آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          أغلى من الياقوت: الجزء الأول من سلسلة أحجار كريمة. (الكاتـب : سيلينان - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          39 - ابنة الريح -روايات أحلام قديمة (الكاتـب : فرح - )           »          [تحميل] الــخــوف مــن الــحــب للكاتبة : bent ommha (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          عذراء في ليلة زفافها (22) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك لمستوى الرواية ؟
جيد جداً 85 88.54%
جيد 11 11.46%
سيء 0 0%
المصوتون: 96. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree9699Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-08-22, 07:41 PM   #901

بيكهيون

? العضوٌ??? » 459193
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 242
?  نُقآطِيْ » بيكهيون is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورهان الشاعر مشاهدة المشاركة
لااااا و من تكلم عن أحمد إنتهينا أنا عازفة عن زواج، لن أتزوج ما بالي و ما بال الرجال ثقيلي الظل مدمري الأعصاب.
لا و الله إنتهيت لا أربد أحدا إن كنت سأقف مع أحمد الذي يستفزني بشدة أذهب لأحطم الصحوم و الأواني أفضل لي
🤣🤣🤣🤣🤣
صراحة انا بحب شخصية احمد بحب الشخص الصريح يلي ما يلف و يدور عجبتو ميار ما استغلها و لا تكلم معاها خارج حدود الله رح كلم اخوها مباشرة بحب الرجال هيك
كمان بحب التزامه مع انو مستفز بشي تصرفات و رأسه فيه حجر بس مافي رجل كامل 🤷‍♀️
بحسه كمان ما بيظهر مشاعره إلا لما تكون المرأة حلاله رح يخرج أحمد اللطيف و الرمنسي ...........هيك و لا مش هيك

بس يظل هادي the best فكل الشخصيات الرجالية


بيكهيون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-22, 07:43 PM   #902

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
Elk

مساء الخيرات

ان شاء الله دقائق قليلة وينزل الفصل......ارجو أن يعجبكم وان تتجاوزوا عن زلاتي....


ألحان الربيع غير متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 06-08-22, 07:54 PM   #903

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع والعشرون (( ترنيمة الهادي ))



كل شيء غريب حولها....لا الغرفة غرفتها ولا البلد بلدها ....وإن كانت هذه هي مدينة الأم لوالدها هل عليها أن تحبها ؟!...لقد وُلِدت وأيفعت في المدينة الساحلية مع نسماتها البحريّة النقية !!....ما لها وهذه البلدة الصناعية المكتظة بدخان المصانع الذي يلوّث الأنفاس.....وربما الأرواح!!.....أين دفء العائلة ؟!...ذاك الذي ينبع من القلوب !!!......القلوب ؟!... وهي... أين قلبها ؟!....هل أضلّ سبيله أم قتلته بيدها أم أن هناك لصاً سرقه منها ؟!....كيف لها أن تحب ونبضاتها انفصلت عنها كيف لها أن تحس بانتمائها لهم والانتماء مصدره القلب ؟!....بخطى واهية سارت الى طاولة الزينة ....أليست هي عروساً الآن ؟!....يجب أن تتأمل جمالها وهي بزينتها في هذه المرآه الدائرية المحاطة بمصابيح صغيرة صفراء !!.....هذا ما يجب أن يحصل مع أي فتاة مسرورة بيومها المميز لكنها بلا اكتراث أشاحت نظرها عن وجهها الكئيب المتخفي تحت المساحيق الخفيفة وفكّت مشبك حجابها الليلكي بعد انتهاء احتفالهم العائلي .....سحبته وألقته على الكرسي بنزق ثم أخرجت المناديل الرطبة الخاصة بمسح زينة الوجه وشرعت تفركه كارهة لنفسها ولما تعيشه الآن وتلك الابتسامة التي كانت قبل قليل مرسومة بين الحضور والتي لوّنتها على محيّاها وكأنها تابعة لذات الزينة أضحت الآن في سلة المهملات ملتصقة بالمناديل المرميّة..!!....سحبت نفساً عميـــقاً عميقاً عمق البحار ليكون زاداً لها في علاقتها الجديدة ثم زفرته على مراحل وفي كل مرحلة يصوّر لها ذاك السارق بملامحه الوسيمة التي زلزلتها ومع كل زفرة تخرج منها تنعش ذاكرتها برائحة عطره الثقيل الرجولي ....رغماً عنها ودون ارادتها انصاعت لقدميها الى حيث تأخذانها حتى وصلتا بها الى تلك حقيبة السفر الكبيرة الرمادية المركونة عند الخزانة... قرفصت ومع قرفصتها كأن شيئاً هوى داخلها.....فتحتها لتخرج من الجيب السري خاصتها قطعة الصوف الرمادية..... إنها لفحته الحبيبة!!...كيف تتركها بعيدة عنها وهي التي اعتادت أن تحتضنها كل ليلة منذ يوم وعده لها ؟!...هي لا تشعر الآن بالبرد فكافة أحاسيسها وضعتها بالبراد وجمّدتها !!..إنما حان وقت النوم وحان وقت ......ربما احتضانها ؟؟!!....كمشتها بيديها وقرّبتها لأنفها تستمد الاوكسجين من بقايا عطره العالقة بها وما زالت مقرفصة مكانها !!...استنشقتها بقوة وفتحت عينيها ويا ليتها ما فتحتها !!...لقد تعثّر نظرها ساقطاً من غير قصد على بنصرها الأيمن المكبّل بخاتم (تامر) ابن عمها ....الخاتم بإصبعها لكن لمَ تشعر أنه ملتف على عنقها ويخنقها ؟!....عين ترى الخاتم وعين ترى اللفحة وبين العينين انفجرت باكية بنحيب وهي ترمي ثقلها على الأرض القريبة منها ثم تستدير بجسدها زاحفة لتستند على خشب الخزانة الميتة مثل كل شيء ميت بهذا القصر وكل شيء ميت داخلها وشددت من احتضان لفحته ودثّرت وجهها بها بقهر وبوجع لفقدانه وبعد وصلة بكاء مرير لا تعلم كم استمرت توقفت عن سكب عبراتها بين طيات رائحته وابعدتها عنها لتراها بوضوح وهمست راجية وكأنه ماثلاً أمامها فيكفيها ذكراه ورائحته التي زعزعت مخها :
" سامحني.......لم استطع الرفض ووافقت على ابن عمي بكامل قواي العقلية وأنا متأكدة أنك لن تزعل مني ولن تلومني !!... لم يجبرني أحد من أهلي لكن يعلم الله ماذا حدث لروحي عند رؤيتي لدمعة أبي الحنون الذي عارض هذا الزواج احتراماً لطلبك يدي قبله ولأنه كان يعلم عن موافقتي الأولية لك بحماس ولأنه شاهد الفرحة من جميع أسرتي المتمثلة بأمي وأخوتي كبيرهم قيصر وثانيهم قصيّ وثالثتهم أختي التي تكبرني مرام !!.....عشنا فرحة حقيقية ليومين قبل سفر أبي لهذه المدينة البغيضة ليعطيهم الخبر ويأخذ الرضا من جدي ..كبيرنا.!!...لا يوجد قرار مصيري دون الرجوع إليه احتراماً له وبرّاً به .....فنزلت الصاعقة على أبي برفض والده للخبر مصرّا على تزويجي بالحفيد الأصغر لابنه البكر !!....رفض أبي هذا الطلب وكان معه أخي قيصر الذي سانده بالرفض ولكن جدّي قسم ظهره عندما قال...*....إما أن تتزوج تامر ابن عمها هلال أو أني سأغضب عليك ليوم الدين ...*.......ضاع أبي بين الخوف من غضب الأب الذي يغضب الرب وبين الألم من أجلي أنا ابنته آخر العنقود الذي لم يحرمني يوماً شيئاً قط ولم يعاملني الّا بكل حنان لا يحمله أي أب غيره .....عاد أبي إلينا يتلظّى بين النارين....عاد مهموماً حزيناً مكسور الخاطر....يشهد ربي أنه لم يحاول التأثير عليّ وعندما سألته لم يخبرني بما حصل واكتفى بالصمت لكن دمعة القهر التي تخرج من رجل وتحرق ما حولها خانته هاربة متجسّدة بسيف شقّ روحي وقسمها الى نصفين !!....تركته لوحده وقلبي يعتصره الألم ....ألم لا يمكنني وصفه ولا التعبير عنه !!.....فجاء أخي قيصر بوجهٍ حزين الى غرفتي وأخبرني بما حصل معهم ....خبأت ردود فعلي داخلي ولم اعطه أي اشارة اعتراض أو قبول ونيراان نيراان تأججت في احشائي وبكل عناد واصرار حاولت اخمادها كي لا يتطاير الشرار منها ويحرق أهلي من أجلي ومن أجل أنانيتي......كلمة بسيطة وباحترام طلبتُ من أخي الكبير أن يتركني وحدي فقط لأتخذ قراري ....انعزلت عن العالم وحتى أنني لم اتصل وقتها لأفضفض لصديقتي المقرّبة ألمى كما اعتدنا !!.....عزمتُ على أن يكون القرار نابع مني وحدي وأن اتحمل مسؤوليته كي لا ألوم غيري !!......فتذكرت دروس كثيرة أصبحتُ أتابعها في الآونة الأخيرة.....دروس اقتحمت حياتي بكل حب ورضا مني.....تلك الدروس التي كنت آخذها منك يا معلمي الفاضل في مدرسة صفحتك للتواصل الاجتماعي.....عدتُ الى أحد منشوراتك المصوّرة وكنتُ قد شاهدته سابقاً الّا أنني عدتُ بتركيز أقوى وأنت تتحدث عن برّ الوالدين وبركته علينا أو اغضابهم والسخط الذي سنعيشه في الدنيا والآخرة !!...فخرجتُ منه بشعور عظيم وهو أن أترك شيئاً أحبه لله ....أجَل !.. فمن أجْلِ مرضاة الله دُست على قلبي لأمنع غضب جدي على أبي وإن كان ظلماً بحقنا وبهذا أنا متأكدة أن أجري سيتضاعف وسيعوضني ربي بكل خير لأنني كسبتُ رضا أبي مني ورضا جدي من أبي الذي لم أرَ دمعته في أي زمن كان والذي لن أسمح لنفسي لأكون أنا المتسببة لدمعة قهر ممكن أن تنزل من عينه ولا أن أكون سبباً لإغضاب أبيه منه ودخوله جهنّم !!....فأبي الحنون لا يستحق ...وكذلك أنت تستحق.... أن تنال أجر نصيحتك لنا كمتابعين ونحن نطبّقها ....قسماً حتى آخر لحظة تشبّثتُ بشعرة أمل بأن يرق قلب جدي وينهي هذه المهزلة أو أن يأتي الهروب من العريس نفسه لكن الأمل هو من فرّ هارباً لحظة مباركة المأذون للعروسين وذويهم....فأصبحتُ لغيرك....ولا غير الله لنا.....يا شيخي الوسيم ..!!...."

وإن كان هذا البوح بالمشاعر لسانياً والاعتراف لن يصل الى عنوانه الّا أنها شعرت ببعض الراحة بعد البكاء وهي واثقة أن حوار الأرواح سيصل في يومٍ ما ولو بعد حين...!!....اتكأت بكفها أرضاً لتساعد نفسها على النهوض ثم اقتربت للسرير الكبير في وسط الغرفة واللفحة ما زالت بيدها....وضعتها عليه وبدأت تطويها بشكل مرتب ثم تناولت كيس من بين أغراضها التي اشترتها الخاصة بالخطبة وعقد القران.....وضعت اللفحة به واغلقته لتغلّفها جيداً ثم أعادتها الى الجيب السري في الحقيبة والتي تمثلها فلن يصل أحد الى هناك ويرى لفحتها الحبيبة مثلما لن يصل أحد الى جب قلبها ويعلم عن سرها الصغير ....السرّ الخاص بنبضات نبضت من أجل (أحمد)....تنهّدت بقوة وتمتمت:
" وداعاً أيها الزلزال ....كانت هذه المرة الأخيرة التي أعانق بها رائحتك....فأنت نفسك لن ترضى أن أخون حتى في مشاعري الغير مرئية رجلاً ارتبطت به على سنة الله ورسوله....!!..."

اتجهت الى الحمام غسّلت وجهها وحررت شعرها القصير المصبوغ باللون الأسود وارتدت منامتها وقصدت سريرها الجديد المؤقت في غربتها العائلية ...مسكت الخاتم وسرحت به وهي تبرمه يمنى ويسرى في بنصرها ثم خلعته أخيراً ووضعته على المنضدة كأنها تحرر أنفاسها....شهقت شهقة أخيرة بقيت من بعد أنينها.....توسّدت يمناها مستلقية جانباً ناظرة إليه وكانت ابتسامة صغيرة على ثغرها كذّبتها الدموع المحبوسة في عينيها ...!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

بالطبع تعرفون أن قطتي الشرسة العنيدة رفضت الطعام بازدراء ...!!....أنا أعلم ...هي لن تقبل مني شيئاً الآن ولتغيظني وتستفزني ادّعت أنها لم تعد تحبه أو تطيق رائحته !.....تظن أنني سأصدّقها تلك الحمقاء .....من يعرفها أكثر مني ؟!...إنها مستعدة أن تبيعني من أجل الحصول على وجبتها المفضلة !!....ربما شعرت بالغثيان من كثرة الصدمات وانفلات الأعصاب التي عاشتها اليوم فهذا يؤثر على المعدة لذا استفرغت قبل قليل.. !!..
حسناً ليكن لها ما تريد هذه الساعة وسأرى الى متى ستصمد وسيتحمل جسمها الجوع !!....
آن الأوان للرحيل ولم نأخذ أي حقيبة واكتفيتُ بجوازيّ السفر خاصتنا ومسدسي وهاتفي الخاص بـ (هادي) فقط....أما هاتفها خبأت شريحته بأحد أدراج مكتبي ....!!....لقد أرهقتني بعنادها وهي مصممة على عدم الخضوع لأوامري العاجلة بترك القصر !!....لكن هيهات.... ما هو عنادها مقارنة بعنادي ؟!....إني خيّرتها بين مسايرتي بهدوء او استخدام القوة ...خياران لا ثالث لهما !!....فأُجبرت على السير معي حتى وصلنا الساحة الخارجية والتي أصبحت صورة مصغّرة للدمار الذي تخلّفه الحروبات !!.....ألم نشن حرباً عنيفة على سيارتينا البريئتين ؟؟...حديد كل ذنبه أنه ملكنا.......ملك لعاشقين مغدورين بنصل الخيانات وحبهما يلقط أنفاسه الأخيرة ولكن ستنزل عليه رحمة من رحمات الله.....فكل ما هو آتٍ منه يكون رحمة .....إنه الرحيم في عباده.....إن قدّر لنا الفراق ومهما كان أليماً أنا اؤمن أن خلف هذا الخيار رحمة وخير لن نبصرهما حتى يشاء الله لنا ذلك....وإن جمع شملنا ووحّد روحينا وصفّى قلبينا بعد عذاب عشناه كلينا فهذه رحمة وما أجملها من رحمة.....يا رب ارحمنا وارفق في حالنا..!!
بصمتٍ مهيب بقينا واقفين نتفرج على ضحايانا الحديدية ...أي سيارتينا المنكوبتين!!....كانت وقفتنا أشبه بوقفة حداد في حفل تأبين!....دفنتُ ألمي على السماوية العزيزة التي لطالما ربطتها بسماءيها ...والآن ماذا؟!...لن يتبقى لي سيارة ولا عيناها ..!!...تنهّدت ببطء أخفي تنهيداتي عنها وأكملت نحو المرآب المغلق حيث تقف خارجه سيارتي السوداء المرتفعة رباعية الدفع ...لحقت بي وركبناها ثم خرجتُ متوكلاً على الله لأمضي في طريقي وفي منتصف المدينة وعند المحلات التجارية والمطاعم التي تملأ الشوارع توقفتُ قرب الرصيف وقلت بهدوء وسط استغرابها :
" تعالي معي ..!!.."

زمّت شفتيها وكتفت ذراعيها وأشاحت وجهها الى يمينها بإباء وقالت واثقة بنبرة جافة وعجرفة وهي ترفع كتفها:
" لن آتي معك الى أي مكان!!.....قلت لك لن آكل ألا تستوعب الكلام ؟! !!..."

ضحكت رغماً عني وقلت:
" هل تظنين أن لديّ وقت لأدعوك لعشاء رومانسي ؟!...."

وعدتُ الى ملامح وصوت أكثر جدية مستأنفاً :
" تعالي لتشتري عباءة تناسبك !!.."

مع انتهائي لجملتي التفتت اليّ بحدة واعتراض هاتفة :
" ما المناسبة.؟... هل جننت ؟!..."

ببرود قلت :
" بل تعقّلت يا زوجتي..!!.."

رفضت بانقباض وهي تشهر سبابتها أمامي وتحدّجني بزرقاويها:
" أنا لستُ زوجتك!....لا تقلها مجدداً !!.."

وأدارت وجهها عني متابعة بتمتمة تكلم النافذة على مبدأ المثل القائل ( الكلام لكِ يا كنّة واسمعيني يا جارة)..:
" يضحك على نفسه ويخدعها بمسرحيته اللعينة ... يقول زوجتي قال!....زوجة لا تعرف من هو زوجها..... أين مرّت وصارت ؟!....ثم لا اثبات لهذا...لا يوجد شخص اسمه يامن لأكون زوجة له..!!"

أجبتُ متباهياً:
" شئتِ أم أبيتِ أنت زوجتي على سنة الله ورسوله والعقد بيننا شرعي وساري المفعول واسمي موجود في الدوائر الرسمية ..."

وملتُ نحوها هامساً بمشاكسة:
" ثم لا يهم الاسم كالفعل ...فالغرفة 216 في ألمانيا تشهد على إتمام زواجنا ألمتي .....أتريدين أن أذكّرك بها وماذا عشنا هناك من روعة الحب ؟!....هل نسيتِ بهذه السرعة ؟!.."

تورّدت وجنتاها رغماً عنها وتهدّجت أنفاسها لمرور الذكرى في بالها فتابعتُ بهمس دافئ مقترباً أكثر من أذنها:
" وكل ليلة في بيتنا وأنتِ مغيّبة ذائبة بين أحضاني وتطلبين مني المزيد من العشق والغرام ....هل أصبح لا معنى لهذا عندك ؟!....ألا تعين أن هذا دليل على أسمى وأجمل علاقة بيننا....زوجان متيّمان ببعضهما "

عدة كلمات نطقتهم بغباء وانسيابية واحرقت قلبي ردّاً على كلامي لإخفاء ارتباكها:
" كاذب.....لم أكن سوى عاهرة عندك استخدمتها من أجل مصالحك الشخصية..."

" اصمتي يا غبية ..اصمتي....كيف تقولين عن نفسك هذا الكلام؟!!.."

مسكتها بغلّ من ذراعها وهززتها صارخاً بها أوقفها عن رُعونتها.....يبدو أنه لا ينفع معها شيء الآن ....لا تذكيرها بلحظات الحب وحتى لا الغضب عليها لتستكين!.....لقد سئمت وما زلنا في بداية الطريق!.....إني لا أطيق أن تعاملني بهذه الطريقة ولا أتحمل رؤية الكره بعينيها والأهم لا أقبل أن تهين نفسها وتستحقرها لهذه الدرجة !.....صبّرني يا الله وساعدني عليها...!!... أجابت بلوعة وبصوت مهتز ومستضعف:
" قل لي ماذا أقول....هيا قل!...انسانة مخدوعة مثلي ماذا تكون سوى قطعة بالية متاجرٌ بها ؟!.....أليست هذه الحقيقة؟.....ماذا أعني لك سوى ورقة رابحة ؟!..."

" حبيبتي...وعمري....وحياتي....أن� �ِ كل شيء لي.....أنتِ النبض والروح...أنتِ أرضي وسمائي.....مكانتك فوق رأسي وفي عينيّ ووسط قلبي ولن أرضى لكِ غير هذه المكانة......لمْ أكذب عليك بحبي....اخبريني كيف أثبت لكِ ذلك لتصدقيني.؟!.."

" طلقني وحررني منك لأصدقك....."

ابتلعتُ الكلمات في باطني ....قالتها ببساطة دون ذمّة أو ضمير ودون أن ترفق بقلبي !!... كم وددتُ لو اصفعها علّها تصحو من سباتها !!..أمجنونة هي ؟!....أطلّقها بعد أن حصلتُ عليها بطلوع الروح ؟!... تجاهلتها كارهاً تجاهلها !!......ترجّلتُ بحركات نارية من غيظي وأقفلتُ الأبواب والنوافذ عليها وأخذت المفتاح وهي تحاول الطرْق على نافذتها وتنادي المارّة الذين لم يسمعوها آملة بأن يساعدوها.....دخلت على المحل المقابل لسيارتي وهو خاص بالزيّ الشرعي للنساء ثم تناولت أي عباءة سوداء على مقاسها مع الحجاب الملازم لها ....لم أهتم لتصميمها ونوعية قماشها فالمهم ان تكون شيئاً يسترها وعدتُ سريعاً إلى من أفقدتني عقلي وأعصابي وانطلقت مسرعاً خارجاً من المدينة وعند مفترق طرق خارجي يفصل بين المُدن اتخذتُ الشارع المؤدي لشمال هذه البلاد فانتبهت قائلة باستغراب وجدية مشيرة للجهة الأخرى :
" هناك اتجاه مطار العاصمة.....أين أنت ذاهب ؟!..."

دون النظر إليها أجبت بهدوء مزيّف بينما كنتُ متكئاً بيساري على حافة الباب منشغلاً بأفكاري الهوجاء وخطواتي التالية:
" لن نذهب عن طريق المطار !......"

سألت مستغربة بتعالي:
" كيف اذاً..؟!...فإما المطار أو المواصلات البحرية...لا يوجد برية لـِ ..!!"

وأكملت باستهزاء ونفور مقصود:
" لوطنك!."

تنحنحت وقلت بعدم اهتمام لأسلوبها المستفز:
" في السابق لمتيني عندما ذهبنا الى رحلة مع الأصدقاء ولم أنبهّك لنوعية لباس زوجاتهم كي لا تكوني شاذة...لذا سأخبرك لمَ عليكِ أن ترتديها ..."

نقلتُ مقلتيّ بينها وبين الطريق متابعاً:
" نحن ذاهبان الى حدود البلاد....أي الى المعسكر وهناك كله رجال.....منهم المتزوج وأسابيع لم يرَ زوجته ومنهم الأعزب الذي لم يقابل جنس أنثى من شهور......هل تظنين أنني سأقبل بأن تدخلي المكان بتبرّجك ولباسك الملفت هذا ليأكلوك بنظراتهم؟!....لذا لا تثيري جنوني لطفاً وتعاوني معي فأنا بغنى عن افتعال مجازر فيهم من غيرتي وبالتأكيد لا تودّين بأن يطولك غضبي الذي رأيتِ جزءاً منه فقط!..."

صمتُّ برهة مضيفاً:
" ثم أعداء كُثر على الحدود لوالدك ...إن عرفوا هويتك ممكن أن تتأذي ....أي تجنّبي كل هذا بعقلانية حتى نصل لحل وسط بيننا..!!..اجعلي هدنة مؤقتة كي لا نخسر أكثر مما خسرنا.."

بابتسامة شريرة ....احتقار وعنجهية قالت:
" هل ستأخذني الى بقعتكم النجسة أيضاً...؟!...أنت قلت سنذهب الى وطنك.....ثم هل تسخر مني ؟!...تريد أن تحميني من الأعداء وأنت أصبحت ألد أعدائي ؟!...فسّر هذا لي..."

" لستُ عدوك.....صدّقتِ أو لا.....عشقي لك هو حقيقتي الوحيدة في حياتي والتي لا جدال عليها!!....لن أسمح بكِ أو أن تطولك أي أذية !......ومهما اعتبرتِني عدوّك ستبقين وحدك عندي حبيبة القلب والروح...!....أنت خارج المهمة والمعادلة...تأكدي من هذا.."

علت نبرتها باستهجان مستديرة نحوي بعصبية:
" كيف هذا ؟!....كفاكَ ترّهات لا تدخل العقل !....مسرحيتك انكشفت وتستحق جائزة الاوسكار عليها.....أنت تابع لمنظمّة اجرامية تخريبية هدفها نشر الفساد في الوطن واحتلال مناصب كبيرة لتتحكّموا فيه سياسياً واقتصادياً كيفما يحلو لكم.....ولأن أبي كان وزيراً وسيخوض الانتخابات القادمة أردتم التشويش عليه وتدميره!......لا تقل أنني خارج مهمتكم اللعينة....أنا المهمة ذاتها!......أنا وأبي واحد.....ألا تفهم؟!..."

عند كلماتها الأخيرة تحشرج صوتها وجلاً عليه ثم وضعت يديها واحدة على بطنها وواحدة على فمها شاعرة بالغثيان فهمستُ قلقاً عليها وبين رمشة عين والأخرى أنظر مرة إليها ومرة للأمام:
" ما بكِ حبيبتي ؟!....أتشعرين بشيء؟!.."

هزّت رأسها للجانبين ومقلتاها ممتلئتان بالدموع واحتقن وجهها بالحمرة وأخذت تشير لأقف جانباً فأُجبرتُ على ذلك رغم خطورة المكان ونزلت هي على الفور مهرولة الى الأرض الترابية مجتازة الاسفلتية تحاول الاستفراغ ونزلتُ من فوري متوجساً لوضعها.... كم حاولتْ ومحاولاتها فشلتْ ....تشعر أن احشاءها تتمزق وأن معدتها ستخرج من فمها لأنها فارغة منذ الصباح وربما منذ الليلة الفائتة....كانت تئن وتتأوه وتتلوى من فرط الوجع وأنا أتوجع عليها متمنياً أن آخذ عنها اوجاعها.... مسكينة...حبيبتي النحيلة الضعيفة....اقتربتُ منها احاوط ظهرها بذراعي عاطفاً بحنية جمّة وكف يدي الأخرى وضعتها على جبينها وقلت برقة رجولية مشفقاً عليها بينما هي تطلق أهات وأنّات:
" أنا معك حبيبتي....سترتاحين الآن لا تخافي ....هيا حاولي ألمتي ...هيا....هذا كله من كثرة الانفعالات والأعصاب..."

ضغطت أكثر على نفسها وبمحاولات أكبر بينما كانت مع كل محاولة تضرب بطني بكوعها أو قدمي بقدمها من قوة ألمها.....ربما تستغل حالتها لتنتقم مني !!!.....وأخيراً أخرجت ما بجوفها وما كان سوى لعابها!!.....قهرتني ....ستصيبني بجلطة عليها لا محالة!....سأرغمها على وضع أي شيء بفمها !......تركتها بعد أن هدأت واستكانت وقصدتُ سيارتي لأتناول مناديل ورقية وقارورة ماء....دنوتُ منها وشرعتُ لتمسيح أطراف فمها وعند أول لمساتي صدّتني تبعدني عنها والدموع متكدسة في عينيها وقالت تكمل من حيث توقفت غير مكترثة لصحتها:
" رغم أني الى الآن لم أعرف ماذا جنيت بالزواج مني الّا أنني موقنة أنه شيء يستحق هذه المقامرة....يا ترى هل حصلت على ما تريد أم أنني خرّبت عليك وأنت في منتصف الطريق؟! "

" لا ترهقي عقلك البريء في البحث عما وراء ذلك...!....صدقيني لا أحبذ ادخالك بهذه الأمور....هنالك أشياء أكبر مني ومنك .....عليكِ فقط أن تعرفي أننا لم نظلم والدك باتهاماتنا!!..."

استشاطت غضباً واقتربت مني تدفعني بكفيها المنبسطتين على صدري صارخة:
" وماذا عن اتهاماتي لكم ؟!..هل أظلمكم؟؟.."

تطلّعت على الشارع وقلت دون أن أجيب على سؤالها :
" المكان هنا ليس مناسباً للنقاشات ألمى....نحن نقف في نقطة خطر ومخالفة للقانون.....لاحقاً سنتحدث...هيا الى السيارة..."

صاحت بحدّة:
" هنا خطر وماذا عنك ؟!...ألستَ خطراً عليّ ؟!..."

" أنا الأمان لكِ حتى أموت ..."

" مُت ولا أريد أمانك!!.."

قالتها دون تفكير لتغرز رمحاً في روحي ثم تلعثمت هاربة بحدقتيها تجول بهما على الأرض كأنها تحاول تدارك ما تفوّهت به ...فمهما أنكرت ....الندم الذي ظهر عليها بانفعال حركة صدرها فضحها أمامي...قلبها رفض دعوتها عليّ:
" يعني...كُـنـ...كنتَ أماني ...أمـ...أمّا..الـ...الآن لا تعنيني شيئاً!.."

اقتربت منها قائلاً بهدوء:
" تريدين موتي ألمى ؟!.."

وأكملت متنهداً طارداً غصة اختلجت صدري:
" اطمئني.....سأموت في يومٍ ما وسترتاحين مني...من يعلم؟...ربما قريباً....اندلعت الحرب ونحن لها بإذن الواحد الأحد..."

خفق قلبها بتسارع لسيرة الموت ولكنها بالتأكيد لن تظهر رأفتها أو حنانها...لن تستسلم لطيبة قلبها وبراءتها حتى لو كانت تعشقني حد الجنون فالمعركة الآن معركتها وستحارب بعزّة وكبرياء!!.....أما أنا تابعتُ شامخاً بوقفتي ونبرتي يملأها الشجن:
" أنا أحمل روحي على كفي وكفني على كتفي .....أذهب لأعانق الموت ولا آهابه.... في الميدان أتعطّر في المسك الذي يفوح من دم الشهداء وهناك تلفحني نسائم الجنة...ودوماً تكون صورتك أمامي كحورية رفيقتي في جنتي التي أرجو.... ويا مرحبا بالموت في سبيل الأرض والحق....ويا مرحبا بالشهادة التي أتمنى !!......كثّفي دعاءك لترتاحي مني ربما هذه ساعة تكون الدعوة فيها مستجابة...!!.."

قلتُ كلماتي واستدرتُ عائداً الى السيارة أسبقها والحزن يغمرني وقد لحقتني بعد قليل ولم أهتم ما كانت ردة فعلها ...!!

×
×
×

بعد ساعات طوال وصلنا مقرّنا العسكري في شمال هذه البلاد على حدود الوطن الحبيب.....أثناء الطريق اشتريتُ لها عصيراً ومسليات وأرغمتها عليهما....كنتُ الاحظ اختلاسها النظرات إليّ ولكن كنتُ لا أبالي خوفاً من احراجها...مستغّلاً المتعة إثر رفرفة خائني هياماً بها....فلم تكُن نظراتها الّا نظرات حنين لهاديها ....وإن أبى غرورها الخضوع فقلبها المجروح كله امتثال وطاعة للعشق الذي تضاعف ...(هادي )الحُب وليد الماضي و(يامن)حب الحاضر....والسؤال هل سيستمر بالنموّ ليرسم مستقبلاً جديداً أم أنها ستقلعه من جذوره بكراهية رافضة ثمار الحب من كليهما ؟!.....أخذها النوم على غفلة في منتصف الطريق ...رفعتُ حرارة التدفئة في السيارة كي لا تبرد وكان كلي شغف أن اقتنص قبلة من ثغرها المزموم بعبوس وهي نائمة ....وللأمانة لم أجرؤ!!.. أقصد على ازعاجها!!....
أركنتُ سيارتي في موقفنا الخاص بالمعسكر...كان الوقت بعد منتصف الليل...ربّتّ برفق على وجنتها هامساً وهي مستغرقة في نومها وأحلامها:
" أفيقي ألمى....لقد وصلنا !!.."

استيقظت مجفلة تعدّل جلستها وتفرك عينيها بنعاس هامسة ببراءة:
" أبي..!!.."

نفثتُ أنفاسي المشمئزة من سيرته دون أن الفت انتباهها شاتماً بسري ...إذاً كانت مستغرقة بكوابيس وليست أحلام!!....قلت بهدوء:
" أنا هادي....هيا ارتدي عباءتك وانزلي.."

نزلت بعد ان لبستها وهي تمسكها بسبب هبوب رياح في المنطقة أما حجابها انزلق عن شعرها الحريري فدنوتُ منها بسرعة أرتبه لها وأثبته باحكام...فتُهت....أجل تهتُ من انعكاس البدر في سماءيها الواسعتين وهي تقوم بطقوس السحر عليّ لتسلبني عقلي وفكري..!!...ما العمل معها وكيف سأخفي فتنتها؟!....سأحاول أن ادخلها بسرعة قبل تجمّعاتهم....فبعد ساعة ستبدأ التدريبات الليلية وتستمر حتى الفجر!!....في طرفنا لا يوجد مواجهات حقيقية أما صديقيّ (أحمد) و(بلال) يحاربان في الطرف التابع لدولتنا الأم ضد الأشرار والخونة!!.....وبينما كنتُ ضائعاً في سماء اللجوء وصلني صوتاً من يميني هاتفاً بحماس:
" سيدي القائد هادي!!....أهلاً بك....الحمد لله على سلامتك..!!.."

تمتمت متفاجئة بصدمة وهي تنقل بصرها بيننا:
" القائد ؟!...ظننتك تابع وإذ بك قائد...أي بيدك كل شيء وتقول لا تستطيع.."

لم أجب على تساؤلاتها وانتقادها بل التفتّ للذي تكلّم قبلها قائلاً بصوت جهوري:
" سلّمك الله إياد...أدخل ...سآتي حالاً ان شاء الله...!.."

تبسّم ورفع يده بتحية العسكر مجيباً:
" بأمرك سيدي..!!.."

هل تذكرون (إياد)؟؟....إنه أول شاب التقيتُ به في المعسكر بعد انضمامي له للتدريبات وبيومي الأول..!!...وظيفته خدمة الثوار ومساعدتهم بالميادين دون خوض المعارك!!....كان في السابق ضعيف الشخصية وقلبه مرهف وتنقصه الشجاعة!!...لكني أصريّتُ على تدريبه للدفاع عن نفسه ومساعدته لمواجهة الحق وفق قدراته.....لقد أبلى بلاءً حسناً بفضل الله ثم وقوفنا معه وتشجيعنا له ومع تقدّم السنوات تغيّر أما وظيفته بقيت كما هي...!!...سرتُ أمامها بهيبة مرفوع الهامة وسارت خلفي بحياء كالزوجة الملتزمة المطيعة ونحن نجتاز بعض الرجال!....وقبل دخولنا المبنى التفتّ إليها قائلاً بخفوت:
" عليكِ احترام المكان الموجودة فيه حتى نرحل....لا داعي للشوشرة وشعاراتك التي تنعتينا بها مثل الخيانة وغيرها!....يمكنك قول ما شئتِ بعد خروجنا من هنا !.."

همست على مضض بترفّع:
" حسناً....لكن لا تظنني عنصراً من عناصرك وتلقي اوامرك عليّ.."

هززتُ رأسي يمنة ويسرة محوقلاً وتابعت السير وهي تتبعني حتى دلفنا وبدأوا بتحيّتي مرحبين بي من كانوا بالداخل ولم تفتني نظرات الاستغراب والاندهاش للجسد الأنثوي النحيل المستور خلف العباءة فأحطتُ كتفيها بذراعي أضمها اليّ بتملّك رغم تململها رافضة قربي وأسرعتُ في خطاي قاطباً حاجبيّ كرسالة مبطّنة مني أن لا يتعدّوا حدودهم بنظراتهم الى ممتلكاتي وأغلاها......ألمى الروح ومليكة قلبي...!!

×
×
×

لكل قائد في المعسكر غرفة خاصة تقسم الى نصفين وكانت غرفتي كذلك....قسم ندخله يكون فيه مكتب وكرسيين أمامه وخزانة جانبية لأوراق ومستندات والسلاح الخاص وفي احدى زواياها جلسة صغيرة من ارائك بسيطة مع تلفاز دون أي نافذة وباب حديدي مصنوع من طبقات خاصة يوصل للقسم الآخر وهو عبارة عن ملجأ جدرانه من الاسمنت القوي المضاد للقصف ويتواجد به سرير فردي حديديّ وخزانة للممتلكات الخاصة مع نافذة محصّنة بدرفتين حديدتين من نوعية الباب وحمام صغير جداً ...وطلاء رمادي باهت.!!....ولجنا إلى غرفتي وسط اندهاشها فلم تفكر يوماً بزيارة مكان لا يشبه الأمكنة التي تنبض بالحياة الطبيعية للبشر وتزيّنها النباتات المبهجة.!!....مكاننا حتى أنه لا يشبه الصحراء القاحلة....كأنه مقبرة جماعية يغلّفها الموت من كل حدب وصوب....بدا لها موحشاً....موحشاً بشكل رهيب جداً.!!....لن ألومها....رقتها لا تتحمّل رؤية حيطان فاقدة زهوها تملؤها الرطوبة والحديد الصدئ والأسلحة القاتلة مع رائحة الرصاص واضاءات خافتة ترهق عينيّ من لم يعتدْ عليها!!....وكان صوت صرصرة الجنادب ونقيق الضفادع يأتينا من الوديان القريبة وصدى عواء الذئاب ونباح الكلاب من الجبال البعيدة.....!!....كنتُ مضطراً للمجيء هنا....لا يمكنني الدخول الى بلادي رسمياً تمويهاً للمغضوب عليه والدها.....لقد اتفقتُ مع أبي (ابراهيم) بإعلامه أننا خرجنا لرحلة داخلية أنا وابنته وربما تستغرق اسبوعين مع الأصدقاء والى مكان خارج التغطية للهواتف إن حاول الاتصال فيها.....هذا إن كان يشتاق لها أو قلقاً عليها !!....لستُ متأكداً من هذا!....سنرى مدى اهتمامه بها لاحقاً.....أُجزِم أنها كانت مسؤولية كبيرة على عاتقه وتحرر منها وإن كان يحبها فلا أنكر هذا....لكن لأي درجة يحبها ؟!....لو كانت ابنتي لبحثت عن الجد السابع لسلالة زوجها قبل أن أسلّمها له....لما عتقتها مني وأنا اتصل بها يومياً لأطمئن عليها وعلى أحوالها.....لطرتُ إليها لآخر العالم إن كانت بعيدة عني!....يا الهي....لن أبعدها عني!....مستحيل!....هل سأتركها تعيش في غربة ؟!....أساساً لن أزوجها ستبقى دميتي الحبيبة أمام ناظري ونغيظ الأعداء حتى أمها الحمقاء....فاتنتي أجمل عدوّة!....عند هذه الفكرة رفّ قلبي بنشوة وتطلّعتُ على التي ترتب حجابها الذي ازعجها اثر انزلاقه على جبينها من نعومة شعرها!!....ثم همستُ بحنوّ:
" ادخلي الى تلك الغرفة وارتاحي.....هنالك سرير.."

لحقتني بحدقتيها وهي ثابتة مكانها وأنا استدير لاتخذ مقعدي خلف المكتب فانكشف أمامها الاسم المحفور على اللوحة الاسمية المكتبية خاصتي فغضنت جبينها تمعن النظر وهي تنحني قليلاً لتقشع الغباش عن ناظريْها وتتضح لها الرؤية ولحظة قراءتها الاسم اتسعت عيناها بذهول وشهقت تضع يدها على صدرها مرتدّة للخلف هاتفة باستغراب كلمة كلمة بتمهّل:
" القائد... هادي... محيي الدين ...الشامي !!.."

" محيي الدين الشامي؟!."

تساءلت تثبّت بصرها عليّ وتابعت بتلعثم:
" أَ....أليس هـَ....هذا هو....هو نفسه الذي يحمل ذاك المخيم اسمه؟!.."

اومأتُ برأسي مؤكداً على سؤالها فأكملت مصدومة:
" يعني....أنتَ!......تكون ابنه؟!.."

واستأنفت قبل أن أجيبها:
" أتتهم والدي....بأنه هو من....قـ....قتل...والدك غدراً كما اخبرتني بالمخيم عندما أشرت لي على صورته؟!..."

ورفعت صوتها بفظاظة ودفاعية :
" على ماذا تستند باتهاماتك الباطلة؟!...كيف تفتري على الناس.؟!..."

قمتُ من مكاني ناقلاً بصري بينها والباب ....اقتربتُ منه وأغلقته من خلفي وانا اواجهها وقلت بهدوء واضعاً سبابتي على فمي:
" ششش....اخفضي صوتك لستِ بالبيت!.....أنا لا افتري على الناس ...لدينا أدلّة موثقة سيدة ألمى!.....لكن عقلك يرفض استيعاب هذا وقلبك يرفض التصديق..."

ترقرقت دمعات في عينيها اللتين تحملان هموماً جزيلة واطرقت رأسها ارضاً وباتت لم تدرك بأيها تفكر وعن أيها تسأل وقالت بانهزام ذريع:
" يا لكم من ظالمين!!...كيف يمكنكم اتهام الناس بهذه السهولة؟...مؤكد أدلتكم مزورة لتصلوا الى مبتغاكم...!!....فالجشع يفعل المستحيل!.."

كدتُ أن اصرخ بها واخبرها بصوت عالي أن الجشع موجود في قاموس والدها فقط ....والدها المجرم الخائن...لكني صمتّ...صمتّ من أجلها...يكفيها جروح!!.... أما هي لم تخضع لانهزامها فعادت لترفع رأسها تواجهني.... أبى عقلها الاستسلام ولم يرق لها الأمر وطالعتني بنظرة مستنكرة وهمّت محتجّة:
" أبي انسان بطل مناضل لوطنه....لم ينحنِ للتهديدات والابتزازات عندما كان وزيراً واختار بنفسه التخلّي عن منصبه وكرسيه وهو في عز المجد لحقن دماء الكثير وليري الجميع أن المناصب لا تهمه كما يهمه السلام والأمان من أجل الشعب....ذاك الشعب الذي باعه بأبخس الاسعار ونفاه الى الخارج!....لكنه خرج ليقاوم وها هو سيعود بقوة ان شاء الله وليعرف كل واحد حجمه حينئذ..!!.."

فلتت مني ابتسامة ساخرة وقلت بملامح مرتخية :
" أنتِ ترين الوجه الذي ترغبين برؤيته ولا يعني هذا أنه حقيقي...فالأقنعة كثيرة ونستطيع أن نبدّلها وفق الظروف!....تريّثي يا حلوة فكل شيء يأتي في أوانه.."


شامخة بوقفتها ...مشهرة سبابتها ....هتفت واثقة بقولها :
" سأثبت لك أنت بالذات أن أبي بريء من هذه التهم .....اعطني فرصة..!!..."

وزفرت زفرة تفيض أسى وحرقة ثم اجتازتني تخطو بوهن بدا جليّاً على محيّاها وجسدها وولجت الى القسم الآخر بعد أن عافت وضجرت نقاشي الذي زادها علّة..!!....لقد آثرت أن تعزل نفسها في غرفتي الخاصة وجلست على السرير باحثة عن حلول لمعضلتها بعد أن تشابكت الأفكار في عقلها حتى دون أن تهتم بفكّ حجابها ومرّت الحقائق مع الدقائق علينا بينما كنتُ أنا جالس على احدى أرائك مكتبي أنتظر العسكري (إياد) بعد أن بعثت خلفه وقد طلبتُ منه احضار الموجود من الطعام حسب لائحة اليوم ....جلب لي طلبي يضع الأطباق المعدنية في صينية متوسطة الحجم فدخلتُ إليها ووضعت ما بيدي على طاولة صغيرة وقرّبتها منها فأشاحت وجهها جانباً هاتفة:
" يع....ما هذا الطعام؟!.."

لم اهتم لردة فعلها وقلت ببرود:
" لسنا في مطعم يقدم الوجبات الايطالية لنلبي ذوق السيدة المدللة.....اعذرينا....هذا طعامنا البسيط الصحي...!!.."

كان عبارة عن طبق من الأرز الأبيض الخالي من التوابل والمكسرات وجانبه طبقٌ أخر لحساء البازيلاء وقطعة فخذ دجاج صغيرة مسلوقة دون تحمير......في الحقيقة أعلم أن الطعام لا يفتح الشهية فحتى أنه يفتقد الرائحة ...!!......قلت بخفوت بارد وأنا مثبت عينيّ على الطبق أمامي أفتت لها قطعة الدجاج فوق الأرز وكأنني أحضّر طعاماً لطفلة:
" هذا الطعام الموجود لليوم وستتناولين منه لو مرغمة.....سنبدأ باليوم الثاني وأنت لم تأكلي.....لا تثيري جنوني بعنادك...!!.."

تطلّعت على الأطباق وهي تكمش ملامحها باشمئزاز رغماً عنها فنهضتُ من مكاني وجاورتها جالساً على السرير ثم تناولتُ أول ملعقة أرز وقرّبتها من فمها بينما بيدي الأخرى اسند ظهرها لامنعها من الابتعاد وهي تطبق شفتيها بإصرار...فهمست مهدداً:
" إن لم تأكلي سأجلب لك طبيب المعسكر ليضع لك السوائل والمغذيات....ولا داعي أن اخبرك كيف شكله!.....لا تظنينه كأطبائك النواعم.....انه يشبه السجّان او المسؤول عن الاعدام....ويفعل دون أن يتكلم....هيا سمّي وافتحي فمك!....ليس سيئاً طعمه....حاولي...افضل من لا شيء"

بعد معاناتي مع قساوة رأسها فتحت فمها أخيراً سامحة لمعدتها باستقبال خمسة ملاعق فقط لتفزّ بعدها واقفة باستعداد وما إن ثبتت قدميها أرضاً حتى لم تعد تتمالك نفسها أكثر فتقيأت على حجري من غير ارادتها ولطّخت ملابسي وهي تُخرج ما أكلت من فورها وأنا متسمّر مكاني مصدوم من فعلتها لا أقوى على الاتيان بحركة وازدادت صدمتي عندما أنهت مهمتها مجهشة بالبكاء محرجة مني ولربما....خائفة من ردة فعلي!!....ثواني ظللتُ ثابتاً محتاراً دون أن افقد اعصابي سحبتُ نفساً ونفثته على مراحل لأعيد اتزاني ثم همستُ بلين وشفقة:
" لا تبكي...لم يحصل شيئاً....لا بد أنك أصبتِ بالبرد....سأنظّف نفسي لا تقلقي......لا بأس ألمى..."

نهضتُ متجهاً الى الحمام بعد أن استخدمته قبلي تغسّل وجهها....استحممتُ وبدّلتُ ملابسي مرتدياً الزي البديل الخاص بالثوار وطلبتُ منها أن ترتاح ثم قصدتُ الأريكة لأستلقي عسى أن أرتاح ايضاً فبفضل غبائي الذي جنيته بيدي لحظة نسياني للخارطة واللجوء اليها لم أنم دقيقة واحدة بعد انكشافي وخاصة أني أمضيت الساعات متنقلاً بين الطرقات وقد نهش الارهاق والاعياء سائر جسدي....بقيَ ساعة لصلاة الفجر!.....لحظات واستهلّ علينا صوت اطلاق الرصاص بتواصل من رشاشات المتدربين ولم أعِ ولا أدري كيف أصبحت قطتي المرتجفة فوقي متشبّثة بعنقي تدفن رأسها بين صدري وذراعي بعد ان صاحت صيحة مزّقت اوتارها فهببتُ من مكاني محتضنها لأهدئ من فزعها ثم سرتُ بخطوتين واسعتين الى الجهاز اللا سلكي المربوط بمكبرات الصوت والذي كان موضوعاً على مكتبي وقلت آمراً بصرامة بينما بذراعي كنتُ اطوّق عنقها الصق وجهها قرب الذي خانني من اجلها باثاً الأمان لخلاياها:
" اوقفوا اطلاق النار حالاً.....يمكنكم أن تعودوا الى التدريب بعد ساعتين من ألآن.."

بعد أن استكانت حررتها فعادت لجمودها معي وكأن أخرى التي كانت بين احضاني قبل قليل ثم خرجتُ لأطلب من العسكري (ضياء) تجهيز السيارة التي ستقلّنا الى باب النفق....!!

عند عودتي اليها لآخذها تعثّرت أمامي بـ(اياد) الذي هتف مندفعاً يثرثر:
" السيدة زوجتك سألتني عنك قبل قليل....."



وأكمل بحماس:
" أموت وأرى ابنك كيف سيكون شكله يا سيادة القائد هادي!.....ما شاء الله اذا كان والديه بهذا الجمال....كيف سيكون هو؟..."

وأكمل بتفاخر وتباهي نافخاً صدره:
" لا بد انه سيفوقكما جمالاً...."

تمتمتُ شاتماً الغبية....كل جهودي وحرصي على اخفائها راح سدى ...!!
قلت متهكماً بضيق من غيرتي:
" أرجوك لا تمت سيد إياد....المعسكر يحتاجك..."

ثم الحقتُ قولي بصفعة انزلتها على عنقه متابعاً بين الشد واللين:
" وتعلّم غض البصر عن ما ليس لك.....والّا ...!..."

سعلَ وهو يضع قبضته أمام فمه وقال متملّصاً وهو يقف على اطراف اصابعه ناظراً لخلفي :
" آسف سيدي......يبدو أن السيد ماهر يناديني..."

وفرّ هارباً مختفياً من أمامي...!!

×
×
×

وصلنا النقطة الأقرب للحدود حيث يتواجد أحد انفاقنا السرية!....وقع اختياري على هذا لان فتحته الاخرى في ارض الوطن بعيدة عن منطقة القتال حيث تدور هناك نزاعات دامية بشراسة.....كان هذا أكثر اماناً ويبعد عن معسكرنا مسافة ربع ساعة في السيارة....كنتُ قد البستها بلوزة قطنية سوداء بسحاب لأن الجو يكون في منتهى البرودة في وقت الفجر....لقد قام بإيصالنا الى المقر العسكري(ضياء) وهو من اكثر ثوارنا التزاماً واخلاقاً.....ترجّلنا من السيارة العسكرية الخاصة بالطرق الوعرة...أنزلتُ حقيبتي الصغيرة واخرجتُ منها الكاشف الذي يثبّت على الرأس بحزام مطاطي ليضيء عتمة النفق ...تلثّمتُ بوشاحي ثم ثبتّ الكاشف وعلقت الحقيبة على ظهري التي تحتوي على اخرى اشياء مثل الماء...علبة اسعافات اولية...خنجر...وقنينة مسيل للدموع احتياطاً اذا لزم الأمر للدفاع عن النفس ولمّا انتهيتُ من نفسي لثّمتها بحجابها وسرنا على التراب بين الاعشاب.. منها اليابسة ومنها من تفتحت براعمها الخضراء...كنا نغوص في عتمة الليل قُبيل الفجر...وكانت هناك حجارة كثيرة مختلفة الأحجام...واصوات الحشرات والضفادع اضحت اكثر وضوحاً وصفاءً وعواء الذئاب في الجبل بدا اكثر قرباً.....كانت ترتعش مرعوبه..تسرّب الهلع اليها ووجهها غدا مصفراً وهي تلتصق بجانبي مكرهة تحمي نفسها لا محبة بي طبعاً....وكان القمر يحجب نفسه محتشماً بين الغيوم وكأنه أدرك غيرتي عليها من أي شيء وكل شيء....وبعد دقائق قليلة وصلتُ الشجرة وكومة الاغصان اليابسة وهي ما زالت ملتصقة حتى قيّدت حركتي وانا ابعد الاغصان عن الباب الارضي فقلت بحزم هادئ:
" انتظري قليلاً...ما لك تلتصقين؟....سأبعد الاغصان..."

قالت بصوت مهتز وجلاً وفكاها يصطكان ببعضهما:
" يا الله....ما هذا المكان المخيف؟!.."

" انت تخافين لأنك لا تبصرين من الظلام....انه مكان طبيعي مثله مثل غيره...ألم تري ارضاً شاسعة خالية من البنايات ؟!..."

انهيت كلماتي وانحنيتُ اتابع عملي بينما هي رفعت راية استسلامها للظرف الواقعة فيه وعند رفعي لآخر غصن صرخت قافزة تعلو ظهري المنحني...فانتصبتُ غاضباً وقد نزلت مع وقوفي وهتفت:
" اخفضي صوتك.....لا اريد أي صدى للصوت.."

قالت بنعومة باكية وهي تحرك يديها كأنها تنفض اشياءً عن جسمها وترفع قدميها بتتابع:
" لقد مر شيئاً فوق قدمي....يا أمي...!.."

تأففتُ حانقاً من دلالها قائلاً بعدم اكتراث:
" ربما سحلية صغيرة لا تؤذي....لن تكون افعى فما زلنا في نهاية الشتاء وهي تخرج ببداية الصيف..."

صرخت مجدداً ثم حاولت كتم صوتها بيديها الذي خرج مختنقاً:
" وتقول سحلية ببساطة؟!...يا ويلي....انا اخاف منهن!..."

حركت رأسي بقلة حيلة محوقلاً وانحنيتُ ارفع الباب الحديدي الارضي وشرحت لها عن كيفية نزول السلم ....اقتربت تتفحّص الحفرة بتوجس وحذر وابتعدت هامسة:
" انا اخاف من السلالم تلك...."

قلت بضيق:
" الا يوجد شيئاً واحداً لا تخافي منه؟!..."

" بلى حضنك"
اول اجابة خطرت على بالها وأسرتها في نفسها وهمست بعدها بصوت خافت كلمات مقصودة:
" لا شيء موثوق كي لا اخاف منه...!.."

استدرتُ ووضعت قدميّ على اول درجاته حتى نزلتُ مثبتاً جسدي ماسكاً طرفيه منتظرا نزولها كي تبقى أمامي احاوطها بجسدي خشية الوقوع وبصعوبة حاولت وأصبح منظرنا كأني اعانقها من الخلف وهي تهمس برجاء:
" لا تتركني...سأشعر بالدوار ان تركتني"

انزل درجة وتنزل معي درجة بتناغم وكان رأسي يعلو رأسها وكنتُ بشوق ولهفة ادنو من جانب عنقها المغطى بالحجاب علّني اسرق العبير الموؤد تحته...!...ليت الأيام الحلوة تعود إلينا.....آآآه يا مدمّرة....فليتدمر العالم من بعدك!....!......سرنا في النفق مهرولين....كانت تتعثر بعباءتها وتسعل مختنقة....لم تستطع اللحاق بسرعتي وكانت تلهث وانفاسها متلاحقة اثر طاقتها التي نفذت فتوقفتُ في منتصف النفق ودون انذار انحنيتُ بجذعي وحملتها على ذراعيّ وزدتُ من سرعتي لدقائق حتى وصلنا السلم الآخر وصعدناه بسهولة فالرهبة تكمن بالنزول لشعورنا بقوة الجاذبية....وعند الوصول لفوهته بطرقتين مني فتح لنا الرجل المتفق معه سابقاً والذي يعلم ساعة وصولنا.....فلكل واحد وظيفته الخبير بها ...!!

×
×
×

اوصلنا الرجل ذاته بسيارته الرثة الخارجة من تحت الانقاض الى موقع صهاريج النفط التابعة لدولتنا وعاد الى منزله القائم في المنطقة.....كان السيد (سليم الأسمر) يعلم بتحركاتنا لحظة خروجنا من المدينة الساحلية في تلك البلاد وبعد تشاور سريع مسبق قرر ارسال سائق خاص لنا ليستضيفنا في بيته ومدينته التي تبعد حوالي ساعة ونصف عن الحدود.....انبلج ضوء الفجر مقبلاً بأول طلّاته....المدللة ليست معتادة على عيش تلك المغامرات....اشفقتُ عليها وكان علينا انتظار السائق الذي سيصل بعد نصف ساعة حسب ما وردني من معلومات....!!...كانت الأجواء ساكنة بين قسم من الصهاريج المعطلة.....لمحتُ أرض شبه مبلّطة قرب احداها ...اشرت لها عليها لنجلس وننتظر وكان قد أضناها السير وقلة النوم ومعالم الاجهاد احتلت وجهها الجميل....القينا جسدينا المتعبين بضعف وصرنا متجاورين...اتكأنا على قاعدة الصهريج....والسماء تزداد بهاءً على مهلها تفسح الطريق لتتجلّى شمس الشروق....التفتُ الى يميني لحظة ملامسة جانب وجهها لكتفي عند هروبها للنوم قسراً بلا تخطيط...شقت ثغري ابتسامة حنونة ضعيفة من شدة ارهاقي.....أغراني سكون الجو واغواني قربها ...اطمأن قلبي فاحنيتُ رأسي على رأسها بلحظة دفء لذيذة اسرقها من الزمن مغمض العينين ذاهباً الى عالم الراحة والأمان .....!!

×
×
×

أشرقت شمس الصباح تضيء الكون بنورها باعثة أشعتها الناعمة على وجهي , تداعبني بحنية!!....تململتُ مكاني وفتحتُ عين واحدة رافعاً كفي للأعلى امامي للتخفيف من حدة ضوئها على حدقتي.!!..تأمّلتُ النائمة مبتسماً...تثاءبتُ بهدوء خوفاً من ازعاجها...نظرتُ الى الساعة وكانت تحذو نحو السابعة الّا ربع....لقد خطفنا النوم الى عالمه حوالي ساعة ونصف من الزمن !!.....يا الله....تفحّصتُ هاتفي الذي ينازع بطاريته المحتضرة فوجدتُ فيه رسالة مفادها أن السائق تأخر لظرف ما خاص به وسيكون عندنا بعد عشرون دقيقة بإذن الله!....أحسّت الأميرة النائمة بحركتي فتحرّكت ترمُش بعينيها لترفرف اهدابها الطويلة كالفراشة.... وفراشات كثر رفرفت معها في قلبي!!...سبقتها ناهضاً من مكاني فرفعت رأسها مع وقوفي ترنو الى وجهي....وبسمة.؟!...بسمة صادقة كالنجمة زيّنت بدرها....مددتُ يدي لأساعدها على النهوض واثقاً بصدّها لي....ويا للغرابة والعجب!....استسلمت صاغرة برضا منها تمسك يدي ....هل قلبت موازين الكون عندها ؟!...ما لها ؟....ما بها ؟...أوقعَ حجر على رأسها؟...أيعقل عاد لها عقلها ؟....أم نادى بالحب قلبها ؟!...وقفت ازائي ناظرة لعينيّ دون أن تبعدني عنها!!....وبصوتها النديّ الذي ينافس ندى الصباح على البتلات الرقيقة قالت:
" صباح الخير.."

لاحظتُ تمعنها بكل جزء في وجهي كأنها تتعرّف عليّ من جديد....رفعت يمناها وحسست على وجنتي تلهو بذقني بلمسات مثيرة وهمست بعذوبة لتذيبني ناطقة اسمي الحقيقي حاملة بين حروفه كل الفتنة كما تمنيتُ دوماً بأن اسمعه منها وليس بالطريقة الاستنكارية لحظة معرفتها هويتي ونحن في المخيم وقد شلّت كل حواسي:
" هادي.."

قرعت الطبول لتعزف لها لحن حبي...اهتزت الأوتار في صوتي لتغني لساحرتي غنوة...ألّفها نبض العشق في قلبي ....بانجذاب حارق حطتْ يديّ على وجنتيها الناعمتين...وأرضي نادت على سماءيها لتناجيهما بشغف....ولساني تعلّم الشعر...لينطق حروف الترنيمة....ترنيمة الهادي...... ترنيمة من ترانيم الصباح :
"... صباحُ الخيرِ يا عُمري
صباحُ حيائِكِ الخَمري
صباحُ الوردِ والدُفلَى
وكلُّ عوائلِ الزهرِ...."

بابهاميّ داعبت خدّيها منحنياً أكثر مبدّلاً النبرة دون التوقف عن الغناء لها مسلّطاً عينيّ بعينيها:
"....صباحُ الطلةِ الأحلى
ثمنْ ببهاكِ لا أدري
صباحُ النظرةِ الكحلى
كضوءٍ في مدى الفجرِ..."

حررتُ يمناي ومررتُ ابهامي على شفتيها برقة متابعاً بصوتي وحدقتيّ تجولان على تقاسيمها :
"....صباحُ البسمةِ الخجلى
على شفتيكِ كالبدر
صباحُ الدفءِ لا يَخفى
كلمعِ الكوكبِ الدُرِّي
صباحُ الرسمةِ الأوفَى
كلثمِ الشمسِ للبحرِ..."

أمسكتُ يدها ووضعتُ كفها على قلبي اضمّه بكفيّ وأكملت بهمسات ساحرة اتلاعب بدرجاتها:
"....صباح الشطِّ والمرفا
فأنتِ الأمنُ لي عمري
صباحُ الجُرحِ إذ يشفى
بهمسٍ منكِ كالسحرِ
صباحُ النسمةِ الأبْهى
تدغدغُ بالهنا صَبري
صباحُ دلالكِ الأدْهى
شغوفًا بالمُنى يَسري
صباحُ الغُنوةِ الولَهى
وينسجُ حَرفُها شِعري...."

كنتُ أغنّي بخفوت مذيب بينما كل جوارحي تحلّق في زرقاويها :
"....صباحُ عيونِكِ الأزهى
يُطاردُ سِحرُها فِكري
صباحُ الوجدِ يُلهمني
أفانينَ الهوى العُذري
صباحُ الروح تَغمُرُني
أيا سَكَني مدى الدهرِ
صباحُ القربِ يُسعِدُني
فقربُكِ مُنتهى الخيرِ...."

وبنغمات صوتية هائمة عَلا صوتي وانا امسك يديها أأرجحهما لها كأني اراقصها:
"...صباحُ العشق مدرارًا
كمثلِ الغيثِ والقطْرِ
صباحُ الوُدِّ أنهارًا
تفيضُ رُباهُ بالغَمرِ

رفعتُ يدها مقبّلها بقبلة سريعة وأبقيتها أمام ثغري وأنفاسي الدافئة تدفئها مستأنفاً بترانيمي اغازلها:
"...صباحُ الحُسنِ أبدَعَهُ
إلهي فيكِ بالطُهرِ..."

حررتُ يدها ورفعتُ يمناي أمسّد فوق حجابها تائهاً بنظراتي أتغنّى:
"....صباحُ الطوْقِ أصنَعُهُ
لفائفهُ منَ الدُرَرِ..."

انحنيتُ أكثر دانياً من عنقها المغطّى سابلاً أهدابي هامساً بضياع منتشياً بأريجها:
"....صباحُ السعدِ ايامًا
يفوحُ شذاها بالعِطرِ
صباحُ العزفِ أنغامًا
بألحانِ الجَوى تجري
صباحُ الشوقِ أحلامًا
يداعبُ سعدُها خِدري...."

وعدتُ ممسكاً بكفّها برقة اثبته على صدري ناطقاً بنبرة راجية متوسلة العشق منها:
"....صباحُ البوحِ أشياءً
وأشيا تبقى في سري
صباحُ الحبُ أرجوهُ
بأن تبقينَ لـــــــــي.... شطري...."....
(( كلمات الأسير سعيد ذياب ....فرقة غرباء))

وما إن انتهيتُ من الغناء لها حتى رأيت تلألؤ العشق برغبة داخل مقلتيها فسحقتُ المسافة الضئيلة لتعانق شفتيّ شفتيها بتجاوب من كلينا نرسّخ غرام نابضينا بقبلة كانت الأجمل والأطول والأعظم حقيقية مثل حقيقتنا التي نعيشها بهذه اللحظات الخالدة .....الحقيقة الوحيدة بعيداً عن حياتنا السابقة المزوّرة .....كانت كأنها قبلة الحياة والعشق السرمدي...بين الألمى والهادي...!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

مهما كانت عنيدة...ذات كبرياء مرتفع...هي تبقى (دنيا) الطيبة ...بمعدنها الأصيل...!!...واليوم هو موعد زيارتها للطبيبة من أجل الاطمئنان على أعضاء الجنين والكشف عن نوعه !!.... البارحة عصراً بعد أن خرجت من المشفى وأوصلهما سائقهم الخاص الحاج ( أشعب ) ناضلت أمي بإصرار باذلة قصارى جهدها معها حتى ساعات الليل لتتنازل عن عنادها في رفضها لمرافقة زوجها لهذا الفحص بالذات !!..وفي النهاية أقنعتها بأن لا توجّه له أي كلمة بتاتاً وأن الذهاب معه لا يعني أنها سامحته أو أنها دهست كرامتها إنما تحت مبدأ أنه والد الجنين ومن حقه أن يعرف عنه كل شيء دون وسيط ولأنها تعلم كم أنه انتظر هذا اليوم المنشود بحماس راجياً من الله أن يمنّ عليه بطفل ذكر وقد صمم على تسميته باسم جده احتراماً ومحبةً له رغم معارضة زوجته لأنها قد اختارت لابنها الاسم منذ طفولتها !!....اسم اتفقنا عليه كلينا ...كنا قد عاهدنا بعضنا بأن تسمي هي ابنها به وأنا اعطي ابنتي الاسم الآخر الملازم له.....سأخبركم بهما لاحقاً.!!....الآن علينا معرفة نوع الجنين والاطمئنان على صحته !!.....الموعد في الساعة التاسعة وبقيَ خمسة عشر دقيقة ليحين.!!....كانت تجلس في غرفة المعيشة بضجر متأففة تهز ساقها متوترة من لحظة لقائها به....تدّعي أنها لم تعد تطيق سيرته !!....فالجملة التي قالتها الشقراء ظلّت تنخر في مخها وتصدعها وتجعلها ناقمة على ظروفها وعلى كل شيء وكلما تخطر في بالها تزيدها اشتعالاً ونفوراً منه..." يا الله متى سيأتي الموعد وينتهي لأخلص منه ؟!.."...سألت في سرها تخدع قلبها وسمعت بعدها زامور سيارته وهو دالفاً للساحة !!....ابتسامة ماكرة خطتها على محيّاها بعد أن لاحت فكرة فورية ثعلبية برأسها وبدأت تطبّقها بحرفية بداية من استرخائها أكثر في جلستها ثم فتحت على احد مسلسلاتها في الهاتف تتابعه فهي تعرف أكثر ما يستفزّه مشاهدتها لهذه النوعية من المسلسلات وإن لم يرها الآن!!.....ليكن !...يكفيها أن تثبت لذاتها أنها خرقت قوانينه التعسفية!!... وكذلك يغيظه عدم الالتزام بالمواعيد فهو لم يعد (سامي) الصغير الذي كان لا مبالي فكلية الشرطة علمتهم على الانضباط ....والأهم أن ورديته تبدأ في العاشرة اليوم!!....رائع ستؤخره!!....إن لم يعجبه كل هذا اذاً فليتركها ليلتفت كلٌّ منهما الى عمله !!....سمعت تكريره للزامور بشكل متقطع كي لا يزعج الجيران .....كانت أمي في الأعلى فنادتها :
" دنيا....يبدو أن زوجك وصل...هيا اذهبي بنيتي!..."

عند كلمة زوجك حرّكت شفتيها تلويهما باستهزاء وردّت ببراءة:
" حسناً أمي.."

قالتها ولم تتزحزح من مكانها لدقائق أخرى قليلة .....أما من كان في السيارة شعر أن عقل الضفدع بدأ يعمل عندها فهو يعلم أنها منظّمة في مواعيدها مع الطبيبة وإذا تأخرت ستأخذ غيرها دورها وستضطر للانتظار نصف ساعة اضافية وهي انسانة فاقدة للصبر وتأخيرها ليس الّا نكاية به..!!....لمّا رأى أن الباب لم ينفتح ترجّل من السيارة واتجه للمدخل ....لمحت حركة طيفه من النافذة الكبيرة للغرفة مقبلاً فأسرعت تسبقه الى الباب وقبل أن يرفع يده لطرقه كانت قد فتحته فتبسّم باشتياق هاتفاً:
" أسعد الله صباحك..."

باقتضاب وصوت جاف ردت بعد أن أغلقت الباب واجتازته شامخة بسموّ:
" أهلا."

هزّ رأسه بأسى ...ونخزة مزعجة أحسّها في صدره ثم لحق بها.....رغبت أن تجلس في الخلف لكنها لن تظهر له أنها تختبئ منه وعلى العكس أن تجلس جانبه وتنظر للخارج سيكون مقنعاً أكثر وظاهراً بوضوح اشمئزازها من تواجدها معه..!!...هكذا يتعذّب وستستلذ بعذابه.... وهي تُنكر أنها المعذّبة !......بعد أن خرجا الى الشارع اعتمد الصمت رفيقاً له.....لا يريد أن يثيرها وقد وصلته شحناتها المكهربة ....لا وقت لاستنزاف طاقات....لم يسأل عن حالها وأحوالها وهذا جعلها تتفتت غيظاً داخلها....تريده أن يسأل مهتمّاً وغايتها في ذلك أن تقهره ولا تجيبه لكن أمانيها تبخّرت في الفضاء....كان سلاحه التجاهل واللا مبالاة... السلاح الفتّاك الذي يصيب الآخرين بسكته قلبية!!....في منتصف الطريق والهدوء سيد الموقف بينهما بذات اللحظة مدّا يسراها ويمناه لزر المسجل فتلامسا لا ارادياً....قشعريرة اخترقت جسده ملهوفاً للمسها بلوعة.....ولوعة اعتصرت قلبها لرؤيتها الجروح على قبضته ....لوهلة!...كانت ستضعف وتسأل بحنان عن سببها....لكن عنادها يقف لها بالمرصاد كأسوار الحماية الشاهقة للقلعة !!...فضول كريه يقتلها ....نهرت نفسها عن الاستسلام له وأعادت يدها لحجرها فهمس والألم يحرقه....ولِكم قد آلمه فعلاً عدم عطفها عليه وهي التي لا تطيق أن تخدشه شوكة ..:
" أترغبين بشيء محدد ؟!.."

" هأ.."
تمتمت بها كإجابة لـ لا وهي تتكئ على حافة الباب بمرفقها وظهر كفها يحجب شفتيها وكأنها تبخل عليه بصوتها وكانت عيناها على الطريق فوضع على إذاعة الأخبار.....أعجبها أو لا ....الموقف غير ملائم لأغنية شاعرية لأنهما سينفجران ضحكاً بقهر أو غضباً وصراخاً....ستتحرك مشاعرهما وينفعلان ....إذاً فليتسليا بالاستماع عن الحرب أفضل من أن يشنّا هما الحرب !!....قبل الوصول الى موقف مركز رعاية الأم والطفل , وردته رسالة على هاتفه الخاص ..تفحّصها بابتسامة عند معرفته مصدرها ....كانت للتأكيد على أمر ما قام به أما التي بجانبه لم تفتها ابتسامته الرجولية التي تشلّ أطرافها فصعدت الدماء الى دماغها ولوّنت وجهها بغيرة عندما أتت بمخيلتها صورة الشقراء !!.....ودّت أن تنفجر وتفجره وترتاح !!....بنظرة جانبية استطاع قراءة أفكارها وكم أسعده احمرار وجهها....رآه مثل بادرة أمل....إذاً ضفدعته ما زالت تغار ولم تقتل كل المشاعر نحوه!!....نزلا من السيارة واسرعت بخطاها تسبقه ....لقد تأخرا عشر دقائق عن الموعد ومن حُسنِ الحظ أن المرأة التي قبلها تأخرت في الداخل عند الطبيبة وبهذا لم تفقد دورها......دخلا مباشرة وألقيا التحية على الطبيبة التي لاحظت هدوء الأشقر على غير عادته فهي بلقاءين سابقين عرفت روحه المرحة وثرثرته وحماسه لابنه .....طلبت من (دنيا) التوجه للسرير خلف الستار وأن تخلع فستانها ليتسنّى لها الوصول الى بطنها براحة دون عراقيل....امتثلت لطلبها فلحقتها الطبيبة لتجلس على كرسيها ووضعت المادة اللزجة الباردة على أسفل البطن وأمسكت الجهاز وبدأت تتفحّص بدقة تركّز بالشاشة بعد أن نادت على صديقي ليشاهد معهما الجنين في جوف رحم دنيته....!! ....بعد دقائق قالت:
" الحمد لله.....كل شيء سليم حتى الآن..."

تمتما حامدان الله وأرهفا السمع يصغيان اليها بترقّب وتشويق ينتظران لتخبرهما عن جنسه فأكملت مازحة بابتسامة:
" على ما يبدو ابنكما سهر الليلة وجائع للنوم.....انه نائم ولم يتحرّك لنرى جنسه!!.."

تأفف الجبل الشامخ ماسحاً جبينه بكفه بإحباط بينما المستلقية استكانت مهزومة بخيبة فتابعت الطبيبة توجّه الكلام للواقف:
" يمكنكما الخروج وشراء قطعة شوكولاتة للأم لأكلها أو عصير والعودة بعد قليل.....الطعم الحلو سيحفّزه للحركة.....يوجد ماكنات فورية في بهو المركز وبقالة جوارنا في الخارج.....لا تيأسا سنعرف ولد أو بنت اليوم بإذن الله...."

نهضت الطبيبة عائدة الى طاولتها تاركة خلفها الذي تنهّد بارتياح ثم ألقى نظرة سريعة للتي عدّلت جلستها لترتدي فستانها فوقع نظره على الشامة الصغيرة التي تعلو صدرها الشبه مكشوف فازدرد لعابه بقهر من شدة توقه لزوجته مسترجعاً بعقله وقلبه كيف يشاغبها حتى تنصهر خجلاً واثارة وهو يداعبها منها ويقبّلها لها ويتغزّل بها.....ليلتان على التوالي حُرم من أنفاس دنيته ودفء احتضانه لها والطرب على نبضاتها حتى ينام بسكينة وهو يضع يده على بطنها يجذبها إليه ليحتضن معها ابنه ..!!.....هذا ما جناه بتسرّعه وغضبه!!....فليحترق العالم أجمع....ماله وكلام النساء ؟!.....شقيقته تنام آخر الليل بسلام مع زوجها والشقراء تنام مستمتعة بأفعالها والانتصار وهو؟!...هو على ماذا حصل غير أنه هدم جسراً كان يوصله لشهد عينيها ورحيق شفتيها؟!....
خرجا متجاورين بتباعد ثم انحرفت الى يسراها لتجلس على مقعد شاغر....تركها وذهب ليشتري لها من الشوكولاتة التي تعشق وعصير عنب!....عاد إليها وكانت جالسة تضع ساقاً على الآخر مندمجة بالهاتف وضحكتها تشقّ وجهها وهي تراسل صديقتها (سلمى) المتفرغة فاليوم المحاضرات تبدأ في وقت متأخر ....مدّ لها ما بيده هاتفاً بين الجدية والرقة:
" امسكي وكلي لنرى مفعوله..."

كانت قد لمحت اقترابه منها وهيأت نفسها لتجاهله ...كرر طلبه بصبر يحترفه فرفعت وجهها ببرود ناظرة إليه ثم فكت ساقيها مستقيمة بوقفتها ورفعت رأسها بغرور هاتفة وهي تجتازه:
" لا أحب هذا النوع.....يمكنك أكلهم....أنا سأشتري لنفسي!.."

واتجهت الى احدى الماكنات لتختار ما تريد دون أن تلتفت لمن غلت دماؤه وصك فكيه للحظات قبل أن يتمتم بغيظ مستغفراً ليهدأ بعد جرحها له بأسلوبها القاهر ثم سار خطوات عديدة ليعطي ما بيده لطفل جالس جانب والدته....!!......
كانت تأكل اصبع شوكولاتة باستمتاع وطفولية وكان من نفس النوع الذي اشتراه ورفضته وهي واقفة مستندة بجسدها على زاوية الماكنة التي اشترت منها وتضع ساقاً خلف الآخر وتجول بعينيها على كل شيء الّا هو وقلبها وفكرها معه هو !!...كانت تمضغ ما بفمها بنعومة وأي نعومة ؟!....أيذهب ويخطفها هذه اللحظة ويعاقبها من تلك الشفتين؟!...لم يحيد نظره عنها وإن كان بعيداً فهو صاحب النظرات الثاقبة سيادة (العقيد)....ومن بعد لحظات تيه وهيام بها حكّ عنقه زافراً بقوة وهارباً بعينيه إذ أنه أحس وصوله بداية الذوبان من حركاتها اللاسعة التي بدأت تثير أحاسيسه وخاصه وهي تلعق أطراف شفتيها بحركة لعوبة...!!.....ألقت الغلاف الفارغ بحاوية قريبة منها وبدأت تتمشّى في الأروقة ليمضي بعض الوقت وهو يراقبها بين الثانية وأختها.....أقبلت نحوه تسير مرفوعة الهامة بعزّة تليق بابنة قائد مغوار وهمست دون التطلع عليه..:
" أظن يمكننا الدخول الآن.....سأرى السكرتيرة!!.."

لم ترَ ايماءة رأسه وأدبرت لتستفسر إن كان بإمكانهما مقابلة الطبيبة ....ثم فرقعت بإصبعها وهي ترفع ذراعها لتناديه بالإشارة دون النطق باسمه بعد أن أخذت الإذن....لقد كان المكان هادئاً ويمكنه سماع الابرة لو سقطت أرضاً.....يعي تماماً غايتها ولا تعي هي كمية الرماح التي تنهال عليه بتتابع منها وهي تستصغره كأنه ليس حبيب عمرها وأشقرها.....لم يمر يوماً عليه سابقاً وسمح به لأحد للتعامل معه بهذه الطريقة المهينة لروحه لكنه يمنّي نفسه لربما هذا عقاب بالتقسيط ليفوز في عفوها وصفحها عنه بعد ذلك !!.....سيصبر ويتحمّل ويجمّد كرامته الأبية مؤقتاً ليصلح ما هدمه !!......
أخذ بعض الوقت مع الطبيبة وهي تحاول كل المحاولات لتحرّك ذاك الكسول وهي تضغط بخبرة على بطن (دنيا) ليظهر أخيراً بعد جهدٍ جهيد جنسه....تبسّمت هاتفة وهي ترفع راسها جانباً تنظر للواقف مرة ثم تعيد عينيها لشقيقتي:
" مبارك.....ولد بإذن الله..!!.."

كل شيء كذب وكل حركة لهما تمثيلية وكل كلمة مزيّفة كانت الّا أنهما مهما أنكرا أو أقسما لن يستطيعا اقناع أحد رأى تلاقي أعينهما العاشقة لبعضهما هذه اللحظة مع بريق البهجة والسعادة الذي يشعّ منهما وتسارع نبضاتهما بلهفة وشدّ عضلات وجهيهما بابتسامة عريضة عفوية أن هذا ليس حقيقياً..؟!.....كانت ردة فعليهما تلقائية عند اختراق البشرى لآذانهم....لو لم تكن الطبيبة تحجب بينهما لانقضّا على بعضهما يتعانقان بحرارة....جثى (سامي) أرضا ساجداً سجدة شكر لله داعياً بأن يحفظ ابنه ويجعله من الصالحين وخاصة بعد اطمئنانه أن كل شيء سليم فيه وفي هذه اللحظة كانت زوجته تتأمّله بحبور وفي داخلها تشكر الله على شيئين....اولهما سلامة ابنها وثانيهما وجود الطبيبة لتمنع تهورهما من العناق خشية من افساد مخططاتها التي رسمتها !!.....قبل الخروج من عند الطبيبة أخرج مالاً ورقياً ذا قيمة مرتفعة ووضعه على طاولتها حلواناً للبشرى فاعترضت قائلة بلباقة وابتسامة راقية:
" كلا سيد سامي....لا يمكنني أخذه ...هذه وظيفتي لم افعل شيئاً!..."

ردّ مصرّا بتواضع:
" قسماً لن يعود هذا المال....هذه هدية ابني لكِ...وهديته لا تُرفض...عيب.!!.."

هزّت رأسها مبتسمة بحياء وكررت مباركتها لهما ولمّا خرجا توقف عند رجل ستينيّ بسيط الهيأة وظيفته حراسة المبنى وأخرج مرة أخرى المال وناوله إياه سراً بعيداً عن أنظار المارة حلواناً عن ابنه...!!....
×
×
×
بينما كان قلب كلّ منهما يرفرف بسعادة محتفلاً داخله دون مشاركة هذه الفرحة لبعضهما لفت انتباه (دنيا) اتخاذه طريقاً مغايراً لطريق العودة...استقامت بظهرها بتأهب ترنو الى جميع الاتجاهات وقالت بجدية بعد أن هبط قلبها عند رؤيتها أنه توجّه قاصداً خارج المدينة الجبلية:
" الى أين أنت ذاهب؟....أنا اريد العودة الى البيت ..!!.."

" بيننا كلام....سنتحدث بهدوء وتروّي ثم سأعيدك الى البيت.."

قالها بكل برود واثقاً وملامحه مرتسمة برزانة....فهبّت تستدير نحوه هاتفة مستنكرة:
" لا حديث بيننا حضرة العقيد.....أعدني حالاً الى البيت... كيف تثق أني سأكلمك بشيء؟...ها؟...انتهى الكلام عندي....."

وأعادت جسدها تستند بظهرها على ظهر المقعد شاردة بالسيارات أمامها وتابعت بهدوء عاصف متسلّحة بكبريائها:
" اذهب وتكلّم مع من تستمع لهم .....أنا لا أعمل تحت مزاجك يا سيد!! ...متى شئت تكلمني ومتى شئت ترميني!!....ليس زوجي الذي يثق بغيري أكثر مني...ليس زوجي الذي يدير لي ظهره وانا في قمة احتياجي له......"

والتفتت نحوه برأسها تشدّ على شفتيها لتبتلع غصّاتها بينما لون العسل اختلط بطوفان من الدموع دون أن يفيض الى الخارج وهتفت آمرة بأدب وثبات:
" من فضلك....اعدني الى بيتي ..."

كان يصغي لها صاغراً يخفي أنين الفؤاد العليل ورغم الأسقام التي تحملها روحه الّا أنه سيحارب من أجلها حتى أخر رمق....لن يذعن لها وإن بدا قاسياً مستبدّاً....سيعرف منها كل ما جرى....سيفعل المستحيل لينال كل واحد جزاءه ....أما هو أخذ الجزاء...بيده أحدث انقلاباً على حياته المستقرة الجميلة وأشعل ثورة غضب ليكون أول من ألقيَ في نيرانها...!!!....استمر بسيره داعساً على الوقود مركّزاً بالشارع دون أن ينبس ببنت شفة..!!...علت بصوتها تكرر طلبها فأجاب بخفوت دون النظر إليها..:
" سنتحدث وأعيدك بإذن الله..!!....ارتاحي ولا تحرقي أعصابك!!.."

صرخت محتجّة:
" أنا أقول لك لا كلام عندي.....ارجعني الى بيتنا.....ما هذا الاستبداد ؟!....منذ متى اصبحت قاطع طريق ؟!..."

" استبداد من أجل العدل والانصاف.....لن أتركك دون أن نتحدث ...قسماً سأرد لكِ كرامتك واعتبارك أمام الجميع وليعرف كل مخطئ حجمه!!.."

نطق ما عنده بحرقة مسيطراً على نبرة صوته التي لا يحب أن يُظهر اهتزازها لأحد فقاطعته تكمل احتجاجها بمجد واعتزاز:
" ما عاش من يدعس على كرامتي واعتباري سيادة العقيد....لن يؤثر عليّ أقوال أراذل الناس....فأنا كنتُ.. وما زلتُ.. وسأبقى.. دنيا ابنة القائد محيي الدين عبد الهادي الشامي... من نشأت على الشجاعة والتي ربّتها عائشة على حُسنِ الخُلقِ والدين وإن غديتُ بقايا عظام تحت الثرى...!!.."

تبسّم رغماً عنه مسروراً لكبريائها الذي يعشق....لطالما أرادها شامخة لا تنكسر وهو دائماً يعتز متفاخراً ومتباهياً بهذا النسب الذي يشرّف كل بيت.....ولكنه داهي محنّك بنباهة وكبرياؤه يتنافس مع كبريائها ....هل سيسمح أن تهزمه ضفدعته الجبلية؟...طبعاً لا....فهتف برصانة تليق بشخصيته:
" الكلام شيء والفعل شيء آخر.....اثبتي لي ما قلتِ توّاً بمواجهتي يا دنيا محيي الدين عبد الهادي الشامي....فابناء محيي الدين رحمه الله لن يختبؤوا كالفئران بالجحور أو يفرّوا كالجبناء....هم يقاتلون بنزاهة وجسارة....هكذا يفترض.....أم أنني مخطئ؟!...."

وتنهّد متابعاً:
" اعظم درجات الشجاعة الاعتراف بالخطأ دون تملّص ومراوغة وأنا سامي ابن محمود مصباح الأنيس أقرّ واعترف أنني تسرّعت بموقفي واخطأتُ بحقك....واريد أن أصلح موقفي!!..."

فكرت بأقواله ثم أجابت بجفاء:
" تصلح او لا تصلح ما عاد يعنيني ....كل شيء أصبح واضحاً عندي!....ولا تفتح تحقيقاً معي فأنا لستُ احد المجرمين في زنزانتك.....ولا داعي للضغط عليّ والعبث بنقاط ضعفي!!..."

قالت ما عندها ولاذت بالصمت!!....بينها وبين نفسها هي على يقين أنه لن يتنازل أو يستسلم فهي تعلم انه يحمل عناد الضباط والمحققين بالإضافة لديه قوة تحمّل وصبر ليحصل على مبتغاه ....ارتأت السكوت على المجادلة هذه اللحظة وسترى الى أين سيصل معها.....لكن قرارها لن يتغير اطلاقاً....لقد اتخذته وهي بقمة الألم كي تتذكره ولا ترتدّ عنه..!!
×
×
×

سحقت المسافة ساعة ونصف من الزمن وصولاً الى المدينة الساحلية!!....لقد كانت هي وجهته وما إن دلف الى طريق ضيّق فيه اشجار كثة متراصة تشتبك ببعضها تصارعت دقات قلبها !!.....يا الله.....إنه ذات الطريق المؤدي الى منطقة الشاليهات.....تخضّب وجهها بالأحمر القاني مسترجعة أجمل ليلة من ليالي العمر ووعده لها بأن يعيدا الأيام الخوالي بزيارة المكان الذي أمضيا نصف الأيام فيه غارقان بالعسل والنصف الآخر حين قتلها الشك به وقد قرر آنفاً تعويض ما خسراه..!!.....لاحظ حركة صدرها القوية ولفحته أنفاسها الساخنة رغم المدى بينهما ...ثواني عاشت نزاعات داخلها....هل يظن أنه سيغريها في شهر عسل آخر؟!...لعبت الوساوس وتداخلت الأفكار في ذهنها فالتبس عليها الأمر!!......اخيراً انفعلت تجسّد هواجسها قائلة عند وقوفه لذات الشاليه خاصتهما والذي حجزه البارحة ليلاً لمّا اخبرته حماته بموافقتها على مرافقته للفحص ووصلته رسالة تذكير بالحجز عندما كانا معاً بطريقهما للطبيبة:
" لمَ أتينا الى هنا ؟!....ارجعني حالاً....لا تحلم بما تفكّر به..."

وأكملت بحماقة وأشدّ قسوة وصلت اليها:
"...قسماً يا سامي أنني لن أسمح لك بلمسي..."

وصرخت بحدّة:
" أتفهم ؟!.."

قسمها لعب بجروحه الغائرة العميقة وأفاض الدماء منها فانفعل مثلها صارخاً بلهجة مليئة بالشجن والغمّة وهو يستدير بجذعه نحوها ولو ركّزت بعينيه لرأت احتقانهما بدموع لم يذرفها يوماً الّا ساعة وداعنا تحت شجرة الخروب وقت الهجرة منذ سنوات:
" اللعنة!!....كيف تقسمين هكذا قسم؟!....كيف تجرئين؟!....من أين لكِ هذه القسوة من أين؟!....من قال أني أتيتُ بك هنا لألمسك؟!...ماذا تظنين بي؟!.....تباً لكِ....ذبحتيني!.....أيّ جرم عظيم فعلت لتحكمي على قلبي بالموت ؟!....ماذا تريدين ..؟...قولي..!!...قولي.!!.."

تمزقت تمزيقاً من لهجته الغريبة....لهجة بين الرجاء والضعف....احترقت احتراقاً مع احتراقه ....شوق كبير لحضنه الحنون.....ندم حقير يخنقها من قسمٍ نطقته بتهور وجنون..!!...ستلقّنه درساً وهي من خاضت الامتحان..!!....أغاضبة فعلاً من مجيئها لهذا المكان أم خوف ورهبة تملّكاها مهابة من الاستسلام لسحر حبه وحنانه ورجولته الفذّة ؟!....ماذا ستجيب على سؤاله؟!...هل هي تعرف ما تريد ؟!....أم أن كل ما تعيشه الآن هو من البراكين التي تتفجر داخلها لأنها لم تُرِ قريبته حجمها الطبيعي وأعطتها الفرصة لتذوق لذة الانتصار عليها بصمتها ؟!....كيف ستبوء له عمّا يجثم على صدرها ؟!........لمّا وجدها ملتزمة بسكوتها كأن القطة ابتلعت لسانها فتح بابه بغلّ وترجّل عاصفاً مصعوقاً وولّاها ظهره ناظراً للبحر مدّ بصره....ليت البحر يحمل وزره....ليت البحر يغسل ذنبه.....ليت البحر يبتلعه ولا يعيده.....روحه تبكي وقلبه ينزف !....بنى آمالاً كثيرة وحطّمتها له ولم يكن استغلالها جسدياً من ضمن آماله.....لقد ظنّت به السوء!!...هي حلاله لكن لا يأخذ حقه بالخديعة او الإجبار مُطلقاً مهما ارادها واشتهاها....جلبها هنا ليتحاورا بعيداً عن الجميع كي تأخذ راحتها بأي ردة فعل سواءً كانت عنيفة أو رقيقة وربما يكون حواراً حضارياً!!....بيتها غير مناسب للمواجهة ...لا يريد أي تدخل وبيت أهله كذلك ....أما بيتهما الجديد لن يسمح أن يدخلاه بمشاجرة....لن يدخلها إليه الّا وهو يحملها على ذراعيه بحب وحنية متخطياً عتبته برجله اليمين وضحكاتها السعيدة تملأ الأرجاء !!....وجد أن هنا بعيداً عن ضوضاء البشر والشارع هو أنسب مكان وكان قد أحسن اختياره الذي سرعان ما لطّخته بقسمها الفظيع هادمة حصونه المتينة وقطّعت شرايين قلبه!!....
تطلّعت عليه بأسى....ذاك الأسى الذي ينتجُ من احتراق الأرواح العاشقة .....عتاب وملامة كثيرة تودّ أن تصدح بها .....حارت بين قلبها وعقلها....امتنع الأول عن تصديق ما سمعت من بين شفتيّ تلك الشقراء ....ظلّت صامتة حينها مكبّلة بلسانها ....عارضت نبضاتها ما قالت لكن العقل قضى على جرأتها وأهلكها.....لم ترمش قط وشهديها مسلّطتان على أشقرها الذي جرحها ونزف منه الألم مع جراحها.....طيف الذكرى اللئيمة وصوت نكرة كرهته عاد يحوم حولها ليرن صدى ما تفوّهت به غريمتها وأخذ يتردد في جوفها...
" حتى انه وافق وهدر كرامته في قرار لم نتوقعه منه بالذات وهو السكن في بيت زوجته....وكله بسببك لحمايتكم..."
" أُجبر سامي لعيش الكثير وحمل حملاً فوق طاقته وتنازل عن مبادئ له وذل نفسه من أجلكم لأنكم أهل أعز صديق عنده وتوأم روحه..."
" منذ صغرنا والعائلة تقول لنا ....سامي لأريج وأريج لسامي.....خالتي كانت دوماً تتمناني عروساً له.....لكن لا نصيب...."
" تغيّر كل شيء عندما احتاجته بلاده...وقرر تلبية النداء .."

وهنا انهارت حصونها وقتها وابتلعت لسانها ولم تعد تقوى على الدفاع:
" اضطر للموافقة على الزواج بك باسم الوفاء للصداقة والوطن .....حتى انه لم يكن يعرفك ولم يركِ......لم يستطع سامي ردّ شقيقك عندما طلب منه بنفسه هذا ليحمل الحمل عنه ويساعده بمهمته...!!....فكان سيفعلها لا محالة مهما كان مظهرك....."

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

اتصال بلا موعد وردني على هاتفي الذي تبقّى القليل فقط لنفاذ كامل شحنه ونحن في طريقنا مع السائق الى مدينة عمتي والسيد (سليم الأسمر)....كان اتصالاً باسم السيدة (ايمان) والتي لم يتوانَ ولم يتأخر السيد (ماجد) بإخبارها عن كل ما حصل ولكنها عزمت على اخفاء هذا بشكل مؤقت عن صديقتها لأنها لا تريد احزانها واشغال بالها.....فيكفيها الآن ما تصارع!!......لقد حدثت مستجدّات في وضعها الصحي منذ يومين وأبقته مرافقتها طيّ الكتمان حتى تتأكد من شكوك الأطباء وكان شيئاً لم يخطر على البال ...لقد لاحظوا ضيق التنفس عندها وسعال مستمر وبحّة خالطت صوتها.....شخّصوا ذلك بوجود مياه على الرئتين الذي ممكن أن يسببه العلاج الكيماوي وقاموا بكافة الفحوصات اللازمة ليتفاجأوا بإصابة رئتيها بالسرطان دون اعراض سابقة عافانا الله.....صدق من سمّاه المرض الخبيث!.....لقد نهش منها ما نهش ولم يرحمها وتظل رحمة الله هي الواسعة....اقرّوا بتلف هذا العضو المهم في الجسد وخمّنوا لموته داخلها اسابيع قليلة والله أعلى وأعلم......وقد رأت السيدة (ايمان) انه حان الوقت لتعلم (ألمى) عن وضع خالتها الصحي علّهما تتصافيان قبل الوداع الأبدي....فكرت بحكمة راجية أن تعطف عليها !!.....فتحتُ هاتفي بتأهب وجلاً من غرابة الاتصال وبعد التحيات اخبرتها بالاستعجال بما تود قوله لأن الهاتف على مشارف الاغلاق ولمّا طلبت مني محادثة التي معي وكانت تجلس في الخلف مددتُ لها إياه .....فقط كلمات يسيرة سمحت للتي على الجانب الآخر القائها لا علاقة لها بالمرض وخالتها وعندما همّت الاخرى بإعلامها عن وضع السيدة (فاتن)... اوقفتها ولم تعطها المجال ومنعتها مما تنوي الفصح عنه وقد ظنّت انه سيكون محاولات فاشلة وترقيع عن فعلتنا فما زالت متخذة موقفاً حاداً وقاسياً وأجابت بنبرة حازمة وبرد لاسع كصقيع القطبين....شديد السخونة كحرارة الصحراء.....لا حياة فيه كالمقابر تطلب منها توصيل رسالتها:
" لا اريد التحدث بأي موضوع وفقط اخبريها أن ألمى الساذجة لن تسامحك ولن تسامحكم جميعاً....كلكم منافقون...."

ومسحت برأس اصبعها الشاشة بغلّ تغلقه في وجهها قبل الاستماع لأي حرف وناولتني اياه بحركة عدوانية ثم التفتت للنافذة تسرح في الطريق هامسة بسرها بعد أن هربت دمعة يتيمة ترافقها في محنتها..
" لن اسامحك خالتي ...وإن فعلتْ لن يكون بسهولة كما تظنين.....قتلتِ ابنتك بيدك.....لأرى كيف ستنجبينني من جديد وكيف ستحيي محبتك داخلي......ما زال لديّ الكثير الكثيير لأقوله لك حين اراك ولن اتفوّه به الا بعد اثبات براءة أبي لأستشف الانكسار في اعينكم حينها.....ربما في ذاك الزمن اعفو واصفح!!......اتركوني الآن وشأني..... "

ولا تدري ان ذاك الزمن لربما انه لن يأتي حتى تصفح...وأن شبح الموت يطوف فوق التي لن تنجبها من جديد ولن تحيي لها محبتها ........وستندم حين لن ينفعها الندم....!!


***********( انتهى الفصل التاسع والعشرون )**********




اتمنى لكم قراءة ممتعة...


لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين


ألحان الربيع غير متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 06-08-22, 08:23 PM   #904

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,547
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بيكهيون مشاهدة المشاركة
اهلين بشيزو الغالية
لا انا ما بهين احمد بس هادي لألمى و شادي لساتو صغير🤣🤣🤣
بتفق معك بكل كلامك صراحة بحب الرجل الملتزم مثل احمد مقتنعة انو الرجل المؤمن و الملتزم اكثر وفاءا دائما بيحسن لانثاه و ما بخونها لانو الحب مش كل شيء و الزواج مبني على تفاهم و احترام و اهتمام و تفهم

الحمد لله و انت كيف حالك حببتي
صراحة كنت غايبةلانو عندي مشاكل بالنت و هلأ نقدر نقول تصلح المشكل
حبيبتى انت منورة
والمجلس كان ينقصه سارته الجميلة
يا هلا وغلا فيكى
للحديث بقية بعد نزول الفصل بإذن الله


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-22, 10:37 PM   #905

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 5 والزوار 4)
‏ألحان الربيع, ‏هتاف عبدالله, ‏شاكره لله, ‏بيكهيون, ‏جزيرة



يا رب يعجبكم...💖


ألحان الربيع غير متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 07-08-22, 12:51 AM   #906

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بيكهيون مشاهدة المشاركة
صحح بتفق معك انو اغلبية الرجال ما يحب زوجتو تمن عليه و يخاف بالمستقبل تصير تذكرو بجميلها عليه
بس لما نجي للحقيقة سامي بحب دنيا و بعز هادي كثير لانو اغلبية الرجال العرب ما بحبو يعيشو مع اهل زوجاتهم و هو تخلى عهالمبدأ عشانهم
حقيقة تنرفزت بمشهد التحطيم🤣🤣 مع انو في بعض الناس لما تعصب ما تعرف يمينها من شمالها بس حسيتو تبذيررررر يا بنتي حطمي مزهريات حطمي اواني الكلفة منخفظة شوي موو سيارة غاليةةةة
ردة فعل زوجك هي ردة فعل كل رجل🤣🤣🤣 باستثناء هادي
بحس رح تنصدم بس لما تشوف عمايل ابوها و الادلة مع انو تصديقها لحقيقة ابوها رح تكون صعبة بس رح مع هادي او يمكن ما تظل معو بطلت اخمن معك انتي 🤣🤣🤣 دايما ما تصح توقعاتي

نورهان انا مثلك تحمست و ظنيت انو المى حامل🤣🤣 يعني من باب شيء يجبرها تتعقل شوي و تفكر بمنطقية اكثر
لك الحان يوم الجمعة الماضية ما قدرت انام من الحماس بس شكلك رح تخلينا نطلع مهرجين🤡🤡 و يطلهع بس غثيان من شدة توترها حسب توقع شيزو انا حقيقة ما توقعتها توقعت حمل و بس لحتى قرأت تعليق شيزو يا وليك ويطلع تحمسي راح عالفاضي💣💣🔪🔪 بخرجلك من التلفون لعبتي بأعصابنا لعب

هههههههه تحطيم الاشيا الثمينة يمكن بتشفي الغليل اكثر🤣🤣

صح ألمى صعب تصدق بسهولة وهنشوف شو بصير معها ان شاء الله لقدام 🥲 .

لسة ما بيّن الغثيان من شو 😆🤭.....


ألحان الربيع غير متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 07-08-22, 12:59 AM   #907

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بيكهيون مشاهدة المشاركة
الحان لا تعلبي باعصابي🔪🔪🔪🙂 رح تخرج شخصيتي السايكوباتية
مفقسة اطفال كان طلبي لهادي و المى🙂🙂 مش لسامي و دنيا خلص هني طمنا عليهم بدنا نطمن عالمى و هادي
لااا خليكِ ريلاكس😂....بالاول نطمن ع المى وهادي اذا رح يكونوا مع بعض بعدها بنتناقش بأمورهم الاسرية وبندعيلهم بالذرية الصالحة😆🤔

shezo and بيكهيون like this.

ألحان الربيع غير متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 07-08-22, 01:06 AM   #908

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بيكهيون مشاهدة المشاركة
بتفق معاك بحب المرأة يلي عندها عزة نفس و ما ترضى بالذل ما في علاقة مثالية و لا انسان مثالي و لما نكون قادرين نعطي فرصة ثانية نعطيها المهم نوضح الحدود و ناقش الاخطاء عشان ما تتكرر و الله حسيتها ردة الفعل المناسبة 🤣🤣🤣 ربما لأني تحيزت لدنيا قليلا بس متحمسة اعرف ردة غعل هادي اذا اعلموه بالمشكلة

حقيقة بأمن انو العمرة مش معيار مناسب لتحديد درجة النمو العقلي شفت كثير ناس كبيرة بس عقلن سطحي و تافه و ما يعرفو يتحملو المسؤولية و بينهارو من اول حفرة
عكس الناس يلي شافت محن كثير بالحياة و عاشت تجارب اكثر بتلاقيها قوية الشخصية و بتفكر بحكمة
و صح الاطفال بيكتسبو صفاتهم من الناس حوليهم

لتريه الويل 👊👊🤣🤣🤣🤣 يستحق مع اني بشفق عليه بس شو ذنبها هي خليه يتربى شوي المسكين
صح لما ننكسر من شخص بنصير نشوف السلبيات اكثر و ننسى الايجابياتو هيدا الشيء بحسو طبيعي فموقف المى
متحمسة لفصل بكرا انشاء الله

لا و الله بحس وصفك جميل بخليك تعيشي الموقف مع الشخصيات لحتى وصلت أقرأ و انا بتخيل كأني بحضر مسلسل🤣🤣
و الله تعليقي و لا شيء مقارنة مع تعبك لكتابة فصول الرواية بالرغم من التزاماتك و مسؤولياتك

سامي مسكين😭😅

هههههه هادي حاليا يحل مشكلته ومحدا قده🙃🤭....اكيد رح يعرف ان شاء الله....

الله يسعدك ويحفظك ....شكرا عتعليقاتك الحلوة اللطيفة مثلك 😍😘🌷


ألحان الربيع غير متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 07-08-22, 01:30 AM   #909

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بيكهيون مشاهدة المشاركة
حقيقة عجبني انك ما قدرتي تنهيها بالثلاثين🤣🤣🤣
و الله مو مجاملة روايتك تستحق
الحان ليش لما تنشري الفصل ما تحطي بوست بجروب روايتي عالفيس بوك هيك رح تاخذ صدى أكبر
😂😂😂😂ع فكرة محسوبتك فاشلة بالتقدير ههههه ....هو السبب انه بشوف شو موجود عالدفتر وبفكر ضل كذا فصل بس لما بنقل وبسترسل بالاضافات والتعديل بيطلع معي اكثر مما توقعت 😑🥲

حبيبتي كلك ذوق ❤

ههههه انا نشرتها على فيض المولى😊.......ما بحب اعمل دعاية ما بعرف ليه🙃😅....اساسا لست طموحة بأن تنال شهرة هههه كان مثل لعبة من غير تخطيط قرار نشرها عالنت......لا ابحث عن وسائل لازدياد المتابعين اطلاقا.....يكفيني وجودكن معي اخواتي الغاليات .....ربما البيت الصغير يكون اكثر دفأً 😉😘💕


ألحان الربيع غير متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 07-08-22, 03:39 AM   #910

nmnooomh

? العضوٌ??? » 314998
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 486
?  نُقآطِيْ » nmnooomh is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 5 والزوار 4)
‏ألحان الربيع, ‏هتاف عبدالله, ‏شاكره لله, ‏بيكهيون, ‏جزيرة



يا رب يعجبكم...💖
اي والله اعجبنا واعجبنا
بس ليت معاه بارت ثاني
صراحة لا نشبع من قلمك الجميل
فلا تطولين علينا


nmnooomh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:11 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.