آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          حب في الباهاماس (5) للكاتبة: Michele Dunaway *كاملة+روابط* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          بين أزهار الكرز (167) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          وصيه ميت للكاتبه:- ميمي مارش (الكاتـب : الاسود المغرمه - )           »          دموع أسقطت حصون القصور "مكتملة" ... (الكاتـب : فيرونا العاشقه - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          قساوة الحب - أروع القصص والمغامرات** (الكاتـب : فرح - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          عاشق ليل لا ينتهى *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : malksaif - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree164Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-01-22, 10:07 PM   #151

manar zein

? العضوٌ??? » 438775
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 6
?  نُقآطِيْ » manar zein is on a distinguished road
افتراضي


جميل جدا تسلم ايدك ❤❤
هالة حمدي likes this.

manar zein غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-22, 09:56 AM   #152

Hayette Bjd
 
الصورة الرمزية Hayette Bjd

? العضوٌ??? » 404791
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 586
?  نُقآطِيْ » Hayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم الأيادي على الفصل الملغم هههه
هالة حمدي likes this.

Hayette Bjd غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-22, 10:05 AM   #153

Hayette Bjd
 
الصورة الرمزية Hayette Bjd

? العضوٌ??? » 404791
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 586
?  نُقآطِيْ » Hayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع
عاليا تكشف النقاب عن رغباتها و تخرج للعلن بطلباتها.. لم تكن مشروعة ليس حرية الاختيار في من تحب و لا رغبتها في عبد الرحمن لكن اللعب بقذارة هو ما تمقته النفس البشرية مهما بدت لنا مظلومة عاليا الرشيد لم تشفى مريضة و تهوى الاحساس بالالم شاءت ام أبت لقد أخذت من كمال الكثير رغم وعيها بحقارته رغم ذلك و كأنها تشبعت بطريقته في الانتقام ..
عبد الرحمن حقا لقد ضيق عليه الخناق و لا أرى له مخرجا من كارثة عاليا سيخضع لكني أتمنى لو يشرك أمينة معه في مصيبته ان تعلم ما يحدث أرحم من انسحاب يجعلها تتخبط في خيبات الفراق..
محمد يبدو فعلا معرفة قديمة لعاليا و يقصد ما يفعله بأميرة وإلا كيف تتحصل على الصور و معرفة ما دار بينهما في المصعد !
أي نار ستشعلها عاليا بكل هاته الخطط..

هالة حمدي likes this.

Hayette Bjd غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-22, 09:09 PM   #154

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن



لم يكن عراك شوارع ذلك الذي جمعه بهذا الضخم منذ أيام، بل كان عراك لتطهير الذات على ذنب لم يرتكبه بعد.
ينظر إلى اللون الأزرق حول عينيه في انعكاس صورته في مرآة الحمام، يتذكر كل لكمة نالها وجهه من قبضة ذلك الرجل، كل دفعة وسحلة على الأسفلت.
تركه يفعل به ما يريد حتى انصرف عنه برضوض وتمزق في أربطة كتفه، وتورم في وجهه جعله لايستطيع رؤية الأرض من علو.
لقد كلفه الأمر هاتفه الجديد بشريحته، هو مسامح طالما لم يكونوا بماله، فداءً لسلامته.
يضحك بسخرية على ما حدث، رغم أنها هي السبب، لكنه لا يستطيع نسيان نظرتها المتلهفة نحو كتفه، التي تسأله عما أصابه وقد كان جوارها في الامتحان الأخير.
عينيها العسلية وما تحكيه من وهج القلق والتردد نحوه، لقد أصبح دوامها صباحي فلم يعد يراها، وانتهى من اختباراته فلا جامعة.
خرج لتستقبله كلمات وردة المتلهفة
-تبدو كمن صدمته قاطرة
-ابصقيها من فمكِ يا وردة.
ها هن يتناوبن عليه منذ أتى إلى والده بحاجة لدفء بيته، يتهرب من العيون والأسئلة، يجيب باقتضاب عليها، إلى أن سكت الجميع.
تقرب منه صحن الشوربة
-تفضل يا محمد، لقد غسلت ثياب العمل التي ارتديتها أمس، هل تحتاج لشيء آخر.
ليس من العدل أبدا أن يراها صباحا ومساء بينما عقله يزاحمها بصورة أميرة، كيف لخياله وحقيقته أن يلتقيان، يقسم على حول عينيها، والده لا يصدقه، كيف؟
أترضاه لأمك، لأختك، ترضاه على أهل - بيتك.
تلك الكلمات ظل يتردد صداها في رأسه، ويجيبها بالمثل في رأسه
-لقد فعلت أمي ما هو أشد من عدة نظرات وحضن سريع بيني وبين أميرة
يشعر بالبرد في شقته حالما دخلها هاربا من دفء قد يعتاده في بيت أبيه، وفراشه الخاوي إلا من لحاف خفيف يمرر الهواء البارد من ثغراته إلى أوردته، يثنيه تحت قدميه، ويدس رقبته بداخله بغية الدفء.
إلا أن أفكاره وضرب هذا الغريب له وكلماته، تثير في نفسه صقيع قارس لا يهدأ بغلقه للنافذة وتدثره بغطاءه.
يتساءل عن سبب عدم رد الضربات رغم أنه يضاهيه طولا، ولا تنقصه عضلات، بل كان ينقصه..الصدق، الذي يمنح القوة، ويضخ الدماء في القلب فلا يهاب ضربات أو مواجهة.
هو لا يحب أميرة بل هو مسلط عليها، ولا ينتوي الزواح فماذا كان سيجيب، وعلام ستفيده رد الإهانات.
يغلق النور بضغطة من يده على القابس القريب.
بينما تفتحه هي في غرفتها التي تجمعها وإيمان
يحتويها سريرها الصغير، تتمدد شاردة، وحدها بالغرفة.
استوطنها الشوق، هي لم تره منذ ثلاثة أسابيع، تشعر بالوحشة نحوه، تتذكر واجهته الباهتة، عينيه الحادة التي تشعل الدفء في أوصالها حالما ابتسم.
تناولت هاتفها، تنظر إلى رقمه، لا بأس في السؤال عنه بدافع الواجب والاطمئنان عليه فقد كان مريض.
لا بأس يا أميرة، ظلت تردد وهي ممسكة هاتفها، كتبت
-مساء الخير،كيف حال ساعدك يا محمد الآن؟
ثم مسحت الرسالة، كانت تفكر في رد فعله ورؤيته لها بعد أن تبادره بالكلام، وقد زجرته يوم المطر، ماذا سيظن بها بعد أن أوشك على عناقها.
تلتفت للجهة الأخرى، تحترق شوقا لإرسالها، وبفطرتها البيضاء تتقهقر للخلف.
لا بأس يا أميرة هو زميل عمل، أنتِ لا ترسلي له رسالة غرامية.
فسكن ذاك الملتاع، وضغطت زر الإرسال.
يضيء غرفته وقد أرقه التفكير، يلتقط هاتفه ويجلس ولا زال لحافه يلازمه.
كان يشعر بتلك الأحاسيس التي أجبره والديه العيش معها باستماعه لشجارهما المتواصل، ظلام غرفته، برودة قلبه، شعور متأرجح ومشاعر مترددة وفزع دائم مع صياح والدته.
نادم على عدم تلبيته لطلب ابيه بالمكوث معه بعد الطلاق، وخزي تعلقه بها ما جعل غضبه منها يتضاعف مما فعلت.
يفتح هاتفه، يضيق عينيه حالما وصلته رسالتها، ظل مأخوذا بفعلتها، هي من تبدأ الحديث معه؟
لم يعهدها جريئة، لقد بكت أيما بكاء عندما دعتها الظروف للركوب خلفه ولم تكن ملتصقة به.
الآن هي..؟
-آسفة لو أزعجتك، أردت الاطمئنان عليك، فأنا لا أراك في العمل.
رسالة أخرى!
هم بالرد عليها لكنه توقف، وأبعد يده عن لوحة الكتابة، لا يعرف ما الذي يمنعه عنها، هل تلك العلقة التي لازالت آثارها في حركته مدموغة بجسده، أم أن اتفاقه مع عاليا قد تم إلغاءه ولن يحصل على أجر من محادثتها؟
عليه الآن، حالا، تحديد هدفه إن أجابها.
أغلق هاتفه خائفا، يبتلع ريقه بخوف، ينزلق تحت غطاءه، يغلق الضوء من جديد، يحاول النوم.
كانت مترددة في باديء الأمر، والآن لعنت نفسها عندما علمت بأنه قرأ رسائلها ولم يجيبها.
تضغط على زر المسح، تحاول بذلك التربيت على قلبها من تجاهله، تضم غطائها نحوها، دون أن تبدل ثوبها، وتنام
***
يفصله رنين الهاتف عن ذكرياته وصوت سالم يتسرب عبره بدون مقدمات..
-أنا ذاهب لطارق الرشيد غدا الثامنة مساء لطلب عاليا للزواج واحتاجك معي.
-لا.. لا.. لا..لا تقول بأنك حسمت أمرك أرجوك، لا تخبرني بأنك ستسلمها مستقبلك لتدمره عن طيب خاطر.
-ألازلت تصر على تشويها أمامي، اسمعني يا خالي واشعر بي أنا لم تستفزني امرأة كما فعلت هي، لم أتمنى امرأة كما أتمناها، عاليا شديدة الذكاء وشديدة التوهج.
- وكم عرفت أنت من النساء وما هي خبرتك؟
-لو لم تأتِ معي سأذهب وحدي وانهي الأمر، أنا أريد أن يبدو طبيعي كوننا عائلة..
-طالما عاليا بيننا لن تكون بيننا عائلة يا سالم، في الحالتين ستكون قطيعة..
لم يفهم مقصده فقال
-سأنتظرك في السابعة لنذهب سويا.
ثم أغلق الخط، ليترك خاله في عذاب مستعر، لا يستطيع المقاومة…عنيد سالم كالصخر، نجحت عاليا في اختيارها له..
استدرجته بذكاء، منحته ما يخلب لبه بصورتها الجذابة الساحرة فانخدع بجمال ما يرى، ولا يعلم أن الخرطوم قد يكون ثعبان إنما هي المسافة والبصيرة.. وسالم لغى المسافات، وعميت بصيرته.
***
-أعلم أن وجود مخدرات في شحنتك سيد عبد الرحمن قد يودي بك إلى السجن، لقد أتى لنا البلاغ صباحا، ولحظات سنقوم بالتفتيش الرسمي.
لم يمتثل لتهديداتها ليس ثقة في حبها، وإنما رغبة منه للشعور بأنه قوي في مواجهتها حتى لو كان سلاحه اللامبالاة والذي قد ثبت هشاشته للتو.
لن تتركه يماطل أكثر من ذلك، بينما معركته معها ستتطلب عتاد جديد، سيخنس..وإنما للحرب..
عاليا أثارت ذروته فبات كرهه لها مضاعف، يرغب في سحق رأسها.
-إما أنا، أو السجن.
حروفها الباردة التي يتلقاها عبر الواتس آب
-والتهديد القادم يا عاليا، ماذا سيكون؟ أنا أو الموت، أراكِ لا تفهمين للحب معنى.
-الحب امتلاك، وأنا لن أترك فرصة كي امتلكك.
-أنتِ مجنونة.
تأتيه رسالتها
-الحب جنون.
يهز رأسه بلا فائدة، هو بين المقصلة، قلب مبتور، وعقل منتقم..
وكلاهما فقد للروح والحياة
سدت في وجهه جميع الطرق للنجاة
خيرا له أن يكون في نظر أمينة وغد، أفضل من أن يدمر حياتها وأخواتها البنات، وبدلا من أن يحميها ويكون في نظرها كالنساء وعاليا تهلك ظهره طعنات.
سالم لابد له من مستقبل مشرق حتى لو تألم في بادئ الأمر..الأيام ستنسيه، سيقابل الكثير والكثير من الفتيات وسينسى.
أما عاليا..
فلن يضع نقطة تنهي حديثه ولا غضبه نحوها، وكما قالت..سيترك القوس بينهما مفتوح.
تناول هاتفه يتصل بها ويستمع لصوتها البغيض الساخر
-هل سأنال رد بالأخير أم تتصل لتمنحني آخر أنفاسك في قتال ليس هناك طائل من وراءه.
صمت ثقيل وكأنه يعيد التفكير من جديد..
صورة أمينة وهي تجد شخص غيره تستحقه دون قتال، سهل مثلها، يؤمن حياتها..ستجد..حتما ستجد من هو أفضل منه.
هو إن انساق لما تريده عاليا سيتحول لوحش كاسر لن تليق به أمينة بعدها.
-هل سأنتظر كثيرا، حسنا..يمكنك إرسال ردك في رسالة قصيرة حتى أحدد خطوتي التالية.
سمعت صوته الرجولي الذي يمنحها الاسترخاء، تذوب عند سماعه بتلك النبرة الكاسرة المتحدية، يجعلها تنتفض حماسة واشتياق.
-أعدي فستان الزفاف يا عاليا، وحضري للفرح جيدا..واستعدي لإنفاق الغالي والنفيس لأجلي لأني لن أفوت فرصة لتعويض خسائري
سعادتها بقبوله أخرست جميع ردودها تستمع لباقي حديثه
-أنا لن أنفق لأجلكِ شيئا أنتِ من تريديني فعليك فعل كل شيء يجعلني أرغبكِ.
أجابته باستماتة
-لا تحمل هما..سيكون أكبر زفاف.
-صدقتِ، وأبئس زفاف، يبدو أنكِ سمعتِ عني كثيرا من جدكِ لكن صدقيني هو لم يرَ الجانب السيء مني.
قالت متلهفة
-أشتاق لهذا الجانب كثيرا.
مجنونة، معتلة، لم يحسب لتلك الردود الغير منطقية منها..يمسك رأسه بيأس فقد قرر وانتهى الأمر..
هي تضحية، لكنه يعد بألا يترك حقه.
-لا تعولي على شهامتي فأنا مغصوب على تلك الزيجة، ولا تحلمي بدلال، أعدي مكائدكِ يا عاليا فأنا خصم بائس ليس لديه ما يخسره..عليكِ الحرص في مواجهته.
أوشك على انهاء المكالمة فقال
-واجعلي فستان الزفاف أسود..لأجلي.
***
تستلقي على سريرها، ينبسط وجهها بسعادة بانفعالات جديدة لم تجربها من قبل..هي تحبه، تقاتل لأجله..ستجتمع به وستجبره على التجاوب معها..
يجب أن يحبها..ستختبر معه كل المشاعر..ستترك لأجله أي شيء..وتفعل لأجله أي شيء..
تشعر بأصابع تملس على شعرها
-! خلود
لأول مرة تراها خلود بتلك السعادة المشرقة، ابتسامة تتعلق بشفتيها ولمعة مشتعلة تغمر بنيتيها
-وجهك مشرق يا صغيرة..هل لديك أخبار مفرحة
تستقيم جالسة، تتحدث إليها بود حقيقي وسعادة طفولية، تنفرط الكلمات من فمها كحبات العقد
لقد تقدم إلى خاطب اليوم-
ابتهجت ملامح خلود وهي تتلقى تلك الأخبار المفرحة، متسائلة
من..بسرعة أخبريني، هل نعرفه؟ -
توميء برأسها وتقول بلهفة
-عبد الرحمن
انقبض قلبها، ولازالت تحافظ على ابتسامتها.. عبد الرحمن؟
كيف ومتى؟
هل تغار عاليا من قصتها وأخيها فقررت التكرار، فتقلدهما؟
عبد الرحمن يعرف عن عاليا كل شيء، هل هو طامع بها؟
تعود بعينيها تمررها فوق وجه عاليا تكمل حديثها لنفسها
-ماذا فعلتِ به وكيف أقنعته بالزواج منكِ، موافقته تتنافى مع صفات الرجال لن يقبل بكِ ولو وضعوا السيف فوق رقبته؟
غفلت عن ملامح خلود تتوه في سعادتها
-يريد موعد مع طارق..هل يمكن أن تتحدثي اليه
تذكرها بأول يوم دخلت فيه الفيلا عندما سرقت منها جدها بهذا الوجه البريء، تحولت لطفلة تسألها إخبار أخيها في حين أن جرأة عاليا لا تمنعها من ذلك.
أومأت خلود برأسها لتنقلب عاليا فوق السرير فتقفز بسعادة، في وقت دخول يوسف يحمل قطعة مغناطيسة دائرية بيده فأمسكتها خلود بسرعة قبل وضعه اياها في فمه.
التفتت لتلك الراقصة
-عاليا لو سمحتِ اغلقي درجكِ المليء بهذه الدوائر فيوسف يخرجها ويضعها في فمه..لا تتسببي لنا في مصيبة أرجوكِ.
***
-هل ما يتردد في مكتب عاليا صحيح؟
يشير إليها بأن تجلس فتأنف عن المكوث في مكان يجمعها به.
-هل ستتزوج عاليا؟!
جلس هو فملامحها المرهقة هزت كيانه، غير قادر على مواجهتها..
لقد كانت مواجهته مع عاليا أسهل بكثير من تلك الواهنة أمامه.
-لقد اعتدت الخلان منذ صغري لكني لم انتظره منك، عندما غادرني عمي وزوجته وأنا ابنة السادسة عشر وأخواتي على كتفي بحجة أنه غير مرتاح وزوجته معنا، وأنه بحاجة للعودة لعمله، وأنه لن يجلس كالنساء ليرعانا..منحته صك الرحيل برحابة، يكفيه بأنه كان يعولنا حتى اشتغلت.
يحك جبهته وحكايتها كوغز الإبر بصدره، ليته كان هناك وقتها..ليته؟!
حسنا..هو هنا الآن فماذا فعل؟!
-لقد وجدت فيك الحمى والراحة، تركت كل شيء خفت منه في صغري وألقيت به على كاهلك، وثقت في وعدك وأعرف أنك لن تنكثه، قل لي أن ما تتناقله الألسن كذب، وأنك ستأتي للخالة فوقية لتطلبني منها، وأنك ستأتي إلى البنات وتكون أبا لهم وحصنا حصين لمشاعرهم، قل لي أن تعبي وانتظاري سنوات حتى أجد شخصا مثلك لم يكن هباء، قل لي أنك أول الرجال وآخرهم، من أنام جواره ولا أخشى سيئا من الدنيا..
تعلو شهقاتها الرقيقة، ودموعها الغزيرة تتهافت على وجنتيها الناعمة وهي تراه يتشاغل عنها بأوراق باهتة لا نفع منها.
كلماتها لا تهزه، لا يعكس مشاعره، هذا ليس عبد الرحمن بحنانه الجارف وعينيه المستفيضة في الحديث، يحجبهما عنها..
ربما لو نظر إليها لعرفت الحقيقة.
-لقد وعدتني، حلمت معي، منحتني كلمتك، لماذا بعد كل ذلك طالما ستفارقني، هل رأيت مني ما يزعجك؟
جامد هو كجلمود صخر، بينما داخله ثائر كبركان في أوج انفجاره، سيتحمل، سيصمت، لأجل تلك الشفافية والرقة سيخوض معركته مع عاليا.
أن تبكيه هو خيرا لها من أن تبكي فضيحة لأحدى أخواتها..
يقف خلف مكتبه بملامح جامدة، يستدير نحو نافذة مكتبه، هنا رآها لأول مرة قادمة إليه، هنا كانت تهرول لتلحق به لنيل توقيعه.
وهنا تعلقت عينيه بها وهي تندس بين الناس وتذوب كالملح.
تتابع تجاهله لها، لقد جاءت لتلقي بقلبها بين يديه، لتؤكد على حبها له، لقد جاءت لتكذب تلك الصرخات التي براسها على السن العاملين
-سيتزوج عاليا
-عبد الرحمن سيتزوج عاليا
-عاليا وعبد الرحمن
تنسال دموعها فليس هناك رادع لها، لا كلمة مطمئنة ولا نظرة واعدة.
-ألهذه الدرجة هنت عليك؟
تعدل حجابها، يراها في مرآة نافذته، حيرتها، كرامتها التي استباحها وهو غير قادر على التهوين عليها، لن يعدها بشيء، لن يدخلها معركة ليست لها، ولن تفوز فيها.
-أ... أنا.. لا أعلم ما الذي أفعله هنا..أنا..آسفة؟
نظرة متسولة أرضا، مستجدية عطفا، طالبة للشفقة، ولم يهتز..
تتنحى للمغادرة، تغلق الباب خلفها..
انفلت زمام غضبه الذي نجح في لجمه، يعود لمكتبه يتحصن به، يخبط عليه بعنف ليخرج غضبه..
-ستكوني بخير يا أمينة أنتِ وعائلتكِ بدوني.
يمسك رأسه بين يديه، يخوض صراعاته برأسه، فهو في تلك الحرب وحيد،ليس لديه حلفاء ولا يملك أسلحة.
***
يترقب دخوله إلى طارق، وتلمزه الأفكار بين الحين والآخر..
تشاغله صورة أمينة الخجلة في محل الحلوى، حتما ما كانت لتعرض نفسها عليه كتلك المتبجحة اللعينة.
عينيها المنخفضة بحياء، وقوة رفضها عندما دعاها لسيارته، توردها عندما منحها هديته من المخبوزات.
وصورتها المنكسرة بالأمس كانت آخر ما يمر على خياله المنهزم الآن.
لقد تركت أمينة العمل كممرضة، فبات همه همين..لقد امتثلت لأمره على الفور ثقة فيه، لم ترد كلمته فهي تعلم معنى وعوده وتثق في رجولته.
يبتسم بسخرية محدثا نفسه
-كلهن يثقن في رجولتك..بينما تمنحها أنت لمن لا يستحق.
يضع العامل أمامه القهوة ويغادر، يراقبه بعينيه ولازال أسير لتلك الأفكار التي لا تتغذى بحياتها إلا على موت روحه.
يرتشف قهوته بتأني قاتل..تخبره السكرتيرة بانتظار طارق له..أومأ لها برأسه ولازال على وضعه يكمل قهوته..
لحظات أخرى ساخطة على تلك التي وضعته في هكذا موقف..بين مطرقة وسندان وإن نجا منهم فهناك تروس ستلتهمه..
هو في مصيدة، لكنها تمنحه الخيار في طريقة موته..ويا لها من حرية..
انتهى من قهوته منتبها إلى صوت السكرتيرة تكرر
-سيد عبد الرحمن..السيد طارق في انتظارك
وقف يهندم ملابسه، يغلق أزرار سترته الثقيلة، اختارها بلا رابطة عنق تزيد من ضيقه.
صافحه طارق، يضغط على كفه بحميمية، يربت على كتفه، يجلسا سويا في ركن دافيء من مكتبه..
-مرحبا يا عبد الرحمن، كيف حالك؟
-بخير..
قاطعه رنين هاتفه ليتعلق بصره برقم خاص بالعمل، وكأن الدنيا تعاتبه على وجوده في مكتب الرشيد وتحذره التحذير الأخير قبل إقدامه على هذه الخطوة..
ظلت صورة أمينة وأختها تلاحقه، سالم وترقيته خطوة نحو مستقبله..والتحاقه بدرب رجال الأعمال
-لقد جئت لأتقدم لخطبة عاليا.
قاطع تردده بحسم.
لم يشعر من طارق الرفض أو الانتقاص في تلك البسمة الودودة التي انشق ثغره بها، يشعر بسعادة خفية يداريها خلف عينيه الصقرية.
بينما هو يتلظى حقدا وسخطا منه، فلو كان تحمل مسؤوليته بجد لما كان هو يذبح كالخراف الآن.
أعاد الهاتف إلى جيبه بعد تجاهله الاتصال.
شروده أربك طارق، لا يعرف ما يقول، وجه عبد الرحمن ليس وجه محب أو خاطب أتى سعيدا لإقباله على الزواج.
فطن لما يفكر فيه الآخر فقال يحاصره
-أنا أعرف ظروف عاليا بحكم تواجدي الدائم في محيطها.. قديما، ولن تجد من هو قادر على التعامل معها مثلي، هي تحتاج إليّ…
تنحنح مضيفا كلمة يضفي بها على حديثه بعض اللطف
-وأنا أيضا..
قال طارق بلؤم لا بأس به لمعرفة دواخل هذا الغريب عنه، فعبد الرحمن في هذا اللقاء ليس كما يعرفه
-لقد عرقلت لك شحنة في الجمارك؟
يبتسم في وجهه..بينما ساخرا في نفسه، وماذا فعل حيال ذلك؟ لقد وضعت له مخدرات داخل شحنة أخرى، يدها طائلة ولها اساليبها ومصادرها!
طارق ضعيف، يبحث عمن يلقي على كتفه ثقلها، يكاد يقسم على موافقته عليه التي هي تحصيل حاصل لهذا اللقاء المسرحي.
أجاب بسخرية تملكته
-لقد كانت تلك الشرارة.
أضاف بعض المرح لحديثه، ينحي غضبه الداخلي منها جانبا، لقد ارتضى الأمر، وجاء إلى طارق، واستعد لقطيعة سالم، وانفصل عن حبيبته.
إذن فلينهِ الحوار ويكمل ما رسمه ولينال موافقة طارق بود..أفضل له من المماطلة.
-أشعر بتقاربنا، بيننا سابق معرفة، عاليا تحتاج لمن يحتضنها، ويعرفها جيدا، لا تبحث هي عن زواج تقليدي بتكافؤ مادي، إنما ما يشغلها هو احتوائي لها.
يتحدث عن الاحتضان..؟
هل حقا سيفعل؟
-لماذا عاليا يا عبد الرحمن.؟
أيخبره أن يسألها هي لماذا اختارته ولونت حياته بالسواد.
-ولماذا غيرها، هي من مال لها قلبي.
إجابة مقتضبة، علم منها طارق أن الماكث أمامه إما أنه يحبها، أو مجبور على الزواج منها، وبمقارنة الأمرين وجد أن من هو القادر على إجبار هذا الرجل أمامه على شيء؟
-امنحني الوقت لأفكر يا عبد الرحمن.
يبتسم بسخرية داخلية كعادته منذ دخل إليه .
-خذ وقتك، بالأذن.
***
عاد طارق ليلا إلى الفيلا..ليجدها في انتظاره على غير عادة هي ويوسف في البهو الكبير، بينما خلود تعد الحلوى بالمطبخ.
يقترب يوسف ليتعلق بوالده، فيمنحه عناق دافيء يمسح وجهه بكفه الرجولية الحانية، يحدثه بهدوء لا يعكس صخب يومه
-كيف حالك يا يوسف
يمنحه صغيره قبلة على وجنته، فيتوجه نحو عاليا يحمله، وقفت تقترب منه، تسحب يوسف من بين ذراعيه لترتمي هي بينهما تحت سخط يوسف الواقف أرضا .
رأسها فوق صدره، تلف يديها حول خصره في مرة من المرات التي تعد على الأصابع لعناقه..
لطالما حاول الاقتراب ولكنها دوما كانت تبتعد..
-شكرا لك
يبعدها عن صدره يحاوطها بكفيه
-هل أنتِ موافقة
توميء برأسها بين يديه، تفقد سيطرتها الدائمة على نفسها، فتنفلت منها دمعة مشتعلة بنجاح رغبتها
كما لم أوافق على شيء من قبل-
يشفق عليها، وقد زادت أعباءه التي كاد أن يسقطها فور دخوله الفيلا، عاليا لازالت تعاني..ربما يكون عبد الرحمن هو علاجها
-تحبيه يا عاليا
تتوالى الدمعات من عينيها البنية، تلمع بفرحها، تشهق بهلع خوفا من انسحاب تلك السعادة في أي وقت
-كما لم أحب أحد من قبل يا طارق، شكرا لك
تخفي رأسها في قميصه، تبكي بسعادة فقد أوشكت على الوصول، أن يقتنع عبد الرحمن أخيرا بالزواج منها..
لا يهم الوسيلة، المهم الوصول لغايتها..ومن ثم موافقة طارق..
الآن لا يتبق شيء..أي شيء، سوى اجتماعها معه في بيته، زوجا وزوجة، وهي خير قادرة على اقناعه بحبها، والتغلغل عبر شرايينه.
يشعر باهتزازها بين يديه، يتركها تفرغ ما بداخلها، هي سعيدة..أجل سعيدة..
يقبل رأسها وهو يقول
-الحياة مع عبد الرحمن لن تكون بهذا البذخ في الفيلا، لقد اعتدتِ رغد العيش يا عاليا
تنظر إلى عينيه الناصحة
-آخر ما يهمني المال يا طارق
يبادلها النظرة بنظرة، يريد منها صك اجتهاده معها على مدار سنوات
-هل قصرت في حقكِ يوما؟
تهز رأسها نفيا، ولازالت الدموع تتابع على وجنتيها
-أنا من قصرت يا أخي
يمرر إبهامه يمسح دموعها
-لقد أغلقنا هذا الحديث قديما يا عاليا، اعذري تدخلي في شئونك، أنا أثق بكِ لكني لا أثق فيمن تقابليه بالخارج، لن أجلس حتى يحدث لكِ مكروه مجددا، دائما ما كنت أبالغ ولازلت في حمايتكِ، اعذري حبي لك وخوفي عليك..
تغمض عينيها تحبس دموعها، رقته المبالغ فيها تشعرها بتأنيب الضمير، لكن عبد الرحمن هو نهاية مطافها، لن تخطط لشيء بعد الآن، لن تتخفى من طارق ولا من غيره فستصبح على ذمة رجل
تبتسم بخجل، تفتح عينيها..عندما تتذكر إرغامه على الزواج منها..
هو لايعلم أي دلال ينتظره..
التفتا على دخول خلود إليهم..ويوسف المتذمر، لتنزلق يديها عن طارق تربت على ظهره بامتنان، تترك المجال لزوجته وابنه، اتجهت نحو غرفتها، مرت بخلود فمنحتها قبلة على وجنتها وغادرت.
عقدت خلود حاجبيها تسأله
-ماذا حدث؟هل هي بخير
يضحك يحمل عنها الحلوى، يتناول منها وهو في طريقه للجلوس، يطعم يوسف في فمه
-نعم..ولأول مرة في حياتي أشعر أن عاليا بخير يا خلود
تجذب يوسف إليها تمسح فمه باصبعها
-هل قابلت عبد الرحمن
ينه طعامه يجيبها
أجل، وطلب خطبتها..ووافقت-
تقترب منه متسائلة
-هكذا..بسرعة..لماذا لم تماطل معه كما فعل جدي
يحتوي جسدها بذراعه
-لم أمنحه موافقتي بعد أنا فقط أخبركِ أنتِ، كما أن عبد الرحمن لم يكن مثلي..هو أفضل
تلمس ذقنه
-أنت افضل
تفتر شفتيه بابتسامة جذابة
-لقد تذكرته اليوم، وفعلت مثلما فعل معي لكن ليس تعسفا، وإنما اطمئنانا عليها..سيحمل عني عبد الرحمن خوفي الدائم عليها، هي تحبه يا خلود لقد تيقنت من ذلك
تضع يديها على ساقه بحميمية تسر له بما تشعر
لست مرتاحة لتلك الزيجة، عاليا صعبة - المراس يا طارق، ومدللة، وعبد الرحمن لن يطيق دلالها
-وربما يعجبه
لن تخبره بأنه ليس من مستواها لأنها تعلم جيدا أن الخُلق أهم بكثير من المال، وعبد الرحمن ذو أصل..
-طالما منحته كلمتك..أنا أثق بك، أتمنى نجاحها معه، عل الله يخيب ظني، أنت تعلم بأني أحبها وتعلم أيضا أنها ليست حملا لأي نوع من الصدمات، لقد أخذنا سنوات لتصل لما هي عليه الآن يا طارق.
هي من اختارت، أنا فقط وافقت-
لو لم تجده مناسب لما فعلت-
يوميء برأسه بشرود فمن يضمن نجاح زيجة ما، حتى لو الاثنين أسوياء..
حتى وإن كان الزواج عن حب..
فنجاح أي زواج في علم الغيب الذي لم يطلع عليه.
انتبهوا على نفاذ الحلوى وتذمر يوسف الذي يصرخ
-أريد المزيد
***
يتطاير الشر من حدقتيه، يشعر وكان أحدهم غافله ومنحه كفا احمر قفاه له من شدته، وربما يفقد بصره إثره.
-كما سمعت يا سالم، لقد تقدمت لخطبة عاليا ولم يعد بإمكانك محادثتها أو الخروج معها..هل فهمت
كيف يخبره بأنه يفهم جيدا خطته الدنيئة في التفريق بينه وبين عاليا، لقد طعنها في شرفها أمامه لياتي اليوم ويخبره بأنه سيتزوجها، ألهذا الحد وصلت بعبد الرحمن الدناءة..
يخوض بعرضها، وعندما يتمسك هو بها، يستميلها من خلف ظهره..ويطلبها للزواج.
يقول بخفوت
-أجل..لقد فهمت..فهمت قذارتك، وخبثك في الفوز بها..
يجيب بمرارة
عاليا ليست جائزة على أحدنا الفوز بها-
يصمت، يبتلع غصته، فلن يستطيع الخوض بها مجددا وقد أوشكت على أن تصبح زوجته
-ابتعد عنها يا سالم، توقف عن ملاحقتك لها..
يتحدث بشرود صادم
وأين حديثك عن صعوبة ترويضها، عن - المستوى الإجتماعي..عن جموحها وعدم مناسبتها لنا، عن..إنها ليست بكر
يغمض عينيه يتلقى كلماته بصلابة وثبات اعتاد رسمه منذ موافقته على جنونها
-انس الأمر ، لقد حاولت التفرقة بينكم، ولم أفلح
-حتى تظفر بها
هي ليست كنز-
ولماذا تريدها؟-
أجابه بحدة
-هي من تريدني، هي من فرضت شباكها حولي، هي من تعاملت معي بدناءة يا سالم، لايمكن أن تنظر إليها هكذا كنجمة بعيدة ذهبية سيظفر من تختاره، هي بلاء خيم فوق رأسي
يضرب سالم طاولته بقوة
؟وما الذي يجبرك-
-أشياء كثيرة لا يمكنني البوح بها، ثق بأنها حرباء متلونة، تبدل لونها وفق حاجتها وخططتها، أفعى سامة، لن تغادر إلا ببث سمها في أحدنا
يقول بمسرحية
واخترت أيها الشجاع أن تعطيها ذراعك - تفرغ فيه سمها، يالك من مضحي
ثار في وجهه
-أنا لا أريد رأيك، ولا اقناعك، فقط توقف عن ملاحقتها فلن تجد منها المودة، لن تكون معك عاليا القديمة فقد ربحت بما خططت
يتركه يصارع هذا الجنون الملتاع الذي ألقاه فيه..يفتح هاتفه سريعا..يهاتفها فلا تجيب..
يرسل لها رسالة
-عاليا..هل حقا ستتزوجي عبد الرحمن
تجيبه على الفور كتابةً وكأنها تتجنب سماع صوته، وربما لا تريد أن يرى ارتعاشته فرحا بزواجها من عبد الرحمن
-أجل
عاجلها سريعا
وأنا-
-أنا لم أعدك بشيء يا سالم، لقد كنت نعم الصديق..وستصبح قريب زوجي، لا تدع للبغض طريقا إلى قلبك، تقبل الأمر كما هو.
تقبل الأمر !
تدعوه لتقبل الأمر ..
هل كان سهاده وأرقه عندما يأخذ منها موعدا وهم..
تقربها وتوددها منه..وهم..
كيف يتقبل الأمر وقد كان كطعم للتودد لخاله..
خاله؟!
خاله الذي يعلم بحبه لها..
كيف هان عليه كسر قلبه بمنتهى السهولة..
يقذف هاتفه ليرتطم بالحائط، ويسقط وقد انقسم إلى قطعتين..
شعور بغيض بالاستغلال يكتنفه..
شعور بالاستصغار والانتقاص..
لقد استغله كلاهما وهو بمنتهى الحماقة انساق نحو الهاوية..
منذ اليوم سينسلخ عن عبد الرحمن..
سينزوي عن كل ما يصله به..
منذ اليوم سيعد لانتقامه منه..بل ومنها..
مثلما كرس حياته للنجاح فيما مضى..سيكرسها فيما هو آتٍ لإلحاق الهزائم بهم..تبا..
لم يُحصِّل قريدس غالي كطعم..بل كان كقطعة لحم عفنة تقدم للكلاب الضالة..لتأتي خطتها بثمارها..
اللعنة عليكِ يا عاليا..وعليك يا خالى
***

قراءة ممتعة💞


هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 26-01-22, 12:17 AM   #155

روزا❤

? العضوٌ??? » 414422
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 80
?  نُقآطِيْ » روزا❤ is on a distinguished road
افتراضي

متشكرين على الآلام وعالجراح متشكرين على اللي عدى واللي راح 🎤🎤🎤👊👊👊👊
ايه فصل المفرقعات ده ، حسبي الله على كل حربوءة خرابة 🙆🙆🙆 دي مش عاليا دي وااطية 😡😡 وقال ايه فرحانة وسعيدة الهي تتحرقي يا بعيدة بحق كل دمعة نزلت من أمينة بحق حرقة قلبها إن شاء الله مش هتتهني


روزا❤ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-22, 02:19 AM   #156

amani*taha

? العضوٌ??? » 450106
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » amani*taha is on a distinguished road
افتراضي

عاليا مجنونة دمرت الكل و حققت اللي بدها أيا من جهة كسرت قلب أمينة و احلامها مع عبدالرحمن و من جهة جننت سالم اللي اكيد مش رح يسكت و رح ينتقم منها و من خاله اللي اعتبره أنه خانه ، طارق تحسي ما مصدق متي يرمي حمل عاليا ع عبد الرحمن حتي يرتاح 😪😪😪
هالة حمدي likes this.

amani*taha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-22, 09:02 PM   #157

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل التاسع

يراجع أوراق الحسابات لهذا الشهر، ينهي أوراقه، ويلملم متعلقاته من مكتبه..
يخرج ليصطدم كتفه بكتف خاله فلم يتوقف عن طريقه، ولم يلتفت إليه حتى..
يدخل المصعد وملامحه البشوشة تحولت للصرامة وكأنه لم يضحك أبدا.
سالم الذي يسخر من كل شيء وأي شيء..العابث..الغير مراعي لأحد..
بمزاج أسود، بملامح جامدة ساخطة على الكون..
يعترض على شروق الشمس ويتمنى لو ساد الليل بظلامه..
يعترض على الضحك ليستولي الحزن على مقاليد الأمور..
ينحي العمل والجد والاجتهاد، ليتسلم الفشل القيادة..وغواية الاسترخاء تسود.
يصل إلى المرآب، يضع ما يحمل داخل سيارته، وينطلق.
عاليا ..هالة السعادة في يومه انتهت..
من كان يستيقظ لأجلها، يرتب للنزهات معها، يحيك القصص للحديث معها قبل كل لقاء..انتهت، وخرجت من حياته بلا رجعه.
غير شعور الملل الذي يرافقه..
هناك شعور بغيض بالانتقام يسيطر عليه..استبدل كل المشاغل بفراغ الانتقام..
يتفادى سيارة في طريقه..
لقد طلبت منه إعداد سيارة خاصة بها لتشترك في السباق الذي سيقام العام المقبل..سيارة يقوم باختيار آلياتها بتناسب مع السباق..خفة وثبات على الطريق، سرعة..كماليات وموتور قوي..
يضرب المقود بعنف..
لقد انقاد لها كدمية خاوية لتتلاعب بها..
لقد أحبها بكل حواسه فاستبدلته بمن هو أكبر وأغنى، كعادة النساء اللاتي يبحثن عن فرص..
يهديء من سرعته وهو يقترب من حارته التي لن تمر سيارته عبرها..فيركن بالقرب منها..يصفع بابها بعنف تاركا كل الأوراق بها، ليس بمزاج لمراجعة أي شيء حتى ولو حقوقه..
يسير نحو ضوضاءه..
يركل الكرة التي اصطدمت بركبته إلى ذلك الصبي على اليسار بملل..يعلق تفكيره في عاليا بتساؤلات أخيرة..
هل عاليا ككل النساء تبحث عن الفرصة..؟
وما هي فرصتها في عبد الرحمن؟
***
تمسك بورقة بحجم عقلة أصبعها، مطوية بحرفية، تقوم بإدخالها بطريقة معاكسة لورقة أخرى تماثلها..
منذ تعلمت فن الاوريجامي وهي تشعر بإفراغ شحنات سلبية كبيرة عن مخها..تبدل بين هوايتها تلك..واليوجا..لاستعادة صفائها الذهني..كانت تعمل على هذه الأوزة منذ أشهر..
واقترن اكتمالها، باكتمال خطتها بالزواج من عبد الرحمن..واليوم..يوم الحنة..أي أنها ساعات قليلة تفصلها عنه ليصبح زوجا لها.
تقوم بوضع الأقماع الورقية داخل بعضها بطريقة هندسية لينتهي الشكل وتبدو كتحفة فنية ورقية..
تتأنى في حركتها..لتحصل على الشكل الذي تريده..
كما تأنت في دراسة شخصية عبد الرحمن جيدا لتعلم ردود أفعاله..
قرأت في كتب لغة الجسد، عن الفراسة وبدأت في تعلم أصولها..إلا أنها لازالت تخطيء في الكثير من الأحيان معه..
ليست تدري هل العيب في الكتب النظرية، أم في عبد الرحمن الذي يشكل ظاهرة فريدة بذاته!
تضع القمع الأصفر على وجه الأوزة، الذي يختلف كليا عن لونها الابيض..لتضحك بفرح طفولي، تحركها يمينا ويسارا فوق مكتبها بغرفة نومها..
الذي لازال يحمل ألوانها، وأوراقها البيضاء، وكراسات التلوين التي عمدت في استخدامها في أول مراحل علاجها كطفلة..
تسخر من نفسها على لفظ طفلة، منذ متى كانت؟
لا تسمح لأفكارها بالتنغيص عليها سعادتها، فتهز رأسها لتبعدها.
لقد انزعجت من رؤية أمينة على هذا الحال، لكنها لا تستطيع إنكار سعادتها بالفوز به منها، هي من قاتلت لأجله، هي من ثابرت وتحلت بالحكمة لنيله، أما أمينة فقد ترقرقت عينيها بدموع باهتة لفراقه، هي لا تستحقه بالتأكيد.
ترى خلود وهي تدخل وفي يدها فتاتين خبيرتين في رسم الحناء..
-هيا يا عالية..، استعدي واتركي نفسكِ للفتيات.
أخرجت إحداهن هاتفها تعرض عليها الصور التي اشتغلنها من قبل..
فلم يعجبها شيء..
صورة حناء كإسورة تلف الذراع من أعلى..
وأخرى رقيقة فوق إحدى النهدين..على الكفوف..الأرجل ..
تهز رأسها نفيا، لا يعجبها شيء..فأسقطت خلود كتف بلوزتها وتقول
-ما رأيكِ في هذا؟
تشير برأسها باسف..فقالت خلود
-لقد أتين لأجلكِ يا عاليا، كيف أرسم أنا وأنتِ لا!
تمط شفتيها بملل، تفكر قليلا
-حسنا..أريد كلمة ما..هل يمكنكن كتابتها هنا؟
قرنت فعلتها وهي تقف تزيح بنطالها لأسفل، تشير أسفل بطنها.
تعلقت أعينهن بها، وكذلك خلود وقد ألجمتها الفعلة..
والبنات ينتظرن الكلمة، هو عملهن..وأحيانا ما يخضعن لطلبات أكثر إثارة من ذلك..
غضت خلود بصرها عنها تخرج لتتركهم على راحتهم..خائفة من جرأتها..لربما نفرت عبد الرحمن منها دون قصد.
تمشي نحو غرفتها إلى أن اصطدمت بطارق، الذي حاوطها بذراعيه، فتندفع نحوه تلف يديها حول عنقه..تدفن مخاوفها
-فيم تشردين؟
تمسك كفه لتدخل غرفتهم..
-لا شيء..
يشير برأسه نحو غرفة عاليا
-هل حدث شيء؟
-لا..الفتيات لديها ليرسمن الحنة لها.
يشاكسها
-ونصيبي منها؟
تضحك وقد أنستها مشاغبته ما حدث، تخرج كتفها من بلوزتها
-هذا.
يقول بعنجهية
-هذا فقط؟
تفتح بلوزتها قليلا تريه نقش آخر أعلى صدرها
-وهذا.
يتأوه، يحاول لمسه، يمسك بطرف بلوزتها يحاول نزعها
-دعيني أراهم جميعا وأحكم على مهل.
تضرب كفه
-لا يوجد شيء آخر.
-كاذبة..
يتبع قوله بالعبث بها
-ابحثي هنا، أو هنا يا خلود، لا تغضبيني.
هل جن!، أم أنه يظن بأنها ستفعل مثل عاليا وتعري نفسها للفتيات ليرسمن فوق جسدها
تهمس له تشير إلى بطنها
-عاليا سترسم شيء هنا.
يعطيها ظهره يشرع في تبديل ثيابه
-تعلمي منها، محظوظ عبد الرحمن هذا.
تساعده في تحضير ملابسه، وتقول بقلق
-أنا خائفة من جرأتها يا طارق.
انتبه لما تقول..يلتفت إليها فيرى قلقها واضحا
-أخشى أن ينفر من جرأتها..نحن حتى الآن لا نعرف هل تخلصت من مازوشيتها أم ماذا؟
أجابها شاردا
-لقد أخبرني عبد الرحمن بأنه يعرف كل شيء عنها، ولا بد وأنه مقدر ما عانته يا خلود، أرجوكِ حبيبتي لا تقلقيني أكثر، ولا تحمليني فوق طاقتي، أنا متعب..أتناسى بالعمل..والقرب منكِ، لكني خائف..أكثر منكِ يا خلود..،أنا بحاجة لمن يطمئنني الآن ويخبرني بأنه يحبها ويريدها لأنها ..لأنها..
هو لا يجد حسنة وحيدة في أخته تحض عبد الرحمن للزواج منها..جامحة، تسابق السيارات، معطوبة، مازوشية..
لقد ضغط على وتر حبها، فدفعتها رأفتها به لضمه إلى صدرها، تعلم ما يحمله وما يقلقه، لكن لا بديل..حتى وإن طلقها عبد الرحمن فستطمر فضيحتها للأبد..بأنها كانت متزوجة..
أنفاسه الباردة تلفح صدرها
-أعلم أن عبد الرحمن يجب أن ينال شفقتنا جميعا ودعمنا، لكني أجده رجلا يعتمد عليه..هو من أتى وحده يا خلود..لطلبها.
تعقل كلماته..هكذا يقنعها..فما الذي فك عقدته هو "طارق" إلا الحب
-ربما انحلت عقدتها هي الأخرى به يا خلود.
يعمل على قراءة أفكارها منذ تعرفت عليه..اقنعها..واخرسها..
فهي خير من يثق في الحب..أنه يثمر..ويغير..يمنح الامل ..كل الأمل.

***
اليوم زفافه، على عاليا، تضع ظلال العيون بيديها بلون يتناسب مع سواد ثوبها، صحيح أنه لامع ببريق فضي يسحر من ينظر إليها رغم إحتشامه، إلا أنه لازال يحتفظ بقتامة لونه.
حجاب فضي بذات اللمعة فوق فستانها، أضاف لبشرتها البيضاء نقاء مضاعف، وشفافية ناعمة، أحمر شفاه بلون فاتح يزيدها سحرا.
فتخرج من أمام المرآة وكأنها عروس، وحده من يعلم جرحها هو من سيقرأ صورتها جيدا.
اليوم سيبتعد، لن تفكر فيه وإلا ستعد خائنة، سارقة، مذنبة.
أخواتها يطرقن بابها، وقد تزيَّن مثلها، فكانت أميرة كالأميرات في ثوبها الذي لا يرتبط بمناسبة واحدة، بزينة وجه أبرزت وجنتيها، وملمع خفيف أظهر استواء أسنانها وصغرهم، حجابها الذي يحكي احتشامها وقد اقتنعت بكلام أمينة والخالة فوقية عن ضرورة حجب شعرها الذهبي عن الأعين منذ فترة.
تتعلق عينيها بحزن أختها التي أغلقت على نفسها وأوصدت باب قلبها فلم تبوح بما تشعر كعادتها، انطفأت بعد توهج أيام دخلها عبد الرحمن.
-لا أريد الذهاب، كيف نذهب إلى فرح هذا الوغد الذي وعد ولم يوفي؟!
تستدير إليها أمينة وبريقها السائل يتجمع بحدقتيها حزنا وضيق
-أجل، سنذهب.
-حقا نحن ذاهبون لتهنئته على خذلانه لكِ، اذهبي أنتِ وصافحيه وهنئيه يا أمينة إن شئتِ.
انفلتت دموعها بسواد زينتها، تشهق بوجع أمامهم دون أي حديث.
رق قلب أميرة لها، تقترب منها بوجل معتذرة عن فظاظتها
-أنا آسفة، لم أستطع مسك لساني وأنا أكن له هذا البغض، لم أرد أن أجرحكِ ولا أن أجدد جراحكِ، آسفة، سامحيني يا أمينة .
تربت على كتفها وإيمان تقبل وجنتيها في صمت وهي تشعر بتوتر الموقف.
لحظات وهدأت لتنزع حجابها لتعدله، وترتب لها أميرة زينتها التي فسدت، لتبدو أجمل من ذي قبل.
تعلقت إيمان بيد أميرة وقد اقترضت زينتها بالكامل، ورغم ذلك لم تتطابق ملامحهن.
فبدت بعينيها الناطقة حية، وحاجبيها الثقيلين المنمقين كلوحة محكمة التفاصيل، يخط عينيها الكحل، وشفتيها بدت طبيعية شغوفة.
يطالعنها بشفقة صامتة، وحدها التربيتات الحانية، والاحتواء المبالغ فيه، ضمتهم بين يديها ليتوجهن إلى الخارج، فتصلي وتسلم الخالة فوقية، التي لولا عدم معرفتها للعرسان لذهبت معهن.
تودعهن بعين باردة، تقرأ المعوذات، وتدعو لهن بالحفظ والستر
رغم حزن عيني أمينة إلا أنها كالبدر يوم تمامه، تحمد الله أنه لم يتركها بعد زواحه منها هذا النذل عبد الرحمن، ولولا تماسكها الآن لما وافقت على حضورها فرحه هذا اللعين.
***
زغاريد آلية تنطلق عبر مكبرات الصوت في القاعة الفخمة، فقد صدقت وأنفقت لأجله الغالي والنفيس.
تعانق ذراعه متمسكة به بتملك، تخشى هروبه منها رغم إتيانه منذ دقائق لاصطحابها طوعا، صوت الموسيقى يلامس جنونها فيجعلها تتمايل بسعادة، تهز جسده المشدود باهتزازها.
يسير بخطى ثابته نحو الساحة الكبيرة ليتجمع كل ثنائي حولهم، فتدفعهم الموسيقى إلى الرقص الهادئ.
اختارت فستان أبيض ضيق حتى نهايته، كي لا يعيقها وقد ألصقت جسدها به، تفتح أزرار سترته بخبث، تتسلل بأصابعها أسفلها نحو ظهره، ثم بسطت كفها عليه تتحسس عظامه وتعدهم واحدة تلو الأخرى
-ماذا تفعلين؟!
صوته المتحشرج من صمته الطويل لامس قلبها، تعشق خشونته وحدته معها
-أرقص!
يشعر بجسدها الذي لا يفصله عنها سوى قماش بذلته وفستانها الضيق، يشعر بليونة جسدها المتمايل، جريئة حد السفور، يضم خصرها بقوة بساعده يكاد يزهق أنفاسها من قوته، مغتاظ مما تفعل
-توقفي عن هذا العبث.
تقرب خدها شديد النعومة من وجهه، تتمسح في ذقنه الخشنة بقوة احمرت معها وجنتيها دون أن تشعر.
تعرف بأنه سيبتعد عنها فور توقف الموسيقى، إنها لحظات قليلة تستمد منه دفء يشحن قلبها لتكمل ما بدأته معه.
تقرب أنفها من مقدمة قميصه، تشم جانب عنقه متأوهه..
-لحظات العبث تلك ما تبقيني على قيد الحياة، أنا أحبك يا عبد الرحمن.
يحمد الله أنه لا يراها، يكفي أنها بين ذراعيه، يريد أن يطبقهما حولها لتلفظ أنفاسها ويرتاح
-أسلوب رخيص للتقرب مني أمام الناس، تضغطين علي، لكن يكفيني أنكِ تعلمين جيدا أني أكرهكِ، وأكره الهواء الذي يجمعنا الآن.

-لقد رددت لك أموالك التي خسرتها، وتوقفت عن فعل كل ما يضايقك، لماذا تكرهني إلى هذا الحد؟
يجيبها ببرود فرضه على صوته القاتم
-بل..لماذا أحبكِ، امنحنيني سبب واحد يجعلني افعل.
-سأمنحك فيما بعد أسبابا كثيرة، ليس الآن.
يضحك ساخرا من ثقتها في نفسها وخلطها للأمور، يسحق خصرها بدلا من أسنانه وهو يقول بغضب
-هناك بعض الديون لن تستوفيها مهما فعلتِ، جعلي نذل في نظر من أحببت، وديوث في نظر ابن أختي، أخبريني يا عاليا كيف ستصلحي تلك الأمور، كيف ستحسني صورتي أمام الناس وأنا في نظرهم جميعا شبه رجل.
يدوس على قدميها بقصد متعللا بجهله لتلك الرقصات
-إن كان هناك باقي مخططات لسرقة قلبي فأرجوكِ لا تحاولي حتى، فكرهي لكِ ملأ أركانه.
لازالت تمسد ظهره بامتلاك، وكلماته لا تزيدها إلا حبا وإذلالا.
تملأ رئتيها برائحته، وأصابعها بصلابته، تنزل بيدها نحو خصره تذوب مع حركته الراقصة، رغم قسوة حركاته وكلماته إلا أنها في عالم آخر لطالما حلمت به وبخطواته.
فليدعي كرهها كيفما شاء، وحدها تعلم كيف ستخضعه لها وتريق رجولته التي يتشدق بها أمامها الآن .
-قربني منك أكثر.
التقت عينيه بعيني أمينة في استدارته، تنفلت منه خفقاته وهو يراها بهذا الفستان الأسود فحققت أمنيته مع عاليا التي تتلحف بالبياض، الأمر معكوس وهو في المنتصف بقلب نازف حالما رآها، لماذا لم يمنحها الكآبة بلونه الباهت، بينما حجابها الفاتن وبياضها المشرق لم يستطيعا إخفاء حزن عينيها الذي ينهره على ما يفعل، وموج من الأسئلة يعصف به
كيف أتت إلى الحفل؟، هل أقلتها سيارة أجرة، حتما لم تأتِ مشيا على قدميها، يشتم في سره لخسارتها الكثير من المال لتبدو بهذا الثبات، والجمال.
فعل ما طلبته عاليا كي لا يبدو كالأحمق أمام الجميع..يكفيه حمق واحد داخلي يقتله..
-ارفعني عن الأرض ودر بي.
-لن يحدث.
تلامس مؤخرة عنقه بأصابعها، ترفع وجهها إليه بهدوء..يتنفس شذاها بغيظ..فكرر
-لن يحدث يا عاليا..لن احملكِ وألف بكِ كعاشق فاز بأميرته..لأنكِ لستِ أميرة.
على قدر ثقل كلماته، على قدر سماكة جلدها..
ابتلعت إهانتها ولم تكرر حديثها معه..إلى أن انتهت الرقصة.
***
يراقب سالم كل شيء..قربهم ..همساتهم
يرى بريق عينيها من مكانه وهو يلامس قدميها..
عاليا تحبه..كيف لم يلاحظ تلك الشرارات..هل حقا عاليا ليست بكر؟..هي من دفعته للزواج منها رغما عنه ..
يشعر بغباء منقطع النظير وهو يحسم حربا ضروس للإتيان إلى هنا.
كان يريد أن يرى..
أن يشحن بغضه وحقده نحوهم فيسن أسلحته للانتقام.
يهم بالمغادرة من على أعتاب القاعة..
يصطدم ب..أمينة..التي تجذب معها فتاتان ما يميزهما البراءة التي لا تليق بهذا المكان..
يدوس بحذاءه على طرف فستان إحداهن دون قصد فتنظر إليه بغضب وكأنه أهانها..
فيسمع صوت أمينة من جهة اليمين
سالم..كيف حالك..لماذا تغادر مبكرا-
غمامة رفيعة من الدموع تلف بياض عينيه..لكزته إيمان بعنف مشيرة نحو فستانها ويديها تعصف بإشارات عصبية أمام وجهه، وسالم لا يعي أيا مما يحدث حوله
سالم..عذرا ..الفستان-
فيخفض بصره تائها ..يرفع قدمه عن فستان أختها ..ودون حديث بتقطيبة حاجبيه..غادر..
تقول بهدوء لإيمان التي انحنت تنظف فستانها..
لم يحدث شيء يا إيمان..لم يتسخ. -
لتجذب أختيها وتدخل إلى قاعة العرس..
تراه يعانق كفها في رقصة بطيئة..ساعدت خافقها على التجمد..وانحباس أنفاسها بداخل صدرها..
انسلت اختيها من جانبها..يخترن طاولة فارغة لينتظروها..بينما هي تتابع بتعب انجذاب اجسادهم ..وتناغم حركتهم..
كانت تعلم بأنها ستحترق غيرة عليه..
لكن الإعتذار عن حضور فرحه لم يكن متاح..خاصة أنها أتت بدعوتين من عاليا وخلود..فاحتمت بأخواتها وأتت بصحبتهن لتواجه مشاعرها الصاخبة نحوه..بمشاعر الأمومة نحوهن.
تتذكر حديثها الباهب، وعينيها الحادة تخبرها
-هذه دعوتكِ يا أمينة، حتما سأنتظركِ، لا تنسي نقل الأوراق والمعاملات لشركة عبد الرحمن، فهو يصر على عدم تسريح أحد العاملين عندي، كما تعلمين أني سأترك العمل لأتفرغ لزواجي.
تتذكر جيدا النيران التي اشتعلت بأحشائها وهي تدير لها ظهرها بكبرياء أخرسها فلم ترد بموافقة أو رفض.
تكره غطرستها وتملكها وهي تفرض عليها ما تريد.
تجلس في محاولة للسيطرة على مشاعرها المتقدة، تتشاغل بعينيها بأجواء العرس.
بينما وقعت عيني أميرة على العروس فتسارعت أنفاسها غضبا، إنها الفتاة التي أتت لتصحب محمد، اتسعت عينيها كثيرا وهي تتذكرها ذلك اليوم بملابس رياضية، اختلفت عن هيئتها كثيرا اليوم لكنها هي.
هل تخدع عبد الرحمن أم محمد!
تهز رأسها بتوتر ملحوظ، تحاول التغلب على عبوس وجهها.
تسب نفسها بسبب تجاهله المتقصد لها.
الآن تحاول ربط الأحداث، من الذي ضربه، ربما عبد الرحمن دفاعا عن خطيبته!
***
اغلق الباب بعنف خلفهم، وملائكية هيئتها تصيبه بالجنون، تلك الآثمة أمامه تتلحف بالأبيض بينما النقية الأخرى ترتدي السواد معلنة الحداد الذي يحاوط أسوار قلبها
-ما تلك الجراءة أمام الناس؟!
تكمل سيرها إلى غرفة النوم، تمسك حقيبة صغيرة وضعت فوق السرير ولا تجيبه.
فيسير خلفها بثورة عارمة
-أنتِ لا حد لوقاحتكِ أقسم بربي.
تخرج ملابس شفافة من تلك الحقيبة وتهم بفتح سحابها لتخلع فستاتها أمامه، فأمسكها بقوة وصوته يخرج من جحيم قلبه
-هل ستقومين بإغوائي كما فعلتِ في الحفل.
تقرب وجهها من وجهه تسيطر على ألم كتفها تحت وطأته
-أنا قبَّلت زوجي.
-أمام الجميع!
-وماذا في ذلك؟
-تعلمين جيدا ما أقصد..
قالت بميوعة تلفح أنفاسها وجهه
-أه، تقصد أمينة؟!
اهتزت مقلتيه ببؤس متهالك أمام كلماتها فلم تمنحه هدنة ولا فرصة للحديث
-لازلت تحسب لها حساب، لقد انتهينا يا عبد الرحمن، انا قبلت بوجودها في مقابل أن أحظى بك.
يعلو صدره بغيظه غير قادر على الرد، هي تفقده صوابه، هكذا كانت الصفقة وهكذا وافق.
تشعر بالراحة من تردده، وصمته يؤازرها في صدق حدسها، هي ستزعزع أمانه وتهد أسواره، كلما عاد عادت وليس هناك نهاية لإغلاق القوس.
نفض يده عنها بعنف ما بداخله.
يستدير عنها نحو الباب، يخرج ويصفعه خلفه، تاركا إياها في تلك الليلة المشؤومة بمفردها.

***

يمسح وجهه بكفه بتعب، لقد استنزف تلك الليلة كثيرا مدعيا الثبات والصلابة بينما قلبه يلفظ أنفاسه الأخيرة مع كل نظرة من عين أمينة المنهزمة أمامه، كرِه ضعفه أمامها وهو يترك نفسه لعاليا تفعل به ما تشاء.
لم يرضيها الالتصاق به لتخبر الجميع أنها تزوجت ممن مال له قلبها، بل أتمت الزفاف بقبلة من شفتيه شهقت لها أمينة وغضت بصرها بحياء عنهما.
يمسح شفتيه بقرف يزيل عنها قبلتها الفجة، هي لا تخجل، لقد أثارت غيظه اليوم بأقسى الطرق وأخزاها.
يضرب على الكرسي الخرساني جواره، وقد خلا الطريق من المارة في ذلك الوقت.
لماذا لم يدفعها عنه؟!
لماذا لم يصفعها على هذه الجرعة المكثفة من العبث؟!
لقد رأته؟!
يمسح على شعره يفسد تصفيفه اللعين..
أمينة رأته؟!
يعلم ذلك..
لقد رأى ارتجافتها!
لقد شاهد من تلك المسافة دموعها المتلألأة تحت الأضواء؟
لقد غادرت بخجل وكسرة هو السبب فيها..
يزفر أنفاسه المشتعلة بقوة علها لا تحرقه.
يقف متوجها نحو سيارته عائدا لمنزله، فلا مكان له غيره، حتى سالم لن يستطيع المرور من تحت منزله.
دخل شقته ليواجهه الظلام، توجه إلى غرفته متعبا دون أن يبحث عنها، متمنيا هروبها أو عودتها لأخيها.
يبدل ثيابه في الضوء الخافت ويلقي بجسده فوق السرير، يقذف تلك الحقيبة لتصطدم بباب الغرفة بصخب.
يراقب دخولها غرفته بنصف عين، هي لم تنم، وهو سينام في سريره ولو شاءت هي فلتذهب إلى الجحيم، هو لن يضحي براحته لأجلها.
لحظات مرت فاستسلم إلى النوم مستعينا به على قهر قلبه.
لم يشعر بانخفاض سريره، ولا باندساسها جواره وتعلق عينيها به..حتى استسلمت هي الأخرى إلى النوم.
***
يعبث بهاتفه وهو مستلق على سريره، وشر مستطير يحلق حوله، يرتب الأفكار برأسه، نقطة ضعف عبد الرحمن الآن هي أمينة، وستكون الضربة موجهه لها، ليس هي بالضبط لكن لأصغر أخواتها.
التي بمراقبة بسيطة، شغل وقته الفارغ بها، علم أنها صاحبة عاهة تعيقها من السمع أو الحديث.
لقد رآها ترتاد مدرسة للصم والبكم، وبحيلة بسيطة حصل على رقم هاتفها.
يحاول أن يكون مؤدب كما خطط وهو يراسلها
-كيف حالك يا إيما؟موجودة؟
وصلتها رسالته ورأتها، تدفع بشعرها الثقيل إلى الخلف لتتمكن من رؤية ما يرسله جيدا
-أردت الاطمئنان عليكم، هل تحتجن لشيء؟
رسالة من رقم غريب، تفحصت الصورة..عرفته جيدا فهو ذلك الرجل الذي أوصلهم من قبل وأيضا دهس فستانها بالأمس القريب..
ورغم تعرفها عليه لم تجبه، يعلم بأنها ترى رسائله، لن ييئس من تجاهلها فستكون هي سلاحه وعليه التحلي بالصبر.
يعلم جيدا أنها لن تنجذب نحوه بمراسلة عامة على تطبيق الواتس، إنما عليه توطيدها بأشياء أخرى
تراه ينسحب من التطبيق، متسائلة عن سبب رسالته، لماذا لم يرسلها لأمينة، ومن أين حصل على رقمها؟
***
جاء مبكرا عن موعد عمله، قبل انتهاء الدوام الصباحي ليراها وهي تغادر المصعد بينما هو في انتظاره، وقف ليصافحه زملاؤه، وفعلت مثلهم
-كيف حالك يا محمد؟
يرد باقتضاب حاد
-بخير.
لا يعلم كيف خرج صوته حادا هكذا، ولم يعي أثره إلا وقد شاهد الحزن على وجهها.
لقد أتى مبكرا ليراها حبا في الله، ماذا يفعل؟
انطفاء بنيتيها، وزمة شفتيها كانت خير دليل على فظاظته، لماذا مسحت الرسائل وقد علمت أنه رآها؟
لابد وأنها شعرت بتأنيب الضمير
-كيف أنتِ؟
رفعت عينيها نحوه، تقذفه بلهفة الشوق، ممنونة لاهتمامه
-أنا بخير، آسفة لو كنت أزعجتك برسائلي، رغبت الاطمئنان عليك.
-لم تزعجيني يا أميرة، أنا فقط شعرت بالتشوش من فعلتكِ، بت لا أفهمكِ حقا.
لم ينتبها بأنهم لازالوا أمام المصعد، فاعتذرت مغادرة تلاحقها كلماته
-ليتكِ تجيبيني ليلا، سأراسلكِ.
ابتسامة نابضة تسللت لشفتيها لم تواجهه بها وهي تعطيه ظهرها ولا تجيبه.
تغير مزاجه برؤيتها، يفتقدها في الحقيقة أكثر من أي شيء.
يتوجه نحو عمله، يعد الساعات، يتحرى الوقت الذي سيعود فيه إلى منزله.
ليلا، مع دقات منتصف الليل، كان قد أعد كوب من السحلب الساخن يدفئ به يديه، وهو يكتب لها
-مستيقظة؟
فتجيبه سريعا
-أجل..
لا يضع لنفسه قيد في الحديث معها، وقد توصل إلى أنه لا يهتم لتوعد هذا الضخم، ولن ينفذ كلمات عاليا بالابتعاد، هو سيقترب، وليرى إلى ماذا سيصل، تساؤلات نحوها، ومشاعر يحملها، ولابد له من تفسير.
-لقد أتيت اليوم باكرا لأراكِ
اختلجت أنفاسها بتعبير جديد عنها، ترفع الغطاء حتى رأسها فلا تثير ضجة حولها وهي تحدثه.
-أنت لم تجب علي عندما تحدثت إليك
-أخبرتكِ بأني محتار من ردود أفعالك.
ترددت عينيها فوق الحرف وهي تكتب
-شعرت أن من واجبي الاطمئنان عليك كأي زميل يا محمد، لقد رأيتك مضمد بكدمات تملأ وجهك.
لم يستاء من تعبيرها فكتب متباطئا
-كان مجرد شجار.
انتظرت قليلا ليخبرها السبب، فلم يفعل فأرسلت له علامة استفهام، فقال متجاهلا
-مكثت عند والدي بعض الوقت، لم أستطع خدمة نفسي.
فطنت لتهربه فكتبت ساخرة
-عند تلك الجعداء؟
يضحك وهو يرفع عينيه عن الهاتف، ثم يعود ليكتب
-أخيرا هناك من يصدقني.
يتبع كلماته بأنفاسك الضاحكة مرسلا وجوها ضاحكة فتجد نفسها تبتسم مثله.
-يريد أبي أن يزوجني بها.
توقف عينيها قليلا فوق الشاشة لا تعلم ماذا تكتب فكتب لها
-أنا حتما لن أضحي بجيل كامل من أطفالي وأحفادي يحملوا نفس صفاتها.
رغم تنمره وعنصريته إلا أن كلماته عن عدم الزواج بها أراح قلبها.
-أخبرني ما هي صفات فتاة أحلامك؟
جذبته كلماتها فقال
-ليس لي فتاة أحلام، في الوقت الذي كان يخطط أصدقائي للإيقاع بفتاة، كنت منشغلا في رسوبي.
لم تستطع هذه المرة التوقف عن الضحك، حتى بدأ جسدها في الاهتزاز من تحت غطائها لتلاحظها إيمان في هذا الضوء الخافت.
يسترسل في كتابته وكأنه يكتب ذكرياته
-لقد كرهت الزواج كما تعلمين.
توقف كلاهما عن الحديث.
هي تفكر في وجود أيا من والديها، حتما لكان الأمر مختلف عما هو الآن.
بينما هو يفكر وهو يكتب
-كفاكِ الله شر المرأة ذات الصوت المرتفع، التي تلوم زوجها على كل شيء وأي شيء.
-لازلت مستاء حتى الآن منها، لقد لاقت ربها الآن، ادعو لها بالرحمة يا محمد.
ابتسامة ساخرة طفت على وجهه، متسائلا عن جواز دعائه لها، بعيدا عن ذنبها مع رجل، انتحارها؟
-حدثيني عن والديكِ يا أميرة.
-لا شيء مهم، سوى ألم الفراق الذي يظل فوق صدرك مهما مر الوقت، أكتشف مع الوقت أني لازلت طفلة بحاجة للحديث والعناق، وربما العقاب.
هاجس نبض له صدغه
-هل تخطئين يا أميرة؟
ولماذا يستثنيها؟
أليست فتاة، امرأة، تفاحة بحاجة لمن يشتهيها، سأل باندفاع
-هل تتحدثين لأحد زملائنا؟
ارتجفت من سؤاله المشين، تنتقل ببصرها نحو ساعة هاتفها، لقد مرت نصف ساعة كاملة وهي تتحدث إليه، حديث بعيد كل البعد عن الاطمئنان عنه، هادمة كل الحدود التي يمكن وضعها بين رجل وامرأة.
تلجلجت لا تعرف بماذا تجيب، وهو لازال منتظرا بشدة.
يطالع الشاشة بصمت، يراها تكتب
-أنا لاأتحدث لأغراب عادة، وليس معي أرقام أحد من العمل أو غيره حتى الفتيات، أنت لا تعلم تلك القيود التي تضعها أمينة حولنا، هي لم توافق على عملي منذ سنوات إلا بحديث سيدة تحترمها أمينة ونقدرها، أنا..
أيسخر من تناقض كلماتها، أم يشعر بالفخر لأنها رقته درجة داخل قلبها، أم يمقتها وهي تذكره بأمه التي تتحدث إلى الرجال ليلا متخفية عن الأنظار.
يمسح وجهه بثبات يقاطعها يرد عن دفاعها، مؤمنا أن أي جواب منها لن يرضيه
-لا بأس يا أميرة، أعتذر عن سؤالي.
-سؤالك منطقي رغم فظاظته، أنا لم أغضب منك، بل من نفسي، لا أعرف ما الذي يدفعني نحوك، صراحتي معك ..
ودون أن تعي سألته سؤالا مباشرا يلح عليها منذ بداية حديثهم
-تلك الشقراء التي ركبت خلفك الدراجة..أقصد يوم الامتحان..تلك ال..
اختض من سؤالها، مزيج بين الغضب والحلاوة يسمو داخل صدره فلا يعرف من الغالب.
أيخبرها السبب الذي جمعه وعاليا، أم يخبرها بخفقات قلبه التي ازدادت وهي تعلن اهتمامها به؟
وسؤال أخير رجح كفة القتامة
هل تلفت نظره نحوها؟
تجر قدمية؟
خطوة نحو الإغواء.
-لقد حضرت حفل زفافها منذ أيام، زوجها عبد الرحمن مدير أمينة في العمل.
حسنا، لقد أظلمت الدنيا أكثر، فبتساؤلاتها حاصرته من جميع الطرق، وبأسوأ الطرق
***
قراءة ممتعة💋


هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 01-02-22, 09:42 PM   #158

Hayette Bjd
 
الصورة الرمزية Hayette Bjd

? العضوٌ??? » 404791
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 586
?  نُقآطِيْ » Hayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع
جميل وهم ..
عاليا فعلا مريضة موهومة ما عندي معلومات عن الماشوزية غير أن الواحد يحب إيذاء نفسه.. ربما لهذا عاليا تحب و تنجذب لعبد الرحمن ترى كلماته اللاذعة عادة أمرا عذبا تقتات عليه نفسها المريضة.. عاليا غريبة الأطوار أين ستصل..
محمد كمية عقد نفسية تجاه المرأة تساؤلاته حول و أميرة و اقتناعه بأن اي اجابة لن ترضيه اكبر دليل على أنه بالأساس لا يؤمن للنساء عموما .. عاليا طلبت منه الإبتعاد عن أميرة اي لأنها نفذت بعد موافقة عبد الرحمن.. لكن محمد هذه المرة يقترب بداعي الفضول الذي ويلاته ستكون قاسية على كلايهما فهو لن يقتنع إلا أن إلى الحافة معها.. أو ربما انكشاف المستور فيقضي ماتبقى يجلد ذاته التي ظلمته أمه.. ربما
إيمان اظنني فعلآ سأحبها فهي تبدو عقلانية غير مندفعه تجيد التعامل مع الأمور لعلها تربي سالم..
لا أدري اي حظ تعس ذاك الذي وضع أمينة في طريق عاليا لي تصبح هدف من يريد الثأر لنفسه ... ما أقرب رد فعلها للفتاة الطبيعية و لكن المكالمة جدا و جدا...
تسلم ايدك الفصل ممتع يطرح الكثير من التساؤلات الأكيد مارح اقدر اهبد فيها ههه


Hayette Bjd غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-02-22, 12:01 AM   #159

شمسالحياة

? العضوٌ??? » 415742
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 173
?  نُقآطِيْ » شمسالحياة is on a distinguished road
افتراضي

فصل ولا اروع مع كل فصل الاحداث بتعلى وبتوضح
محمد عقدة نفسية بسبب والدته تركت عنده انطباع سئ عن المرأه بوجه عام
الخوف هنا إنه يستبيح علاقته بأميرة ويعطي نفسه التبريرات لده بحجة ان كل النساء فاسدات
سالم تحول من الشاب المنطلق اللي فاتح دراعاته للحياة إلى شاب سوداوي إنتقامي لكن ظني إن إيمان هتكون نقطة تحول تنتشله من البير المظلم اللي وجد نفسه فيه
عبد الرحمن وما أدراكي ماعبد الرحمن والحسرة التي تملأ نفسه خسر ابن اخته وخسر حبه وهو مش شايف انه فاز بشئ بالعكس هو شايف نفسه خسر كل شئ هو ضحى في سبيل حماية أمينة واخواتها وابن اخته من براثن الوقوع بين مخالب عاليا المنفلته اللي مرت بتجربه مفيش راجل شرقي هيقبلها على رجولته
شابوووه لولو الحبكة والسرد كماالعادة إبداع

هالة حمدي likes this.

شمسالحياة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-02-22, 12:52 AM   #160

عزيزات

? العضوٌ??? » 479608
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 211
?  نُقآطِيْ » عزيزات is on a distinguished road
افتراضي

روووووووووعة يعني ما خليتي شيء نضيفه بعد الفصل جمييل جدا بس قصير شوية .يعني انا طمعانة في كرمك تطولي الفصل اكثر 😙😙😙😙

عزيزات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:53 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.