملامحه قمة الازدراء كأنه يلملم القمامة وصاح بقسوة وتغطرس:
" إياك ايتها الفاجرة أن تقرني نفسك بابنتي !!...احذّرك!....أنا لم آتها بأخٍ من زوجتي ...حتى اهديها شقيقاً من مومس ابنة شوارع...أتظنين سأقبل بذلك؟؟ !!...ابنة عاصي رضا تبقى أميرة قلبه ولا أحد يشاركها لأنها هي هدية من حبيبتي الوحيدة وجوهرتي الحسناء الشريفة كريمة......أفهمتِ؟؟....."

وأضاف بدناءة دون ذمة او ضمير:
"وحتى لو كنتِ على وشك الولادة ستجهضينه...لا أريد أي نجاسة.!!...طفل لقيط اعطيه اسمي أنا!! ..."

حرر يده بقرف عنها وانتصب واقفاً بسموٍ وعظمة وأردف:
" في الصباح سأبعث لكِ سائقي ليرافقك حتى عيادة الطبيبة .....أريد أن أرى بعينيّ أوراقاً تثبت اتمام عملية الاجهاض!!..."

ابتعد قليلاً عنها فوقفت تتوسّله وهي تدنو لتجثو أمامه أرضاً باكية ممسكة بيده:
" أرجوك لا تتركني....ولا تقتل ابني....أنا اريده !....لا تحرمني اياه"

ركلها برجله لتقع للخلف كأنه يبعد جيفة حيوان عن طريقه وهتف:
" قلت كلمتي النهائية وغير قابلة للنقاش!!....أنت وظيفتك كانت واضحة من الأساس....فقط لتمتعيني أنا حتى اسأم !!...فقط لتلبّي رغباتي!!.....ليس لتنسجي اوهاماً أسريّة بخيالك وعقلك النجس هذا يا رخيصة........هل ظننتِ سأخضع لهذه المفاجأة.؟؟....انها فاجعة!!..."

حاولت التعنّت باستماتة مدّعية القوة بينما داخلها تهشّم كالزجاج من قسوة كلامه وفظاظته وسيل الإذلال والانتقاص الذي اغرقها به واستقامت بوقفتها وقالت:
" حسناً أنت ستتركني....لكن لا يمكنك اجباري على اجهاضه بقسوتك هذه وتجبّرك....أنا اريده...هذا ابني....اذهب أنت ....أصبح هو أملي في الحياة..."

انقضّ عليها هائجاً....يدٍ يمسكها بها من كتفها والأخرى أنزلها بشراسة دون رحمة بصفعة على وجهها صداها رنّ بأركان الشقة ليتبعها ساحباً اياها من شعرها بكل خشونة وعنف حتى أوصلها الغرفة الشاهدة على أفعاله ومعاصيه ثم دفعها لتسقط بكامل جسدها على الأرضية الرخامية الباردة ونهرها بحزم وصلابة هادراً:
" ابدئي من الآن بلم اغراضك ....والخيار بين يديك... إما أن تجهضي بإرادتك عند طبيبة أو أنا افعلها لكِ الآن بيدي دون أن يرف لي جفن ودون ان التفت خلفي!!.."

واستدار خارجاً لتهتف من خلفه تضع نفسها بخانة المظلومة منه وهي التي ظلمت نفسها بعدما أخذت هذا الطريق نهجاً لها واختارت نمطاً لحياة مليئة بالحرام والذنوب حباً بالمال الأسود الذي لا يدوم:
" منك لله يا ظالم ....منك لله....تجبّر وتكبّر....ستقع في حفرة معاصيك يوماً ما.....أتمنى أن اشهد على هذا اليوم أيها السادي الطاغي ...المستبدّ العاصي!!.."

×
×
×

دلف الى غرفته بعد منتصف الليل فتفاجأ بزوجته مستيقظة على غير عادتها....."...أوه...إنها ترتدي قميص نوم جريء جداً لا يليق في سنّها !!.."..قالها في سره ثم أمال زاوية فمه بابتسامة ساخرة واتّجه للحمام دون النطق بحرف بعد أن خلع قميصه والقاه على أريكة جانبية !!....استغّلت غيابه وانقضّت على القميص تتفحّصه ودماؤها تغلي غيرةً!!.....قربته لأنفها ولم تفتها رائحة العطر الأنثوية الصاخبة و....شعرة حمراء متوسطة الطول لا تمت لها بصلة!!....تأكدت من خيانته فوق تأكدها!!...قررت أنها لن تستسلم ولن تسمح لأخرى بأخذ ما هو من حقها!!....لن تواجهه بخيانته بالطبع ...هي بغنى عن فتح أبواب الجحيم بيدها....!!...لكن من حقها أن يرضي أنوثتها التي ترغبه بعد حرمانها لأسابيع...أسابيع؟!...تساءلت.. أهي أسابيع أم تخطت الشهرين؟!!....لم تعُد تدري فكل أيامها غدت متشابهة!!......خرج من الحمام مرتدياً منامته وبمنشفة صغيرة يجفف شعره...دنت منه بدلع مصطنع وحاوطته من الخلف متكئة برأسها على ظهره تلتمس حرارته وكفاها على صدره....شعر بيديها كأنها أشواك الصبّار تنخز جسده...أو خلية نحل كاملة هجمت تلسعه !!.....تحرر منها وسار نحو السرير ليضطجع مكانه.....تنهّدت بالخفية ولحقت به واتخذت مكانها هي الأخرى....استدارت نحوه وبدأت تداعب وجنته وعنقه لتثيره ....فتأفف مستديراً إليها وقال بكل برود وباقتضاب:
" أريد أن أنام... أنا متعب !!.."

حاولت أن لا تخرج الحشرجة التي كادت تسيطر على صوتها وهمست تخدع نفسها بنفسها:
" كل يوم تأتي في هذا الوقت متعباً !!....أنا سئمت!...ألا تشتاق لي؟!....ما بك لا تبالي ؟!....هل كبرت ولم يعد لك رغبة بهذه الأشياء ؟!...."

حدّجها بنظرة استخفاف وامتهان وهتف بكلمات صريحة حد الوقاحة نزلت كماءٍ صديد عليها:
" أنتِ من كبرتِ يا مدام ولم تعودي تشبعي رغباتي كرجل....!!...انظري لتجاعيد عنقك!....تنفقين المال لشدّها دون جدوى!!....ولّى زمانك!...ما عدتُ أكتفي بكِ!!...."

فكّت أصفاد القوة التي ابتدعتها سامحة لعبراتها أن تسكب أمامه وهمست بصوت مهزوز:
" أنتَ عديم المشاعر!....أناني!....لا ترى الّا نفسك ولا تستجيب الّا لرغباتك وشهواتك!!..."

ضحك بتبختر وتعجرف وأكمل هازئاً يمنّ عليها:
" عليكِ أن تشكريني لا أن تتبجحي لأني لم اعطِ مكانك هنا على هذا السرير لفتاة عشرينية تلبّي احتياجاتي الذكورية ..."

ولّاها ظهره وتابع متمتماً بحقارة:
" هيا....هيا اطفئي النور ونامي ولا تشغلي بالك ولا تنسي أخذ دواء الضغط خاصتك!...كأني متفرغ لكِ..!.."

وخلد للنوم بكل أريحية وبلا تأنيب للضمير ودون أن تهتز شعره منه ودون أن يحس بالنار التي اضرمها بقلب زوجته حلاله وروحها التي تحتضر والتي لم يعرف النعاس طريقاً للوصول الى عينيها المنتفخة من شدة البكاء...!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

بينما كنا مسترخيين في ماء الحوض وهي تحتضنني وتسند رأسها على كتفي سألتها بمداعبة :
" لم أسمع منك كلمة أحبك يا بخيلة!...أم أنك ستنتقمين مني؟!.."

رفعت رأسها بوجهها الرطب من البخار الذي يحيطنا متصاعداً من الماء الدافئ وبشعرها المغمور فيه حتى نصفه ثم رسمت ابتسامة رقيقة على ثغرها وأجابت:
" ألم يكفِكَ أنني سلّمتك نفسي لتتأكد من هذا؟...ثم أنظر الى عينيّ وستخبرانك كم أحبك !!.."

مدّت يدها تحسس على ذقني بحركاتها اللعوبة التي توصلني حد السخونة وتابعت حائرة:
" أنا أحببتك...لا أعرف متى وكيف ؟!...لا تسألني!!...لكني أتساءل حقاً....أنت !....متى أحببتني لهذه الدرجة ؟!...وما الذي أحببته بي اولاً؟!.."

شددتُ عليها بذراعي الذي يلتف على عنقها وبيدي الأخرى داعبتُ أناملها الرقيقة بأناملي ...قبّلتُ رأسها بحنوٍ وقلت:
" أخبرتك!....حبي لكِ يفوق عمر يامن ....أي أحبكِ قبل ولادة يامن!!.."

رفعت رأسها تتطلّع عليّ بعدم فهم ثم أفلتت يمناها الرقيقة من يدي ووضعتها على عضلات صدري لتلسعني بلمستها ونعومتها وهمست بتيه:
" كيف هذا؟...اشرح لي!.."

" آه يا مدمّرتي !....لأن هادي متيّم بكِ من قبل أن يصبح يامن!!...غارق في عشقك لحظة اقتحامك المخيّم وحياته معاً....لحظة ترككِ للعقد الذهبي كي تهبيه سماءك لاجئاً بها ....في اللحظة الذي دق قلبه أول دقة خيانة معلناً عن ولائه لكِ..!!..".....
كم وددتُ أن يكون تفكيري مسموعاً لها عسى أن يرتاح ضميري !!....هذه هي الوصمة الوحيدة التي ترهقني وتزهق روحي من أجلها...وصمة خداعها بحقيقتي!!....

أجبتها مراوغاً:
" لأنك قدري الذي كُتبَ على جبيني قبل أن أولد يا حبيبتي ...هذا قصدي!.."

" وما اول شيء احببته بي ؟!.."

" عينيك....وآاااه ثم آه من عينيك..... يا حاملة أجمل سماء!!.."

×
×
×

رغم هذا الفائض من الجمال وروعة الحدث الذي عشناه ليلة أمس الّا أن جملتها الوحيدة أربكتني وظلّ صداها في عقلي يرافقني حتى ونحن في الطائرة بعد توديعنا لخالتها.. * إن لم تعطني سبباً عظيماً...لن أتركك!!..*....انسابت بسهولة من بين شفتيها لكنها اقتحمت أذنيّ كصبّ الرصاص لحظتها!!....هذه إشارة كي أستعدّ.....أجل!....ما الأعظم من السبب الذي تعيشه ؟!....مخدوعة بزوجٍ لا شيء حقيقي يملكه سوى قلبه الذي أحبها وأسكنها فيه...!!.....هل هذا كافي ليشفع لي عندها؟!......نفضتُ وساوسي وعدتُ لأرض الواقع !!...لن أسمح لشيء بتعكير صفوي وسأحافظ على رونق وبهاء الليلة التي قضيناها معاً في الغرفة (216)....لقد أمضينا وقتاً فيها يُحسب بالساعات لكن على قلبينا كان كرمشة عين!!.....جعلتها مدللتي وأثبتّ لها أنها مليكة قلبي وملكي أنا وحدي!!.........وأخيراً بصمتُ حُبي على ألمتي..!!

×
×
×

عهدٌ قاسي أخذته على نفسي منذ سنوات طوال لحظة دخولي هذا القصر ....قصر الانتقام!!.......كان عهدي أن لا أنام على سريري مرتاحاً الى حين القبض على الوغد (عاصي رضا)....لم أخلف عهودي يوماً ولن أخلف.....كان هذا جلّ ما يؤرقني عند دخولنا البيت.....ماذا سأفعل وكيف اتصرف؟؟...لقد اصبحنا زوجين حقيقيين!!....زوجين؟؟......شبح ابتسامة ارتسمت على محيايّ وأنا اتذكر ليلة العمر ....هل ألمتي صارت زوجتي قلباً وقالباً؟؟...هل كسرتُ السور العالي الذي كان بيننا؟؟....أيمكنني الاقتراب منها متى شئت ؟؟...هل تحررتُ بعد أن كنتُ مكبّلاً بأفكاري الخاطئة ؟؟...كانت حقيقة وليس حلماً !!....بل أجمل حقيقة عشتها من سنوات!!......آه الحمد لله .....لن أفكر في الغد...سأحسبه بعيداً...بعيداً جداً... وسأعيش يومي فقط بحلوه ومرّه.!!...
كلا...لن يكون مراً...لن يكون!... أي مرّ وحبيبتي الحلوة أصبحت لي جسداً وروحاً؟؟!...
كم حاولتُ اقناع نفسي بهذا....ولا أعلم إن صدّقتُ ما تفوّهتُ به أم لا؟!......فالعاصفة قادمة لا ريب!!...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

" اخبريني بالتفصيل الممل يا ابنة المحظوظين !!.."

بعد وصولنا الى البيت في ساعات بعد الظهر تركتها وتوجهتُ الى الشركة من فوري فلم تتوانَى عن الاتصال بأعزّ صديقة لتبشّرها بالحدث الذي كان مرتقباً والأعظم الذي حصل معها....!!

" انتظري!!...لا أريد أن أعيد كلامي.....أحاول ادخال لميس للمحادثة لكنها لا تستجيب!!.."

" لميس هاتفها في التصليح لقد وقع وكُسرت شاشته !!.....سنخبرها لاحقاً....هيا غرّدي يا ابنتي... أكاد أتفتت لأسمع كيف تكون مفاجآت الزلازل.!!؟.."

هتفت بمكر:
" لمَ آنسة ميار؟....هل لتطمئني على مستقبلك تحت الأنقاض؟!...."

سحبت نفساً طويلاً على الهاتف بهيام فسألتها:
" ماذا تفعلين يا حمقاء؟!.."

" على سيرة الزلازل....أخذتُ جرعة الاوكسجين من لفحته!!.."

ضحكت بنعومة من أفعال صديقتها المجنونة وشرعت تقصّ عليها ما حدث دون زيادة أو نقصان بينما كانت تلك تعلّق إما بشهقة منبهرة أو بتنهيدة ذائبة وبعد انتهاء قصة ألف ليلة وليلة وسماع التعقيبات والإطراءات همست (ألمى) بتشكك:
" لمَ موضوعك أنتِ طال لهذه الدرجة ميار؟!...ألا جديد؟!.."

" غداً ان شاء الله الرد النهائي عند عودة أبي إلينا....ادعي لي يا صديقتي !...أكاد أجن من الانتظار!....أشعروني كأنني صفقة تبادل أراضي بين الدولتين!!..."

أطلقت ضحكة خفيفة لكلام صديقتها فتابعت الأخيرة بحماس:
" لكني مرتاحة الحمد لله....أتعلمين لمَ؟!.."

"لمَ؟!."

" لأن والدتي تقف في صفي بالإضافة لقصيّ!!......لو ترينها كيف تفتخر به وتمدحه....صحيح هي مرة واحدة التي رأته بها....لكنها تقول يكفي أنه شاب ملتزم يخاف الله ومن يخاف الله سيخافه في بنات الناس وستُسعَد من تكون شريكته..!!.."

غيّرت نبرة صوتها ضاحكة وأردفت معتزّة:
" والأهم أنها متباهية بأبناء بلدها الأم فهي لطالما مدحت شجاعتهم...رجولتهم... ونُبل أخلاقهم .....حتى أن شقيقتي غارت على زوجها بعدما رأت حماس أمي لأحمد ....وقالت لها بالحرف الواحد * أرى انحيازك له بوضوح وهو لم يرتبط رسمياً بابنتك بعد أم لكونه ابن بلدك التي تتفاخرين بها؟!!..*....."

سكتت برهة فهمست (ألمى) بفضول:
" أين ذهبتِ؟.....ماذا تفعلين؟!.."

ردّت متمتمة:
" بعثتُ لكِ صوراً....اعطني رأيك بصراحة!.."

شهقت مدهوشة بعد فتحها للصور:
" هل تحجبتِ يا معتوهة.!؟؟.."

" كلا يا غبية!...هذا تدريب على لفّ الحجاب!...ما رأيك؟....يليق بي أم أصبحتُ كالعجوز الشمطاء؟!.."

قالت مستنكرة تذكّرها بالماضي:
" ماذا سيدة ميار ؟!....أتذكرين عندما قررتُ تغيير نمط لباسي من أجله فسخرتِ مني ؟!.....أراكِ الان تتدربين على الحجاب بعدما طلب منك!!.."

" صحيح!!...كنتُ تافهة وآخذ كل شيء بسخرية!!.....لن أنكر !....لكن من يوم ما تعرّفت عليه ووقع في طريقي وتابعت صفحته بدأت أفكاري الرجعية تضمحلّ....ثم أنتِ قررتِ تغيير لباسك حينها عن غير قناعة وفقط من أجله أما أنا بدأت أرسخ الشيء في عقلي واربطه في الدين شيئاً فشيئاً وهو كان سبباً للفت انتباهي فقط أي اتجاه أسير.....والدليل أنني لم اتحجب بعد ولن أتحجب الّا وأكون راضية بقراري مئة بالمئة دون رجوع ودون اجبار من أحد!!....يعني عندما يأتي مع أهله لن أكون محجبة وليروا حقيقتي اولاً....فإما يتقبلوني هكذا بما فيهم هو طبعاً أو...."
استطردت بصوت خفيض مهتز مما ستنطقه وكأن روحها ستحتضر خشية من مجرد التفكير بهذا القرار بعد أن استولى على قطعة أرض في قلبها اعجاباً به:
" أو لا نصيب لي بالارتباط بهذا الزلزال....شيخنا الوسيم!.."

همست داعية بطيبتها ونقاء سريرتها من أجلها:
" يا رب أن يَفرحَ قلبك مثلما فرَح قلبي حبيبتي ميار....أنت تستحقين كل شيء جميل لأن روحك جميلة!.."

وأضافت تبدي رأيها:
" أما بالنسبة للصور سأكذب إن قلت غير لائق بكِ.!!...خصوصاً الألوان الفاتحة الزاهية تناسب كثيراً بشرتك الخمرية..."

شكرتها بتواضع ولطافة:
" هذا من ذوقك صديقتي الحبيبة ....إن شاء الله نرى محاولاتك قريبا !!....ألم تحاولي لف الحجاب بشكل أنيق بينك وبين نفسك بعد أن بدأتِ بالصلاة ؟!.."

أجابتها بصراحة:
" كلا لم أفكر!....أساساً ما لديّ فقط هو أسدال صلاة اشتراها لي !....ثم عليّ أولاً الالتزام بالصلاة وبعدهاااا لكل حادث حديث!....."

استأنفت بارتياح هشّ قابل للانكسار أي لحظة فهي لا تعي أن الراحة الحقيقية باتخاذ شرع الله وتطبيقه:
" أشكر ألله أنه لم يجبرني حتى الآن على ارتدائه!....أشعُر بصعوبة الأمر!!....يا الهي !....كيف سأقيّد نفسي به!....سأختنق وخاصةً في حرّ الصيف!..."

{{ قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ }}

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كالنحلة تعمل بنشاط دون كلل أو تبرّم....هذا اليوم الثالث لها بعد أن عيّنها خطيبها مساعدة له !!.....ما إن تنتهي من دوامها في الجامعة حتى تستقلّ بسرعة من غير تأخر سيارة أجرة وتطير الى الشركة وتحديداً الى عملها الجديد إن لم يذهب ويصطحبها بنفسه !!...لا تهتم لأكلها ولا لشربها ....ستثبت له كم أنها جادّة وعلى قدر المسؤولية التي منحها اياها....لا سنها ولا دراستها سيعيقانها عن العمل الذي وافقت عليه بسعادة !!......مشكلة صغيرة ووحيدة واجهتهما واضطّر القبول على مضض هي عندما قالت له قبل استلام منصبها ....* على شرط...لن يعلم أحد أنني خطيبتك!!...لا أريد أن يعاملوني بصفتي عروس المدير!...أرغب أن نكون سواسية كموظفين نعمل عندك! *....ورغم أنه حذّرها بأنه لا يرحم من يتقاعس عن عمله وهو غير مسؤول عن ردود فعله ازاء الأخطاء ما دام اختارت أن تُعامل كموظفة الّا أنها أصرّت على رأيها..!!....أجل هو سيعطيها فرصة!...فرصة للتجربة لا ضير بذلك!!....سيصبر وسيرى الى اين المستقرّ مع تلك العنيدة المتحمسة!!....
في أول يوم لها تفاجأ الموظفون لرؤية موظفة صغيرة وجميلة تُعيّن كمساعدة عند مديرهم المتديّن الصارم إذ أنه على مدار سنوات كان معظم العاملين لديه من فئة الذكور بمختلف أعمارهم أو سيدات متزوجات تخطّين الثلاثينات !!.....لكنهم تقبّلوا الوضع بعدما عرفوا أنها ابنة أحد أقربائه البعيدين!!....لجأ للكذب بعد سنوات بسبب العنيدة !!.....مضت هذه الثلاثة أيام وهو يشتعل من نار غيرته بعدما كان يلاحظ نظراتهم الفضولية عليها أو التحجج بأي شيء يخص العمل لفتح باب النقاش معها بل منهم من أصبح كريماً وفيّاضاً بتقديم المساعدة إن استعصى عليها أمراً.....لم يعد يركّز بعمله وأصبحت تلك الصغيرة العنيدة شغله الشاغل....ذاك المدير الذي لم يكن يتزحزح عن كرسيه وهو منصبٌّ ومنكبٌّ وغارقٌ بكل تفاني وجدّية في اشغاله غدا شاغراً هذه الآونة....!!.....ثلاثة أيام قضاها جيئة وذهاباً بين غرفته الخاصة والغرفة التي يتواجد بها مكتب للمساعدة والذي تعمل عليه السكرتيرة في فترة الصباح ثم تنتقل بعد استلام (سلمى) مكانها الى قسم الأرشيف ...! بالإضافة لأخرى أربع مكاتب لموظفين آخرين ...امرأة اربعينية وثلاثة رجال شباب هم بمثابة ذراعه الأيمن في أعماله !!....أما الباقون يوزّعون على غرف أخرى تفصل بين غرفته وغرفة (أحمد) الذي يتنقل بينها هنا في المدينة الجبلية وبين غرفته في فرع شركة العاصمة على مدار الأسبوع....!!.....كان في هذا اليوم ينتظر اتصالاً مهماً والذي تستقبله هي في البداية قبل أن تقوم بتحويله له على الهاتف الأرضي !!....مرّت ساعتان من السكينة وكلٌّ منشغلٌّ بما بين يديه حتى انفتح باب غرفته ليخرج منها مستشيطاً غضباً يثير رهبة من حوله وصرخ باحتدام منتفخ الأوداج :
" من منكم يُشغل الهاتف منذ ساعتين ؟!.."

لقد اتصل به صديقنا (أحمد) على هاتفه الخاص ليخبره عن الهاتف المشغول في قسمه بعد تلقيه هو الاتصال المنتظر..!!

تبادلوا النظرات التائهة بين بعضهم بتساؤل ولم يلقَ أي اجابة فكرر بصرامة ونبرة أشدّ بينما وجهه يعتريه الوجوم بسبب أهمية الاتصال المرتقب:
" افحصوا هواتفكم لأرى من منكم لم يغلق السماعة جيداً بعدم اهتمام......هيا أنا أنتظر!.."

ساد صمت رهيب قبل أن تكتشف الخائفة المرتجفة من غضبه أن هاتفها هو المقصود وأنها هي صاحبة الجريمة وعرفت أنها ستجرّ للمقصلة لكنها تشجّعت كي لا يأخذ أحد ذنبها ونهضت من مكانها بينما ركبتاها كادتا تصطكان ببعضهما وخفقات نابضها تزداد مسرعة من شدة توترها وكسرت الهدوء بصوتها الناعم المهزوز وهي تهمس قابضة طرفيّ فستانها بيديها بوجل مطأطئة رأسها:
" أ....أنا آ...آسفة...سـ....سيد بلال.....لم أنتبه!...أنني لم اغلق هاتفي جيداً.."

استدار ناحيتها مشدود الفكين ..عاقد الحاجبين وحدّجها بنظرة قاتلة أخفت خضرة عينيه قبل أن يقترب ويصفق بكفيه سطح الطاولة مما أدّى لانتفاضها مجفلة مرعوبة مع انقباض في قلبها وهتف بصلابة لم ترها قط على بلبلها الوديع :
" رائع يا آنسة.....رااائع....ألم أنبهك على هذا الاتصال بالذات.؟؟!....ها؟...اجيبيني !..."

علا بنبرته واضاف:
" ما هذا التسيّب وقلة المسؤولية ؟!....اتصال انتظرته اسبوعاً كاملاً من أكبر زبائن شركتنا والذي يعبد وقته عبادة ولا يسمح بمثل هذا الإهمال ؟!....ماذا سأجيبه الآن ؟!...هل سأقول له ...عفواً.. الآنسة لم تنتبه...اعذرنا ؟؟!..."

لم تجبه بشيئاً وكانت مصغية صاغرة بلا حول ولا قوة منها بعد وابل البهادل الذي أطلقها عليها....فاستوعب قسوته ومن تكون التي أمامه !!....لاحظ حركتها وهي تعض شفتها السفلى لتسيطر على ارتجافتها وأنفها الذي احمرّ وهي تكابد الّا تبكي بينما على زاوية احدى عينيها الدعجاء التي تخفيها مسدلة عليها اهدابها السوداء الكثيفة الطويلة تتأرجح قطرة ماء من براءتها !!....يا اللــه!!....ماذا فعل؟!....ما به جنّ لهذه الدرجة؟!.....هل الاتصال فعلاً من أجج نيران سخطه أم عنادها الذي وضعه في موقف لا يحسد عليه من حميّته عليها وغيرته الشديدة وهو يراهم يلتهمونها بأعينهم ؟!....لكن هذه حبيبة قلبه....إنها (سلمى) الناعمة الرقيقة !!....كيف سمح لنفسه أن يتمادى بتوبيخها وأمام الجميع..." تباً لك ايها الأحمق الأرعن !!...".....شتم نفسه في سره ثم استقام بوقفته يضغط على صدغيه بإبهامه وسبابته مستغفراً وبدّل نبرة صوته من فوره هامساً بلطافة صدمت الجمهور الذي كان يشاهد المسرحية:
" أعتذر...الحقي بي الى مكتبي لو سمحتِ!.."

واستدار يسبقها الى غرفته!!....دلفت بخطى واهية محرجة ومرتبكة بينما كان هو يتطلّع للخارج من النافذة القريبة من طاولة الاجتماعات المستطيلة يضع يده في جيبه شامخاً بوقفته وهمس دون النظر اليها يوليها ظهره:
" اغلقي الباب خلفك!.."

استجابت مذعنه ووقفت في وسط الغرفة وهمست برقتها وصوتها المتحشرج:
" حقاً....أنا آسفة...سامحني إن خرّبت عليك عملك!!...لن أعيدها!.."

لم تلمه أو تعاتبه لأنها من البداية وافقت على أي تصرف يبدر منه وقد حذّرها من هذا ومن عدم تسامحه في العمل بما أنها أرادت أن تُعامل كما الجميع !!...هي مجروحة أجل....قلبها ينزف دموعاً بلا شك ...اضطربت معدتها وجلاً لن تنكر....لكنها رغماً عنها ستتقبّل ولن تكون كالطفلة تغيّر رأيها حسب الحالة التي تعيشها..!!

التفت بكامل جسده إليها ....تشوّش فكره وهو يتأملها واقفة تطرق رأسها أرضاً وتشبك يديها أمامها ...وجنتاها متوهجتان انفعالاً....كم تشبه طالبة الابتدائي المذنبة...؟؟!!....سحقاً.....تكاد تبتلع شفتيها الورديتين الصغيرتين الممتلئتين وهي تعضهما بتوتر!!....لقد أغرته بحركتها التلقائية تلك!!...ألا تدرك ماذا تفعل به فوق الحنان الجارف الذي أحسّه بعدما وبّخها ؟!...ألا تعي أن هذا المكان اللئيم هو الذي يمنعه عن التهامها هذه اللحظة..؟!...هو يستطيع السيطرة على ملامحه بكل ثبات إن قبّلها الآن....لكنه أصبح خبيراً بردود أفعالها هي !!...ستذوب...سيكتسي وجهها بالكامل بلون الدم...ستتلعثم في كلامها...ستخلط الأمور في بعضها دون وعي....وببساطة!...مستعدة أن تعترف بعفويتها إن سألها أحد ماذا حصل لها ؟!..أي ستنكشف وتُفضح وهذا ما لن يسمح به بحقها هي بالذات!!......نظر الى الساعة التي تحيط معصمه....تمنى أن يمر الوقت بسرعة لينتهي الدوام ويطبق عليها أفكاره المنحرفة التي صدعت دماغه وداعبت روحه ودغدغت قلبه.....لكن لا مانع الآن من حضن بريء سريع كاعتذار عن فظاظته ...تقدّم نحوها بثقة وثبات....مدّ اصبعه لذقنها الناعم ورفع وجهها هامساً بحُب:
" انظري اليّ حبيبتي!!.."

لبّت نداءه برقة...بسطت ليل عينيها على مروجه الخضراء....فتابع بحنية:
" هل شمس حياتي زعلانة مني ؟!.."

هزت برأسها يمنة ويسرة اشارة (لا) وهمست وهي تصمّ فمها همسة كاد ان ينهار من نعومتها:
" هَأ.."

أحاط بكفيه وجهها وطبع قبلة دافئة على جبهتها تمنّاها بشدّة أن تكون على شفتيها ثم الصق رأسها يدثّره على كتفه وهو يحيط ظهرها وهمس:
" أعلم أنني كنتُ قاسياً بردة فعلي ....لكن حقاً هذا اتصال مهم ....وكم تمنيتُ اثناء ثورتي أن لا تكوني أنتِ من بينهم كي لا يطولك غضبي الّا أن نصيبك اوقعك معي هذه الساعة..!!....أرجو أن تنتبهي لهذه النقطة حبيبتي....معظم أعمالنا تقف على اتصال!!...."

وأكمل بنبرة مرحة:
" سأعترف....لقد أبليتِ بلاءً حسناً اليومين السابقين وصراحة لم أتوقع أن تستوعبي ماهية عملك في هذه السرعة.....يبدو أنني سأحجز لكِ مقعدا بيننا من الآن لحين تخرجك يا حضرة مدققة حسابات شركتنا المستقبلية!!."

كلماته التشجيعية التي أخرجها من فمه بدفء كان لها وقع عجيب عليها مما جعلها تنسى ما حصل قبل قليل فطوقت خصره بتملّك عبثت بمشاعره التواقة لها...فهما منذ ثلاثة أيام لا يلتقيان الّا اثناء العمل وكله بسبب هذه العنيدة المنشغلة!!.... وهمست بنعومة كلمات لا صلة لها بالموضوع:
" كم أحبك يا عمري أنتَ...كم اشتاق لك .."

رفعت رأسها المحاصر على كتفه وتابعت معترفة:
" أنتَ لا تعلم ماذا تفعل بي وأنا أراقبك بينما تكون غارقاً في عملك بجدّية.!!....أغار من لوحة المفاتيح وأنت تمرر أناملك عليها باحترافية كالعازف الماهر...فكم رغبتُ...."

تحرّكت قليلاً حتى استدلّت على كف يده وقرّبتها لشفتيها تقبّلها بلين وعشق وأضافت:
" بتقبيل هذه اليد..!.....كم تمنيتُ لو استطعتُ تدليك كتفيك عسى أن ترتاح من تعبك....وكم تشوّقتُ لاحتضانك..!!"

رفعت يديها الصغيرتين الرقيقتين لتضعهما على وجنتيه برقة وهمست من قلبها:
" الله لا يحرمني منك.....يا أجمل هدية وهبني اياها ربي..!!.."

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

بسط الليل رداءه على مدينتنا الساحلية في بلاد اللجوء لتكون هذه أول ليالينا ونحن زوجان في قصرنا......سأثير الشبهات لا محالة !!...لا يمكنني الاستقرار بغرفتي او غرفتها كروتين حياة نتخذه من الآن وصاعداً.....العهد يلجمني!!...لن انقضه مهما كان.....تناولنا عشاءنا بهدوء ....كنا متعبين من السفر ولم نرتح في النهار !!....قررتُ ترك الأمور على فيض المولى ولن استبق الاحداث....صعدنا السلالم بينما كنتُ احيط ظهرها اقرّبها اليّ باستحواذ ولاحظت نظراتها التي بدت كأنها تراقب خطواتي القادمة بشأننا دون ان تنطق حرفاً....وصلنا طابقها فارخيتُ يدي عنها لأحررها مني...أدرتها لتواجهني ثم بذراعي الأيمن جذبتها من أسفل ظهرها والصقتها بجسدي أجول بنظراتي على وجهها هيماناً بها ...اقتنصتُ قبلة من ثغرها فتجاوبت معي وهي تعانقني ....أفلتّها وهمست:
" تصبحين على خير حبيبتي ..!!.."

تطلعت عليّ بتيه وانزلت يديها عن عنقي سائلة:
" ألن تأتي الى غرفتنا لننام....يعني الى غرفتي؟!....اقصد لأننا أصبحنا زوجين حقيقيين الآن..!...أليس من الطبيعي أن ينام الزوجان على سرير واحد؟."

ارتبط لساني ولم اهتدِ لأي اجابة...ماذا سأجيبها ؟!...فكرتُ قليلا وقلت في نفسي.."... لا بأس من ليلة لن يضر..."...تبسّمتُ بحنوٍ وقلت:
" بلى حبيبتي!...لكني لم اعتد بعد...لذا سيأخذ بعض الوقت مني حتى استوعب ماذا اصبحنا...اصبري عليّ!!..."

وحاوطتُ كتفيها وسرتُ بها الى غرفتها ...وقفتُ الى جانب السرير وخلعتُ بلوزتي بخفة وبقيتُ عاري الصدر مع بنطلون قماش بيتي كحلي !....فشهقت قائلة وهي تخلع عباءتها البيتية القصيرة الدافئة:
" هل ستنام هكذا ؟!.."

ضحكت وقلت:
" لا أنام الّا هكذا.."

همست باستنكار:
" لكن الجو برد!!.."

" حتى ولو....التدفئة المركزية تخنقني!!.."

أجبتها بابتسامة فمدت ذراعها ببراءة تمسك كم منامتها الصوفية السميكة هامسة باستغراب:
" انظر ماذا ارتدي من شدة البرد....هذه...واخرى واحدة تحتها...وقميص بأكتاف رفيعة داخلي...وطبعا العباءة التي خلعتها"

ضحكت وغمزتها مضيفاً بخباثة :
" نسيتِ أخرى قطعة يا قطة!!.."

وتبعتها بوقاحة معترضاً:
" سيخرج علينا الصباح حتى اصل هدفي الذي أرجو بهذه الحصون التي تضعينها عليكِ...يا ويلي!....ما كل هذه الطبقات؟!.."

تبسّمت بحياء تهرب بعينيها عني وتمتمت:
" وقح!....تعلم هذا أليس كذلك؟!.."

ضحكت ورفعتُ الغطاء لأندسّ تحته ففعلت بالمثل بعد أن خلعت خفيها وكان لديها الطاقة للثرثرة بينما أنا النعاس يأكلني...فما إن أغمض عينيّ حتى تفطن لشيء تحكيه..!!....لستُ معتاداً على هذا!!...سيتغير نظام حياتي مع هذه الساحرة الصغيرة!!....تنهدتُ وسحبتها اليّ وخنقت وجهها بصدري أوقف ثرثرتها مكبلها بذراعي وحرارة أنفاسها تحرقني وهمست مغمضاً العينين:
" نامي يا صغيرة....سيدلف الفجر وأنتِ تثرثرين....لا تضطريني لصيانة لسانك بطريقتي التي بتّ تعرفينها!.."

تململت لتقلب نفسها فحررتها وجذبتها مجدداً اليّ الصق ظهرها بصدري وقلت قبل أن أغط بالنوم:
" على فكرة.....أشعر أنني احتضن خزانة الملابس!....لا ترتدي كل هذا مرة ثانية والّا لمزّقتهم عليك ولن تجدي خيطاً يسترك..!!.."

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

قررت شقيقتي دعوة ( ملأ ) الطفلة اليتيمة التي يكفلها زوجها الى الغداء في بيتنا الجبليّ....كان (سامي) يتابع حالتها مع اطبائها ولقد تخلّت في الشهر الأخير عن كرسي العجلات وانتقلت لاستعمال عكازين يساعدانها على السير!!.....حالتها آخذة بالتحسن يوماً عن يوم والسبب من بعد الله هو الاهتمام ومتابعة وضعها الصحي دون اهمال من صديقي الذي كان يخصص وقتاً لها ليرافقها بنفسه الى مواعيد العلاج الخاصة بها...!!.....هذا أول يوم تزور به عائلتنا لتتعرف عليهم....دخلت البيت بمساعدة صديقي واستقبلتها والدتي و(دنيا) بكل ودّ وحبور...اجلستها شقيقتي على مائدة الطعام حيثُ كان الصغير (شادي) يسبقهم متخذاً مقعده عليها!!..... أمسك به (سامي) متلبساً وهو يطالعها بجرأة يتفحّصها كأنها جاءت من كوكب آخر...اقترب منه وصفعه على عنقه ثم انحنى يحذّره دون أن يسمعه غيره:
" هيــه أيها الضفدع...ما بك تنظر لابنتي بعينين جاحظتين ؟!.."

ردّ عليه دون أن يزيح نظره عنها:
" أتَعرّف يا سامي...أتَعرّف....أهو ممنوع؟!...."

وجّه عينيه إليه مردفاً بهمس خافت مستاءً:
" ثم لا تصفعني مجدداً أمامها...لم أعد صغيراً....صرت في الحادية عشر!..."

همس بأذنه :
" اذاً تناول طعامك وانت تنظر لطبقك!..."

نهره وجلس جوار زوجته ولمّا تأكد (شادي) من استقراره عندها...حمل طبقه واقترب ليجلس جانب (ملأ) ثم التفت إليها مادّا يده:
" أهلاً ملأ....أنا شادي!.."

مدّت يدها بجسارة دون خجل تصافحه وصدمت الجالس مقابلاً لها وهي تقول:
" أهلاً بك شادي.....اسمك جميل!....بابا سامي حدّثني عنك.."

عدّل جلسته رافعاً كتفيه بشموخ وقال:
" هل أخبرك عن المرات العديدة التي فزتُ بها عليه بلعبة الحرب الإلكترونية والفيفا ؟!.."

بكل براءة أجابت:
" كلا لم يخبرني بهذا !!.."

تطلّعت على (سامي) ثم اعادت نظرها الى يمينها نحو (شادي) وأكملت بعفوية:
" عندما جلب لي مدرّسة خاصة لموضوع الرياضيات لأني استصعبه قال لي.*.. أريدك أن تفهميه من الأساس كي لا ترسبي فيه مثل الضفدع شادي...*.."

اشتعل شقيقي من الداخل محرجاً ثم رمق صديقي بنظرة حارقة وهو يطحن ضروسه من الغيظ وقرر أن يردها له بطريقته ولن يسمح له بالتغلّب عليه...فنهض من مكانه ببرود تمثيلي ومدّ يده يضع لها قطعة من لحم الضأن في طبقها وهمس بلطف ناظراً إليها:
" تفضلي يا وردة كلي من هذا ...أمي ماهرة في صنعه...وريثما ننتهي من الطعام سآخذك الى حديقتنا لأريك دجاجاتي وأحكي لكِ عن الخروف المحترف في غسل الأواني..."

نظرت إليه بقلة فهم وهمست سائلة بروحها البريئة:
" أيوجد خروف يستطيع غسل الأواني..؟!.."

رمى صديقي بنظرة وابتسامة ماكرة .!!....أما الآخر كان ينصت قسراً ويجز على أسنانه لكن زوجته ما إن لاحظت تبدل ملامحه حتى كبّلت له يده من تحت الطاولة بحركة لعوبة وكيد نسائي تهدئه وهي تكابد ألّا تُخرج ضحكتها بينما تابع شقيقي لضيفتهم:
" يوجد يا صغيرة....سأريكِ إياه لاحقاً.."

وبعد الانتهاء من طعامهم ...نهض شقيقي عن كرسيه وجلب احد العكازين ثم مدّ لها يده اليمنى هامساً دون أن يعير الأشقر المقهور أي اهتمام وهتف:
" هيا معي لآخذك جولة في احضان حديقتنا ..."

قالت له:
" لا استطيع بعكاز واحد!.."

تبسّم وهمس لها بحنية ولباقة موروثة في العائلة وكأنه رجل ناضج بعد أن ألقى غمزة سريعة لـ(سامي):
" امسكي بي لتتكئي عليّ أنا.... يا جميلة..."

هتفت والدتي بعطف:
" انتبه لها بنيّ خوفاً من أن تنزلق من الأرضية الرطبة!....على مهلك!.."

مال بجذعه يهمس لزوجته بضيق:
"من أين له هذه الحركات ذاك الضفدع الوقح؟!...."

ردّت بابتسامة شامتة:
" من بعض ما عندكم يا زوجي !.."

ولمّا خرجا دون أن يستأذنا من الجبل الذي غدا كالعهن المنفوش لا رأي له ولا هيبة تابعت(دنيا) هامسة له قرب أذنه بكل برود أحرقه:
" افتح بيتك سيد سامي.!!....قريباً ان شاء الله سنجلب جاهة ونأتي لطلب يد ابنتك!..."

يبدو أن قصة حب بريئة ستهلّ على بيتنا قريباً......أيعقل أن شقيقي مثل أخيه؟!....سيعيش الحُب منذ الصغر!.....

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

في يومنا الثاني عدتُ الي البيت باكراً وكانت قد سبقتني بعد انتهاء دوامها من الجامعة....تناولنا الغداء معاً ثم انتقلنا لغرفة المعيشة لنحتسي الشاي ....كانت تقلّب المحطات وتتأفف لشعورها بالملل فقلت بهدوء:
" ما بها الحلوة تتأفف؟!...أهناك شيء؟!.."

القت جهاز التحكم بنزق وأجابت عابسة:
" عدتُ الساعة الثانية عشر ظهراً من الجامعة ولم استطع النوم ولم أجد شيئاً أتسلّى به.....أشتاق لخالتي...كنتُ كلما أضجر أذهب إليها !...ماذا سأفعل الآن؟!.....فمؤكد أنت سترتاح قليلاً وبعدها ستعتكف في مكتبك من أجل العمل!.."

ارتسمت ابتسامة حانية على وجهي وسألتُ:
" أتريدين أن نتنزه قليلاً ...مثلا نجوب الشوارع في السيارة؟!.."

برقت عيناها بسعادة كالطفلة وأجابت:
" يا ليـــت !!....المهم أن نكسر حاجز الملل!.."

تفحّصتُ لباسها بجولة سريعة من عينيّ وقلت:
" اصعدي لغرفتي اجلبي مفاتيح السيارة السماوية....موجودة على المنضدة جانب السرير ولا داعي لتبديل ملابسك!....لن ننزل لمكان!.."

كانت ترتدي ملابس رياضية ضيقة بلونٍ بنفسجيّ فاتح ترسم جسدها..!!.....صعدت تنفّذ طلبي من فورها مبتهجة ثم عادت وهي ترتدي جاكيتاً ابيضاً قصيراً من الصوف فوق ملابسها ومدّت يدها تسحبني من يدي قائلة بلهفة:
" هيا اسرع...الدنيا تمطر!....أحب أن تقود بسرعة تحت المطر!.."

انفرجت شفتاي بابتسامة عطوفة كابتسامة الأب لطفلته وسايرتها بحركتها حتى خرجنا من البيت..!!

×
×
×

دعستُ على الوقود تحت المطر عند وصولي شارع الساحل السريع وهي تصدر كلمات تحفيزية بحماس كلها اثارة لأسرع أكثر !!...وبعد مضيّ بعض الوقت دون عنوان يُرجى....قصدتُ سهلاً مفتوحاً لا زرع فيه وتوقفتُ بدايته وهمست آمراً برقة مع ايماءة برأسي:
" هيا انزلي!.."

نظرت ببلاهة الى الخارج وفتحت الباب تترجل دون أن تسأل فانغرست قدمها الأولى بالوحل من غير ادراك فتأففت قائلة بضيق:
" يا الله أين جلبتنا؟!...أنظر ...اتسخ حذائي!.."

ثم تناولت من الدرج امامها منديلاً واحنت ظهرها وبدأت تمسحه وهي تثبت قدمها على الحافة للخارج فهتفتُ ساخراً:
" ليس سوى طين!! ....لمَ تتضايقين لهذه الدرجة بينما أنا الأحق بذلك خوفاً من اتساخ سيارتي؟!.."

عقدتها ضد اتساخ ملابسها من أي نقطة خارجية ما زالت تلازمها كما زارتنا من سنوات في مخيمنا ...حريصة بشكل مَرضيّ على ممتلكاتها!!....هذا الوضع لا يعجبني!...اريدها ان تمشي مع التيار وأن لا تقف عند كل صغيرة وكبيرة كي لا تُرهق نفسها في الحياة!!......أجابتني بزهوٍّ وشموخ:
" أنا هكذا تعودت!...لا أحب أن اتسخ وأقرف من كل هذا...!.."

قلت بهدوء بارد كبرودة الطقس:
" هذا طين وليس نفايات.....نحن خلقنا منه وسنعود إليه...لا تتكبّري عليه!.."

زفرت باستياء هامسة:
" اوه اتركنا من هذا...لمَ جئنا الى هنا؟!.."

حركتُ رأسي محوقلاً يائساً منها ثم نزلت من السيارة وقلت وأنا احني جذعي لأراها:
" هيا انزلي وتعالي عندي!.."

انصاعت بعد تردد يسير واقبلت نحوي تخطو بحذر وملامحها منكمشة من شدة اشمئزازها من الوحل وهمست بفضول بعد ان وصلتني:
" ها قد أتيت...ماذا تريد؟!"

أشرتُ لها الى الداخل وقلت:
" اجلسي ...هذا اول درس مجاني لتعليم القيادة يا قطة.."

كدتُ أقع على طولي بعدما قفزت متشبثة بعنقي تحتضني صارخة:
" شكرا.... شكرا حبيبي....كم أنت مذهل!....لا أصدق أنني سأحقق أمنيتي!......اللــــه ....أخيراً"

حوطّت خصرها بقوة أشدّ عليها وهمست بخباثة وأنا مسلطٌ حدقتيّ على وجهها الفاتن:
" ابتعدي عني قبل أن اغيّر رأيي وأعود بكِ الى البيت حالاً....لا تختبري صبري عليك بعد رحلة ألمانيا!.."

استجابت لي ببسمة ماكرة ثم جلست على مقعد القيادة وعدّلتْ الكرسي بما يناسب طولها....كانت أساريرها متهللة وصدرها منشرح والدنيا لا تسعها وعندما عزمتُ لأشرح لها عن الدوّاسات أوقفتني واثقة:
" أنا أعلم النظري لكني لم اطبقه عملياً.."

بدأت تتحرك ببطء وبعد تشجيعي لها صارت تزيد في سرعتها وتدور في الحقل والابتسامة الواسعة لم تفارق محيّاها ولمعة الفرح لم تنطفئ من عينيها وبينما نحن مندمجان بسعادة وردني اتصال وكان من أبي (ابراهيم) يطلب مني الذهاب إليه على الفور في الشركة من أجل توقيع مهم!!.... تبادلنا أماكننا ثم شرعت هي بتنظيف حذائها أما أنا ضحكتُ لهوسها بنظافة ممتلكاتها ثم أكملتُ لأشرح لها ما خططتُ من أجلها:
" تحدّثتُ مع معلمة قيادة من أجلك!...ستبدئين بعد يومين ان شاء الله ....والأسبوع القادم ستبدئين دورة سباحة عند مدربة محترفة!....لقد ألحقتُكِ بنادي السباحة الأكبر في المدينة!....وستتفرغ لإعطاء دروس خاصة من اجلك انتِ فقط حبيبتي!..."

" حقا يامن؟!....هل أنا في حلم؟!....لا اصدق....لطالما تمنيت هذا"

سألتني متعجبة مدهوشة بعذب صوتها بينما كانت تقبض بيسراها وتشدّ على يمناي المركونة على ناقل الحركة بيننا بامتنان وصلني عبر تلامس يدينا ....فحررتُ يدي امسّد وجنتها بحنان وأنا انقل نظراتي بينها وبين الشارع الذي عدتُ لأندمج به وهمست بحُب:
" بل صدّقي....لستِ في حلم حبيبتي!...اسأل الله ان يعطيني الصحة والوقت لأعوضك عن كل شيء فاتك...عن كل شيء ترغبينه....أتمنى أن أحقق لك كل ما حلمتِ به!.....أريدك أن تركّزي في دروس القيادة لتحصلي على الرخصة بأقصر وقت لتستلمي هديتك....."

سألت بلهفة وحماس:
" قل لي...ما هي؟!.."

قرصتها من خدّها وأجبت مستبشراً وفرحاناً بها ومن أجلها مستمراً بملامسة وجهها برفق وليونة:
" أي سيارة تشيرين إليها ستكون ملكك....مهما كان نوعها وثمنها!!.."

مسكت يدي التي كانت تتحسس وجنتها برقة وقرّبتها لشفتيها تقبّلها ناظرة اليّ نظرات مليئة بالحُب والاجلال:
" أحبك ....يا حنون.....أنتَ رائع..!!...."

وأكملت بصوت خفيض مهتز:
" فعلت وتفعل لأجلي ما لم يفعله أبي.."

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

قدموا الى هذه البلاد ثلاثة أفراد منذ سنوات بعدما لعبت في عقلها صديقتها وأقنعتها ليستقروا فيها لتكون باب السعد لهم ...وها هما الآن يعودان اثنان فقط يحملان حقائبهما معهما وروحان تحتضران داخل جسديهما في مطار استراليا بعد أن اصدر الحُكم فيما يخص ابنهما ( صلاح رائد السيد)....وقد حكمت المحكمة على البغيض المتهم بالسجن لستة أعوام فقط بسبب عدم اتمام جريمته ومع دفع غرامة مالية مرتفعة !!....وهكذا ضاع مستقبله الذي رسم له الكثير طامحاً في الوصول الى العُلا باسمه مع أموال أبيه القذرة...!! .....
لقد جاؤوا بعظمة وأبهة وعادوا بانكسار يحملون فضيحة سببها ابنهما الوحيد ووجهيّ الشؤم عليهما ( عاصي وسوزي ) كما ادّعيا فيما بينهما لتنتهي علاقة واهية ضعيفة بدأت بالمراءاة والنفاق والمداهنة ونشأت بأموال الحرام وكل ما هو باطل فهُدمت بغمضة عين!!....

~~~~~~~~~~~~~~~~~

لديه ساعة حتى تبدأ ورديته الصباحية فقرر زيارة صديقيه في الشركة!!...دلف بشموخ وهيبة تشبهان منصبه ومظهره الرجولي !!....ألقى السلام على الموظفين وسار بينهم متجهاً الى القسم الخاص بـ( بلال) وما إن اقترب من غرفته حتى طلّ عليه ذاهباً منها صديقنا (أحمد) بصورة وهيأة جديدة لا تشبهه !!...خرج عاصفاً ..بدا كأن تياراً صعقه ...كان ساخطاً ووجهه الابيض محتقناً بالدماء الساخنة...اصطدم بكتفه ولم يتنازل أن يعتذر أو أن ينظر ماذا أحدث من خلفه..!!...هوى قلب (سامي) لقدميه مما رآه...تساءل بنفسه متخوفاً وقلقاً.."...سترك يا رب!....هل هذا أحمد؟!.."....شرد قليلاً بطيفه وملامحه متوجسة....تنهّد وقرر الاستمرار في طريقه ليصل (بلال) وبعد التحية الجافة تبعها بفضول فيه الرهبة:
" ما به أحمد؟!....مظهره أقلقني!...لم يعرني أي اهتمام وكان هائجاً..."

جلس غير مرتاح وتابع:
" لم اشأ اللحاق به حتى أفهم منك!....لا تقل لي أنه حصل شيءٌ بينكما لا قدّر الله!!.."

اتكأ بمرفقيه على مكتبه يشبك أنامله ببعضهم ووجهه كان مكفهراً ...زفر أنفاسه وهزّ رأسه محوقلاً وأجاب بامتعاض:
" اتصل شقيقها قصيّ......وافق جدها على الزواج......لكن..."

قاطعه نافراً متوجساً خيفة:
" لكن ماذا؟!.."

أكمل (بلال) بصوت مكلوم من أجل صديقه:
" وافق على الزواج من ابن عمها الكبير!......أي لا نصيب....انتهى حلم أحمدنا..."

ردّ مغتاظاً:
"هل رآها الآن ذاك العجوز الخرف ؟!...تباً له....لا بارك الله فيه!.."

وبعد ثلث ساعة من تبادل الحديث قام من مكانه تاركاً الآخر ليكمل عمله قاصداً وجهةٌ أخرى....!!

×
×
×

دعس بقوة على الوقود في سيارته الفضية رباعية الدفع متوجهاً الى الأعلى ...إلى المكان الأحب على شلتنا.....إلى تل الصقور وشجرة الخروب حيث ملتقانا....فهو يعلم علم اليقين أن هذا المكان الذي سيتجه إليه صديقنا كي يفجر غضبه!...كي يصرخ براحة !...وليلقي الحجارة بقوة علّها تخفف من كبته!......وصل الى الهدف وتنهّد بعمق بعدما لمحه جالساً على الصخرة ...عيناه سارحتان في المنظر أمامه....أما روحه تحتضر بل تحولت الى أشلاء وقلبه اختفى خلف البحار ....مع من سرقت نبضاته!!.....ترجّل من سيارته وسار ببطء نحوه !...لا يطيق أن يرى صديقه في هذا الحال!...ذاك رمز الصبر والهدوء والعقلانية لا يستحق أن يعيش شيئاً يؤلمه ولا أي سبب يكسره....إنه الصديق الملتزم الراضي بما كتب الله دون جزع او سخط !!....لكن في النهاية هو....إنسان!!......نعم إنسان يحمل بين ضلوعه قلباً وفي حناياه مشاعر !!....لم ينظر لامرأة قط بالحرام....قارب على السابعة والعشرين وهو عازفٌ عن الزواج رغم الجهود التي كان يبذلها مَن حوله ليفرحوا به!!.....وفي يومٍ لم يتوقعه اصطدم بالتي سرقت قلبه دون استئذان !!....عرف على يدها ماذا يعني أن يخفق الفؤاد خفقات الاعجاب والحُب!!....تأمل الكثير وكان واثقاً أنها ستكون حلاله لا يعلم لمَ؟!.... شيء داخله ينمو ويقنعه أنها وحدها هي مالكة القلب ومفتاحه !!....هي من كسرت القفل دون أدنى مجهود منها!!...بلمسة معطرة بنكهة القهوة !!...وبهمسة ناعمة محملة بالعتاب.....وبدمعة نقية تصرخ بالضعف والاحتياج قلبت له كل موازينه ليرجو الله أن تكون شريكة العمر!!........دنا منه وجلاً وجلس جواره دون أن ينبس بكلمة....حمل حجراً وألقاه الى ما تطال يده وتبعه بثاني وثالث ولما حمل الرابع سحبه منه ذو العينين الفحميتين اللتين تحولتا الى جمرتين ملتهبتين وألقاه بغل ليتخطّى النقطة الأقصى التي وصلها (سامي)....أطلق ضحكة مائلة مؤلمة من الجرح الذي ينزف داخله وقال بهدوء يعارض الإعصار الذي يدور بين احشائه:
" إن كنتَ جئت لتواسيني ....ارتح يا صديقي!....ليس أحمد من يستسلم للأحزان ويضر نفسه أو الآخرين وليس أحمد الذي يسخط على قدره.!!....أجل...أردتها لا أنكر...بل ربما أحببتها!!....انفعلت وشعرتُ بالأسى بالطبع...اعترف بذلك..."

وبقبضة يده وصوت تحوّل للخشونة ضرب جهة قلبه مردفاً بينما بريق الألم في عينيه يفضحه:
" لأني أحمل قلباً تغيّرت دقاته من أجلها ....فأنا لستُ جماداً يا صديقي !!..."
وعلت نبرته:
" وربي لستُ جماداً....أنا أحس مثلكم ولي رغبات!.."

نهض من مكانه بإباء وشموخ رافعاً رأسه ناظراً الى البعيد وتابع بنبرة صارمة ثابته دون اهتزازات:
" لكن قسماً ولتشهد على قسمي أنني سأجاهد بكل ما اوتيت من قوة وبكل جوارحي أن أنساها ولن آتي بسيرتها لأنها ستكون زوجة لآخر!....فلن أكون رجلاً من ظهر رجل إن سمحتَ لنفسي بالتفكير بها وهي ليست لي!.....هذا قدري ونصيبي !!....اسأل الله أن يعوضني كل خير ....يا صاحبي!.."

وبكل هدوء خُلِقَ في شخصيته الراكزة الرصينة همس لصاحبه:
" هيا يا صديقي....لنعد ونتابع أعمالنا....الحياة لن تتوقف أبداً ما دام خلف أضلاعك هناك كتلة تنبض مهما كان جرحها غائراً وأليماً ..!!."

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

بخطوات سريعة واسعة دلفت الى الشركة لاهثة لتصل مكتبها في الوقت المناسب....تأخرت اليوم في ايجاد سيارة أجرة!!...قالت في سرها بعدما استقرّت خلف مكتبها ..."..آآه الحمد لله وصلتُ في وقتي تماماً..!!..".....لقطت أنفاسها واتجهت الى الحمام لتغسل وجهها وتعدّل حجابها ولما عادت الى كرسيها رنّ هاتف المكتب !!....إنه مديرها يطلب منها جلب ملف ليوقع عليه ومن ثم تبعثه الى أحد الموظفين في القسم الآخر!!.....ولجت إليه بطاعة ولم يخفَ عنه الاحمرار الذي يلّون وجهها من الضغط الذي عاشته !!....بعد التحية الرسمية تقدّمت نحوه وانحنت قليلاً لتضع الملف أمامه....أصدرت معدتها صوتاً تفضح جوعها!!....فاليوم بالذات كل شيء جاء معاكساً معها.....استيقظت متأخرة ولم تتناول فطورها....واستغّلت استراحات الجامعة لتنهي واجباتها دون أن تهتم في طعامها....فهكذا منذ أيام لا تجد وقتاً خاصاً لها وخافت أن تخفق في الدراسة فيلومها خطيبها لذا ظنت نفسها البطلة التي يمكنها أن تقوم بكل شيء دون زلة وستثبت للجميع واولهم هو ان باستطاعتها الدراسة والعمل كما زعمت !!....آخر محاضرة كان المحاضر سمجاً وتلهّى كثيراً فتأخروا في الانصراف ولما أسرعت لتلقف أي سيارة أجرة في طريقها حال بينهما حظها العاثر حتى الدقيقة الأخيرة جاءها فرج الله.....الساعة الآن الرابعة !....لو صامت كان أفضل لها !!......سمع خطيبها نداء معدتها لكنه ادّعى بغير ذلك خشية احراجها...!! ومن داخله يتفتت قهراً عليها فهو لاحظ النحول الذي المّ في وجهها وجسدها من اهمالها بحالها هذه الفترة !!....واسى نفسه بأنه يمكنه الصبر عليها وليرى أين ستصل ؟!....أنهى توقيعاته وتركها تذهب ليتابع عمله ..!!....عادت الى مكتبها بعدما تخلّصت من مهمتها !!....أخرجت من حقيبتها اصبع شوكولاتة صغير تسدّ به رمقها.....خرج (بلال) من غرفته فوقع نظره على ما بيدها....اقترب منها وقال بهدوء بينما في داخل نفسه ودّ لو جرّها لتذهب الى البيت وتنهي كل هذه المهزلة التي وضعت نفسها بها :
" أنا ذاهب الى مكتب أحمد....إن سأل عني أحد اتصلي بي على الخاص!.."

رمشت بعينيها مع ايماءة برأسها بمعنى حاضر ....انحنى اتجاهها وهمس بخفوت حازم عاقد الحاجبين وقلبه يتقطّع عليها لعلمه بجوعها:
" امسحي طرف فمك!..."

ثم استقام وتابع سيره لهدفه!....راقبت خطاه وهي تمسح بظهر كفها زاوية فمها وتسأل نفسها .." ما به جديّ لهذه الدرجة؟!...أيعقل أنه منزعج لأني آكل اثناء الدوام ؟!...غبية سلمى!....معه حق !...ما هذا التصرف وكأنك في جولة مدرسية ؟!.."...اخفضت بصرها لاصبع الشوكولاتة....غلّفته من جديد وأعادته الى حقيبتها...!!....مرّ الوقت وهو لم يعُد بعد....كانت منكبّة ترتب أوراقاً انتهت منها في دوسية !...رفعت رأسها على صوت صفير صحبه همس إعجاب:
" هل جنّ سيد بلال ؟!....ماذا جرى له ؟!....وأخيراً بدّل سكرتيرته العجوز بتحفة فنية !!.."

أنهى جملته وجلس على الكرسي أمام مكتبها يتكئ بمرفقه عليه وهو يلوّح بمفتاحه واضعاً ساقاً فوق الآخر بكل جرأة وتابع بجسارة حد الغلاظة :
" أغيب وأغيب لآتي وأجد سكرتيرة صغيرة....و...جميلة !..."

غمزها وأضاف:
" أتعلمين كم كابدتُ لاقنعه بجلب فتاة جميلة تكون واجهة لمكتبه لكنه كان يأبى ولا يستسيغ الحديث كله ....لا أعلم كيف غيّر من افكاره !!...هذا هو الكلام المضبوط!..."

كانت تستمع صاغرة !...هكذا يهيأ له من الخارج أما باطنها براكين بدأت تفور على حافة الانفجار عبارة عن خليط من ...الغيظ منه....الخوف من خطيبها....الاحراج من الموظفين !!.......صفع جبينه وعدّل جلسته بتأهب ثم مدّ يده ليصافحها هاتفاً:
" اوه يا آنسة...نسيتُ أن اعرفك على نفسي.....أنا مهدي سلامة ....من اكبر زبائن الشركة !!...وأنتِ ما اسمك؟."

وضعت يدها على صدرها هامسة بصوت مخنوق بالكاد اخرجته بينما وجنتاها متورّدتان بفعل التفاعلات التي تعيشها:
" عفواً يا سيد....لا اصافح الرجال!.....أنا سلمى"

ضحك ضحكة مصطنعة بعدما أعاد يده لفخذه وهو يشدّ بقبضته محرجاً من افشالها له وقال :
" حسناً....يبدو أنك يا صغيرة ما زلت خاماً....ستحتاجين لوقت حتى تغيّري مبادئك لمجاراة هذه الحياة...."

كان يدور الحديث بينهما ولم يلحظا الواقف بالقرب منهما فالرجل كان يوليه ظهره بينما شاشة الحاسوب الكبيرة حجبته عنها فلم تراه.....تهدّجت أنفاسه وكانت النيران تستعر في جوفه دون رحمة...برزت عروقه وتوغّر صدره...وتحفّزت عضلاته في سائر جسده للهجوم بينما روحه تحتضر من غيرته!....دقيقتان اثنتان عاش بهما صراعات أثارت حفيظته...حاول كبح جماح نفسه وحاول دحر شعلة الغضب عنه ليتصرف بلباقة ولكن أبت دماؤه أن تبرد ورفضت أعصابه الاستسلام .....للصبر حدود!!....والثائر الأسمر نفذ خزّان صبره!!...تمتم شاتماً بخفوت.." تباً لك يا سامي وتباً لاقتراحاتك!...بَئِس من استمع لنصائحك ايها الغليظ!!...".....وبخطوات واسعة مشى حتى وصلها دون أن يحيّي ضيفه ومال بجذعه قليلاً ليمسك يدها بتملّك ظاهر للعيان بينما بخضراوتيه يرمي الجالس نظرات شزر وسحبها ثم بيده الأخرى أخذ حقيبتها وسار امتاراً قليلة وهو يرفع حاجبه ويرمي الجالسين بنظرة كالصقر المستعد للانقضاض على فريسته ثم ناولها حقيبتها وأشهر سبابته أمامهم جميعا بحركة تحذيرية ونبرة رجولية صارمة هاتفاً:
" قبل أن أسمع أي كلمة تخصها من فم أي أحد....هذه خطيبتي وستكون زوجتي بعد خمسة أشهر....اياكم والتلفظ بأي كلمة خارج الطريق!..."

وتابع مسيرته وقبل أن يختفي عن الأنظار أشار لأحد الموظفين آمراً بخشونة:
" خذه الى مكتب أحمد لينهي عمله معه!.."

×
×
×

مثل سكون القبور وأكثر كان الحال في السيارة....لم تجرؤ على قول شيء!...حتى أنها أخفت ارتباك أنفاسها المتعاقبة بمهارة !!....ولو جُرحت لن تنزل دماؤها...لقد جفّت!!....كانت تحاول استعادة نبضات قلبها الراحلة وجلاً!...عصفت بها الأفكار عمّا ينوي فعله يا ترى؟!!.....بسبب سرعته من المفروض أن يصلا سريعاً ولكن بسبب توقف دقات قلبها شعرت أنها تسير على طريق بلا نهاية...!!....وأخيراً توقفت السيارة باب البناية !.....تطلّع عليها بنظرات خالية لا تستطيع ترجمتها وبكل برود لم تتنبأ به همس وهو ينحني بجذعه قليلا اتجاهها ليرى باب العمارة من نافذتها رافعاً حاجبيه وناظراً للخارج ومشيراً بإصبعه:
" هيا يا حلوة ....لعبنا مع بعضنا وسررنا جداً في خدماتك التي لن أنكرها !!.....جرّبتِ العمل يا قمر......انزلي من غير شوشرة....استحمي بماء دافئ لترخي اعصابك ....تناولي طعامك براحة لتستعيدي صحتك ....راجعي دروسك ثم اخلدي للنوم باكراً كي لا تتأخري على فطورك في الصباح.....وآه أجل....ملعقة واحدة لن تشتري بعد الآن وسنذهب غداً ان شاء الله لننهي كل ما يخص الجهاز..."

فرجت شفتيها لتتكلم فوضع سبابته على شفتيها يسكتها مضيفاً:
" وإياكِ أن اسمع أي اعتراض والّا لهدمت هذه العمارة فوق رأسك.....هيا حبيبتي ....الله معك!..."

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

توالت الأيام علينا برتابة والحُب يجمعنا والسكون والأمان يزيّن بيتنا!!....كنتُ أتركها بعد أن تنام في بعض الليالي بسبب عهدي وأهرب الى غرفتي وفراشي الأرضي وفي أيام أخرى كنتُ أتحجج في العمل بمكتبي حتى تشرق شمس صباحي بعيداً عنها لأتنفس العذاب وحدي!!....لم تتذمر ولم تسألني !...علاقتنا الحميمية أجمل ما يمكن أن تكون...يوماً عن يوم وساعة عن ساعة نتعلّق في بعضنا ونزداد عشقاً وهياماً وتشتعل رغبتنا ويتضاعف شغفنا لنكتب على جسدينا وبروحينا المتيّمتين قصة حبنا....لقد كانت بين يديّ تجد انوثتها الكاملة.!!..مع كل دقة من قلبي وكل نفس من حبي وكل لمسة من شفتيّ كنتُ أعزف عليها ألحاني لأسجّل لها ترنيمات العشق وأنا ذائبٌ بها !!...كنتُ أشبعها برجولتي وكنتُ أغدقها بعطفي وحناني...كنتُ الأمان لها وحلمها الجميل ومحقق الأماني!!....العلاقة الجسدية بيننا لم تؤرقني البتة فأنا أعلم أنها لم تزر الطبيبة لتنظيم دورتها وقد أعلمنا الطبيب في السابق أنه لن يتم حمل بسهولة إن لم تنظّمها!!....أي أنني لا أخشى حدوث حمل هذه الفترة!!....فرغم توقي وشوقي لتهديني ابناً من جوف رحمها الّا أنني صابرٌ حتى يستقر حالنا وحتى أعلم الى أين الوصول....فموعد الامساك بالوغد والدها أصبح قريباً !...إما أن تسامحني لنبدأ ببناء أسرة حقيقية وإما أن تهجرني وتحرمني قربها ومن أطفال لا أريدهم الّا منها هي وحدها!...حبيبتي ألمتي...زوجتي الفاتنة!!....كانت هذه الفترة مثابرة على دروسها القيادة وتدأب على تعلّم السباحة دون كلل أو كسل!...ما زالت تحتاج لإرادة وعزيمة أقوى لتواظب على الصلاة دون اخفاق باحداها !....في الأوقات القليلة التي كنتُ أجد نفسي متفرغاً بها شرعتُ بتعليمها أحكام التجويد من الأساس ابتداءً من مخارج الحروف!...فحبيبتي ناعمة وكل أحرفها تخرج رقيقة وناعمة مثل نعومتها وعليها أن تميز المفخم من المرقق!....كم ضحكتُ وهي تحاول تقليدي وأنا ألقّنها ولكن رقتها تقف لها بالمرصاد وتعيق عليها التطبيق بالشكل الصحيح !!.....أعطيتها كلمة أشبه بالوعد أنني سأساعدها على حفظ القرآن مثلي!...بدأت معها من جزء عمّ ليتسنّى لها قراءة قصار السور في صلاتها!!......مرّ ما يقارب الاسبوعين من بعد اسبوعين على زواجنا الحقيقي ليصبح شهراً على ولادة حبنا الأزليّ.!!... طلبوني بالمعسكر بشكل عاجل لتسوية بعض الأمور....فالانتخابات آتية ومعها تأتي أعمال الشغب والفساد واشعال الفتنة ...ثم مواجهات فحرب!!...علينا أن نكون على أهبة الاستعداد !!....سافرنا أنا وأبي (ابراهيم) هذه المرة للحدود وتحديداً للمعسكر وكالعادة بحجة أعمال شركتنا التي لا تنتهي وبقيت هي مع خالتي لمدة اسبوع!!....هل أكذب ؟!...إني اشتاق لها حد الجنون!!...أشتاق للمسها وثرثرتها ....اشتاق لضم جسدها على صدري....اشتاق لارتشاف الرحيق من شفتيها ....وأشتاق للتحليق في سماء عينيها !!....أيا ترى ألمتي تشتاق لي بنفس قوة اشتياقي؟!....تبسّمتُ للسؤال الذي راودني وأنا عائدٌ الى بيتي بعدما أوصلت أبي (ابراهيم) لشقته .....لقد انهى عمله هناك أما أنا مهمتي لم تنتهي فكان عليّ احضار ملفاً مهماً يخص صفقة أسلحة قانونية!...وخارطة برموز مشفرة !!....جئتُ لمدينتنا الساحلية من أجل ساعات آخذ بها أوراقي ثم للعودة الى الشمال على الحدود دون تأخير بقرار ليس من خياري !!....إنما مجبرٌ على هذا فجميع القادة هناك بانتظاري !!.......كان الوقتُ ظهراً عند ولوجي الى البيت!!...أخذتُ من خزنة مكتبي في الأسفل ما احتاج لصفقتنا العسكرية!...ثم صعدتُ لأخذ الخارطة من الخزنة التي في غرفتي!!....لكن عند وصولي طابقها كانت رائحة عطرها تفيح في الأرجاء!!....فغلبني الشوق لأكحل عينيّ برؤياها قبل استمراري لغرفتي!!.....كنتُ أنوي فعل ذلك عند نزولي!....لكن خائني الوفي لها هو من تحكّم بتحركاتي.....دلفتُ الى غرفتها وكانت خالية منها ....وصوت المياه المنهمرة من الدش تأتي من الحمام!!.....ساحرتي تستحم!......جلستُ على طرف الفراش واضعاً ساقاً فوق الآخر ومتكئاً بكفي للخلف وبيدي الأخرى ألوّح في مفاتيحي بتسلية أمضي وقتي منتظراً خروجها وما إن فتحت الباب والبخار يلحق بها حتى شهقت متفاجئة وتهللت أساريرها مبتهجة لملقاي !!....أهديتها ابتسامتي العاشقة وهمست :
" نعيماً حُبي!!..."

مشت بكبرياء وشموخ عابسة بتصنع بعد الابتسامات التلقائية التي وزعتها ومسحتها في الحال ثم اجتازتني حتى وصلت طاولة الزينة وهي ترتدي روب الحمام السكري القصير وتلف شعرها بمنشفة بذات اللون....شدّتها عن رأسها لتحرر ليلها ونفضته ليتراقص بكل الاتجاهات ومعه تراقص قلبي ودغدغ الهوى روحي ....بدأت تسرّحه دون أن تنطق كلمة!....وقفتُ واقتربتُ منها حتى صرتُ خلفها وشبران يفصلانا فهمستُ لها مكرراً كلامي الذي لم اسمع رداً عليه:
" قلت نعيماً حبي....."

تنهدت بهدوء وأردفت دون مراوغة أو تملّص:
" أنا سأعود حيث كنت...جئتُ من أجل أمر ضروري...!!.."

تابعت بتسريح شعرها وهي تزمّ شفتيها ثم اغتصبت ضحكة ساخرة وتمتمت:
" ظننتُ أنك اشتقت لي بعد أيام.....تبيّن أنني مخطئة!.."


كان عبوسها لأني لم اكلمها اسبوعاً وكانت فقط تأخذ اخباري من خالتي التي تتواصل مع زوجها!! .....ضممتها من الخلف واتكأت برأسي على كتفها براحة...استنشقتُ عبير الأناناس من شعرها بانتشاء مغمضاً العينين وهمست بخفوت وصوت ذائب:
" بلى...اشتقتُ لكِ واشتاقُ لكِ دائماً..."

حاولت فك ذراعيّ وابعادي عنها وهي ما زالت عابسة وقالت:
" كاذب!....من يشتاق لا يغيب عن محبوبته كل هذه المدة ودون اتصال!.."

قلت وأنا اشدّ باحتضانها:
" صدقيني غصباً عني!.."


انهيتُ جملتي ولم أعلم أنني بين يديّ محتالة ماكرة صغيرة فلم اشعر بها الّا وهي تلقي المشط على سطح الطاولة وتتحرر مني على غفلة مستديرة لتحيط وجنتيّ بكفيها بتملّك وترتفع على رؤوس أناملها ثم تكبّل شفتي بشفتيها بقبلة عنيفة لثواني تقطع بها أنفاسنا وتفجر براكين رغبتي بها وبعد أن اسقتني من حلو كأسها أفلتتني ثم دفعتني من صدري لأرتدّ للخلف من لحظة ضعفي وقالت متغنجة وبدلال سحقني وأشعل مشاعري المشتاقة لها وهي تعود للمرآة توليني ظهرها لتتابع تسريح شعرها وتعلّمني أول دروسها في العشق على منهاج أبجدياتها:
" هكذا يكون الاشتياق..!!.."

ولكن قبل أن تلمس يدها المشط أصبحت بجسدها النحيل على ذراعيّ لألقي بها على السرير نكمل قصة حبنا بوَله ولوعة نطفئ بها حرائق الغرام والهيام ونروي ظمأ شغفنا وما كان هذا الّا ليزيدنا اشتعالاً على اشتعالنا ولتكن عوضاً مما فاتنا وزاداً لحرمان يقبل نحونا وبصورة أروع وأمتع من سابقاتها !!...

×
×
×

بعد أن اغتسلتُ في غرفتي لوجود ملابسي هناك....عدتُ اليها ثم قبّلت جبينها مستودعها الله وهمست بمودة ومحبة:
" سأنهي عملي وأعود إليك يا سمائي بإذن الله....اذهبي لبيت أهلك أو عودي عند أهلي"

ثم أضفت أذكّرها:
" غداً ان شاء الله ستكون سيارتك البيضاء التي اخترتِها في الساحة..."

اشتريتُ لها السيارة لتجدها فور استلامها الرخصة....تبقّى ثلاثة دروس وبعدها ستجري امتحان القيادة!!....وأنا واثق بعد ارادة الله أنها ستنجح من أولها!!....فحبيبتي سائقة محترفة!....

اومأت موافقة بابتسامة ورضا والفرحة تنبض في قلبها ثم احتضنتني وهمست:
" في أمان الله.....سأشتاق لك يا نبض قلبي !.."

وتركتها خارجاً قاصداً الحدود...!!

×
×
×

عند وصولي الى منتصف الطريق تأففتُ حانقاً اشتم نفسي!...هذه هي احدى خسائر الحُب....تنسيك من تكون وأين ذاهب ؟!!.....تذكرت أنني لم آخذ الخارطة المشفرة المهمة!....لا وقت لديّ للعودة!...نظرت الى الساعة....ما زالت الثالثة عصراً....تزاحمت الضغوطات في دماغي !!.....كيف سأتصرف وأنقذ نفسي؟!..ماذا سأفعل؟!....قررتُ في النهاية المجازفة!...أو كلا لا تعتبر مجازفة فكله مشفر ولن تفهم حرفاً....دعيتُ أن تكون في البيت!...فهي عادةً تخرج وقت العصر!...جرّبت حظي واتصلتُ بها :
" أما زلتِ في البيت!؟.."

أجابت بفضول مستغربة:
" أجل....لمَ تسأل؟!."

قلت دون مماطلة:
" نسيتُ ورقة مهمة أريد أن تصوريها وتبعثيها !!.."

قالت:
" حسناً...أين هي؟!.."

عدت لأشتم حالي بيني وبين نفسي لوقوعي بهذا الموقف مضطراً وأجبت:
" مفتاح غرفتي في درج المكتب!....اصعدي اليها ...في غرفة الملابس داخل الخزانة المغلقة يوجد خزنة!....سأبعث لك الرقم السري ....افتحيها واخرجي الملف الأصفر.....صوري لي منه الورقة الزرقاء فقط!!...اتفقنا حبي؟!..."

أجابت بهدوء:
" حسناً حبيبي...سأصورها حالاً لا تقلق!.."

بعد أن اغلقتُ الهاتف منتظراً رسالتها....تعاقبت أنفاسي وخفق قلبي بشدة....صفعتُ جبيني...يا لحماقتي ويا لغبائي!!....ماذا جرى لي؟!...ماذا فعلتِ بي يا ابنة (عاصي)؟!....ما هذا الغباء الذي ارتكبته؟!.....يا الهي استر عليّ ولا تجعل فضولها يغلبها لتراه!!....أرجوك يا ربي....ليس وقته الآن!!....ليس وقته.....بقي القليل فقط!!....لا استطيع مجابهتها والسيطرة عليها من بعيد!....عليّ أن اركز بالمهمة التي بيدي اليوم!!.....كنتُ أقود السيارة واشعر أنها لا تتقدم رغم سرعتي!...كأنها تقف مكانها وعجلاتها تلتصق على الاسفلت من هول الافكار التي راودتني.....!!.....يا الله!!.....من يأتي بالدب لكرمه غير أحمق مثلي؟!...تباً للمهمات والأوراق التي وضعتني في مأزق أنا بغنى عنه هذا الوقت ولا أحسد عليه!!....استمريتُ في القيادة وعيناي تنجذب للساعة بين الثانية والأخرى!....ما بالها عــقارب الساعة علقت مكانها؟!....هل من المحتمل أنها رأته وانشغلت به؟!...زفرتُ أنفاسي محوقلاً واستسلمتُ لقدري وما هي الّا لحظات نشلتني من الغرق في عمق محيط فكري عندما رنّ هاتفي بورود رسالة اليه وقد نجحت في تصويرها! ولمّا لم تعلّق بأي كلمة بعد سؤالها ..
[ هل هذه هي الورقة؟!]

بعثتُ لها قلباً احمراً امتناناً لها فزارتني بعدها نفحات من الطمأنينة عندما ردت على قلبي بقلب مماثل له...!!

×
×
×

أما من كانت في الغرفة بدأ فضولها يدفعها لتلقي نظرات مسروقة بعفوية على خزانتي ولم تأبه كثيراً للخزنة التي ما زالت مفتوحة!...أرجعت الورقة الزرقاء للملف بعد انتهاء مهمتها التصويرية والتفحصية ثم أعادته الى الخزنة!....لمحت كيساً من المخمل الرمادي مركوناً في زاويتها ....دارت معركة بين فضولها وضميرها!...تمدّ يدها للداخل مرةً حباً بالاستطلاع ثم تخرجها وتعيدها اليها قابضة عليها ....لم تستطع القرار ولا الفرار...لحظات قليلة خاضتها بمعركة قصيرة قاطعتها نغمة رسالة وصلت لهاتفها ففتحتها لتجدها من السائق خاصتهم يخبرها بها أنه ينتظرها في الخارج!!....اغلقت الخزنة والدولاب مستسلمة لاختيار قدرها الذي لم يشأ لها أن تعلم ما هذا الكيس وعلى ماذا يحوي !!...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

جسدها أصبح هزيلاً...شعرها بدأ يتساقط....غثيان يلازمها....أوجاع لا تنفك عنها....التعب والإعياء يحاصرانها....كل هذه أعراض تعيشها السيدة (فاتن) بعد العلاج بالكيماوي ....!!....أما صديقتها السيدة (ايمان) تقف معها بمحبة ووفاء الصداقة لتؤازرها ....تمسك يدها...تربّت على آلامها...تقرأ القرآن فوق رأسها....ثم تخرج مبتعدة عنها كل يوم بعد خلودها للنوم.....لتتخذ ركناً تمارس فيه خلوتها ...تناجي به ربها...تسأله الشفاء والرحمة بجسد حبيبتها .....ثم تنهار باكية مستسلمة لاحتضار روحها عليها ..!!...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

قررت (رزان) شقيقة صديقي الأشقر زيارة (دنيا) في بيتنا الجبليّ....لم ترها منذ مدّة واشتاقت لها ورغبت في الاطمئنان على كنتهم الغالية زوجة الغالي!.....قبل الذهاب إليها مرّت على بيت أهلها الموجود في حيّنا فتفاجأت بوجود خالتها وابنتها (أريج) عندهم.!!....جلست قليلاً معهما ثم استأذنت هاتفة لوالدتها :
" أمي أنا ذاهبة لأرى دنيا....لقد هاتفتها وأخبرتها أنني ارغب بزيارتها....سأترك جود وجوري عندكم....أنتِ تعلمين أنهما مشاغبان وسيرهقانني وأنا أريد الجلوس برأس هادئ..."

ثم تطلّعت لضيفتيهم مضيفة بأدب:
" من بعد اذنك خالتي....لو علمت أنكما عندنا لأجّلتُ زيارتي....غير لائق الاعتذار لها بالدقيقة الأخيرة....لذا استميحكما عذراً ....سأحاول ألّا اتأخر لأعود اليكم ان شاء الله.."

اومآ لها برضا وقبول مع ابتسامة لطيفة فقالت والدتها وهي تنهض من مكانها:
" انتظري....سأضع لكِ من المعمول الذي صنعته اليوم لتأخذيه في طريقك.....شقيقك يحبه !..."

بعد قليل عادت تحمل علبة تضعها في كيس فأدلت باقتراحها بطيبة قلب:
" ما رأيك عزيزتي أريج أن تذهبي معها ؟!....أنتن صبايا في نفس العمر...ستسأمين بيني وبين أمك!.."

كأنها نزلت باقتراحها من السماء!!....هبّت من مكانها بدلع وهي تنفض رأسها لتبعد شعرها الأشقر الذي التصق في وجهها وهتفت:
" بكل سرور خالتي....!!.."

×
×
×

استقبلتهما برحابة وكرم ووجهٍ سموح رغم عدم استلطافها لتلك الشقراء ....أليس المحبة من الله؟!...وهي بصريح العبارة...لا تحبها !!......ومع ذلك قامت بالواجب لأنها تربّت على الكرم وحُسن الضيافة والأصالة والتي لن تتخلّى عنها مهما يكون ضيفها...!!....كانت ترتدي بنطال جينز أزرقاً غامقاً خاصاً بالحوامل مع بلوزة وردية ضيقة تبرز بطنها الصغير جداً.!!....لقد أصبحت في الشهر الثالث وقريباً سيعرفون نوع الجنين !!....كم تواقين لهذا اليوم سواء هو أو أهله وأهل بيتنا!!....ما يأتي من الكريم نعمة!!...لكن صديقي يتمنّى ومتلهف أن يكون بكره ولداً سائلاً الله له تمام الصحة والعافية والصلاح!!.....بعد أن استقرتا على الأريكة في غرفة الضيوف سألتها (رزان):
" أين خالتي عائشة ؟!...اشتقتُ لها !.."

أجابت (دنيا) بلطافة:
" ذهبت عند الخالة أم سلمى !!.."

كان (شادي) يلعب في جهاز الألعاب الالكترونية في غرفة العائلة القريبة من غرفة الضيوف ويضع سماعات الأذن ليتواصل مع اصدقائه عن بُعد !!....مرّت ساعة من الزمن وهن يتبادلن الأحاديث الخاصة بالفتيات مثل الاهتمام بالموضة والجمال وكانت قريبة صديقي تحاول أخذ الساحة بمدح نفسها والتباهي بذوقها وخبرتها في الملابس والمحلات الشهيرة!....كانت شقيقتي تسايرها وتحاول هضمها مهما تبجّحت أو قالت...!!...فهي ضيفتها واكرامها والتبسّم في وجهها فرضٌ عليها !!....بعد قليل طلبت شقيقة صديقي بخجل منها:
" عذراً دنيا....احتاج لاستخدام الحمام !!.."

ارتسمت ابتسامة جميلة على محيّاها وهمست بلطف:
" تفضلي معي...."

ارشدتها وعادت الى ضيفتها الأخرى ....مدّت عليها من طبق الفواكه ثم جلست مكانها فسألتها بجرأة وهي تلعب بشعرها:
" متى يعود ابن خالتي الأشقر ؟!....اشتقنا له..."

شرارة من الغيرة كادت تشعلها لكنها سيطرت عليها هامسة وهي تسند ظهرها للخلف مع ابتسامة مصطنعة:
" حبيبي سامي الله يرضا عليه...اليوم ورديته مسائية...يعود في التاسعة ليلاً..."

استمرّت بأسئلتها عنه دون خجل وببزاغة أقرب للوقاحة وتخطّت الحدود لدرجة وضع نفسها في محل الاشتباه بينما المستضيفة تكابد للمحافظة على هدوء أعصابها وهي تجيبها أجوبة قوية بحذر دون أن تهينها إنما كانت تقصدها وذات معنى أشبه بقصف جبهة بطرق ملتوية كي لا تخرج عن أدبها مع ضيفتها.!!......أجل تحدّت نفسها ألّا تسمح لها باستفزازها مهما حاولت وستسايرها للنهاية ....!!....وبعد قليل وفي لحظة غير متوقعة ولم تكُن في الحسبان دلفت اليهما (رزان) شقيقة صديقي وتسمّرت مكانها بجمود عندما رأت وسمعت ابنة خالتها الشقراء (أريج) تفزّ من مكانها وتشير بسبابتها لصدرها وصوتها مهزوز ....مرتجف يحارب للبكاء هامسة بضعف:
" أنا يا دنيا تطرديني من بيتك ؟!...أهكذا تتصرفين مع ضيوفك ؟!.."

شهقت الواقفة تضع يدها على صدرها سائلة بصدمة:
" ماذا؟!...طردتك؟!....لا يعقل !!...دنيا لا تفعلها..."

وبينما كانت شقيقتي مكانها مذهولة ومرتابة من هول ما سمعت تابعت الشقراء كلامها لابنة خالتها:
" يا ليت توقف على هذا يا رزان...كنتُ سأسكت...لكن...لكن كرامة ابن خالتي هدرت!..."

اختنق صوتها عند آخر كلمة فغطت وجهها بكفيها وأجهشت بالبكاء لتقترب منها المصدومة وتضع يدها على ظهرها بتوجس وتنقل نظراتها فيما بينهما وهمست:
" اخبراني ماذا جرى؟!....بالله عليكما....ماذا تقولين؟!..."

لم تستطع شقيقتي اصدار أي كلمة ولم تقوَى على ابتلاع ريقها واكتفت بالمشاهدة صاغرة رغماً عنها....لقد اختفت قوتها التي عهدناها عليها !!....فأكملت الأخرى بصوت ملسوع وهي تناظر (رزان) بينما وجهها غدا كحبة البندورة من احمراره :
" تصوّري عندما طردتني قلت لها أنا أدوس بساط ابن خالتي ولن يرضى بهذا اطلاقاً فقالت لي أنا المسؤولة عن هذا البيت ....هذا بيتي أنا وليس بيت ابن خالتك !!.."

أصابها الخرس فوق صدمتها مما سمعت عن كنتهم المحبوبة الغالية !!.....جميعهم يلاحظون عدم تقبّلها لابنة خالتهم وقد ظنوا أنها غيرة عابرة بسبب قربها من شقيقهم لكن أن يصل بها الحد لتتصرف معها بدناءة هذا ما لم يتوقعوه...!!...هزّت شقيقة (سامي) رأسها بأسى وأمسكت ذراع قريبتها بعد أن أخذت حقيبتها عن الأريكة وقالت مدهوشة بعدما أصبحت شبه متأكدة مما نطقت به (أريج)بما أنها لم تدافع عن نفسها ولم تنكر وهي تعرفها أنها شجاعة ولن تسمح لأحد بالافتراء عليها وتأخذ حقها بأسنانها مهما كان الواقف ازاءها !!....اذاً صمتها هو اشارة لصدق أقوال تلك !!...:
" لم نتوقع منك هذا دنيا!....غريب!....ماذا جرى لكِ؟!.....على كل حال شكراً لكِ....حقاً شكراً....سلّمي على الخالة عائشة ونأسف إن ازعجناكِ بزيارتنا في بيتك....بيتك أنتِ.!!.."

وخرجتا دون أن تتبعهما وبعد أن صفعتا الباب استوعبت ماذا دارَ في بيتها....تعاقبت أنفاسها وشحب وجهها وتسارعت نبضات قلبها ذعراً اتقاءً ومهابة من أن يصل هذا لزوجها...!!...بحثت عن هاتفها بسرعة فوجدته مختبئاً بين أطباق التضييفات....سحبته بخفة واتصلت به ولم يستجب لها لأنه مشغول!!....حاولت دون يأس مرات عديدة وقد كان الجواب أنه مشغول!!..طالت مكالمته ولم يرد!!......نفثت أنفاسها المتأججة من غضبها ورهبتها ثم ارتمت على الأريكة محبطة تنتظر منه معاودة الاتصال!!...دقائق أم ساعات التي مرّت عليها ....لا تعلم!!....عقلها أرهقها من الوساوس التي اجتاحتها....لقد صوّر لها الشيطان اشياء كثيرة!....لكنها تثق في أشقرها!....سيفهمها وسيقف في صفّها لأنها وحدها دنيته!!....لم تنتبه للواقف عند اطار الباب خارج الغرفة يراقبها خائفاً عليها ومما سيحدث!....لأنه ببساطة... استمع لهما !!....لقد مرّ بالصدفة من أمام الغرفة متجهاً للمطبخ فاستوقفته نبرات صوتيهما التي تدل على مشاحنات لا مزاحات!!....توارى في عامود عريض لمّا عادت (رزان) إليهما فلم تلحظه...!!....حقاً مصدوم من شقيقته!...هذه ليست (دنيا) التي يعرفها!!....لم يجرؤ على الاقتراب منها خوفاً من انفجارها به...لكن خوفه الأعظم من الانفجار الأشد خطورة....أي من ردة فعل زوجها!..!....دعا ربه في سرّه أن يلطف بها ودعا أن تعود والدتنا الى البيت لتفادي أكبر قدَر ممكن من الدمار الذي سيخلفانه وراءهما إن تواجها هذه الساعة!!....دقائق جرّت دقائقاً خلفها لتمضي عشرون دقيقة على الحدث فيُسمع صرير العجلات إثر توقفها بقوة بعد دعسه بغل على المكابح عند دلوفه الساحة !....فتح الباب ووقف على عتبته ثم زأر كالأسد بصوت جلجل البيت بأساساته:
" دنياااا..!!.."

قرر مواجهته ليصبّ غضبه عليه حماية لشقيقته فوقف مقابلاً له فسأله بصوت جهوري جاف:
" أين شقيقتك؟!.."

ردّ عليه بعد ان ازدرد ريقه:
" اسمعني سامي أنـ....!.."

قاطعه هادراً:
" شاادي....قلت اين شقيقتك؟!..."

وقبل أن يجيبه طلّت عليه من باب غرفة الضيوف تمشي بوهن هامسة:
" أنا هنا..!.."

انقضّ عليها كالنمر ومسكها بخشونة من ذراعها وصرخ بها:
" ما هذا الذي سمعته؟!...كيف تسمحين لنفسك؟!....هل تمنين علينا في بيتك؟!...."

اخفض نبرته لوهلة مستطرداً:
" حسناً أنت محقة...هذا بيتك!!.....ولكن ليست ابنة محيي الدين وزوجة سامي مَن تطرد ضيوفها مِن بيتها....."

وهزّها بغضب وبنبرة أعلى حادة لو تجسدت أمامها لجرحتها وأراقت دماءها:
" هل تفهمين ؟!.......ليست زوجتي التي تتصرف بوقاحة وغرور مع من داس بساطها..!!"

ثم دفعها لتترنّح وتستند بالحائط خلفها وأشهر سبابته قبل أن يستدير:
" غداً صباحاً ان شاء الله سأتصل بشقيقك لنجد حلاً بشأن سكننا !!....الذنب ليس ذنبه وانا من اقترحت مكوثي هنا ....لكن خابت ظنوني!!....خابت جداً يا ابنة الشامي!!....أنام على قارعة الطريق في عز البرد ولن أقبل بتاتاً بأن تمنّ عليّ امرأة في بيتها!.....ما عاش من يمسّ كرامتي يا حرمي المصون!......عزّ نفسك تجدها!!...."

لحقت به تمسكه من ذراعه باكية وهتفت بصوت مرتعش:
" سامي اسمعني!..."

نفض يدها عنه واستمرّ حتى وصل الباب وقال بحزم:
" لا تنتظريني ...لن أعود الليلة!.."

فصاحت برجاء وعبراتها تنساب بغزارة على خدّيها والدنيا أظلمت في عينيها بعد أن تلاشى لون الشهد منهما من كثرة المشاعر المؤلمة التي تعيشها:
" لا تذهب!....أرجوك ابقَ واسمعني..!.."

رمقها بنفور واستهجان وهموم جمة تجثم على صدره ثم خرج صافعاً الباب ولم يتنازل للنظر خلفه....!....لو توقّف الأمر على أقوال ابنة خالته لكان له تصرف آخر أما شقيقته التي يثق بها أكثر من نفسه هي اخبرته بلسانها !!...فهنا طار عقله وفقد صوابه وتأججت النيران داخله تلتهم احشاءه وقودها الكرامة ثم الكرامة ثم الكرامة...الى أن يلقط أنفاسه الأخيرة!!....

×
×
×

سمعت همهمات غير مفهومة عند اقترابها من المدخل...هفت قلبها!!...إنه قلب الأم الذي يشعر في صغاره من بعيد!...أسرعت لتفتحه بقلق فهالها منظر ابنتها التي تهالكت أرضاً على ركبتيها وكأن روحها في مرحلة الاحتضار .!!..تمسك بطنها باكية بألم ومرارة بينما الصغير يمسك كتفها مرعوباً عليها ويحاول تهدئتها وهي تصرخ وتئن من قسوة أوجاعها:
" أي....بطنـــي....بطــني....أماا اه.....يا ربي...سأفقد جنيني!..."

هجمت عليها تجثو جوارها تمسكها بوجل والوجوم يعتريها وتسأل بضياع:
" اسم الله عليكِ يا ابنتي !!....ما بك؟!...ماذا جرى!!..."

تستمر بنشيجها المصاحب للآلام:
" بطني أمي....سامي....بطني...لا أتحمل الوجع!..."

نظرت بسرعة لابنها وهتفت تعجل في حركته:
" بسرعة شادي...اتصل بسامي...هيا تحرّك بنيّ....الهاتف في حقيبتي!!..."

أخرجه بيديه المرتجفتين ووضع على اسمه وانتظر الاجابة!!...نغمة الانتظار طالت !....ردّت السكرتيرة الالكترونية!!....عاد ليتصل من جديد!!....لا اجابة من الطرف الآخر....صوتها يخبو ضعفاً تارة ثم يرتفع بصرخة تارةً أخرى عندما تعود آلامها ....تكاد تفقد وعيها وأمي تحاول تصبيرها والهائها عن اوجاعها....(شادي) يكرر محاولاته في الاتصال دون يأس !....مددت أمي ابنتها على الأرض ووضعت رأسها على حجرها وبدأت تمسّد شعرها وتقرأ عليها من الآيات ما يأتي في بالها دون تركيز....تشتت عقلها من قلقها عليها!!.....كمشت نفسها وأمسكت بطنها وصيحاتها تهز الأركان وتهز قلبيّ الخائفين عليها!!...تسكن قليلاً ثم تصرخ.....قطعت تلاوتها وصرخت به:
" اتصل بالإسعاف صغيري....اسرع....سترك يا رب....الطف بها يا رب..."

لقد فقدت الأمل بصهرها واضطرت للجوء للإسعاف....لأن بينها وبين نفسها علمت أن هذه علامات ولادة!!.....وبما أنها ما زالت في شهرها الثالث اذاً لن يكون هذا سوى.....اجهاض الجنين وانتهاء الحمل وضياع الحفيد والابن المنتظر...!!...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

في ساعات الصباح مع أول اطلالات الشمس التي ترسم لنا حياة في يوم جديد يحمل في جنباته الكثير بسطت اشعتها الناعمة على مساحات الارض الشاسعة التي بدأت تكتسي بالبراعم الخضراء دخلتُ بيتي عائداً من مهمتي!!....توجهتُ من فوري الى مكتبي لوضع ملفات في الخزنة كانت بحوزتي!!....ولأني على علم لوصولي في هذا الوقت الباكر وليقيني أنها في بيت والدها بعدما هاتفتُ خالتي وقت قيام الليل وسألتها عنها وكانت قد حدّثتها في الليل وأخبرتها انها في بيت العنكبوت فتأكدت من عدم تواجدها وجعلني هذا أن أهملُ نفسي واتكاسل فلم ابدّل ملابسي السوداء الحالكة الخاصة بالثوار!!.... وبينما أنا منشغلٌ بتوضيب الأوراق أولي ظهري للباب سمعتُ حركة خفيفة اختفت في الحال!!.....يبدو أنه هيأَ لي!...عادت مرةً أخرى فأرهفتُ السمع .....ظننتها من قططي الجميلة الصغيرة في الخارج !!...تابعتُ بعدم اهتمام ليعود الصوت من جديد فالتفتّ التفاتة خفيفة بحذر مستعداً لوجود أي دخيل في بيتي فوقع نظري على الباب حيث تقف قطة بشرية تحمل سماءين محتقنتين بدموع الغضب وحاجباها منعقدان بكراهية ووجهها شاحب شحوب الموتى!!...كلا ليس سماءيها ما لفتتا انتباهي ولا الشحوب الذي يعتريها!!.....إنما الشيء الذي يتدلى ويتأرجح يمنة ويسرة وهي تمسكه بقبضة يدها ولمّا استوعبتُ ماهية هذا الشيء وأنه ليس سوى عقدها الذهبي استدرتُ مذهولاً ..مصدوماً....بل محتضراً ومقتولاً بعينين متسعتين من حجم الكارثة لتشهق مفزوعة وتعود خطوتين للوراء كأن قوة دفع دفعتها وجعلتها أن تُسقط ارضاً ما كانت تحمل بيدها بعدما سلّطت عينيها بحركة لا ارادية وانجذاب قوي صوب صدري حيثُ يدمغ بالأبيض...

[ كتيبة الفهد الأسود ]



**********( انتهى الفصل السابع والعشرون )**********



أتمنى لكم قراءة ممتعة بإذن الله....


الله أكبر ...الله أكبر... الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر ...الله أكبر
ولله الحمد
.




كــــ عام وأنتم بخير ـــــل


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 04-07-22, 12:43 AM   #595

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
Icon26

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 6 والزوار 5)
‏ألحان الربيع, ‏دعسوقة الربيع, ‏نورهان الشاعر+, ‏هدى الحسني, ‏Modi11, ‏بيكهيون


منورات عزيزاتي...💕


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 04-07-22, 01:07 AM   #596

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورهان الشاعر مشاهدة المشاركة
ههههه حبيبتي بالتأكيد أنا أحب ربط القلوب مع بعضها و أنا أيضا عضوة في جمعيتكم الموقرة.
مهلا. مهلا ما معنى متأكدة أن هادي لن يموت؟ اياك أن تطبقي نصيحة زوجك و تغرقين كل الأبطال في المركبة، فتعملين و مات الأبطال و مات معهم القراء و المخرج و المشاهد. لا كلل لن تفعليها.
بالنسبة لحمود لم أتعرف عليه جيدا بعد، سنرى ماذا سيكون بالنسبة لي حبيب او عدو
أحلى عضوة😍😍

هههههه لا جوزي كان اقتراحه انهي الرواية الفصل اللي فات بموت الابطال🤣🤣🤣

حمود ضيف شرف مثل بلال هههههه هتشوفيه باخر الفصل ٢١ ان شاء الله🙃


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 04-07-22, 01:12 AM   #597

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورهان الشاعر مشاهدة المشاركة
الفصل الثامن عشر......
حبيبتي يا لحونة....
أجواء الزفاف مرت حلوة جدا ، من زمان انا لم أحضر عرسا، إشتهيت واحدا معكن، الله سيكون الأجمل على الإطلاق.
إنهرت من الضحك و أنا أرى الهدية المميزة لسامي، ما أحلى أن ترى إجفال الشخص الذي تراه دائما قويا من شيء بسيط، ههههه ضفدعة قفزت على وجه الخروف، يا الله الموقف لا يصدق حقا.
دنيا تنازلت بسرعة عن رغبتها في تأجيل الإنجاب فقط بسبب حبها لسامي، فلم تشأ إغضابه في أول أيام زواجهما، و قد تجربت معنى أن توشك على فقدانه، و رغم انها لم تتم العشرين بعد إلا أنها تملك رجاحة بالتفكير و قد جعلتها وصايا والدتها تتصرف بعقلانية بعد خطئها، غير ان الرياح لا تأتي كما تشتهي السفن، فها هي مكالمة مجهولة تقض مضجعها و في الحقيقة أنا لا ألومها فرغم يقين الأن أن سامي لا يخونها فقط لأنك أنت كتبتيه هههه. إلا أنه لو كان رجلا في الواقع لشككت فيه، فأنا لا أءتمن الرجال. هههه أعلم أنني شريرة في هذا الموضوع، لكن على قول أحد اساتذتي ذكرهم الله بخير " أنا لا أثق برجلي هل ستأخذني من هنا إلى هناك، فكيف سأستطيع تصديق أي أحد". عموما لا تصدقني أنا فقط أقول لكني ما إن افتح قلبي أمنح ثقتي هههه أحاول أن أعلم نفسي لأحصنها من الصدمات.
تلك الطفلة المقعدة التي نادته ببابا ليست إبنته بالتأكيد فهو أصغر بكثير من أن ينجب طفلة بسنها و بالتأكيد يستحيل أن يترك أحد بشهامته إبنته في مكان كذاك يعني هو بريء.
إنفتحت صفحة الماضي من مذكرة طفولية. على فكرة أنا أعشق سالي 😁😁، بل إنني أحب كل الرسوم المتحركة القديمة، كريمي و عهد الاصدقاء، بخلاف الرسوم الماسخة اليوم و التي بكل صراحة تثير إشمئزازي، و الله لا أستطيع الجلوس أمامها لثانية و يحز في خاطري أنها توجه للأطفال. حتى اللغة بها رديئة جدا، أتذكر أن عشقي للغة العربية بدأ من أفلام الكارتون الجميلة.
عموما نعود لأبطالنا الكرام. اوووم ميار رائعة حلوة ذكية لا تصدق، زوجتها أحمد بالتأكيد أين شيزو حتى تبارك الزواج بدورها ههه. قالت الحليب أسود فقط من أجل سواد عيون الوسيم. (مهلا هل احمد عينيه سوداوين أم اغير التعبير من أجله 🤔)
تشاهد الصورة و تخمن دلالتها و قد نجحت في النصف عبقرية صراحة، و الأجمل تخمينها للرموز الحربية و ان بطلنا محارب. لقد نبهت أيضا المجنونة ألمى عن المصيبة التي قد تقع إرأى يامن مذكراتها لكتها لم تفحل للأمر و صدق تنبأ قارئة الفنجان.
ألمتني عبارات الطفلة البريئة التي تشع بمرارة اليتم، الغبية هادي لم يدرك أنها تتغزل به، و أنه حبها الأول و الأخير. ياااه يا للجمال!
اعرف. أعرف انه لن يحدث لقاء في المخيم يستحيل أن تراه، بالتأكيد لن ينكشف السر الأن، رغم أني اتوق لذلك. لكنني أحببت هذه الزيارة الحلوة التي أتت بألمى و هادي لمكان البداية، بعد أن لعب الزمان بحياتهم و غير فيها الكثير.

أنا معك لم ألوم دنيا بشكها في سامي .....لأنه في الواقع كثيير ناس بتكوني مخدوعة فيهم.....يعني بتعطيهم قيمة وبفرجوكي الوجه الحسن بس من ورا سيئين وخبيثين ......بس طبعا سمسم مش منهم🤭


ههههههه ايوة احمد بعينين سود بس ليش هيك توقعتِ🤔لأنه ما ذكرت هالشي قبل اافصل ٢٢ اعتقد🤭


شكرااا عالتعليق الممتع 😍😘😘😘


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 04-07-22, 01:22 AM   #598

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورهان الشاعر مشاهدة المشاركة
الفصل التاسع عشر.....
كما توقعت لم يكن هناك لقاء بين هادي و ألمى، فالماكر شاهدها قبل أن تشاهده فإختبأ منها، عموما قد أتى الأمر في صالح ألمتنا فقد برأها أمام الغيور المعقد يامن و إلا كانت المسكينة لتدخل في أزمة عصبية مما سيفعل لها بسبب رسالتها التي بها إعتراف صريح للحب، لكنها مكانت تدري أنها وقعت في حب نفس الشخص مرتين، مع تغير الإسم و الشخصية ظلت الروح واحدة دوما، روح خطفت منها قلبها في جميع حالتها.
المشاغب لم يضيع الوقت و هو يجعلها تضطرب بعد إرسال صورتها لها مرفوقة بصندوق الطفولة. و جعلها تنتظره متأهبة و هو لا يهتم بشيء غير مشاكستها، ليصنع من رؤية البذلة حجة له، لكنه بالتأكيد لم يترك فرصة توتيرها تمر دون أن يستغلها، فالعجيب أنه تحدث معها على إعتراف الحب بشكل رائق يخلف غيرتها الجنونية، فلم تكن المسكينة لتدري السبب، و هي لا تصدق نجاتها من كارثة طبيعية محققة، و من فوق إعترف لها بحب واحدة تدعى روح. مجددا طيبتنا لم تفهم، أعيرها عقلي انا. هههه.
فعلا سالم أصبح يستفزني و يزعجني كثيرا، ما له و مال علاقة خاصة بين زوج و زوجته؟ هادي يظل إنسانا ليس دمية يحركونها كما شاءو. لكن الله كم أعجبني رده المجنون و إعترافه الصريح بحبها وقتها تمنيت معانقته بقوة، و تقبيله من وجنتيه. ههههه. لا تقولي ذلك لألمى حتى لا تنتف شعري دعيه سرا بيننا.
سمسم خروفنا الغالي، هو أمير نبيل جدا، إتضح أي قلب كبير يملك و أي روح جميلة يتمتع بها، أنا لم أشك فيه بشر أبداً، فهو يستحيل أن يكون خائنا، و قد برهن من أي معدن أصيل هو.
قصة الفتاة قطعت قلبي، فإن كنت أنا أقشعر من ذكر الجريمة كيف لفتاة تراها بعينيها، تقتل والدتها و والدها أمامها، فقط لطف الله، فلولاه لجنت للأبد. و قد كتب لها أن تحظى بأب رائع كسامي، و قد إخترته من بين الجميع.
إيمان إنسانة رائعة جدا، محبة للجميع، بل هي تحيى بتضحيتها من أجل الغير و رغبتها في إسعاد الجميع، فكانت حفلة الحناء، تقليدا جميلا أحيوه، عشنا في أجواءه الفلسطنية الجميلة و إنتهى بإنظمام العريس في الأخير، العريس المبهور بحوريته، أتمنى من كل قلبي أن تنجو فاتن من هذا المرص الخبيت و تتغلب عليه.
بداية حفل الزفاف كانت رائعة جدا ، مليئة بالأحاسيس الجميلة لكنني لا أستبشر نهاية سعيدة بعد كل الضغوطات التي على هادي بين عقله و قلبه و ضميره.
لم يكن تصرف ابراهيم بترك البيت جيدا، فعلى الأقل كانت مريم لتنقد ألمى من بطش الداهي.

ايوة سليم بالغ 😁😁او انا بالغت بشخصيته🤣🤣🏃‍♀️🏃‍♀️

طفح الكيل عند هادي من غيرته عليها وتدخلهم بيها فانجبر يوقفهم باعترافه٠🤭

ولا يهمك هيفضل سر بينا حضنك لهادي😎


ايمان مثال للصديقة الوفية بحق ومثلها سامي💕


هتكون ليلة زفاف ولا بالاحلام مع عقله الحجر🤣😁


الف شكررر الك عردودك المنعشة جداا😍❤🌷


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 04-07-22, 03:33 PM   #599

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع مشاهدة المشاركة
أنا معك لم ألوم دنيا بشكها في سامي .....لأنه في الواقع كثيير ناس بتكوني مخدوعة فيهم.....يعني بتعطيهم قيمة وبفرجوكي الوجه الحسن بس من ورا سيئين وخبيثين ......بس طبعا سمسم مش منهم🤭


ههههههه ايوة احمد بعينين سود بس ليش هيك توقعتِ🤔لأنه ما ذكرت هالشي قبل اافصل ٢٢ اعتقد🤭


شكرااا عالتعليق الممتع 😍😘😘😘


هههه احساس حبيبتي. احسااااس، خيرنا ما يديه غيرنا يعني و ربما صرت أعرفك جيدا، لا أعلم لكنني في معظم الروايات اصبحت أصيب بتنبؤاتي، عقلي لا يكف على الإشتغال، ما شفت اليوم الذي أكمل الرواية صوت و صورة في نومي، هههه حتى و الله تختلط علي الأحداث ما بين الرواية و بين ما ينسج عقلي.هههه


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-22, 08:37 PM   #600

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورهان الشاعر مشاهدة المشاركة
هههه احساس حبيبتي. احسااااس، خيرنا ما يديه غيرنا يعني و ربما صرت أعرفك جيدا، لا أعلم لكنني في معظم الروايات اصبحت أصيب بتنبؤاتي، عقلي لا يكف على الإشتغال، ما شفت اليوم الذي أكمل الرواية صوت و صورة في نومي، هههه حتى و الله تختلط علي الأحداث ما بين الرواية و بين ما ينسج عقلي.هههه
هههههه يا عيني عالاحساس .....🤭


فعلا تصيبين في توقعاتك ....اعتقد هذا يدل على مدى اكتسابك للخبرة كقارئة وكاتبة 😍


اللي بينسجه عقلك حلوو ومنطقي ههههه

💕💕💕


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:21 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.