آخر 10 مشاركات
207 - ملاك في خطر - شارلوت لامب ... (الكاتـب : * فوفو * - )           »          212- الارث الاسود - أيما دارسي (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )           »          219 - صديقان ...وشيئا ما - جيسيكا ستيل (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          165 - السجانة - كيت والكر .. ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          254 - أين ضاعت إبتسامتى ؟ - كارول مورتيمر ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          251 - زائر الليل - كيم لورنس (الكاتـب : PEPOO - )           »          378 - جراح تنبض بالحب - ساره وود((تم إضافة نسخة واضحة جداااااااا)) (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          1051 - العروس الاسيرة - روزمارى كارتر - د.ن (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4322Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-07-22, 12:51 AM   #491

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 3


صدحَ هاتفها برنينه ،فنظرَتْ للبابِ المغلقِ أمامها بخوفٍ ،وردَّتْ:
"هل وصلتِ لأمرٍ؟"
ردَّتْ أسيل بصوتٍ خفيضٍ يكادُ يكونُ همسًا:
"أنظرى أنا الآن فى سيارةِ أجرةِ خلفه..لا أعلمُ أين سيذهبُ..حين آتى ستحاسبين أنتِ على المواصلات أنا لا أجلسُ لكما على بنكٍ.."
ردَّتْ جميلة بتأففٍ:
"ما هذا القرف؟ هل تتصلين بى لأجلِ المواصلات أيتها الغبية؟"
ردَّتْ أسيل بضحكةٍ:
"كنتُ أمزحُ معكِ..أنظرى! لقد ذهبَ للكليةِ ،وبعدها خرجَ إلى مكتبِ محاماة ببنايةٍ راقيةٍ..صعدتُ خلفه أحد عشر طابقًا منكما لله.."
قاطعتها جميلة بقلقٍ:
"أى مكتب هذا؟"
ردَّتْ أسيل تنفى شكوكها:
"لا لا ليس ما كانَ يعملُ به..ها هو الآن يتجه إلى مكانٍ آخرٍ سأرى ،وأبلغكِ.."
أومأتْ جميلة بخوفٍ مردفةً:
"حسنًا! أسيل بالله عليكِ ،فلتحذرى ،وأنتِ تراقبيه..عمرو لديه عيون حادة سيلاحظكِ.."
ردَّتْ أسيل بثقةٍ:
"وهل أنا أى أحدٍّ؟"
ردَّتْ جميلة بتوترٍ:
"ربنا يستر!"
أغلقَتْ المكالمة بأعصابٍ مشتعلةٍ بينما كانَتْ أسيل تتمتمُ:
"يقطع الحُبَّ على مَنْ يريده..ما هذا الهمُّ؟"
ضحكَ السائقُ ،فحدجته أسيل بنظرةٍ غاضبةٍ جعلته يبتلعُ باقى ضحكته..وقفَتْ سيارة عمرو ،ورأته يترجلُ مِنها يحاسبُ صاحبها ،فحاسبَتْ السائقُ هى الأخرى ،وإنتظرَتْ عمرو يسيرُ فى شارعٍ جانبىٍ تعجبَتْ له لكنها ترجلَتْ مِنْ السيارةِ بعدها تسيرُ خلفه..ظلَّتْ تتبعه بهدوءٍ ،ورويةٍ حتى لا يلاحظها إلى أن عرجَ إلى شارعٍ جانبىٍ آخرٍ ،فعرجَتْ خلفه لكنها لم تجده ،فجابَتْ عيناها الشارع بتوترٍ..لا! لن تفقدُ أثره بعد كلِّ هذا..
"هل تبحثين عن أحدٍّ هنا يا أسيل؟"
قفزَتْ فى مكانها شاهقةً ،وبسملَتْ ،ثم قالَتْ:
"هل يصلحُ أن تفزعَ فتاة بتلك الطريقةِ؟"
حدجها عمرو بنظرةٍ أخرسَتْ مزاحها ،وقالَ:
"لقد قلتُ ستملين بعد أن تذهبين خلفى للكلية لكنكِ لم تيأسى ،وتبعتينى للمكتبِ ،ومِنه إلى هنا..هذه ليسَتْ صدفةً..ما الذى تريدينه أسيل؟"
فغرَتْ فاها تسأله ببلاهةٍ:
"ما هذا ،هل كنتَ ترانى كلّ هذا الوقتِ؟"
ردَّ بغضبٍ:
"وهل كنتِ قد تركتِ لى فرصةً ،ولم تظهرى بها؟ هل يوجدُ شخصٌ ذكــــــــــــــىٌ يصعدُ ركضًا أمام المصعدِ أحد عشر طابقًا؟"
صرخَتْ أسيل تلوحُ بيديها فى وجهه:
"لماذا لم تخبرنى مِنْ البدايةِ إذًا؟ لماذا جعلتنى آتى كلّ هذا خلفكَ؟ على الأقلِّ كنتُ وفرتُ مصاريف سيارات الأجرةِ تلك كلها.."
رفعَ حاجبيه مستنكرًا:
"هل أنتِ مجنونة؟ أسيل!"
ردَّتْ بنفاذِ صبرٍ:
"نعم!"
ردَّ يأمرها بنبرةٍ أخافتها:
"أخرجى هاتفكِ ،وهاتفى مَنْ أرسلتكِ!"
ردَّتْ بتلعثمٍ:
"و..ومَنْ..قالَ أن..لم يرسلنى أحدٌ.."
ابتسمَ إبتسامةً جانبيةً مردفًا:
"هكذا إذًا!"
شمخَتْ بأنفها تردُّ بثقةٍ زائفةٍ:
"نعم لم يرسلنى أحدٌ!"
ردَّ بغضبٍ يوارى به ضحكته على تلك الغبيةِ:
"هل تريدين إقناعى بأنكِ أتيتِ خلفى كلّ هذا لله ،وللوطنِ؟"
ردَّتْ نافيةً بجديةٍ:
"بالطبعِ لا لقد أتيتُ لسببٍ محددٍ.."
ردَّ يكتفُ يديه أمام صدره قائلًا:
"ما هو إذًا؟ إمَّا أن تقوليه يا أسيل ،وإلا أقسمُ بالله سأسحبكِ بيدى إلى القسمِ ،وأحررُ ضدكِ محضرًا بـ.."
قاطعته رافعةً يديها تهدأه:
"لا لا لا! وما الحاجةُ للمحاضرِ ،والأقسامِ ،وتلك الجلبة؟..أنا أتيتُ..أتيتُ.."
ردَّ ساخرًا:
"ماذا هل أكلَتْ القطة لسانكِ؟"
ردَّتْ بسرعةٍ مبتسمةً:
"أتيتُ ؛لأنكَ معلمى.."
قطبَ شاعرًا بالغباءِ ،فسألها:
"وما العلاقةُ؟"
يا الله! تشعرُ أنها على وشكِ الإغماءِ تمتمَتْ بنزقٍ:
"ما دخل أهلى أنا بهذا القرفِ؟ منكِ لله يا جميلة!"
هدرَ بها أجفلها:
"ماذا تقولين؟"
ردَّتْ بإبتسامةٍ ترتعشُ:
"أ لستَ معلمى الذى كانَ يدرسُ لى..لى.."
ردَّ بمللٍ:
"يا أسيل أنتِ لا تتذكرين حتى ما كنتُ أدرسه لكِ! وفرى على نفسكِ ،وعلىَّ ،وأخرجى هاتفكِ الآن ،وإتصلى بها!"
لاحظَتْ تعمده عدم نطق إسمِ جميلة ،فسألته ببرودٍ:
"مَنْ تلك؟ أنا لا أعلمُ مَنْ تقصدُ.."
إقتربَ مِنها خطوةً هادرًا مِنْ بين أسنانه:
"إن لم تتصلى بها سـ.."
عادَتْ خطوةً للخلفِ تنزلُ الحقيبةَ مِنْ على كتفها مردفةً بخوفٍ:
"حسنًا! حسنًا!"
أخرجَتْ هاتفها ،وبلمساتٍ مرتعشةٍ هاتفَتْ جميلة تحت نظراته آمرًا إياها:
"إفتحى مكبر الصوتِ!"
أومأتْ له ،وملامحها تتقلصُ توترًا منتظرةً ردّ جميلة التى لم تنتظرْ عليه كثيرًا..
"أخبرينى إلى ماذا وصلتِ؟"
أشارَ لها أن تردَّ بهدوءٍ ،فنظرَتْ له وقالَتْ:
"آ..لا أعلمُ.."
قطبَتْ جميلة مستفسرةً:
"ماذا يعنى لا أعلمُ تلك؟ أسيل بالله عليكِ ركزى!"
تنهدَتْ ،وسألتها بنبرةٍ يائسةٍ:
"هل دلفَ إلى تلك الشركةِ ،أم ذهبَ لمكانٍ آخرٍ؟"
شهقَتْ فجأةً ،وسألتها بنبرةٍ مصدومةٍ:
"لا لا! أنتِ تقولين لا تعلمين ؛لأنكِ رأيتيه مع فتاةٍ لتوكِ أ ليس كذلك؟"
نظرَتْ أسيل لعينى عمرو الجامدةِ جمودِ صوانٍ لا يلينُ ،إزدردَتْ لعابها قائلةً:
"أسوأ.."
سألتها جميلة بقلقٍ:
"يا الله! ما هو الأسوأ مِنْ أن تريه مع فتاةٍ؟"
أتاها صوتَ عمرو الباردَ ردًّا على سؤالها:
"أن تراه بنفسه.."
تجمدَتْ الدماءُ بعروقِ جميلة ،وصمتَتْ تحدقُ بالهاتفِ فى يدها بغباءٍ لكنها سرعان ما أعادته فوق أذنها تقولُ:
"أسيل! لا تمازحينى ،وتقلدين صوته بالله عليكِ!"
ردَّتْ أسيل بصوتٍ مختنقٍ:
"إنه هو..إنه هو يا بنت الغبية!"
سحبَ عمرو الهاتفَ مِنْ يدِّ أسيل مغلقًا مكبر الصوتِ ،وتحدثَ قائلًا بنبرةٍ باردةٍ إقشعرَ لها بدن جميلة:
"أتيتِ خلفى مرة ،وحذرتكِ لكنكِ لم تيأسى ،وأرسلتِ خلفى أغبى خلق الله.."
ردَّتْ أسيل مِنْ خلفه:
"حبيبى! سلمتَ لى!"
قالتها ،ورفعَتْ يدها تربتُ على صدرها لكنه لم ينتبه لها ،بل أكملَ حديثه يستشيطُ غضبًا:
"ما الذى تريدينه مِنِّى؟أ لم ترسلى كلّ متعلقاتى ،وذهبتِ لغيرى؟ما هذا الطمعُ ا.."
قاطعته بصوتٍ باكٍّ:
"أنا أُحبُّكَ يا عمرو! أقسمُ بالله أحبُّكَ أنتَ لقد.."
قاطعها صارخًا بها صرخة أجفلَتْ جميلة ،وأسيل:
"كاذبة! لا تتغنى بكلمةٍ أنقى مِنْ أن ينطقها فمكِ الدنئ هذا!"
شعرَتْ أسيل بالإختناقِ ،وودَّتْ لو تخنقه بيديها لكنها توقفَتْ منتظرةً أن ينهى حديثه ؛حتى تستطيعَ تقريعه كما تريدُ..
أكملَ بأنفاسٍ تتسابقُ للخروجِ ،وكأن صدره ضاقَ ،فلم يعدْ يتسعُ لآلامه ،وأنفاسه معًا:
"أنتِ أنانية جميلة! أنتِ أكثر إنسانةً أنانيةً قابلتها فى حياتى ،وأقسمُ بالله إن تتبعتينى مجددًا ،أو أرسلتِ خلفى أحدٌ سأعاقبكِ عقابًا تتذكرينه طوال حياتكِ.."
أغلقَ المكالمة دون أن يعطيها فرصةً أخرى للحديثِ ،وظلَّ ينهتُ للحظاتٍ كمتسابقٍ أنهى سباقه لتوه..إلتفتَ ،فوجدَ أسيل تحدقه بنظراتٍ ناريةٍ ،فألقى لها الهاتف قائلًا:
"أظنُّ أننى لستُ بحاجةٍ لإعادةِ ما قلته.."
عادَ خطوةً ينتوى الرحيلَ لكن أوقفته أسيل هادرةً:
"لماذا تفعلُ بها كلّ هذا؟أ تظنها خُطِبَتْ لحسام بإرادتها؟أ تظنها كانَتْ تهنأ بحياتها؟ أنتَ ،وهى كنتما فى سجنين على الأقلِّ أنتَ خرجَتْ مِنه لكنها لاتزالُ هناكَ تصرخُ ،ولا أحد يسمعُ صرخاتها..أ تصفها بالأنانية؟ أى أنانية تلك التى تجعلُ واحدةً تضحى بسمعتها فى الركضِ خلفِ مسجونٍ؟.."
قالتها بحقدٍ لم تتحكمْ به فقط أرادَتْ إيلامه مكملةً:
"لا تؤاخذنى لكنها الحقيقة! والحقيقة أيضًا أن جميلة أقوى منكَ ،والحقيقة الأخرى هى أنها بالفعلِ لا تستحقكَ.."
شملته بنظرةٍ تزدريه قائلةً:
"أنتَ جربتَ شعور سلبِ إرادتكَ..جربتَ أن تُرغمَ على أمرٍ لا دخلَ لكَ به ،فكيف تحاسبها على ذلك؟ لكن ماذا سأقولُ ،فأنتم الرجال كلّ شىءٍ مباحٍ لكم بينما نحن..نحن أقلُّ مِنْ أن نتطلعَ لكم أ ليس كذلك؟ أنظر يا عمرو! اليوم عندكَ ،وغدًا عندى ،فلتتعالَ ،وتتكبرَ كيفما تشاءُ ؛لأنكَ غدًا لن تستطيعَ فعل هذا حين تكونُ مع غيركَ ،وإن ظننتَ بأنها ستظلُّ متعلقة بكَ ،فإجعلنى أخبركَ عن تجربةٍ بأن القسوةَ لا تتركُ مجالًا للحُبِّ.."
إنسحبَتْ بعدها بهدوءٍ شاعرةً بالقرفِ مِنه بينما ظلَّ يحدقُ فى أثرها بتشتتٍ..لماذا تركها تتحدثُ؟ لماذا سمحَ لها بذلك؟ بل لماذا وقفَ ،وأخبرها بأنه علمَ بمراقبتها مِنْ الأساسِ؟..
تمتمَ بغضبٍ:
"غبى! غبى يا عمرو! غبى!"


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-22, 12:53 AM   #492

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 4

وصلَ للشركةِ متأخرًا لكنه فى النهايةِ يوم إجازته ،فلا لوم عليه..صعدَ للمكتبِ بسرعةٍ ،ودلفَ إليه يسلمُ كرم الرسوم التى طلبها مِنه قائلًا:
"ها هو طلبكَ إن إتصلتَ بى مجددًا سأقتلكَ.."
ضحكَ كرم مردفًا:
"يا أخى سبحان الله! مَنْ يراكَ الآن لا يراكَ قبل الزواج حين كنتَ مهندسًا مجتهدًا.."
ردَّ حازم مبتسمًا:
"هل لديكَ شقةٌ تغيرُ كلَّ ما بها بنفسكَ؟"
ردَّ كرم ،وعلى وجهه إبتسامةٌ عابثةٌ:
"لا!"
"حسنًا ،فلتخرس إذًا!"
جلجلَتْ ضحكةُ كرم الذى قالَ:
"مادمتَ منهكًا بهذا الشكلِ لماذا لم تخبرنى ؛لأساعدكَ؟"
ذهبَ حازم ،وجلسَ على مقعدٍ أمام طاولة الرسم بجانبِ كرم قائلًا:
"آسيا ترفضُ بأن نجلبَ أى عمالٍ..تريدنا أن نكملَ الشقةَ وحدنا.."
اتسعَتْ إبتسامة كرم مهللًا:
"سيدى يا سيدى على الرومانسيةِ!"
ضحكَ حازم ضحكةً ساخرةً مستنكرًا:
"رومانسية! لقد طردَتْ العمال ؛لأنهم لا يعملون بضميرٍ ،ولا يفعلون ما تريده على حدِّ قولها.."
لم يستطعْ كرم أن يمسكَ ضحكاته بينما ضربه حازم فى ذراعه ممازحًا:
"سعيدٌ أنتَ الآن أ ليس كذلك؟"
ردَّ كرم بإبتسامةٍ رائقةٍ:
"للغايةِ..أنتَ لا تعلمُ كم ممتعة حياة العازب ،وهو يفعلُ كلَّ شىءٍ وحده!"
قالها بسخريةٍ ضاحكًا لكنه كانَ أبعدَ ما يكونُ عن المرحِ..منذُ طلاقه لسارة ،وهو غريب بالرغمِ أن مزاحه لم يقلِّ ،ولم يظهرْ حزنًا يُذكر إلا إنه قد تغيرَ..
"ما رأيكَ بأن تكسبَ ثوابًا فى ،وتأتى يومًا معى نكملُ الشقةَ.."
أومأ كرم يهتفُ بمزاحٍ:
"سأرى جدول أعمالى ،وأهاتفكَ.."
ردَّ حازم شاهرًا سبابته:
"أقسم بالله يا كرم لولا أنِّى أتدربُ على ضبطِ ألفاظى ؛لأجل آسيا لكنتُ قد أخرجتُ لكَ ألفاظًا لم تسمعها بحياتكَ.."
ضحكَ كرم مِنْ قلبه ،وقالَ:
"حسنًا يا رجل سآتى..ما بكَ أصبحتُ عصبيًا بعد زواجكَ هكذا؟ أين لوح الثلجِ الذى أعرفه؟.."
ضربه حازم ،وقالَ:
"فلتحترم نفسكَ!..ما الذى تريدُ أن تأكله هذا اليوم مع العلمِ أنه سيكونُ جاهزًا ؛لأننى لن أضحى بكَ ،وأجعلكَ تتذوقُ شهد يدين آسيا.."
رفعَ كرم حاجبيه محاولًا كبح ضحكاته:
"لا تقلْ لى بأن حرمكَ المصون لا تجيدُ الطهى!"
ردَّ حازم بفخرٍ مصطنعٍ:
"لا تجيده! يا بنى القنوات التلفيزيونية تتهافتُ عليها..أ تعلمُ؟ الشيف حسن صاحب (يا تكاته يا حركاته) بذات نفسه يتصلُ بى أسبوعًا كاملًا ،وكلّه رجاء بأن أتوسطَ له عند آسيا حتى تعلمه فنون طهى السمِّ أقصدُ الطعامَ.."
غرقَ كرم فى الضحكِ هو ،وحازم إلى أن هدأ ،وقالَ:
"لا ،فلتتصرفْ أنا لا أريدُ طعامًا جاهزًا لقد تعبتُ مِنْ كثرةِ تناوله.."
تذكرَ أسيل ،وحديثها عن الطعامِ ،فإبتسمَ..أتاه ردُّ حازم ،وكأنه قرأ ما دارَ بخلده:
"ليس أمامنا سوى أسيل إذًا.."
نظرَ له كرم قائلًا بخبثٍ لم يستشفه حازم:
"وهل أسيل تجيدُ الطهى؟"
ردَّ بثقةٍ حقيقيةٍ تلك المرة:
"تلك الفتاة مبهرةٌ بحقٍّ..أحيانًا أشعرُ بأن طعامها يفوقُ طعامَ ماما..كرم!"
همهمَ كرم ردًّا على نداءه ،فقالَ حازم:
"أقسمُ بربى إن ذهبتَ ،وأخبرتَ ماما ما قلته ستندم!"
وضعَ كرم يده فوق قلبه ممازحًا حازم بشاعريةٍ مفتعلةٍ:
"آه! لن أستطيعَ خيانةَ طماطم.."
ضربه حازم يضحكُ قائلًا:
"أيها الـ**** إن أخبرتها سأقتلكَ.."
ضحكَ كرم يردفُ:
"أنتَ تطلبُ مِنِّى المستحيلَ..ما المقابلُ إذًا؟"
نظرا لبعضهما قليلًا ،ثم إنفجرا معًا فى الضحكِ..فُتِحَ البابُ فجأةً ،ودلفَتْ مِنه هلا التى إتسعَتْ إبتسامتها فرحًا ؛لرؤيةِ حازم الذى تجهمَ فجأةً..
"وأنا أقولُ ما هذا النور؟ كنتُ تخبرنى حتى أستعدَ لهذا اللقاءِ بصورةٍ أنسب.."
ردَّ كرم بإبتسامةٍ صفراءٍ:
"لدى فضولٌ..أريدُ أن أعلمَ كيف كنتِ ستستعدين؟"
إقتربَتْ تستندُ إلى طاولةِ الرسمِ بغنجٍ أنثوىٍ مفتعلٍ لاحظه كرم ،وهى تميلُ ناحية حازم قائلةً بدلالٍ:
"كنتُ على الأقلِّ قد إرتديتُ ملابس تناسبُ صورةً تذكاريةً معه.."
ضحكَ كرم ضحكةً قصيرةً ساخرةً يقولُ:
"تقصدين كنتِ قد إرتديتِ ملابس مِنْ الأساسِ.."
حدجته هلا بنظرةٍ غاضبةٍ بينما إنتبه حازم لملابسها لأولِ مرةٍ..لقد كانَتْ كريمة معه حدِّ أنها لم تتركْ لمخيلته شىءًا يرسمه..رفعَ عينيه لوجهها بعد نظرةٍ تفحصيةٍ غير مقصودة ،فوجدها تنظرُ إليه نظرةً أذابَتْ داخله..لكزه كرم غاضبًا ،وهو يقولُ:
"أ لم تقلْ لى بأن لديكَ موعد مع زوجتكَ؟ ما الذى يبقيكَ؟"
أومأ له حازم قائلًا:
"نعم! نعم!..حسنًا! سأذهبُ ،وأتصلُ بكَ أرتبُ معكَ الأمور.."
أومأ له كرم متجهمًا ،وحين تأكدَ مِنْ خروجه إلتفتَ لهلا قائلًا:
"إبتعدى عنه يا هلا! حازم ليس كباقى رجال الشركة الخائنين حبيبتى ،ولعبكِ معه سيضيعُ وقتكِ ،ويهدرُ كرامتكِ.."
لم يكنْ يعلمُ حقيقتها سوى مِنْ شهرين حين حاولَتْ تلتفُ حوله ،فأخبره أحدُّ أصدقاءه بأنها مشروعٌ صغيرٌ لفتاةِ ليلٍ..لقد كانَ يشعرُ بميلها لحازم منذُ أن عملَتْ بالشركةِ ،وكثيرًا ما حاولَ أن يجمعَ بينهما لكنه لم يكنْ يعرفُ حقيقتها..
زفرَتْ هلا تحدجه بنظرةٍ ساخرةٍ تقولُ:
"هل ستعطينى محاضرة ؛لأننى رحبتُ بالرجلِ فقط؟"
نهضَ كرم يلقى لها الملف الذى أتَتْ لأجله قائلًا:
"بل سأقتلعُ عينيكِ إن نظرتِ له مجددًا..حازم متزوج الآن إذهبى ،وإبحثى عن أحدٍ آخرٍ ،فالشركة تعجُّ بنوعكِ المفضلِ.."
رفعَتْ حاجبًا تردُّ بخبثٍ:
"ربما تمتلىء الشركة بهم لكن ماذا سأفعلُ إن كانَ نوعى المفضل يرفضنى؟"
نظرَ لها بإشمئزازٍ واضحٍ ،وقالَ:
"فلتكتفى حينها بما أمامكِ!"
قالها ،وخرجَ تاركًا لها المكتب..


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-22, 12:55 AM   #493

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 5

دلفَتْ غرفةَ الإجتماعات خلف عصام شاعرةً بدوارٍ طفيفٍ..ما بالها تلك الأيام تشعرُ بتقلباتٍ غريبةٍ؟ جلسَتْ على مقعدٍ قريبٍ مِنه تناظره بهيامٍ كعادتها لكنه لم يتعبْ نفسه بأن يعيرها إهتمامًا يذكرُ..فى البدايةِ كانَ شغوفًا يحاورها بعينين راغبتين كلما نظرَتْ له لكنه الآن..الآن أصبحَ فاترًا بعيدًا..يتهربُ مِنها فى معظمِ الأوقاتِ ،ولا يتحدثُ إليها إلا حين يريدها..حتى علاقتهما أصبحَتْ خاليةً مِنْ المشاعرِ ،فباتَ يستخدمها كجسدٍ بلا روحٍ يأخذُ مِنها ما يريدُ دون أن يهتمَ ما الذى تشعرُ به..لا تعلمُ ما الذى يرغمها على كلِّ ذلك لكنها مستمرة به رغم سأمها ،وإشمئزازها مؤخرًا مِنْ وصالهما..شعرَتْ بالدوارِ يشتدُ ،وكلُّ ما بجوفها يصرخُ طالبًا الخروج..ركضَتْ فجأةً أمام الحاضرين إلى خارجِ القاعةِ ،وذهبَتْ للمرحاضِ تتقيأ بسرعةٍ..ربما أرهقها عمل الأيام الماضية بالمواقعَ الحارةِ تلك..خرجَتْ مِنْ المرحاضِ إلى مكتبها تلملمُ حاجياتها لكنها توقفَتْ عند دخولِ عصام المكتبِ قائلًا:
"هل جننتِ؟ كيف تتركين الإجتماعَ هكذا دون إذنٍ؟ أين ذهبتِ؟"
رفعَتْ إليه حدقتين هادئتين ،ثم عادَتْ لما كانَتْ تفعله مردفةً:
"لقد شعرتُ بدوارٍ شديدٍ ،وأردتُ أن أتقيأ..كنتُ فى المرحاضِ..والآن أنا سأعودُ للبيتِ بعد أن أستأذنَ بالطبعِ.."
أغلقَ البابَ خلفه ،وإقتربَ مِنها قائلًا:
"هل أنتِ بخيرٍ الآن؟"
رفعَتْ أنظارها إليه مجددًا تحاولُ أن تلمسَ الصدقَ بين كلماته لكنها لم تستطعْ ،فأومأتْ قائلةً:
"أنا بخيرٍ لا تقلق!"
نهضَتْ ،فقالَ:
"حسنًا إنتظرينى سأوصلكِ بنفسى!"
أومأتْ له بينما خرجَ هو سريعًا ،وإتصلَ بها بعد قليلٍ يخبرها بأنه ينتظرها تحت الشركةِ فى سيارته..أغلقَتْ الهاتفَ ،وإتجهَتْ إليه بخطواتٍ لا حياة بها إلى أن إستقلَتْ السيارة بجانبه فى صمتٍ..شردَتْ كثيرًا حتى أفاقَتْ على مكانٍ مختلفٍ مألوفٍ ،فسألته بشكٍّ:
"أين سنذهبُ؟"
ردَّ مبتسمًا لها يداعبُ وجهها بأنامله:
"إلى شقتنا حبيبة قلبى!"
ردَّتْ ،والغضبُ يتملكُ مِنّها:
"لقد أخبرتكَ بأننى متعبة.."
أدارَ المقودَ قائلًا:
"لم يكنْ هذا ردّكِ على سؤالى منذُ قليلٍ..على كلٍّ ،فلنذهب ،ونرى ما إن كانَتْ ستتحسنُ صحتكِ هناك أما لا.."
شعرَتْ بالدوارِ يعصفُ برأسها مجددًا ،فأغمضَتْ عينيها تحاربُ إشمئزازها مِنْ حديثه حتى لا تتقيأ ،وقالَتْ:
"عصام أرجوكَ! أنا لستُ بخيرٍ حقـ.."
قاطعها قائلًا:
"ها قد وصلنا!"
ترجلَ دون أن يمنحها فرصةً للحديثِ ،وإستدارَ يخرجها قائلًا:
"ستتحسنين فوق.."
طوقَ خصرها برغبةٍ لم تخفيها عيناه مكملًا بهمسٍ مقززٍ:
"أعدكِ بأن أشرفَ بنفسى على ذلك.."
صمتَتْ شاعرةً بإنكسارٍ لا توصفه كلمات ،فساقها معه إلى شقته كما لو أنها شاهٌ ستذبحُ..لم تستمعْ لغزله ،وقصائد الشعر الذى يلقيها على مسامعها..لم تستطعْ أن تتجاوبَ مع لمساته ،أو تتفاعلُ مع قبلاته التى يمطرها بها فقط صمتَتْ لكن دموعها لم تفعلْ..أغمضَتْ عينيها تحاولُ إجبارَ نفسها على ما يفعله عدةِ مراتٍ لكن جسدها تشنجَ فجأةً ،وعند نقطةٍ ما فقدَتْ مرونتها ،فضربته بكلِّ قوتها فى صدره تلقيه بعيدًا عنها..فتحَتْ عينيها ،فوجدته يناظرها بصدمةٍ ،فنهضَتْ تحاولُ إرتداءَ ما بعثره قائلةً بصوتٍ متهدجٍ ألمًا:
"لقد أخبرتكَ..أخبرتكَ بأننى متعبة..أنا لا أستطيعُ.."
أمسكَ ذراعها يسألها بهسيسٍ أسرى قشعريرة فى جسدها:
"لا تستطيعين ماذا؟ هل تظنين أنه أمرٌ إختيارىٌ؟"
نظرَتْ له برهبةٍ تسأله:
"ماذا تقصدُ؟"
ردَّ بإبتسامةٍ إستعارها مِنْ الجحيمٍ:
"أنا أريدُ إذًا سيحدثُ ما أريدُ ،ويُفَضل أن يكونَ برضاكِ سارة بدلًا مِنْ أن تندمى.."
صرخَتْ بوجهه ،وقد فقدَتْ آخر ذرة مِنْ تماسكها:
"لقد أخبرتكَ أننى لا أريدُ..أنا لن أفعلَ هذا.."
قالَتْ جملتها الأخيرة مشددةً على كلِّ حرفٍ تتفوه به أمام عينيه الباردتين..كادَتْ أن تسيرَ مجددًا إلا أن يدَّه كانَتْ أسبق فى جذبِ ذراعها ،وحين حاولَتْ المقاومةَ صفعها بقوةٍ أعادَتْ الدوار لرأسها ،وألقاها فوق السريرِ..لم يكنْ إنسانًا ،بل كانَ حيوانًا لا يهتمُ سوى لشهوته ،وهى لم تستطعْ أن تكتمَ حسرتها أكثر مِنْ ذلك ،فعلَّتْ أصوات شهقاتها ،وبكائها لكنه لم يرحمها ،ويتردد للحظةٍ واحدةٍ..آخر ما تذكرته قبل أن تغيبَ عن واقعها هو يوم طردها كرم..لم يرغمها على ذلك رغم أنها طعنته..


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-22, 12:59 AM   #494

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 6

أمسكَتْ برأسها فى إرهاقٍ لا تصدقُ أنها قد عاصرَتْ كلَّ هذا بأولِ يومٍ لها فقط ،وإلى الآن لم يأتِّ لها أحدٌ ؛ليشرحَ لها تلك الأمور المالية..عادَتْ بظهرها فى مقعدها الوثيرِ تستريحُ قليلًا مغمضةً عينيها برجاءٍ أن ينتهى ما تبقى لها مِنْ اليومِ سريعًا..أفاقَتْ مِنْ أفكارها على طرقاتٍ هادئةٍ ،فتحدثَتْ دون أن تفتحَ عينيها:
"إدخلْ!"
سمعَتْ صوتَ خطواتٍ هادئةٍ ،فظنته زين مما جعلها تبتسمُ مردفةً:
"لم تخبرنى بأننى سأعانى كلَّ هذا فـ.."
فتحَتْ عينيها ،وتجمدَتْ الكلماتِ بحلقها لم يكنْ خيالًا ،أو وهمًا ،بل إنه يقفُّ أمامها الآن ،وتراه رؤى العينِ..ناظرَ رامز وجهها الشاحبَ بألمٍ ،وشعورٍ بالذنبِ يقيدُ أنفاسه لكنه أجبرَ نفسه على الإبتسامِ قائلًا:
"أنا..أنا مَنْ سيشرحُ لكِ الوضعَ المالى.."
نهضَتْ عن مقعدها بعنفٍ تسأله:
"كيف أتيتَ إلى هنا؟..مَـ..مَنْ الذى سمحَ لكِ مِنْ الأساسِ؟"
رفعَ يديه أمامه يهدأها قائلًا:
"إهدأى ريحان!"
هدرَتْ به فى جنونٍ:
"اسمى سيدة ريحان! وإن سمحت ،فلتخرجْ مِنْ مكتبى الآن!"
إقتربَ مِنها بخطواتٍ هادئةٍ قائلًا:
"حسنًا سيدة ريحان! سأخرجُ لكن على أحدهم أن يشرحَ لكِ هذا.."
رفعَ الملفَ بيمناه ،وأكملَ:
"وأنا مَنْ أرسلنى أستاذ محمد لـ.."
قاطعته بعجلٍ:
"ما هى صفتكَ فى الشركةِ حتى يرسلكَ لى؟"
ردَّ بهدوءٍ دون أن يتحركَ خطوةً زائدةً:
"أتيتُ إليكِ بصفتى أكفأ المحاسبين فى القسمِ المالى للشركةِ..هل.."
زفرَ ،وأغمضَ عينيه ،ثم فتحهما قائلًا:
"هل يمكننا أن نتجاهلَ ما حدثَ..أقصدُ..أنا.."
قاطعته بإشارةٍ حادةٍ مِنْ يمناها مردفةً بصوتٍ يحملُ مِنْ الجمودِ ما يكفى لردعه:
"أستاذ رامز! نحن بعملٍ الآن..وأنتَ أتيتَ لعملٍ محددٍ ،فلتنجزه ،ولا أريدُ أن أرى وجهكَ..مفهوم؟"
شعرَ بصدمةٍ ضربَتْ بكرامته عرض الحائطِ ،فأخذَ لحظاتٍ معدودةً ؛ليصيغَ بداخله ما قالته لتوها..هل تلك هى الفتاةُ الضعيفةُ التى أتَتْ له بكلِّ براءةٍ تعترفُ بحُبّها؟..
"حسنًا! فلنضعْ قوانين بيننا ؛لأنِّى لن أوافقَ على تلك المعاملةِ الـ.."
ضحكَتْ بقوةٍ أشعلَتْ دماءه غضبًا فى عروقه ،وما إن هدأتْ تخصرَتْ مردفةً:
"أخبرنى هل تلك شجاعة ،أم قلة حياء؟..هل رأيتَ مِنْ قبلٍ فريسةً تدخلُ لعرينِ الأسدِ ،وتحتجُّ على معاملته طالبةً بوضعِ قوانين بينهما؟"
ضحكَتْ مجددًا ،ثم قالَتْ:
"أنظر يا أستاذَ..رامز! أنا هنا مَنْ يضعُّ القوانين أعجبكَ الأمرَ لا بأس خيرًا لك ،أمَّا إن لم يعجبكَ ،فلتبحثْ لكَ عن عملٍ جديدٍ..لا يوجدُ أكثر مِنْ المحاسبين بالبلدِ ،وأ.."
لم يستطعْ أن يتحكمَ بأعصابه أكثر ،فقطعَ باقى الخطواتِ بينهما فى خطوةٍ واحدةٍ ممسكًا بذراعيها فى قسوةٍ يهزّها قائلًا:
"توقفى! توقفى هذه ليسَتْ أنتِ!"
هدرَتْ بوجهه فى عصبيةٍ لم تكنْ عليها يومًا:
"وما أدراكَ مَنْ أنا؟ أنتَ لا تعلمُ حتى مَنْ أنا ،فلا تحاولُ أن تظهرَ بمظهرِ الـ.."
قاطعها بيأسٍ:
"أنا آسف!.."
صمتَتْ ،وكأنه أبلعها باقى كلماتها تباعًا بشربةِ ماءٍ..نظرَ بعينيها البنيتين ،وكأنه يحاولُ النفاذَ مِنهما إلى روحها قائلًا:
"أنا مَنْ فعلتُ كلَّ هذا بكِ أ ليس كذلك؟"
لم يكنْ يعلمُ بأنه يُحدثُ الفراغَ بنفسه..كانَتْ تنظرُ له ،وهى لا تراه مِنْ الأساسِ تسمعُ صوته ،وكأنه صدى صوتٍ يأتيها على قمةِ جبلٍ تشعرُ بيديه فوق ذراعيها دون أن تلمسهما..فقط أصبحَتْ خاويةً لدرجةِ أنها لم تعدْ حزينة على ما حدثَ..أنزلَتْ يديه بهدوءٍ قائلةً:
"أنا لا أريدُ أن أراكَ..هل فهمتَ؟"
لم يكنْ يتوقعُ أن تفتحَ له ذراعيها مرحبةً به ،بل إنه قد توقعَ ردَّ فعلٍ أسوأ مِنْ هذا..
"سنتعاملُ معًا فى حدودِ العملِ ما يربطنا ليس سوى شركة واحدة ،وإن حاولتَ أن تطرقَ لما حدثَ أنا لا أعلمُ ما سأفعله.."
بالرغمِ أنها كانَتْ تعنى كلَّ حرفٍ نطقَتْ به إلا أنها كانَتْ تشعرُ بالكلماتِ مجوفة دون مشاعرٍ حقيقيةٍ..لا غضب..لا حزن..لا ندم..لا تحسر..فقط حروف تندفعُ مِنْ بين شفتيها فى سلاسةٍ ،وكأنها تشاهدُ حياتها بعينٍ ثالثةٍ لا تخصُّها..
فُتِحَ الباب فجأةً تزامنًا مع صوتِ زين الذى صدحَ قائلًا:
"سيدة ريحان مـ..."
قطعَ حديثه حين وجدَ رامز يقفُّ بهذا القربِ أمام ريحان الشاحبةِ ،فتنحنحَ ،ثم قالَ:
"أنا..أنا آسف لم أكنْ أعلمُ بأنكِ مشغولةٌ ظننتُ.."
قاطعته ريحان بصوتٍ منهكٍ:
"لا بأس! لم أكنْ مشغولةً على كلٍّ..فقط أريدُ منكَ أن تجعلَ أستاذ محمد يرسلُ لى شخصًا آخرًا لـ..لتلك الأمور.."
قالتها ،وشحوبها يزدادُ أضعافًا شاعرةً بالدوارِ يعصفُ برأسها..ترنحَتْ خطوتين للخلفِ ،فأمسكَ رامز يدها بقلقٍ بينما ظلَّتْ هى تتمتمُ:
"أنا..أنا بـ.."
لم تكملْ جملتها ،وكانَتْ وقعَتْ بين ذراعى رامز أمام عينى زين المتربصتين بهما..


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-22, 01:02 AM   #495

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 7

تشعرُ بأن ذلك الصباحَ مميزٌ لا تعلمُ ما السبب لكنها منذُ أن إستيقظَتْ ،وهى تشعرُ بطاقةٍ ،ونشاطٍ عجيبين..خرجَتْ مِنْ المرحاضِ ترتبُ ما ستفعله بيومها ،فاليومُ هو الزيارة الأسبوعية المعتادة لآسيا ،وقد حضرَتْ ما طلبه حازم مِنها البارحة حتى لا تتأخرَ فى تجهيزه اليوم..
دلفَتْ إلى غرفتها التى تتشاركها مع جميلة ،فوجدَتْ جميلة ترتدى وشاحها إستعدادًا للخروجِ..قطبَتْ ،وسألتها:
"هل ستخرجين اليوم؟"
أومأتْ لها جميلة ،وهى تناظرُ إنعكاسها فى المرآةِ قائلةً:
"نعم! لن أستسلمَ يا أسيل!"
ألقَتْ أسيل منشفتها على السريرِ بإهمالٍ ،وهرولَتْ لجميلة تديرها مِنْ يدها هادرةً بعنفٍ:
"هل جننتِ يا جميلة؟ لماذا تصرين على إهدارِ كرامتكِ؟"
ردَّتْ جميلة بنفاذِ صبرٍ:
"لأننى السبب يا أسيل! أنا مَنْ تركته ،وإستسلمتُ.."
رفعَتْ أسيل حاجبيها مستنكرةً:
"ما الذى تهذى به هذا؟ ماذا إن لم يكنْ رعد هو الذى أجبركِ على كلِّ ما حدثَ؟"
تحدثَتْ جميلة بنبرةٍ قاطعةٍ:
"أنا مَنْ سمحتُ له يا أسيل! لقد وافقتُ بإرادةٍ يائسةٍ..لم أحاربْ لأجله كما فعلَ مِنْ أجلى.."
أغلقَتْ أسيل عينيها بيأسٍ ،وهى تمسكُ رأسها ،فإبنة خالتها قد فقدَتْ عقلها بالفعلِ..ردَّتْ بعد هنيهةٍ:
"ماذا إن علمَ رعد؟ ماذا إن علمَ حازم؟ ما الذى سنفعله حينها؟"
إستدارَتْ جميلة ترفعُ حقيبتها على كتفها تردفُ بإصرارٍ:
"لن يمنعنى عنه أحدٌ تلك المرة ،فما أسعى إليه لن يوقفه سوى موت أحدنا..أنا ،أو عمرو..وإن ماتَ عمرو ،فأنا مَنْ ستقتله ؛لأنه لن يكونَ لغيرى.."
ناظرتها أسيل غير مصدقة بأن مَنْ تتحدثُ تلك هى جميلة الحكيمةُ التى تعرفها..خرجَتْ أمام عينيها بينما جلسَتْ أسيل على طرفِ الفراشِ متمتمةً:
"يا ربّ أسترها معها!"
بعد قليلٍ مِنْ الشرودِ نهضَتْ تستغفرُ متجهةً لخزانةِ الملابسِ تفتحها قائلةً:
"أريدُ ألوانًا مبهجةً اليوم..ماذا لدينا؟"
أخرجَتْ قميصًا قطنيًا طويلًا بلونِ المشمشِ أعجبها بالرغمِ أنها لم تحبه حين إبتاعته ،وإختارَتْ عليه وشاحًا أبيضًا مزركشًا بورودٍ صغيرةٍ بنفسِ لون القميصِ..إرتدَتْ بنطالًا مِنْ الـ(جينز) الأزرقِ الغامقِ ،ووقفَتْ تطالعُ لون القميص فوقه لكنها شعرَتْ بأمرٍ ناقصٍ ،فذهبَتْ إلى الخزانةِ تخرجُ حزامًا رفيعًا باللونِ الرملى الغامقِ..وقفَتْ أمام إنعكاسها تقيمُ شكلَ الحزامِ فوق القميصِ ،فوجدته يحددُ خصرها بشكلٍ أعجبها مما جعلها تبتسمُ..جلسَتْ تعقدُ شعرها ،وتضعُّ تبرجًا خفيفًا أضاء وجهها ضوءًا فوق ضوءه..كانَتْ ترتدى وشاحها حين صدحَ هاتفها برنينه..فتحَتْ تردُّ على آسيا قائلةً:
"سأرتدى الحذاءَ ،وسأخرجُ.."
ردَّتْ آسيا بغضبٍ:
"هل هذا هو المجئ مبكرًا فى رأيكِ؟"
ردَّتْ أسيل ضاحكةً:
"يا آسيا الساعة ثمانية ،ونصف..أكثر مِنْ ذلك ،سأصلى الفجرَ ،وآتى.."
سمعَتْ ضحكات حازم ،فسألتها مبتسمةً:
"ما هذا؟ هل يسمعنا حازم؟"
ردَّ حازم مبتسمًا على الجانبِ الآخرِ:
"أنا مَنْ جعلتُ آسيا تحدثكِ..هل أحضرتِ ورق العنب؟"
ضحكَتْ أسيل مردفةً:
"هل هذا كلُّ ما يهمكَ؟"
"عيب يا أسيل! هل أنا أنانىٌ لتلكِ الدرجةِ؟ ماذا عن (أم على)؟"
قهقهَتْ أسيل مِنْ قلبها كما فعلَتْ آسيا ،وردَّتْ أخيرًا:
"لا تقلقْ! كلُّ ما طلبته تمَّ تحضيره على أكملِ وجهٍ.."
أنهَتْ معهما المكالمة ،وخرجَتْ تأخذُ الحقائب التى قامَتْ بتجهيزها مِنْ المطبخِ بسرعةٍ بعد أن إرتدَتْ حذائها الرياضى..بالرغمِ مِنْ ضئالةِ جسدها إلا أنها إستطاعَتْ حملَ جميع الحقائب دون مساعدةٍ ،وخرجَتْ بهدوءٍ مِنْ المنزلِ حتى لا توقظ خالتها..
بعد مدةٍ مِنْ الوقتِ كانَتْ تترجلُ مِنْ سيارةِ الأجرةِ ترفعُ على كتفيها الحقائب ،فنزلَ السائقُ ؛ليساعدها مردفًا:
"إنتظرى! سأساعدكِ.."
ذهبَ لها يرفعُ إليها الحقائب ،وهى تتناولهم ،وتضعهم على كتفيها إلى أن إنتهَتْ ،فشكرته بإبتسامةٍ ودودةٍ..كانَتْ تعبرُ الشارعَ دون إنتباهٍ للسيارةِ التى أسرعَتْ فجأةً حتى تخطتها ،وأجفلتها مما جعلَ نارية أسيل تشتعلُ سريعًا صارخةً بسائقِ السيارةِ:
"أيها الحمار الأعمى!"
عادَتْ السيارةُ أمام عينيها ،فأخذَتْ نفسًا تستعدُ لوصلةِ تقريعٍ صباحيةٍ لكنها صمتَتْ حين رأت كرم يخرجُ رأسه مِنْ نافذةِ السيارةِ بإبتسامةٍ متسليةٍ قائلًا:
"ربما أكونُ غبيًا لكننى لستُ حمارًا.."
ردَّتْ تلومه:
"هل جننتَ لقد كادَتْ سيارتكَ أن تحملنى مِنْ على الأرضِ!"
ترجلَ مِنْ السيارةِ أمامها قائلًا:
"لم أكنْ لأسمحُ لها ،ثم إننى بارعٌ فى القيادةِ لم أكنْ لأفعلُ هذا لو أننى غير ذلك.."
قالها ،ومدَّ لها يدّه فى إشارةٍ صامتةٍ لحملِ الحقائبِ مِنها ،فناولته إياهم واحدة تلو الأخرى قائلةً:
"يا سلام! وهل هكذا سأثقُّ بكَ؟ هل هذا سيجعلنى أقفُّ أمام السيارةِ فى المرةِ القادمةِ فاتحةً ذراعى؟"
ضحكَ بقوةٍ ،وقالَ:
"أريدُ أن أعلمَ كيف جسدٌ بهذا الصغرِ يخفى بداخله لسانًا بهذا الطولِ؟"
ردَّتْ مبتسمةً:
"لا تتعجبْ ،فهناكَ الأسوأ حين يملكُ المرء جسدًا طويلًا عريضًا لا يوجدُ داخله عقلٌ مِنْ الأساسِ.."
خطَّتْ إلى البنايةِ تستمعُ لضحكاته الخافتةِ خلفها إلى أن قالَ بعد أن طلبَ مِنْ الأمنِ الخاصِ بالبنايةِ أن يصفَّ له سيارته:
"ما أستعجبه حقًا هو أنكِ جعلتينى أحملُ كلَّ الحقائبِ..أ لن تحملى عنى شىءًا؟"
ردَّتْ مستنكرةً ،وهى تعدلُ وشاحها بحركةِ تعالٍ إصطناعيةِ:
"ولماذا أحملُ عنكَ ،وأنتَ الرجل؟"
هزَّ رأسه بتحسرٍ ممازحًا:
"يا بنيتى حين يروننى النساءُ يكدن يحملوننى مِنْ على الأرضِ حملًا..أنتِ لا تعلمين ما هو تأثيرى على الجنسِ اللطيفِ.."
ضحكَتْ بخفوتٍ مردفةً:
"لماذا إن شاء الله؟ هل مَنْ خلقكَ لم يخلقْ غيركَ؟ ثم إنكَ لستُ بهذا الجمالِ الآخاذِ حتى تغترَ بنفسكَ.."
نظرَ لها بإبتسامةٍ جانبيةٍ يقولُ:
"أنا أيضًا أرى هذا حين أنظرُ لنفسى فى المرآةِ.."
ضحكَ مكملًا:
"حين أجدُّ إحداهن تقفُّ محدقةً بى فى بلاهةٍ أضحكُ متسائلًا ما هذا الذى يجذبهم إلىَّ؟"
فغرَتْ فاها غير مصدقة لما يقوله ،فحديثها معه كانَ دربًا مِنْ المزاحِ..كرم أقلَّ ما يُقالُ عنه أنه وسيمٌ ،ولو أن هذا اللفظَ لا يفيه حقه مِنْ الجمالِ..جماله ليس بالجمال العربى المُتعارف عليه ،بل ما يميزه هو جماله الأوروبى بدءًا مِنْ شعره المتدرج بين ألوان العسل ،وخيوطٍ مِنْ ذهبيةِ الشمسِ إلى ملامحِ وجهه المميزة ،فهو يملكُ عيونٍ زرقاءٍ زرقةِ سماءِ أغسطس لا يشوبها عيوبًا ،وأهدابه الكستنائية تحاوطهما بغزارةٍ مما يجعلهما مركز جذب إنتباه لأى إمرأةٍ..كلُّ ما به مميزٌ حتى أنفه متوسطة الحجم لديها إستقامة شامخة جذابة تلبقُ بشفتيه غير متناغمتى الحجمِ ،فشفته السفلى تبدو ،وكأنها نصف دائرةٍ ممتلئةٍ عكسِ الرقةِ النسبيةِ لشفته العليا ،وكلُّ هذا يتناغمُ مع لونِ بشرته..بالرغمِ مِنْ أنه يملكُ بشرةً فاتحةً إلا أن الشمسَ قد قبلته ،فوشمَته بلونٍ ذهبىٍ مميزٍ تناسبَ مع طوله ،وتناسقِ جسده..
"ما بكِ تنظرين لى بإشمئزازٍ ،وكأننى قد خرجتُ مِنْ بالوعةٍ لتوى؟"
تيقظَتْ إلى أن مناقشتها داخل رأسها ،وتعجبها تجسدَ فوق ملامحها ،فأغلقَتْ فمها مردفةً:
"لا شىء فقط..تذكرتُ أمرًا.."
ابتسمَ ،وأشارَ للمصعدِ قائلًا:
"حسنًا هيا بنا!"
تقدمته بهدوءٍ ،وفتحَتْ بابَ المصعدِ تناظره قائلةً:
"ما الذى أتى بكَ باكرًا هكذا؟"
دلفَتْ للمصعدِ ،وهو مِنْ خلفها مردفًا:
"لقد طلبَ حازم مساعدتى فى الشقةِ ؛لأن أختكِ ترفضُ أن تجلبَ عمالًا.."
ضحكَتْ أسيل ،وقالَتْ:
"أنا مَنْ إقترحتُ عليها تلك الفكرة..لم أكنْ أتوقعُ أن تعجبها.."
ضحكَتْ مجددًا بينما ناظرها كرم بخبثٍ ،وهو يضغطُ على رقمِ الطابقِ ،فنظرَتْ له بترقبٍ قائلةً:
"لن تخبرَ حازم..أ ليس كذلك؟"
ردَّ كرم بإبتسامةٍ رائقةٍ:
"لكلِّ شىءٌ ثمنه..وأنا لا أريدُ شىءًا منكِ ما الذى سيمنعنى عن إخباره إذًا؟ على الأقلِّ سنتسلى قليلًا حين يعرفُ.."
تخصرَتْ تردُّ بإبتسامةٍ تشبه خاصته:
"ما المُسلى فى أن يعلقنى مكان مصابيح الضوءِ؟ لا تمزحْ يا كرم بالله عليكَ!"
ضحكَ ،ورفعَ يديه قائلًا:
"ومَنْ قالَ أننى أمزحُ؟"
فُتِحَ باب المصعد ،فخرجَ كرم أولًا تبعته أسيل قائلةً:
"لا تتحدانى! مِنْ الأفضلِ لكَ أن نكونَ صديقين.."
إستدارَ لها قبل بلوغه باب شقةِ حازم يسألها بروحٍ منتعشةٍ:
"وإلا ماذا؟"
رفعَتْ حاجبًا تقولُ:
"تعجبنى روح الشجاعةِ تلك..لا تبكِّ فقط فيما بعد!"
قالتها ،وتخطته تقرعُ الجرسَ بينما وقفَ هو مبتسمًا ،وهو يردفُ:
"عن نفسى أنا لا أجوبُ الشوارع تائهًا ،وأبكى ما إن أقعَّ فوق أحدهم..مِنْ تلك الناحيةِ ،فإطمأنى لن أبكى!"
إلتفتَتْ له بحدقتين هَلِعَتين ،ووجهها يتخضبُ بورديةٍ مُحببةٍ..فتحَ حازم الباب قائلًا:
"ولاد حلال! أتيتما فى وقتكما.."
خرجَتْ آسيا مِنْ خلفه ؛لتصافحَ أسيل لكنها قطبَتْ تسألها:
"ما بكِ يا أسيل؟ وجهكِ يشبه حبة الفراولة يا فتاة!"
ضحكَ كرم بخفوتٍ مِنْ خلف أسيل التى تنحنحَتْ قائلةً:
"تعلمين يا آسيا إرهاق الطريق ،والحرارة.."
دلفَتْ مع آسيا تاركةً حازم يتناولُ مِنْ كرم الحقائب صائحًا:
"يا الله! أشعرُ بأننى سألتهمهم دون أن أنتظرَ أحدًا.."
ضحكَ كرم ،وسأله:
"لماذا؟ ما الذى بتلك الحقائبِ؟"
ردَّ حازم بحماسٍ مغلقًا باب الشقةِ:
"طعامٌ يا كرم! طعامٌ بشرىٌ حقيقىٌ.."
صرخَتْ آسيا مِنْ الداخلِ:
"أسمعكَ يا حازم!"
ضحكا كرم ،وأسيل على كليهما بينما همسَ حازم لنفسه:
"تسمعُ دبيبَ النملِ.."
سأله كرم بجديةٍ:
"حسنًا ما الذى سنفعله الآن؟"
ردَّ حازم متجهًا إلى المطبخِ:
"سنتناولُ الفطورَ أولًا ،وبعدها ستغيرُ ملابسكَ أنتَ ،وأسيل ،وتعملان معنا.."
أومأ كرم مستمتعًا بالفكرةِ ،فوجودُ تلك النارية فى أى شىءٍ يزيدُ مِنْ إنتعاشه..خرجَتْ أسيل بعد قليلٍ مرتديةً مريول آسيا الـ(جينز) ،وقميصًا قطنيًا ملطخًا بالعديدِ مِنْ الألوان حتى خُفِى لونه الأبيض ،وغيرَتْ وشاحها إلى آخر أسودٍ عقدته بعفويةٍ خلف رقبتها ،فأظهرَ إستدارةَ وجهها الناعمة..ظلَّ يحدقُ بها لحظاتٍ ،ثم أعادَ تركيزه لحازم الذى كانَ كالنحلةِ فى المطبخِ يحضرُ الفطورَ أمَّا آسيا ،وأسيل كانتا تجهزان مكانًا للجلوسِ ،فإفترشا الأرضَ ،وبدأتْ كلُّ مِنهما فى إحضارِ أدوات الطعامِ..بعد قليلٍ كانوا جالسين جميعًا حول الطعامِ يضحكون على حديثِ كرم..
"لا تذكرنى بالله عليكَ تلك الفتاة كانَتْ تثيرُ القشعريرةَ بجسدى كلما تذكرتها.."
قالها حازم ممسكًا بذراعِ كرم الضاحك ،فسألته آسيا بإبتسامةٍ متجهمةٍ:
"لماذا؟ ما بها تلك الفتاة؟"
ردَّ كرم مبتسمًا بخبثٍ:
"لقد كانَتْ تحبُّ حازم.."
رفعَتْ آسيا حاجبًا مستنكرةً:
"تحبه!"
سعلَتْ أسيل إثر ضحكةٍ كتمتها بينما نظرَ حازم لكرم يسأله بجديةٍ:
"أنت تمزحُ أ ليس كذلك؟ نهى لم تكـ.."
قاطعه كرم رافعًا يديه مردفًا:
"إنتظرْ! إنتظرْ أنا سأثبتُ لكَ.."
نظرَ بطرفِ عينه إلى آسيا مكملًا:
"أ تذكرُ آخر يوم إمتحانات بالسنة الثالثة؟ حين طلبَتْ مِنكَ أن تخرجَ معنا.."
أومأ حازم بتركيزٍ مضاعفٍ ،فأكملَ كرم:
"هذا اليومُ قبل الإمتحانِ كانَتْ تسألنى عنكَ ،وكانَتْ تخططُ للذهابِ معكَ وحدكما لكنها فشلَتْ فى ذلك.."
ابتسمَ حازم ،وقالَ:
"يا أخى ،وأنا أتسائلُ لماذا كانَتْ تدورُ حولى كالنحلةِ؟.."
ضحكَتْ آسيا بعصبيةٍ ،وقالَتْ:
"تدورُ كالنحلةِ!"
ردَّ كرم ؛ليزيدَ مِنْ حدةِ غيرتها:
"أقسمُ بربى كانَتْ هائمةً به لدرجةِ أنها كانَتْ ستقبله فى مرةٍ بالخطأ.."
جلجلَتْ ضحكة حازم بينما إكفهرَ وجه آسيا ،وأسيل تترجى كرم بعينيها أن يصمتَ ،ولا يزيدُ ما بآسيا..تحدثَ حازم بنبرةٍ رائقةٍ:
"يا الله! لقد كدتُ أنسى تلك الأيام يا كرم!"
نهضَتْ آسيا فجأةً مردفةً:
"لقد شبعتُ.."
سارَتْ بخطواتٍ راكضةٍ إلى خارجِ الصالةِ ،فنظرَ حازم فى آثارها بغباءٍ بينما إرتكزَ كرم على كفيه خلف ظهره مردفًا ببرودٍ:
"إنهضَ يا بطل! يومكَ أسود اليوم.."
ضحكَ بينما حدجه حازم بنظرةٍ ماكرةٍ قائلًا:
"يا ابن الـ..لن أسُبكَ الآن فقط إنتظرْ!"
قالها ،ونهضَ مناديًا:
"آسيا!"
خرجَ تاركًا أسيل ،وكرم وحدهما ،فهدرَتْ أسيل بكرم:
"ما الذى فعلته هذا؟"
ردَّ بإبتسامةٍ عبثيةٍ:
"أتسلى قليلًا..سيصالحها لا تقلقى!"
تمتمَتْ بغضبٍ:
"غبى!"
"سمعتكِ.."
"وهل يجبُّ أن أخافَ مثلًا؟"
ظلَّ ينظرُ لها بإبتسامةٍ رائقةٍ ،ثم سألها:
"مَنْ سهر تلك التى كنتِ تبكين عليها؟"
إنتفضَتْ واضعةً يدها على فمها فى إشارةٍ خائفةٍ للصمتِ بينما قطبَ هو مستفهمًا:
"لماذا؟"
زفرَتْ نفسًا متوترًا ،وإقتربَتْ برأسها مِنه هامسةً:
"أرجوكَ لا تخبرْ أحدًا عن هذا؟"
إعتدلَ فى جلسته بقلقٍ يسألها:
"لماذا؟ أنا لن أصمتَ دون أن أعلمَ السببُ.."
ردَّتْ ،والدموعُ تترقرقُ فى مقلتيها:
"حسنًا سهر تلك فتاة صغيرة ،وكانَتْ مريضة بالـ..سرطان.."
تجهمَ للحظاتٍ ،ثم سألها:
"ومِنْ أين تعرفيها؟ ولماذا لا تريدين إخبارَ أحدٍ؟"
كادَتْ أن تردَّ لولا دخولِ آسيا المفاجئ ،ومِنْ خلفها حازم بنظراتٍ متوعدةٍ لكرم بينما أسيل ناظرَتْ كرم برجاءٍ صامتٍ أعربَتْ عنه دموعها المحتبسة..
ذهبَ يغيرُ ملابسه بأخرى تلبقُ بعناءِ ما سيفعله ،فخرجَ بقميصٍ رياضىٍ بحملاتٍ لحازم دون أن يغيرَ بنطاله الـ(جينز) ،وخلعَ حذاءه..
لاحظَتْ أسيل مظهره العفوى المتشردِ بعضِ الشىء ،فإبتسمَتْ تمازحه:
"الله يسهلها عليكَ! لقد أغلقنا اليوم.."
ضحكَ ،وقالَ:
"لا حلوة.."
ذهبَ يركبُ أدوات الدهانِ مع حازم الذى بدأ يشرحُ له بأنهم سيعملون كلهم فى نفسِ الغرفةِ حتى ينهوا عملها بسرعةٍ بينما بدأت آسيا تعلمُ أسيل طريقةِ تلوين الحائطِ ،ونظرًا لقصرِ قامة أسيل إضطرَتْ أن تصعدَ فوق سلمًا خشبيًا..
بدأوا جميعًا العملِ ،وبعد ما يقربُ الساعة مِنْ العملِ ،والحديثِ تنهدَ كرم مردفًا:
"ما هذا المللُ؟أ لا تستمعون لأى أغانٍ؟"
ردَّتْ أسيل تحكُّ أنفها ،فتلطخَتْ دون أن ترى:
"كنتُ سأقولُ هذا الآن.."
إلتفتَ لهما حازم قائلًا:
"فليشغلْ أحدكما ما يريده هناك سماعات بنظامِ البلتوث فى الغرفةِ.."
نظرَ أسيل ،وكرم لبعضهما ،وأخذَ الإثنان يبحثان عن هاتفيهما لكن أسيل كانَتْ الأسبق بإخراجِ هاتفها مِنْ جيبها مبتسمةً بظفرٍ..أوصلَتْ الهاتف بالسماعاتِ ،وفتحَتْ قائمة الأغانى ،فإمتعضَ كرم قائلًا:
"إختارى شىءًا جيدًا!"
نظرَتْ له بقرفٍ ثم أعادَتْ نظرها لهاتفها مبتسمةً ،ولمسَتْ إسمَ الأغنيةِ التى تريدها..
صدحَتْ الموسيقا الشرقيةُ المميزةُ فى لحظتها لأغنية (حلف القمر) للفنانِ جورج وسوف..نظرَ كرم لأسيل مشدوهًا ،ثم قالَ:
"مِنْ أين عرفتِ هذه الأغنية؟"
إبتسمَتْ تشيرُ إلى نفسها بفخرٍ قائلةً:
"لى مصادرى الخاصة.."
ظلَّ يعملان دون أن يستطيعَ كرم أن يتوقفَ عن إختلاسِ النظراتِ لأسيل مِنْ آنٍّ لآخرٍ..بها شىءٌ يجذبُ نظره لا يعلمُ كنهه ربما هى إبتسامتها المشرقة ،وربما يكون هذا تأثير تلك الأغنية المتفجرة بالمشاعرَ ،والتى يستعجبُ حقًّا كيف لفتاةٍ مثلها أن تعرفها..

حلف القمر لون الورود
لون الزهر فوق الخدود
زاد الحلا جدايل سود جدايل سود
حلي الكرز فوق شفافك آه يا قمر
حلف القمر لون الورود
لون الزهر فوق الخدود
زاد الحلا جدايل سود جدايل سود
حلي الكرز فوق شفافك آه يا قمر
فى الحسن لا بعدك ولا قبلك يا روحى
يا روحى كملت أوصافك يا يا روحى


بتلك الأغنيةِ شجنٌ لن يفهمه سواها هى ،وآسيا ؛فتلك الأغنيةُ لها مذاقُ الذكريات حين كانَتْ تصدحُ بين جدران بيتهم الدافىء ،ووالدها يتغنى بها لوالدتها فى عشقٍ أنارَ قلبيهما..تلك الأغنيةُ لا تفشلُ فى رسمِ إبتسامةٍ عريضةٍ فوق محياها ما إن تستمعَ لموسيقاها ،ولولا وجود حازم ،وكرم لكانَتْ تتمايلُ الآن فوق ألحانها مع آسيا..
إلتفتَ إلى آسيا فوجدها تتمايلُ بخطواتٍ منتشيةٍ ،وتتمتمُ بكلماتِ الأغنيةِ فى تيهٍ راسمةً إبتسامة حانية فوق ثغرها ،فهرولَ ،وضربها بقبضته فى جانبها مما جعلها تتأوه بغضبٍ مِنْ فعلته..إلتفتَ كرم لهما لكنه سرعان ما أعادَ نظره إلى..أسيل..أسيل ،وهى أسيل ناعمة حتى فى غضبها ،وضحكتها..إبتسمَ حين أتى له هذا الخاطرُ ،وعادَ لما كانَ يفعله..
همسَ لها بغضبٍ:
"فلتحترمى نفسكِ ،وتتوقفى عن التمايلِ فى خطواتكِ ،وإلا جعلتكِ تعيشين عرجاء ما تبقى مِنْ حياتكِ!"
نظرَتْ له رافعةً حاجبيها تسأله:
"وهل هذا تمايل؟"
ردَّ بنبرةٍ جافةٍ عكس ما يشعره:
"نعم!"
أشاحَتْ بنظرها للحائطِ متمتمةً:
"هادم اللذات ،ومفرق الجماعات!"
تركَ ما كانَ يحمله ،وقبضَ على ذراعها هادرًا مِنْ بين أسنانه:
"سأريكِ وجه هادم اللذات هذا بعدما يخرجان مِنْ هنا.."
ردَّتْ تستفزه:
"ومَنْ قالَ أننى سأبقى؟ أنا سأعودُ مع أسيل.."
ردَّ ساخرًا:
"لماذا إن شاء الله؟ هل ستفتقديها بتلك السرعةِ؟"
نظرَتْ للحائطِ ،وصمتَتْ هنيهةً قبل أن تقولَ:
"بل إفتقدتُ أبى ،وأمى..لقد كانَتْ تلك هى أغنيتهما المفضلة.."
ناظرها بوغزٍ فى صدره أخفاه بمهارةٍ قائلًا:
"هل..لذلك كنتِ تتمايلين على أنغامها؟"
ضحكَتْ بخفوتٍ ،وأومأتْ له..يا الله! كم يودُّ الآن أن يحتضنها ،ويمطرها قبلات علّها تنسى ما تفكرُ به الآن..أمالَ رأسه إليها هامسًا:
"حسنًا سأشغلها إليكِ حين ينصرفان ،وتمايلى كما تشائين أنا لن أمانعَ إن إشتركتَ معكِ أيضًا!"
ضحكَتْ بقوةٍ تلك المرة ،فإلتفتَتْ أسيل إليهما مبتسمةً ،وهى ترى آسيا تضربُ حازم الضاحك فى ذراعه ،وحين إلتفتَتْ مجددًا قبضَتْ على عينيه المراقبتين لها..
مرَّ باقى اليوم سريعًا قضوه أربعتهم فى العملِ ،والمزاحِ فيما بينهم إلى أن قررَتْ أسيل الرحيل حتى لا تتأخر عن ذلك ،فتبرعَ كرم مثل المرةِ السابقةِ بأن يقلّها إلى المنزلِ..
كانا فى طريقهما لمنزلِ أسيل حين قالَ كرم بعد طولِ صمتٍ:
"لقد أعجبنى طعامكِ بالرغمِ مِنْ أنه ليس بذلك الممتاز.."
نظرَ لها ،وإبتسمَ ممازحًا:
"لكن لا بأس به.."
ردَّتْ بسخريةٍ:
"والله يا أستاذ كرم لا أعلم أين أذهبُ بأفضالكَ تلك؟ هل تنازلتَ للتو بنفسكَ ،وأعجبتَ بطعامى؟ لا أصدقُ.."
ضحكَ بخفةٍ ،وقالَ:
"لقد أردتُ أن أجبرَ بخاطركِ..هل رأيتِ إلى أى حدٍّ أنا كريم؟"
لا تعلمُ لماذا شعرَتْ بالجزعِ ؛لذكرِ إسم كريم لكنها إبتسمَتْ بهدوءٍ بينما سألها هو:
"لم تخبرينى..لماذا لا تريدين إخبار أحدٍّ؟"
ردَّتْ ببساطةٍ تستريحُ فى مقعدها:
"لأننى لم أخبرْ أحدًا عنها.."
صمتَ قليلًا ،ثم قالَ:
"أنا لستُ فضوليًا فى العادةِ ،ولا أريدكِ أن تفسرى أسألتى كنوعٍ مِنْ الـ.."
قاطعته بتفهمٍ:
"أعلمُ..لقد كنتُ غريبةً ذلك اليوم على كلٍّ.."
تنهدَتْ ،ونظرَتْ للنافذةِ تراقبُ شجون الليل المزين ببحرٍ يعكسُ أنوار البنايات تحته فى هدوءٍ بينما شعرَ هو بالإرتباكِ..يريدُ أن يتحدثَ معها لكنه لا يعرفُ ما الذى عليه قوله..رباه! هل هو مراهقٌ حتى يشعرَ بهذا التوترِ لمجردِ محادثةٍ صغيرةٍ مع فتاةٍ؟..
تنحنحَ يجلى صوته ،وقالَ:
"هل لازلتِ تدرسين؟"
ردَّتْ بسلاسةٍ:
"لا لقد تخرجتُ.."
"جيد.."
(ما هذا الردُّ؟) همسَ بها داخل نفسه ،وأخذَ يفكرُ فى سؤالٍ آخرٍ يستطيعُ هو نفسه مجاراتها به لكنها كانَتْ أسبق حين سألته بإهتمامٍ يشوبه فضولًا:
"أ لستَ متزوجًا؟"
ردَّ كرم بسرعةٍ ،وهو ينظرُ للمرآةِ الجانبيةِ يتابعُ الطريقَ:
"لا! أنا مُطلق الآن.."
نظرَ لها ،فوجدها ترمقه بنظراتٍ لامعةٍ طفوليةٍ مما جعله يبتسمُ قائلًا:
"إنه أمرٌ أشبه بالتخرجِ هكذا..لكن هذا تشعرين فيه بالراحةِ أكثر.."
هل لمسَتْ نبرات الألم بين كلماته ،أم أنها تتوهمُ هذا؟..ردَّتْ عليه بهدوءٍ:
"ربما أعلمُ شعورًا يشبهه.."
ما الذى تقصده بشعورٍ يشبهه؟ نفضَ السؤالَ عن خاطره قائلًا:
"حسنًا! ما الذى تفعليه بيومكِ غير الطهى.."
ابتسمَتْ ،وكتفَتْ يديها أمام صدرها قائلةً:
"أتابعُ مسلسلات مع طماطم.."
ردَّ خلفها بإبتسامةٍ متسعةٍ:
"عظيم! ماذا أيضًا؟"
ضحكَتْ ،ثم قالَتْ:
"أحيانًا أخرجُ مع صديقاتى..بالطبعِ هناك أيام للتبضعِ.."
ردَّ مستنكرًا:
"فقط!"
أومأتْ له ،فقالَ بجديةٍ:
"ما تلك الحياةُ المملةُ يا أسيل؟"
ضحكَتْ بخفوتٍ ،وقالَتْ:
"تلك هى حياتى.."
ردَّ بزهوٍ دون أن يحيدَ بعينيه عن الطريقِ يشيرُ إلى نفسه:
"تعلمى مِنِّى يا فتاة! حياتى تتألفُ مِنْ قنبلتى متعةٍ ،ومرحٍ.."
رفعَتْ حاجبًا تسأله بتشككٍ:
"حقًّا؟"
أومأ مؤكدًا:
"بالطبعِ ،فأنا أستيقظُ مِنْ النومِ أمارسُ الروتين الصباحى للرياضةِ ،وأذهبُ للعملِ ،ثم أعودُ مِنه إلى البيتِ ،وأذهبُ لصالةِ الرياضةِ ،وبعدها أعودُ مجددًا للبيتِ أتناولُ ما أجده ،وأنامُ ؛لأستيقظَ فى اليومِ الذى يليه ،وأكررَ كلَّ هذا.."
جلجلَتْ ضحكتها ،فإبتسمَ مكملًا ،وهو يديرُ المقودَ:
"حياةٌ فى منتهى الحماسِ.."
أومأتْ مردفةً:
"واضح.."
بهتَتْ إبتسامتها خفوتًا بينما تحدثَ هو بجديةٍ قائلًا:
"لا حقًّا ،فلنتحدثْ بجديةٍ! أنتِ صغيرة أسيل مِنْ حقكِ أن تستمتعى بحياتكِ ،وتغامرى ،وتكتشفى ،وتقعى ،وتنهضى وحدكِ..هذا هو سنُّكِ..على الأقلِ أنا تزوجتُ ،وجربتُ أشياءً كثيرةً..لقد غامرتُ كثيرًا ،وسأفعلُ بالرغمِ مِنْ أننى قد أتممتُ عامى الثلاثين ،وأكادُ أتممُ الواحد ،والثلاثين..ما الذى يوقفكِ هكذا ،ويجعلكِ بهذا الكسلِ؟"
ردَّتْ مدافعةً عن نفسها:
"أنا لستُ كسولةً يا كرم! فقط..لا أجدُّ الشغفَ الذى يمكننى مِنْ تنفيذِ أى شىءٍ..كلُّ الأيامِ تشبه بعضها لا يوجدُ بها ما يدفعنى للقيامِ بأى جديدٍ.."
تنهدَتْ ،وإستطردَتْ مكملةً:
"لا أعرفُ كيف أصفها لكن حياتى أصبحَتْ.."
ردَّ مكملًا عنها:
"فارغةٌ.."
نظرَتْ له ،فأكملَ:
"أعلمُ..حين تستيقظين شاعرةً بأن ما يحرككِ للحياةِ قد ذهبَ ،وتظلِّين تبحثين عن مخرجٍ يهديكِ لروحكِ مجددًا لكنكِ لا تنفكِ تتخبطين بجدرانِ الوحدةِ ،وتصفعكِ رياح اليأسِ.."
فغرَتْ فاها مبهورة الأنفاس..أنَّى له بذلك التعبيرِ العميقِ ،والذى كشفَ روحها دون مجهودٍ يُذكَر مِنه..ضحكَ بخفوتٍ ،وقالَ:
"لكن عليكِ أن تكملى أ ليس كذلك؟"
نظرَ لها ،فإبتسمَتْ ،وأومأتْ له بثقةٍ مما جعله يناظرها بإعجابٍ خفىٍ مردفًا:
"أنتِ مشعة أسيل لا تجعلى القليلَ مِنْ الفتورِ بحياتكِ يفقدكِ رونقَ روحكِ!"
شردَتْ بكلماته..ليته يعلمُ أن أشعتها تلك توارى خلفها عتمةً موحشةً..ليته يعلمُ بأن روحها قد بهتَتْ حتى لم تعدْ تعرفها..لاذَتْ بصمتها إلى أن غفَّتْ دون قصدٍ..نظرَ لوجهها الملائكى بجانبه بإبتسامةٍ حنونةٍ رُسِمَتْ دون إرادةٍ مِنه..أسيل ليسَتْ بالجميلة لكنها مميزة..لا يعلمُ ما يميزها ربما هو صفاء روحها كبشرتها حليبية اللونِ ،أم عينيها البنيتين العميقتين..ربما يكونُ بساطةَ ملامحها ،ورقتها الشديدة ،وربما تكونُ ناريةَ روحها المتمردةِ فى بعضِ الأحيانِ..ضحكَ يهزُّ رأسه متمتمًا:
"حمار ،وأعمى.."
أوصلها إلى البيتِ بعد ساعةٍ ،وفى خلالِ تلك الساعةِ كانَ يراقبُ وجهها الطفولى الذى أدارته إليه..أوقفَ السيارة خارج الحارةِ ينظرُ لها مرة أخيرة ،ويدّه تأمره بأن يزيلَ ذلك الخطَّ الرفيعَ مِنْ أحمر شفاهها تحت شفتها السفلى..مدَّ يدَّه بجراءةٍ لا يملكها غيره يمسحه بلطفٍ لامسًا شفتها السفلى..شعرَ بنبضةٍ تسرى فى جسده أرعشَتْ قلبه حين لمسَ دفىء شفتها ،وهى نائمة دون أن تشعرَ..أبعدَ يدَّه بسرعةٍ ،وكأنه يمنعُ أفكاره مِنْ التمادى لأكثر مِنْ هذا ،وناداها بصوتٍ متهدجٍ حاولَ أن يخرجه قويًا:
"أ..أسيل!"
لم تستيقظْ ،فهزَّ كتفها بأطرافِ أصابعه بحذرٍ مناديًا:
"أسيــــــــــل!"
فتحَتْ عينيها مجفلةً فجأةً ،وقالَتْ بصدمةٍ ،ونعاسٍ لم تتخلصْ مِنه بعد:
"هل..هل وصلنا؟"
أومأ يكتمُ ضحكةً لحوحةً على الخروجِ ،وقالَ:
"نعم! وصلنا..لقد أردتُ أن أوقظكِ قبل أن ندلفَ للحارةِ.."
ردَّتْ ،وقد بدأتْ تستعيدُ وعيها:
"لا لا! سأدخلُ أنا وحدى.."
حملَتْ حقيبتها ،وكادَتْ أن تخرجَ لكنه أغلقَ الباب إلكترونيًا مِنْ سيارته ،وأدارَ مقودها قائلًا:
"لا لن تذهبى وحدكِ!"
لم تستطعْ أن تناقشه ،فقد دلفَ بالفعلِ إلى الحارةِ دون أن ينتظرَ ردَّها..أوقفَ السيارة أمام بنايتها قائلًا:
"اعطينى هاتفكِ!"
قطبَتْ تسأله:
"لماذا؟"
ردَّ بأمرٍ نزقٍ:
"فقط اعطينى إياه يا أسيل لن أسرقه!"
أخرجَتْ هاتفها مِنْ حقيبتها ،وناولته إياه ،ففتحه ،وقالَ:
"ربما أجدُّ لكِ وظيفةً تعيدُ إليكِ شغفكِ.."
بعد عدة لمساتٍ سريعةٍ مِنْ أصابعه الرشيقة صدحَ رنين هاتفه ،فناولها هاتفها قائلًا:
"هذا رقمى إحفظيه عندكِ ؛لأننى سأحدثكِ عليه.."
أومأتْ بهدوءٍ ،وكأنها لم تستيقظْ إلى الآن ،فأخذَتْ الهاتفَ ،وخرجَتْ مِنْ السيارةِ أمام عينيه..إنتظرَ حتى دلفَتْ إلى البنايةِ ،وأغلقَتْ بابها ،فإبتسمَ إبتسامةً جذابةً يهمسُ لنفسه:
"ربما هى قصيرة لكنها تملكُ جسدًا مميزًا.."


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-22, 01:05 AM   #496

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 8

فى صباح اليوم التالى:

جلسَتْ أمام المرآةِ تجففُ شعرها بالمنشفةِ بقلقٍ..لقد رأته البارحة بذلك المكتبِ الذى أخبرتها عنه أسيل ،وإنتظرَتْ إلى أن خرجَ..لن تتركَ تلك الفرصةَ الصغيرةَ فى محاولةِ التقرب مِنه..ستجازفُ اليوم ،وتجرى تلك المقابلة علّها تُقبَل كمحاميةٍ تحت التدريبِ..لقد حضرَتْ الأوراق المطلوبة ،وجهزَتْ كلَّ شىءٍ حتى رتبَتْ ما سترتديه..أغمضَتْ عينيها تهمسُ برجاءٍ خافتٍ:
"يارب! لا أعلمُ ما الذى سيحدثُ معى اليوم لكننى مطمئنة ؛لأنكَ لم تتركنى يومًا كما لن تتركنى اليوم.."
نهضَتْ بعدها تتحضرُ بسرعةٍ خارقةٍ أزعجَتْ أسيل النائمة ،فجعلتها تستيقظُ مهمهمةً:
"ما الذى تفعليه يا جميلة؟"
ردَّتْ جميلة ،وهى تغلقُ أزرارَ فستانها:
"أتحضرُ ؛لأن لدى مقابلةَ عملٍ.."
نظرَتْ لها أسيل بوجومٍ ،ثم أزاحَتْ غطائها بسرعةٍ تسألها:
"هل تمزحين؟"
إلتفتَتْ لها جميلة مردفةً:
"لا أمزحُ يا أسيل! لقد أردتِ مِنِّى أن أتخطاه ،وها أنا أفعلُ.."
إنتفضَتْ أسيل راكضةً إلى جميلة مِنْ فراشها تسألها بشكٍّ:
"وهل تريدين مِنِّى أن أصدقكِ بعد كلِّ ما حدثَ؟"
عادَتْ جميلة للمرآةِ تعقدُ شعرها قائلةً:
"نعم يا أسيل! سأذهبُ اليوم ؛لأقدمَ على التدريبِ فى مكتبٍ جديدٍ..يجبُّ علىَّ أن أبدأ حياتى مِنْ جديدٍ.."
تخصرَتْ أسيل هادرةً بغضبٍ:
"آه حقًّا! دعينى أخمنُ..هل هو نفسُ المكتبِ الذى ذهبَ إليه عمرو؟"
صمتَتْ جميلة ،فإستشاطَتْ أسيل غضبًا هادرةً:
"هل تريدين أن تجلطينى يا جميلة؟ أين كرامتكِ؟ هل ستتركين حياتكِ كلها ،وتركضى ما تبقى لكِ مِنْ عمركِ خلفه؟"
إستدارَتْ جميلة لها تردفُ بعيونٍ لامعةٍ بدموعٍ أبيّةٍ:
"سأركضُ يا أسيل!أ تعلمين لماذا؟ لأننى لم أفعلْ هذا مِنْ قبلٍ ،وهو لم يتوقفْ للحظةٍ عن فعله لى..لقد حانَ وقت أن أردَّ له ما فعله معى.."
أمسكتها أسيل مِنْ ذراعيها تهزّها قائلةً مِنْ بين أسنانها:
"يا غبية إفهمى! لقد كانَ يفعلُ هذا معكِ ؛لأنه كانَ يُحُبّكِ..عمرو لم يعدْ لكِ يا جميلة ،إفهمى!"
فرَّتْ دمعتيها بيأسٍ قائلةً:
"لا يا أسيل! أنا أشعرُ به إن كانَ يكرهنى فعلًا لكانَ.."
قاطعتها أسيل ساخرةً:
"لكانَ ماذا قتلكِ؟ لكانَ ألقاكِ أمام قطرٍ؟ هل جننتِ جميلة إنه يمقتُ إسمكِ.."
مسحَتْ جميلة دموعها بينما شعرَتْ أسيل بالشفقةِ على حالها ،فربتَتْ عليها مردفةً:
"حبيبتى ينتظركِ الأفضل ،فلتتركيه يا جميلة!"
صمتَتْ جميلة قليلًا ،ثم قالَتْ:
"لن أطلبها منكِ مجددًا..إمنحينى تلك الفرصةَ فقط! إن تمَّ الموافقة علىَّ فى العملِ اليوم سأعتبرها إشارةً بأن أكملَ ،وإن لم يحدثْ سأنساه يا أسيل ،وكأن شىءًا لم يكنْ.."
زفرَتْ أسيل بغضبٍ ،فأمسكَتْ جميلة بيديها تردفُ برجاءٍ:
"والله آخر مرة..لن أطالبكِ بشىءٍ بعدها..لن أتحدثَ عنه أبدًا.."
نظرَتْ لها أسيل بقلبٍ يوخزه الألم شفقةً عليها ،وقالَتْ:
"حسنًا يا جميلة! تلك المرةُ فقط!"
اتسعَتْ إبتسامةُ جميلة ،وإندفعَتْ تعانقُ أسيل مرددةً:
"شكرًا..شكرًا لكِ!"
دمعَتْ عينا أسيل التى إردفَتْ:
"على ماذا أيتها الغبية؟"
شددَتْ جميلة مِنْ عناقها قائلةً:
"على كلِّ شىءٍ.."


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-22, 01:07 AM   #497

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 9

ترجلَتْ مِنْ السيارةِ بهدوءٍ تتفحصُ المكانَ حولها بنظرةٍ سريعةٍ..بسملَتْ ،وصعدَتْ البنايةِ إلى المكتبِ الذى أخبرتها عنه أسيل..جلسَتْ فى ردهةِ الإستقبالِ منتظرةً دورها إلى أن أتى ،ودلفَتْ للمكتبِ الذى يعقدُ به المقابلات..خرجَتْ مِنْ جانبها فتاة صاخبة التبرجِ متأففةً ،وهى تهمسُ:
"حيوان مَنْ يفكرُ نفسه!"
أغلقَتْ البابَ بأمرٍ مِنْ الشابِ الجالسِ أمامها ،وذهبَتْ تجلسُ أمامه بشموخٍ ،وثقةٍ..
لم يرفعْ عينيه عن الورقةِ التى بيده قائلًا:
"آنسة جميلة الحدّاد..امم! اسمٌ مشوقٌ.."
رفعَ عينيه إليها أخيرًا ،فإتسعَتْ إبتسامته مردفًا:
"أخيرًا أنثى طبيعية بهذا اليومِ.."
تجعدَ ما بين حاجبيها ،فقالَ:
"هل يمكنكِ أن تعطينى ملف السيرة الذاتية الخاص بكِ؟"
رفعَتْ حاجبيها تستدركُ أنها لا تزالُ قابضةً على الملفِ بين أناملها ،فرفعته تناوله إياه بهدوءٍ..
ألقى نظرة سريعة على الملفِ ،وقالَ بإبتسامةٍ جذابةٍ:
"أنتِ خريجة جديدة..هذا جيدٌ.."
أغلقَ الملف بعد أن تفحصه كاملًا ،ثم قالَ بهدوءٍ ،ولم يتخلَّ عن إبتسامته بعد:
"اسمى مهاب..نحن هنا فى المكتبِ نقبلُ بتدريبِ المحاميين بشرطٍ واحدٍ ،وهو الإلتزام..تعلمين بالطبعِ.."
قطعَ حديثه حين فُتِحَ البابُ فجأةً ،ونظرَ مهاب للقادمِ بإبتسامةٍ حقيقيةٍ قائلًا:
"لقد كنتُ أفكرُ لتوى ما الذى جعلكَ تتأخرُ؟"
صدحَتْ ضحكةً رجوليةً خافتةً ميّزتها جميلة بسهولةٍ مما قبضَ قلبها ،وجعل حدقتيها تتسعان ،فتشنجَتْ يديها ،وتسارعَتْ أنفاسها..أتى صوته هادئًا واثقًا:
"لقد كنتُ بالكليةِ..هل أنهيتَ ما لديكَ؟"
أشارَ له إلى المقعدِ بجانبِ جميلة قائلًا:
"لن أتأخرَ..إجلسْ!"
أغمضَتْ جميلة عينيها تنطقُ الشهادةَ بينما قطبَ مهاب يسألها بقلقٍ:
"هل أنتِ بخيرٍ؟"
جلسَ عمرو بجانبها مبتسمًا ينظرُ لها ،فتجمدَتْ إبتسامته حين إلتفتَتْ له بوجهه تبتسمُ له..لقد تيبسَتْ تعابيره حتى ظنَّتْ أنه قد فارقَ الحياةَ بينما إرتعشَتْ إبتسامتها ،وهى تقولُ:
"مرحبًا..عمرو!"
همسَ بإسمها فى صدمةٍ:
"جميلة!"


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-22, 01:11 AM   #498

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Icon26

بهذا إنتهى فصلنا اليوم حبيباتى! كنتُ أتمنى أن أستطيعَ إكماله كما تمنيتُ لكننا لنا لقاءٌ آخرٌ بالفصلِ القادمِ إن شاء الله ،وسأعوضُ ما أنقصته مِنْ هذا

Nana.k, shezo, Moon roro and 4 others like this.

رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-22, 11:09 AM   #499

al gameel rasha

? العضوٌ??? » 424155
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 244
?  نُقآطِيْ » al gameel rasha is on a distinguished road
افتراضي

خف علينا يا عم المحامي
رعودي حبيبي رووووووومانسي
كرم يا لههههههههوى عالخبث يا ولد
حزومي اللعب
الفصل رووووووووووووووووعة تسلم ايدك يا قمررررررررررررررررر


al gameel rasha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-22, 12:04 PM   #500

Adella rose
 
الصورة الرمزية Adella rose

? العضوٌ??? » 449245
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,857
?  نُقآطِيْ » Adella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا حبيبتي أسعد الله صباحك بالخير والورود
أولا❤️ أريد أن أشكرك على جمال شعورك وصدق احساسك بي وتشجيعك المميز ❤️دمت متألقة يارنا😘❤️
ثانيا ❤️رغم حرارة الجو الا أني شعرت وأنا أقرأ الفصل الممتع هذا بنسيم يلطف مشاعري من روعة الفصل ولذة السرد والحوار وصدق المشاعر
أنت تقريبا ضربت على أوتار أحاسيسنا وأنت تنقليننا من مرحلة إلى أخرى شعرت بأني ركبت باخرة تنقلني حول العالم 😘
صدقا استمتعت حتى اني حين وصلت لآخر الفصل شعرت وكأن هناك من أيقظني من حلم لذيذ فأجفلني😄
أنار الله طريقك يارنرون وأشكرك على جمال وروعة الرواية المميزة ❤️
يسلم لي قلمك المشع كقمر في سماء الروايات ❤️😘

shezo and رنا الليثي like this.

Adella rose متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:56 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.