آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          صقور تخشى الحب (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ذكريات سجينة (69) للكاتبة: أبي غرين (الجزء الثاني من سلسلة الشقيقان) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          الفارس الشجاع (29) للكاتبة: Day Leclaire *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          قدرنا معاً (40) للكاتبة:Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          1 - الاختفاء الغامض (الكاتـب : MooNy87 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4322Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-08-22, 01:15 AM   #531

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 2


فتحَ البابَ ،وكادَ أن يخرجَ لولا صوت فاطمة التى سألته:
"هل ستذهبُ للعملِ فى يومِ إجازتكَ أيضًا؟"
إلتفتَ لها بوجهه ،وقالَ:
"أنا لستُ ذاهبًا للعملِ.."
إقتربَتْ مِنه فى خطواتٍ هادئةٍ مردفةً:
"أنا أعلمُ هل تظننى غبية يا رعد؟"
ردَّ بعد أن زفرَ بيأسٍ:
"لا سمحَ الله يا ماما!"
سألته مجددًا بغضبٍ لم تستطعْ الأيام الماضية إطفاءه:
"إذًا أنتَ ذاهبٌ لها أ ليس كذلك؟"
أغلقَ الباب مستغفرًا ،وإلتفتَ لها قائلًا:
"نعم! أنا ذاهبٌ لها.."
لوحَتْ بيديها فى يأسٍ صائحةً:
"عوضى على الله فى عقل إبنى البكر..ستجلطنى..ستجلطنى يا رعد!"
إقتربَ مِنها مردفًا:
"لماذا يا ماما؟ كلُّ هذا ؛لأنِّى أردتها فقط؟"
صرخَتْ به فى نفاذِ صبرٍ:
"وهل مَنْ خلقها لم يخلق غيرها؟ ما بها تلك الفتاة ؛لتجعلكَ تخطو فوق كرامتكَ لأجلها؟ هل سحرَتْ لكَ؟"
أغمضَ عينيه ،ثم فتحهما مردفًا بهدوءٍ:
"أحبُّها..هذا ما بها.."
رفعَتْ يديها تمسحُ بهما وجهها بينما لزمَتْ أسيل غرفتها تستمعُ لحديثهما بحزنٍ على قلبِ خالتها المفطورِ ،فلن تنسى يوم أن أتَتْ ،وما حدثَ حينها..لقد بكَّتْ حظّ رعد العسر الليل كلّه بالرغمِ مِنْ محاولاتها هى ،وجميلة للتخفيف عنها..
"رعد! أنا لستُ موافقةً على تلك الزيجةِ كلّها..وهذا آخر ما عندى.."
صرخَ رعد بغضبٍ فجرَ عروقه:
"أنتِ لستِ موافقة ،ووالدها لا لماذا؟ ما الخطأ فى أن نجتمعَ أنا ،وهى تحت سقفِ بيتٍ واحدٍ؟"
صرخَتْ فاطمة بقلبِ أمٍّ يخفقُ لأجلِ صغيرها:
"الخطأ مِنْ أبيها..أنا لن آتى معكَ ،وأشجعكَ على إهدارِ كرامتكَ مجددًا حتى لو كانَتْ النتيجة هى أن تنالها فى النهايةِ..أنتَ..أنتَ إبن مصطفى الحدّاد..أ تعلمُ مَنْ هو مصطفى الحدّاد يا رعد أم نسيته؟"
صمتَ ،وأشاحَ بوجهه يضبطُ إنفعالاته ،ثم نظرَ لها مردفًا بنبرةٍ أجشةٍ:
"مصطفى الحدّاد هذا إن كانَ موجودًا لكان ساعدنى على بلوغِ حلمى..لكان دافع عنّى..لكان حمل عنّى هموم الدنيا كلها ،ولم يزِدها فوق كتفى.."
إلتمعَتْ عيناه فى تحسرٍ ،وخرجَ أمام عينيها..سمعَتْ أسيل صوت صفقة البابِ ،فخرجَتْ تهرولُ لخالتها التى إجهشَتْ فى البكاءِ..إحتضنتها ،وربتَتْ عليها مردفةً:
"سيحلّها الله مِنْ عنده.."
غمغمَتْ فاطمة بوجهٍ إزدادَتْ تجاعيده همًّا:
"لقد تعبتُ..تعبتُ ،ولم أعدْ أطيقُ رؤيته يتألمُ..وجودها بحياته لم يجلبْ سوى الخراب يا أسيل!"
مسحَتْ لها أسيل دموعها مردفةً:
"هذا ليس ذنبها يا خالتى! ليس ذنبها أن أباها رجلٌ حقيرٌ ،وأنها نشأتْ فى أسرةٍ تلفظها.."
أخذَتْ بيدها ،وأجلستها ،وقرفصَتْ أمامها مكملةً:
"فلندعْ الأمر لله! أنا على يقينٍ بأن الله لم يكتبْ لهما سوى كلّ خيرٍ.."
تمتمَتْ فاطمة بخفوتٍ:
"مِنْ فمكِ لبابِ السماء يا أسيل!"
نهضَتْ أسيل مِنْ جلستها ،ولثمَتْ جبهة فاطمة ،ثم قالَتْ بإبتسامةٍ واسعةٍ:
"ما رأيكِ بأن نُعدَّ الفطور الآن؟"
أومأتْ لها فاطمة بشرودٍ ،فذهبَتْ أسيل ،وأخذَتْ هاتفها مِنْ غرفتها ،ثم ركضَتْ للمطبخِ..وقفَتْ تعدُّ الطعام بنشاطٍ ،وتنظرُ للهاتفِ بترقبٍ كلّ دقيقتين إلى أن صدحَ رنينُ الهاتفِ ،فركضَتْ له ،ورفعته تقرأ إسم المتصل بعيونٍ فَرِحةٍ..إنتظرَتْ ثانيتين ،ثم فتحَتْ المكالمة ،فأتاها صوته ناعسًا هادئًا بنبرته المميزةِ:
"صباح الخير أيتها الناعمة!"
قطبَتْ تسأله بتعجبٍ:
"ناعمة!"
فضحكَ ،وقالَ:
"نعم ،هذا معنى إسمكِ أ لم تعلمين مِنْ قبلٍ؟"
ضحكَتْ ،وقالَتْ:
"أعلمُ..لكن..مِنْ أين لكَ بمعناه؟"
إحتضنَ وسادةً بجانبه ،وقالَ:
"لطالما تساءلتُ ماذا يعنى إسمكِ..كنتُ أتمنى أن أشكرَ الوالد على حُسن إنتقاء الإسم..لقد كانَ لديه بعد نظر.."
ابتسمَتْ ،وتلاعبَتْ بملعقةٍ فى يدِّها تقولُ:
"لم يختاره والدى..بابا -رحمه الله- إختارَ إسمَ آسيا أمَّا أنا ،فماما -رحمها الله- هى مَنْ أسمتنى.."
ردَّ كرم بإبتسامةٍ مستمتعةٍ:
"فى كلِّ الأحوال لقد مُنحتِ إسمٌ يصفكِ بالفعلِ.."
جلجلَتْ ضحكتها ،وقالَتْ:
"أنتَ أول مَنْ يقولُ هذا..أ تعلمُ لقد تعجبَ كريم مِنْ معنى الإسم حين أعلمته ،وقالَ لى مَنْ تلك الناعمة؟"
إعتدلَ فى جلسته ،وقالَ بغضبٍ:
"هذا البرص لا يفهمُ شىءًا لا..إنتظرى! أ لم تلاحظى شىءًا؟"
"ماذا؟"
ضحكَ ،وقالَ:
"كريم ،وكرم.."
قهقهَتْ ،وقالَتْ:
"نعم ،لقد لاحظتها ،وقلتُ لنفسى ما كلُّ هذا السخاءِ؟"
ضحكَ على ما قالته ،ثم قالَ بجديةٍ:
"لا لا دعينا نتحدثُ جديًا! أنا ،وهو كالأرضِ ،والسماء..أنا لستُ غبيًا لأترك أنثى مثلكِ يا أسيل!"
شعرَتْ بجسدها يذوبُ مع كلماته ،فتنحنحَتْ ،وقالَتْ:
"أنا..أنا.."
شقَّ ثغره إبتسامةً جانبيةً حين علمَ بخجلها ،فقالَ:
"ما رأيكِ بأن نتقابلَ اليوم؟"
سألته بصدمةٍ:
"اليوم؟"
أومأ مردفًا:
"نعم ،اليوم..أريدُ تجربةَ مطعمٍ جديدٍ ،وأريدكِ أن تجربيه معى.."
ابتسمَتْ ،وقالَتْ:
"كنتُ أريدُ هذا لكنِّى لن أستطعَ اليوم.."
سألها بإهتمامٍ حقيقىٍ أخبرتها نبرة صوته به:
"لماذا؟ هل أنتِ بخيرٍ؟"
لا يعلمُ لماذا لم يعدْ يستطيعُ أن يهدأ بعدما قرأ عن مرضها ،وعلمَ بأمرِ النزيفِ للمريضةِ..اتسعَتْ إبتسامتها ،وقالَتْ:
"أنا بخيرٍ ،والحمد لله يا كرم! لكن خالتى ليسَتْ بخيرٍ ،ورعد ليس بالبيتِ هو ،وجميلة.."
زفرَ ،وسألها بإرتياحٍ:
"ما بها طماطم؟"
ردَّتْ بحزنٍ:
"حزينة قليلًا.."
قطبَ ،ثم قالَ:
"للأسفِ لن أستطيعَ القدوم..ما الحجةُ التى سأسوقها لآتى لكما مِنْ الأساسِ؟"
ضحكَتْ ،وقالَتْ بخجلٍ:
"ربما أن إحدانا تريدُ رؤيتكَ.."
إنتفضَ يسألها بجديةٍ:
"ماذا قلتِ لتوكِ؟"
لوحَتْ بيدها مردفةً:
"أقصدُ طماطم..أقصدُ.."
داهمَتْ أنفها رائحة إحتراقٍ ،فصاحَتْ:
"البيض.."
رفعَ حاجبيه مستنكرًا:
"بيض!"
صرخَتْ تلومه:
"إحترقَ البيضُ يا كرم! إغلق!"
أغلقَتْ المكالمة بينما نظرَ هو للهاتفِ ،وضحكَ ،ثم فتحَ تطبيق الـ(واتساب) يطبعُ لها رسالة وصلَتْ إليها ففتحتها ،ووجدته كاتبًا:
(إن كانَ البيض هو مَنْ يريدُ رؤيتى ،فأنا تحت أمر البيض)
وألحقَ الجملةَ بقلبٍ أصفرٍ..تبسمَتْ ،فوجدته راسلها برسالةٍ أخرى:
(إن أتى رعد ،أو جميلة أخبرينى! سأنتظرُ ردَّكِ ؛لنخرجَ اليوم معًا ،وها هو العنوان..)
وأرسلَ بعدها رابط لعنوان المكان ،فردَّتْ بإقتضابٍ خجولٍ:
"سأخبركَ.."
أغلقَتْ بعدها التطبيق بتوترٍ ،وعادَتْ تكملُ تحضيرَ الفطورِ..


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-22, 01:17 AM   #532

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 3

لم تتأخرْ فى القدومِ كثيرًا ،بل إنها تكادُ تكون قد أتَتْ فى موعدهما المتفقِ..جلسَتْ أمامه بوجهٍ شاحبٍ تقولُ بلا روحٍ:
"أنا آسفة..لم أكنْ أتوقعُ أن يكونَ بذلك التعجرفِ.."
أومأ لها رعد ،ونظرَ للبحرِ بجانبه ،ثم قالَ بنبرةٍ هادئةٍ:
"ماذا سنفعلُ الآن؟"
توترَتْ ،وبدأتْ أصابعها تطرقُ سطحَ الطاولةِ بينهما بسرعةٍ ،فقبضَ على يدِّها يسألها بشكٍّ:
"فى ماذا تفكرين يا رهف؟"
عضَّتْ على شفتها السفلى ،وقالَتْ:
"صراحةً..أنا.."
سألها بنفاذِ صبرٍ:
"أنتِ ماذا؟ القيها بوجهى يا رهف أنا مستعد.."
تجعدَ ما بين حاجبيها ،وقالَتْ:
"أفكرُ فى أن نهربَ ،ونتزوجَ ،فنضعه أمام الأمرِ الواقعِ.."
أزاحَ كفّه مِنْ فوق يدّها فى هدوءٍ ،وتجمدَتْ ملامحه ،فإسترسلَتْ:
"أنا لا أجدُّ غير هذا ،وأرى أن.."
قاطعها بنبرةٍ تنذرُ بالهلاكِ:
"إذهبى الآن يا رهف!"
سألته بقلقٍ:
"ماذا قلتَ؟"
أعادَ قوله بحدةٍ أكبر:
"قلتُ إذهبى! عودى لمنزلكِ!"
هدرَتْ بأعصابٍ محترقةٍ:
"وهل سافرتُ أربعة ساعات حتى تقولَ لى إذهبى؟ ما الذى حدثَ يا رعد؟"
ردَّ ،وشعورُ خيبة الأملِ يأبى تركه:
"أ تريدين أن نهربَ ،ونتزوجَ حقًّا؟"
ردَّتْ بلا مبالاة:
"وما العيبُ بالفكرةِ؟"
صفعَ سطح الطاولةِ بينهما هادرًا:
"العيبُ فى الفكرةِ هى الفكرة نفسها..العيبُ هو أنكِ بنت ناس يا رهف ،وإن قبلتيها أنتِ لن أقبلها أنا..العيبُ هو أننا لم نخطأ برغبتنا فى الزواجِ حتى نهربَ.."
قالَتْ بغضبٍ مِنْ عصبيته:
"حسنًا يا رعد! هذا ما لدى..أبى لن يوافقَ ،وأنا أعلمه عنكَ ،وأنا لن أستطيعَ فعلَ شىءٍ سوى الهرب.."
ردَّ رعد ،وهو يلقى المال ثمن قهوته على الطاولةِ:
"وأنا لستُ مجرمًا حتى أهربَ..أنا أريدكِ على سنة الله ،ورسوله كأى إثنين محترمين..وعلى ما أعتقدُ أنكِ لستِ راقصة يا رهف حتى تهربى أنتِ الأخرى.."
نهضَ ،وتركها بينما نظرَتْ هى لمقعده غير مصدقة ما قاله لتوه..هل بالفعلِ تخلى عنها؟..


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-22, 01:18 AM   #533

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 4

دلفَ لمكتبها كالإعصارِ متغاضيًا أوامر مساعدتها بالبقاءِ خارجًا ،وصاحَ فى غضبٍ أهوجٍ:
"أين هى؟"
نهضَتْ ريحان عن مقعدها مُجفلةً ،وهى تراه يخطو نحوها بخطواتٍ واسعةٍ ،فصرفَتْ المساعدة ،وقالَتْ:
"لا تتهورْ ،وتفعلْ ما تندمُ عليه يا رامز!"
خرجَ صوته قويًا مدويًا:
"إذًا أنتِ تعلمين بأنكِ قد فعلتِ ما يجعلنى أتهورُ.."
قالَتْ بإرتعاشٍ لم تتحكمْ به:
"أ..أنا لم أفعلْ سوى الصواب..لم تكنْ ملتزمًا ،فقمتُ بخصمِ ثمن تأخيركَ مِنْ مرتبكَ.."
صفعَ سطح المكتب بينهما هادرًا:
"وماذا عن العملِ الزائدِ الذى كُلفتُ به؟ ماذا عن الإهانةِ التى تعمدتيها لى الأيام السابقة؟"
لم تجدْ ردًّا ،وشعرَتْ بالغباءِ ،فما كانَ يدفعها لفعلِ كلِّ هذا ليس سوى شعور بالنقصِ ،والقليل مِنْ..الحسدِ ربما ؛لأنه يكملُ حياته الآن ،وينعمُ بحريةِ الإختيارات ،وهى لا..
أفاقَتْ على الورقةِ التى ألقاها لها فوق المكتب مردفًا:
"هذه إستقالتى..وافقتِ عليها..لم توافقى..أنا لستُ موظفًا لديكِ..لستُ خادمًا لكِ..لستُ تحت رحمتكِ ريحان..أعترفُ أنِّى أخطأتُ بحقكِ حين أتيتِ لى.."
تنهدَ ،وأكملَ بنظرةٍ لم تستطعْ تفسيرَ ما تحمله إليها:
"أعترفُ أنِّى كنتَ غبيًا ،ولا أستحقُ حبَّكِ وقتها لكنّكِ لا تعلمين مَنْ أنا..لم تعرفى ما كنتُ به..لكنِّى لستُ هذا الشخص الذى قابلتيه..أنا لن أتقبلَ أى إهانةٍ أخرى حتى لو كانَ ثمنها تكفيرًا عن إثمى الوحيد.."
رمقها بنظرةٍ أخيرةٍ ،وخرجَ أمامها ،فجلسَتْ تنظرُ لورقةِ إستقالته بجمودٍ..لا يهمها حقًّا إن كانَ بالشركةِ أم لا لكنها لم تُرِدْ أن تكونَ مثله..لم تُرِدْ أن تفسدَ حياته..


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-22, 01:20 AM   #534

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 5

كانَ يصففُ شعره أمام المرآةِ ،وهو يدندنُ بألحانِ أغنيةٍ شعبيةٍ كعادته ،فذوقه فى الأغانى يختلفُ عن مظهره تمامًا لكنه لم يكنْ يأبه بذلك ،بل كانَ يفتخرُ به..استقامَ بوقفته مبتسمًا يطالعُ إنعكاسه فى المرآةِ برضا ،وقالَ:
"قمر يا كرم!"
لم يعدْ يستطيعُ التوقفَ عن التفكيرِ بها كما لم يعدْ يتحكمُ بتلك النزعة الصبيانية التى أحيتها به ،فكلما كانَ فارغًا يجدُّ نفسه يهاتفها دون إرادةٍ مِنه..لا يعلمُ لماذا يشتاقُ صوتها الدافئ ،وضحكاتها المُشعة..شىءٌ ما يجعله يريدُ رؤيتها ،والحديث معها مما يطيلُ سهاده كلّ يومٍ إلى أن يلحقَ بقطارِ النومِ حالمًا بها..دخولها بحياته فى تلك الفترةِ كانَ يحتاجه ،بل يحتاجه ،وبشدةِ ،فقد أحيّته مِنْ رفاته بعد أن ظنَّ بأن الحياةَ لا يوجدُ بها ألوان سوى الرمادى لكنها أتَتْ ،ونثرَتْ بها ضحكاتها الملونة ،فأنارَتها..يعلمُ أنه قد خدعَ ذاته قبل حازم بأنه وضعها فى خانةِ الأختِ إسمًا ،لا مكانةً لكنه لم ،ولن يضرها بعمره ،بل ما نبتَ بداخله شعورٌ أشبه بشعورِ مسؤولية قوية ،وكأنها تخصّه بالفعلِ..بعد لقاءهما الثالث علمَ بأنها قد سلبته قلبه فى غفوةٍ مِنه ،وأنّه قد تعلقَ بها ،وبوجودها كما أنّه غير مستعد للتخلى عنها..لا يعلمُ ما ردّ فعل حازم على هذا لكنّه لن يخبره إلا حين يتأكد مِنْ مشاعرها..رفعَ زجاجة عطره لكنه أنزلها سريعًا ،وركضَ لهاتفه ذى الرنين المرتفعِ القابع خلفه..
وجده رقم غير مُسجل لديه ،ففتحَ المكالمة ينتظرُ ردَّ الجانبِ الآخرِ لكن طالَ الصمت بينهما مما جعله يشعرُ بخطبٍ جللٍ قادمٍ إليه..تكهنَ هويةَ المتصلِ حين طرقَتْ مسامعه أصوات نشيجٍ خافتٍ ،فأغمضَ عينيه ،وتجعدَ ما بين حاجبيه متمتمًا:
"سارة!"


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-22, 01:21 AM   #535

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 6

كانَ يسيرُ مع مهاب ،وخلفهما جميلة بين أروقةِ المحكمة فى تعجلٍ بينما حاولَتْ جميلة أن تلحقَ بهما لكنها كانَتْ تضيعُ آثارهما كلّ خطوتين مِنْ الزحامِ ،فاليوم هو يوم مرافعة مهمة لدى مهاب ،وكالعادةِ يصاحبه عمرو ،وألزمَ مهاب جميلة بالحضورِ حتى تعتادَ رهبة البدايةِ..
دلفا للقاعةِ ،فذهبَ مهاب ،وجلسَ مكانه مرتديًا زى المحاماة المعتاد بعد أن أخبرهما بأن يجلسا وسط الحضور..إلتفتَ عمرو ،فوجدَ جميلة تحاربُ لبلوغه وسط جمعٍ مِنْ الرجالِ ،فأطلقَ سبّةً نابيةً ،وشقَّ الزحام بين الحضورِ فى عجلٍ إلى أن بلغها ،وجذبها مِنْ رسغها خلفه لكنها كانَتْ تبتعدُ عنه بغير إرادتها ،فأخذَ يجذبها له مِنْ ذراعها فى تملكٍ أمَّا جميلة ،فقد تعلقَتْ بسترته كطفلةٍ صغيرةٍ إلى أن وجدا مكانًا للجلوسِ ،فأجلسها ،وجلسَ بجانبها..نظرَ لها ،فلاحظَ علامات الهلع على وجهها ،وعينيها الواسعتين مراقبةً لكلِّ ما يحدثُ أمامها ،فمالَ على أذنها متحدثًا بصوتٍ عالٍ نسبيًا لإرتفاعِ الأصواتِ بالقاعةِ:
"هذا لا يحدثُ عادةً لا تقلقى!"
شخصَتْ ببصرها لوجهه ،وكأنها تنتظرُ مِنّه كلمة أخرى تأكدُ ما قاله لتوه ،فإقتربَ مِنّها مرة أخرى قائلًا بنبرةٍ قويةٍ:
"إنها قضية مهمة ؛لذلك بها هذا الحضور..ستجدين معظم مَنْ هنا مِنْ الصحافةِ.."
لم تكنْ هذا ما إنتظرته لكنها إطمأنَتْ ،فإقتربَتْ مِنّه تصرخُ بصوتٍ بدا رقيقًا للغايةِ وسط هذا الصخبِ:
"غدًا ستكونُ أنتَ مكان مهاب لكن لا أعلمُ أين سأكونُ أنا؟"
ضحكَتْ بإنفعالٍ بعدها ،فإبتعدَ عنها قليلًا ؛لينظرَ لوجهها الصبوح ،فآلمته تلك النظرةَ بعينيها ،وأوجعه رقة وجهها الناظر إليه ،ولا يعلمُ لماذا يريدُ أن يقولَ لها (مكانكِ فى قلبى) بشدةٍ لكنه قبضَ على الكلمات بين شفتيه مبتسمًا بتوترٍ..هدأ الجمع فجأة ،وبدأ الكلُّ يأخذُ مكانه فى إستعدادٍ لبدءِ المحاكمة..
بدأتْ المحاكمة بالفعلِ ،وراقبَ عمرو إستهلال المحامى الآخر ،فشعرَ بأنه رآه فى مكانٍ ما قبل هنا ،وسرعان ما قفزَ إلى ذاكرته أنه محامى بمكتبِ (سليمان شاهر) الذى كانَ يعملُ لديه ،والذى تخلصَ مِنّه فى قضيةٍ مثل كبش الفداءِ مكان إبن أحدّ أصدقائه..تشنجَ جسده ،وتركزَتْ أنظاره على ذلك المحامى ،فلاحظَتْ جميلة عصبيته الزائدة مما جعلها تنظرُ جهة ما يراقبه ،فتعجبَتْ أنّه يناظر هذا المحامى بكُرهٍ..هزَّتْ يدَّه ،فلم يلتفتْ لها مما جعلها تلكزه بمرفقها ،فإنتبه لها ،وسألها بخفوتٍ:
"ماذا؟"
صمتَ كليهما حين إرتفعَ صوت المحامى الضدّ بالمرافعةِ فى سخريةٍ مِنْ أدلةِ مهاب الذى بدا مرتبكًا رغم غروره ،وعجرفته الظاهرة لكنّه سرعان ما تخطى إرتباكه اللحظى ،وعادَ لشراسته فى المرافعةِ..رمقته جميلة بنظراتٍ معجبةٍ تهسهسُ:
"بسم الله ما شاء الله عليه.."
إنتبه عمرو لإنبهارها بمهاب الذى دحضَ أدلة خصمه بمنتهى الثقةِ فى كلامٍ رصينٍ مُدعم بالبراهين القانونية مما جعلَ المحامى أمامه يتوترُ بوضوحٍ ،فإمتعضَ ،ولكزها فى جانبها بمرفقه ،فكتمَتْ تأوهها تنظرُ له بحقدٍ لكنه لم يأبه بنظراتها ،وإنتبه لبقيةِ المرافعةِ بعيونٍ كعيون الصقرِ..
توقفَتْ المحاكمة للنطقِ بالحكمِ بعد المداولةِ ،فنهضَ عمرو ،وقالَ لجميلة:
"إنتظرى هنا ،ولا تأتى خلفى!"
سارَ خطوتين لكنه عادَ يتوعدها:
"أقسمُ بالله يا جميلة إن وجدتكِ بظهرى سأ..لا أعلمُ ما سأفعله لكنه لن يكونَ خيرًا..هل فهمتِ؟"
أومأتْ له بطاعةٍ ،فخرجَ مِنْ القاعةِ يلحقُ بالمحامى..بعد قليلٍ أتى ،وجلسَ بجانبها ،فلاحظَتْ إرتخاء قسمات وجهه..إقتربَتْ تسأله:
"أين كنتَ؟"
نظرَ لها بسخريةٍ مردفًا:
"وما دخلكِ؟"
إلتفتَتْ له بكليتها قائلةً بعصبيةٍ:
"لا تثير أعصابى! لقد خرجتَ غاضبًا ،وعدتَ سعيدًا..ما الذى فعلته بدلَ حالكَ؟"
كتفَ يديه أمام صدره مردفًا بنبرةٍ رائقةٍ:
"قابلتُ صديقة قديمة.."
ضحكَتْ بسخريةٍ ،وقالَتْ تعودُ للجلوسِ بأريحيةٍ:
"قديمة يا عمرو! ثم إنّك لم تستطعْ أن ترى أنثى غيرى بحياتكَ.."
تمتمَ مشيحًا بوجهه:
"هذا إن إعتبرنا أنكِ أنثى.."
"ماذا قلتَ لتوكَ؟"
قبضَ على إبتسامته ،ورمقها بسخريةٍ مردفًا:
"لا شىء..هلّا هدأتِ الآن؟"
صمتَتْ ممتعضةً ،وشردَتْ قليلًا إلى أن وجدَتْ المحامى الآخر يدلفُ للقاعةِ متوترًا قبل أن تبدأ المحاكمة مِنْ جديدٍ..بعد سماعِ الحكمِ الذى أنصفَ موكل مهاب ،وبدأ تهليل أهله نهضَ عمرو ،وعلى وجهه إبتسامةٌ فَرِحةٌ دون وعىٍ لمراقبةِ جميلة التى تبسمَتْ هى الأخرى لإبتسامته شاعرةً بغصةِ فى حلقها ،فمجردِ تصورها أنه قد عانى مِنْ الوقوفِ خلف تلك القضبان وحده يدمى قلبها ألمًا..


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-22, 01:22 AM   #536

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 7

يعلمُ الله أنّه لم يُرِد تلك المقابلةَ ،وأنّه أرغمَ نفسه على المجئ فى كلِّ خطوةٍ لكنه لم يستطعْ أن يتغاضى طلبها الباكى ،وهذا ما يغضبه ،فهو لا يعلمُ كيف يفسرُ ما جعله يخضعُ لرغبتها تلك المرة لكنه ليس حبًّا ،أو ودًّا..نظرَ فى ساعته مرة أخيرة بتأففٍ كعادتها لا تحترمُ المواعيد..
إنتبه لصوتِ رسالةٍ جديدةٍ على الـ(واتساب) ،ففتحَ الهاتف يقرأها..
(لا أعلمُ هل هذا مِنْ حسنِ ،أم مِنْ سوءِ حظّكَ لكنِّى سأتنازلُ ،وأتواضعُ ،وأخرجُ معكَ)
وألحقَتْ الرسالة برمز تعبيرى لقردٍ يضعُ يديه على عينيه ،فشقَّ ثغره إبتسامةٌ هادئةٌ جمدها صوتها القائل:
"كيف حالكَ؟"
أغلقَ الهاتف متعجبًا متى أتَتْ ،وجلسَتْ أمامه دون أن يشعرَ ،ورفعَ عينيه إليها..لقد تغيرَتْ كثيرًا ،بل إنها لم تعدْ سارة التى يعرفها مِنْ الأساسِ..شعرها الذى إعتادَتْ صبغه بشقرةٍ متدرجةٍ فقدَ ألوانه ،فظهرَ بنيًا متقصفًا ،وإستطالَ ،فتهدلَتْ شقرته ضامرةً بنهايته..
وجهها الذى كانَ يراه فتنةً أصبحَ كوجه مومياءٍ فقدَتْ الحياة منذُ عصورٍ..حتى ملابسها التى كانَتْ تنتقيها بعنايةٍ أبدلتها بفستانٍ فضفاضٍ أسود اللونِ..ردَّ بلا رغبةٍ فى خوضِ أحاديث جانبية:
"لماذا هاتفتينى؟"
ردَّتْ مباشرةً ملقيةً بآخرِ ما تبقى لها مِنْ كرامةٍ:
"لأنِّى أريدكَ..ولا أريدكَ كزوجٍ يا كرم!"
ابتسمَ بسخريةٍ ،وقالَ:
"آهٍ! لا تريدينى كزوجٍ إذًا تريدينى كعشيقٍ أ ليس كذلك؟"
مسدَتْ يديها فى توترٍ ،وملامحها تشحبُ ،فنهضَتْ فجأةً تنتوى الرحيل..لم يكنْ عليها أن تطلبَ مِنّه المساعدةَ..نهضَ ،وأمسكَ برسغها آمرًا:
"إجلسى!"
نظرَتْ لعينيه محاولةً إيجاد أى مِنْ مشاعره السابقةِ لها ،فهالها ما رأته مِنْ جمودٍ بزرقتهما الصافيةِ..جلسَتْ تربطُ على دموعها أحجار الصبر ،فقالَ:
"أريدُ حديثًا مباشرًا.."
صمتَتْ ،وأشاحَتْ بوجهها للوحةٍ مُعلقةٍ فى المقهى الجالسين به..لقد كانَتْ لوحة معتادة لكوبِ قهوةٍ لكنها مسَّتْ بداخلها ذكرى دلاله لها بـ(قهوتى)..إبتسمَتْ ،وقالَتْ دون أن تحركَ عينيها مِنْ على كوبِ القهوةِ:
"هل جربتَ تناول الـ(تنوة) بعد أن تنهى فنجان القهوة؟"
قطبَ ،وسألها:
"ما علاقة هذا بحديثنا؟"
نظرَتْ له بهدوءٍ ،ودموعها تلتمعُ بمقلتيها:
"هذا هو الحديثُ يا كرم!"
زفرَتْ ،وقالَتْ بصوتٍ بدا له فى أضعفِ نبراته يطغى عليه الأصوات مِنْ حولهما:
"أنا..تناولتُ قدحى حتى بلغتُ (التنوة) لكنِّى لم أشبعْ..ظننتُ أنها ستكونُ كالقهوةِ ،بل ألذ لكن ما وجدته.."
تساقطَتْ دموعها تحرقها ،فإرتعشَتْ شفتيها ،وخفضَتْ أنظارها مكملةً:
"لم يبقَّ لى أحدٌ..الكلُّ رحل ،ولم يكنْ لى سواكَ..أعلمُ أنِّى تركتكَ لكنِّى بحاجةٍ لكَ.."
إرتعشَ جسدها بأكمله فى إنتفاضةِ بكاءٍ ،فناظرها بجمودٍ ،وسألها:
"ماذا تريدين؟..ما الذى يمكننى فعله كى أساعدكِ؟"
شعرَتْ بدقاتِ قلبها تتواثبُ خلف بعضها قلقًا ،فقبضَتْ كفيها ،وبثَّتْ لنفسها شجاعةً لا تملكها مردفةً:
"عدنى أن تسمعنى للنهايةِ!"
توجسَ خيفةً مِنْ تلك النبرةِ التى إنطلقَ بها طلبها مِنْ بين شفتيها ،فقالَ يرغمُ نفسه على إنهاءِ هذا الحوار:
"أعدكِ!"
قصَّتْ له بإختصارٍ إلتقاءها بعصام ،وما حدثَ حين كانَتْ تتزوجه ،ولاحظَتْ تشنج جسده ،وإنفعاله ،فإنتقلَتْ إلى ما حدثَ بخجلٍ مِنْ زواجٍ عرفىٍ ،وتلك الشقةِ التى كانا يلتقيان بها..
إنتبه وسط حديثها لرسالة أسيل التى أرسلتها له..
(سأكونُ هناكَ على السابعةِ..لا تتأخر يا كرم!)
ولا يعلمُ لماذا أهدأته تلك الرسالة ،فعادَ كلوحٍ مِنْ الثلجٍ كمَنْ يشاهدُ حلقةً لمسلسلٍ على التلفازِ..دموعها لم تؤثرْ به..حتى ألمها الظاهر بنبرةِ صوتها لم يجفله مِنْ شروده بأسيل للحظةٍ..لقد كانَ يجلسُ أمامها ،ويقارنها بأسيل دون أن يشعرَ ،فبالرغمِ مِنْ أن سارة أجمل إلا أنها كمسخٍ يجلسُ أمامه الآن..روحها..باهتة..بلا حياة..عكس أسيل المشعة بألوانٍ تنثرها أينما حلَّتْ..أنهَتْ حديثها متمتمةً ،وهى تمسحُ دموعها:
"وهذا هو ما حدثَ بالضبطِ..أنا..أنا لن ألومكَ إن لم تُرِدْ مساعدتى بأى شىءٍ فـ.."
قاطعها يستندُ بظهره إلى المقعدِ فى راحةٍ مكتفًا يديه أمام صدره ،وهو يسألها:
"أخبرينى سارة! حين أتيتِ إلىّ أى نوعٌ مِنْ المساعدةِ كنتِ تعتقدين أنِّى سأقدمه لكِ؟"
صمتَتْ ،فأكملَ يحكُّ رقبته بيدٍّ:
"لا أعلمُ ما الذى كنتِ تعتقديه؟ هل كنتِ تتخيلين مثلًا أنِّى سأذهبُ له ،وأبرحه ضربًا ملقيًا له تهديد بأن يتزوجكِ ،وإلا سأسلبه أعز ما يملكُ؟"
تحدثَتْ بتوترٍ:
"كرم أنا.."
قاطعها مجددًا مسترسلًا ،وكأنها لم تتحدثْ:
"ومِنْ أين واتتكِ تلك الجرأة مِنْ الأساسِ؟ بل كيف تحصلتِ على تلك القدرةِ؟ كيف تتبجحين ،وتأتين مطالبةً بـ..بمساعدةِ الرجلِ الذى قمتِ بخيانته؟"
أخرجَ حافظة أمواله غير عابئًا ببكائها ،وألقى ثمن طلبه مردفًا:
"كنتُ أتمنى أن أساعدكِ لكنِّى الآن لستُ نادمًا على تركى لكِ..لقد كانَ هذا أفضل ما فعلته بحياتى.."
غادرَ تاركًا إياها تبكى نفسها ،وتبكيه ،فأين كانَتْ عيناها حين نظرَتْ لغيره..


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-22, 01:23 AM   #537

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 8

(وما أخبار زوجتك؟)
نظرَ حازم للرسالةِ بوجومٍ ،ثم طبعَ ردّها سريعًا:
(بخيرٍ..لماذا تسألين؟)
ابتسمَتْ هلا فى خبثٍ ،وطبعَتْ رسالتها:
(لا أعلمُ..لقد ظننتكَ فى البدايةِ إنفصلت عنها لكن ردّكَ الآن يعلمنى بأنها بخيرٍ لكنِّى لا أشعرُ أنكَ بخيرٍ يا حازم!)
ردَّ مقتضبًا:
(أنا بخيرٍ يا هلا ما بى؟)
سألته بجرأةٍ:
(هل تتشاجران؟)
طبعَ رسالته بغضبٍ:
(وما الذى يهمكِ حتى تسألين؟)
ردَّتْ برسالةٍ ناعمةٍ بريئةٍ مِنْ وجهةِ نظره الغبيةِ:
(لأننا أصدقاء ،ومِنْ واجبى أن أهتمَ لمشاكلكَ ،وأساعدكَ فى حلّها)
لطالما عزفَ بنفسه عن جنسِ النساءِ طوال مراهقته ،فكانَ يشغله عمله ،ودراسته ،وحين أصبحَ شابًا تعرفَ بكرم الذى علّمه بأن المستقبل أهم مِنْ اللهو مع الفتيات ،فجعله ينتظمُ على ممارسةِ الرياضةِ بجانبِ عمله ،وكليته..لم يتعرفْ يومًا على تلك الألاعيب النسائية مما جعله يثقُّ بكلامها بكلِّ سذاجةٍ..
ردَّ برسالةٍ جافةٍ لم تعجبْ هلا:
(إن إحتجتُ شىءًا سأسألُ كرم بكلِّ تأكيد)
طبعَتْ رسالة سريعة:
(لكن كرم لا يفهمُ بما تحبُّه النساء ،وتكرهه ،ولذلك أنا أعلم مِنْ كرم بزوجتكَ إن أردتَ إستشارةً)
قطبَ ،وشعرَ بالقلقِ لكنه أرسلَ لها:
(أشعرُ بأنها تمقتنى ،ولا تبادلنى نفس المشاعرِ)
نهضَتْ ،وإعتدلَتْ فى جلستها بحماسٍ ،وكتبَتْ:
(لماذا تقولُ هذا؟ أ لم تتزوجا عن حُبٍّ؟)
تقسمُ أنها قد سمعَتْ ضحكته الساخرة بين الكلماتِ..
-(عن حُبٍّ! أنا مَنْ أحبُّها..)
-(وهى؟)
-(لا أعلمُ يا هلا!)
-(أحيانًا علينا أن نواجه أنفسنا بالحقيقةِ يا حازم ،ولا نراوغُ أنفسنا..)
-(لا أعلمُ حقًّا..أحيانًا أشعرُ أنها تريدنى كما..إنسى الأمر!)
شعرَتْ بالنيران تحرقُ أحشائها ،فطبعَتْ رسالةً بصبرٍ مفتعلٍ:
-(أ لم نتفقْ على أننا أصدقاء؟)
-(نحن أصدقاء لكنكِ فتاة..لقد أخبرتكِ بأن كرم أنسب لهذا مِنْ قبلٍ)
وأرفقَ الرسالةَ بوجهٍ يدمعُ ضحكًا ،فأرسلَتْ له:
-(ما فهمته مِنْ حديثكَ أنكَ تُحبُّها ،ولا تعترفُ بأنها لا تُحبُّكَ..)
-(الموضوع ليس كذلك)
-(إذًا أفهمنى كيف هو؟)
زفرَ ،وإزدادَ توتره ،وهو يرسلُ لها:
-(أشعرُ بأنها تحملُ لى مشاعر طيبة..)
-(و..)
-(عند نقطةٍ ما تفرُّ مِنِّى..)
اتسعَتْ إبتسامتها ،فتلاعبَتْ بشعرها ،وأرسلَتْ رمز تعبيرى لوجهِ شيطانٍ يبتسمُ كوجهها ،وأرسلَتْ بعدها:
(فهمتُ ما تقصده..)
إستحالَتْ أطراف أذنيه للأحمرِ فى خجلٍ كرعد ،وشعرَ بأنفاسه تزدادُ إضطرابًا ،فأرسلَ:
-(توقفى إذًا عن فضولكِ هذا!)
-(هل تخجلُ حقًّا؟ لم أظنكَ هكذا تمامًا)
-(هكذا كيف؟)
-(أقصدُ لم أظنكَ تخجلُ ،وتضربُ..ظننتكَ قاطعَ السمكةِ ،وذيلها يا حازم ،فمظهركَ..)
-(ما به مظهرى؟)
ألحقَ سؤاله بوجهٍ ينظرُ بسخريةٍ ،فأكملَتْ:
(هل ستصدقنى إن أخبرتكَ بأنكَ أكثر رجلًا وسيمًا قابلته على الإطلاقِ؟ أكثر حتى مِنْ كرم..)
فغرَ فاهه يرمقُ كلماتها مبهور الأنفاس ،فسألها:
-(وهل علىّ أن أصدقَ هذا؟)
-(وما الذى يجعلكَ لا تصدقه؟)
-(أنكِ تبالغين..)
-(أنا أبالغُ! أ لا يوجدُ مرآة ببيتكَ؟ بسيطة..سِلّ زوجتكَ ما إن كنتَ وسيمًا أم لا؟)
-(آسيا! بالطبعِ لن تخبرنى ،وإن أخبرتنى ستقولُ لا بأس..أنا أعرفها..)
شعرَ بالحزنِ الشديدِ لما يقوله الآن ،فأرسلَ لها:
-(هل يمكنك أن تسدينى معروفًا؟)
-(بالطبعِ..)
-(أريدُ أن أعرفكِ بآسيا..أريدها أن تشبهكِ..)
ضحكَتْ ،وكتبَتْ برضا على نيل مرادها كما ظنَّتْ:
-(وهل ترانى أيقونة للنساء؟)
-(لم أقصدْ هذا يا هلا! أريدها أن تتقربَ مِنِّى بأى شكلٍ..)
فتحَتْ آسيا الباب فجأةً قائلةً:
"حازم خـالــ.."
إنتفضَ حازم ،فقطبَتْ تسأله بشكٍّ:
"ما بكَ؟ لماذا شحبَ وجهكَ هكذا؟"
نظرَ للهاتفَ ،وأعادَ نظره لها متلعثمًا:
"لـ..لا شىء..فقط..كنتُ أشعرُ بالدوار منذُ قليلٍ.."
أومأتْ بغيرِ إقتناع ،وناولته هاتفها قائلةً:
"خالتى تريدكَ..تهاتفكَ لكن هاتفكَ غير مُتاح..سأذهبُ أنا ،وأجلبُ لكَ كوبَ عصيرٍ.."
شكرها ،وتناولَ الهاتف يحدثُ أمّه حين كانَ يفتحُ هاتفه ،فرأى آخر رسالةٍ أرسلتها هلا:
(سأرى ما يمكننى فعله)


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-22, 01:24 AM   #538

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 9

ربما قد تهورَ فى سفره فى نفسِ اليومِ لكنه قد وعدها بأنه لن يملَّ ،ولن يكلَّ حتى تكون زوجته..مسحَ على صفحةِ وجهه بإرهاقٍ ،فلم ينمْ منذُ ذلك اليوم الذى رُفِضَ به سوى بضعة ساعات قليلةٍ تعجُّ بالكوابيس..حين جالسَ البحر وحده وجدَ نفسه ينفرُ مِنْ فكرةِ الإنتظار أكثر مِنْ ذلك بالطبعِ لم يتطرقْ حتى بتفكيره لفكرةِ رهف المجنونة لكنه كانَ يتمنى لو كانَتْ الأمور بتلك البساطةِ..إلتفتَ مجددًا حوله يبحثُ بعينيه ما إن وصلَ مراده أم لا لكنه لم يجده ،فنهضَ ،وذهبَ للمرحاضِ..
وقفَ يبللُ وجهه بالماءِ ؛حتى يزدادَ تركيزه ،وسحبَ عدة مناديل ورقية يجففه بها متمتمًا:
"ستقنعه يا رعد! أنتَ خُلِقتُ لذلك..خُلِقتُ لها كما خُلِقَتْ لى..لن أتركها ما حييتُ.."
ضبطَ مِنْ قميصه الأبيضِ ،وناظرَ هيئته برضا مكملًا:
"سيوافقُ تلك المرة..سيوافقُ ،وإلا سأطلقُ عليه غضبى.."
خرجَ بخطواتٍ مُصرةٍ نحو طاولته ،وجلسَ يشعلُ سيجارةً بعصبيةٍ..كانَ ينفثُ دخانها مسترخيًا ،فلطالما كانَتْ السجائر مخرج هموم صدره الوحيد إلى أن وجدَ مَنْ يقفُّ أمامه محدقًا به..أطفأ السيجارة بتعجلٍ فى المطفأةِ أمامه ،ونهضَ بإحترامٍ مردفًا:
"أنا.."
أشارَ له عادل بهدوءٍ قائلًا:
"إجلسْ! إجلسْ ليسَتْ السجائر ما ستجعلنى أرفضكَ!"
أومأ رعد متيقنًا بأنه سيُرفَضُ للمرةِ الثانيةِ ،فإزدردَ لعابه بيأسٍ ،وقالَ:
"هذا يعنى أنكَ تنتوى الرفض مجددًا.."
ردَّ عادل بودٍّ تعجبَ له رعد:
"هل لديكَ سيجارة أخرى أم أنكَ أنهيتَ العلبةَ كاملةً توترًا فى غيابى؟"
ابتسمَ رعد ،وأخرجَ علبة السجائر يناولُ عادل واحدةً ،ويدسُّ مثلها بين شفتيه..أشعلهما ،فبدأ عادل الحديثَ مردفًا:
"لقد نسيتُ طعمها يا أخى! آخر مرة شربتُ بها سيجارة كانَتْ قبل أن تكتشفَ أمِّ رهف أنها حامل برهف.."
ضحكَ رعد بخفوتٍ ،وأنزلَ سيجارته ينفضُ عنها رمادها قائلًا:
"لا أعلمُ ما إن كنتُ أستطيعُ أن أقلعَ عنها أم ماذا ؛لأنِّى مدخنٌ شرهٌ للغايةِ.."
ردَّ عادل بنظرةٍ حانيةٍ تقطفُ مِنْ شجر الذكريات ثمارًا:
"ستفعلُ يا رعد! ستفعلُ أى شىءٍ مِنْ أجلِ صغاركَ حين تجدهم أمامكَ.."
سارعَ رعد قائلًا بصدقٍ أغدقته عيناه على كلِّ جسده:
"كما سأفعلُ لأمهم..أقسمُ بالله سأفعلُ لها المستحيل..إن طلبتَ مِنِّى أن يكونَ مهرها قطعة مِنْ القمرِ أنا مستعدٌ لكن لا تحرمنى مِنها.."
لانَتْ نظرات عادل بالرغمِ مِنْ جمودِ ملامحه ،وقالَ:
"لقد أخبرتنى أنكَ الأخُّ الأكبرُ لأخٍّ ،وأختٍ.."
أومأ رعد ،ونفثَ نفسًا معبئًا بالهمومِ:
"نعم! حازم ،وجميلة.."
ردَّ عادل بإبتسامةٍ هادئةٍ:
"مهندس ،ومحامية..بالنسبةِ لمراهقٍ تولى أمرهما ،فهو نجاحٌ باهرٌ..أخبرتنى رهف عنكَ كثيرًا.."
ابتسمَ رعد ،وقالَ:
"لا أعلمُ ما الذى تريدُ قوله حقًّا.."
"ما أريدُ قوله هو أنكَ والدٌ بالفطرةِ..هل ستقبلُ لأختكَ مثلًا زيجة لا تضمنُ عواقبها مستقبلًا؟"
تذكرَ لا إراديًا عمرو ،وما حدثَ مع جميلة ،فأنكسَ رأسه ،ثم واجهه قائلًا:
"إن كانَ رجلًا بحقٍّ سأفعلُ ؛لأنه سيكونُ قادرًا على إحتوائها ،وحمايتها مهما حدثَ.."
اتسعَتْ إبتسامةُ عادل ،وعادَ بظهره فى مقعده قائلًا:
"أ تعلمُ يا رعد؟ شىءٌ ما أعجبنى بكَ منذُ أن رأيتكَ تدلف البيت..ربما قسوت عليكَ فى لقائنا لكنِّى كنتُ أريدُ أن أعلمَ هل ستتحملُ ما حدثَ ،وتعيدُ الكَرة ،أم ستهربُ..أنتَ رجلٌ حقيقىٌ.."
بثَّ حديثه الطمأنينة بقلبِ رعد الذى تبسمَ مردفًا:
"هذا هو الكلام..الآن عليكَ أن تطلبَ شىءًا تشربه حتى نكملَ حوارنا بمزاجٍ.."
قهقه عادل ،وقالَ:
"يبدو أنكَ رائقٌ الآن..لم تكنْ هكذا حين أتيتُ بأولِ مرةٍ.."
تنحنحَ رعد ،وقالَ:
"لقد..لقد كنتُ أشعرُ بالـ.."
أشارَ له عادل مقاطعًا:
"أعلمُ هذا الشعورَ جيدًا..إنظر يا بنى!"
تنهدَ ،وقالَ:
"لم أكنْ هذا الأب المثالى لرهف..أو لسليم على كلٍّ..لا أعلمُ متى حدثَتْ تلك الفجوة لكنها أخذَتْ تتسعُ حتى باتَ مِنْ الصعبِ التغاضى عنها ،وحين حدثَ ما حدثَ ،وهربَتْ للإسكندريةِ لم أتوقفْ عن لومِ نفسى يومًا واحدًا..حين عادَتْ ظللتُ أجهلُ كيف أتواصلُ مع إبنتى ،وحين تواصلتُ معها كانَتْ التغييرات بداخلها أكثر مِنْ خارجها..ناهيكَ عن إصرارها على إرتداءِ الحجابِ ،وإلتزامها بصلاتها بشكلٍ أثارَ عجبى ،وإعجابى إلا أن عبراتها لم تنضبْ ،وشرودها لم يتوقفْ..لقد علمتُ حينها أن هناك مَنْ سلبها بالفعلِ مِنِّى.."
ضحكَ بخفوتٍ ،فتغضنَتْ زاويتى عينيه أسفل منظاره الطبى ،وأكملَ:
"لن أنكرَ شعورى بالغيرةِ وقتها ،ولن أنكرَ أنِّى تمنيتُ أن أتعرفَ به حتى أرى لماذا إختارته..حين رأيتكَ علمتُ يا رعد!"
كان رعد صامتًا يستمعُ للكلماتِ المتدفقةِ كنهرٍ جارٍ مِنْ بين شفتى عادل الذى إسترسلَ شاعرًا بالراحةِ لإخراجِ ما يعتمله صدره مردفًا:
"أنا خائفٌ عليها لكن..لكنكَ تجدُّ طريقةً دومًا لحمايتها..بدليلِ ما حدثَ لها مع آصف.."
علمَ رعد معنى العجز الكامل أمام ما يقوله عادل الآن ،فمجرد شعوره بأنه يمنحه الضوء الأخضر مجددًا لأخذِ رهف يرجفُ داخله كزلزالٍ يضربُ بجذوره فى آراضيه البور مخرجًا الزهور بمختلفِ أنواعها..تحدثَ أخيرًا بصوتٍ متهدجٍ إنفعالًا:
"لا أعرفُ ما الذى علىَّ قوله.."
إقتربَ عادل مكتفًا ذراعيه على الطاولةِ بينهما:
"ما عليكَ قوله هو متى سآتى ؛لأتقدمَ يا عمِّى..وآهٍ! قبل أن أنسى..علينا أن نظلَّ محتفظين بسرِّ هذا اللقاءِ بيننا ،فإن علمَتْ رهف.."
قاطعه رعد بحنوٍ:
"ستحبُّكَ.."
شابَتْ إبتسامةُ عادل ،وأومأ له ،ثم قالَ متهربًا مِنْ نظراتِ رعد:
"أ لن تطلبَ لى شىءًا يا فتى؟ أى بخيلٌ أنتَ؟ لم أعلمْ بأن أهل الإسكندريةِ بهذا الشُحِّ؟"
إستنكرَ رعد ضاحكًا:
"شُحّ! أنتَ لا تعلمُ مَنْ نحن.."
أشارَ له بيدّه قائلًا:
"أرنى إذًا!"


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-22, 01:26 AM   #539

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 10

إنطلقَ بالسيارةِ يقطعُ الطريقَ ،بل يطيرُ به دون صبرٍ..لا يعلمُ ما تلك الضحكات التى شقَّتْ صدره ،وخرجَتْ بغزارةٍ حين تأكدَ مِنْ حبِّه لأسيل ،وكأنه قد وجدَ سبيله للحريةِ أخيرًا..لم يرفعْ يدّه مِنْ فوقِ بوق السيارةِ طوال الطريق إلى أن وصلَ لغايته المنشودةِ..نظرَ بالساعةِ ،فوجدها السابعة ،والنصف ،فأسرعَ بصفِّ سيارته فى مكانٍ قريبٍ مِنْ المطعمِ ،وترجلَ مِنها سريعًا يركضُ للمطعمِ..وجدها تقفُ خارجًا بمسافةٍ تناظرُ هاتفها بتأففٍ ،وتمتمَتْ بما لم يصل لمسامعه ،فرمقها بنظرةٍ متأملةٍ أخيرةٍ..
تبدو..شهية للغايةِ فى فستانها الأزرقِ المبهجِ ،وحجابها الأبيض الذى ينيرُ وجهها بتلك الورودِ الصغيرة الزرقاء المتناثرة فوقه..حتى فى تأففها ،وغضبها جميلة..إقتربَ مِنها بغتةً يقولُ:
"كنتُ أريدُ أن أبدأ الحديث بتلك الجملة الشهيرة (هل القمر يطلُّ علينا صباحًا) لكننا أصبحنا مساءً بالفعلِ ،وبدلًا مِنْ القمرِ أصبحَ لدينا إثنين.."
نظرَتْ له بلومٍ قائلةً:
"نصف ساعة..نصف ساعة كاملة يا كرم!"
ردَّ محاولًا إمتصاص غضبها ،وعيناه تجرى فوق ملامحها المزينة بزينةٍ رقيقةٍ سلبَتْ قلبه دقاته:
"ليس بيدى هذا تأخير خارج عن إرادتى ،والله.."
صمتَ هنيهةً ،ثم إبتسمَ مكملًا:
"لكنِّى سأعوضكِ.."
لوحَتْ بيديها فى حركةٍ أضحكته ،فقالَ يضعُّ يمناه فوق صدره:
"هل قلتُ لكِ أمرًا ،وفعلته مِنْ قبلٍ؟"
ضحكَتْ ،فأشارَ لها بيديه مردفًا:
"إذًا لماذا العصبية؟..هيا بنا فقط الآن!"
نظرَتْ لعينيه بنظرةٍ لامعةٍ تقولُ:
"أنتَ مختلفُ اليوم.."
سألها مفتعل اللامبالاة:
"مختلف! كيف هذا؟"
ردَّتْ تتعمقُ فى النظرِ لعينيه ملوحةً بيديها فى عجزٍ عن الشرح:
"لا أعلمُ يا كرم! أنتَ..أكثر حرية..أكثر راحة..وعيناكَ.."
سألها بإبتسامةٍ تتلاعبُ عبثًا:
"ما بهما عيناى؟"
توردَتْ وجنتيها قليلًا تردفُ:
"يشبهان السماء الخاوية.."
تنحنحَتْ حين أطالَ النظر لها ،وسارَتْ مِنْ أمامه تشيرُ للمطعمِ قائلةً:
"المطعم مِنْ هنا.."
سارَ بخطى بطيئة إلى جانبها كما فعلَتْ ،وقالَ فجأةً:
"فلنتفق على أمرٍ إذًا!.."
ناظرته بتعبيرٍ مبهمٍ أخفَتْ خلفه العديد مِن إختلاجاتِ صدرها فى تلك اللحظةِ بينما أكملَ هو مقتربًا منها فى خطى هادئةٍ ،ونبرةُ صوته تفعلُ بدقاتِ قلبها الأفاعيل:
"سأعطيكِ سماءى الخاوية على شرطٍ.."
تخصرَتْ تردُّ بإستهزاءٍ:
"أى شرطٌ تريده أمام هذا العرضِ الكريمِ؟.."
ردَّ أمام وجهها ،وكأنه يستمتعُ بسماعِ تلك الطبولِ الهادرةِ فى صدرها:
"بشرطِ أن تنثرى بها ضحكاتكِ المشعةَ ،فتصبحُ نجومى التى سأهتدى بها ليلًا ،وأن تهبينى قلبكِ ،فيصيرُ شمسى التى ستضيء عتمةَ مشاعرى..."
فغرَتْ فاها ،ولم تجدْ ما تردُّ به بينما توردَ وجهها فى خجلٍ مضاعفٍ ،فأخذَ يدّها ،وسارَ بها للمطعمِ..
جلسا فى طاولةٍ تجاورُ زجاج المطعم الذى يشرفُ على جزءٍ مِنْ صخور البحرِ ،وأمواجه الهادئةِ..لدقائقٍ لم تستطعْ التحدث حتى أتى النادل يقدمُ لهما قائمة الطعام بإبتسامةٍ عمليةٍ ،فتناولَتْ أسيل واحدة تتشاغلُ بأسامى الطعام الغريبة ،فقطبَتْ تسألُ كرم بعدما رحل النادل:
"ما هذا الطعام بالضبط؟"
ردَّ يتفحصُ قائمته بتركيزٍ:
"يابانى.."
أومأتْ تنظرُ للقائمةِ مِنْ جديدٍ لكنها تيقظَتْ لما قاله ،فسألته بصدمةٍ:
"ماذا؟"
ردَّ يبتسمُ قابضًا على ضحكاته:
"يابانى يا أسيل ما بكِ؟"
أغلقَتْ القائمة بعنفٍ تسأله بصوتٍ جاهدَتْ أن تجعله خفيضًا:
"ماذا تقصدُ بيابانى؟ أنا لن آكلَ صرصور مقلى ،وخنفسة مسلوقة.."
ضحكَ بقوةٍ جاذبًا نظر كلّ مَنْ بالمطعمِ ،فضربته بالقائمةِ على يدِّه مما جعله يهدأ ضحكاته مردفًا:
"اتركى نفسكِ لى ،وسيعجبكِ الطعام.."
نظرَتْ له بشكٍّ ،فأشارَ للنادلِ الذى هرعَ إليهما ،وقالَ:
"أريدُ ساشيمى مِنْ (إيبى) و (هاماتشى) و (ساكى) و (تاى) ،وماكى ،وكاليفورنيا رول.."
ثم أملاه عدد القطع مِنْ كلِّ نوعٍ يريده ،وأضافَ:
"وأريدُ صلصة صويا زائدة بجانبِ معجون الواسابى بالطبعِ..وأريدُ حشو الـ(ماكى) مقلى.."
وأكملَ طلب المقبلات بينما حاولَتْ أسيل فكَّ شفرةِ ما قاله لتوه لكنها فشلَتْ ،فشعرَتْ بالعصبيةِ..تكرهُ تجربة الأشياء الجديدة دون تخطيطٍ مسبقٍ..أنهى كرم طلبه ،وإلتفتَ لأسيل ذات الوجه الممتقع قائلًا:
"فقط جربى!"
ردَّتْ كطفلةٍ مترددةٍ:
"أنا أكره التجربة دون التخطيط..كما أن تلك الأسماء غريبة يا كرم!"
أمسكَ يدّها الموضوعة على الطاولةِ بينهما ،وقالَ:
"ستعجبكِ تجربة تلك المرة.."
توترَتْ ،فجذبَتْ يدّها بحرصٍ مما جعله ينتبه لتسرعه..تشاغلا بالحديثِ عن كلِّ ما يتطرقُ خاطرهما إلى أن أتى طعامها ،فتعجبَتْ أسيل مِنْ شكلِ الطعامِ..لقد سمعَتْ مِنْ قبلٍ عن الـ(سوشى) لكنها أول مرة تراه..لم تعلمْ بأن تلك الأسماء هى الـ(سوشى) أو أنه طعامٌ يابانىٌ مِنْ الأساسِ..سألته بغباءٍ:
"هل يمكنكَ أن تخبرنى عن ما طلبته؟"
أومأ بصبرٍ ،وأشارَ لصفٍّ فى طبقها مِنْ الأسماك ،والقرديس بأعوادِ الطعام الخشبية قائلًا:
"هذا ساشيمى..الروبيان المقلى هو الـ(إيبى) ،والتونة هى الـ(هاماتشى) ،والـ(ساكى) هو السلمون ،والـ(تاى) هو سمك النهش الأحمر.."
إنتقلَ للصفِ الخاص بالملفوفات التى تشبه ورق العنب لكنها أكبر مكملًا:
"هذا هو الـ(ماكى) إسمه بالكامل (ماكيزوشى) وهو..لا داعٍ للشرحِ ،فأنا أفضلُ أن تتذوقيه أولًا.."
وإنتقلَ بأعواد الطعام لآخرِ صفٍّ قائلًا:
"وتلك (كاليفورنيا رول) تشبه الـ(ماكى) لكن بطعمٍ مختلفٍ.."
راقبته يخلطُ فى وعاءٍ صغيرٍ كمية صغيرة مِنْ ذلك المعجون الأخضر مع الصلصة الغريبة تلك ،فأعلمها أنه وعاء الغمس ،وأنها ستحتاجها مع الـ(ساشيمى) لكن لا بأس إن جربَتْ طعمها مع الباقى كما أكدَّ عليها أن تأكلَ قضمة صغيرة مِنْ الزنجبيل المخلل بين الأسماك على وجه الخصوصِ..شعرَتْ بالتوترِ مِنْ إستخدام تلك الأعواد الخشبية ،فنهضَ ،وجلسَ إلى جانبها قائلًا:
"لا تقلقى سأتولى أنا الأمر!"
قطبَتْ بإستفهامٍ غير منطوقٍ ،فرفعَ أعواده يتناولُ قطعةً مِنْ الـ(ماكى) قائلًا:
"دعكِ مِمَنْ حولنا ،ودعكِ مِنْ كلِّ شىءٍ ،وإغلقى عينيكِ!"
نظرَتْ له بشكٍّ لكنها إنصاعَتْ لأمره فى النهايةِ ،فإبتسمَ ،وقالَ:
"إفتحى فمكِ!"
ضحكَتْ قائلةً:
"أشعرُ بأنهما سيقومون بطردنا قريبًا.."
ضحكَ ،وإقتربَ بقطعةِ الـ(سوشى) مِنْ فمها قائلًا:
"أين سيذهبُ هذا القطـــار؟"
فتحَتْ فمها تستقبلُ تلك القطعة الصغيرة فى قضمةٍ واحدةٍ بينما قالَ هو:
"الآن إمضغى بهدوءٍ ،وتلذذى!"
شعرَتْ فى البدايةِ بمذاقٍ غريبٍ جعلها تقطبُ إنزعاجًا ،فكانَ يراقبها لكنه أعجبها فيما بعد ،ففتحَتْ عينيها تقولُ:
"لقد أعجبنى هذا.."
اتسعَتْ إبتسامته يتناولُ قطعة أخرى بالأعوادِ فى سرعةٍ ،وإحترافيةٍ قائلًا:
"كنتُ أعلمُ.."
عادَ لها بها ،فتناولتها بشعورٍ طفولىٍ بالإهتمامِ بينما كانَ هو على وشكِ أن يعانقها..كلما فعلَ لها شىءًا يعجبها يشعرُ برغبةٍ مبهمةٍ فى معانقتها فقط ،والإحتفاظ بها جانب قلبه..أضحكته تعليقاتها على تلك الأسامى ،وحين هدأتْ ضحكاته قالَ:
"أسيل!"
همهمَتْ بسببِ الطعام الذى يحشو فمها ،فقالَ ،ولم يتخلصْ مِنْ ثمالةِ إنتشائه مِنْ قربها بعد:
"أنا أحبُّكِ.."
سعلَتْ بقوةٍ ،فقطبَ قَلِقًا ،وناولها مشروبها الغازى قائلًا:
"ماذا بكِ؟"
إرتشفَتْ مِنْ مشروبها على مهلٍ بعينين دامعين ،وإلتفتَتْ تسأله بصوتٍ متحشرجٍ:
"ماذ..ماذا قلتَ؟"
اتسعَتْ إبتسامته حتى لم تعدْ ترى بوجهه سواها ،وقالَ:
"ماذا بكِ؟"
هدرَتْ به فى نفاذِ صبرٍ:
"قبلها يا كرم!"
تركَ أعواد الطعام قائلًا بجديةٍ ينظرُ بعينيها:
"أحبُّكِ..أقولها يا أسيل ،وأنا أعنى كلَّ حرفٍ بها..أنا أحبُّكِ ،وأحبُّ كلَّ ما يخصكِ..أحبُّ روحكِ ،وناريتكِ ،وردودكِ المنفلتة..ببساطةٍ شديدةٍ أنا هائمٌ بكِ منذُ أن رأيتكِ.."
إلتفتَتْ له بكليتها تتحدثُ بنبرةٍ باكيةٍ:
"انظرْ لى جيدًا! هل ترانى؟ هل تعى ما تراه فى؟ لم تفعلْ شىءًا سوى أنكَ حكمتَ علىّ قبل أن تتعمقَ فى النظرِ لى..لا تنظرْ لضحكاتى العاليةِ صخبًا وسط الجموعِ ،فلتنظرْ إلى تلك الغلالةِ المترقرقةِ فوق مقلتاى حين أضحكُ! لا تنظرْ إلى حماسى الزائدِ اتجاه الأمورِ ،فلتنظرْ إلى نظراتى الشاردةِ ما إن أبدأ القيامَ بالأمرِ!..
أرقصُ ،وأضحكُ ،وأتغنى بلا مبالاتى لكننى أحاولُ فى الحقيقةِ أن أخفى تلك الندوبَ ،والشروخَ المستترةَ فى ظلام روحى..
أصبحتُ أخشى النورَ ،وأتوقُ إلى الوحدةِ كلما خالطتُ البشرَ..أقدسُ الصمتَ ،وأتعبدُ فى الإنعزالِ..لا تكنْ مثلهم ،وتصفنى بالجريئةِ المُحِبةِ للحياةِ ؛لأننى أفتقدُ كليًا معنى الحياةِ بين سكناتِ روحى..
لقد وهبنى الزمنُ ساترًا ممتازًا أخفى خلفه آلامى ،وصرخاتى ؛وهبنى لمعةً طفوليةً على صفحةِ عيناى تراها ،فتقسمُ بأن الرمادَ سيثمرُ زهورًا بين يدى ،وما هى سوى لمعة إحتباسِ دموعى قهرًا..وهبنى كلَّ مقاومات الحياةِ دون أن يهبنى أسبابها..وهبنى الدفئ الذى أنشره بين كلِّ الجموعِ المحيطةِ بى ،ونسى أن يهبه لقلبى..
روحى شاخَتْ ،وجسدى لم يعدْ سوى صورة باهتة لشخصٍ لم أعدْ أعرفه..يقولون حين تدلفُ إلى التيه ،ولا تجدُّ نفسكَ ما عليكَ سوى النظرِ بالمرآةِ لكننى نظرتُ بكلِّ المرايا ،ولم أجدنى..لا أعلمُ أين أنا؟ ماذا أفعلُ؟ لماذا أحيا؟ لكننى أكملُ ما يُفترَض بأنه طريقى بخطى ليتها تعلمُ الثقةَ يومًا.."
أمسكَ كفيها يضعهما فوق صدره القوى مباشرةً فوق قلبه الهادرِ بعنفٍ ،ونظرَ بعينيها قائلًا:
"لم يكنْ عليكِ أن تنظرى بأى مرآةٍ يا أسيل ،فقط إنظرى بعينى..لا عليكِ إن شعرتِ بالتخبطِ ،فكلنا نتعثرُ ،ونقعُّ ،ونغلقُ الأبواب على أنفسنا لكن دومًا ما نجدُّ شعاعُ النور الذى يخترقُ كلّ تلك الجدران حولنا..ربما لستُ بقوةٍ نفسيةٍ عاليةٍ ؛لأهبكِ كلَّ طاقتى لكن ما أنا على يقينٍ مِنّه هو أنِّى لن أترككِ تواجهين أى شىءٍ وحدكِ..إن لم تستطعْ كلماتى أن تجعلكِ تصدقينى ،فسيفعلُ هذا.."
قالها ،وضغطَ بيديه فوق يديها على قلبه الذى كادَ يخترقُ ضلوعه قافزًا إلى يديها ،فترقرقَتْ دموعها قائلةً:
"كريم تركنى ،وكانَ يـ..أنا لا أريدُ هذا مجددًا يا كرم! لا أريدُ التعلقَ بأحدٍ ،وأجعله كلّ حياتى ،فيأخذها ،ويغادرُ.."
رفعَ كفيها يلثمهما برفقٍ ،وقالَ:
"أنا لستُ كريم..ولن أعدكِ بأمرٍ لن أفعله يا أسيل! لن أترككِ مادمتُ حيًّا ،وما دامَ قلبكِ لى.."
توردَ وجهها بتوهجٍ ،وخفضَتْ بصرها متمتمةً:
"حسنًا إتركْ يدِّى!"
ابتسمَ ،وقالَ:
"ليس قبل أن تصارحينى..هل تشعرين بما أشعرُ به نحوكِ؟"
جذبَتْ يديها لكنه أبقى عليهما بإصرارٍ يتوسلها:
"أسيل أقسمُ بربى لا أمزحُ أريدُ أن أعلمَ ،وأطمأنَ..هل تُـ.."
قاطعته تضحكُ بخفوتٍ:
"نعم! نعم يا كرم!"
إقتربَ يسألها بجديةٍ:
"نعم ماذا؟"
أفلتَتْ ضحكةً عاليةً نسبيةً ،وهى تحاولُ جذب يديها مِنْ فوق صدره قائلةً:
"أنا مثلكَ..أحبُّكَ.."
قالَتْ كلمتها الأخيرة بخفوتٍ خَجِلٍ جعله يذوبُ مِنْ نعومتها ،وتجمدَ للحظاتٍ مما أثارَ قلقها ،فنادته بقلقٍ تتفحصُ تعابيره:
"كرم!"
ردَّ بهدوءٍ ،وعيناه تلمعُ بإختلاجات صدره:
"أنا أحبُّ الأطفال ،ومِنْ الآن أخبركِ بأن طوال ما لديكِ القدرةِ على الإنجابِ سننجبُ.."
ضحكَتْ ،فأكملَ بجديةٍ:
"هذا إن تركنى حازم على قيدِ الحياةِ بعدما يعلمُ.."


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-22, 01:30 AM   #540

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Bravo

وبهذا إنتهى فصلنا الثانى والعشرون سننتقلُ الآن للثالث والعشرين


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:23 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.